يجب أن تختار
باغو بالوفا**
كنتُ
أجلس بهدوء تام على الكُرسي خلف مكتبي الخاص داخل مبنى شركتي العملاقة أتأمل بذهول
على شاشة حاسوبي الأخبار..
منذ
يومين حصلت مجزرة كبيرة في المدينة ومن قتلوا هم أفراد العصابات و رؤسائها.. حتى حيواناتهم الأليفة والخدم تم قتلهم.. ما حدث هو إبادة جماعية لرؤساء المافيا في البلد.. وفي
الأمس تم حرق جميع ممتلكات ريكو بيلوني في إيطاليا..
بلعت
ريقي بقوة وهمست بذهول
"
من فعل ذلك بنا؟!.. من الذي تجرأ على فعل ذلك بالمافيا الإيطالية؟!.. من هو يا
ترى؟!.. من المُستحيل أن تكون الشرطة قد فعلت ذلك كما يتم نشر ذلك على الأخبار..
من فعلها لديه نفوذ قوية في المافيا ويعرف تماما أفرادها وخاصةً ريكو بيلوني
"
شتمت
بغضب وضربت قبضة يدي على سطح مكتبي وهمست بغُل
"
تباً لذلك.. جميع البضائع التي دفعت ثمنها لذلك القذر بيلوني تم حرقها في
المستودعات.. من فعل ذلك جعلني أخسر مائة مليون دولار نقداً دفعتُها مُسبقاً
للحقير ريكو.. "
اشتعل
بي الغضب على خسارتي الكبيرة والتي لا تعوض.. الليلة كان يجب أن أستلم البضاعة من
ذلك القذر ولكنها احترقت بالكامل..
ضغطت
على زر الهاتف أمامي وعندما سمعت صوت مُساعدتي أمرتُها بحدة قائلا
"
اتصلي بـ فيليبو في الحال.. أريدهُ هنا أمامي في أقل من دقيقة "
نظرت
أمامي بحقد ووقفت ومشيت باتجاه الجدار الزجاجي العملاق في مكتبي.. نظرت إلى
المدينة بحدة بينما كنتُ أتوعد بداخلي للفاعل بانتقام لا يرحم.. سأنتقم من الحقير
الذي تسبب في خسارتي.. سأنتقم منه شر انتقام..
ثواني
سمعت طرقة خفيفة على الباب ثم صوته ينفتح وصوت خطوات خفيفة تقترب.. التفت إلى
الخلف ورأيت رئيس حرسي ويدي اليمنى فيليبو يقف باحترام في وسط الغرفة ينتظر أوامري
كعادته..
تنهدت
بعمق واستدرت وكلمتهُ بحدة قائلا
"
بالطبع اكتشفت بأننا الليلة لن نستلم أي بضاعة لعينة بسبب احتراق جميع مستودعات التابعة للقذر ريكو.. واللعين ريكو بيلوني هاتفه
مُغلق ولا يُجيب على جميع هواتفه اللعينة "
اقتربت
من فيليبو ونظرت إليه بغضب وهمست بفحيح
"
أريدُك أن تجد لي الفاعل حتى أجعلهُ يدفع الثمن غالياً على خسارتي.. اذهب في الحال
وتحرى لي عن الفاعل "
ثم
ابتسمت بخبث وتابعت قائلا بشر
"
وعندما تجدهُ لي حينها سأتصرف "
أجابني
فيليبو موافقا باحترام وغادر المكتب بهدوء.. استدرت ونظرت أمامي بحقد وهمست بكره
لا حدود له
"
سأجعل المُتسبب في خسارتي يدفع ثمنا باهظا على ما فعلهُ بي.. لقد فتح أبواب الجحيم
عليه.. فمن يلعب معي عليه أن يتحمل النتائج "
استدرت
ومشيت ببطء باتجاه مكتبي وجلست وتابعت عملي بهدوء...
بابلو**
وقفت
في الردهة أنظر أمامي بتوترٍ شديد بينما كنتُ أفرك قبضتاي ببعضها وأنتظر بقلق خروج
كتالينا من القبو..
معرفتي
لوجود ابنة البروفيسور في قبضة مونرو الآن أخافتني جداً.. لم أستطع تحمُل الصدمة
عندما اكتشفت بأن تلك الفتاة هي ابنة البروفيسور رافاييلي بيلوني.. ولم أستطع التصديق
بأنها حبيبة ريكو.. هناك ثغرة في الموضوع وسر خطير.. بانبلينا بيلوني من المستحيل
أن تكون حبيبة ريكو الحيوان..
وبينما
كنتُ أفكر بذلك رأيت بسعادة الأنسة كتالينا تفتح باب القبو وتخرج منه وما أن رأتني
ركضت وأمسكت بكتفيها وسألتُها بلهفة كبيرة
"
ماذا حدث مع بانبي؟!.. أرجوكِ أخبريني بأنكِ استطعتِ إقناع السيد مونرو بأن يرحمها
قليلا ولا يؤذيها "
تأملتني
كتالينا بحقد وأزالت يداي عن كتفها وهتفت بغضب أعمى في وجهي
"
ولماذا أنتً مُهتم بتلك السافلة والعاهرة؟!.. لماذا أنتَ خائف عليها؟! هل تُحبها
بابلو؟.. أخبرني واللعنة.. هل تُحب تلك الساقطة حبيبة الحقير ريكو؟.. تكلم أيها
الغبي.. هل تُحبها؟!!... "
نظرت
إليها بذهول وهمست بصدمة كبيرة
"
ما الذي تتكلمين عنه أنستي؟!.. بالطبع لا أُحب ابنة البروفيسور كامرأة.. بل
أعتــ... "
توسعت
عيناي بصدمة كبيرة وتوقفت عن التكلم عندما اقتربت كتالينا وأمسكتني من ياقتي
وجذبتني بعنف ليلتصق صدرها الجميل في صدري.. تأملتني بنظرات غاضبة نارية وهتفت
بجنون بوجهي
"
بل ماذا أيها الأحمق؟!.. هل كنتَ ترفضني وترفض حُبي لك طيلة هذه السنوات
بسببها؟!.. تكلم واللعنة... "
بلعت
ريقي بقوة ليس خوفاً منها بالطبع بل لأنني استنشقت رائحتها الجميلة والمثيرة..
وقلبي الخائن نبض بعنفٍ شديد بسبب قربها مني.. تأملتُها بحزن ولم أحاول ابعادها
عني.. تنهدت بقوة وأجبتُها بهمس
"
أنستي أنا لا أحب بانبلينا بيلوني كامرأة بل أعتبرها بمثابة شقيقتي الصغرى "
تأملتني
كتالينا بعدم التصديق وحررت ياقتي من قبضتها وهتفت بغضب وبألم
"
كاذب.. أنتَ تكذب بيبو.. أخبرني كيف لك أن تُحب تلك السافلة كشقيقةٍ لك؟!.. أخبرني
في الحال "
تأملتُها
بنظرات حزينة ولأول مرة في حياتي أعترف عن ماضيّ المؤلم لأحد.. ولكن ليس لأي أحد
بل لأنستي الجميلة كتالينا بيلاتشو..
تنهدت
بعمق وقلتُ لها بألمٍ شديد
"
كنتُ في السادسة من عمري عندما تم قتل والدي وأمي وشقيقتاي أمامي.. والدي كان اليد
اليمنى للبروفيسور رافاييلي بيلوني.. في تلك الليلة دخلت أمي إلى غرفتي وهي خائفة
جداً.. أيقظتني من النوم وقالت لي بأننا سنلعب معاً وطلبت مني أن أختبئ في الخزانة
ولا أخرج منها مهما سمعت.. "
رأيت
كتالينا تتأملني بنظرات مذهولة ولكنها لم تسمع كامل القصة.. فما سأقوله لها
سيجعلها تبكي.. وأنا لا أريدُها أن تبكي بسببي أبداً.. نظرت إلى البعيد وتابعت
بألم وبغصة كبيرة قائلا
"
بالطبع نفذت ما طلبته مني أمي واختبأت في الخزانة.. وعندما خرجت من غرفتي سمعت دوي
إطلاق نار مُخيف في الخارج.. فجأة سمعت صوت تحطم للباب وسمعت خطوات كثيرة داخل
الغرفة ولكن لم أخرج كما طلبت مني أمي ثم فتح رجل الخزانة وكان يضع قناع من القماش
على وجهه ولكنه لم يراني لأن والدتي كانت قد وضعت الملابس أمامي بشكلٍ مُرتب
لأختبئ خلفها.. لكنني رأيته خاصة عندما خلع القناع عن وجهه وهتف بحقد.. أين هو ابن
ذلك السافل الحقير.. كنتُ أرتعش من الخوف ولم أحاول التحرك.. وبعد أن خرج ذلك
الرجل برفقة من معه من غرفتي وبسبب فضولي الطفولي خرجت من الخزانة وبدأت أهتف بهمس
و بخوف باسم والدتي.. سمعت صوت صرخات الخدم وأصوات مُخيفة جداً لذلك قررت أن أخرج
من غرفتي وأذهب لأختبئ في غرفة شقيقتاي "
توقفت
عن التكلم ومنعت نفسي من البكاء بينما كنتُ أتذكر بوضوح ما حدث في تلك الليلة..
رغم صغر سني إلا أنني لم أنسى شيئاً عن تلك الليلة المُرعبة..
بلعت
ريقي بقوة وهمست بغصة مؤلمة
"
ركضت باتجاه غرفة شقيقتاي وما أن دخلتُها لم أجدهما بل وجدت الغرفة مُحطمة بالكامل..
شعرت بالخوف وركضت باتجاه السلالم وتجمدت بأرضي عندما رأيت ما يحدث في الأسفل في
الطابق الأول في غرفة الصالون.. رجال ملثمين كانوا يحاصرون والدي و أمي وشقيقتاي وذلك
الرجل الذي كان في غرفتي كان يضرب والدي ويُهدده بقتل أمي و شقيقتاي إن لم يعترف
أين أنا ويعترف له إن اكتشف البروفيسور بأنه من سرق البضائع منه.. "
توقفت
عن التكلم وسالت دمعة حزينة على وجنتي وتابعت بألم قائلا
"
رأيتهُ برعب يقتل شقيقتاي برصاصة في وسط جبينهما ثم أمي.. صوت صرخات والدي
المتألمة لا أستطيع إزالتها من رأسي أبداً.. ثم رأيت برعب ذلك الرجل يُفرغ مسدسه
في جسد والدي.. وبعدها خرج برفقة رجاله بهدوء من القصر.. "
مسحت
دموعي بغضب وهمست بحرقة
"
في تلك الليلة جلست بين جثثهم أبكي بخوف وأطلب من والداي أن ينهضا مع شقيقتاي ونهرب
من هنا.. ولكنهم لم يستجيبوا لي.. ثم غرقت في النوم على كتف أمي.. بعدها استيقظت
ورأيت رجل كبير في العمر يحملني وهو يتأملني بحنان ويطلب مني أن لا أخاف منه..
وذلك الرجل كان البروفيسور رافاييلي بيلوني "
رفعت
رأسي ونظرت إلى كتالينا ورأيتُها بحزن تبكي بصمت وهي تستمع إلى حديثي.. ابتسمت لها
برقة واقتربت ومسحت دموعها بأناملي وهمست لها باعتذار
"
لا تبكي بسببي أنستي "
ثم
ابتعدت عنها قليلا وتابعت بغصة قائلا
"
ذهبت إلى قصر البروفيسور وطلب مني أن أخبره بما رأيته وفعلت ذلك.. أخبرتهُ
بالتفصيل بما حدث وعندما انتهيت سألني إن كنتُ أتذكر وجه الرجل الذي فعل ذلك
بعائلتي وأجبتهُ موافقاً.. وبينما كان يضع أمامي صور عديدة للرجال على الطاولة
سمعت صوت رجل يهتف في الخارج بغضب.. استطعت أن أتذكر صوت ذلك الرجل المُخيف وأخبرت
البروفيسور بذلك.. فحملني ووقفنا أمام النافذة وأشرت له بخوف نحو الرجل الذي أرعب
عائلتي في الأمس.. وذلك الرجل لم يكن سوى فيتو بيلوني شقيق البروفيسور "
توقفت
عن التكلم ونظرت أمامي بغضب وهمست بألم
"
شقيق البروفيسور هو من قتل عائلتي وخان شقيقه.. قتل عائلتي لأن والدي كان اكتشف
بأنهُ من سرق البروفيسور.. فيبو بيلوني تحرك بسرعة قبل أن يُخبر والدي القائد
رافاييلي بخيانته وقتل عائلتي.. "
نظرت
أمامي بشرود وتابعت قائلا
"
البروفيسور انتقم طبعا من فيتو رغم أنهُ شقيقه.. قتلهُ رغم أنه شقيقه الصغير..
وقام بتربية أبنائه وبتربيتي.. كنتُ أعلم كم تألم البروفيسور بسبب خيانة شقيقهُ له
وكنتُ أعلم كم أحبه وكم تألم لأنه اضطر لقتله.. "
توقفت
عن التكلم ونظرت إلى الأنسة كتالينا بجدية تامة وتابعت قائلا
"
رافاييلي بيلوني قام بتربيتي كابنٍ له وعندما كبرت جعلني مُساعدهُ الأول.. ولم
أرفض لهُ طلباً واحداً في حياتي لأنهُ عوضني عن خسارتي لعائلتي.. كان الأب و الأم
والأخ بالنسبة لي.. وعندما طلب مني أن أذهب لأكون رئيس حرس السيد مونرو لم أعترض
أبداً.. والأهم.. "
توقفت
عن التكلم ونظرت في عمق عينيها الباكية وتابعت قائلا بجدية تامة
"
والأهم بأنهُ كان يتصل بي يومياً ويسألني عن مونرو وإن كنتُ سعيداً.. وكان يُخبرني
بسعادة لا توصف عن ابنته الوحيدة.. كان يُخبرني في كل يوم عن مدى حُبه لابنته
بانبلينا وكم هي طفلة رقيقة وحساسة وتُحب الحياة.. والأهم أخبرني بأن ابنته لا
تتفق مع أولاد عمها بتاتاً ولا تُحبهما "
تنفست
بقوة وبعمق وتابعت قائلا بثقة تامة
"
وهذا يعني بأنه من المستحيل أن تكون بانبلينا بيلوني قد وقعت في حُب ريكو بيلوني
القذر.. أنا متأكد من ذلك "
أغمضت
عيناي بقهر وهمست بألم
"
وأنا الآن أقف أمامك ضائعاً.. ضائعاً بين ولائي للبروفيسور وحماية ابنته وبين
ولائي للسيد مونرو.. أشعرُ بالضياع الكُلي ولا أعلم كيف أتصرف "
فتحت
عيناي وتأملت كتالينا بذهول عندما شهقت وقالت بحزن
"
آسفة بيبو.. لم أكن أعلم كم تألمتَ في طفولتك.. ولم أكن أعرف ما فعلهُ البروفيسور
من أجلك.. فهو ساعدك كما ساعد شقيقي مومو.. ثم هل شقيقي يعلم عن ماضيك؟! "
أجبتُها
بسرعة وبصدق
"
لم أخبرهُ سابقاً عن ماضيّ المؤلم.. لكن أظن البروفيسور قد أخبرهُ.. فالسيد
بيلاتشو يعرف بأن البروفيسور هو من قتل أخاه فيتو بسبب خيانتهِ له.. وهذا يعني
بأنهُ يعرف السبب "
تأملتني
كتالينا بحزن وقالت
"
لم يُخبرني مومو عن ذلك.. ربما احتراما لمشاعرك فضل الصمت.. والآن ماذا ستفعل
بخصوص ابنة رافاييلي بيلوني؟!.. أنتَ بالطبع لن تخون شقيقي وتساعد تلك الفتاة!!..
مونرو حالياً غاضب وناقم على الحياة ولا يرى أمامهُ سوى الانتقام وسبق وهددك بنفسه
بأنهُ سيقتلك إن ساعدتها بالهروب.. كيف سوف تُساعدها؟!.. أرجوك لا تتهور وتجعل
مومو عدواً لك "
للمرة
الأولى تتكلم كتالينا معي بطريقة حضارية مُتفهمة.. تأملتُها بنظرات حنونة وأجبتُها
بصدق
"
لا تقلقي أنستي لن أتهور.. من المستحيل أن أخون السيد.. فهو بمثابة شقيقي أولا قبل
أن يكون صديقي ورئيسي.. سأفكر بحل وأحاول مُساعدة ابنة البروفيسور دون إغضاب السيد
"
فجأة
توسعت عيناي بذهول وشهقت بقوة عندما ركضت كتالينا وعانقتني وقبلتني قبلة عنيفة على
شفتاي.. وقفت جامداً بأرضي بذهول مُتسع العينين بينما كانت تسحق شفتاي بقبلة
أفقدتني أنفاسي..
وقبل
أن أدفعها برقة بعيداً عني توقفت عن تقبيلي ورفعت رأسها وداعبت خدي بأناملها وقالت
بنبرة مثيرة جعلتني أفقد نبضات قلبي معها
"
حبيبي الوسيم كم أنتَ رائع.. أصبحت أحبُك أكثر الآن.. بيبو يا قلبي أنا أعشقُك
بجنون.. ألا تشعر بي وبحبي لك حبيبي؟! "
بلعت
ريقي بقوة وأبعدتُها بحزم عني وقلتُ لها بتوتر
"
أنستي أنا.. أنا.. لا أفعل.. أنتِ بالنسبة
لي كشقيقتي الصغرى.. يجب أن تُخرجيني من قلبك لأنني لا أستحق حُبكِ لي ولأنني في
ضعف عمركِ و... "
توقفت
عن التكلم عندما انتفضت كتالينا بغضب وهتفت بألم مزق قلبي
"
توقف عن رفضي ورفض حُبي لك.. "
ثم
رفعت ذراعها اليمنى ولوحت بأصبعها السبابة أمام وجهي بتهديد هاتفة
"
أنتَ ستكون لي.. لي أنا فقط.. سترى.. أنتَ لي ولن أسمح لك برفضي بعد اليوم "
وغادرت
مُسرعة من أمامي راكضة باتجاه السلالم.. تأملتُها وهي تبتعد بألم وهمست بحرقة
"
سامحيني أنستي.. سامحيني أرجوكِ.. أنا لا أستطيع أكون لكِ أبداً "
استدرت
وغادرت متوجها نحو مكتبي لأفكر بإيجاد حل وبسرعة لإنقاذ بانبلينا من صديقي
الغاضب...
بانبلينا**
صرخت بخوف عندما سقطت على السرير بينما ذلك الأصلع يقترب
مني ببطء.. حاولت أن أنهض وأفر هاربة منه لكن انتفض قلبي بعنف عندما رمى مونرو
بيلاتشو جسدهُ فوقي وحاصرني به وأمسك مُعصماي ورفع ذراعاي خلف رأسي و تأملني
بنظرات جمدت دمائي من الخوف..
رأيتهُ بفزع يبتسم بخبث وهمس بحقد
" حان الوقت لانتقم "
ولكن قبل أن أحاول فتح فمي والتوسل إليه الرحمة أمسك
بحملات قميصي وسحبها بعنف لتتمزق.. وهنا وصوت صرخاتي ملأ أرجاء الغرفة بكاملها....
بدأت أركله بعنف بينما كنتُ أبكي بشكلٍ هستيري عندما
أزال قميص النوم الممزق عن جسدي وأصبحت عارية تماما أسفله..
شهقت بقوة ونظرت إليه برجاء من بين دموعي الساخنة وهتفت
بجنون بوجهه
" توقف أرجوك.. لا يمكنك أن تغتصبني.. لا تفعل ذلك
بي أرجوك.. ارحمني.. لا تفعل ذلك بي... "
رأيتهُ يتأملني بنظرات كارهة وحاقدة أرعبت روحي قبل جسدي
الضعيف أسفله.. فجأة رأيتهُ بصدمة كبيرة يبتسم بحقارة وقرب وجهه من وجهي لدرجة
شعرت بأنفاسهِ الساخنة تحرق فمي وأنفي..
نظر في عمق عيناي وهمس بفحيح مُرعب
" ومن قال بأنني سألمسكِ أيتها اللعينة وأغتصبكِ؟!
"
أمال رأسه إلى اليمين قليلا وتأملني بنظرات شريرة مُرعبة
وتابع قائلا بحقد
" أنا من المستحيل أن ألمس حبيبة العاهر ريكو.. بل
من المستحيل أن ألمس امرأة أخرى بعد حبيبتي رالبيكا.. أنتِ هنا لأفرغ غضبي بكِ
وأُمارس ساديتي عليكِ.. سأتفنن بتشويه جسدكِ القذر الذي لمسهُ الحقير.. سأستمتع
بتجربة أدواتي وألعابي السادية عليكِ أيتها القذرة "
نظرت إليه بذعر إذ بصدق لم أفهم ما يعنيه بـ ساديته وأدواته
وألعابه السادية.. هل هي أدوات للتعذيب؟!.. بالتأكيد هي كذلك..
شهقت بألمٍ شديد وسالت دموعي أضعافاً عندما أمسكني من
عنقي وضغط عليه بقوة بقبضته ورفعني قليلا ليلتصق أنفي بأنفه.. كنتُ أختنق وأحاول
ابعاد قبضته عن عنقي لأتنفس لكنني تجمدت عندما همس بحقارة بوجهي
" أريدكِ عارياً دائما هنا.. لا ملابس لكِ بتاتاً
أيتُها القذرة.. وحالياً استريحي لحين أن يتم تجهيز غرفتي الحمراء هنا.. ولكن
بعدها أعدكِ بأنني سأجعلكِ ترين الجحيم أمامكِ "
حرر عنقي من قبضته وبدأت أسعل بقوة وأنا أحاول ستر عُري
جسدي عنه.. لكن لدهشتي لم يهتم بتاتاً بالنظر إلى مفاتن جسدي.. بل كان ينظر في عمق
عيناي المُرتعبة باستمتاع وبحقد..
شهقت بقوة وقلتُ له ببكاء بينما كنتُ أرتعش بجنون أسفله
" لا يمكنك تعذيبي.. لا يمـــ... "
توقفت عن التكلم عندما تلقيت صفعة قوية منه جعلت رأسي يغرق
في الوسادة.. من قوة صفعته شعرت برأسي ينفصل عن جسدي..
انتحبت بجنون وبكيت بألم وبذعر لا يوصف عندما أمسكني من
خصلات شعري ورفعني وأجبرني على النظر إليه.. تأملني بنظراتهِ المُرعبة وهتف بحنق
وبغضب بوجهي
" ولماذا لا يمكنني تعذيبكِ أيتها الغبية والعاهرة؟..
من يمنعني عن تعذيبكِ الآن؟.. لا أحد.. واللّه وحدهُ يعلم كم أرغب في هذه اللحظات
بقتلكِ "
شهقت بقوة وهتفت لهُ بخوف
" أبي هو من يمنعُك عن قتلي وتعذيبي.. تذكر أرجوك..
تذكر وعدك له.. لقد وعدتهُ في ذلك النهار بأنك ستحميني رغم رفضك لشروط وصيته..
تذكر ذلك أرجوك "
ساد الصمت في الغرفة بطريقة غريبة.. غريبة جداً.. فقط
كان صوت شهقاتي المسموع بها وصوت أنفاس ذلك الأسد الغبي والمُخيف والذي يتربع فوقي
مثل الأسد المتوحش على وشك أن ينقض على فريستهُ الضعيفة..
نظراته لي كانت في البداية نظرات ذهول ودهشة ثم تحولت
إلى غاضبة.. صرخت بضعف عندما أمسكني بـ كتفاي وشرع يهزني بعنف وهتف بجنون
" كيف عرفتِ بذلك أيتها اللعينة؟... تكلمي كيف..
"
عندما توقف عن هزي أجبتهُ بصوتٍ مرتعش وأنا أبكي بفزع
" كنتُ أختبئ في الغرفة السرية وسمعت حديثك مع
والدي.. و... "
وهنا جُن جنونه للأسد المتوحش وبدأ يصفعني صفعة تلو
الأخرى والأخرى والأخرى حتى سالت الدماء من فمي ومن أنفي.. سقطت على الفراش ورفعت
كلتا يداي أحاول حماية وجهي من صفعاته بينما كنتُ أرتجف بجنون أسفله وأبكي
بهستيرية..
" كاذبة لعينة وحقيرة.. كيف سمعتِ حديثنا أيتها
القذرة؟.. هل أخبركِ البروفيسور عن وصيته؟.. تكلمي واللعنة... كيف أيتها اللعينة
استطعتِ أن تُحبي ذلك الحقير ريكو وتخوني والدكِ؟!.. تكلمي أيتها العاهرة.. اعترفي
قبل أن أقتلكِ "
توقف عن صفعي فجأة بينما كنتُ أنتحب وأشهق وأرتعش بجنون
أسفله.. كنتُ على وشك فقدان الوعي لكنه رفعني من كتفاي وهزني بعنف وهتف بحدة وبغضب
أعمى
" تكلمي قبل أقتلكِ أيتها اللعينة.. تكلمي...
"
فتحت عيناي المُتورمة وتأملتهُ بخوف وهمست لهُ بضعف
" أنا من المستحيل أن أُحب من قتل أبي أمامي.. ريكو
بيلوني و شقيقهُ كاسترو قتلا والدي أمامي في تلك الليلة.. وأنت.. أنتَ لم تحميني
منهما كما وعدتَ والدي.. لم تأتي أبداً وتحميني منهما.. فــ.. في.. في... "
بدأت أرى وجه الأسد الغاضب أمامي يدور ويدور ويدور..
أغمضت عيناي وهمست بضعف قبل أن يغمى عليّ
" الوصية في الغرفة السرية في المكتبة في قصر
والدي.. اذهب بنفسك و.. وتأكد من صدق كلامي و... و.. من براءتـــ.. "
وهنا غرقت في ذلك الظلام المُريح.....
مونرو بيلاتشو**
سقط رأسها إلى الخلف وفقدت الوعي تماماً.. كنتُ جامداً
أنظر إليها بذهول وأنا أتأمل وجهها المتورم وعلامات صفعاتي الحمراء مطبوعة عليه..
الدماء كانت تسيل من ركن فمها ومن أنفها ومع ذلك لم أتحرك بتاتاً بسبب الصدمة التي
تلقيتُها للتو..
ريكو و كاسترو هما من قتلا أبي الروحي؟!!.. ربما ريكو نعم
لكن كاسترو صديقي!!!.. لا مُستحيل أن يكون كاسترو قد فعل ذلك بعمه.. هي تكذب..
الحقيرة تكذب عليّ لأرحمها...
رفعتُها عاليا أكثر من كتفيها وشرعت أهزها بعنف وأنا
أهتف بجنون
" اااااعععععععععععععععععععععه..... استيقظي أيتها
اللعينة واخبرني بالحقيقة.. استيقظي أيتها القذرة والعاهرة.. اعترفي بالحقيقة
أيتها السافلة.. أنتِ وبالاتفاق مع ريكو قتلتما أبي الروحي لتحصلا على جميع أملاكه
بعد أن عرفتِ بالوصية.. اعترفي أيتها اللعينة... "
لكن الحقيرة لم تستيقظ.. رميتُها بعنف على الفراش ووقفت
وأنا أتنفس بسرعةٍ رهيبة.. الغضب أعماني عن حق هذه المرة.. اشتعل الغضب بداخلي..
عقلي حاليا كان يخوض صراع تام بين تصديق ما قالته وبين تحليل تصرفاتها الحقيرة
والأهم تحليل كيف أصبحت حبيبة القذر ريكو..
خرجت من الغرفة وأمرت الحراس بحراستها جيداً بعد أن
أقفلت الباب بالمفتاح ووضعته بجيب سترتي.. صعدت إلى مكتبي واتصلت بـ بابلو وأمرته
ليأتي على الفور..
كنتُ أفكر.. أفكر بحقد بما قالتهُ لي ابنة والدي
الروحي.. ولكن طبعا لم أصدقها لتلك اللعينة..
دخل بابلو إلى الغرفة ووقف أمامي وسألني بقلق
" أنتَ بخير سيدي؟ "
نظرت إليه بحدة ثم أمرته
" هل الجميع جاهزون؟.. حان الوقت لنذهب ونُدمر جميع
أملاك ريكو بيلوني في إيطاليا "
أجابني بابلو موافقا وخرجت برفقته إلى مستودع الأسلحة
السري في قصري.. تم أخذ الأسلحة الثقيلة مثل آر بي جي و قوارير الوقود التي تم
تعبئتها منذ ساعات للمهمة وخرجت برفقة بابلو وجميع حُراسي خارج القصر..
في هذه الليلة قمتُ باقتحام جميع أملاك ريكو بيلوني وتم
أخذ الأوراق الهامة من خزائِنه وبعدها أمرت بتدمير جميع ممتلكاته والمستودعات
السرية التابعة له..
وآخر زيارة لي كانت لشركتهُ.. طبعا أخذت من خزنتهِ
السرية الملفات وتم سكب قوارير البنزين في جميع الطوابق وعندما خرجنا من المبنى وقفت
بعيدا وحملت على كتفي أر بي جي وأطلقت صاروخاً على شركته..
نظرت باستمتاع إلى المبنى الذي انفجر نصفه بينما نصف ما
تبقى منه اندلع حريق هائل به.. ابتسمت بخبث ونظرت إلى بابلو وأمرتهُ بهدوء
" عليك الآن أن تأخذ جميع الملفات التي وجدناها في
خزائِن الحقير وسلمها إلى العميد هنري.. سلمهُ الملفات مع تحياتي الحارة له.. ولا
تتأخر بالعودة بابلو إلى القصر "
استدرت وغادرت المكان بهدوء برفقة رجالي وتوجهت إلى قصري..
كنتُ أجلس بملل في الصالون أنتظر وصول بابلو.. وعندما
وصل أخبرني بأنه نفذ المهمة وسلم جميع الملفات إلى العميد هنري.. بعد صعوده إلى
غرفته جلست بهدوء أفكر بانتقامي بتلك الفتاة ولكن فجأة دخل حارس وكلمني بخوف قائلا
" سيدي.. السيد إيثان بوربون وصل للتو وهو يرغب
برؤيتك.. هل نسمح لهُ بالدخول؟ "
تأففت بملل وأشرت له بيدي ليخرج وقلتُ له بنبرة ماكرة
" دعهُ يدخل "
ابتسمت بخبث ونظرت أمامي بتسلية بينما كنتُ أتذكر كيف
اتصلت بزوجة إيثان المثيرة في الأمس وأخبرتُها بأن زوجها الحبيب قد تحرش وتغزل
بشقيقتي البريئة..
بطريقة غريبة وغير متوقعة إيثان بوربون أصبح مُقرباً مني
قليلا.. لقد ساعدني عندما توفيت حبيبتي وطلب من شقيقهُ الطبيب ماركو بوربون
مُساعدتي..
ثم ساعدني إيثان بطريقة غير مُباشرة مع الشرطة عندما
أخبرته بأنني سأحرق المدينة الليلة وانتقم.. فالعميد هنري صديقاً مُقربا له و
إيثان طلب منهُ أن يجعل عناصر الشرطة تغض النظر قليلا عن أفعالي..
و في الأمس عندما ذهبت شقيقتي لتنفذ أوامري لها بقتل
جميع من يحبهم ريكو بيلوني وجميع أصدقائه أتى إيثان بوربون غاضباً بسبب المجزرة
التي ارتكبتها شقيقتي.. وطبعا عندما وصلت كتالينا إلى القصر تغزلت به أمامي..
هذا مُقرف.. كيف تغزلت به شقيقتي وأمامي؟!.. رغم أنهُ
ساعدني إلا أنني ما زلت غاضباً منه بسبب ما فعلهُ بي منذ سنتين ونصف خارج الملهى
الليلي..
ابتسمت بخبث وقهقهت بمتعة بينما كنتُ أتذكر كيف قال عن
شقيقتي بأنها رائعة بعد صعودها إلى غرفتها وهنا هددته بأنني سأتصل بزوجتهِ الجميلة
شارلي وأخبرها بأن زوجها المُحب تغزل بشقيقتي..
أردت أن أستفزه وفعلت ذلك وطبعا هددتهُ بها إن لم يجعل العميد هنري يصمت
عن حرقي للمدينة الليلة.. والغبي صدقني.. فما أن غادر قصري اتصلت بزوجته وأخبرتُها
بحزن مصطنع بأن زوجها خدش حياء وبراءة شقيقتي وأخافها للموت لأنه تغزل بها وأراد
التقرب منها..
سأدفع نصف ثروتي لأعرف ما فعلت به زوجتهِ المثيرة
شارلي..
" بوربون.. أين أنت؟ "
سمعت الغبي إيثان يهتف بغضب أعمى باسمي.. قلبت عيناي
بملل ورأيت الغبي يدخل ويقف أمامي وهو يشتعل من الغضب.. تأملتهُ بنظرات بريئة
قائلا
" ماذا؟!.. لماذا أنتَ غاضب بوربون؟!.. وما سبب
زيارتك الغير مُرحب بها؟!.. أقصد المُفاجئة طبعاً "
اختف غضبه وتأملني بذهول ثم كتف يديه وحدق ببرود تام
إليّ
كتمت ضحكتي عندما اقترب ليقف أمامي وهتف بحنق من بين
أسنانه
" من أين لك برقم زوجتي؟!.. ولماذا اتصلت بها أيها
الغبي وأخبرتها بأنني تغزلت بشقيقتك الشيطانة؟!.. تبا لك بيلاتشو لقد قامت الحرب
في منزلي بسبب غيرة زوجتي عليّ.. اضطررت للتوسل إليها حتى تصدقني بأن شقيقتك ليست
بريئة بتاتا وبأنني لم أتغزل بها.. حقير لعين "
لم أستطع كتم ضحكاتي إذ أطلقتُها من قلبي ولم أستطع
التوقف عن الضحك بينما إيثان كان يتأملني بصدمة كبيرة.. شتمني اللعين وجلس على
الأريكة أمامي وتأملني بحدة
ثم هتف بغيظ
" عندما تتوقف عن الضحك أيها اللعين أتمنى أن تموت
بانفجار في القلب.. وبعدها سنتكلم عن اللعنة التي فعلتها الليلة.. وبعدها سأحاسبك
لأنك اتصلتَ في الأمس بزوجتي وجعلتني أتشاجر معها "
توقفت عن الضحك وتأملتهُ بتسلية قائلا
" كيف سنتكلم إن مُت بانفجار في القلب أيها
الغبي؟!.. ثم لقد إستحقيتَ انتقامي الصغير منك في الأمس.. أنتَ مُستفز وحقير
بوربون.. والآن أخبرني ماذا فعلت بك زوجتك الجميلة شارلي؟.. أحترق على النار
لمعرفة ما فعلته بك.. للأسف لم تقتلك كما كنتُ أتوقع منها أن تفعل "
وقفت ووضعت كلتا يداي بجيب سروالي وابتسمت بسعادة بينما
كنتُ أتأمل إيثان بتسلية كبيرة وهو يشتمني الأحمق
عندما انتهى من شتمي تأملني بغضب وهتف بغيظ
" توقف عن الابتسام بتلك الطريقة الغبية أيها
اللعين واجلس أمامي ودعنا نتحدث "
تأملتهُ بنظرات خبيثة وقلتُ له باستفزاز
" أرى علامة جميلة على عنقك.. يبدو بأنك استطعت
إرضاء زوجتك وتهدئة غيرتها.. أيها المحظوظ اللعين.. كنتُ أتمنى فعلا لو أنها قتلتك
وأراحت البشرية منك وجعلتني أرتاح منك.. مؤسف فعلا.. ثم أنا أقف الآن لأسكب لك بنفسي كأساً من
الويسكي.. تعلم كم أنا أعشق الواجبات والالتزام بأصول الضيافة.. حتى لو كان ضيفي غير
مُرحب به في قصري وأحمق تماماً "
تأملني بنظرات حادة وهتف بغضب
" توقف عن شتمي أيها اللعين واعفني من أصول
ضيافتك.. والآن اجلس ودعنا نتكلم "
جلست بهدوء على الأريكة وقلتُ له بحزن مُصطنع
" كنتُ فعلا أرغب بسكب كأس من الويسكي لك.. ولكن
بما أنك لا تُحب الضيافة و أصولها لنتكلم "
كتمت ضحكتي عندما اصطكت أسنانه وكادت أن تتحطم بسبب
ضغطته عليها.. نظرت إليه ببراءة عندما همس بحدة وبغضب بوجهي
" إياك أن تتصل بزوجتي مرة أخرى وتتكلم معها..
شارلي خط أحمر ولن أسمح لك بالاقتراب منها والتكلم معها مرة أخرى.. هل كلامي واضح
بيلاتشو؟ "
استرخيت بجلستي ووضعت ساقاً فوق الأخرى وسألته ببراءة
" هل تُهددني بوربون وفي قصري؟ "
تأملني بحدة وأجابني العاهر
" فسر كلامي كما يحلو لك.. ولكن ضع برأسك بأنني لن
أسمح لك بأن تقترب من زوجتي.. والآن ما اللعنة التي فعلتها في المدينة وفي أنحاء
إيطاليا؟.. لقد أحرقتَ جميع ممتلكات ريكو بيلوني الخاصة.. تباً مونرو لقد أشعلت
المدينة بكاملها.. هل فقدتَ عقلك؟ "
اشتعل الغضب بداخلي وهتفت بحدة بوجهه
" لم أفقد عقلي بوربون.. فذلك اللعين استحق انتقامي
منه.. لو كان يمتلك مدينة نابولي بكاملها كنتُ أحرقتُها كذلك "
توسعت عينيه بذهول وهمس إيثان بنبرة هادئة
" إذاً ريكو بيلوني هو من قتل رالبيكا.. أليس
كذلك؟! "
اختفى الهواء من أمامي وكسى الحزن ملامحي وهمست بألمٍ
شديد
" نعم.. هو من قتل حبيبتي وأحرق روحي بعد خسارتي
لها.. هو من قتلني وجعلني مُجرد جسد يتنفس لا حياة بداخله.. هو السبب "
تأملني إيثان بنظرات حزينة وقال
" اكتشفت ذلك أنا و العميد هنري بعد أن أحرقت جميع
ممتلكات ريكو وبعد أن قتلت الكابوس في الأمس جميع من يحبهم ريكو وخاصةً الكلاب المساكين.. ولكن لماذا أخفيت ابنة البروفيسور طيلة خمس سنوات لديك و.... "
انتفضت بغضب وهتفت بجنون بوجهه
" لم أفعل.. هي لم تكن في قبضتي.. ولكن الآن هي
كذلك.. سأحرق روحها لأنها حبيبة ريكو القذر و... "
وقف إيثان وهتف بصدمة كبيرة
" ماذا؟!!!.. ابنة البروفيسور هي حبيبة ريكو ابن
عمها!!!.. لا مُستحيل.. هناك سوء تفاهم.. ثم ماذا ستفعل أيها المجنون بابنة والدك الروحي؟!..
إنها ابنة البروفيسور.. هل تفهم ما يعنيه ذلك؟.. هي ابنته "
أجبته ببرود أعصاب تامة
" أعرف.. أنا أعرف جيداً بأنها ابنة والدي الروحي..
وذلك لن يوقفني عن الانتقام من حبيبة ريكو "
وقف إيثان وهتف بذهول
" وبكل برود أعصاب تقولها.. رغم معرفتك بهويتها ما
زلتَ مُصراً على الانتقام منها لأنها حبيبة ريكو!.. أنتَ مجنون "
" أنا مجنون.. نعم.. هل لديك مانع بأن أكون
مجنوناً؟ "
سألتهُ بخبث وتأملتهُ بغرور.. تنفس إيثان بغضب واقترب مني ووقف أمامي وهمس بحدة
" أحمق وغبي ومُتسرع في قرارتك.. ولا ليس لدي مانع
بأنك مجنون.. لأنك مجنون رسمي أيها الأحمق "
أشرت له بملل ليجلس وهتفت للخادمة لتجلب كأسا من المياه
لضيفي المُزعج لأنه سيحتاجه.. وبعدها تشاجرنا لساعتين ونصف بخصوص ابنة
البروفيسور..
في النهاية استسلم إيثان ووقف وقال لي بثقة وبحزن
" ستندم لاحقاً عندما لا ينفعك الندم.. من الواضح
أنك تكره الاستسلام ولن تتوقف عن انتقامك اللعين.. لكنك ستندم عندما يزول غضبك.. صدقني بيلاتشو ستندم وكثيراً
"
تأملتهُ ببرود بينما كان يُغادر ثم جلست وفكرت من جديد
بكلمات حبيبة ريكو.. وقفت بسرعة وركضت صاعدا إلى غرفة بابلو.. اقتحمت غرفته ورأيت
بابلو يجلس على سريره وهو يرتدي فقط سروال منامته..
تأملني بدهشة بينما كنتُ أقترب منه وأمرته
" ارتدي ملابس بسرعة.. سنذهب إلى قصر البروفيسور
"
عقد حاجبيه وسألني بدهشة
" سنذهب في هذا الوقت المتأخر إلى قصر
البروفيسور!.. لكن لماذا؟ "
تأملتهُ بتمعن وأجبته
غادرت الغرفة وأعطيت تعليماتي لرجالي ليتجهزوا ثم صعدت
إلى جناحي ووقفت أمام الخزنة التي فتحتُها للتو.. أخرجت المفتاح ونظرت إليه بحزن..
مفتاح قصر البروفيسور والذي لم أسلمه لـ كاسترو وأمرتهُ
و ريكو بعدم الدخول إلى القصر لحين ظهور الوريثة الشرعية.. ووضعت المفتاح في خزنتي
الخاصة..
وضعته في جيب سترتي وخرجت من القصر وتوجهت مُسرعاً
باتجاه سيارتي الرباعية الدفع وجلست خلف المقود أنتظر بابلو..
وصل بابلو وجلس على المقعد بجانب السائق.. نظرت أمامي
وقلتُ له
" ضع حزام الأمان واسترخي "
أدرت المُحرك وقدت بسرعة جنونية باتجاه قصر والدي الروحي..
وصلت أمام البوابة العملاقة وسلمت مفتاح البوابة لحارسي ليفتحها.. ثواني قليلة
أوقفت السيارة في وسط الساحة وترجلت منها برفقة بابلو وأمرت رجالي بانتظاري هنا..
تقدمت عدة خطوات ووقفت بحزن في المكان الذي سقط به جسد
بروفيسور جثة هامدة في تلك الليلة.. نظرت إلى الأرض وهمست بحزن
" إن كان ما اعترفت به ابنتك صحيحا لن أسامح نفسي
أبدا أبي.. لن أسامح نفسي أبدا لأنني لم أحميك وأحميها في تلك الليلة "
تنهدت بقوة وصعدت الدرجات القليلة برفقة بابلو وأخرجت
المفتاح وفتحت باب القصر.. أشعل بابلو زر الإضاءة ونظرت بألم في أرجاء القصر
المهجور.. الغبار والأتربة كانت تملأ المكان ورائحة الرطوبة كانت تقتل..
اقتربت من النافذة وفتحت زجاجها وتنشقت الهواء بقوة..
سمعت خطوات بابلو تقترب ووقف خلفي وكلمني بحزن قائلا
" لم تُخبرني لماذا أتينا الليلة إلى هنا؟ "
نظرت إلى الخارج وأجبته
" ابنته قالت لي منذ ساعات بأن ريكو و كاسترو هما
من قتلا البروفيسور "
ساد الصمت لدقائق ثم أخبرت بابلو عن الغرفة السرية في
المكتبة.. وأخبرته بالتفصيل ما قالته لي ابنة البروفيسور..
" كان لدينا شكوك بأن ريكو هو من قتل عمه.. لكن أن
يكون كاسترو متورط بذلك هذه مفاجأة كبيرة لنا.. أظن سيدي حان الوقت لنذهب ونبحث عن
الغرفة السرية في المكتبة "
التفت وتأملته بنظرات هادئة وأومأت له موافقا وصعدنا باتجاه
المكتبة.. بحثنا لوقتٍ طويل عن الغرفة السرية ولكن دون جدوى.. وبينما كنتُ أشتُم
بغضب لأنني صدقت تلك اللعينة سمعت بابلو يهتف بقوة
" سيدي.. سيدي تعال بسرعة.. لقد وجدت شيئاً "
استدرت ورأيت بذهول بابلو يقف أمام خزانة كبيرة من
الكُتب ورأيتهُ يرفع رف العلوي ثم ضغط على شيء بالداخل ورأيت بذهول الخزانة
الكبيرة تُزاح ببطء ثم بسرعة ليظهر خلفها باب سري..
توسعت عيناي بذهول هامساً
" مُستحيل.. هي لم تكذب عليّ... "
ركضت ودخلت إلى الغرفة المظلمة ثم فجأة أضاء الضوء
بداخلها لأنظر على يميني وأرى بابلو يضع يده على زر الإضاءة.. ابتسم بخفة وأشار لي
باتجاه الأمام..
نظرت أمامي ورأيت في وسط الغرفة طاولة مستطيلة عليها ملف
لونه أصفر من الغبار.. شتمت بعصبية لأنني أكره الغبار والأوساخ ولكنني مُجبر على
رؤية ذلك الملف..
تقدمت وأخرجت منديلي ومسحت بقرف الظرف وأمسكته بطرف أصابعي
ورفعته.. تجمدت نظراتي بذهول عندما رأيت عنوانه والمكتوب بخط العريض.. وصية
رافاييلي بيلوني النسخة الأصلية..
بلعت ريقي بقوة وفتحته وبدأت أقرأ بذهول محتوى الوصية..
بنود كثيرة وضعها أبي الروحي حتى يُجبرني على الزواج من ابنته..
ولكن الذي لفتَ نظري رؤيتي للبند الأخير.. إن لم أتزوج
من ابنته قبل بلوغها السن الثالثة والعشرون سيتم توزيع جميع الممتلكات إلى جمعيات
خيرية..
طبعا لا أهتم بالأملاك وبالسلطة.. ولم أهتم للبند الأخير
ولكن عندما أردت إغلاق الملف سقطت ورقة مطوية منه على الأرض.. انحنيت وأمسكت
بالورقة وتأملتُها بتعجُب..
فتحتُها وفورا تجمدت عيناي بحزن على خط يد البروفيسور
والذي من المستحيل أن أُخطئ به.. وبدأت بحزن أقرأ رسالته..
( إلى مونرو بيلاتشو ابني الروحي..
إن كنتَ تقرأ هذه الرسالة فهذا يعني بأنني غادرت هذا
العالم رغماً عني.. لقد كتبت لك هذه الرسالة مُباشرةً بعد مُغادرتك مكتبي ورفضك
لطلبي بأن تتزوج من ابنتي..
سامحنِ بُني لأنني أُجبرك على فعل ذلك.. سامحني إذ لم
يتبقى لي سوى هذا الخيار.. بعد أن نبهتني من ريكو رأيت بأنك مُحق.. ولذلك اتصلت
بالمحامي فرانك وقمت بزيادة بنود عديدة على وصيتي..
لدي شعور بأن موتي قد اقترب.. لذلك أنا أتوسل إليك بأن
توافق على الزواج من ابنتي قبل بلوغها لسن الثالثة والعشرين.. احمي ابنتي مونرو..
احميها من أجلي لو سمحت..
بانبي هي روحي وحياتي وعالمي.. ابنتي بريئة جداً ولا
تعرف بأنني رئيس وزعيم مافيا.. بانبلينا بريئة و طفولية جداً ولا تستطيع الدفاع عن
نفسها.. لذلك أمنيتي الوحيدة في الحياة والتي أتمنى أن تُحققها لي هي بأن تتزوج
منها وتحميها إلى الأبد..
والأهم أبعد عنها ريكو و كاسترو.. لا تجعلهما يقتربان
منها..
لا تخذلني أرجوك ونفذ وصيتي لك.. نفذ وصيتي الوحيدة لك..
لطالما اعتبرتُك بمثابة الابن لي ولم أهتم بتاتا بأنك ابن عدوي..
لا تفكر بأنني أطلب منك معروفاً ورد الجميل لي.. يمكنك
الرفض إن أردت.. ولكنني أب.. أب يشعر بالخوف الشديد على ابنتهُ الوحيدة..
أرجوك مونرو تفهم مشاعري الأبوية نحو بانبلينا ووافق على
الزواج منها وحمايتها.. وتذكر بأنني سأظل أحبك كابن مهما كان قرارك النهائي..
الوداع. )
شتمت بغضب ولكن قبل أن أعترض على محتوى الرسالة سمعت بابلو
يهتف بحدة
" مونرو.. عليك أن ترى ما أراه الآن وبسرعة "
هل نداني باسمي للتو؟!!!.. فكرت بذهول واستدرت ونظرت
إليه بتعجُب.. لأول مرة منذ سنوات يُناديني بابلو باسمي.. ولكن بابلو جحظ عينيه
وأشار لي بهما باتجاه اليسار.. حركت نظراتي بذلك الاتجاه ورأيت شاشة تلفاز كبيرة
ممتلئة بالغبار وبجانبها جهاز خاص لتسجيل كاميرات المراقبة..
وضعت الرسالة بالملف وأمسكته بيدي واقتربت من بابلو وسألته
بتعجُب
" ماذا هناك؟! "
ابتسم بابلو بوسع وقال بسعادة
" كنتُ مُحقا بتفكيري.. ريكو و كاسترو هما من قتلا
البروفيسور "
تنهدت بقوة وسألته بقهر
" وما هو الدليل على كلامك؟ "
ابتسم بابلو بوسع وأشار لي بيده نحو جهاز التسجيل وقال
" هذا الجهاز تم تشغيله في لحظة الهجوم الذي تم في
تلك الليلة.. هناك من قام بإدارته وسجل الهجوم لحظة بلحظة.. والجهاز تابعَ التسجيل
لمدة شهر بكامله حتى امتلأ مخزونه وتوقف عن التسجيل.. وأنتَ مونرو عليك أن ترى
بنفسك ما حدث في تلك الليلة "
نبض قلبي بقوة بينما كان بابلو يضغط على الجهاز ثم وقف
وكتف يديه على صدره ونظر إلى الشاشة.. حركت نظراتي باتجاه الشاشة وبصدمة كبيرة
رأيت بالتفصيل ما حدث في تلك الليلة هنا..
تسارعت نبضات قلبي عندما رأيت ريكو يُزيل القناع عن وجهه
ورأيت بذهول كاسترو يمسك بابنة البروفيسور و.. وهنا شعرت بألمٍ عميق.. ألم لا يوصف
عندما رأيت ريكو يقتل أبي بتلك الطريقة.. ثم رأيت كيف ضرب كاسترو بانبلينا على
رأسها وجعلها تغيب عن الوعي..
وشاهدت بألم كيف ركل ريكو بقوة جسد البروفيسور ثم كاسترو
فعل المثل وهو يحمل بانبلينا بذراعيه وغادر المكان برفقة رجاله الملثمين..
أغمضت عيناي وصرخت بهستيرية
" لااااااااااااااااااااااااااااا.. لا لا لا لا لا
لا لا.. لاااااااااااااااااا... لا لا لا لا لا لا.. لماذا؟!..
لماذااااااااااااااااا؟.... "
كنتُ أحترق بشدة بداخلي بسبب ما حدث لأبي الروحي.. كنتُ
أحترق بجنون لأنني لم أستطع مساعدته فقد كنتُ في فرنسا برفقة كتالينا في تلك
الفترة.. وكنتُ أحترق كالجحيم لأنني اكتشفت متأخراً بأن كاسترو كان مُشتركا مع
شقيقه القذر بقتل عمهما..
وتألمت أكثر لأنني قتلتهما لسببٍ آخر.. تألمت جداً لأنني
لم أقتلهما بسبب ما فعلاه بأبي رافاييلي..
أطفأ بابلو الجهاز واقترب مني وهمس بحزن قائلا
" ماذا ستفعل الآن سيدي؟.. هل ستطلق صراح ابنة
البروفيسور؟ "
نظرت إليه بحدة بينما جسدي كان يشتعل بنار الحقد و الكره
و الغضب و السخط.. حركت رقبتي بقوة وسُمعت طقطقة العظام في أرجاء الغرفة.. رفعت
رأسي بشموخ وهمست بفحيح وبشر وبوعيد
" لن يحدث ذلك أبداً.. على جثتي لن أسمح لها
بالتحرر من قبضتي.. ريكو أحبها وعليها أن تدفع الثمن لأنها حبيبته "
تأملني بابلو بذهول ثم هتف بغضب
" هل فقدتَ عقلك؟.. هي لا ذنب لها كما رأيت وهــ...
"
انتفضت وأمسكتهُ بعنف من ياقة قميصه وجذبته بقوة ونظرت
في عمق عينيه وهمست له بحدة
" إنتبه جيداً على ألفاظك بابلو وكيف تتكلم معي..
إياك أن تُهينني مجدداً وإلا أفرغت مسدسي في رأسك.. ولن أهتم بأنك صديق عمري..
وتلك الفتاة كان ريكو يُحبها.. وعليها أن تتحمل انتقامي لأن ذلك القذر أحبها
"
تأملني بابلو بقهر وهتف بحدة
" لن أسمح لك بأذيتها سيدي "
ولدهشتي الكبيرة رأيته يسحب سلاحه ورماه باتجاهي لألتقطه
بسرعة وسمعتهُ بصدمة يهتف بحدة
" عليك أن تختار الآن سيدي.. إما أن تقتلني أو
سأقتل نفسي بيدي لأنني لم أستطع حماية ابنة البروفيسور منك ومن غضبك وانتقامك
الأعمى "
" هل جُننتَ بابلو؟!!!.. هل فقدتَ عقلك أيها
المخبول؟!.. أنا من المستحيل أن أقــ.. "
قاطعني بابلو هاتفا بقهر وهو يجثو على ركبتيه أمامي
ويرفع رأسه ويتأملني بحزن
" ما دُمتَ مُصراً على قرارك من الانتقام من الأنسة
بانبلينا عليك أن تختار سيدي.. يجب أن تختار والآن.. إما أن تقتلني بنفسك أو أقتل
نفسي... عليك أن تختار.. والآن "
نظرت بذهولٍ شديدٍ إليه عندما أمسك بيدي ووضع فوهة
المسدس في وسط جبينه وهتف بعنف
" أقتلني والآن.. لن أسمح لنفسي بالعيش بينما أراك
تنتقم من ابنة والدنا الروحي والتي يجب أن تكون في حمايتنا.. هياااااااا اقتلني
"
نظرت إليه بصدمة كبيرة ثم أغمضت عيناي وصرخت صرخة من
أعماق روحي المتألمة وتحركت وأطلقت النار....
انتهى الفصل
روعه هافن
ردحذفحياتي أنتِ شكراااااااااااا
حذفجميل جدا
ردحذفشكرا لكِ حبيبتي
حذففعلا مجنون مونرو كيف يفكر بالانتقام منعا اعتقد انه سيفعل الثمن غاليا معاها عندما يقع في غرامها...... شكرا هافن انت مبدعة
ردحذفأشكركِ يا قلبي
حذفونعم مونرو أعماه الانتقام ولا يرى سواه في عينيه للأسف
احسنت حبيبتي 💕💕
ردحذفشكرا لكِ يا فلبي
حذفرائعه شيقه جداا في الانتظار
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذف💖💖💖💖💖
ردحذفحياتي
حذفشو هلابداع الحلو ذيك هافن يسلموا دياتك على هالجمال
ردحذفشكرااااااااااا
حذفحبيت بابلو جدا وكيف يريد حمايتها .... اما مونرو دا غبي واعماه الانتقام وهي يعرف جيدا انها لاذنب لها....تسلم ايدك البارت يجنن 💓
ردحذفأشكركِ لأنكِ أحببتِ روايتي يا قلبي
حذفللأسف مونرو غارق بالغضب وبالكره وبالانتقام
روووعه🌹
ردحذف