رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 5
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. رهيب ورهيب وابداع مفيش ذيو

    ردحذف
  2. ااخ يا القهر!!! بابلو ما توقعته حقير!!
    يارب كتالينا تعامله هو والجدار واحد وتطنشه الحيوان، وتحب الي احلى واصغر عنه العجوز الكلب

    ردحذف
    الردود
    1. ياه يا قلبي
      في الحقيقة أحببت جداااااااااااااااااااااا تعليقك
      أحببته جداااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  3. صدمنا بك يابلو جدا دا انت غبي جدا لماذا ساكت كل هذا الوقت ولم تخبرها.
    فكرت هل ممكن كتاليا تكون كوبل مع بالفو.
    كالعادة تسلم ايدك البارت يجنن ❤

    ردحذف
  4. بابلو طلع متزوج صدمة حقها خطية ولازم فعلا تنتقم لنفسها مادري ليش ما حسيتهم متوافقين في العلاقه بمكن راح تلاقي كتالينا شخص آخر مناسب اكثر لشخصيتها

    ردحذف
    الردود
    1. كلامكِ صحيح حبيبتي
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 5

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 5 - السر



السر




بانبلينا**



حركت جفوني بسبب شعوري بحريقٍ خفيف في فمي وفي أنفي.. شهقت بألم وانتفضت برعب عندما شعرت بشيءٍ بارد على خدي الأيمن..

 

فتحت عيناي بذعر ورأيت تلك المُخيفة شقيقة الأصلع تجلس بجانبي وهي تمسك بيدها دواء مُطهر و قطنة كبيرة.. تأملتُها بخوف وجلست وابتعدت عنها وسترت جسدي بــ.. نظرت إلى الأسفل ورأيت سترة نسائية من الجلد سوداء اللون على جسدي..

 

أمسكت بها بإحكام وارتديتُها بسرعة ورفعت السحاب ونظرت إلى تلك الفتاة المُخيفة بفزع وسألتُها بذعر

 

" لماذا أنتِ هنا؟!.. ماذا كنتِ تفعلين بي ؟! "

 

شعرت بألمٍ شديد في ركن شفتي وتأوهت بألم ورفعت يدي وتحسست مكان الألم بأناملي برقة.. استطعت الشعور بالجرح ولم أستطع كتم تأوهاتي المتألمة.. انتفضت برعب عندما تأملتني تلك المُخيفة بنظرات غاضبة وهتفت بحدة

 

" أيتُها الغبية ماذا برأيكِ كنتُ أفعل؟.. كنتُ أغتصبكِ يا حمقاء..  غبية فعلا.. كنتُ أهتم بجروح وجهكِ المتورم.. هكذا تشكرينني بعد اهتمامي بكِ وخاصةً بعد أن تكرمت وخلعت سترتي وسترت بها جسدكِ "

 

احمرت وجنتاي من الخجل لأنها رأتني عارية.. نظرت إليها بحياء وأجبتُها بصدق

 

" أشكركِ لأنكِ ساعدتني أنستي "

 

رفعت حاجبها عاليا وقالت بغرور

 

" أنتِ تكبرينني بعدة أشهر فقط.. لا أُحب كلمة أنستي.. يمكنكِ مُناداتي بـ كاتي.. اسمي الكامل كتالينا بيلاتشو ولقبي هو الكابوس "

 

نظرت إليها بخوف إذ تذكرت بأنها الكابوس التي أرعبت نصف سكان إيطاليا بجنونها.. لقد سمعت عنها طبعا من قبل كاسترو و ريكو..

 

فعندما خطفني كاسترو في البداية توسلت إليه ليعترف لي عن سبب قتله لوالدي هو وشقيقه.. لقد أجابني بحقد بأن والدي هو رئيس مافيا في إيطاليا.. وأخبرني بأن والدي فعل المستحيل حتى لا أكتشف حقيقة عمله.. وأخبرني بأنهما قتلا أبي ليحصلا على الزعامة والأملاك..

 

بالطبع لم أصدقه بخصوص عمل والدي فأبي رافاييلي لطالما قال لي بأنهُ تاجر سيارات.. وعندما أخبرت كاسترو بذلك ضحك عليّ وبدأ يُخبرني عن أعمال والدي وكم رجل قتل في حياته.. أخبرني عن المنظمة وعمل والدي الحقيقي..

 

رفضت في البداية تصديق كلامه ولكن بعدها جلب لي ملفات وأدلة تُدين والدي..

 

رغم اكتشافي لحقيقة عمل والدي إلا أنني لم أستطع أن أكرهه لأنه كان أحن أب في الكون بنظري وسيظل إلى الأبد كذلك..

 

وفي يوم أتى كاسترو غاضبا جداً وقام بضربي لينفث عن غضبه قليلا.. وبينما كنتُ أبكي أمامهُ من الألم والفزع أخبرني بأنهُ ضربني لآن هناك من أفشل محاولتهم في قتل صديقهُ اللعين منذ عدة أشهر.. وهو كان غاضب لأنهُ اكتشف منذ قليل بأن ذلك الكابوس لا يتعدى الخامسة عشر فقط من عمره وهو مُقرب من صديقهُ القذر..

 

لم أفهم طبعاً ما قاله ولكن سمعتهُ يهمس بغضب بأن ذلك الكابوس تحول إلى كابوساً مُرعباً يُخيف الجميع في شوارع إيطاليا وأفراد العصابات..

 

وطبعا اكتشفت بأن ذلك الكابوس ليس سوى فتاة وهي شقيقة مونرو بيلاتشو ذلك الأسد المُخيف..

 

رأيتُها تتأملني بنظرات خبيثة ثم غمزتني وقالت بنبرة ماكرة

 

" لا أرى علامات عضات على جسدكِ.. يبدو واضحاً بأن مومو لم يلمسكِ "

 

احمرت وجنتاي أكثر ثم شهقت بقوة عندما وضعت كيس من الثلج على وجنتي وقالت بأمر

 

" امسكيه جيداً.. فأنا لستُ حاضنة أطفال لكِ.. عليكِ أن تشكري حظكِ لأنني أتيت لأطمئن عليكِ بعد ذهاب مومو وإلا كنتِ نزفتِ للموت من أنفكِ "

 

ثم وقفت وتابعت قائلة بخبث

 

" مومو لا يعلم بأنني قمتُ بنسخ نسخة كاملة عن مفاتيحهُ هنا في القبو.. لذلك لا تُخبريه بأنني أتيت وساعدتكِ وإلا قتلتكِ.. أما الحُراس في الخارج لن يتفوهوا بحرف أمامهُ بأنني أمتلك نسخة عن مفاتيحه وأتيت لزيارتكِ فهم يخافون مني المساكين "

 

يحق لهم أن يخافوا منها فهي مجنونة.. فكرت بخوف بذلك وسمعتُها تضحك بمرح ثم قالت بخبث

 

" والآن يجب أن أستعيد سترتي.. اخلعيها في الحال.. شقيقي مومو يريدكِ عارية تماماً هنا "

 

توسعت عيناي بذعر ثم استدرت في جلستي ووضعت كيس الثلج جانباً وخلعت السترة ووضعتُها جانبا ثم ضممت جسدي المُرتعش من البرد وشكرتُها بصوتٍ مهزوز

 

" شكراً لأنكِ ساعدتني "

 

رأيتُها بطرف عيناي تأخذ كيس الثلج وسترتها وقالت بهمس وكأنها تُكلم نفسها

 

" لا تفرحي كثيراً بمساعدتي لكِ.. لقد فعلت ذلك من أجل حبيبي بيبو فقط "

 

وخرجت من الغرفة بهدوء وأغلقت الباب خلفها.. تكورت على نفسي وضممت جسدي بكلتا يداي وبكيت بخوف من مصيري المجهول مع ذلك الأسد الهمجي...

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

 

نظرت بذهولٍ شديدٍ إلى بابلو عندما أمسك بيدي ووضع فوهة المسدس في وسط جبينه وهتف بعنف

 

" أقتلني والآن.. لن أسمح لنفسي بالعيش بينما أراك تنتقم من ابنة والدنا الروحي والتي يجب أن تكون في حمايتنا.. هياااااااا اقتلني "

 

نظرت إليه بصدمة كبيرة ثم أغمضت عيناي وصرخت صرخة من أعماق روحي المتألمة وتحركت وأطلقت الرصاصة....

 

طبعاً كنتُ حركت يدي عاليا وأطلقت النار خلفه.. تنفست بقوة ورميت المسدس بعيداً ثم جلست على ركبتاي أمام بابلو ونظرت إليه بألم وهمست لهُ بحرقة

 

" لا تفعل ذلك بي بابلو.. لا تقُم بامتحاني بهذا الشكل مرة أخرى.. أنا لا أريد أن أخسرك أخي.. بل لا أستطيع تحمُل خسارتك.. إياك أن تفعل ذلك مُجدداً.. حياتُك عندي لا تُقدر بثمن "

 

تأملني بابلو باحترام ثم عانقني بأخوية وهمس بحزن

 

" سامحني سيدي.. لكن أنتَ تعلم بأنني لن أستطيع السماح لك بأذية ابنة البروفيسور.. أرجوك لا تؤذيها سيدي إكراماً لوالدنا الروحي.. فهو يستحق أن نقوم برد الجميل له بعد كل ما فعلهُ من أجلنا "

 

أبعدت بابلو عني قليلا ونظرت في عمق عينيه بنظرات جامدة لا حياة بها..

 

بابلو لا يعلم بأنهُ يطلب مني فعل المستحيل الآن.. بابلو لا يعلم بأن قلبي ما زال يحترق في الجحيم على حبيبتي رالبيكا.. لا أحد يعلم كم روحي تتألم بسبب غيابها عني.. ولا أحد يعلم بأنني فقدت نصف روحي ونصف قلبي ونصف حياتي بعد موت حبيبتي..

 

فكرت قليلا كيف يمكنني جعل بابلو يصمت ويدعني أنتقم من حبيبة ريكو دون أي إعتراض منه.. وطبعا لم يكن أمامي سوى الحل الوحيد بأن أستخدم نقطة ضعف بابلو لمصلحتي.. قد يأتي يوم ويسامحني على ما سأفعلهُ به الآن.. بابلو لم يترك لي خياراً آخر..

 

ولأول مرة في حياتي قررت أن أستخدم التهديد مع بابلو..

 

وقفت وساعدتهُ ليقف وقلتُ له بهدوء

 

" بابلو.. أنتَ لن تتدخل في قراراتي وبما سأفعله بابنة البروفيسور "

 

توسعت عينيه وتأملني بذهول هاتفاً

 

" مونرو.. أنتَ جاد!!.. ما زلتَ مُصراً على تنفيذ انتقامك من تلك البريئة!!.. لا.. لن أسمح لك.. لن أقتل نفسي فلا تقلق ولكن لن أسمح لك بأذية بانبلينا بيلوني فقط لآن ريكو الحقير قد أحبها.. سأذهب الآن وأُخرجها من ذلك القبو وأحميها بنفسي منك "

 

وقفت جامداً أتأملهُ وهو يستدير ويمسك مسدسه ويضعه في الحزام على خصره ثم استدار ومشى مُسرعاً باتجاه الباب.. ولكن قبل أن يخرج تنفست بعمق وهتفت بقوة

 

" بابلو إن خرجتَ من هنا وحاولتَ تنفيذ ما تفوهت به للتو سأطلب من رجالي ليذهبوا إلى تورينو ويجلبوا لي ابنتك الصغيرة والجميلة صوفي "

 

سمعت خطواته تتوقف وصوت أنفاسهِ السريعة ملأت أرجاء الغرفة..

 

استدرت ونظرت إليه بهدوء.. رأيت بحزن جسده يرتعش وهو يستدير.. وقف يتأملني بنظرات مصدومة وهمس بذهول

 

" كيف عرفت بوجود صوفي؟!! "

 

نظرت إليه بنظرات حنونة وآسفة وأجبته بصدق

 

" بروفيسور رافاييلي أخبرني عنها "

 

رأيت فكهُ يرتعش بقوة وأناملهُ تهتز بقوة.. كورت قبضتاي بقوة واقتربت لأقف أمامه وقلتُ له باعتذار

 

" آسف بابلو.. انسى ما تفوهت به للتو.. أنا من المستحيل أن أبتزك عبر ابنتك.. ولكن اظن صديقي حان الوقت لتجتمع من جديد بزوجتك وابنتك الوحيدة "

 

توسعت عينيه بذهول فابتسمت له بحنان ووضعت يدي على كتفه وربتت بخفة عليه وقلتُ له بحزن

 

" نعم بابلو.. سبق وأخبرني والدي الروحي عن زوجتك ليديا وابنتك صوفي.. لقد أخبرني بأنها هجرتك وحرمتك من ابنتك بسبب عملك "

 

رأيت بحزن فكهُ يرتعش بينما كان يتأملني بتعاسة.. أبعدت يدي عن كتفه وتابعت قائلا له

 

" منذ سنة قررت أن أبحث عن ابنتك و زوجتك ووجدتهما في إيطاليا وتحديدا في تورينو.. لقد عادا إلى إيطاليا منذ ثلاث سنوات.. أردت أن أعوضك قليلا وأجعلك تنسى ألمك وحُزنك عليهما لذلك قررت أن أبحث عنهما من أجلك.. ذلك المُحقق القذر والذي سبق وعينته ليبحث لي عن ماضي زوجة إيثان بوربون الحالية هو نفسهُ من وجد لي زوجتك وابنتك "

 

ابتسم بابلو بسعادة وبدأ يسألني عنهما بلهفة.. أين يسكنان وكيف هو وضعهما وكيف هي ابنته وهل تعرف بوجوده.. عندما أجبته عن جميع أسئلته ساد الصمت لوقتٍ طويل في الغرفة السرية

 

ابتسم بابلو برقة ثم تأملني بخجل وسألني بهمس

 

" هل أخبرتَ الأنسة كتالينا عنهما؟ "

 

اختفت ابتسامتي فوراً وتنهدت بعمق وأجبتهُ بصدق

 

" هذه هي مُشكلتنا الوحيدة.. أنا مونرو بيلاتشو أشعر بالخوف عندما أُفكر بالاعتراف لشقيقتي بأنك رجل متزوج ولديك ابنة أصبحت مراهقة وعمرها خمسة عشر سنة "

 

بلع بابلو ريقه بقوة وهمس بحزن

 

" سأعترف لها بنفسي سيدي والليلة.. "

 

توقف عن التكلم ثم تأملني بتوتر وتابع قائلا

 

" أنا صدقاً سيدي أُحب الأنسة كتالينا كشقيقةٍ لي فقط.. و.. و... "

 

قاطعتهُ بسرعة قائلا

 

" أعلم بابلو.. وأعرف بما فعلتهُ شقيقتي بك منذ خمس سنوات.. لذلك أبعدتُها عنك.. ربما كان يجب أن تعترف لها منذ صغرها بأنك متزوج ولديك طفلة.. ربما كان هوسها بك سيزول بسرعة في تلك الفترة.. أما حالياً إن ذهبتَ الآن واعترفتَ لها أتمنى أن تبقى على قيد الحياة يا رجل "

 

تأملني بقلق ثم تنهد بقوة وقال بحزن

 

" زوجتي ليديا هجرتني بسبب طبيعة عملي.. كانت حُبي الأول والأخير.. أحببتُها عندما رأيتُها تمارس رياضة الجري يومياً بجانب قصر البروفيسور.. كنتُ أراقبها يومياً وأتمنى أن تكون لي في كل لحظة.. في يوم انتبه البروفيسور بما أفعله وطلب مني أن أذهب وأتكلم معها.. وفعلت ذلك.. "

 

توقف عن التكلم وتأملني بألمٍ شديد وتابع قائلا بغصة

 

" وقعنا في الحُب بسرعة وتزوجنا بعد مرور خمسة أشهر فقط على تعارفنا.. ليديا لم تكن تعلم بأنني مُساعد البروفيسور والذي هو زعيم الأول للمافيا في إيطاليا.. بعد مرور سنة ونصف أنجبت ليديا ابنتنا صوفي والتي كانت فرحة حياتنا.. ولكن بعد مرور ستة أشهر ذهبت في مُداهمة سرية وأُصبت برصاصة في خصري وفي كتفي.. وفي تلك الليلة اكتشفت ليديا بأنني أعمل مع المافيا "

 

توقف بابلو عن التكلم ورأيته يُحارب دموعه.. اقتربت منهُ خطوة وعانقته بأخوية ثم ابتعدت عنه وهمست له بألم قائلا

 

" أعلم بما حدث بابلو.. سبق وأخبرني البروفيسور.. عندما استيقظت في المستشفى رأيت رسالة فقط على المنضدة بجانبك.. رسالة من زوجتك تطلب منك بأن لا تبحث عنها وبأنها غادرت برفقة ابنتها لأنها لم تتحمل فكرة بأنك تعمل مع المافيا.. وهي لن تتحمل خسارتك وخسارة ابنتكما بسبب عملك لذلك قررت أن تهرب وتسافر خارج البلد وطلبت منك أن لا تبحث عنها حتى توقف عملك مع المافيا "

 

تأملني بابلو بحزن وهمس قائلا بألم

 

" وبسبب ولائي للبروفيسور لم أذهب ولم أبحث عنها ولم أحاول البحث عن ابنتي بسبب حُبي الكبير لهما.. اقتنعت بأنهما إن كانتا بعيدتين عني سيكونان بأمان.. ولم أنساهما للحظة واحدة لغاية الآن "

 

توقف بابلو عن التكلم ثم أغمض عينيه بقوة وقال

 

" سيد بيلاتشو.. أرجوك لا تُخبر الأنسة كتالينا بسري.. سأُخبرها بنفسي عن السر.. السر والذي أخفيتهُ لسنوات طويلة عن الجميع.. وخاصة عنك.. هكذا ظننت.. وأظن حان الوقت لأجتمع بعائلتي من جديد "

 

فتح بابلو عينيه ثم كتف يديه على صدره وتأملني بنظرات جادة وحادة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 5 - السر

 

وقال باحترام ولكن بجدية تامة

 

" ولكن سيدي سأبقى لأعمل معك حتى أحمي ابنة البروفيسور.. لن أتخلى عنها بتاتاً "

 

نظرت إليه بتفكيرٍ عميق ثم ابتسمت بخبث وأجبته وأنا أضع ملف الوصية في جيب سترتي

 

" هذا إن لم تقتلك الكابوس عندما تعترف لها بأنك متزوج ولديك ابنة "

 

مشيت خارجاً من القصر وتوجهت برفقة بابلو والجميع إلى قصري.. وبينما كنتُ أقود سيارتي عرفت بما سيحدث قريباً.. وهنا خططت جيداً والتنفيذ سيكون في صباح الغد..

 

 

كتالينا**

 

رأيت من نافذة غرفتي مومو يدخل إلى سيارتهِ الرباعية الدفع برفقة حبيبي بابلو وغادروا برفقة الحُراس.. حاولت أن أتصل بهما لكن هواتفهم كانت مُغلقة..

 

شتمت بعصبية وخرجت مُسرعة من غرفتي وتوجهت إلى الطابق الأرضي وانتظرت عودتهم.. وعندما فقدت الأمل قررت أن أذهب وأتفقد ابنة البروفيسور..

 

لا أعلم سبب مُساعدتي لها!!.. ربما لأنها في نفس عمري ومن أجل بابلو.. فبعد أن اعترف لي عن ماضيه صعدت وبكيت بحزن وبألمٍ شديد عليه..

 

كم عانى حبيبي في طفولته.. وكم تمنيت لو يسمح لي بالتقرب منهُ وإظهار مدى حُبي له لكنهُ عنيد وغبي.. بابلو لا يسمح لي بتاتاً بالتقرب منه خاصةً بعد تخديري له وممارسة الحُب معه رغماً عن إرادته..

 

بعد خروجي من القبو قررت أن أنتظر شقيقي و حبيبي بابلو في الصالون.. كنتُ أُشاهد التلفاز وأقلب المحطات بملل عندما سمعت صوت باب القصر ينفتح وصوت همسات لرجلين..

 

ابتسمت بسعادة ووقفت بسرعة وهمست بفرح

 

" لقد وصلا "

 

ركضت عدة خطوات ثم تجمدت بأرضي ونظرت أمامي بجمود


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 5 - السر

 

إذ سمعت مونرو يُكلم بابلو قائلا

 

" أخبرها بالسر الليلة.. كتالينا يجب أن تعرف السر.. والأفضل لك أن تأخذ معك رشاش وخناجر ودرع حديدي كبير لتحمي نفسك به عندما تُخبرها بسرك الخطير صديقي "

 

نظرت أمامي بذهول وفكرت.. سر!!.. عن أي سر يتكلمان؟!.. ولماذا مونرو خائف من ردة فعلي على بابلو؟!!!.. هذا غريب!...

 

سمعت بابلو يجيبهُ بتوترٍ واضح

 

" الأفضل أن تأتي برفقتي وتحميني من ردة فعلها.. الأنسة كتالينا قد تقتلني عندما أُخبرها بأنني متزوج ولدي ابنة عمرها خمسة عشر سنة و.... "

 

لم أسمع كامل حديثه إذ فتحت فمي على وسعه وهمست بصوت بالكاد خرج من حُنجرتي

 

" بابلو متزوج ولديه ابنة مراهقة!!!!!!... لا مُستحيل.. مُستحيل.. مُستحيل!!!!... "

 

ارتعش فكي بقوة وترقرقت الدموع في عيناي.. رجعت خطوتين إلى الخلف واهتز جسدي وتمايل بعنف.. شحب وجهي بقوة وارتعشت كل خلية في جسدي.. لقد تلقيت للتو أكبر صدمة في حياتي كلها.. صدمة لم أستطع تحملها..

 

تلقيت للتو صدمة كبيرة زعزعت إحساسي بالحب وهددت سلامتي النفسية و الجسدية.. وفوراً عقلي حاول إنكار ما سمعته وحاول رفضه..

 

أغمضت عيناي بقوة وهتفت بهستيرية

 

" لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا......... "

 

" كتالينا!!.. إلهي!!.. شقيقتي اهدئي.. صغيرتي... "

 

سمعت مونرو يهتف بقلق وشعرت به يحتضن جسدي المرتعش.. فتحت عيناي على وسعها وأول ما رأيتهُ أمامي بابلو يقف وهو يتأملني بنظرات قلقة وخائفة..

 

كنتُ أتنفس بسرعةٍ رهيبة وصدري يعلو ويهبط بقوة.. دفعت مونرو بعيداً عني بعنف وهتفت بجنون

 

" سأقتلك أيها العاهر والكاذب اللعين.. سأقتلك أيها الخسيس والخائن.. سأقتلك.. "

 

ركضت بسرعة وهجمت على بابلو وبدأت ألكمه وألكمهُ بكامل قوتي على صدره ووجهه وكتفيه.. والحقير ظل واقفاً بشموخ أمامي وهو يتلقى لكماتي..

 

" توقفي كتالينا.. توقفي في الحال.. "

 

هتف مونرو بحدة وبغضب عندما أمسكت بذراع بابلو عالياً واستدرت وثبتُها على كتفي ورفعت جسدهُ عالياً ورميتهُ بعنف على الأرض ليسقط على ظهره بقوة وهو يتأوه بألم..

 

لم أهتم لصرخات مونرو عليّ لأتوقف بل جلست على معدة بابلو وبدأت ألكمهُ في وجهه لكمة تلو الأخرى والأخرى وأنا أهتف ببكاء وبهستيرية مع كل لكمة

 

" أيها العاهر اللعين.. أنتَ متزوج ولديكَ ابنة.. أكرهُك أيها الحقير.. أكرهُك.. لقد أحببتُك منذ طفولتي.. أحببتُك بجنون وما زلتُ أُحبك أيها العاهر اللعين.. ولم تفكر في يوم بأن تعترف لي بأنك متزوج أيها السافل القذر والحقير.. سأقتلك.. سأقتلك بنفسي والآن "

 

لم يحاول بابلو الدفاع عن نفسه بتاتاً بل ظل جامداً أسفلي يتلقى لكماتي القوية له..

 

شعرت بذراعين تُحاوطان خصري بقوة وتم رفعي عالياً رغماً عني بينما كنتُ أحاول الركل واستخدام حركاتي القتالية لأتحرر من قبضة مونرو..

 

رفعني مونرو عاليا وحضنني بقوة وجمد حركة جسدي وهمس بحزن في أذني

 

" أرجوكِ صغيرتي اهدئي.. كتالينا اهدئي من أجلي واسمحي لي بأن أشرح لكِ أسبابه ولماذا أخفى هذا السر عنكِ وعن الجميع "

 

كنتُ أبكي بمرارة.. بكيت بمرارة وبتعاسة وبوجع القلب.. لقد حطم قلبي بابلو.. حطمهُ بالكامل..

 

هدأت بين يدين مونرو ورأيت بابلو يجلس وهو يمسح الدماء عن أنفه ويتأملني بحزن.. وقف ببطء وهو مُنحني الظهر وكلمني بحزن وباحترام كعادتهِ اللعينة قائلا

 

" أنسة كتالينا سامحيني.. أنا لم أحاول خِداعكِ أنستي الصغيرة.. صدقيني لقد حاولت.. حاولت كثيراً ابعادكِ عني و... "

 

جُن جنوني هنا واستخدمت مهارتي القتالية إذ ركلت قدم مونرو ثم وجهت لهُ ضربة برأسي من الخلف على وجهه ثم لكمت معدتهُ بمِرفقي.. حررني بسرعة وسمعتهُ يشتُم بعنف لكنني لم أهتم له بل نظرت بشر إلى بابلو وهتفت بجنون بوجهه

 

" سأقتلك أيها العاهر لأنك حطمتَ أحلامي وحطمتَ قلبي العاشق لك أيها السافل.. لن أكون الكابوس إن لم أنتقم منك وأقتلك بنفسي "

 

ركضت ولكمتهُ بكامل قوتي على وجهه ليسقط بعنف على ظهره على الأرض.. نظرت إليه بغضب أعمى ثم مسحت دموعي بقهر وهمست بغُل

 

" سأجعلك تندم أشد الندم لأنك حطمتني "

 

استدرت وركضت مُسرعة خارجة من القصر.. ردة فعلي الغاضبة جعلتني لا أرى أمامي إذ هجمت على الحُراس وأبرحتهم ضرباً عنيفاً ثم ركضت باتجاه سيارتي الرباعية الدفع السوداء والمُفيمة وقدتُها بسرعة جنونية خارجة من القصر بعد أن حطمت البوابة الحديدية العملاقة..

 

كانت دموعي تسيل بغزارة على وجنتاي وكانت تحجب عني الرؤية بوضوح أمامي..

 

كنتُ أبكي بتعاسة وبدمار كُلي.. أحلامي وحُبي وقلبي تحطموا الليلة.. كم كنتُ غبية ولم أُفكر بسبب رفضهُ الدائم لحُبي له.. كم كنتُ غبية..

 

" أكرهه.. أكرهه.. أكرهه.. أكرهه وبشدة... "

 

كنتُ أهمس بقهر وأنا أمسح دموعي عن وجنتاي.. فجأة سمعت صوت بوق سيارة عنيف ورأيت ضوء قوي أمامي..

 

رمشت بقوة وقبل أن تصطدم تلك السيارة أمامي بسيارتي أدرت بعنف المقود باتجاه اليمن ودُست بقوة على المكابح ولكن فجأة سمعت صوت ضربة قوية وشاهدت ضوء أبيض أمامي وارتطم رأسي بعنف بشيءٍ ساخن وبعدها شعرت بسيارتي تتدحرج وبعدها رأيت الظلام أمامي...


انتهى الفصل








فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©