رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 6
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. رووووووعه ياقلبي ♥😘

    ردحذف
  2. دايما أفكارك بتبهرني هافن.رائع كالعادة

    ردحذف
  3. شكرا جزيلا ♥♥♥😘😘😘

    ردحذف
  4. مبدعة حبيبتي كالعادة 💋💋💋💋💋

    ردحذف
  5. سلمت يدااك❤️❤️
    حرام كتالينا تلعب بمشاعر باغو وهو من البدايه كان طيب معاها🥹🥹
    صحيح أنا أحببت كوبلهم لكن أيضا أحب كوبل كاتي وبابلو😅❤️
    ممم فكرت ف شي من الممكن أن يحدث، ركين أخ ريكاردو ممكن يطلع عايش؟؟ و صح انا حجزت ريكاردو لي😂😂😂

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حبيبتي
      ولا تحزني من كتالينا فهي الكابوس وكل شيء متوقع منها حياتي
      تحمليها قليلا من أجلي
      ولا للأسف ركين مات المسكين ولكتن سنرى كيف قريباً
      و ريكاردو يستحق حُبكِ له حياتي

      حذف
  6. باغو بالوفا سوف يشكل هو كتاليا كوبل سوا...سوف تقع في حب الكابوس بالوفا
    كتاليا المسكين قد انقذك وانتي تريدين خداعة لنرى نهاية هذا الامر.
    البارت كان يجنن وتحفة تسلم ايدك ❤❤

    ردحذف
  7. لم أستطع قراءة جحيم قلب آل بيلاتشو ووحش الجبل لانني مضغوطة كون هذه فترة اختبارات النهائية، ولا أستطيع وصف شعور الحزن الذي لازمني طول فترة انقطاعي عن المدونة، ولكن عدت لاكمل جحيم بيلاتشو فحقا الحياة دوم كتاباتكِ لا طعم لها... واعتذر بشدة لأنني لم اعلق لكِ كثيراً خلال هذه الفترة، ولكن تبقي في قمة الإبداع، وكان البارت السابق وهذا البارت صدمة كبيرة لي لم اتوقع حدوثها ولكنها مثيرة للاهتمام واعجبتني بحق، لم أكن ضد علاقة بابلو وكاتي لكن تفهمت سبب صمته ولا يجعله ذلك رجل حقير واستغلالي، لكن أيضا لا أرى صمته حق، وفي الجانب الاخر كاتي ليست بفتاة سهلة حتى يخبرها بهذا الأمر حتى لو في وقت أبكر من هذا، وفي كل الأحوال اتمنى ان تحب كاتي باغو فلقد شدتني علاقتهما اكثر، ولا أعلم أشعر بأن هذه العلاقة ستغير جوانب بها وتعلمها الكثير🦋✨

    ردحذف
    الردود
    1. أولا مرحباً بوعدتكِ من جديد حبيبتي نورتي المدونة بكاملها,
      وثانياً أشكركِ من أعماق قلبي على رسالتكِ الجميلة وأشكركِ لأنكِ أحببتِ الأحداث,
      وطبعاً رأيي من رأيكِ عن بابلو, وستعرفين قريباً يا قلبي ما سيحدث مع الجميع.

      حذف
  8. شو هلجمال جمال وجمال وجمال احداث ولعت مع بيلاتشو واخته كاتي دائما مبدعه هافن

    ردحذف
  9. مبدعة هافن اسفة كنت منشغلة لم اعلق من فترة أحببت الرواية والتطورات فيها خاصة قصة الكابوس وباغو يبدو أنها ستكون مثيرة وتحمل في طياتها حب كبير ننتظر وسنرى متاكدة الرواية سنكون جميلة جدا مادمت انت الكاتبة ... تحياتي وكل عام وانت بالف خير .

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من أعماق قلبي حياتي
      أتمنى من قلبي أن تُعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف
  10. بارت يجنن تأخرت بالتعليق هنا لان اشتريت موبايل جديد فعلما دخلت الحساب اخذ وقت مني 😂😂😂🤣 متحمسه للاحداث القادمه لان كاتلينا ما حتتركه بحاله ابد بس سؤال ابالي معقوله ما يعرفوهه مساعدين باغو من بحثهم بباقيا السياره او احتمال ما مرقمه السيارة بأسم كاتلينا فيطولون ليعرفوهه او ممكن يكشفهه بعدين بس حبه الهه يوكف بوجهه او ممكن يضل هم يحطط ضدهه يعني تصير لعبه بينهم واحد يخطط ضد الثاني افكار هواي ابالي بس حاسه حيحبون بعض

    ردحذف
    الردود
    1. مبروك على الموبايل الجديد حبيبتي
      ستعرفين الإجابة عن أسئلتكِ قريبا حبيبتي

      حذف
  11. عزيزتي هافن عندما ابدأ بقراءه أحدي رواياتك لا أستطيع أن اتركها من يدي الأحداث غير متوقعه و شيقه للغايه.. تحياتي لكي و اتمني لك دوام التفوق ❤️🌹🌹🌹

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 6

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 6



العدو




مونرو بيلاتشو**



شتمت بعصبية عندما تلقيت لكمات دفاعية من شقيقتي لأُحررها وبذهولٍ شديد رأيتُها وهي تضرب بابلو ثم ركضت خارجة من الصالون..

 

اقترت من صديقي وتفقدت وضعهُ بقلق ثم ساعدتهُ ليجلس على الأرض وهتفت بحدة بوجهه

 

" تباً لك بابلو.. لماذا لم تُخبرها منذ زمنٍ طويل عن سرك اللعين؟.. الآن شقيقتي سوف تُحول حياتك وحياتي إلى جحيم لعين لا يرحم "

 

رفع بابلو وجههُ المُتورم وتأملني بنظرات حزينة وهمس بألم وبسخرية

 

" أنا بخير شكراً لك.. تباً جسدي يؤلمني جداً.. لم أتلقى مثل هذا الضرب منذ زمنٍ بعيد "

 

قهقهت بخفة رغماً عني ثم ساعدتهُ ليقف وما أن أردت أن أعتذر له عن تصرف شقيقتي الصغيرة نظرت بصدمة ناحية الباب الرئيسي للقصر إذ سمعت صوت تأوهات متألمة في الساحة ثم صوت سيارة تُقلع بعنف ثم صوت تحطم عنيف..

 

توسعت عيناي بذهول وهمست بحدة

 

" تباً.. لقد حطمت قصري الكابوس.. وطبعا حطمت عظام رجالي في الخارج.. اللعنة... "

 

رأيت بابلو يقف أمامي وهو يرفع ذراعهُ اليمنى على صدره بألم.. تأملني بنظرات حزينة وقال بهدوء كعادته وهو يُجاهد ليتحمل ألمه

 

" سيدي.. إذهب خلف الأنسة كتالينا.. قد.. قد تؤذي نفسها "

 

نظرت إليه بحدة وهتفت بوجهه

 

" قد تؤذي نفسها؟!.. إنها الكابوس.. هل نسيتَ ذلك بابلو؟.. لا تقلق لن يُصيبها أي مكروه ولن تؤذي نفسها.. شقيقتي قوية جداً وتستطيع الدفاع عن نفسها جيداً "

 

رغم ما تفوهت به إلا أن بابلو قال بتصميم وبقلق

 

" لكن سيدي هي حزينة الآن و.. وقلبها مُحطم.. لو سمحت اذهب خلفها وتكلم معها "

 

تأملتُه بتقدير وقبل أن أُجيبه تابع بابلو قائلا بعتاب

 

" أنا المُذنب.. لقد حطمت قلبها الجميل.. لماذا لم تُخبرها سيدي بسري بينما كنتَ تعرف حقيقة زواجي ووجود ابنتي؟.. لو أخبرتها عندما اكتشفتَ سري كانت الأمور تغيرت تماماً "

 

توسعت عيناي وتأملتهُ بعدم التصديق.. اصطكت أسناني بقوة وهتفت بغضب بوجهه

 

" أيها اللعين تلومني لأنني لم أُخبر شقيقتي بسركَ اللعين؟!.. سافل وجبان.. أنا لمعلوماتك لم أُخبرها بسرك القذر احتراماً لك.. فهذا لم يكن سري اللعين لأبوح بهِ لشقيقتي.. احترمت صمتك واحترمت تكتُمك عن الموضوع وانتظرتُك حتى تأتي بنفسك وتعترف لي بأنك متزوج ولديك ابنة... "

 

توقفت عن التكلم ثم وضعت أصبعي السبابة على كتفهِ المُصاب ولكزتهُ به ودفعتهُ بقوة ليتأوه بألم وتابعت بحدة هاتفاً بوجهه

 

" مُغفل.. كان عليك أن تعترف لها بنفسك قبل أن تتطور الأمور بينكما.. ولماذا برأيك أبعدت شقيقتي الوحيدة وروح قلبي بعيداً عني وأرسلتُها إلى فرنسا لتتابع دراستها لخمس سنوات لعينة مؤلمة؟.. فعلت ذلك حتى أُبعدها عنك وتنسى هوسها بك.. كان الأوان قد فات في تلك الليلة عندما اكتشفت ما فعلتهُ بك.. قلبي احترق على كتالينا وعليك أيها الغبي "

 

لهثت بقوة وحاولت السيطرة على أعصابي عندما رأيت بابلو يتأملني بحزنٍ عميق وبندم.. نظر إلى الأسفل وهمس بندم وبحزن

 

" سامحني سيدي.. أنا لم أستطع البوحَ لها بسري كي لا.. كي لا أُحطم قلبها الصغير.. ظننت بأنها سوف تنسى مع الأيام وعندما تكبر مشاعرها الجنونية نحوي.. لكن حصل العكس.. أنا ببساطة لم أستطع أن أكون السبب في دموعها وفي أذية قلبها.. لم أجد الجرأة لأبوحَ لها بأنني متزوج ولدي ابنة كي لا أجرح مشاعرها.. سامحني مونرو "

 

وهذه المرة الثانية التي يلفظ بها بابلو اسمي.. تنهدت بعمق وتأملتهُ بنظرات هادئة ثم أجبته

 

" لا تطلب مني السماح صديقي.. حياتك الشخصية وأسرارها مُلكاً لك لوحدك "

 

اقتربت منهُ وأسندت ثقل جسده على كتفي وقلتُ له

 

" سأُساعدُك لتصعد إلى غرفتك وبعدها سأتصل بالطبيب ليأتي ويُعالجك مع رجالي المساكين.. فأنا متأكد بأن كتالينا حطمت عظامهم كلها.. بعدها سأخرج لأتفقد ما دمرتهُ شقيقتي "

 

ساعدت بابلو وأدخلته إلى جناحه الخاص ثم ساعدتهُ ليتسطح على سريره.. تأملتهُ بخبث وسألتهُ

 

" لماذا لم تُدافع عن نفسك وتتصدى لضربات ولكمات شقيقتي الكابوس؟ "

 

فتح بابلو عينيه المتورمة وتأملني بتعجُب ثم ببرود وأجابني

 

" أنتَ تعلم سيدي بأنني من المُستحيل أن أؤذي الأنسة كتالينا بأي شكلٍ كان "

 

ابتسمت برقة وهمست قائلا بثقة

 

" أعرفُ ذلك... "

 

رفعت الغطاء على جسده وتابعت قائلا بجدية لـ بابلو

 

" لا تتحرك قد يكون لديك عظمة أو ثلاثة مُحطمين في ذراعك ووجهك.. سأتصل بالطبيب وبعدها سأخرج لأتفقد الرجال وما دمرته الكابوس وبعدها ســ... "

 

أمسك بابلو بيدي وضغط عليها بخفة وهمس بألم

 

" سيدي أنا بخير.. سأكون بخير.. لكن لو سمحت اذهب خلف الأنسة وتأكد بأنها بخير.. لا ريــ.. "

 

سحبت يدي من قبضته وقلتُ له بسخرية

 

" توقف عن القلق عليها.. أنا أعرف شقيقتي جيداً.. ستكون بخير... استرح قليلا بابلو وتوقف عن التفكير بسلبية "

 

خرجت من غرفته رغم اعتراضاته وطلبه المستمر لأذهب خلف كتالينا.. لا أعلم لماذا هو خائف عليها؟!.. إنها شقيقتي وأنا أعرف جيداً بأنها ستكون بخير.. وأعلم بأنها مجروحة الآن وترغب بالبقاء بمفردها قليلا.. غداً عندما تهدأ سأتكلم معها وأُخبرها بكل شيء..

 

خرجت من القصر ووقفت بأرضي وسقط فكي إلى الأسفل بسبب ما رأيته.. سبعة عشر رجلا كانوا فاقدين الوعي أمامي على الأرض في الساحة.. أجسادهم كانت تفترش الأرض والدماء تخرج من أنوفهم المُحطمة و...

 

" تباً كتالينا... سأُعاقبكِ بشدة عندما تعودين إلى القصر "

 

همست بحدة بتلك الكلمات ثم شتمت بغضب عندما رأيت بوابة الحديدية العملاقة مُحطمة بالكامل..

 

رفعت ذراعي اليمنى عاليا ومسحت وجهي بقوة ثم سحبت نفساً عميقاً وزفرتهُ بعمق.. أخرجت ملف الوصية من سترتي وهاتفي واتصلت بالطبيب وأمرت ما تبقى من رجالي والذين اختبأوا من شقيقتي بمساعدة رفاقهم ودخلت إلى القصر..

 

صعدت إلى مكتبي وجلست على الكُرسي أتأمل الوصية بنظرات غاضبة مُخيفة.. ولم أتوقف عن النظر إليها والتفكير بعمق حتى طرقت الخادمة الباب وقالت لي بأن الطبيب قد وصل.. أمرتُها بحدة بتنظيف الساحة مع الخدم وتتصل بشركة خاصة ليتم تركيب بوابة حديدية خارقة في أسرع وقت..

 

بعد ذهاب الخادمة خبأت الوصية في خزنتي واتصلت بالمحامي الخاص بي وطلبت منه أن يأتي إلى مكتبي في الشركة صباح الغد ثم خرجت لأطمئن على بابلو ورجالي...

 

 

باغو بالوفا**

 

كنتُ أقود سيارتي بسرعة مُعتدلة باتجاه قرية دي فالكوني.. قررت الليلة أن أذهب إلى قصري النجمة لأُفكر و أُخطط كيف سأنتقم من القذر الذي تسبب لي بخسارة كبيرة وطبعاً عندما أجدهُ.. مُساعدي فيليبو لم يكتشف لغاية الآن من جعلني أخسر مائة مليون دولار.. لكن قريباً سيفعل فأنا أثق بقدرات فيليبو وذكائه..

 

ابتسمت بخبث عندما تذكرت كيف قمتُ بشراء قصري النجمة منذ ثماني سنوات في دي فالكوني.. كان يوجد مزاد علني في دي فالكوني وسيتم بيع ثاني أضخم قصر تم بنائه في القرية بعد قصر الماركيز.. وطبعاً لأنني أعشق امتلاك الأفضل ذهبت إلى ذلك المزاد من أجل قصر النجمة..

 

وهناك التقيت لأول مرة بعدوي اللدود مونرو بيلاتشو..

 

قهقهت بخفة بينما كنتُ أتذكر كيف قامت الحرب بيننا بهدوء لشراء قصر النجمة في المزاد.. كنتُ أرفع السعر أضعافاً كلما رفع السعر بيلاتشو.. في النهاية وصل المبلغ إلى خمسمائة مليون يورو وطبعاً كنتُ أنا من وضع هذا المبلغ الضخم..

 

أتذكر جيداً كيف وقف بيلاتشو ذلك المغرور أمامي وخلفهُ حُراسه القذرين وهددني أمام الجميع بأنهُ سيجعلني أدفع الثمن غالياً لأنني تحديته في المزاد وطبعاً قبل أن يُغادر تمنى لي أن لا أتهنى بالقصر ويتدمر بالكامل فوق رأسي..

 

ومنذ ذلك اليوم أصبح مونرو بيلاتشو عدوي اللدود.. الحقير كان يُحاربني في أعمالي لدرجة أنهُ أنشأ معملا لتصنيع الأدوية وتصديرها إلى الخارج ليُحاربني القذر في عملي الخاص والذي أعشقهُ خارجاً عن عملي مع المافيا...

 

بعدها هناك أحمق حاول قتله ولكن ظهر الكابوس وأنقذه.. وكانت صدمة كبيرة عندما اكتشفت بأن الكابوس ليس سوى فتاة وهي شقيقة القذر مونرو..

 

" الحقير كم هو محظوظ... "

 

همست بكرهٍ شديد بتلك الكلمات بينما كنتُ أقود سيارتي بوجاتي لافواتور نوار على الطريق السريع بسرعة مائة وستون كيلومتر في الساعة وخلفي سيارة حُراسي الشخصيين..

 

ظهر لي بأن الوغد بيلاتشو لديه شقيقة أصبحت تُشكل كابوساً مُرعباً في شوارع إيطاليا وخاصة على أفراد المافيا وأعداء شقيقها..

 

نظرت أمامي بحدة وقمتُ بزيادة السرعة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 6

 

أمسكت بالمقود بقوة وهمست بحقدٍ لا يوصف

 

" بالتأكيد شقيقتهُ لا تُشبه النساء بشيء.. طبعاً هي مُسترجلة وملامحها مُقرفة مثل ملامح شقيقها الحقود والخبيث "

 

ابتسمت بكره وفكرت بخبث.. كم أتوق للتعرف عليها لتلك المُسترجلة الكابوس.. ربما أقتلها وأُريح الجميع منها.. و....

 

توقفت عن التفكير وتوسعت عيناي بذهول عندما رأيت ضوء مصابيح لسيارة تتقدم أمامي مُباشرةً.. تلك السيارة اللعينة كانت تتجه بسرعة جنونية باتجاهي..

 

شتمت بعصبية وضغط على البوق بعنف ودُست على المكابح واستطعت بمهارة السيطرة على سيارتي الفخمة وجعلها تتوقف بسرعة.. لكن ما صدمني رؤيتي لذلك السائق الغبي تنحرف سيارته بسرعة و...

 

شهقت بقوة وهمست بصدمة كبيرة

 

" إلهي!!..... "

 

إذ رأيت السيارة تنحرف ثم ضربت بالحاجز الجانبي الإسفلتية للحماية والذي يفصل الطريق عن الجرف وشاهدت بذهول السيارة تُحطم الحاجز وسقطت إلى الأسفل..

 

همست بعصبية بينما كنتُ أترجل من السيارة

 

" اللعنة على ذلك السائق المخمور.. غبي ولعين "

 

بالطبع أول ما فكرت به بأن ذلك السائق الغبي مخمور.. وبينما كنتُ أقترب بسرعة من مكان الحادث سمعت رجالي يهتفون بقلق

 

" سيد باغو.. أنتَ بخير؟ "

 

توقفت ورأيت رجالي يُحاوطونني من جميع الجهات.. نظرت إليهم بغضب وهتفت بحنق

 

" أنا بخير.. ابتعدوا من أمامي لأرى إن مات ذلك السائق الغبي "

 

ابتعدوا عني بسرعة وركضت ووقفت أمام الحاجز الإسفلتِ المُحطم ونظرت إلى الأسفل وشهقت بقوة.. رأيت على ضوء القمر سيارة السائق مُحطمة وهي واقفة بهدوء على رأس تلة.. نصفها الخلفي كان ثابتاً على التلة بينما مُقدمتها لا يوجد سوى الهاوية أسفله...

 

" سيدي.. تلك السيارة ستقع من دون شك وتنفجر.. من بداخلها سيموت.. هل نتصل بالإسعاف وبالشرطة و... "

 

سمعت حارسي اوكين يهتف بخوف بتلك الكلمات وما أن لفظ بكلمة الشرطة حتى قاطعت حديثهُ هاتفاً بحدة

 

" لا للشرطة الفاسدة.. لا أريد أن أتورط معهم بسبب حادث لعين.. سأتصرف بنفسي.. انتظروني هنا سأنزل بنفسي وأتأكد إن كان السائق ما زال على قيد الحياة أو مات القذر "

 

تأملوني حُراسي بخوف ونظرت إلى الأسفل وبدأت أنزل بهدوء باتجاه السيارة.. شتمت بغضب عندما تمزق سروالي أسفل الركبة بسبب الأشواك..

 

تابعت النزول بحذر واقتربت من السيارة ونظرت من النافذة المُحطمة إلى السائق.. تأملت شعر السائق الطويل والذي كان يحجب وجهه..

 

الوسائد الهوائية في السيارة كانت جميعها قد فُتحت.. أتمنى أن تكون قد أنقذت هذا الغبي والمُستهتر..

 

حاولت فتح الباب لكن توقفت بسرعة إذ تأرجحت السيارة إلى الأمام قليلا.. ابتعدت عن السيارة بسرعة ونظرت بغضب إلى السائق الغائب عن الوعي أو الميت.. شتمت بعصبية ونظرت في الأرجاء.. رأيت حجر ضخم بجانب السيارة.. اقتربت وحملتهُ ورفعتُه عالياً بكامل قوتي ووضعته على سقف السيارة الرباعية الدفع..

 

تنهدت براحة عندما رأيت العجلات الخلفية قد ثُبتت على الأرض الترابية.. اقتربت من باب السائق وفتحت الباب بحذرٍ شديد.. أبعدت الوسائد الهوائية الأمامية بحذر والتي كانت ساخنة جداً بسبب إفراغها للهواء والغاز بداخلها ثم أمسكت بكتف الشاب ورفعتهُ ببطء إلى الخلف..

 

نظرت إلى السائق واقتربت أكثر منه ورفعت شعرهُ طويل عن وجهه وهنا شهقة عميقة خرجت من فمي عندما رأيت فتاة مُراهقة أمامي..

 

ظننت نفسي في البداية أتوهم بأنني أرى فتاة جميلة أمامي.. ولكن ضوء القمر كان ساطعاً على وجهها الشاحب وأظهر لي ملامحهُ الجميلة..

 

رفعت جسدي ببطء واقتربت منها أكثر.. وضعت يدي بحذر على عنقها وتحسست نبضها.. تنهدت براحة عندما شعرت بنبضها..

 

فجأة تجمدت عندما رأيتُها تُحرك جفونها ببطء.. شعرت بالذهول عندما رفعت ذراعها وأمسكت بذراعي ثم فتحت عينيها الجميلتين قليلا وهمست بألم

 

" ساعدني.... "

 

كنتُ جامداً بذهول أنظر في عمق عينيها الرائعتين لكنها أغمضتهم بسرعة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 6

 

لا أعرف ما أصابني إذ همست لها برقة وبثقة تامة

 

" لا تخافي.. سوف تكونين بخير صغيرتي "

 

شعرت بيدها تُحرر ذراعي وسقطت بجانبها ثم رأيت بقلق رأسها يميل على كف يدي.. لا أعرف لماذا شعرت بالخوف على هذه الفتاة الصغيرة.. لم أهتم لتحليل مشاعري الغريبة تلك بل تحركت وحاولت أن أرفع جسدها وحملها..

 

لكن تجمدت بصدمة كبيرة عندما سمعت الحجر يتدحرج على سقف السيارة وعرفت بأننا سنقع في الوادي إن لم أتصرف بسرعة..

 

رفعت الفتاة بسرعة وعانقتُها بقوة إلى صدري ثم تحركت إلى الخلف ورميت نفسي بكامل قوتي إلى الخلف لأسقط على الأرض وتلك الفتاة فوقي ورأيت بذهول السيارة تسقط بكاملها إلى الأسفل ثم سمعت صوت تحطم قوي وبعدها صوت انفجار عنيف..

 

نظرت إلى رأس الفتاة الصغيرة والذي كان يستريح على صدري وتنهدت براحة.. سمعت صوت حُراسي يهتفون بقلق باسمي وما هي سوى لحظات قليلة رأيتهم جميعاً يقفون أمامي وهم يتأملونني والفتاة بنظرات مُندهشة..

 

لم أعرهم أي اهتمام بل رفعت نفسي قليلا لأجلس ونظرت برقة إلى الفتاة في حُضني.. رفعت يدي اليسرى وأبعدت خصلات شعرها عن وجهها وتأملت بدهشة جمالها الأخاذ..

 

" سيدي اسمح لي بحمل الفتاة "

 

قاطعني عن تأملاتي لوجهها حارسي الغبي.. رفعت رأسي وهتفت بغضب عليه

 

" لا.. لن يلمسها أحداً منكم.. سأحملها بنفسي.. اتصل بطبيبي ريكاردو واطلب منه أن يأتي بسرعة إلى قصري في دي فالكوني "

 

رفعت جسد الفتاة الجميلة والناعمة برفق على كتفي ووقفت بهدوء وبدأت أصعد التلة ببطء وبحذرٍ شديد..

 

وضعت الفتاة في سيارتي وحاولت قدر الإمكان أن لا أُحركها كثيراً كي لا أؤذيها ثم أغلقت الباب بهدوء.. نظرت إلى حارسي اوكين وأمرتهُ قائلا

 

" أريدُك أن تعرف هوية هذه الفتاة وبسرعة.. ربما عائلتها تكون قلقة عليها حالياً.. يجب أن نتصل بهم ونُخبرهم بالحادث "

 

تأملني اوكين بخوف وهمس قائلا

 

" سيتطلب ذلك بعض من الوقت سيدي.. فسيارة الفتاة قد احترقت بالكامل في الوادي.. لن أجد بسهولة رقم السيارة أو حقيبة يدها أو... "

 

قاطعتهُ هاتفاً بحنق

 

" تصرف بسرعة.. حاول أن تجد أي معلومات عنها "

 

ثم استدرت وجلست خلف المقود.. نظرت إلى وجه تلك الفتاة وتأملتُها بنظرات حنونة وهمست لها برقة

 

" ستكونين بخير.. سأهتم بكِ جيداً "

 

أدرت المُحرك وقُدت سيارتي بمهارة وبسرعة قصوى باتجاه قصري.. أوقفت سيارتي أمام مدخل القصر وترجلت مُسرعاً وحملت الفتاة بكلتا ذراعي ودخلت إلى القصر وأنا أهتف بحدة إلى رئيسة خدم قصري

 

" فيوليت.. اتبعيني بسرعة إلى غرفة الضيوف.. تحركي "

 

مشيت بخطوات سريعة باتجاه غرفة الضيوف في الطابق الثاني.. فتح لي الخادم الباب وهو يتأملني والفتاة بقلقٍ شديد.. دخلت إلى الغرفة ووضعت الفتاة بحذر على السرير وجلست على طرفه أنظر إليها بوضوح تام..

 

رأيت بحزن حرق في عنقها ويبدو واضحاً بأنهُ حدث بسبب الوسائد الهوائية.. أما جبينها كان عليه علامة حمراء إشارة إلى قوة الضربة التي تلقتها وأنقذتها الوسادة الأمامية الهوائية من الموت..

 

تأملت رموشها الطويلة ثم وجنتيها ثم أنفها ثم شفتيها و... استقرت نظراتي على شفتيها الجميلتين وهنا توقف الزمن وشعرت برعشة البرد وسخونة الحمى تُسيطر على جسدي..

 

بلعت ريقي بقوة وهمست بعصبية

 

" توقف باغو إنها طفلة.. مُجرد مُراهقة.. اللعنة... "

 

لعنت في النهاية إذ لم أستطع ابعاد نظراتي عن شفتيها الممتلئة والمثيرة.. شفتاها حمراوان كالنبيذ سلبت فُؤادي وعقلي كلمح البصر..

 

حاولت أن أُزيل نظراتي عنهما لكنني كنتُ مسحوراً بجمال شفتيها وملامح وجهها الناعم..

 

" سيدي.. كيف يمكنني مُساعدتك؟ "

 

انتشلني من أفكاري ونظراتي الهائمة صوت رئيسة الخدم في القصر تُكلمني.. أغمضت عيناي بشدة وأجبتُها بهدوء

 

" فيوليت.. أريدُكِ أن تظلي بجانب هذه الفتاة لحين قدوم الطبيب ريكاردو.. ولا تتركيها حتى لو طلب منكِ الطبيب فعل ذلك.. عندما ينتهي الطبيب من الكشف عليها أخبريه بأنني أريد التكلم معهُ.. سأكون في مكتبي "

 

فتحت عيناي ووقفت وغادرت مُسرعاً من الغرفة..

 

خلعت ربطة عنقي ورميتُها بإهمال على الأريكة ثم وقفت أمام الواجهة الزجاجية العملاقة ونظرت إلى البعيد وفكرت بمرارة..

 

تباً.. أنا عمري ستة وثلاثين سنة.. لماذا بحق الجحيم ستعجبني فتاة مُراهقة؟!.. لا.. لا يجب أن أُفكر بها.. يجب أن أُبعدها عن قصري وبسرعة.. و...

 

مهلا لحظة!!.. ربما لم تُعجبني كامرأة!!.. طبعاً لم تُعجبني.. أنا فقط أشفقت عليها وساعدتُها.. لو لم أُساعدها كانت ماتت حرقاً في ذلك الحادث..

 

تنهدت بعمق وهمست بثقة

 

" أنا فقط فعلت الواجب وساعدتُها بإنسانية.. إن لم يجد اوكين معلومات عنها الليلة عندما تستيقظ سأرسلها إلى عائلتها وأستريح منها "

 

اتخذت قراري واستدرت وجلست بانتظار الطبيب..

 

بعد مرور ساعة دخل الطبيب ريكاردو إلى مكتبي وقال بمرح

 

" مرحباً سيد باغو.. يا لك من محظوظ.. الليلة وجدتَ وأنقذتَ أميرة صغيرة و... "

 

قاطعتهُ بحدة هاتفاً

 

" توقف ريكاردو.. لا أريد سماع السخافات.. اجلس وأخبرني عن الفتاة.. هل استيقظت؟.. هل هي بخير؟ "

 

تأملني الطبيب ريكاردو بنظرات جادة قائلا

 

" هي بخير.. بعض الرضوض في جسدها ستختفي قريباً.. ولديها حرق بسيط في عنقها.. من حُسن حظها بأنك كنتَ موجوداً وانقذت حياتها.. لقد حقنتُها بحقنة منوم ولن تستيقظ للصباح.. ستشعر المسكينة بأن جسدها مُحطم وذلك بسبب الرضوض.. أعطيت السيدة فيوليت حبوب مُسكنة للألم ومرهم خاص ليُخفف ألم العضلات مكان الرضوض.. ستكون بخير الأميرة الناعمة "

 

نظرت إليه بغضب عندما وصف الفتاة بالأميرة الناعمة.. وقفت بسرعة وسلمته رزمة كبيرة من المال وشكرته ببرود ثم رافقته إلى الخارج وقلتُ له بحدة

 

" إياك أن تعود للاطمئنان عن الفتاة دون علمي في صباح الغد.. في الأصل عندما تستيقظ سأتصل بعائلتها وأُرسلها إليهم ليعتنوا بها.. فقصري ليس بجمعية خيرية للاعتناء بالمرضى.. وشكراً لك مرة أخرى ريكاردو.. الوداع "

 

الحقير وقف يتأملني بسعادة وقال بثقة

 

" سنرى.. أراك قريباً باغو "

 

وغادر اللعين وهو يضحك بمرح.. رغم غضبي إلا أنني تأملتهُ وهو يُغادر بنظرات هادئة.. الطبيب ريكاردو هو شقيق أعز صديقٍ لي.. ركين.. لكنني خسرت صديقي منذ سنوات ومن أجله فقط أتحمل شقيقهُ الصغير..

 

صعدت إلى جناحي الخاص وخلعت ملابسي ودخلت إلى الحمام لأستحم..

 

طرقات قوية على باب جناحي جعلتني أتقلب بغضب في سريري الواسع..

 

" سيدي.. سيد باغو.. سيد باغو... "

 

سمعت بغضب فيوليت تهتف بخوف وبقلق وبذعر بتلك الكلمات..

 

انتفضت بعنف وأبعدت الغطاء عن جسدي وجلست وأنا أشتُم بعنف

 

" اااااعععععععه.. تبا لهم خدم ملاعين.. لا يُمكنني النوم براحة وبسلام في قصري اللعين!... "

 

نظرت باتجاه الباب بغضب أعمى وهتفت بحدة

 

" ماذا تريدين فيوليت؟.. إن كان لأمرٍ تافه سأقتلكِ بنفسي "

 

سمعتُها تُجيبني بخوف من خلف الباب

 

" سيدي سامحني.. لكن إنها تلك الفتاة.. لقد استيقظت منذُ قليل وهي تصرخ وتتخبط في السرير.. لا أدري ما أصابها سيدي.. أنا خائفة عليها للمسكينة و... "

 

نظرت أمامي بذهول وهتفت بتعجُب

 

" فتاة؟!!.. عن أي فتاة تتكلمين واللعنة؟ "

 

لتُجيبني بخوف

 

" سيدي.. إنها الفتاة التي جلبتها في الأمس إلى قصرك وأتى الطبيب ريكاردو و.... "

 

توسعت عيناي بذهول ولم أسمع كامل حديثها إذ تذكرت بسرعة ما حدث في الأمس.. انتفضت واقفا وارتديت روب منامتي والخفين وركضت باتجاه الباب وفتحته.. نظرت إلى فيوليت وقلتُ لها بأمر قبل أن أركض مُسرعاً باتجاه غرفة الضيوف

 

" اتصلي وفي الحال بالطبيب ريكاردو.. ليأتي بسرعة وإلا قتلته "

 

ركضت باتجاه غرفة الضيوف وما أن دخلتُها حتى وقفت بذهول أنظر إلى الفتاة المُستلقية في وسط السرير وهي تتخبط بعنف وتهتف ببكاء

 

" لماذا؟!!!.. لاااااااااااا.. لا لا لا لا لا.. لماذا فعلتَ ذلك بي؟!.. لماذا؟!.. لماذا أحرقتَ قلبي؟!!.. "

 

عقدت حاجباي عندما سمعتُها تهتف بعنف بتلك الكلمات وهي تبكي وتتخبط بجنون.. ركضت وجلست بجانبها وما أن أمسكت بمعصمها حتى بدأت توجه لي اللكمات بيدها اليسرى وهي تصرخ بجنون وتُحاول تحرير معصمها من قبضتي

 

" لا تلمسني أيها الحقير.. أكرهُك.. دعني.. دعني.. حقير ولعين.. لا تلمسني.. لقد قتلتَ روحي أيها اللعين.. لقد قتلتني.. دعني.. "

 

تأملتُها بذهول بينما كانت تبكي وهي مُغمضة العينين وتُقاومني بجنون وتركل و توجه لي اللكمات على كتفي بيدها اليسرى..

 

أمسكت بمعصم يدها اليسرى وجذبتُها إليّ وعانقتُها بشدة وهمست لها برقة

 

" اهدئي لو سمحتِ.. أنا لن أؤذيكِ.. سمعتني؟!.. اهدئي.. اهدئي ولا تخافي مني.. أنتِ في أمان هنا.. لن أسمح لأحد بأذيتكِ.. لا تخافي.. "

 

هدأت فجأة عن التخبط وتوقفت عن مُقاومتي ورأيتُها بذهول تضع رأسها على صدري وهي تبكي بعنف.. حررت معصميها وحاوطت بذراعي اليسرى ظهرها وبدأت بمداعبة خصلات شعرها الكستنائي بأصابع يدي اليمنى..

 

نظرت إلى الأسفل وفكرت بحزن.. من أذى هذه الفتاة البريئة؟!.. من كلماتها وبكائها المرير يبدو بأن أحداً ما قد.. هل يُعقل ذلك؟!.. هل تعرضت للتحرش أو للاغتصاب؟!.. مسكينة...

 

ظللت لوقتٍ طويل أُعانقُها وأُداعب بنعومة خصلات شعرها وأهمس لها برقة بأنني سأحميها وسأهتم بها حتى في النهاية غرقت في نومٍ عميق على صدري..

 

تنهدت براحة ووضعتُها برفق على الفراش وعندما ابتعدت عنها استقرت نظراتي بذهول على صدرها..

 

إلهي ارحمني...

 

هتفت بداخلي بتلك الكلمات عندما رأيت ثديها ظاهر من قميص النوم الذي كانت ترتديه.. بلعت ريقي بقوة ثم أشحت بنظراتي إلى البعيد وأمسكت بحمالات قميصها ورفعتُهما على كتفيها لأستر صدرها البارز..

 

ما أجمله.. فكرت بذلك ثم شعرت بالغضب من نفسي بسبب تفكيري المُنحرف نحو طفلة موجودة في قصري وفي حمايتي..

 

شتمت بهمس وابتعدت عنها قليلا ورفعت غطاء السرير على جسدها.. وقفت وتأملتُها بتمعُن.. يبدو واضحاً كوضوح الشمس بأن هناك من ألحق الأذية لهذه المُراهقة و....

 

" صباح الخير باغو.. لقد رأيتُك صباح اليوم كما كنتُ أتوقع "

 

قاطعني عن تفكيري صوت ريكاردو المُزعج.. استدرت وهمست له بحدة

 

" توقف عن سخريتك واخبرني بسرعة ما بها هذه الفتاة؟.. ثم هل أنتَ من ألبسها قميص نوم حمراء لعينة؟ "

 

اقترب ريكاردو وهو يبتسم بخبث ووقف أمامي وأجابني ببراءة بصوتٍ مُنخفض

 

" لا سيدي.. للأسف لستُ أنا من ألبسها القميص بل فيوليت.. تعليماتك لها كانت صارمة جداً ولم تتركني بمفردي مع الفتاة للحظة واحدة.. بالكاد سمحت لي برؤية بعض من الرضوض وقالت لي بأنها ستضع لها المرهم في الرضوض السفلية من جسدها "

 

ابتسم بوسع ثم قرب وجهه مني

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 6

 

وهمس بسخرية

 

" فيوليت أحيانا تتحول إلى ضابط مُخيف وصارم.. إنها مُخيفة عن حق.. كان يجب أن تكون حارستك الشخصية وليست رئيسة خدم قصرك هنا "

 

دفعتهُ بعيداً عني وهمست له من بين أسناني بحدة

 

" لا وقت لي لسماع سخافتك يا رجل.. تحرك بسرعة وافحص هذه الصغيرة.. لقد استيقظت وكانت مُنهارة بالكامل و... "

 

أخبرتهُ بدقة ما حدث مع الفتاة وعندما انتهيت تأملني ريكاردو بجدية وهمس قائلا

 

" يبدو بأنها تعرضت لحالة صدمة.. ما أخبرتني عنهُ للتو يبدو واضحاً بأنها تعرضت لصدمة كبيرة المسكينة.. سواء كانت هذه الصدمة نتيجة لحادثة أو التعرض لعنف من أي نوع.. كالاعتداء اللفظي أو البدني أو الأسري أو.. جسدي "

 

نظرت إليه بقلق وسألتهُ بهمس

 

" ماذا تعني؟!.. هل من الممكن أن تكون قد تعرضت هذه المُراهقة في الأمس إلى اغتصاب أو ما شابه؟! "

 

تأملني ريكاردو بجدية وقال اللعين بصراحة

 

" ربما!.. فحارستك فيوليت لم تسمح لي بفحص الفتاة في الأسفل.. سبق وأخبرتُك منذ قليل بذلك "

 

نظرت إليه بذهول وهمست

 

" إلهي.. من يستطيع أذية مُراهقة بريئة؟! "

 

تأملني ريكاردو بنظرات ماكرة وهمس بخبث

 

" أنظروا من يتكلم بحنان.. أحد زعماء المافيا في البلد وأخطرهم.. و... "

 

أمسكتهُ من ياقته وجذبته بعنف وهمست بفحيح بوجهه

 

" التزم حدودك معي ريكاردو.. صحيح أنا زعيم مافيا ولكن في حياتي كلها لم أؤذي امرأة أو فتاة مُراهقة.. المرأة في نظري خُلقت لنقوم بتدليلها وليس تعنيفها "

 

رأيتهُ يتأملني بخوف فحررت ياقته وأمرتهُ بعنف

 

" تفقد الفتاة وأخبرني عن حالتها بعد خروجك.. وإياك أن تُعريها من ملابسها أو حتى تفحص.. ممم.. عذريتها "

 

توسعت عينيه بوسعه وأجابني بهمس

 

" باغو.. هذه الفتاة تحتاج لرعاية طبيب نفسي وليس لي.. أنا لا أفهم بالطب النفسي أنا طبيب عام أي طبيب الأسرة.. تأتي إلى عيادتي إذا كنتَ تعاني من مشكلة صحية.. أي أنا طبيب أكشف على جميع الأمراض وأُحول الحالات المختصة لذوي الاختصاص "

 

تأملتهُ بغضب واستدرت وتوجهت مُسرعاً باتجاه الباب وما أن فتحته رأيت فيوليت تقف بانتظاري.. أمرتُها بحدة قبل أن أصعد إلى جناحي الخاص

 

" أدخلي وراقبي ريكاردو جيداً.. لا تسمحي له بالتمادي مع الفتاة كثيراً.. تفهمين ما أعنيه.. وعندما ينتهي أريدهُ أن ينتظرني في مكتبي "

 

صعدت إلى جناحي واستحممت وارتديت بدلة سوداء وتوجهت بعدها إلى مكتبي....

 

 

كتالينا**

 

استيقظت من غفوتي ورأيت نفسي نائمة في سرير ملكي داخل غرفة نوم كبيرة.. لم أهتم لمعرفة أين أنا إذ رأسي كان يؤلمني جدا بسبب الصداع اللعين الذي فتك به..

 

حاولت أن أتحرك لكن جسدي كان مُتخدر بالكامل.. أغمضت عيناي وتذكرت بمرارة ما حدث معي في الأمس.. تذكرت بتعاسة اعتراف بابلو بأنهُ متزوج ولديه ابنة مُراهقة..

 

ودون إرادة مني تساقطت دموعي بكثرة على وجنتاي وبدأت أبكي بتعاسة.. لقد تلقيت صدمة حياتي في الأمس.. صدمة لم أكن أتوقعها أبداً.. يا ليتهُ مات قبل أن أسمعهُ يتفوه بتلك الكلمات..

 

احترق قلبي بشدة وتذكرت بمرارة حُبي الكبير لهُ منذ طفولتي.. لقد أحرقني ودمرني ذلك السافل بابلو.. دمر أحلامي ودمر قلبي ودمر روحي..

 

لم أتقبل حقيقة زواجه فبدأت أصرخ بجنون وأنا أتخبط بعنف على هذا السرير..

 

" أنستي.. أرجوكِ توقفي واهدئي.. سوف تؤذين نفسكِ.. أنستي.. اهدئي... "

 

سمعت صوت امرأة غريبة تهتف بذعر بتلك الكلمات لي لكنني لم أهتم لها ولمعرفة من تكون.. كنتُ أتمزق من الداخل.. كنتُ أشعر بألمٍ شديد في قلبي.. ألم لا يُحتمل..

 

قلبي كان ينتفض ويصرخ طلباً للخروج من قفصي الصدري بسبب النار المُشتعلة به..

 

صرخت بعذاب أحرق روحي

 

" لماذا؟!!.. لماذا فعلتَ ذلك بي؟!!.. لماذا؟!!!... "

 

كنتُ أهتف بمرارة للحقير بابلو بسبب ما فعلهُ بي.. كنتُ أهتف رفضاً لأنهُ أحرقني وحطمني ودمرني..

 

شعرت بأحد يدخل إلى الغرفة ثم أمسك ذلك الشخص بمعصمي.. كنتُ مرهقة نفسياً وجسدياً وعاطفياً ومع ذلك قاومت ذلك اللعين الذي أمسكني..

 

سمعتهُ فجأة يهمس بحنان

 

" اهدئي لو سمحتِ.. أنا لن أؤذيكِ.. سمعتني؟!.. اهدئي.. اهدئي ولا تخافي مني.. أنتِ في أمان هنا.. لن أسمح لأحد بأذيتكِ.. لا تخافي.. "

 

هدأت فجأة عن التخبط وتوقفت عن مُقاومته ووضعت رأسي على صدره وبكيت بهستيرية..

 

لأول مرة في حياتي أُظهر هذا الجانب الضعيف مني أمام شخص غريب.. لأول مرة في حياتي أبكي بهذا الشكل أمام أحد..

 

في النهاية أنا امرأة عاشقة تم تدمير وتحطيم قلبها العاشق.. أنا امرأة حطمني ببرود الرجل الوحيد الذي أحببتهُ في حياتي ومنذ طفولتي..

 

حرر الرجل معصماي وحاوطتني بذراعه وبدأ بمداعبة خصلات شعري بأصابعه.. رغم نفوري وحزني وغضبي إلا أنني كنتُ بحاجة ماسة لمن يواسيني ويُخفف عني آلمي حاليا.. لذلك سمحت لهذا الرجل الغريب بمُعانقتي.. وكان يهمس لي بنبرة حنونة بأن لا أخاف منه وأهدأ..

 

وفعلا هدأت عن البكاء وتصنعت النوم حتى يبتعد عني ويرحل إذ كنتُ بحاجة ماسة لأبقى بمفردي وأُفكر..

 

ولكن سمعت بذهول حديثهُ مع رجل آخر وفهمت بأن الرجل الثاني هو طبيب..

 

لم أتحرك ولم أفتح عيناي بينما كان الطبيب يفحص ضغطي ونبضات قلبي.. وسمعتهُ يتكلم مع امرأة قائلا

 

" مسكينة هذه المراهقة.. لقد تعرضت لصدمة نفسية.. لا أفهم كيف يريدني باغو أن أعتني بها؟!.. سأصف لها دواء مُهدئ ولكن لا تسمحي لها بأخذ أكثر من محبة واحدة فقط بعد وجبة الفطور.. سأذهب الآن لأرى باغو وأتفاهم معه "

 

سمعت المرأة تجيبهُ موافقة وخرجت برفقته.. انتفضت جالسة ونظرت أمامي بحدة.. دواء مُهدئ للأعصاب هذا ما كان ينقصني!.. لن أتناول حبة واحدة منه بسبب بابلو اللعين..

 

حان الوقت لأخرج من هنا وأذهب لأقتل بابلو و مونرو..

 

أبعدت الغطاء عن جسدي وشتمت بعصبية بسبب شعوري بالألم في مفاصلي وعظامي.. نظرت في المرأة الكبيرة على المنضدة الضخمة أمامي وشهقت بصدمة كبيرة..

 

توسعت عيناي وهتفت بحنق

 

" اللعنة.. أبدو فظيعة.. ما هذا القميص القبيح؟!.. وما هذه الرضوض على جسدي الجميل؟!.. تباً.. هناك حرق في عنقي.. أكرهُك بابلو.. و مومو سأنتقم منك شقيقي سترى... "

 

استدرت ومشيت باتجاه الشرفة.. ولكن قبل أن أصل إليها سمعت خطوات قادمة.. استدرت وركضت بألم باتجاه السرير وقفزت عليه وأنا أشتم بهمس بسبب الألم الذي شعرت به في جسدي.. رفعت الغطاء بسرعة على جسدي وأغمضت عيناي..

 

سمعت الباب ينفتح وصوت ذلك الرجل يهمس بقلق لشخصٍ ما

 

" هل أنتَ متأكد؟.. أعني هل من المناسب أن تأخذ هذه المُراهقة دواء مهدئ للأعصاب؟! "

 

مُراهقة؟!!.. من هي المراهقة أيها الغبي؟!!.. أنا!!!.. تبا لك أنا امرأة أيها اللعين..

 

فكرت بغضب بذلك وسمعت الطبيب يُجيبه بهمس

 

" أظن نعم.. إن استيقظت وعادت لها نوبة الأعصاب من المُستحسن أن تأخذ حبة مهدئ "

 

في أحلامك أيها الغبي.. ربما أقتلك بعد أن أقتل الحقير بابلو و الغبي مومو.. فكرت بحقد بذلك و سمعت الرجل الثاني صاحب النبرة الحنونة يُجيبه

 

" حسناً ريكاردو.. ولكن أرى من الأنسب أن تستيقظ هذه المُراهقة ونعرف اسمها ومن هم عائلتها حتى أُرسلها إليهم وأستريح.. يكفيني عملي والكوارث التي تُلاحقه.. تبقى لي الآن أن أعتني بفتاة مُراهقة مريضة نفسياً "

 

أيها القذر والحقير.. أنا مُراهقة مريضة نفسياً!!!!... سترى ما سأفعلهُ بك الليلة قبل أن أُغادر منزلك اللعين.. فكرت بغضب ثم سمعتهُ بذهول يُخبر الطبيب عن الحادث في الأمس وكيف أنقذني من الموت..

 

تجمد جسدي بكامله بينما كنتُ أسمع كيف أنقذني من الموت.. ثم سمعتهُ يودع الطبيب ولكن سمعت بوضوح أنفاسه في الغرفة وعرفت بأنهُ لم يُغادرها..

 

ظللت ساكنة في وضعيتي على السرير ومُغمضة العينين.. شعرت بهِ يجلس على طرف السرير من ناحية اليمين وسيطرت على نفسي كي لا أنتفض وألكمهُ عندما أحسست بأصبعهُ اللعين يُداعب وجنتي برقة..

 

ولكن لصدمتي الكبيرة سمعتهُ يهمس بنبرة حنونة وحزينة قائلا

 

" يا ترى من أذاكِ أيتُها الصغيرة؟!.. ماذا حدث لكِ لتُصابي بصدمة نفسية وتقودين سيارتكِ في وسط الطريق؟!.. هل تحرش بكِ أحد؟!.. و من تكونين؟!.. من أنتِ؟!.. "

 

هل هو غبي؟!.. أنا الكابوس يتحرش بي أحد!!!... ههههه أحمق..

 

فكرت بخبث ولكن توقفت عن التفكير عندما سمعتهُ بذهول يُتابع قائلا بحزن دون أن يتوقف عن مُداعبة وجنتي وخدي

 

" تبدين مُراهقة بريئة.. للأسف أحياناً الحياة تكون قاسية حتى مع الملائكة أمثالكِ "

 

كنتُ على وشك فتح عيناي والنظر إليه بذهول وصفعه ليستيقظ من غبائه لكن سيطرت على نفسي بجُهد وفكرت بخبث.. أنا ملاك؟!!!... ههههه.. كم هو أحمق.. مسكين هذا الرجل...

 

شعرت بأصابعه ترتفع عن وجنتي لتستقر أصابعه على خصلات شعري وبدأ يُداعبهُ بنعومة.. تباً له سيجعلني أنام هذا الأحمق.. أريد فقط العودة إلى قصر مومو وقتلهُ مع بابلو الحيوان..

 

لكن بسبب طريقتهُ الجميلة في مُداعبة شعري غفوت بعمق وسقطت في عالم الأحلام ورأيت نفسي أقتل بابلو بطريقة شريرة يستحقها...

 

استيقظت بعد وقتٍ طويل أتنهد بسعادة بسبب حُلمي الجميل إذ رأيت نفسي أقتل بابلو بمنشار كهربائي وقمتُ بإرسال أجزاءه إلى زوجته وابنته.. أما مومو عفوت عنه بعد أن سلمني زعامة العائلة والمافيا.. لكن في الحياة الحقيقية لن أعفو عنه حتى لو سلمني زعامة المافيا العالمية..

 

فتحت عيناي ونظرت إلى الغرفة المُظلمة.. مُظلمة!!!... لماذا؟!.. هل حل الليل؟!!.. تباً لقد تأخرت عن قتل الغبيين..

 

انتفضت وأبعدت غطاء السرير عن جسدي وقفزت واقفة.. شتمت بقهر بسبب ألم عضلاتي ومشيت باتجاه الشرفة.. أبعدت الستائر ونظرت إلى الخارج وشهقت بذهول..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 6

 

تباً.. أين أنا؟!.. إنهً قصر!!.. فما أراه أمامي هو جزء ثاني تابع لقصر ضخم.. ثم مهلا لحظة!!..

 

فتحت الباب وخرجت إلى الشرفة ونظرت في الأرجاء.. توسعت عيناي بذهول عندما عرفت مكاني.. فتحت فمي على وسعه وهمست بدهشة كبيرة

 

" أنا داخل قصر النجمة؟!.. قصر أحلام مومو والذي لم يستطع شراءه بسبب.... إلهي.. من أنقذني ليس سوى عدو شقيقي اللدود.... "

 

توسعت عيناي أكثر وهمست بصدمة كبيرة

 

" أنا داخل قصر العدو!!.. أنا في قصر باغو بالوفا!!!.. باغو بالوفا هو من أنقذني من الموت؟!.. هذا كثير "

 

" مساء الخير... "

 

انتفضت بعنف وقفزت من مكاني برعب عندما سمعت أحداً خلفي يهمس بتلك الكلمتين.. وبسبب قفزتي وألم جسدي سقطت بقوة على الأرض وشهقت بذهول..

 

رأيت بدهشة جسدي يرتفع عاليا وتم مُعانقتي بقوة ثم تم رفعي وحملني اللعين كالعروسة بين يده ووجدت نفسي وجهاً لوجه مع العدو.. باغو بالوفا..

 

كان يتأملني بقلق بينما أنا بجمود.. والغبي فسر نظراتي بطريقة خاطئة إذ قال لي برقة

 

" لا تخافي مني.. لن أؤذيكِ أبداً أنسة.... "

 

توقف عن التكلم وتأملني بنظرات غريبة بانتظار أن أُخبره باسمي.. وبخبرتي رأيت نظرات الإعجاب في عينيه والأهم القلق و الرغبة..

 

استطعت رؤية الرغبة في عينيه عندما تتبعت مسارها.. فقد استقرت نظراتهِ على صدري شبه العاري.. فابتسمت بخبث بداخلي وحركت كتفي الأيسر لأجعل الحمالة الواسعة تسقط عن كتفي وأجعلهُ يرى منظر من المستحيل أن ينساه في حياته..

 

رأيت عينيه تتجمد على ما ظهر أمامهُ من صدري.. بلع ريقهُ بقوة ثم رفع نظراته إلى عيناي.. لا أعرف لماذا ارتعش جسدي بين يديه!!!.. ربما بسبب تحديقهُ بي!.. أو ربما بسبب الهواء البارد!!.. ولكنهُ فسر رعشتي خوفاً منه إذ أدار رأسهُ عكسيا وقال بصوتٍ مبحوح من الرغبة

 

" آسف.. لم أقصد إخافتكِ.. لا تخافي مني أنسة... "

 

نظرت إليه بحقد وجعلت جسدي يرتعش عن قصد ورفعت ذراعي اليمنى ورفعت بنعومة حمالة القميص على كتفي وهمست لهُ بنعومة مصطنعة

 

" كاتي.. اسمي هو كاتي "

 

وضعت يدي على صدري لأجعلهُ يظن بأنني أسترهُ ونجحت خطتي عندما أدار رأسهُ وتأمل مكان يدي على صدري ثم رفع نظراته وتأملني بطريقة غريبة وهمس برقة

 

" اسمكِ جميل.. هل هو اختصار لاسم أم هو اسمكِ الحقيقي؟ "

 

تأملتهُ بنظرات هادئة رغم أنني كنتُ أرغب بقتله لأنهُ أحزن شقيقي منذ سنوات وامتلك قصر أحلامه..

 

صحيح أنا حالياً أرغب وبشدة بقتل مومو لأنهُ أخفى عني حقيقة زواج بابلو وابنته ولكنهُ شقيقي في النهاية.. وعدو شقيقي هو عدوي.. وأنا الآن داخل القصر الذي كان يحلم مومو بشرائه وهذا المعتوه المُنحرف أمامي سرقهُ منه بالحيلة..

 

حاولت أن أبتسم لهُ بخجل ولكنني واللعنة لا أعرفُ ما هو الخجل.. حركت شفتاي أُحاول أن أتذكر كيف كانت تبتسم حبيبة شقيقي الراحلة رالبيكا ولكنني لم أتذكر.. الخجل لا وجود لهُ في قاموسي..

 

ولكن لدهشتي باغو الغبي تأمل ابتسامتي الفاشلة وظنها ابتسامة خجولة.. هذا الرجل غبي فعلا.. أخفضت نظراتي وأجبته بهمس

 

" اسمي هو كاتلين ولكن الجميع يُنادونني بـ كاتي "

 

نظر في عمق عيناي وهمس بهدوء

 

" كاتلين.. اسمكِ جميل ويليق بكِ "

 

غبي.. قهقهت بداخلي عليه وسمعتهُ بغضب يسألني

 

" أين هم عائلتكِ؟.. وماذا حدث لكِ في الأمس؟.. أعتذر على تطفلي ولكن يجب أن تعرف عائلتكِ بما حدث لكِ و.. وإن استطعت مساعدتكِ سأفعل "

 

كان يقف الأحمق في وسط الشرفة وهو يحملني بذراعيه ويتأملني بنظرات أفهمها تماماً.. الاعجاب والرغبة.. مُنحرف قذر..

 

أغمضت عيناي وفكرت.. لقد أتت لي فرصة على طبق من ذهب لأنتقم لشقيقي مومو من هذا الحقير.. كنتُ دائما أطلب منهُ بأن يسمح لي بقتل هذا المعتوه لأنه اشترى القصر بطريقة احتيالية في المزاد ولكن مومو كان يرفض وحارب باغو في أعماله وأصبحا أعداءً للموت..

 

وحاليا لا أريد العودة إلى القصر ورؤية مومو و بابلو اللعين وأقتلهما.. لذلك اتخذت قراري.. سأنتقم من هذا السافل وأجعلهُ يقع في حُبي ويُهديني هذا القصر.. ثم سأنتقم من مومو وأبيع القصر لعدو آخر له..

 

والآن كيف سأجعل هذا الغبي يتوقف عن سؤالي عن عائلتي؟!.. فكرت بسرعة وأجبتهُ دون أن أفتح عيناي

 

" أنا يتيمة.. لا عائلة لي "

 

تباً ما هذه الكذبة!!.. لقد تسرعت.. فكرت بغيظ بذلك خاصةً عندما سمعتهُ يسألني بذهول

 

" أنتِ يتيمة؟.. لكن بالطبع لديكِ أصدقاء أو أقارب أو أي أحد يمكنني أن اتصل به و.... "

 

كم رغبت بقتله الآن للحقير الذكي.. فكرت بسرعة كيف يمكنني إنقاذ نفسي من هذه الورطة وتذكرت حواره مع الطبيب في الصباح.. باغو بالوفا يظن بأنني تعرضت للتحرش وأُصبت بصدمة نفسية بسبب ذلك.. لو يعلم من أكون هو من سوف يُصاب بصدمة نفسية لعينة..

 

ابتسمت بخبث بداخلي وفكرت بالملعون بابلو وتذكرت بقهر ما فعلهُ بي وكيف حطم قلبي الرقيق وهنا فقدت السيطرة على نفسي وبدأت أركل واتخبط بين ذراعيه وأنا أهتف بألم

 

" ليس لدي أحد.. لا أحد.. لا أحد.. دعني.. ابتعد عني.. ابتعد.. أريد الذهاب من هنا.. يجب أن أرحل.. دعني... "

 

ركض بسرعة إلى الداخل ووضعني على السرير ثم عانقني بحنان وقال بحزن

 

" لا تبكي أيتُها الصغيرة.. اهدئي.. لن أؤذيكِ أبداً "

 

بالطبع ستنجح خطتي.. هو الآن يظن بأنني يتيمة تم اغتصابها أو التحرش بها.. لن يكون الأمر صعباً عليّ لأجعلهُ رهن إشارة صغيرة من أصبعي.. لكن لدي تحدٍ كبير وهو الأصعب.. كيف واللعنة سأمثل الخجل عليه؟!.. فأنا لا أفهم بالخجل بتاتاً.. تباً..

 

سمعت الأحمق يسألني برقة بعد أن هدأت واستنشقت رائحة عطره الثمين والمثير

 

" كاتي.. هل يمكنكِ أن تُخبريني بما حدث معكِ؟ "

 

طبعاً لم أُجيبه وظن سكوتي بسبب الخوف والخجل والعار.. رغم أن عينيه جميلة وهو وسيم ورغم بأنه يتمتع بوسامة متوحشة إلا أنني أصبحت أكره الرجال بسبب بابلو الغبي.. ولن أُغير قراري والعدول عن فكرتي لأنهُ عدو شقيقي..

 

إن انتقمت من هذا المثير سأضرب عصفورين بحجرٍ واحد.. أولا سأنتقم من عدو شقيقي.. وثانيا سأقضي فترة نقاهة في قصره أتدلل عليه وأجعلهُ يعشقني وبعدها سأحصل على القصر منه وأبيعه.. وثالثا سأجعل مومو يحترق قلبهُ خوفاً عليّ وكذلك سأُخيف القذر بابلو..

 

سأدفع حياتي مُقابل أن أعرف ما سيفعلهُ مومو وذلك الحقير بابلو عندما يعرفان بأن سيارتي احترقت في الوادي.. ولكن مهلا لحظة!!.. تباً.. سيارتي انفجرت.. اللعنة لقد كانت هدية جديدة من مومو ولم أستلمها سوى منذ فترة قصيرة.. لا بأس عندما أعود إلى القصر سأجعلهُ يشتري لي سيارتين رُباعية الدفع..

 

لقد حان الوقت لأستمتع قليلا وأتسلى لأنسى حُزني وأجعل قلبي المُحطم ينسى الحقير بابلو..

 

سمعت بغيظ الغبي باغو يسألني بنبرة حنونة

 

" كاتي.. كم تبلغين من العُمر؟ "

 

لماذا يسأل اللعين عن عمري؟.. ألا يعرف بأنهُ من قلة الذوق أن يسأل امرأة عن عمرها؟!.. اوه صحيح هو يظنني مُراهقة هذا المُنحرف العجوز..

 

فكرت بسرعة وأجبتهُ بهدوء

 

" عمري ثمانية عشر وعدة أشهر فقط "

 

أبعدني عنهُ قليلا وتأملني بنظرات مُندهشة ورأيتهُ يبلع ريقهُ بقوة وهمس بذهول

 

" فقط؟!.. أعني العُمر كله لكِ أيتها الصغيرة.. "

 

ابتعد عني بسرعة ووقف وقال بجدية

 

" استريحي قليلا.. سأطلب من فيوليت لتجلب لكِ وجبة العشاء فأنتِ لم تأكلي شيئاً منذ الصباح.. ولا تخافي فأنتِ ستكونين بضيافتي في قصري حتى تتحسنين جسدياً من الرضوض و.. ولا تقلقي سأجعل الطبيب ريكاردو يعتني بكِ جيداً.. أراكي لاحقاً كاتي "

 

قبل أن يتحرك ويُغادر الغرفة هتفت بسرعة

 

" انتظر قليلا.. أنتَ لم تُخبرني باسمك سيدي "

 

التفتَ وتأملني بنظرات لم أستطع تفسيرها وأجابني بهدوء

 

" إنهُ باغو.. أُدعى باغو بالوفا "

 

وغادر مُسرعاً من الغرفة وأغلق الباب خلفهُ بهدوء.. ابتسمت بوسع بينما كنتُ أنظر أمامي وهمست بحقد

 

" باغو بالوفا.. أصبحتَ أخيراً بين يدين الكابوس.. انتظر وسترى ما سأفعلهُ بك "

 

استلقيت وأرحت رأسي على الوسادة ونظرت بمتعة إلى السقف.. أشعرُ بأنني سأستمتع وجداً في إقامتي هنا في قصر العدو..

 

ابتسمت بوسع وانتظرت قدوم تلك المدعوة فيوليت لأنني جائعة جداً وأستطيع التهام فيل بكامله من كثرة جوعي...


انتهى الفصل









فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©