رواية وحش الجبل - فصل 10 - أيتُها الأميرة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلم الأيادي يارب❤️❤️❤️
    الفصل جميل وخفيف، أبدعتي هافن

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حبيبتي
      أشكركِ لأنكِ أحببتِ البارت

      حذف
  2. البارت يجنن والقفله كانت صدمه...تسلم ايدك ❤

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لكِ حبيبتي
      وانتظري الكثير من الصدمات قريبا
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف
  3. ههههه مفاجأ خطيرة.
    وااااو الباااارت روووعة
    😘😘😘

    ردحذف
  4. متي الجزء الموالي من فضلك ما طولي كثير😊😊😊😊 can t wait

    ردحذف
    الردود
    1. الجمعة سأنشر بارت
      ثم سأعود للنشر كل يومين في أول أسبوع من السنة الجديدة

      حذف

رواية وحش الجبل - فصل 10 - أيتُها الأميرة

 

رواية وحش الجبل - فصل 10 - أيتُها الأميرة



أيتُها الأميرة




فورتونا**



استيقظت فورتونا بعد مدة.. فتحت عينيها بتثاقل وكانت الرؤية غير واضحة أمامها.. وحاولت أن تُميز الصورة المُبهمة بين عينيها لكن دون جدوى.. وبعد عدة محاولات نجحت في تحديدها.. لقد كانت نائمة على سرير ضخم الحجم داخل غرفة واسعة مُظلمة لا يُنيرها سوى عدة شموع واستطاعت رؤية أثاث الغرفة من خلالها..

 

على يمين السرير خزانة ضخمة وعلى اليسار منضدة كبيرة عليها شمعدان وإبريق.. و في وسط الغرفة أريكة مستديرة بقربها طاولة مستطيلة صغيرة الحجم..

 

تنهدت بِألم إذ شعرت بأن جسدي مُخدر بالكامل ولم أقوى على تحريكه أو حتى الشعور بأطرافي.. و يداي لم أستطع تحريكهما.. نظرت إليهما وشهقت برعب عندما رأيت بأن يداي تم ربطهما عاليا على أعمدة السرير..

 

انتفضت برعب وبدأت بتحريك يداي بقوة لمحاولة تحريرهما لكنني لم أستطع.. وعندما فقدت الأمل بتحريرهما حاولت أن أتذكر ما حصل معي.. ثواني قليلة توسعت عيناي بذعر وهمست بخوف

 

" إلهي الذئاب!!!.. لقد رأيت ذئاب متوحشة عملاقة.. كيف واللعنة لم تأكلني؟!!.. أين أنا؟!!... تباً لك أيها الحظ المقرف... لن أستريح من هذا القرف؟!!!.. هذا أتعس يوم مر في حياتي المقرفة هذه.. ماذا فعلت لأستحق ذلك؟!.. أكره حياتي "

 

ثم بجهد رفعت جسدي قليلا و أخفضت رأسي ونظرت إلى القلادة وهمست لها بخوف

 

" لماذا لم تساعدينني؟!.. ألا تريدين مساعدتي وفك وثاقي؟!..  "

 

( لا.... )

 

اتسعت عيناي برعب وصرخت بفزع لا يوصف

 

" من هناك؟!!!... أخرجي أينما كنتِ.. من أنتِ؟!!.. من هنا؟!!.. من تكلم معي؟!!.. أين أنتِ؟!... "

 

لكن لم أتلقى أي رد.. نظرت في أرجاء الغرفة بترقب ولكن لم أرى أحداً.. لا يوجد أحد في الغرفة..

 

بلعت ريقي بقوة وهمست بخوف

 

" يبدو بأنني بدأت أتوهم أن هناك من تكلم معي.. تبا ألا يكفي ما مررت به والأن بدأت بالهلوسة.. هذا ما كان ينقصني "

 

( أنتِ لا تهلوسين فورتونا )

 

انتفضت بقوة وهتفت بذعر أحرق قلبي

 

" اععععععععع... واللعنة من هناك؟!.. من أنتِ؟!!.. وأين أنتِ؟!!!.. أخرجي ودعيني أراكِ "

 

( ههههههه.. أنتِ مضحكة.. وعلى فكرة أنا غاضبة منكِ جداً بسبب ما فعلتهِ بابني )

 

ارتجف جسدي برعب ونبض قلبي بعنف عندما عرفت من يُكلمني الآن.. إنها فيري.. أنها القلادة.. ارتعش جسدي بقوة وهمست قائلة لها برعب

 

" أنتِ تتكلمين؟!!!.. كيف واللعنة أستطيع الآن سماعكِ؟!.. ولماذا لا تريدين مُساعدتي؟!!! "

 

سمعتُها بذهول تُجيبني في رأسي

 

( لقد أخبرتكِ أنا غاضبة منكِ.. وثانيا توقفي عن اللعن.. وثالثا فقط من يستطيع ارتداء القلادة أسمح له بأن يسمعني.. أتعلمين أنني أستطيع الآن قتلكِ بسهولة وحتى أستطيع أن أعيدكِ إلى قصر ابني بلمحة عين أي في أقل من ثانية واحدة )

 

ارتجفت مفاصلي وهتفت بحدة

 

" إذا اقتليني و أريحيني لأنني لن أعود إليه.. لقد كان على وشك أن يغتصبني ابنك الوحش وأنتِ لم تقومي بردعه.. اقتليني.. هيا اقتليني.. ما الذي تنتظرينه؟!!.. "


سمعتُها بذعر تُجيبني بنبرة هادئة

 

( أنا لن أقتلكِ لسببين.. الأول أنتِ هي الفتاة المقدرة لابني.. أما السبب الثاني سوف تعرفينه قريبا جداً فورتونا لذلك اصبري قليلا.. والأن التزمي الصمت فهناك من هو قادم.. ولا تخافي سوف أحميكِ لن يمسكِ أحد بمكروه سوى إبني الوسيم )

 

نظرت أمامي بذهول ثم قلبت عيناي وهمست لها بغيظ

 

" كلامكِ يجعلني أشعر بالاطمئنان.. لقد جعلتني أسعد فتاة على وجه الأرض بكلماتكِ تلك.. لا أحد يستطيع أن يمسني بسوء سوى ابنكِ الوحش الوسيم.. يا لحظي السعيد "

 

سمعتُها تهتف بسرعة برأسي

 

" اخرسي لقد أتى "

 

وما أن هممت لأسألها من هو الذي أتى حتى رأيت الباب ينفتح وتركزت نظراتي على وجه رجل ذو شعر أسود ممزوج بِبعض خصلات بنية اللون أعطته لوناً مُبهراً وكان صاحب بشرة بيضاء وعينين زرقاوين و ملامح رجولية خلابة مع بنية رياضية مرفوق بعضلات مفتولة بحكم أنه طويل القامة ولكنه ليس بوسامة وطول وحش الجبل..

 

رواية وحش الجبل - فصل 10 - أيتُها الأميرة

 

تبا ما الذي أفكر به؟!!!.. ولكن أدهشني ﻭ جعلني صامتة هو صدمتهُ ﻭ تركيزهُ على عيناي وتفاصيل وجهي لقد كان في حيرة من أمره ولم يستطع أن ينطق بحرفٍ واحد..

 

ما به هذا الأحمق؟!!.. ومن يكون؟!!.. ظللنا لمدة لا بأس بها نتبادل النظرات حتى نطق بعد أن استجمع قواه المتلاشية من جراء الصدمة قائلا بغرور وبنبرة خبيثة

 

" إذن لقد استيقظتِ أخيراً.. "

 

اقترب ووقف أمامي ونظر إلى وجهي بتمعن وهمس قائلا

 

" تشبهينها كثيرا.. هذا غريب!.. "

 

ثم نظر إلى عنقي وتحديدا إلى قلادة فيري.. بلعت ريقي بصعوبة وانتظرت ما سيقوله لي.. ولم يخب ظني إذ كلمني بحدة وهو ينظر إلى القلادة بغضب

 

" ترتدين فستان الزفاف الخاص بالجنيات ورائحتكِ تعبق برائحة وحش الجبل والغريب أكثر بأنكِ ترتدين قلادتُه.. إذا أنتِ هي فتاتهُ البشرية المنشودة.. يبدو بأن النبوءة قد تحققت.. حظي يشق الجبال اليوم.. أميرة وحش الجبل بين يداي.. يا لسخرية القدر.. يا ترى ماذا سيفعل وحش الجبل عندما يعلم بأنكِ أصبحتِ رهينتي؟! "

 

انكمش جسدي بخوف وفكرت بصدمة.. من يكون هذا المعتوه؟!!.. وما قصده بأنني أشبهها كثيرا؟!!..

 

نظرت إليه بتعجُب وسألته

 

" وحش الجبل؟!؟؟ لماذا تصــ.. "

 

رفع نظراتهِ إلى وجهي وقاطعني قائلا بحقد

 

" الجميع يُطلقون عليه اسم وحش الجبل.. فهو وحش لعين شيطاني حقود لا يوجد رحمة بداخل قلبه الميت.. يتربع على عرشه في قصره على قمة الجبل ويجعل اللعين الجميع خائفون منه ومن غضبه.. حقير لعين.. وأنا أتوق بشدة لانتقم منه ذلك السافل والقاتل "

 

تأملتهُ بذهول وفكرت بدهشة.. من يكون هذا الرجل؟!.. ولماذا يكره بجنون ذلك الوحش؟!.. و... قاطع تفكيري صوت فيري وهي تخاطبني في رأسي قائلة

 

( إنه كلاي أستور.. ألفا قطيع الذئاب الدموية.. إنه أخطر وأشرس قائد وألفا في جميع قطعان المستذئبين الموجودة في عالمنا وهو العدو اللدود لابني لايسن )

 

مستذئب؟!!!!!!!!... اهتز جسدي برعب عندما سمعت مَا قالتهُ لي ولكن ذلك المعتوه ظن بأن ارتعاش جسدي يعود لخوفي منه إذ ضحك بشر وقال بسخرية

 

" مازال مبكراً كي ترتعشين من الخوف.. فأنا لم أبدأ بعد.. ماذا فعلتِ بوحش الجبل حتى أعطاكِ فيري؟!.. كيف جعلتِ ذلك المتغطرس يضع قلادتهُ العزيزة والغالية في عنقك؟!.. تكلمي.. "

 

نظرت إليه بغضب وهتفت بوجهه قائلة

 

" أولا أنا لستُ أميرتُه.. وثانيا هو لم يعطيني إياها لقد سرقها أحدا منه ووصلت إلى يد والدي وارتديتها بالخطأ والآن لا أستطيع إزالتها عن رقبتي.. هل يُمكنكَ ارسالي إلى عالم البشر لو سمحت؟! "

 

ضحك بشدة ثم تجمدت ملامحه وقست ونظر بشر إلى عيناي وهتف بحدة

 

" هل تظنينني أحمق أيتها الأميرة؟.. لا تتغابي عليّ لأنني لن أرحمكِ.. وحش الجبل عليه أن يدفع ثمن ما فعلهُ بي فأنتِ هي السبيل الوحيد إلى انتقامي منه.. سأجعلهُ يندم على إبعاد رفيقتي عني وقتلها "

 

جحظت عيناي برعب و سألته بدهشة

 

" رفيقتُك؟!!!... "

 

اقترب بسرعة مخيفة مني وأمسك طرف ذقني بشدة ورفع رأسي عاليا ونظر في عمق عيناي وهتف بغضب أرعبني

 

" لقد أبعد لوسيا عني وقتلها ذلك الحقير وهذا ما سأفعلهُ مع أميرتُه.. سوف أبعدُكِ عنه وأقتلُكِ بعدها حتى أجعلهُ يتعذب ويتألم كما فعل بي ذلك الحقير.. وفيري لن تساعدكِ.. أتعرفين لماذا؟.. لأنها قطعت وعداً لحبيبتي عندما أنقذتها من والدها بأنها لن تؤذي أو تسمح لزوجها بأذية من يخصها.. ولكن ابنها اللعين فعل.. لقد خطف حبيبتي مني وقتلها ذلك الملعون الشيطان والآن حان الوقت لأذيقهُ جرعة مما أذاقني إياه "

 

تأملتهُ بنظرات مُرتعبة وسمعت فيري تُكلمني قائلة بمرح

 

( هههه.. إنه محق.. لقد وعدت لوسيا بذلك.. وعدتُها بأنني لن أسمح لزوجي وشعبه بأذية من تُحبهم لأنها أنقذتني من والدي ثم من شقيقي.. ومع ذلك لا تخافي فأنا لن أسمح لهُ بقتلكِ وخاصةً لأن ابني لايسن قادم )

 

سمعت كلمات فيري في رأسي وشعرت بالخوف أكثر.. هل هم مجانين هنا في هذا العالم السفلي اللعين؟!..

 

بلعت ريقي بقوة ورغم أن فيري قالت لي بأنها لن تسمح لهُ بأذيتي إلا أنني شعرت بالخوف فأنا لا أريد أن أكون كبش محرقة بسبب ذلك الملعون دراكولا.. انتفضت بين يديه وهتفت بوجهه قائلة

 

" هو لا يهتم بي.. أنا لا شيء بالنسبة له سوى عبدة.. لقد رفضني وكذلك أنا.. أنا أكرهه وكما ترى لقد هربت منه.. لماذا تظن أنني كنتُ في وسط الغابة عندما حاولت مهاجمتي تلك الذئاب؟.. لقد كنتُ  هاربة منه وأظن بأنك أنتَ من أنقذني من هؤلاء الذئاب.. لذلك ساعدني لأهرب من وحش الجبل وبعدها انتقم منه بطريقةٍ أخرى ولكن ليس من خلالي لأنه لن يهتم "

 

أزال أنامله الممسكة بذقني وأحكم إمساكهُ لفكي بقوة جعلتني أتأوه بألم وهتف بوجهي حتى شعرت بأن أذني انفجرت

 

" هل تظنيني أحمق أيتُها الأميرة؟!!.. لماذا أفلتَ أسودَهُ إذاً لكي يتتبعون رائحتكِ؟.. ولكنه لن يجدكِ لأنكِ لستِ في قطيعي وخاصة لأنني استعملت غبار الجنيات السحري لكي أُخفي رائحتكِ عنهم وبالأخص عنهُ.. كانت لوسيا مُحقة عندما أعطتني إياهم وقالت لي بأنني قد أحتاجهم في يومٍ ما... والآن ماذا سأفعل بكِ أيتُها الأميرة؟!.. هل أقتلُكِ أو أتسلى بكِ قليلا؟!!.. فأنا أصبحت وحيداً بعد موت رفيقتي وأنتِ جميلة جداً أيتها الأميرة... "

 

لا!.. ليس مجدداً... فكرت برعب بينما دموع الخوف انسابت كشلالٍ على وجنتاي...

 

 

لايسن**

 

كان المطر قد توقف منذ فترة وكنتُ أقف بغضب في وسط الغابة القريبة من قرية قطيع الذئاب الدموية أنظر إلى أسُودي والتي توقفت فجأة في هذا الموقع وعرفت فورا بأن عبدتي الشرسة كانت هنا ولكن الذي حيرني أكثر هو اختفاء رائحتها عن أسُودي في هذه البقعة..

 

هل أخفت فيري رائحتها عنهم؟!.. مستحيل.. أمي لن تفعل ذلك بي.. رفعت رأسي و أغمضت عيناي وأخذت نفسا عميقا لكي أتعقب فيري...

 

ابتسامة شريرة ارتسمت على ثغري ثم ضحكت بقوة بعدها.. فتحت عيناي لأرى أروس ينظر إليّ بدهشة بسبب فعلتي تلك..

 

اقتربت منه وضحكت أكثر بينما كنتُ أُفكر بحماقة ذلك الألفا الغبي.. وعندما هدأت من نوبة الضحك التي تملكتني قلتُ لقائدي الأول

 

" ذلك الغبي كلاي أستور هو من أخذها... ولكن كيف أخفى رائحة المتوحشة خاصتي ذلك المستذئب الأحمق؟!.. لا يهم.. ولكن لغبائه يبدو بأنه لم يفكر أنه لا يستطيع إخفاء فيري عني.. سنذهب لجلبها فورا فهو أخرجها من قطيعه "

 

تأملني أروس بذهول وسألني بدهشة كبيرة

 

" البشرية أصبحت مع ألفا كلاي؟!!!.. جلالتك هذا ليس جيد قد يكون أذاها "

 

نظرت بتفكيرٍ عميق إلى أروس وأجبته بثقة

 

" ذلك الجبان لن يفعل.. ليس لديه الجرأة ليؤذيها فلا تقلق.. ولا تنسى فيري معها لن تسمح له بِأذيتها.. هيا بنا لنذهب فلقد اشتقت لتك المتوحشة "

 

ضحك أروس بقوة وأجابني بخبث

 

" أنتَ لن تتغير أبدا لايسن "

 

نظرت إليه بنظرة لعوبة ماكرة وأردفت قائلا

 

" ولماذا سأتغير؟.. هيا بنا لا أريد أن أتأخر على عبدتي المتوحشة "

 

أومأ موافقاً ثم نظرت إلى أسُودي وأمرت تسعة منها لتعود إلى القصر أما الستة الباقية تركتها لترافقني وتابعنا طريقنا إلى المكان الذي تتواجد به المتوحشة خاصتي...

 

 

روبن**

 

كانت الشمس على وشك المغيب عندما دخلت إلى قرية فورن من إحدى الممرات السرية.. وقفت ونظرت بدهشة أمامي..

 

المكان لا يخلو من الخراب والدمار مثل القُرى المجاورة لقريتي.. منازل صغيرة مدمرة و المعبد الضخم الذي يتوسط القرية مُدمر بالكامل ولكن الذي لفتَ نظري الجبل الذي يحاوط القرية لقد كان مُتشقق وأحجار كريمة من الماس كانت تلمع بوضوح أمامي من بين صُخوره..

 

" إنهُ كنز الرهبان.. لقد أصبح لي أنا.. لي وحدي.. هاهاهاهاهاهااااا.... "


هتفت بسعادة لا توصف ولكن صرختي قُطِعَت عندما رأيت في أسفله كومة من بقايا هياكل عظمية محترقة.. ارتعش جسدي برعب ورغم ذلك بدأت أقترب حتى وقفت أمام هذه الجثث المحترقة..

 

هو نفس المنظر الذي رأيته في القُرى المدمرة لقد تم حرق جميع جُثث الكهنة الموجودين في فورن.. مساكين.. لن أنكر لقد حزنت عليهم ولكن شعرت بالسعادة لأنه أصبح باستطاعتي أخذ الماس من الجبل دون أن يَردعني أحد..

 

بدأت أتسلق الجبل بسعادة وأجمع بكثرة كل ما تمسكه يداي من أحجار الماس الرائعة وأُخبئها في جيب سروالي.. فجأة تجمد جسدي من الرعب عندما رأيت خيال شخصين أمامي وقبل أن أستدير لأرى من هم شعرت بضربة قوية أسفل رقبتي ولم أعد أرى سوى الظلام أمامي...

 

فتحت عيناي ببطء وأول ما رأيته عيون حمراء كالدم تنظر إليّ بغضبٍ مرعب.. ارتعدت مفاصلي من الفزع و شهقت برعب وحاولت التحرك ولكن كانت يداي وقدماي مكبلة بينما كنتُ أجلس على الأرض وفجأة رعب كبير اجتاحني عندما تذكرت ما كان منسي في ذاكرتي....

 

فورتونا**

 

كنتُ أترقب أن يهاجمني كلاي ولكنه ابتعد فجأة عني وهو يشتم وذلك بسبب الزئير المُخيف الذي سمعناه بوضوح.. انتفضت برعب عندما هتف كلاي بحدة وبغضب

 

" جيفري ي ي ي ي ي.. تعال بسرعة "

 

دخل شاب يبدو أصغر بسنوات عديدة من ذلك المعتوه كلاي وقال برعب

 

" ألفا كلاي.. إنه هنا.. وحش الجبل هنا مع أسوده.. ماذا سنفعل؟!.. "

 

شعرت بالقهر لأن ذلك الوحش الكريه والمُنحرف قد وجدني.. نظرت إلى ذلك المعتوه بغضب وسمعتهُ يشتُم بألفاظ وشتائم فظيعة لم أسمع بها في حياتي..

 

عندما توقف أخيراً عن الشتم بدأ يمشي بتوتر ذهابا وإيابا ثم وقف ونظر إليّ وهتف بوجهي بحدة

 

" كيف واللعنة عرف بمكانكِ؟!.. اعترفي في الحال "

 

نظرت إليه بغضب وهتفت بحدة

 

" لا تصرخ بوجهي هكذا.. لقد ألمتَ أذناي.. وما ذنبي أنا!!.. وكيف لي أن أعلم كيف أتى وعرف بمكاني؟!.. يبدو أن غبار الجنيات خاصتك لم ينفع.. تبا لك.. كان من الأفضل لك أن تدعني أعود إلى عالم البشر.. لقد وجدني الآن ذلك الوحش أيها الأحمق "

 

نظر كليهما إليّ بدهشة وبعدم التصديق بسبب ما تفوهت به للتو.. وهمس برعب ذلك المدعو جيفري قائلا

 

" ياه.. لقد شتمتك ألفا!!!!... "

 

زمجر بغضب ذلك المعتوه كلاي ثم اقترب مني وأمسك بخصلات شعري بشدة ورفع رأسي عاليا وصفعة عنيفة تلقتها وجنتي اليمنى مما جعلني أصرخ بألم ودموع كثيرة سالت على وجنتاي..

 

" إياكِ أن تتكلمي معي بتلك الطريقة مجددا لأنكِ ستندمين بعدها أيتها البشرية الضعيفة "

 

ابتعد عني ولكن لدهشتي فك الوثاق عن معصمي ليبتعد بعدها ويرمي الحبل على الأرض ووقف أمام جيفري.. نظرت برعب إليه بينما كنتُ ألمس وأفرك معصم يدي بألم وسمعته يقول

 

" لا أريد سفك الدماء الليلة.. ساعات و يطلع الفجر لذلك لن تسعفنا الشمس وهو قريب من فيري يستطيع حجبها.. لذلك قل لوحش الجبل بأننا وجدنا امرأته في الغابة وهي في ضيافتنا.. لن يصدق ذلك ولكن هذا لا يهم لأنه سيعلم بأننا لا نريد شن هجوم عليه.. وأرسل إحدى الخادمات لكي تُساعدها بالاستحمام و بارتداء ملابس جديدة ودافئة وتطعمها "

 

ثم نظر إليّ وقال بحقد

 

" لقد تم إنقاذكِ الأن.. ولكن الأيام قادمة بيننا وسوف تأتي الساعة التي ستكونين بها بين يداي وعندها لن أرحمكِ أيتها الأميرة.. لن أرحمكِ أبداً "

 

بعد خروج جيفري وقفت بضعف ونظرت إلى كلاي برجاء قائلة له بتوسل

 

" أرجوك.. لا تُسلمني إليه.. دعني أهرب.. أتوسلُ إليك لا أريد أن أكون معه.. ساعدني "

 

عقد حاجبيه وتأملني بدهشة وسألني بشك

 

" هل أنتِ جادة؟!!.. "

 

نظر بتمعن إلى وجهي وتابع قائلا

 

" يبدو أنكِ كذلك.. آسف كنتُ سأقتلُكِ ولكن دراكولا أنقذكِ إذ عرف بمكانكِ قبل أن أفعل.. وأنا لستُ بوحش مثلهُ لذلك حسنا سوف أساعدكِ بطريقةٍ أخرى.. عليكِ بإزالة فيري عن عنقكِ أولا قبل أن يكتمل القمر بعد ليلتين.. انتظريني في الغابة التي وجدتُكِ بها وسوف أساعدكِ بالهروب والعودة إلى عالم البشر.. على فكرة ما هو اسمكِ أيتُها الأميرة؟ "

 

وعلى الفور أمسكت بالقلادة وحاولت إزالتها لكنها لم تتزحزح اللعينة عن عنقي.. تساقطت دموع الخوف من عيناي وأمسكت بيده برجاء وهتفت له بتوسل

 

" إسمي فورتونا.. وهذه القلادة لا تسمح لي بإزالتها عن عنقي.. أرجوك ساعدني لن أستطيع الانتظار ليومين.. أتوسلُ إليك هربني من هنا "

 

ضغط على يدي بخفة وسألني بتعجُب

 

" ألستِ خائفة مني؟! "

 

حركت رأسي علامة الرفض فابتسم برقة وقال

 

" أنتِ شجاعة أيتها الأميرة فورتونا.. ولكن أنا آسف لا أستطيع مساعدتكِ الآن لأنه قد فات الأوان على ذلك.. انتظريني بعد ليلتين في الغابة وسوف أخرجُكِ وهذا وعد مني وأنا لا أخلفُ وعداً قطعته لأحد "

 

بعد خروجهِ من الغرفة جلست على الأرض بعجز وبكيت بقهر وأمسكت بالقلادة وهتفت بألم

 

" لماذا؟!!.. لماذا تفعلين ذلك بي؟!!.. ماذا فعلت لكِ حتى تفعلين ذلك بي؟!!.. لقد كنتِ تعلمين بأنه قادم بسببكِ.. ما أقولهُ صحيح.. أليس كذلك؟!!.. إلهي بالطبع أنا مُحقة لقد وجدني بسببكِ.. كم كنتُ غبية لأنني ارتديتُكِ مجدداً "

 

بكيت بقهر و بخوف فهو هنا وقد أتى ليأخذني.. إلهي ماذا سيفعل بي؟!.. سوف يعذبني ويغتصبني بالتأكيد..

 

دخلت فتاة تبدو أكبر مني بقليل تحمل معها صينية بها الكثير من الطعام.. تناولت القليل ثم أدخلتني الحمام وجعلتني أستحم وبعدها جففت لي شعري وسرحته وساعدتني بارتداء ملابس جديدة غير ذلك الفستان الحقير.. بعد خروجها نظرت إلى المرآة أمامي بحزن لقد كنتُ أرتدي سروال من القماش أسود اللون مع قميص بيضاء وجاكيت من الفراء.. مسحت بقهر دمعة وحيدة سالت على وجنتي ببطء وهمست بإصرار و بتصميم

 

" لا.. لن أستطيع الانتظار ليومين حتى يُساعدني ذلك المستذئب بالهروب.. سأهرب الآن "

 

اقتربت من الباب و أمسكت المقبض بخفة وفتحت الباب بهدوء.. ابتسمت بسعادة وبدأت أختلس النظر لمحاولة معرفة كيفية الخروج من هنا.. كان هناك أبواب كثيرة أمامي ولكن لفتَ نظري وجود السلالم.. بدأت أنزل الدرجات ببطء وعندما وصلت إلى الطابق الأرضي سمعت صوت مشاجرة عنيفة واستطعت تمييز صوت ذلك اللعين دراكولا..

 

هرولت بسرعة بحثا عن مخرج ووجدته في غضون ثواني ولكن لحظي التعس كنتُ داخل غرفة المعيشة.. أغلقت الباب بخفه وشتمت بِهمس

 

" اللعنة.. ألا يوجد باب آخر هنا؟!!.. "

 

مشيت بخطوات غير متزنة و ظللت أبحث لكنني لم أجد أي باب خلفي.. اقتربت من النافذة الكبيرة ونظرت إلى الخارج.. كان هناك سور محيط بالمنزل فقط و بالفعل المنظر خلف السور يطل على غابة شاسعة.. إنه المخرج..

 

نظرت إلى الغرفة ولمحت طاولة في الوسط و حولها العديد من الكراسي.. جذبت كرسي ثم اتجهت ناحية النافذة وفتحتها ثم أخرجت الكرسي ووضعتُها على الأرض ونزلت بعدها..

 

حملت الكرسي وهرولت مُسرعة حتى وصلت إلى وجهتي.. ثبت الكرسي على الأرض ثم صعدت فوقها و تسلقت السور..

 

جلست فوق حافته ثم نظرت إلى الأسفل و تطلعت من حولي ولم أجد سوى الغابة و الأشجار والظلام بينما نور القمر الغير المكتمل ينيرها قليلا..

 

أخذت نفسا عميقا وقفزت من الأعلى إلى الأسفل.. كانت قفزَتي قوية مما جعلتني اتأوَه بألم لأن كاحلي قد التوى.. شتمت بغضب لأنه لم يكن هذا الوقت المناسب لكي يلتوي كاحلي.. وقفت بصعوبة و ركضت بخطواتٍ بطيئة وعرجاء بينما قدمي اللعينة كانت تؤلمني بشدة لكنني تحملت كل الألم في سبيل الهروب من الوحش و العودة إلى عالمي.. عالم البشر..

 

 

لايسن**

 

وقفت أمام منزل ذلك الحقير وسط الغابة أضحك بشدة.. ذلك الغبي أخذها إلى منزله المنعزل الموجود في وسط غابتهِ.. إنه حقا غبي لأنني كنتُ سوف أتي إلى هنا للبحث عنها حتى لو لم أستطع تعقب فيري.. كيف واللعنة تخافهُ باقي قطعان المستذئبين؟!.. فهو أحمق..

 

اقتربت من البوابة و التي انفتحت على مصراعيها لدى اقترابي واستقبلني جيفري الجبان بابتسامة على وجهه القبيح ولكن ابتسامتهُ اختفت فجأة لتحل معالم الرعب على وجهه عندما زأرَتْ أسُودي بِوجهه.. قهقهت بخفة وهمست لأسودي الجميلة

 

" اهدأوا صغاري.. أنتم لن تأكلوهُ.. هممم.. اليوم.. "

 

بلع جيفري ريقهُ بقوة وتأملني برعب عندما سمعني أشدد على كلمة اليوم.. مررت من أمامه و كلمت أسُودي بأمر

 

" أدخلوا إلى الإسطبل وانتظروني هناك.. وممنوعٌ عليكم بأكل الأحصنة صغاري "

 

وعلى الفور نفذت الأسود ما أمرتُها به وتابعت السير بينما أروس والحراس رافقوني مع ذلك الجبان جيفري..

 

دخلت إلى المنزل ووقفت في وسط الصالون واستنشقت رائحة عبدتي بينما كنتُ أتأمل المكان بحقارة.. ثم نظرت إلى جيفري وتأملت مدى خوفهُ ورعبهُ مني

 

رواية وحش الجبل - فصل 10 - أيتُها الأميرة

 

ابتسمت بخبث وكلمته بسخرية

 

" أين هي؟!.. اجلبها لي فوراً وإلا جعلت منك ومن ألفا قطيعك عشاءً لذيذا لصغاري.. تكلم أيها الجرو الصغير أين هي البشرية؟ "

 

وقف جيفري أمامي يرتعش وهو يبلع ريقه بصعوبة وينظرُ إليّ برعب


رواية وحش الجبل - فصل 10 - أيتُها الأميرة

 

ثم قال بخوف وبصوتٍ مُرتعش

 

" ليس من الضرورة أن تفعل ذلك.. نحن لم نخطفها.. ألفا كلاي وجدها مغمى عليها في غابتنا وجلبها إلى هنا حتى تستفيق.. "

 

" جيفري اتركنا لو سمحت.. سوف اتفاهم مع دراكولا وحش الجبل.. "

 

نظرت خلف جيفري ورأيت ذلك الجبان كلاي يقف بثقة أمامي.. اقترب ووقف بمواجهتي وقال

 

" لقد استيقظت البشرية منذ قليل وهي تتناول وجبة عشاءها.. دقائق وتكون هنا "

 

اقتربت منه ببطء وهتفت بوجهه قائلا بغضب مخيف

 

" هل تظنني غبياً مثلك؟.. لا تستخف بعقلي كلاي لأنني أستطيع إخراج قلبك بيدي في لمحة عين.. اجلبها لي في الحال "

 

ابتسم بخبث وأجابني بهدوء

 

" يبدو أنها مهمة لك دراكولا.. عجيب ما يفعل حُب النساء بنا "

 

أمسكت عنقه بيدي ورفعتهُ عاليا وتحولت عيوني إلى اللون الأحمر وهتفت بغضب جعله يرتعش من الرعب بينما كان يجاهد لإبعاد يدي عن عنقه

 

" الحب تركته للضعفاء أمثالك أيها السافل.. ثم هل ما زلتَ تبكي على لوسيا أيها الضعيف؟ "

 

رميت جسده على الحائط بقوة وهتفت بغضب

 

" تلك البشرية أريدها الآن أمامي.. وإن عرفت بأنك وضعت اصبعاً واحداً عليها سأقتلك "

 

" ألفا لقد هربت.. البشرية ليست في الغرفة "

 

هتف جيفري برعب وهو يدخل بعاصفة إلى الغرفة و نظرنا جميعنا إليه بدهشة.. تملكني الغضب بشدة ونظرت إلى رِجالي وقلتُ لهم بأمر

 

" اتبعوها على الفور فرائحة دمائها واضحة.. سوف أتبعكُم برفقة أسُودي "

 

نظرت إلى كلاي وهو يجلس على الأرض ويتحسس عنقه بألم وقلتُ له بحقد

 

" لم ينتهي حديثنا.. وإن عرفت بأنك لمستها بأي طريقة فأنتَ ميت ألفا "

 

خرجت بغضب وندهت إلى أسُودي لكي تتبع رائحة البشرية..

 

ثم وقفت ورفعت كلتا يداي عالياً وبدأت قميصي تتقطع على ظهري وظهرت أجنحتي وبدأت أطير عاليا لأبحث عنها..

 

 

فورتونا**

 

كنتُ قد توغلت في وسط الغابة المظلمة و أنا مرتعبة و خائفة و ألم قدمي كان يزداد شيئا فشيئا.. توقفت ألتقط أنفاسي وفجأة سمعت شيئا يهبط بقوة خلفي..

 

التفتت سريعا لأجد ملاك شاهق بأجنحة سوداء اللون قد هبط على قدميه أمامي


رواية وحش الجبل - فصل 10 - أيتُها الأميرة

 

وذلك الملاك يحمل ملامح دراكولا.. رجعت خطوة واحدة إلى الخلف برعبٍ حقيقي بسبب حجمه الغير طبيعي و لأجنحته السوداء اللامعة تحت ضوء القمر و التي قاربت ان تُعانق السماء بطولها المُهيب..

 

ارتعش جسدي بعنف وهمست برعب بينما كان يقترب مني ذلك الكائن المُخيف

 

" مستحيل.. لا!.. إنه أنت.. لا!!.. لا.. أنا أتوهم.. مستحيل!!... "

 

اقترب مني بخطوات أرعبتني و تجمدت فجأة بأرضي بسبب الرعب الذي شل جميع مفاصلي.. كانت عيناي معلقتان على وجهه المخيف ونظراتهِ لي والتي جعلت الدماء تتجمد في عروقي من الفزع..

 

كان جسدي جدا ضئيل أمام حجمه الهائل.. لذا كنتُ أشعر بالتوجس تجاهه.. مرت عيناه ببطءٍ شديد من أعلى رأسي إلى أخمص قدماي ثم ارتفعت نظراتهِ و تسمرت عيناه للحظات على العلامة الواضحة لصفعة ذلك المعتوه كلاي على وجنتي اليمنى و أظلمت عيناه تدريجيا وتحولت إلى اللون الأحمر مع توقف رفرفة جناحيه..

 

شعرت بالخوف يسكن قلبي و بذبذبات البرد تتسلل إلى بشرتي الرقيقة.. رعبي الشديد وارتباكي و توتُري شَتتا ذهني ولم أعد أستطيع التمييز إن كان هذا دراكولا بنفسه من يقف أمامي أم أنا من يُهيئ لها ذلك..

 

فجأة أمسك بكتفي بقوة وهزني بعنف هاتفا بغضب هائل شلني من الرعب

 

" تكلمي... هل لمسكِ ذلك القذر الحقير؟.. هو من صفعكِ؟ "

 

وهنا لشدة رعبي منه لم أستوعب ما قاله لي وظننته سيقتلني.. وبكل بساطة أغلقت عيناي وسقطت في أحضانهِ غائبة عن العالم حولي....

 

 

لايسن**

 

 

ما إن رأيت أثار الصفعة على خدها حتى تملكني غضب لم أشعر به سابقا.. غضب مزق أحشائي.. أمسكتُها بكتفيها وبدأت أهزها بعنف وهتفت بها بقوة رهيبة جعلت أغصان الأشجار حولنا تميل

 

" تكلمي... هل لمسكِ ذلك القذر الحقير؟.. هو من صفعكِ؟ "

 

ولكن بسبب رعبها مني سقطت بين يداي غائبة عن الوعي.. شتمت بغضب بسبب ما حصل فأنا أريد أن أعرف ما فعلهُ بها ذلك الذئب اللعين حتى أقتله..

 

حملتها وحلقت بها عاليا في السماء وعندما رأيت أسُودي و رجالي هتفت لهم أنني وجدتها وتابعت التحليق حتى وصلت إلى قصري..

 

وقفت على الشرفة التابعة لجناحي ودخلت.. وضعت جسدها الرقيق على فراشي ثم وقفت وأخفيت أجنحتي وخرجت من الغرفة بغضب فأنا أريد شرب الدماء الأن لكي أهدأ..

 

استنشقت رائحة عرفتها لدى دخولي إلى الممر الذي يؤدي إلى السجون.. وقفت وفكرت بصدمة.. يبدو بأن البشري الخامس الذي أمسك بالخريطة قد أمسكه إيفوس.. تابعت سيري ودخلت إلى مكتبي.. 

 

كنت أقف أمام النافذة وأمسك بيدي كأس الدماء وأنظر بشرود أمامي وأنا أتوعد بداخلي بقتل ذلك الألفا الحقير وأتخيل نفسي كيف سأقوم بقتله بأبشع الطرق لأنهُ تجرأ ولمس المتوحشة خاصتي..

 

طرقات خفيفة على الباب قاطعتني عن التخيل.. تنهدت بعمق عندما استنشقت رائحة دماء من خلف الباب.. إنه إيفوس.. وفوراً هتفت

 

" أدخل "

 

استدرت ناحية الباب لأراه يقف أمامي بينما الصدمة تعلو وجهه

 

" جلالتك.. لدي سجين من الضروري أن تراه.. لقد أمسكنا به وهو يأخذ أحجار الماس من جبل فورن.. لن تصدق من هو عندما تراه سيدي.. ولكن الغريب رائحته مثل رائحة البشر "

 

عقدت حاجبي بتساؤل وقلتُ له

 

" لقد استنشقت رائحته.. أدخله إيفوس "


أجابني باحترام

 

" حاضر جلالتك.. أدخلوه شباب "

 

نده إيفوس للحراس وأمرهم كي يُدخلوا البشري..

 

جحظت عيناي على وسعهما عندما رأيت من يكون وهتفت بصدمة كبيرة

 

" خالي بن؟!!.. مستحيل!!... أنتَ لم تمُت؟!!!... ولماذا واللعنة رائحتُكَ مثل البشر؟!! "

 

وهنا نظر روبن والد فورتونا إلى لايسن بشر وبتوعد.. وقال له ببرود

 

" مرحبا يا ابن شقيقتي فيري العزيز.... "


انتهى الفصل















فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©