الأسد
باغو بالوفا**
كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وكنتُ ما زلتُ أجلس على الأريكة
في الصالون داخل جناحي الخاص أحتسي كأساً
من الويسكي..
تنهدت بعمق ونظرت أمامي بتفكيرٍ عميق.. لماذا أشعر بغصة أليمة في صدري
بعد أن اكتشفت عمر كاتلين الحقيقي؟!!.. تباً هي فقط في الثامنة عشر من عمرها.. هي
صغيرة جداً.. جداً.. وبريئة جداً.. وجميلة جداً...
نظرت أمامي بحزن وفكرت بمرارة...
في الحقيقة أنا مُنزعج وبشدة لأنها صغيرة جداً ومُجرد مُراهقة فائقة
الجمال.. كنتُ بداخلي أتمنى لو كانت في الخامسة والعشرين أو الثامنة والعشرين من
عمرها.. تباً.. ما هذا الجنون الذي أُفكرُ بهِ الآن؟!!.. في النهاية هي مُجرد فتاة
غريبة لا أعرفُ عنها سوى القليل وهي في قصري وفي حمايتي..
تجرعت الكأس دفعةً واحدة ووضعتهُ على الطاولة ثم رفعت يدي ومررت
أصابعي بتوتر بين خصلات شعري..
تأففت بضيق إذ لم أفهم سبب توتري وانزعاجي الآن.. وقفت ومشيت ببطء
باتجاه الباب الزجاجي الضخم للشرفة.. وقفت أمامه أتأمل الشرفة التابعة لغرفة
الضيوف حيثُ تنام بداخلها تلك المُراهقة الجميلة..
فتحت الباب وخرجت إلى الشرفة ووقفت أنظر باتجاه اليمين إلى شرفتها
وغرفتها المُظلمة.. فجأة عقدت حاجباي عندما رأيت النور يشع داخل غرفتها..
هل استيقظت كاتي؟!.. ربما هي تشعر بالألم!!.. أو ربما ترغب بالدخول
إلى الحمام!.. اللعنة.. لماذا أنا مُهتم؟!.. فلتفعل ما تريده...
لكن فجأة توسعت عيناي بذهول عندما رأيت كاتلين تفتح الباب الزجاجي وتخرج
إلى الشرفة بخطوات بطيئة.. وقفت جامداً أتأملُها وهي تقترب من الحاجز وتقف..
رأيتُها ترفع يدها اليسرى وبدأت تُدلك ببطء عنقها وهي تميل برأسها
بطريقة مُثيرة ومُغرية.. إلهي كم بدت جميلة وناعمة وبريئة و.. مُثيرة.. ضوء القمر
الساطع جعلها تبدو مثل الحورية.. حورية عذراء جميلة..
توسعت عيناي عندما رأيتُها تُدلك بأناملها الناعمة كتفها ثم أخفضت
حمالة قميصها إلى الأسفل ورفعت رأسها عاليا وهي مُغمضة العينين وشاهدت بإعجاب لا
يوصف جمال عنقها وترقوتها وكتفيها بينما كانت تُدلك عنقها بنعومة بأناملها
الناعمة..
نبض قلبي بعنف عندما رأيت قميصها عن الصدر ينخفض قليلا وظهر لي بوضوح
جزء لا بأس منه من صدرها الرائع والجميل..
حاولت.. حاولت وحاولت جُهدي لأبعد نظراتي عن جمالها الأخاذ لكنني لم
أستطع.. لم أستطع إبعاد نظراتي عنها لإنشٍ واحد.. لقد سحرتني.. سحرتني بالكامل هذه
الحورية الجميلة..
حاولت جُهدي أن أتحرك وأدخل إلى جناحي لكنني لم أستطع.. لم أستطع
التحرُك وإبعاد نظراتي عنها..
كانت عيناي تلتهم مفاتنها وجمالها بجوع وبرغبة حارقة..
فجأة رأيتُها تستدير ودخلت إلى غرفتها ولكنها توقفت و..
" إلهي ارحمني... "
همست بعذاب بتلك الكلمتين عندما رأيت كاتي تقف داخل غرفتها ولكن بسبب
ضوء الثريا رأيتُها بوضوح تخلع ببطء وبطريقة مُثيرة قميص نومها الأحمر..
شاهدت بذهول القميص تنخفض بطريقة مُثيرة على جسدها لتستقر في النهاية
أسفل قدميها..
" إلهي... "
همست بأنفاس مُتسارعة بينما كنتُ أتأمل بإعجاب لا يوصف جسدها العاري
والمثير.. رفعت يدي ومسدت رقبتي بتوتر ثم أبعدت ياقة القميص عن عنقي لأتنفس بينما كنتُ أنظر إليها وإلى مفاتن جسدها
الرائع بعذاب
إلهي ما هذا العذاب؟!!.. مؤخرتها أجمل مؤخرة رأيتُها في حياتي
لامرأة.. وقوامها الرائع والمثير جعل عضوي الذكري ينتصب بقوة..
بلعت ريقي ببطء عندما رأيت تلك الملاك المُثيرة تُدلك خصرها ثم
فخذيها..
وقفت كالثمل أتأمل مفاتن جسدها بجوع.. وأردتُها لي.. لي.. أردت هذه
المُراهقة لي والآن..
أغمضت عيناي بشدة وهمست بقهر
" اهدأ باغو.. اهدأ.. ماذا تفعل الآن؟!.. ما الذي تفعلهُ الآن
بحق الجحيم؟!!.. منذُ متى أختلس النظر إلى امرأة وأشتهيها؟!.. اللعنة.. هي ليست
امرأة بل مُراهقة.. وهي ضيفة في قصري.. تباً.. ما الذي أفعلهُ الآن؟!!.. يجب أن
أتوقف وبسرعة.. "
استدرت بغضب وجلست على الأريكة مُنحني الظهر.. أخفضت رأسي إلى الأسفل
وأغمضت عيناي وبدأت أتذكر بعذاب تلك الحورية الجميلة في قصري..
جلست لوقتٍ طويل أُفكر بها
حتى في النهاية فقدت أعصابي.. صرخت بغضب ووقفت وخرجت بعاصفة من جناحي وتوجهت إلى
الأسفل.. ما أن وصلت إلى الطابق الأرضي حتى هتفت بحدة
" فيليبو.. أين أنت؟!.. تعال وبسرعة... "
كنتُ أشعر بالغضب من نفسي لأنني اختلست النظر إلى فتاة بريئة صغيرة
وهي ضيفة في قصري.. شعرت بالغضب من نفسي بسبب تفكيري المُنحرف واللعين نحو مُراهقة
بريئة تحتاج لحمايتي ومُساعدتي..
" نعم سيدي.. "
سمعت فيليبو يهتف بفزع بتلك الكلمتين وسمعت خطواته تقترب مني لأراه
يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات قلقة..
وقفت أمامهُ أتنفس بسرعة وصدري يعلو ويهبط بقوة.. تأملتهُ بنظرات قاتلة
وقلتُ له بأمر
" كاتلين.. الضيفة في قصري.. أريدُك أن تجد لي أين كانت تسكن
وأدق التفاصيل عنها.. أريدُ معرفة كل شيء عنها وبالتفصيل الممل.. هل كلامي واضح
فيليبو؟ "
أجابني بخوف بينما كان يتأملني بنظرات مُرتعبة
" طبعاً دون باغو.. سأذهب في الحال وأبدأ بالبحث "
وما أن كان على وشك أن يستدير ويخرج هتفت بقوة
" فيليبو.. انتظر.. "
توقف بأرضه وتأملني بذهول في البداية ثم باحترام.. بلعت ريقي بقوة
وكلمته بنبرة هادئة
" هي أخبرتني بأنها يتيمة.. لكن لدي إحساس بأنها كذبت عليّ..
ربما هي خائفة من أحد أفراد عائلتها!!.. أظن أحد المُقربين منها قد.. قد قام
بأذيتها.. لذلك إن وجدت معلومات عن عائلتها اتصل بي بسرعة ولا تتفوه بحرف أمام
أحد.. و.. "
تنفست بقوة وحاولت السيطرة على دقات قلبي العنيفة بينما كنتُ أتذكر
بقهر جمال جسدها الفتي والرائع.. بلعت ريقي بقوة وهتفت بغضب
" يجب أن أُخرجها من قصري وبسرعة.. لذلك تحرك بسرعة فيليبو..
عليك أن تجد لي معلومات كاملة عنها وعن عائلتها "
أجابني باحترام موافقاً ثم رأيتهُ يُغادر القصر في هذا الوقت المتأخر
من الليل..
رفعت كلتا يداي ومسحت وجهي بقوة وهتفت من بين أسناني بحدة
" يجب أن أُبعد تلك الدخيلة الجميلة عن قصري وعني وبسرعة وقبل
الغد "
سمعت ضجة خفيفة خلفي فاستدرت بسرعة ونظرت في الأرجاء لكنني لم أرى
أحد.. نظرت بحدة أمامي أُراقب المكان بدقة.. فأنا مُقاتل وتم تدريبي جيداً وتدريب
جميع حواسي.. هناك من كان يُراقبني داخل قصري واختفى فجأة..
وقفت جامداً لنصف ساعة أتأمل المكان بدقة تامة.. اقتربت ببطء إلى
الأمام ولكن فجأة توقفت إذ رأيت الجرو الصغير بمبر نائم براحة تامة على الأريكة
الفخمة في صالوني
ابتسمت بوسع وهمست برقة
" بمبر.. أيها المُشاغب.. ماذا تفعل هنا؟!.. عليك أن تنام في
الخارج في حُضن والدتك أيها الصغير.. تعال إلى هنا.. "
اقتربت منه وحملتهُ برقة وداعبت رأسه بأناملي بخفة ثم استدرت وخرجت من
القصر ومشيت باتجاه منزل كلاب الحراسة في قصري..
وضعت بمبر بجانب والدتهُ.. نظرت إلى كلبتي الشرسة بنظرات حنونة وهمست
لها برقة بينما كنتُ أُداعب عنقها
" انتبهي على صغيركِ كيبا.. لقد كان بمبر داخل قصري ونائم براحة
على الأريكة.. لا تسمحي لهُ بفعل ذلك مرة أخرى.. اتفقنا؟ "
لهثت كلبتي الشرسة كيبا بقوة ثم نبحت بخفة وكأنها تُجيبني موافقة..
ابتسمت بوسع واستقمت واقفا.. نظرت إلى الكلاب وتأكدت بأنها مربوطة جيداً.. لدي
ضيفة في قصري ولا أريد أن تحدث كارثة إن خرجت من القصر وتهجمت عليها كلابي الشرسة
من نوع روتويللر..
استدرت ومشيت مُسرعاً ودخلت إلى قصري وصعدت إلى جناحي.. سمعت رنين
هاتفي الخاص ما أن وصلت إلى الغرفة.. شتمت بحدة لأنني نسيتهُ على الأريكة بسبب
تفكيري بتلك الحورية الجميلة في قصري..
أمسكت هاتفي ورأيت رقم آخر شخص أرغب بسماع صوته.. زعيم المافيا الروسية
لوديس مالكوفيتش..
" اللعنة.. تباً.. ماذا سأقول لهُ الآن؟!.. اللعنة على كل شيء..
"
شتمت بقهر وضغطت على الشاشة ورفعت الهاتف على أذني وفوراً سمعت صوتهُ
المُقرف ذو اللكنة المُقرفة
( دون باغو.. أخيراً أجبتَ على مُكالمتي لك.. علا التأخير خيراً!!..
أتمنى أن تكون بخير وبضاعتي كذلك )
كورت قبضتاي بعنف وأجبتهُ مُرغماً بهدوء
" لوديس.. كيف حالك؟.. أنا بخير ولكن البضاعة... "
قاطعني اللعين قائلا بتهديد
( على البضاعة أن تكون بخير دون باغو.. وإلا... أنتَ تعلم جيداً ما
أستطيع فعلهُ بك.. موعد التسليم سيكون في الوقت المُحدد له.. وغداً في المساء
سأُلبي دعوتك لي في قصرك في دي فالكوني على العشاء.. تذكر جيداً بأنني أعشق تناول
السوشي و كابّوستا المحشية.. أراك مساء الغد دون باغو بالوفا )
وانهى الاتصال اللعين بعد أن قام بعزيمة نفسه على العشاء في قصري..
" حقير وقذر... "
همست بكره لا يوصف فبسبب خطأ فيليبو وقتله لمساعد لوديس زعيم المافيا
الروسية اضطررت للتعامل معه.. البضاعة التي دفعت ثمنها للغبي ريكو هي للحقير لوديس
مالكوفيتش.. والآن البضاعة كلها تم حرقها بالكامل في مستودعات ريكو.. والحقير ريكو
بيلوني لا أثر له في أي مكان..
جلست أُفكر بسرعة لأجد بضاعة جديدة للحقير لوديس مالكوفيتش وإلا قامت
الحرب بيننا...
كتالينا**
كنتُ أُقف في الظلام خلف الباب الزجاجي للشرفة التابعة لغرفتي أُراقب
القصر وشُرفاته وطبعاً عدد الحُراس وأماكنهم.. يجب أن أعرف أدق التفاصيل في قصر
العدو..
ابتسمت بخبث عندما رأيت المثير باغو يخرج إلى الشرفة ويقف بهدوء وهو
ينظر باتجاه غرفتي.. تأملتهُ في الظلام وقررت أن أتسلى قليلا به..
استدرت ومشيت ببطء باتجاه السرير وأشعلت ضوء الغرفة.. سرحت شعري
بأناملي بعشوائية ومشيت حافية القدمين وفتحت الباب الزجاجي للشرفة وخرجت ببطء..
قدمت عرضاً مُغرياً جداً للوسيم باغو بالوفا.. وأنا متأكدة بأنهُ
سيموت من انتصاب عضوه الذكري.. سأجعلهُ يفقد عقلهُ بسببي وقريباً جداً..
أطفأت الضوء في غرفتي وارتديت قميص النوم المُقرفة وراقبت خلسة جناح
القذر باغو.. بالتأكيد هذه الشرفة العملاقة تابعة لجناحهِ الفخم..
عندما يئست من خروجه للمرة الثانية قررت رغم ألم عضلاتي ومفاصلي أن أخرج من الغرفة
وأُراقب القصر.. يجب أن أكتشف أدق التفاصيل به..
بالطبع انتبهت إلى الكاميرات الموجودة داخل القصر ولكن هي فقط موجودة
في الطابق الأرضي.. لذلك لم أستطع النزول إلى الطابق الأرضي واستكشافه..
ولكن حاسة السمع القوية لدي جعلتني أنتبه بسرعة للخطوات الغاضبة على
السلالم.. استدرت بسرعة واختبأت خلف عامود وانتظرت..
اختلست النظر ورأيت العدو ينزل السلالم وهو يهتف بغضب لمُساعده الأول
وحيوانهُ الأليف والمطيع فيليبو..
شعرت بالغضب الشديد عندما سمعتهُ يقول بتصميم بأنهُ سيتخلص مني.. في
أحلامه لن يستطيع التخلص مني.. وبخصوص أن يجد الأحمق فيليبو معلومات عني لن يحدث
ذلك أبداً..
استدرت بعنف ودون أن أنتبه ارتطمت قدمي بالتحفة الأثرية لتمثال امرأة
عارية تحمل تفاحة بيدها وكان التمثال اللعين سيقع لكنني أمسكتهُ بسرعة وأعدته إلى مكانه..
ولكن العدو سمع حركتي..
رغم ألم جسدي إلا أنني ركضت بخفة وبسرعة باتجاه غرفتي.. في النهاية
أنا هي الكابوس ولن يستطيع التفوق عليّ بتاتاً..
تسطحت على السرير أضحك بخفة.. تنهدت بعمق وأغمضت عيناي وتذكرت بمرارة
زواج بابلو ووجود ابنة له.. سأقتلهُ قريباً بعد أن أتسلى قليلا مع الدون باغو
بالوفا...
الدون كلمة تعني القائد أو السيد وهو لقب فخري يُمنح للشخص كعلامة على
الاحترام.. وهذا الحقير باغو بالوفا أعطاه البروفيسور قبل موته لقب الدون.. والغبي
باغو صدق نفسه وتباهى بهذا اللقب خاصةً عندما أصبح الجميع يُنادونه بالدون باغو..
ابتسمت بخبث وهمست بكره
" دون باغو.. سأجعلك قريباً سخرية للجميع وخاصةً لأعضاء المافيا..
سأفعل ما لم يستطع مونرو فعله.. سأحصل على القصر والأهم على قلبك.. وبعدها سأمرغ
قلبك بالوحل وأدوس عليه بقدمي وبكعب حذائي.. وبعدها سأبيع قصر النجمة وأقتل مومو و
بابلو الحقير.. ما أجمل الحياة "
أغمضت عيناي وابتسمت بسعادة.. لكن اختفت ابتسامتي بالكامل عندما تذكرت
بابلو..
شعرت بدموع لعينة تُهدد بالهطول من عيناي.. حاربتُها بقوة وهمست
بتصميم
" لن أبكي.. لن أبكي بسبب ذلك الخائن الحقير.. أنا أقوى بكثير من
ما يظن الجميع.. سأتخطى الألم اللعين في قلبي.. سأتخطاه.. لن أسمح لهذا الألم في
قلبي بتدميري.. أنا قوية.. أقوى من حُبي اللعين للحقير.. سأنساه وبسرعة "
بلعت ريقي بقوة وفكرت بتصميم.. سأنسى حُبي اللعين له.. ثم وجودي هنا
في قصر النجمة سوف يُساعدني لأنسى بسرعة.. أنا كتالينا بيلاتشو والتي لقبُها
الكابوس لن يهزمني الحُب.. قلبي سيتعافى من تحطمه.. سيتعافى بسرعة..
أغمضت عيناي وغرقت بنومٍ عميق ورأيت حُلماً رائعاً.. كنتُ أقتل بابلو
أمام زوجته القبيحة وابنته..
" أنسة كاتلين.. أنستي.. أنستي.. يجب أن تستيقظي.. لقد حان وقت
وجبة الفطور "
رفعت غطاء السرير على وجهي ورفضت الاستيقاظ.. من الحقيرة التي تُحاول
بكل جرأة إيقاظي من غفوتي الجميلة؟!.. سأقتلها..
رفعت ذراعي اليمنى ووضعتُها أسفل الوسادة لأمسك مُسدسي وأُطلق النار
على تلك الغبية.. ولكن مهلا لحظة!!.. أين هو مسدسي؟!!!.. من أخذه؟!!!..
انتفضت بعنف وأبعدت غطاء السرير عن وجهي وجلست وقبل أن أشتُم وأقتل
الغبية التي أيقظتني رأيت نفسي داخل غرفة نوم ليست بغرفتي ثم رأيت فيوليت تقف
أمامي وهي تبتسم ببرود.. وهنا فوراً تذكرت ما حدث لي وأين أنا..
نظرات تلك المرأة إليّ لم تُعجبني.. رأيتُها تتأمل بتمعُن الرضوض في
جسدي ثم نظرت إليّ بنظرات مُندهشة.. أوه طبعاً يجب أن أتأوه بألم أمامها لأن جسدي
اللعين مليء بالرضوض..
تسطحت بسرعة على ظهري وتصنعت الألم وهتفت بقوة
" اوووه.. هذا مؤلم.. اخخخخ.. كتفي.. ياه.. ساقي تؤلمي.. ظهري!..
اوه ظهري يؤلمني جداً.. وركبتي.. هذا مؤلم.. ااااههه..... "
رأيت فيوليت تتأملني بنظرات حنونة.. الغبية لو تعلم بأن هذه الرضوض في
جسدي لا تعني لي شيئاً وأستطيع بسهولة تحمُل ألمها.. لقد تعرضت لضربات ورضوض أسوأ
منها بكثير..
قهقهت بداخلي على غباء فيوليت ثم توسعت عيناي بذهولٍ شديد عندما
رأيتُها تُخرج مرهم من جيب سترتها وقالت لي بنبرة حنونة لعينة
" أيتُها الصغيرة والمسكينة.. لا تقلقي يا ابنتي سأضع لكِ مرهم
خاص على الرضوض.. هذا المرهم سيجعل الألم يزول وبسرعة "
هذه المرأة والتي تبدو مثل الحارس اللعين ستضع لي مرهم على جسدي!!...
واللعنة لااااااااااااا.. رفعت رأسي بشموخ وقلتُ لها بحدة
" بالطبع لا.. لن أسمح لكِ بلمسي "
عندما انتبهت لنظراتها الغريبة التي كانت تتأملني بها حمحمت بخفة
وتابعت بصوتٍ مُنخفض قائلة لها وبسرعة
" أعني أنا لا أُحب أن يلمسني أحد سيدتي "
تعجبت بسبب نظراتها لي.. كانت فيوليت على وشك البكاء.. ما بها هذه
المرأة؟!..
وقبل أن أُفكر بتحليل حالتها الصعبة رأيتُها تقترب من سريري وجلست على
طرفه وأمسكت بيدي اليمنى وقالت بنبرة حنونة
" أيتُها الطفلة المسكينة.. أنا أعلم بأن هناك من قام بأذيتكِ
وبشدة.. اللّه سوف يُحاسبهُ يا ابنتي.. كوني على يقين من ذلك.. ولكن لا تخافي مني
فأنا من المُستحيل أن أؤذيكِ أنسة كاتلين.. ولا تخجلي مني كذلك.. اعتبريني بمثابة
الأم لكِ "
كنتُ سأسحب يدي من قبضتها وألكمُها على وجهها ولكن تجمدت عندما قالت
لي بأن أعتبرها كأمي.. نظرت إليها بحزنٍ حقيقي وهمست لها بغصة
" أنا يتيمة الأبوين.. ليس لدي أم.. وشــ.. "
انتبهت في آخر لحظة بأنني كنتُ سأعترف لها بصدق عن مشاعري وحزني وعن
شقيقي مونرو.. لكن لحُسن حظي فهمت فيوليت صمتي بسبب وجع قلبي.. حسناً قلبي يؤلمني
ولكن ليس لأنني يتيمة بل بسبب الحُب اللعين..
عانقتني فيوليت ومسدت برقة شعري وقالت بحنان
" لقد أخبرني السيد بأنكِ يتيمة.. وطلب مني شخصياً أن أعتني
بكِ.. وسأفعل ذلك لأنني أحببتكِ "
كشرت بقرف ثم قلبت عيناي وقهقهت بداخلي وفكرت بخبث.. لو تعلم هذه
المرأة بأنني الكابوس بنفسه كانت ستقتل نفسها قبل أن تُعانقني..
ابتعدت فيوليت عني ثم وضعت علبة المرهم على المنضدة وقالت بحنان
" سأتركه لكِ هنا لتضعي منه على رضوضك.. دلكي برقة ولا تضغطي على
بشرتكِ.. ولكن أولا يجب أن تتناولي فطوركِ أنستي "
وضعت مسند على الفرشة ثم وضعت عليه صينية.. نظرت بشهية إلى الأطباق
عليها.. بيض مسلوق والكثير من أنواع الجُبن ويوجد.. مهلا لحظة!!.. هل هذه وردة
بيضاء؟!!.. من الغبي الذي وضع لي وردة بيضاء مع وجبة فطوري؟!!!..
" إنها من الدون باغو.. لقد وضعها بنفسهِ على الصينية قبل أن
أصعد إلى غرفتكِ "
سمعت فيوليت تُكلمني بنبرة سعيدة بتلك الكلمات.. رفعت نظراتي عن
الوردة وتأملت وجهها السعيد.. توسعت عيناي بذهول عندما غمزتني فيوليت وقالت بسعادة
" أنتِ أول ضيفة أرى السيد مُهتم بها بهذا الشكل.. كما أنتِ أول
ضيفة يقطف لها الدون وردة بيضاء من حديقته ويضعها بنفسه على صينية الفطور "
نظرت إليها بنظرات مُندهشة حقيقية.. وخرست.. لا أفهم ما حدث لي إذ لم
أجد أي كلمة مُفيدة لأتكلم بها الآن.. في الحقيقة كنتُ سأشتُمها هي والدون الغبي
سيدها.. ولكن طبعاً لا أستطيع شتمه.. هل أقول لها شكراً أم أقول لها فليذهب الدون
إلى الجحيم!!.. الأفضل أن أصمت..
ولسعادتي ظنت فيوليت سبب صمتي الخجل إذ قالت لي بسعادة وهي تقف
" لا تخجلي منه أنسة كاتلين.. فالدون باغو إنسان رائع ورجل شهم
وكريم ويعشق كل ما هو جميل في الحياة.. وأنتِ جميلة جداً أنستي "
توسعت عيناي بصدمة كبيرة وتأملتُها بعدم التصديق.. هذه المرأة ملعونة
عن حق.. صحيح أنا جميلة وجداً ولكن أُفضل الموت على أن أكون لذلك الحقير دون
باغو.. ولكن لأنتقم منه عليّ أن أتحمله وأتحمل هذه الحارسة.. أمسكت بالوردة
واستنشقت عبيرها وهمست بصوت مُنخفض
" الوردة جميلة جداً.. أُشكريه من أجلي فيــ.. سيدة فيوليت
"
سمعتُها بصدمة تُجيبني بسعادة
" أُشكريه بنفسك عندما يأتي لزيارتك والاطمئنان عليكِ.. عندما
تنتهين من تناول وجبتكِ اضغطي على الزر هنا في المنضدة وسآتي فوراً "
وخرجت بهدوء من غرفتي.. نظرت إلى الوردة بقرف ورميتُها على الأرض
وبدأت أتناول وجبتي اللذيذة بسعادة..
ولكن عندما انتهيت من تناول وجبتي اضطررت لوضع الوردة البيضاء على
المنضدة..
مضى الوقت بسرعة وأصبحت الساعة التاسعة في المساء ولم يأتي الدون
اللعين لزيارتي.. ربما شعر بالندم لأنهُ أرسل لي وردة بيضاء في الصباح..
بعد خروج فيوليت من غرفتي منذ نصف ساعة تنهدت بملل ووقفت.. نظرت أمامي
بحدة وفكرت.. لقد جلبت لي فيوليت وجبة العشاء وطلبت مني أن أنام وأستريح فالسيد لن
يستطيع رؤيتي الليلة لأن لديه ضيوف على العشاء..
طبعا كنتُ أرغب وبشدة اكتشاف من هم ضيوفه المهمين.. نظرت إلى قميص
نومي الجديدة.. تباً هذا القميص يُصلح لعجوز في عمر الثمانين.. صحيح كانت قميص
النوم بيضاء ولكن ليست شفافة وهي طويلة جدا للكاحل..
" قميص قبيحة.. إلهي كم اشتقت لملابسي المثيرة.. ولكن اشتقت أكثر
لهاتفي الجميل الذي فقدته في الحادث "
تمتمت بقهر بتلك الكلمات ثم نظرت أمامي بتصميم
سأتسلل وأنزل وأسترق النظر وأرى من هم ضيوفه للغبي.. لقد مللت الجلوس
هنا كأنني سجينة لعينة.. ولكن لحُسن الحظ لم تُعطني فيوليت حبة مهدئ وإلا كنتُ
قتلتها..
خرجت إلى الشرفة ورأيت عدد الحُراس قد تضاعف لحماية القصر أمام
البوابة الضخمة.. نظرت إلى الحديقة الخلفية حيثُ حوض السباحة الكبير وقررت أن
أتسلل من شرفتي وأنزل باتجاهها فلا يوجد حُراس..
رفعت قميصي اللعين عاليا نحو فخذي وثبت القماش في سروالي الداخلي
المُحتشم اللعين ثم تسلقت حاجز الشرفة.. قفزت بسهولة باتجاه العامود الضخم وتشبثت
به بكلتا يداي وقدماي..
شعرت بألمٍ فظيع في أنحاء جسدي بسبب الرضوض اللعينة الناتجة عن
الحادث.. شتمت بعصبية ونزلت ببطء باتجاه الأسفل.. قفزت بخفة وركضت مُنحنية باتجاه
الحديقة الخلفية للقصر..
استقمت بوقفتي ورأيت من بعيد من الحائط الزجاجي العملاق للقصر صالة
الطعام وبداخلها استطعت رؤية شخصين فقط يجلسون على الطاولة الكبيرة وكان يوجد رجال
مُسلحين خلفهم..
لديه ضيف واحد فقط.. يا ترى من هو؟!.. رفعت نظراتي إلى الأعلى وشتمت
بقهر عندما رأيت كاميرا للمراقبة مُثبتة على الحائط ..
" تباً.. كان يجب أن أتوقع وجود كاميرات للمراقبة هنا.. ماذا
سأفعل الآن؟!... "
فكرت بغيظ لأنهُ طبعاً تم رؤيتي عبر تلك الكاميرا.. ابتسمت بخبث
وأخفضت قميص النوم حيثُ جمعتُها وثبتُها بسروالي الداخلي لتنسدل ببطء على ساقاي
واستدرت ومشيت بخطوات بطيئة باتجاه حوض السباحة..
وقفت على حافته ونظرت إلى المياه العميقة أسفلي.. سحبت نفساً عميقاً
وحبسته داخل رئتاي وقفزت في المياه الباردة..
عندما يعرف الغبي بوجودي هنا سأخبره بأنني رغبت بالسباحة في المياه
الباردة اللعينة في هذا الطقس البارد والقارص.. تباً.. سيتوقف قلبي من برودة
المياه..
سقطت واقفة على قدماي في قعر الحوض ولكن قبل أن أتحرك سمعت بـ أذنياي
صوت ارتطام بعيد.. ولكن قبل أن أرفع رأسي وأسبح شهقت بذهول لتدخل المياه في فمي وفي
رئتاي عندما رأيت جسم أسود أمامي أمسك بـ كتفاي بقوة وسحبني بسرعة إلى الأعلى..
بسبب المياه التي دخلت إلى فمي وانقطاع الهواء عن رئتاي لم أستطع
مُقاومة من أمسكني..
" هااااااااااااه.... هققققححححههه... "
شهقت بعنف عندما خرج رأسي من المياه وبصقت الماء من فمي.. شعرت
بالدوار ولم أستطع رفع رأسي والتحرك عندما شعرت بذراعين تحملني وتم إخراجي من
الحوض المُثلج..
تم وضع جسدي بهدوء على الأرض ثم شعرت بيد تمسح وجهي وسمعت صوتهُ الحنون
يهمس بخوف وبقلق
" لماذا صغيرتي؟!.. لماذا أردتِ قتل نفسكِ؟!!.. لم تفكري سوى بالانتحار؟!.. تنفسي كاتي.. تنفسي أرجوكِ "
أنا أنتحر؟!.. هل فقد عقلهُ هذا المعتوه؟!.. يا لهُ من غبي.. ولكنهُ
وفر عليّ الكثير.. بتفكيرهُ الغريب هذا سأجعلهُ يتخلى عن فكرة إخراجي من قصره
نهائياً..
وبينما كنتُ أفكر بطريقة شريرة شعرت به يرفع رأسي ثم مسح المياه عن
وجهي و...
تجمدت كل خلية في جسدي وتصلبت عضلاتي كلها عندما شعرت بشفتيه على
شفتاي...
مونرو بيلاتشو**
لم أنم طيلة الليل بينما كنتُ أنتظر عودة كتالينا إلى القصر..
تسطحت على السرير وأرحت رأسي على الوسادة ونظرت عالياً باتجاه السقف..
ابتسمت بحزن بينما كنتُ أتذكر حبيبتي رالبيكا..
رفعت يدي اليمنى وسحبت السلسلة عن عنقي ولمست الرصاصة بأناملي..
هذه الرصاصة هي من قتلت حبيبتي.. هذه الرصاصة الصغيرة جعلتني أخسر حُب
حياتي..
سالت دموعي بهدوء على وجنتاي وشهقة حزينة خرجت من حُنجرتي.. أغمضت
عيناي بشدة وهمست بتعاسة
" اشتقتُ إليكِ حبيبتي.. اشتقتُ إليكِ بجنون حبيبتي.. يا ليتكِ
لم تخرجي من القصر في ذلك اليوم.. يا ليتكِ لم تفعلي حبيبتي.. كيف لي أن أعيش من
دونكِ؟!.. الحياة من دونكِ لا معنى لها بتاتاً.. كيف لي أن لا أحزن وأتألم على
فراقكِ رالبيكا؟!.. أشعرُ بأنني أختنق وقلبي يبكي عليكِ في كل ثانية حبيبتي "
تنهدت بعمق وفتحت عيناي ونظرت بشرود أمامي دون أن أرى أي شيء.. أشعرُ
بالعجز الآن.. العجز التام.. أنا لا أستطيع أن أُعيدها إلى الحياة أو أعود بالزمن
إلى الخلف وأغير الموقف أو أفعل أي شيء.. لا أستطيع تغيير أحداث الماضي.. لا
أستطيع إعادة حبيبتي إليّ..
مسحت دموعي ولم أتوقف لوقتٍ
طويل عن التفكير بحبيبتي رالبيكا.. ولكن عندما أصبحت الساعة الثالثة والنصف بعد
منتصف الليل ولم تصل كتالينا إلى القصر شعرت بالقلق..
هنا انتابني الخوف الشديد عليها.. صحيح كتالينا قوية ومن المُستحيل أن
تؤذي نفسها ولكن من يستطيع فهم فتاة مُحطمة القلب الآن!.. ماذا لو قامت بتصرف طائش
وأذت نفسها؟!!..
لدى تفكيري بذلك انتفضت مُسرعا خارجا من القصر برفقة بعض من رجالي
وبدأت بالبحث عن شقيقتي..
ساعة ثم ساعتين ثم ثلاثة.. لا أثر لها على الإطلاق.. تلقيت مُكالمة
هاتفية من أحد رجالي وأخبرني بخوف بأنهُ عثر على سيارتها بسبب رؤيتهِ لسيارات
الإسعاف والشرطة على الحدود الشمالية في دي فالكوني على الطريق السريع..
قدتُ سيارتي بسرعة جنونية باتجاه موقع الحادث وما أن وصلت رأيت سيارات
الشرطة تحاوط المكان ورافعة ترفع سيارة كتالينا أو ما تبقى منها..
خرجت من السيارة وأنا أهتف بجنون
" كتاليناااااااااااااااااااا.. شقيقتي.. كاااااااااااااتي...
"
وقف ضابط أمامي وحاول منعي من الاقتراب لكنني دفعته بعيداً وركضت
بجنون باتجاه السيارة المُدمرة بالكامل.. ولكن قبل أن أصل إليها أمسكوني عناصر
الشرطة ومنعوني من الاقتراب..
بدأت أبكي بذعر وأنا أقاومهم وأحاول دفعهم بعيداً عني وأنا أهتف بحرقة
وبهستيرية
" أيها الملاعين.. شقيقتي داخل تلك السيارة اللعينة أيها الحمقى..
شقيقتي الصغيرة بداخلهااااااااااااااااا.. دعوني.. كاتي بداخلها ويجب أن
أساعدهااااااااااااااااا.. دعوني.. "
رأيت عناصر من الشرطة يفحصون السيارة ولم أستطع رؤية ما يفعلونه وإن
أخرجوا شقيقتي من هيكل السيارة المُدمر.. سقطت على ركبتاي بانهيار وعرفت بأن
شقيقتي قد ماتت.. فمن المستحيل أن تنجو من حادث سير كهذا..
تجمدت بصدمة بينما كنتُ أتذكر خسارتي لحبيبتي رالبيكا وما هي سوى أيام
معدودة خسرت شقيقتي كذلك.. ولكن قبل أن أنهار كلياً سمعت حارسي يهتف بسعادة قائلا
لي
" سيدي.. سيد بيلاتشو.. لا يوجد جثة داخل السيارة.. لا يوجد جثة
"
رغم كلماته تلك إلا أنني لم أشعر بالطمأنينة.. رفعت رأسي ونظرت إلى
الضابط عندما كلمني قائلا بنبرة مواسية
" سيد مونرو.. لم نجد أي جثة داخل السيارة.. ربما تكون شقيقتك قد
قفزت قبل وقوع السيارة في الوادي "
وقفت ونظرت إليه بحدة ثم سحبت هاتفي واتصلت باللواء هنري.. ثواني
قليلة سمعتهُ يُجيب على مُكالمتي قائلا بنُعاس
( ماذا بيلاتشو؟.. أي مُصيبة وقعتَ بها الآن؟.. ألا يمكنك أن تنتظر
على الأقل حتى أستيقظ من نومي.. تكلم ما هي الكارثة الجديدة التي وقعتَ بها؟ )
تنفست بعنف وقلتُ لهُ بأمر
" عليك أن تجدها.. عليك أن تجد لي شقيقتي.. أريدُ فرقة بحث كاملة
من مائة رجل وعلى الفور.. أريدهم أن يبحثوا عن كتالينا في كامل الوادي.. عليكم أن
تجدوها وفي أسرع وقت.. وإلا أحرقت إيطاليا بكاملها من أجلها "
سمعت هنري يهتف بذهول
( الكابوس مُختفية؟!!.. كيف؟!!.. بحق الجحيم من تجرأ على خطفها؟!.. بل
كيف استطاع أن يخطفها؟!!.. أين أنتَ بيلاتشو؟!.. سآتي على الفور ونتكلم )
أجبتهُ بحدة
" لم يخطفها أحد.. لقد تعرضت لحادث وتم إيجاد سيارتها في قعر
الوادي.. تم رفع السيارة ولكن لا يوجد جثة بداخلها.. أريد شقيقتي وبسرعة.. فهمتَ
هنري.. عليك أن تجد لي شقيقتي.. وأريدُها على قيد الحياة "
أجابني بذهول هاتفاً
( وقع للكابوس حادث!!.. لا تقلق بيلاتشو.. سأجدها لك.. فقط أعطني
العنوان و سأتصرف )
أعطيتهُ العنوان وأنهيت المكالمة.. تأملني الضابط بذهول وهمس بصدمة
" سيد بيلاتشو.. أنتَ تعرف اللواء هنري فالنسو شخصياً؟!!! "
نظرت إليه بحقارة ولم أُجيبه.. نظرت إلى حارسي وأمرته ليتصل برجالي
ويتطلب منهم القدوم إلى موقع الحادث ويبدأوا بالبحث عن شقيقتي الصغيرة وحبيبة قلبي..
وقفت على رأس التلة لفترة ربع ساعة كاملة كنتُ أنظر إلى أسفل الوادي
بخوف.. لن أتحمل خسارة كتالينا.. لن أقوى على تحمُل خسارتها.. لن أقوى.. إن
خسرتُها سأنتهي.. سأنتهي كلياً..
" بيلاتشو.. "
استدرت بسرعة عندما سمعت إيثان بوربون يهتف باسمي.. رأيتهُ بدهشة
كبيرة يقترب ليقف أمامي وقال بحزن
" آسف بسبب الحادث.. ولكن أظن شقيقتك بخير.. إنها الكابوس يا
رجل.. لا تخف عليها.. الشيطان بنفسه يخاف منها ويتجنبها.. سترى سنجدها قريباً
"
نظرت إليه بامتنان ثم سألتهُ بحدة
" ماذا تفعل هنا؟! "
تأملني اللعين ببراءة ثم أجابني بخبث
" أيقظني هنري من النوم وأخبرني بالحادث وما طلبتَ منه.. فقررت
القدوم وأرى بنفسي انهيارك وأستمتع بإغاظتك "
نظرت إليه بحزن ثم استدرت ونظرت إلى أسفل الوادي وهمست بدمار
" إنها شقيقتي الصغيرة إيثان.. هي شقيقتي.. أنا من ربيتُها.. أنا
من سهرت عليها وعلمتُها كل ما أعرفه في الحياة.. إنها أختي الجميلة.. قطعة من روحي
ومن قلبي.. لذلك إياك أن تستمتع بألمي وخوفي عليها لأنني سأقتلك حينها "
" آسف.. كنتُ فقط أمزح معك لأزيل التوتر عنك "
سمعت إيثان يهمس بحزن بتلك الكلمات.. استدرت ونظرت إليه بحزن فاقترب
خطوة وقال بثقة
" ستكون بخير شقيقتك.. إنها كتالينا الكابوس.. سنجدُها وبسرعة
"
وقبل أن أُجيبه رأيت اللواء هنري يقترب باتجاهنا وبرفقته خمسة ضباط..
وقف هنري أمامي وصافحني ثم قال لي مواسياً
" لا تقلق مونرو سنجدُها قريباً.. فرقة البحث أصبحت جاهزة..
وبقيادتي الشخصية سنبدأ بالبحث عن كتالينا.. كما جلبنا الكلاب البوليسية.. الكلاب
سوف تُرشدنا إليها.. كما طائرة الهليكوبتر ستحلق فوق الوادي وتُساعدنا "
شكرتهُ وقلتُ لهُ بهدوء
" هنري.. لا أريد أن ينتشر خبر اختفاء كتالينا في الإعلان.. أنتَ
تعرف من تكون كتالينا وإن انتشر خبر اختفائها ســ.. "
قاطعني قائلا بتفهم
" لا تقلق لقد فهمت.. لن يتسرب الخبر للصحافة.. سأهتم بنفسي بذلك
"
شكرتهُ من جديد ووقفت أتأمل رجالي وعناصر الشرطة يذهبون للبحث عن
شقيقتي الصغيرة برفقة هنري و إيثان.. بعد مرور ساعة اتصل بي المحامي الخاص بي..
شتمت بعصبية إذ تذكرت بأنني أعطيتهُ موعد في شركتي بسبب وصية البروفيسور وتلك
اللعينة ابنته..
أجبت على المكالمة وطلبت منه القدوم إلى موقع الحادث.. بعد مرور ربع
ساعة وصل المحامي جوانو ووقف بجانبي وسألني بقلق بعد أن صافحني
" ماذا حدث سيد بيلاتشو؟!.. لماذا المكان مُحاصر بسرية ولا يتم
السماح لأحد بالمرور إلا بإذن خاص؟ "
أخبرتهُ بالحادث الذي وقع لشقيقتي وسمعتهُ بألم يواسيني ويُخبرني بأن
كتالينا ستكون بخير.. عندما انتهى شكرته ثم قلتُ له بجدية
" لقد وجدت وصية البروفيسور الأصلية.. سوف أُسلمها لك وأريدُك أن
تتأكد لي من أنها الأصلية.. كما أريدُك أن تجد لي ثغرة لعينة أستطيع من خلالها عدم
تنفيذ وصيته والبنود بداخلها "
تأملني جوانو بدهشة كبيرة ثم حمحم بخفة وكلمني بجدية قائلا
" سيد بيلاتشو.. أنتَ فعلا لا ترغب بتنفيذ وصية البروفيسور
الأخيرة؟!.. حسناً لغاية الآن لا أعرف مضمون الوصية ولكنها وصية والدك الروحي..
سامحني على تدخلي هذا ولكن من أجل ذكرى البروفيسور رافاييلي بيلوني يجب أن تُنفذ وصيتهُ سيدي "
نظرت إليه بنظرات قاتلة وكم رغبت بضربهِ الآن لكنني تمالكت نفسي
وأجبتهُ بفحيح
" نفذ ما أمرتُك به جوانو وإياك أن تعترض أوامري و... "
قاطع حديثي رنين هاتفي اللعين.. سحبتهُ من جيب سترتي ورأيت بقلق رقم
هنري.. بلعت ريقي بقوة وضغطت على الشاشة ووضعت الهاتف على أذني وسمعت هنري يقول
( بيلاتشو.. لغاية الآن لا يوجد أي أثر لها.. والكلاب البوليسية لم
تستنشق رائحة الدماء أو رائحة جثة.. وهذا جيد إذ يبدو بأن شقيقتك ما زالت على قيد
الحياة.. لكن سيستغرق البحث عنها المزيد من الوقت لذلك سأطلب منك الذهاب إلى
أعمالك وفور ورود أي خبر أو أثر لها سأتصل بك بسرعة )
تنهدت براحة وأجبتهُ بتصميم
" أشكرك هنري.. لو سمحت لا تتوقف عن البحث عنها حتى تجدها.. لا
تتوقف حتى تجد كتالينا "
أجابني موافقا وانهيت المكالمة.. نظرت إلى المحامي جوانو وأمرتهُ بحدة
" اتبعني "
ثم نظرت إلى حارسي وأشرت له ليتبعني بأصبعي السبابة ومشيت بخطوات سريعة باتجاه سيارتي..
" اصعد "
أمرت المحامي بحدة وفوراً فتح الباب وجلس في المقعد الأمامي.. جلست
خلف المقود وقُدت سيارتي باتجاه قصري..
وبينما كنتُ أقود بسرعة كلمت جوانو بعملية قائلا
" لا تخف لن أقتلك.. حالياً سنذهب إلى قصري.. عليك أن ترى الوصية
أولا وبعدها سنتكلم.. أما سيارتك سيقودها حارس لدي "
عندما وصلت إلى القصر ترجلت من السيارة وتوجهت إلى مكتبي برفقة
المحامي جوانو..
نظرت إلى جوانو ورأيتهُ يقرأ الوصية بتركيزٍ تام..
عندما انتهى من قراءتها رفع نظراتهِ باتجاهي وتأملني بدهشة كبيرة..
شعرت بالتوتر الشديد بسبب نظراتهِ اللعينة تلك فهتفت بحدة بوجهه
" ماذا؟!.. لماذا تنظر إليّ بتلك الطريقة؟!.. تكلم واللعنة
"
بلع المحامي ريقهُ بقوة ثم وضع الوصية على الطاولة وتنهد بعمق وقال
بهدوء لعين
" سيد بيلاتشو للأسف الشديد لا يوجد طريقة أو منفذ واحد لك.. لا نستطيع
الطعن بالوصية ولا حتى يمكننا عدم تنفيذ البنود.. البروفيسور كتب وصيتهُ بشكلٍ
دقيق.. وكما تعلم هذه الوصية قانونية مائة بالمائة.. لا يوجد لك مهرب سيدي.. عليك
بتنفيذ الوصية أو جميع الأملاك والحسابات المصرفية ستوزع على الجمعيات الخيرية
"
احترق جسدي من شدة الغضب والغيظ.. لكمت الحائط بعنف وهتفت بحدة
" اللعنة.. من سابع المستحيلات أن أقوم بتنفيذ بنود الوصية
"
تأملني المحامي بتفهم وكلمني بنبرة حزينة قائلا
" القرار النهائي لك سيد بيلاتشو.. أنتَ من عليه أن يُقرر الآن..
إما أن تقوم بتنفيذ الوصية أو تتجاهل البنود وتتحول جميع أملاك البروفيسور إلى الجمعيات
الخيرية.. وبعدها زُعماء المافيا الإيطالية سيتقاتلون على الكُرسي الأول بعد موت
ريكو بيلوني.. والأنسة بانبلينا ستكون في خطر.. سينتشر خبر ظهورها ما أن نُظهر
الوصية لأي قاضي في البلد.. و... "
توقف عن التكلم واقترب خطوة مني وقال بجدية تامة
" إن فكرتَ سيد بيلاتشو بعدم إظهار الوصية أعداء ريكو بيلوني و رؤساء المافيا في البلد سيفعلون المستحيل ليجدوا ابنة البروفيسور ويُحاولون الاستيلاء على كل شيء.. ستعم الفوضى في إيطاليا سيدي لذلك يجب أن تفكر وتتخذ القرار المناسب
"
عليّ أن أتخذ القرار المناسب.. اللعنة على القرار المناسب..
شكرت المحامي وبعد ذهابه جلست على الكُرسي خلف مكتبي ونظرت أمامي
بشرود.. فكرت بكل شي وحاولت فعلا أن أجد القرار المُناسب..
فجأة تركزت نظراتي على حاسوب النقال الخاص بالحقير ريكو بيلوني.. هذا
الحاسوب جلبهُ لي بابلو قبل أن أقوم بتفجير قصرهُ الخاص اللعين في دي فالكوني..
فتحت الحاسوب وأدرته.. ابتسمت بحقارة عندما رأيت ظهور شاشة بكلمة
السر.. فتحت الدُرج في مكتبي وسحبت جهاز الناقل التسلسلي ووصلته بالحاسوب ثواني تم
فك شفرة الكلمة السرية.. قهقهت بقوة عندما وجدت بأن كلمة السر كانت الملك ريكو..
هذا الحقير والسافل ظن فعلا بأنهُ ملك.. من حُسن حظه بأنهُ يحترق في
الجحيم الآن..
دخلت إلى الملفات ولم أرى شيئاً جديداً.. صفقاتهِ اللعينة وأرقام
حساباته المصرفية هنا وفي سويسرا.. ابتسمت بشر وحولت جميع حساباتهِ المصرفية إلى
حسابي الشخصي في الخارج..
عندما انتهيت جذبني اسم ملف.. الجميلة..
عقدت حاجباي وفكرت بتعجُب.. لماذا سوف يُسمي ذلك الحقير ريكو ملف في
حاسوبهِ الخاص بالجميلة؟!!.. ماذا يوجد بداخلهِ يا ترى؟!..
لم أُفكر كثيراً وفتحت الملف.. ولكن ما أن انفتح الملف حتى تجمدت
عيناي بذهولٍ شديد على الصور.. فتحت أول صورة وتجمدت الدماء في عروقي من المنظر
الذي رأيته..
قلبت صورة تلوى الأخرى والأخرى وجميعها كانت لتلك العاهرة اللعينة..
عديمة الشرف تلك كانت عشيقتهُ للقذر ريكو..
أغلقت الحاسوب وهتفت بغضب أعمى
" لقد كذبت عليّ العاهرة وعديمة الشرف تلك.. سأقتلها الآن..
سأقتلهاااااااااااااا... "
أمسكت بالحاسوب ووقفت بعنف وغادرت مكتبي كالإعصار وتوجهت إلى القبو...
بانبلينا**
كنتُ أرتعش بعنف من رأسي حتى أخمص قدماي بسبب البرد.. عظامي تجمدت
بكاملها من البرد ولم يعُد باستطاعتي الشعور بأي شيء سوى البرد والبرد والبرد القارص
وهو يفتك في جسدي..
دموعي تجمدت على وجنتاي وشفتاي ترتعشان بعنف.. أنين مُتألم كان يخرج
من حُنجرتي بينما كنتُ أضم جسدي العاري بكلتا يداي وأنا متكورة على هذا السرير في
الغرفة الشبه المُظلمة والتي لا يُنيرها سوى ضوء خفيف في السقف..
" أبي.. ساعدني.. ساعدني... "
همست بصوتٍ مُرتعش بتلك الكلمات أستنجد والدي ليُساعدني.. ولكنني أعلم
بأنهُ لن يفعل.. والدي رافاييلي كان يثق بذلك الأصلع الوسيم والمُخيف.. وكان يريدهُ
أن يتزوجني..
ارتعش جسدي بخوف من مُجرد تخيلي لمظهره لذلك الأسد الغاضب بيلاتشو.. تذكرت
برعب كيف قتل ريكو فارتعش جسدي أكثر خوفاً منه..
أنا حالياً خائفة للموت من مونرو بيلاتشو فهو مُخيف جداً..
سمعت بذعر لا حدود له صوت قفل الباب يدور.. انتفضت ونظرت بفزع باتجاه
الباب
حاولت بفزع وبعار وبخجل مُميت ستر جسدي العاري عندما انفتح الباب بعنف
ورأيت الأسد الغاضب يدخل بعاصفة إلى الغرفة وهو يحمل بيده شيء..
صفع الباب بعنف خلفهُ وهنا بدأت أرتعش بجنون عندما رأيت نظراتهِ
الحمراء المُشتعلة والقاتلة.. كان يبدو فعلا كالأسد على وشك الهجوم على فريستهُ.. لكنهُ أسد أصلع مُخيف.. حاولت أن أتحرك إلى الخلف ولكن لم أستطع تحريك عضلة
واحدة في جسدي..
ارتعش فكي بقوة عندما وقف أمام السرير وتأملني بنظرات كارهة.. حقودة..
غاضبة.. رمى بما يحملهُ بيده على الفراش أمامي وبسبب خوفي الكبير منه لم أستطع ابعاد
نظراتي عن عينيه المُرعبة..
ابتسم بحقارة وهمس بفحيح جعل الشحوب يكتسح وجهي وجسدي كذلك
" العاهرة كانت تبكي من دون سبب.. لكن الآن سأجعلكِ تبكين بدل
الدموع دماء أيتُها العاهرة والفاسقة "
نظرت إليه برعب إذ لم أفهم ما سبب غضبهُ مني الآن.. بلعت ريقي بقوة
وهمست لهُ بذعر بينما دموعي عادت لتتساقط على وجنتاي الشاحبتين
" أرجوك لا تؤذيني.. أنا لم أفعل لك شيء.. أرجوك... "
رفع حاجبيه عاليا ثم انحنى قليلا باتجاهي ووضعه يده على أذنه وتأملني
بقرف
ثم هتف بجنون بوجهي
" لم أسمعكِ أيتها الكاذبة الحقيرة والعاهرة.. أعيدي ما تفوهتِ
به "
تأملتهُ بنظرات مُرتعبة وهمست بذعر
" أرجوك.. أتوسل إليك لا تؤذيني.. أنا بريئة.. أنا لستُ حبيبة
ريكو و... اااااااااععععععععععععهههههه.... "
صرخت بعنف في النهاية إذ اقترب مني بسرعة الفهد وأمسكني من خصلات شعري
وصفعني بكامل قوته على وجنتي اليسرى..
دماغي أصابهُ الجمود من قوة الصفعة وشعرت بألم لا يوصف في عظام
وجنتي.. رأسي ترنح وشعرت بإعياءٍ شديد.. أما جسدي فقد انهار باستسلام.. لا أعرف ما
حدث لي ولكن كنتُ بالكاد أشعر برأسي وبفكي وأسناني..
صحيح تلقيت الكثير من الضرب والصفعات من ريكو و كاسترو ولكن مثل هذه
الصفعة القاتلة لم أتلقى أبداً..
رمى جسدي بعنف وبقرف على الفراش وهتف بجنون
" أكثر ما أكرههُ في هذه الحياة هو الكذب.. ولكن الآن أصبحتِ
أنتِ أيتُها العاهرة وعديمة الشرف أكثر ما أكرههُ في هذه الحياة.. كنتِ عشيقة ريكو وتستمتعين معهُ بينما هو من
قتل والدكِ وأمامكِ أيتُها القذرة "
فتحت عيناي بضعف وتأملتهُ بذهول وبخوف لا حدود لهُ.. ما الذي يتكلم
عنهُ هذا المجنون؟!.. أنا كنتُ عشيقة ريكو؟!!!.. هل فقد عقله؟!..
حاولت ستر عُري جسدي بكلتا يديه لكنه أمسكني بخصلات شعري وجذبني نحوه
بعنف ونظر في عمق عيناي بكره جعلني أرتعش بجنون أمامه..
حاولت أن أستعطف قلبهُ هذا إن كان لهُ قلب فقلتُ له ببكاء وبفزع
" صدقني أنا لستُ عشيقة ذلك القاتل الحقير.. أرجوك صدقني فــ...
"
قاطعني هاتفا بحدة
" اخرسي.. ما زلتِ تكذبين أيتُها الفاسقة... "
ثم جذب رأسي بعنف إلى الأمام حتى بات وجهي لا يبتعد عن وجهه سوى عدة
إنشات.. نظرت إليه برعب
وهمس بفحيح بينما كان يتأملني بنظرات حاقدة وقاتلة
" لدي الدليل بأنكِ كنتِ عشيقة قاتل والدكِ أيتُها الخسيسة
والمُقرفة "
ثم أبعد وجهي عنه بقرف واستقام وقال بحدة
" لنرى الدليل الآن "
انحنى وفتح الحاسوب وكتب كلمة السر ثم فتح ملف وبعدها صورة و.. وهنا
تجمدت نظراتي برعب حقيقي وبصدمة كبيرة عندما رأيت صورة لي وأنا عارية بالكامل
ونائمة بطريقة مُغرية و بوضعية مُثيرة على السرير..
شهقت بذعر وهززت رأسي رفضاً وهمست بعدم التصديق
" لا.. لا مستحيل!.. مستحيل!!!... "
ضحك الأسد مونرو بيلاتشو ضحكة شريرة جعلتني أرتجف بعنف ورأيتهُ بعذاب يقلب
صورة تلوى الأخرى والأخرى على الشاشة وتظهر صور مُخجلة لي وأنا عارية بالكامل
بوضعيات من المستحيل أن أفعلها..
وهنا تذكرت.. تذكرت عندما ضربني ريكو في ليلة وجعلني أفقد الوعي
وبعدها استيقظت ورأيت نفسي عارية بالكامل على السرير في سجني في قصره..
في تلك الليلة شعرت بالخوف بأن يكون قد اغتصبني ولكنهُ اعترف لي عندما
أتى لزيارتي بأنهُ وللأسف لم يغتصبني لأنهُ يريدني بكامل وعيي عندما يُضاجعني..
الحقير لم يغتصبني في تلك الليلة بل قام بتصويري عارية.. الوغد والحقير
والسافل لقد صورني عارية وبوضعيات مُخجلة.. شعرت بالألم وبالخجل وبالعار.. وفكرت
بعذاب كم شاهد ريكو هذه الصور واستمتع الحقير..
تملكتني الهستيرية ودفعت الحاسوب أمامي وهتفت بألم وبعذاب وبعار
" لم أكن في كامل وعيي.. القذر صورني وأنا غائبة عن الوعي.. من
المستحيل أن أسمح لهُ بفعل ذلك بي وبلمسي.. السافل هو من قتل أبي هو.....
اعععععععععههههه... "
أظلم المكان في عيناي وهتفت بألم لا يُحتمل عندما صفعني الهمجي على
وجنتي لأسقط بعنف على الفراش وانتحب بجنون..
أمسكني بـ كتفاي ورفعني وهزني بعنف لدرجة شعرت برأسي سينخلع من مكانه..
وهتف بجنون
" عاهرة وعديمة الشرف.. الآن سأنتقم لوالدكِ.. البروفيسور لا
يستحق ابنه عاق وعاهرة مثلكِ.. "
توقف عن هزي وأمسك بفكي بأناملهُ بعنف ورفع رأسي عاليا ونظر إليّ بقرف
ثم ابتسم ابتسامة شريرة وقال بفحيح من بين أسنانه
" والآن سأجعلكِ تندمين أشد الندم على عُهركِ وقذارتكِ.. سأجعلكِ
تحترقين في جحيمي الخاص.. تحضري لهُ جيداً "
رماني بعنف ورأيتهُ بفزع يحمل الحاسوب وغادر بعاصفة الغرفة..
كنتُ أرتعش بعنف كمن أصابها مس شيطاني.. كنتُ أرتعش من البرد ومن
الخوف الذي تملكني..
أغمضت عيناي وبكيت بهستيرية وهمست بحرقة قلب
" لماذا أنا؟!.. لماذا أنا يحدث معي ذلك؟!.. لم أفعل شيئاً
لأستحق كل هذا العذاب.. ساعدني إلهي.. ساعدني أبي أرجوك... "
ولم أتوقف عن البكاء لوقتٍ طويل.. طويل جداً..
وبينما كنتُ أبكي سمعت من جديد باب الغرفة ينفتح.. تكورت على نفسي
وحاولت ستر جسدي العاري ولكن سمعت بذهول صوت امرأة تُكلمني ببرود
" خُذي.. ارتدي هذه الملابس بسرعة.. هيا تحركي "
رفعت رأسي قليلا ورأيت امرأة في عقدها الرابع من العمر تقف أمامي وهي
تتأملني بنظرات كارهة.. رمت ملابس عليّ وقالت بحقد
" هيا تحركي.. قفي وارتدي هذه الملابس بسرعة "
رفعت جسدي قليلا وأمسكت بالملابس وضممتُها إلى صدري وقلتُ لها بخجل
" لو سمحتِ سيدتي.. هل يمكنكِ أن تستديري قليلا لأقف وأرتدي هذه
الملابس "
تأملتني بنظرات حقودة وكارهة وقالت بقرف
" عاهرة تخجل!.. هاه.. تحركي أيتُها اللعينة.. السيد لا يتمتع
بالصبر "
أخفضت نظراتي وبعار وقفت أمامها وبدأت أرتدي الملابس بيدين مرتعشتين..
رغم مُراقبتها لي وأنا أرتدي ملابسي ورغم شعوري بالخجل المُميت إلا أنني شعرت
بالراحة لأنها وضعت لي سروال داخلي مع قميص و جينز..
عندما انتهيت رمت حذاء رياضي على الأرض أمامي وأمرتني بارتدائه.. كان
واسع قليلا على مقاس قدمي ولكن عقدت الرباط جيداً وعندما انتهيت أمرتني بحدة
" تحركي أمامي.. "
مشيت أمامها وما أن اقتربت من الباب حتى تم فتحه من الخارج من قبل
الحارس..
مشيت برفقة تلك المرأة وثلاثة حُراس وأدخلوني داخل مصعد كهربائي.. ثم
خرجنا منه ورأيت نفسي داخل موقف سفلي للسيارات..
شهقت بألم عندما أمسكتني تلك المرأة وجذبتني بعنف لأمشي بسرعة خلفها ثم
رمتني داخل المقعد الخلفي للسيارة لأسقط بعنف على المقعد ورأسي يسقط في حضن رجل..
انتفضت برعب مُبتعدة واستقمت لأرى بذعر بأنني سقطت في حضن الأسد
بيلاتشو المُخيف.. وكان مثل عادته يتأملني بنظرات كارهة وبتقزز..
جلست مُبتعدة عنه والصقت جسدي بالباب عندما أقلعت السيارة ولم أمتلك
الجرأة لأنظر إليه وحتى أن أسألهُ إلى أين يأخذني.. بعد مرور دقائق نظرت إليه بطرف
عيناي ثم أغمضت عيناي بشدة و بخوف عندما رأيتهُ يتأملني بنظرات مُدمرة قاتلة..
هل سيقتلني الآن؟!!.. فكرت بذعر وبدأت أبكي بصمت.. حاولت كتم شهقاتي
بينما كنتُ أمسح دموعي بخوف وأرتعش بجنون..
سيقتلني.. سيفعلها.. لا إلهي أرجوك.. لا أريدُ أن أموت.. إلهي أرجوك
ساعدني..
فكرت بذعر عندما رأيت خارج النافذة بأن السماء بدأت تُظلم والأهم رأيت
السيارة تسير باتجاه مدافن..
توقفت السيارة فجأة وبدأت أبكي بعنف عندما ترجل مونرو بيلاتشو من
السيارة وأمر حارسهُ بحدة هاتفاَ
" اجلبها بسرعة "
رأيت الباب بجانبي ينفتح وتم سحبي من مرفقي بعنف خارج السيارة..
دفعني الحارس لأمشي إلى الأمام.. كنتُ أسير خلف ذلك المُخيف بيلاتشو وفجأة رأيتهُ
يقف أمام المقابر..
سيقتلني.. سأموت.. سأموت الآن..
هتفت بذعر أحرق قلبي بتلك الكلمات بداخلي.. وبدأت أبكي بعنف عندما
أجبرني الحارس لأقف أمام قبر..
نظرت إلى مونرو بيلاتشو بفزع عندما أخرج مسدسهُ ووجه فوهة المسدس على
رأسي وقال بحقد
" حقيرة وخائنة وعاهرة مثلكِ نهايتها الموت "
لا أعرف كيف ظللت واقفة على قدماي المرتعشتين أمامه.. كل ما استطعت
فعله هو البكاء بذعر والارتعاش.. فجأة أخفض مونرو سلاحه وهتف بحدة
" اجلبوه بسرعة "
من سيجلبون؟!!.. فكرت بفزع ورأيت بذهول حارسين يمسكان بكاهن بعنف
وأجبراه على الوقوف أمامنا.. تأملني مونرو بحقد ثم اقترب مني وأمسكني من خصلات
شعري وجذبني إلى الأمام وهتف بجنون بوجهي
" أنظري.. أُنظري إلى شاهد هذا القبر.. مكتوب عليه اسم رالبيكا
موسيني وتاريخ ولادتها ووفاتها.. أُنظري إليه أيتُها اللعينة "
نظرت بذعر إلى شاهد القبر ورأيت ما كُتب عليه.. بكيت بفزعٍ شديد عندما
سمعت بيلاتشو يهتف بقهر وهو يجذب رأسي بقبضته بعنف
" أُنظري جيداً أيتُها القذرة.. هنا تم دفن حبيبتي منذ أيام بسبب
حبيبك القذر.. هنا ترقد حبيبتي أسفل هذا التراب.. خسرتُها بسبب ريكو السافل..
وأنتِ يجب أن تدفعي الثمن.. ثمن خيانتكِ لوالدكِ أيتُها الحقيرة وثمن حُبكِ لحيوان
قذر اسمهُ ريكو "
نظرت إليهِ بفزع من بين دموعي ثم سمعتهُ يهتف لأحد رجالهِ ليقترب.. فتح ملف ثم
أمسك بقلم وسلمني إياه.. أمسكت بالقلم بيد مُرتعشة وقفزت بفزع عندما هتف الأسد عليّ
" عليكِ بتوقيع جميع الأوراق أيتُها الغبية.. عليكِ بتوقيع جميع هذه
الأوراق وفي الحال.. هيا تحركي "
بكيت وانتحبت بهستيرية بينما كنتُ أوقع الأوراق في المكان الذي يُشير
عليه الحارس بأصبعه.. عرفت بأنني أقوم الآن بالتنازل له عن جميع أملاك والدي.. لكن
لم أكترث فعلا لذلك بل كنتُ أبكي لأنني سأموت بعد أن أنتهي من توقيع الأوراق..
لقد جلب الكاهن ليتلو صلواته على جثتي.. على الأقل جلبَ لي كاهن..
عندما انتهيت من توقيع آخر ورقة أجبرني الحارس من جديد بوضع بصمتي على
الأوراق بعد أن وضع حبراً على إبهامي.. عندما انتهيت نظرت إلى مونرو بيلاتشو وهمست
لهُ ببكاء
" أرجوك.. أتوسل إليك لا تقتلني.. لا تقتلني أرجوك.. أنــ...
"
أمسكني من معصمي وجذبني بعنف إليه ليرتطم صدري بقوة بعضلات صدره..
رفعت رأسي عالياً وتأملتهُ بفزع لا يوصف عندما أمر الكاهن بحدة قائلا
" والآن حضرة الكاهن أصبح بإمكانك التكلم "
سأموت.. هتفت بداخلي بذعر ولكن تجمدت بصدمة كبيرة وتوقفت عن البكاء
عندما سمعت الكاهن يقول بصوتٍ مُرتعش من الخوف
" أُعلنكما زوجاً و.. و.. زوجة.. يمكنك سيد بيلاتشو تقبيل عروستك
"
عروسته!!!!!.. كيف؟!!!..
هتفت بجنون بداخلي بتلك الكلمتين ورأيت الأسد يتأملني بنظرات خبيثة
حاقدة ثم أمسك بفكي بأصابعهُ بعنف وهمس بقرف
" مبروك.. لقد أصبحتِ السيدة بيلاتشو الآن.. ولكن لا تفرحي
كثيراً أيتُها العاهرة لأنني سأجعلكِ تذوقين المرّ على يداي.. "
شحب وجهي أضعافاً بينما هو اتسعت ابتسامتهُ المُخيفة أكثر ونظر في عمق
عيناي وقال بقرف
" والآن يا زوجتي العفيفة حان وقت القبلة "
توسعت عيناي برعب وبصدمة لا حدود لها رأيتهُ يُخفض رأسهُ وقبلني
بهمجية.. لا لم تكن قبلة بل كانت شيئاً مُخيفاً ومؤلماً لحد الموت..
قبلتي الأولى كانت من مونرو بيلاتشو.. زوجي!!..
سالت دموعي بألم بينما كان يعض بعنف شفتي السفلية حتى سالت الدماء
منها.. امتص دمائي بنهم ثم أبعد وجهه عني وتأملني بقرفٍ شديد ورأيتهُ بغصة يرفع
ذراعه ومسح شفتيه بقماش سترته ثم دفعني بعنف بعيداً عنه وأخرج منديل من جيب سترته ومسح
فمه ثم نظر إليّ بحقد وبصق بقرف باتجاهي..
كنتُ طيلة هذه الثواني أقف بجمود وأنا في قمة صدمتي.. لغاية هذه
اللحظة لم أفهم بتاتاً ما حدث.. كل ما فهمتهُ بأنهُ تزوجني للتو وقبلني بقرف
وبهمجية ثم مسح شفتيه وبصق بقرف على الأرض أمامي..
تأملني بحقارة وقال بحقد
" قررت أن يتم زفافنا أمام قبر حبيبتي رالبيكا.. حتى أتعهد لها
ولوالدي الروحي بأنني سأجعلكِ تدفعين ثمن خيانتكِ لوالدكِ وتدفعين الثمن غاليا
لأنكِ كنتِ عشيقة من أمر بقتل حُبي وقلبي "
ثم اقترب خطوة مني وتابع قائلا بكرهٍ شديد
" المستندات التي وضعتِ توقيعكِ وبصماتكِ عليها هي أوراق زواجنا
والاتفاقية المُسبقة عليه.. الآن أصبحتِ تحتَ سيطرتي وبالكامل بانبلينا بيلاتشو
"
ارتعشت بخوفٍ شديد أمامهُ ورأيتهُ يبتعد عدة خطوات عني ثم شكر الكاهن
الخائف بهدوء وأمر رجالهُ قائلا بحدة
" أعيدوها إلى القصر وضعوها في غرفتها الجديدة "
وغادر مُسرعاً المكان.. وبعدها تم وضعي في المقعد الخلفي داخل سيارة رباعية الدفع وأغلقوا الباب بعنف...
تسلمي ياقلبي ❤❤❤❤❤
ردحذفحبيبتي الجميلة❤
حذفاووووووووف بارت صادم جدا متوقعتش أبدا إن مونرو هيتجوز بانبي بالسرعه دي كده دليل برائتها الوحيد هيكون عذريتها مسكينه عذابها هيطول كتير عشان مونرو رافض فكرة إنو يقرب منها في الوقت الحالي على الأقل💔😭
ردحذفكلامكِ صحيح جميلة قلبي
حذفللأسف بدأ عذاب المسكينة بانبي
كاتي مقررة تجعل باغو بالوفا يجنن المسكين....ومونرو الغبي سوف يندم كثيرا بعدما يعرف الحقيقة بعد فوات الاوان
ردحذفتسلم ايدك البارت كان روعه ❤
أشكركِ حياتي لأنكِ أحببتِ البارت
حذف💖💖💖💖💖💖💖
ردحذفحياتي
حذفويبقى مونرو احمق متسرع سيدفع الثمن لاحقا وينتظر منها ان تسامحه ... شكرا لك هافن البارت ممتع ومثير كالعادة
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفجميلة جدا جدا
ردحذفشكرااااااااااا
حذفحرفياً عشت آلاف المشاعر خلال هذا البارت... أتمنى أن يستيقظ مونرو من جنونه قبل فوات الآوان..
ردحذفأشكركِ حياتي من قلبي على رسالتكِ الجميلة
حذفو مونرو رحلة انتقامه طويلة للأسف
انتي ابداع بحالو هافن
ردحذفشكرااااااااااااااااا
حذفهافن تسلم ايدك💕💕
ردحذفبس أنا مو مستوعبه كيف مونرو سيحب بانبي!
يا ليته ما يحبها🥹 صحيح رالبيكا ماتت ومن حق مونرو يعيش حياته بعدها ويحب، بس أنا ما أتخيل وحدة تصير كوبل مع مونرو غير رالبيكا😭😭😭😭 الى الآن ما تخطّيت موتها💔💔💔
يا قلبي لا تحزني
حذفحتى في الروايات الحياة تستمر يا عمري
دومتي مبدعه هافن💞💞💞 لا أستطيع التوقف عن القراءه لمعرفه الاحداث👏👏👏
ردحذف