أخرجوني من هنا
الكاهن مارتن**
وضعت
الخنجر في مكانهِ واستدرت وتوجهت أمام مكتبي لأقف بجمود عندما رأيت رسالة موضوعة
عليه....
أمسكتُها
وفتحتُها وقرأتُها بيد مُرتعشة..
(
كاهن مارتن.. لقد فعلت شيئا قد يحزنُكَ ويجعلك تغضب عليّ.. لذلك أريدُك أن تفهم
أولا سبب فعلتي تلك ولا تغضب.. لقد رأيتُكَ في الأمس تبكي بينما كنتَ تصلي في
مكتبكَ وبيدكَ تحملُ خريطة وبعدها خبأتها في خزنتك السرية خلف اللوحة..
انتابني
الفضول لذلك اختبأت وانتظرتُكَ حتى ذهبت ودخلت إلى مكتبك وأخذتها.. لن أنكر بأنني
تفاجأت عندما رأيت ما هو مضمونها إذ كنتُ أظنُ بأن قرية فورن ونبوءة فيري مُجرد
خرافة ولكن يبدوا بأنها ليست كذلك...
لم
تكن نيتي سرقتُك صدقني.. لقد أنبني ضميري وكنتُ أريدُ إعادة الخريطة إليك فجرا ولكنكَ
لم تفتح لي باب منزلك وظننت بأنكَ في الكنيسة...
وعندما
دخلت إلى الكنيسة راهب من فورن كان متواجدا وظن بأنني أكون أنت وطلب مني أن أسلمُه
الخريطة فسلمتُها له وذهب, أنا خجل جدا من نفسي ومن فعلتي تلك لذلك سأتوقف عن
النصب و الاحتيال كما كنتَ تطلب مني دائما وسأذهب من القرية نهائيا وعندما استقر
بمكان ما وأحَسِن من وضعي سوف أتي لأخذ ابنتي فورتونا لتعيش معي..
أتمنى
أن تهتم بها وتحميها من أهالي هذه القرية حتى قدومي.. ابنتي فورتونا تحتَ حمايتك
الآن.. و أرجوك سامحني أبتي.
ارتعش
جسدي بعنف وأعدت قراءة الرسالة لمرة ثانية ثم ثالثة ثم رابعة.. تمنيت من أعماق
قلبي أن أكون أحلم وتلك الرسالة ليست في يدي..
ولكن
لا.. روبن غراد لقد فعلها.. روبن أرسلنا إلى الجحيم بكلتا يديه..
اهتز
جسدي أكثر من الخوف وهمست بفزع
"
لا!.. لا!.. لاااااااااا.. مستحيل "
بلعت
ريقي بقوة ثم هتفت بفزع
"
لا إلهي أرجوك... "
هتفت
برعب بتلك الكلمات ورميت الرسالة وركضت وفتحت الخزنة لأرى بأنها خالية والخريطة
ليست موجودة بداخلها..
جحظت
عيناي وهتفت برعب
"
لا!!... لا يا إلهي لااااااا.. ليأتي راهب من قرية الرهبان فورن ويطلب الخريطة
معناه أنـ.. أنــ.. أنهُ كان سوف يُسلمني قلادة فيري حتى أدمِرُها وينتهي كل شيء..
لا!!... لااااااااا روبن أخذ القلادة... لقد أخذ قلادة الوحش.... "
"
أيها الكاهن مارتن"
انتفضت
برعب واستدرت لأرى كبير أساقفة فورن بشحمه ولحمه في مكتبي وبرفقته راهب.. ركضت
وجثوتُ أمامَهُ وأنا أبكي بحرقة قائلا
"
سيادتك.. الشر قادم إلينا.. سوف يموت الكثيرون.. مصيبة حلت علينا.. القلادة مع
أكثر إنسانٍ مُحتال وعديم الضمير على وجه الأرض وهو الآن هرب من القرية والقلادة
بحوزته.. كيف سوف نجدُه؟!.. كيف سوف نسترد القلادة منهُ قبل أن يأخذها الوحش
لايسن؟!.. "
بلعت
ريقي بقوة وهتفت برعب
"
الوحش.. الوحش المُرعب.. ذلك الشيطان الوحش سيدخل إلى عالمنا ويُدمرنا.. سوف يأتي
ويحمل معه الرعب والهلاك للجميع.. أقوى كائن أرضي موجود على قيد الحياة قادم إلينا
بشرهِ الذي لا حدود له.. ماذا سنفعل؟!!.. كيف سنتصرف الآن؟!.. لن يستطيع أحد
الوقوف بوجه ذلك الشيطان.. سوف يُدمرنا "
تنهد
كبير الكهنة بحزن وأجابني
"
كاهن مارتن.. قف و أخبرني من هو ذلك الشخص الذي أخذ القلادة.. أعدُك سنجد القلادة
قبل أن يدخل ذلك الوحش إلى عالمنا "
سالت
دموعي أكثر على وجنتاي وهمست بخوف لكبير الكهنة
"
النبوءة تحققت.. لقد أتى هلاكُنا.. سيدخل الوحش إلى عالمنا الفاني وسيخوض حرباً
علينا وسيقتل الأبرياء.. لن يرحمنا بتاتاً بسبب قلادته الملعونة التي فقدها "
تنهد
كبير الكهنة بحزن وقال بأمل
"
كاهن مارتن.. عليك أن تتوقف عن البكاء فالبكاء لن يحل مُشكلتنا ولن يساعدنا بشيء..
علينا أن نتصرف بسرعة قبل أن ترتدي القلادة العذراء المنشودة وقبل أن يجدها دراكولا بنفسه لأنه بعدها سوف يُستحيل علينا تدميرها وإنهاء نسل مصاصي الدماء
"
وقفت
وفتحت عيوني على وسعها وهتفت بلهفة
"
إلهي.. ابنته.. فورتونا كيف نسيتُها.. ابنة روبن هي حلنا الوحيد.. علينا الذهاب
إليها فورا ربما تعرف أين هو والدها وترشدُنا إليه "
تنهد
كبير الكهنة براحة وقال لنا
"
إذن ما الذي ننتظره؟.. هيا بنا لنذهب إليها فورا "
ليخرجوا
ثلاثتهم من المكتب ويتوجهون بسرعة إلى مقهى بيير لرؤية فورتونا ابنة روبن
الدجال...
فورتونا***
كانت
فورتونا تنظف مطبخ المقهى عندما دخلت دينا وهي تهتف بقلق
"
فورتونا.. فورتونا.. الكاهن مارتن في المقهى مع اثنان من الكهنة وهما غرباء.. فهذه
أول مرة أراهما بها في قريتنا.. والكاهن مارتن يرغب في رؤيتكِ لأمرٍ عاجلٍ
وضروري.. يا ترى ماذا يريد منكِ؟!!.. "
رميت
إسفنجة التنظيف في الدلو ونظرت إليها بقلق وسألتُها
"
هل تظنين والدي سرق من هؤلاء الكهنة تلك القلادة؟!!.. "
لتنظر
إليّ دينا بشك وتُجيبني
"
ولماذا يحتاج الكهنة إلى قلادة غالية الثمن كما أخبرتني؟!.. لا.. لا أظن ذلك..
ربما يريدُكِ لأمرٍ آخر.. لقد طلبَ الإذن من المدير حتى تخرجي برفقته لبعض الوقت والمدير
اللعين وافق ولكن لخمس دقائق فقط.. هيا أخرجي لآن الكاهن مارتن ينتظرُكِ أمام
الباب الخلفي للمقهى.. وأنا سأكمل التنظيف عنكِ قليلا فلا تقلقي "
غسلت
يداي وتوجهت بعدها إلى الباب الخلفي للمقهى.. فتحتُه وخرجت لأرى الكاهن مارتن يقف وبرفقته
اثنان من الكهنة وهما بالفعل غرباء عن قريتنا كما قالت لي دينا لأنها المرة الأولى
التي أراهما بها..
واحد
كان عجوزاً والآخر بعمر الثلاثين.. وما أن اقتربت منهم وقبل أن أصل إليهم نظر نحوي
ذلك الكاهن العجوز ليفتح عينيه على وسعهما وتأملني بدهشة وهتف فجأة برعب ليرجع
بعدها ثلاثة خطوات إلى الخلف بخوف..
تجمدت
بأرضي ونظرت إليه بذهول.. هل شكلي مُخيف إلى تلك الدرجة؟!!.. تبا له.. عجوز خرف...
وقفت أمام الكاهن مارتن ورأيته ينظر بصدمة إلى ذلك الخرفان وسألهُ بنبرة قلقة
"سيادتك..
هل أنتَ بخير؟!.. "
ولكن
ذلك الخرفان اللعين كان ما زال يتأملني بنظرات مُرتعبة وهو يرتعش من الخوف.. قلبت
عيناي بملل وعضيت شفتي السفلية بغيظ.. هل جلبني الكاهن مارتن إلى هنا لكي أُخيف
ذلك الكاهن العجوز؟!... تبا له هل يظنني دراكولا أمامه!.. تأففت بملل وقلتُ بوقاحة
"
كاهن مارتن.. لو سمحت لا أريد خسارة عملي فقط من أجل إخافة هذا العجوز.. أخبرني
بما تريدهُ مني فورا فليس لدي الوقت الكثير لأتسلى معكم "
"
فيري!!!.. إنها أنتِ "
نظرت
باتجاه ذلك العجوز بدهشة.. ما به هذا الخرف؟!.. هل دعاني للتو باسم فيري؟!!.. هههههه..
لقد فقد عقله المسكين.. سمعت الكاهن مارتن يسأله بقلق
"
سيادتك.. لماذا دعوتها باسم فيري؟!! "
ليمسكهُما العجوز بذراعيهم ويبعدهما عني ويتهامسون.. لأرى الكاهن مارتن ينظر إليّ بدهشة.. ثم اقترب مني
بعد دقيقة وقال
"
فورتونا.. سأطلب الإذن من مديرُكِ حتى يُعطيك إجازة اليوم لأنني أريدُكِ أن تذهبي برفقتنا
إلى الكنيسة لأمرٍ ضروري "
وتركني
ودخل إلى المقهى دون أن يستمع إلى جوابي.. نظرت باتجاه الراهبين ورأيتهما ينظران إليّ
بنظرات غريبة أخافتني.. تبا لهما.. ما بهما ينظران إليّ هكذا؟!.. الجميع يتصرف
بغرابة اليوم.. فكرت بذلك وانتظرت بملل عودة الكاهن مارتن..
خرج
الكاهن مارتن واقترب بسرعة ليقف أمامي ويقول
"
فورتونا اتبعينا.. لقد سمحَ لكِ المدير بأخذ كامل اليوم إجازة.. ولن يخصُم من
معاشكِ فلا تقلقي.. "
شعرت
بالريبة ونظرت إليه بقلق نهش أحشائي وقلتُ له بتردد
"
حسنا.. ولكن اسمح لي أولا أن أدخل وأقوم بتبديل زي العمل "
أومأ
لي موافقاً ودخلت من الباب الخلفي لأرى دينا تنتظرني بقلق وما أن رأتني حتى سألتني
بلهفة وبفضول
"
فورتونا.. أخبريني فورا ما الذي يريده منكِ الكاهن؟! "
تنهدت
بحسرة و أجبتُها بملل
"
لا أدري دينا.. هو يريدني أن أرافقه إلى الكنيسة لأمرٍ ضروري.. لقد تكلم مع المدير
وأخذ لي إجازة كاملة اليوم.. لا أعرف ربما أرادني أن أُخيف ذلك الراهب العجوز الذي
برفقته.. ههههه.. لو رأيتِ شكلهُ عندما رآني ذلك الخرِف ارتعبَ بالكامل وناداني باسم
فيري.. خرفان مجنون.. إلهي سامحني لأنني أقول ذلك عن راهب ولكنه كذلك.. والآن
أريدُ تبديل ملابسي فالكهنة بانتظاري لأذهب برفقتهم "
نظرت
دينا بخوف إليّ وأمسكت بيدي وضغطت عليها بقوة وقالت بخوف وبرجاء
"
فورتونا أنا لستُ مطمئنة.. أنا خائفة عليكِ.. صحيح هم كهنة ولكن ما الذي يريدونَهُ
منكِ؟.. لا تذهبي معهم فهذا أفضل "
ضحكت
بخفة وقلتُ لها قبل أن أذهب إلى غرفة التبديل
"ربما
والدي نصب على أحد مجددا قبل خروجه من القرية صباحا.. لا تخافي حبيبتي إنهم مجرد
كهنة.. ماذا سيفعلون بي؟!.. لا تقلقي ربما وعظة صغيرة عن والدي وبعدها سأذهب إلى منزلي
لكي أرتاح "
خلعت
زي العمل ونظرت إلى القلادة وخاطبتها قائلة
قفزت
وصرخت برعب عندما رأيت أحجارها تلمع وتبرق لثواني..
نظرت
بفزع إلى القلادة وهمست بخوف
"
ما هذا الذي رأيته؟!.. تباً لقد أصابني الجنون بسبب والدي "
قهقهت
بخفة وهمست بمرح
"
تبا.. أنا أتخيل مجددا.. هذا النهار لن يمضي على خير.. "
ارتديت
ملابسي وخرجت من المقهى تحت أنظار دينا القلقة ووقفت بغرابة عندما رأيت الكهنة
يتشاورون بهمس وأوقفوا حديثهم بسرعة عندما انتبهوا لوجودي.. اقترب مني الكاهن
مارتن وقال بتوتر
"
حسنا فورتونا اتبعينا "
تبعتهم
بينما كنتُ أنظر إليهم بعيون جاحظة.. صحيح هم كهنة لكن الآن يبدون كأفراد عصابة..
نظراتهم لبعض كانت مُريبة.. هم يخفون شيئاً عني.. سأكتشف قريباً ماذا يريدون مني
بالتحديد..
" اتبعوني "
كنتُ
خلفهم وأنزل السلالم بضياع وأحسست أن أدراجَهُ لن تنتهي حتى توقفنا بعد مدة أمام
باب ضخم وبني اللون وعليه أربعة دوائر حديدية نافرة في وسطه ولا يوجد به مقبض..
فكرت بغرابة.. كيف يستطيع الكاهن مارتن فتح هذا الباب؟!..
نظرت
بدهشة عندما اقترب الكاهن مارتن وسلمني شمعدانا واحداً لِيبقي الثاني معه ثم اقترب
من الباب وأمسك بدائرة وحركها ثم أمسك بأخرى وبدأ يُديرها عكس عقارب الساعة..
وعندما أدار جميع الدوائر تحرك الباب وسُمِعَ صداه في الأرجاء..
سقط
فكي إلى الأسفل عندما رأيت ما حدث.. باب ضخم لا يُمكن لأحد أن يفتحه إلا بتلك
الطريقة الغريبة التي نفذها للتو الآب مارتن..
"
فورتونا أدخلي "
أفاقني
من شرودي ومن صدمتي صوت الكاهن مارتن يطلب مني الدخول إلى هذه الغرفة.. نظرت إليه بشك ثم تنهدت
بعمق وقررت أن أدخل كما طلب مني..
دخلت
ووقفت في وسط الغرفة ونظرت في الأرجاء بدهشة كبيرة.. الغرفة كانت مُظلمة وكانت
واسعة وخالية من الأثاث والأهم لا شيء يُنيرها سوى الشمعدان في يدي..
"
ما هذه الغرفة؟!!... "
همست
بذهول ولكن فجأة سمعت صوت مُخيف خلفي..
انتفضت
برعب وتسمرت في مكاني عندما انغلق الباب فجأة وعرفت على الفور بأنهم قاموا بسجني
في هذه الغرفة.. صرخت برعب ووضعت الشمعدان على الأرض واقتربت من الباب وبدأت أبكي
بلوعة وأنا أطرق بقبضتي على الباب وأصرخ لهم برجاء
ما الذي فعلته؟!.. أخرجوني من
هنا... أخرجوني أرجوكم.. أخرجوني من هنا لو سمحتم... "
صرخت
وصرخت لكن لم يستجيبوا لي وإلى توسلاتي لهم.. جلست على الأرض بانهيار و ضممت ركبتاي بكلتا
يداي وانهمرت دموعي دون توقف وهمست بخوف لهم بين أنفاسي المتقطعة التي منعتني من الحديث
بوضوح
"
أرجوكم... أخـ.. أخرجوني من هنا.. ماذا فعلت لكم؟!!.. أخرجوني.. أتوسلُ إليكم
أخرجوني من هنا.. ما الذي فعلته لكم؟!.. لا تتركوني هنا.. أرجوكم.. أنا خائفة.. لا
تتركوني هنا... "
جحظت عيني برعب وتجمدت دمائي في عروقي عندما سمعت ما يتكلمون عنه الكهنة..
انت عظيمه كله هافونتى حبيبتي💕💕💕💕💕 ♥♥♥♥♥
ردحذفقلبي أنتِ أشكركِ جزيلا
حذفأحبكِ جداً
قصة جميلة ومشوقة هافن سنكون بانتظار احداثها .. شكرا لك
ردحذفالشكر لكِ يا قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي وبدايتها
حذفمشوقه كالعاده في إنتظارك إللي جاي على ناااااااااار🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥تسلم إيدك ياقلبي رووووووووووووووووووووووعه🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩♥️♥️♥️
ردحذفجميلة قلبي شكراً جزيلا لكِ حبيبتي
حذفالاحداث عم تصير رائعة وجميله جدا ....تسلم ايدك 💓
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفأتمنى أن تُعجبكِ الأحداث القادمة
مشوقة ومبدعة كالعادة ♥️♥️🥰🥰😍🥰
ردحذفحياتي شكرا لكِ من القلب
حذففي انتظارك مبدعتي 😍😍😍
ردحذفتسلمي قمرتي
حذفمبدعه كالعاده بس خلي البارت اطول
ردحذفمن عيوني يا قلبي
حذف