رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 2
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلمي ♥♥♥♥♥♥💕

    ردحذف
  2. مبدعه كالعاده روايتك من اجمل ما قرأت

    ردحذف
  3. اوووووووووووه😯😯😯😯 المشهد الأخير مدهش برافوووووو👌🏻👏🏻👏🏻👏🏻 تسلم ايدك ياقلبي البارت كان مذهل وراااااائع💋♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  4. جميلة جداااااااا👏👏👏👏👏

    ردحذف
  5. صارت الاحداث حماس ....تسلم ايدك ❤

    ردحذف
  6. انتى رائعه هافن حقيقى رائعه ومبدعه تسلم ايدك حببتى

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 2

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 2



أنا أتألم






البروفيسور رافاييلي بيلوني**

 

بعد ذهاب ابنتي الجميلة نظرت أمامي بحزن وتنهدت بقوة وفكرت بقلقٍ شديد.. هناك من يُحاربني داخل المُنظمة.. صحيح أنا هو الزعيم الوحيد للمُنظمة والجميع يخافون مني ولكن الجميع يعرفون بأن نقطة ضعفي الوحيدة في الحياة هي ابنتي بانبي..

 

إن أصابها أي مكروه سأموت.. بانبلينا هي نور حياتي والهواء الذي أتنفسه.. والآن هناك من يُحاول أن يستولي على عرشي ويُحاربني بالخفاء.. لكن من هو؟!.. من الذي سرق مستودعاتي في ظرف أسبوعٍ واحد؟!.. من الذي تجرأ وقتل نصف رجالي وسرق كل ما هو موجود في مستودعاتي السرية؟!!..

 

بدأت أشعر بالخوف على ابنتي فهناك من يُحاربني ويريدُ التخلص مني وبالطبع سيؤذي ابنتي.. لكن من هو؟!.. من هو اللعين الذي تجرأ على مُحاربتي وسرقتي وقتل رجالي؟.. لن أرحمهُ أبداً عندما أجده.. لكن أولا يجب أن أحمي ابنتي..

 

وأملي الوحيد الآن هو مونرو.. هو الوحيد من يستطيع حماية بانبلينا..

 

مونرو كان خارج البلد لمدة شهرٍ كامل بسبب توليه لأعمالي ولصفقة مهمة في البرازيل.. وفي الأمس عاد إلى إيطاليا وطبعا اتصلت به وطلبت منهُ الحضور اليوم في أسرع وقت..

 

جلست بهدوء على الأريكة في الحديقة الخلفية لقصري أنتظر وصول بيلاتشو..

 

" سيدي.. لقد وصل السيد بيلاتشو.. هل ترغب بأن أطلب منه الدخول إلى القصر أم أصــ... "

 

نظرت بسرعة إلى الخادمة وتأملتُها بحدة لأنها انتشلتني من أفكاري بطريقة مُخيفة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 2

 

تنهدت بعمق وقاطعتُها قائلا وأنا أقف

 

" لا بأس مارينا سأذهب لأستقبلهُ بنفسي "

 

مشيت بخطوات سريعة ورأيت بسعادة ابني الروحي مونرو يخرج من سيارته وهو يتكلم عبر الهاتف.. ابتسمت بوسع وهتفت بسعادة لا توصف

 

" مونرو.. بُني.. كنتُ أنتظرك.. لقد تأخرتَ كعادتك "

 

ابتسم مونرو بوسع وأنهى مُكالمته واقترب ليقف أمامي ثم عانقني وابتعد قائلا

 

" أبي لقد اشتقتُ إليك كثيراً.. كيف حالك أيها العجوز؟.. أرى بأنك بخير وهذا جيد.. لقد أقلقتني في الأمس كنتَ تبدو متوتراً وقلقاً.. أخبرني بروفيسور ما الذي يُشغل بالك؟ "

 

نظرت إليه بتوتر وأشرت له بيدي ليتبعني وقلتُ له بهمس

 

" اتبعني لنتكلم بسرية تامة في مكتبي.. أريد أن أطلب منك خدمة خاصة وشخصية.. أتمنى أن لا ترفض طلبي "

 

وقف مونرو في الردهة وخلع نظارته الشمسية وتأملني بقلق وسألني بهمس

 

" الآن جعلتني أقلق أكثر.. ماذا حصل في غيابي عنك بروفيسور؟! "

 

تنهدت بحزن وطلبت منه ليتبعني إلى مكتبي.. دخلت إلى الغرفة وأغلقت الباب ثم جلست على الكُرسي خلف مكتبي وما أن جلس مونرو أمامي تأملتهُ بتوتر وقلتُ له

 

" في غيابك حدثت أشياء كثيرة مونرو.. هناك من يريد تصفيتي.. هناك من يُحاربني في الخفاء.. لقد تم سرقة جميع مستودعاتي السرية في إيطاليا والأهم نصف رجالي قد قتلوا في تلك المُداهمات "

 

تأملني مونرو بذهول وهتف بعصبية

 

" من هو الحقير الذي تجرأ على فعل ذلك بك؟.. سأقتلهُ أمامك وسأشرب من دمائه.. لا تقلق أبي.. سأجد لك ذلك الخائن وبسرعة.. ولكن لماذا لم ينتبه كاسترو ويكشف الفاعل؟!.. وماذا عن ريكو؟!.. لقد طلبت منهما حمياتك وحماية الأعمال والبضائع في غيابي "

 

تنهدت بقوة وأجبت مونرو بحزن

 

" ريكو تلقى رصاصة في كتفه أثناء المداهمة الأخيرة التي حدثت.. و كاسترو كان هنا برفقتي في القصر.. "

 

توقفت عن التكلم ثم نظرت بحزنٍ شديد إلى مونرو وتابعت قائلا له

 

" ريكو و كاسترو هما أبناء أخي الوحيد المرحوم.. هما الوحيدين الذين أثق بهما من بعدك.. ثم لا تلومهما فهما لا يمتلكان ذكاءك والحنكة والخبرة التي تمتلكها.. ريكو أضعف من كاسترو بكثير.. وكنتُ سأخسره بسبب دفاعه عن مستودعي الرئيسي.. أما كاسترو أنتَ تعلم بأنني طلبت منهُ أن يبقى هنا في قصري لحمايتي وابنتي "

 

شتم مونرو بغضب ثم سألني

 

" وكيف أصبح ريكو الآن؟ "

 

أجبتهُ بأنهُ بخير وتحسن جداً من إصابته في الكتف.. تأملني مونرو بنظرات الشك وقال

 

" أنا أعلم جيداً بأنك ترفض رفضاً قاطعا عدم ثقتي بـ ريكو.. لكن أنا ما زلتُ لغاية الآن لا أثقُ به.. هناك من حاول قتلي قبل سفري إلى البرازيل.. وأنا متأكد بأنه ريكو.. لكن رجاله استطاعوا الهروب مني في آخر لحظة.. قريباً جداً سأجد لك الدليل القاطع على خيانتهِ لك "

 

تأملت مونروز بحزن وقلتُ لهُ بثقة تامة

 

" من المُستحيل أن يقوم ريكو بخيانتي.. أنا عمه.. أنا من قمتُ بتربيتهُ و كاسترو بنفسي بعد وفاة شقيقي فيتو.. إنهما أولاد أخي.. هما الأمانة الوحيدة التي تركها لي شقيقي بعد وفاته.. وأنا أعتبرهما بمثابة أبنائي و... "

 

قاطعني مونرو قائلا بنبرة حزينة

 

" ولكنك سلمتني إدارة أعمالك بكاملها.. وهما لم يُعجبهما ذلك بتاتاً.. كاسترو صديقي وأنا أعلم بأنهُ من المستحيل أن يؤذيك.. لكن ريكو لا أضمن لك بأنهُ لن يفعل.. ريكو متهور و ناقم حالياً عليك لأنك اخترتني لأُدير جميع أعمالك في الخارج وهنا "

 

كنتُ أعلم بأن أبناء شقيقي غضبوا مني بعد أن سلمت مونرو إدارة جميع أملاكي وأعمالي هنا وفي الخارج.. ولكنهما تفهما أسبابي.. فـ مونرو هو الشخص الوحيد المناسب لإدارة الإمبراطورية التي صنعتها بنفسي من الصفر..

 

تنهدت بقوة ونظرت إليه بتوتر قائلا

 

" كلامك منطقي ولكن من المستحيل أن يؤذيني ريكو ويجعلني أخسر الملايين بسبب غضبهُ مني لأنني لم أسلمهُ إدارة أعمالي.. ثم لقد طلبت رؤيتك اليوم لأطلب منك خدمة شخصية.. أتمنى بُني بأن لا تخذلني وترفض تنفيذ هذه الخدمة لي "

 

أجابني مونرو بسرعة وبثقة

 

" لن أرفض لك طلباً واحداً مهما كان أبي "

 

ابتسمت بتوتر ثم أخرجت ملف من الدُرج في مكتبي ووضعتهُ أمامي على سطح المكتب ونظرت إلى مونرو قائلا له بتوتر

 

" هذه وصيتي.. وصيتي الوحيدة والأصلية.. المُحامي فرانك لديه النسخة الثانية وهي طبق الأصل عن الوصية الأساسية.. قررت منذ يومين أن أكتب وصيتي في حال حدث لي أي مكروه و... "

 

قاطعني مونرو هاتفاً بعصبية

 

" توقف أبي.. لن أسمح لأحد بلمس شعرة واحدة منك طالما أنا على قيد الحياة.. سأحرق الأرض بمن فيها إن حاول أحد أذيتك "

 

تأملتهُ بمحبة وبتقديرٍ كبير.. كنتُ أتمنى لو كان مونرو ابني الحقيقي.. ابني من لحمي ودمي.. ولكنني أعتربه ابني منذ زمنٍ بعيد..

 

ابتسمت له بحنان وقلتُ له

 

" أنا أعلم بأنك ستحميني وابنتي.. أنا أثقُ بك ثقة عمياء بُني.. ثقتي بك لا تُقدر بثمن.. وأنا محظوظ لأنك ابني الروحي.. "

 

توقفت عن التكلم ثم بلعت ريقي بقوة وتابعت قائلا بغصة

 

" في هذه الوصية كتبت رغبتي الأخيرة لي في هذه الحياة.. في هذه الوصية تركت جميع أملاكي وشركاتي و زعامتي ومنصبي لمن يتزوج بابنتي بانبلينا.. والخدمة الوحيدة التي أريدُها منك مونرو هي بأن توافق على الزواج من ابنتي.. ســـ.. "

 

وقف مونرو بغضب وقاطعني هاتفاً بحدة

 

" كيف؟!!!!!... أنا أتزوج!!!.. ومن ابنتك الصغيرة!!!!!.. مُستحيل.. أنا في ضعف عمرها.. لا بروفيسور ما تطلبهُ مني من المُستحيل أن أنفذهُ لك "

 

وقفت ونظرت إليه بأمل وقلتُ له برجاء

 

" إنها ابنتي الوحيدة مونرو.. إنها أثمن من روحي ومن حياتي.. أنتَ الوحيد من يستطيع حمايتها إن أصابني أي مكروه.. أرجوك وافق على الزواج منها.. لقد وضعت بند في الوصية بأن جميع أملاكي ستنتقل لزوج بانبلينا فقط إن كان أنت.. فقط إن كنتَ أنتَ زوجها.. والبند الآخر في الوصية بأن أملاكي سوف يتم توزيعها على الجمعيات الخيرية إن تزوجت ابنتي برجل غيرك "

 

رأيت بألم مونرو ينتفض بعنف ثم ضرب قبضتيه بعنف على سطح مكتبي وهتف بألم وبغضب وبحدة لأول مرة في وجهي

 

" لااااااااااااااااااااا.. لا أبي.. لن أتزوج من ابنتك.. بل أنا لن أتزوج في حياتي كلها.. "

 

توقف عن الصُراخ ثم رفع ذراعه اليمنى ولوح بأصبعه السبابة أمام وجهي وعاد وهتف بعنف وبألمٍ شديد

 

" وأنتَ بروفيسور تعلم جيداً أسباب رفضي القاطع لأتزوج.. أنا لا أريد أن أتحول في يوم من الأيام إلى ذلك المعتوه غويدو.. لا أريد أن أتذكر ما كان يفعلهُ بأمي وبي.. ولا أريد أن أتحول إلى معتوه لعين يُشبهه إن تزوجت.. أنتَ أدرى الناس بأسراري وبماضيّ المُقرف.. أنتَ تعرف جيداً كم تألمت وما زلتُ أتألم بسبب ما حدث لي في الماضي وبسبب خسارتي لأمي الحبيبة.. أنا أختنق.. أختنق.. أنا أختنق كلما تذكرت كيف ماتت والدتي أمامي لتحميني "

 

تأملتهُ بحزنٍ شديد واقتربت منه ووقفت أمامه وقلتُ له بألم

 

" نعم أعرف.. أعرف جيداً كم تألمتَ بُني.. وأعلم جيداً بأنك ما زلتَ تتألم وبشدّة.. ما مررتَ به صعب جداً ومؤلم جداً.. أنا أعرفُ ذلك جيداً.. لكنك لستَ غويدو.. أنتَ تختلف عنه بُني.. ومن المستحيل أن تتحول إلى شبيهٍ له في يوم من الأيام إن تزوجت "

 

وضعت يدي على كتفه ونظرت في عمق عينيه المتألمة وتابعت قائلا له بحزن

 

" قمة القسوة في حق ذاتك أن تعيش على تفكيرك هذا.. أنتَ مُختلف تماماً عن غويدو.. وأنتَ الوحيد من استحق ثقتي ومحبتي له كابنٍ لي.. وأنتَ الوحيد من ائْتَمنه على ابنتي الوحيدة وكل ما أمتلكه في هذه الحياة.. أرجوك مونرو تزوج من ابنتي في أسرع وقت.. تزوج منها واحميها من غدر الزمن ومن أعدائي "

 

انتفض مونرو مُبتعداً عني وهتف بحنق في وجهي

 

" ما تطلبهُ مني من المُستحيل أن أنفذهُ لك.. آسف بروفيسور.. لا أستطيع تنفيذ هذه الخدمة لك.. عليك أن تجد لابنتك زوج آخر غيري "

 

استدار ومشى مُسرعاً باتجاه الباب.. تأملتهُ بخوف وهتفت

 

" مونرو.. توقف أرجوك.. لا تذهب "

 

وقف بأرضه أمام الباب وهو يضع يدهُ على المقبض.. تجمد بوقفته وسمعتهُ يقول لي بحزن

 

" سامحني أبي.. سأفعل أي شيء تطلبهُ مني إلا هذا الطلب.. سامحني واعفو عني لأنني خذلتُك.. أنا فقط لستُ مناسباً لأتزوج من ابنتك.. أظن عليك أن تُغير مضمون وصيتك قريبا لأنني لن أتزوج من ابنتك مهما حصل.. الوداع بروفيسور "

 

خرج مونرو من مكتبي وهنا انهرت جالسا على الكرسي أنظر بخوف باتجاه الباب.. ماذا سأفعل الآن؟!!.. لن أستسلم.. لن أستسلم أبداً.. مونرو عليه أن يتزوج من ابنتي بانبي وفي أسرع وقت..

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

خرجت من قصر البروفيسور وقدتُ سيارتي بسرعةٍ جنونية.. شتمت بغضب وضربت المقود بقبضتي بعنف وهتفت بحدة

 

" تباااااااااا.. اللعنة عليك غويدو.. أتمنى لو بإمكاني إعادتك إلى الحياة وقتلك للمرة المليون.. أكرهُك أيها الحقير.. أكرهُك أكثر الآن لأنك جعلتني أخذل أبي الروحي.. اللعنة عليك "

 

كنتُ أحترق بشدّة من الداخل.. قلبي و روحي و كياني كانوا يحترقون بقوة لأنني أحزنت والدي الروحي.. لكنني خائف من الزواج.. لقد أقسمت بأنني لن أتزوج أبداً بسبب غويدو.. كنتُ خائف بأن أتحول إلى مسخ لعين مثله إن تزوجت..

 

فجأة رأيت سيارة فيراري سوداء تسير بسرعة جنونية باتجاهي.. توسعت عيناي ونبض قلبي بعنف وتصرفت بتلقائية وأدرت المقود بعنف باتجاه اليمين وضغطت قدمي بقوة على دواسة الفرامل..

 

صوت احتكاك الإطارات الأمامية بالإسفلت كان وكأنهُ الحديد يحتك ببعضه.. توقفت سيارتي أخيراً ونظرت أمامي بغضبٍ جنوني وترجلت من سيارتي..

 

رأيت السائق العاهر لتلك السيارة اللعينة يترجل منها وهو يهتف بجنون

 

" أيها الغبي.. ألا ترى أمامك.. هل أنتَ أعمى؟.. كنتَ تقود سيارتك في الاتجاه المُعاكس.. هل أنتَ مجنون؟.. كنتَ سوف تتسبب بقتلي أيها المعتوه والغبي "

 

مشيت بخطوات سريعة ووقفت أمام ذلك العاهر وضغطت بعنف على أسناني أحاول السيطرة على غضبي الجنوني اللعين.. نظرت إلى العاهر وهتفت بوجهه

 

" إياك أن تشتمني أيها الحقير وإلا قتلتك.. ثم أنتَ كذلك كنتَ تقود بسرعة جنونية في وسط الطريق.. والآن اصعد إلى سيارتك اللعينة ولا تدعني أرى وجهك اللعين مرة أخرى.. سافل لعين "

 

رأيت جسدهُ يرتعش بعنف وهو يضغط قبضتيه بشدّة.. لقد كان على وشك لكمي.. تأهبت لمُهاجمتهُ ولكن فجأة نظرنا معاً باتجاه سيارتهُ الرياضية إذ خرجت منها امرأة فائقة الجمال وهي تهتف بملل

 

" إيثان.. حبيبي.. ماذا يحدث هنا؟!.. لقد تأخرنا.. "

 

تأملت باستحسان المرأة أمامي وهتفت بقهر بداخلي.. هذا الحقير حبيبتهُ هي العارضة المشهورة بيانكا جوغاني.. تباً له كم هو محظوظ هذا العاهر..

 

قلبت عيناي بملل عندما سمعت ذلك المعتوه يُكلمني بحقد وبغضب قائلا

 

" لو لم تكن فتاتي برفقتي كنتُ لقنتك درساً لن تنساه في حياتك أيها الغبي "

 

نظرت إليه بكره ورأيته يستدير باتجاه حبيبته ثم قبلها على شفتيها وساعدها لتصعد في المقعد الأمامي ثم أغلق الباب وتوجه بعدها ليجلس على الكرسي خلف المقود..

 

وقفت جامداً في أرضي أتأملهُ بحقد وهو يُدير المُحرك ويقود سيارتهُ ببطء باتجاهي.. رأيتهُ يتأملني بنظرات مُستفزة وهنا رفعت يدي ورفعت أصبعي الوسطى بوجهه وحركت شفتاي ببطء ليفهمني

 

" سأراك قريباً أيها المعتوه.. انتظرني "

 

استدرت وتوجهت إلى سيارتي وجلست خلف المقود وقدتُ باتجاه قصري..

 

وصلت إلى قصري وترجلت من السيارة ودخلت إلى القصر بعاصفة وصعدت إلى جناحي الخاص.. نظرت إلى حذائي وشتمت بعصبية عندما رأيت غُباراً عليه..

 

" اللعنة.. أكره الأوساخ.. "

 

هتفت بقهر وخلعت حذائي وركلته بعيداً ثم سحبت سماعة الهاتف الداخلي وطلبت رقم ثلاثة وهتفت بعصبية

 

" كارين.. تعالي بسرعة إلى جناحي.. بسرعة "

 

أجابتني بذعر موافقة ووضعت السماعة بعنف ونظرت في الأرجاء بغضب أعمى.. طرقت كارين على باب جناحي وهتفت بعصبية مفرطة

 

" أدخلي واللعنة أيتها الغبية "

 

دخلت الخادمة وهي ترتعش من الخوف.. تأملتني بفزع وهمست بذعر

 

" سيدي.. كيف لي أن أخدمك؟ "

 

نظرت إليها بغضب وهتفت بوجهها بحدة

 

" الستائر اللعينة في جناحي يوجد عليها غُبار لعين.. ارميها في المهملات وضعي لي ستائر جديدة.. وهذا الحذاء اللعين ارميه كذلك.. هيا تحركي "

 

تأملتني بفزع وأجابتني موافقة.. دخلت إلى غرفة ملابسي وارتديت حذاء جديد وخرجت من جناحي باتجاه مكتبي.. بينما كنتُ أنزل السلالم وقفت جامداً بأرضي وجحظت عيناي عندما رأيت بابلو يركض بذعر هارباً من شقيقتي كتالينا..

 

" حبيبي.. إلى أين تهرب؟.. حبيبي بيبو.. لا تهرب مني.. أريدُ قبلة فقط.. قبلة صغيرة منك "

 

رغم أنني كنتُ في قمة غضبي إلا أنني لم أستطع التحكم في ضحكتي.. ضحكت من أعماق قلبي عندما رأيت كتالينا ترمي نفسها على ظهر بابلو وحاوطت عنقه بكلتا يديها وخصره بساقيها وبدأت تُقبل خدوده وعنقه بقبلاتٍ عديدة..

 

" أنستي.. لا يجوز.. السيد سيغضب من تصرفاتكِ الغير لائقة.. أنستي أرجوكِ ابتعدي عني.. لو سمحتِ توقفي وانزلي عن ظهري "

 

توقفت عن الضحك ونظرت بمرح إليهما عندما سمعت شقيقتي الجميلة تُجيبه

 

" حبيبي.. هل تخاف من مومو؟!.. اوه يا قلبي.. لا تخف منه.. مومو يعرف جيداً بأنني أحبُك بجنون وأريدُك لي "

 

ارتعش بابلو بخوف واستخدم حركاتهِ القتالية وأنزل كتالينا عن ظهره دون أن يؤذيها ثم وقف بعيداً عنها وقال بتوتر

 

" غير صحيح أنستي الصغيرة.. أنتِ فقط تشعرين بالمودة نحوي.. أنا بمثابة الأخ الكبير لكِ.. أرجوكِ توقفي عن التفكير بي بهذه الطريقة.. و... "

 

وقفت كتالينا أمامه وكتفت يديها على صدرها وهتفت بحنق بوجه بابلو

 

" أنا لستُ صغيرة.. عمري سبعة عشر عاما وأعرف جيداً ما أريده.. وأنا أريدُك بابلو لي.. وستكون لي.. أنا هي الكابوس.. لا شيء سيردعني من النيل منك حبيبي.. ستكون لي رغماً عن أنفك "

 

ابتسمت بفخر بينما كنتُ أنظر إلى شقيقتي كتالينا.. لقد كبرت بسرعة وأصبحت شابة قوية.. وما يُعجبني بها شخصيتها القوية وثقتها الكبيرة بنفسها..

 

كتالينا قمتُ بتربيتها بنفسي.. علمتُها الفنون القتالية واستخدام الأسلحة والخناجر.. قمتُ بتدريبها برفقة بابلو منذ صغرها.. أردت أن أجعلها قوية وتحمي نفسها..

 

والآن كتالينا أصبحت بالنسبة لأعدائي وللجميع الكابوس.. لقد أبهرتني منذ سنة عندما اختبأت داخل صندوق سيارتي.. كنتُ ذاهب في مُهمة سرية برفقة بابلو ورجالي لتصفية روكي وهو عدو كبير للبروفيسور..

 

ولكن يوجد خائن بيننا لم أستطع اكتشافه لغاية الآن ولكن سأجدهُ قريبا وسأقتله.. ذلك الخائن أخبر روكي بأننا سنذهب لتصفيته في تلك الليلة.. فعندما وصلت إلى الموقع داهمونا رجال روكي وحاصرونا من جميع الجهات.. أخذوني برفقة بابلو ورجالي إلى داخل مستودع ليتم تصفيتنا.. ولكن صغيرتي كتالينا تدخلت..

 

في تلك الليلة كتالينا أنقذتني و بابلو وجميع رجالي بمفردها.. في تلك الليلة كتالينا قتلت جميع رجال روكي بمفردها.. ثم قتلت روكي بطريقة مُرعبة..

 

شعرت بالفخر لأنها شقيقتي.. رغم تأنيبي لها لأنها اختبأت داخل صندوق سيارتي إلا أنني مدين لها لأنها أنقذتني ورجالي في تلك الليلة..

 

وبسبب ديني لها سمحت لها بالعمل معي لكن تحت شروط مُعينة.. طلبت منها أن تبقى بجانبي ولا تفعل أي شيء دون إذن مني..

 

وصغيرتي أصبحت تنفذ المُهمات الصعبة التي لا يستطيع رجالي تنفيذها.. كتالينا تحولت إلى كابوس في شوارع إيطاليا كلها..

 

تنهدت بعمق وتركت كتالينا تتشاجر مع بابلو كعادتها وتحاول إقناعهُ بحبها له وتوجهت إلى مكتبي.. جلست على الأريكة أنظر أمامي بحزن وأنا أُفكر بطلب البروفيسور الغريب والمُستحيل..

 

لأول مرة أرفض تنفيذ طلب أو خدمة له.. لأول مرة أفعل ذلك..

 

عندما قتلت غويدو طلب مني البروفيسور بأن ألتقي به دائماً في الشركة.. زيارتي له في قصره توقفت نهائياً بسبب ابنته بانبلينا..

 

أبي الروحي أعاد طفلتهُ إلى قصره لتعيش معه إلى الأبد.. أراد حمايتها ولذلك فضل إبقاء جميع أعماله خارج منزله.. ولم يسمح سوى لأبناء شقيقه وهما ريكو و كاسترو بالدخول إلى قصره لحماية ابنته..

 

احترمت قراره ولم أزرهُ بتاتا في قصره.. ولكن في الأمس اتصل بي وطلب مني أن أقوم بزيارته لأمرٍ ضروري في قصره.. وطلبهُ الغريب أقلقني بشدّة.. ولكن فهمت اليوم السبب..

 

كيف لي أن أتزوج من ابنته وأنا لم أراها في حياتي كلها؟!.. بل كيف لي أن أتزوجها وهي قاصر.. هي في عمر كتالينا أعتقد.. أو أكبر منها بعدة أشهر فقط..

 

الزواج في عالمي غير وارد بتاتاً.. سأحمي ابنة رافاييلي بيلوني طالما أتنفس لكن أن أتزوجها من المستحيل أن أفعل ذلك..

 

سمعت طرقات خفيفة على الباب وصوت بابلو

 

" سيدي.. هل يمكنني الدخول؟ "

 

" بالطبع بابلو.. "

 

أجبتهُ بسرعة ورأيته يفتح الباب ويدخل بهدوء ليقف أمامي وهو يتأملني باحترام كعادته.. تأملته بتقدير وابتسمت برقة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 2

 

استقمت وتأملتهُ بنظرات خبيثة وقلتُ له

 

" أتيت إلى مكتبي لكي تختبئ من الكابوس.. هذا تصرف جديد منك.. لكن لا ألومك عليه "

 

توسعت عينيه برعب وهمس بتوتر

 

" لا سيدي.. بالطبع لا.. لماذا سأختبئ من الأنسة الصغيرة؟!!!.. لا.. لا بالطبع لا أفعل ذلك "

 

قهقهت بخفة وأجبتهُ بخبث

 

" ربما لأنها تريد أن تُقبلك.. كتالينا تريد قبلة صغيرة منك "

 

عندما رأيت وجهه أصبح شاحباً تنهدت بقوة وقلتُ له بحزن

 

" لا تقلق بابلو.. أنا أعلم كم أنتَ إنسان مُحترم ومُخلص.. أعدُك سأجعل كتالينا تعرف حدودها معك وتنسى هوسها بك.. والآن اجلس يا رجل واسترح "

 

وكالعادة ليُخفي بابلو خجلهُ مني بخصوص شقيقتي غير الموضوع وجلس أمامي وسألني

 

" من بعد إذنك سيدي.. هل يمكنني أن أعرف ماذا كان يريد منك البروفيسور؟ "

 

تأملتهُ بنظرات متألمة وأجبتهُ بهمس

 

" أبي الروحي يريدني أن أتزوج من ابنتهِ القاصر "

 

توسعت عيون بابلو بصدمة وتأملني بنظرات مذهولة وبعدم التصديق.. ساد الصمت بيننا لدقائق ثم سمعت بابلو يسألني بتوتر

 

" وماذا كان ردك له سيدي؟ "

 

نظرت إليه بألم وأجبته بقهر وبعذاب

 

" بالطبع لم أوافق على عرضه.. أو على الخدمة التي طلبها مني.. أنا من المستحيل أن أتزوج لا منها ولا من أي امرأة أخرى.. مُستحيل أن أفعل "

 

تأملني بابلو بذهول عندما أخبرته بكل ما حدث في لقائي مع البروفيسور..  توسعت عينيه بذهول وهمس بصدمة كبيرة

 

" رفضتَ طلب البروفيسور!!.. لكن لماذا سيدي؟! "

 

أغمضت عيناي وهتفت بغصة

 

" لأنني ببساطة لا أستطيع.. لا أستطيع أن أتزوج.. بسبب غويدو أصبح لدي عقدة من النظافة ومن الزواج... "

 

فتحت عيناي ونظرت بوجعٍ كبير إلى بابلو وتابعت قائلا له

 

" بسبب غويدو وتعذيبهُ لي ولأمي أصبح لدي خوف من الزواج.. وأصبحت أكره الأوساخ.. "

 

وقفت وتابعت بقهر ولأول مرة أعترف لـ بابلو عن طفولتي

 

" كنتُ أتلقى الضرب منه يومياً حتى يجعلني أغيب عن الوعي لأنني وسخت ملابسي.. كان يضربني دائماً أن كانت ملابسي غير مُرتبة أو غير نظيفة.. وكان يضربني دائما عندما كنتُ أُدافع عن والدتي.. "

 

أغمضت عيناي بشدّة وهتفت بقهر وبعذاب بينما جسدي كان يرتعش بكامله بسبب تذكري للماضي

 

" كان يحرق جسدي ويستمتع بضربي وتعذيبي و برؤيتي أبكي وأتوسل منه الرحمة حتى يتوقف عن ضربي وحرقي.. وكان يضرب والدتي عندما تحاول الدفاع عني.. بسببه أصبح لدي وسواس النظافة.. كان يجعلني أستحم خمسة مرات في اليوم ويهتف بوجهي بأنني قذر وأقذر من النفايات.. "

 

فتحت عيناي وتابعت بغصة قائلا

 

" كان يجعلني أغسل يداي بشكلٍ مستمر على عدد الدقائق طالما هو في المنزل.. ومع ذلك تحملته من أجل والدتي بينما أنا طفل.. طفل لا يفهم لماذا والدهُ يكرهه.. كان يغار مني لأن والدتي تُحبني بجنون.. كرهني بقوة بسبب حُب والدتي لي.. بسبب غويدو أصبحت أخاف من الزواج.. أخاف أن أتزوج وأتحول إلى حقير شبيه غويدو "

 

ساد الصمت لوقتٍ طويل.. طويل جداً بعد اعترافي لـ بابلو عن عذاب طفولتي..  سمعت بابلو يتحرك ورأيتهُ يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات حزينة..

 

تنهد بابلو بحزن وكلمني بنبرة هادئة

 

" في الحياة تحدث أشياء قد لا ترغب بحدوثها بتاتاً.. في الحياة تحدث أشياء تجعلك تتألم وتتوجع بعمق.. لكنها تحدث.. لكن الحياة تستمر سيدي.. الحياة تستمر وأنتَ عليك أن تنسى.. حاول أن تنسى عذاب طفولتك.. أنتَ لستَ مثلهُ سيدي ولن تكون في يوم.. والدليل على ذلك محبتك الكبيرة لشقيقتك.. فأنتَ من قام بتربيتها منذ أن وجدتها.. "

 

توقف بابلو عن التكلم وهنا نظرت إليه بذهول.. لقد فاجئني فعلا بكلماتهِ الأخيرة.. ومع ذلك أجبتهُ بعذاب

 

" لا أستطيع بابلو.. لا أستطيع أن أنسى.. أنا أتألم.. صحيح الحياة استمرت ولكنني ما زلتُ أتألم "

 

أجابني بابلو بحزن

 

" عليك أن تنسى سيدي.. ستقود نفسك إلى الجنون.. ثم لا يمكنك أن تتخلى عن البروفيسور.. تعلم جيداً بأنهُ يحتاج إليك الآن.. وأنتَ تعلم بأنهُ يقوم بقرار صعب عبر إجبارك على الزواج من ابنته القاصر.. هو فقط يريد حمايتها.. البروفيسور رافاييلي لا يريد أن يخسر ابنته ويعيش في الألم "

 

تأملتهُ بغضب وهتفت بقهر وبوجعٍ كبير في روحي

 

" الحياة بنفسها هي الألم.. أنا أتألم.. فتحت عيناي على هذه الحياة وأنا أتألم وما زلتُ أتألم.. أستيقظ وأنام وأنا أتألم.. أتنفس الآن وأنا أنظر إليك وأتألم.. أتذكر أمي في كل ثانية وأنا أتألم.. أنا أعيش حياتي وأنا أتألم.. فلا تُخبرني بأن البروفيسور سيتألم إن خسر ابنته.. "

 

تنفست بعمق وتابعت بقهر قائلا له

 

" لن أتزوجها أبداً.. صحيح البروفيسور يحتاجني ولن أخذله.. سأحمي ابنته ولكن ليس عبر زواجي منها "

 

استدرت وغادرت مكتبي وصعدت إلى جناحي لأستحم...

 

بعد مرور أسبوع**

 

خرجت في المساء من جناحي وبينما كنتُ أتجه إلى مكتبي تسمرت في مكاني عندما رأيت كتالينا تسند بابلو وتُساعده بالدخول إلى غرفة نومه..

 

نظرت بتعجُب إليهما.. بابلو كان يبدو وكأنهُ ثمل وهذه المرة الأولى التي أراهُ بها بهذا الشكل ثملاً.. هل هو ثمل؟!!.. أو... لا.. لا أظن كتالينا فعلتها وخدرته.. طبعاً لن تفعل ذلك..

 

فكرت بتردد بذلك ووقفت أنتظر خروج كتالينا من غرفة بابلو.. لكن مضت ربع ساعة كاملة وأنا أقف بغباء بانتظارها لتخرج..

 

شتمت بغضب وتوجهت مُسرعاً باتجاه غرفة بابلو.. ولكن ما أن وقفت أمام الباب تجمدت بأرضي قبل أن أضع يدي على المقبض..

 

جحظت عيناي على وسعها ونظرت بصدمة كبيرة أمامي عندما سمعت تأوهات شقيقتي داخل الغرفة ثم سمعتُها تهتف بسعادة وبأنفاس مُتسارعة

 

" نعم حبيبي.. اوه تباً.. أجل حبيبي.. أعمق.. أحبُك بابلو.. اوه حبيبي كم أنتَ مثير.. لقد أفقدتني عذريتي بطريقة رائعة حتى وأنتَ مُخدر.. عضوك الذكري مزقني حبيبي.. لكنني سعيدة لأنني أصبحت لك.. ااااهههه.. حبيبي أجل.. ادفع أعمق.. هههه.. أنتَ مُخدر وتمارس معي الحُب بهذه الطريقة المثيرة والرائعة.. كيف وأنتَ بكامل وعيك بيبو.. اوه بيبو أحبُك "

 

رفعت يدي ووضعتُها على فمي أكتم بها شهقتي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 2

 

نظرت بذهول أمامي وبعدم التصديق.. شقيقتي القاصر خدرت بابلو وجعلتهُ يمارس معها الجنس!!!!.. ما اللعنة؟!!!!!!!.. تباً.. ماذا سأفعل الآن؟!!.. اللعنة كتالينا ما الذي فعلته أيتها الحمقاء؟!..

 

نظرت بحدة باتجاه الباب وارتعش جسدي من شدة الغضب.. لقد فات الأوان لأدخل وأنقذ بابلو منها.. لكن كتالينا ستنال عقابها مني بعد قليل..

 

قلبت عيناي بقهر بينما كنتُ أسمع تأوهاتها وبابلو المسكين يهتف بعدم الوعي

 

" أنستي.. ماذا تفعلين؟!!.. توقفي.. أوه.. إلهي ارحمني... "

 

شتمت بهمس واستدرت وتوجهت إلى مكتبي.. انتظرت لساعة كاملة حتى رأيت عبر الكاميرات في قصري شقيقتي العزيزة تخرج من غرفة بابلو وهي تبتسم بسعادة.. وقفت بسرعة وخرجت راكضا باتجاه غرفة بابلو..

 

وقفت خلف كتالينا والتي كانت ما زالت تقف أمام باب غرفة نوم بابلو وهي تنظر إليه وتهمس بسعادة

 

" أخيراً حققت حُلمي.. أخيراااااااااا.. بابلو أصبح لي و... "

 

" كتاليناااااااااااا... "

 

هتفت بحنق وبغضب باسمها وفوراً انتفضت شقيقتي الصغيرة اللعينة والشيطانة وشحب وجهها بشدّة عندما رأتني أقف أمامها وعيناي تشتعلان بنار الجحيم..

 

بلعت ريقها بقوة وهمست بذعر

 

" مومو!!.. مــ.. ماذا تفعل هنا؟!... أعني لــ... "

 

أمسكت معصمها بقوة بقبضتي وهتفت بفحيح بوجهها

 

" حسابكِ سيكون كبيراً جداً الليلة أيتها الصغيرة الشيطانة.. سترين كيف سيكون عقابكِ "

 

جذبتُها بقوة خلفي وتوجهت إلى مكتبي.. كانت كتالينا تتوسل إليّ لأُحرر معصمها.. رغم قوتها وإتقانها للفنون القتالية إلا أنها من المستحيل أن تستخدم قوتها عليّ..

 

صحيح لا شيء يُخيفها في الحياة لكنها تخاف مني بجنون ومن غضبي.. فلا شيء يُخيفها في الحياة سواي.. تخاف من جعلي أحزن وتخاف من إغضابي..

 

وقفت في وسط غرفة مكتبي وأوقفتُها أمامي وحررت مُعصمها وكتفت يداي ونظرت إليها بحدة وهتفت بوجهها

 

" ماذا فعلتِ الليلة كتالينا؟... كيف تجرأتِ على فعل ذلك؟.. تكلمي "

 

بلعت ريقها بقوة وقالت بتوتر

 

" سامحني مومو.. أرجوك.. لا تحزن ولا تغضب مني أخي.. أنا لم أُفكر و.. و... وخدرت بابلو لأحصل عليه و... "

 

هتفت بغضب أعمى بوجهها

 

" يكفي.. يكفي كتالينا "

 

زمت شفتيها وتأملتني بنظرات بريئة لعينة أعرفها جيداً.. تلك النظرات خاصة بها لتجعل قلبي يرق ويُسامحها على أخطائها.. لكن هذه الليلة لن يرق قلبي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 2

 

تنهدت كتالينا بحزن وقالت بيأس

 

" كنتُ يائسة جداً.. فأنا أحبه وهو لا يُبادلني مشاعري أبداً "

 

تأملتُها بحدة وهتفت بغضب بوجهها

 

" أيتها الغبية الحُب ليس بالقوة.. لا يأتي بالقوة.. افهمي ذلك.. ستدفعين ثمن فعلتكِ هذه والآن "

 

نظرت إليها بجدية تامة وأمرتُها بحدة

 

" اصعدي على الفور إلى غرفتكِ وجهزي حقيبة السفر.. الليلة سوف نُسافر معاً إلى باريس.. من الغد سوف تكون إقامتكِ دائمة في باريس وسوف تُكملين دراستكِ هناك.. ولن تعودي حتى تنتهي جامعتكِ "

 

توسعت عينيها برعب وهتفت بفزع

 

" لا مومو لا تفعل ذلك بي أرجوك.. لا تُبعدني عنك وعن بابلو.. سأموت بمفردي هناك و... "

 

قاطعتُها هاتفا بغضب أعمى

 

" وفري توسلاتكِ ليومٍ آخر.. سأذهب برفقتكِ الليلة إلى باريس وسأتصرف بنفسي وأتأكد بأنكِ أمنة وبخير هناك ثم سأعود إلى هنا.. وإن خالفتِ أوامري كتالينا لن يكون لي شقيقة بعد اليوم.. و بابلو لن يعرف بتاتاً بأنني اكتشفت ما فعلتِ به الليلة.. مفهوم؟ "

 

أومأت موافقة وبدأت تبكي.. نظرت إلى دموعها بذهول إذ لأول مرة أرى شقيقتي الكابوس تبكي.. دموعها ألمتني وأحرقت قلبي.. ومع ذلك لم يرق قلبي عليها..

 

استدرت وأمرتُها لتصعد إلى غرفتها وتنتظرني في الصالون.. وهكذا حصل الليلة.. سافرت برفقة شقيقتي إلى باريس لمدة أسبوعٍ كامل.. تأكدت بنفسي بأنها محمية وأمرت رجالي بمراقبتها على مدار الساعة يومياً.. وقلتُ لهم إن حاولت إخافتهم أو تهديدهم ليتصلوا بي وسأتصرف..

 

ولكن بعد عودتي إلى إيطاليا تلقيت خبر مؤلم جداً كان بالنسبة لي صدمة العمر...

 

 

بانبلينا**

 

 

بسبب فضولي الكبير وقفت أمام الباب السري واستمعت بذهول إلى حديث والدي مع ذلك الرجل الوسيم..

 

وما سمعتهُ جعلني أتجمد بصدمة كبيرة وأنا أنظر أمامي بذهولٍ شديد وبعدم التصديق...

 

بعد مُغادرته ارتعش جسدي بعنف.. أولا شعرت بالسعادة لأن والدي اختار لي هذا الوسيم كزوجٍ لي.. ولكن سعادتي اختفت بظرف ثواني عندما رفض ذلك الوسيم المدعو بـ مونرو عرض والدي له..

 

لقد رفض الزواج مني..

 

شعرت بالألم الشديد في قلبي دون أن أفهم مشاعري الغريبة التي تملكته.. كمراهقة أعلم جيداً بأن ذلك الرجل الوسيم قد أعجبني حتى دون أن أرى عينيه بسبب نظارته الشمسية.. لكنهُ وسيم وجذاب جداً وأنا متأكدة بأن عينيه ستكون ساحرة مثله..

 

وكمراهقة أحببت فكرة أن يكون رجل أحلامي زوجاً لي.. وكمراهقة ألمني رفضهُ لي..

 

لأسبوع كامل لم أتكلم مع والدي بخصوص زائره رغم فضولي الذي يقتلني لأعرف إن عاد ووافق على زواجه مني..

 

كنتُ نائمة على سريري أفكر به.. مونرو.. حتى اسمهُ جميل ويوحي بالقوة.. تنهدت بطريقة حالمة بينما كنتُ أتخيلهُ يُقبلني على شفتاي قبلتي الأولى وأنا أرتدي فستان زفافي..

 

" بانبي.. ابنتي استيقظي طفلتي.. بسرعة صغيرتي استيقظي... "

 

شهقت برعب وفتحت عيناي لأرى والدي يقف أمام سريري وهو يتأملني بنظرات خائفة.. نظرت إليه بخوف وهمست

 

" أبي.. أنتَ بخير؟! "

 

أبعد والدي غطاء السرير عن جسدي وأمسكني بذراعي ورفعني وقال بتوتر

 

" لا وقت لدينا.. عليكِ أن تختبئي بسرعة.. هناك رجال مُسلحين في الخارج يطلقون النار على حُراسي.. بسرعة بانبي تحركي.. يجب أن تختبئي في الغرفة السرية "

 

بدأت أبكي بفزع بينما كنتُ أمشي حافية القدمين خلف والدي خارج غرفتي.. نظرت إليه بخوف وهمست ببكاء

 

" أبي.. ما الذي يحدث؟!.. أرجوك أخبرني... "

 

تابع الركض باتجاه المكتبة وفتح الباب السري وأدخلني إلى الغرفة السرية ووقف أمامي ونظر إليّ بحبٍ كبير وداعب وجنتاي بأنامله وقال بحنان

 

" لا تخافي.. سأتصرف وسوف تكونين بخير.. لكن بانبي اسمعيني جيداً أولا.. "

 

توقف عن التكلم وأخرج ملف من سترته وقال بجدية

 

" هذه وصيتي والأوراق الأصلية لجميع ممتلكاتي.. لا تُعطيها لأحد سوى للشخص الوحيد الذي أثقُ به في هذه الحياة.. مونرو بيلاتشو.. تذكري اسمهُ جيداً.. مونرو بيلاتشو.. أعطهِ وصيتي وقولي له بأنهُ يدين لي بفعل ذلك.. وهو سيتصرف.. فهمتِ ابنتي؟ "

 

رغم عدم فهمي لما يحدث الآن أومأت له موافقة وأنا أبكي بفزع.. وضع والدي الملف بيدي ثم مسح دموعي وقبلني على جبيني ثم عانقني بشدة وقال بغصة

 

" وتذكري جيداً ابنتي بأنني أحبُكِ أكثر من حياتي.. أحبكِ يا قلب والدك "

 

ثم ابتعد عني ونظر بحنان في عمق عيناي وتابع قائلا بغصة

 

" لا تخرجي من هنا مهما حدث.. عديني بذلك بانبلينا.. لا تخرجي من هنا قبل أن أعود إليكِ.. يوجد هنا ثلاجة بداخلها الكثير من الطعام.. لقد جهزت الغرفة بنفسي منذ أيام لحمايتكِ.. "

 

توقف عن التكلم ثم تأملني بنظرات خائفة وقال بهمس

 

" لا تخرجي مهما سمعتِ.. عديني بذلك طفلتي "

 

أجبتهُ ببكاء

 

" أعدُك أبي "

 

ابتعد عني وابتسم برقة ثم قال بنبرة حنونة

 

" أحبكِ طفلتي.. تذكري ذلك جيداً "

 

حاول أن يستدير ليخرج لكنني ركضت وعانقتهُ بشدة وقلتُ له ببكاء

 

" أرجوك أبي لا تتأخر.. أحبُك بجنون "

 

بادلني العناق ثم أبعدني عنه وقال بحنان

 

" لن أتأخر بانبي.. كوني بخير صغيرتي "

 

وخرج من الغرفة وأغلق الباب السري خلفه.. وقفت بذعر أنظر إلى الملف بيدي.. مسحت دموعي ونظرت في أرجاء الغرفة السرية.. اقتربت من الطاولة ووضعت الملف عليها ثم نظرت أمامي ورأيت تلفاز كبير بجانبه أجهزة..

 

اقتربت وأدرت التلفاز وتجمدت برعب عندما رأيت أمامي رجال مُلثمين بعددٍ كبير يُطلقون النار على حُراس والدي.. صرخت بفزع عندما رأيت والدي يخرج من القصر وهو يحمل سلاحا كبيراً يشبه الرشاش وبدأ يُطلق النار على الرجال المُلثمين..

 

" أبي لااااااااااااااااااا.... "

 

هتفت بجنون وبهستيرية عندما رأيت والدي تُصيبهُ رصاصة في كتفه الأيمن ثم رصاصة في ركبتهِ اليسرى..

 

" أبي لا أرجوك.. لاااااااااااااااا.... "

 

هتفت برعب عندما رأيتهُ يسقط جاثياً على ركبتيه على الأرض وهو يتألم.. ورغم ألمه رأيتهُ يحاول رفع سلاحه واطلاق النار على هؤلاء الوحوش.. لكن ضربة قوية تلقاها من الخلف على رأسه ورأيتهُ برعب يسقط على الأرض..

 

" لاااااااااااااااااااااااااااااااااا... أبي.. أبي... "

 

هتفت بجنون ثم جحظت عيناي عندما رأيت الرجل الذي ضربهُ من الخلف يُزيل القناع عن رأسه.. ذلك الرجل لم يكن سوى ابن عمي كاسترو..

 

سالت دموعي كالمطر على وجنتاي عندما رأيت ريكو يقترب من والدي وركلهُ على معدته وبدأ يضحك هو و كاسترو والجميع بسبب ألم والدي..

 

" بانبليناااااااا.. أين أنتِ؟.. إن كنتِ ترغبين بإنقاذ والدكِ عليكِ أن تخرجي من مخبأكِ يا ابنة عمي الحبيبة.. سأقوم بالعد إلى العشرة إن لم تخرجي سأقتل والدكِ برصاصة في رأسه.. واحد... اثنان... ثلاثة.... "

 

سمعت برعب ريكو يهتف بجنون في الخارج لأسمعه.. لم أنتظر أكثر استدرت وفتحت الباب ثم أغلقته وركضت خارجة من القصر..

 

خرجت من القصر وهتفت بهستيرية وأنا أركض باتجاه والدي

 

" أبي حبيبي.. دعوه أيها الوحوش.. لااااااااااااا.. أتركني أيها القذر والخائن.. دعني... "

 

هتفت بذعر وبكره في النهاية عندما أمسكني ابن عمي كاسترو وثبتني لأقف أمامه وهمس في أذني

 

" الليلة هي ليلة الحساب يا ابنة عمي الحبيبة "

 

توقفت عن مقاومته وبدأت أبكي وأتوسل إليه

 

" أرجوك لا تؤذي والدي.. أرجوك كاسترو لا تفعل.. لا تسمح لشقيقك ريكو بأذية والدي.. أرجوك "

 

هنا رأيت ريكو يرفع والدي بعنف لينظر والدي إليّ بألم ويهمس بحرقة بأنفاس مُتقطعة

 

" ابــ.. ابنتي لــ.. لماذا خرجتِ؟.. لا تقتلوها أرجــ.. أرجوكم.. أتوسل إليكم لــ.. لا تقتلوا ابنتي "

 

ضحك ريكو ضحكة شريرة مُخيفة وهتف بجنون

 

" لا تقلق عمي لن نقتل وريثتك الشرعية.. طالما هي على قيد الحياة ولم تتزوج من بيلاتشو نستطيع السيطرة على مُمتلكاتها.. أيها الحقير كتبتَ جميع ما تمتلكهُ حتى ابنتك الوحيدة لذلك الحقير مونرو.. سأنتقم منك يا عمي العزيز "

 

توسعت عيناي بذعر عندما رأيت ريكو يُخرج خنجر من جيب سرواله وبفزع شل روحي وأحرق أعماقي رأيت ريكو يرفع رأس والدي بعنف ثم ذبحهُ أمامي كما يتم ذبح الخروف..

 

" لاااااااااااااااااااااااااااا.. أبي لاااااااااااااااااااااااااااا.... لا لا لا لا لا... أبي.. لا لا لااااااااااااا..... "

 

هتفت بهستيرية عنيفة وآخر ما رأيته ريكو يرمي جسد والدي على الأرض بقرف.. وأظلمت الحياة أمامي...


انتهى الفصل




فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©