قلادة فيري
روبن**
استيقظ
روبن باكرا حوالي الساعة السادسة فجراً فهو لم ينم جيدا طيلة الليل وهو يفكر بعمق
وهو متردد بأن يُعيد الخريطة للكاهن مارتن.. ولكنه قرر وأقنع نفسه بإعادتها أخيراً
لأنه صورها بهاتفه فلن يحتاجها بالتأكيد وفكر بعدها بشحن هاتفه لديه..
نهض
عن سريره وارتدى ثيابه وكالعادة ارتدى ثوب الراهب ليتخفى ولا يعرفهُ أحد من أهالي
القرية ووضع قلنسوة الثوب على رأسه وأمسك بالخريطة وخبأها بجيبة الرداء.. فتح باب
منزله على مهل وأخفض أكثر القلنسوة على وجهه وخرج من المنزل بعد أن تأكد من خلو
الشارع من الناس..
اتجه
نحو منزل الكاهن مارتن والذي يقع بجانب الكنيسة.. طرق الباب عدة طرقات لكن الكاهن لم
يفتح له.. تمتم روبن بهمس
"
يبدو بأنه في الكنيسة.. لأذهب وأُعيد الخريطة له وأعتذر منه لأنني سرقتها من مكتبه..
"
اتجه
روبن نحو الكنيسة و دخلها.. شهَق بخوف عندما أمسكت به يد على كتفه وأخرى
وُضِعَتْ على فمه وقبل أن يدافع عن نفسه ويهاجم هذا الشخص سمع صوت يقول له بهمس
" أرجوك لا تخف مني.. أنا فقط أتيت لأُسلمك الأمانة وأسترد الخريطة منك "
فتحَ
روبن عينيه بصدمة ورقص قلبه من الداخل بفرحٍ كبير إذ عرف بأنه ربح الملايين لظن ذلك الأحمق بأنه الكاهن مارتن.. وفكر بشر.. إذا الرواية صحيحة.. وقرية فورن موجودة فعلا و هذا
يعني بأن النبوءة صحيحة وليست خرافة كما ادعت ابنتي الحمقاء.. أخفى ابتسامتهُ
السعيدة واستدار ليواجه ذلك الكاهن الأحمق وقال له بصوتٍ خافت
"
الخريطة معي سوف أسلمُها لك.. ولكن لم يقل لك كبير الكهنة لماذا يريدني أن أستلم
منكَ قلادة فيري؟!!!.. "
نظر إليه الكاهن بتعجُب ثم بحزن وقال له
"
لا.. فقط طلب مني أن أسترد الخريطة منك وأُعطيكَ القلادة بعدها.. فأنتَ تعرف جيدا ما
يتوجب عليك فعله "
وأخرج
من جيب ردائه قلادة جعلت روبن يبلع ريقه بصعوبة لروعتها..
تأمل روبن القلادة فلمع في عينيه بريق الأمل والفرح وفكر
روبن بخبث.. اللعنة أنا أحلمُ بكل تأكيد.. حظي يشق الصخر اليوم.. بهذه القلادة سأصبح أغنى أغنياء البشر.. تبا إنها مليئة بالكثير من حبوب الألماس الكبيرة والأعظم
هذا الحجر الرائع الذي يتدلى منها وحبوب الألماس حوله.. أستطيع بهذه القلادة شراء بلدا بأكمله..
أخرج
روبن الخريطة وأعطاها للكاهن ليسلمهُ هذا الأحمق القلادة بعدها وهو يتنهد
براحة ويقول
"
أرجوك كاهن مارتن عليكَ أن تنتبه جيدا لها وتفعل ما يتوجب عليكَ
فعله.. فنحن لن نستطيع إعادتها لذلك الشيطان.. سأعود الآن إلى قرية فورن وأُخبر كبير
الكهنة حتى لا يقلق لأن قلادة فيري أصبحت بين أيدٍ أمينة "
انحنى
لروبن وخرج من الكنيسة بسرعة ليختفي من أمام ناظري روبن..
أخيرا سيتحقق حُلمي و سأصبحُ أغنى الأغنياء وأعيش بترف طيلة حياتي.. اقتربت من مكتب
الكاهن ووقفت أمام الباب وتنصت لأرى إن كان بالداخل ولكنني لم أسمع أي حركة.. تنهدت بفرح
إذ أيقنت أنه ما زال نائما في منزله..
دخلت إلى المكتب وأمسكت بالشاحن ووصلته بهَاتفي فالكاهِن مارتن اشتراه لي وتركه هنا
حتى أستطيع شحن هاتفي عند الحاجة بعد أن قطعوا الطيار الكهربائي عن منزلي.. انتظرت حتى امتلأ شحنهُ وكتبت له رسالة أعتذر له بها عن فعلتي وأخبرته أنه أتى راهب
ليأخذها من قرية فورن وسلمته الخريطة وطبعا لم أكتب له بأنه سلمني قلادة فيري.. وطلبت من كاهن مارتن بأن يهتم بابنَتي فورتونا حتى أعود لأخذها من هذه القرية المنحوسة..
وضعت
له الرسالة على مكتبه الصغير وسمعت بحركة فجأة في الخارج وعلمت بأن الكاهن مارتن قد أتى..
أخفيت القلادة بسرعة بجيبة الرداء و أمسكت هاتِفي وخرجت بسرعة قصوى واختبأت حتى
دخل مارتن إلى المكتب.. خرجت من مخبأي وذهبت إلى منزلي لكي أستحم وارى ما يمكنني أخذه معي من أمتعتي وأخرج
بعدها إلى الأبد من هذه القرية اللعينة....
فورتونا***
جلست على السرير وقررت تنظيف غرفة والدي
وأطهو بعدها وجبة الفطور وأُجهز نفسي بعدها للذهاب إلى العمل...
كنتُ
أنظف غرفة والدي عندما رن هاتفي.. أخرجت الأدوات ووضعتها في المطبخ ومسحت يداي
لأعود إلى الغرفة لأمسك بهاتفي القديم وأرى بأن المتصل ليس سوى دينا صديقتي..
نظرت
إلى صورتها الظاهرة على شاشة هاتفي وابتسمت بحزن.. من سوف يتصل بي غيرها؟!..
وهاتفي اللعين يحتاج للشحن سوف أشحنهُ في المقهى..
وما
أن هممت أن أجيب على مُكالمتها وقع هاتِفي على الأرض ليتحطم لثلاثة قطع.. بدأت أشتم
بغضب وأنا أهتف بقهر
انحنيت لأجمع قطعتين
والثالثة قذفتهَا أسفل السرير بقدمي بالخطأ..
هتفت بغضب لأنه عليّ أن أجثو وأزحف أسفل السرير
لجلب تلك القطعة اللعينة.. انحنيت ودخلت أسفل السرير وأمسكت بالقطعة وبدأت بتركيبها
وعندما هممت بالخروج تجمدت في مكاني لدى دخول والدي إلى الغرفة.. فتحت فمي
لأكلمه لكنني تجمدت بصدمة عندما سمعتهُ يقول
" أعتذر فورتونا لتركي لكِ بمفردكِ هنا فأنا
لم أعد أحتاجكِ حاليا.. والآن سأضع هذه القلادة بهذا الكيس وبعدها أخبئهُ
وأربطهُ حول خصري وأذهب من هنا إلى الأبد "
تساقطت
دموعي بحزن لدى سماعي بما تفوه به والدي.. وضعت يدي على فمي أكتمُ بها شهقاتي.. وتساءلت بقلق..
والآن مِن مَن سرق القلادة؟؟!!!.. سوف أريكَ يا والدي.. هذه المرة لن تنصب على أحد..
لن أدعك تنجح بفعلتِكَ تلك..
دخل
والدي إلى الحمام ليستحم وما أن سمعت صوت جريان المياه خرجت بسرعة ووقفت على مهل ونظرت إلى السرير لأرى كيسا
أسود بأربطة كان أبي دائما يربطه على خصره ويضع به ما نصبه وسرقهُ من الناس.. أمسكته وحملته بسرعة وشعرت بالذهول من ثقلهِ.. هل سرق أبي قلادة واحدة أو خزنة؟!!..
سأعرف حالا.. فكرت بغضب وركضت على رؤوس أصابعي ودخلت إلى غرفتي..
فتحت الكيس وأخرجت ما يخبئه والدي وشهقت بصدمة كبيرة عندما رأيت القلادة.. تأملتُها بذهول وتمتمت بدهشة
"
إلهي.. ما هذه القلادة؟!.. إنها ثروة بلد بحالها.. مِن مَن سرقها؟!!.. مَن يمتلك
هذه القلادة في هذه القرية اللعينة؟!!.. "
شعرت بغضبٍ مُميت.. أمسكت بالقلادة وتوجهت إلى خزانتي المتهالكة وأخرجت ثلاث عقود زينة
من الحجر أهدتني إياهم دينا في عيد ميلادي السنة الماضية.. وضعتهم بكيس والدي
وتركت القلادة على سريري وتوجهت مُسرعة إلى غرفة والدي ووضعت له الكيس كما كان في
مكانه على السرير..
دخلت إلى غرفتي وقلبي ينبض بعنف.. نظرت إلى القلادة وهمست بدهشة
"
من هو صاحب هذه القلادة يا ترى؟!!.. هل هي مُزيفة؟!.. لا يهم.. يجب أن أُعيدها في أقرب وقت لصاحبها.. ولكن أين سوف
أُخبئها؟!!.. "
نظرت إلى غرفتي بقهر وعرفت فورا بأنني لا أستطيع تركها هنا ربما عاد أبي وعرف بفعلتي.. لذلك قررت
أن أرتديها.. أمسكتُها ورفعتُها بكلتا يداي.. شعرت بصدمة إذ رأيت حبوبها تلمع وتضيء
وتبرق لثواني ثم تعود وتختفي اللمعة لأهمس برعب
"
ما اللعنة؟!!.. ماذا حدث للتو؟!!!.. تبا لا بد أنني أتخيل.. "
أمسكت بالقلادة و أخفيتُها أسفل قميص نومي
وصعدت على سريري واستلقيت ووضعت بسرعة الغطاء فوقي وأغمضت عيناي لأوهم والدي
بأنني نائمة..
شعرت
به يجلس بخفة بجانبي على طرف السرير وحاولت جاهدة أن يكون تنفسي طبيعيا.. سمعت والدي يهمس قائلا بحزن
"
أنا آسف فورتي.. آسف ابنتي.. سامحيني.. ولكنني أعدُكِ عندما أستقر وأُحسِن وضعي سوف آتي
وأجلبكِ لكي تعيشي معي برخاء.. مهما حدث أريدكِ أن تعرفي بأنني أحبُكِ جداً ابنتي
"
قبلني على جبيني بخفة وخرج بعدها من المنزل.. سالت دموعي الحزينة من عيوني وعرفت بأن
والدي سيعود في أقرب وقت عندما يعرف بأنني وضعت له عقود لا تساوي بضع دولارات فقط..
خرجت من المنزل وذهبت إلى المقهى.. دخلت إلى غرفة الموظفين لكي أرتدي رداء العمل ورأيت
دينا تنتظرُني بلهفة و بخوف وعندما رأتني اتجهت نحوي ولكمت يدي بقبضتها ولكن ليس
بعنفٍ شديد وهتفت بوجهي بقلق وبحدة
"
تبا لكِ فورتونا.. لقد أخفتني عليكِ جداً.. لماذا لم تُجيبي على اتصالاتي لكِ؟..
ولماذا أغلقتِ هاتفكِ بعدها؟ "
تنهدت
بحزن وتوجهت نحو الخزانة المخصصة لي لأضع حقيبتي بها وأخرجت زي عملي.. نظرت باتجاه دينا وقلتُ لها بحزن
" لقد نصب والدي من جديد على شخص ما في القرية.. إن سمعتِ أحدا يسأل عن قلادة ضائعة أخبريني
عنه لأُعيدها إليه.. فأنا لا أستطيع إعطائها للشرطة سوف يَحتجزوني لأن القلادة ثمينة جدا..
وإن قلتُ لهم بأنني وجدتُها طبعا لن يصدقوني بسبب من أكون "
وقفت
دينا بجانبي وهتفت بصدمة
"
فعلها مجدداً؟!!.. بمَن؟!.. وكيف عرفتِ بأن القلادة ثمينة جداً فورتونا؟ "
ما
إن هممت لكي أرفع يدي وأفتح زر القميص وأجعلها ترى القلادة.. شعرت بألمٍ فظيع في يدي
جعلها تتجمد في الهواء ونار ساخنة جعلت الدم في عروقي يحترق.. صرخت بِرعب وبألمٍ شديد وجلست على
الأرض بانهيار بسبب الوجع الذي شل يدي فجأة..
صرخت
دينا برعب وجثت أمامي وهتفت بخوف
"
فورتونا.. فورتونا حبيبتي أنتِ بخير؟!.. ماذا حصل لكِ؟!.. "
نظرت إليها بينما الدموع كان تهطل بغزارة من عيناي وقلتُ لها ببكاء
"
لا أدري دينا!!!.. يدي تؤلمني جدا "
أمسكت دينا بيدي وبدأت تدلكها لي برفق لأشعر بقليل من التحسن.. تأملتني بقلق وسألتني
"
هل حصل لكِ ذلك سابقا؟ "
"
لا.. إنها المرة الأولى.. لا تقلقي ربما تشنجت ذراعي لأنني نظفت المنزل في الأمس ولم أريحها "
تنهدت
دينا بحزن وأردفت قائلة
"
استريحي صديقتي قليلا.. سأنظف بمفردي الآن ولا تعترضي لن يعرف المدير بذلك..
ارتاحي قليلا فأنتِ تُجهدين نفسكِ كثيرا "
ابتسمت لها برقة ونظرت بحنانٍ إليها وشكرتها من قلبي قائلة
عانقتني دينا بقوة وربتت على رأسي ثم وقفت وقالت قبل أن تذهب
"
أنتِ شقيقتي الغالية.. لا داعي لتشكريني حبيبتي.. استريحي الآن "
في غابيغا وتحديداً في قلعة وحش الجبل**
بدأ يمشي بغضبٍ هائل ذهابا وإيابا داخل غرفتهِ ولم يترك شتيمة لم يتفوه بها.. ليتوقف
فجأة ويفتح عيونهُ بصدمة ويصرخ بقوة لتهتز الجدار وتُرعِب صرخته جميع سكان
المنطقة..
"
أروس.. تعال فورااااااااااااااااا.... "
صرخ بعنف وبحدة وهو يهتف لقائد جيشه.. دخل أروس بعد ثواني قليلة وهو ينظر بقلق وبخوف إلى الملك لايسن الغاضب وسألهُ بتوتر
"
سيدي.. أنتَ بخير؟!!... "
نظر
لايسن إليه وقال له بنبرة جعلت شعر جسده ورأسه يقف رعبا
"
أريد من الجميع الذين ذهبوا ليجلبوا لي ذلك الكاهن الحقير العودة فوراً من عالم
البشر إلى هنا.. واجمع جيشي وجميع رجال المنطقة ومحيطها.. سنذهب إلى عالم البشر
فورا.. لقد ارتدى بشري قلادتي.. وحان الوقت لأتدخل شخصياً "
نظر
أروس بدهشة إليه وظن نفسه بأنه لم يسمع جيداً ما تفوه بهِ ملكه.. فسأل الملك لايسن بخوف
"
سمو الملك تريدُ الذهاب والدخول بكامل جيشك إلى عالم البشر؟!.. "
ليبلع
أروس بعدها ريقه بصعوبة عندما رأى عيون مَلِكَهُ وصديقهُ تتحول من اللون
الأخضر ثم الأزرق التركوازي وبعدها إلى اللون الأحمر القاني وتشنجت عروق عنقه وهو
يقبض يديهِ بقبضَة شديدة حتى سُمِع صوت طقطقة العظام ليعرف بأنه أغضب وحش الجبل و بشدة.. وعرف بأن الملك لايسن يحاول جاهدا عدم أذيته.. لينحني أروس أمامه بخوف ويردف قائلا
"
سامحني جلالتك.. سأجمعهُم في دقائق.. وبعدها سنذهب بقيادتك إلى عالم البشر "
ابتسم وحش الجبل بخبث وتمتم بشر
تسلمي حبيبتي 🎀💓💓💓🎀
ردحذفحياتي سلمى
حذفتسلم ايدك ❤
ردحذفاللّه يسلمك حبيبتي
حذفجميلة وشيقة اخيراا انا اقرءها ،💖💖💖💖❤️❤️
ردحذفأشكركِ حياتي
حذفرائعة مثل عادتك حبيبتي مشوقة جدا لكن الفصول قصيرة مش مثل ما عودتينا
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفسوف تكون الفصول أطول بكثير قريبا أعدُك
تسلم ايدك ياروحي بجد بارت أكتر رااااائع مذهل بكل ألمعاني🤩🤩♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
ردحذفجميلة قلبي أشكركِ
حذفابدااااع كالعادة ♥️♥️♥️♥️
ردحذفشكرااااااااااااااا
حذف