رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ابداععععععععععععععع ياقلبي 🌹🌹💖💖💖💖

    ردحذف
  2. ❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣
    ياااااااااااااااه بارت خيالي في قمة الروعة والرومنسيه تسلم ايدك ياروحي 😢💞♥️💞💞😍😍😍💞💞😍💞💞😍😍😍💞😍💞😍😍💞

    ردحذف
  3. أحببت البارت بشدة، ذلك ليس جديداً على مبدعة مثلكِ🖤✨ اتمنى معرفة ما سيحدث حتى النهاية في أقرب وقت🌟

    ردحذف
  4. هو حضرتك ليه بيتاخري في تنزيل الروايه

    ردحذف
  5. ايمت رح تبلشي تنشري وحش جبل بليززز بلشي فيا بسرعه

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري



الزفاف الأسطوري




شارلي**



كنتُ قلقة لأن إيثان اضطر للخروج في الساعة الواحدة والربع بعد منتصف الليل بسبب اتصال تلقاه من هنري.. كنا نمارس الحب ولكن طبعا توقفنا عن فعل ذلك لأن هاتف إيثان لم يهدأ عن الرنين..

 

شعرت بالقلق بعد أن هتف إيثان بغضب ودخل إلى الحمام ثم عاد بعد ثواني وبدأ يرتدي ملابسه.. وقفت وتقدمت ببطء لأقف أمامه وكلمتهُ بنبرة قلقة

 

" حبيبي.. لماذا أنتَ غاضب؟!.. ماذا أخبركَ هنري حتى جعلك تغضب بهذا الشكل؟.. وإلى أين أنتَ ذاهب في هذا الوقت المتأخر؟ "

 

زفر بقوة وهو يرتدي سترة جلدية ثم نظر إليّ بحزن قائلا وهو يضع يده اليمنى على وجنتي ويُمسدها برقة

 

" مونرو.. لقد ارتكب الليلة مجزرة بحق جميع أفراد أسرة بيلوني وأصدقائه "

 

شهقت بدهشة ونظرت إليه بخوف وسألته بصدمة

 

" ماذا فعل؟!!!.. ولكن كيف ولماذا؟!!.. "

 

أبعد إيثان يده عن وجنتي ثم جلس على الكرسي وبدأ يرتدي حذائه قائلا

 

" لقد أنهى حياة مائة وتسع وستون شخصا بظرف خمس ساعات فقط.. أخبرني هنري بأن جميع عناصر الشرطة منتشرون في المدينة بسبب هذه المجزرة.. اكتشف هنري فورا بأن مونرو هو من فعل ذلك.. لأنني سبق وطلبت منه أن يغض النظر عما سيفعلهُ مونرو بعد مراسم الدفن.. لكننا لم نتوقع أبداً أن يشمل انتقامه جميع أفراد أسرة بيلوني وأصدقائه.. يبدو واضحاً وجداً بأن ريكو بيلوني هو من قتل رالبيكا.. أصبح واضحا لنا بأنه هو وبأن مونرو بدأ بانتقامه لمقتلها وقام بتصفية جميع أفراد عائلة ريكو وأصدقائه المقربين.. فلا أحد يستطيع الاقتراب من ريكو ومن عائلته سوى مونرو بيلاتشو "

 

تنهدت بحزن وشعرت بالشفقة عليهم.. ليس ذنبهم بموت رالبيكا لكنني لم أستطع لوم مونرو على ردة فعله فهو خسر حبيبته بطريقة بشعة جدا.. اقتربت من إيثان ونظرت إليه بقلق قائلة

 

" وإلى أين أنتَ ذاهب في هذا الوقت المتأخر حبيبي؟ "

 

تنهد بخفة ثم قال

 

" سأذهب لأرى مونرو.. يجب أن أتأكد إن كان هو من ارتكاب تلك المجزرة بحق الأبرياء.. رغم أنني متأكد بأنه هو فإحساسي لا يخذلني أبداً.. وطبعا إن كان هو على أحد أن يُعيده إلى رشده "

 

نظرت إليه بحزن ثم قبلت وجنتيه وقلتُ له

 

" لا تتأخر حبيبي... و.. "

 

حدقت إليه بجدية قائلة

 

" ولا تتشاجر مع مونرو.. هو غاضب ومجروح و مُحطم بسبب رحيل رالبيكا.. تفهمه من أجلي "

 

لانت ملامحه وابتسم لي برقة ثم قبلني قبلة سريعة على شفتاي وقل لي قبل أن يخرج

 

" لن أتأخر حبيبتي.. وأعدُكِ سأحاول أن أتفهمه لذلك الوحش بيلاتشو "

 

وخرج مُسرعا من الغرفة.. استدرت وتوجهت نحو الحمام لأستحم.. عندما انتهيت أمسكت بهاتفي وتوجهت نحو غرفة صغيري بيترو.. كنتُ أقف أمام سريره أتأملهُ بحنان عندما فجأة اهتز هاتفي بيدي إذ كان على وضعية الصمت.. رأيت رقم غريب ونبض قلبي بسرعة إذ شعرت بالخوف من أن يكون قد أصاب إيثان أي مكروه..

 

خرجت مُسرعة من غرفة بيترو وأجبت بخوف

 

" نعم من معي؟ "

 

( مساء الخير سيدة بوربون.. آسف اتصلت بكِ في هذا الوقت المتأخر.. ولكن يجب أن أخبركِ بأمر بالغ الأهمية )

 

ارتعش جسمي بقوة ونظرت أمامي بخوف قائلة

 

" من المتكلم؟!.. و... "

 

قاطعني بسرعة قائلا

 

( مونرو بيلاتشو.. وقبل أن تفزعي لا.. لم أقتل زوجكِ.. للأسف فهو بخير مثل القرد.. لكن أحببت أن أخبركِ بما فعلهُ منذ قليل )

 

توسعت عيناي بذهول وسألته بسرعة بقلق

 

" ماذا فعل إيثان؟!.. وكيف جلبتَ رقمي؟ "

 

أجابني بغرور قائلا

 

( أنا مونرو بيلاتشو سيدة شارلي ديكنز بوربون.. و أنا أستطيع جلب رقم من أريد خلال عدة ثواني فقط.. المهم... )

 

تكلم معي نحو الدقيقتين وشعرت بجسدي يتصلب وعروقي تنفر.. وعندما أنهى المكالمة نظرت بغضبٍ عاصف أمامي وهمست بغُل

 

" إيثان بوربون.. سأقتلك بيدي الليلة.. لقد فتحتَ أبواب الجحيم بيديك "

 

دخلت إلى غرفتي وارتديت حذاء مثير أسود ذو كعب عالي مع ثياب النوم المثيرة التي كنتُ أرتديها وخرجت مسرعة من الجناح وتوجهت ناحية الطابق الأرضي ووقفت في البهو بانتظار اللعين زوجي.. 


شعرت بقلبي سينفجر من شدة الغيظ والغيرة والغضب ومشيت نحو البار وسكبت كأس ويسكي لنفسي وعدتُ بقهر نحو الأريكة وجلست عليها بطريقة مُغرية..

 

" سأريك ما سأفعل بك سيد مُنحرف لعين وقذر "

 

همست بغُل وشربت جرعة كبيرة من الويسكي وسعلت بقوة وأنا أشتم إيثان

 

" أُحح.. أُاااححح.. تبا لك.. أُححححح.. سأقتله...أُحح.. أُححح.. أكره الويسكي و المنحرف زوجي.. "

 

عندما هدأت السعلة نظرت بقرف إلى الويسكي وهمست بقهر وبوعيد

 

" سأجعلك تُصاب بالجنون الليلة يا زوجي العزيز إيثان بوربون المنحرف.. سأريك "

 

وانتظرت قدوم زوجي العزيز على نار..

 

دقائق قليلة ورأيته يدخل وهو يتنهد بتعب ويخلع سترته.. تجمد بأرضه عندما شاهدني بذلك المنظر المثير


رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري

 

حدقت إليه ببرود ثم ابتسمت له بإغراء.. بلع إيثان ريقه بقوة وقال بصوتٍ مبحوح وهو يقترب من الأريكة وينظر إليّ بشهوة

 

" حبيبتي.. لماذا أنتِ هنا؟.. كنتُ أرغب برؤيتكِ عارية في سريري.. ولكن واللعنة تبدين شهية وقابلة للأكل يا ملاكي المثيرة.. ثم منذ متى أصبحتِ تحبين شرب الويسكي؟!.. هذا مثير أكثر "


ابتسم بسعادة وهو يتأملني باستحسان وبشهوة بعينيه


رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري


 

رمشت له بإغراء وحدقت إلى سرواله نحو عضوه الذكري المنتصب بوضوح وقلتُ له بإغراء وبنوع من التهديد

 

" كنتُ أنتظرُكَ حبيبي لأنني أريدُك وبشدة "

 

ابتسم بسعادة ورمى سترته بعيدا وقال بلهفة وبشهوة واضحة

 

" وأنا أريدُكِ بشدة يا زوجتي الجميلة و.. "

 

وما أن حاول الاقتراب مني استقمت بسرعة وهتفت بحدة

 

" لا تقترب مني "

 

ظن ماردي المسكين بأنني أُمازحه فابتسم لي بإغراء قائلا

 

" تريدين أن تكوني المسيطرة الليلة حبيبتي؟!.. حسنا لا مانع لدي.. هذا مثير كاللعنة كما حدث في المستشفى.. تبا فأنا من المُستحيل أن أنسى كم كنتِ رائعة "

 

حدقت إليه ببرود ثم ابتسمت بخبث وفرقت قدماي على وسعها أمامه ورأيت إيثان يرتعش بكامله من الرغبة وهو يُحدق إلى منطقتي بجوع.. اتسعت ابتسامتي ورفعت قدمي اليمنى عاليا وخلعت حذائي ورميتهُ بعيداً في وسط الغرفة وقلتُ له بإغراء

 

" إيثان.. اجلب لي فردة حذائي حبيبي "

 

توسعت عينيه وحدق بدهشة ثم بإعجاب وقال بصوتٍ مبحوح

 

" طبعا حبيبتي "

 

استدار وركض لوسط الغرفة وانحنى والتقط الفردة ولكن عندما استقام هتفت له بقوة

 

" لا تتحرك "

 

رقَصَ حاجبيه بإعجاب وبمكر وقال لي وهو يضم فردة حذائي إلى صدره

 

" أوامرك مُطاعة حبيبتي "

 

رفعت يدي اليسرى وأرحت ذقني عليها ونظرت إليه بوعيد وفكرت بشر.. سيرى كيف سأنتقم منهُ الآن هذا المارد المُنحرف والقذر..

 

ثم أبعدت يدي و خلعت فردة حذائي الثانية بإغراء ورأيت إيثان ينظر إليّ باستمتاع وهو في قمة انتصابه.. ابتسمت له ببراءة ثم اختفت ابتسامتي وحدقت إليه بغضبٍ جنوني ووقفت بسرعة ورميت الفردة عليه لكن اللعين تفاداها بمهارة رغم صدمتهِ الكبيرة..

 

نظرت إليه بحقد وهتفت بجنون وبحدة عليه وأنا أشير بأصبعي السبابة نحوه بتهديد

 

" أيها العاهر الخسيس والمنحرف.. كيف تتغزل بشقيقة مونرو الصغيرة والبريئة وتخدش براءتها وأنتَ رجل حقير متزوج ولديك ابن أيضا؟!!... "

 

تجمد إيثان بأرضه وتوسعت عينيه بذهول وهتف بصدمة كبيرة

 

" ماذاااااااااااااااااا؟!!!!!!!.. شقيقتهُ الصغيرة والبريئة؟!!.. ما اللعنة؟!!!!!!!!!!!... "

 

أمسكت بكأس الويسكي وتجرعته بكامله وبينما أنا أسعُل رميته نحو إيثان بقهر لكنه تفاداه بمهارة اللعين وهتفت من جديد بعصبية بصوتٍ شبه مُختنق بسبب الويسكي

 

" قذر و عاهر.. تقول لفتاة صغير وبريئة بأنها رائعة جداً و.. ومثيرة لحد اللعنة أيها المنحرف الحقير.. سأقتلك إيثان.. شقيقة مونرو كانت في دير تتعلم وما أن رأيتها حضرتك تحرشتَ بها للفتاة المسكينة وجعلتها تبكي وتخاف.. مُنحرف وقليل الأدب.. جعلتَ المسكينة تبكي وترتعش من الخوف بسبب انحرافك اللعين.. والآن هي لا تستطيع النوم والتوقف عن البكاء بسببك "

 

بدأت أرمي عليه كل ما تراه عيناي من تُحف و وسادات و تُحف كريستالية ولكن اللعين كان يتفاداها بمهارة..

 

" أكرهُك إيثاااااااااااان.. أكرهُك أيها اللعين "

 

هتفت بحدة وبغضب وأنا أرمي تمثال صغير من الخشب عليه.. كالعادة تحرك بسرعة بعيداً عنه ونظر إليّ بتوتر و بحزن...

 

ثم  قال بصدمة وهو يرفع يديه ويشير لي بها لكي اهدأ

 

" بريئة؟!!!.. كتالينا بيلاتشو بريئة؟!!!!.. شقيقة مونرو اللعين بريئة وصغيرة وكانت في دير؟!!!!... ما اللعنة؟!.. سأقتل ابن السافل بيدي الليلة و... "

 

رميت وسادة عليه لكنه التقطها ورماها بعيدا وهتفت بجنون مُقاطعة حديثه

 

" بل أنا من سوف تقتلكَ الليلة.. "

 

نظر بقلق إليّ وحاول تهدئتي قائلا بنبرة منخفضة

 

" اهدئي حبيبتي.. طبعا مونرو الحقير من أخبركِ بتلك الأكاذيب.. كنتُ أمزح فقط صدقيني.. ثم شقيقتهُ بعيدة كل البُعد عن البراءة.. إنها كابوس بحد ذاتها.. وأنا لا أرى سواكِ في عيناي وفي قلبي.. صدقيني حبيبتي "

 

" كاااااااااااااااذب.... "

 

هتفت بحدة ورميت منفضة سجائر كريستالية عليه لكنه تحرك اللعين بسرعة مبتعدا عنها وتفاداها كالعادة.. رأيت بلانكا تركض برفقة الخدم وبعض الحراس إلى الغرفة ولكن عندما شاهدونا استداروا بسرعة وفروا هاربين من أمامنا ومن القصر عائدين إلى مسكنهم المُلحق بالقصر..

 

وهنا إيثان استغل شرودي في هذه اللحظات وركض نحوي بسرعة وأمسك كتفاي ورماني على الأريكة واعتلاني وحاوطني بجسده..

 

" ابتعد عني أيها الخائن الحقير... ابتعد عني وفي الحال... "

 

هتفت بغضب بوجهه وأنا أضرب صدره بكلتا يداي وأحاول ركله وإبعادهُ عني.. ابتسم بحنان وأمسك معصماي ورفع يداي لفوق رأسي وثبتهم بيده اليسرى.. ثم أمسك فكي بيده اليمنى وجمد حركة رأسي وأجبرني على النظر إليه..

 

حدق في عمق عيناي وقال بنبرة حنونة

 

" افهمي جيداً.. أنا من سابع المستحيلات أن أنظر إلى امرأة غيركِ.. شارلي أنتِ كل عالمي وحياتي وأنا من المستحيل أن أرى غيركِ في عيناي.. ثم... "

 

توقف عن التكلم وبينما كنتُ أتنفس بسرعة وأنا أنظر إليه بغضب وبعدم التصديق أخفض رأسه وقبلني قبلة نارية أفقدتني أنفاسي.. حاولت رفع جسدي وإبعاد رأسي لكنه لم يسمح لي.. وعندما توقف عن تقبيلي نظر إلى عيناي وقال لي بنبرة حنونة وعاشقة

 

" سأقتل مونرو لأنه كذب عليكِ.. شقيقتهُ تلك الصغيرة والبريئة افتعلت مجزرة الليلة وقتلت مائة وتسعة وستون شخصا بمفردها.. هي بعيدة كل البعُد عن البراءة حبيبتي.. أعترف بأنني قلتُ له بأنها رائعة جداً ومثيرة لحد اللعنة ولكن قصدت بأفعالها وجنونها وشخصيتها القوية.. هي بالنسبة لي مجرد فتاة عادية مجنونة.. أما أنتِ.. أنتِ شارلي كل الحياة بالنسبة لي "

 

هدأت أنفاسي ونظرت إليه بحب وقلتُ له ببراءة

 

" حقا حبيبي.. أنا كل الحياة بالنسبة لك؟!.. و.. وأنتَ لم تُعجبك شقيقة مونرو كامرأة!!.. "

 

ابتسم برقة وأجابني بعشق

 

" حقاً حبيبتي.. أنا لا أرى سواكِ أمامي وقلبي لا ينبض سوى من أجلكِ فقط.. يجب أن تكوني متأكدة من شيء واحد في الحياة.. أنا أحبكِ بجنون شارلي بوربون "

 

ثم رقَصَ حاجبيه وقال لي بصوتٍ مبحوح

 

" كما أنكِ الآن تبدين شهية ومثيرة لحد الجنون.. الغيرة تليق بكِ جداً حبيبتي.. تبا عضوي الذكري انتصب لدرجة الانفجار وأريد مضاجعتكِ بجنون وهنا والآن وفي هذه اللحظة "

 

ابتسمت له بإغراء ثم رفعت رأسي وقبلت شحمة أذنه ثم همست له بنبرة مثيرة

 

" إذا ما الذي تنتظره ماردي الوسيم؟!!.. مارس معي الحب هنا والأن وبجنون "

 

" أااااااه.. تبا.. واللعنة الملعونة.... "

 

تأوه إيثان بقوة ثم شتم ورفع رأسه وهتف بقوة

 

" سأكون ملعونا إن لم أفعل "

 

ثم غمزني وقال بهمس وهو يقف وبدأ يخلع ملابسه

 

" ما دام الخدم قد خرجوا من القصر وذهبوا إلى المبنى الخاص بهم سأضاجعكِ بجنون هنا حبيبتي "

 

" إيثااااان.... "

 

همست بحياء باسمه وعندما أصبح عاريا اعتلاني وبدأ بإزالة ملابسي وهو يقبلني..

 

مارسنا الحب لساعة كاملة وعندما انتهينا حملني إيثان وصعد إلى جناحه وأدخلني إلى الحمام وطبعا مارسنا الحب من جديد في حوض الاستحمام..

 

ذهبت برفقة إيثان و ماركو إلى دفن المسكينة رالبيكا.. كنتُ حزينة من أجلها وشعرت بالدهشة لدى رؤيتي لشقيقتها لأنها تشبهها جدا.. ثم رأيت شقيقة مونرو هي فعلا لا تبدو بريئة لكنها تبدو لطيفة فهي لم تترك شقيقة رالبيكا طيلة الوقت..

 

ولكن في المساء صعد إيثان إلى غرفة بيترو وطلب أن نتكلم في مكتبه.. تركت بيترو برفقة بلانكا وخرجت برفقته.. وقفت بالردهة أمامه وسألته بقلق

 

" إيثان حبيبي.. لماذا أنتَ متوتر؟ "

 

نظر إليّ بجدية وقال بإرهاق

 

" مونرو بيلاتشو هو من يوترني.. لقد أحرق نصف المدينة الليلة و.... "

 

قاطعته برعب هاتفة

 

" كيف؟؟!!.. أعني ماذا فعل المجنون؟... لم أفهم!!.. ماذا تعني بأنه أحرق نصف المدينة؟! "

 

تنهد بقوة ثم قال

 

" لقد قام بتفجر جميع ممتلكات ريكو بيلوني في إيطاليا.. قصوره و شركاته و مستودعاته.. كل شيء.. لم يترك أثر لأي شيء يخصه "

 

" أوووه... انتقامه مُخيف جداً "

 

همست بدهشة وبخوف بتلك الكلمات.. ابتسم إيثان برقة وقال بسرعة

 

" هنري في شرق دي فالكوني ينتظرني أمام شركة ريكو.. الوضع مُخيف.. لا تخرجي إلى أي مكان.. سأذهب لأرى هنري وأجعله يهدأ ثم سأذهب لأرى المجنون بيلاتشو "

 

أومأت له موافقة ثم قبلني قبلة سريعة على فمي وخرج مُسرعا من القصر...


 

إيثان**

 

ذهبت مسرعا لأرى هنري.. عندما وصلت رأيت منظرا لا يمكن أن أنساه أبداً.. سيارات الإسعاف والإطفاء في كل مكان و الشرطة كانت تطوق المكان وتمنع الجميع من الاقتراب ولكن طبعا عندما شاهدوني عناصر الشرطة سمحوا لي بالمرور..

 

مشيت ببطء وتوجهت نحو مكان هنري ووقف بجانبه بينما كنتُ أسمعه يُعطي تعليمات لعناصر الإسعاف والإطفاء بعدم الاقتراب من المبنى لأنه سينهار في أي لحظة..

 

عندما انتهى أشار لي لأتبعه.. وقفنا جانبا ونظرنا معا إلى المبنى المحترق والذي كان على وشك الانهيار..

 

سمعت هنري يقول بنبرة غاضبة

 

" بيلاتشو فقد عقله بالتأكيد.. لقد أحرق بالفعل نصف المدينة.. هناك مصنع للألعاب خاص بالقذر ريكو في مانارولا دمرهُ بيلاتشو بالكامل.. عناصر الإطفاء يحاولون إطفائه لغاية هذه اللحظة ولكن طبعا ذلك مستحيل.. ثم لديك قصره هنا في دي فالكوني أصبح رماداً.. وقصره في تورينو وكذلك قصره في لاتسيو وطبعا مستودعاته الستة السرية والتي اكتشفناها اليوم بسبب بيلاتشو وكذلك معمله السري الذي يصنع به المخدرات في بييمونتي.. وشركته هذه كما ترى بعينيك.. "


توقف عن التكلم ثم تنهد بعمق وتابع قائلا


" مونرو تحول لوحش.. لقد دمر كل شيء يخص ريكو.. ولكن الغريب بأن بيلاتشو أرسل لي ملف مع الرجل الوحيد الذي يثق به في الحياة بابلو ليغوريا.. وذلك منذ ساعة تقريبا إلى مكتبي قبل أن يبدأ بتدمير ممتلكات ريكو بيلوني بدقائق.. وعندما سلمني الملف قال بابلو لي ببرود.. لقد تم تصفية ريكو بيلوني بالكامل لكن الرئيس يريد إعادة جميع أملاك بامبلينا بيلوني إليها والتي تم سرقتها من قبل ريكو و كاسترو بيلوني مع كامل الأراضي والحسابات المصرفية هنا وفي الخارج "

 

رفعت حاجباي بدهشة قائلا

 

" كيف؟!.. بانبلينا بيلوني أليست ابنة البروفيسور؟!.. ثم الم تختفي هي بظروف غامضة عندما توفي والدها؟.. ثم كما أتذكر بيلاتشو كان صديقاً مُقربا من البروفيسور "

 

نظر هنري إليّ بتفكير عميق ثم بعد لحظات قال بنبرة جادة

 

" نعم هي ابنة البروفيسور الوحيدة.. أظن بأن بانبلينا بيلوني كانت طيلة الوقت برفقة بيلاتشو.. ربما كان يحميها عندما توفي والدها وخبأها بسرية تامة لديه.. ولذلك هو يريد أن يستعيد جميع أملاكها من جديد بعد أن قتل ريكو.. ولكن رجُلهِ بابلو سلمني أيضا جميع الأوراق التي تُدين ريكو ويوجد بها أسماء كل من صفاهم و صفقاته المشبوهة وجميع أسماء تُجار المخدرات الذين كان يتعامل معهم هنا وفي الخارج.. وطلب أن أستفيد من هذه الأوراق المهمة ويتم إعلان بأن الشرطة من قامت بتصفية ريكو بيلوني وعصابته "

 

نظرت بدهشة إلى هنري ثم قلتُ له

 

" بيلاتشو ذكي جداً.. هكذا الشعب لن يشعر بالخوف وأنتَ صديقي سيتم ترقيتك.. نفذ ما طلبهُ منك مونرو  ولن تخسر.. سأذهب لأرى المجنون بيلاتشو الآن.. أراك قريبا صديقي "

 

وذهبت فورا إلى قصر مونرو بيلاتشو.. طبعا استقبلني اللعين وتشاجرت معه بسبب ما قاله لزوجتي ولكنه القذر كان سعيداً جداً وضحك بشدة بسبب غيظي.. ثم تشاجرت معه بسبب ما فعله ووقفت جامدا بأرضي بينما كنتُ أسمع بصدمة كبيرة اعترافه الكامل بما فعله اليوم..

 

ساعتين متواصلتين وأنا أحاول إقناعه عن العدول بانتقامه من تلك الفتاة المسكينة لكن للأسف لم يستمع إليّ رغم إخباري له بأنها ابنة صديقه المرحوم رافاييلي بيلوني وإكراما لصديقه يجب أن يتركها في حال سبيلها.. لكنه للأسف عنيد جدا ولم يستمِع إليّ.. خرجت بإحباط من قصره بعد أن قلتُ له بأنه سيأتي يوم ويندم به أشد الندم ولكن طبعا بعد أن يكون قد فات الأوان.. وفي اليوم الثاني سافرت برفقة زوجتي الحبيبة وابننا بيترو إلى تاهيتي في رحلة شهر العسل...

 

 

ماريسا**

 

وقفت ونظرت أمامي بقلق.. كانت الساعة التاسعة مساءً وقررت أن أذهب لرؤية الماركيز وإعلامه بجوابي النهائي.. خرجت بهدوء وتوجهت نحو مكتبه.. طرقت الباب بخفة وسمعته يسمح لي بالدخول قائلا

 

" تفضلي ماريسا "

 

كيف عرف بأنني من طرقت على الباب الآن؟!.. فكرت بدهشة ثم أنبت نفسي إذ طبعا عرف بأنني هنا لأنه اتفق معي لأُعلمه بقراري في المساء.. فتحت الباب بهدوء ودخلت و أغلقته.. وقفت بأرضي بخجل ورأيت الماركيز يضع يده على فمه وهو يُحدق بي بطريقة جميلة مغرية..

 

تقدمت عدة خطوات ووقفت أمامه بحياء وبدأت بتحريك أصابعي بتوتر وأجبته بسرعة ومن دون أي مقدمات

 

" موافقة "

 

استقام الماركيز بسرعة بجلسته ونظر إليّ بصدمة كبيرة ثم بسعادة و بفرحٍ كبير.. وقف وتقدم مُسرعا نحوي ليقف قريبا جدا مني وهو ينظر في عمق عيناي بسرور.. ثم لدهشتي الكبيرة احتضنني بشدة وقال بالإيطالية

 

" شكراً لكِ حبيبتي.. شكراً لكِ.. لا تعلمين كم كنتُ خائفاً بأن ترفضيني.. أعشقُكِ بجنون يا مالكة قلبي "

 

أغمضت عيناي بخجل بينما رأسي كان يستريح على صدره العريض.. لم أفهم ما قاله ولكن شعرت بأنه يشكرني لأنني وافقت على مساعدته بكسب حضانة إيلينا.. يا ليته يعلم كم أحبه.. لكن لا يجب أن يعرف.. لا يجب أن يعرف بمشاعري نحوه أبداً..

 

ماركيزي لا يجب أن يعرف بماضيّ المؤلم وبأنني امرأة ملوثة لا تُصلح له بتاتاً..

 

ظل يحتضنني للحظات طويلة جداً.. لم أحاول الابتعاد عنه أبداً بل كنتُ ساكنة في أحضانه براحة و بسعادة.. فتحت عيناي عندما أبعدني عنه وهو يمسك كتفاي.. نظرت إلى سترته بحياء عندما سمعته يقول لي بنبرة سعيدة

 

" شكراً لكِ ماريسا.. لا تعلمين كم أنا سعيد لأنكِ وافقتِ.. أعني لأنكِ ساعدتني من أجل صغيرتي إيلينا "

 

أبعد يديه عن كتفاي وأمسك بمعصمي برقة وجعلني أجلس على الأريكة ثم جلس بجانبي ونظر إليّ بفرح قائلا

 

" سنتزوج بعد أسبوع في دي فالكوني بأضخم حفل زفاف عرفته إيطاليا.. و... "

 

توسعت عيناي برعب عندما سمعت ما قاله إذ تذكرت زفافي الأسود.. ارتعش جسدي بقوة وقاطعته بذعر قائلة

 

" لاااااااااا..... "

 

نظر إليّ بدهشة وسألني بهمس وبنبرة قلقة

 

" لماذا لا؟!! "

 

حاولت جاهدة منع نفسي من البكاء.. أنا أصبحت أخاف وجداً من حفلات الزفاف.. لقد حضرت زفاف شارلي و فيليا من أجلهما فقط رغم خوفي الكبير.. نظرت نحو النافذة وقلتُ له بمرارة

 

" زواجنا حبراً على ورق سيدي الماركيز.. زفاف بسيط جداً يكفيني.. أعني زفاف مدني لا يحضره سوى المقربين منك فقط.. ثم أجله لفترة شهر حتى تكون شارلي قد عادت من رحلة شهر عسلها برفقة إيثان و بيترو "

 

ساد الصمت بيننا للحظات طويلة جداً ثم ارتعش جسدي عندما شعرت بيد الماركيز تمسك يدي اليمنى وشبك أصابعهُ بأصابعي ووضع يدي على فخذه وسمعتهُ يقول بنبرة حنونة جعلت قلبي ينتفض من مكانه

 

" لن أوافق ماريسا.. آسف.. ولكن أنتِ تعرفين مكانتي ومركزي في المجتمع وخاصةً في إيطاليا.. صحيح بأنني أرمل و.. ولكنني تزوجت بالسر في سويسرا ولذلك لن أكرر ذلك من جديد.. أعني الجميع في إيطاليا ينتظرون بلهفة اليوم الذي سأتزوج به.. أنا ماركيز دي فالكوني وأهلها ينتظرون بفارع الصبر اليوم الذي سأتزوج به حتى يفرحوا بي ويحتفلوا بزواجي.. حتى لو كان زواجنا حبراً على ورق سيكون زفافنا وفق الأصول وفي كنيسة القرية.. هذه هي العادات وأيضا تذكري جديها لصغيرتي إيلينا سوف يلاحظون بأن هناك شيء غير طبيعي في زواجنا إن أقمت زفافا بسيطا ومدنيا.. سيعلمون على الفور بأن زواجنا خُدعة لكسب حضانة إيلينا.. لذلك وافقي أرجوكِ ولا تعترضي لو سمحتِ "

 

أدرت رأسي ببطء ونظرت إليه بحزنٍ شديد.. لو يعلم بأنني أتوق للموافقة على عرضهِ وبشدة.. لكن فكرة زفاف ضخم جعلتني أرتعب بجنون.. كنتُ خائفة أن يحدث لي شيئا سيئا كما حصل سابقا.. ولكن فورا عقلي أخبرني بأن الشيطان قد مات وأنهُ يحق لي بعض من السعادة تعويضا عن الماضي الأليم..

 

وهنا وسط ضعفي ومشاعر الحُب له أجبتهُ باستسلام وبحياء بصوتٍ منخفض

 

" موافقة "

 

اتسعت ابتسامته ولدهشتي جذبني إليه وعانقني إلى صدره.. شهقت بدهشة في البداية ثم ابتسمت بسعادة  وأغمضت عيناي وسمعتهُ يُكلمني بنبرة سعيدة قائلا

 

" أشكركِ ماريسا لأنكِ وافقتِ.. سأبدأ بتحضيرات الزفاف منذ الغد وسيتم إعلان زواجنا في الصُحف والجرائد والأخبار عبر شاشات التلفاز.. سيكون زفافنا بعد شهر من هذه اللحظة.. إن أردتِ يمكنكِ أن تختاري الصالة أو المطعم أو الفندق الذي يُناسبكِ من أجل حفلة الزفاف.. ولكن الكنيسة سوف تكون كنيسة قريتي حسب الأصول.. و الفستان يمكنكِ منذ الغد الذهاب إلى أي مصمم تُحبينه وتختاري الفستان الذي يناسبكِ.. سأفتح لكِ حسابا مصرفيا في البنك حتى تشتري براحتكِ أي شيء تريدينه.. ولكن بعد أسبوع سأقيم في قصري حفلة الخطوبة و... "

 

وهنا تجمدت ونبض قلبي بجنون.. ولم أستطع سماع باقي حديثه إذ طنين هائل أصاب أذناي.. عاد الخوف لينتشر في كامل أنحاء جسدي.. أنا أخاف من الناس.. أخاف من الحفلات والأعراس..

 

ابتعدت عن الماركيز ونظرت إلى عينيه بخوف.. كان يتأملني بقلقٍ شديد وسمعته يُكلمني بنبرة حنونة دافئة

 

" ماريسا.. لا تخافي لو سمحتِ.. أعلم بأنكِ تشعرين بالخوف من المستقبل المجهول.. لكنني أعدُكِ بأنني سأكون معكِ وأحميكِ وأرعاكِ.. فقط اسمحي لي بذلك.. اسمحي لي بالاهتمام بكِ وحمايتكِ.. وأعدُكِ سيكون كل شيء على ما يرام "

 

بضعف وباستسلام أجبته موافقة وتركتهُ يتكلم بسعادة عن الإجراءات التي سيتبعُها من أجل حفلة الخطبة و الزفاف.. وعندما انتهى نظرت بخجل إلى قميصه وقلتُ له بصوتٍ مُنخفض

 

" سيدي الماركيز.. أنا.. أنا.... "

 

ضغط على يدي بخفة وهنا توقفت عن التكلم ونظرت إليه.. ابتسم لي بحنان قائلا

 

" اسمي رومانوس.. ليس صعباً أبداً.. ثم أنتِ سوف تصبحين زوجتي ماريسا.. وطبعا لن تُناديني بسيدي الماركيز.. هيا ناديني باسمي ولا تخجلي "

 

احمرت وجنتاي بشدة ورمشت بقوة ثم نظرت إلى شفتيه بشرود وهمست قائلة بخجلٍ مُميت

 

" رومانوس... "

 

رأيت شفتيه تتحرك وشاهدت ابتسامتهُ الجميلة وشعرت بدفءٍ شديد في جسمي.. شهقت بخفة عندما رفع يدي اليمنى وقبل راحتها وهنا نظرنا إلى بعضنا البعض بضياعٍ غريب.. ابتسمت له برقة ثم قلتُ له

 

" أريد أن أطلب منك طلباً واحداً فقط.. أرجو أن لا تعترض عليه "

 

ضم يدي بكلتا يديه وأجابني بسرعة

 

" أطلبي أي شيء تريدينه ملكتي "

 

احمر وجهي أكثر وقلتُ له بصوتٍ مهزوز

 

" أرغب بأن يكون فستان زفافي بسيطا جداً.. أنا.. أنا سأرتاح به أكثر "

 

لزم الصمت لثواني معدودة ثم قال بنبرة هادئة

 

" طبعا موافق إن كان ذلك يُشعركِ بالارتياح "

 

شكرتهُ ثم نظرت إلى البعيد وقلتُ له بخجلٍ مُميت وبتلعثم

 

" و.. و.. هو.. أعني بخصوص.. أممم.. عندما نتزوج.. أين.. ســ.. ستكون غرفتي؟ "

 

شعرت بيديه تتصلب ثم عادت لترتخي على يدي وسمعته يقول بنبرة جادة

 

" اوه هذا الشيء!!.. بخصوص ذلك أنتِ تعلمين كيف الخدم يتكلمون و إن كان لديكِ غرفة خاصة سوف ننفضح ولن أحصل على حضانة إيلينا أبدا.. لذلك ستكون غرفة نومي هي غرفتكِ.. لا تخافي مني فهي واسعة جدا ونستطيع أن نتدبر أمورنا بسهولة "

 

نبض قلبي بنبضات مُتسارعة جداً وشعرت بالخوف من نفسي.. أنا أحبه ولن أستطيع مقاومته إن لمسني خاصة لأنه سيكون زوجي حينها.. ماذا سأفعل لو عرف بأنني لستُ عذراء بل ملوثة!!.. و.. و... حينها سيكرهني.. سيكرهني جداً...

 

شعرت برغبة قوية و مُلحة للبكاء لأنني عندما أخيراً وجدت حُب حياتي الحقيقي وابتسمت لي الحياة من جديد الماضي الأسود الخاص بي يمنعني من الاقتراب منه وأن أنعم بالسعادة الأبدية مع حبيبي..

 

سحبت يدي من قبضتيه ووقفت بسرعة وقلتُ له بتوتر بينما كنتُ أنظر بلهفة نحو باب المكتب

 

" أستأذن منك سيــ.. أنا.. أنا يجب أن.. أريد أن أستريح وأنام.. عمت مساءً "

 

وخرجت بسرعة من المكتب دون أن أنتظر الماركيز وهرولت مُسرعة نحو غرفتي.. بكيت بحزنٍ شديد على نفسي.. صعب جداً أن أُحبه ولا أستطيع التعبير له عن حُبي خاصة لأنه لا يُبادلني المشاعر..

 

مؤلم جداً ما أعيشه.. هناك حائط ضخم يفصلني عن سعادتي.. يقف بوجهها ويمنعني عنها بالقوة.. وخوف شديد يتملكني من أن يكتشف الماركيز في يومٍ ما الماضي الأسود الخاص بي..

 

غرقت بالنوم بعد ساعات طويلة ولم أستيقظ إلا على أصوات أطفالي وهم يقبلوني ويطلبون مني الاستيقاظ بلهفة.. لقد تأخرت على عملي لأن الماركيز طلب من الخدم حتى لا يزعجوني و لكن الأطفال أيقظوني في الساعة التاسعة ونهضت بخوف وارتديت ملابسي وودعت صغاري وذهبت برفقة لوكاس إلى الشركة..

 

فكرت كثيراً أن أتجنب الماركيز في الشركة ولكنه أمرني سابقاً بالدخول إلى مكتبه حال وصولي إليها واندهشت عندما رأيت سارلفي تجلس مكاني في مكتبي الخاص.. لم أعر الأمر أهمية إذ ظننت بأنها تجلس في مكتبي لأنها ظنت بأنني سأتغيب اليوم..

 

دخلت إلى مكتبه ورأيتهُ مُنهك بالملفات أمامه.. ابتسمت برقة بينما كنتُ أتأمله بهيام وهو يجلس بهيبة على الكرسي خلف مكتبه وهو يتصفح الملفات أمامه بهدوء و بدقة و بتركيز..

 

بدا وسيما جداً بتلك البدلة الرسمية الزرقاء.. رأيتهُ يُشير لي بيده اليمنى لأجلس على الكرسي أمام مكتبه دون أن ينظر إليّ.. تقدمت وجلست وحدقت بخجل إليه.. رفع نظراته لتستقر على عيناي وابتسم لي بحنان قائلا وهو يغلق إحدى الملفات

 

" لماذا أتيتِ إلى الشركة؟ "

 

عقدت حاجباي بدهشة وهمست بذهول وبتلعثم

 

" هاااااا!!!.. أعني.. هو لدي عمل و... "

 

تأملني بنظرات غريبة ومُندهشة


رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري


ثم قاطعني قائلا بجدية وهو يستقيم بجلسته

 

" لا ماريسا.. زوجتي لا تعمل.. أنتِ لن تعملي في الشركة بعد اليوم.. سوف تُصبحين الماركيزة دي فالكوني بعد شهرٍ واحد.. وطبعا لن أوافق بأن تعمل زوجتي.. ثم... "

 

توقف عن التكلم وفتح دُرج في مكتبه وأخرج بطاقة مربعة الشكل صغيرة ووجهها أمامي وأشار لي بعينيه لكي أستلمها.. رفعت يدي واستلمت منه البطاقة الذهبية اللون وسمعته بدهشة يقول

 

" هذه بطاقة مصرفية باسمكِ.. لقد فتحت حسابا مفتوحا لكِ ويمكنكِ سحب المال و الشراء و الدفع في أي وقت ترغبينه منها.. لا تهتمي للمبلغ فهي ليست محددة بل مفتوحة "

 

نظرت إليه بدهشة وعندما حاولت فتح فمي لأعترض أجابني بسرعة

 

" لا تعترضي ماريسا.. أنتِ سوف تصبحين زوجتي أي الماركيزة دي فالكوني.. وكل ما أملكهُ سيكون تحت تصرفكِ بالكامل.. وأيضا اتصلت بنفسي واستعنت بإحدى أهم الشركات المختصة بتنظيم الأعراس في إيطاليا.. سوف يرسلون موظفة لديهم تُطقن اللغة الإنكليزية لتُساعدكِ بتنسيق واختيار ما يناسبكِ.. سوف تصل الموظفة بعد ساعة إلى القصر واسمها كارولين.. أطلبي منها أولا أن تشرح لكِ بالتفصيل جميع مجريات الاحتفال وما هو الأنسب لكي تختارينه.. اختاري الأفضل من كل شيء ولا تهتمي للسعر.. أنا أثق بذوقكِ الرفيع ولن أعترض على أي شيء تختارينه "

 

ابتسمت له بخجل ثم سالتهُ بحياء

 

" هل يمكنني أن أصطحب الأطفال معي و نانا ماريتا و فيليا.. شارلي سافرت في الصباح في رحلة شهر العسل و أنا أرغب بأن يكونوا برفقتي إن سمحتَ لي بذلك "

 

ابتسم لي بحنان قائلا

 

" طبعا يمكنكِ ذلك.. فهم أطفالكِ ماريسا ويمكنكِ أخذ أي قرار يختص بهم دون مُشاورتي.. افعلي ما ترغبينه ولا تطلبي الإذن مني.. اتفقنا؟ "

 

شكرته بخجل ووقفت ولكن قبل أن أذهب وقف الماركيز وقال

 

" انتظري ماريسا "

 

نظرت إليه بقلق وهو يتقدم ويقف أمامي ولكن غاب كل شيء من حولي عندما تقدم خطوة أخرى مني وقبلني برقة على وجنتي اليمنى.. أغمضت عيناي وشعرت بوجنتي تلتهب مكان قبلته ثم نبض قلبي بجنون عندما أحسست بشفتيه تُلامس ركن فمي وطبع قبلة صغيرة في تلك البقعة ثم شعرت به يبتعد..

 

فتحت عيناي بضعف ونظرت إليه بضياع بينما هو بحنانٍ كبير.. داعب وجنتي الحمراء بأصابعه وهمس قائلا بنبرة حنونة

 

" لن يكون يومي جميلا من دون هاتين القبلتين ملكتي "

 

ذاب قلبي بهواه وساح.. ساح وساح وساح الهوى في قلبي حتى أصبح عاشقا له لحد النخاع.. ابتسمت له بخجل وفريت هاربة منه بينما كنتُ أسمعه يقهقه بخفة..

 

ابتسمت بحلم بينما كنتُ أخرج من المكتب ورأيت سارلفي تقف أمامي وهي تبتسم بسعادة.. اقتربت وعانقتني بشدة قائلة

 

" مبروك.. أنا سعيدة لأجلكما.. لم أرى الرئيس بهذه السعادة منذ زمنٍ طويل "

 

ابتعدت عني وابتسمت لها بخجل قائلة

 

" كيف عرفتِ؟!.. أعني هل أخبركِ الماركيز بنفسه؟ "

 

ابتسمت بسعادة وأجابتني

 

" الماركيز لا يتكلم معي بخصوصياتهِ وحياتهِ الشخصية.. الخبر كان قد انتشر في جميع أنحاء إيطاليا منذ الفجر.. في الصحف والجرائد والوكالات وعبر جميع مواقع التواصل الاجتماعية.. الجميع فرحون من أجله.. أخيراً اختار المرأة المناسبة له.. وأنتِ ماريسا محظوظة جداً به وطبعا هو محظوظ لأنهُ وجدكِ.. أتمنى لكما السعادة الأبدية عزيزتي "

 

شكرتُها بخجل ثم ودعتُها وذهبت وأنا أبتسم بسعادة.. أوصلني لوكاس إلى القصر وبعد نصف ساعة وصلت كارولين في الوقت المحدد.. تكلمت معها في الصالون وطلبت منها كما اخبرني الماركيز لتشرح لي جميع التفاصيل وما يجب أن أفعله وأختاره ويكون مناسبا لمقام الماركيز..

 

بعد مرور يومين خرجت من القصر مع أطفالي الثلاثة و نانا ماريتا و فيليا وذهبنا للتسوق من أجل فستان الخطوبة والزفاف.. كنتُ سعيدة جداً خاصة عندما اخترت مع الأطفال فستان زفافي البسيط من تصميم أهم مصمم للأزياء في إيطاليا.. استغرب المصمم اختياري وحاول إقناعي بنفسه لكي أعدل عن رأيي وأختار فستان كالأميرات ليوم زفافي.. لكنني لم أوافق وطبعا احترم رأيي الشخصي وقال لي ببساطة بأنني لو ارتديت فستان عادي سأبدو جميلة به..

 

خجلت من كلامه لأنه تغزل بي ورأيت فيليا تبتسم بسعادة بينما نانا ماريتا كانت تنظر بغضب إلى المصمم.. دفعت الحساب واتفقت مع المصمم ليُرسل لي الفستان قبل يوم من موعد الزفاف إلى قصر الماركيز..

 

خرجنا من المبنى وبدأنا نبحث عن فستان من أجل حفلة الخطوبة.. لم أفهم لماذا الماركيز أصر على هذه الحفلة ولكن نانا ماريتا قالت لي ببرود بأن هذه هي الأصول والماركيز يتوجب عليه تنفيذها.. استغربت ذلك لأنه عندما تزوج من والدة أطفاله تزوج بسرية ودون أن يهتم للعادات والأصول..

 

لم أفكر كثيراً بالموضوع وتابعنا التسوق بسعادة.. ذهبنا إلى أتوليه مصممة جديدة بدأ اسمها يلمع في عالم الموضة كانت كارولين نصحتني بالذهاب إليها من أجل فستان الخطوبة.. دخلت إلى الاتيليه الخاص بها برفقة الجميع واندهشت لجمال الأثواب المعروضة أمامي.. واندهشت أكثر عندما تعرفت عليّ المصممة بسرعة دون أن أُقوم بالتعريف عن نفسي.. ثم تذكرت بأن السبب يعود لنشر صوري مع الماركيز في الصحف..

 

بدأت تعرض عليّ آخر تصميماتها ورغم جمال الفساتين إلا أنني أردت شيئا بسيطا وناعما ومريح.. فجأة هتف التوأم مع إيلينا بسعادة وهم يُشيرون لي نحو فستان معروض في زاوية صالة العرض.. تقدمت ووقفت بجانب صغاري ونظرت باستحسان إلى الفستان..

 

كان الفستان ساحر جداً ولونه أحمر دموي.. وكان جميل وأنيق وبسيط على طريقتهِ الخاصة.. أحببت الفستان من النظرة الأولى خاصة لأن صغاري من اختاروه لي.. نظرت نحو المصممة وقلتُ لها بسعادة

 

" أحببت هذا الفستان.. هل يمكنني ارتدائه لأرى إن كان يناسبني؟ "

 

ابتسمت لي بوسع ووافقت على الفور.. خرجت من غرفة تبديل الملابس ووقفت أمام الأطفال و نانا ماريتا و فيليا والمصممة و الموظفين.. ابتسم لي الجميع ثم قالت لي المصممة

 

" الفستان يبدو مذهلا عليكِ أنسة لودر.. سوف ينال إعجاب الماركيز بشدة "

 

احمرت وجنتاي لذكرها لـ رومانوس وتخيلت بخجل كيف ستكون ردة فعله عندما يراني بالفستان.. ثم شهقت بدهشة عندما ركض الأطفال وعانقوني بشدة وهم يقولون لي بأنني أبدو كالأميرة.. انحنيت وعانقتهم بشدة إلى صدري ثم توجهت إلى غرفة تبديل الملابس..

 

طبعا اشتريت الفستان دون أي تردد مع حذاء خاص به وهو أيضا من تصميم المصممة.. وذهبنا لنبحث له عن أكسسوارات مناسبة له لكن للأسف لم يُعجبني شيء وشعرت بالخجل من أن ادخل إلى محل المجوهرات كما اقترحت عليّ فيليا إذ لا أريد أن أصرف من مال الماركيز أكثر مما فعلت.. وقررت في النهاية أن لا أرتدي مع الفستان أي أكسسوار..

 

مضى الأسبوع بسرعةٍ قصوى وحان وقت حفلة الخطوبة.. كنتُ متوترة جداً بينما مُصففة الشعر تبتسم لي قائلة

 

" انتهيت.. ما رأيكِ أنسة ماريسا بالتسريحة؟ "

 

نظرت إلى انعكاس صورتي في المرآة أمامي وابتسمت برقة وأجبتُها بأنها أعجبتني ثم بدأت فتاة برفقتها تضع لي مساحيق التجميلية على وجهي.. بعد مرور نصف ساعة ساعدتني فيليا بارتداء فستان الخطوبة وعندما انتهت حدقت إليّ باستحسان وأشارت لي بلغة الإشارات بشي لكنني لم أفهمها.. فابتسمت بوسع وأخرجت ورقة و قلم من محفظتها وكتبت شيئا عليها ثم سلمتني الورقة

 

( تبدين جميلة جداً ماريسا..  والفستان يليق بكِ جدا  )

 

شكرتُها بسعادة وخرجت فيليا من الغرفة بعد أن تلقت رسالة من ماركو على هاتفها.. كنتُ أنظر بسعادة إلى شكلي في المرآة عندما سمعت طرقات خفيفة على الباب.. ظننت فيليا قد عادت لذلك قلتُ بسرعة

 

" أدخلي حبيبتي "

 

لكن تجمدت الدماء في عروقي عندما رأيت عبر المرآة الباب ينفتح ودخل الماركيز.. استدرت وحدقنا إلى بعضنا البعض باستحسان وإعجاب مُتبادل..

 

كان الماركيز يرتدي بدلة توكسيدو سوداء رائعة الجمال وكانت ابتسامتهُ لي ساحرة جدا..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري

 

ابتسمت له بحياء وهو يتقدم ببطء ويقف أمامي.. وهنا انتبهت بأنه يحمل علبة حمراء مخملية بيده اليمنى.. سمعته بدهشة يقول لي

 

" إنها هدية من أجل الخطبة "

 

حدقت إليه بدهشة ثم ابتسمت بخجل ثم شهقت بإعجابٍ شديد عندما فتح العلبة ورأيت العقد بداخلها.. نظرت إليه بدهشة ولكنه ابتسم ثم كلمني بحنان

 

" سمعت من أطفالي منذ ثلاثة أيام بأنكِ لم تجدي اكسسوار مناسب للفستان.. وبعد أن عرفت بلون الفستان قررت أن أتصرف بسرعة ولا أجعل ملكتي تحزن "

 

شعرت بقلبي المسكين يذوب ذوابانا بسبب حنان وكرم الماركيز.. تقدم ووقف خلفي وارتعش جسدي بقوة عندما قال لي بنبرة جميلة هادئة

 

" هل تسمحين لي؟ "

 

أومأت له موافقة وأغمضت عيناي عندما لامست أصابعه بشرة عنقي بينما هو يضع لي العقد.. ثم وضع الحلق في ثقب أذناء وعاد ليقف أمامي وهو ينظر باستحسان إليّ.. ابتسمت له بوسع وتأملتهُ بخجل


رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري


فجأة سمعته يقول لي بنبرة حالمة

 

" الزمرد الأحمر يليق بكِ جداً ملكتي.. تبدين جميلة جداً "

 

احمر وجهي من شدة الخجل ثم أجبته بهمسٍ خجول

 

" شكراً.. لقد أحببت الطقم جداً "

 

ابتسم لي تلك الابتسامة التي تجعلني أذوب ثم اقترب وقبلني بخفة على خدي ثم ابتعد وقال بنبرة جادة

 

" لا تتأخري.. الصحفيين والضيوف بانتظارنا في قاعة الاحتفال.. سأرسل ماريتا لكي ترافقكِ مع لوكاس "

 

أومأت له بخجل موافقة وخرج بهدوء من الغرفة.. زفرت بقوة بينما كل خلية في جسدي كانت ترتعش بفعل السعادة.. كم هو رائع.. كيف لي أن لا أعشقهُ بجنون؟!.. تساءلت بداخلي بحزن ولكن قررت أن أنسى الليلة جميع آلامي وأحزاني وأنعم بالسعادة..

 

دخلت ماريتا إلى غرفتي وشهقت باستحسان عندما رأتني.. ثم قالت بسعادة و بإعجاب

 

" تبدين جميلة جداً يا ابنتي.. قلادة الزمرد الأحمر الملكي تليق بكِ و بالفستان بشكلٍ مذهل "

 

شكرتُها بخجل ثم أخبرتُها بأن الماركيز هو من أهداني طقم الزمرد.. اتسعت ابتسامتها أكثر وقالت باستحسان

 

" الزمرد الأحمر هو نوع نادر من الكريستال الذي لن نجده على رفوف متاجر المجوهرات ولا يمكن شراءه في أي مكان.. وأيضا يصف الجوهريون في جميع أنحاء العالم الزمرد الأحمر بأنه أندر بلورة ثمينة.. الماركيز عرف جيداً كيف يختار لكِ هدية خاصة لهذه المناسبة "

 

ابتسمت لها بسعادة بينما وجنتاي كانت تلتهبان بحمرة الخجل.. اقتربت وعانقتني ثم ابتعدت عني قائلة بنبرة جادة

 

" الماركيز ينتظركِ أمام باب الصالة.. هيا ابنتي لننزل "

 

تبعتُها وعندما خرجنا رأيت لوكاس بانتظارنا ابتسم لي باحترام ورافقنا إلى الأسفل.. رأيت الأطفال مع خادمتين.. نظرت إلى أطفالي بسعادة وابتسمت لهم بحنان


رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري


وفورا ركضوا أطفالي وعانقوني بشدة.. بادلتهم العناق وقبلتهم ثم تركتهم مُرغمة برفقة ماريتا وتوجهت نحو صالة الاحتفال في القصر برفقة لوكاس..

 

كان قد تم وضع السجاد الأحمر في كل مكان ورأيت عدد هائل من المدعوين والصحفيين في الخارج.. ولكن نظراتي استقرت على الماركيز والذي كان يقف أمام باب الصالة بانتظاري..

 

كان يبدو جذاباً ووسيماً لدرجة مذهلة.. وقلبي المسكين لم يهدأ عن النبض بنبضات متسارعة.. ابتسمت له بخجل بينما أقف أمامه و رفع يده اليمنى نحوي ورفعت يدي ووضعتُها بخفة بكف يده.. حاوط يدي الصغيرة بأصابعه ثم استدار ودخلنا معا إلى القاعة..

 

إنهال الصحفيين علينا بالأسئلة لدى دخولنا.. كان قد تم وضع شريط أحمر في مكان خاص لهم لمنعهم من الاقتراب من المدعوين.. أجاب الماركيز على عدة أسئلة والتي لم أفهم منها شيئا لأنهم كانوا يتكلمون باللغة الإيطالية.. ثم تقدمنا نحو المدخل الرئيسي للصالة والذي تم فتح بابها ليدخل الضيوف..

 

استقبلت بخجل الضيوف بينما كنتُ أقف بجانب الماركيز وهو يمسك بخصري بيده اليسرى بإحكام ويُصافح الضيوف ويعرفني عليهم ونتقبل التهاني منهم..

 

شعرت بالصدمة عندما رأيت سياسيين و ممثلين وأهم شخصيات البلد في إيطاليا وخارجها.. لم أتوقع أبدا أن أراهم وخاصة أن أرى هذا العدد الكبير من الضيوف والذي فاق عدده الألف شخص.. بعد أن دخل آخر ضيف إلى القاعة رافقت الماركيز إلى طاولة الشرف وجلست على المقعد بجانبه بعد أن ساعدني..

 

كانت الصالة قد تم تنظيمها بشكل أنيق جدا ومدروس من قبل الشركة التي تهتم بتنظيم زفافنا.. وتم تقديم الطعام والمشروبات للجميع.. كنتُ ابتسم بسعادة ونسيت كليا مخاوفي وجميع أحزاني..

 

شعرت بالفخر بحبيبي.. فالجميع يحبونه ويحترمونه.. كنتُ أنظر إليه بسعادة بينما هو يتكلم مع ماركو ويبدو على ملامحه بأنه سعيد جدا أيضا..

 

بدأ الحفل بعزف فرقة الأوركسترا مقطوعة شهيرة.. فجأة وقف الماركيز ونظر إليّ بعاطفة وهو يمد يدهُ نحوي.. حدقت إليه بخجل ووضعت يدي بكفه وساعدني بالنهوض وتوجنا إلى حلبة الرقص..

 

وضع يديه على خصري بينما أنا رفعت كلتا يداي وحاوط عنقه ثم أرحت جبهتي على صدره ورقصنا بهدوء على تلك المقطوعة الموسيقية الجميلة..

 

كنتُ سعيدة جداً ولم أنتبه بأن جميع الضيوف ينظرون إلينا بصمت وبسعادة.. كنتُ في عالمٍ آخر مع ماركيزي الوسيم.. عالم سحري.. عالم خيالي.. عالم خاص بنا أنا و هو فقط... وتمنيت من أعماق قلبي أن أظل معه على هذه الوضعية ونرقص إلى الأبد..

 

وعندما انتهت المعزوفة ابتعد رومانوس قليلا عني ثم أخرج علبة سوداء صغيرة الحجم من جيب سترته وفتحها لأرى بها ثلاث خواتم.. محبسين واحد نسائي وأخر رجالي وخاتم بوسطه حبة من الألماس كبيرة جداً..

 

سحب محبس النسائي مع خام الألماس ر ووضعهما بأصبعي البنصر في يدي اليمنى ثم أشار لي بعينيه لأسحب المحبس من العلبة.. بلعت ريقي بقوة وسحبت المحبس وبيدٍ مُرتعشة وضعته بأصبعه البنصر في يده اليمنى وشهقت بصدمة عندما انحنى وحاوط وجنتاي بكلتا يديه وقبلني قبلة ناعمة على شفتاي..

 

وقف جميع الحضور وتلقينا تصفيق حار منهم.. ابتعد عني الماركيز وفتحت عيناي ببطء ونظرت إليه بحياء بينما التصفيق من قبل الحضور لم يهدأ.. ابتسم لي بحنان ثم رفع يدي اليمنى وقبلها برقة ثم جذبني نحو طاولة الشرف الخاصة بنا.. وبعد أن ساعدني بالجلوس همس بأذني قائلا

 

" اخترت هذا المحبس وخاتم الألماس بسيطين لأنني أعلم بأنكِ تُحبين الأشياء البسيطة والناعمة.. ولكن لا أعدُك بأن أفعل ذلك بخاتم الزواج ملكتي.. فعلى ملكتي أن ترتدي أثمن خاتم زواج في العالم "

 

توسعت عيناي بدهشة ثم ابتسمت بخجل إذ ظننته يمزح معي.. فالمحبس والخاتم الماسي بعيدان كل البُعد عن البساطة ومع ذلك أغرمت بهما بشدة..

 

انتهت الحفلة وكانت ناجحة وجميلة جداً.. وبعد ذهاب الجميع كنتُ أشعر بإرهاق شديد..

 

ولكن الماركيز طلب أن أتبعه.. تبعتهُ بهدوء نحو القاعة الثانية للاحتفالات في القصر وشهقت بدهشة عندما رأيت عدد كبير جداً من الهدايا بداخلها.. استغربت عندما أخبرني الماركيز بأنها من الضيوف هدية بمناسبة خطبتنا.. ثم شهقت بخوف عندما حملني بين يديه كالعروسة فجأة..

 

نظرت إليه بدهشة وسألته

 

" ماركيــ.. رومانوس ماذا تفعل؟!! "

 

تأوه بخفة وهو ينظر إلى شفتاي بشرود ثم همس قائلا بصوتٍ مهزوز

 

" أنتِ متعبة وبالكاد تستطيعين الوقوف "

 

نبض قلبي بنبضات مُتسارعة ومشى الماركيز صاعدا وهو يحملني نحو غرفتي.. وضعني بخفة على السرير بينما أنا كنتُ أنظر إليه بضياع.. تأوه بخفة ثم أخفض رأسه وأغمض عينيه وقبلني قبلة جعلتني أذوب بسببها..

 

أغمضت عيناي ورفعت كلتا يداي وحاوطت عنقهُ بهما وبادلتهُ القبلة بشغف..

 

ارتعش جسدي بشدة عندما شعرت بيديه تلمس خصري وتصعد ببطء نحو صدري.. تأوهت بنعومة من بين القبلة عندما داعب فوق قماش الفستان صدري بكلتا يديه..

 

استسلمت لهُ بعشق ليمتلكني الآن.. كنتُ واقعة تحت تأثير سحره وعشقي الكبير له..

 

شعرت بشفتيه تستقر على عنقي ثم ترقوتي ثم كتفي.. كان يُحقنني بقبلاتهِ الساخنة على بشرتي.. وكنتُ مستسلمة لهُ كلياً..

 

فجأة توقف عن تقبيل كتفي وشعرت بأنفاسهِ الحارة تُداعب أنفي ووجنتي.. فتحت عيناي ونظرت إليه بنظرات ضائعة راغبة..

 

ابتسم ابتسامة حنونة رائعة وهمس قائلا بنبرة رقيقة ساحرة

 

" ليس الليلة ملكتي.. يجب أن تستريحي "

 

ابتعد عني قليلا لكنه داعب وجنتاي بخفة بأصابعهِ وهمس قائلا

 

" أحلاما سعيدة ملكتي "

 

واستقام واقفا وخرج بهدوء من الغرفة بينما أنا قلبي كان على وشك أن ينفجر من سرعة نبضاته..

 

أغمضت عيناي وفكرت بسعادة وبعشقٍ كبير.. أحبُه.. أنا أعشقهُ بجنون.. ماركيزي الوسيم أنا هائمة بك...

 

ابتسمت بوسع ثم نهضت وأزلت المكياج عن وجهي ثم خلعت فستاني وذهبت لأستحم..

 

مضت الأيام بسرعة وشعرت بسعادة لا حدود لها عندما رأيت شارلي تدخل إلى القصر برفقة فيليا و صغيري بيترو..

 

ركض بيترو إلى أحضاني وهو يصرخ بفرح

 

" خالتي مالسي.. مالسي... "

 

احتضنته بقوة إليّ ولكن لصدمتي الكبيرة غرق التوأم بالبكاء عندما شاهدوني أحتضن بيترو وأقبله.. و إيلينا كتفت يديها أمام صدرها وهي تُكشر بطفولية وبغضب.. وضعت التوأم في حضني وهدأتهم ثم احتضنت إيلينا وحاولت أن أجعلها تبتسم بينما فيليا و شارلي الشريرتين كانتا تضحكان عليّ باستمتاع..

 

وأخيرا الأطفال شعروا بالرضا التام وذهبوا ليلعبوا مع بيترو المسكين والذي كان يقف وهو يُحدق بدهشة إلى إيلينا الصغيرة..

 

" أوه.. ابني صغيري لا يُضيع وقته أبداً.. وضع عينيه على إيلينا "

 

شهقت بصدمة بينما كنتُ أمشي برفقتهم نحو الحديقة.. نظرت إلى شارلي بغضب وهتفت بوجهها

 

" أولا بيترو ما زال صغيراً حتى يفهم بهذه الأشياء.. ثانيا إيلينا أكبر منه في العمر.. وثالثا صحيح بأنني سعيدة بأنكِ عُدتِ من رحلة شهر عسلكِ لكن صديقتي أنتِ أصبحتِ منحرفة لحد الجنون "

 

ضحكت شارلي بقوة وهي تجلس على المقعد ثم نظرت إليّ بنظرات ماكرة وقالت بخبث

 

" سأُمهلكِ فترة أسبوعاً واحداً فقط بعد زواجكِ من الماركيز.. وحينها سنرى كيف سوف تصبحين منحرفة أكثر مني عزيزتي خاصةً على فراش الماركيز "

 

شهقت بقوة ونظرت إليها بصدمة شديدة بينما الاحمرار بدأ ينتشر في كامل أنحاء وجهي وعنقي.. ابتسمت فيليا وأشارت لـ شارلي بيديها

 

( توقفي شارلي عن إخافتها.. لقد أرعبتِ ماريسا وقد تجعلينها تُغير رأيها وتعدل عن الزواج من الماركيز قبل يومين من الزفاف )

 

لم أفهم كالعادة ما أشارت به ولكن بدا واضحا من وجه شارلي بأن فيليا كانت تُعاتبها.. نظرت حولي وعندما تأكدت بأن الخدم قد ابتعدوا نظرت باتجاه فيليا ثم شارلي وقلتُ لهما بهمس وبتوتر

 

" أنا.. أنـ.. أنا.. أحبُه "

 

حدقت فيليا إليّ بجمود ولكن شارلي أمسكت بكأس العصير وتجرعت منه القليل ثم وضعت كأسها بخفة على الطاولة وهي تقول بهدوء

 

" ما ألذه.. و من هو الذي تُحبينه ماريسا؟.. أأااااااخ.. ما بكِ فيليا؟!.. لماذا ركلتني على ساقي المسكينة؟!!.. ماذا أصابكِ؟!.. أخخخخ.. هذا مؤلم.. توقفي عن ركل ساقي فيليا... "

 

هتفت شارلي بألم في النهاية بينما فيليا رفعت يدها عاليا ومسحت بها وجنتها وهزت رأسها بعجز.. نظرت إلى شارلي المتألمة وهمست لها يتوتر

 

" رومانوس.. هو من أحبُه.. و.. و.. بجنون أيضا "

 

توسعت عينيها على وسعها وحدقت إلى وجهي بذهولٍ شديد.. وقبل أن تفتح فمها سالت دموعي على وجنتاي ومسحتُها بسرعة وقلتُ لها بحرقة

 

" لكن هو لا يجب أن يعلم بمشاعري.. ثم تذكري شارلي أين كنتُ أنا لمدة سنتين مؤلمتين.. أنا لا أستطيع أن أعيش حياةً طبيعية معه.. لذلك وافقت على الزواج منه حبراً على ورق من أجل أن يحصل على حضانة إيلينا فقط.. زواجي به لن يكون حقيقيا وهذا يؤلمني جدا.. ويجعلني أنتفض غضبا من الداخل بسبب ما حصل معي في الماضي.. أنا أحبهُ شارلي وبجنون "

 

سالت دموعي أكثر على وجنتاي ورأيت الدموع تترقرق في عيون شارلي.. كانت تنظر إليّ بحزنٍ شديد وما أن فتحت فمها لتتكلم منعتُها عن فعل ذلك إذ قلتُ لها بسرعة وبحرقة قلب وبمرارة

 

" أنتِ لا تعلمن ما حدث معي في الماضي.. لكن سأخبركِ بأن ما واجهته فاق قدرة تحملي وطاقتي.. ولا أتمنى لأي فتاة على وجه الأرض أن تتعرض لما تعرضتُ إليه "

 

شهقت بقوة ولم يعُد باستطاعتي أن أتحمل أكثر لذلك قلتُ لها بوجعٍ كبير

 

" تألمت جداً.. كنتُ أضحك بداخلي بألف وجع وحزن وألم طيلة خمس سنوات ونصف مؤلمة.. لا أحد سيفهم ما مررت به وشعرت به سواي.. وللأسف ما زلت أشعر بذلك الوجع الرهيب والذي لا يُحتمل وخاصة الآن لأنني.. لأنني لا أستطيع أن أكون للرجل الذي أحببتهُ بصدق وبكامل مشاعري وأحاسيسي.. لا أستطيع.. "

 

وقفت بانهيار وركضت نحو غرفتي.. لم أستطع أن أتمالك نفسي أكثر واعترفت لـ شارلي بما يؤلمني وما أشعر به نحو الماركيز.. لكن طبعا لم أستطع أن أخبرها عن الماضي الأليم..

 

لم أستطع أن أتحمل الضغط الذي أشعرُ به في داخلي وانفجرت بوجه شارلي.. سمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي ثم صوت شارلي تقول بصوتٍ باكي

 

" ماريسا.. سأدخل "

 

كنتُ أدفن رأسي في الوسادة عندما دخلت شارلي وأغلقت الباب ثم سمعت خطواتها تقترب وشعرت بها تجلس بجانبي على طرف السرير..

 

" سامحيني ماريسا.. أنا لم أقصد بكلامي أن أجرحكِ.. أنا.. أعتذر لأنني.. لأنني لم أُراعي مشاعركِ.. ولأنني أعرف ما حصــ... "

 

توقفت فجأة عن التكلم وهي تُمسد شعري بيديها ثم قالت ببكاء

 

" سامحيني صديقتي أرجوكِ.. سامحيني "

 

شعرت بالحزن لأنها تطلب مني السماح على شيء بسيط.. توقفت عن البكاء واستدرت ونظرت إلى شارلي المنهارة.. فعليا كانت مُنهارة أكثر مني.. مسحت دموعي ونظرت إليها بحنان ثم مسحت دموعها بأصابعي قائلة لها بحنان

 

" شارلي.. توقفي عن البكاء.. أنا لم أغضب بسبب ما قلتهِ لي ولم أنفعل بسببه.. أنا فقط كنتُ حزينة وعبرت عما بداخلي بطريقة مُحزنة.. ولا تطلبي مني السماح أبداً حبيبتي فأنتِ لم تُخطئي بشيء.. هيا شارلي توقفي عن البكاء لو سمحتِ "

 

ولدهشتي بكت بشكلٍ أعنف وهي تحتضنني وتهمس لي بالإيطالية

 

" سامحيني صديقتي.. لم يكن بيدي أن أكذب عليكِ وأخفي عنكِ الحقيقة.. أنا غصبا عني فعلت ذلك.. سامحيني... "

 

لم أفهم ما قالته لكنني شعرت بالذنب لأنني أحزنتُها.. ربتت بحنية على ظهرها ثم مسدت شعرها بيداي وقلتُ لها بحزن

 

" لا أعلم ولكن ردة فعلكِ عجيبة الآن شارلي.. اهدئي عزيزتي وتوقفي عن البكاء.. أنا فعلا لستُ حزينة وغاضبة منكِ بسبب انحرافكِ الجميل "

 

وبعد دقائق معدودة أخيرا توقفت شارلي عن البكاء وعانقتني بشدة ثم حاوطت وجنتاي بيديها ونظرت إلى عمق عيناي بحزن قائلة

 

" مهما جرى في المستقبل أريدُكِ أن تعديني بأنكِ لن تكرهينني أبداً.. وتسمحي لي بشرح سوء التفاهم الذي جرى.. عيديني ماريسا الآن وفي هذه الحظة "

 

حدقت إليها بتعجُب وأنا أعقد حاجباي ولكن قبل أن أسألها عن ما تعنيه بحديثها هذا تابعت قائلة بإصرار وهي تمسح كفيها على وجنتاي بخفة

 

" عيديني ماريسا أرجوكِ.. عيديني بأنكِ ستظلين صديقتي إلى الأبد ولن تكرهينني مهما جرى "

 

نظرت إليها بخوف.. لا أعلم ولكنني شعرت بأنها تُخفي سراً عني.. ومع ذلك بسبب نظراتها المتوسلة إليّ أجبتُها بحنان ودون تفكير

 

" أعدُك "

 

تنهدت براحة وهي تُغمض عينيها ثم عانقتني بشدة ثم ابتعدت عني وقبلت وجنتي وجبهتي بخفة ووقفت ومسحت دموعها بكف يدها وقالت وهي تبتسم

 

" تذكري جيداً بأنني أعتبركِ شقيقةً لي.. وأنا أحبكِ بصدق ماريسا.. ولكن أحيانا الظروف تُجبرنا على فعل أشياء لا نريدها.. و.. أنا أحبكِ جداً.. تذكري ذلك حبيبتي.. ياه بدأت أهذي بغباء بحديثي وأتكلم بأشياء لا معنى لها.. ولكن طبعا أنا صادقة بمحبتي لكِ و.. تبا بدأت بالتكلم بما أفكر به كعادتي.. ههههه.. وداعا ماريسا.. أراكي لاحقا صديقتي "

 

وفرت مهرولة من أمامي وخرجت من غرفتي مُسرعة كالريح.. ابتسمت بحنان وأنا أنظر نحو الباب ثم شعرت ببعض الراحة لأنني فضفضت قليلا لصديقتي المجنونة.. وقفت ودخلت إلى الحمام وغسلت وجهي ثم قررت أن أذهب لأرى الأطفال..

 

كنتُ متوترة جداً وأنا أسمع شارلي تهتف بحماس بأن ماركو قد وصل أخيراً لكي أذهب برفقته إلى الكنيسة.. كانت فيليا برفقتنا فهي أتت برفقة شارلي منذ الساعة السابعة صباحا إلى قصر الماركيز والذي كان كخلية نحل.. الجميع كانوا يشعرون بالسعادة ويتحضرون للزفاف الأسطوري..

 

" الزفاف الأسطوري "

 

همست بخجل عندما أخبرتني شارلي بأن الجميع يتكلمون وينتظرون بفارغ الصبر زفاف الأسطوري للماركيز...

 

كنتُ متوترة جدا ولكن لم أكن خائفة.. لم أفكر بالماضي بل قررت أن أعيش كل لحظة بلحظة وأستمتع بالسعادة التي أستحقُها.. فتحت فيليا الباب ورأينا ماركو يقف وهو يبتسم بسعادة لنا ويحمل بيده باقة ورد بيضاء.. تقدم ونظر إليّ باحترام وفرح قائلا وهو يرفع الباقة نحوي

 

" إنها من رومانوس.. طلب مني أن أسلمكِ إياها بنفسي "

 

ثم غمزني وقال بهمس لكي لا يسمعنا أحد

 

" وعلى فكرة الماركيز جدا متوتر.. لقد جعل إيثان يُصاب بالجنون وهو يسأله في كل لحظة كيف يبدو ولماذا تأخرتِ.. لقد اتصل بي إيثان وهو يتوعد لي بالجحيم إن لم أًحضركِ بسرعة إلى رومانوس.. وأشياء أخرى سأخبركِ بها لاحقا.. والماركيز ينتظركِ بفارغ الصبر أمام باب الكنيسة "

 

توردت وجنتاي بحمرة الخجل وأمسكت بالباقة وتنشقت عبير الورود وأنا أبتسم بفرح.. ثم ابتعد ماركو وقال لـ شارلي و فيليا

 

" حان وقت الرحيل سيداتي الجميلات "

 

ثم نظر إليّ ورفع يده وأمسكت بكف يده وخرجنا من الغرفة.. كان القصر مزين بالورود في كل مكان.. نزلت على السلالم وابتسمت بفرحٍ كبير لأطفالي..

 

عندما نزلت آخر درجة ركض الأطفال وعانقوني وبادلتهم العناق بشدة ثم ذهبوا برفقة شارلي و فيليا و نانا ماريتا.. ساعدني ماركو بالصعود في المقعد الخلفي لسيارة البانتلي الليموزين الخاصة بالماركيز ثم جلس بجانبي وتوجهنا إلى الكنيسة..

 

شهقت بسعادة وأنا أرى أهالي القرية يقفون على الرصيف وهم يرمون الورود والزهور على سيارتي.. كنتُ ابتسم بسعادة لا توصف وأنا أراهم من النافذة.. الجميع كانوا سُعداء اليوم وخاصة أنا.. 


نبض قلبي بشدة عندما وصلنا إلى الكنيسة.. رأيت رومانوس يقف بانتظاري أمام بابها برفقة إيثان وحشد كبير من الناس مع عدد كبير من الصحفيين يقفون جانبا خلف حاجز خاص لمنعهم من الاقتراب..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 31 - الزفاف الأسطوري

 

نبض قلبي بجنون عندما ترجلت من السيارة بمساعدة ماركو.. لم يغب عني رؤية الحُراس الشخصيين في كل مكان.. وجودهم جعلني أرتاح أكثر.. ابتسمت بخجل بينما كنتُ أقترب من الكنيسة وأهالي دي فالكوني كانوا يرمون الورود البيضاء عليّ.. كانت فيليا وشارلي خلفي برفقة الأطفال..

 

مشيت كالمسحورة نحو رومانوس بينما كنا ننظر إلى بعضنا البعض بنظرات سحرية وكأننا واقعين تحت تأثير سحر غريب يجعلنا غير قادرين عن إبعاد أعيننا عن بعضها.. سلمني ماركو له ورفع الماركيز يدي وقبلها برقة دون أن يُبعد اتصال عينيه عن خاصتي.. وما أن دخلنا إلى الكنيسة حتى وقف الحضور وبدأوا بالتصفيق لنا بحرارة..

 

وقفنا أمام الكاهن دون أن نتوقف عن النظر إلى بعضنا بطريقة خيالية ساحرة وطيلة فترة مراسم الزفاف.. أفقت من شرودي بعيون الماركيز عندما سمعت الكاهن يقول

 

" ماركيز رومانوس دي فالكوني هل تقبل الزواج من ماريسا لودر في السراء والضراء في الصحة والمرض في الغنى والفقر.. حتى يفرقكما الموت؟ "

 

أجابه الماركيز بسرعة وهو ينظر إليّ بسعادة

 

" نعم أقبل "

 

توردت وجنتاي بحمرة الخجل وعندما سألني الكاهن وأجبته بخجل بينما كنتُ أنظر إلى الماركيز بحياءٍ شديد

 

" نعم أقبل "

 

ابتسم الكاهن بسعادة قائلا

 

" بموجب السلطة المخولة لي أعلنكما زوجا وزوجة.. يمكنك سيدي الماركيز تقبيل عروستك "

 

احمر وجهي بشدة وبالكامل عندما أخفض الماركيز وجهه وأغمض عينيه ولامست شفتيه شفتاي بقبلة ناعمة رقيقة جميلة.. ابتعد عني عندما صفق جميع الضيوف لنا ثم بدهشة رأيت الماركيز يسحب علبة من جيب سترته وفتحها ورأيت بصدمة خاتم من الماس خطف أنفاسي بالكامل حتى أن شارلي شهقت بإعجاب عندما سحب الماركيز الخاتم وسلم العلبة لـ إيثان ثم أمسك بيدي اليسرى ووضع الخاتم بأصبع يدي البنصر..

 

نظرت بذهول إلى الخاتم كان جميل جدا ويبدو بأنه كلفه ثروة ضخمة.. نظرت بخجل أمامي ورأيت ماركو يفتح علبة مخملية صغيرة وسلمني إياها.. كان بها محبس الماركيز.. أمسكته بأصابعي المُرتعشة ووضعتهُ بسرعة بأصبع الماركيز ثم قمنا بالتوقيع على وثيقة الزواج مع الشهود الأربعة شارلي و فيليا و ماركو و إيثان.. وبدأ الجميع بتهنئتنا خارج الكنيسة ثم توجه الجميع نحو فندق الماركيز في دي فالكوني حيث ستقام حفلة الزفاف الأسطوري..

 

كان الفندق مكتظ بالضيوف وأهم الشخصيات في البلد.. القاعة الذهبية مزينة بالكامل بالورود البيضاء بشكل يُبهر الأنظار.. الحفل كان ناجح والجميع كانوا سعداء.. رقصت مع الماركيز ثلاث رقصات ثم رقصنا معا برفقة أطفالنا قبل أن يذهبوا مع ماريتا وبعض الحراس إلى القصر..

 

عندما انتهت الحفلة كنتُ مرهقة وبالكاد أستطيع الوقوف.. ساعدني الماركيز بالصعود إلى سطح الفندق وصعدنا إلى الهليكوبتر.. كنتُ شبه نائمة عندما شعرت بيدين تحملني.. فتحت عيناي بضعف ورأيت الماركيز يبتسم لي برقة وهمس قائلا لي بحنان

 

" نامي ماريسا.. سأهتم بكِ ملكتي "

 

أغلقت عيناي من جديد وذهبت بنومٍ عميق بسبب إجهادي وأنا ابتسم بنعومة وبراحة...

 

استيقظت على خيوط الشمس الدافئة والتي كانت تُداعب وجهي وفتحت جفناي بضعف وأنا أتململ في نومتي.. أدرت رأسي نحو اليسار ورأيت بذهول الماركيز يقف أمام باب الشرفة الزجاجي وهو يوليه ظهره لكنه كان ينظر إلى الخارج بسعادة.. لكن ما صدمني رؤيتي له بملابس النوم و.. وصدره وعضلاته ظاهرة من الروب المفتوح..

 

تأملته بانجذاب وبهيام وبينما كنتُ أتأمل صدره العاري سمعته بفزع يقول بنبرة مرحة

 

" صباح الخير زوجتي الجميلة "

 

انتفضت بذعر وحدقت إليه بدهشة ثم نظرت حولي ورأيت نفسي في غرفة غريبة بيضاء اللون وأثاثها فخم.. نظرت إلى الأسفل نحو صدري وتنهدت براحة عندما رأيت بأنني ما زلت أرتدي فستان زفافي.. شهقت بقوة عندما سمعت رومانوس يقول بحنان

 

" لا تخافي أنا لم ألمسكِ ملكتي "

 

ثم قال بالإيطالية

 

" لم ألمسكِ حتى الساعة "

 

ثم ابتسم لي بحنان ونظرت إليه بخجل وسألته

 

" أين نحن؟! "

 

حدق إليّ بشكلٍ غريب وابتسم ابتسامة ناعمة قائلا بنبرة هادئة طبيعية

 

" مرحبا بكِ في جزيرة سالينتو الإيطالية "

 

توسعت عيناي بذهولٍ شديد وهتفت بداخلي.. كيف؟!!.. نحن في جزيرة سالينتو الإيطالية!!!.. هل نحن في رحلة شهر عسل؟!!!.. يا إلهي!!!....


انتهى الفصل



انتقل إلى الفصل 32 ᐸ







فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©