رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلمى ايدك حبيبتى 🔥🔥🔥🔥🔥❤❤❤❤💞💞💞

    ردحذف
  2. حبيت البارت
    حزنت ع إيلينا وجيف
    و رومانوس
    انتظر البارت الجاي بحماس ♥️♥️

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حياتي لأنكِ أحببتِ بارت الأول

      حذف
  3. رائعة جداااااا💕💕💕 منتظرين البارت الجاي على أحر من الجمر ❤️

    ردحذف
  4. 😭😭😭😭😭😭😭😭😭
    بدأ عذابك رومي💔😔😭😭😭😭😭😭

    ردحذف
  5. ❤💘💘❤💘❤❤💘❤💘💘💘❤
    البارت تحفه ياقلبي تسلم ايدك 😍💘😍💘😍💘
    بس لازم نحضر مناديل كتييييير من بدايه البارت الجاي 💔😔💔😔💔😔🤧🤧😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭

    ردحذف
  6. يسلموووو ياقمر وبلشت الرواية نار نار روعاتك

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حبيبتي
      أنا سعيدة لأنكِ أحببتِ بارت الأول

      حذف
  7. يجنن البارت كولش قوي وكوله حماس منتظرين الجاي على أحر من الجمر

    ردحذف
    الردود
    1. شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  8. صراحة هذه افضل رواية عندي

    ردحذف
  9. واخيرا استطعت التعليق..شكرا من القلب على روايتك العزيزة على قلبي

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي الشكر لكِ لأنكِ أحببتِ رواياتي

      حذف
  10. كل مره اقره القصه اشعر بالحزن الشديد على جيف وايلينا مالهم ذنب والماركيز هم لان صعب تحترق وانت بعدك واعي لهالشي صعب كلش ما الومه على انتقامه رغم ماريسا هم مالهه ذنب 😔😔😔💔💔

    ردحذف
    الردود
    1. يا عمري أنتِ لا تحزني
      حبيبة قلبي

      حذف
  11. الأفضل دائماً وابداً هيه انتي كاتبتي العظيمة 🧡🧡 اشكرك من أعماق قلبي لنشر روايه ماركيز الشيطان انها من أحب الروايات إلى قلبي، شكراً لجهودك الدائم من أجلنا احبك كثيراً، استودعتك الله انتي وعائلتك الصغيرة 😚🧡

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي الشكر لكِ لأنكِ أحببتِ روايتي

      حذف
  12. منشان هيك صورة غلاف الرواية لابس قناع 😭😭😭😭😭😭 الله لا يوفقون شو عملوا 😭😭😭😭😭 الفصل الأول حزين حزين كثيييير 😭😭😭😭

    ردحذف
  13. رواية مليانة أحداث مثل العادة 😘😘😘 استمري

    ردحذف
  14. البداية جميلة مبدعة كالعادة

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني


ثواني







رومانوس دي فالكوني**



فتح له حارسين الباب أمامه قبل أن يصل ودخل بعنفوان وبثقة كبيرة إلى داخل غرفة الاجتماع الفاخرة والتي تقع داخل مبنى عملاق لشركة دي فالكوني العالمية.. وفورا توقف الجميع عن التهامس ووقفوا جميعا ونظروا باحترام إليه.. 


أشار لهم بيده بالجلوس وامتثلوا فورا لأمره ثم اقترب بخطواتٍ واثقة نحو طاولة الاجتماع المستديرة حيث جلس حولها جميع رؤساء الأقسام في شركته بمن فيهم صديقهُ المقرب ويدهُ اليمنى جيف ميلانو والذي قريبا جدا وخلال يوم فقط سوف يُصبح زوج شقيقتهُ الوحيدة إيلينا...

 

جلس على الكُرسي الذي يترأس الطاولة وأشار لصديقه جيف حتى يبدأ بشرح الصفقة الجديدة لشركتهِ مع شركة لودر.. ابتسم له جيف بوسع وبدأ يشرح بالتفصيل المُمل المشروع الذي سوف يتم عقده مع شركة لودر التجارية وهي شركة إنجليزية جديدة يتعاملون معها.. بعد مرور ساعة ونصف انصرف الجميع إلى أقسامهم لكن رومانوس أمر جيف بأن ينتظره..

 

بعد ذهاب الجميع وقف رومانوس ونظر إلى صديقه وقال له

" جيف.. ما رأيك بصاحب الشركة الإنجليزي؟ "

 

جلس رومانوس على طرف الطاولة وهو يضع يديه داخل جيب سرواله وهو يُحدق بعمق بصديقهُ جيف..


رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني


 

تنهد جيف بقوة وأجابه بصدق

 

" لقد رأيتهُ في الأمس في الاجتماع الذي تغيبتَ عنه.. ماثيو لودر يبدو رجلا محترماً وذكي رغم صغر سنه فهو في الثامنة والعشرين من العمر.. لكن لأكون صادقا لم أرتح كثيرا لشريكهُ وصديقهُ أدم سميث.. يبدو لي بأنهُ متهور قليلا وخبيث "

 

أومأت رأسي متفهما.. لطالما حدس جيف كان صحيح فهو يستطيع معرفة الناس من النظرة الأولى أو كشف أحاسيس الآخرين أو معرفة ماذا يفكر وماذا يدور حولهم... ولطالما وثقتُ بحدسهِ وخاصةً لأنني شخصيا حاد النظر إلى الأشياء ولدي حدس لا يخيب أبداً كما أنني أتميز بقوة شخصية تجعل عدوي ذليلا أمامي ومذعورا من ردة فعلي..

 

" هل ستقوم بتوقيع العقد رومانوس؟!.. أظن شخصيا بأن لا ضير من أن نفعل.. شركة ماثيو ما زالت محدودة وغير معروفة ولكن الشاب طموح ويستحق أن ندعمه قليلا ونوقع العقد مع شركته "

 

ابتسمت بخفة لـ جيف ووقفت وقلتُ له قبل أن أخرج

 

" جهز العقد.. سوف أوقعهُ في مكتبي.. ثم اذهب واخرج من الشركة وممنوعٌ عليك بالعودة إليها فغدا زفافك ولن أرضى بأن تحزن إيلينا وتتصل بي وتُخبرني بأنني أرهقتُك قبل الزفاف... أُخرج ولا تعُد وإلا طردتك بنفسي وركلتك خارج الشركة "

 

قهقه جيف بسعادة ورفع يديه عاليا باستسلام وقال بمرح

 

" إلا الطرد.. سأخرج ولكن قبل أن أفعل سأُرسل لك العقد الخاص لشركة لودر التجارية مع سكرتيرتي.. إقراءه أولا فيتوجب عليك توقيعهُ واطلب من سكرتيرتك أن تُرسل نسخة عنه لـ ماثيو لودر إلى فندقه وطبعا لترسلهُ أيضا عبر البريد الإلكتروني الخاص به.. و.. رومانوس... "

 

نظرت إليه قبل أن أخرج ورأيتهُ يبتسم بوسع وتابع قائلا

 

" ولا تتأخر في العمل هنا فغدا زفاف شقيقتك على أعز صديقٍ لك.. والذي هو أنا..  أتمنى أن لا تنسى ذلك "

 

غمزني في النهاية فابتسمت لهُ بوسع وأجبتُه بجدية

" مستحيل أن أنسى.. أراك غدا جيف "

 

خرجت بهدوء من المكتب ولم أنتبه لنظرات الموظفات لي الهائمة.. كنتُ ابتسم برقة وأنا أتجه نحو مكتبي في الطابق العشرين.. أشرت لسكرتيرتي حتى تتبعُني ودخلت إلى مكتبي وجلست بهدوء على الكرسي الخاص بي

 

" طلبتني سيدي الماركيز؟ "

 

نظرت إلى سكرتيرتي بفرح وأشرت لها حتى تجلس أمامي على المقعد ثم كلمتُها قائلا

 

" سارلفي.. أريدكِ أن تتصلي بقسم المحاسبة واطلبي من رئيس القسم أن يوزع اليوم علاوة ونقدا ألفين يورو على جميع الموظفين دون استثناء بمناسبة زواج شقيقتي.. وأعطي أوامر لجميع الأقسام بأن الشركة سوف تُقفل اليوم في الساعة الواحدة ظهرا.. استمتعوا جميعا بالإجازة الطويلة "

 

أشرق وجهها وابتسمت لي بسعادة وبدأت تشكُرني وتتمنى التوفيق والسعادة لشقيقتي.. بعد خروجها تنهدت برضا وقررت متابعة أعمالي..

 

خرجت من الشركة في المساء كعادتي وتبعوني الحُراس وما هي سوى ثواني قليلة وأوقف سائقي سيارتي البنتلي أمامي..

 

وقفت سيارة البنتلي الليموزين الزرقاء على المدرج الخاص وأربع سيارات رباعية الدفع سوداء اللون تقف خلفها وإثنين أمامها وبجوارها وقف حُراسي الشخصيين ينتظرون دخولي إلى سيارتي الخاصة بأمان


رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني


 

خرج لوكاس مساعدي وفتح لي الباب الخلفي وهو وهو يحني رأسه باحترام قائلا

" مساء الخير سيدي الماركيز "

 

ابتسمت له وأنا أدخل إلى السيارة ورأيت المسؤول عن حرسي إيثان وهو أعز صديقٍ لي يُشير بيده لجميع الحُراس بالدخول إلى السيارات الرباعية الدفع ثم يفتح باب السيارة الأمامي ويجلس بجوار السائق لوكاس.. جلست على المقعد وأنا أتنهد بتعب.. أغلق لوكاس الباب وصعد وجلس خلف المقود.. ضغطت على الزر بجانبي وفتحت الزجاج الفاصل بيننا وخاطبت لوكاس

 

" لقد جعلتُك تتأخر اليوم في العمل رغم أنني أعطيت الجميع إجازة بمناسبة زفاف شقيقتي.. سوف أعوضُك لوكاس.. غدا لا تأتي إلى العمل فهو يوم إجازتك "

 

اعترض لوكاس قائلا بتهذيب

" لكن سيدي الماركيز غدا زفاف السيدة الصغيرة إيلينا... من سيقود لك السيارة؟.. اسمح لي بمرافقتك غدا سيدي "

 

نظرت إليه برضا بسبب إخلاصه الكبير لي ورفعت يدي وأخرجت ظرف أبيض من جيب سترتي ووجهته ناحيته قائلا

 

" لا لوكاس غدا هو يوم إجازة لك.. وهذا أمر.. إياك أن تعترض كما أن إيثان بوربون الشهير سيكون برفقتي غدا.. ثم استلم هذا الظرف.. فهو هدية مني لك "

 

التفت لوكاس إلى الخلف وابتسم لي باحترام واستلم الظرف مني وشكرني.. ثم فتح الظرف وشحب وجهه بشدة.. نظر إلى وجهي بصدمة وقال بتلعثم

 

" سـ.. سيدي الماركيز.. هناك.. يوجد مبلغ كبير من المال بداخله و... "

 

قاطعتهُ قائلا بابتسامة سعيدة

" إنه لك لوكاس.. هدية مني لك.. أتمنى أن لا تعترض عليه فأنتَ تستحق أكثر بكثير بسبب ولائك وإخلاصك لي "

رأيت عينيه تدمع وقال بفرح


" فليباركك الله سيدي الماركيز ويجعل كل أيامك فرح وسعادة "

 

ابتسمت له بوسع وبدأ بقيادة السيارة.. أغلقت الزجاج الفاصل بيننا ونظرت إلى شاشة الحاسوب النقال أمامي وتنهدت بقوة.. لقد قمتُ بتوقيع العقد مع تلك الشركة رغم أنني لم أتعرف على رئيسها شخصيا.. لقد امتنعت عن الذهاب إلى الاجتماع في الأمس مع ماثيو لودر بسبب إيلينا..

 

كانت شقيقتي المدللة حزينة لأن المصمم لم ينتهي من ثوب زفافها واضررت حتى أرافقها إلى أتوليه المصمم لكي لا تحزن.. تابعت إنجاز بعض من أعمالي ثم أغلقت الحاسوب النقال وقررت أن أتصل بصغيرتي..

 

أخرجت هاتفي الخلوي من جيب سروال بدلتي الزرقاء الأنيقة وبحثت في جهات الاتصال لأجد أخيرًا رقم صغيرتي إيلينا وفورا ضغطت فوق اسمها ثم وضعت الهاتف على أذني وقد علت وجهي نظرة حنونة وابتسامة دافئة.. قدمت شفتي السفلية بانتظار إجابة الطرف الثاني لتنفرج أساريري بارتياح ظاهر عندما سمعت صوتها الحبيب

 

( أخي الوسيم... أين أنت؟!.. لقد تأخرتَ كثيرا.. كنتُ أنتظركُ منذ الظهيرة )

 

ثم تابعت متحدثة بلهجة آمر

 

( عليك الحضور إلى هنا وفي الحال.. لقد وعدتني بأنك لن تعمل لوقتٍ متأخر اليوم لكنك نكثت بوعدك لي )

 

ابتسمت بوسع وقهقهت بخفة ثم قلتُ لها بنبرة منخفضة

 

" آسف صغيرتي لا تحزني لكن لقد جد عليّ الكثير من العمل في اللحظة الأخيرة وسوف أضطر للبقاء في الشركة حتى منتصف الليل "

 

كتمت ضحكتي عندما بدأت تتذمر.. توقفت السيارة أمام باب قصري وخرجت بهدوء منها وأشرت بيدي لـ لوكاس وإيثان والخدم بالصمت وتابعت السير وأنا أضحك بصمت وأستمع إلى تذمر إيلينا ومُعاتبتها قائلة بتأنيب وبحزن

 

( لكنني أحتاجُ لوجودك معي في الليلة الأخيرة لي هنا.. كيف تُفضل عملك عليّ؟!.. أيرضيك أن أبقى في اليوم الأخير قبل زفافي بمفردي ودون أن أراك.. لماذا تركتني بمفردي الليلة رومانوس؟!.. كيف طاوعك قلبك الجميل على فعل ذلك بي؟!.. أنا حزينة )

 

وبدأت تشتكي وخف صوتها ببطء عندما قطعت الممر متجها بسرعة نحو جناحها.. فتحت الباب بخفة ودخلت


رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني


 

ورأيت إيلينا تجلس على الأريكة وبجانبها كل صديقاتها.. نظرت إليها بخبث ثم إلى أصدقائها دون أن ينتبهوا لوجودي.. ابتسمت برقة وقلتُ لها بصوتٍ جامد

 

" صحيح.. أنتِ بمفردكِ ومعكِ صديقاتكِ وتشعرين بالملل لعدم وجودي معكِ "

 

وهنا فورا نظر الجميع نحوي ورأيت صديقاتها الستة ينظرون إليّ بصدمة ثم بخجل بينما إيلينا رمت الهاتف على الأريكة ووقفت وركضت نحوي وهي تصرخ بفرحٍ كبير

 

" أخي.. حياتي .. أخيراً أتيت "

 

أبعدت الهاتف عن أذني وأنهيت الاتصال ثم وضعتهُ بجيب سترتي وعانقت إيلينا وأنا أضحك بسعادة على شقاوتها..

 

" لقد أتيت.. شكرا لك روم "

 

همست إيلينا بفرح وهي تُقبل خدي بقوة.. أمسكتُها بكلتا يداي من خصرها ورفعتُها عاليا ودُرتُ بها وضحكاتها السعيدة ملأت الغرفة بأكملها.. أنزلتُها برفق ونظرت إليها بحنان قائلا

 

" مستحيل أن أكون السبب بحزنكِ مدللتي.. هل تناولتِ العشاء برفقة صديقاتكِ؟ "

 

ابتسمت لي بوسع وهي تبتعد عني قليلا وغمزتني وهمست بأذني

 

" لا لم نفعل.. أنتَ تعلم كم صديقاتي مغرمات بك.. فهم يتمنون رؤيتك في كل ثانية لذلك لم يوافقوا على تناول العشاء وأنتَ لستَ موجود "

 

قلبت عيناي بملل وهمست بأذنها

" إيلينا.. تعلمين جيدا بأنهم بالنسبة لي مُجرد صديقات لكِ.. لا تحلمي أبدا بأن أنظر إلى واحدة منهم بنظرة مختلفة.. لقد سبق وتكلمنا بهذا الموضوع ولن نتناقش به مجددا "

 

أبعدت وجهها عني وهي تزم شفتيها بطفولية فابتسمت لها بوسع وداعبت وجنتها بأصابعي بخفة وقلتُ لها قبل أن أخرج

 

" سوف أنظركِ مع صديقاتك في غرفة الطعام لا تتأخروا "

 

خرجت من غرفتها وأغلقت الباب خلفي لكن قبل أن أمشي بخطوة واحدة تسمرت في مكاني بدهشة كبيرة عندما سمعت صديقاتها يصرخون بفرح ويهتفون بصوتٍ واحد

 

" آااااااااااااااااااععععععععععهههه.. شقيقكِ جدااااااااا وسيم ومثير.. أنا أريدُه.. لا بل أنا أريدهُ لي.. لاااااااا أنا... "

 

هززت رأسي بعجز وتابعت السير نحو جناحي.. وقفت في وسط الشرفة التابعة لغرفتي أنظر بشرود إلى السماء ونجومها.. لقد أصبحت في الرابعة والثلاثين من عمري ولم ألتقي بفتاة أحلامي.. رغم إصرار شقيقتي المستمر بأن أتزوج إلا أنني رفضت أن أفعل من دون حُب.. أريد أن أشعُر بالحب نحو الفتاة التي تستحق حُبي لها وتستحق أن تكون زوجتي لمدى الحياة و والدة طفلي..

 

لستُ متطلب ولكن للأسف أنا لم أجد لغاية هذه اللحظة فتاة أحلامي.. أشعر بداخلي بأنني سألتقي بها قريبا.. أتمنى ذلك من قلبي.. أتمنى أن ألتقي بها قريبا...

 

تنهدت بحزن ودخلت إلى غرفتي وقررت أن أذهب إلى غرفة الطعام وأصبر على صديقات إيلينا وتعليقاتهم المحرجة ومحاولتهم المستمرة لجذب انتباهي نحوهم..

 

ماثيو لودر**

 

كنتُ أشعر بالتوتر وأنا أسير ذهابا وإيابا داخل الصالون في جناحي في الفندق.. لقد أتيت إلى إيطاليا وتحديدا إلى منطقة دي فالكوني حتى أمضي عقدا مع أهم شركة تجارية وعالمية لتصنيع المولدات للسيارات وأجهزة إلكترونية عالمية.. لكن صاحب الشركة امتنع عن الحضور في الأمس إلى الاجتماع بل أرسل شريكهُ جيف ميلانو بدلا عنه..

 

" ماثيو اهدأ.. هلا توقفت عن السير بتوتر لقد أصبتني بدوار.. اجلس ودعنا نتكلم بهدوء "

 

سمعت أدم يهتف بحنق وفورا نظرت إليه وتوقفت عن السير.. نظرت أمامي بتوتر


رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني




ثم تنهدت بقوة وقلتُ له

 

" كيف تريدني أن أهدأ وأنا لا أعلم لغاية هذه اللحظة إن وافق رئيس الشركة على العقد والاتفاقية معنا؟!.. مستقبلنا مرهون بين يديه.. مصنع والدي والشركة على حافة الإفلاس.. أملنا الوحيد هو الماركيز رومانوس دي فالكوني وإلا كان الإفلاس من نصيبنا "

 

تنهد أدم بقوة واقترب ووقف أمامي وقال بثقة

 

" لا تقلق لدي شعور بأنهُ سيوقع العقد مع شركتنا.. وسوف نعود إلى إنجلترا بعد يومين وسوف يكون كل شيء بخير "

 

نظرت إليه بأمل وقررت حتى أستريح أن أتصل بشقيقتي ماريسا وأطمئن عليها.. شعرت بالارتياح بينما كنتُ أتكلم معها وفي النهاية تركت أدم يُحدثها.. أدم هو صديق طفولتي وبعد وفاة والداي منذ ثماني سنوات في حادث تحطم طائرتهم وقف أدم بجانبي وساندني وعرفت كم هو شخص رائع ويُحب شقيقتي ماريسا وأنها هي أيضا تبادلهُ المشاعر..

 

عندما أنهى أدم المكالمة مع شقيقتي جلس بهدوء على الأريكة وهو يبتسم وبدأ يتكلم معي ويُخفف من توتري وبعد وقتٍ قصير سمعت رنين هاتفي وفورا أمسكته وخفق قلبي عندما تعرفت على الرقم.. أجبت بسرعة سكرتيرة الماركيز وشعرت بقلبي سينفجر من مكانه من شدّة السعادة.. لا أعلم كيف شكرتُها وأنهيت الاتصال معها بهدوء..

 

نظرت إلى أدم وهتفت بسعادة لا توصف

 

" لقد واااااااااااافق.. لقد وقعَ العقد معنااااااااااا... نجحنا أدم لن نُعلن إفلاسنا... الماركيز رومانوس دي فالكوني وقعَ العقد معنا.... لقد كلمتني سكرتيرتهُ الشخصية وقالت لي بأنها سترسل لي نسخة عن العقد إلى الفندق وأيضا نسخة على البريد الالكتروني الخاص بي.. لقد نجحنا أدم.. لن نُعلن افلاسناااااااااا... "

 

وقف أدم وركض وعانقني بقوة قائلا بفرحٍ كبير

 

" لقد أخبرتُك.. ما رأيك أن نحتفل؟.. سوف نحتفل الليلة وغدا قبل عودتنا إلى إنجلترا.. ولن أقبل بالرفض "

 

وافقت مع أدم وخرجنا من الفندق وصعدنا إلى السيارة الرباعية الدفع والتي استأجرها أدم لدى وصولنا إلى إيطاليا وهي مخصصة للطرق الوعرة سواء الجبلية أو الرملية.. لم نكن نعلم بأننا هنا في منطقة دي فالكوني الإيطالية لن نحتاج إلى سيارة رباعية الدفع ولكن لم أعترض على اختيار أدم لها..

 

وهكذا ذهبنا للاحتفال في ملهى ليلي ولم نتركه للصباح وعُدنا إلى الفندق وبالكاد غرقنا بالنوم لعدة ساعات ثم استيقظ أدم وأيقظني وقرر أن نتابع الاحتفال بجنون في آخر ليلة لنا في إيطاليا..

 

ولأول مرة أثمل أنا و أدم إلى هذه الدرجة حتى أن أدم اشترى من شاب في الملهى نوع غريب من المخدرات وقرر أن نُجربهُ لأول مرة في حياتنا وبغباء وافقت معه..

 

لو كنتُ أعلم أنني بموافقتي هذه سوف أفتح أبواب الجحيم على نفسي وعلى أدم و خاصةً على شقيقتي البريئة ماريسا لما كنتُ وافقت على الاحتفال وشرب الكحول وتعاطي تلك المخدرات الغريبة لأول مرة في حياتي.. كنتُ فضلت الموت ألف مرة على فعل ذلك.. لو عرفت بالكارثة التي ستحدث وجحيم ما فعلناه لفضلت الموت قبل أن أفعل ما فعلتهُ...

 

 

رومانوس**

 

في الصباح استيقظت بنشاطٍ كبير.. اليوم زفاف شقيقتي على أعز صديق لي.. أخيرا سوف أفرح بها.. جيف رجل رائع ويستحق محبة إيلينا له

 

أمسكت بهاتفي واتصلت بـ لوكاس مساعدي وتأكدت معه بأن هديتي لشقيقتي و جيف تم تجهيزها كما طلبت.. أنهيت الاتصال وابتسمت برضا وقررت أن أستحم وأتجهز لزفاف محبوبتي الصغيرة إيلينا..

 

بعد ساعتين خرجت من جناحي وتوجهت إلى جناح صغيرتي.. فتحت الباب بهدوء وفورا ابتسمت بسعادة عندما رأيتُها تجلس على السرير وصديقاتها يحاوطونها ويساعدونها بارتداء حذائها وهم يضحكون بفرح..


رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني


 

وقفت أنظر إليها بسعادة لا توصف وبفخر.. لقد كبرت إيلينا صغيرتي.. اليوم سوف تُصبح امرأة متزوجة.. اليوم سوف تُصبح السيدة إيلينا دي فالكوني ميلانو..

 

رفعت إيلينا رأسها وعندما رأتني هتفت بفرحٍ كبير وهي تقف

" أخي كيف أبدو؟! "

 

اقتربت منها وأنا أبتسم بوسع ونظرت إليها بحنان وبعاطفة كبيرة.. وقفت إيلينا أمامي وهي تبتسم بسعادة

 

ثم بدأت تدور حول نفسها وهي تضحك بفرح لتقف جامدة أمامي بعد لحظات وتقول بحماس

 

" ها أخي.. كيف أبدو اليوم؟!.. هل أبدو جميلة بفستان زفافي؟!.. هل أعجبك ثوبي أخي؟!.. كيف يبدو الفستان عليّ؟!... "

 

ابتسمت لها بحنان وانشرح صدري لرؤيتي لها سعيدة وبهذا الجمال.. كانت إيلينا شقيقتي تبدو كالملاك بفستانها وبجمال وجهها البريء.. حضنت يديها بيداي وقلتُ لها وأنا أتأمل وجهها الجميل بسعادة

 

" تبدين كالأميرة حبيبتي.. أنتِ أجمل عروسة رأتها عيناي.. جيف محظوظ جداً لأنكِ ستصبحين زوجته "

 

اقتربت وأخفضت رأسي وقبلت جبينها برقة ثم ابتعدت عنها وقلتُ لها بحنية

 

" سوف أنتظركِ في الخارج صغيرتي لا تتأخري "

 

ضحكت إيلينا بسعادة وخرجت من الغرفة وتركتُها برفقة صديقاتها ومزينة الشعر... كنتُ أقف أمام سيارتي المرسيدس بنز السوداء الجديدة والتي تم تصميمها خصيصا لي من قبل الشركة.. كنتُ أنتظر خروج إيلينا من القصر بفارغ الصبر عندما سمعت صديقي إيثان يقول

 

" رومانوس.. أنا لستُ مطمئن.. لماذا تريد أن تذهب إلى زفاف شقيقتك من دون حُراسك الشخصيين.. على الأقل دع خمسة منهم يرافقونك و... "

 

قاطعتهُ قائلا بإصرار

 

" لا إيثان.. لن يأتي حرسي برفقتي اليوم.. هذا اليوم مميز لدى شقيقتي ولا أريد أن أسرق الأضواء منها.. وجود حرسي برفقتي سوف يُعرقل سعادتها.. كذلك لن أكون على راحتي إن رافقوني.. ثم أنتَ موجود لذلك لا داعي للقلق.. لن يحصل أي مكروه.. فأنتَ نظمتَ الأمن في الكنيسة وفي الفندق حيث ستقام الحفلة.. لقد اتخذت قراري النهائي ولن أتراجع عنه "

 

" عنيد "

 

سمعتهُ يُغمغم بتلك الكلمة لكنني لم أكترث  بالرد عليه إذ فجأة أطلت شقيقتي بفستانها الفخم والمبهر.. كان فستانا أشبه بفستان الأميرات في دنيا الأحلام بذيل طويل جدا مغطى بالكامل بالأحجار الكريمة وكذلك طرحتهُ الطويلة والتي كانت صديقاتها الستة يقفون خلفها ويمسكون بها

 

كانت الابتسامة تنير وجهها البريء وعينيها تتلألأ بفرحٍ كبير.. كانت تسريحة شعرها ناعمة منسدلة على كتفيها ومزينة بالتاج والطرحة.. ابتسمت لها ابتسامة نابعة من القلب واقتربت منها وأمسكت بيدها وقلتُ لها بحنان

 

" أنا فخور جدا بكِ إيلينا.. تبدين كالملكة "

 

عانقتني إيلينا بقوة وقالت بسعادة

 

" أشكرك رومانوس على كل شيء فعلتهُ من أجلي.. أشكرُك أخي لأنك كنتَ الأب والأخ والأم والشقيق لي.. أنتَ مثلي الأعلى والأهم أنتَ الأمان لي.. أحبُك جدا روم "

 

همست لي في النهاية باسم الدلع الخاص بي والذي تناديني به دائما ثم ابتعدت عني وقبلت خدي برقة.. ربت بحنية على يدها وقلتُ لها

 

" لا تشكريني أبدا صغيرتي.. أنتِ شقيقتي الوحيدة.. ومهما فعلت سوف أظل مُقصرا في حقكِ "

 

ابتسمت لي ورأيت الدموع تترقرق في عينيها وفورا قلتُ لها

" لا للدموع اليوم صغيرتي.. هذا يومكِ المميز ولا يجب أن تبكي.. لن أُسامح نفسي أبدا إن كنتُ السبب بدموعكِ الغالية.. ثم جيف سيقتلني إن عرف بأنني جعلتُكِ تبكين "

 

قهقهت إيلينا بقوة وجذبتُها بخفة ناحية الليموزين البيضاء الخاصة بها

ساعدتُها بالصعود إلى السيارة وسألتني إيلينا

 

" روم.. ألا تريد مرافقتي؟! "

 

أشرت لها موافقا ورأيت صديقاتها يصعدون في السيارات الخاصة بهم.. نظرت نحو إيثان وقلتُ له

 

" خُذ سيارتي واتبعنا.. وإياك أن تأخذ أحد من حرسي برفقتك "

 

وهكذا صعدت وجلست بجانب إيلينا.. كانت طيلة الطريق تنظر إلى وجهي بسعادة وتثرثر بفرح عن كم هي سعيدة و بأنها لا تستطيع الصبر حتى تُصبح زوجة لـ جيف..

 

" متى سنصل أخي؟! "

 

ضحكت بخفة على لهفتها الواضحة وقلتُ لها

 

" قريبا حبيبتي.. سنصل بعد قليل "

 

ابتسمت بخجل وقالت بحياء

" أنا متأكدة بأن جيف متلهف جداً لرؤيتي أيضا "

 

ابتسمت لها بوسع وداعبت خدها بأصابعي برقة وقلتُ لها

" بالطبع صغيرتي.. لقد اتصل بي جيف أكثر من مليون مرة حتى في النهاية هتفت بغضب عليه و أقفلت هاتفي "

 

ابتسمت إيلينا بإشراق وقالت

" روم.. أتمنى أن أفرح بك قريبا.. أصبحتَ في الرابعة الثلاثين ولم ترتبط بفتاة.. صديقاتي يتنافسون عليك ولكنك لا تُعيرهم أي اهتمام.. أريدُ أن أراك تتزوج بفتاة مناسبة تُحبُك وتُقدرك وتكون أُم أطفالك.. أريد ومن أعماق قلبي أن أرى أطفالك وأكون عمة لهم و.. "

 

أمسكت بيدها اليمنى ومسحت كف يدها بأناملي برقة قائلا لها

" سأفعل صغيرتي.. أعدُكِ سوف أجد الفتاة المناسبة لي قريبا جدا وأتزوجها.. فقط كوني سعيدة اليوم ولا تدعي شيئا يُعكر سعادتكِ "

 

أشارت برأسها موافقة ثم شهقت بسعادة عندما توقفت السيارة أمام باب الكنيسة ورأينا جيف ينتظرها بلهفة..


رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني


 

ابتسمت إيلينا بخجل وقالت

" يبدو وسيما جدا حبيبي "

 

ثم نظرت إلى وجهي وتابعت قائلة

" لكنك طبعا تبقى الأوسم شقيقي الحبيب "

 

قهقهت بخفة وخرجت من السيارة ثم ساعدت إيلينا بالخروج وسلمتُها إلى جيف..

 

كنتُ أشعر بسعادة لا توصف وأنا أجلس على المقعد وأنظر إلى شقيقتي وجيف يتبدلان قبلة عشقهما بعد أن أعلنهما الكاهن زوجا وزوجة.. نظرت إليهما بفخر وبفرحٍ كبير..


رواية ماركيز الشيطان - فصل الأول - ثواني


 

أخيراً شقيقتي الصغيرة إيلينا تزوجت من رجل أحلامها.. كانت حفلة زفاف إيلينا على جيف في فندقي الفخم في وسط العاصمة.. حضر العديد من الشخصيات البارزة لحفل الزفاف وسط إجراءات أمنية مشددة.. كانت ليلة وصفها بعض الحضور بأنها من القصص الخيالية..

 

كنتُ في قمة سعادتي عندما انتهت الحفلة.. اقتربت من إيلينا و جيف وقلتُ لهما

" ألف مبروك يا عروسين.. والآن حان الوقت حتى أقدم لكم هديتي "

 

ابتسمت إيلينا بسعادة وقالت

" روم.. لقد تكفلتَ بكافة مصاريف الزفاف كما أنك أهديتني سيارة جديدة.. أنــ.. "

 

قاطعتُها ضاحكا وأنا أقول

" هناك المزيد.. هذه تكاليف بسيطة بالنسبة لي.. والآن أريدكما أن ترافقاني.. سوف تُعجبكما مفاجأتي "

 

خرجت من الفندق ورأيت إيثان يقف أمام سيارتي ينتظرني.. تقدمت وأخذت منهُ مفتاح سيارتي وقلتُ لهُ بأمر

 

" لن ترافقني.. يمكنك الانصراف إيثان.. سأذهب برفقة صهري وشقيقتي بمفردنا "

 

حاول إيثان الاعتراض لكنني نظرت إليه نظرة تحذيرية وفورا أحنى لي رأسهُ باحترام وقال قبل أن يغادر

 

" إن احتجتني رومانوس اتصل بي "

 

اقتربت إيلينا وصعدت لتجلس في المقعد الخلفي بينما جيف طلبتُ منه أن يجلس في المقعد الأمامي.. تقدمت وفتحت باب السيارة وجلست خلف المقود.. كنتُ أقود السيارة بهدوء وأنا أستمع بسعادة إلى حديث جيف مع إيلينا..

 

لقد اشتريت لهما منذ أسبوع قصر كبير في ريف دي فالكوني كهدية لهما بمناسبة زواجهم.. أردت أن تكون مفاجأة سارة لهما لذلك طلبت منهما بتأجيل رحلة شهر العسل ليومين من الزفاف ووافقا على طلبي..

 

كانت الطريق خالية من السيارات وعندما دخلت إحدى المنعطفات رأيت ضوء في المرآة أمامي قوي.. نظرت إليها ورأيت سيارة رباعية الدفع تسير خلفي بسرعة جنونية.. لم أعر الأمر أهمية في البداية لكن بعد عدة دقائق شعرت بأن تلك السيارة تتبعني..

 

عقدت حاجبي ونظرت إلى المرآة بتعجُب وهنا ضغطت قدمي على دوّاسة الوقود وبدأت أقود بسرعةٍ كبيرة ولاحظت أن تلك السيارة الغريبة فعلا تتبعُني..

 

" رومانوس من هذا الذي يتبعُنا في الخلف؟!.. هل هو أحد حُراسك أم إيثان؟! "

 

سألني جيف بهمس ونظرت إليه وأشرت له بـ عيناي باعتراض.. وفورا تجمدت ملامحهُ وقال بدهشة

" إذا من؟! "

 

أجبتهُ بسرعة

" لا أعلم "

 

ثم نظرت إلى الخلف نحو إيلينا وقلتُ لها

 

" صغيرتي.. ضعي حزام الأمان فورا ولا تخافي مهما حصل "

 

وفورا وضعت إيلينا حزام الأمان واستمريت بزيادة سرعتي لأنني تأكدت بأن تلك السيارة الغريبة فعلا تتبعني خاصةً عندما دخلت الأرض الخاصة التابعة للقصر..

 

ضغطت على دواسة الوقود أكثر عندما كادت تلك السيارة أن تصطدم بسيارتي من الخلف.. شتمت بغضب وفورا سحبت هاتفي واتصلت بـ إيثان وعندما أجابني هتفت له بأمر

 

" اتبع فورا هاتفي وتعال بسرعة برفقة الرجال "

 

رميت هاتفي جانبا دون أن أُغلق المحادثة حتى يتتبع إيثان الهاتف وفورا رفعت يدي اليمنى وسحبت مسدسي من تابلو السيارة.. سمعت بحزن إيلينا تبكي بخوف بينما جيف كان يحاول تهدئتها..

 

" لا أخي لا تستخدمه أرجوك "

 

هتفت إيلينا برعب وهي تمسك بيدي اليمنى التي كنتُ أرفعها وأمسك بها مسدسي.. اقتربت إيلينا وسحبت المسدس من قبضتي ورمته على المقعد بجوارها وتابعت قائلة برعب

 

" ربما السائق ثمل.. لا تهتم له.. أرجوك رومانوس و... آااااااااااااااااااااعععععععععهههه... "

 

صوت صرختها كان أخر ما سمعتهُ عندما اصطدمت تلك السيارة بعنف بسيارتي من الخلف وبدأت تسحبنا إلى الأمام بسرعةٍ جنونية

 

" إيليناااااااااااااااااااا.......... "

 

هتفت بقوة عندما رأيت أمامي منحدر قوي وفورا ضغطت على المكابح لكن لم تستجب لي.. صوت صرخات إيلينا وجيف المرتعبة اخترقت أذناي بقوة.. كان قلبي ينبض بعنف وشعرت بدمائي تتدفق وتسيل بسرعةٍ جنونية في شراييني.. ثواني.. ثواني فقط وحدثت الكارثة..

 

ثواني مضت كأنها دهر بالنسبة لي وأنا أشاهد السيارة تنحرف لتقع في المنحدر وبدأت السيارة تدور وتتدحرج بنا بسرعةٍ جنونية وانفتحت الحقائب الهوائية بها وشعرت بألمٍ كبير عندما خبط رأسي بقوة بها..

 

رغم أن عيناي كانت مفتوحة إلا أنني في هذه الثواني القليلة لم أرى سوى نور أبيض أمامي.. صوت تحطم الحديد والزجاج امتزج مع صرخات إيلينا وجيف.. كان جسدي يرتطم بعنف يمينا ويساراً ورغم وضعي لحزام الأمان إلا أنني استطعت الإحساس بألمٍ رهيب في  ركبتاي وأضلعي وذراعاي...

 

في تلك الثواني مر شريط حياتي أمامي بلمحة بصر.. وعرفت هنا بأنني سأموت...

 

ضربة عنيفة سُمعت قبل أن تتوقف السيارة عن الدوران والتدحرج بنا... ثم صمت غريب...

 

صمت مزعج.. صمت موحش ساد في الأرجاء.. فقط كنتُ أستطيع سماع أنفاسي السريعة...

 

أنا لم أمُت.. هذا ما فكرت به وأنا أحاول التحرك لكنني لم أستطع.. خرج أنين متألم من بين شفتاي عندما حاولت تحريك جسدي... لكنني لم أستطع أن أتحرك.. حاولت أن أُحرك يداي لكنني لم أشعُر بهما.. وكذلك لم أستطع الشعور بساقاي.. وألم رهيب وحريق مخيف أحسست به في قفصي الصدري...

 

رفعت رأسي قليلا بمجهودٍ كبير ونظرت نحو جيف... شعرت بالبرد يخترقني وارتعش جسدي بقوة وأغمضت عيناي بألم ثم فتحتهما ونظرت إلى جيف بحزن وألمٍ ووجعٍ رهيب.. لقد كُسر عنقه ودخلت زجاجة كبيرة في نصف رأسه.. لقد مات... جيف صديقي وزوج شقيقتي مات..

 

اقشعر بدني وشعرت بقلبي يحترق عليه.. حاولت أن أُحرك رأسي إلى الخلف لكنني لم أستطع فهمست بخوف نهش عظامي وروحي..

 

" إيلينا!... إيلينا... إيلينا... "

 

لكن عندما لم أتلقى ردا منها شعرت بالرعب وعاودت الهُتاف لها بقلق بصوتٍ مخنوق

" إيلينا.. إيلينا أرجوكِ ردي عليّ.. إيلينااااا.. إيلينااااا.. "

 

لكن لا رد... وعندما حاولت أن أنده لها من جديد تجمدت جميع حواسي عندما استنشقت رائحة الوقود.. ورأيت مُحرك السيارة أمامي يشتعل.. نبض قلبي ألف نبضة في الثانية إذ عرفت بأن السيارة سوف تشتعل بنا.. حاولت التحرك.. حاولت وحاولت وحاولت لكنني لم أستطع

 

عرفت بأنني كسرت ركبتاي وذراعاي وأضلعي.. كان من المستحيل أن أتحرك.. فعدت أهتف برعبٍ كبير رغم الألم الشديد في صدري

 

" إيليناااااااااا...إيلينااااااااااا.. استيقظي أرجوكِ... إيلينااااااااااااااا.... "

 

" آااااه... أخـ... أخي!!!.... "

 

تنهدت براحة عندما سمعت صوت شهقتها المكتومة ومناداتها لي وفورا تكلمت معها قائلا

" أخرجي إيلينا بسرعة من السيارة.. أخرجي بسرعةةةةةةةةةة... "

 

" أخي.. ما الذي حصل؟!.. جيف أنــ... جييييييييييييييييييففففففف... لاااااااااااااااااااااا حبيبيييييييييييييييي... "

 

صرخت إيلينا بهستيرية وبرعب و بألمٍ كبير عندما رأت جيف.. وبدأت تبكي وتنوح وهي تفك حزام الأمان وتحاول الاقتراب من مقعد جيف.. احترق قلبي على بكائها ونحيبها ولكن من أجل سلامتها فالآن هي الأهم لذلك صرخت بكامل ما تبقى من قوتي عليها وأمرتُها قائلا

 

" إيلينا... أخرجي فورا من السيارة إنها تشتعل.. ستنفجر بنااااااا.. أخرجي حالاااااااااااااااا "

 

نظرت إيلينا إلى وجهي برعب وهزت رأسها معترضة وقالت ببكاء

" لن أخرج من دونك.. لا أستطيع تركك أخي و... "

 

قاطعتُها قائلا بإصرار وبحزم

" هذا أمر إيلينا.. أخرجي فورا.. لا تقلقي عليّ سوف أُحرر نفسي وأخرج.. هيا صغيرتي أخرجي "

 

رأيتُها بحزن تُقبل يد جيف وسحبت خاتم الزفاف من أصبعه ثم قبلت خدي وهي تبكي وخرجت من السيارة بعد أن ركلت الباب بقوة...

 

" سامحيني إيلينا.. أحبُكِ شقيقتي "

 

همست بألم بينما كنتُ أرى النيران تشتعل أكثر في مقدمة السيارة وبدأت أشعر بلهيب في قدمي اليمنى.. كتمت صرخات الألم وأنا أحاول التحرك لكن لم أستطع.. سمعت صرخات إيلينا الخائفة وهي تهتف بلوعة حتى ينقذنا أحد.. وهنا هاجمتني النار بلا رحمة...

 

كان صدري ووجهي وساقي من ناحية اليمين يحترقون بألسنة النيران...

 

ورغما عني صرخت.. صرخت ألما أرهق روحي.. النار أحرقتني حتى العظام.. الألم كان لا يوصف.. وعرفت بأنني سأموت بأبشع طريقة.. سأموت حرقا وأنا حيّ...


انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©