رواية ماركيز الشيطان - فصل 2 - عذاب الروح
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلمي ياقلبي انتي ❤💯✨😍😘✌💘❤💯💕

    ردحذف
  2. تسلم الايادي ❤️❤️❤️ مش عارف كيف هقدر استنى للفصل الجاي 😭😭🔥🔥🔥 متى رح يكون الفصل الجاي ؟؟؟؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حبيبتي
      سأنشر الاثنين بارت انشاء اللّه

      حذف
  3. على احر من الجمر لقراءة الفصل القادم .تحياتي لك

    ردحذف
  4. واة نزلي برتين برتين عنجد سدق من قال افخم رواية في الوتباد

    ردحذف
  5. ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

    مش معقول حتى وأنا بشوفها للمرة الثانية بس نفس الوجع ونفس حرقه القلب💔 ونفس الدموع😭 أنا مش عارفه حتى اوصفها بارت مؤلم وصعب بشكل رهيب 💔😞😖وأنا بقرأ بس مش قادرة امنع دموعي هعمل إيه لو كان إللي حصل ده في فيلم وأنا بشوفو 💔💔💔💔😖😖😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي أنتِ لا تبكي
      دموعكِ غالية عليّ

      حذف
  6. شكراً لكي من أعماق قلبي كاتبتي العظيمة 🧡 استمتعت بقراءة هذا البارت 🥰 لا استطيع الانتظار للبارت الثالث 🧡🧡 احبك كثيراً

    ردحذف
  7. نفس التأثر بالبارت ولا كأني قاريتهه من قبل اكثر من مره 😢😢😢😢😢

    ردحذف
  8. لازم يعدموهم، يا حرام ماريسا على هالأخ والحبيب كل واحد أحقر من الثاني، وهلق رح يطلع الانتقام منها ولي عليييييي 😭😭😭😭 يا ربي الفصل حزين أكثر من الفصل الأول 😭😭😭😭 بتشريح جثة إيلينا رح ينعرفوا هالحيوانات كمان بسبب السائل المنوي 😢😞 يا حرام قتلت نفسها من العار والوحدة

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 2 - عذاب الروح

رواية ماركيز الشيطان - فصل 2 - عذاب الروح



عذاب الروح



الرواية موجودة كاملة بدون مشاهد جريئة على حسابي الرسمي في الواتباد, انتقل إليها ᐸ


ماثيو لودر**


كنتُ ثملا ومُنتشي لدرجة اللعنة وأضحك بجنون بينما كنتُ أمسك بكلتا يداي خصر فتاة ترقص معي...


كنا نحتفل أنا و أدم في ملهى ليلي فخم ولم نتوقف عن الشُرب والرقص للحظة.. وعندما أمسكت بيدي فتاة غريبة وجذبتني إلى حلبة الرقص لم أعترض بل تركتُها تفعل ما تريده..

 

كانت تتكلم معي باللغة الإيطالية ولم أفهم منها حرف ومع ذلك نظرت إلى وجهها الجميل ثم قربت وجهي وهتفت بثمالة بأذنها وقلتُ لها الكلمات القليلة التي أعرفُها بالإيطالية


Mia cara, sei cosi bella

 

أي قلتُ لها.. عزيزتي تبدين جميلة جداً.. فهذه الكلمات الوحيدة التي أعرفها بالإيطالية..

 

ضحكت بسعادة وقبلتني على شفتاي قبلة سريعة ثم وضعت يديها حول عنقي وبدأت تتمايل بدلال وهي تُلصق جسدها بجسدي وتُحرك منطقتها على عضوي الذكري والذي انتصب بسرعة.. كنتُ أضحك بينما كانت تتكلم معي دون أن أفهم حرف منها..

 

تبا تلك المخدرات التي أعطاني إياها أدم وجربتُها لأول مرة في حياتي منذ قليل خطيرة جدا...

 

كنتُ أشعُر بسعادة لا توصف حتى أنني أحسست بأنني أستطيع التحليق عاليا.. كنتُ مُنتشي جدا والدنيا لا تساعُني..


 وبينما كنتُ أُقبل عنق تلك الفتاة شعرت بيد على كتفي وتم سحبي بعيدا عن تلك الفتاة الإيطالية المثيرة.. تذمرت بغضب لكن رأيت أدم ينظر إلى وجهي بملل وقال

 

" ماثيو.. لقد مللت أريد المزيد من المرح.. تعال.. "

 

" لكن أدم أريد أن أبقى مع هذه الجميلة... "

 

أجبتهُ بقهر لكنه أمسك بيدي وسحبني نحو باب الملهى وهتف قائلا لأسمعه

 

" تلك العاهرة الإيطالية امتصت عضوي الذكري منذ عشر دقائق في الحمام وأنا من أرسلها إليك حتى تُمتعُك لأنني لا أريد خيانة ماريسا معها "

 

خرجنا من الملهى وسمعت أدم يطلب من الموظف أن يُحضر له السيارة... نظرت إليه بدهشة وقلتُ له

 

" تلك الجميلة امتصت لك قضيبك؟!.. تبا!.. لماذا دائما تحصل على المتعة؟!!.. ثم هذا يعني بأنك قُمتَ فعلا بخيانة شقيقتي أيها الغبي.. سوف تقتلك ماريسا إن عرفت.. ههههههههه... "

 

ضحك أدم بقوة وأجابني بخبث

" هذه ليست بخيانة.. ثم شقيقتك لا تسمح لي بلمسها بحجة أنها تريد أن تبقى عذراء في ليلة زفافنا.. رغم عشقي لها الكبير إلا أنها باردة.. باردة جدا "

 

حدقت بوجه أدم بغرابة ثم قهقهت بقوة وقلتُ له

" إن سمعتكَ شقيقتي مارسي تقول عنها باردة سوف تنهار... ههههه.. ثم هاااااي.. من تتكلم عنها هي شقيقتي أيها الغبي انتبه جيدا لألفاظك "

 

قلب أدم عينيه بملل وقال

" رغم تلك المخدرات التي أعطيتُك إياها ما زلتَ ثمل وأحمق يا صديقي "

 

وقفت السيارة الخاصة بنا وسحبني أدم نحوها وأمرني بالجلوس في المقعد الأمامي..

صعد أدم وبدأ يقود السيارة بسرعة.. ورغم أنني مُنتشي للقمة شعرت بالخوف

 

" أدم.. ماذا سنفعل الآن؟!!... أنا أشعُر بالنشوة وأريد أن أضاجع عاهرة.. تبا لك ما نوع المخدرات التي جعلتني أتعاطاها إنها رائعة ههههه.. ثم خفف من سرعتك أيها الأحمق "

 

سألتهُ بملل ثم ضحكت بغباء في النهاية وأنا أنظر إلى وجهه لكنه ابتسم بخبث وقال

" سنمرح.. علينا أن نحتفل بشكلٍ جنوني الليلة.. انتظر وسترى "

 

حركت كتفي بعدم اكتراث وبعد دقائق طويلة سمعت أدم يقول

" أُنظر ماثيو.. هذه السيارة تبدو فخمة جدا.. ما رأيك أن نتبع سائقها ونُخيفهُ قليلا.. ههههه.. أكره الأثرياء والذين يتباهون بامتلاك سيارة مميزة فخمة صُنعت من أجلهم فقط "

 

ظننتهُ يمزح لذلك رفعت يدي وأشرت له بها بعدم اكتراث ثم أردفت قائلا بنشوة 

" نحن سوف نعود أثرياء أيها الأحمق.. ثم هل هذا هو مفهوم المرح لديك أدم؟!.. حسنا لا يهُم اتبعه.. وأتمنى أن تجد لي عاهرة جميلة لأضاجعها "

 

وهنا بدأت المطاردة... كان أدم يقود بسرعة وهو يضحك بمرح ويتبع تلك السيارة أمامنا..

" أدم خفف من سرعتك.. سوف نطير مع تلك السيارة ههههههه... "

 

قلتُ له بثمالة عندما ازدادت سرعة السيارة وكدنا أن نصطدم بتلك السيارة من الخلف.. ضحك أدم وقال بمرح

" ضع حزام الأمان ماثيو.. سوف نطير معهم "

 

رأيت أدم يضع حزام الأمان وبسرعة وضعتهُ وما هي سوى ثواني قليلة واصطدمت مقدمة سيارتنا بتلك السيارة أمامنا.. داس أدم على المكابح وفورا توقفت السيارة لكن أنا كنتُ جامد بصدمة وأنا أرى تلك السيارة أمامنا تقع من على المنحدر..

 

" يا إلهي.. أدم يجب أن نساعد من في تلك السيارة حالااااااا.... "

 

هتفت بذعر وأنا أفك الحزام.. قهقهة أدم السعيدة كانت تملء السيارة.. نظرت إليه بتعجُب ثم فتحت الباب وترجلت وركضت لأقف جامدا بصدمة وأنا أنظر إلى الأسفل بخوفٍ كبير إذ رأيت تلك السيارة محطمة قرب شجرة ضخمة ولكن ما أرعبني أكثر رؤيتي لمقدمة تلك السيارة تشتعل..

 

" لا لا لا لا لا لا لا!!!!.... "

 

همست برعب وفورا ركضت نحو سيارتنا وهتفت لـ أدم بخوفٍ شديد

 

" افتح الصندوق بسرعة تلك السيارة تشتعل.. يجب أن ننقذ من بداخلها "

 

بدأت أبحث مثل المجنون في الصندوق عن طفاية الحرائق بينما أدم كان يضحك.. وعندما وجدتُها حملتُها وركضت وبدأت أنزل بسرعة نحو تلك السيارة.. وفجأة رأيت فتاة ترتدي فستان أبيض يبدو كفستان زفاف وهي تقف قرب تلك السيارة وتصرخ بجنون وتبكي وتحاول فتح باب السائق

 

" النجدةةةةةة.. ساعدوني أرجوكم.. أخي في السيارة.. أخيييييييييي.. لااااااااااااااااااااا... لا إلهي أرجوك ساعده لا تدعني أخسرهُ هو أيضا.. أخيييييييييي... "

 

وما أن اقتربت منها توقفت عن البكاء وركضت نحوي وأمسكت بيدي وقالت برعب

" ساعدني أرجوك.. أخي في السيارة و زوجي مات.. أخرجهم أرجوك.. ساعدني أتوسل إليك "

 

أشرت لها برأسي موافقا رغم أنني لم أفهم ما قالتهُ لي باللغة الإيطالية لكنني علمت بأنها تريد أن أساعد شخص موجود في السيارة.. ركضت وبدأت أطفئ النيران..

 

ارتفعت نسبة الأدرينالين في جسدي وبدأت أتعرق وارتعش جسدي وشعرت بالهلع إذ كنتُ أسمع صوت صرخات رجل يتألم في داخل السيارة بوضوح تام.. وجاهدت حتى أُطفئ النيران لكن قلبي كان ينبض بسرعة جنونية عندما توقف ذلك الرجل عن الصُراخ.. وبعد دقائق بدت لي كالدهر أخيرا استطعت إطفاء الحريق في مقدمة السيارة وصوت صرخات وبكاء تلك الفتاة لم يتوقف للحظة..

 

" أخييييييي.. أخرجوه أرجوكم.. أتوسل إليكما أنقذوا أخي أرجوكم... "

 

التفت إلى ناحية اليسار ورأيت أدم يقف بجانب تلك الفتاة وهو يتأملها بتمعن بينما هي تبكي وتنوح بشكلٍ هستيري دون أن نفهم كلمة تفوهت بها..

 

" أدم.. ساعدني واللعنة... "

 

هتفت له بفزع وركضت وبدأت أحاول فتح باب السائق حتى أستطيع إطفاء النيران من الداخل ورأيت أدم يتأفف بضجر واقترب من السيارة وبدأ يحاول فتح الباب من الجهة الثانية..

 

فتح أدم الباب ورأيتهُ يسحب جسد رجل ويضعه على الأرض أمام السيارة..

 

في هذا الوقت استطعت بصعوبة فتح باب السائق وشهقت برعب من هول المنظر.. ارتعش جسدي بقوة عندما رأيت رجل فاقد الوعي أو ميت يحترق أمامي..

 

وفورا أمسكت بالطفاية وبدأت برش الرغوة حتى استطعت أخيرا السيطرة على النيران وإطفائها بالكامل من الداخل وعلى ذلك الرجل..

 

بلعت ريقي بخوف ورميت الطفاية وأمسكت بجسد ذلك الرجل وبصعوبة استطعت سحبهُ إلى الخارج.. خلعت سترتي ووضعتُها عليه حتى أستطيع إزالة الرغوة عنه ثم سحبتُها ووقفت جامدا برعب بينما كنتُ أنظر إلى الرجل المُحترق أمامي.. ثيابه احترق نُصفها ووجههُ وعنقهُ ونصف جسده.. يا إلهي.. المنظر كان جدا مخيف..

 

انحنيت وتقيأت جانباً من هول المنظر البشع.. ثم جثوت على ركبتاي بجانبه وأغمضت عيناي برعب.. لقد مات....

 

" هذا الرجل مات من دون شك... "

 

سمعت أدم يهتف بملل ثم سمعت صرخات تلك الفتاة ونحيبها المؤلم وهي تهتف بهستيرية بلغتها

 

" لاااااااااااااااااااااا.. أخي مات... لا إلهي لااااااااااااااااااا.. ليس هو أيضا أرجوك إلهي.... "

 

وقفت واستدرت ورأيت أدم يمسك بخصر تلك الفتاة يمنعها من الاقتراب نحو السيارة.. نظرت إليها وقلتُ لها

 

" وهذا الرجل مات أيضا.. آسف.. هل تتكلمين الإنجليزية؟.. ربما نستطيع التفاهم!... "

 

لا أعلم لكن بسبب تلك المخدرات اللعينة لم أشعر بشيء.. كان فقط الأدرينالين يرتفع أكثر وأكثر في جسدي.. فجأة بدأت تلك الفتاة تقاوم أدم وهي تصرخ بجنون

 

" لاااااااااااااااااااااااا... دعني.. أريد أن أرى أخي.. دعني... دعني.... "

 

" أدعُكِ؟!.. هممم هذه الكلمة فهمتُها.. وجوابا لكِ.. لن أفعل أيتُها الجميلة "

 

سمعت أدم يكلمُها ببرود ثم نظر إلى وجهي وغمزني وقال بخبث

" بدأ المرح "

 

 

رومانوس دي فالكوني**

 

" سامحيني إيلينا.. أحبُكِ شقيقتي "

 

همست بألم بينما كنتُ أرى النيران تشتعل أكثر في مُقدمة السيارة وبدأت أشعر بلهيب في قدمي اليمنى.. كتمت صرخات الألم وأنا أحاول التحرك لكن لم أستطع.. سمعت صرخات إيلينا الخائفة وهي تهتف و بلوعة حتى ينقذنا أحد.. وهنا هاجمتني النار بلا رحمة.. كان صدري ووجهي وساقي من ناحية اليمين يحترقون بألسنة النيران...

 

ورغما عني صرخت.. صرخت ألما أرهق روحي.. النار أحرقتني حتى العظام.. الألم كان لا يوصف.. وعرفت بأنني سأموت بأبشع طريقة.. سأموت حرقا وأنا حيّ..

 

كان جسدي يحترق وتصاعدت ألسنة اللهب ورأيتُها أمامي

 

لم أرى سوى ألسنة النار في وجهي.. وصرخت بعنف بألمٍ كبير لكن فجأة اختفى صوتي عندما التهمت النيران عنقي وحُنجرتي  ووجهي من ناحية اليمين..

 

ألم رهيب.. ألم عظيم لا يوصف أحسست به.. كنتُ بالكاد أستطيع التنفس.. وقلبي تسارعت نبضاته بشكلٍ جنوني.. أنيني وصرخاتي المتألمة كُتمت.. صوتي اختفى.. حنجرتي احترقت.. وأحسست بوجع بحجم السماء لم أستطع احتماله..

 

شعرت بشيء يتم رشهُ على جسدي وأحسست بالبرد وانطفأت النيران فجأة ثم أحسست بيدين تمسك بذراعي اليسرى ويتم سحبي خارج السيارة وتم وضعي على الأعشاب..

 

" هذا الرجل مات من دون شك... "

 

سمعت صوت رجولي غريب يهتف بملل وباللغة الإنجليزية فهمتُها فورا لأنني أُتقنُها جيداً.. ثم سمعت صرخات إيلينا ونحيبها المؤلم وهي تهتف

 

" لاااااااااااااااااااااا.. أخي مات... لا إلهي لااااااااااااااااااا.. ليس هو أيضا أرجوك إلهي... "

 

أنا لم أمُت صغيرتي.. هذا ما هتفت به وأنا أشعر بشيء يُغطي جسدي ووجهي ثم يتم رفعه.. بالكاد استطعت فتح عيني اليسرى ورأيت بغباشة شاب يقف أمامي وهو يمسك بسترته والتي كانت ممتلئة برغوة بيضاء وسمعتهُ يقول

 

" وهذا الرجل مات أيضا.. آسف هل تتكلمين الإنجليزية؟.. ربما نستطيع التفاهم!... "

 

وبوجع عظيم أرهق روحي سمعت إيلينا تصرخ بهستيرية

" لاااااااااااااااااااااااا... دعني.. أريد أن أرى أخي.. دعني... دعني... "

 

" أدعُكِ؟!.. هممم هذه الكلمة فهمتُها.. وجوابا لكِ.. لن أفعل أيتُها الجميلة "

 

سمعت صوت ذلك الرجل الغريب وخفق قلبي برعب.. ونبض أكثر بنبضات سريعة متتالية عندما سمعتهُ يقول


" بدأ المرح "

 

لا!!.. لا لا لا لا لا!!.. لا إلهي أرجوك لا!.. لا لا لا لا!... لا إلهي احمي إيلينا أرجوك.... أُهربي إيلينا.. أُهربي صغيرتي.. هتفت بداخلي برعب إذ شعرت وأحسست بما ينوي ذلك الرجل على فعلهُ بشقيقتي.. وهنا كل ألام الحروق والعظام المهشمة  في جسدي لم أعُد أشعر بها إذ طغى عليها الخوف والرُعب الشديد على إيلينا...

 

وفورا نظرت إلى الأسفل ورأيت برعب شاب يبدو في الثامنة أو التاسعة والعشرين يمسك بخصر شقيقتي وهو يضحك بمرح بينما إيلينا كانت تقاومه وتحاول أن تتحرر منه.. شقيقتي لا تُتقن اللغة الإنجليزية لذلك لم تفهم الوضع الخطير الذي هي به.. فجأة وبرعب رأيتهُ يصفعها بقوة و يرميها على الأرض بعنف أسفل قدماي وبدأ يفك أزرار سرواله ورأيتهُ يُخرج عضوهُ الذكري و المنتصب...

 

إيلينا لااااااااااااااااا.... لااااااااااااا دعها أيها القذرررررررررر.. لاااااااااااااااا إيليناااااااااااااا... صغيرتي لاااااااااااااااااااا... صرخات.. صرخات مرتعبة فزعة غاضبة خائفة خرجت بجنون من أعماقي.. لكنها كانت صرخات بلا صدى...

 

وبرعب رأيتهُ يجثو فوقها وبدأ بتمزيق فستانها من الأسفل بينما إيلينا كانت تبكي برعب وهي تحاول النهوض والفرار وهي تصرخ وتتوسل له حتى يتركها ويرحمها..

 

" لا أرجوك دعني.. ماذا تفعل؟!!.. أرجوك دعنيييييييي.. أتوسل إليك دعني.. لااااااااااااااااا........ "

 

" أدم ماذا تفعل يا رجل؟!.. دعها.. هل جُننت؟!... "

 

وهنا سمعت ذلك الشاب الذي أخرجني من السيارة يهتف بقلق على ذلك الحقير المدعو أدم.. ورأيت أدم ينظر إليه وهو يبتسم بخبث وقال له

 

" ماثيو أيها الأحمق.. دعنا نمرح.. ما المانع بأن نُضاجع عاهرة جميلة معا؟.. اقترب واستمتع معي يا رجل "

 

لا أرجوك لا تفعل.. لااااااااااااااااااا... هتفت روحي بعذاب وأنا أستمع إلى صرخات شقيقتي المرتعبة وبألم رأيت ذلك الشاب المدعو بـ ماثيو يقترب منهما لكنه وقف جامدا دون حراك وقال له بتردد

 

" أدم.. لا أظن بأنها فكرة جيدة.. لقد مات رجلين بسببك الآن.. دعها... "

 

نظر أدم إليه بينما كان يمسك بيدين إيلينا ويثبتهم بيديه فوق رأسها وقال


" ربما فقدوا الوعي.. دعنا منهم.. استمتع أيها الغبي.. فغدا في الصباح سنذهب نهائيا من هنا ولن يعلم أحد بنا.. هيا اقترب وضاجعها معي.. أنا أشعر بالنشوة وعضوي الذكري سينفجر إن لم أضاجعها.. وهذه الغبية تصرخ بكلمات لا أفهمها "

 

بكاء ونحيب إيلينا أحرق قلبي وروحي.. عذاب كبير طغى على ألام جسدي شعرت به عندما رأيت ذلك المدعو أدم يُتابع تمزيق فستان إيلينا في الأسفل ويصفعها بعنف حتى تتوقف عن مقاومته والبكاء والصراخ...

 

لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... إيلينااااااااااااااااااااااااااااا.... انتفض جسدي بقوة عندما رأيت بأم عيني ذلك الشاب يُدخل عضوه الذكري في مهبل شقيقتي و يغتصبها بوحشية أمامي..

 

" أخييييييييييي.. ساعدنييييييييي... أخيييييييييي... "

 

رأيت بعذاب دمر روحي وكياني شقيقتي ترفع رأسها نحوي وتصرخ لي بفزع وبألم كبيرين وهي تبكي وتنتحب بشكلٍ جنوني.. نظرت إليها بعجز وبألم فاق تحملي.. وللمرة الأولى في حياتي شعرتُ بأنني عاجز كليا وبكيت..

 

شعرت بدمعة حارقة تسيل من ركن عيني اليمنى وتابعت مسارها على وجنتي المحترقة.. تلك الدمعة ألمتني جدا.. ألمتني.. كانت كمن يسكب الملح على الجرح.. لكن ألمي الأعظم كان في قلبي.. قلبي احترق لأنني كنتُ عاجزا عن الحركة والنهوض و الدفاع عن إيلينا.. قلبي نهشتهُ نيران العذاب والألم لأنني لا أستطيع الوقوف والدفاع عنها وقتل ذلك اللعين.. كان ألم الروح أشد وأقصى من ألم الجسد..

 

قلبي احترق عليها ولعنت نفسي لأنني كنتُ ضعيف وعاجز عن حمايتها بينما كنتُ أُشاهد ذلك الرجل يغتصبها أمامي بوحشية ومن دون شفقة أو رحمة..

 

سالت دموعي على وجنتاي واحترقت كل خلية في جسدي بينما كنتُ أراه يصفعها صفعة تلو الأخرى والأخرى والأخرى وهو يدفع بعنف بداخلها.. بينما ذلك الشاب المدعو بـ ماثيو كان يقف جامدا أمامهما دون أن يتحرك ويُبعد ذلك القذر عن شقيقتي.. حاولت الصراخ والصراخ والصراخ لكن لم يخرج من فمي سوى شخير ضعيف لم يستطع أحد سماعه..

 

لا أستطيع وصف ما أشعرُ به الآن.. تحطم قلبي واحترق.. روحي تهشمت.. الألم فتك بجسدي المتعب ولم يغادرني وتركني مرهقًا هشًا لا أقوى على شيء..

 

دموعي جفت.. جفت.. وشهقاتي كُتمت في حنجرتي لدرجة أنني شعرت بالاختناق.. أكبر عذاب في الدنيا اختبرتهُ الآن.. عذاب مؤلم ومُحرق ومُدمر..

 

الألم هو أن تقف الدموع في محجريك بغية أن تنسكب لكنها تأبى الانصياع لك.. وكدتُ حينها أن أختنق ولا أستطيع التنفس.. حاولت التخلّص منها وذرفها من جفون عيناي.. لكن هناك شيء لا أعرفهُ كان يحول بيني وبين البُكاء..


 الاختناق يتزايد.. والدموع تتراكم.. وغصة كبيرة في حنجرتي لا أدري ما الذي يزيلها.. وحريق في قلبي لا يستطيع أحد إخماده.. كل ما أعرفهُ الآن هو أنني أريد أن أبكي ولكني لا أستطيع.. وكأن الدمع المالح يأبى الانسياب في مواطن الجُرح ليُحييني..

 

مع كل صرخة صرختها إيلينا تمزق داخلي إلى أشلاء.. ما أصعب أن أرى بأم عيني ما يحدث معها الآن ولا أستطيع حمايتها والدفاع عنها.. ما أصعب أن أراها تُغتصب أمامي وهي بجانب جثة زوجها.. ما أصعب أن أسمع أنينها وصرخاتها المتألمة وأرى دموعها وأنا عاجز كليا عن الحركة والوقوف وحمايتها و حتى كنتُ عاجزاً عن الصراخ والاعتراض والتوسل لهما حتى يرحموا شقيقتي ويتركانها..

 

قلبي بكى وروحي بكت لأجلها.. وظلام رهيب طغى على روحي..

 

صرخ بنشوة وقذف بسائلهُ بداخلها ثم رأيتهُ يقف وهو يمسح بيده عضوهُ وقال

" ماثيو.. هههههههه.. أنظر إلى دمائها.. ههههه كانت عذراء... هيا أيها الجبان.. يمكنك مضاجعتها فقضيبك منتصب يبدو واضحا فهو يكاد يمزق سروالك.. هيا اقترب وضاجعها لقد توقفت عن المقاومة "

 

ارتعش جسدي بعنف عندما سمعت ماثيو يقول بهدوء

" حسناً "

 

لاااااااااااااااااااااااااااااا... إيليناااااااااااااااااااااااااااااا... هتفت بداخلي بعذاب وأنا أراه يسحب سرواله ولباسه الداخلي إلى الأسفل وجثى على ركبتيه بين قدمين إيلينا و...

 

" لاااااااااااااااااا.. أخييييييييي.. أخي ساعدني أرجوككككككككككككك... "

 

وهنا انتفض جسدي بعنف عندما سمعت صغيرتي تهتف لي بعذاب تستنجد بي دون أن أستطيع مساعدتها.. وصرخت بعذاب بداخلي عندما بدأ يغتصبها ذلك المدعو ماثيو..

 

لا إلهي لا.. لا أرجوك لااااااااااا.. إلهي لااااااااااااااا... صرخت وصرخت.. وحاولت أن أتحرك.. حاولت أن أقف.. حاولت وحاولت لكن دون فائدة.. كنتُ مجرد جسد مُحترق بلا روح تم رميه على الأرض.. والأبشع أنني أُجبرت على رؤية شقيقتي يتم اغتصابها أمامي من قبل شابين دون أن أستطيع فعل شيء لحمايتها..

 

هذه صفعة من صفعات الحياة أو طعنة من طعنات القدر لي.. لماذا؟!!.. لماذا يا إلهي؟!!.. سألت بحرقة وهنا سالت دموعي وانصاعت لي وبللت وجهي بكامله وأنا أستمع بعذاب إلى نحيب وأنين إيلينا المؤلم.. لقد دمروني ودمروا شقيقتي.. ما أعيشهُ الآن من ألام لا يستطيع أحد وصفه.. عذاب الروح كان جدا كبير ولا يستطيع إنسان تحمله..

 

فجأة توقفت إيلينا عن الصراخ والاستنجاد بي ورأيت جسدها يستكين وعرفت بقهر بأنها استسلمت.. استسلمت لمصيرها الليلة.. وخرجت شهقة مخنوقة من فمي لم يسمعها أحد.. ولم أعُد أنظر سوى إلى وجهها.. كانت تنظر نحوي ودموعها تسيل بصمت على وجنتيها.. ارتعش قلبي وشعرت ببؤس العالم كله يسكُنني.. كنتُ أعلم بأنها لا تعرف بأنني ما زلتُ أتنفس وأُشاهد بحرقة ما يحصل معها..

 

وعندما انتهى ماثيو.. وقف وهو يتنهد براحة وبدأ يرتدي سرواله وهو يقهقه بغباء بينما ذلك المدعو أدم كان يضحك بسعادة وهو يمسك بيده اليسرى الطفاية ورأيتهُ يقترب وأمسك بيد ماثيو وقال له

 

" استمتعت صديقي؟ "

 

أومأ ماثيو موافقا وغرقوا بالضحك ورأيتهما يبتعدان وذهبا..

 

صمت مخيف لف المكان.. صمت جعلني أشعُر بالخوف على إيلينا.. كانت هادئة.. فقط كانت تبكي بصمت.. فجأة رأيتُها تزحف بيديها نحوي وأمسكت بقدميّ وأراحت رأسها عليهما وشرعت تبكي بهيستيرية.


آسف.. آسف صغيرتي.. آسف.. أنا آسف.. سامحيني أرجوكِ.. سامحيني لأنني لم أستطع حمايتكِ.. كلهُ بسببي.. ما حصل لكِ ولـ جيف بسببي.. لولا هديتي الغبية واللعينة لما حصل ما حصل.. سامحيني.. سامحيني إيلينا..

 

هتفت بداخلي لها بعذاب وبحرقة بينما كنتُ أراها تبكي بصمت بشكل أدمى قلبي..

 

" لماذااااااااااا؟!!.. لماذا أنااااااااا؟!!.. لماذا رحلتما و تركتُماني بمفردي.. لماذا تركتني أخي أنتَ و جيف؟!!.. لماذاااااااا؟!!!... لماذا قتلا زوجي و أخي و اغتصباني في ليلة زفافي؟!.. لم أفعل لهما شيء.. لماذااااااااااااا؟!!!.. ما هو ذنبي؟!.. "

 

صرخت إيلينا بحرقة وتألمت لأجلها.. حاولت الصراخ والحركة.. حاولت أن أقول لها بأنني لم أتركها.. لكنني عجزت عن فعل ذلك..

 

فجأة توقفت عن البكاء وسمعتُها بفزع تهمس

" أخي.. جيف.. انتظراني.... "

 

وقفت ومشت بخطوات بطيئة وعرجاء نحو السيارة.. توقف قلبي عن النبض للحظة ثم خفق بعنف عندما رأيتُها تعود لتقف أمامي وهي تنظر بحزن وبألم إلى جيف ثم نظرت نحوي وقالت

 

" سنلتقي بعد قليل.. "

 

ورأيتُها بفزع شل روحي ترفع يدها اليمنى والتي كانت تحمل بها مسدسي ووجهتهُ أمام صدرها..

لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا............

 

صرخت بجنون بداخلي لكن صرختي كُتمت إذ وهنا صوت طلقة نارية خرق الصمت وصدح صداها عاليا ليمتلئ الغابة كلها.. وهنا وبفزع أفقدني ما تبقى من أنفاسي رأيت جسد إيلينا يسقط على الأرض أمام قدماي...

 

إيلينااااااااااااااااااااااااااااااااا... لا صغيرتي.. لاااااااااااااااااااااااااااااا.... 


صرخت روحي بعذاب وبوجع فاق تحملي.. ارتعش جسدي بعنف وانتفض بقوة وشعرت بالاختناق في صدري.. وهنا شعرت بالألم يعتصر قلبي حرفيا ويقطعهُ إلى ألف قطعة.. وشعرت بأنفاسي أصبحت عبئا ثقيلا لا طاقة لي بها.. وشعرت بالحزن وبالبؤس لقد خسرت جيف وخسرت إيلينا.. خسرت قطعة من روحي معها.. وهنا استسلمت..

 

نعم استسلمت.. أغمضت عيناي وأبحرت في ذلك العالم المُظلم.. ربما يتحنن عليّ اللّه ويجعلني ألتقي بأحبائي..

 

" رومانوس... يا إلهي ما هذه الكارثة؟!!!!... رومانوس هل تسمعني؟!.. رومانوس.... "

 

أصوات.. أصوات بعيدة كانت تتغلغل في أذناي..

 

" عليك أن تصمُد أرجوك.. إياك أن تموت صديقي.. هل سمعتني؟.. إياك أن تموت... تنفس.. تنفس رومانوس "

 

صرخات إيثان الخائفة استطعت تمييزها بوضوح

 

" بسرعة أطلبوا الهليكوبتر الخاصة بالرئيس واتصلوا أيضا بالإسعاف.. واتصلوا بالعميد هنري حالاااااااااا ودعوني أتكلم معه "


سمعت إيثان يهتف بغضب ثم عُدت لأغرق بالظلام من جديد..


 

ماثيو**

 

تثاءبت بقوة وفتحت عيناي بضعف وأنا أشتم بسبب صوت المنبه المزعج.. رفعت يدي وأطفأت المنبه ثم جلست وبدأت أُحرك رأسي وكتفاي.. شعرت بجفاف في حلقي وبألم رهيب في عضلات جسدي..

 

" تباً.. أين أنا؟!... "

 

نظرت حولي وأنا أهمس بدهشة.. رأيت نفسي في غرفة نومي الخاصة في الجناح الذي أتشاركهُ مع أدم في الفندق في إيطاليا.. 


رفعت يدي اليمنى وبدأت أفرك جبيني وأحاول أن أتذكر ما حصل في الأمس وكيف وصلت إلى غرفتي في الفندق.. وبينما كنتُ أنظر حولي في الغرفة تجمدت نظراتي على سترتي والتي كانت مرمية بإهمال على الأرض وكذلك على سروالي ولباسي الداخلي وقميصي الأبيض..

 

حدقت بغرابة عندما رأيت السترة والسروال الداخلي عليهما بُقع غريبة.. أبعدت الغطاء عن جسدي ووقفت.. رأيت نفسي عاريا لكنني لم أهتم فأنا دائما ما أنام عاريا عندما أكون ثمل..

 

اقتربت ووقفت أمام ملابسي ثم انحنيت والتقط سروالي الداخلي ورفعته.. توسعت عيناي بصدمة عندما رأيت بُقع من الدماء عليه من الداخل..

 

" دماء؟!!... تبا!.. هل عاشرت فتاة عذراء في الأمس؟!... "

 

هززت كتفي بعدم اكتراث ثم التقطت سترتي ورفعتُها بيدي واستقمت.. لكن هنا توسعت عيناي ونظرت برعب إليها.. كانت السترة عليها أثار لمادة بيضاء غريبة جافة.. ولكن ما أرعبني أكثر رؤيتي لشيء غريب ملتصق بها يُشبه الجلد.. رفعت يدي اليسرى وبرعشة سحبت تلك القطعة ونظرت إليها..

 

" تبا.. إنها قطعة جلد مسلوخ.. ما اللعنة التـــ... "

 

توقفت عن الشتم وارتعشت مفاصلي برعب عندما بدأت أتذكر ما فعلناه في ليلة الأمس أنا و أدم.. نظرت برعبٍ كبير إلى تلك القطعة الجافة من اللحم وهتفت بعنف وبفزعٍ كبير

 

" لاااااااااااااااااااااااااااا....... "

 

وبسبب رعشة يدي القوية سقطت السترة على الأرض بينما في يدي الثانية كنتُ أمسك بتلك القطعة الجافة ويدي ترتعش بقوة.. بدأت أهز رأسي بالرفض وأنا أهمس برعب

 

" مستحيل!!.. لا غير ممكن!!.. هذا مُجرد حُلم مقرف لعين.. نعم هذا مُجرد حُلم... مستحيل أن أفعل ذلك أنا و أدم.. نعم مستحيل "

 

أقنعت نفسي بذلك ولكن في باطن عقلي كنتُ أعلم بأن ما فعلناه قد حصل.. وبأننا ارتكبنا أكبر خطأ في حياتنا.. بل ليس بخطأ بل كارثة فظيعة.. وفورا تحركت ورميت بقطعة اللحم الجافة على المنضدة وبدأت أرتدي ملابسي بسرعة.. عندما انتهيت ركضت إلى غرفة أدم وفتحت الباب دون أن أطرقه..

 

رأيتهُ نائم على السرير وهو يُشخر.. اقتربت من السرير ووقفت أنظر إليه.. كان ما زال يرتدي الملابس التي كان يرتديها في الأمس.. انحنيت و هززت كتفهُ بقوة وقلتُ له

 

" أدم.. أدم.. استيقظ بسرعة... "

 

لكن عندما لم يستفق هززتهُ بقوة وصرخت

 

" أدم استيقظ.. اللعنة عليك "

 

انتفض أدم وأدار رأسهُ ونظر إليّ بدهشة ثم شتم بقوة وقال لي بغضب بصوتهِ الناعس

" تبا ماثيو.. لقد أرعبتني.. هل تأخرنا على الطائرة؟ "

 

حدقت بوجهه بخوف وأجبته

" لا.. لم نتأخر ما زالت الساعة السادسة وطائرتنا في الساعة الحادية عشر.. "

 

ثم بلعت بريقي وقلتُ له

" أدم.. هل تتذكر ما حصل في الأمس؟!.. أعني بعد خروجنا من الملهى "

 

حدق بوجهي ببرود وأجابني

" نعم أتذكر.. تعني مطاردتنا لتلك السيارة ثم مُضاجعتنا لتلك الجميلة.. ما المشكلة؟.. لماذا تسأل؟ "

 

توسعت عيناي ونظرت إليه بصدمة ثم هتفت بقهر وبعذاب

" لا يا إلهي!!!.. إلهي.. إلهي.. لقد فعلناها.. يا إلهي لقد قتلنا رجلين بأبشع طريقة واغتصبنا فتاة عذراء كانت ترتدي فستان زفافها.. ما الذي فعلناه!؟!!.. لقد ارتكبنا جريمة قتل واغتصاب... "

 

ارتعش جسدي بعنف ورفعت يدي عاليا وبدأت بتوتر أفرك رأسي بعنف ثم هتفت بغضب بوجه أدم

 

" وببرود تسألني ما المشكلة؟!.. تسألني ما المشكلة بينما نحن ارتكبنا جريمة قتل واغتصاب مروعة.. يا إلهي.. لقد أصبحت مُجرما بسببك.. أنتَ السبب.. أنت "

 

وقف أدم وأمسك بمعصمي وهتف بوجهي بغضب بين أسنانه

" أخفض صوتك أيها الغبي سوف تفضحنا.. هل تريد أن يتم سجننا هنا؟.. عقاب ما فعلناه هو الإعدام أيها الأحمق.. في إيطاليا يتم إعدام من يرتكب تلك الجرائم.. ثم أنا لستُ المسؤول الوحيد عما حصل.. أنتَ شريكي في الجريمة ماثيو.. لذلك عليك أن تلتزم الصمت "

 

حدقت بوجهه بعدم التصديق بسبب ما تفوه به.. هذا ليس صديقي أدم الذي أعرفه؟!.. من يقف أمامي رجل حقير ونذل.. وفورا حررت معصمي من قبضته و دفعتهُ بعيدا عني وهتفت بهستيرية

 

" لاااااااااا.. أنا لستُ شريكك.. أنا لا ذنب لي.. أنتَ من طلب مني أن نحتفل بجنون.. أنتَ من أجبرني على تعاطي تلك المخدرات الغبية في ذلك الملهى.. وأنتَ من طارد تلك السيارة و... "

 

وهنا شعرت بغصة مؤلمة في قلبي وبدأت أبكي بحرقة وهمست بصوتٍ مهزوز مرتجف

" وأنتَ من طلب مني أن أغتصب تلك المسكينة بينما أنا لم أكن في كامل وعيي ولا أعي ما أفعله.. يا إلهي ما الذي فعلناه؟!!!.. الرحمة يا اللّه.. "

 

أمسكني أدم بكتفي وهزني بعنف ثم توقف عن هزي وقال بصوتٍ منخفض لكن بحدة

 

" اخرس.. حتى أنا لم أكن في كامل وعيي.. لذلك لا تلومني لأنك مُذنب مثلي تماما.. يجب أن نذهب فورا إلى المطار ونعود إلى إنجلترا.. لن يعلم أحد بما حصل هنا.. فهمت؟.. لا أحد وأنا أعنيها.. حتى ماريسا لا يجب أن تعلم بشيء.. نحن لم نكن في وعينا.. هل فهمت ماثيو؟.. سيتم القبض علينا وإعدامنا إن اكتشف أحد ما فعلناه.. لا تُفكر بما حصل وهيا بنا حتى نذهب.. سوف أتكفل بالسيارة.. سأتصل بالمكتب الذي استأجرت منه السيارة وأخبرهم بأن سائق مخمور ضرب السيارة وهرب ثم سنذهب معا إلى المكتب ونُسلم السيارة وأدفع ما يتوجب عليّ ونرحل نهائيا من هنا.. تلك الفتاة رأت وجوهنا علينا الهروب فورا من إيطاليا "

 

ابتعد عني ورأيتهُ يحمل هاتفهُ واتصل بذلك المكتب.. كنتُ جامد وأنا أنظر أمامي برعب و ندم و خوف أرهقا روحي.. لقد أصبحت مجرد مُجرم ومُغتصب حقير.. كيف استطعت فعل ذلك؟!!.. كيف؟!!.. و ماريسا!!.. يا إلهي ماريسا!!.. مارسي شقيقتي الجميلة سوف تكرهني إن علمت بما فعلته..

 

عندما أنهى أدم المكالمة نظر إليّ وقال بحدة

" هل فهمت ماثيو؟.. لا يجب أن تتفوه بحرف بما حصل أمام أحد.. لا أحد.. سوف نكون بخير.. "

 

عندما لم يتلقى أي إجابة مني اقترب وأمسكني بكتفي وهتف بحنق

" أجبني.. هل اتفقنا؟!.. إياك أن تتفوه بحرف لأنك ستغرق معي.. عليك نسيان ما حصل ولا تُفكر به.. اعتبره مُجرد حُلم.. اتفقنا؟ "

 

أومأتُ له موافقا وأجهشت بالبكاء.. عانقني أدم وربتَ على كتفي وقال

" أعلم بأنك خائف.. أنا أيضا خائف.. لكن لم نكن في وعينا.. كنا ثملين.. وتحت تأثير المخدرات والكحول فعلنا ما فعلناه.. يجب أن تكون قوي ولا تُفكر بما حدث "

 

أبعدني عنه وقال بأمر

 

" لا تترك أي شيء هنا اجمع كل أغراضك والثياب التي ارتديتها في الأمس وضعها في حقيبتك.. سنخرج من هنا بعد أن أُبدل ملابسي "

 

وهكذا تركت أدم يتكفل بحل الأمور وخرجنا من الفندق وذهبنا إلى ذلك المكتب ثم أوقفنا سيارة أجرة وذهبنا إلى المطار..

 

استغرقت الرحلة ثلاث ساعات ونصف حتى وصلنا إلى إنجلترا.. كنتُ طيلة الرحلة صامت وأنا أشعر بخوفٍ كبير من أن يتم القبض علينا في أي لحظة.. لكن لحُسن حظنا لم يحصل شيء وخرجنا من المطار ورأيت سائق أدم ينتظرنا أمام المدخل وفورا تقدم وأخذ الحقائب وهو يتأهل بنا ووضعها في صندوق السيارة..

 

عندما وصلت إلى منزلي نظر أدم إليّ وهمس قائلا

" لن أنزل.. وتذكر إياك أن تتفوه بحرف.. أخبر ماريسا بأنني مُرهق لكن سأراها الليلة.. اتفقنا! "

 

أجبتهُ بهمس موافقا وخرجت من السيارة.. دخلت إلى المنزل ورميت بحقيبتي جانبا.. نظرت بحزن أمامي وشعرت بقلبي يعتصر من جراء الندم وعذاب الضمير.. ذكرى رؤيتي لذلك الرجل المُحترق لم تُفارق خيالي.. وذكرى ما فعلتهُ بتلك الفتاة المسكينة أحرقت روحي..

 

" أدم!!.. حبيبي أخيرا أتيتُما "

 

سمعت ماريسا تهتف بسعادة وفورا نظرت ناحية اليمين ورأيتُها تركض نحوي وهي تضحك بفرح ورمت بنفسها عليّ وبدأت تُقبل وجهي ثم أمسكت بيداي وهي تقول

 

" الحمدُ اللّه على سلامتك أخي.. لقد اشتقتُ لك كثيرا.. أين هو أدم؟ "

 

ابتسمت لها ابتسامة مصطنعة.. لم أستطع أن أبتسم لها بفرح مثل عادتي.. وعندما رأيتُها تُحدق بوجهي بقلق ضحكت بخفة وأجبتُها

 

" اشتقتُ لكِ مارسي.. ثم أدم مُتعب قليلا وطلب مني بأن أخبرُكِ بأنه سيأتي في المساء لرؤيتكِ "


قبلت خدها برقة ثم ابتعدت عنها وقلتُ لها قبل أن أصعد إلى غرفتي

" أنا مُرهق أيضا مارسي.. أريد أن أستريح قليلا.. أُطلبي من الخادمة أن تجلب حقيبتي "

 

وصعدت وأنا أشعُر برغبة قوية بالبكاء.. دخلت إلى غرفتي وجلست على السرير أنظر بشرود أمامي.. رأسي يكاد أن ينفجر من كثرة التفكير.. عذاب الضمير وعذاب النفس والروح مؤلم جدا.. وتمنيت للمرة الألف لو أستطيع إعادة الزمن إلى الوراء وأمنع أدم عن فعل ما فعلهُ.. كم تمنيت لو مُت قبل أن أفعل ما فعلته.. كم تمنيت ذلك وبقوة.. وهمست بحرقة قلب

 

" يا ليتني لم أوافق معه بتجربة تلك المخدرات.. يا ليتني لم أوافق معهُ من الأساس بالذهاب والاحتفال بجنون.. يا ليت.. "

 

مضى الوقت وأنا جالس بجمود دون أن أتحرك.. دخلت الخادمة ووضعت حقيبتي جانبا وسألتني إن كنتُ أريد منها أن تفرغها لكنني أجبتها بسرعة بالرفض.. بعد ذهابها وقفت وقررت أن أستحم..

 

بعد ساعتين كنتُ أجلس وأنا أفكر بتعاسة.. لقد أرهقني التفكير وتأنيب الضمير لدرجة أنني لم أعُد أستطيع الاحتمال.. كنتُ أشعُر بالاختناق وبأنني سأنفجر.. وقفت واقتربت من الحقيبة وفتحتُها.. وفور رؤيتي لسترتي أمسكتُها ورفعتُها وسالت دموعي على وجنتاي..

 

" سامحني إلهي أرجوك.. سامحني "

 

همست بحرقة ورفعت رأسي وبدأت أبكي بحرقة..

 

فجأة دخلت ماريسا إلى غرفتي وفورا رميت سترتي في الحقيبة وسمعت ماريسا تقول بفرح

" أخي أنـــ.... "

 

ثم وقفت جامدة عندما رأتني أبكي وفورا رفعت يدي ومسحت دموعي لأرى ماريسا تركض لتقف أمامي وهي تنظر بخوف إلى عيناي الباكية وتقول

 

" أخي ما بك؟!.. هل كنتَ تبكي؟!!.. ماثيو لا تجعلني أخاف ماذا حصل لك في إيطاليا؟!.. ما بك أخي؟!!.. هل حصل مكروه لـ أدم ولا تُريد إخباري؟!!.. هل بسبب ذلك هو لا يُجيب على اتصالاتي؟!!.. أرجوك أخبرني "

 

وهنا انهرت وسقطت أمامها جاثيا على ركبتاي على الأرض وبكيت بعذاب.. جثت ماريسا أمامي وأمسكت بيدي وقالت لي وهي تبكي

 

" لا تُخيفني ماثيو.. ما الذي حصل؟!.. أخبرني لو سمحت... "

 

نظرت إليها بتعاسة وشعرت بالانهيار وبألم مُخيف في صدري.. وقلتُ لها بمرارة

" مارسي سامحيني.. أنا.. أنا أخطأت.. لقد... "

 

لكن توقفت عن الاعتراف لها عندما انفتح الباب ودخل أدم وهو يهتف

" ماثيو.. ماريسا حبيبتي أنتِ هنا!.. كنتُ أبحث عنكِ "

 

اقترب ووقف أمامنا ونظر إليّ نظرة تحذيرية.. وقفت وساعدت ماريسا لتقف ثم مسحت دموعي وقبل أن أتفوه بحرف سمعت ماريسا تقول وهي تُعانق أدم

 

" حبيبي لقد أتيتَ أخيرا.. اشتقتُ لك كثيرا.. أنا قلقة جدا.. ماثيو شبه مُنهار وهو يبكي.. ظننت أن مكروها قد أصابك "

 

ضحك أدم بخفة وأبعدها عنه ثم قبل وجنتيها وقال لها

" لا تقلقي هو فقط خائف أن يُغير رأيهُ مدير الشركة في إيطاليا ويفسخ العقد معنا.. تعلمين وضع شركتنا حاليا.. نحنُ كنا على وشك الإفلاس.. لكن لا تقلقي صاحب الشركة قام بتوقيع العقد معنا.. لكن ماثيو يقلق كثيرا أنتِ تعرفينهُ جيدا "

 

ابتسمت ماريسا براحة ونظرت إلى وجهي بحنان ثم ابتعدت عن أدم وأمسكت بيدي وجعلتني أجلس على الأريكة وجلست بجانبي وتأملتني بحزن


رواية ماركيز الشيطان - فصل 2 - عذاب الروح


ثم ابتسمت برقة وقالت

" أوه ماثيو.. لا داعي للقلق أخي.. لن يُفسخ ذلك الرجل العقد معكم.. اهدأ ولا تُفكر بسلبية.. لقد أخفتني كثيرا.. سوف أطهو العشاء بنفسي من أجلك إذ لا بُد بأنك جائع "

 

ثم قبلتني على خدي ووقفت وقبلت أدم على خده وطلبت منهُ أن يتكلم معي ويجعلني اهدأ وذهبت.. ساد الصمت بيننا لدقائق بعد خروج شقيقتي مارسي من الغرفة.. فجأة اقترب أدم وأمسك بذراعي بعنف وجعلني أقف وهمس بغضب

 

" لقد كنتَ على وشك فضحنا أيها الغبي.. هل تريد أن تكرهُك مارسي؟!.. هل تريد أن يتم القبض علينا وسجننا وإعدامنا؟!.. أجبني هيا؟ "

 

نظرت إليه بألم وقلتُ له بحرقة قلب


" ضميري يؤلمني أدم.. أليس لديك ضمير؟!.. كيف تستطيع الوقوف أمامي الآن وكأن شيئا لم يكن؟!!.. كيف تستطيع النظر إلى وجه مارسي دون أن تشعُر بتأنيب الضمير لأنك قتلت رجلين واغتصبت فتاة بريئة؟!.. كيف يمكنُك؟!!.. أجبني أنتَ كيف!... "

 

حدق بوجهي بغضب وقال


" طبعا لدي ضمير.. وطبعا أجد صعوبة بالنظر إلى وجهها بعد ما فعلناه معا.. لكن يجب أن نُتابع حياتنا كأن شيئا لم يحصُل.. إن أخبرتها سوف تُحرقنا.. سوف تغرق وتُغرقني معك لذلك لن تفتح فمك بحرف ولن تُخبرها بما فعلناه.. هل فهمت؟ "

 

أشرت له بعذاب برأسي موافقا.. تنهد أدم براحة وربتَ على كتفيي وقال

" جيد.. أحسنتَ صديقي.. هيا اغسل وجهك واتبعني إلى الأسفل.. سوف أنتظرُك في الصالون "

 

بعد أن خرج أدم من غرفتي دخلت إلى الحمام وغسلت وجهي.. نظرت بحزن إلى المرآة أمامي وعرفت بأن حياتي تغيرت جذريا وبالكامل منذ ليلة الأمس وبسبب المصيبة التي فعلناها.. وعرفت بأنهُ سيأتي يوم سأدفع به الثمن غاليا على ما فعلتُه..

 

 

إيثان بوربون***

 

 

لأول مرة في حياتي أشعُرُ بالخوف.. الخوف أكل عظامي وأنا أسمع على الهاتف صرخات جيف و إيلينا..

 

" رومانوس.. رومانوس أين أنتَ صديقي؟!.. رومانوس أجبني أرجوك.. "

 

هتفت بقلق وفورا ودون أن أُبعد الهاتف عن أذني صرخت للرجال

" بسرعة اصعدوا في السيارات واتبعوني الرئيس في خطر "

 

ركضت نحو سيارتي وفتحت الباب وجلست وفورا أدرت جهاز الكومبيوتر أمامي في تابلو السيارة وضغط على لوحته وبدأت أتتبع هاتف الرئيس.. ثواني قليلة ورأيت الإشعار على الشاشة أمامي.. شتمت بغضب لأنني كنتُ قد ابتعدت عن المنطقة وحتى أصل إليه سأحتاج لساعة كاملة.. وهنا ودون أي تفكير أدرت مُحرك سيارتي وبدأت أقود بسرعةٍ جنونية وخلفي موكب الرئيس...

 

تجمد جسدي بالكامل عندما سمعت حديث رومانوس على الهاتف مع شقيقتهِ إيلينا.. ارتعشت يدي بقوة عندما سمعت صراخاتها المتألمة...

 

" إلهي جيف قد توفي؟!!!.. ما هذه الكارثة؟!!... "

 

همست بحزنٍ كبير.. جيف هو صديق الطفولة لي ولـ رومانوس.. احترق قلبي عليه وشعرت بغصة مؤلمة في صدري.. في يوم زفافه مات المسكين.. هذه كارثة كبيرة لا يمكن أن تتحملها إيلينا وخاصةً رومانوس..

 

فجأة انقطع الاتصال... لا لا لا لا لا لا لا!!!... صرخت بداخلي وفورا حاولت أن أتصل بـ رومانوس لكن الهاتف كان مُقفل.. ثم حاولت أن أتصل بالعميد هنري وهو صديق مُقرب للماركيز لكن هاتفهُ كان مشغول..

 

" اللعنة ة ة ة ة ة ة ة ة..... "

 

هتفت بغضبٍ مهول وتابعت القيادة بأقصى سرعة وطيلة الوقت كنتُ أحاول الاتصال بـ هنري لكن اللعين ما زال خطه مشغول... ثم اتصلت بالإسعاف وأعطيتهم التوجيهات وطلبت منهم أن يذهبوا بأقصى سرعة إلى مكان الحادث..


خمسة وخمسون دقيقة أخذت الطريق معي حتى وصلت إلى المكان الذي تتبعته من هاتف رومانوس.. ترجلت بسرعة وبدأت أهتف بجنون لصديقي

 

" رومانوس.. رومانوس.. رومانوس أين أنت؟!!! "

 

ثم شتمت بغضب عندما لم أرى أي سيارة إسعاف هنا.. وبعد لحظات تجمد جسدي وتوسعت عيناي برعب عندما رأيت سيارة رومانوس في الأسفل شبه محطمة ونصفها مُدمر ومحترق.. ولكن صدمتي الكُبرى كانت عندما رأيت بوضوح بسبب ضوء القمر أجسادهم هامدة بجانب السيارة..

 

ولأول مرة في حياتي أبكي.. بكيت حزنا وألما على أصدقائي.. كان يجب أن أتبعهُ رغما عنه وأحميه.. كان يجب أن أعترض على أوامره وأرفض فكرة ذهابهِ من دوني ومن دون حرسهِ..

 

كانت هذه الليلة أبشع ليلة في حياتي.. ظللت حتى طلوع الفجر في مكان الحادث حتى بعد أن تم نقل رومانوس وشقيقته و جيف بالهليكوبتر الخاصة به إلى المستشفى بوربون العريقة في وسط العاصمة..

 

كان المكان مُكتظ برجال الشرطة والصحافة.. لكنني كنتُ جامداً أنظر أمامي بحزن..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 2 - عذاب الروح


 

ثم التفت ناحية اليسار ونظرت بألم إلى سيارة رومانوس وبغصة..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 2 - عذاب الروح


 

رغم أنها مُصفحة إلى أنهُ لم يتبقى منها شيء.. لقد أصبحت مجرد حُطام لا نفع له.. لكن الأسوأ اكتشافي لأحداث ما حصل مع رومانوس وشقيقتهُ و جيف.. وقررت أن لا أستريح أبدا حتى أجد الفاعل.. وهنا استدرت وتكلمت مع العميد هنري ثم أمرت رجالي بالتحرك.. أول ما سأفعلهُ هو رؤية كاميرات المراقبة على الطريق وبعدها سأجد الفاعل وأُحضرهُ بيدي إلى رومانوس..

 

 

رومانوس**

 

كنتُ لفترة أسبوعين فاقد الوعي وعندما استيقظت رأيت نفسي في غرفة العناية الفائقة وجسدي ملفوف بالكامل بالضمادات والجبس.. نظرت في أرجاء الغرفة ورأيت رجل يرتدي الرداء الأبيض الخاص بالأطباء يقف بجانب السرير وهو يفحص جهاز التنفس وجهاز القلب..

 

ماركو؟!!!... همست بداخلي عندما تعرفت عليه إذ لم أستطع النُطق باسمه.. إنه ماركو بوربون شقيق صديقي إيثان.. وهنا انتبه ماركو لي واقترب بسرعة وحدق بسعادة ثم بحزنٍ كبير إلى وجهي وقال

 

" الحمدُ اللّه على سلامتك رومانوس... لقد أخفتنا عليك للموت.. كنتَ فاقد الوعي لفترة أسبوعين كاملين صديقي "

 

حاولت التكلم لكن حُنجرتي لم تستجب لي.. ربما بسبب جهاز التنفس الموصل بها؟!!.. فكرت بذلك وأنا أُحاول بعينيّ أن أسألهُ عما حصل لي.. تنهد ماركو بحزن وتابع قائلا

 

" آسف صديقي لما حدث لك.. إنها كارثة كبيرة.. لكن المهم بأنك بخير.. أغمض عيناك واسترح.. أعدُك سوف أفعل المستحيل حتى أجعلك تُشفى في أقرب وقت "

 

وهنا أغمضت عيناي وذهبت بنومٍ عميق...

 

أسابيع كثيرة كنتُ بها بين الوعي واللاوعي.. شهرين مضوا وأنا في غرفة العناية الفائقة شبه فاقد الوعي.. وبدأت أستفيق تدريجيا من حالة التخدير التي كنتُ بها.. وبدأت أستعيد قدرتي على الشعور والانفعال وإحساسي بالأشياء.. واستعدت قدرتي على الرغبة بأشياء معيّنة.. والأهم قدرتي على التذكر والتفكير...

 

وفي هذا اليوم عادت ذكرى تلك الليلة الجُهنمية في رأسي وعادت نيران الألم والعذاب تفتك بصدري وروحي.. لقد خسرت أعز صديق لي وخسرت روحي وبهجة حياتي إيلينا...

 

صوت أنين ضئيل صدر من حنجرتي ونظرت بحزن كبير إلى سقف الغرفة وحركت رأسي بصعوبة وسرعان ما غرقت عيوني بالدموع.. إيلينا شقيقتي رحلت... هتفت بداخلي بوجعٍ كبير وهنا جُن جنوني بالكامل وبدأت أتخبط بعنف على الفراش الأبيض وأنا أصرخ بعذاب لم أستطع احتماله.. لكن صراخاتي خرجت مثل الشخير من حنجرتي مكتومة متألمة ومعذبة...

 

دخلت الممرضة وهتفت بذعر

 

" ساعدوني.. المريض دخل في حالة صدمة.. ساعدوني "

 

وفورا سمعت خطوات عديدة في الغرفة وشعرت بأيادي تمسك بجسدي وتثبته..

 

وهنا دخل الطبيب ماركو إلى غرفة العناية المركزة حيث كان رومانوس يُحرك رأسه ويتنفس بسرعة وهو يتخبط بجنون.. اتسعت عينيه بصدمة عندما رأى رومانوس على تلك الحالة.. وفورا ركض وأبعد الممرضين جانباً وقف بالقرب من سرير صديقه وقال بلهفة وبخوف

 

" رومانوس... رومانوس هل تسمعني؟.. اهدأ صديقي.. "

 

سمعت صوت ماركو يتكلم معي وهو يحاول تهدئتي.. ابتلعت ريقي من تحت قناع الاوكسجين وحاولت أن أتكلم وأنا أعقد حاجباي.. ولكن مع الأسف لم أستطيع النُطق..

 

ابتلعت ريقي بألم مجدداً وأخذت أُحرك عيناي يميناً ويساراً محاولاً أن أتكلم لكن دون جدوى.. سمعت ماركو يقول لي

 

" أنا بجانبك يا صديقي.. لن أتركك.. سوف تكون بخير.. اهدأ لو سمحت.. "

 

وهنا بدأت أصرخ بعذاب لكن مثل العادة صرخاتي خرجت مخنوقة.. ضغطت على نفسي حتى أتحرك بعنف أكثر مما جعلني أتألم أضعافا.. فحاول ماركو تهدئتي بينما نظر إلى إحدى الممرضات التي كانت واقفه بجانبه والصدمة تعلو وجهها وقال لها بأمر

 

" بسرعة جهزي حقنة المهدئ.. جهزيها فورا قبل أن يتأذى أكثر "

 

وفي الوقت ذاته دخل إيثان صديق ورئيس حرس رومانوس إلى المستشفى برفقة خمسة من الحُراس وذهبوا الى العناية المركزة حيث كان ماركو يحاول جاهدا أن يقوم بتهدئة من الماركيز رومانوس والذي كان يصرخ بشكلٍ مخنوق بانفعال مما جعل جُرح عمليتهُ في الحوض ينزف قليلاً بسبب الضغط..

 

وقف إيثان مع الحُراس ينظرون بحزن إلى رومانوس المنهار من خلال زجاج الغرفة ولم يفهموا ما الذي يحدث سوى بأن رومانوس قد استيقظ أخيراً وكان في كامل وعيه وكما يبدو بأنهُ تذكر ما حصل معه وانهار..

 

وقف إيثان يُحدق بغضب أعمى بصيرتهُ وهمس بوعيد

 

" سوف أجد لك المتسببين بالحادث رومانوس.. أعدُك صديقي.. سوف أجدهُم وأُعيدهم إلى إيطاليا بنفسي وأجعلهم يدفعون الثمن غاليا على خسارتك وعلى ما اقترفوه في حقك.. لن يهدأ لي بال حتى أفعل.. وقريبا جدا سأجدهم "

 

في هذا الوقت ارتبكت الممرضة بشدة ولكن ذلك لم يمنعها من تنفيذ ما طلبهُ منها الطبيب ماركو وبالفعل جهزت الحقنة فأخذها ماركو من يدها وقال لها

 

" سوف أحقنهُ بنفسي "

 

فأومأت لهُ موافقة وما هي سوى دقائق معدودة حتى هدأ رومانوس وعاد ليغط في نومٍ عميق بينما كانت أثار الدموع على وجنته اليسرى ظاهرة بوضوح بينما من ناحية اليمين كانت قد بللت الضمادة التي كانت تُغطي نصف وجهه.. تنفس الدكتور ماركو الصعداء وقال للممرضة بجانبه

 

" راقبيه جيداً وإن تكرر الأمر أعطه حقنة مهدئ بسرعة.. ولستِ بحاجة لأن تأخذي إذني لفعل ذلك.. هل هذا مفهوم؟.. لا أريد أن يتأذى الماركيز رومانوس بأي شكلٍ كان.. يمكنكِ الآن أن تُغيري الضمادة عن وجهه.. انتبهي جيدا للأنسجة في وجهه كوني رقيقة ولا تضغطي على الحروق.. أما حوضه لا تقتربي منه سأتكفل بنفسي بمعالجته وتغيير ضمادات عليه "

 

فأجابتهُ بصوت مخنوق تحت الدموع

" حاضر دكتور ماركو "

 

فتعجب ماركو من ردة فعلها ولكنه لم يُعلق إذ علم بأنها طبعا ستعطف وتحزن من أجل الماركيز.. فمن في مدينة دي فالكوني لا يُحب الماركيز رومانوس؟!.. الجميع يُحبهُ والجميع تألموا وحزنوا على الكارثة التي وقعت له ولشقيقته وزوجها..

 

استدار ماركو ورأى شقيقهُ إيثان يقف خلف الزجاج ينظر بحزن إلى الماركيز.. خرج ماركو من الغرفة ووقف بجانب شقيقه وقال له

 

" إيثان.. يجب أن تجد وبأسرع وقت من تسبب بدمار رومانوس.. لقد رأيت العميد هنري ورجاله في الخارج منذ قليل لذا سأدع أمر إخبارهم بما حدث عليك لأنك تعرفهم.. ناقش معهُ المستجدات وليجد هذين الحقيرين اللذين تسببا بدمار رومانوس "

 

فنظر إيثان باتجاه الزجاج إلى الداخل حيث كان رومانوس نائم في ذلك السرير الأبيض ولا يظهر من جسده شيء سوى نصف وجهه والسبب أن وجههُ وجسدهُ كان نصفهُ مُحترق بحروق من الدرجة الثلاثة وركبتيه وثلاثة من أضلعه كُسرت أيضا وكذلك حوضهُ ومعصم يديه..

 

وهنا همس إيثان بكره و بوعيد


" حاليا استطعنا أن نكتشف من هما.. أدم سميث و ماثيو لودر.. سوف أجدهما من أجل الماركيز لو كان هذا آخر شيء أفعلهُ في حياتي.. عليهما أن يدفعا الثمن غاليا وجدا.. تحرياتنا كانت مُكثفة وبسبب كاميرات المراقبة على الطريق استطعنا رؤية السيارة الرباعية الدفع والتي كانت تُطارد سيارة رومانوس وبداخل تلك السيارة كان بها شخصين.. وتلك السيارة كان قد تم استئجارها من شاب يُدعى أدم سميث.. واستطعنا تتبع بطاقتهِ المصرفية التي دفع بها لمكتب تأجير السيارات واكتشفنا في أي فندق كان يتواجد به.. لقد سافر الحقير إلى إنجلترا برفقة شريكهُ في الجريمة بعد ساعات قليلة من الحادث "

 

ثم أدار إيثان رأسهُ وحدق بوجه شقيقهُ ماركو وقال

" وجدت عنوان منزلهما في إنجلترا بمساعدة العميد.. لكننا لم نتصرف ونقبض عليهم بمساعدة الإنتربول.. تناقشت مع العميد هنري وقررنا أن ننتظر حتى يُشفى الماركيز ويستطيع التكلم.. حينها سننتظر أوامره.. حينها فقط سوف نتصرف.. وأنا أعلم جيدا بأن رومانوس لن يرحم هذين المجرمين وسيجعلهما يدفعان الثمن غاليا "

 

وهنا كان إيثان على حق.. فالماركيز رومانوس دي فالكوني سيجعل المتسببين بالحادث يدفعان الثمن غالياً.. غالياً 
وجداً.... فعقاب ما ينتظرهما على يدين الماركيز رومانوس دي فالكوني الجحيم ستكون أهون لهما بكثير..



انتهى الفصل










فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©