أنا هو النار
رومانوس**
فتحت
جفوني بضعف ثم أغمضتُها بسبب الضوء في السقف.. عُدتُ وفتحتها من جديد ببطءٍ شديد
وبلعت ريقي بضعف ونظرت حولي.. كنتُ ما زلتُ في غرفة العناية الفائقة.. وجدت المكان هادئ.. حسنا نوعا ما هادئ إذ كان صوت جهاز القلب يوقظني بين الحين والآخر
من غفوتي المختلسة..
الغفوة
التي اختلستها فجرا من صوت قياس نبض القلب الرتيب.. من أنبوب القسطرة ومن الأسلاك
الموصولة بصدري وخاصرتي ومن أنبوبيّ ضخ الأكسجين في أنفي..
الأنابيب
والأسلاك التي حولت جسدي إلى جهاز استقبال وإرسال... هي نفسها الغفوة التي
اختلستها من الممرضة التي لا تمنح جسدي حقنة إلا لتسحب منه أخرى..
منذ
أن استفقت لغاية الآن كنتُ منهار وبحالة مزرية.. لم أكن أستطيع التكلم والتحرك..
لم أكن أستطيع أن أشتكي وأُعبر عن مدى الألم في قلبي.. فألم جسدي كان لا شيء
مقارنةً بآلام قلبي وروحي وكياني.. والدموع أصبحت رفيقتي الوحيدة والمؤنسة لوجع
قلبي المُحترق..
طُفْت بالذاكرة وأنا حبيس غرفة العناية الفائقة.. تذكرت بأسى كل ثانية وكل لحظة من تلك
الليلة المشؤومة.. ذكرى تلك الليلة كانت تُحرق روحي وكياني وتقتلني ببطء..
ما
أصعب ما مررتُ به وما أصعب ما شعرت به واختبرتهُ شقيقتي إيلينا.. خسارتي كانت جدا
كبيرة ولا تعوض بثمن.. لقد خسرت أغلى شخصين على قلبي بسبب حقيرين لعينين..
خسرت
أغلى ما في حياتي بسبب مُغتصبين قتلة ومجرمين..
غضب
مُخيف اجتاح كياني للمرة المليون.. سواد حالك مُخيف أغرق قلبي وروحي وكياني.. قلبي
أصبح كُتلة من الجليد وعقلي لم يعُد يفكر سوى بالانتقام..
نظرت بجمود أمامي وأنا أُفكر.. أرادوا أن يمرحوا إذا؟!!.. سوف أريهم كيف يكون المرح على أوصله وقريبا.. قريبا جدا.. سأجعلهم يتمنون الموت ولا ينالونه إلا على يدي.. سوف أقوم
بتحقيق العدالة بنفسي وأدمر هذين الحقيرين.. سأنتقم منهما ومن كل شخص يحبونه على
وجه هذه الأرض..
أنا
هو النار.. أنا النار الذي سوف أُحرقُ بها حياتهم وكل من يحبونهم كما هم أحرقوا
جسدي ومن أُحبهم وأحرقوا حياتي وجعلوها جحيما بحيث لا أستطيع أن أتنفس للحظة لقسوة
ما فعلوه وأعمالهم الشيطانية والتي لا تزال تُدمرني لغاية هذه الساعة...
أمسكت بشرشف السرير بقبضتي اليسرى بعنف وضغطت أسناني ببعضها بشدة.. عندما أُفكر بهذين
الشخصين ينتابني نوع من الهستيريا والجنون.. لآن كمية هذا الألم من طرفهم لن
يتحملهُ غيري..
وعاهدت نفسي منذ اللحظة الأولى التي استيقظت بها وتذكرت بها الحادث بأنني سأُصبح النار
التي ستحرقهم.. أنا النار التي ستحرق أجسادهم وأرواحهم وتدمرهم كما هم فعلوا بي..
سأجعلهم يدفعون غاليا ثمن ذنوبهم وما اقترفوه بحق جيف و إيلينا و بي..
وهنا
تخليت عن طيبة قلبي وأزلتُها نهائيا وسمحت للجليد بأن يستوطنه.. هنا تخليت عن
الرحمة بداخلي فلم يعُد لها مكان عندي.. أنا النار وعليهم أن يحترقوا بنيراني..
لحظات
قصيرة ورأيت ماركو يدخل إلى الغرفة.. ابتسم ابتسامة دافئة وهو يقترب ووقف بجانب سريري وبدأ يفحص
مؤشرات القلب والضغط والتنفس وقال لي دون أن يُزيل عينيه عن الأجهزة الطبية
"
مرحبا بعودتك لنا من جديد رومانوس.. إنها المرة الأولى التي تستيقظ بها دون أن
تكون في حالة صدمة وغضب وانهيار "
ثم
التفت ونظر إلى وجهي بحزن وتابع قائلا
"
لم أستطع طيلة هذه الفترة التكلم معك وإخبارك عن حالتك.. سوف أكون صادقا معك
رومانوس ولن أُخفي شيئا عنك.. فقط سأطلبُ منك أن تكون هادئ ولا تنفعل.. الانفعال
يضر كثيراً بصحتك حاليا "
تنهد
بحزن ثم تابع قائلا
"
منذ ثلاثة أشهر وصلتَ إلى المستشفى بحالة حرجة جدا.. لقد تعرضتَ لحروق من الدرجة
الثالثة والرابعة.. وكذلك تعرضتَ لكسور في الركبتين والحوض وكسور في المعصمين
وثلاثة كسور في أضلُعك.. لكن والحمدُ اللّه لقد شُفيت الكسور كلها وأزلنا الجبس
عنها منذ أسبوع.. ولحُسن الحظ رئتيك وكليتيك وقلبك بصحة جيدة لم يتضرروا من الحادث
والحريق.. لكن.. "
توقف
عن التكلم بينما كنتُ أنظر إليه بتمعُن ورأيتهُ يُحاول جاهدا أن يُتابع التكلم
فأشرت له بـ عيناي حتى يفعل وهنا تابع قائلا بحزن
"
لكن الحروق التي تعرضتَ لها جداً خطيرة ومعظمها من الدرجة الرابعة فهي الأشد خطورة
على الإطلاق.. فحروق الدرجة الرابعة تشمل إصابة الأنسجة الأعمق مثل العضلات و
العظام.. و.. ولقد تأذت حُنجرتك وأحبالك الصوتية بفعلها.. لذلك تشاورت منذ شهر مع
أهم بروفيسور في البلد اختصاصهُ أنف وأذن وحنجرة وأكد لي بأنهُ يمكنهُ ترميم
الأضرار التي حصلت في حُنجرتك وأحبالك الصوتية.. لذلك لقد خضعت لعمليتين متتاليتين
في الشهر الفائت بها.. وأظن بأنهُ أصبح بإمكانك النُطق.. لكن.. لكن ما زال عليك
الخضوع لأربع عميلات بها حتى يعود صوتك إلى ما كان عليه سابقا "
كنتُ
جامد طيلة فترة شرحهُ لإصاباتي.. لم أكترث فعليا لمعرفة ما أصابني بل لم أهتم لشيء إذ كنتُ أتحرق شوقا لمعرفة إن كانت شقيقتي بخير أو... أو توفيت.. ومعرفة متى
يمكنني الخروج من هنا حتى أبدأ بانتقامي.. رأيت ماركو ينحني قليلا وأمسك بيدي
اليمنى والتي كانت ما زالت ملفوفة بالكامل بالضمادات وقال بغصة
"
سوف أُزيل الأوكسيجين عنك.. لم تعُد تحتاجهُ حاليا.. لكن قبل أن أفعل أريد أن
أُطلعك على حالة جسدك و.. و.. وجهك... "
وهنا
انتفضت ورفعت يدي اليسرى وبدأت أتحسس وجهي بها.. شعرت بالصدمة عندما لامست أصابعي
ضمادات على كامل وجهي من ناحية اليمين.. وفورا أزلت قناع الأوكسيجين عن فمي
وهتفت بصدمة.. لكن الكلمات خرجت ببطء وصوتي خرج مبحوحا بالكاد استطعت سماعهُ
بوضوح
"
إيلينا.. أيــ.. أين هــ.. هي؟!.. هــ.. هل.. هــ.. هي بخــ.. بخير؟!!.. و..
وجهي.. هـ.. هل تــ.. تشوه؟!! "
رفع
ماركو يده عن يدي اليمنى وأبعد يدي اليسرى عن وجهي ثم أزال قناع الأوكسيجين ووضعه
على المنضدة بجانبه ثم نظر إلى عيناي بحزن وقال
"
آسف رومانوس لخسارتك الكبيرة و... "
وهنا
أغمضت عيناي وصرخت من أعماقي لكن صرختي خرجت متقطعة مبحوحة مرتعشة وبسببها شعرت بألمٍ رهيب في حنجرتي.. كان لدي أمل أن يقول لي ماركو بأن إيلينا بخير.. لكن حتى
هذا الأمل احترق بداخلي... أحسست بيدين ماركو على كتفي وسمعتهُ يقول بنبرة
قلقة
"
رومانوس لو سمحت اهدأ.. توقف عن الصراخ سوف تتلف أوتارك وتفقد صوتك حينها.. هي ما
زالت في طور الشفاء.. أرجوك صديقي توقف واهدأ "
توقفت عن الصراخ ولكن أنين ضعيف خرج من حُنجرتي... أنين لا يُعبر عن مدى الوجع والألم
الذي أشعر به الآن.. فتحت عيناي وحدقت بألمٍ كبير بوجه ماركو وهنا وبضعف سألتهُ
"
أين دفنوها هــ.. هي و.. و جيف؟ "
حدق
ماركو بأسى بوجهي وقال
"
عائلة جيف أصرت أن تتم مراسم الدفن في ميلانو.. فعائلتهُ تسكن هناك.... "
تابع
ماركو إخباري بالتفصيل كيف وصلنا جميعا إلى المستشفى وما قاله الطبيب الشرعي وكيف
أتت عائلة جيف.. ثم أخبرني عن مراسم الدفن والتي كانت بعد مرور خمسة أيام من
الحادث.. ثم توقف عن التكلم عندما شاهدني صامت وجامد دون أن أنبس بأي كلمة أو
حرف.. تنهد بعمق وقال
"
غدا سوف تخضع لعملية تجميل في ساقك وخصرك وصدرك ويدك اليمنى.. وطبعا لعنقك والفك و الكتف و الوجه.. ستكون هذه العملية الثانية لترميم الأنسجة والعظام.. أعدُك رومانوس ستعود
كما كنتَ سابقا لقد عينت من أجلك أهم أطباء تجميل في البلد.. فقط كُن قوي و.... "
وهنا
قاطعتهُ قائلا بأمر
"
أريد رؤية إيثان.. أريد رؤيتهُ فوراً "
حاول
ماركو الاعتراض لكنني قاطعتهُ قائلا
"
فليأتي حالا "
أومأ
ماركو برأسهِ موافقا ثم خرج بهدوء من الغرفة.. كنتُ جامد ولم أكترث لما قالهُ لي
ماركو في النهاية.. لا يهمني أن أعود كما كنتُ سابقا بقدر ما يهمني أن أخرج من هنا
وأنتقم.. لذلك يجب أن أتكلم مع إيثان وأرى إن وجد الفاعلين.. أدم و ماثيو..
أسمائهم
كنتُ أكررها في رأسي مرارا وتكرارا لكي لا أنساها أبدا.. أما وجوههم المقرفة فقط
انطبعت في مُخيلتي إلى الأبد.. أنا من المستحيل أن أنسى أشكالهم المقرفة.. مستحيل
أن أفعل.. ثم نظرت بحزن إلى باب الغرفة وهمست قائلا
"
ثلاثة وعشرون.. ثلاثة وعشرون... "
وهذا
الرقم لا يجب أن أنساهُ أبدا...
بعد
ربع ساعة دخل إلى الغرفة إيثان وهو يرتدي رداء الأبيض الخاص بالزوار حتى يُسمح لهم
بالدخول إلى العناية الفائقة.. لدى رؤيتهِ لي ابتسم بسعادة ومشى بخطواتٍ سريعة
ووقف قرب سريري من ناحية اليسار وقال بلهفة وهو يتأمل وجهي بفرح
"
رومانوس.. الحمدُ اللّه على سلامتك صديقي "
رأيت الدموع تترقرق في عينيه وأمسك بيدي اليسرى السليمة وضغط عليها بخفة وقال بأسى
"
سامحني رومانوس... سامحني لأنني لم أستطع حمايتك أنتَ و إيلينا و جيف.. سامحني
لأنني تأخرت بالوصول إلى مكان الحادث و... "
سحبت يدي من قبضته ثم ربت على يدهِ بخفة وقلتُ له بصوتٍ خشن مبحوح
" إيثان.. إياك ان تلوم نفسك لما يحصل أبداً لأنك لستَ أنتَ مُقدر الأمور.. أنتَ لا ذنب لك بما حصل معنا.. أنا المُذنب الوحيد هنا.. كان يجب أن أسمح لك بمرافقتي مع الحراس.. لكن للأسف لم أفعل "
سحبت يدي ونظرت إليه بجدية وسألتهُ
"
أدم و ماثيو هل وجدتهما؟ "
توسعت
عينيه بدهشة وقال
"
إذا لقد تعرفتَ عليهما رومانوس؟!.. ظننت بأنك لم تفعل لأنك لم تذهب إلى ذلك الاجتماع
بينكما بل فقط أرسلتَ المرحوم جيف و... "
وهنا
حدقت بوجه إيثان بدهشة وقاطعت حديثهُ وسألتهُ بذهول بصوتٍ مبحوح بالكاد خرج من
حُنجرتي
"
اجتماع؟!.. عن أي اجتماع تتكلم إيثان؟!!!... "
حدق
بوجهي بأسف ثم أخذ نفسا عميقا وزفرهُ بهدوء وقال
"
أدم و ماثيو هما نفسهم شركاءك الجُدد من إنجلترا.. هما أدم سميث و ماثيو لودر الذي
قُمتَ بتوقيع عقد معهم قبل يوم من وقوع الحادث.. لقد اكتشفت ذلك بعد مرور شهرين من
تحرياتي المكثفة وكانت صدمتي كبيرة عندما علمت.. أنتَ أنقذتَ هذين المجرمين من
حافة الإفلاس وهما كيف كانت مكافأتهم لك!.. بالغدر و بطعنك في الصميم و بتدمير حياتك بكاملها "
تخشب
جسدي بكامله وخسر قلبي نبضة من نبضاته ليعود وينبض في داخل قفصي الصدري بعنف
وبنبضات مُتسارعة أحرقت روحي.. ثم شعرت بالدماء تتدفق بعنف في شراييني وسارت موجة
من الحمم في قلبي.. حمم الغضب والكُره والحُنق والسخط.. أغمضت عيناي وصرخت بقوة
وبقهرٍ كبير.. لكن كالعادة صرختي خرجت مخنوقة لا صدى لها...
"
تبا لي.. رومانوس أرجوك اهدأ.. هل تسمعني؟!!.. اهدأ أرجوك... "
سمعت
إيثان يهتف برعب وهو يمسك بكتفي الأيسر ويحاول جعلي أتوقف عن التخبُط.. ثم سمعت صوت ماركو
يهتف بخوف
"
اللعنة إيثان.. ماذا أخبرته حتى جعلتهُ ينفعل؟!.. لقد حذرتُك أن لا تدعهُ ينفعل.. أُخرج بسرعة من
الغرفة وانتظرني في الخارج سوف أحقنهُ بمهدئ "
ولكن
قبل أن يخرج إيثان وقبل أن يحقنني ماركو بحقنة المهدئ توقفت عن الصراخ والتخبط
ورفعت يدي اليسرى بسرعة وأمسكت بيد ماركو بحزم والتي كان يحمل بها الحقنة وقلتُ
له بمجهود
"
لا تفعل.. لا أحتاج إلى مهدئ.. فقط.. أريد التكلم مع إيثان على انفراد "
نظر
ماركو إلى وجهي بعدم الرضا لكنهُ رضخ لطلبي وقبل أن يغادر تكلم مع شقيقهُ قائلا
بتهديد
"
اسمعني جيداً إيثان.. إن جعلتَ الماركيز ينفعل بأي طريقة كانت سوف أحقنُك بمنوم
وأرميك على الطريق عاريا.. هل فهمت؟.. ولن أكترث لرجالك "
ثم
استدار وخرج بهدوء من الغرفة.. كان إيثان ينظر بصدمة كبيرة ناحية الباب وقال بهمس
"
شقيقي الكبير أصابهُ الجنون حتما.. هو لا يعلم بأنني بحركة صغيرة مني أستطيع جعلهُ
يفقد وعيه.. ربما غاب عن باله بأنني أُتقن الفنون القتالية "
ثم
نظر نحوي وقال بأسف
"
آسف رومانوس... لم أقصد جعلك تنفعل و... "
قاطعتهُ
قائلا بمجهود
"
توقف عن الاعتذار.. والآن أريدُك أن تُخبرني وبالتفصيل الممل عن كل تحرياتك..
وإياك أن تفوت شيئاً عني "
ولساعة
كاملة كان إيثان يُخبرني عن كل تحرياتهِ المكثفة التي أجراها مع العميد هنري..
شعرت بالكُره وبالغضب لدى معرفتي بهروبهما خارج البلد وشعرت بكُرهٍ أكبر لدى
اكتشافي بأنهما عملائي الجُدد في شركتي والذين أشفقتُ عليهما وقررت مساعدتهما...
عندما
انتهى إيثان وقف أمامي جامدا بصمت ينتظر أوامري.. وأول ما تفوهت به هو
"
لقد فعلتَ الصواب بعدم إلقاء القبض عليهما بمساعدة الإنتربول.. أحسنتَ إيثان.. اتصل
بالعميد هنري أريدهُ أن يأتي اليوم.. وكذلك أريدُك أن تكون حاضرا عندما يكون هنا..
وحينها سوف أخبركما بما يجب أن تفعلاه.. يمكنك الانصراف الآن.. لا تتأخر "
وهكذا
خرج إيثان وبعد ساعة أتى برفقة العميد صديقي.. وهنا طلبت من العميد أن يستغل
نفوذه ولا يتحرك ويقبض على المجرمين بل طلبت منه أن يصبر حتى أستعيد بعض من
عافيتي.. وطبعا وافق على طلبي دون نقاش.. ثم وجهت حديثي لـ إيثان قائلا
"
أريدُك أن تُرسل بعض من رجالي إلى مُقاطعة ديفون في إنجلترا ويراقبون لي أدم سميث و
ماثيو لودر.. أريدُ أن أعرف كل شيء يختص بهما.. أفراد عائلتهم.. أصدقائهم.. من
يحبون ومن يكرهون.. أريد أن أعلم وبالتفصيل الممل كل خطواتهم وعاداتهم.. أريد أن
يتم مراقبتهما على مدار الساعة ويرسلوا لي التقارير يوميا.. هل كلامي واضح؟ "
أجابني
موافقا وهنا شعرت بالإرهاق وطلبت منهم المغادرة.. وهنا أغلقت عيناي براحة
وفكرت بهدوء.. بالانتقام...
بعد مرور سنتين وشهر على الحادث**
كنتُ
أجلس على السرير في غرفتي الخاصة في المستشفى بينما طبيب التجميل يُزيل الضمادات عن
وجهي.. كان ماركو يقف بجانبه وهو يُتابع بهدوء ما يفعلهُ طبيب التجميل...
لم يسمح لي ماركو وطبعا الأطباء
المشرفون على حالتي بالسماح لي بمُغادرة المستشفى.. ومع ذلك كنتُ أُتابع أعمال
شركتي وفنادقي مع صديقي والمحامي ليوناردو.. والأهم كنتُ أُتابع أخبار هذين
المجرمين القتلة طيلة الوقت هنا.. وكنتُ أتحرق غيظا للخروج حتى أبدأ بانتقامي..
لقد خططت لكل شيء ولكن تبقى عليّ التنفيذ..
عندما
أزال طبيب التجميل الضمادات عن وجهي رأيت ماركو ينظر بصدمة كبيرة إلى وجهي ثم بحزن..
"
ماذا؟!.. لم تنجح العملية أليس كذلك؟ "
وجهت سؤالي لـ ماركو لكن سمعت طبيب التجميل يقول
"
سيدي الماركيز.. لقد سبق وأخبرتُك بأنك يجب أن تخضع إلى عمليات أخرى حتى تعود كما
كنتَ عليه في السابق.. لقد خضعت إلى ثلاثة عشر عميلة فقط في الوجه ولكن يجب أن
تخضع للمزيد حتى تـــ... "
قاطعتهُ
قائلا بغضب وخرج صوتي مبحوح مثل الفحيح
"
لقد سئمت.. أريد رؤية وجهي في الحال.. اجلب لي مرآة صغيرة حالا "
اعترض
ماركو قائلا بتوتر
"
رومانوس.. لا أظنها فكرة جيدة ســ... "
قاطعته
قائلا بغضب
"
لقد مللت.. أصريتَ على عمل تلك العمليات المكثفة لي والتي أرهقت جسدي ونفسيتي لمدى
عامين لعينين.. عملية تلوى الأخرى والأخرى والأخرى.. لقد مللت.. لقد امتنعت عن
إكمال العمليات الضرورية لحُنجرتي وأحبالها الصوتية حتى أسترجع شكلي وأستطيع تنفيذ
ما أخطط له.. والآن تُخبرني بأنني أحتاج إلى المزيد والمزيد من عمليات التجميلية..
اجلب لي مرآة في الحال "
تنهد
ماركو بحزن ثم سمعت طبيب التجميل يقول
"
سيدي الماركيز.. لقد استطعنا خلال سنتين بإعادة ترميم نصف الحروق في جسدك.. بل
يمكننا القول كلها تقريبا.. لكن تبقى الوجه.. أما
الذقن والكتف اختفت كل أثار الحروق بها لأنها كانت من الدرجة الثالثة.. لذلك عليك بالصبر
و... "
قاطعتهُ
قائلا بغضب
"
أريدُ مرآة وفي الحاااااااااااااااااال "
وهنا
التفت ماركو إلى تلك الممرضة والتي كانت تقف خلفهم ومعالم الرعب واضحة وضوح الشمس
على وجهها.. والاشمئزاز يبدو جليا في عينيها.. سمعت ماركو يطلب منها أن تجلب
مرآة صغيرة وبسرعة استدارت وخرجت مهرولة من الغرفة...
حاول
ماركو إقناعي بعدم رؤية وجهي حاليا لكنني رفضت.. لحظات ودخلت تلك الممرضة وسلمت
بيدٍ مرتجفة مرآة مستديرة متوسطة الحجم لـ ماركو وتجمدت برعب مجددا تنظر إلى وجهي
بفزعٍ كبير...
استدار
ماركو ونظر بعجز إلى وجهي لكنه لم يحاول تسليمي المرآة.. تأففت بضيق وفورا نهضت
وسحبت منه المرآة بعنف ونظرت إليها وهنا تجمدت...
توسعت
عيناي بصدمة كبيرة بينما كنتُ أُحدق برعب إلى انعكاس صورتي في تلك المرآة.. ارتعش جسدي
بعنف ولم أستطع تصديق ما تراهُ عيناي... حتى بعد خضوعي لأكثر من ثلاثة عشر عملية
تجميلية لعينة به كان شكلهُ مفزع جدا...
كان
مكان الحرق لونهُ أحمر قانيًا وشكلهُ مُخيف جدا يمتد من جبهتي لوسط فكي.. كنتُ
أستطيع رؤية الأنسجة والعظام بوضوح.. المنظر كان مُخيف ومقرف جدا.. لقد أصبحت مجرد
وحش مقرف لعين...
"
لا!!.. لا!!.. لا لا لا لا.. لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... "
صرخت بجنون ورغم أن صرختي كانت مُختنقة مبحوحة إلا أنها أرعبت طبيب التجميل وتلك
الممرضة وانتفض الجميع برعب وحدقوا بخوفٍ مهول إليّ..
رميت بعنف بالمرآة على الحائط ثم بدأت بتحطيم كل ما تراه عيناي وأنا أصرخ بهستيريا
فائقة..
"
لاااااااااااااااااااااااااا... عليهما اللعنةةةةةةةةةةةةةةة.. سأقتلهم
جميعاااااااااااااااااااا.. سأحرق هؤلاء الملاعين بيدي.. سأقتلهم.. سأقتلهممممم...
لااااااااااااااااااااااااااااااا... أخرجوااااااااااااا.. لا أريد رؤية أحد..
أخرجواااااااااااااااااااااااااااااا.. "
"
بسرعة جهزي حقنة المهدئ ثم اجلبي المساعدة "
سمعت
ماركو يهتف بهلع لتلك الممرضة بينما أنا كنتُ أُحطم المعدات الطبية وأرمي بكل شيء
تراه عيناي.. شعرت بأيادٍ كثيرة تمسكني وحاولوا سحبي إلى الخلف لكنني بدأت بمقاومتهم
وأنا أصرخ وأصرخ بجنون... تم سحبي إلى السرير وأجبروني بالقوة على التسطح عليه ومع
ذلك لم أكف عن المقاومة والصراخ..
وبمجهود
كبير استطاع ماركو حقني بتلك الحقنة اللعينة وما هي سوى لحظات حتى هدأت وأغمضت عيناي..
كنتُ
أجلس على ذلك السرير اللعين في غرفتي في المستشفى وأنا أفكر بمرارة.. لقد استيقظت في الظهيرة بعد انهياري التام و الكبير لرؤيتي لوجهي المشوه صباحا.. لقد تدمرت
بالكامل.. الحياة لم تعُد تعني لي شيئا ولم أعُد أرغب بفعل شيء سوى الانتقام...
لقد
اكتفيت من الانتظار.. سنتين وشهر كاملين مضوا على الحادث وأنا لم أتحرك وأنتقم..
وبعد تفكيرٍ عميق اتخذت قراري النهائي.. سوف يتم تأجيل ما تبقى لي من عمليات لحين
انتهائي من انتقامي..
أمسكت بهاتفي واتصلت بـ إيثان.. وفور ردهِ على مُكالمتي قلتُ له بأمر
"
أريدُك أن تأتي حالا إلى المستشفى.. اجلب التقرير الخاص معك كما أريد بدلة جديدة..
و أطلب من لوكاس حتى يتصل بالمطار.. فليتم تجهيز طائرتي الخاصة وأريد أن يتم إرسال
هليكوبتر الخاصة بي إلى سطح مبنى المستشفى.. سنذهب إلى إنجلترا اليوم قبل الغد
وتحديدا إلى مقاطعة ديفون.. و إيثان.. "
التزمت
الصمت قليلا ثم أمرتهُ قائلا
"
اجلب لي قناع للوجه معك "
وأنهيت الاتصال ونظرت بشر أمامي.. حان الوقت أيها الملاعين.. سأجعلكم تحترقون بناري
قريبا جداً..
ثم
اتصلت بصديقي العميد هنري وطلبتُ منه أن يأخذ إجازة لفترة شهر لأنه سيرافقني أيضا
إلى إنجلترا ووافق بسرعة دون أي اعتراض..
عندما
دخل إيثان إلى غرفتي كان ماركو برفقته.. حدق ماركو بعدم التصديق بوجهي وقال
"
رومانوس هل جُننت؟!.. كيف تريد الخروج من المستشفى وأنت لم تُشفى نهائيا بعد من
حــ... "
قاطعتهُ
قائلا بحزم
"
لقد سئمت ماركو.. سئمت من الانتظار.. وحان الوقت حتى أُنفذ انتقامي.. وأنتَ صديقي
سوف توقع إذن خروجي من هذه المستشفى اللعينة وإلا أحرقتُها بنفسي "
حدق
ماركو بذهولٍ كبير إليّ وقال
"
لكن طبيبك النفسي وطبيب التجميل لن يوافقوا علــ... "
قاطعتهُ
مُجدداً قائلا
"
لا أهتم.. اذهب ووقع ذلك الإذن اللعين ثم جهز نفسك سوف ترافقني أنتَ أيضا إلى
إنجلترا "
نظر
إيثان و ماركو إليّ بصدمة وحاول ماركو الاعتراض قائلا
"
تُريدُني أن أذهب برفقتك إلى إنجلترا؟!!.. لكن أنا لدي مرضى و... "
قاطعتهُ
ببرود وأنا أشير لهُ بيدي بعدم اكتراث
"
حولهم إلى طبيب جراحة غيرك.. أنا أحتاج لوجودك برفقتي "
وفورا
أومأ لي موافقا وخرج من الغرفة.. نظرت إلى إيثان وقلتُ له
"
هل جلبت ما طلبتهُ منك ؟ "
هز
رأسه موافقا ثم اقترب ليقف أمامي وسلمني حقيبة جلدية متوسطة الحجم.. وضعتُها على
الفراش وفتحتُها وأول ما رأتهُ عيناي هو القناع الأبيض..
"
هذا القناع لن ينفع لكنه يفي بالغرض حاليا.. يجب أن تجلب لي قناع كامل يُخفي كامل
وجهي "
رفعت يدي ووضعتهُ على وجهي ثم أخرجت بدلتي ودخلت إلى الحمام...
تمددت باسترخاء على الأريكة في طائرتي الخاصة ورشفت القليل من قهوتي..
"
القهوة تضر بصحتك رومانوس.. لا تكثر منها "
سمعت
ماركو يُكلمني بنبرة جادة.. التفت ناحية اليمين ونظرت إليه بملل ثم قلتُ له بغيظ
"
ذكرني مُجدداً لماذا أمرتُك بغباء بالقدوم برفقتي؟ "
ثم قال بهدوء
"
حتى أنتبه لصحتك والتي لليوم الأول بعد خروجك من المستشفى بدأت تُهملها.. لذلك
ستستمع جيدا لنصائحي ولن تعترض عليها "
تنهدت بعمق ثم سمعت لوكاس و إيثان و هنري يضحكون بخفة.. نظرت إليهم بغضب وفورا كتموا
ضحكاتهم ونظروا إليّ باعتذار.. حممت ونظرت إلى الملف الجديد الموضوع أمامي على
المنضدة الصغيرة.. هذا التقرير الأخير الذي سلمني إياه إيثان منذ أسبوع.. أمسكتهُ
بيدي ورفعته.. نظرت إليه بشرود للحظات ثم فتحته.. وأول ما شاهدتهُ عيناي صور
القذرين أدم و ماثيو..
غلت
الدماء في عروقي وحدقت بكُرهٍ كبير إلى صورهم.. ثم قلبت الصفحة وهنا تجمدت مثل
عادتي عندما رأيت صورتها
ضاقت
حديقتاي عيناي بينما كنتُ أتأمل ملامح وجهها البريء.. كانت هالة من البراءة تحيطُ بها..
لكنني علمت بأنها براءة مزيفة.. فمن تكون شقيقة وحبيبة لمجرمين قتلة حقيرين
ومغتصبين ستكون حُكما مثلمهما.. وللمرة المليون عاودت قراءة المعلومات المختصة
بها..
ماريسا
لودر.. تبلغ من العمر أربعة وعشرين سنة.. الطول 167 سنتيمتراً.. بشرة حنطية.. شعر
مُجعد بُني اللون.. عينان عسلية.. تخرجت منذ سنة من جامعة أروبا بدرجة ممتازة في
تخصص إدارة الأعمال.. هواياتها القراءة والرسم والسباحة.. لونها المفضل الأبيض..
شقيقها الوحيد ماثيو لودر وخطيبها أدم سميث.. وزفافها عليه بعد أربعة أسابيع...
ليس لديها أصدقاء.. وعنوان سكنها الحالي في ديفون المعروفة أيضا بـ ديفونشير وهي
مقاطعة إنجليزية كبيرة في جنوب غرب إنجلترا...
أعدت
قراءة هذه المعلومات لأكثر من مائة مرة.. منذ أسبوع جلب إيثان التقرير الجديد
عنهم.. وهنا عرفت بأنني لا يجب أن أتأخر بانتقامي.. فبعد ثلاثة أسابيع زفافها على
ذلك المغتصب والقاتل أدم سميث.. وعلى خطتي أن يتم تنفيذها بسرعة..
أقفلتُ
الملف ورميتهُ بإهمال على المنضدة ووجهت حديثي لـ إيثان
"
هل تم تجهيز كل شيء كما أمرت مسبقا؟ "
وفورا
أجابني
"
نعم ماركيز.. القصر الخاص بك في ديفون تم تجهيزه كما أمرت.. والمحامي ليوناردو
تكفل بدفع ثمنه وتخليص مُعاملات الملكية لك.. ودفعة من الحُراس سيصلون الليلة إلى
ديفون والأخرون سيصلون غدا.. لم أحبذ فكرة تعين حُراس جُدد لذلك فضلت أن يأتي
رجالي.. والأهم وضع شركاتك تحت السيطرة.. والخبر الأهم تم التلاعب بشركة ماثيو
لودر.. ذلك الغبي هو وشريكه أدم وقعوا العقد مع التاجر المزيف الذي أرسلناه منذ
شهرين.. سوف يُعلنون إفلاسهم قريبا "
ابتسمت بخبث و هززت رأسي برضا تام.. ثم أغمضت عيناي وابتسمت بشر ثم فتحتُها وقلتُ له
"
اسمعني جيدا إيثان.. أريد أن يتم مراقبة شقيقة ذلك القذر جيدا.. لا أريدها أن تغيب
للحظة عن أعين الرجال.. هل كلامي واضح؟ "
أجابني
بسرعة بثقة قائلا
"
بالطبع رومانوس.. من هذه الناحية لا تقلق.. فنحن نراقبهم على مدار الساعة منذ سنتين..
وخاصةً هي "
ابتسمت
بمكر وهمست بداخلي.. جيد.. لا بل جيد جداً.. حان الوقت حتى أستمتع أنا.. حان الوقت
حتى أستمتع برؤيتهم مذلولين أمامي ويتمنون الموت.. فأنا هو النار وعليهم أن يحترسوا
منها جيدا لأنها سوف تُحرقهم كالجحيم وتحولهم إلى رماد..
حطت
طائرة الهليكوبتر على سطح القصر الضخم في مُقاطعة ديفون وخرج الماركيز منها ليقف
وهو ينظر أمامهُ بشرٍ مُخيف.. كان في استقباله صديقهُ المحامي ليوناردو.. اقترب
وصافحهُ وطلب منهُ أن يرافقه.. التفت الماركيز إلى الخلف وأمر الجميع حتى
يتبعونه..
وهكذا
انتظرت يومين كاملين حتى وصل جميع حُراسي من إيطاليا إلى ديفون وبدأت بتنفيذ
خُططي..
كنتُ
أجلس بملل على الكرسي خلف مكتبي في المساء أنظر للمرة المليون إلى الملفات أمامي..
أدم سميث و ماثيو لودر تابعوا حياتهم بشكلٍ عادي طيلة هذه الفترة كأنهما لم يرتكبان أي جريمة وكأنّ شيئاً لم يحدث.. نظرت بحقدٍ كبير إلى صورهم ثم أمسكت باثنان منها
واعتصرتُها بيدي بعنف وكأنني أمسك الهواء من عنقهم.. ثم تراخت قبضتي على الصور
شيئاً فشيئاً ورميتُها بقرف فوق الملفات على مكتبي..
أصدر
هاتفي الخلوي رنين مُرتفع معبراً عن صدور مكالمة آتية.. سحبتهُ من سترتي وعقدت حاجبي بدهشة
"
إنهُ إيثان!... "
همست بدهشة إذ كنتُ سبق وأمرتهُ أن يُراقب لي شخصيا شقيقة ذلك الحقير.. وعلمت فورا قبل
أن أُجيب على مُكالمتهِ بأن هناك أمر طارئ قد حصل.. ضغطت على الشاشة ثم ضغطت على نظام
مُكبر الصوت وفورا سمعت إيثان يقول بتوتر
(
ماركيز.. ذلك الحقير أدم سميث أخذ خطيبته إلى منزله بعد أن جعل أخاها يثمل وهو
الآن يحاول التعدي عليها.. هل تريدني أن أتصرف وأساعدها رومانوس؟! )
توسعت
عيناي بصدمة وشعرت بقلبي يسقط بين قدماي.. إذ تذكرت بوضوح ما فعلهُ بشقيقتي إيلينا
وكيف اغتصبها اللعين.. القذر يريد أن يُعيد فعلتهُ الآن بخطيبته.. هذا الرجل
المُنحط لا يعلم ما ينتظرهُ على يدي.. وفورا خبطت قبضتاي بعنف على الطاولة وهتفت بصوتٍ مخنوق
"
اللعنة عليه ذلك النذل الحقير.. الكلب يريد اغتصاب خطيبته... تصرف حالا إيثان.. لا
تدعهُ يلمسها.. فهمت؟.. أنا قادم مع الرجال "
سمعت
صوت إيثان يقول
(
ستأتي؟!!.. حسنا لا مانع.. لكن كيف والجحيم تُريدني أن أمنعهُ من اغتصابها؟!.. هل
أقتحم الفيلا مع شبابي وأُنقذها منه؟! )
أمسكت بالهاتف وهتفت بعنف قبل أن أُنهي الاتصال وأقف
"
لا تقتحم الفيلا.. فجر له سيارته.. تصرف بسرعة "
خرجت مُسرعاً من مكتبي وأنا أشتُم وأتوعد لذلك الحقير الجبان وهتفتُ لـ لوكاس حتى يُجهز لي
طائرتي الهليكوبتر في الحال ويأمر الحُراس بالذهاب إلى فيلا ذلك القذر وانتظار
أوامري..
"
سأقتلهُ إن لمسها "
هتفت بوعيد وأنا أصعد وأجلس في القمرة على المقعد بجانب الطيار وفي الخلف جلس ماركو و
لوكاس وهنري.. و أقلعت المروحية عامودياً واتجهت إلى الجنوب...
يبدو
أن انتقامي سيبدأ قريبا وقريبا جداً....
ماريسا**
تنهدت بسعادة بينما كنتُ أُسرح شعري بالفرشاة.. لقد استيقظت منذ ساعة وباكرا كعادتي وقررت أن
أستحم.. وضعت فرشاة شعري على المنضدة ونظرت إلى انعكاس صورتي في المرآة أمامي..
ابتسمت بخجل وأنا أرى تورد وجنتاي..
لقد
تبقى ثمانية عشر يوما فقط على زفافي من حبيبي أدم.. كنتُ أعد الأيام المتبقية
بفارغ الصبر.. فهذا حُلمي منذ زمن أن أُصبح زوجة لحبيبي أدم...
فجأة
تعكر مزاجي ونظرت بحزن إلى وجهي عبر المرآة.. أخي ماثيو أصبح غريب الأطوار منذ
رجوعه من إيطاليا منذ سنتين تقريباً.. تصرفاته تغيرت جذرياً.. أصبح شخصا منعزلا ولا يخرج
من المنزل أبدا إلا للذهاب إلى شركته.. وكان ينطوي على نفسهِ وراء شاشته أو ينشغل
في عملهِ بشكل مفرط كأنهُ يريد نسيان همومه أو شيئا يؤلمه بشدّة..
والغريب بأنهُ أصبح يحميني بشكل مبالغ به منذُ عودتهِ من تلك الرحلة.. حتى أنهُ كان يحميني
من أدم ويمنعني كلياً من الذهاب معه بمفردي.. إذ كان يرافقنا إلى أي مكان نذهب
إليه وبسبب ذلك حصلت مُشاحنات ومُشاجرات عديدة لا بل كثيرة بينهما.. كان أدم يمتعض ويشتكِ
بسبب مرافقة ماثيو لنا إلى كل مكان نذهب إليه.. وهذا ما أدهشني...
لكنني
لم أعترض إذ رجحت السبب لمدى تعلق ماثيو بي.. وربما هو خائف أن أنساه وأبتعد عنه
عندما أتزوج بـ أدم!!...
ولكن
الغريب هو أن علاقة وصداقة ماثيو بـ أدم تغيرت كُليا إذ لم تعُد متينة مثل
السابق.. بدأت أشعر بذلك بعد عودتهم من إيطاليا.. لم أفهم فعليا السبب وراء
البرودة التي غلفت صداقتهم.. حاولت التكلم مع ماثيو لكنهُ أنكر ذلك والغريب بأنهُ
كان يحاول جاهدا ومرارا تحذيري من أدم.. لكنني لم أُعير أهمية لتحذيراته إذ أدم
سبق وقال لي بأن ماثيو يشعر بالغيرة منه ويظن بأنهُ يسرق شقيقتهُ الوحيدة منه...
"
مسكين أخي.. فهو لا يعلم بأن من المستحيل أن يسرقني أحدا منه.. هو شقيقي الوحيد
وكل عائلتي.. وأنا أعشقهُ بجنون "
همست بحنية ثم وقفت وقررت أن أتوجه إلى الأسفل وأبدأ بتحضير الفطور بنفسي لـ ماثيو...
في
الظهيرة تلقيت مُكالمة من أدم وطلب مني أن أُجهز العشاء لأنهُ سيأتي.. وبالفعل
أمضيت ما تبقى من فترة النهار أطهو بسعادة وجبة العشاء لهما.. في الساعة الثامنة مساءً دخل
ماثيو إلى المنزل برفقة أدم وكالعادة كان ماثيو يبدو غير راض وغاضب..
تنهدت بحزن واقتربت منه وقبلت وجنتيه ثم قبلت خد أدم وطلبت منهما غسل يديهم والتوجه
إلى غرفة الطعام.. كنا نجلس بصمت ونحن نتناول العشاء وكالعادة ماثيو لم ينظر أبدا
باتجاه أدم بل نظراته كانت تتركز عليّ طيلة الوقت بألم..
كنتُ
أشعر بغصة في داخلي إذ لم أستطع أن أفهم ما هو ذلك الشيء الذي يؤلم أخي المسكين..
وقفت وقررت جلب ملعقة للحساء إذ كنتُ قد نسيتُها.. دخلت إلى المطبخ والغريب رأيت
ماثيو قد تبعني ووقف بجانبي.. نظرت إلى وجهه بقلق لكنهُ رفع يدهُ اليمنى ولمس خدي
برقة ثم أبعدها وقال
"
تذكري جيداً مارسي.. لا أريدُكِ أن تختلي بـ أدم مهما كان السبب.. لا تذهبي برفقته
دون أن أكون برفقتكِ.. فهمتِ؟ "
حدقت بذهول إلى عينيه.. هذه هي المرة المليون التي يُحذرني بها من فعل ذلك وهنا قررت أن لا
أصمت كعادتي وفورا سألتهُ وأنا أمسك بيده اليسرى بكلتا يداي
"
أخي.. لماذا أشعُر بأنك أصبحت تكره أدم؟!.. لماذا ترفض كُليا فكرة أن أذهب معهُ
بمفردي؟!.. أخبرني الحقيقة لو سمحت... هل فعل أدم شيء أذاك به؟!.. أخبرني أرجوك
"
حدق
بحزن إلى عيناي ثم تنهد وابتسم ابتسامتهُ الباردة المعتادة وقال
"
لا حبيبتي لم يفعل.. لكن أنا أريدُكِ أن تظلي نقية لغاية ليلة زفافكِ.. هذا هو
السبب فقط "
احمر
وجهي بشدّة من جراء الخجل وأخفضت نظراتي إلى الأسفل ثم رفعتُها وقلتُ لهُ بحياء
"
ياه ماثيو.. أهذا ما يُقلقك شقيقي العزيز؟!.. لا تقلق فأنا من المستحيل أن أدع
أدم يلمسني قبل ليلة زفافنا "
ثم
قبلت خده وابتعدت وأخذت ملعقة وتوجهنا معا إلى غرفة الطعام..
لكن
في هذا الوقت كان أدم قد أخرج علبة صغيرة من جيب سترته وفتحها وأخرج حبة ووضعها
داخل كأس النبيذ الخاص بـ ماثيو.. ابتسم بخبث وقال بهمس
"
الليلة سأحتفل على طريقتي الخاصة دون أي إزعاج منك أيها الجبان الضعيف والأحمق "
وحرك
الكأس بسرعة وشاهد ذوبان الحبة به ثم أخرج هاتفه واتصل بالخدم وأمرهم بالخروج من
المنزل وعدم العودة إلا في الصباح ثم جلس بسرعة وتابع تناول طعامه بهدوء...
كنا
نتناول العشاء بصمت عندما سمعت أدم يوجه حديثه لشقيقي قائلا
"
لن تشرب كأسك ماثيو؟!.. هيا يا رجل اشربه ودعنا نحتفل فبعد أسبوعين زفافي على
مارسي "
تنهد
ماثيو بانزعاج لكنه أمسك بكأسه عندما رآني أنظر إليه بتعجُب ورشف منه القليل.. بعد
نصف ساعة كان ماثيو قد شرب زجاجة ونصف من النبيذ بكاملها وبمفرده وبدا ثملا
للغاية.. كان يضحك بقوة وهو يقول لـ أدم
"
أيها الحقير.. أكرهُك.. هههههههه.. سافل.. تبا لك كم أصبحتُ أكرهُك.. أنتَ السبب في دماري
هههههه.. ومع ذلك ستأخذ مارسي مني.. ستأخذها.. تبا لك هههههه... "
وقفت
ونظرت بقلق إلى أدم وقلتُ له
"
لقد ثمل للغاية.. أرجوك ساعدني بأخذه إلى غرفته "
تأفف
أدم بملل ثم قال
"
لا مارسي.. ابقي هنا سوف أساعدهُ بنفسي "
وهكذا
رفع أدم ماثيو وساعدهُ بالصعود إلى غرفته بينما ماثيو كان طيلة الوقت يشتمهُ
ويضحك.. تنهدت بحزن وبدأت بتوضيب الطاولة وإعادة الأواني إلى المطبخ وتنظيفها..
عندما انتهيت دخلت إلى الصالون ورأيت أدم يقف بانتظاري..
ابتسم بدفء ثم اقترب وأمسك بيدي اليمنى ثم رفعها وقبلها برقة وقال
"
ما رأيكِ حبيبتي بأن نذهب إلى الفيلا الخاصة بي ونجلس بهدوء ونتكلم.. لقد اشتقت لكِ
كثيراً وأرغب أن نكون معا بمفردنا بعد طيلة هذا الوقت "
نظرت
إليه بحزن وأجبته
"
لكن أدم أنا لا أستطيع ترك ماثيو بمفرده وهو ثمل وبتلك الحالة.. قد يحتاجُني و..
"
قاطعني
أدم قائلا
"
لا تقلقِ عليه لقد غرق في النوم فور وضعي له على السرير.. هيا حبيبتي وافقي لأجلي
"
نظرت
إلى عينيه الخضراء الجميلة وتنهدت بهدوء وأجبتهُ برقة
"
حسناً "
ابتسم
بوسع ثم كلمني بلهفة
"
اجلبي حقيبة اليد ودعينا نذهب بسرعة "
صعدت
إلى غرفتي وأمسكت بحقيبتي الصغيرة ثم فتحتُها وتأكدت بأن هاتفي ومفتاح المنزل بها
وخرجت بهدوء من الغرفة.. رغم تحذيرات ماثيو الكثيرة لي بعدم الذهاب برفقة أدم
بمفردي إلا أنني فعلت.. فما الضير بأن أذهب برفقة خطيبي وأكون بمفردي معه؟!..
وصلنا
إلى الفيلا الخاصة بـ أدم وركن سيارتهُ أمام المدخل الرئيسي لها.. ثم خرج وفتح لي
الباب وساعدني بالخروج.. دخلنا ورأيت بدهشة بأن خدمه غير متواجدون.. لم أعر الأمر
أهمية وتبعته إلى الصالون وجلست على الأريكة.. رأيت أدم يقترب من البار وأمسك
بزجاجة وسكي وكأسين ثم اقترب ناحيتي ووضعهم على الطاولة الصغيرة أمامنا.. جلس
بجانبي وسكب لي كأس وسلمني إياه ثم سكب لنفسه وبدأ يرتشف منه..
نظرت
إلى الكأس وقلت بانزعاج
"
أدم أنا لا أشرب الكحول حبيبي.. فأنا لا أحب طعمها و... "
رفع
يده اليسرى وأحاط كتفي بها وجذبني إليه وهمس بأذني قائلا
"
هيا حبيبتي كأس واحد لن يضر.. دعينا نستمتع في ليتنا.. فهذه المرة الأولى التي
نكون بها بمفردنا دون أي إزعاج من ماثيو "
نظرت إليه بحزن وشعرت بتأنيب الضمير.. ربما ما كان يجب أن أُخالف أوامر شقيقي وأتي
برفقة أدم بمفردي!!.. لكنهُ أدم حبيبي فهو لن يؤذيني..
ارتشفت
القليل من كأسي وبدأت أسعل بقوة إذ شعرت بحريقٍ رهيب في حُنجرتي..
ضحك
أدم بشدة وعندما هدأ قال برقة
"
مارسي اشربيه دفعةً واحدة لن يؤذيكِ.. هيا حبيبتي "
حاولت
الاعتراض لكنه أمسك بكأسي وجعلني أشربه دفعةً واحدة.. سعلت بقوة وشعرت بدوار خفيف وهذا الأمر لم يُعجبني.. سكب أدم لي كأس آخر ورفضت أن أشربهُ وهنا غضب أدم وبدأ
يشرب كأسا تلو الآخر و الآخر..
بعد
مرور نصف ساعة كنتُ أشعر بالتوتر وبدوار ولم يُعجبني أبدا رؤية أدم ثمل أمامي..
كان يحاول تقبيلي لكنني منعته ووقف وقلتُ له بحزم
"
أريد الذهاب أدم.. لقد ثملت.. أين مفتاح سيارتك؟.. سأستعيرُها وأذهب بها إلى منزلي.. سأعيدها
لك في الصباح "
وقبل
أن أستدير وقف أمامي وأمسك بيدي وجذبني بعنف إليه.. شهقت برعب ونظرت إليه بصدمة
عندما قال بثمالة
"
لا حبيبتي لن تذهبي إلى أي مكان ستبقين هنا.. سوف تصبحين لي الليلة فأنا مللت برودكِ ومللت
الانتظار.. أريدُكِ الآن مارسي "
مشى
نحو السلالم وسحبني بعنف خلفه.. حاولت تحرير يدي من قبضته لكنني لم أستطع ورغم
محاولاتي الكثيرة بالتوسل إليه بتركي لم يفعل.. وعندما دخلنا إلى غرفة نوم شهقت
برعب وهتفت بفزعٍ كبير
"
أدم ماذا تفعل؟!.. دعني... أنتَ لستَ بكامل وعيك.. دعني.. دعني أرجوك "
لكنه
رماني بعنف على السرير وعندما حاولت النهوض حاصرني بجسده.. كان صدري يعلو ويهبط
بجنون من جراء الخوف ورائحة الكحول كانت تخرج من أنفاسه واخترقت حواسي..
شعرت بالرعب عندما بدأ بتقبيل عنقي ويمتصه.. بدأت أركله وأحاول بكلتا يداي إبعادهُ عني
وأنا أبكي وأتخبط أسفله وأصرخ بهستيرية
"
لا أدم.. لا تفعل.. أتركني.. دعني أرجوك.. لاااااااااااااا.. "
كان
يُتمتم بكلمات لم أستطع فهمها وهو يُقبل عنقي بجنون.. بكيت بحرقة وحاولت مقاومته
بجنون.. استطعت إبعاده ووقف وحاولت الركض لكنه أمسكني بمعصمي وجذبني بقوة ورماني
مجددا بعنف على الفراش وحاصرني بجسده..
بكيت
برعب وبدأت أتوسل إليه حتى يبتعد عني عندما شعرت بيديه ترفع فستاني من الأسفل..
"
لا أدم لاااااااااااااااااا.. لا تفعل أرجوك.. ليس هكذا.. لاااااااااااا... دعني..
دعني أرجوك "
قاومتهُ
وقاومتهُ وجُن جنوني عندما شعرت بيديه تلمس فخذي.. رفعت رأسي وقمتُ بعضه بقوة في
كتفه.. انتفض مبتعدا عني وهو يصرخ بألمٍ كبير ويشتم.. وقفت وحاولت الركض نحو الباب
وعندما حاولت فتحهُ لرعبي الشديد كان مقفل..
"
إلى أين تريدين الذهاب حبيبتي.. تعالي ودعينا نمارس الجنس بجنون.. أنا أحتاجُكِ
مارسي "
سمعتهُ يهتف بثمالة وفورا التفت إلى الخلف ورأيت أدم يقف وبدأ يقترب نحوي
"
لاااااااااااااااااا.. إياك أن تقترب مني وتلمسني أدم "
هتفت
برعب وفورا نظرت حولي ورأيت باب الحمام.. ركضت نحوه وفتحت الباب ودخلت ثم أقفلتهُ
بالمفتاح.. رجعت خطوتين إلى الخلف وأنا أبكي برعب عندما بدأ أدم يطرق بعنف على
الباب ويطلب مني فتحه..
سالت
دموعي بكثرة وبللت وجهي.. ثم أغمضت عيناي بأسى عندما تذكرت بأنني تركت حقيبتي في
الصالون ولعنت غبائي لأن هاتفي بها.. فتحت عيناي وبكيت برعب عندما سمعت خبطات
قوية على الباب وصرخات أدم الغاضبة.. هذا ليس أدم خطيبي لقد تحول إلى رجلٍ حقير
عندما ثمل..
لا
أعلم كم من الوقت ظللت واقفة برعب أمام الباب أبكي بفزعٍ كبير وأنا أسمع صرخات
أدم.. ربما عشر دقائق أو أكثر لكن فجأة صرخت بعنف عندما انفتح الباب بقوة وارتطم بعنف على الحائط ورأيت أدم يقترب مني.. حاولت الفرار من أمامه لكنه أمسكني من خصري
ورفعني ومشى بي إلى داخل الغرفة...
"
لا أدم.. لا أرجوك توقف "
هتفت
برعب عندما رماني على السرير وجثى فوقي وأحكم إمساك يداي فوق رأسي.. بدأت أبكي
بهستيرية وأنا أتوسل إليه قائلة
"
أرجوك أدم لا تفعل ذلك بي.. أتركني أرجوك.. أرجوك لا تفعل.. أنتَ ثمل و لا تعي ما
تفعله.. أرجوك دعني أذهب "
قهقه
بخفة ثم قال
"
سوف نستمتع حبيبتي لا تقلقي "
صرخت بعنف عندما بدأ بتقبيل عنقي.. بدأت أقاومهُ بكامل ما تبقى من قوتي وأنا أصرخ وأصرخ
طلبا للنجدة..
فجأة
صوت دوي انفجار كبير سمُع في الخارج.. انتفض أدم مبتعدا عني وهو يشتُم.. رأيت
مفتاح على المنضدة بجانب السرير وفورا أمسكته ودون أي تفكير وقفت وركضت مهرولة نحو
الباب وبيدين مرتجفتين فتحت الباب وتابعت الركض بأقصى قوة أمتلكها إلى الأسفل..
وعندما وصلت إلى الطابق السفلي دخلت إلى الصالون وحملت حقيبة يدي وعدت وركضت خارجة
من الفيلا...
تسمرت في مكاني فجأة بذهولٍ كبير عندما رأيت سيارة أدم تشتعل ونظرت إليها برعب..
يا
إلهي!!.. همست بداخلي بفزع لكنني عاودت الركض مبتعدة عن المكان.. كنتُ أركض على
الطريق في منتصف الليل دون أن أهتم لمدى خطورة الوضع الذي كنتُ به.. كنتُ أركض
باتجاه منزلي وأنا أبكي بحرقة دون أن أشعر بما حولي.. كم كنتُ غبية ولم أستمع
لتحذيرات ماثيو لي.. كان يجب أن لا أوافق وأتي مع أدم بمفردي..
ولكن فجأة أحسست بيدين تمسك بخصري
بإحكام وتم سحبي بقوة وبعد لحظات شعرت بظهري يرتطم بالحائط ولكن ما جمدني هو شعوري
بجسد ضخم يحاوطني..
كنتُ
أتنفس بقوة وقلبي يخفق بجنون بينما جسدي كان يرتعش بشدّة.. كانت يداي تتمسك بقوة
بصدر ضخم عريض ورأسي يستريح عليه.. ارتعش جسدي بقوة لكن هذه المرة ليس من جراء
الخوف بل بسبب استنشاقي لرائحة عطر جميلة جدا لا بل خلابة جعلتني أشعر بشعورٍ غريب
لم أختبرهُ مسبقا.. رائحة تُخدر الحواس بسبب جمالها.. رائحة فريدة من نوعها ومميزة...
وعندما
حاولت رفع رأسي لأرى مُنقذي وأشكرهُ شهقت بصدمة عندما رفع يده وأغرق رأسي في صدره مانعا
إياي من رفع رأسي والنظر إلى وجهه.. نبض قلبي بقوة وارتعشت أوصالي لقربي الشديد
منه.. فأنا في حياتي كلها لم أقترب من رجل إلى هذه الدرجة..
استطعت
سماع دقات قلبه الرتيبة بوضوح وشعرت بحرارة تكتسح وجنتاي بينما كنتُ جامدة في
أحضان هذا الرجل الغريب دون أي مقاومة...
فجأة
ولدهشتي ابتعد عني واستدار بسرعة ومشى مُبتعدا بخطواتٍ سريعة.. لم أستطع بسبب
الظلام أن ألمح وجهه وبسبب ذهولي الشديد لم أستطع التحرك واللحاق به وأشكره على
إنقاذي.. وعندما رأيتهُ يدخل في منعطف أفقت من شرودي ورفعت يدي اليمنى وهتفت له
"
انتظر سيدي.. انتظر أرجوك "
وبدأت
أركض باتجاهه لكن بسبب كعب حذائي اللعين توقفت إذ التوت قدمي وكُسر الكعب.. رفعت قدمي وتمتمت بغُل
"
هذا ليس وقتك الآن "
وسحبت
الكعب ورميتهُ بعيدا ثم عاودت الركض بالاتجاه الذي ذهب به مُنقذي.. دخلت المنعطف
ووقفت جامدة إذ كانت الطريق خالية كليا فقط ضوء المصابيح كانت تنيرها وتنير
الأبنية الموجودة.. تنهدت بأسى ثم هتفت
"
شكراً على إنقاذك لي أيها السيد "
لكن
طبعا لم أتلقى أي إجابة.. استدرت وعاودت السير ببطء بسبب حذائي وأنا أفكر بذلك الرجل
الغريب الذي صادفته وأنقذني للتو.. فلولاه كانت تلك السيارة اصطدمت بي وطبعا
قتلتني..
دخلت
إلى المنزل ونظرت بحزن أمامي.. أدم حتى لم يتصل بي ويعتذر على ما فعلهُ بي.. لقد
أرعبني كثيرا إذ كاد أن يغتصبني.. لا أستطيع مُسامحته الآن حتى لو كان ثملا لم يكن
يجب عليه فعل ذلك بي وإخافتي
خلعت حذائي ورميته في سلة المهملات ثم صعدت وتوجهت إلى غرفة ماثيو.. فتحت الباب بهدوء
وأنرت الضوء.. رأيتهُ نائم بعمق بكامل ملابسه على الفراش.. اقتربت بهدوء من
السرير ثم جلست على طرفه ورفعت يدي وبدأت ألمس برقة خصلات شعره الكستنائي.. سالت
دموعي بصمت وهمست بحرقة
"
سامحني أخي لأنني لم أستمع إلى كلامك وتحذيراتكِ لي.. سامحني ماث "
هتفت بصوتٍ مخنوق في النهاية باسم الدلع الذي أناديه به دائما.. مسحت دموعي ثم أخفضت
رأسي وقبلت وجنتهُ برقة ثم رفعت الغطاء على جسده ووقفت وخرجت من غرفته..
دخلت
إلى غرفتي ثم أغلقت الباب بهدوء ورميت نفسي على الفراش أبكي وأنتحب بمرارة..
وغفوت بعد مدة قصيرة دون أن أعي لنفسي بسبب حزني الكبير وإرهاقي...
رومانوس**
حطت
طائرة الهليكوبتر الخاصة بي في المنتزه القريب من منزل ذلك الحقير أدم سميث.. كان
الطيار قد أخذ الإذن من شريف المقاطعة بالهبوط هناك وطبعا وافق بعد أن علم من
أكون..
نزلت
وأمسكت بهاتفي واتصلت بـ إيثان وفورا أجاب على مُكالمتي وقال بسرعة
(
لقد فجرت له سيارتهُ الجميلة والأنسة ماريسا استطاعت الهروب )
رغم
سماعي لما قاله إلا أنني سألتهُ
"
هل لمسها؟ "
سمعتهُ
يتنهد بقوة ثم أجابني
(
لا.. فقط أرعبها وقبل عنقها.. راقبتهم بالمنظار طيلة الوقت لا تقلق رومانوس لم
يلمسها ويُكمل فعلته.. أين أنتَ الأن تحديدا؟ )
تنفست براحة وأجبتهُ عن مكاني ثم سألته عن وجهتها وفورا قال
(
هي تركض باتجاه منزلها.. الطريق قريبة جدا من مكان تواجدك.. أنا أتبعُها برفقة
الرجال بالسيارات.. وهي لم تنتبه لنا )
أنهيت المكالمة بعد أن أمرته بأن يُتابع مراقبتها.. ثم مشيت مبتعدا عن المنتزه وخلفي
ماركو و لوكاس وهنري.. فجأة من بعيد رأيتُها على ضوء المصابيح تركض.. كانت تبكي
وهذا واضح لأنني استطعت سماع شهقاتها ونحيبها.. اختبأنا فورا خلف الجدار لكي لا
ترانا لكنني تابعت مراقبتها.. فجأة رأيت سيارة تسير بسرعةٍ خارقة ورأيتُها بصدمة
تقطع الطريق...
"
اللعنة إنه إيثان.. سيقتلها اللعين "
همست بغيظ وفورا تحركت وركضت.. ركضت بسرعة وأمسكتُها من خصرها وجذبتُها بعنف وصعدت على
الرصيف ولم أتوقف حتى التصق ظهرها بالحائط.. لا أعلم السبب لكنني احتضنتُها بعنف
إلى صدري وحاوط جسدها الرقيق بكلتا يداي.. استعطت الشعور بارتعاش جسدها.. وعندما
أحسست بأنها تتحرك وترفع رأسها فورا رفعت يدي اليمنى وأمسكت برأسها وأغرقتهُ في
صدري أمنعُها من رفعه ورؤية وجهي..
كنتُ
أرتدي القناع بالطبع لكن هذا ليس الوقت المناسب حتى تراني به.. لحظات قصيرة ظللنا
متعانقين ولكن حان الوقت لكي أرحل.. ابتعدت عنها بسرعة واستدرت وبدأت أمشي بخطواتٍ سريعة ودخلت المنعطف.. رأيت إيثان يقف أمامي وهو ينظر باعتذار إليّ
"
حسابُك لاحقا معي.. لقد كُدتَ أن تدهسها بسيارتك "
فتح
فمه ليعتذر لكنه صمت عندما سمعناها تهتف
"
انتظر سيدي.. انتظر أرجوك "
نظرت
إلى إيثان وقلتُ له بهمس
"
لا تتكلم الآن يجب أن نختبئ قبل أن تأتي "
وفورا
اختبأنا جميعا خلف حائط إحدى الأبنية.. لحظات قصيرة وسمعتُها تهتف
"
شكراً على إنقاذك لي أيها السيد "
التوت
شفتاي بابتسامة مستهزئة.. فهي لا تعلم بأنني أنقذتها حتى لا تفشل خطتي من الانتقام
منهم.. وعندما ابتعدت أمرت إيثان قائلا
"
اتبعها مع الرجال وانتبه جيدا كيف تقود.. إن أصابها أي مكروه وأفشلتَ خطتي
سأقتلُك.. عندما تصل سالمة إلى منزلها أعلمني بذلك "
بعد
ذهابه أشرت لـ لوكاس و ماركو حتى يتبعوني ناحية الهليكوبتر.. أمرت الطيار أن
يوصلني إلى أقرب مكان قريب من منزلها.. وعندما وصلنا انتظرت مكالمة من إيثان.. دقائق
قليلة وتلقيت منه الاتصال..
نظرت
إلى ماركو وقلتُ له
"
ستأتي معي واجلب حقيبتك معك "
نزلت
من الطوافة وبدأت أمشي باتجاه منزلها.. لحسن حظنا كان منزلها منعزل والمنازل
القريبة منه تُبعد كثيرا عنه.. سمعت ماركو يسألني بدهشة بينما كان يسير خلفي
"
لماذا سأحتاج إلى عدتي رومانوس؟.. من الذي سأكشف عليه؟! "
لم
أجيبه بل تابعت المشي حتى وصلت أمام باب منزلها.. رأيت إيثان برفقة الحُراس
بانتظاري وعندما رآني اقترب فورا ووقف أمامي وقال
"
هي نائمة في غرفتها "
أجبته
ببرود
"
جيد "
ثم
تابعت قائلا له
"
أريدُ الدخول إلى المنزل برفقة ماركو.. جد لي طريقة بأسرع وقت "
أومأ
لي موافقا وفورا ذهب وتكلم مع الحُراس.. دقائق معدودة وكان الباب الرئيسي للمنزل
مفتوحاً أمامي.. أشار لي إيثان بأن أصعد على السلالم وعندما فعلت أشار لي ناحية
اليمين وقال بهمس
"
هذه هي غرفتها ماركيز فهي مُطلة على الغابة وأنا أراقبها منها "
فتحت الباب وأشرت لـ ماركو ليدخل ثم أشرت لـ إيثان بالخروج من المنزل.. دخلت وأغلقت الباب بهدوء خلفي.. نظرت إلى ماركو وقلتُ له بأمر
"
خدرها "
توسعت
عينيه بصدمة ثم همس بذهول
"
لكنها نائمة و... "
"
خدرها حالا "
همست
له بحزم وفورا وضع حقيبته على الأرض وفتحها ثم أخرج قطنة ووضع عليها محلول ثم
اقترب من السرير وانحنى ووضع القطنة على أنفها.. بعد لحظات أبعد يده ثم اقترب ورمى
القطنة في حقيبته.. نظر إلى وجهي وقال
"
لن تستيقظ الآن حتى لو فجرت قنبلة بجانبها "
هززت
رأسي برضا تام واقتربت من السرير.. وقفت جامدا أتأملها ببرود ثم استلقيت بجانبها
ناحية اليسار ورفعت يدي وأمسكت بذقنها وأدرتهُ ناحيتي
تأملت
تقاسيم وجهها الناعم بتمعُن ثم أمرت ماركو قائلا
"
افحصها لي.. أريد أن أعلم إن كانت عذراء.. ثم اسحب عينة أو عينتين من دمائها واجري
لها كامل الفحوصات المخبرية "
شهق
ماركو بصدمة وهمس قائلا بذهول
"
تُريدني أن أفحصها لك إن كانت عذراء أم لا؟!.. لكن لماذا؟! "
نظرت
إليه بجمود وأجبتهُ بصوتي المبحوح
"
لا تسأل.. فقط افحصها واعلمني بالنتيجة "
هز
رأسهُ بعجز ثم اقترب ورفع فستانها عن ساقيها ثم سحب سروالها الداخلي إلى الأسفل والذي كان من
الدانتيل الأبيض ثم فرق قدميها عن بعض وبدأ يفحصها..
حسنا
فكرة أن رجل غيري رأى مفاتنها أزعجتني جدا دون أن أعلم السبب.. لكن في النهاية
ماركو طبيب ثم أنا من طلب منه أن يفحصها.. ظللت أنظر إلى وجهها بعمق وفجأة سمعت
ماركو يتنهد براحة وقال
"
إنها عذراء.. لم يتم لمسها أبدا "
ظهرت
ابتسامة شريرة على ثغري ثم أبعدت يدي عن ذقنها ولمست ووجنتها اليمنى بأصابعي..
رغم أنني كنتُ أرتدي قفازات سوداء إلا إنني استطعت الشعور بملمس بشرتها الناعمة...
أعاد
ماركو سروالها الداخلي وأخفض الفستان إلى الأسفل ثم أخرج من حقيبته حقنتين وسحب
عينتين من الدماء منها.. وقف أمام السرير بانتظاري.. كنتُ أتأمل وجهها عن قرب دون
ملل ثم أخفضت رأسي وهمست في أذنها
"
تحضري لجحيمكِ الخاص ماريسا لودر "
ثم
وقفت وأشرت لـ ماركو حتى يتبعني وخرجت من الغرفة ومن المنزل....
ماريسا**
استيقظت في الصباح وبكيت عندما تذكرت ما فعلهُ بي أدم.. كان يحاول الاتصال بي لكنني لم أجيب.. في ذلك اليوم أتى إلى المنزل واعتذر مني بشدّة حتى أنهُ بكى وطلب مني
مُسامحته.. وطبعا سامحتهُ فأنا أحبهُ بجنون كما أنهُ ندم وكان ثمل ولم يقصد أن
يفعل ما فعلهُ بي في الأمس..
مضت
الأيام بسرعة وها أنا أقف الآن بسعادة برفقة شقيقي ماثيو أمام باب الكنيسة.. كنتُ
أبتسم بسعادة وأنا أنظر إلى أدم بفرحٍ كبير..
رغم
سعادتي الكبيرة إلا أنني شعرت بغصة في صدري بسبب ماثيو.. لقد كان صامت ويبدو جامد
وغير سعيد أبدا في يوم زفافي..
حاولت
التكلم معهُ قبل أن نصل إلى الكنيسة لكنه أجابني ببرود بأن لا أقلق وبأنهُ سعيد
لأنني سعيدة..
سلمني
ماثيو لـ أدم ودخلنا إلى الكنيسة.. سعادتي الكبيرة كانت لا توصف.. هذا أجمل يوم في
حياتي لقد أصبحت أخيرا السيدة ماريسا لودر سميث.. أدم أصبح زوجي وقريبا جدا سيصبح
أب أطفالي.. أريدُ إنجاب الكثير من الأطفال لأنني أعشقهم بجنون..
عندما
أعلننا الكاهن زوجا وزوجة اقترب أدم ليقبلني لكنني شعرت بالإحراج وأخفضت رأسي
فاستقرت قبلتهُ على جبيني.. تنهد أدم بعدم الرضا لكنني نظرت إليه بخجل فابتسم لي
برقة وأمسك بيدي وخرجنا..
أقيمة
حفلة العرس في قاعة أفخم مطعم في ديفون.. كانت ليلة من الأحلام لا توصف لجمالها..
شعرت بأنني سأطير من شدّة الفرح.. عندما انتهت الحفلة اقترب ماثيو ووقف أمامي
وأمسك بيدي وقال بنبرة حزينة رغم أنه حاول إخفائها لكنني ميزتُها بسرعة
"
كوني سعيدة مارسي.. أتمنى لكِ حياة زوجية سعيدة شقيقتي الرقيقة والجميلة "
اغرورقت
عينيه بالدموع وفورا احتضنتهُ بشدة وقلتُ له
"
أحبُك بجنون أخي وكثيراً.. أرجوك لا تبكي.. لا أريد رؤية الدموع في عينيك.. أدم سيهتم بي جيداً فلا تقلق من هذه الناحية "
ثم
ابتعدت عنه وقبلت خده برقة وقلتُ له بهمس
"
أرجوك أخي لأجلي لا تكُن باردا مع أدم وهنئه.. لو سمحت ماثيو لأجلي فقط افعل ذلك
"
تنهد
بهدوء ثم رأيتهُ يقترب من أدم وقال له كلمات التهنئة وعانقه..
شاهدتهما
بفرحٍ كبير وابتسمت أجمل ابتساماتي لهما.. تقدم أدم وأمسك بيدي وقال
"
حبيبتي لقد حان الوقت حتى نذهب إلى الفندق "
اكتسى
وجهي بحمرة الخجل ومشيت برفقته إلى الخارج.. وصلنا إلى الفندق وصعدنا إلى جناح شهر
العسل الذي حجزه أدم منذ شهر.. دخلت ونظرت حولي بخجلٍ كبير.. فجأة وقف أدم خلفي
وأحاط خصري بيديه وقال بأذني
"
أدخلي إلى غرفة النوم وبدلي ملابسكِ حبيبتي.. الغرفة هنا "
رفع
يده اليمنى وأشار بها ناحية اليسار نحو باب ضخم بُني اللون وفورا ابتعدت عنه ودخلت
إلى الغرفة وأنا أرتعش من شدة الخجل.. أزلت الطرحة ووضعتُها جانبا ثم جلست أمام
المنضدة ونظرت بحياء إلى الأسفل وأنا أفكر
الليلة
هي ليلة العُمر لي.. لا يجب أن أخجل أبدا من أدم لقد أصبح زوجي.. ابتسمت بخفة
وبدأت أزيل المكياج عن وجهي وعندما انتهيت بدأت بفك شعري وإخراج الدبابيس منه..
فجأة
نظرت إلى المرآة أمامي بصدمة عندما سمعت ضوضاء قوية في الخارج.. أصوات غريبة كانت
تصدر من الصالون في الجناح.. وقفت واقتربت من الباب ثم فتحته.. خرجت بهدوء لكنني
تجمدت بذهول وأنا أرى أمامي رجال ملثمين بعددٍ هائل عددهم حوالي العشرين وكانوا يقفون أمام أدم
يحاوطونه من جميع الجهات..
نظرت إليهم برعب وعندما رآني أدم ظهرت معالم الخوف والفزع على تقاسيم وجهه وعينيه.. بلعت ريقي
بقوة وسألتهُ بصوتٍ مهزوز
"
أدم.. ما الذي يحدثُ هنا؟!.. من هم؟!.. "
فجأة
انفتح باب الجناح ودخل رجال مُلثمين بعددٍ هائل ورموا بشخص بقوة على الأرض أمام أدم ثم
أغلقوا الباب ووقفوا جامدين أمامنا يحاصرون المكان..
نظرت
بخوفٍ كبير ورأيت ماثيو على الأرض يتلوى من شدة الألم.. وهنا هتفت بهستيرية
"
ماثيوووووووووووووو!......... "
لكن
عندما حاولت التحرك والاقتراب منه تجمدت برعبٍ كبير عندما سمعت صوت مُخيف مبحوح
يشبه الفحيح يصدرُ خلفي ويأمرني بعنف
"
لا تتحركي وإلا قتلته "
رجل
طويل القامة ضخم يرتدي السواد وقناع أسود يُخفي ملامح وجهه بكاملها.. لكن ما أرعبني أكثر
نظراتهِ.. كانت القسوة تملأ عينيه.. كانت وكأنها تُحرقني بنيرانها الكارهة..
صرخت برعبٍ كبير لكنه تقدم خطوة مني وكتمت صرختي بفزع عندما رفع يده وأشار لي بأصبعهِ
السبابة بالصمت..
كانت
كل خلية في جسدي ترتعش بعنف.. ووجهي أصبح شاحبا.. سالت دموعي دون إرادة مني عندما
سمعت ماثيو يهتف بجنون وبخوفٍ شديد
"
ماريسااااااااااااااا... أهربي.. أهربي شقيقتي.. أهربي "
اتسعت
عيناي برعب عندما سمعت صوت ضحكات ذلك الرجل المُقنع تخرج بشكلٍ مُخيف من حُنجرته..
رأيتهُ يقترب مني لكن لشدة رعبي لم أستطع التحرك.. كنتُ جامدة بأرضي إذ قسوة
العنين اللتين كانت تنظرُ إليّ من خلف القناع جمدتني..
وقف
أمامي وشعرت بقلبي أصبح بين قدماي.. حاولت الصراخ لكن بسبب قمة الرعب الذي شعرتُ
به لم أستطع.. أمسكت يده بخصري بقوة وجذبتني بعنف إليه ليرتطم جسدي بجسدهِ
الصلب.. وصوت صرخات ماثيو المُرتعبة هي ما سمعتهُ بوضوح عندما أمسك ذلك الرجل بعنف
بخصلات شعري وجعلني أستدير لأواجه الجميع..
"
لااااااااااا.. أرجوك.. دعها.. دع شقيقتي تذهب أرجوكككككك... "
كنتُ
أبكي برعب وبصمت دون أن أفهم ما الذي يجري هنا.. لكن أثلج جسدي وجحظت عيناي وأنا
أنظر إلى أدم الباكي ثم إلى شقيقي ماثيو المنهار عندما سمعت رجل المُقنع يقول لنا
بنبرة صوتهِ المبحوح والمُخيف
انت بتبهرنى دائما يا هافن ❤❤❤❤🔥🔥🔥🔥👌👌👌💞💞💞💞💞♥♥♥♥♥♥
ردحذفحياتي شكراً لكِ
حذفرائعة جداااااااا 💕 يسلمو الايادي ❤️ بتمنى الفصول القادمة تنزل بأسرع وقت 😭😭 متحمسة كثيييييييييييير للرواية😘😘😘😘
ردحذفأشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتها حياتي
حذفاحبك احبك احبك كاتبتي العظيمة 💕 أحببت انك كتبتي تفاصيل هذا البارت كما في السابق لا استطيع الانتظار لباقي الفصول 🤍🤍🤍🤍 سلمت يداكي، استودعتك الله
ردحذفحياتي أنتِ
حذفأحبكِ أكثر
رائعه جدا يا هافن
ردحذفأشكركِ من قلبي حياتي
حذفمتى البارت الجاي حياتي حماااااس 😍🤟🤟
ردحذفأظن الجمعة
حذفسأحاول نشره أبكر
روعة البارت ❤️❤️
ردحذفشكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا
حذفحقا رائع متشوقة للبارت مقبل كتييير
ردحذفكتابتي لن تكفي عن وصف فرحتي وحبي لهذه الرواية ولن تكفي عن الشكر لك .لك كل المحبة وبالتوفيق والتألق الدائم
ردحذفحياتي أنتِ تسلمي
حذفروعاتك ❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفحبيت البارت
ردحذفتسلم أناملك يا اجمل كتابة 🥰🥰👋🏻👋🏻
حياتي أشكرك
حذف👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻روووووووعه رووووعه روووووووعه مفيش ليه وصف اقدر اوصف بيه 👌🏻👏🏻💝💘💕💘💝💘💝💘💕💋❤❤❤❤👌🏻👏🏻👌🏻👌🏻👏🏻👌🏻💝💘معلش علقت متأخرة عشان اضطريت أسافر يومين كده بس البارت تحفه ياقلبي تسلم ايدك 💝💘💝💘💝💘💝💘💕💕💋💕💋❤❤💋💕💕💋❤
ردحذفيا عمري أنتِ أشكركِ جزيلا
حذفمن أجمل واحلي الروايات الجميله اللي قرائتها تحفه بجد
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذففخامة الرواية وحقيقة انا حاولت انتظر لا تنزلي اكثر من بارت واعلق عليها بس فعلا انت كاتبة رائعه والراوية فيها كمية ألم وظلم حقه ان ينتقم بأشد وافضع الطرق لكن للأسف تدفع الثمن روح بريئة ايضا ولا أظن أنه سيقدر على فعل ذات الامر معاها لان يمتلك قيمه الخاصة وايضا أشعر انه أعجب بها ... لا تتأخري على البارت القادم .. تحياتي لك
ردحذفأشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي
حذفأتمنى أن لا أخيب ظنكِ بكتابتي وافكاري
أشكركِ حياتي على رسالتك الجميلة لي
عفوا انت تستحقين مبدعة تحياتي لك
حذفايثاااان 😍💕
ردحذفسنراه قريبا جدا
حذف