رواية ماركيز الشيطان - فصل 4 - الشيطان المُقنع
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. انت الافضل هافن ❣️😘💋😘❣️

    ردحذف
  2. 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 دموع مش طبيعي ما توقعت يغتصبها 😭😭 بتمنى الفصل الجاي ينزل بأسرع وقت ممكن بلييييييز مش هقدر استحمل😭😭😭

    ردحذف
  3. والله انتي احلى كاتبه وافضل كاتبه بلكون احبك 🥰😍😘💖🌺💞💖🥰😘

    ردحذف
  4. ألف يسلموا ويسلموا ويسلموا من قلبي بشكرك .القصة الأجمل والأحب على قلبي .سلمت يداك وبالتوفيق الدائم

    ردحذف
  5. احح توقعتتتت خربببب المهم شسمووو متى بنزل الفصل الجاي حماسسسس

    ردحذف
  6. روووعاتك رغم صعوبة الموقف وماتعرضت له ماريسيا من وحشية الاغتصاب معرفة حقيقة ماضي زوجها ادم ومااقترفه ماثيو وادم ضد الشيطان واخته ورفيقه صعب الموقف والله

    ردحذف
  7. روعه روعه روووووووووووعه
    💕😍💕😍💕😍💕😍💕
    تسلم أناملك ياقلبي بجد البارت تحفه رغم إنو قاسي ومؤلم على مارسي بس زي ما قال رومي العين بالعين والسن بالسن والبادي دايما أظلم شكرا ياقلبي على مجهودك إللي بتعمليه عشانا ومستنيه البارت الجاي على ناااااااار
    🔥❤🔥🔥🔥❤🔥❤🔥❤🔥❤🔥❤🔥😍💕😍💕😍💕😍💕😍💕😍💕😍

    ردحذف
  8. مأساة ماحصل يفوق التفكير كيف ستسير الامور بينهما توقعت انه سيفعل ذلك ومعه حق هي اقل عقوبة ويستحقان اكثر منها لكن فعلا الفتاة لا ذنب لها دفعت ثمن استهتار خطيبها الحقير و أخيها الأحمق رغم ذلك قدم لها خدمة بعدم الزواج من ذلك السافل لكنه سيندم كثيرا على مافعل معها

    ردحذف
  9. جد مسكينه بدي اعرف متى راح يندم على فعلته💔

    ردحذف
  10. الفصل بينزل كل اد ايه

    ردحذف
  11. كاتبتي العظيمة 💕💕 هل هناك غير كلمه شكراً لكي، لكي تعبر عن امتناني لكي المجهود الذي تفعلينه ل أجلنا ❤❤ احبك كثيراً واحب رومانسو ايضاَ🌚🙈👈👉

    ردحذف
  12. 😭😭😭😭😭 بهذا الانتقام ما اختلف عنهم، صار حقير مثلهم، ما توقعته يعمل هيك فيها 😞😢 توقعت يظل يذكرها بفعل أخوها و زوجها طول عمرها، يقتلهم بس ما يسويلها شي 😔

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 4 - الشيطان المُقنع

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 4 - الشيطان المُقنع



الشيطان المُقنع



رومانوس**



" إنها عذراء.. لم يتم لمسها أبدا "

 

سمعت ماركو يتفوه بتلك الكلمات والتي كنتُ أنتظر سماعها بفارغ الصبر.. ظهرت ابتسامة شريرة على ثغري ثم أبعدت يدي عن ذقنها وتحسست ووجنتها اليمنى بأصابعي.. رغم أنني كنتُ أرتدي قفازات سوداء إلا إنني استطعت الشعور بملمس بشرتها الناعمة..

 

أعاد ماركو سروالها الداخلي وأخفض الفستان إلى الأسفل ثم أخرج من حقيبته حقنتين وسحب عينيتين من الدماء منها وعندما انتهى وقف أمام السرير بانتظاري.. كنتُ أتأمل وجهها عن قرب دون ملل ثم أخفضت رأسي وهمست في أذنها

 

" تحضري لجحيمكِ الخاص ماريسا لودر "

 

ثم وقفت وأشرت لـ ماركو حتى يتبعني وخرجت من الغرفة ومن المنزل..

 

بعد مرور يومين**

 

كنتُ أجلس بهدوء على الكرسي خلف مكتبي في المساء أقوم بمراجعة ملفات شركتي وفنادقي عندما سمعت طرقات خفيفة على الباب.. أمسكت بجهاز التحكم عن بُعد وضغطت على الشاشة أمامي ورأيت هنري يقف خلف الباب بانتظاري وهو يحمل ملف في يده..

 

ضغطت على زر في اللوحة على سطح مكتبي وفورا انفتح الباب

" تفضل هنري "

 

أذنت له بالدخول وفورا دخل وأغلق الباب خلفه وتقدم ووقف أمام مكتبي.. تأملني بنظرات جادة وكلمني بنبرة عملية قائلا


" ماركيز.. آسف أتيت في هذا الوقت المتأخر في الليل لكن لدي أمر هام وبالغ الخطورة يجب أن أُطلعك عليه "

 

عقدت حاجبي وحدقت بوجهه بقلق ثم أشرت له ليجلس.. وقبل أن يجلس على الكرسي أمام مكتبي وضع الملف الذي كان يحملهُ بيده على المكتب أمامي ثم جلس وقال

 

" افتح الملف سيدي ماركيز "

 

نظرت إليه بتكشيرة ثم تنهدت ورفعت يدي وفتحت الملف.. رفعت حاجبي بدهشة ونظرت إلى صورة كانت ملصقة بأول صفحة تعود لفتاة غريبة تبدو في السابعة أو الثامنة عشر من عمرها.. وبدأت بقراءة ما كُتب أسفل صورتها بصوتٍ مرتفع مبحوح

 

" ليانا جونس.. العمر سبعة عشر عاما ابنة جيمس جونس و إيمي جونس... "

 

توقفت بملل عن القراءة وأغلقت الملف ونظرت إلى هنري بعتب قائلا

 

" لماذا جلبتَ لي ملف لفتاة لا أعرفُها هنري؟!.. ما هو شأني بها؟! "

 

هز رأسه بخفة وأجابني بنبرة جادة

" لم تُكمل قراءة الملف لتعلم.. لكن أنا من سيخبرك من تكون تلك الفتاة "

 

عرم كتفيه وأراح ظهره على الكرسي وتابع قائلا بجدية تامة

 

" في الأمس اتصل بي ضابط من إيطاليا يعمل تحت أمرتي وهو يُساعدني في التحقيقات.. أنتَ تعلم جيدا كيف أجرينا تحقيقات وتحريات مُكثفة بعد يوم من الحادث الذي وقع لك ولشقيقتك و جيف.. وتعلم جيدا بأننا اكتشفنا بأن أدم سميث و ماثيو لودر قبل أن يرتكبان جريمتهم كانا يحتفلان في ملهى ليلي اسمه ستيلا "

 

أومأت له موافقا ثم أشرت له حتى يُتابع حديثه.. نظر مباشرةً إلى عيناي وتابع قائلا

 

" وطبعا لديك عِلم بأن كاميرات المراقبة داخل ذلك الملهى سجلت بدقة كيف إبتاع أدم المخدرات من المروج.. وطبعا بحثنا عن ذلك المروج لكن اللعين أخفى أثرهُ جيدا عندما اكتشف بأننا نبحث عنه كما أن أفراد عصابتهِ ساعدوه على الاختفاء.. المهم الضابط أخبرني في الأمس بأنه وأخيراً تم القبض منذ ثلاثة أيام على المروج لوكس وهو نفسه ذلك المروج الذي ابتاع منه أدم سميث المخدرات في تلك الليلة في ملهى ستيلا.. ولن تتخيل كم سيصدُمك ما تفوه به في التحقيق "

 

وهنا توسعت عيناي بدهشة عندما سمعت ما قاله هنري.. وضعت كلتا يداي على طرف المكتب وجلست باستقامة وقلتُ له

 

" يبدو يا صديقي بأن هذا المخلوق الكريه أدم سميث لن يتوقف عن إدهاشي بمدى حقارته.. أخبرني ما تفوه به ذلك المروج لوكس وأدهشني أكثر "

 

هز هنري رأسه موافقا وتابع قائلا

 

" لقد أرسل لي الضابط عبر البريد الإلكتروني شريط تسجيل التحقيق.. أرسلتهُ لك منذ ساعة على بريدك الالكتروني لكنك لم تراه.. المهم لوكس في بداية التحقيق طبعا أنكر تذكرهِ لـ أدم سميث إذ لقد مضى مفترة زمنية طويلة على تلك الليلة لكن عندما المحقق والضابط جعلوه يُشاهد تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بالملهى في تلك الليلة المروج لوكس تذكر أدم سميث وفورا "

 

توقف هنري عن التكلم وأرخى ربطة عنقه ثم تابع قائلا

 

" وما اعترف به عن تلك الليلة جعلني أقع تحتَ تأثير الصدمة.. إذ قال بالتحديد بأن أدم سميث أتى وطلبَ منه أقوى نوع من المخدرات بحوزته ولكن لأن أدم رجل غريب رفض لوكس بيعه المخدرات إذ ظنه شرطي متنكر.. لذلك لوكس أرسل فتاة عاهرة تعمل لديه خلف أدم وطلب منها أن تكتشف من يكون ذلك الرجل.. والفتاة كانت تُجيد اللغة الإنجليزية لكنها ادعت عكس ذلك أمام أدم.. وتبين لها بأن أدم سميث وصديقه مجرد سائحين أغبياء لذلك وافق لوكس على بيعهُ حبيتين من الأميفتامين.. وهذا النوع من المخدرات جدا خطير خاصةً إن كان من سيأخذه لم يتعاطى مُسبقا المخدرات "

 

كنتُ أستمع بتركيزٍ حاد إلى كل كلمة تفوه بها هنري لكن ما صدمني أكثر هو ما تفوه به الآن

 

" لوكس أخبر المحقق بأن أدم تكلم مع الفتاة عن خطتهِ ظناً منه بأنها لا تُجيد الإنجليزية.. إذ قال لها وبالحرف الواحد بأنه سيجعل ماثيو يأخذ الحبتين حتى لا يعي على ما سيحدث لاحقا.. وقال بأنهُ اشتاق ليقتل ويمرح "

 

توسعت عيناي بذهول وهتفت بصدمة كبيرة

 

" ماذاااااا؟!.. ما الذي عناه القذر  بأنهُ اشتاق ليقتل ويمرح؟!.. هل اغتصب فتاة و قتلها ذلك الحقير ونجى بفعلته؟!.. ما اللعنة معه! "

 

هز هنري رأسه بأسف وأجابني

" شيء متوقع من ذلك السافل القاتل والمغتصب.. استمِع وستعلم قريبا كم هو قذر وسافل أدم سميث "

 

غلت الدماء في عروقي وكم رغبت في هذه اللحظة بقتل هذا المدعو أدم سميث.. تنهد هنري بخفة وتابع قائلا

 

" الفتاة في الملهى شاهدته يضع حبة في كأس الويسكي الخاص بـ ماثيو وسلمهُ إياه وجعلهُ يشربه ثم أعطاه الحبة الثانية وأقنعهُ بأخذها بعد أن أوهمهُ أدم بأنه أخذ واحدة بنفسه.. والعاهرة التي تعمل مع لوكس أخبرته بأن أدم سميث لم يكن ثملا بتاتاً في تلك الليلة لأنه لم يحتسي الكحول بل كان يشرب عصير البرتقال وهذا ما أدهشها.. وقالت بأنها شعرت بالخوف منه عندما سمعتهُ يتكلم بالإنجليزية قائلا بأنه يريد أن يبقى صاحيا حتى يمرح ويستمتع في كل دقيقة عندما يجد ضحيتهُ الجديدة "

 

كنتُ جامداً بصدمة ونظرت إلى هنري بعدم التصديق.. لم أستطع أن أتحرك أو أُعبر عن مدى غضبي لدى سماعي بما تفوه به هنري للتو إذ الصدمة تملكت كامل جسدي وكياني وجمدتني كلياً.. وهنا سمعت هنري يقول

 

" هل تعلم ما يعني ذلك رومانوس؟!.. أدم سميث كان في كامل قواه العقلية وفي كامل وعيه عندما ارتكب تلك الجريمة.. أدم سميث لم يكن أبدا تحت تأثير الكحول والمخدرات في تلك الليلة.. فقط صديقهُ الغبي ماثيو لودر من كان تحت تأثيرها.. وأيضا يعني بأن أدم سميث سبق وارتكب جريمة قتل سابقا ونجى بفعلته "

 

وهنا كان قد طفح كيلي.. وقفت وهتفت بغضبٍ كبير وضربت قبضتاي بعنف على سطح المكتب وهتفت بكره فاق تحملي

 

" ذلك النذل القاتل والمغتصب الحقير سأقتلهُ بأبشع طريقة لدرجة لا يمكن لعقل البشري تصورها.. سأجعلهُ يرى الجحيم بأم عينيه قبل أن أقتله "

 

كنتُ أتنفس بسرعةٍ رهيبة وأنا في قمة غضبي.. رغم رؤيتي بأم عيناي لمدى حقارته ووساخة أدم سميث لكنه تعدى تفكيري عنه بمراحل كثيرة.. لم أتوقع أبداً أن يكون بهذه الحقارة والقذارة والخبث.. هو مُجرم.. هو قاتل.. قاتل سبق له أن ارتكب جريمة قتل ولم يكتشف أحدا ذلك..

 

وقف هنري وأشار لي بيده حتى أجلس وقال بنبرة هادئة

 

" اهدأ رومانوس.. ما زال الوقت مُبكرا لكي تنفعل فما زال في جُعبتي الكثير من الحقائق المُرعبة عن أدم سميث يجب أن أخبرك عنها.. اجلس واسمعني جيداً "

 

حاولت أن اهدأ وجلست.. نظر هنري بحزن إلى وجهي ثم فتح الملف أمامي وعاد ليجلس وقال بهدوء

 

" عندما أنهى الضابط مُكالمتهُ معي تحركت فورا وقررت أن أتصل بصديق لي هنا.. هو عميد تعرفت عليه منذ زمن بسبب قضية دولية وأصبحنا أصدقاء.. اتصلت به في الأمس وطلبت منه أن يجلب لي ما يجد من معلومات عن أدم سميث.. أحسست بأن شاب مثله مستحيل أن يكون سجلهُ نظيف هنا وكان حدسي صحيح وفي محله "

 

نظرت إليه بدهشة وسألته

" هل لديه سجل إجرامي هذا اللعين؟!.. كيف واللعنة أنتَ و إيثان لم تعلما بذلك عندما أمرتكما منذ سنتين بجلب كافة المعلومات عنه؟.. تكلم كيف؟! "

 

تنهد هنري بعمق ثم أجابني


" الأمر بسيط.. لقد تم حذف سجلهُ الإجرامي في المباحث.. ستعلم كيف حدث ذلك قريبا.. صديقي العميد أجرى تحريات عن أدم سميث مكثفة.. واستطاع إيجاد نسخة مصورة عن ملفهِ المحذوف.. واتصل بي منذ ساعة وأرسل لي الملف عبر الفاكس.. والآن الملف هو أمامك "

 

ثم أشار لي بيده على الملف وتابع قائلا

 

" ليانا جونس كانت فتاة مراهقة فقيرة تعمل خادمة منذ عشر سنوات مضت في منزل عائلة أدم سميث.. وفي ليلة ذهبت ليانا إلى مركز الشرطة وادعت على أدم سميث بتهمة الاغتصاب والضرب ومحاولة قتلها.. وطبعا تم القبض عليه لكن والده في تلك الأثناء تحرك واستخدم نفوذه ومعارفه وأخرج أدم من السجن بعد أن دفع كفالة ضخمة جدا ليفرج عنه مؤقتا.. وبعد يوم فقط من خروج أدم سميث من السجن أتت ليانا جونس وسحبت الشكوة ضده.. وبعد مرور ثلاثة أيام أتى والديها وأعلموا الشرطة عن اختفائها.. ليانا جونس اختفت بعد مرور يومٍ واحد عن تنازلها للقضية ضد أدم سميث وبعد مرور يومين على اختفائها أتى أهلها وقدموا بلاغ عن شخص مفقود "

 

توسعت عيناي بصدمة وهتفت بصوتي المبحوح باختناق

" لقد قتلها النذل!!.. قتلها اللعين بالتأكيد "

 

أشار هنري برأسه موافقا وأجابني

 

" للأسف نعم يبدو بأنهُ فعل ذلك بها.. لقد بحثت الشرطة عنها لسنوات لكن لا أثر لها في أي مكان.. الشرطة في ديفون لم تجد أي أثر لها أو لجثتها في أي مكان لقد اختفت وكأنها لم تكن موجودة على هذه الأرض.. وكما تعلم لا جُثة لا جريمة لذلك لم تستطع الشرطة إتهام أدم سميث بقتلها.. وهكذا نجى من فعلتهِ الحقير وتابع حياته كأن شيئا لم يكن.. و والده في ذلك الوقت استطاع حذف هذه القضية عن ملفه برشوة أحد الضباط.. لكن كان يوجد مُحقق تابع هذه القضية قد سبق واحتفظ بنسخة عن القضية وهو من سلمها لصديقي العميد اليوم "

 

لم أستطع تصديق مدى حقارة ذلك النذل أدم.. وفعلا أُصبتُ بصدمة لمعرفتي كم هو مجرم وقاتل لعين.. نظرت إلى هنري وقلتُ له بغيظ

 

" كيف واللعنة صديقهُ الغبي ماثيو لودر لم يعلم بمدى قذارة وإجرام أدم؟! "

 

تنهد هنري وقال

" في تلك الفترة الزمنية كان ماثيو مع والديه وشقيقته في رحلة استجمام إلى إحدى الجزر ولم يكتشفوا ما حصل.. أدم استطاع خداع صديقه وحبيبتهُ ماريسا جيداً "

 

شعرت بالقهر لدى معرفتي بأنه نفذ بجلدهِ من جريمة قتل سابقا.. لو أنهم قبضوا عليه لما حصل لشقيقتي وجيف ولي ما حصل.. لما كان دمرني ذلك اللعين فقط حتى يُرضي نزواته ورغبتهِ بالقتل.. وهنا نظرت بجدية إلى هنري وقلتُ له

 

" لقد حصل تغيير في خُطتي "

 

حدق هنري بصدمة إلى وجهي لكنني لم أكترث وفورا أمسكت بهاتفي واتصلت بـ إيثان وأمرتهُ أن يأتي فورا إلى مكتبي مع ماركو و لوكاس.. وعندما وصلوا أعلمتهم بما أخبرني به هنري ثم أخبرتهم بالتفصيل الممل بخطتي الجديدة..

 

ربما العدالة لم تأخذ مجراها مع أدم لكن أنا سأُحقق العدالة بيدي.. ما ينتظر أدم سميث سيكون الجحيم بنفسه..

 

عندما انتهيت وافق الجميع على خطتي لكن ماركو كان صامت.. أمرت إيثان و هنري و لوكاس بالانصراف.. بعد خروجهم وقفت واقتربت من ماركو ونظرت إليه بجدية قائلا

 

" ماركو.. لماذا لم توافق على خطتي مثلهم؟ "

 

تأملتهُ ببرود لكنه فجأة وقف واقترب مني وحدق بعمق في عيناي وقال بحزن

 

" لأنك بخطتك تلك أصبحتَ مثلهم..  رومانوس أنا طبيب.. لقد أقسمت أن أخدم أي مريض بشرف و نزاهة.. لستُ حارساً أو قاتلا.. وأنتَ صديقي لستَ بقاتل أيضا.. أين هو رومانوس صديقي الحنون والنزيه والشهم؟!.. أين هو الماركيز رومانوس دي فالكوني والذي الجميع في إيطاليا يحبونه؟!!.. أعد لي صديقي القديم.. أعد لي الماركيز الرائع والعطوف والمُحب.. لا ترتكب جريمة أرجوك.. لا تأخذ العدالة بيديك.. قدم الأدلة التي تمتلكها ضد أدم و ماثيو ودع الشرطة تتكفل بهما.. أنتَ لستَ بقاتل و.. و... إلهي رومانوس ما تُخطط لفعلهِ مُخيف جدا.. أرجوك اعفني من مهامي.. أنا لا أرغب بأن أشترك بهذه المجزرة "

 

ارتعش جسدي بقوة لدى سماعي لما تفوه به ماركو للتو.. يد مظلمة اعتصرت قلبي بقوة جعلتني أصرخ بألمٍ رهيب من القهر والعذاب..

 

انتفض ماركو وحدق بوجهي بصدمة.. نظرت إليه بتعاسة وهتفت بصوتي المخنوق بألم فاق تحملي

 

" أنتَ ماركو تتكلم معي أنا هكذا؟!.. أنتَ تطلب مني أن أدع العدالة تأخذ مجراها؟!.. عن أي عدالة تتكلم؟!!.. وكيف تريدني أن لا أنتقم منهم جميعا؟!.. كيف أخبرني؟! "

 

نظر إلى عيناي بأسف وهنا تابعت قائلا بحرقة

 

" أنتَ الوحيد رأيتَ وشاهدتَ بأم عينيك كم تألمت.. يوم تلو الآخر والآخر شاهدتَ كم تعذبت وتألمت لمدة سنتين وشهر كاملين وأنا نائم على ذلك السرير أحترق بآلامي و أوجاعي و أحزاني.. لقد دمروا حياتي.. دمروهااااااااااا بالكامل.. لقد قتلوا جيف واغتصبوا إيليناااااااااااا.. اغتصبوا صغيرتي وحبيبة روحي وجعلوها تنتحر بعد أن قتلوا زوجها في ليلة زفافها.. وكل هذا أمام عيناي.. وأنا ماذا؟!.. أنا أصبحت مُجرد وحش مشوه مقرف وبشع لا روح في قلبه.. كيف تريدني أن لا أنتقم مِن مَن كان السبب في تعاستي وقتلي وأنا حيّ؟!.. أجبني تكلم؟! "

 

انتفض ماركو بقوة ثم حدق بحزن إلى وجهي وقال بصوتٍ منخفض

 

" آسف رومانوس.. أنا فقط خائف أن يرتد الانتقام عليك وتندم لاحقا عندما لا ينفع الندم "

 

كنتُ أتنفس بسرعةٍ كبيرة وصدري يعلو ويهبط بقوة.. حاولت جاهدا أن اهدأ وعندما هدأت وضعت يدي على كتف ماركو وقلتُ له

 

" لا تقلق عليّ ماركو.. سأكون بخير.. وأعدُك عندما ينتهي كل شيء سأسافر إلى سويسرا برفقتك وأتابع إجراء كافة العمليات التجميلية هناك.. أعدُك سوف أعود رومانوس الذي تعرفهُ سابقا من جديد.. لكن دعني أولا أنتقم من أجل جيف و إيلينا ومن أجل نفسي.. دعني أُحقق العدالة بيدي.. لأنني إن سلمت هذين المجرمين إلى العدالة هنا في إنجلترا لن يتم مُحاكمتهم بالإعدام بل مؤبد وهذا ما لن أسمح بحدوثهِ أبدا "

 

" حسنا رومانوس.. سأكون معك وأدعمُك وأهتم بصحتك طالما تحتاجُني "

 

أجابني ماركو موافقا ثم تنهد بعمق وأخرج من جيب سترته ظرف أبيض وسلمني إياه.. نظرت إلى الظرف وسألته بدهشة

 

" ما هذا؟! "

 

أجابني فوراً

 

" هذه نتيجة التحاليل الطبيّة التي أجريتُها للأنسة ماريسا لودر "

 

رفعت حاجبي ونظرت بدهشة إلى الظرف وفتحته.. أخرجت التقرير الذي يحتوي على نتائج فحص الدم الشامل من المختبر باسم مريسا لودر.. و قد لاحظت وجود ثلاثة أقسام لكل فحص مذكور أعلاه.. فيما يليه وجدت ملخص لكل فحص.. طبيعة المعلومات التي يمكن معرفتها من خلال الفحص والنتائج.. لكنني واللعنة لم أفهم الرموز الموضوعة بجانب كل فحص.. حاولت أن أفهم تلك  الرموز لكنني عجزت.. تأففت بضيق ورفعت التقرير بوجه ماركو وقلتُ له بغيظ

 

" لم أفهم كلمة منه فأنا رجل أعمال ولستُ طبيباً.. اشرحهُ لي يا حضرة الطبيب "

 

قهقه ماركو بخفة وسحب التقرير من يدي وقال

" اهدأ ماركيز لا داعي للغضب "

 

ثم غمزني وتابع قائلا بنبرة جادة


" لقد امتثلت لأوامرك وأجريت فحص دم شامل لها.. ماريسا لودر بصحة جيدة جداً.. لا بل ممتازة ولا تشكو من أي أمراض و.. وأيضا هي تستطيع الإنجاب "

 

نظرت برضا تام إليه وسألتهُ بلهفة

" هل أنتَ متأكد؟! "

 

قلب عينيه بملل وأجابني

" نعم رومانوس متأكد مائة في المائة من كلامي "

 

ابتسمت براحة وشكرته.. بعد ذهاب ماركو جلست على الأريكة أنظر أمامي وابتسامة خبيثة على ثغري.. سوف أستمتع جدا بانتقامي..

 

وهكذا انتظرت مرور الأيام بفارغ الصبر حتى يأتي اليوم المُنتظر.. وها أنا هنا في جناح العرائس الفخم في فندقي والذي اشتريته منذ شهرين فقط أقف خلف الحائط الفاصل بين غرفة الجلوس والصالون أنتظر مع رجالي وصول أدم سميث وزوجته الرقيقة..

 

لقد اشتريت هذا الفندق الفخم لأنني علمت بأن أدم سميث لكثرة غروره لن يحجز جناح لقضاء شهر عسله سوى في أفخم فندق في ديفون.. أمرت صديقي المحامي ليوناردو حتى يفعل المستحيل ويشتري لي كامل الأسهم التابعة للفندق.. وفعل ذلك بسهولة.. فمن يستطيع رفض مبلغ خمسين مليون يورو كثمن لفندق؟.. لا أحد يستطيع الرفض...

 

ثم طلبت بتجهيز الجناح بحيطان كاتمة للصوت ومنعت أن يتم حجز أي غرفة في الطابق التابع له.. وتم التخطيط جيدا مع إيثان وهنري و لوكاس.. وعندما حجز أدم طلبت من لوكاس إخفاء الحجز ولا يظهر في بيانات الفندق.. والسبب أدم سميث وزوجته ماريسا وشقيقها ماثيو سيختفون عن وجه هذه الأرض قريبا جداً..

 

وتم تجهيز المخرج الخارجي للحرائق لندخل ونخرج منه دون أن يرانا أحد من موظفين فندقي الجديد.. وتم إعطاء إجازة لعاملين الاستقبال والحجز ووضعت مكانهم بعض من حُراسي.. وكاميرات المراقبة الأمامية وفي الخارج تم إيقافها لحين دخول أدم برفقة زوجته إلى الفندق ثم سيتم إيقافها من أحد رجالي المختصين عندما يخرجون رجالي من المخرج الخلفي للفندق.. وتم منع أي خادمة من الصعود إلى هذا الجناح في هذه الليلة..

 

ابتسمت بشر عندما سمعت باب الجناح ينفتح ودخل ذلك القاتل برفقة زوجته العزيزة.. نظرت أمامي بحقد بينما كنتُ أسمعهُ يُرشدها إلى غرفة النوم.. انتظرت عدة دقائق ثم أشرت بيدي لـ إيثان و هنري بالتقدم مع الرجال..

 

" ما اللعنة؟!... هااااايي.. من أنتم؟!.. أخرجـ... "

 

سمعت أدم يهتف بغضب لكنه خرس فجأة وظهر الرعب على ملامحه عندما وقف إيثان أمامه وشهرَ مسدسهُ بوجه أدم

 

وفعل هنري نفس الشيء.. ثم أحاطهُ رجالي الملثمين ووقفوا بجمود وهم يوجهون مسدساتهم الكاتمة للصوت بوجهه.. حسنا رغم أنه تم تجهيز الجناح بحيطان كاتمة للصوت إلا أن الاحتياط واجب..

 

وهنا رأيت باب غرفة النوم ينفتح وخرجت العروس المنتظرة.. رأيتُها باستمتاع تنظر برعبٍ كبير إلى زوجها العزيز ثم إلى رجالي وهمست بفزعٍ كبير وبصوتٍ مهزوز

 

" أدم.. ما الذي يحدث هنا؟!.. من هم؟! "

 

طبعا لم يُجيبها لكثرة جُبنه.. ذلك الجبان الخسيس اكتشف بأن نهايته قد اقتربت.. وهنا انفتح الباب الرئيسي للجناح ودخل لوكاس و ماركو برفقة رجالي ورموا بـ ماثيو أمام أقدام أدم..

 

كنتُ قد أمرت مُسبقا ماركو و لوكاس بجلب ماثيو إلى الجناح في الفندق بسرية تامة.. لأنني سأعاقب الجميع هنا... فهذه الليلة ستكون ليلة الحساب وتحقيق العدالة على يدي..

 

صرخت العروس برعب باسم شقيقها وعندما حاولت الركض نحوه خرجت من مخبئي وهتفت لها بعنف وبأمر بصوتي المبحوح

 

" لا تتحركي وإلا قتلته "

 

رأيتُها تجمد بأرضها وبدأ جسدها يرتعش بشكلٍ واضح.. تقدمت بخطواتٍ بطيئة ووقفت أمامها ونظرت إلى وجهها بكُره وحقد فاق احتمالي.. كنتُ أكرهها لأنها زوجة ذلك القاتل.. وكرهتُها لأنها شقيقة ذلك الغبي والمغتصب.. وكرهتُها أكثر بسبب تلك البراءة التي كانت تشعُ منها..

 

صرخت برعب عندما رأتني لكنها كتمتها فورا عندما رفعت يدي وأشرت لها بأصبعي السبابة قرب شفتاي حتى تصمت.. هتف لها ذلك الجبان ماثيو حتى تهرب وشرعت أضحك بجنون.. الغبي لا يعلم بأن لا مفر لهم مني الليلة.. لن يستطيعوا النجاة من انتقامي الليلة أبدا..

 

توقفت عن الضحك واقتربت بهدوء منها.. رأيت الخوف والرعب في عينيها.. كانت جامدة بصدمة لم تستطع التحرك لشدّة خوفها مني.. عليها أن تخاف مني وجدا.. فما ينتظرها على يدي كثير..

 

أمسكتُها من خصرها وجذبتُها نحو جسدي بعنف.. شعوري بجسدها الصغير يلتصق بجسدي أعجبني جداً.. كانت كالعجينة بين يداي أتحكم بها كما أريد دون أن تعترض لكثرة خوفها مني.. وهذا أعجبني أكثر.. ورؤيتي للخوف الكبير يشعُ من عينيها العسلية جعلني أشعُر بالرضا التام..

 

أمسكتُها بعنف من شعرها وأدرتُها لكي تواجه الجميع دون أن أزيل يدي الثانية عن خصرها.. ونظرت إلى الجميع وقلتُ لهم بصوتي المبحوح

 

" حان الوقت لتدفعوا جميعكم الثمن.. حان الوقت حتى تحترقوا بناري.. أنا هو النار التي ستحولكم إلى رماد "

 

وأشرت بعينيّ لـ هنري و إيثان حتى يبتعدا قليلا عن أدم و ماثيو وبسرعة تفذا ذلك.. نظرت إليهما بكُرهٍ كبير ثم ابتسمت بشر وقلتُ لهما كلمتين جعلتهما يرتعشان برعبٍ كبير وحدقا بوجهي بفزعٍ شل أرواحهم

 

" بدأ المرح "


ابتسمت بخبث ونظرت بحقد إليهما.. بسبب هاتين الكلمتين ارتعشا برعب أمامي.. ماذا سيفعلان عندما يعلمان ما ينتظرهما على يدي الليلة؟!.. فعلا بدأ المرح.. ولكن هذه المرة أنا هو من سوف يستمتع...


 

ماريسا**

 

 

كنتُ أبكي برعب وبصمت دون أن أفهم ما الذي يجري هنا.. لكن أثلج جسدي وجحظت عيناي بينما كنتُ أنظر إلى أدم الباكي ثم إلى شقيقي ماثيو عندما سمعت رجل المُقنع يقول لنا بنبرة صوتهِ المبحوح

 

" حان الوقت لتدفعوا جميعكم الثمن.. حان الوقت حتى تحترقوا بناري.. أنا هو النار التي ستحولكم إلى رماد "

 

ثم سمعتهُ يقول

 

" بدأ المرح "

 

وهنا رأيت بصدمة كبيرة أدم وماثيو يتأملان رجل المُقنع برعبٍ كبير وقد شحبت وجوههم كالأموات.. شهق ماثيو بقوة ونظر فورا إلى أدم ثم أدار رأسه وحدق إليّ بفزعٍ كبير ثم إلى الرجل المقنع خلفي..

 

بسبب الخوف الذي تملكني لم أستطع النُطق بحرفٍ واحد.. كنتُ ضائعة بتفكيري وخوفي الرهيب.. لم أفهم ما الذي يحدث الآن..

 

" اااااااااااااااععععععععععععععهههههههههههههههههه.... "

 

صرخة قوية متألمة خرجت من فمي وأغمضت عيناي وعاودت البكاء برعبٍ كبير عندما رفع رأسي عاليا بقبضته التي كانت تمسك بخصلات شعري وجعلني أمشي أمامه حتى وقفنا أمام أدم و ماثيو لا نبتعد عنهما سوى عدة خطوات.. وهنا وقف ماثيو وهتف بجنون

 

" لااااااااااا.. لا تؤذيها.. لا تؤذي شقيقتي أيها اللعين.. أتركها حالااااااااااا.. "

 

وعندما حاول الركض نحونا رأيت برعب خمسة رجال ملثمين يهجمون عليه وبدأوا بضربه وأسقطوه على الأرض وانهالوا عليه بالضرب المُبرح وهو ملقى على الأرض..

 

اهتز جسدي بعنف وحاولت أن أتحرر من قبضة ذلك الرجل المُقنع وأنا أهتف بلوعة وببكاء وبرعبٍ كبير

 

" لا أرجوكم أتركوه.. لا توقفوااااااا.. توقفوااااااااااا.. أرجوكم توقفوا عن ضربه.. أرجوكم توقفوا... "

 

ارتعشت كل خلية في جسدي برعب عندما همس ذلك الرجل في أذني قائلا بفحيحٍ مُرعب

" إن صرختي مُجددا سأقتلهُ أمام عينيكِ "

 

خرج أنين قوي من بين شفتاي من هول الفزع وتوقفت عن الصراخ والشهيق.. بكيت بصمت ولكن برعب فاق تحملي.. وشعرت بأنني سأختنق بسبب كتمي لشهقاتي.. وساقاي لم تعُد تقوى على حملي إذ كان كل عصب بها يرتجف بعنف..

 

" يكفي "

 

سمعت الرجل المُقنع يأمرهم بصوتهِ المبحوح والمُخيف وفوراً توقفوا عن ضرب ماثيو ثم رفعوه وجعلوه يجثو على ركبتيه أمامنا ثم رفعوا يديه خلف رأسه ورأيت بصدمة ثلاثة رجال اقتربوا منهم وهم يحملون سلاسل حديدية بأيديهم.. علقوا واحدة بالثريا وأسدلوها إلى الأسفل وكان مُعلق بها أصفاد حديدية.. ثم كبّلوا يديه بالأصفاد الحديدية تلك ورفعوا السلسلة عاليا لتبقى يديه مرتفعة إلى الأعلى.. كان جسدي يهتز وأنا أبكي وأنظر بلوعة إلى وجه شقيقي دون أن أستطيع الركض إليه وتحريره ومساعدته..

 

رعب كبير لا يوصف شعرت به.. وأسئلة كثيرة أرعبت روحي.. من هم؟!!.. وماذا يريدون منا؟!.. والأهم ما الذي يحصل هنا؟!!.. ولماذا؟!!. ومن يكون هذا الرجل المُقنع والمُخيف؟!..

 

ثم خرجت شهقة من بين شفتاي عندما تم سحب أدم من شعره ورميه بجانب ماثيو.. وجعلوه يجثوا على ركبتيه أيضا وكبلوا يديه بنفس الطريقة التي فعلوها مع ماثيو.. ساد صمت مخيف في الغرفة لبضع دقائق فجأة خرجت شهقة متألمة من بين شفتاي عندما تم قذفي بعنف على الأرض بعيدا..

 

سقطت بقوة على جنبي لكنني ثبت نفسي بكلتا يداي لكي لا يرتطم رأسي بالأرض.. سمعت ماثيو  يصرخ بخوفٍ كبير

 

" ماريساااااااااااا.... "

 

أدرت رأسي دون أن أستطيع الوقوف ونظرت باتجاهه بفزعٍ كبير.. كان ينظر إليّ بطريقة أدمت قلبي.. كان يبدو خائفا عليّ ومقهور ومُرتعب.. وخفق قلبي بسرعةٍ جنونية من هول الخوف والرعب بينما كنتُ أُحدق إلى عينيه والتي كان خط من الدماء واضحاً بداخلها...

 

ارتعش جسدي بقوة عندما رأيت الرجل المُقنع يقترب ليقف أمامهم.. انحنى ونظر إلى وجه ماثيو ثم نظر إلى وجه أدم...

 

رأيتهُ بفزع يُحدق بوجه أدم والذي كان يحني رأسهُ إلى الأسفل ويبكي بصمت وهو يرتعش بقوة.. رفع الرجل المُقنع يدهُ اليمنى وأمسك بأصابعه طرف ذقن أدم ورفع رأسهُ بعنف وقال لهُ بأمر بصوتهِ المُخيف

 

" افتح عينيك أيها القاتل اللعين.. افتحها وانظر إلى عيناي أيها المغتصب الحقير.. افتحهااااااااااااا... "

 

انتفض جسدي بقوة ونظرت برعب شل روحي إليهم.. لماذا نعت زوجي أدم بالقاتل والمُغتصب؟!!... فكرت بصدمة ووقفت بهدوء وتجمدت أنظر إليهم كالمشلولة...


رواية ماركيز الشيطان - فصل 4 - الشيطان المُقنع


 

رأيت ماثيو يبكي بعنف وأحنى وجهه إلى الأسفل وبدأ يهز رأسهُ بالرفض وهو يبكي وينتحب.. أما أدم فتح عينيه ونظر بخوفٍ كبير إلى وجه ذلك الرجل المُقنع وشرع يبكي بقوة وجسده يهتز بعنف...

 

كنتُ أنظر إليهم بصدمة وأنا أقف جامدة.. لم أستطع التحرك ولم أستطع فتح فمي والتكلم.. كنتُ جامدة أشاهد ما يحصل أمامي بصدمة و بخوفٍ كبير.. رأيت بفزع الرجل المُقنع يستقيم ثم سأل أدم و ماثيو ببرود

 

" هل عرفتما من أكون؟!.. ولماذا أنا هنا الليلة بالتحديد؟! "

 

وهنا رفع ماثيو رأسه وحدق برعبٍ كبير وبفزع إلى وجهي.. أما أدم شرع يبكي كالطفل الصغير.. سمعت صوت ضحكات شريرة أرعبت روحي تخرج من فم ذلك الرجل المُخيف.. لكنني لم أنظر إليه بل كنتُ أنظر بفزع إلى عيون ماثيو المرتعبة والتي كانت تُحدق بوجهي..

 

" حسنا يبدو بأنكما لا تمتلكان الشجاعة لتعترفا أمامي.. شباب أنعشوا لهما ذاكرتهم قليلا ربما يتذكران ويجبون على أسئلتي لهما "

 

ارتعشت مفاصلي بقوة عندما رأيت أربعة رجال يقتربون من أدم وماثيوا وانهالوا عليهم بالضرب..

 

" لااااااااااااااااا.. أرجوكم توقفوا... "

 

هتفت برعب وحاولت الركض نحوهم لأُبعدهم عن زوجي وأخي لكن فجأة توقفت عندما وقف أمامي رجل المُقنع وحدق بغضبٍ مهول إلى وجهي.. ارتعش جسدي بقوة وتراجعت خطوة إلى الخلف بعيدا عنه لكن فجأة التف رأسي ناحية اليمين عندما تلقيت منه صفعة قوية على خدي الأيسر.. وقبل أن أستطيع الصراخ بألم أمسك بخصلات شعري وجذبني بعنف إليه وهمس بفحيح في أذني قائلا

 

" إن فتحتِ فمكِ مُجددا سوف أتفنن بتقطيع أجزاء مُهمة من جسد زوجكِ الحبيب و شقيقكِ وأرميها في وجهكِ.. التزمي الصمت وإلا نفذت كلامي "

 

كانت دموعي تسيل من عيناي بينما كنتُ أُحدق إلى عينيه القاسية والمخيفة برعب أغرق روحي بكاملها.. ودون تردد أومأت له موافقة وفورا أفلت يده عن شعري وشملني بنظراتهِ المرعبة للنفوس من رأسي حتى أخمص قدماي ثم رفع نظراته واستقرت على خدي الأيسر الذي صفعهُ منذ قليل...

 

اهتز جسدي بعنف وأغمضت عيناي بخوف عندما رفع يده ووضعها على خدي مكان صفعته.. شعوري بملمس قفازاتهِ الباردة على خدي جعلت جسدي يقشعر.. مسحَ خطوط دموعي عن وجنتي وهنا فتحت عيناي ونظرت إليهِ بخوف وببراءة وبضياع كُلي بسبب عدم فهمي لما يحدث هنا ومن يكون هذا الرجل والأهم ماذا يريد من زوجي وشقيقي!!..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 4 - الشيطان المُقنع


أبعد يده ثم تأملني بعينيه القاسية.. كنتُ خائفة جدا.. لا بل مرعوبة منه.. إنه وحش على هيئة إنسان.. نظرت إلى عينيه بخوف لم أستطع إخفائه ورأيت نظراتهِ المستمتعة لرؤيتهِ لمدى خوفي وفزعي منه..

 

" توقفوا "

 

أمر رجالهُ بحدة حتى يتوقفوا عن ضرب أدم و ماثيو دون أن يزيل عينيه عن ملاح وجهي .. ارتعشت مفاصلي عندما اقترب مني أكثر وقال بهمس بصوتهِ المبحوح والذي بالكاد خرج من حُنجرته

 

" والآن دعيني أعرفكِ على حقيقة زوجكِ وشقيقكِ.. فلقد حان الوقت لتكتشفي حقيقتهما "

 

توقفت فورا عن الارتعاش ونظرت إليه بدهشة.. رأيتهُ يبتسم ابتسامة شريرة جعلت قلبي يقرع كالطبول في قفصي الصدري بسبب خوفي منه.. ثم استدار ومشى ببطء ووقف أمام أدم و ماثيو.. ودون أن يزيل عينيه عنهما أشار بيده لأحد الرجال ليقترب وأمره بفك السلاسل الحديدية لكن طلب منه أن تبقى الأصفاد تُكبل أيديهم...

 

عندما فك السلاسل ابتعد ذلك الرجل أما الوحش المُقنع نظر ببرود إلى وجه أدم الدامي وقال له

 

" سنتين وشهرين وأسبوع مضوا على تلك الليلة.. الليلة التي استمتعتَ بها كثيراً أنتَ وصديقك الغبي.. سنتين وشهرين وأسبوع مضوا على تلك الليلة وأنتما تابعتما حياتكم بشكلٍ طبيعي كأنكما لم ترتكبان أي جريمة.. ما رأيك الآن أن تتكلم وتُخبرني بالتفصيل إن كنتَ تتذكر ما فعلتهُ في تلك الليلة؟.. همممم!!.. لن تُجيب؟! "

 

رأيت بصدمة أدم يبكي ويشهق بقوة أما أخي كان يبكي بصمت وهو ينظر إلى وجهي بندم.. شعرت بالضياع و بالخوف.. لم أفهم ما الذي يحدث هنا وما يريدهُ الرجل المُقنع من أدم و ماثيو.. وقفت جامدة أُتابع ما يحدث دون أن أستطيع فهم أي شيء.. فقط كنتُ أشعُر بالخوف على حبيبي وزوجي أدم وعلى أخي ماثيو.. كنتُ خائفة عليهما جدا...

 

تجمدت بذهول وفتحت فمي بصدمة عندما سمعت أدم يقول ببكاء

 

" كان يجب أن تكون ميت.. لقد احترقت.. لقد رأيت ماثيو وهو يطفئ النار عن جسدك ثم يُخرجك من السيارة.. أنتَ يجب أن تكون في عداد الأموات "

 

حدقت بوجه أدم بصدمة كبيرة.. ما الذي يتكلم عنه؟!!


رواية ماركيز الشيطان - فصل 4 - الشيطان المُقنع


 

هذا ما فكرت به بذهول وأنا أسمح الرجل المُقنع يضحك بجنون بطريقة مُخيفة جدا... ثم أخفضت رأسي إلى الأسفل ونظرت بأسى وبعدم التصديق إلى الأرض.. وعندما هدأ المُقنع وتوقف عن الضحك تابع حديثه قائلا لـ أدم وبكرهٍ واشمئزازٍ واضح

 

" لسوء حظك أنتَ وصديقك لم أمُت.. بل كنتُ أتنفس في تلك الليلة وشاهدت كل ما فعلتموه... "

 

ثم رأيت عضلات جسده كلها تنفر وتتصلب ثم صرخ بصوتهِ المبحوح بغضبٍ مُرعب

 

" كنتُ أتنفس وعلى قيد الحياة وشاهدتكما بينما كنتما  تغتصبونها أمامي بالدور وبجانب جثة زوجها الذي تسببتما بموته.. وسيتم مُحاسبتكما على يدي الليلة "

 

جحظت عيناي على وسعها وارتعش جسدي بقوة وشحب وجهي بشدة.. شعرت بالدماء تنسحب من جسمي.. أخفضت رأسي إلى الأسفل وشهقة قوية خرجت من فمي ثم تلتها شهقة مرتعبة من فم ماثيو.. رفعت رأسي ونظرت إلى زوجي و ماثيو بعدم التصديق وبجمود..

 

ثم بكيت بصمت.. شعرت بأنني أعيش كابوسا مُرعبا.. أردت أن أستيقظ منه وبقوة ولكن لم أنجح.. كنتُ أخوض صراعات كثيرة بداخلي.. أردت وبقوة أن لا أصدق ما سمعتهُ أذناي الآن.. لكن على من أضحك؟!.. على نفسي!.. أخي و زوجي ارتكبا جريمة مُرعبة جدا..

 

سمعت برعب شل عالمي الرجل المُقنع يُخبرهم كيف اكتشف من قتل صديقه والذي هو زوج شقيقته وكيف شاهدهما وهما يغتصبونها أمامه.. سمعت برعب هز عالمي ما حدث فعليا في ليلتهم الأخيرة في إيطاليا.. وعندما انتهى كان ماثيو يبكي بقوة أما أدم كان يبكي بصمت..

 

معرفتي لما فعلوه هز عالمي.. لم أستطع التصديق بأن شقيقي الرقيق والطيب والحنون والعاطفي يستطيع أذية إنسان بهذه الطريقة.. ولم أستطع التصديق بأن زوجي الحبيب أدم يستطيع قتل واغتصاب فتاة لا يعرفها بعد أن قتل زوجها وأذى شقيقها..

 

هززت رأسي رفضا واغرورقت عيناي بالدموع.. لم أهتم لتهديد رجل المُقنع لي سابقا بعدم التكلم اذ شهقت بقوة وهمست بحرقة

 

" ماثيو... "

 

وفورا رفع رأسه ونظر إلى وجهي بخوف و بندم كبير.. نظرت إلى عينيه وقلتُ له بحرقة قلب وبتوسُل

 

" ماثيو.. أرجوك أخي أخبرني بأن ما سمعتهُ ليس صحيحا بتاتاً.. أرجوك أخبرني بأنك لم تفعل ذلك.. بأنك و أدم لم ترتكبان تلك الجريمة الشنيعة.. أرجوك أخبرني بأن هناك سوء تفاهم كبير وبأنك و أدم لم ترتكبان بتاتاً تلك الجريمة.. أرح قلبي أرجوك "

 

خفق قلبي بقوة وارتعشت أناملي عندما رأيتهُ يتأملني بتلك النظرات.. كان واضحا بأنهُ خجل ونادم ويشعُر بالعار و بالذُل..  أخفض نظراتهِ إلى الأسفل وبكى بطريقة هستيرية..

 

وهنا تأكدت بأنهما فعلا ارتكبا تلك الجريمة.. هززت رأسي رفضا وشرعت أبكي بقوة وهمست برعب

 

" لا!.. لا!!.. لا لا لا لا لا.. مستحيل!!.. مستحيل أن تفعل ذلك!!.. لا ماثيو ليس أنت.. مستحيل!.. "

 

ثم نظرت بكُره إلى أدم وقلتُ له ببكاء

 

" أنتَ السبب.. أنتَ هو السبب.. كيف استطعت فعل ذلك؟!.. قتلتَ شخص بريء واغتصبتَ زوجته و.. وجعلتَ أخي يُشاركك في فعلتك المقرفة.. كيف أمكنك فعل ذلك؟!!.. أنتَ لستَ أدم الذي أحببتُه.. أنتَ وحش وقاتل مُخيف "

 

بكيت بحرقة وانتحبت وسمعت أدم يهتف قائلا بخوف

 

" لا مارسي حبيبتي.. اسمعيني أرجوكِ لقد كنا تحت تأثير المخدرات والكحول.. نحن لم نكن في كامل وعينا وخاصةً أنا.. صدقيني حبيبتي "

 

هززت رأسي رفضا و لم أهتم لضحكات الرجل المُقنع المستمتعة لكن فجأة كتمت شهقاتي عندما سمعتهُ يوجه حديثهُ لشقيقي قائلا

 

" ماثيو لودر.. هل تعلم بأنك غبي.. غبي لدرجة بأنهُ تم التلاعب بك من قبل صديق طفولتك.. في تلك الليلة كنتَ بمفردك تحت تأثير المخدرات والكحول بينما صديقك وصهرك العزيز لم يكن "

 

رفع ماثيو رأسه ونظر بدهشة كبيرة إليه ثم نظر إلى أدم بعدم التصديق.. وتابع الرجل المُقنع قائلا

 

" كما أنهُ حاول اغتصاب شقيقتك منذ أسبوعين... ولكن الأهم بأن صهرك المصون هو قاتل مُحترف ومغتصب لعين استطاع أن ينجو من جريمة قتل ارتكبها سابقا لكن الآن لن ينجو أبدا على يدي "

 

بدأ أدم يصرخ وهو يقول بأنهُ بريء ولم يرتكب جريمة أبدا وأنه في تلك الليلة كان ثملا وتحت تأثير المخدرات حتى فعل ما فعله و بأنه لم يقصد أن يغتصبني لأنه كان ثملا..

 

كنتُ أنظر إليه بصدمة و بخيبة أمل كبيرة وحزن كبير لا يوصف.. أدم حطم قلبي بسبب ما فعله.. انهارت أحلامي كلها عنه.. و انهارت سعادتي كلها.. وشعرت بالبرد يكتسح جسدي..

 

أبعدت نظراتي عنه ورأيت الوحش المُقنع يُشير بيده لبعض من رجاله وفجأة تقدم اثنان وأزاحوا ستائر عن الحائط ناحية اليمين ورأيت بدهشة شاشة عملاقة تم تثبيتها على الحائط.. وسمعت المُقنع يقول بصوتهِ المُخيف المبحوح

 

" سوف نشاهد الآن نسخة عن شريط تسجيل لتحقيق حصل منذ أسبوع مع المُروج الذي ابتاع منه أدم سميث المخدرات في ليلة الحادث.. سيتم تشغيل المترجم الألي حتى تفهموا محتوى الحديث وذلك لأنكم لا تفهمون الإيطالية "

 

تجمد أدم برعب ونظر إلى الشاشة ورأيت ماثيو ينظر أيضا إليها.. وكالمخدرة نظرت إلى الشاشة وشاهدت بصدمة التحقيق.. سمعت المُترجم الألي يُترجم كل كلمة تفوه بها ذلك المُروج.. صقيع مُخيف لف جسدي.. وقشعريرة باردة سارت من أسفل ظهري صعودا إلى عنقي.. هبط قلبي بين قدماي بينما كنتُ أسمع كيف أدم الرجل الذي أحببتهُ بجنون خدع شقيقي وسلمهُ تلك المخدرات..

 

أخفضت نظراتي إلى الأسفل ونظرت بصدمة إلى الأرض..

 

استمعت بألم وبعدم التصديق إلى كل كلمة.. استمعت برعب إلى حقيقة أدم المُخيفة.. ثم تم وضع شريط آخر عن فتاة تُدعى ليانا جونس كانت فتاة مراهقة فقيرة تعمل خادمة منذ عشر سنوات مضت في منزل عائلة أدم.. وتذكرتُها على الفور.. 


تلك الفتاة اختفت عندما عُدنا من رحلتنا أنا و أخي و والداي من جزيرة البهاما.. وسألت أدم عنها في يوم وتذكرت جيدا عندما تجهم وجهه وقال لي بأن أفضل شيء فعلته تلك الخادمة بأنها رحلت إلى الأبد وتخلصوا منها نهائيا..

 

شهقت بصدمة إذ تأكدت بأنهُ قتلها.. أدم قتل تلك الفتاة المسكينة!!.. كم كنتُ غبية ولم أنتبه لمدى الشر الساكن بداخله.. عندما انتهى الشريط هجم ماثيو على أدم وأمسكهُ من عنقه وحاول خنقه وهو يشتمهُ بقوة

 

" سأقتلك أيها القذر الحقير.. قاتل سافل وحقير.. لقد خدعتني وشقيقتي أيها الملعون النجس.. سأقتلك بيدي.. سأقتلك أيها السافل "

 

لم أستطع رفع رأسي والنظر إليهما.. كنتُ جامدة من هول الصدمة.. حبيبي أدم.. زوجي.. هو مُجرد قاتل ومغتصب!!!... كم كنتُ غبية وسامحتهُ عندما اعتذر مني منذ أسبوعين.. وكم كنتُ غبية لأنني أحببت رجلا مثله..

 

لقد خدعني أنا و أخي منذ البداية.. وشقيقي ماثيو كان لعبة بين يديه.. شقيقي كان يتعذب بنار الندم ووجع الضمير بسببهِ طيلة هذه السنتين.. وسمعت بصدمة أدم يهتف بصوتٍ مخنوق


" نعم قتلتُها.. لقد فعلت.. قطعت جسدها وأحرقتُها حتى لم يتبقى منها سوى الرماد.. ثم رميت رمادها في كرسي الحمام.. قتلتُها لأنها كانت تستحق ذلك.. كنتُ سأدخل إلى السجن بسببها "


بكيت بشكلٍ هيستيري عندما سمعت اعترافهُ وما فعلهُ بالفتاة المسكينة.. كرهتهُ.. نعم كرهتهُ من أعماق قلبي بسبب الشر الساكن بداخله.. هو ليس سوى قاتل بدمٍ بارد.. قاتل ومغتصب مريض..

 

رفعت رأسي ورأيت رجلين يمسكان بـ ماثيو وأبعدوه عن أدم.. فجأة اقترب الرجل المُقنع وقال بخبث

 

" والآن حان وقت انتقامي.. حان الوقت حتى أجعلكم تعيشون بأنفسكم ما جعلتموني أعيشه "

 

ثم التفت ونظر إليّ بشر قائلا

" العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم "

 

نظرت إلى عينيه برعب وسمعت ماثيو يصرخ بلوعة باسمي.. لم أستطع التحرك وحتى أن أرمش.. الخوف كان قد سيطر على كل خلية في جسدي وجمدها.. رأيت برعب رجلين يقتربان من أدم ولفوا سلسلة حديدية حول خصره وساقيه ثم أمسكوها بإحكام ووقفوا بعيدا عنه بعدة خطوات.. 


ثم اقترب رجل يمسك بيده عصا ضخمة ورأيته بفزع يضرب ركبة أدم بقوة.. رأيت برعب عظام ركبتهِ تتحطم وشقت جلده.. صوت صرخات أدم المتألمة ملأت أرجاء الغرفة.. ورأيت ذلك الرجل يضرب ركبته الثانية لتتهشم وفورا سقط جسد أدم إلى الأسفل ولكن الرجال رفعوه بالسلاسل وسمعتهم يقهقهون بمرح بسبب بكاء أدم المرير والمتألم وتوسلاته المريرة ليرحموه..


ثم ضربهُ ذلك الرجل على ذراعيه بالعصا وحطمها.. كنتُ أبكي برعب بسبب فظاعة ما أشاهدهُ الآن.. صحيح أدم يستحق ما يحدث له ولكن قلبي لم يتحمل رؤية ما يحصل معه..


ثم رأيت بخوف ثلاثة رجال بدأوا يفترشون الأرض أمامنا بأكياس كبيرة مصنوعة بمادة مضادة للحريق.. وعندما انتهوا ابتعدوا ووقفوا جانبا..

 

ثم اقترب خمسة رجال يحملون قوارير كبيرة من البلاستيك بها سائل لونه أخضر فاتح وبدأوا يفرغون ما بداخلها على رأس أدم.. وفورا رائحة الوقود فاحت في الغرفة..

 

بدأ أدم يبكي برعب ويتوسل الرحمة من صاحب القناع.. لكنه الرجل المُقنع ابتسم بشر واستلم ولاعة من أحد رجاله ووقف أمام أدم بعيدا عنه بخطوتين.. ارتعش جسدي بقوة عندما أشعل الولاعة وحدق بوجه أدم المنهار..

 

" أرجوك سامحني.. لا تقتلني أرجوك.. ارحمني سيدي أنا آسف آسف آسف آسف آسف آسف.. سامحني... لاااااااااااااااااااااااااااااا.... آااااااااااااااععععععععععععععععععههههههههه... "

 

صرخ أدم بجنون عندما رمى المُقنع بالولاعة عليه واشتعلت النار في جسده.. وفورا وبرعبٍ كبير رفعت يدي وصرخت بفزعٍ مهول وأنا أرى أدم يتلوى بألم وهو يحترق ويصرخ بجنون..

 

" لاااااااااااا... أرجوكم ساعدوه.. إنه إنسان.. ارحموه أرجوكم "

 

ركضت دون تفكير لمساعدته.. فرغم اكتشافي كم هو إنسان مريض وقاتل إلا أنني لم أستطع أن أقف مكتوفة اليدين وأراه يحترق أمامي وهو حيّ.. وقبل أن أصل إليه أمسكني المقنع من ذراعي وجذبني إليه وأحكم إمساك جسدي بيديه بإحكام وهمس قائلا

 

" بدأ جحيمكم الخاص ماريسا لودر "

 

ثم أدارني وجعلني أشاهد بخوفٍ كبير أدم وهو يحترق ويتلوى ويصرخ بجنون... بكيت وصرخت طلبا للمساعدة لكن لم يتحرك أحد.. فجأة اقترب رجل يحمل طفاية للحرائق بيده وأطفئ النار عن جسد أدم.. سقط جسده على الأرض ثم رمى أحد الرجال غطاء على جسده ثم سحبه..

 

تجمدت برعب وبصدمة لا حدود لها بينما كنتُ أنظر إلى جسدهِ المُحترق.. كان منظرهُ مُخيف جدا لدرجة شعرت بأنني سأتقيأ.. أنين خفيف كان يخرج من حُنجرة أدم.. وشعرت بالدموع تسيل من عيناي.. حزنت لرؤيتي له بهذا الشكل.. هذا الوحش المقنع لا يختلف عن أدم بشيء.. استدرت وبدأت أضربهُ بكلتا يداي على صدره وأنا أهتف بجنون

 

" حرامٌ عليك.. أيها الوحش الكريه أنتَ قاتل مثله.. حرامٌ عليك إنه إنسان... آاااااااااععععه.. "

 

صرخة ألم خرجت من فمي عندما تلقيت صفعة قوية منه وأمسك بخصلات شعري بعنف ورفع رأسي عاليا.. نظرت برعب إلى عينيهِ المُرعبة وأنا أسمع بألم صرخات أخي وتوسلاتهِ المريرة حتى يتركني.. ابتسم المُقنع بوجهي بشر جعل فرائصي كلها ترتعد وقال بفحيح

 

" وأنا أيضاً إنسان "

 

ثم نظر ناحية اليمين ورأيتهُ يُشير بعينيه ناحية أخي.. التفت برعب ورأيت رجلين ضخمين يقفان خلف ماثيو وأحكما إمساكهُ بكتفيه وتم رفع رأسه بعنف بيد واحد منهما من الفك وأجبره على النظر نحونا ثم أداروا الرجال وجوههم ناحية اليمين حتى لا ينظروا باتجاهنا.. أما أدم رفعوا رأسه ليستطيع رؤيتنا وهو ملقى على الأرض لا يستطيع الحركة..

 

جف حلقي من جراء الخوف عندما سمعت المُقنع يقول

 

" بدأ المرح "

 

وفجأة رأيت جميع الرجال في الغرفة يديرون لنا ظهورهم وكتفوا أيديهم خلف ظهورهم ونظروا ناحية الحائط.. لم أفهم ما يحدث وفجأة شهقت بقوة عندما سقطت بعنف على ظهري على الأرض أمام ماثيو و أدم وقبل أن أتحرك حاصرني المُقنع بجسده.. وهنا سمعت شقيقي ماثيو يصرخ بجنون وبهستيرية

 

" لاااااااااااااااااااااااا.. أرجوك لا تفعل ما فعلناه.. أتوسل إليك لا تفعل.. ارحمهاااااااااا.. ماريسا بريئة لا ذنب لها بما فعلناه.. أقتلني افعل بي ما تشاء لكن دعها تذهب أرجوك.. هي لا ذنب لها.. لا ذنب لشقيقتي بما فعلناه.. أرجوك أتركهاااااااا.. "

 

وهنا جحظت عيناي ونظرت برعب شل روحي إلى عينيه إذ عرفت ما ينوي على فعلهُ بي.. وبرعب فاق احتمالي سمعتهُ يقول

 

" وهي كانت بريئة ولا ذنب لها.. ثلاثة وعشرون صفعة تلقتها منكما بينما كنتما تغتصبونها.. ثلاثة وعشرون صفعة حسبتُها واحدة تلو الأخرى والأخرى والأخرى.. لم ترحموها ولم ترحموا دموعها وتوسلاتها إليكما.. والآن حان الوقت حتى تذوقون ما جعلتموني اتذوقهُ في تلك الليلة.. وثلاثة وعشرون صفعة سوف أُحولها إلى ثلاثة وعشرون ألف صفعة "


انتباه مشهد مؤلم قد لا يتقبله البعض*


صرخ أخي بخوفٍ كبير وبدأ يبكي بجنون ويهتف باسمي بلوعة.. تجمدت برعب أسفل الشيطان المُقنع ولم أستطع النُطق.. الرعب الذي شعرت به لا أستطيع وصفه.. كانت كل خلية في جسدي تنتفض.. عرفت بأنني أرتعش أسفلهُ بجنون.. قساوة عينيه المُحدق في عمق عيناي أرعبتني وأحرقتني.. فجأة رفع جسده وبدأ بتمزيق فستاني من الخصر.. وهنا استفقت من جمودي وبدأت أبكي وأنا أحاول الابتعاد عنه وركله ورفسه ومقاومته..

 

" اااااااااااااااععععععععععععععععععععهههههههههههه.... "

 

صرخة متألمة قوية خرجت من فمي عندما صفعني بقوة على وجنتي وارتطم رأسي بالأرض بعنف ثم تلقيت صفعة ثانية منه أشد قوة من سابقتها وعاد يُمزق فستاني ثم سروالي الداخلي.. قاومتهُ بضراوة محاولة الإفلات منه رغم علمي المسبق بأن لا مفر لي من هذا الشيطان الليلة.. ورغم علمي بأن لا أحد سوف يساعدني ورغم علمي بأنها مسألة وقت وتخف مقاومتي له ويفعل ما يريدهُ بي.. إلا أنني قررت القتال والدفاع عن نفسي وعن شرفي حتى أخر نفس لي..

 

صفعة تلو الأخرى والأخرى تلقيتُها منه بينما كنتُ أركلهُ وأصرخ بجنون وأقاومهُ بضراوة.. صرخاتي امتزجت مع صرخات ماثيو وتوسلاتهِ المريرة لذلك الشيطان ليرحمني..

 

وعندما مزق سروالي الداخلي انتحبت بهستيرية إذ علمت بأنني انتهيت.. الشيطان المُقنع سوف يغتصبني أمام أخي و زوجي الشبه الميت أمامي.. بكيت وتوسلت إليه بمرارة

 

" أرجوك لا تفعل.. لا أرجوك.. أنا لم أفعل لك شيئاً.. أرجوك... دعني.. أُتركني أتوسل إليك "

 

ارتعش جسدي بقوة عندما أحنى رأسه وهمس بأذني بصوتهِ المخيف

 

" وهي لم تفعل لهما شيئا "

 

خرج أنين مُختنق من بين شفتاي وشهقت برعب وانفجرت بالبكاء المرير عندما رأيتهُ يفك أزرار سرواله بيد بينما بيده الثانية كان يُثبت كلتا يداي فوق رأسي.. عندما رأيتهُ يُخرج عضوه الذكري الضخم والمنتصب أغمضت عيناي بقوة وصرخت بعذاب وبحرقة قلب وبألم و بخوف وبهستيرية

 

" لااااااااااااااااااااا.. أرجوك لا تفعل.. لا تفعل.... "

 

صرختي تلتها صرخات ماثيو المتوسلة والمنهارة.. أحسست بيده تُفرق ساقاي عن بعضها وحاولت بما تبقى لي من قوة أن أقاومه ولكن تلقيت صفعتين جديدتين منه على وجنتاي.. وبوحشية فائقة أدخل عضوه في فتحتي

 

" اااااااااااااااااااااععععععععععععععععهههههههههه.......... "

 

صرخة قوية خرجت من حُنجرتي ومن أعماق روحي مزقت السكون في الغرفة.. وتشنجت كل عضلات جسدي بعنف وفورا دموعي أغرقت بكثرة وجنتاي وسالت قطراتها المُحرقة على خداي.. وسكينا حادا اخترق قلبي.. أدرت رأسي ناحية اليمين ونظرت بعذاب إلى أخي المنهار أمامي.. وهتفت له ببكاء وبألم وبلوعة

 

" ماثيووووووووووووو.. أخي ساعدني أرجوك.. ساعدني أخي.. ماثيو ساعدني... "

 

دفع الشيطان بداخلي بعنف وبدأ يغتصبني بوحشية.. بينما ماثيو أغمض عينيه وأجهش بالبكاء بعذابٍ كبير وهو يهمس بلوعة باسمي ويطلب مني السماح.. ورأيت أدم يبكي وهو ينظر إلى عيناي بندمٍ كبير..

 

بكيت وتوسلت إلى الشيطان حتى يتوقف لكنه كان يُصبح أعنف ويدفع بداخلي بشكلٍ مؤلم جدا لدرجة أنني شعرت بأنهُ مزقني من الداخل.. انتحبت وترجيتهُ بحرقة حتى يتوقف وطلبت منهُ الرأفة والرحمة ويتركني.. لكن كل توسلاتي له ودموعي ذهبت أدراج الرياح إذ لا يوجد رحمة ورأفة بداخل قلب الشيطان المُقنع...

 

روحي البريئة ودموعي المتألمة والحارقة لم تجعلهُ يُشفق عليّ ويتوقف.. بل كان يُزيد من وحشيتهُ مع كل صرخة صرخت بها لأخي.. وكان يدفع بعنف بداخلي مع كل شهقة وكلمة رجاء أنطقُها..

 

صدى بُكائي في الغرفة كان يؤلم القلوب.. صدى بُكائي وتوسلاتي للشيطان المُقنع حتى يرحمُني ويتركني امتزجوا بنشيج خرج من أعماقي.. لكنه لم يستمع إلى توسلاتي له بل مارس قسوتهُ عليّ بلا رحمة وبلا أي شفقة.. إنه شيطان لا ضمير له ولا قلب..

 

وشعرت بقطرات دماء عذريتي تسيل لتخرج وتُبلل ثوب زفافي الأبيض.. بكيت بهستيرية وانتحبت وشعرت بالعالم ينهار أمام عيناي.. هذا الشيطان المُقنع حطم أحلامي.. وحطم سعادتي.. وحطم عالمي ومن أحب..

 

ورُسِمت على وجنتاي خطوطاً شقتها حرارة دموعي الساخنة والحارقة... وكم كانت دموعي مالحة وحارقة على شفتاي.. ما أعيشهُ الآن كابوس جدا مُرعب ومُخيف.. أنا متأكدة بأنني سأستفيق منه بعد قليل.. بل يجب أن أستفيق منه لأنني جدا مُنهارة وخائفة وروحي تحترق من شدة الألم والخوف..

 

لم أتوقف عن البكاء والنحيب طيلة الوقت وهو يغتصبني بوحشية مُقرفة ومؤلمة.. شعرت بالاشمئزاز من نفسي.. شعرت بالقرف لأنني أصبحت عروس لشيطان وحش مقرف ومغتصب.. وشعرت بالخجل والعار لأن أخي كان مُجبر على رؤيتي يتم اغتصابي أمامهُ دون أن يستطيع مُساعدتي وحمايتي.. بكيت بأسف على نفسي وأنا أرى أدم والذي كانت النار قد شوهتهُ بالكامل ينظر إلى وجهي بندمٍ كبير وبأسف..

 

بكيت بحرقة وأنا أهمس بداخلي بوجعٍ كبير.. ما هو ذنبي؟!!.. ماذا فعلت لأستحق ما يحدث لي؟!!... دقائق كثيرة مضت دون أن أتوقف عن البكاء والأنين.. كنتُ أنظر إلى وجه اخي ماثيو وأبكي بحرقة وأنا أراه يبكي وهو مُغمض العينين يهمس بعذاب حتى أسامحهُ..

 

خرج أنين مُستمتع من فم الشيطان وارتعش جسدهُ وشعرت به يقذف بسائلهُ بداخلي.. لم يلمس جسدي ولم يحاول تقبيلي لكنهُ قتل براءتي باغتصابهُ لي بهذه الطريقة المقرفة وأمام شقيقي و زوجي.. قتل أحلامي وقتل سعادتي.. جسدي تم تدنيسه على يد الشيطان المُقنع..

 

انتهى المقطع الأليم*


كان جسدي يرتعش بقوة عندما حرر يداي واستقام ووقف.. لم أستطع أن أتحرك ولم أستطع أن أزيل عيناي عن وجه ماثيو.. كنتُ واقعة بحالة صدمة كبيرة ولم أستطع التوقف عن الشهيق والبكاء بتعاسة و بمرارة.. خرج أنين متألم من بين شفتاي عندما أمسكني الشيطان من خصلات شعري ورفعني بقوة لكي أقف..

 

فتح ماثيو عينيه ونظر برعب نحونا.. كان يبكي وعينيه كانت حمراء كالدم ومنتفخة.. ضحك الشيطان المُقنع بقوة وقال لشقيقي

 

" لقد مات صديقك.. مات متأثرا بحروقه.. لكنهُ مات بعد أن شاهدني بعينيه أغتصب زوجتهُ الحبيبة في ليلة زفافه "

 

نظرت فورا إلى أدم ورأيت بأنه فعلا قد مات.. رغم ما فعله إلا أنني بكيت من أجله وشعرت بالحزن عليه.. ثم سمعت الشيطان يضحك بشر وتابع قائلا

 

" لقد استحق ما حصل معه.. ثم أنظر.. دماء عذرية شقيقتك المدللة على عضوي الذكري.. أشكرك لأنك حافظتَ عليها وحميتها من صديقك القاتل والمغتصب وتركتها عفيفة طاهرة من أجلي "

 

بدأ أخي يتخبط بجنون وهو يحاول التحرر من الرجال وهو يصرخ بغضب وبعذاب كبيرين

 

" سأقتلك أيها المجرم اللعين.. سأقتلك أيها الحيوان.. سأقتلك...  "

 

وهنا وقف أخي ورأيتهُ برعب يسحب السلاح من الرجل الذي يقف خلفه وفورا وجهه ناحية الشيطان لكن قبل أن يُطلق النار على الشيطان المُقنع سمعت برعب شل روحي صوت طلقة نارية ورأيت بصدمة رصاصة تخترق وسط صدر ماثيو..

 

تجمدت روحي وشعرت بالزمن يتوقف من حولي.. تجمد قلبي وتوقف عن ضخ الدماء والنبض بينما كنتُ أنظر إلى دموع ماثيو الأخيرة تسيل على وجنتيه وهو ينظر إلى وجهي.. فجأة أغمض عينيه وسقط جسده على الأرض أمامي..

 

" ماثيووووووووووووووووو....... "

 

صرخت بهستيرية فائقة وأنا أره أمامي مُلقى على الأرض جثة هامدة ودمائه تسيل بكثرة من صدره.. وهنا استسلمت وأغلقت عيناي وسقطت غائبة عن الوعي...


انتهى الفصل




انتقل إلى الفصل 5 ᐸ









فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©