شارلي ديكنز
شارلي**
"
شارلي.. بسرعة سوف تتأخرين يا ابنتي على عملكِ.. أنتِ لا ترغبين بأن يتم طردكِ من
عملكِ الجديد في الفندق أيضاً.. لقد خسرتِ ثلاث وظائف في فترة شهرين فقط بسبب تأخركِ
الدائم.. هيا حبيبتي أسرعي "
سمعت ماما كلوي تهتف بقوة من المطبخ بتلك الكلمات.. كنتُ في غرفة نومي أبكي حُزنا على أمي وفوراً مسحت دموعي
وتأففت بضيق بينما كنتُ أرتدي ملابسي.. وبسبب صرخاتها بدأت أرتدي ملابسي بسرعةٍ قصوى..
كالعادة
ارتديت جينز أزرق داكن و واسع جدا مع تانك توب سوداء وفوقها قميص زرقاء وحذاء
رياضي أسود.. حسنا ملابسي ليست أنيقة وغالية الثمن وتحمل أسماء ماركات عالمية ليس لأنني فقيرة جدا لا بل مُعدمة ولا أستطيع شرائها بل لأنني أكره ارتداء
الفساتين وأحذية بكعوب عالية.. ملابسي عملية وتريحني جداً.. أنا في النهاية لا
أرتدي إلا ما يليق بي وليذهب الجميع إلي الجحيم فأنا لا اهتم بما يُقال عني بل أسعى لإرضاء نفسي أولا..
نظرت إلى شعري بقرف وتنهدت بنفاذ صبر.. لقد طال كثيرا وأصبح أسفل كتفي ويتوسط ظهري..
أجبرتني أمي على عدم قصه منذ سنتين.. لو لم أعدُها بأنني لن أقصه كنتُ فعلت فورا
واسترحت منه..
فتحت باب غرفتي وتوجهت راكضة إلى الأسفل.. دخلت إلى المطبخ ورأيت أمي تطهو العشاء.. اقتربت منها وقبلتُها على خدها ثم رفعت يدي وأخذت قطعة من الدجاج وتناولتُها
بسرعة وقلتُ لها بينما أمضغها بنهم
"
هممم ماما.. لذيذ جداً "
استدارت
أمي ونظرت إلى وجهي بعاطفة ثم شهقت بصدمة عندما رأت ما أرتديه وهتفت باستنكار
"
شارلي.. أولا كم مرة أخبرتُكِ بأنهُ من غير اللائق أن تتكلمي وأنتِ تمضغين طعامكِ..
ثم ما هذه الملابس الكارثية التي ترتدينها؟!.. يا إلهي تبدين مثل شاب مراهق.. أنتِ
فتاة.. فتااااااة... لقد أصبحتِ في الخامسة والعشرين شارلي ولم يتقرب منكِ
شاب أو رجل بسبب اختياركِ السيء والكارثي للملابس.. أريدُ أن أفرح بكِ يا ابنتي..
متى سيحدث ذلك إن ظللتِ ترتدين ملابس تُناسب الرجال وليس فتاة جميلة مثلكِ "
قلبت عيناي بملل ثم بلعت ما في فمي وقلتُ لها باستنكار
"
ماما أنا فعلا لا أهتم بالرجال ولا رغبة لي بالزواج.. كما ملابسي مريحة جداً.. ثم وكأنه يمكنني شراء ملابس جديدة.. أنتِ
تعلمين وضعنا لذلك لا تتذمري "
نظرت
أمي بحزن إلى عيناي وقالت بغصة
"
آسفة حبيبتي.. أعتذر لأنكِ مُجبرة على مساعدتي ودفع ايجار المنزل وفواتير المستشفى
وأدويتي.. أتمنى لو باستطاعتي العمل ومساعدتكِ و.. "
اقتربت منها بسرعة وحضنتُها بقوة ثم قبلت جبينها وقلتُ لها برقة
"
لا تعتذري أمي.. صحتكِ أهم عندي من كنوز العالم كله.. ثم أنا فعلا لا يهمني شيء
في هذه الحياة سواكِ أنتِ "
رفعت
أمي يديها وأحاطت وجنتاي وقالت بحنية
"
أنا فخورة بكِ يا ابنتي.. وسأظل أشكر اللّه طيلة حياتي لأنهُ وهبني ابنة رقيقة
وحنونة مثلكِ "
ترقرقت
الدموع في عيناي وفورا استدرت وقلتُ لها قبل أن أخرج من المطبخ ومن المنزل
" يجب أن أذهب وإلا سأتأخر على عملي أمي.. أراكِ في الصباح ماما "
أغلقت باب المنزل خلفي وسالت دموعي بألم على وجنتاي.. مسحتُها بسرعة وركضت متوجهة إلى الفندق حيثُ بدأت أعمل به منذ أسبوعين كخادمة بدوام مسائي..
حياتي
حزينة ومؤلمة جداً.. كنتُ طفلة متفوقة بدراستي وكنتُ أعيش بسعادة لا توصف مع أبي
فريدي وأمي كلوي.. لكن تغيرت حياتي جذريا منذ عشر سنوات.. كنتُ في الخامسة عشر فقط
من عمري عندما توفي والدي في حادث سير مروع.. أبي كان يعمل سائق أجرة وفي تلك الليلة
المشؤومة اصطدم به سائق ثمل وأبي توفي على الفور والسائق الثمل مات بعد يومين..
المال
الذي قبضته أمي من شركة التأمين اشترت به منزلا صغيرا لنا.. لكن تبين لاحقا بأن
صاحب المنزل نصب على أمي والمنزل لم يكن له واختفى أثره بعدها.. وهكذا انتقلنا إلى منزل صغير في أفقر
حيّ في ديفون وأمي بدأت تعمل في محل ألبسة نسائية وأنا تابعت دراستي.. لكن بعد مرور سنة فجأة تدهورت صحة أمي وتبين لنا بأنها تُعاني من اللوكيميا..
عالمي
إنهار بسبب مرضها وشعرت بخوفٍ كبير من أن أخسرها.. أمي لم يعُد باستطاعتها العمل
لذلك توقفت عن الدراسة وبدأت أعمل في وظيفتين.. في النهار عملت في محل لبيع
الحلويات وفي الليل نادلة في مطعم بدوام خمس ساعات..
لم
أندم أبداً لأنني تركت دراستي من أجل أمي.. إنها أمي.. إنها عالمي وكل ما لدي في
هذه الحياة..
توقفت عن الجري عندما رأيت فندق ستار ديفون أمامي.. أفخم فندق في ديفون وأشهره.. لقد
حالفني الحظ لأنني وجدت وظيفة به.. صحيح خادمة لتنظيف الغرف لكن الراتب كان جيد
جداً.. التقطت أنفاسي ومشيت ببطء ودخلت من الباب الخلفي للفندق والخاص بالموظفين..
سحبت بطاقتي وأدخلتُها في الألة ثم سحبتُها.. لقد وصلت قبل ربع ساعة من دوامي لذلك قررت
أن أذهب إلى الكافيتريا وأشرب كوب من النسكافيه والذي يتم توزيعه على الموظفين
مجانا..
جلست على الكُرسي ووضعت الكوب على الطاولة وتنهدت بحزن.. منذ يومين كلمني الطبيب الذي
يتابع ويُشرف على حالة أمي وأخبرني بأنها تحتاج وفي أسرع وقت إلى إجراء عملية زراعة نخاع
شوكي وإلا لن يتبقى لها الكثير من الوقت... انهرت بالكامل عندما أخبرني بذلك
وشعرت بالرعب عندما أعلمني كم هي تكلفة العملية.. من أين لي أن أحصل على مبلغ
ثلاثمائة ألف يورو؟!!..
شعرت بالبؤس و بالخوف ولم أستطع أن أُخبر أمي بذلك.. هي تعلم بأنها يجب أن تخضع إلى عملية
زرع نخاخ شوكي لكنها لا تعلم كم هي تكلفتُها.. يومين كاملين لم أستطع أن أتوقف عن
البكاء للحظة.. لكن حاولت جاهدة أن أكون قوية أمامها لكي لا تشعُر بشيء..
رشفت القليل من كوبي وسمعت صوت تلك الغليظة شانيل تقول وهي تدخل إلى الكافيتريا
"
مرحبا تشارلي كيف حالك؟.. أوه هههههه أقصد كيف حالُكِ؟.. دائما ما أنسى بأنكِ
فتاة.. هههههه... أليس اسم تشارلي للرجال؟!.. لا أعلم كيف قاما والديكِ بتسميتكِ به!..
هههههه "
وقلتُ لها بسخرية
"
شانيل.. أولا اسمي هو شارلي وليس تشارلي.. وثانياً لمعلوماتكِ اسم شارلي يُصلح للجنسين.. و.. "
توقفت عن التكلم ثم نظرت إلى صدرها بقرف ثم إلى وسطها و هززت رأسي بأسف وتابعت قائلة لها بسخرية
"
ثم عزيزتي.. سروالكِ الداخلي الأحمر يبدو واضحا أسفل رداء عملكِ الأزرق.. صدقيني
لن ينظر إليكِ النزلاء الأثرياء بسببه وبسبب صدركِ الكبير والمحشو بالسيليكون
والبارز أكثر من نصفه.. ربما عملية تجميلية أو اثنتان.. أوه لا بل تحتاجين إلى عشرون عمليات تجميلية في وجهكِ حتى يستطيع المرء النظر إلى وجهكِ دون أن يشعُر برغبة للتقيؤ
و بالاشمئزاز "
احمر
وجهها من شدة الغضب وكورت قبضتيها بقوة وقالت بكره
"
أنتِ وقحة و قليلة الأدب و تغارين مني بسبب جمالي و أنوثتي.. لذلك لن أنزل إلى
مستواكِ أيتها المُسترجلة و يا شبه رجل.. فلا يوجد رجل على وجه هذه الأرض سيرغب بالنظر
إلى فتاة مُسترجلة مثلكِ "
استدارت
وخرجت دون أن تسمع إجابتي لها.. رغم أنني لا أعلم سبب كُرهها لي إلا أن الشعور متبادل
بيننا.. لقد كرهتُها من اليوم الأول لي بالعمل هنا كموظفة لتنظيف الغرف بسبب
كلماتها الجارحة لي.. دائما ما كانت تُشبهني بالرجال وتقول كلام جارح لي..
حسنا
أنا أعلم بأن ملابسي تليق بالشُبان وليس للفتيات لكنني لستُ مُسترجلة.. أنا أنثى
لكن فقط الحياة لا تسمح لي بإظهار ذلك.. كما معها حق من سيرغب بالنظر إلى فتاة لا
توجد بها ذرة أنوثة... وما هو ذنبي إن كان حُلم والدي بأن يُرزق بصبي ويسميه تشارلي.. لذلك عندما أنجبتني أمي واتضح له بأنني فتاة أصر على تسميتي شارلي..
لم
أعُد أرغب بشرب النسكافيه لذلك وقفت وتوجهت إلى غرفة تبديل الملابس.. فتحت خزانتي
وأخرجت زي عملي ثم ارتديته وذهبت لأتكلم مع المسؤول عن موظفين النظافة حتى أرى أي طابق يجب أن
أنظفهُ الليلة..
وظيفتي
سهلة تبدو للجميع لكنها تُرهقني لحد اللعنة.. وظيفتي هي أن أقوم بالاهتمام بنظافة
غرف النزلاء والشرفات والأماكن أمام المصاعد بحيث تكون مطابقة للمقاييس المطلوبة..
عليّ بتنظيف السجاد والأثاث المنجد بواسطة المكنسة الكهربائية.. وتنظيف السجاد
بالمكنسة وبالشامبو الخاص بها.. ثم تغيير الملايات ووضع المخصصة لهم..
وبعدها يتوجب عليّ تفريغ القمامة التي جُمعت بواسطة النزلاء.. ثم يتوجب عليّ تسليم المناشف وأسرة
الأطفال وأي قطع أخرى يحتاجها النزلاء إلى غرفهم..
شعرت بالدهشة عندما طلب مني المسؤول بعدم الصعود إلى الطابق السادس الخاص بجناح العرائس
وأمرني بتنظيف الطابق الخامس.. واندهشت أكثر عندما طلب من كل الموظفات بعدم
الصعود إلى ذلك الطابق لآن ضيف مهم جداً حجز الطابق بكامله له..
كانت
الساعة الثالثة بعد منتصف الليل عندما انتهيت من تنظيف جناح واحد فقط في الطابق
الخامس.. جلست منهارة بإرهاق على الكُرسي وأغمضت عيناي بقوة.. وفكرت بتعب بعض من
الراحة لن تضر..
سمعت
ضوضاء غريبة في السقف.. رفعت رأسي إلى الأعلى وحدقت إلى السقف بتعجُب.. يبدو بأن هناك ضيوف
وليس ضيف واحد في الطابق السادس.. فكرت بدهشة وبسبب فضولي اللعين وقفت وهمست
"
حسنا لن أضر أحدا إن استرقت النظر ورأيت من هو هذا الضيف المهم في الطابق
السادس.. أتمنى أن يكون جورج كلوني وزوجتهُ الجميلة أمل علم الدين وأولاده "
قهقهت بخفة على سخافة تفكيري وخرجت بهدوء من الجناح.. قررت أن أصعد على السلالم فهذا
أفضل من المصعد.. صعدت درجة تلو الأخرى بهدوء وعندما وصلت إلى أخر درجة تجمدت
بسرعة عندما رأيت باب الجناح أمامي يتم فتحه من قبل حارسين ضخام مُلثمين ثم توسعت
عيناي بصدمة وتجمدت الدماء في جسدي بالكامل من هول الرعب عندما رأيت بوسط الغرفة
جثة رجلين تفترش الأرض المغطاة بأكياس من النايلون..
ارتعشت
كل خلية في جسدي وشحب وجهي بشدة ثم شهقت برعبٍ كبير عندما رأيت رجل يرتدي قناع
أسود يحمل بين يديه فتاة ترتدي فستان زفافها ممزق من الأسفل وبفزع أحرق قلبي رأيت
بُقع من الدماء على فستانها..
أنيت برعب عندما وقف الرجل المُقنع وحدق بصدمة بوجهي.. لم أستطع أن أتحرك من هول الخوف
الذي جمد كل خلية في جسدي.. ورأيتهُ بفزع يُشير برأسه نحوي لرجل طويل ضخم جدا يقف
على يمينه وفورا ذلك الرجل نظر باتجاهي..
"
ااااااااااااااااععععععععععععععههههههه.. النجدةةةةةةةةةةةةةة..
ساعدونييييييييييييييييييي.. "
هتفت بهستيرية عندما ركض ذلك الرجل نحوي وخلفه عدد كبير من الرجال الملثمين.. ولا أعلم
كيف تحركت وبدأت أنزل السلالم بسرعة وأنا أصرخ طلبا للنجدة.. لكن فجأة يد أمسكت بشعري
ويد غطت فمي كتمت صرخاتي وأنفاسي وتم سحب جسدي بقوة إلى الخلف وارتطم ظهري بجسد
ممتلئ بالعضلات..
سالت
دموعي كالنهر على وجنتاي وبدأت أقاوم بكل ما أوتيت من قوة وأنا أرفس وأركل أمامي
وأتخبط يمينا وشمالا وأحاول إبعاد تلك اليد عن فمي ويدهُ الأخرى عن شعري..
ارتعشت
أوصالي بقوة عندما أحسست بأنفاس دافئة على أذني اليمنى وصوت رجولي خشن يهمس بأذني
"
هرة شرسة.. للأسف رأيتِ ما لا يجب أن ترينه ابداً "
بدأت
أشعر بأن دقات قلبي أصبحت كصدى يتكرر في رأسي وكتمت أنفاسي برعب عندما أحسست
بأصابعه الباردة تلمس برقة العرق النابض في عنقي ثم ضغط عليه بأصابعه وفجأة حاوطني
الظلام من كل الجهات..
رومانوس**
كُره
ونفور كبير واشمئزاز وعدم التعاطف.. هذا ما أحسستُ به بينما كنتُ أتأمل هذين
القذرين جاثين على ركبهم أمامي مثل الكلاب يبكون وهم ينظرون برعب إلى الشاشة..
ظهرت
على وجهي ابتسامة شريرة مُخيفة وحدقت بوجوههم بنظرات تبث الرعب في قلوبهم.. وفكرت بكُره أعمى بصيرتي.. لن أرحمهم أبداً.. فلم يعُد في قلبي أي ذرة رحمة أو رأفة..
بسببهم تحولت إلى شيطان كريه مشوه..
ونفذت خطتي على أكمل وجه.. أحرقت ذلك القاتل أدم سميث بدمٍ بارد أمام الجميع.. لم أشعُر
بالشفقة عليه وأنا أرى النيران تلتهمهُ أمامي دون أن يستطيع الحركة لأن رجالي
كبلوه بالسلاسل الحديدية.. ثم أجبرت شقيقها وزوجها الحقير على رؤيتي بينما اغتصبُها أمامهما..
كنتُ
أدفع بداخلها بعنف مع كل صرخة كانت تصرخُها لشقيقها.. دفعت بعنف وبقساوة
بداخلها عندما طلبت من شقيقها المساعدة.. تذكرت بألمٍ كبير شقيقتي إيلينا وهي تبكي
وتستنجد بي حتى أُنقذها لكنني لم أستطع.. لم أرى أمامي سوى نار الانتقام.. نار
أحرقت روحي قبل أن تحرق جسدي.. وأصبحت كالوحش أضاجعها دون أن يرف لي جفن واحد..
دموعها
وتوسلاتها لي وشهقاتها وأنينها أطربوا قلبي.. ولم أتوقف حتى قذفت سائلي بداخلها...
نظرت إلى ذلك القذر أدم ورأيته يلفظ أنفاسهُ الأخيرة وهو ينظر بألم إلى زوجته..
انحنيت وأمسكت بشعرها ورفعتُها بعنف لتقف أمام شقيقها الباكي والمنهار..
ضحكت بقوة على منظرهِ المذري.. تذكرت بكُرهٍ مدمر كيف أجاب صديقه بعد أن اغتصب شقيقتي
بأنه استمتع.. رغم أنني لم أستمتع بينما أغتصب شقيقتهُ اللعينة لهذا الحقير إلا أنني شعرت بالرضا التام بما فعلته.. نظرت إليه باشمئزاز وقلتُ له بحقدٍ كبير وباستمتاع
"
لقد مات صديقك.. مات متأثرا بحروقه.. لكنهُ مات بعد أن شاهدني بعينيه أغتصب زوجتهُ
الحبيبة في ليلة زفافه "
ثم
ضحكت بشر وتابعت قائلا بحقد
"
لقد استحق ما حصل معه.. ثم أنظر.. دماء عذرية شقيقتك المدللة على عضوي الذكري.. أشكرك
لأنك حافظتَ عليها وحميتها من صديقك القاتل والمغتصب وتركتها عفيفة طاهرة من أجلي
"
بدأ
ماثيو يتخبط ويحاول التحرر من الرجال وهو يصرخ بغضب وبعذاب كبيرين
"
سأقتلك أيها المجرم اللعين.. سأقتلك أيها الحيوان.. سأقتلكككك "
وهنا
وقف ورأيتهُ يسحب مسدس الحارس الذي يقف خلفه وفورا وجهه ناحية وجهي لكن قبل
أن يُطلق النار سمعت صوت طلقة نارية ورأيت بصدمة رصاصة تخترق وسط صدر ماثيو..
نظرت بذهول إليه ورأيت دموعه الأخيرة تسيل على وجنتيه وهو ينظر إلى وجه شقيقتهُ بصدمة.. فجأة
أغمض عينيه وسقط جسده على الأرض أمامنا..
"
ماثيوووووووووووووووو... "
صرخت شقيقتهُ بهستيرية وفجأة سقطت في أحضاني مغمى عليها.. التقت جسدها بسرعة بكلتا يداي لكي لا
تقع ونظرت إلى وجهها ثم إلى جسد ماثيو بحدة
سمعتُ
إيثان يشتم بقوة ورأيت ماركو يركض ليقف أمام جثة ماثيو ثم انحنى وبدأ يفحصه وهو
يشتم أيضا..
حملتها
بين يداي كالعروسة ونظرت بغضب إلى إيثان وسألتهُ بغضب
"
من أطلق النار عليه؟ "
وفورا
نظر إيثان نحو هنري وقال ببرود
"
لقد سبقني العميد بفعل ذلك.. كنتُ سأطلق النار على يده لأنني أعلم جيدا بأنك لا
تريدهُ في عداد الأموات "
نظرت إلى هنري بغضب ولكن قبل أن أتكلم قال بسرعة
"
كان سيقتلك رومانوس.. لذلك أصبتهُ دون أن أفكر "
زفرت بقوة ثم قلتُ له بهدوء
"
ربما هذا قدره.. كنتُ أرغب بسجنه وتعذيبه لكن لا بأس "
ثم
نظرت إلى إيثان وأمرتهُ قائلا
"
تصرف.. لا أريد أي أثر في الغرفة.. سأصعد إلى سطح الفندق وبعدها إلى المطار.. عندما
تنتهي من مهامك أنتَ والرجال طائرتي الخاصة الثانية في انتظاركم.. لا تتأخر "
تقدم
إيثان ووقف أمامي وكلمني بثقة
"
لا تقلق ماركيز.. سأتصرف "
تقدمت
خطوتين نحو الباب وفورا ابتعد الحُراس من أمامي ثم هتف إيثان قائلا
"
افتحوا الباب "
فتح
الحارسين في الخارج باب الجناح وقبل أن أمشي رأيت بصدمة فتاة ترتدي زي الخدم
الخاص بفندقي تقف على أخر درجة من السلالم وهي تنظر نحونا برعبٍ كبير.. شتمت بقوة
ونظرت فورا إلى إيثان وقلت له من بين أسناني وأنا أشير له برأسي نحو الفتاة..
"
هناك دخيلة وشاهدة الآن.. تصرف قبل أن أقتل بنفسي حارسيك الأغبياء في الخارج
"
وفورا
نظر إيثان إلى الخارج وأشار بيده لرجاله لكي يتبعونه وركض خارجا من الجناح.. تقدم
هنري ووقف أمامي وأخرج من جيبه جواز سفر وسلمني إياه ثم قال
"
آسف لأنني تسرعت وأطلقت النار عليه وقتلته.. لكن شعرت بالخوف عليك وكانت ردة فعلي
سريعة "
أومأت له مُتفهما فتنهد براحة وتابع قائلا
"
هذا جواز سفر لـ ماريسا لودر باسم ماريسا دي فالكوني.. لن تنتاب الشكوك أحد من الموظفين في
المطار.. فالضابط المسؤول لن يُدقق معك شخصيا.. كما طائرتك الخاصة بانتظارك.. سوف
تُقلع فور صعودك بها "
"
شكرا هنري "
شكرتهُ
بامتنان ثم تجمدت بأرضي
"
رومانوس انتظر "
سمعت
ماركو يهتف باسمي فالتفت إلى الخلف ورأيتهُ يقف وهو ينظر إلى وجهي بحزن.. تقدم ووضع
قطنة على أنف ماريسا ثم أزالها بعد لحظات وقال
"
لقد خدرتُها.. فهذا أفضل لكي لا تستيقظ قبل وصولك إلى إيطاليا وبالتحديد إلى
القصر.. أراك قريبا "
شكرته
وخرجت برفقة أربعة من حُراسي ودخلت المصعد واتجهنا إلى السطح وصعدت إلى طائرتي
الهليكوبتر.. نظرت نحو المقعد أمامي وتأملتُها ببرود.. كانت خطوط الدموع الجافة
تبدو واضحة على وجنتيها وخديها الرقيقين والشاحبتين.. نظرت إلى الأسفل واستطعت رؤية منطقتها السفلية وفخذيها بوضوح من الشق الذي أحدثتهُ للفستان..
نظرت برضا تام عندما رأيت قطرات جافة من سائلي ومن دماء عذريتها على فخذها وقدميها
الناعمتين والرقيقتين.. لكن عندما أحسست بحراسي يدخلون فورا انحنيت وأمسكت بطرف
فستانها وغطيت منطقتها.. لا أعلم لكنني لا أرغب بأن يراها أحدا عارية سواي...
تنهدت برضا عندما أقلعت طائرتي الهليكوبتر باتجاه مطار ديفون وأشحت بنظراتي
بعيدا عنها..
وصلت
طائرتي الخاصة إلى مطار دي فالكوني وبعد مرور دقائق صعدت بطائرة الهليكوبتر
وتوجهت إلى الشمال وتحديداً إلى قصر إيلينا وجيف.. قررت أن أُتابع انتقامي هناك في
القصر الذي اشتريتهُ خصيصا كهدية لصديقي وشقيقتي بمناسبة زفافهم..
ذلك
القصر لم يشهد لحظة واحدة من حبهما الخالد.. ذلك القصر تم إخلائه من كل الخدم
والعمال وتم إقفاله عندما استطعت التكلم وأنا في المستشفى..
لقد
أمرت إيثان بإغلاق القصر منذ ذلك الوقت.. كرهت القصر بسبب ما حدث.. كرهتهُ وكم
أردت حرقهُ بيدي.. لكنني قررت أن أنتظر قليلا.. فهذا القصر سيكون جحيمها الخاص..
سيكون جحيمها الخاص كما جعلوا منه جحيما لي...
هبطت
الطائرة في الحديقة وفورا حملت جسدها بين يداي وخرجت.. نظرت إلى الحرس وأمرتهم بالذهاب..
عندما أقلعت الهليكوبتر حدقتُ بأسى إلى القصر.. شعرت بالحزن بينما كنتُ أنظر إليه..
تنهدت بقوة و تقدمت ببطء ووقفت أمام الباب.. لقد أصبح مُهملا لا حياة به.. عندما اشتريته
من أجل إيلينا لطالما تخيلت بسعادة كيف ستكون ردة فعلها عندما تراه..
وكم
تخيلت كيف سيمتلئ القصر بضحكاتها وضحكات أطفالها.. لكن كل شيء تحطم في تلك
الليلة.. حطموا حياتي وأحلامي.. حطموا روحي من جذورها... وحطموا قلبي أيضا..
فتحت الباب ودخلت.. كان القصر مُظلم.. مُظلم كأنه مقبرة.. حسنا هو بنظري مقبرة الآن..
فكرت بأسى ثم اقتربت وكبست زر الإضاءة وفوراً أنارت الثريات الكريستالية في كامل
البهو..
نظرت بحزن أمامي فما زال كل شيء كما أتذكره.. لكن الفرق القصر مهجور وممتلئ بالغبار
وموحش جداً..
مشيت ببطء وصعدت إلى الطابق العلوي.. كنتُ سبق وأمرت إيثان بتجهيز القصر وإرسال كل
الأغراض التي أمرت بتحضيرها لي مُسبقاً.. وطبعا لم أنسى غرفة النوم الرئيسية والتي
كان من المفترض أن تكون غرفة نوم إيلينا و جيف..
همست بحقد وابتعدت عنها ثم استقمت وحدقت إلى تقاسيم وجهها البريء وابتسمت بخبث وهمست قائلا بكره
"
تحضري جيدا للقادم.. انتقامي لم يبدأ بعد.. أعدُكِ بأن مصيركِ سيكون مثل مصيرها
تماماً.. لن يرتاح لي بال حتى يحدث ذلك.. سترين قريبا ما ينتظركِ على يدي "
ثم
نظرت إلى الشموع أمامي واقتربت وأشعلت واحدة.. سأجعل القصر مُظلم كظلام الجحيم
ولن تنيره سوى الشموع... نظرت بكُره و بنفور إلى وجهها اللعين البريء ثم همست قائلا قبل أن أخرج من الغرفة
"
سوف أُدمر براءتكِ الزائفة بيدي.. سترين "
مشيت بهدوء ونزلت إلى الأسفل ودخلت إلى الغرفة الخاصة للصيانة.. قطعت الكهرباء عن معظم
القصر لكن فقط تركتُها في الغرفة الخاصة بي وخرجت.. أشعلت الشموع في كامل أنحاء
القصر ثم دخلت إلى غرفتي الخاصة وخلعت سترتي ورميتُها بعيدا ثم بدأت أفتح أزرار
قميصي.. تنهدت بأسى وأزلت القناع عن وجهي ونظرت إلى المنضدة أمامي ووضعتهُ
عليها..
حدقت ببرود بالأقنعة الموجودة على المنضدة أمامي.. سوف تُلازمني هذه الأقنعة لفترة
طويلة من الوقت.. فكرت بأسى وفجأة تجمدت بصدمة عندما سمعت صرخاتها الخائفة..
"
لااااااااااااا..لا أرجوك.. توقف.. لا تفعل أرجوك... "
توسعت
عيناي بصدمة وشتمت بغضبٍ كبير
"
اللعنة.. من في الغرفة معها؟!.. تباً "
أمسكت بقناع أبيض ووضعته على وجهي وركضت بسرعة دون أن أنتبه واتجهت نحو غرفة النوم
الرئيسية وشعرت بقلبي ينبض ألف نبضة في الدقيقة وأنا أسمع بقلق صرخاتها الخائفة
والفزعة وهي تطلب النجدة..
ماريسا**
حاوطني
الظلام من كل الجهات.. فجأة رأيت نفسي برفقة أمي و أبي وشقيقي ماثيو.. كنتُ سعيدة
جدا معهم وبرفقتهم.. ضحكاتي السعيدة أنعشت قلبي وروحي.. فجأة رأيت أمي وأبي
يبتعدان عني واختفيا.. نظرت إلى ماثيو ورأيتهُ يبتسم بحزن ثم رأيت الدموع
تترقرق في عينيه وقال بألم
"
سامحيني مارسي.. سأشتاقُ لكِ جداً.. تحملي لأجلي أرجوكِ و لا تستسلمي أبداً..
الوداع.. "
"
لاااااااااااااااااا... ماثيوووووووو.... "
صرخت بهستيرية عندما رأيت الدماء تخرج من صدره ويسقط جسده أمامي على الأرض
"
لااااااااااااااااااااااااااااا.. أخي ماثيو.... "
هتفت بجنون وحاولت الركض نحوه لكن يدين قويتين أمسكتا بخصري بإحكام جمداني ومنعاني من
التحرك ومنعاني من الاقتراب من أخي.. قاومت وقاومت وقاومت تلك اليدين لكن فجأة
تجمدت عندما رأيت جسد ماثيو يختفي.. وقبل أن أصرخ تم رميي على الأرض وحاصرني جسد
ضخم من كل الجهات..
رفعت نظراتي ورأيت رجل يرتدي قناع أسود يُحدق في وجهي بنظرات قاسية مُخيفة مُرعبة..
استطعت رؤية الكُره والغضب بهما.. ثم فجأة تحولت نظراتهِ إلى مُشتعلة وصرخت برعبٍ
كبير ثم بألم لا يوصف عندما أدخل عضوه الذكري بداخلي...
"
لااااااااااااا.. لا أرجوك.. توقف.. لا تفعل أرجوك... "
بكيت
وانتحبت وحاولت مُقاومته بكل ما أمتلك من قوة لكنهُ مارس قسوته عليّ... توسلت إليه حتى
يرحمني لكنه شيطان لا رحمة بداخله..
"
لاااااااااااااااا.. أرجوك توقف.. أرجوككككككك... ساعدوني أرجوكم... "
بكيت بألم وبحرقة بينما كنتُ أترجاه لكنه لم يتوقف عن اغتصاب براءتي وتحطيمها...
أغمضت عيناي وبكيت بحرقة وبهستيرية فائقة.. فجأة شعرت بيدين تمسك بكتفي وتهز جسدي
بقوة.. حاولت أن أفتح عيناي لكنني لم أستطع.. شعرت بتلك اليدين ترفع جسدي وتحملهُ
برقة.. تنهدت براحة عندما أستنشقت رائحة عطر جميلة جداً.. ذكرتني تلك الرائحة
بالرجل الذي أنقذني في تلك الليلة.. أغرقت رأسي أسفل عنقه واستنشقت بنهم عطرهُ
الجميل والفريد من نوعه..
رفعت يدي اليسرى ووضعتُها على صدره.. تحسست عضلات صدره بخجل.. أدم لا يرتدي قميصه..
شعرت بالراحة إذ عرفت بأن كل ما رأيته ليس سوى كابوس مُرعب ومُخيف.. كابوس لا
أرغب أبدا وفي حياتي كلها أن أراه مُجددا وأتذكره..
"
أدم.. حبيبي... "
همست برقة ثم قبلت أسفل عنقه عربونا له لأنه أيقذني من هذا الكابوس المُخيف.. أحسست بجسد أدم يتصلب إذ شعرت بعضلات صدره تشتد وسمعت صوت أنفاسهِ المتسارعة.. رفعت رأسي ونظرت إلى وجه أدم وتجمدت...
خرجت شهقة مُرتعبة من فمي وجحظت عيناي وحدقت برعبٍ مهول إلى وجهه... لا إلهي أرجوك!.. أنا ما زلتُ أحلم!!!... فكرت برعب بينما كنتُ أنظر إلى القناع الأبيض وعيون الشيطان الغاضبة.. ارتعش جسدي بقوة وأغمضت عيناي و هززت رأسي بقوة بالرفض وهمست بفزع أغرق روحي
"
لا لا لا لا لا لا لا!!!... أنا أحلم... مستحيل أن تكون حقيقي!.. مستحيل!! "
اقشعر
بدني عندما أحسست بأنفسه الدافئة تُداعب وجهي وسقط قلبي إلى معدتي من هول الرعب
عندما همس بفحيح قائلا
"
إياكِ أن تلفظي اسم ذلك القاتل أمامي مُجددا وإلا اقتلعت لسانكِ من مكانه "
خرجت
صرخة متألمة قوية من فمي عندما رماني على الأرض بقوة لأقع على مؤخرتي وظهري بعنف
على الأرض وصرخة ثانية خرجت من فمي عندما أمسكني من جذور شعري ورفعني بعنف وجذبني
بقوة ورماني على الفراش..
سقط
جسدي بقوة على السرير وفورا فتحت عيناي ونظرت إليه بخوف شل جسمي بكامله وشرعت أبكي بهستيرية عندما رأيته يخلع سرواله ولباسهُ الداخلي و هو ينظر إليّ بنظراتٍ
قاتلة متوعدة....
انتهى الفصل
👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👌👌👌👌👌👌👌😍😍😍😍😍😍😍😍🥰🥰🥰🥰🥰🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹❤❤❤❤❤❤❤💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💕💕💕💕💕💕💕💕💕💞💞💞💕💕💕💕💕 استمرى منتظركى فى فصل 6
ردحذفرائع جدا جدا جدا 💕 منتظرين البارت السادس😘😘😘
ردحذفبتجنن يسلموا ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ردحذفيسلموا
ردحذفرائع كتييير
ردحذفشحاري
ردحذفرووووعة بس البنت مسكينة 💔
ردحذف