قلادة الخنفساء
الفرعون زيروس**
جلست على
كُرسي العرش ونظرت إلى كاهني الأول الجديد سيتو وسمعتهُ بقلق يُكلمني باحترام
قائلا
" آسف
فرعون.. لم أستطع أن أجد لك حلا نهائيا لإنهاء لعنة ذلك الكاهن.. رغم أن القائد
بيدوس منعهُ من تكملتها إلا أنني خائف من أن تتحقق.. كان يُجيد السحر ورؤية
المستقبل.. حاولت جُهدي مع الكهنة لنجد لك طريقة لإبطالها.. ليس أمام عظمتك سوى أن
تذهب إلى معابد آلهتنا الآباء وتُقدم لها من جديد القرابين وتطلب منها ابطال مفعول
تلك اللعنة.. وعليك سمو عظمتك بفعل ذلك قبل موعد كسوف الشمس "
تأملتهُ
بنظرات جامدة شامخة رغم القلق الكبير الساكن في روحي.. إن تحققت لعنة ذلك الكاهن
الخائن ولم تقع بحبي ملكتي الرئيسية لا أعلم ما سيحدث لي حينها!.. لن أتحمل رفضها
لي أبداً..
تنهدت بعمق
وأمرت بيدوس قائلا بجدية تامة
"
بيدوس.. فليتم تجهيز التماثيل من المرمر لآلهتنا العظماء.. وليتم تجهيز الخبز
والثيران والطيور والكتان وكل شيء جيد وطاهر مما يجعل آلهتنا توافق على طلبي منها
لإيقاف اللعنة.. في المساء سوف ترافقني إلى المعابد مع حرسي "
أجابني القائد
بيدوس موافقا وأشرت له وللكاهن سيتو بالخروج.. نظرت بحزن أمامي وهمست برجاء
" لن
أحتمل رفضها لي.. أتمنى أن تستجيب آلهتي لصلواتي الليلة.. فقد تبقى ثمانية أيام
على موعد كسوف الشمس "
كنتُ وحيداً
لمدة طويلة ولا أستطيع أن أتحمل ذلك أكثر.. أتمنى من أعماق قلبي أن تقبل آلهتي
الآباء بالقرابين وتستمع إلى صلواتي..
وبأمل كبير
ذهبت في المساء برفقة القائد بيدوس وحُراسي إلى المعابد وتم تقديم القرابين لها من
قبل الكهنة...
كاريتا**
استيقظت في
الصباح الباكر بنشاط وبعد أن استحممت وارتديت ملابسي خرجت من غرفتي ونزلت إلى
الطابق الأرضي.. رأيت والدي يجلس على الأريكة في الصالون وهو يقرأ جريدة كعادته..
" دادي..
صباح الخير أيها الوسيم "
هتفت بسعادة وركضت
وجلست في حضنه وعانقتهُ بشدة وقبلت وجنتيه بقبلاتٍ عديدة.. قهقه والدي داس بسعادة
ثم وضع الجريدة جانبا وبادلني العناق ثم قبل خدي برقة وكلمني بعاطفة وبحنان
" صباح
الخير أميرتي الجميلة.. كيف كانت أمسيتكِ
في الأمس؟ "
ابتعدت عنه
قليلا ونظرت بسعادة إلى عينيه وأجبتهُ بصدق
" كانت
الأمسية رائعة جدا دادي.. عائلة أسينا رائعة.. لقد أحببت جداً والدتها ووالدها
وشقيقها الصغير توبي.. أتمنى دادي أن تُساعد السيد لورانس لأنه يستحق.. إنه فعلا
رجل شريف وقدير ويُحب عائلتهُ بجنون.. يستحق أن تساعدهُ حتى ولو قليلا "
تأملني والدي
بحنان ثم ابتسم برقة وسألني
" هل هذا
ما تريدينهُ أميرتي؟ "
نظرت إليه
بنظرات رقيقة بريئة وأجبتهُ بصدق
" نعم
دادي.. ساعده لكن ليس من أجلي بل لأنهُ فعلا يستحق أن تُساعده.. فكما علمت منه في
الأمس السيد لورانس لديه شهادة بإدارة الأعمال.. ولكن رجل كريه في عملهِ القديم
تسبب بطرده من الشركة ورئيس الشركة لم يسلمه شهادة حُسن العمل والسلوك وهذا أثر
على السيد لورانس كثيراً والمسكين لم يجد عملا محترما في أي شركة محترمة بسبب تلك
الشهادة.. وتم توظيفهُ لديك كموظف بريد.. والمسكين لم يعترض فهمهُ الوحيد أن يعمل
ويستطيع الاعتناء بعائلتهُ الصغيرة.. هو رجل شريف ويستحق أن تقوم بترقيتهُ والدي
"
تأملني والدي
بنظرات جادة وكلمني بعملية قائلا
" لم يكن
لدي أدنى فكرة عن ذلك.. كنتُ أظنه لا يمتلك شهادة جامعية "
ثم رأيت والدي
يبتسم برقة وتابع قائلا لي بحنان
" أعدكِ
صغيرتي عندما أصل إلى الشركة اليوم سأطلب ملفهُ من قسم شؤون الموظفين وسأرى ما
يمكنني فعله "
صرخت بسعادة
وبحماس كبيرين وعانقت والدي بشدّة وهتفت بفرح
" أحبُك
بجنون دادي.. أنتَ أفضل أب في الكون "
قهقه والدي
برقة ثم داعب وجنتي بأصابعه وسألني بحنان
" لم تُخبريني
كاريتا.. كيف أصبحت علاقتكِ بـ أسينا؟ "
ابتسمت له
بوسع وأجبتهُ بصدق
" أؤكد
لك دادي ستكون أسينا صديقتي المقربة قريباً.. فهي صادقة وحنونة والأهم تُحب
عائلتها بجنون.. المسكينة تساعد والدها وتعمل منذ أن كانت في السادسة عشر.. في
الأمس تعرفت على أسينا الحقيقية.. هي عفوية وصادقة وحنونة.. سأتفق معها كثيراً
"
ابتسم والدي
برقة وتنهد بهدوء ثم أجابني
" أنا
سعيد لأنه أخيراً سيكون لكِ صديقة مُقربة.. والأهم لآن الخلاف بينكما قد انتهى..
والآن أميرتي حان الوقت لوجبة الفطور "
وقفت وأمسكت
بيد والدي وذهبت برفقتهِ إلى غرفة الطعام.. عندما وصلت إلى الجامعة ابتسمت بسعادة
عندما رأيت أسينا تنتظرني كعادتها أمام البوابة.. قهقهت بخفة عندما أمسكت بيدي
وجذبتني خلفها ولكن هذه المرة لم تُدخلني إلى الحمام بل وقفنا أمام باب قاعة
المحضرات..
تأملتُها
بهدوء ورأيتُها متوترة قليلا.. نظرت إليّ بخجل ثم لدهشتي الكبيرة عانقتني بشدّة وسمعتُها
تقول بهمس
" أشكركِ
كاريتا على كل شيء.. أمي أحبتكِ بجنون.. حسنا ليست هي الوحيدة فوالدي وشقيقي لم
يتوقفا عن التكلم عنكِ منذ ليلة الأمس "
ابتعدت عني
وتأملتني بخجل ثم قالت
"
وأشكركِ على الهَدايا التي جلبتها لهم وخاصةً لي.. لقد أحببت كثيراً الحذائين والحقيبتين..
أعلم جيداً بأنها كلفتكِ ثروة كبيرة.. أنا آسفة لأنني عاملتكِ بطريقة سيئة سابقا..
و.. وأعتذر عن كل كلمة جارحة وجهتُها لكِ.. أنا فعلا لــ... "
قاطعتُها
قائلة بحنان
" لا بأس
أسينا لقد سامحتكِ.. ما رأيكِ أن ننسى الماضي ونبدأ صفحة جديدة؟ "
توسعت عينيها
بذهول ثم ابتسمت بوسع وقالت بسعادة وبتلعثم
"
حقاً؟!!.. أنتِ جادة!!.. أقصد.. أنا.. هو.. طبعا.. أنا موافقة "
ابتسمت بوسع
ولكن قبل أن أجيبها رأيت الطلاب يقتربون من القاعة.. أمسكت بيدها وقلتُ لها بهمس
" تعالي
لندخل إلى القاعة.. سنتكلم لاحقاً "
وهكذا مضى
اليوم بهدوء في الجامعة ولكن مثل العادة نظرات البروفيسور ديفيد لي أربكتني..
نظراتهِ الفاحصة والغريبة لي لم تعجبني أبداً إذ لم أفهم سببها..
في المساء
تسطحت على سريري وقهقهت بسعادة عندما وصلتني رسالة صوتية من أسينا على هاتفي.. إذ
سمعت رسالتها المجنونة للمرة المليون
(
ااااااااععععععععععههههه.. كاريتاااااااااااااا.. أنتِ ملاك.. والدي ترقى اليوم في
عمله وأصبح مدير قسم إدارة شؤون أعمال الشركة الخارجية.. وتضاعف أجره أضعافاً..
و.. ااااااااااااعععععععععههه.. أمي كلارا ما زالت تبكي بفرح لغاية هذه اللحظة..
لقد انتهى دوام عملي منذ قليل وعندما وصلت إلى المنزل سمعت الخبر المُفرح.. أنا
أعلم جيداً بأنكِ تكلمتِ مع والدكِ وطلبتِ منه مساعدة والدي.. أشكركِ من قلبي
كاريتا )
كنتُ سبق
وعرفت من والدي شخصيا على العشاء بما فعلهُ من أجل السيد لورانس.. فأبي داس أخبرني
بصدق بأنه قام بترقية السيد ريفر ليس ليساعدهُ لأنني طلبت منهُ ذلك بل بسبب كفاءتهِ في العمل و شهادته وما اكتشفهُ عنه.. فوالدي تحرى عنه واكتشف بأنه تم
ظلمهُ في عملهِ السابق..
شعرت بالسعادة
من أجله وأرسلت رسالة نصية لـ أسينا وكتبت لها بأنني لم أفعل شيئا ووالدي وجد
الشخص المناسب ليكون مدير هذا القسم في شركته..
وضعت هاتفي
على المنضدة وأغلقت عيناي وابتسمت بسعادة..
رأيت نفسي أقف
في زاوية معبد كبير.. نظرت أمامي بتعجُب ورأيت مجموعة كبيرة من الكهنة يرتدون
ملابس تشبه العباءة مربوطة على أكتافهم.. رأيتهم يضعون أمام تمثال ضخم سِلاّل كبيرة
من القش بداخلها نوع من الخبز والفاكهة الطازجة والزيوت أو الدهون العطرية و البخور..
ووضعوا على موائد قرابين الآلهة تماثيل من المرمر أو الألباستر وهو نوع من المعادن
الخام البيضاء..
وقفت جامدة
أنظر إليهم بذهول وبصدمة.. وسمعتهم يقولون بالدور
" حِتب
دِى نِسوا "
وفهمت على
الفور ما تفوهوا به.. لقد قالوا قرابين مُقدمة بواسطة الملك.. فجأة سمعتهم يتلون
صلوات قائلين
" حِتب دي
نسوا وسير نب چدو.. نتر عا.. نب إبچو ديف پرت خروت حنقت.. كاو إبدو.. شس منخت..
نبت نفرت وعبت عنخت نتر إم إن كا إن إماخي سن وسرت.. ماع خرو "
توسعت عيناي
بذهول عندما فهمت كلمة بكلمة تفوهوا بها مثل عادتي.. لقد قالوا بالحرف الواحد
( قربان يقدمهُ
الملك إلى أوزوريس.. رب بوصير الإله العظيم.. رب العرابة إنه يعطي قرباناً من
الخبز والكتان والثيران والطيور والمرمر والملابس.. وكل شيء جيد ونقي مما يحيى به
الآلهة لتساعد الملك بإنهاء اللعنة.. و لروح كا سنوسرت المحترم صادق الصوت )
فجأة رأيت رجل
طويل يدخل إلى المعبد.. لم أستطع رؤية وجهه بوضوح فقط استطعت رؤية ملابسهُ
الغريبة.. فهو لم يكن يرتدي عليه سوى تنورة لأعلى الركبة وعلى خصره حزام من الذهب
وكان عاري الصدر ويضع على كتفيه عقد ضخم يلمع بحبوب الألماس.. ولكن لم أستطع رؤية
ملامح وجهه إذ مشى بسرعة باتجاه الكهنة ووقف أمام التمثال الكبير..
نظرت بخجل إلى
عضلات ظهرهِ الواضحة.. جسدهُ جميل وشعره كذلك.. شعره المُجعد الطويل كان يصل إلى
كتفيه.. بسبب نظراتي الشاردة عليه لم أنتبه لما كان يقوله لآلهته..
وبعد وقتٍ
طويل رأيته يستدير وهنا شهقت بقوة وفتحت عيناي على وسعها.. اختفى المعبد وكل
الكهنة وحتى ذلك الرجل.. اختفى الجميع قبل أن أرى وجه ذلك الرجل..
تنهدت بقوة
ونظرت بحزن إلى غرفتي.. ما هو سبب تلك الأحلام الغريبة التي أراها؟!.. ولماذا هي
عن الفراعنة؟!.. أظن بأنني أرى هذه الأحلام الغريبة بسبب حماسي المفرط للرحلة..
أقنعت نفسي
بذلك وقررت أن أعود للنوم.. لا أستطيع فعلا تفسير ما يحدث معي.. دائما أحلامي هذه
الفترة عن الفراعنة وآلهتهم.. أشعر بأنها حقيقية..
أغمضت عيناي
وتنهدت بقوة وتخيلت ذلك الرجل الذي رأيتهُ في حلمي منذ قليل.. هل هو الملك
الفرعون؟!.. يبدو ذلك بسبب التاج الذي كان يضعهُ على رأسه.. كان صاحب بشرة حنطية وشعره
أسود داكن ومُجعد.. يا ترى ما هو لون عينيه؟!.. طبعا ستكون سوداء اللون..
تنهدت بهيام
فهو يبدو محارباً لأنه يمتلك جسداً مفتول العضلات ومثير.. شعرت بحرارة في خدودي
بسبب خجلي من أفكاري المنحرفة نحو رجل قد مات منذ آلاف السنين.. أصبحت أفكاري
سخيفة بسبب تلك الأحلام الغريبة..
منعت نفسي من
التفكير بتلك الأحلام وبعد مرور دقائق معدودة غرقت بنومٍ عميق خالٍ من الأحلام...
بعد مرور سبعة أيام**
كنتُ أقف في
صالة الشرف في المطار أُعانق والدي بشدّة وأقوم بتوديعه.. دفنت رأسي في صدرهِ
العريض وهمست له بحنان
" سأشتاق
لك بجنون دادي "
شدد من عناقهُ
لي وسمعتهُ يهمس بغصة
" سأشتاق
إلى أميرتي أكثر.. انتبهي على نفسكِ جيداً كاريتا واتصلي بي في أي وقت صغيرتي.. استمتعي
برحلتكِ ولا تفكري بي.. سنلتقي بعد شهر طفلتي "
رفعت رأسي
ونظرت إليه بحنان.. رأيت والدي يحارب الدموع في عينيه ليمنعها من التساقط.. فسالت
دموعي بدلا عنه وهنا والدي استسلم وأطلق العنان لدموعه.. شهقت بقوة ورفعت يدي
بسرعة ومسحت دموعه الغالية على قلبي وقلتُ له ببكاء
" دادي
لا تبكي لو سمحت.. أنا لن أظل إلى الأبد في مصر سأعود بعد شهر.. وأعدك بأن أتصل بك
في كل دقيقة وأتكلم معك.. كما سأرسل لك الكثير من الصور والفيديوهات "
ابتسم بحنان
ثم عانقني بشدّة ودفن رأسي في صدره وقال بغصة
" أعلم طفلتي..
لكنها المرة الأولى التي تبتعدين بها عني لفترة شهرٍ كامل.. لا تشغلي بالكِ
بوالدكِ العجوز سأكون بخير.. أريدُكِ أن تستمتعي بكل ثانية في رحلتكِ.. انتبهي
جيداً على نفسكِ أميرتي "
همست له بحبٍ
كبير قائلة
" أنتَ
لستَ بعجوز أبداً.. فأنتَ أوسم أب في الكون كله.. النساء في المطار لم يتوقفوا عن
النظر إليك بطريقة هائمة دادي بسبب وسامتك المُدمرة "
ولكن قبل أن
يُجيبني ابتعدت عنه عندما سمعت مدير المطار يتكلم مع والدي باحترام قائلا
" سيد
داس.. على الأنسة كاريتا أن تتوجه بسرعة إلى البوابة رقم ثمانية.. ستقلع الطائرة
بعد قليل "
كان والدي قد
استخدم نفوذه وطلب من مدير المطار بأن يسمح لي بأن أبقى برفقتهِ في صالون الشرف
قبل أن تُقلع الطائرة بدقائق.. وطبعا المدير وافق بسرعة على طلب والدي..
وداعي له كان
مؤلماً لي.. لا أعلم لماذا انتابني شعور غريب بأنني لن أراه لــ.. لا لن أفكر
بسلبية أبداً.. فقط سأغيب لمدة شهر وبعدها سأعود..
رافقني المدير
بنفسه إلى البوابة رقم ثمانية ثم صعدت إلى الطائرة.. جلست بجانب أسينا وسمعتُها
تتنهد براحة ثم همست قائلة لي بتوتر
" كنتُ
قلقة عليكِ.. ظننت بأنكِ لن تأتي.. لماذا تأخرتِ كاريتا؟ "
كنتُ أضع
الحزام وأجبتُها بحزن
" كنتُ
أودع والدي لذلك تأخرت "
لزمت أسينا
الصمت وشعرت بالتوتر بسبب نظرات البروفيسور الغريبة.. كان متوتر ويتأملني بين
الحين والآخر بنظراتهِ العجيبة فقد كان يجلس على المعقد ناحية اليمين باتجاهي.. ما
هي حكايته؟!.. لقد سئمت من نظراتهِ العجيبة لي.. ربما يظنني غريبة الأطوار بسبب ما
أخبرتهُ به عن أحلامي!!..
ولأخفف من
توتري توقفت عن النظر باتجاه البروفيسور ديفيد وبدأت أتحدث مع أسينا.. كانت سعيدة
وتشعر بالحماس الشديد لأننا سنصل بعد ساعات إلى مصر أم الدنيا..
استمعت بسعادة
إلى ثرثرتها خاصةً عندما قالت
" أشكركِ
كاريتا لأنكِ حجزتِ لي غرفة في جناحكِ في الفندق.. كنتُ متوترة فأنا لم يُسبق لي
السفر سابقا والمبيت في فندق "
قهقهت بخفة
وأجبتُها برقة
" لم
أحجز لكِ غرفة في جناحي يا فتاة.. بل والدي حجز لنا جناح ملكي في فندق نفرتيتي في
الجيزة.. وطبعا هو نفس الفندق الذي ينزل به زملائنا في الجامعة.. ولكن سيكون لنا
جناح الملكي خاص بنا فقط "
قهقهت بقوة
عندما بدأت أسينا تصفق بحماس ثم همست قائلة بخبث
"
ماتيلدا زميلتنا ستموت من شدّة غيظها وحقدها.. أنظري خلفكِ وشاهدي كيف تتأملنا تلك
الحقودة.. أصابتها الصدمة عندما بدأت تراني برفقتكِ هذه الفترة "
التفت إلى
الخلف ونظرت إليها بطرف عيناي ورأيت فعلا نظراتها الحاقدة لنا.. قهقهت بخفة ثم
نظرت إلى أسينا وقلتُ لها بهمس
"
فلتحترق بحقدها تلك الخبيثة.. دعكِ منها.. والآن أخبريني كيف ودعتكِ سيدة كلارا؟..
والصغير توبي ماذا فعل؟.. وطبعا والدكِ الرائع لورانس "
سمعتُها تُخبرني
عن حفلة البكاء التي حدثت في منزلها ليلة الأمس.. تخيلت بدقة كل ما أخبرتني به
وشعرت بالحزن لأن السيدة العظيمة كلارا لم تتوقف عن البكاء للحظة واحدة وهي تودع
ابنتها الوحيدة.. سمعت أسينا تقول في نهاية حديثها
" أمي
عاطفية جداً.. كانت تودعني وكأنها لن تراني من جديد "
نظرت بجدية
إلى أسينا وقلتُ لها بحزن
" إنها أم..
بالطبع ستشعر بالحزن وبالخوف على ابنتها الوحيدة.. أنتِ محظوظة لأنها والدتكِ..
أتمنى لو كانت والدتي ما زالت على قيد الحياة "
تأملتني أسينا
بحزن وهمست
" آسفة
كاريتا على خسارتكِ لها.. كيف خسرتها؟.. أعني كيف توفيت والدتكِ؟ "
نظرت نحو
النافذة بشرود وأجبتُها بحزن
" كنتُ
في الثالثة من عمري عندما خسرناها بسبب مرض خبيث.. أنا لا أتذكرها بتاتا.. فقط
أعرفها من صورها وبما يخبرني عنها والدي "
ساد الصمت
بيننا لما تبقى من الرحلة.. فأنا كنتُ شاردة أفكر بوالدي الحبيب أما أسينا سقطت
بغفوة عميقة وأراحت رأسها على كتفي.. تركتُها على وضعيتها تلك وابتسمت برقة..
وصلنا أخيراً
في المساء إلى فندق نفرتيتي في الجيزة والذي يقع على بُعد أربعمائة متراً من تمثال
أبو الهول العظيم.. كان البروفيسور ديفيد برفقة مشرفين من الجامعة يتأكدون من
استلام جميع الطلاب لبطاقات الالكترونية لغرفهم.. وعندما وقف أمامي تأملني
البروفيسور بهدوء قائلا
" جناح
الملكي لـ كاريتا والتون و أسينا ريفر.. سوف يرشدكِ الموظف إليه الآن.. كوني حريصة
جيداً كاريتا ولا تخرجي من الفندق دون المرشدين وخاصةً دون مرافقتي لكِ.. أتمنى
لكِ إقامة مريحة هنا "
شكرتهُ بهدوء
ومشيت برفقة أسينا وموظف الفندق باتجاه المصعد الكهربائي.. الجناح الملكي كان جميل
جداً.. يوجد غرفتين نوم و صالون و باراً و تراساً كبير يطل على الأهرامات..
أعطيت إكرامية
للموظف وبعد خروجه هتفت أسينا بفرحٍ كبير
" أنظري
كاريتا ما أجمل هذا المنظر من هنا.. ااااااااعععععععععع.. أنا سعيدة جداً "
وقفنا أمام
التراس ونظرنا بفرحٍ كبير أمامنا
منظر
الأهرامات كان يخطف الأنفاس بسبب روعته.. استنشقت بسعادة الهواء واستطعت أن أشعر
برائحة الأهرامات الجميلة.. فجأة تجمدت عيناي على الهرم الكبير وأحسست بشعورٍ
غريب..
لا أعلم ما
حدث لي إذ فجأة كلمت أسينا قائلة لها بنبرة حاسمة
" سوف
نتسلل من هنا دون عِلم البروفيسور ديفيد والمشرفين.. سنذهب لنتمشى قليلا معاً
"
استغربت من نفسي عندما تفوهت بتلك الكلمات لأنني لم أفكر بتاتا بالتسلل من هنا والخروج.. وطبعا أسينا
وافقت بسرعة وبحماس على فكرتي.. استرحنا قليلا وبدلنا ملابسنا وتسللنا من الجناح
إلى الأسفل وخرجنا من الفندق وركضنا بسعادة في الشارع..
قررنا أن لا
نبتعد كثيراً عن الفندق كي لا نضل طريق العودة.. وبينما كنا نمشي في زقاق باتجاه
سوق الطويل الذي يقع عند نهايته توقفت فجأة بأرضي إذ سمعت همسات تناديني بتلك
اللغة الغريبة
" زوجة
الملك.. زوجة الملك.. "
سمعت كذلك
أسينا تسألني بقلق إن كنتُ بخير لكن لم أستطع إجابتها.. فجأة لا أعرف كيف تحرك
جسدي واستدرت ومشيت خطوتين باتجاه اليمين نحو الحائط ونظرت إلى الأسفل.. توسعت
عيناي بذهولٍ كبير عندما رأيت قلادة غريبة الشكل على الأرض..
" ما
هذه؟! "
همست بدهشة
وانحنيت وأمسكت برقة تلك القلادة ورفعتُها.. رأيت أسينا تقف أمامي وهي تهتف بقلق
" كاريتا
ماذا حصل؟!.. أنتِ بخير؟.. و.. اوه ما هذه القلادة؟.. إنها جميلة جداً.. كيف
رأيتها على الأرض؟ "
لم أستطع
إجابتها لأنني لا أعلم صدقاً كيف وجدتُها.. هناك من أرشدني إليها.. لكن من
وكيف؟!..
سمعت أسينا
تقول بحماس
" إنها
من الذهب أو البرونز.. لكنها جميلة.. مسكين من أضاعها فلا بُد بأنه شعر
بالحزن لأنه فقدها.. ضعيها على عنقكِ كاريتا "
رفعت نظراتي
وتأملتها بدهشة.. فنظرت أسينا إليّ بنفاذ الصبر وأمسكت بالقلادة ووضعتها على عنقي
ثم وقفت وتأملتها باستحسان وقالت بسعادة
" تبدو
رائعة عليكِ صديقتي.. لا تزليها أبداً عن عنقكِ "
ابتسمت برقة
وأجبتُها موافقة ثم قررنا العودة إلى الفندق.. ولكن لسوء حظنا رأينا بقهر
البروفيسور ديفيد ينتظرنا أمام باب جناحنا وهو يتأملنا بغضب..
وقفنا أمامه
بتوتر وسمعتهُ بقهر يهتف بحدة قائلا
" إلى
أين ذهبتما دون إذن مُسبق مني أو من المشرفين؟.. أنتما وقعتما بورطة كبيرة و
ســ... "
توقف فجأة عن
الهُتاف عندما تجمدت عينيه على القلادة في عنقي.. شحب وجهه بسرعة ورأيت فكه يرتعش
بقوة ثم رأيته يرفع يدهُ اليمنى وأمسك بالخنفساء وهمس بصدمة كبيرة
"
مستحيل؟!.. إنها قلادة الملكة.. قلادة الخنفساء الضائعة و... إلهي مستحيل؟! "
نظرت إليه
بتعجُب ورأيتهُ يُبعد يده بسرعة عن الخنفساء ونظر بخوف في عمق عيناي وهمس بفزع
" من أين
لكِ بهذه القلادة كاريتا؟.. تكلمي بسرعة "
نظرت إليه
بخوف فتصرفاتهِ كانت غير طبيعية.. وبدل أن أُجيبهُ بنفسي سمعت أسينا تجيبه
"
بروفيسور.. كاريتا وجدتها منذ قليل في الزقاق "
رأيتهُ بدهشة
يبتعد بخوف عني والتصق ظهره على باب.. كان جسدهُ يرتعش بوضوح أمامنا.. أما عينيه
كانت تتأمل القلادة بفزعٍ كبير.. فجأة وبصدمة كبيرة سمعتهُ يقول بهمس
" النبوءة سوف تتحقق فعلا.. "
ثم استدار وفر
هارباً من أمامنا كأنه رأى شبح الموت أمامه.. نظرت إلى أسينا وتبادلنا النظرات
الحائرة.. حركت كتفي بعدم الاكتراث وقلتُ لـ أسينا
" يبدو
بأن البروفيسور ديفيد فقد عقلهُ المسكين "
قهقهت أسينا
بقوة وقالت لي بينما كانت تفتح باب الجناح
" لا لم
يفقده.. أظن بأنه تعاطى بعض من المُخدرات العجيبة أو بسبب هوسه عن حضارة الفراعنة
بدأ يهلوس "
دخلنا إلى
الجناح وبدأنا نتحدث بحماس عن الغد.. فغداً سنذهب لزيارة الأهرامات.. غداً أخيراً
سأرى عن قُرب أهرامات الجيزة الرائعة وأبو الهول العظيم...
بروفيسور ديفيد**
ركضت برعب نحو
غرفتي ودخلتُها بعاصفة وبدأت أبحث بجنون في حقيبتي عن تلك النسخة.. النسخة التي
أحتفظ بها عن صورة لمخطوطة لوح الشمس والذي تم اكتشافه سنة 1925 م.
هتفت بسعادة
عندما رأيت النسخة وفتُحتها بتوتر ونظرت إليها بخوف.. تجمدت نظراتي على نقش
القلادة.. تلك القلادة التي يتكلم عنها اللوح.. قلادة الملكة.. قلادة الخنفساء
الملكية..
تسارعت أنفاسي
ونظرت إلى النقوش بتوتر قائلا
" نبوءة
الشمس.. "
ثم نظرت إلى
رسمة الخنفساء وهمست بذعر
" خِبري والتي
تعني الخنفساء.. أحد الآلهة المصرية النادرة و اعتبروه الإله المُحرك للشمس كما
تحرك الخنفساء كرة الروث و هو يرمز لشمس الصباح لذلك فهو تابع للإله رع الذي يرمز
لشمس الظهيرة.. لذلك كهنة الفرعون أطلقوا على هذه النبوءة نبوءة الشمس "
تسارعت أنفاسي
وقرأت النقوش الهيروغليفية بصوتٍ مُنخفض بلغة أم مصر القديمة
" خِبري..
آلهة مُحرك الشمس حقق أمنية الفرعون الملك وضع قلادتك بين يديها ثم على عنقها
واجعلها زوجة الرئيسية الأولى للملك.. اسمع دُعاء الملك المُعظم بواسطة المُبجل
المشرف على المؤن إمنمحات.. فقد رأى الكاهن سيتو ظهور بوابة غريبة تفصل الحاضر عن
المستقبل.. وملكة من عالم مُختلف ستدخل عالمنا لتكون زوجة الملك الرئيسية.. حقق
نبوءة الشمس ليعش الفرعون المُعظم بسعادة معها.. ولا يوجد قوة على وجه الأرض ستمنع
تحقيق هذه النبوءة "
ارتعشت يدي
بقوة ووقعت الورقة على الأرض.. نظرت أمامي برعبٍ كبير وهمست بخوف مزق أحشائي
" نبوءة
الشمس تحققت.. هذه القلادة لا يوجد منها سوى واحدة فقط.. وكُتب عنها بأن حجرها
الغريب سقط من السماء هدية للفرعون المُعظم من الآلهة الآباء.. ولم يتم العثور على
تلك القلادة أبداً فقد بحث عنها عُلماء الأثار ولكن لم يتم إجادها.. وكل ما
نعرفهُ عنها بأنها قلادة تم تسميتها من الفرعون الملك قلادة الملكة.. قلادة
الخنفساء "
نظرت أمامي
برعب وفكرت بخوف.. هذه القلادة تم اكتشاف سرها من المخطوطات التي عثر عليها عُلماء
الأثار.. كانت بالغة الأهمية لفرعون مجهول الهوية.. ذكروا في المخطوطات بأن هذه
القلادة تم صنعها خصيصا للفرعون الملك ليقدمها كهدية لزوجتهِ الرئيسية.. لكن من هو
الفرعون وأين اختفت تلك القلادة لا أحد يعلم!..
بلعت ريقي
بقوة وفكرت بخوف مجدداً.. لكن الليلة رأيتُها على عنق كاريتا.. إنها نفسها القلادة
المرسومة في مخطوطة الشمس.. وهذا يعني بأن النبوءة تحققت.. لكن كيف؟!.. كيف و
كاريتا ما زالت هنا في عالمنا؟!.. لا أفهم بتاتاً ما يحدث لكنني متأكد بأنني سأكون
شاهداً على رؤية أشياء خارجة عن الطبيعة..
نظرت أمامي
بقلق وهمست بذعر
" ما كان
يجب أن أسمح لها بالقدوم إلى هنا.. كان يجب أن أكون صريحاً معها وأمنعها من السفر
إلى مصر.. لقد وقعت بورطة كبيرة.. كيف سأحميها؟!.. وماذا يجب أن أفعل لحمايتها؟!
"
فكرت كثيرا ثم
اتخذت قراري.. سأتصل بوالدها الآن وأطلب منه القدوم بسرعة إلى مصر ليعيد ابنتهُ
الوحيدة إلى إنجلترا.. نعم هذا الحل الأنسب..
أمسكت بهاتفي
وبحثت عن رقم والد كاريتا.. ولكن قبل أن أطلبه صرخت برعبٍ كبير عندما رأيت الهاتف
يحترق في يدي.. وفوراً رميته على الأرض وركضت بذعر وأمسكت بكوب من المياه وعندما
استدرت تجمدت بصدمة كبيرة عندما لم أجد الهاتف على الأرض..
بحثت عنه في
كل مكان ولفترة ساعة كاملة لكن لا أثر له.. في النهاية جلست بانهيار على الأريكة
ونظرت بخوف نحو النافذة باتجاه الأهرامات.. كنتُ أشعر بالخوف الشديد.. وارتعش جسدي
أكثر عندما استقرت نظراتي على ورقة مخطوطة الشمس على الأرض أمامي..
انحنيت
وأمسكتُها ونظرت بذعر إلى النقوش الأخيرة في اللوح والتي هي.. ولا يوجد قوة على
وجه الأرض ستمنع تحقيق هذه النبوءة..
نظرت إلى
النقوش بفزع وهمست بذعر
" إنه
سحر الفرعون.. سحر الفرعون.. هو يريد زوجتهُ الرئيسية بأي ثمن.. إلهي ساعدنا
"
كاريتا**
استيقظنا في
صباح الباكر بنشاط كبير وتجهزنا بسرعة.. ارتدينا ملابس مريحة وزوج قوي من أحذية
المشي لأن الرمال والأحجار الموجودة ربما تكون مرهقة أثناء المشي..
أعطيت أسينا
نظارات شمسية لتحمي عيونها من الشمس فهي لا تمتلك واحدة.. وعندما رفضت أخذها
أخبرتُها بأنني جلبت نظارتين للاحتياط.. فقبلت بخجل بأخذ واحدة وشعرت بالسعادة
لأنها كانت سعيدة برفقتي..
رحلة ركوب
الجمال كانت رائعة.. فعندما خرجنا من الفندق ذهبنا جميعا برفقة المرشدين من
الجامعة والبروفيسور ديفيد إلى الأهرامات على الجمال..
كنتُ سعيدة
جداً رغم أنني كنتُ متوترة قليلا بسبب تصرفات البروفيسور العجيبة.. فما أن التقى
بي في الصباح حتى أمرني وبحدة بعدم الابتعاد عنه بتاتا وأن أبقى برفقة زملائي ولا
أبتعد عنهم أبداً..
هو فعلا فقد
عقلهُ المسكين أو لا أدري ربما تلقى تعليمات مُشددة من والدي لحمايتي.. ربما!!..
فلن أستغرب إن فعلها دادي..
توقفنا أخيراً
أمام تمثال أبو الهول العظيم وابتسمت بسعادة لا توصف
رأيت عدد كبير
من السواح في المكان ولكن ما لفتني عظمة التمثال والأهرامات.. كان لديها سحر خاص
بها يجعلك لا تستطيع التوقف عن النظر إليها بسعادة وبإعجاب لا يوصف.. كانت تُسحر
العيون بعظمتها والابداع الهندسي لها.. الآن كنتُ شاهدة على عظمة وقوة التاريخ
المصري القديم..
سمعت أسينا
تتذمر من الجمَل المسكين قائلة له بعتاب
" لقد
ألمتَ ظهري أيها المُشاغب.. كنتَ سريعاً جداً وأسرع من سيارة الفيراري.. كنتُ أظنك
بطيئاً "
قهقه المسؤول
عن الجِمال عندما سمعها وقال لها بالإنجليزية
" لقد
أحبكِ جملي وأراد أن يُظهر لكِ قدراتهُ الخارقة "
قهقهت بخفة
وسمعت المُرشد السياحي يقول لنا
" والآن
ستبدأ جولتنا الجميلة في أهرامات الجيزة.. أولا سوف تشاهدون أهرامات خوفو وخفرع
ومنقرع.. وبعدها ستدخلون إلى داخل هرم خوفو وبعدها سوف تتمكنون من التقاط صور
ذاتية مع أبو الهول ثم يليها زيارة متحف القوارب الشمسية.. وبعدها سنقوم بزيارة
معبد الوادي.. وفي النهاية سوف تشاهدون عرض الصوت والضوء في الأهرامات في المساء..
لا تفوتون ذلك عليكم "
كان يوجد
مدخلين لأهرامات الجيزة.. المدخل الأول بالقرب من الهرم الأكبر وهو ليس بعيدًا عن
فندق ماريوت مينا هاوس.. أما المدخل الثاني كان أسفل التل ويقع بالقرب من تمثال
أبو الهول..
وعلى هضبة
الجيزة أفضل شيء فعلتهٌ في حياتي هو رؤية الأهرامات الثلاثة الضخمة التي تهيمن على
المناظر الطبيعية بشكلٍ ساحر.. رأيت بعظمة مدى ضخامتهم واقتربت أكثر من الهرم
الأكبر لمشاهدة ضخامة كتل الأحجار التي بنيت بها.. وتخيلت القوة اللازمة لبناء شيء
بمثل هذه العظمة..
مُدهش فعلا
كيف تم بناء هذه الأهرامات العظيمة.. وما زالت طريقة بنائها لغزا حير العلماء
لغاية الآن..
التقطت صور كثيرة
لها وصور لي ولـ أسينا وأرسلت معظمها إلى والدي على هاتفه..
قمنا أولا
بزيارة هرمي خفرع و منقرع.. هذان الهرمان أصغر وأقل ازدحامًا من الهرم الأكبر.. ليس
هناك الكثير لرؤيته من الداخل ولكن شعرت بسعادة كبيرة لأنني رأيتهما..
بروفيسور
ديفيد اقترح علينا أولا أن نقوم بزيارة هرمي خفرع و منقرع حتى يخف الازدحام في
هرم خوفو الأكبر..
ولكن حماسي
الأكبر كان عندما دخلنا إلى هرم خوفو.. دخلنا إليه من خلال فتحة على الوجه الشمالي
للهرم.. وأول زيارة قمنا بها بداخله هي غرفة الملك..
ولنصل إلى
غرفة الملك مشينا على منحدر عبر المعرض الكبير حتى وصلنا في النهاية إلى غرفة
الملك.. في هذه الغرفة المظلمة الساخنة وقفت بهدوء برفقة زملائي ننظر بإعجاب كبير
إلى تابوت الجرانيت الفارغ..
عظمة وهيبة
شعرت بهما بينما كنتُ أنظر إلى التابوت الفارغ.. سمعنا المرشد السياحي يشرح لنا
متى تم اكتشاف الغرفة ومن قبل أي عالم أثري.. لكن فجأة سمعت صوت يهمس بأذني
" هِمت
نسوا ادير كا نت بسا "
توسعت عيناي
بذعر عندما فهمت ما همس به ذلك الصوت.. لقد قال.. زوجة الملك لقد حان الوقت..
نظرت بسرعة
ولكن رأيت الجميع يستمعون إلى المُرشد.. اقتربت من أسينا وهمست في أذنها بخوف
"
أسينا.. هل سمعتِ ذلك الصوت الغريب يقول زوجة الملك لقد حان الوقت؟ "
التفت ونظرت
إليّ بدهشة وأجابتني بهمس
" لا
كاريتا.. لم أسمع ذلك.. كما لم يتكلم أحد سوى المُرشد السياحي "
ارتعشت يدي
بخوف ووضعت يدي على القلادة والتي كنتُ أضعها أسفل قميصي.. لا أعلم سبب عدم رغبتي
بأن يراها أحدا هنا على عنقي لذلك خبأتها أسفل قميصي..
" أنتِ
بخير؟ "
سمعت أسينا
تسألني بقلق وأجبتُها بسرعة
" بخير..
أنا بخير لا تقلقي "
رأيت المرشد
يخرج من غرفة الملك وطلب منا البروفيسور لنتبعه في الجولة.. انتظرت خروج الجميع من
الغرفة ثم مشيت برفقة أسينا خلف الجميع..
وبينما كنا
نمشي داخل أحد السراديب السرية توقفت فجأة عن المشي عندما سمعت برعب صوت ضخم في
رأسي يطلب مني أن أتوقف عن المشي بلغة غريبة ولكنني كالعادة فهمتها..
توقفت أسينا
عن المشي وتأملتني بقلق.. أمسكت بيدها اليمنى وقلتُ لها بخوف
" لا
تبتعدي عني أسينا أرجوكِ.. أنا خائفة.. خائفة جداً "
تأملتني
بنظرات قلقة وقبل أن تُكلمني توسعت عينيها برعب ونظرت إليّ بفزعٍ كبير عندما سمعت
صوت ضجيج مُخيف خلفنا.. عرفت طبعاً من نظراتها الفزعة بأنها سمعت ذلك الصوت كما
سمعته..
التفت إلى
الخلف ورأيت بفزع حائط ضخم يتحرك من السقف وينزل ببطء إلى الأسفل..
"
اااااااااعععععععععععععععععععععععههههههههههه... "
صرخنا برعب
وحاولنا الركض باتجاهه وعبوره قبل أن ينغلق لكن قبل أن نصل إليه انغلق بسرعة
فائقة.. استدرنا وهتفنا معاً برعب وبدأنا نركض في السرداب بالاتجاه الذي سلكوه
زملائنا.. لكن فجأة توقفنا برعب عندما شاهدنا حائط حجري ضخم ينزل بسرعة من السقف
وأغلق الطريق أمامنا..
عانقت أسينا
وبكينا برعبٍ كبير عندما شعرنا بهزة قوية أسفلنا.. وبرعب مزق أحشائنا رأينا الأرض
أسفلنا تتحرك لتنفصل عن بعضها في الوسط ثم بدأت تتحرك ببطء باتجاه الحائط..
" كاريتا
سنموت.. ااااااااعععععععععععهههه.. أريدُ أمي وأبي.. أريد الخروج من
هنااااااااااااا... "
هتفت أسينا
بهستيرية وهي تعانقني بشدة ونحاول الابتعاد نحو الحائط لكي لا نقع في الفراغ
المظلم أسفلنا.. عانقتُها بقوة وبكيت بفزعٍ مهول وهتفت ببكاء
" أريدُ
دادي.. أريدُ أبي داس.. ساعدوناااااااااااااا.. النجدة.. "
فجأة سقط جسد
أسينا إلى الأسفل وفوراً أمسكت بذراعها بكلتا يداي وبكامل قوتي وبدأنا نبكي ونصرخ
برعبٍ مهول..
" كاريتا
ساعديني أرجوكِ.. لا أريدُ الموت.. لا تتركيني أرجوكِ "
بكيت بذعرٍ
شديد بينما كنتُ أتراجع إلى الخلف وأتمسك بكامل قوتي بذراعها.. نظرت بخوف إلى
عينيها الخائفة ودموعها وقلتُ لها ببكاء
" لن
أترككِ أبداً.. سوف ننجو ونخرج من هنا.. و..
اااااااااااااااااااااااااععععععععععععععععععععهههههههه.... "
هتفت برعبٍ
شديد في النهاية عندما تحركت الأرض أسفلي بسرعة واختفت وسقطنا في ذلك الظلام أنا و
أسينا ونحن نتشبث بقوة ببعضنا البعض ونبكي ونصرخ بجنون بأعلى صوت نمتلكه...
انتهى الفصل
جميل جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً ♥♥♥♥♥♥♥
ردحذفسلمى حياتي أشكركِ من أعماق قلبي
حذفأحبكِ جدااااااااااااااااااااااا
أنت عبقرية هافي لديك أفكار جهنمية يامبدعة ليس من السهولة كتابة كلمات فرعونية وترجمتها شي صعب مع تناسق كلامك وافكارك أنت الأفضل في هذآ المجال امتعتينا معك وشوقتينا للتالي تحياتي وقبلاتي لك 😍😍😍😍😍
ردحذفأشكركِ من قلبي حبيبتي لأنكِ أحببتِ طريقتي في السرد وروايتي الجديدة
حذف👍👍👍👍👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏❤❤❤❤❤❤❤❤
ردحذفحياتي تسلمي من القلب
حذفروعه هافن دومتى مبدعه جميلتي
ردحذفأفضل كاتبة 😘 عنجد أفكار إبداعية وخرافية وممتعة جداا 💜
ردحذفواوووووووووووووووووووووووووووووووو بجد البارت فوق الوصف مش قادرة أوصفو بهنيكي وبحييكي على ابداعك👏🏻👏🏻👏🏻 بجد افكارك رهيبه وفوق الخيال حلوة جدااااااااااا ومفيش أروع من كده 😍أنا بعشق قصص الفراعنه واللي حصل في البارت ده مش قادرة أوصفو من جمالو❤😍 مش قادرة استنى البارت الجاي أنا متحمسه ليه اوي ومستنياه على ناااااااااار تسلم ايدك ياروحي 🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥
ردحذفحبيبة قلبي أنتِ
حذفأشكركِ جزيلا لأنكِ أحببتِ روايتي الجديدة
أحبكِ جدا قمرتي
متحمس للقاء الابطال كثير كثير 😍😍
ردحذفبارت 4 سنرى اللقاء
حذفرواياتك جميلة جدا هافن حقيقي انتي مبدعة حبيبتي بتمنى لك التوفيق والنجاح يا قلبي
ردحذفأشكركِ من أعماق قلبي حياتي
حذفوصفك وطريقه الكتابه شي فوق الروعه وكلعاده مبدعه
ردحذفشكرا لك من القلب
حذفبس اكول وااااااااو مبدعة كعادتك
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفااااااااه على الجمااال والحلاوه اقسم بالله وصفك كانك فعلا فى مصر وفى الهرم
ردحذفأشكركِ من قلبي حياتي
حذفانتى حقيقى رائعه ومبدعه تسلم ايدك مليون مره أرجوحة متتاخريش عليااااااا ❤️😍😍😍😍🥰😍😘😍😍😍🥰😘🥰🥰🥰🥰💋🥰💋🥰😘😍😍🥰
ردحذفأشكركِ من قلبي حياتي
حذفوأنا جداً سعيدة لأنكِ أحببتِ روايتي
جميل جداً جداً جداً 🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفأشكركِ حبيبتي
ردحذفانا مصريه خريجة اثار مصريه والحضارة الفرعونيه دراستي وبقولك ابدعتي في جمع المعلومات وانك تكتبي خط من اصعب الخطوط بالترجمة الصح
ردحذفحياتي اشكركِ من قلبي
حذفبعشق التاريخ والآثار... وبحب للخيال اكثر... فما بالكِ برواية جمعت بين حروفها الثلاث معاً🌷
ردحذفأتمنى أن تكون روايتي عند حُسن ظنك بها حياتي
حذفشكراااااااااااااااااااااااااااااااا
ردحذفيجنن البارت عاشت ايدج يا مبدعة
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفمتحمسه جدا للبارت القادم وعاشت الايادي كلعاده مبدعه
ردحذفأشكركِ يا قلبي
حذفواو البارت كان تحفة جدا.....انتي فعلا مبدعة وطريقة السرد والوصف رائعة اتمنى لكي التوفيق دائما
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفجميله جدا جدا ❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفشكرااااااااااااااااااا
حذفتحفه جميله جدا جدا انا متابعتك من زمان
ردحذفشكرا لك
حذفبارت ٤ ليش منزل امس
ردحذفالليلة موعدنا معه
حذفتحفه يا هافن يلا نزلي بقا البارت ٤
ردحذفتسلمي حياتي
حذفالليلة موعدنا مع بارت 4
رائع كتييير
ردحذفشكرااااااااااا
حذفابداااااااااع البارت حماااااااس والله الأفكار والسرد خيالي 😘😘😘😘😍😍😍😍
ردحذفتسلمي حياتي
حذف