انتقام آل بيلاتشو
إيميليا**
"
لاااااا... لم يكن حُلماً.. لماذا؟!.. لماذا إلهي حرمتني من شقيقتي أيضاً؟!..
"
سالت
دموعي من جديد بكثرة وبللت وجهي بالكامل.. انتحبت بمرارة وانتفضت بقوة عندما حاولت
تلك الفتاة الاقتراب مني و مواساتي.. نظرت إليها بغضب وهتفت بوجهها
" أُخرجي من منزلي.. لا أريد رؤيتكِ أو رؤية أي أحد..
أخرجي... "
كانت
تجلس على طرف الأريكة بجانبي وهي تُحدق إليّ بنظرات حزينة.. تنهدت بعمق ثم وقفت وقالت لي بنبرة متألمة
حزينة
"
أتفهم مشاعركِ الأن وسبب غضبكِ مني.. آسفة لأنني نقلت لكِ هذا الخبر المُفجع..
كنتُ أحبها جداً.. رالبيكا كانت إنسانة رائعة وطيبة القلب وحنونة جداً.. لكن للأسف
القدر أخذها منا بالقوة.. أنا عن نفسي لن أنساها أبداً وسأظل أذكرها بالخير خاصة
لأنها أنقذت أخي.. غداً مراسم الدفن ستكون في مدافن عائلتي.. مونرو يريد دفنها
هناك لأنه أحبها وأراد الزواج منها.. أتمنى أن لا تعترضي على ذلك.. و.. وجثمانها
موجود حاليا في مستشفى بوربون إن أردتِ توديعها "
لم
أستطع النطق بحرف واحد لأنني شعرت بالاختناق.. خرجت تلك الفتاة من منزلي وهنا
انهرت وأجهشت بالبكاء المرير وأنا أدفن رأسي في وسادة الأريكة.. بكيت كما لم أبكي
في حياتي كلها حتى عندما اكتشفت ما حدث مع شقيقتي منذ ثلاث سنوات..
رفضت تصديق بأنها رحلت وتركتني.. رالبيكا كانت بالنسبة لي الأم والأخت والصديقة وكل عالمي.. انتحبت بعنف وأنا أتذكر ما فعلته من أجلي وكم عانت بمفردها دون أن تُخبرني بشيء.. التزمت الصمت احتراماً لها ولم أُخبرها بأنني على عِلم بما حدث معها.. التزمت الصمت إكراماً لها ولمشاعرها..
كم
بكيت في كل ليلة كل تلك السنوات ألماً وحُزناً عليها.. بكيت بندم لأنني السبب في
مُعاناتها.. لم ألمها على ما فعلته بداخلي لأنني عرفت بأنها خانت مبادئها بسببي
أنا..
وتركتُها
حتى تأتي هي بنفسها وتُفضفض لي عن أحزانها لكن شقيقتي قوية جداً ولديها من عزة نفس
لا يمتلكها أحد فهي لم تُخبرني أبداً عما جرى لها وأنا احترمت صمتها..
كنتُ
أتفوق بدراستي من أجلها حتى أعوضها عندما أتخرج عن كل ما عانته بسببي.. لكنها رحلت
وتركتني وحيدة ولم تسمح لي حتى بتعويضها..
انتابني
شعور بالأسى.. بل انتابتني مشاعر أشبه بالخواء أو بالخدر نتيجة لوقع الصدمة
المفاجئة بسبب موتها.. بكيت بهستيرية وأنا أهمس بألمٍ شديد من بين شهقاتي باسمها..
شعرت
بعجز حقيقي في التعبير عما يجيش في صدري الأن.. شعرت وكأنما هبت عليّ رياح عاتية
هزتني من الجذور.. شعرت باضطرابات في المعدة وغصة في الحلق وألم حقيقي حول قلبي..
وبصداعٍ رهيب وصعوبة في التنفس والشعور بإنهاك كامل وعدم القدرة على التركيز أو
النسيان.. شعرت في هذه اللحظة الأليمة وكأنني فقدت التحكم بحياتي بأكملها..
كيف
لي أن أعيش من دونها؟!!.. كيف لي فعل ذلك؟!!!... فكرت بتعاسة وبكيت لساعات طويلة حتى
سمعت صوت جرس المنزل يرن..
مسحت
دموعي ووقفت وأنا أترنح وتوجهت نحو الباب.. فتحته بهدوء دون أن أرى بالثقب من على الباب
لكن عندما رأيتُ حبيبي أمامي انتحبت بمرارة ورميت نفسي عليه وبكيت بهستيرية..
حاوطني أنطونيو بكلتا يديه وقال لي بنبرة قلقة
"
حبيبتي.. لماذا تبكين؟!.. إيميليا حبيبتي!.. "
حملني
بين يديه ودخل مُسرعا إلى المنزل ووضعني برفق على الأريكة ثم جلس على ركبتيه أمامي
وبدأ يمسح دموعي بأصابعه وهو يهمس لي بكلمات حنونة.. عندما هدأت أخيراً نظر إليّ
بحزن قائلا
"
ماذا جرى لكِ حبيبتي؟!.. لماذا أنتِ منهارة بهذا الشكل؟ "
سالت
دموعي من جديد وأحرقت بشرتي وروحي معها وهمست له بأنين متألم
"
شقيقتي.. حُب حياتي وعالمي.. رالبيكا ماتت "
شهق
بصدمة ثم كسى الحزن معالم وجهه ونهض وجلس بجنبي وعانقني بشدة.. بكيت على صدره
لوقتٍ طويل بينما هو كان يحاول مواساتي.. أبعدني عنه برفق قائلا لي بنبرة حزينة
"
آسف على خسارتكِ الكبيرة.. أرجوكِ توقفي عن البكاء فهي ستكون حزينة إن رأتكِ بهذا
الشكل مُنهارة "
نظرت
إلى صدره بتعاسة بينما دموعي تسيل كالنهر على وجنتاي
شهقت بقوة ثم قلتُ له بمرارة
"
لقد رحلت إلى الأبد.. رالبيكا رحلت وأنا لن أراها أبداً من جديد وهذا يُحرق قلبي
ويؤلمني جداً لدرجة الاختناق.. شقيقتي رحلت ولن تعود وهذا يقتلني أنطونيو.. يقتلني
بشدة "
حاول
تهدئتي وعاد ليعانقني من جديد.. أخبرته بألم كيف ماتت وما حصل معها.. بكيت بتعاسة
وأنا أخبره بأنها عاشت حياة تعيسة بسببي و بأنني لا أستحق جميع تضحياتها لي..
وعندما
انتهيت قبلني على وجنتي بخفة ثم حاوط وجنتاي بكلتا يديه وقال بحزن
"
دموعكِ هذه تؤلمها الأن.. هي أرادتكِ سعيدة.. حققي ذلك لها ولا تنسي ذكراها
أبداً.. هي ستبقى ذكرى جميلة في قلبك وإلى الأبد.. وفكري بأن يوما ما سوف تلتقين
بها من جديد.. والآن حبيبتي اذهبي وبدلي ملابسكِ سنذهب معاً إلى المستشفى لكي
تودعينها.. لكن عديني بأن تكوني قوية.. عديني بذلك "
وقفت
وأملت رأسي إلى الجانب ونظرت بأسى وبحزن إلى الأرض وفكرت بتعاسة.. كيف لي أن لا أنهار عندما أراها وأودعها للمرة الأخيرة؟!!!.. صعب جداً أن أظل قوية ولا أنهار كما يطلب مني..
لكن يجب أن أكون قوية من أجلها.. أريدُ أن أراها للمرة الأخيرة وأودعها.. لذلك همست قائلة لحبيبي
"
سوف أحاول.. لن أتأخر بتبديل ملابسي "
كانت لحظة وداعي لها مؤلمة جداً.. فرؤيتي لها نائمة في ذلك
البراد ألمت روحي وأحرقت فؤادي وقلبي.. مكانها ليس هنا.. مكانها معي في المنزل
نضحك ونبكي على أشياء تافهة.. مكانها معي وليس في هذا البراد المُخيف..
انهرت
بالكامل ولم أستطع أن أكون قوية كما وعدت أنطونيو.. قبلت جبينها البارد ثم خديها ثم قبلت
يديها وهمست لها ببكاء
"
سامحيني.. سامحيني حبيبتي.. أنا السبب.. أنا سبب مُعاناتكِ وموتكِ.. سامحيني
أرجوكِ "
أبعدني
موظف القسم بالقوة عنها وبكيت بجنون بينما أنطونيو كان يُخرجني من الغرفة.. أردت
البقاء معها إلى الأبد وأنا أحتضنها وأُقبل كلتا يديها وأطلب منها السماح في كل
ثانية.. وكم تمنيت لو أنني كنتُ مكانها في ذلك البراد وليس هي..
لكن
كل ما تمنيته في تلك اللحظات لم يتحقق.. وهذا كسرني.. خسرت أمي وأبي منذ عشر سنوات
والأن خسرت أغلى إنسانة على قلبي وكل حياتي.. كم هي مؤلمة الحياة.. مؤلمة جداً..
لم
أنم طيلة الليل وأنا أبكي في سرير شقيقتي وأنا أحتضن جميع ملابسها إلى صدري.. كنتُ
طلبت من أنطونيو الذهاب بعد أن وعدته بأنني سأكون قوية.. لكنني لم أستطع..
ولدهشتي
أتت شقيقة بيلاتشو إلى منزلي في الصباح الباكر.. وقفت أمام باب منزلي وهي
ترتدي فستان أسود مثير وأنيق جدا مع قبعة عريضة سوداء على رأسها..
نظرت
كتالينا إليّ بحزن قائلة
"
هذه ملابسها وجميع المجوهرات التي اشتراها لها شقيقي.. كان يريد حرقها لكنني خالفت
أوامره وقررت إرسالها لكِ كذكرى منها.. أين هي غرفتها حتى يضعوا الحقائب بداخلها؟
"
سألتني
في النهاية وأشرت لها بيدي نحو اليسار وفورا تحرك الرجال ودخلوا إلى غرفة رالبيكا
ووضعوا بها الحقائب.. عندما خرجوا نظرت بحزن إلى الأسفل وسالت دموعي على وجهي
الشاحب..
سمعتُها
كتالينا بيلاتشو تُكلمني بنبرة حزينة
"
قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة طلبت رالبيكا من أخي أن تكوني أمانة لديه.. لذلك فتحت
حساب في البنك باسمكِ بقيمة مليونين يورو.. وطلب مونرو أن أشتري لكِ منزلا جديداً
يكون بجانب جامعتكِ مع سيارة جديدة.. السيارة ستصل أمام منزلكِ في غضون دقائق قليلة
فقط أما المنزل سأذهب برفقتكِ غداً حتى تخترينه بنفسك.. كما أن مونرو طلب أن أدفع
كامل أقساط جامعتكِ لهذه السنة والسنوات المتبقية لكِ وسيتم ذلك بعد ساعة.. و...
"
رفعت
رأسي وحدقت إليها بغضب ثم قلتُ لها بمرارة
"
لا أريد شيئا منه.. يكفي بأنه حرمني من شقيقتي و... "
توقفت
عن التكلم عندما رأيت بذعر عينيها تلمع من الغضب.. اقتربت مني بهدوء ووقفت أمامي
على بُعد خطوة واحدة فقط وقالت لي بنبرة مُخيفة وبتهديد
"
اسمعي جيداً إيميليا ما سأقوله لكِ.. مونرو و رالبيكا أحبا بعضهما البعض بشكلٍ
جنوني.. كانت رالبيكا بالنسبة لشقيقي الحياة بأسرها.. وهو الأن شبه ميت لأنهُ
خسرها.. لستِ أنتِ الوحيدة التي تتألم بسبب موتها.. بل مونرو أيضا.. لم أرى أخي في
حياتي كلها بهذا الشكل المكسور والمتألم ومُحطم بالكامل.. لذلك إياكِ أن تتهمي شقيقي بموت رالبيكا.. احترمي على الأقل أمنية شقيقتكِ
الأخيرة.. وافقي على مساعدة أخي لأنكِ أمانة لديه خاصة لأن مونرو لن يقبل برفضكِ
هذا أبداً "
توقفت
عن التكلم ثم تنهدت بقوة وتابعت قائلة
"
ستجدين في الحقيبة الذهبية طقم خاص اخترته لكِ من أجل مراسم الدفن.. لا تقلقي فهو محتشم.. هو عبارة عن تايور أسود
مع وشاح وقبعة سوداء رسمية.. سأرسل لكِ سائقا لكي يــ.. "
قاطعتُها
قائلة ببرود
"
لا تُتعبي نفسكِ.. سأذهب برفقة حبيبي.. فقط أعطني العنوان وسأكون هناك برفقته
"
رفعت
حاجبيها بدهشة ثم ابتسمت برقة وسألتني
" لديكِ حبيب؟.. هذا جميل "
ثم
همست بصوتٍ جداً مُنخفض بالكاد سمعته
"
لن أندهش إن قتله مومو اليوم بكلتا يديه عندما يراكِ "
حدقت
إليها بغرابة وسألتها
"
ماذا قلتِ؟ "
ابتسمت
برقة وقالت قبل أن تذهب
"
لا شيء مهم.. "
ثم
أخبرتني بسرعة بالعنوان ووقت مراسم الدفن وذهبت..
وهكذا
و بانهيار و بتعاسة لا توصف ذهبت بعد ثلاث ساعات برفقة أنطونيو إلى مقر مدافن عائلة
بيلاتشو..
ماركو بوربون**
ما
حدث بعد مرور يومين من زفاف إيثان و شارلي جعلني أحزن.. لم أتوقع أبداً أن أتلقى
اتصالا من شارلي وتطلب مني المساعدة.. شعرت بالخوف وأنا أسمعها تطلب مني تجهيز
وبسرية تامة غرفة العمليات.. ظننت أن مكروه ما قد أصاب إيثان لكنني اندهشت عندما
أخبرتني بأن المصابة فتاة وشعرت بالصدمة عندما أعلمتني بأن تلك الفتاة ليست سوى حبيبة مونرو بيلاتشو أخطر رجل في إيطاليا..
شتمت
إيثان بقوة لأنه تورط مع ذلك الرجل الخطير..
"
ماذا فعلتَ إيثان؟!!.. أي ورطه وقعتَ بها الآن؟!.. "
همست
بخوف وأعطيت تعليمات لممرضتين أثق بهما ثقة عمياء لتكتمهم عن الموضوع وانتظرت في
الباب الخلفي للمبنى قدومهم.. لكن ما أن وصلوا ووضع ذلك الرجل حبيبته على السرير
النقال حتى اكتشفت فوراً بأنها فارقت الحياة.. ومع ذلك أدخلتُها إلى غرفة العمليات
وحاولت إنقاذها لكن ذلك كان مستحيلا..
حاولت
جُهدي لإعادة النبض إلى قلبها لكن ذلك كان مستحيلا.. شعرت بالحزن عليها وعلى
شبابها الذي ضاع ولم أستطع الخروج وإعلام ذلك الرجل الخطير بأنه خسر محبوبته..
ولكي أتأكد من سبب وفاتها أجريت لها صور وأشعة وظهر لي بوضوح الضرر الذي ألحقته
الرصاصة بجسدها..
شقيت
صدرها وأخرجت الرصاصة ونظرت بحزن إلى الفتاة..
"
المسكينة.. هذه الرصاصة القاضية أنهت حياتها "
همست
بحزن وسمعت الممرضة تقول بنبرة حزينة
" دكتور..
يجب أن تخيط الجرح في صدرها و.. هل ترغب بأن أعلمهم بوفاتها بنفسي؟ "
أشرت
لها بالرفض ثم طلبت مني أن أُسلمها الرصاصة لكنني قررت أن أحتفظ بها وأُسلمها بنفسي
إلى حبيبها.. وهكذا وبحزن قمتُ بخياطة صدرها.. رغم أنني بحُكم عملي في المستشفى
أرى الكثير من الناس تفقد حياتها إلا أنني حزنت على موت تلك الفتاة الشابة لأنها
ماتت بطريقة بشعة جداً..
وهكذا
خرجت من غرفة العمليات وبآسف أخبرت مونرو بيلاتشو الخبر المُفجع.. لم أتوقع أبداً ردة فعله وأن أراه بهذا المنظر.. لقد إنهار بالكامل.. أخطر رجل في إيطاليا بكى كالطفل أمامي
بسبب موت حبيبته.. الحب يجعل أعتى الرجال يتخلى عن كبريائه وهيبته.. بسبب الحب
يتحول العظماء إلى أطفال..
خرجت
من غرفة الانتظار بحزن وتوجهت نحو المشرحة لكي أتكلم مع الطبيب وأطلب منه إخراج
تقرير عن سبب وفاتها كما قررت أن يكون.. عندما اتفقت مع الطبيب خرجت وأجريت مكالمة
فيديو مع صغيرتي فيليا.. لا أعلم لماذا شعرت برغبة قوية لرؤيتها والاطمئنان عنها..
شعرت
بالراحة لدى رؤيتي لها عبر الهاتف.. كانت قد وضعت هاتفها على الطاولة وجلست على
الأريكة وهي تنظر إليّ بفرح.. ابتسمت برقة عندما أشارت لي بقلق بلغة الإشارات
قائلة
(
ماركو.. أنتَ بخير؟.. تبدو شاحبا )
تنهدت
بخفة ثم قلتُ لها بحنان
"
لا تقلقي أنا بخير.. أردت فقط أن أراكِ وأطمئن عليكِ و.. "
وهنا
انتبهت لما ترتديه فيليا من ملابس وتوسعت عيناي بصدمة كبيرة.. نبض قلبي بجنون
وبلعت ريقي بصعوبة وهمست بذهول
"
ما اللعنة التي ترتدينها فيليا؟!.. هل هذه توب تشبه حمالة الصدر؟!!... "
ابتسمت
لي بإغراء وشعرت بعضوي الذكري اللعين بدأ ينتصب.. ورأيتُها تُشير لي بكلتا يديها
(
نعم هي كذلك.. وهي مريحة جداً.. وأنظر.. )
وقفت
وجعلتني أرى كامل جسدها وتوسعت عيناي أكثر لرؤيتي لذلك الشورت القصير بل القصير
جداااااااااا والذي كانت ترتديه.. احتقن وجهي من الغضب وهتفت بوجهها
"
سيدة بوربون.. هذه ليست ملابس محترمة ترتدينها في القصر وأمام الخدم والحُراس..
اذهبي إلى غرفتكِ بسرعة وبدليهم بملابس محتشمة و... "
عادت
فيليا لتجلس على الأريكة و قاطعتني وهي تشير لي بيدها
(
لا ماركو.. لن أُبدل ملابسي.. هي مريحة جداً.. ثم أنتَ من اشتراها لي وأنا أحببتُها
)
شتمت
غبائي لأنني من إبتاع لها تلك الملابس.. وعندما أردت الاعتراض رأيت إشعار على
هاتفي باتصال ثاني من إيثان.. ودعت فيليا بسرعة وتلقيت اتصال إيثان
"
ما الذي ورطتَ نفسك به مع مونرو بيلاتشو؟.. أتمنى أن لا تكون أنت صاحب تلك الرصاصة
و خسارتهِ لحبيبته و... "
قاطعني
إيثان قائلا بحزن
(
ماركو.. هذا ليس وقت مُحاضراتك الأن.. أولا لا تقلق لستُ أنا صاحب تلك الرصاصة
اللعينة.. ثم أريدُ خدمة منك.. مونرو يريد رؤية حبيبته وتوديعها.. اسمح له بفعل
ذلك من أجلي.. وأنا أشكرك أخي لأنك وافقتَ على مساعدتهِ.. أنا مدين لك بخدمة )
أجبته
بسرعة وبقليل من الغضب
"
بل أنتَ مدين لي و بالكثير سيد غضبان "
تنهدت
بقوة ثم تابعت قائلا له بهدوء
"
في المساء أنتَ و شارلي مدعوان على العشاء في قصري.. الليلة أنتَ ستكون في قصري
ولا أريد أي أعذار.. أريدُ معرفة وبالتفصيل الممل ما حدث اليوم وكيف واللعنة
تورطتَ مع بيلاتشو الخطير.. ولا أريد أي أعذار أو أكاذيب "
سمعت
إيثان يتنهد بقوة ثم اجابني بنبرة هادئة
(
حسنا موافق.. فقط اهدأ وساعد ذلك المسكين و.... )
قاطعته
قائلا بصدمة
"
مسكين؟!!!.. بيلاتشو!!.. مونرو بيلاتشو في نظرك مسكين؟!.. رجل مافيا يرتعب منه
الجميع أصبح مسكينا في نظرك؟!.. و... "
قاطعني
إيثان قائلا بملل
(
توقف عن الأسئلة و التذمر مثل الأرامل.. سأخبرُك بكل شيء في المساء.. فقط ساعده
واسمح له بتوديعها.. سآتي بعد دقائق )
أنهى
الاتصال وزفرت بغضب وتوجهت نحو غرفة البرادات الخاصة بالأموات.. سمحت له بتوديعها
ووقفت خارج الغرفة أستمع بحزن إلى بكائه وصراخاتهِ الأليمة.. هو فعلا مسكين لأنه
خسر حُب حياته.. ما أصابه لا أتمناه لعدوي..
بعد
عدة دقائق شعرت بحركة بجانبي وفوراً نظرت ناحية اليمين ورأيت إيثان يقف بجانبي وهو
ينظر نحو الباب ويستمِع بحزن إلى بكاء وصرخات مونرو..
"
أشكرك أخي لأنك ساعدته.. لا تعلم كم يعني لي ذلك.. أنتَ لا مثيل لك في الحياة
"
رفعت
يدي وربتت بخفة على كتفه وهمست قائلا له
"
أنا دائما في الخدمة.. سوف أساعدُك لمدى الحياة فهذا واجبي كأخ "
انتظرنا
لنصف ساعة ثم سمعت إيثان يقول بنبرة حزينة
"
يجب أن نُخرجه من هنا قبل أن يموت خلفها "
أومأت
له موافقا ودخلنا معاً إلى الغرفة.. وقفنا بجمود بوسط الغرفة ونظرنا بحزن إلى
مونرو.. كان منحني أمام البراد وهو يرفع بين يديه جسدها ويحتضنها بشدة إلى صدره
ويبكي بجنون وهو يُغرق رأسه أسفل عنقها وهو يصرخ لها لكي تعود إليه ثم يقبلها وهو
يبكي بانهيار..
منظره
كان يؤلم القلب.. ومع ذلك يجب أن نُخرجه وبسرعة من الغرفة.. أبعدناه أنا و إيثان
بصعوبة عنها ثم أخرجناه وطلبت من الموظف بإعادة إدخال الجثة إلى البراد..
شهقت
بصدمة عندما استدرت ورأيت إيثان يُعانق مونرو الباكي وهو يُربت بخفة على ظهره..
منذُ متى أصبحَ أخي صديقا لأخطر رجل مافيا في البلد؟!.. تساءلت بدهشة بداخلي ثم
اقتربت نحوهما وقلت بصوتٍ هادئ عملي
"
سيد بيلاتشو يجب أن تكون قويا.. أعلم بأن خسارتك كبيرة ولا تعوض لكن هذه سُنة
الحياة.. إذا فقدت شخصاً عزيزاً عليك قد أختطفه الموت منك فهو أمانه وقد اختار
الله استرجاع أمانته.. ثم أعتقد يجب أن أسلمك هذا الغرض بنفسي "
توقف
عن البكاء ثم ابتعد عن إيثان واستدار ببطء وحدق إليّ بجمود بعيون حمراء مُنتفخة..
نظرت إليه بآسف وأخرجت من جيب ردائي الرصاصة وفتحت كف يدي أمامه قائلا له بغصة
"
هذه الرصاصة أخرجتُها من قفصها الصدري.. كانت راسية على عظمة القص.. هي الوحيدة
التي لم تتلفها الرصاصة.. لكن معظم العظام المتصلة بها للأسف أتلفتها الرصاصة
بشكلٍ مُخيف لأنها دخلت من ظهرها ناحية القلب "
صمت
عندما رأيت عينيه تنخفض لتستقر نظراتهِ على الرصاصة الموجودة بوسط كف يدي.. اسودت
عينيه أكثر و رأيت فكهُ يرتعش بشدة وشحب وجهه بشكلٍ مُخيف.. كان بالحرف الواحد
يرتجف بالكامل من شدة الغضب.. فجأة رفع يدهُ اليمنى وسحب الرصاصة من يدي وضغط
قبضته بشدة عليها وهمس قائلا قبل أن يشكرني ويذهب
"
ستكون نهايتهُ على يدي.. أشكرُكَ دكتور بوربون على كل شيء "
بعد
ذهابه حدقت ببرود إلى إيثان وكتفت يداي على صدري قائلا بنبرة جادة
"
ما هي علاقتكَ به؟!.. تكلم "
نظر
إيثان باتجاه الباب ولدهشتي ركض نحوه خارجا وهو يهتف
"
سأخبرك على العشاء الليلة.. يجب أن أتبع ذلك المجنون وأتأكد بنفسي بأنه لن يحرق
المدينة اليوم وغداً.. لقد وعدت هنري بفعل ذلك حتى وافق على غض النظر عما سيفعله
بيلاتشو.. أراك لاحقا أخي "
سقط
فكي إلى الأسفل وحدقت بذهول إليه وهو يركض في الممرات حتى غاب من أمامي.. وهنا
أفقت من دهشتي وهتفت بخوف
"
يحرق المدينة!!!!.. اللعنة إيثان عُد إلى هنااااااااا.. "
حاولت
أن أركض خلفه لكن أوقفني ممرض وقال لي بأن هناك حالة طارئة في قسم الطوارئ والطبيب
يريد مساعدتي.. وهكذا اضطررت للذهاب إلى قسم الطوارئ ولكنني قررت بأنني سأقتل
إيثان بيدي إن تورط بأعمال ذلك الرجل رئيس المافيا..
ولكن
في المساء عندما أتى إيثان برفقة شارلي و بيترو سمعت بحزن حكاية تلك الفتاة.. لم
أستطع الموافقة على ما فعلهُ إيثان بها لكنني شعرت بالفخر به لأنه أراد مساعدتها
وطلب السماح منها..
للأسف
للقدر طُرق غريبة بتحريك حياة الناس... واندهشت عندما طلبت شارلي من إيثان بتأجيل
سفرتهم ليومين لأنها ترغب بالذهاب إلى دفن المسكينة وطبعا إيثان وافق على ذلك
بسرعة..
كتالينا**
شعرت
بالصدمة عندما سمح أخي لـ رالبيكا بالذهاب.. حاولت منعه لكنه لم يستمِع إليّ..
ولكن
بعد ثواني رأيته بفرح يخرج من البوابة ليلحق بها.. تمنيت أن تعدِل رالبيكا عن
قرارها الجنوني وتعود ولكن فجأة سمعت صرخة مونرو الخائفة وركضت برفقة بابلو وجميع
الحراس إلى الخارج وتجمدنا بذهول بسبب ما رأيناه..
لأول
مرة في حياتي أقف جامدة دون أن أتحرك بسبب صدمتي.. رؤيتي لـ رالبيكا تنزف جعلتني
أقف مثل التمثال..
"
أنسة كتالينا.. أُدخلي إلى القصر بسرعة أنتِ لا تحملين سلاحا وقد تكوني هدف الثاني
للقناص.. سأحمي السيد بنفسي.. أدخلي بسرعة "
سمعت
بابلو يهتف بخوف وهنا نظرت ورأيته يمسك بسلاحه ويركض نحو أخي ويقف أمامه وبدأ يُطلق
النار نحو الغابة المقابلة للقصر مع جميع الحراس..
شعرت
بالنار تحرق أحشائي من الغضب ورافقه شعور بالحزن والعجز.. لم أستطع أن أتحرك بينما
أرى أخي يبكي و رالبيكا تموت في أحضانه.. مؤلم جداً رؤيتي لهما بهذا المنظر المحزن
والأليم.. وعندما ارتخى رأسها إلى الخلف عرفت بأنها فارقت الحياة لكنني لم أستطع
إخبار أخي بذلك..
بعد
ذهابه ركضت إلى غرفتي وحملت سلاحي وأعطيت تعليماتي لجميع الرجال لكي يُطوقوا
المنطقة.. لأنني أريد ابن العاهر الحقير أمامي.. وخرجت للبحث عنه برفقة الرجال..
وأخيرا
وجدت ذلك السافل يهرب على دراجتهِ النارية في شارع قرب حدود الغابة الجنوبية.. دهست
دراجته بالسيارة ورأيت جسدهُ يطير عاليا مع دراجته عدة أمتار ليقع أمامي ثم تقع
دراجته على بُعد عدة أمتار عن سيارتي ورأيت بغضب بندقيته أمامي..
خرجت
بهدوء من سيارتي الرباعية الدفع ورأيت بابلو يوقف سيارته ويترجل منها وهو يُحدق بغضب
إلى ذلك القناص.. كان الحقير يتلوى من شدة الألم وهو يحاول الزحف بعيداً بيده
اليمنى وساقه اليسرى إذ بدا لي واضحا بأنه حطم ركبته اليمنى ويدهُ اليسرى..
وقفت
أمامه ورأيتهُ ينظر إلى حذائي بخوف ثم رفع رأسه وحدق إليّ برعب وهو يهمس بذعر
"
الكــ.. الكابوس؟!!!.. "
همس
باللقب الذي يطلقونه عليّ الجميع.. فأنا لقبي الكابوس بسبب عدم رحمتي المعروفة
خاصة مع الخونة والأعداء.. فأنا كابوسهم المُرعب و أسوأ مخاوفهم..
كانت
خوذته نصفها مُحطم.. ورأيت بوضوح خط من الدماء يسيل من رأسه نزولا إلى خده الأيمن..
انحنيت قليلا وسحبت الخوذة ورميتُها بعيدا ثم ركلت رأسه بحذائي بقوة وجعلته يفقد
وعيه.. استقمت بهدوء وكلمت ببرود بابلو المذهول وأنا أحمل بندقية ذلك القذر
وأتوجه نحو سيارتي
"
احمله وارميه في القبو سأنتظرك بيبو هناك.. سأخبر الرجال بنفسي بأنني وجدت ابن
العاهرة والسافل.. لا تتأخر حبيبي "
قدتُ
سيارتي عائدة إلى القصر وأنا أتوعد بالانتقام من ذلك القذر ومن أعطاه الأمر بقتل
أخي.. دخلت إلى القبو وما هي سوى لحظات دخل بابلو برفقة بعض من الحُراس ورموا بجسد
ذلك اللعين أمام قدماي.. أشرت لواحد بجلب كرسي ووضعهِ في وسط الغرفة وفورا نفذ
أمري..
"
احملوه وضعوه على الكرسي وكبلوا يديه إلى الخلف "
هتفت بأمر للرجال وتم
تنفيذ أوامري بسرعة مثل العادة.. وقف بابلو بجانبي وهمس قائلا لي بجدية
"
أنتِ لن تقتليه أنستي.. السيد يريده حي و يتنفس و.. "
نظرت
إلى بابلو بهيام وداعبت ياقته بأصابعي وهمست بدلال قائلة
"
هل أنتَ خائف عليّ بيبو؟!.. همممم... خائف إن قتلت ذلك السافل قد يقتلني مومو من
بعده!.. لا تخف حبيبي فأنا لن أقتله.. سأستمتع قليلا به وأترك شرف قتلهِ لأخي
"
بلع
بابلو ريقه بقوة وهمس قائلا بتوتر
"
أنا لستُ خائفا عليكِ أنستي.. بل أتبع أوامر السيد بيلاتشو "
اقتربت
منه أكثر ورفعت رأسي عالياً وهمست أمام شفتيه بإغراء
"
لا تخف بيبو من قول الحقيقة لي.. أخبرني هل تتذكر ليلتنا الساخنة والوحيدة معا
عندما خدرتُك وجعلتُك تُمارس معي الحب بجنون وتُفقدني عذريتي بعضوك الذكري والجميل و..
"
ابتعد
عني بسرعة وجحظ عينيه بذهول ثم همس قائلا بتوتر
"
أنستي هذا ليس الوقت المناسب للتكلم عن تلك الليلة.. الأفضل أن تنسي ما حدث لأنني
فعلت ذلك "
"
وااااااضح.. يبدو واضحاً بأنك نسيتها "
مشيت نحو الخزانة
من ناحية اليمين ونظرت إلى أدوات التعذيب الكثيرة الموضوعة بها.. اخترت خنجرين
كبيرين واستدرت وأمرت أحد الحُراس قائلة
" أنت.. اجلب دلو من الماء واجعل اللقيط يستفيق "
فورا
ذهب وعاد بعد دقيقتين وهو يحمل دلو من الماء ورماه على ذلك اللقيط القذر.. شهق
بقوة ورفع رأسه وعندما شاهدني جحظ عينيهِ برعب وانتفض بذعر ثم خرج أنين متألم من
فمه وحدق إلى الغرفة بفزع..
"
تؤ تؤ تؤ... سوف تُبلل نفسك من شدة الخوف بينما أنا لم أبدأ بعد بتعذيبك.. مؤسف جداً فأنا لن أفعل ذلك بل سأترك هذا الشرف لـ مونرو.. لكن طبعا أنا لا أستطيع منع نفسي
من فعل هذا "
حدق
بسرعة إليّ وشاهدني بفزع وأنا أرفع يدي اليمنى عاليا وألعب بمهارة بالخنجر ثم
أمسكته بقبضتي بشدة ووجهتُها بسرعة نحو فخذه وغرزت الخنجر بكامله به حتى سمعت صوت
العظام تتحطم..
انتفض
جسده بقوة وصرخ صرخة عميقة قوية متألمة لكنني لم أرحمه بل غرزت بفخذه الأيمن الخنجر
الثاني وقلتُ له بمرح قبل أن أخرج
"
أليست جميلة طريقة تثبيتي لساقيك؟.. توقف عن البكاء كالفتيات الصغيرات فأنت لن
تنزف للموت.. أراك لاحقا يا لقيط "
وخرجت
وأنا أقهقه على صرخاته وبكائه وأمرت بعض الرجال بحراسته وذهبت برفقة حارسين و
بابلو إلى المستشفى بعد أن تتبع بابلو هاتف أخي وعرفنا مكانه..
كنتُ
أقف بحزن وأنا أرى مومو جامد أمامي دون حركة وهو شاحب شحوب الأموات.. أردت مواساته
والتخفيف عنه لكنه لم يسمح لي بذلك بل أمرني ببرودٍ مُخيف أن أذهب وأُخبر شقيقة
رالبيكا بالخبر الحزين..
رافقني
حارسين في سيارة بينما كنتُ أقود بنفسي سيارة مومو المفضلة والرباعية الدفع.. كنتُ
أقود السيارة باتجاه منزلها بعد أن أخبرني الحراس بموقعه وفكرت بألمٍ شديد.. لقد
تألمت على موت رالبيكا وحزنت بشدة عليها وعلى حال مومو.. لقد فدته بنفسها وأنقذته
بروحها.. هذا الحب الحقيقي نادر الوجود في أيامنا هذه.. و رالبيكا كانت نادرة
الوجود بحد نفسها..
مومو
مستحيل أن يتخطى بسهولة خسارتها الكبيرة.. هو أخي وأنا أعرفهُ جيداً.. لن ينسى
رالبيكا بسهولة أبدا..
تنهدت
بأسى وأوقفت السيارة أمام منزل رالبيكا.. ترجلت بهدوء ورأيت الحارسين يقفان خلفي..
مشيت بعنفوان نحو باب المنزل وأنا أفكر بطريقة لبقة لإخبار تلك المسكينة إيميليا
بما حدث
لكن
صدمتي كانت شديدة لرؤيتي لمدى الشبه الكبير بينها وبين شقيقتها.. أتمنى أن لا
يُصاب مومو بالصدمة عندما يراها أمامه ويظنها رالبيكا.. أتمنى ذلك..
بعد
خروجي من منزلها تلقيت اتصال من مومو وأمرني بنبرة جافة بالقدوم بأسرع وقت إلى
القصر.. توجهت مُسرعة إلى القصر ورأيت الجميع في القبو..
كان
مومو يقف أمام ذلك الحقير والذي كان مدمّى بالدماء.. كان ينزف في كل مكان في جسده
وهو يبصق الدماء من فمه وهو شبه صاحي..
حدق مومو إليّ ببرود ثم أمرني أمام الجميع قائلا
"
أريدُكِ أن تذهبي بمفردكِ وتقتلي جميع أفراد أسرة ريكو بيلوني أينما كانوا.. وأيضا
أصدقائهُ المقربين منه.. أريدهم أموات جميعاً اليوم قبل الغد.. لكن ريكو لن يلمسه
أحداً سواي.. فهمتِ؟ "
نظرت
إليه بفخر قائلة
"
فهمت.. لا تقلق سأقضي وبسرور على جميع أفراد عائلته وأصدقائه الليلة قبل الغد "
نظر
برضا تام إليّ ثم تابع قائلا
"
سوف يسلمكِ بابلو ملف بداخلهِ صورهم وأسمائهم وعنوانين منازلهم.. لا ترحمي أحداً منهم كباراً
وصغاراً.. هل كلامي واضح؟ "
"
كالشمس "
أجبته
بسرعة ورأيت مومو يعود ليغرس شفرة بقلب ذلك الحقير وشاهدته وهو يفتح له صدره ويقطع
قلبه من مكنه وهو يصرخ بجنون بوجهه
"
عليك أن تموت أيها القذر.. عليك أن تموت لأنك قتلتها أيها القذر اللعين... "
انتشل
مومو قلبه وفتح فم ذلك القناص بالخنجر وحشر قلبه بداخله..
"
واوووو.. لقد مات بطريقة جميلة.. أحسنتَ أخي "
هتفت
بسعادة ثم أشرت لـ بابلو لكي يتبعني وخرجت من القبو وتركت مومو يُقطع براحته جسد
ذلك العاهر..
رافقني
بابلو إلى مكتب مومو وأخرج ملف وسلمني إياه ثم قال بنبرة قلقة واضحة
"
احترسي جيداً.. الرئيس اختاركِ للقضاء على أسرة ذلك القذر ريكو بيلوني وأصدقائه
بمفردكِ.. أنا لا أستطيع معارضته والذهاب برفقتكِ وحمايتكِ و.. "
قاطعتهُ
قائلة وأنا ألصق جسدي بجسده العضلي
"
لا تخف عليّ حبيبي "
ثم
أمسكت بيدي اليسرى بعضوه الذكري فوق سرواله وضغطت عليه بخفة ورأيته بمتعة يجحظ
عينيه بصدمة وهو يشهق بذهول.. ابتسمت بخبث وضغط على خصيتيه وعضوه أكثر قائلة له
بهيام
"
اشتقت لرؤية عضوك الذكري الجميل من جديد.. واشتقت أكثر للشعور به وهو يقتحمُني
بعنف وبتملك "
توسعت
عينيه أكثر وهو يُحدق في عمق عيناي بدهشة.. عصرت بخفة عضوه وخصيتيه بقبضتي ثم
أبعدت يدي عنهما غصبا وقلتُ له بهيام
"
ربما قريبا سنفعلها من جديد.. أراك لاحقا بيبو "
قبلت
شفتيه قبلة قوية وابتعدت عنه وسحبت الملف من يده وخرجت وأنا أقهقه بشدة على منظرهِ المذهول...
دخلت إلى غرفتي ووقفت أمام خزانتي وفتحت درفة منها وسحبت بدلتي السوداء الخاصة
للعمل وارتديتُها بسرعة ثم رفعت شعري وصنعت ضَفيرة ثم ارتديت الحذاء الخاص بالبدلة
وعندما انتهيت كبست زرا في زاوية الخزانة وفورا تحركت الخزانة وظهرت غرفة سرية
خلفها
دخلت
إلى الغرفة ونظرت بتفكير عميق إلى الأسلحة الموجودة بها.. اقتربت من خزنة ضخمة
وفتحتُها وفوراً أضاءت الخزنة ونظرت إلى الأسلحة بها وبدأت أختار ما يُناسبني من
مسدسات الآلية وذخائرها ولكن بينما كنتُ أحمل مسدس بيداي نظرت بتفكير ناحية اليسار وهمست
"
لا.. سأقتلهم بنفس الطريقة التي قتل بها اللعين رالبيكا.. سأختار بندقية القنص
"
خرجت بهدوء من الغرفة ثم من
القصر ووضعت الملف على المقعد بجوار السائق وفتحت أول صفحة به وابتسمت بشر وتوجهت
إلى أول عنوان..
شعرت
بالمتعة بينما كنتُ أقتل كل قذر يحمل دماء ذلك السافل بنفسي.. استمتعت بشدة لرؤيتهم
يموتون أمامي برصاصاتي القاتلة.. لم أرحم أحداً منهم كما طلب أخي.. قمتُ بتصفية
الجميع ولكن تبقى عنوان واحد لصديق مُقرب من ذلك الحقير.. وهو رئيس عصابة معروف..
كانت
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل عندما وصلت إلى ذلك المبنى المهجور والقريب من
منزل صديق ذلك الحقير.. صحيح هو يُبعد ثلاثة ألاف متراً عن قصره لكنه كموقع مناسب
جدا.. صعدت بهدوء إلى الطابق الأخير ووضعت حقيبة بندقيتي على الأرض وفتحتُها
وللمرة السابعة بدأت بتركيب قطعها من جديد..
عندما
انتهيت نظرت إلى النافذة أمامي ورفعت قدمي اليسرى وثبتُها على حاجزها ثم رفعت
البندقية وثبتُها على ركبتي ونظرت من خلال المنظار باتجاه القصر..
بحثت
عن ذلك الحقير وابتسمت لرؤيتي له يقف في الشرفة وهو يدخن سيجار..
"
الوداع أيها الحقير "
همست
بقرف وضغطت بأصبعي السبابة على مركز إطلاق الخرطوشة وشاهدت بسعادة بأقل من خمس
ثواني الرصاصة تدخل من فمه وتفجر رأسه لنصفين..
ضحكت
بمتعة عندما رأيت حراسه يركضون بذعر عندما سقط جسده عن الشرفة أمامهم وبدأوا
يطلقون النار بعشوائية
"
لما لا!!!... "
همست
بخبث ووقفت جالسة واقتربت من الشرفة ووجهت بندقيتي إلى الأمام وبدأت بمتعة أتصيدهم
واحداً تلو الآخر وأنا أبتسم لرؤيتي لهم يسقطون على الأرض جُثث هامدة..
"
على الأقل أرحت الشارع والناس من قرفهم "
ابتسمت بخبث وعدتُ أدراجي إلى القصر..
كنتُ
أُدندن بلحن جميل لأغنيتي المفضلة بينما أدخل إلى القصر وتوقفت بذهول عندما رأيت مومو يتشاجر مع ذلك المثير إيثان بوربون.. واووووووو.. لم أتخيل أبداً أن أرى إيثان
بوربون البطل العالمي السابق في قصر أخي.. هذا جميل.. همست بداخلي بينما كنتُ أتأمله باستحسان
دون أن أعير أي اهتمام لمشاجرتهم..
عندما
انتبها أخيراً لوجودي توقفا عن المشاجرة ونظرا إليّ بغضب.. رميت حقيبة بندقيتي على
الأريكة وتقدمت لأقف أمامهما وقلتُ لهما ببراءة
"
ماذا؟!.. لماذا تنظران إليّ بهذا الشكل؟ "
كتف
المثير بوربون يديه على صدره بينما مومو حدق إليّ بغضب بينما الدخان يتصاعد من
أذنيه وصلعتهُ الجميلة ثم هتف بوجهي بحدة
"
ما اللعنة التي فعلتها الليلة؟.. لقد أمرتُكِ بوضوح بقتل أفراد أسرته و أصدقائه
المقربين فقط وليس الحراس وجميع من معهم "
"
أوه... "
همست
ببراءة ثم نظرت إلى المثير إيثان بوربون وقلتُ له بدلال
"
مرحبا أيها الوسيم والمثير و.. "
قلب
عينيه وفوراً قاطعني بملل قائلا
"
أنا متزوج وأعشق زوجتي بجنون "
اقتربت
منه وهمست بأذنه بإثارة
"
خُسارة.. أحسدُها عليك أيها المُثير "
ابتعدت
عنه وقهقهت بخفة عندما هتف مونرو بحدة بوجهي
"
كتالينا.. توقفي عن انحرافكِ اللعين الأن و اجيبي بسرعة.. لماذا خالفتي أوامري؟ "
حركت
كتفاي بعدم اكتراث ثم قلتُ له بملل
"
رأيت أنهُ من الأفضل أن أتخلص من الجميع ولا أترك شخصا على قيد الحياة لكي يأتي
لاحقا وينتقم منك مومو.. ثم لماذا المثير بوربون هنا؟! "
تأفف
أخي بنفاذ الصبر وأمرني بعنف
"
اصعدي إلى غرفتكِ واشغلي نفسكِ بحبيب القلب بابلو وأخرجي بوربون من رأسك فهو متزوج
ويُحب زوجته كما أن لديه ابن منها "
حدقت
إلى مومو بملل ثم نظرت إلى إيثان بخبث وقلتُ له
"
مؤسف لك.. لكن للأسف أيها المثير أنا لا أرى أمامي سوى بيبو.. فهو يتربع على عرش
قلبي.. لو لم يكن كذلك كنتُ قتلت زوجتك وحصلت عليك مهما كلفني الأمر "
رغم
أنه يعلم بأنني أمزح إلا أنه حدق بصدمة إلى وجهي.. في الحقيقة لم أكن أمزح معه بتاتاً.. قهقهت بقوة عندما صرخ مومو بحدة
بوجهي وأمرني بالصعود إلى غرفتي وفعلت ذلك بسرعة ليس لأنني أخاف منه بل لأنني
مرهقة وأريد أن أستحم وأرتاح..
عندما
انتهيت من الاستحمام نظرت إلى الملف وبدأت بشطب كل من قتلته الليلة.. ولكن فجأة
انتبهت لصورة فتاة تبدو في العشرين من عمرها.. جحظت عيناي وهتفت بغضب
"
اللعنة الملعونة لقد تبقى فتاة لم أقتلها وهي ابنة عم ذلك الملعون اللقيط..
اغغغغغغغغغغ.. اللعنة عليها وعلى حظي المُتعكر "
شتمت
ولعنت بغضب لأنني لم أقتل تلك اللعينة الليلة.. إن اكتشف مومو ذلك سيقتلني
"
لكن لحظة!!! "
همست
بذهول عندما انتبهت لما كُتب أسفل صورتها وبدأت أقرأ بصوتٍ مُنخفض المعلومات
" بانبلينا بيلوني.. العمر واحد وعشرين سنة.. وهي الابنة الوحيد لعم ريكو بيلوني
المدعو رفاييلي بيلوني والملقب بالبروفسور والذي مات سنة 2015 بطريقة مؤلمة جداً من قبل مجهول الهوية لغاية الآن.. بانبلينا هي وريثته الوحيدة
لأنها الابنة الوحيدة له وقد ورثت عن والدها ثروة تُقدر بِـ ثلاث مليارات يورو..
لكن ريكو و شقيقه الراحل كاسترو قد وضعوا أيديهم بالقوة على ثروة ابنة عمهم والتي
اختفت بظروف غامضة ولا أحد يعلم بمكانها لغاية الآن "
حدقت
بدهشة إلى الصفحة ثم همست بذهول
"
اللعنة لقد قتلوها بالتأكيد.. الأخوين بيلوني أحقر مما كنتُ أتخيل "
زفرت
بحنق ثم رميت الملف بعد أن شطبت كل من قتلتهم إلا هي وقررت أن أنام وأستريح أخيراً
تحضيراً لمعركة الغد..
مونرو بيلاتشو**
بعد
أن اعترف ذلك القناص باسم رئيسه ومكان مخبأه السري قتلتهُ بطريقة شنيعة لا يتخيلها
أحد لدرجة أن ثلاثة من رجالي تقيؤ من فظاعة المنظر.. كان قلبي قد تحجر ولم يعُد
هناك للرحمة أي وجود بداخلي..
برد
شديد وصقيع لف روحي وكياني.. خسارة رالبيكا كانت جداً كبيرة ومُحطمة لي..
تحطمت
بالكامل بسبب خسارتي لها وأصابني نوع من الجمود وانعدام الرحمة بداخلي وكل ما كنتُ
أفكر به هو الانتقام ثم الانتقام والانتقام..
سيطال عقابي جميع أفراد أسرته وكل شخص يحبهُ ذلك اللعين ريكو.. سأجعلهُ يرى الجحيم بأم
عينيه قبل أن أقتله.. أرسلت كتالينا لقتل جميع أفراد أسرته وأصدقائه المقربين.. أما غداً سأذهب بنفسي لأحرق الأرض بذلك السافل..
خططت
بدمٍ بارد وشرحت لرجالي ما سيحدث غداً بعد مراسم الدفن..
سأُشعل
الأرض بذلك اللعين القذر وأجعله يدفع الثمن غالياً على قتلهِ لحبيبتي..
عندما
انتهيت من الشرح صعدت إلى غرفتي وخلعت ملابسي ثم ارتديت تيشرت بيضاء كما كانت تُحب
حبيبتي وتسطحت على السرير وبكيت بصمت.. لا أحد يعلم بحجم الألم الذي أشعرُ به بداخلي.. وجع لا يمكن
أن يتحمله مخلوقا على وجه الأرض..
تحطم
قلبي واحترقت روحي بسبب رحيلها عني..
بكيت
بعذاب دمر نفسيتي عليها وبعد وقتٍ طويل مسحت دموعي بكف يدي ونظرت بأسى نحو غرفة
الحمراء وعادت دموعي لتسيل من جديد بألم على وجنتاي..
عذابي
لا يوصف بالكلمات.. أردت بشدة الصراخ والاعتراض عما حصل لها وتحطيم كل شيء أمامي..
رغبت بشدة لأعود إلى المستشفى وأضمها بشدة إلى قلبي.. لكن لم يعُد بمقدرتي رؤيتها
أمامي بهذا الشكل.. جسداً بلا روح..
بكيت
من جديد وبتعاسة و بألم و بحزن على فراقها ولم أستطع كتم شهقاتي الموجعة والحزينة
عليها.. وعندما هدأت وقفت وأخرجت من جيب سترتي الرصاصة ونظرت إليها بكرهٍ لا يوصف..
اشتعلت
كل خلية في جسدي بنار الكراهية والغضب.. وابتسامة شريرة ظهرت على ثغري وهمست بوعيد
وأنا أضغط بعنف قبضتي على الرصاصة
"
سأقتلك ريكو بطريقة لن يتخيلها أي عقل بشري.. غداً ستكون نهايتك على يدي "
وخرجت
من غرفتي وذهبت إلى مكتبي.. كانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل عندما دخل
بابلو إلى مكتبي وأعلمني بأن إيثان بوربون يريد رؤيتي لأمرٍ هام..
تنهدت
بعمق وسألت بابلو
"
ماذا يريد بوربون مني في هذا الوقت المتأخر؟ "
نظر
بابلو إليّ ببرود وكعادته أجابني بنبرة باردة لعينة
"
لا أعلم سيدي.. لكنهُ يبدو غاضباً جداً "
قلبت
عيناي بملل وأجبته بامتعاض
"
دعه يدخل وينظرني في الصالون "
بعد
خروج بابلو همست بغيظ
"
إن أتى ليخبرني بأن صديقهُ اللعين العميد هنري رفض غض النظر عما سأفعلهُ بعد انتهاء مراسم الدفن
فلن أتراجع عن قراري مهما كلفني ذلك "
خرجت
وتوجهت نحو الطابق الأرضي ورأيت إيثان يقف في وسط الصالون وهو يشتعل من الغضب..
وما أن رآني هتف بحنق بوجهي قائلا بحدة
" وأنا أعلم جيداً بأنك المسؤول
الوحيد عن ذلك.. كيف فعلتَ ذلك وأنا بالكاد استطعت إقناع هنري لكي يغض النظر عما
ستفعلهُ بعد مراسم الدفن.. لقد اتصل بي هنري وهو يهتف بغضب بأن مجزرة قد تمت
الليلة على جميع أفراد عائلة بيلوني وأصدقائه المقربين وحتى خدمهم وحُراسهم و حتى كلابهم..
ما ذنب الكلاب المساكين بيلاتشو؟.. حتى الكلاب لم تخلص من انتقامك "
رفعت
حاجبي عاليا بدهشة ثم ابتسمت بفخر.. كما توقعت شقيقتي قضت على الجميع وأخلفت
بأوامري.. لكن ما ذنب الكلاب المساكين؟!.. سأريها عندما تأتي لأنها قتلتهم..
حدق
بوربون بصدمة إليّ وهتف بحنق بوجهي
"
ما هي لعنتك يا رجل؟!.. تبتسم بسعادة بينما أُخبرك بأنك ارتكبت مجزرة لعينة ومُخيفة
الليلة "
نظرت
إليه بغضب وهتفت بوجههِ بحدة
"
لا تهتف بوجهي بوربون هذا ليس ذنبي.. إنها الكابوس.. هي من ارتكبت هذه المجزرة
الليلة.. لقد أمرتُها بقتل جميع أفراد أسرة ريكو بيلوني مع أصدقائه ولم أطلب منها
بقتل الكلاب المساكين.. و.. وحراسهم الملاعين وخدمهم.. ولكنها تمادت جداً وقتلت
حيواناتهم الأليفة.. تباً لها.. ما هو ذنب الكلاب؟!!.. "
سقط
فكه إلى الأسفل من هول الصدمة ورغماً عني شعرت بالاستمتاع بسبب غضبه ولكي أغيظه
أكثر قلتُ له ببرود أعصاب
"
كنتُ أتوقع أن تفعل شقيقتي ذلك وتخلف أوامري وتقتل الجميع وليس فقط أفراد أسرته
وأصدقائه.. لذلك أرسلتُها في هذه المهمة بمفردها "
سقط
فك إيثان أكثر إلى الأسفل وباستمتاع تابعت قائلا له
"
لكنني طبعاً لم أطلب منها بقتل كلابهم.. لم أتوقع أن تقتل الكلاب المساكين.. سأريها عندما تأتي لأنها خالفت أوامري.. لا أحد
يخلف أوامري سواها طبعاً.. إنها فعلا كابوس "
استشاط
إيثان من الغضب وهتف بوجهي بحدة
"
ما هي لعنتك يا رجل؟!.. هل أنتَ جاد؟!!.. تباً لقد عرفت فوراً أنا والعميد بأن
ريكو بيلوني هو المسؤول عن قتل حبيبتك بسبب المجزرة التي ارتكبتها الليلة بحق
أسرته وجميع أصدقائه.. ليس ذنبهم و.. "
قاطعته
بغضب وأنا أهتف بحدة وبجنون بوجهه لدرجة احمر وجهي وعنقي بشدة
"
هم مذنبون مثله لأنهم يحملون دمائه العفنة.. هم مذنبون مثله لأنه قتل حبيبتي أمام
عيناي.. لن أسمح بترك فرداً واحداً من عائلته على قيد الحياة.. سأحرق قلبه كما
أحرق قلبي.. وأنا أعلم جيداً بأنه اختبئ الآن مثل الفأر في مخبأه السري.. لكنه لا
يعلم بأنني بُتُ أعلم جيداً أين هو الآن.. وسأجعلهُ يرى الجحيم بأم عينيه قريبا
جداً "
حدقنا
بغضب إلى بعضنا البعض ثم هتفت بحرقة وبغضب بوجهه
"
لو كنتَ مكاني بوربون كنتَ فعلتَ مثلي وأحرقتهُ بيديك.. فلا تصرخ بوجهي.. ثم أنتَ
يتوجب عليك مساعدتي بانتقامي لأنك مدين لحبيبتي رالبيكا بذلك.. هل تعلم بأن القدر
جعلني في الأسبوع الماضي ألتقي بأحد رجالك بالصدفة.. كنتُ بدأت أتغير من أجل
حبيبتي ورأيت رجل معطوب ومُشرد يشحذ على الطريق وقررت مساعدته.. وعندما سألته بحسن
نية عما حصل له أخبرني الحقير بأنه كان يعمل لديك و بأنك من عطبه بعد أن اغتصب
فتاة.. وهنا عرفت فوراً بأنه أحد الملاعين الذين اغتصبوا معشوقتي.. هل تعلم ما
فعلت به؟ "
سألتهُ
بقهر وأشار لي بالرفض برأسهِ بذهول وهنا تابعت بحرقة قائلا
"
أمرت رجالي بجلبه إلى القبو وقمتُ بتعذيبه وقطعهِ وقتلهِ بطريقة بشعة لأنه لمس
امرأتي.. لم أكن أعلم بأن رالبيكا شاهدتني أُدخله إلى القبو.. ولم أكن أعلم بأنهُ
ذلك الحقير هو الوحيد الذي اغتصبها.. إذ ظننتهُ واحداً من الذين اغتصبوها.. خسرت
رالبيكا بسببه لأنها قررت تركي إلى الأبد.. لم تسمح لي بأن أشرح لها من يكون وغادرت
وأنقذتني من الموت دون أن تعلم الحقيقة ودون أن تُسامحني.. لستُ نادماً لأنني
قتلته فأنا انتقمت لحبيبتي مِن مَن اغتصبها.. أما أنت يجب أن تساعدني لكي تُكفر
عما فعلتهُ بها "
احتقن
وجهه بالغضب وهتف بملء صوته
"
أنا مدين لها وليس لك بيلاتشو "
أجبته
بحدة هاتفاً
"
ودينكَ لها انتقل لي بعد مماتها.. أصبحتَ مديناً لي الآن بوربون و.. "
فجأة
توقفت عن الصراخ عندما أحسست بحركة في الغرفة التفتنا أنا و إيثان بسرعة ناحية
اليسار ورأينا كتالينا أمامنا.. شتمت بداخلي بكل الشتائم التي أعرفها وأنا أراها
تتغزل بالملعون بوربون أمامي.. أليست مغرمة بيدي اليمنى بابلو؟!.. منحرفة قذرة..
تبا لتربيتي اللعينة لها...
أرسلتُها
إلى غرفتها وجلست بانهيار على الأريكة... فجأة نظرت بدهشة إلى إيثان عندما بدأ
يضحك بقوة من أعماق قلبه.. نظرت إليه بتكشيرة وهتفت بحنق بوجهه
"
ما الذي يُضحكك أيها الغبي؟ "
توقف
عن الضحك وأجابني بغضب وهو يجلس أمامي
"
أنتَ الغبي بيلاتشو.. وسحقا لك أيها الملعون فأنتَ محظوظ جداً لأن الكابوس شقيقتك
رائعة جداً ومثيرة لحد اللعنة ومجنونة بالكامل "
ابتسمت
بخبث وأجبته بتهديد
"
سأكون أكثر من سعيد عندما أُخبر زوجتك شارلي الجميلة بما وصفتَ به شقيقتي الكابوس
"
تجمدت
ملامحه بصدمة ثم اشتعل وجهه بنار الغضب وهتف بوجهي
"
سأقتلك إن فعلتَ ذلك بيلاتشو "
ابتسمت
بخبث وأجبته بهدوء
"
سنرى.. هذا إن لم تقتلك شارلي أولا عندما أُخبرُها "
انتفض
بعنف وهتف بجنون
"
اللعنة عليك بيلاتشو كنتُ أمزح و.. "
قاطعته
قائلا ببرود وبخبث
"
وأنا لا أمزح.. لذلك عليك أن تُساعدني وتجعل هنري يصمت عن أفعالي.. في النهاية أنا
أُسدي له خدمة عظيمة.. لقد قتلت أقذر أفراد عصابة في البلد.. وبعد الدفن سأقتل
الحقير وابن السافل العاهر ريكو.. الشرطة لم تستطع الاقتراب منه ومن أصدقائه ولكن
أنا فعلت و سأفعل وأريحهم من شره ومن شر مخدراتهِ في السوق.. لذلك على العزيز هنري
إبقاء الشرطة بعيدة عني وعن رجالي "
تنهد
إيثان بقوة وقال بهدوء
"
سيفعل.. فهو يعلم بأنك ستقوم بتصفية ريكو وكل عصابتهِ.. ولك وعد مني بأنهُ لن
يقترب منك ومن رجالك عُنصر واحد من الشرطة.. فقط لا تُدمر المدينة هذا شرطهُ
الوحيد "
حدقت
أمامي ببرود وأجبته
"
وشرطهُ يناسبني تماما "
وقف
إيثان وقال بنبرة هادئة
"
أراك في مراسم الدفن.. حاول أن تبقى على قيد الحياة وإياك أن تموت بعد انتهاء
الدفن.. حينها لن يكون هناك من أتسلى بإغاظته "
خرج
وهو يقهقه بقوة بعد أن شتمته بكل الشتائم التي أعرفها ورفعت أصبعي الوسطى بوجهه.. ولكن لأكون صادقا مع نفسي
ابتسمت بامتنان لأنه ساعدني.. في النهاية اتضح لي بأن إيثان بوربون ليس سيئاً
أبداً..
تنهدت بقوة ووقفت وصعدت
إلى غرفتي وبكيت بحزن على فراق رالبيكا لي من جديد..
لم
يكن سهلا لي أبداً التوقف عن البكاء بألم عليها بينما صورتها لم تُفارق خيالي وهي
تلفظ أنفاسها الأخيرة في أحضاني..
لم
أنم لدقيقة واحدة ولم أتوقف عن البكاء بصمت عليها.. لكن في الصباح ارتديت بدلتي
وذهبت إلى أول محل لبيع المجوهرات.. سلمت الصائغ الرصاصة وطلبت منه لكي يُعلقها
بسلسلة ثم دفعت الحساب وطلبت منه بإرسال السلسلة بعد ساعة إلى قصري..
كنتُ
أنظر إلى القلادة بحزن وأنا أضعها أمامي..
هذه
الرصاصة قتلت حبيبتي وأنهت حياتها.. أمسكت بالسلسلة وارتديتُها على عنقي ولمست
الرصاصة بأناملي بحزن.. رأيت كتالينا تدخل ونظرت بحزن إلى الرصاصة ثم قالت
"
هل حقا سوف ترتدي هذه القلادة؟.. ستجعلك تتذكرها دائما و.. "
قاطعتُها
قائلا بمرارة وأنا أُدخل السلسلة وأخبئها أسفل قميصي
"
لا شيء سيجعلني أنساها.. هي ستظل في قلبي وعقلي إلى الأبد.. أما هذه الرصاصة هي
فقط ذكرى سيئة لجعلي لا أنسى أبداً كيف أنقذتني رالبيكا من الموت.. سأحتفظ بها على
صدري وأنا أتمنى في كل دقيقة لو دخلت في صدري بدلا عنها "
ثم
أمرت كتالينا بما يتوجب عليها فعله لمساعدة إيميليا وطلبت منها أن تذهب إلى منزل
رالبيكا وتتكلم مع شقيقتها وتُخبرها بما قررت فعله من أجلها لأن حبيبتي رالبيكا
تركتها أمانة لدي.. وكذلك طلبت منها لكي تحرق جميع ما جلبته من ثياب وأغراض لحبيبتي
وخرجت وأمرت بابلو بجمع جميع رجالي في القبو..
بعد
ساعة عادت كتالينا وشرحنا لها الخطة وعندما حان الوقت أمرت معظم رجالي لكي
ينتظروني هنا وخرجت من القصر برفقة كتالينا و بابلو وعشرة من حراسي..
وضعت
نظراتي السوداء لأنني لم أرغب أن يرى أحداً دموعي وترجلت من السيارة ومشيت باتجاه المدافن
رغم
منظري الهادئ إلا أنني كنتُ أتمزق من الداخل.. لم أستطع الجلوس على الكرسي بجانب
شقيقتها والتي بألم كنتُ أسمع بكائها المرير بينما هي تضع رأسها على كتف حبيبها
وتبكي..
لم
أرى وجهها ولم أهتم لفعل ذلك.. كنتُ أقف طيلة الوقت وأنا أنظر بعيون دامعة أمامي
إلى النعش الأبيض حيثُ يركض جسد حبيبتي بداخله..
كان
قد تم إغلاقه بأمر من شقيقتها لأنها لم تستطع النظر إلى وجه رالبيكا.. كنتُ أحترق
بنار العذاب والألم بداخلي وأنا أقف أمام نعشها بجانب الكاهن.. وكم رغبت بالصراخ
رفضا لرحيلها..
رغم
جمودي إلا أنني كنتُ أحترق كالجحيم من الداخل.. أردت البكاء والصراخ بالرفض لرحيلها لكنني
لم أستطع.. كان شيء خفي يطبق على صدري ويعتصر حُنجرتي بقوة.. حياتي أصبحت بلا معنى
من دونها..
"
فلترقد نفسها بسلام.. تعازي الحارة للعائلة وأتمنى أن يكون رحيلها خاتمة أحزانكم
"
سمعت
الكاهن يتفوه بكلماته الأخيرة ثم عزاني وبدأ بتعزية إيميليا وأصدقائها والقليل من
أقاربهم.. وقفت جامداً لوقتٍ طويل أمام النعش ثم سمعت صوت جعل كل خلية في جسدي
تنتفض بعنف
"
سيد بيلاتشو.. أريدُ أن أشكرك على كل ما فعلته من أجل رالبيكا ومن أجلي.. خسارتنا
لها كانت كبيرة جدا ولا تعوض بثمن "
استدرت
ببطء وتوسعت عيناي بذهولٍ شديد عندما رأيتُها تقف أمامي وخلفها يقف شاب يسند جسدها
بيديه من كتفيها.. نبض قلبي بعنف وهمست بصدمة
"
رالبيكا؟!!!... "
سالت
الدموع من عينيها وهمست لي بعذاب
"
لا.. أنا إيميليا.. شقيقة رالبيكا.. صحيح أنني أشبهها كثيراً لكنني لستُ هي "
شعرت
بأحشائي تحترق وهنا خلعت نظراتي وهتفت بحقد بوجهها
"
بالطبع أنتِ لستِ هي.. لستِ هي.. لستِ حبيبتي.. لا أحد.. لا أحد يمكنه أن يكون هي
ويحتل مكانتها في قلبي.. ارحلي ي ي ي.. ارحلي وابتعدي من أمامي..
هياااااااااااااااااااا... "
انتفضت
برعب وبكت بخوف لكنني لم أهتم.. كنتُ أشعر بالقهر لأنها تُشبه حبيبتي رالبيكا
بجنون.. غضبت بسبب شببها الكبير لها.. وكرهت شقيقتها بسبب ذلك.. كرهتُها لأنها تشبه
حبيبتي..
بدأ
الشاب برفقتها يهتف بغضب في وجهي وهنا تدخل بابلو و كتالينا وأبعدوهم عني.. استدرت
بقهر ونظرت بعذاب إلى النعش وهتفت بألمٍ عظيم وأنا أخبط كلتا يداي على النعش
"
هي ليست حبيبتي.. ليست هي.. حبيبتي هنا.. هناااااااااااااا.. أخرجوها أرجوكم..
أريدُها.. أريدُ طلب السماح منهاااااااا.. رالبيكااااااااااااااااااااا... حبيبتي
سامحيني.. سامحيني أرجوكِ "
هتفت
بعذاب وأنا أجثو على ركبتاي أمام نعشها وأرحت رأسي عليه وبكيت بألمٍ شديد عليها
وأنا أخبط النعش بكلتا يداي بقهر..
انهرت
في النهاية لدى رؤيتي لشقيقتها وكم كرهتُها بسبب شبهها الكبير لروح قلبي.. كنتُ
أتعذب بشدة لأنني أعلم بأن حبيبتي داخل هذا النعش اللعين.. لقد رأيتُها قبل أن
يُغلقوه بطلب من شقيقتها.. كانت نائمة.. نعم نائمة.. هي لم تمت..
رفعت
رأسي عاليا وصرخت بجنون
"
أخرجوهااااااااااااااااا.. هي نائمة فقط.. نائمة.. حبيبتي نائمة فقط.. أخرجوها منه
ودعوني أضمها إلى صدري.. رالبيكا حياتي.... "
همست
بحرقة قلب باسمها وأنا أبكي.. لم أعر أهمية لمن يراني.. ولم أهتم لأحد.. كل ما
أريده أن أرى حبيبتي أمامي وهي تبتسم لي ابتسامتها الساحرة والطاهرة..
لا
أعلم كم من الوقت ظللت جاثيا أمام النعش حتى سمعت صوت إيثان خلفي
"
يكفي بيلاتشو.. لا تُعذب روحها ولا تُعذب نفسك أكثر مما فعلت.. تعال يا رجل...
"
أمسكني
بذراعي وساعدني بالوقوف وربتَ بخفة على كتفي ثم قال بنبرة جادة
"
آسف على خسارتك.. لكن أظن قد حان الوقت حتى تذهب وتنتقم لها بنفسك كما وعدتها
"
حدقت
إليه بجمود ورغم عدم تفاعلي معه وجمودي إلا أنه تابع قائلا
"
ماركو و شارلي يردان تعزيتك.. وبعدها اذهب ودمر ابن السافلة ذاك "
استدرت
ورأيت شارلي و الطبيب ماركو يقفان بعيداً بانتظارنا.. رافقت إيثان بهدوء و تقبلت
العزاء منهما ثم استدرت وشاهدت بحزن عُمال المدافن يدفنون النعش في الحفرة..
ما
أصعب توديعي لها ورحيلها عني.. لن يملأ أحد الفراغ بداخلي نحوها.. أبدا...
وهنا
استدرت وخرجت من المدافن وتوجهت إلى قصري.. وقف الجميع أمامي بهدوء و بصمت في باحة
القصر.. حدقت إليهم فرداً فرداً وأمرتهم بصوتٍ خشن وبعنفوان
أريدُ أسلحة ثقيلة بحوزتكم.. وأولها الرشاشات وطبعا القذائف الصاروخية الدفع أي الآر بي جي 7
الروسية.. ثم على الجميع أن يرتدي سترات واقية من الرصاص.. لا أريد أن يتأذى أحدا
منكم بسبب القذر بيلوني.. والأن ستدخلون إلى المستودع السري في القبو وتحملون
الأسلحة وترتدون سترات الواقية وانتظروني في السيارات الرباعية الدفع "
ودخلت
إلى القصر وتوجهت نحو القبو وفتحت الباب السري ودخلت إلى مستودع الأسلحة الخاص
بي.. نظرت إلى الرفوف أمامي ثم إلى الصناديق لكن استقر نظري نحو اليمين
تقدمت
واخترت مسدس ووضعته على خصري ثم اخترت رشاش وأمسكته بيدي..
ثم
استدرت وأمرت الجميع بالدخول واختيار الأسلحة.. تقدمت كتالينا ووقفت أمامي وهمست
قائلة لي بقلق
"
مومو.. ألن ترتدي سترة واقية من الرصاص؟.. يجب أن تـ.. "
قاطعتُها
قائلا ببرود قبل أن أتوجه إلى الخارج
"
بدلي فستانك بسرعة واختاري ما ترغبينه من أسلحة.. لا تتأخري "
خرجت
بهدوء من القصر وراقبت برفقة بابلو الرجال وهم يضعون الأسلحة في السيارات.. عندما
انتهوا أخيرا نظرت إلى بابلو وأمرته
"
اذهب وارتدي سترة واقية بسرعة "
نظر
إليّ بقلق قائلا
"
وأنتَ سيدي؟ "
هززت
رأسي بالرفض واستدرت وصعدت إلى إحدى سياراتي.. بعد مرور عدة دقائق خرج بابلو
وابتسمت برضا لرؤيتي له قد تجهز بالكامل..
ثم
خرجت كتالينا وسمعتُها تهتف بحماس وبإثارة وهي تتعزل بالمسكين بابلو.. شقيقتي
المنحرفة سوف تغتصبهُ الليلة من جديد.. أنا متأكد من ذلك..
أدرت
المحرك وقدتُ السيارة وفتحت الشاشة أمامي الإلكترونية وضغطت عليها نحو العنوان
المحدد وفورا ظهرت خريطة الطريق بها... كانت سيارتي في المقدمة بينما سيارات رجالي
خلفي..
توجهت
نحو عنوان ذلك الحقير السافل بسرعة معتدلة وابتسامة شرير تُنير ثغري..
"
سأنتقم لكِ حبيبتي.. سأنتقم من أجلكِ يا قلبي "
همست
بحرقة وتابعت القيادة...
بانبلينا بيلوني**
خوف
شديد كنتُ أعيشه لسنوات عديدة بسبب ذلك القذر ريكو وأخيه اللعين كاسترو.. لأول مرة
أشعر بسعادة لا مثيل لها عندما اكتشفت بأن كاسترو تم قتله.. شكرت بداخلي من قتله
لأنه أسدى لي معروفا كبيراً.. لكن اللعين ريكو وقبل أن أهرب من إيطاليا وجدني
وأعادني بالقوة إلى قصره..
لقد
قتلا أبي أمام عيناي وسرقا أموالي وجعلاني سجينة لديهما.. أكرههما لحد اللعنة وكم تمنيت
موتهما في كل ليلة منذ وفاة والدي الحبيب.. لقد قتلا أبي أمامي منذ ستة سنوات.. أبي
رافاييلي بيلوني والمُلقب بالبروفسور قتلاه أبناء شقيقه من أجل النفوذ والسلطة و السيطرة على
العصابة.. حرموني من حنان والدي بسبب طمعهم.. وكم كرهتهما وما زلت أكرههما لغاية
الآن.. وكم أتمنى أن يموت ريكو أيضا واليوم قبل الغد..
كنتُ
أبكي بتعاسة وأنا أنظر خارج النافذة في غرفتي.. لقد حاول اغتصابي القذر في الأمس
عندما أجبرني على الخروج من غرفتي وأخرجني من القصر بسرية تامة وجلبني إلى هذا
القصر الحقير.. حاول أن يغتصبني لكن لحُسن حظي أتته مكالمة هامة ولم يستطع عدم
الإجابة على صاحب المكالمة..
صفعني
القذر وقال لي بأنه سينال مني قريبا وخرج من الغرفة.. كنتُ خائفة بأن يدخل إلى
غرفتي ويغتصبني النذل لذلك لم أنم طيلة الليل وأنا أصلي وأدعو بداخلي بأن تحدث
مُعجزة ويموت ريكو لكي أرتاح من عذابي.. كُرهي له لا يمكن لإنسان وصفه.. وكم رغبت
بقتله لكن في المرة الوحيدة التي تجرأت على فعلها ضربني لدرجة أنني ذهبت بغيبوبة
لمدة شهر..
وطبعا الحقير والسافل لم يأخذني إلى مستشفى بل جلب طبيب يتعامل معه بسرية وجعله يهتم بي..
أغمضت عيناي بشدة وبكيت
بتعاسة على حظي وأنا أتذكر آلامي وأوجاعي و أحزاني
تمنيت
في يوم عيد ميلادي أن تحدث مُعجزة وتنقذني من جحيمي.. لكنني أعلم أن زمن
المُعجزات قد ولى.. تنهدت بأسى وقررت أن أستحم..
خرجت
من الحمام وارتديت ملابسي بسرعة وخرجت بهدوء من الغرفة.. كانت الساعة الرابعة بعد
الظهر و الغريب أن الهدوء كان يعم المكان بشكلٍ مُخيف.. أنا أعلم بأنهُ حدث شيئا سيئا ليجعل ريكو غاضبا ويهرب من قصره إلى هنا وبسرية تامة..
هذا
القصر كما سمعت من رجاله هو مكانهُ السري ليختبئ به.. فهذا القصر كما انتبهت هو
منعزل وفي منطقة جبلية.. لكن ذلك لن يمنعني من محاولة الهروب منه ومن عصابتهِ
القذرة..
ركضت
بين الغُرف بخفة ثم نزلت السلالم بهدوء.. شعرت بالسعادة لعدم رؤيتي لأحد من رجال
العفن والعاهر ريكو.. ركضت خارجة من القصر وأنا ابتسم وأبكي بسعادة لكن فجأة توقفت بأرضي
عندما رأيت رجلا أمامي يرتدي بدلة سوداء اللون وهو يحمل بيده رشاش..
تفاجئ
بي كما تفاجأت به وحدق بكره إليّ بينما أنا بخوفٍ شديد و بصدمة كبيرة..
لم
يُسبق لي أن رأيت هذا الرجل... لا يبدو حارسا لدى ابن عمي القذر.. كان أصلع ووسيم
ويبدو ذو نفوذ.. شهقت برعب عندما أمسكني بقميصي بيده اليسرى وجذبني بعنف إليه لكي
ألتصق به وهمس بحدة بوجهي
"
إياكِ أن تصرخي وإلا فجرت رأسكِ.. من أنتِ؟.. وأين هو ذلك اللقيط القذر؟ "
شهقت
برعب وهنا رأيت أمامي في باحة القصر خمسة من رجال ريكو مذبوحين و جثثهم مرمية
جانبا خلف الأشجار.. بدأت أقاومه وأنا أبكي برعب وأهتف بذعر
"
لااااااااااا.. دعني أرجوك.. دعني... آااااااااهه.. "
شهقت
بألم عندما تلقيت صفعة منه جعلت رأسي يلتف ودماغي يُصيبه الجمود التام ثم الصداع
بسبب قوة صفعته.. جرني بعنف إلى الخارج ورماني على الأرض أمام قدميه ورفع يده وهتف
لرجاله بأمر
"
أطلقوا الرصاص نحو القصر "
ثواني
وبدأت أسمع برعب صوت إطلاق رهيب للرصاص.. تكورت على نفسي وبدأت أبكي بجنون وأنتحب
وأنا أغطي أذناي بكلتا يداي.. كنتُ أعلم بأنني سأموت.. عرفت بذلك... بكيت برعب
بينما كنتُ أسمع ذلك الرجل يأمر رجاله بالاحتماء لأن رجال ريكو بدأوا يطلقون النار نحونا..
أحسست
بيد تمسك بذراعي اليمنى وتم جري على الأرض بعيداً..
"
لااااااااااااا.. لا أريدُ أن أموت... أرجوك لا تقتلني.. أرجوككككككك... "
هتفت
بذعرٍ أغرق جسدي بينما يتم رفعي عن الأرض بعنف.. أوقفني ذلك الرجل أمامه وصفعني من
جديد على وجنتي ثم رماني خلفه لأقع بعنف على الأرض ورأيته من بين دموعي يرفع
الرشاش وبدأ يُطلق النار على رجال ريكو والقصر..
دقائق
لا أعلم كم عددها لكنها بدت كالدهر بالنسبة لي وأنا أجلس على التراب وأحتضن جسدي
بكلتا يداي وأدفن رأسي بين ساقاي وأبكي بهستيرية خلف ذلك الرجل الوسيم والمُرعب.. لقد رأيتهُ سابقاً لكن أين؟!!.. أين رأيته؟!.. فكرت بخوف وأنا أبكي برعب منه ومن صوت الأزيز أي صوت الرصاص..
فجأة
ساد السكون في المكان ولم يُسمع في الأرجاء سوى شهقاتي.. صرخت بقوة عندما تم
رفعي من خصلات شعري ورأيت ذلك الرجل ينظر إليّ بكره وسألني من جديد بنبرة مُخيفة
"
من أنتِ؟.. تكلمي "
بسبب
خوفي الشديد منه لم أستطع النطق لكن رأيت بصدمة فتاة تبدو في عمري تقترب منه وتقف
بجانبه وتنظر إليّ بدهشة ثم هتفت
"
مونرو.. إنها بانبلينا بيلوني ابنة البروفيسور.. لم أقتلها في الأمس لأنني لم
أجدها.. دعني أقتلها وأريحك منها "
"
لاااااااااااااااااا.. لا تفعلي أرجوكِ.. أنا بريئة ولا ذنب لي بأي شيء فعله ذلك
الحقير ريكو.. أرجوك لا تسمح لها بقتلي و..
أااااااااااااااااااععععععععععههههههههه.. لا أرجوك.. لا تقتلني.. أرجوكككككك
"
هتفت
برعب عندما سحبني من خصلات شعري نحو القصر الذي تدمر وأمر الجميع بالبحث عن ريكو.. كنا
نسير خلف الحطام وأنا أبكي بهستيرية وأتوسل إليه الرحمة والعفو عني.. فجأة توقف عن
السير وظننت بأنه سيقتلني لكن رأيت الثريات الكرستالية تُعيق طريقه للصعود على
السلالم..
رفع
الرشاش وبدأ يُطلق عليها النار.. كنتُ أصرخ برعب وأنا أحاول تحرير شعري من قبضته و
الفرار منه.. بكيت بجنون وعندما توقف عن إطلاق النار تابع السير وجذبي من خصلات
شعري خلفه.. كان يقتل بدمٍ بارد كل من يراه أمامه من رجال ريكو..
أعترف
كان ماهر بالتصويب وبسرعة مُخيفة..
لكن
لا أثر لـ ريكو في أي مكان.. عاد ينزل السلالم ورأيت تلك الفتاة المخيفة تدخل
القصر المدمر وهي تتنهد بحزن قائلة
"
لا أثر لابن الساقطة في أي مكان.. مستحيل أن يكون قد هرب.. هو بالتأكيد يختبئ في
مكان سري هنا "
تأملتني بنظرات مُخيفة ثم نظرت إلى الرجل المُرعب بجانبي وقالت
بملل
"
سأبحث عن المخبئ بنفسي "
بلعت
ريقي برعب عندما أفلت شعري وحدق إليّ بشكلٍ مُخيف.. أغمضت عيناي برعب عندما رفع يده
وأمسك بأصابعهُ طرف ذقني ورفع رأسي بخفة..
سمعتهُ يسألني بنبرة مُرعبة
"
أين هو؟.. تكلمي قبل أن أقتلكِ "
شهقت
برعب وارتعش جسدي بقوة وانتحبت وفتحت عيناي ونظرت إلى عينيه المُخيفة وهمست له
ببكاء
"
لا أعلم صدقني.. لأول مرة يجلبني إلى هذا القصر.. كنتُ سجينة لدى كاسترو لسنوات
عديدة ولكن عندما مات وجدني القذر ريكو قبل أن أسافر خارج البلد وسجنني في قصره..
صدقني لا أعرف شيئاً.. صدقني "
لكنهُ
طبعاً لم يصدقني إذ أبعد يده عن ذقني ورفعها عاليا وصفعني بقفا يده بكامل قوته
وسقطت على الأرض وأنا أنتحب وأرتعش بقوة.. كنتُ خائفة جداً.. أحسست بأن قلبي
سيتوقف عن النبض في أي لحظة بسبب خوفي الشديد.. رفعني من خصلات شعري وهتف بحدة بوجهي لكي
أخبره أين يختبئ ذلك القذر..
بكيت
بشدة وحاولت التفكير بمكان اختبائه وهنا توقفت عن البكاء وهتفت بسعادة
"
طبعا لديه ممرات سرية مثل التي في قصره في المدينة.. اتبعني "
لم
أنتبه بما تفوهت به بعفوية لكنه سمح لي بالركض نحو الطابق السفلي الأول.. ومثلما
توقعت رأيت الكثير من المَرايَا أمامي.. ابتسمت براحة وبدأت بتحريك كل واحدة علني
أجد الباب السري خلفها.. تنهدت براحة عندما أخيرا وجدت الممر السري خلف إحدى
المرايَا.. حدق ذلك الرجل الغريب نحو الممر بطريقة مُخيفة ثم سمعته يأمر الفتاة
لتنده لرجاله..
وقفت
أمامه بخوف وسألتهُ بنبرة مُرتعبة
"
هل يمكنني الذهاب الآن.. لقد ساعدتك بإيجاد الحقير و... لاااااااا.. أرجوك لا
تؤذيني "
هتفت
بألم عندما أمسكني من معصمي بشدة وجذبني إليه بعنف وحدق إلى وجهي بحدة.. نظرت إلى
عينيه برعب و بخوف بينما فكي كان يرتعش بشدة.. أخفض رأسه وهمس قائلا بفحيح مُخيف
"
إياكِ أن تتفوهي بحرف آخر أمامي وإلا فجرت رأسكِ اللعين.. فهمتِ؟ "
أومأت
له برعب موافقة وهمس بحدة
"
جيد.. والآن التزمي الصمت واتبعيني "
كان
رجاله قد وصلوا ودخلنا جميعا في الممر السري فجأة وقفنا أمام باب ضخم مصنوع من
الحديد يشبه باب خزنة عملاقة.. ابتسم بكره ذلك الأصلع المُخيف وأمر رجاله بجلب الآر
بي جي... الآر بي جي؟!!.. أليس سلاحا يشبه الصاروخ الصغير يتم حمله على الكتف؟!....
شهقت
برعب عندما فكرت بذلك وشعرت بأنني سأبلل نفسي.. سحبني من ذراعي عندما دخل رجل يحمل
على كتفه ذلك السلاح المُخيف وأمر الجميع بالابتعاد..
دقيقة
وصوت انفجار كبير سُمع في الأرجاء تلاه هزة قوية في كامل القصر لدرجة أن الحيطان
تشققت بكاملها.. شعرت بأنني أعيش داخل كابوس مُرعب.. مستحيل أن أكون فعلا أرى ما يحدث
الآن!!..
مستحيل
ذلك.. لكن الألم الرهيب بسبب عنف قبضته على ذراعي وإجباره لي لأتبعه جعلني أعلم
بأنني وللأسف الشديد لا أحلُم..
بكيت
بخوف وهو يُعيدني إلى ذلك الممر ورأيت بذهول فجوة كبيرة في الحائط مكان الباب..
والباب الحديدي الضخم اختفى كليا.. مشينا فوق الحطام والحجارة وتجمدت بأرضي عندما
رأيت ريكو يقف في غرفة ثانية برفقة خمسة من أهم رجاله دون أن يصيبه هو وملاعينه أي
خدش..
شهقت
بخوف عندما أمسكني الأصلع وجعلني أقف خلفه ورفع الرشاش نحو ريكو ورجاله ثم إنحنى
وبدأوا يطلقون الرصاص على بعض.. صرخت بفزع وأنا متكورة على الأرض خلف الأصلع ثم
سحبني من ذراعي ورماني نحو الزاوية خلف الحائط المهدوم ووقف أمامي وهو يتابع إطلاق
النار عليهم..
ثواني
ورأيت بصدمة تلك الفتاة تدخل إلى الغرفة وهي تمسك بيدها قنبلة يدوية ورأيتُها برعب
وبكامل برود أعصابها تمشي ببطء وهي تسحب إبرة الأمان من القنبلة ورمتها ناحية ريكو
ورجاله وهنا سمعت الحقير ريكو يهتف برعب لرجاله
"
أهربوا.... "
صرخت
برعبٍ شديد عندما انفجرت القنبلة وبدأت أبكي بهستيرية جنونية وأنا أزحف مبتعدة عن
هذا المجنون وتلك الفتاة.. تكورت على نفسي في زاوية الحائط وبكيت برعب وأنا أسمع
تلك الفتاة تقول بملل للرجل الأصلع
" مونرو
أريد بعض المرح... سأذهب وأقضي على رجال اللقيط أما ريكو سأترك شرف قتله لك أخي
"
"
أخي؟!!.. هو شقيقها؟!!!... "
همست
برعب وأنا أحاول مسح دموعي التي أبت عن التوقف.. وبعد ذهابها سمعت صوت لكمات ورصاص
ثم ساد الهدوء بشكلٍ مُخيف..
دخل
رجل ووقف أمام الأصلع وقال له ببرود غريب
"
سيدي.. هل قضيتَ عليه؟ "
نظر
إليه الأصلع وقال بملل
"
الكابوس تهتم برجاله وأظنها قضت عليهم.. سأدخل وأرى النذل إن تبول على نفسه "
ثم
نظر إليّ وأمره قائلا
"
اجعلها تقف واتبعني معها "
ارتعش
جسدي برعب عندما وقف أمامي ذلك الرجل الشايب ورفع يده أمامي باحترام قائلا
"
أنستي... "
هل
هو مجنون أم مُحترم زيادة عن اللزوم؟!!!.. تساءلت بصدمة بينما كنتُ أنظر إلى يده بخوف.. وضعت يدي بكفه وسمحت له بمساعدتي بالوقوف.. نفضت ملابسي من الغبار وشكرته
بتهذيب قائلة
"
لقد قتلتهم بمفرها!!!!!... "
همست
بصدمة كبيرة وسمعت ذلك الشايب يقول بفخر
"
أنا والسيد بيلاتشو من دربها على القتال واستخدام السلاح.. هي تفوقت على أساتذتها بمهارة وبأشواط عديدة.. لقبها الكابوس وهي فعلا تستحقه "
سقط
فكي برعب إلى الأسفل عندما أيقنت بأن تلك الفتاة الشابة ليست سوى الكابوس الذي كان
يخاف منه الجميع في شوارع إيطاليا.. ظننت بأن الكابوس هو لقب لرجل ولكن تبين لي
الآن بأنني كنتُ مخطئة..
شهقت
بدهشة عندما رأيت الأصلع يمسك بعنف بسترة ريكو وهو يسحبه على الأرض ويرميه
أمامنا.. كان قد ضربه بشكلٍ مُخيف إذ وجهه كان به كدمات مُرعبة وأنفه كان مُحطم وهناك جرح عميق في جبهته ونصف ثيابه ممزقة والدماء تُلطخها..
"
ارحمني مونرو.. أنا لم أكن أريد قتلها.. ذلك القناص الغبي قتلها بالخطأ و...
"
سمعت
ريكو يتوسل الرحمة من الأصلع وهو يبكي بخوف.. الحقير الجبان يبكي مثل الأطفال بدل
أن يكون رجلا ويتحمل أخطائه.. لكن من قتل ريكو حتى أغضب الأصلع بهذا الشكل؟!..
تساءلت بداخلي وأنا أرى الأصلع يجلس قرفصاء أمامه وهو ينظر بغضب مُخيف إلى ريكو
"
أنتَ لا تعلم بأنك فتحت أبواب الجحيم على نفسك.. سبق وقتلت كاسترو لأنه لمس امرأتي
دون إرادتها.. لكنك تحولتَ إلى الشقيق المُحب فجأة وقررت الانتقام له.. لكنك فتحت
أبواب الجحيم على نفسك بسبب قرارك ولأنك تسببت بموت حبيبتي "
شهقت
بصدمة وتجمدت بذهول بينما كنتُ أنظر إلى الأصلع.. شعرت بالسعادة لأنني أخيراً
تعرفت على من قتل كاسترو وجعلني أرتاح من جحيمه.. لكن حزنت لمعرفتي بأنه خسر
حبيبته بسبب العاهر ريكو.. أتمنى أن يقتله بأبشع طريقة..
فكرت
بذلك ورأيت الأصلع يقف ثم سمعت بصدمة ريكو يقول وهو ينظر إليّ بكره
"
حبيبتي.. لا تؤذي حبيبتي بانبلينا.. لا تؤذيها بيلاتشو "
جحظت
عيناي برعب وهتفت بصدمة
"
ماذاااااااااااا؟!!!!!!!.. "
ثم
رأيت برعب الأصلع ينظر إليّ بكره وقال بحقارة
"
إذا ابنة عمك البروفيسور هي حبيبتك!.. يبدو بأن هذا اليوم هو يوم سعدكما معا "
أشرت
رأسي بالرفض بقوة بينما كان الأصلع يتقدم مني وهتفت بذعرٍ شديد
"
لا تصدقه أرجوك.. هو يكذب.. صدقني هو يكذب.. العاهر هو و كاسترو قاموا بسجني
بعد أن قتلا أبي أمامي وسرقوا أموال أبي وكل ممتلكاته.. أنا من المستحيل أن أُحب ذلك
المغتصب القذر والعاهر والقاتل.. صدقني أرجوك "
انتحبت
بقوة عندما أمسكني من ذراعي بعنف ونظر إلى ريكو وقال له ببرود..
"
سوف تكون حبيبتك بديلا عن امرأتي.. سأجعلها عاهرة لي ثم لرجالي وبعدها سأقتلها
وأدفنها بجانب ما سيتبقى من جثتك "
سالت دموعي برعب على وجنتاي ونظرت إليه بعدم التصديق..
لم
أستطع أن أستوعب ما حدث إلا عندما رماني نحو الكابوس وقال لها بأمر
"
خُذيها وارميها في القبو لحين وصولي "
أمْسَكت
بذراعي وأمرتني بكره قائلة
"
تحركي يا فتاة "
بكيت
وانتحبت وصرخت باعتراض بينما تلك الفتاة تجذبني خلفها..
"
لاااااااااااااا.. لا تصدقه أرجوك.. أنا أكره الأرض التي يدوس عليها.. أرجوك صدقني
هو يكذب.. اللعين يكذب عليك.. لاااااااااا أرجوك لا تستمع إليه... "
رمتني
في صندوق سيارة وأغلقت الباب بعد أن قالت لي بأمر
"
اخرسي قبل أن أجعلكِ تصمتين برصاصة في وسط جبينك "
بكيت
بخوف وبتعاسة وبعد وقت طويل أخرجتني من الصندوق وسحبتني ورمتني داخل قبو مُخيف..
رأيت ريكو تم تكبيله على كرسي وجعلوني أقف وأشاهد بذعر كيف يتم تقطيع جسده من قبل
الأصلع..
كان
يحمل فأسا بين يديه وبدأ بتقطيع يديه من المعصم بعد أن ثبتها له على طاولة خشبية
صغيرة.. شعرت بأنني سأتقيأ من المنظر وبدأ دوار ينتابني..
صرخات
ريكو لم تتوقف وخاصة توسلاته.. فجأة رمى الأصلع الفأس وأمسك بخنجر ورمى جسد ريكو
على الأرض وثبت ركبتهِ اليسرى أسفل ظهر ريكو وبدأ بتمزيق ملابسه.. سمعت بذعر فاق
تحملي الأصلع يقول له بكرهٍ مُخيف
"
سأفعل بك ما فعلته بحبيبتي.. سأفتح ظهرك وأتلف كل ضلع وعظمة به ثم سأتلف رئتيك
وقلبك ولكنني سأحتفظ بعظمة القص ذكرى جميلة لقتلي لك.. ثم سأستمتع بحبيبتك وأقتلها
بعدها "
شعرت
بأنه سيغمى عليّ من هول الرعب والذعر ورأيتهُ بفزع يغرز الخنجر أسفل عنق ريكو وبدأ
يشق ظهره بالسكين بينما صرخات ريكو لم تهدأ..
لم
أشعر بالشفقة على ريكو لأنه يستحق ما يحدث معه.. لكن رؤيتي لطريقة موته جعلتني
أشعر بالخوف والاشمئزاز وجعلت كل خلية في جسدي ترتعش من هول الرعب..
صرخت
برعب وبحدة عندما رأيت الأصلع يفتح ظهر ريكو بكلتا يديه ثم بدأ بتقطيع عظامه
"
ااااااااااااااااااااااععععععععععععععه.... "
صرخت
بهستيرية بسبب المنظر المقرف والمُخيف وبكيت برعبٍ شديد.. ثم توقفت صرخات ريكو لكن الأصلع
لم يتوقف حتى رأيته يرمي بالعظام بعيدا بقرف ثم سحب القلب وصرخ بهستيرية جنونية
وهو يرفع رأسه عاليا باسم
"
رالبيكااااااااااااا.... "
ورمى
القلب أمام وجه ريكو الميت وتابع تقطيع عظام قفصه الصدري حتى أخرج عظمة وقال ببرود
"
وجدتُها "
وقف
واستدار ونظر نحوي.. كان جسدي يترنح وأنا أراه مُلطخ بالكامل بالدماء وهو يحمل
عظمة بيده.. وقف أمامي ونظر إليّ بطريقة مُرعبة وقال ببرود
"
قطعوه وارموا أشلائه في الغابة القريبة لتأكلها حيوانات الغابة.. والآن سوف أستمتع وبهدوء مع حبيبته "
وكان
هذا آخر ما سمعته قبل أن أغيب عن الوعي بين يديه....
انتهى
الفصل
انتباه:
انتهت حكاية آل بيلاتشو هنا لكننا سنراه قريبا مع الفتاة المسكينة بانبلينا في
رواية جديدة اسمها
انت نمبر one يا هافن
ردحذفحياتي وقلبي أنتِ
حذفاووووف ماهذا الإبداع هافن لكن ماذا سيحصل مع الفتاة ولماذا انهيتي قصتهم انها جدا ممتعة القصة مؤثرة والفتاة مسكينة ستتكرر معها قصة رالبيكا بالتأكيد
ردحذفأشكركِ لأنكِ أحببتِ الأحداث يا قلبي
حذفسأكتب رواية مونرو عندما تنتهي ماركيز الشيطان
أي قريبا يعد أسبوعين
بليز نزلي رواية مونرو الجديدة صار أكتر من شهر و أنا بنتضرها بليز بدي أعرف التتمة
حذفالبارت تحفه ياقلبي تسلم ايدك بجد هيوحشني مونرو للروايه إللي جايه ومتحمسه ليها جداااااا
ردحذفدايما مبدعه وهتبقي الكاتبه المفضله عندي شكرا ليكي على إبداعك بحبك جداااااا 💞♥️💞💞♥️💞💞💞♥️💞💞😍💓💗💞😍💗💗😍💞💞♥️💞😍😍💓💗💓💞
حبيبة قلبي أنتِ دائما وأبداً.
حذفمبدعه ماكو كلمة توصف ابداعج وكالعاده متحمسين لقصة مونرو الجديده ❤️
حذفمبدعة كالعادة يسلم لي هالابداع قد ايش ادمنت عليه. 😍😍😍
ردحذفأحلى خبر والله لأنه مونرو بطل رائع 😍😍
انقهرت وحزنت عليه في هذا البارت 💔
حياتي أشكركِ من قلبي
حذفوآسفة أحزنتكِ عليى مونرو
وطبعا أتمنى أن تعجبكِ روايته الجديدة عندما أبدأ بها قريبا وجداً.
كنت اعتقد مازال قصتهم وانه هيحب اخت رالبيكا و يكون متملك معها
ردحذفاحسنت حبيبتي💓👍
ردحذفلالا تقولي بأن مومو راح يحب بنابيلا صراحة ايميليا راح تكون البطلة بليييز جوبي
ردحذفتجنن تسلم ايدك
ردحذفايمت رح تبلشي تنزيل رواية مومو
ردحذف