رواية سحر الفرعون - فصل 25 - مُجرد حُلم
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. يجنن البارت والاحداث واااو واحلى شي انو ديفيد وداس وياهم بس يا ترى الحادث اللي صار شنو نهايته

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حياتي
      سنرى قريبا ما سيحدث مع الجميع

      حذف
  2. ياه على الجمال ياه رووعة

    ردحذف
  3. البارت صغير المره دي ملحقتش افهم حاجه هي كانت بتحلم بالاحداث يعني كانت بتشوف المستقبل علشان تاخد بالها بعدين طب الدكتور بتعها عرف منين

    ردحذف
    الردود
    1. طبعا سأشرح في بارت 26 ما حصل فعليا
      أتمنى أن تعجبك الأحداث

      حذف
  4. الردود
    1. في بارت 26 سأشرح أكثر بدقة ما حدث

      حذف
  5. مابعرف ليش حاسة كانو الفرعون عمل شي ليلغي الماضي ويرجع يجيبا على عالمو تاني مرة لان لمى شافا قالا انو ساوا شي لحتى يرجع يشوفا عندي هل احساس

    ردحذف
  6. واوووووووووووووووووووووو😯😯😯😯
    بجد مهما توقعت مش ممكن أقدر اوصل لخيالك ياهافن بجد البارت تحفه روووووووووووعه😍
    زيروس عمل حاجه كبيرة عشان يقدر يرجعها ليه من تاني متحمسه أعرف ايه هي هحاول اتوقع إللي عملو لبين ماتنزلي البارت الجاي ❣

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ
      ستعرفين قريبا ما حدث أعدك

      حذف
  7. اووووووووا غير متوقع إبداع من جديد بجد إبداع يا ملكة الابداع والتميز

    ردحذف
  8. البارد حلو اوي ومتهيالي ان داس وديفيد فاكرين بردو ياريت تنزلي بارت كمان

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لأنكِ أحببتِ البارت يا قلبي

      حذف
  9. عقلي طار بعظمة ابداعك هافن لم اتوقع ابدا الاحداث

    ردحذف
  10. جميل كالعادة متحمسة البارت القادم🔥🔥🔥🔥🔥

    ردحذف
  11. واووووووو....البارت تحفة ويجنن والاحداث غير متوقعة.
    ياترى هل للفرعون يد بما حدث فعل شي لينعاد الامر مرة اخرى وتستطيع الانتقال الى الماضي.
    والدكتور كيف لساتو عم يتذكر هناك لغز.
    ونهاية البارت صدمة.تسلم ايدك ❤

    ردحذف
  12. البارت قلب كل الموازين فعقلي، سأجن لأعلم تفسير ما حدث وما سيحدث، شكراً لأنكِ أصبحتي جزء من حياتي... فيكِ رأيت تجسيد الخيال الذي اعشقه تماماً🖤😔

    ردحذف
  13. البارت صغنن وجميل ورائع بس حاسه انى مش فاهمه. حاجه 🤣ف انتظار البارت القادم يمكن افهم

    ردحذف
  14. هاي الفصول الأخيرة قهرتني وبجيت بسببهم خاصة بسبب الفرعون خطية

    ردحذف
  15. هافن لسه كتير علي البارت اتاخرتي المره دي

    ردحذف

رواية سحر الفرعون - فصل 25 - مُجرد حُلم

 

رواية سحر الفرعون - فصل 25 - مُجرد حُلم



مُجرد حُلم





كاريتا**

 

لم أتحمل بتاتاً فكرة عدم عبوري الزمنين المنفصلين ورؤية فرعوني من جديد.. انهارت أعصابي كلياً وفقدت الوعي في أحضان والدي داس..

 

ووسط ذلك الظلام الذي غرقتُ به رأيت ضوء من بعيد يشع بقوة وبدأ تدريجيا يقترب مني.. لم أخف منه بل كنتُ أقف جامدة في مكاني أنظر إلى ذلك الضوء الغريب..

 

شهقت بدهشة عندما أصبحت داخل ذلك الضوء العجيب.. توسعت عيناي وابتسمت بسعادة لا توصف عندما رأيت نفسي داخل جناح حبيبي في قصره.. ونبض قلبي بنبضات سريعة جداً عندما رأيته.. إنهُ فرعوني وحبيبي زيروس..

 

كان يقف على الشرفة لا يرتدي سوى النقبة على خصره.. وخصلات شعرهُ الجميل كانت تتطاير بخفة حول وجهه بفعل الهواء..

 

أخيراً لقد عُدت.. أخيراً أنا هنا مع حبيبي..

 

" زيروس... "

 

همست برقة وبسعادة باسمه وفوراً رأيت عضلات ظهره تتصلب.. استدار ببطء ونظر باتجاهي


رواية سحر الفرعون - فصل 25 - مُجرد حُلم


 

رأيت بتعجُب بأن لحيتهُ قد نمت قليلا.. ولكن حبيبي كان يبدو وسيماً جداً بها..

 

" محبوبتي!!!!... "

 

همس بعدم التصديق بينما كان يلتهمني بسعادة لا توصف بعينيه الجميلتين..

 

وقفت أتأملهُ يقترب مني بخطوات بطيئة وشاهدتهُ يقترب ويقترب ويقترب مني حتى أخيراً وقف أمامي وهو يبتسم لي بوسع.. رفع يدهُ اليمنى ووضع كف يده على خدي الأيمن.. أملت رأسي على كفه وأغمضت عيناي بسعادة لا توصف لشعوري لملمس أصابعهُ على بشرتي..

 

" أخيراً نجحت واستطعت رؤيتكِ محبوبتي.. لا تعلمين ما فعلته حتى استطعت أن أتواصل معكِ الآن.. لكن للأسف ليس لدينا الكثير من الوقت و... "

 

فتحت عيناي بذعر وتأملتهُ بخوف وهمست بتوتر

 

" ماذا تقصد؟!!.. أنا هنا.. لقد عُدت من أجلك لأكون معك إلى الأبد.. أنا أحبُك.. أحبُك بجنون فرعوني.. سامحني حبيبي.. سامحني لأنني رحلت بعيداً عنك.. أنتَ حُبي الوحيد الأبدي.. لن أتخلى عنك من جديد مهما حصل "

 

اقترب مني خطوة ورأيتهُ يبتسم لي تلك الابتسامة الساحرة والتي تجعلني أغرق بجنون في بحر عشقه.. قبلني قبلة ناعمة على وجنتي ثم عانقني إلى صدره.. أرحت رأسي على قلبه واستمعت بسعادة إلى نبضات قلبهِ السريعة..

 

سمعتهُ بتعجُب يهمس قائلا لي بنبرة حزينة

 

" أخيراً محبوبتي اعترفتِ بحبكِ لي.. هذا الشيء الوحيد الذي كان ما يفصلني عنكِ منذ أشهر.. في عالمكِ يوماً واحداً يساوي شهرين في عالمي.. لو تعلمين ما فعلته حتى سمحوا لي آلهتي الآباء برؤيتكِ الآن.. لكن للأسف ليس لدينا المزيد من الوقت و... "

 

توقف فرعوني عن التكلم وهنا شعرت بجسدي على وشك الوقوع.. انتفضت بذعر وفتحت عيناي ورأيت بفزع فرعوني بدأ يختفي تدرجياً من أمامي..

 

رفعت كلتا يداي وحاولت أن أتشبث به وأنا أهتف بفزع

 

" لا تذهب.. لا ترحل حبيبي.. لن أستطيع العيش من دونك.. زيروس لا ترحل أرجوك.. لا تتركني حبيبي.. أنا أعشقك بجنون.. لا تتركني أرجوك "

 

لكن جسدهُ أصبح شفاف ولم أستطع رغم محاولاتي اليائسة التشبث به.. بكيت بذعر بينما فرعوني كان يبتسم ابتسامتهُ العاشقة لي وهو يتأملني بنظراتهِ الهائمة..

 

ووسط دموعي وشهقاتي سمعتهُ يقول لي قبل أن يختفي ويختفي كل شيء معه

 

" تذكري دائماً محبوبتي بأنني أعشقكِ كذلك وبجنون.. الوداع حبيبتي... "

 

توسعت عيناي برعب عندما اختفى كل شيء من أمامي وشعرت بجسدي يتم سحبهُ وبسرعة إلى الخلف.. رفعت كلتا يداي عالياً وحاولت المقاومة والركض باتجاه ذلك الضوء والذي كان يختفي من أمامي تدريجيا.. سالت دموعي على وجنتاي بكثرة وهتفت بهستيرية

 

" لااااااااااااااااا.. زيروس لا ترحل.. لا تتركني حبيبي.. أنا حامل بطفلك.. طفلنا لم يموت.. لا تذهب.. لا تبتعد عني وعن طفلك حبيبي.. أرجوك لا ترحل... "

 

لكن تلك القوة الغريبة سحبتني بسرعة إلى الخلف وسط ذلك الظلام المُخيف..

 

" لااااااااااااااااااااااا... زيروس حبيبي... "

 

انتفضت بعنف وهتفت بهستيرية بتلك الكلمات وفتحت عيناي..

 

" ابنتي.. أنا هنا.. لا تخافي حبيبتي.. أنا هنا يا روح والدك.. "

 

التفت بسرعة ناحية اليمين ورأيت والدي يجلس بجانبي على السرير وهو يتأملني بنظرات قلقة خائفة.. نظرت إليه بدهشة هامسة

 

" دادي!!.. "

 

ابتسم بحزن ورفعني قليلا وعانقني بشدة إلى صدره وقال بألمٍ شديد وبحزن

 

" ابنتي.. صغيرتي.. أنا هنا بجانبكِ.. لن أتخلى عنكِ أبداً.. ستكونين بخير أعدكِ.. أنتِ و حفيدي ستكونان بخير "

 

أرحت رأسي على كتفه وبكيت بعذاب.. كنتُ أشعر بالضعف وبالإرهاق الشديد.. هذا الحُلم الغريب جعلني مُكتئبة أكثر.. يا ليتني لم أرى هذا الحُلم..

 

لم أستطع أن أسأله عن أسينا.. أردت أن أعرف أين هي وما حصل معها عندما كنا في الهرم.. لكن بسبب حزني الشديد لم أستطع التكلم مع والدي..

 

تركني والدي أبكي على كتفه لوقتٍ طويل وعندما هدأت سمعتهُ يكلمني بنبرة حزينة

 

" غداً سنعود إلى إنجلترا.. سوف تتحسنين يا قلبي.. سترين كل شيء سيكون بخير.. فقط كوني قوية من أجل طفلكِ ومن أجلكِ.. لقد منعت تلك الحقودة من الاقتراب منكِ والتكلم معكِ من جديــ.. "

 

انتفضت وابتعدت عنه قليلا ونظرت إليه بذهول ثم همست بحزن مُقاطعة حديثه

 

" لكن دادي لماذا فعلتَ ذلك؟!.. لا ذنب لـ أسينا بما حدث لي.. يجب أن أتصل بها وأتكلم معها و.. "

 

وقف والدي داس وتأملني بنظرات غاضبة ثم قاطعني قائلا بحدة

 

" لن تقتربي من تلك الفتاة بعد الآن.. بسببها أنتِ تتألمين.. هي سبب تعاستكِ وحُزنكِ ولن أوافق بتاتاً على صداقتكِ معها.. هل كلامي واضح كاريتا؟ "

 

تأملت والدي بذهول وأجبتُها بحزن

 

" لكن دادي هي لم تؤذيني ولم تؤذي طفلي.. أرجوك لا تُجبرني على فعل ذلك.. أسينا صديقتي الوحيدة "

 

احمر وجه والدي من الغضب ولأول مرة يهتف بوجهي بغضب وبتهديد قائلا

 

" لن ترين تلك الفتاة الحقود طالما أنا أتنفس وعلى قيد الحياة.. وهذا قراري النهائي.. لا أريدها بالقرب منكِ ومن حفيدي.. ولا تُحاولي إقناعي بالعدول عن قراري لأنني لن أفعل "

 

وقبل أن أعترض غادر غرفة الفندق مُسرعاً.. زفرت بقوة وهمست بحزن

 

" لكن أسينا لا ذنب لها.. "

 

نهضت وبدأت أبحث عن هاتفي لكن لم أجده.. بالطبع والدي الحبيب أخذه.. جلست بقهر على السرير ونظرت أمامي بتصميم.. عندما أصل إلى إنجلترا سأتصل بـ أسينا وأتكلم معها.. يجب أن نجد طريقة للعودة إلى مصر ومحاولة العبور الزمنين من جديد..

 

ولكن عندما وصلت إلى إنجلترا والدي شدد الحراسة عليّ ولم يسمح لي من الخروج من المنزل سوى إلى الجامعة.. ولذعري الكبير لم تأتي أسينا إلى الجامعة وغابت عن جميع مُحاضراتها.. وهذا ليس من عادتها.. وهنا عرفت بأن مكروها قد أصابها..

 

شعرت بالقلق عليها وحاولت أن أتصل بها ولكن هاتفها مُغلق وتذكرت بأنني فقدت هاتفها داخل الهرم عندما انتقلنا عبر الزمن.. لذلك اتصلت بوالدتها ولدهشتي الكبيرة السيدة كلارا قالت لي بأن أسينا لا ترغب بالتكلم معي بتاتاً..

 

شعرت بالحزن الشديد بسبب ابتعاد أسينا عني.. عرفت طبعاً بأن والدي هو السبب.. بالتأكيد هدد أسينا و والدها..

 

بعد مرور أسبوع كامل على عودتنا من زمن فرعوني قررت الليلة أن أتسلل من القصر وأذهب لرؤية أسينا.. يجب أن أراها وأتكلم معها.. يجب أن أتكلم معها.. لدي إحساس في داخلي وقوي جداً بأنني يجب أن أذهب وأرى أسينا..

 

لذلك اتخذت قراري وذهبت واشتريت هاتف جديد لـ أسينا مع رقم خاص وقررت أن أذهب الليلة لرؤيتها وتسلميها الهاتف بسرية..

 

لحسن حظي الليلة والدي مشغول وهو في عشاء عمل.. لذلك أخرجت سيارتي من الموقف وأمرت الحراس ليفتحوا لي البوابة ونفذوا ذلك بسرعة.. قدتُ سيارتي باتجاه منزل أسينا وكانت الساعة التاسعة والربع عندما وصلت إلى منزلها..

 

أطفأت المُحرك ورأيت بدهشة كبيرة سيارة رولز رويس فانتوم سوداء اللون متوقفة بجانب منزلها.. تأملت السيارة بدهشة وفكرت بذهول.. لمن هذه السيارة الجميلة يا ترى؟!.. يبدو بأن السيد لورانس لديه ضيف مهم الليلة..

 

انتظرت بقهر حتى يخرج الضيف لأذهب وأرى أسينا.. مضى الوقت ببطء وشعرت بضيق النفس داخل سيارتي لذلك قررت أن أترجل منها وأتمشى قليلا..

 

ترجلت من سيارتي ثم أغلقت الباب ونظرت إلى منزل أسينا وتنهدت بعمق.. نظرت باتجاه الشارع وشعرت بالخوف قليلا.. بالطبع لن أمشي في هذا الوقت المتأخر في هذا الشارع المظلم..

 

تأملت منزل أسينا وقررت بتصميم.. سأدخل ولن أهتم إن كان لديهم ضيف مهم.. سأتكلم مع أسينا وأخبرها بأن قرار منعها من التكلم معي ليس قراري بل قرار والدي.. ثم سأتفق على رؤيتها من جديد في الخفاء وبعدها سأعود إلى القصر دون أن يعلم والدي..

 

اقتربت بسرعة من المنزل ثم طرقت على الباب ثم قرعت الجرس وانتظرت.. ثواني قليلة رأيت الباب ينفتح أمامي ثم رأيت توبي الصغير يتأملني بنظرات مُندهشة..

 

ابتسمت له بوسع وقلتُ له

 

" مساء الخير توبي.. كيف حالك أميري؟!.. هل أسينا هنا؟!.. لو سمحت أخبرها بأنني هنا وأرغب بالتكلم معها.. سأنتظرها هنا "

 

رمش بقوة وقال لي بهدوء

 

" أنسة كاريتا.. شقيقتي أغمي عليها منذ قليل والجميع خائفون عليها "

 

نظرت إليه بقلق وهتفت بخوف

 

" أغمي عليها؟!!!.. ما بها أسينا؟!!.. هل يمكنني الدخول؟!.. أريد أن أطمئن عليها وإن تطلب الأمر سأتصل بطبيب والدي وأطلب منه القدوم إلى هنا ليرى أسينا "

 

وقف توبي جانباً وسمح لي بالدخول وقال بسعادة وهو يغلق الباب بعد أن دخلت

 

" لا داعي لتستدعي الطبيب شقيقتي حامل و... "

 

وهنا توقفت بأرضي وتأملتهُ بصدمة كبيرة ولكن توبي تابع قائلا دون أن ينتبه لذهولي الشديد

 

" ولكن والدي كان يسجنها في غرفتها ومنعني وأمي من إعطائها الهاتف لتتصل بكِ.. فوالدكِ مُخيف جداً إذ هدد أسينا و والدي ومنع شقيقتي بأن تتواصل معكِ وإلا طرد والدي من شركته "

 

ارتعش فكي بقوة وترقرقت الدموع في عيناي وقررت أن أضع حداً لوالدي.. أسينا صديقتي وستبقى صديقتي مهما فعل..

 

نظرت إلى توبي بجدية وقلتُ له

 

" أين هي الآن؟!.. أريدُ أن أراها بنفسي "

 

أمسك توبي بيدي اليمنى وقال بسعادة

 

" اتبعيني كاريتا "

 

تبعته بسرعة بسبب خطواتهِ السريعة ودخلنا معاً إلى غرفة الجلوس.. رأيت أسينا على الأريكة والسيدة كلارا تجلس بجانبها بينما والدها يقف بجانب رجلين وينظر إلى ابنتهِ بقلق وبوجهٍ شاحب..

 

" مساء الخير "

 

همست بقلق وهنا الجميع التفتوا ونظروا إليّ.. شعرت بجسدي تجتاحه موجة من الصقيع.. ارتعش جسدي بعنف وتجمدت نظراتي على الرجلين الواقفين بجنب السيد لورانس..

 

" كاريتا.. أنتِ بخير؟!.. "

 

سمعت توبي يهمس لي بخوف بتلك الكلمات ولكن نظراتي تجمدت على فرعوني و قائده ثم على فرعوني وحبيبي..


رواية سحر الفرعون - فصل 25 - مُجرد حُلم

 

انقلبت معدتي وترنح جسدي وهمست بأنفاس متقطعة

 

" زيروس!!!... حبيبي!!!.... "

 

ثم رأيت وجه حبيبي يدور أمامي وبعدها ظلام لا مثيل له ظهر أمامي..

 

فتحت جفوني بضعف ثم تأوهت بخفة ونظرت إلى سقف غرفتي.. تأملته بنظرات مُتعجبة وهمست بدهشة

 

" هذا سقف غرفتي!!!... "

 

انتفضت وجلست ونظرت بذهول إلى غرفة نومي.. أنا في قصر والدي وفي غرفة نومي وعلى سريري بالتحديد..

 

تأملت غرفتي بتعجُب وفكرت بهدوء.. ربما حبيبي هو من أعادني إلى منزلي برفقة أسينا!!!...

 

ابتسمت بوسع وهمست بسعادة

 

" فرعوني هنا.. لقد أتى من أجلي ومن أجل طفلنا.. حبيبي هنا.. يجب أن أذهب وأرى أسينا بسرعة وأكتشف منها ما كان يفعله حبيبي برفقة قائده في منزلها "

 

وقفت بنشاط ودخلت إلى الحمام لاستحم ثم ارتديت ملابسي ونزلت السلالم بسرعة وأنا أنده بسعادة

 

" دادي.. دادي أين أنت؟ "

 

رأيت رئيسة الخدم تقف في الأسفل أمام أول درجة من السلالم وهي تبتسم برقة وأجابتني بحنان قائلة

" أنسة كاريتا.. صباح الخير.. السيد في غرفة الطعام ينتظركِ كعادته "

 

ابتسمت لها بوسع وعندما أصبحت أمامها عانقتُها بشدة ثم قبلت وجنتها وشكرتُها وركضت باتجاه غرفة الطعام.. رأيت والدي يجلس كعادته على الكرسي الذي يترأس الطاولة وهو يقرأ جريدة.. ابتسمت بسعادة وهتفت بينما كنتُ أركض

 

" صباح الخير دادي "

 

وقفت خلفه وانحنيت وعانقتهُ بقوة وقبلت وجنته وخده بقبلات عديدة بينما أبي داس كان يضحك بسعادة.. وضع الجريدة جانباً ثم أمسك بمرفقي وجذبني لأقف أمامه وهنا بسرعة اقترب الخادم وأزاح الكرسي لي لأجلس.. بعد أن جلست نظرت بمحبة كبيرة إلى حبيب قلبي والدي.. ابتسمَ بوسع وكلمني بحنان كعادته قائلا

 

" صباح الخير طفلتي الجميلة.. لقد أمرت مثل العادة الطباخ ليطهو لكِ وجبة فطوركِ المفضلة.. هيا صغيرتي تناولي وجبتكِ فالسائق ينتظركِ ليوصلكِ إلى الجامعة "

 

تجمد جسدي وتجمدت الدماء في عروقي ونظرت إليه بذهول ثم بدأت بتناول وجبتي وسمعت فجأة وبرعب والدي يسألني بنبرة جادة

 

" أخبريني كاريتا وبصدق.. هل ما زالت زميلتكِ أسينا تُزعجكِ في الجامعة؟.. إن كانت ما زالت تفعل سأذهب بنفسي إلى الجامعة وأتكلم مع العميد ليقوم بطردها.. في المرة السابقة امتنعت عن فعل ذلك لأنكِ طلبتِ مني ذلك.. ولكن لن أرحمها إن كانت ما زالت تتنمر على طفلتي "

 

بلعت بقوة ما في فمي من طعام ونظرت إليه بدهشة.. شعرت بالبرد الشديد يجتاح جسدي.. جحظت عيناي وهمست لوالدي بصدمة كبيرة

 

" كيف؟!.. لكن دادي أنتَ تعلم بأن أسينا أصبحت صديقتي وتوقفت منذ زمنٍ بعيد عن التنمر عليّ "

 

تأملني والدي بنظرات مُندهشة ثم حنونة ثم أردف قائلا برقة

 

" أتمنى فعلا بأن تكون قد توقفت عن التنمر عليكِ صغيرتي.. ولكن إن عرفت بأنكِ تكذبين عليّ بخصوصها وتحمينها من قراري سوف أعاقبكِ وأقوم بطرد تلك الوقحة من الجامعة.. فأنا أتبرع لجامعتكِ بأموال ضخمة ولن يجرؤ أحد وخاصةً عميد الجامعة على مُعارضتي.. والآن تابعي طفلتي تناول وجبتكِ سوف تتأخرين على مُحاضراتك.. وأستأذن منكِ أميرتي يجب أن أذهب إلى الشركة الآن "

 

انسحبت روحي ببطء من جسدي.. شعرت بالخوف الشديد بسبب حديثهُ معي.. ماذا جرى؟!.. ما الذي يحدث هنا؟!!...

 

وقف والدي واقترب مني وتأملني بعاطفة وقال برقة


" انتبهي على نفسكِ أميرتي.. اتفقنا! "

 

أجبته بهمس وبخوف موافقة ثم قبلني على وجنتي وغادر.. وقفت بهدوء بينما كل خلية في جسدي ترتعش وخرجت من القصر بعد أن سلمتني الخادمة حقيبتي ورأيت السائق يبتسم بفرح لي وهو يفتح باب الليموزين..

 

لم أفهم ما الذي يحدث.. سأرى أسينا وأتكلم معها.. يجب أن أعرف أين هما فرعوني وقائده.. وصلت إلى الجامعة وألقيت التحية على البعض من زملائي وما أن دخلت إلى البهو في المبنى الضخم وقفت بأرضي عندما رأيت أسينا تقف أمامي وهي تتأملني بنظرات باردة كارهة كعادتها في السابق.. وهي ترتدي الملابس نفسها في... لا مستحيل.. مستحيل!!!...


فكرت بذعر عندما تذكرت ذلك اليوم في الجامعة.. نظرت إليها بقلق وسألتُها بتوترٍ شديد 

 

" أسينا.. هل أنتِ بخير؟!.. لماذا أنتِ غاضبة مني؟!.. وماذا حصل في الأمس في منــ.... "

 

رأيتُها تقترب مني خطوة ثم كتفت يديها أمام صدرها وقالت بكُره

 

" انظروا من وصلت إلى الجامعة للتو.. سمو الأميرة والتون ابنة أثرى رجل في البلد.. أخبريني سموكِ هل تناولتِ الكافيار في وجبة فطورك؟.. اوه طبعاً فعلتِ.. فأنتِ طفلة والدها المدللة.. الأميرة كاريتا والتون.. أخبريني هل ذهب والدكِ لرؤية الملكة وطلب يد حفيدها لكِ؟.. اوه للأسف لن تكوني أميرة شرعية لأن أحفاد الملكة قد تزوجوا.. مؤسف لكِ "

 

توسعت عيناي بذعر وارتعش جسدي بقوة وتأملتُها بنظرات مصدومة وسألتُها بخوف

 

" أسينا.. ما الذي تتفوهين به!!!.. أرجوكِ لا تفعلي بي ذلك.. توقفي عن المُزاح واخبريني كيف حدث وكان زيروس و بيدوس في منزلكِ و.... "

 

تأملتني بنظرات مُندهشة مصدومة ثم حمحمت بتوتر وقالت بحدة

 

" ما الذي تتحدثين عنه أيتُها الأميرة؟!.. هل فقدتِ عقلكِ؟!!.. ثم من هما زيروس و بيدوس؟!.. هل هما عُشاقكِ الجُدد؟.. يبدو بأنكِ فقدتِ عُشاقكِ في منزلي.. هاهاهاهاهاههههههه..... "

 

بدأت تضحك بقوة بينما كنتُ أقف أمامها بجمود وأُحاول السيطرة ومنع دموعي من التساقط على وجنتاي.. تملكني الخوف والرعب وفكرت بفزع.. مستحيل أن تكون أسينا جادة!!.. هي تلعب في أعصابي فقط..

 

اقتربت منها أكثر وأمسكت بيدها وفورا توقفت أسينا عن الضحك ونظرت بحدة إلى يدي الممسكة بيدها ثم ارتفعت نظراتها وتأملتني بنظرات كارهة وقالت بحدة وبكره

 

" أبعدي يدكِ عني و... "

 

هنا انهارت أعصابي تماماً وسمحت لدموعي لتنهمر بحرية تامة على وجنتاي وهتفت لها ببكاء

 

" أرجوكِ أسينا توقفي.. لا تفعلي ذلك بي.. لقد كنتُ في الأمس في منزلكِ ورأيت فرعوني و قائدهُ.. زوجكِ كان في منزلكِ و.. "

 

سحبت أسينا يدها بعنف من قبضتي وتأملتني بذهول ثم قالت بنبرة حادة

 

" لا أعلم أي نوع من المُخدرات تتعاطينه لكن يجب أن تتوقفي على فعل ذلك وبسرعة.. فرعون وقائده؟!.. زوجي؟!.. يبدو بأنكِ تلقيتِ ضربة قوية على رأسكِ أو تتعاطين نوع خطير من المخدرات.. الأفضل أن تبتعدي عني ولا تتكلمي معي بتاتاً.. يبدو بأن اقتراب رحلة الجامعية إلى مصر أفقدتكِ صوابكِ "

 

اقتراب رحلة الجامعية إلى مصر؟!!!.. انتابني الهلع وأمسكت بكتفيها وهتفت بذعر بوجهها

 

" أسينا لا تفعلي ذلك بي أرجوكِ.. لقد تصالحت معكِ وذهبنا معا إلى تلك الرحلة وانتقلنا إلى زمن الفراعنة معاً و... "

 

" ما الذي يحدث هنا؟.. كاريتا.. أسينا.. المُحاضرة ستبدأ في الحال.. إن لم تذهبا على الفور إلى القاعة سأرفدكما بنفسي "

 

التفت إلى الخلف ورأيت المسؤولة عن الطلاب تقف خلفي.. ارتعش جسدي بعنف وهنا ابتعدت أسينا عني وقالت بهمس لي قبل أن تستدير وتتوجه نحو القاعة

 

" كاريتا.. نصيحة مني يجب أن تذهبي وعلى الفور لرؤية طبيب نفسي "

 

بكيت بهستيرية وأخرجت هاتفي من حقيبتي ونظرت بذعر إلى الشاشة.. تجمدت عيناي برعب إلى الساعة والتاريخ على شاشة هاتفي..

 

بكيت بجنون وشعرت بجسدي يترنح وهنا قبل أن أغيب عن الوعي سمعت صوت أسينا تهتف بذعر

 

" كاريتااااااااااا.. إلهي ساعدوني أرجوكم لـــ... "

 

وهنا دخلت إلى عالم الظلام...

 

فتحت عيناي ورأيت نفسي نائمة على سرير أبيض داخل غرفة متوسطة الحجم.. رأيت أسينا تجلس بجانبي وفورا انتفضت عندما رأتني أنظر إليها وقالت بسعادة

 

" أخيراً استيقظتِ سمو الأميرة.. لقد أخفتني للمــ.. أعني جعلتني أقلق عليكِ.. أقصد قلقت على نفسي.. قد يظنون بأنني السبب خلف اغمائكِ.. كيف تشعرين؟!.. أنتِ هنا في غرفة التمريض في حرم الجامعة.. لقد اتصل العميد بوالدكِ وسيأتي بسرعة من أجلكِ و... "

 

سالت دموعي على وجنتاي وأمسكت بيدها اليمنى وضغطت عليها بخفة وقلتُ لها بإرهاق وبألم و بعذاب

 

" أسينا.. ما هو تاريخ اليوم؟!.. أعني نحن في أي يوم؟! "

 

تأملتني بنظرات هادئة ثم تنهدت بعمق وأجابتني بهدوء دون أن تحاول سحب يدها من قبضتي

 

" كاريتا.. ماذا أصابكِ؟!.. لا تبدين بخير بتاتاً.. أخبريني ماذا حدث معكِ ربما أستطيع مساعدتكِ... "

 

توقفت أسينا عن التكلم ثم ابتسمت بحزن وتابعت قائلة

 

" مع أنني أكرهكِ بشدة "

 

سالت دموعي أكثر على وجنتاي وأجبتُها ببكاء

 

" غير صحيح.. أنتِ لا تكرهينني.. أنتِ فقط تتألمين من ظلم الحياة صديقتي.. سأخبركِ بكل شيء ولكن عديني أولا بأن لا تُقاطعي حديثي وتسمعينني حتى النهاية.. عديني بذلك.. "

 

تأملتني بدهشة وأومأت موافقة وجلست بجانبي على السرير.. شهقت بقوة وبدأت أُخبر أسينا بكل ما حدث معي سابقاً.. وعندما انتهيت تجمدت أسينا وتجمدت نظراتها بصدمة كبيرة على وجهي..

 

وما أن فتحت فمي لأطلب منها لتتفوه بشيء لكن لم أفعل إذ انفتح باب الغرفة ودخل والدي داس برفقة عميد الجامعة والممرضة إلى الغرفة..

 

" ابنتي.. صغيرتي.. "

 

هتف والدي بخوف وركض وجلس بجانب أسينا على طرف السرير وأمسك بيدي وتأملني بنظرات فزعة وقلقة..

 

وقفت أسينا وتأملتنا بخجل ثم همست باحترام

 

" أنا أستأذن سأذهب و.. "

 

التفتَ والدي وتأملها بنظرات حنونة وقاطعها قائلا

 

" أشكركِ لأنكِ ساعدتِ ابنتي.. أنا سعيد جداً لأنكما أصبحتما صديقتين أخيراً "

 

تأملته أسينا بذهول ثم نظرت إليّ بدهشة فابتسمت لها برقة وهنا رأيت دموع أسينا تسيل على وجنتيها وفوراً رفعت يدها ومسحتها عن وجنتها وقالت بتوتر

 

" لا داعي لتشكرني سيد داس.. كاريتا.. كاريتا انسانة رائعة ولطالما تمنيت أن أكون صديقة لها وهي سمحت لي بذلك "

 

ابتسمت لي بحنان ثم استأذنت وغادرت.. نظرت إلى والدي بحنان وسمعت عميد الجامعة يقول لوالدي

 

" الأنسة كاريتا بخير لقد اهتمت بها الممرضة و.. "

 

قاطعه والدي قائلا بجدية وهو يقف ويحملني بنفسه

 

" ستذهب ابنتي إلى المستشفى ويراها طبيبي الخاص بنفسه.. شكرا على اهتمامك بابنتي "

 

وخرج والدي من الغرفة ومن الجامعة وهو يحملني بيديه.. شعرت بالصدمة عندما نفى طبيب والدي خبر حملي.. لقد قال لي وبثقة تامة بأنني لستُ حامل وبأن ما حصل معي مُجرد إرهاق جسدي ونفسي وبأنني يجب أن أستريح قليلا..

 

لم أذهب إلى الجامعة لمدة أسبوع كامل بأمر من والدي وطبيبه.. والدي داس شعر بالقلق عليّ وأمرني بالبقاء في منزلي وأستريح.. أسينا كانت ترسل لي مع سائقي الواجبات وملخصات المُحاضرات الخاصة بها لأدرس..

 

اتصلت بها في الصباح وطلبت منها أن تأتي اليوم إلى قصر والدي.. ولم أندهش عندما وافقت على طلبي بسرعة.. أرسلت لها سائقي الخاص وانتظرت قدومها..

 

كنتُ أجلس في الحديقة شاردة الذهن كالعادة أُفكر بفرعوني


رواية سحر الفرعون - فصل 25 - مُجرد حُلم


اختفت ابتسامتي وبكيت بحزن وبصمت على حالي.. كل ما مررت به مع فرعوني كان مُجرد حُلم.. مُجرد حُلم خيالي.. مُجرد حُلم لا قيمة له..

 

لكنني ما زلتُ أشعر به.. أشعر بلمساته وقبلاته.. ما زلتُ أراه في أحلامي.. ما زلتُ أعشقهُ بجنون رغم علمي بأنهُ مُجرد حُلم خيالي..

 

إحساس بداخلي يُخبرني بأنني لم أكن أحلم.. ولكن في الواقع ما حصل معي كله وهم وسراب.. ولكن إدراك الواقع لا يعني القبول به والاستسلام له.. لن أستسلم أبداً.. سأذهب إلى مصر في الرحلة الجامعية وسأدخل إلى هرم خوفو.. ربما قد أنتقل عبر الزمن وأرى فرعوني من جديد..

 

" مرحبا كاريتا "

 

سمعت صوت أسينا وفوراً أفقت من شرودي والتفت ورأيت أسينا تقف أمامي وهي تبتسم بخجل.. ابتسمت لها بوسع وطلبت منها لتجلس على الكرسي بجانبي..

 

نظرت إليها بهدوء وسألتها

 

" هل فكرتِ بما أخبرتكِ به في غرفة التمريض في الجامعة؟!.. هل صدقتني أسينا؟! "

 

تأملتني بنظرات هادئة ثم رأيت بدهشة دموعها تسيل على وجنتيها بهدوء وقالت ببكاء

 

" لقد صدقتكِ كاريتا.. فقد رأيت ذلك الحُلم كذلك.. رأيته و استيقظت في ذلك الصباح وبدأت أهتف بجنون لأمي كلارا وأسألها عن بيدوس.. كيف رأيت ذلك الحُلم؟!!.. وكيف حصل أن انتقلت برفقتكِ إلى ذلك الزمن قبل أن نذهب فعلياً إلى مصر؟!!.. بل كيف أنا وأنتِ رأينا الحُلم نفسه؟!!.. "

 

تأملتُها بعدم التصديق وابتسمت بسعادة عندما تابعت أسينا قائلة بألم

 

" شعرت بالجنون وبالخوف عندما استيقظت ورأيت بأن كل ما حصل معي كان مُجرد حُلم.. وشعرت بالخوف أكثر عندما رأيتكِ تقتربين مني في حرم الجامعة وتتكلمين معي وتسألينني عن فرعونكِ و حبيبي القائد.. ظننت بأنكِ كنتِ تراقبينني واكتشفتِ ما حصل معي عندما استيقظت في منزلي وبدأت أهتف بانهيار بأنني أريد بيدوس.. "

 

شهقت أسينا بقوة وأمسكت بيدي وتابعت ببكاء قائلة

 

" لقد فقدت أعصابي عندما اكتشفت بأنني لستُ حامل بطفل بيدوس.. عرفت بأنني كنتُ أحلم فقط.. وعرفت بتعاسة بأنني لن أراه من جديد.. ولكن عندما أخبرتني أردت أن أصرخ وأعترض على ما حصل لنا.. أردت أن أخبركِ بأنني رأيت وعُشت معكِ ذلك الحُلم الغريب.. ولكن والدكِ دخل إلى الغرفة ولم أستطع التكلم معكِ.. ماذا سنفعل الآن كاريتا؟!.. كيف سنلتقي بهما من جديد؟! "

 

تأملتُها بحزن وأجبتُها

 

" لا أعرف.. ليس لدي أدنى فكرة.. ولكن الذي أعرفه بأننا لا يجب أن نستسلم أبداً.. سنذهب إلى مصر وبالتحديد إلى الجيزة وسندخل معاً إلى الهرم.. سنعود إليهما أسينا.. سنعود.. لا يجب أن نستسلم مهما حدث "

 

ابتسمت أسينا بوسع ثم قالت بحزن

 

" اشتقتُ إليه.. اشتقتُ إليه بجنون.. أنا خائفة كاريتا.. خائفة بأن لا أرى موميائي من جديد "

 

وأنا خائفة بأن لا أرى فرعوني من جديد.. فكرت بألم ولكن أجبتُها بتصميم

 

" لن نستسلم.. سنعود إليهما وقريباً صديقتي "

 

وهكذا مضت الأيام وانتظرنا بلهفة كبيرة موعد اقتراب الرحلة..

 

أخبرت والدي وبصراحة بما حدث معي.. لزم الصمت ولم يتفوه بحرف أمامي.. ولكن سمعتهُ بحزن يتكلم مع الخدم ويطلب منهم أن يهتموا بي جيداً في غيابه..

 

في البداية رفض وبقوة ذهابي إلى مصر ولكنه رضخ في النهاية عندما شاهد مدى حزني وعذابي..

 

ومثلما حدث في حُلمي ذهبت لزيارة عائلة أسينا.. استقبلتني السيدة كلارا كما فعلت في الحُلم.. أصبحت عائلة أسينا عائلتي لذلك طلبت من والدي حتى يهتم بالسيد لورانس ويساعده من أجلي.. وطبعاً والدي لم يرفض طلبي..

 

واليوم وأخيراً أتى موعد الرحلة.. ذهبت إلى المطار برفقة دادي و أسينا وقمت بتوديعه ثم صعدت برفقة أسينا إلى الطائرة وتنهدنا بسعادة.. أخيراً سنذهب إلى مصر.. أخيراً سندخل إلى هرم خوفو وننتقل عبر الزمن..

 

ولكن قبل أن ينغلق باب الطائرة رأيت بذهول دادي يدخل وهو يهتف للجميع بمرح

 

" مرحباً أيها الطلاب.. هل تستقبلون داس والتون وترحبون به في رحلتكم الجامعية؟! "

 

نظرت إليه بدهشة ثم ضحكت بسعادة عندما هتف الجميع بمرح ورحبوا بفرح برفقتهِ لنا..  ضحكت أسينا بسعادة وقالت بمرح

 

" هذا والدكِ لا يستطيع الابتعاد عنكِ للحظة.. والآن كيف سنتخلص منه ونعبر الزمن؟! "

 

نظرت إليها بخبث وأجبتُها بينما كنتُ أنظر إلى والدي بنظرات ماكرة

 

" سنجعله يعبر الزمن برفقتنا "

 

حركت نظراتي باتجاه أسينا وغمزتُها ثم ابتسمت بخبث وتأملت والدي بنظرات حنونة بينما كان يجلس أمامي على المقعد وهو يضحك ويمزح برفقة الطلاب..

 

ابتسمت بوسع وفكرت.. دادي داس سوف ترافقني بنفسك إلى زمن فرعوني زيروس..

 

وبينما كنتُ أبتسم بسعادة رأيت البروفيسور ديفيد يقف أمامي ثم انحنى وهمس بأذني قائلا

 

" كسوف الشمس قد اقترب.. تحضري لطقوس العبور.. هذه المرة ستكون مختلفة جداً "

 

تأملتهُ بصدمة كبيرة وسقط فكي إلى الأسفل عندما غمزني البروفيسور وقال لي من جديد بهمس

 

" أنا متحمس جداً.. قريباً سنعبر الزمن و سأرافقكم بنفسي هذه المرة.. لن أسمح لكم بالعبور من دوني "

 

" ماذااااااا؟!!!... "

 

همست بذهولٍ شديد لكنه قهقه بخفة ثم غمزني وتوجه نحو مقعده وجلس ووضع الحزام وبدأ يتأملني بنظرات سعيدة أرعبتني..

 

هو يتذكر؟!!.. كيف؟!!!... فكرت بذلك لكن لم أجد إجابة.. هذا البروفيسور يعرف شيئا ويُخفيه عني وعن أسينا.. لكن ما هو يا ترى؟!!!..

 

وطيلة الرحلة حاولت أن أفكر وأحاول حل لغز البروفيسور لكن لم أستطع.. ولكن قبل أن تصل الطائرة إلى مطار سفنكس الدولي في الجيزة غرب القاهرة في مصر سمعنا جميعاً المُضيفات يطلبون منا جميعاً بوضع الأحزمة ولكن نظراتهم لنا كانت مُرتعبة..

 

وبينما كنتُ أضع الحزام سقط قلبي بين أضلعي عندما شعرت بالطائرة تسقطت.. نظرت حولي بذعر ورأيت الجميع يصرخون برعب..

 

سالت دموعي بفزع على وجنتاي وأمسكت بيد أسينا وبدأت أصرخ بفزع وأنا أنظر إلى والدي والذي كان يحاول تهدئتي وتهدئة الجميع..

 

" داااااااااااادي... "

 

هتفت بفزع وعانقت أسينا الباكية بقوة وآخر ما سمعته هو صوت صراخات المُرتعبة لزملائي وصوت دوي انفجار كبير وبعدها لا شيء..


انتهى الفصل



انتقل إلى الفصل 26 ᐸ








فصول ذات الصلة
رواية سحر الفرعون

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©