رواية ماركيز الشيطان - فصل 25 - بسبب الماركيز
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. طبعا بتحبي الماركيز 😍😍😍😍😍😍
    واوووووووووووووو بارت أكتر من روعه شكرا ياقلبي على مجهودك بجد حبيت البارت جدااااااااااااااااا تسلم ايدك يا عمري💝🌹💐⚘🌹💝🌹⚘💐💐⚘⚘🌹🌹🌹⚘⚘💐💐⚘⚘⚘🌹🌹🌹وكل سنه وإنتي طيبه ياقلبي وعقبال ميه سنه يارب ربنا يجعل أيامك واعوامك الجايه كلها فرح وسعاده وتقدم ونجاح مرة تانية هابيبرثدي تويو 🎂🎂🥳🥳🥳🎉🎊🎉🎊🎊🥳🎉🎉🥳🥳🥳🎉🎊🥳🥳🎉🎉🎉🥳🎊🎊🎊🎊🌹🌹⚘⚘

    ردحذف
    الردود
    1. جميلة قلبي محبتي لكِ كبيرة جداً لدرجة بأنني لا أستطيع أن أُعبر لكِ عن كم احبُكِ بمثابة شقيقتي
      أحبُكِ جداً وأشكركِ من قلبي على المُعايدة وأشكركِ على تمنياتكِ لي الرائعة
      اللّه يحفظكِ يا قلبي ويعطيكِ طول العُمر.

      حذف
  2. كل عام وانتي بالف خير 🎊🎉🎂🍰🥧🥮

    ردحذف
  3. البارت في القمة جميل جدا استمتعت في كل كلمة قراتها 😘😘😘😘😘😘😘

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لكِ حبيبتي لأنكِ أحببتِ البارت
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف
  4. أحببت البارت جداً، ولم اتوقف عن الابتسام مع كل حرف اقرأه، لقد فصلني حرفياً عن العالم الخارجي، أتمنى أن لا تحدث مشاكل مع روم ومارسي وان تسامح رالبيكا مونرو ولا يحدث شيء سيء بينهما، كذلك اتمنى ان لا يكابر ماركو اكثر ويعترف بحبه لفيليا، وأن لا يفكر ايثان بالانتقام مرة أخرى من مونرو اتمنى حقا ان يصبحوا أصدقاء، واتفق معكِ بشدة ان الرجال لا يكفون عن التصرف بكبرياء في الحب... ام أستطع ان اقرأ البارت مسبقاً والآن اقرأه في الجامعة والجو لطيف قليلاً، واعتذر بشدة لأنني تأخرت لأهنئك بيوم مولدكِ لأنني كنت مضغوطة جداً في الأمس بالدراسة، حبيبتي وكاتبتي المذهلة كل عام وانتي بخير اتمنى لكِ عمراً مديداً ونجاحاً طويلاً وسعادة لا تنتهي، وبقدر كل ابتسامة ابتسامتها بسببكِ وذرة سعادة شعرت بها وانا أقرأ لكِ اتمنى ان تكوني سعيدة وبخير دائما وقوية... دمتِ كاتبة مذهلة، وجنة كاسمكِ مميزة، ودامت الكلمات لكِ خير ملجأ يا صاحبة الخيال الآخاذ... أحبكِ جداً🦋🌼☀️🌕✨🎁🎀🎊🎉🎈

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي رسالتكِ لي كانت أجمل هدية بالنسبة لي
      أشكركِ من قلبي على كل كلمة كتبتها لي ولأنكِ أحببتِ البارت وروايتي وأشكركِ من قلبي على دعمكِ المعنوي لي حبيبتي
      أنا سعيدة لأنني جعلتكِ سعيدة وكوني بخير قمرتي
      أحبكِ جداااااااااااااااااااااااااااا.

      حذف
  5. ابداع وعظمة كاتبتنا هافن

    ردحذف
  6. بارت جميل جدا happy birthday 🎂🎉 3abel 100 ya rab ala 5alilek 3ailtik🎉🎉🎉🎉🎉🎂🎂🎂🎂🎂

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لكِ من القلب حبيبتي على المُعايدة

      حذف
  7. طولتي ياقلبي ما نزلتي جزء جديد عسى المانع خير 💕

    ردحذف
    الردود
    1. الاثنين سأنشر بارت يا قلبي
      هذا الأسبوع خصصته لرواية سحر الفرعون فقط

      حذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 25 - بسبب الماركيز

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 25 - بسبب الماركيز



بسبب الماركيز



مونرو بيلاتشو**


عندما جلب رجالي المعلومات عن صحة إيثان بوربون قررت أن أراه غدا في الصباح والتكلم معه.. لم أنم طيلة الليل بسبب تفكيري بحبيبتي.. إن ظلمتُها لن أستطيع مسامحة نفسي أبداً..

 

كنتُ نائم على الأريكة وأنا أتأمل بحزن معشوقتي النائمة على سريري بمفردها.. بسبب خوفها الكبير مني ولكي تتوقف عن البكاء تركتُها تنام على سريري بمفردها.. ولأول مرة في حياتي كلها أنام على الأريكة من أجل امرأة.. ولكنها ليست بأي امرأة بل حبيبتي الوحيدة وجميلتي..

 

جفاني النوم لساعات طويلة جداً.. ولم أنم إلا في ساعات الفجر الأولى لأستيقظ بعدها في الساعة السابعة وأرى أن جميلتي ما زالت نائمة براحة.. تأملتُها برقة لدقائق طويلة بينما كنتُ أقف أمام السرير ثم قررت أن أستحم وأذهب لرؤية ذلك الغبي بوربون..

 

خرجت من غرفة العناية وأنا أضحك بشدة على ذلك الغبي بوربون.. رأيت حبيبته تنظر إليّ باستغراب فتوقفت عن الضحك وقلتُ لها بهدوء

 

" هو بخير كما وعدتكِ.. والآن أستأذن منكِ يجب أن أذهب إلى حبيبتي "

 

أشرت لـ بابلو بيدي ليتحرك مع رجالي ولكن قبل أن أتحرك وقفت شارلي أمامي وكتفت يديها على صدرها ونظرت إليّ بعنفوان وقالت بنبرة هادئة

 

" حبيبتك؟!.. تعني ربيكا!.. إذا أنتَ فعلا تُحب ربيكا؟! "

 

حدقت إليها ببرود ولم أُجيبها.. نظرت إلى بابلو وأشرت له بـ عيناي ليذهب وعندما خرج برفقة رجالي وبعد لحظات من الصمت أجبتُها ببرود

 

" اسمها الحقيقي رالبيكا.. وأنا أُفضله على اسم ربيكا.. ونعم أنا أحبُها "

 

رفعت حاجبها عاليا ثم قالت بتأنيب

 

" أوه صحيح لقد سبق وأخبرتني ربيكا بذلك.. ثم أنا لا أفهم لماذا أنتم الرجال تُكابرون دائما على الحُب؟!!.. المهم بأنك اكتشفت حقيقتها وكم هي انسانة رائعة ومُخلصة وتُحبك بصدق وتُحب شقيقتها جداً.. أتمنى أن تُسعدها وتعترف لها بحبك لها لأنها تُحبك جداً.. وأتمنى أن تعوضها فالمسكينة تعذبت كثيراً.. وماردي الوسيم أخطأ بحقها.. ربيكا.. أقصد رالبيكا ضحت بالكثير من أجل شقيقتها الصغيرة و من أجلك.. وهي تستحق السعادة معك "

 

شعرت بغصة كبيرة بداخلي ثم تنهدت بقوة وأجبتُها بهدوء

 

" الرجل الذي تُحبينه جعل خمسة وعشرين من رجاله يغتصبون فتاتي بعد أن قطع أصبعها وقص لها شعرها.. بالكاد تحكمت بنفسي في الداخل لكي لا أقتله بكلتا يداي لأنني وعدتكِ بعدم أذيته وأنا لا أخلف بوعدي أبداً.. ثم هي لم تكن تستحق ما فعلهُ بها.. هو صحيح بأن رالبيكا أخطأت معه وفرقتهُ عنكِ لكن ذلك بسبب حاجتها الماسة للمال من أجل شقيقتها.. لا أعتقد بأنني في يوم من الأيام قد أُسامح إيثان على ذلك.. ولكن منذ هذه اللحظة لن أقترب منه أو مِن مَن يُحب.. لقد أغلقت صفحتي معه إلى الأبد "

 

توسعت عينيها برعب ورأيت جسدها يرتعش بقوة وشاهدت بصدمة الدموع تترقرق في عينيها.. عقدت حاجباي بدهشة عندما سمعتُها تهمس بصوتٍ مبحوح مُرتعش

 

" ماذا فعل إيثان بـ رالبيكا؟!!!... "

 

تباً.. يبدو بأنها لم تكن تعلم بالحقيقة الكاملة... شتمت بداخلي بقوة عندما شاهدت دموعها تسيل على وجنتيها الرقيقتين ثم تنهدت بخفة وقلتُ لها بأسف

 

" لم أكن أعلم بأنكِ لا تعرفين بما فعله.. أنا لم أرغب بأن تعلمي و مني بالتحديد بما ارتكبهُ بحق رالبيكا.. إيثان بوربون أذى حبيبتي بشكلٍ فظيع.. لن أسامحهُ على فعلتهِ هذه لمدى الحياة ولكن من أجل سعادة حبيبتي سأتخطى كُرهي له.. في النهاية هو أخبرني وبصدقٍ كامل الحقيقة وأنا مدين له بسبب ذلك "

 

شهقت شارلي بقوة ومسحت دموعها بظهر يدها وقالت لي بصوتٍ باكي

 

" رالبيكا لم تُخبرني بما فعلهُ إيثان بحقها.. لماذا أخفت عني ذلك؟!.. لماذا فعلت ذلك؟!!.. "

 

ابتسمت برقة لدى سماعي بما قالته.. رالبيكا إنسانة رائعة جداً.. شعرت بالفخر بها فهي لم ترغب بأن تُفرق حبيبين عن بعضهما من جديد.. رفعت يدي ووضعتُها على كتف شارلي وربت بخفة عليه قائلا لها

 

" ربما فعلت ذلك لكي لا تكرهي الرجل الذي تُحبينه.. هي بالتأكيد لم ترغب بأن تتشاجري مع إيثان بسببها.. لذلك لا تفعلي.. وكما أرى أنتِ لم تعترفي له بأنني من خطفكِ لكنه أصبح يعلم بذلك الآن لأنني أخبرتهُ بنفسي "

 

أبعدت يدي عن كتفها وقلتُ لها قبل أن أذهب

 

" رالبيكا دفعت ثمناً غالياً بسبب ما فعلته ولأنها أبعدتكِ عن حبيبكِ.. من أجلها فقط سامحيه لأنني لا أرغب أن تحزن حبيبتي إن اكتشفت بأنكِ انفصلتِ عن إيثان بسبب معرفتكِ بما فعله وخاصة لأنني من أخبركِ بذلك.. أطوي صفحة الماضي وعيشي بسعادة معه.. وأنا سأفعل ذلك أيضا "

 

أومأت موافقة وخرجت مُسرعاً من المستشفى.. كان قلبي يؤلمني جداً لأنني ظلمت حبيبتي الجميلة.. وفكرت كثيراً بكيفية طلب السماح منها و الاعتذار.. غضبت من نفسي لأنني كنتُ غبي ولم أُصدق براءتها وطيبتها.. فإنسانة مثلها ضحت بالكثير من أجل شقيقتها الوحيدة مستحيل أن تكون عاهرة ومحبة للمال وحقيرة...

 

كنتُ شارد بتفكيري طيلة مسافة الطريق وأنا أفكر بطريقة مناسبة لأعتذر لها عن كل ما فعلتهُ وعن ظُلمي لها.. صحيح بأنني رجل مافيا وقاسي وظالم جداً لكنني في حياتي كلها لم أظلم شخص بريء..

 

عندما وصلت إلى قصري فتح الحارس لي الباب وترجلت مسرعا من السيارة باتجاه القصر.. لكن ما أن دخلته وقفت جامداً بأرضي عندما رأيت خمسة من حُراسي يقفون في وسط البهو وهم يُحاصرون رالبيكا بينما هي كانت تهتف عليهم بخوف

 

" أفسحوا لي الطريق.. أفسحواااااااااااا... أنا يجب أن أخرج من هنا.. تبا لكم.. أنا يجب أن أهرب منه قبل عودته.. ابتعدوا من أمامي هياااااااااااااا... ابتعدوااااااااااا... "

 

فجأة توقفت عن الصُراخ بخوف ونظرت إليّ بهلعٍ شديد.. كنتُ أنظر إليها بحزن لأنها حاولت الهروب من قصري كما يبدو واضحا لي.. وحزنت بشدة لسماعي لها تهتف بتلك الكلمات ورغبتها الواضحة بالهروب مني..

 

ماذا كنتُ أتوقع منها بعد تصرفي الهمجي معها؟!.. أن تركض وتحتضنني إليها بشوق وتهمس لي بكلمات عاشقة جميلة!!.. تنهدت بحزن عندما اقترب مني حارس وقال لي باحترام

 

" سيدي.. لقد حاولت الأنسة الهروب منذ ربع ساعة لكننا أفشلنا خطتها.. ولم نُعاملها بقسوة كما أمرتنا سابقا في حال حاولت الهروب "

 

حدقت إليه ببرود وسمعت بابلو يأمر جميع الرجال قائلا بنبرة حازمة

 

" أحسنتم.. أخرجوا واحرسوا الحدائق الخلفية كالمعتاد "

 

وخرج بابلو بعد أن نظر إليّ بطريقة وكأنه يقول لي لا تكن قاسيا معها... وكأنه باستطاعتي بعد الآن أن أكون قاسيا معها.. فذلك مُستحيل..

 

بعد ذهابهم تقدمت باتجاهها ووقفت أمامها بعيداً عنها بخطوة واحدة.. تألمت جداً لرؤيتي لها ترتعش من رأسها إلى أخمص قدميها رُعبا مني.. لكن لم أستطع كبت ابتسامتي الرقيقة عندما انتبهت بأنها ارتدت إحدى قمصاني وبدت كالفستان عليها ووضعت حزام على خصرها.. أوه لقد ارتدت قميصي و حزامي المفضلين.. لديها ذوق رفيع بالملابس...

 

بدت جميلة جدا في القميص وكم أردت مُعانقتها وتقبيلها بجنون وضمها إلى صدري وأحملها بين يداي كالعروسة وأتوجه نحو غرفتي وأمارس معها الحب برغبة جنونية.. لكن طبعاً لن أفعل ذلك قبل أن أعتذر منها وتسامحني..

 

رفعت يدي بخفة نحو وجنتها لأمسح دموعها لكن يدي تجمدت عاليا عندما رأيتُها بحزن تُخبئ وجهها بكلتا يديها وهي تهمس لي برعب وببكاء

 

" لا تضربني أرجوك.. لا تفعل أرجوك.. لم أعُد أحتمل.. لم يعُد باستطاعتي التحمُل "

 

ارتعشت يدي بقوة وأخفضتُها ثم حدقت بحزنٍ شديد إلى حبيبتي الجميلة.. شتمت نفسي بسبب غبائي وما اقترفته من سوء بحق المرأة الوحيدة التي أحببتُها في حياتي.. وقررت أن أعتذر لها و أعوضها عن كل شيء...

 

 

رالبيكا**

 

كنتُ طيلة الليل أترقب هجومه الهمجي عليّ وضربي واغتصابي.. لكن لدهشتي الكبيرة لم يفعل ذلك بل ظل نائما على تلك الأريكة بهدوء.. تفاجأت من تصرفاتهِ الغريبة وحنيتهُ معي.. هو بالتأكيد يُخطط لفعل شيء سيء جداً بي.. أغمضت عيناي وسالت دموعي بصمت وبللت وجنتاي والوسادة وفكرت بحزنٍ شديد..

 

مستحيل أن أسامحهُ على ما فعلهُ بي.. رغم عشقي الكبير له إلا أنني من المستحيل أن أسامحه على ما فعلهُ بي.. لقد ظلمني وضربني وعاملني كعاهرة رخيصة ولم يُصدقني بل فضل أن يُصدق تلك الخبيثة..

 

مؤلم جداً أن يُعاملني الرجل الوحيد الذي أحببته في حياتي كلها بهذه الطريقة الشنيعة.. لقد حطم قلبي وكسرني.. كيف لي أن أتحمل قساوته عليّ ومسامحته؟!.. ذلك مستحيل..

 

من أجله تخطيت خوفي من الرجال وخضعت إلى تلك العملية.. من أجله رميت مبادئي ومخاوفي وسلمتهُ نفسي برضاي.. من أجله قررت أن أنسى ما حدث معي في الماضي وأجعلهُ يرى محبتي الكبيرة له.. من أجله ومن أجل حُبي الكبير قررت أن أكون مُجرد عشيقة له ربما يوما ما يُبادلني مشاعري ويُحبني لذاتي..

 

لكن للأسف كل ما فعلتهُ ذهب أدراج الرياح وتحولت حياتي إلى جحيم مع الرجل الوحيد الذي أعشقه.. صعب جدا أن أكرهه لكن الأصعب أن أسامحه.. لذلك يجب أن أهرب من هنا مهما كلفني الأمر.. يجب أن أبتعد عنه لأنني لن أتحمل أكثر.. لن أتحمل مُعاملته المقرفة لي.. وقلبي تحطم نهائيا ولم يعُد باستطاعتي أن أتحمل أوجاعه..

 

فكرت بألمٍ شديد بذلك ولم أنم طيلة الليل بينما كنتُ أفكر بطريقة للهروب منه.. استفقت على صوت انغلاق الباب وفورا انتفضت وجلست ورأيت بأن مونرو ليس بالغرفة..

 

" الحمدُ اللّه لقد ذهب أخيرا "

 

همست براحة ونظرت فورا إلى ساعة المنبه على المنضدة ورأيت بأنها الساعة السابعة والنصف.. أبعدت غطاء السرير عني وهرولت نحو النافذة.. رأيت بسعادة مونرو برفقة بعض من رجاله يخرجون من القصر.. استدرت وحدقت بسعادة.. هذه اللحظة المناسبة لي بالهروب.. يجب أن أنجح وأهرب منه إلى الأبد..

 

انتظرت نصف ساعة كاملة بعد أن فكرت ماليا بطريقة خروجي من هنا ووجدت الشجاعة لفعلها.. ركضت نحو غرفة ملابسه واخترت قميص بيضاء اللون وارتديتها بسرعة.. أغلقت الأزرار ورأيت بأنها واسعة جدا عليّ فأمسكت بأول حزام رأيته ووضعته حول خصري وأحكمت ربطه بشدة ثم توجهت نحو باب الجناح..

 

لحظي الجيد لم يكن هناك حُراس و خدم.. ركضت حافية القدمين إلى الأسفل وخرجت من الباب الخلفي للخدم..

 

ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أرى من بعيد بوابة الخاصة بالخدم مفتوحة.. ركضت بجنون باتجاهها لكن فجأة وقفت بأرضي عندما رأيت البوابة تُغلق ووقف أمامي خمسة حُراس وكتفوا أيديهم على صدورهم.. توسعت عيناي برعب ونظرت حولي ورأيت بصدمة سبعة رجال خلفي أيضا..

 

كيف غاب عن بالي وجود حُراس له بعدد شعر رأسي في قصره؟!!.. فكرت برعب و هززت رأسي رفضا وبدأت بالبكاء عندما اقترب مني حارس وقال بنبرة هادئة لكن بتهديد واضح

 

" أنسة رالبيكا.. أتمنى عليكِ الدخول وبهدوء إلى القصر لأننا لا نريد أن نتعامل معكِ بقسوة.. لو سمحتِ أدخلي وانتظري قدوم السيد "

 

ارتعش جسدي بقوة وهتفت برفضٍ قاطع وبهستيرية

 

" لاااااااااااااا.. لن أفعل.. لا أريد.. لا أريد.. "

 

حاولت التحرك والركض نحو البوابة لكن حاوطني الحراس من جميع الجهات... بكيت بتعاسة وأنا أمشي بانهيار داخلة إلى القصر.. وقفت في وسط البهو وبدأت بتعاسة أتوسل إليهم لتركي أخرج من هنا لكنهم وقفوا أمامي كالتماثيل ورفضوا حتى التكلم معي..

 

بكيت بشدة لأنني علمت ما هو مصيري لدى عودة مونرو واكتشافه بأنني حاولت الهروب منه.. انتحبت بقوة وهتفت بوجوههم بانهيار

 

" أفسحوا لي الطريق.. أفسحواااااااااااا... أنا يجب أن أخرج من هنا.. تبا لكم.. أنا يجب أن أهرب منه قبل عودته.. ابتعدوا من أمامي هياااااااااااااا... ابتعدوااااااااااا... "

 

لكن ارتعشت كل خلية في جسدي لدى رؤيتي له يقف أمامي.. وسقط قلبي بين قدماي وشرعتُ أبكي برعبٍ كبير.. سيقتلني الآن.. سيقتلني.. هذا ما فكرتُ به بعد خروج بابلو مع الرجال وارتعش جسدي بقوة عندما إقترب مونرو ووقف أمامي بعيدا عني بخطوة واحدة فقط.. بكيت بجنون عندما رفع يده وخبأت وجهي بكلتا يداي خوفا من أن يضربني وهمست له ببكاء وبذعرٍ شديد

 

" لا تضربني أرجوك.. لا تفعل أرجوك.. لم أعُد أحتمل.. لم يعُد باستطاعتي التحمل "

 

غرق جسدي بالهلع وكنتُ على وشك أن أسقط على الأرض لكن يدين قويتين أمسكتا بخصري ونبض قلبي بنبضات مُتسارعة مجنونة عندما احتضنني إليه وهمس قائلا بنبرة حنونة

 

" توقفي عن البكاء جميلتي.. أنا لن أؤذيكِ أبداً "

 

شهقت بقوة وتجمدت بين يديه لكن لم أتوقف عن البكاء بخوف على صدره.. هو بالتأكيد يلعب بأعصابي الآن.. فكرت برعب لكن لدهشتي أبعدني مونرو عنه قليلا وحدق بحزن إلى عيناي الباكية وقال بندمٍ واضح

 

" سامحيني رالبيكا.. لقد أخطأت بحقكِ.. سامحيني جميلتي وأعطني فرصة ثانية لأُظهر لكِ مدى ندمي الحقيقي و... "

 

توسعت عيناي وحدقت إلى وجهه بصدمة وقاومته بخفة لكنه لم يُحررني بل أحكم إمساك خصري بكلتا يديه وتابع قائلا بحزن

 

" صدقيني أنا نادم بسبب ما فعلته.. و.. و.. "

 

وضعت كلتا يداي على صدره وحاولت دفعه بعيداً عني وقلتُ له ببكاء

 

" تأخرت كثيراً باعتذارك.. لا أعلم إن كان اعتذارك لي الأن خُدعة أو إن كنتَ صادقا به.. لكني لن أسامحك على ما فعلتهُ بي.. لقد حطمتني بيديك وكسرتني.. و.. "

 

رفع يديه وحاوط وجنتاي بهما وقال لي بهمسٍ حزين

 

" آسف جميلتي.. لكن صدقيني أنا فعلا نادم.. لقد تألمت أضعافا بسبب ما فعلتهُ بكِ.. أنا.. أنا أحبكِ رالبيكا "

 

جحظت عيناي ونظرت إليه بذهولٍ شديد وسقط  فكي إلى الأسفل من هول الصدمة.. مونرو بيلاتشو يُحبني أنا؟!!!... هتفت بصدمة بداخلي لكن فجأة سمعت ضجة خفيفة وصوت فتاة تهتف بقوة وبمرح

 

" مومووووووو.. مومو حبيبي.. مفاجأة حبيبي لقد آتيت أخيراااااااااااا...... "

 

مومو؟!!... حبيبي؟!!!.. فكرت بصدمة وتوسعت عيون مونرو بدهشة ثم أغمضها بقوة وهمس بغيظ من بين أسنانه

 

" لا!!.. لا!!.. ما هذه اللعنة؟!!... الكابوس هنا!!!!... لا!!.. بالتأكيد لا!!!.. هذا مُجرد كابوس لعين بالتأكيد.. "

 

حدقت إليه بدهشة ثم أبعد يديه عن وجنتاي ورأيته يستدير ببطء ونظر بصدمة كبيرة أمامه

رواية ماركيز الشيطان - فصل 25 - بسبب الماركيز



نظرت أمامي ورأيت بصدمة كبيرة فتاة جميلة جداً تبدو في العشرين من عمرها تقف أمامنا وهي تبتسم بسعادة كبيرة


رواية ماركيز الشيطان - فصل 25 - بسبب الماركيز


وبذهول رأيتُها تركض وتقفز على مونرو وتحاوط خصره بساقيها وعانقته بشدة وبدأت توزع قبلاتها على كامل وجهه..

 

" حبيبي أخيراً رأيتُك.. اشتقتُ لك بجنون مومو الوسيم... "

 

هتفت تلك الفتاة بفرح وهي تُقبل وجنتيه بينما هو كان جامداً كالتمثال دون أن ينبس بكلمة واحدة وينظر أمامهُ بذهولٍ شديد.. حدقت إليهما بحزن وشعرت بألمٍ شديد في صدري وبغيرة عمياء من تلك الفتاة.. من هي؟!.. ومن تكون بالنسبة لـ مونرو؟!.. هل هي حبيبته؟!!...

 

" كتالينا.. تباً... ما اللعنة التي جلبتكِ إلى هنا؟!!.... "

 

هتف مونرو بغضب وهو يحاول إبعاد تلك الفتاة عنه.. قبلت أنفه بقوة وتشبثت بعنقهِ بشدة وقالت بدلال

 

" حبيبي الوسيم.. ما هذا الاستقبال الحار لي؟.. يجب أن تفرش الأرض بالورود من أجلي.. كيف لك أن لا تشتاق إليّ؟.. لقد اشتقتُ لك بجنون حبيبي مومو "

 

احترقت أحشائي من الغيرة وحدقت إلى تلك الفتاة بكرهٍ شديد.. اللعين لديه حبيبة!!.. أكرهه.. فكرت بانهيار ورغما عني سالت دموع القهر والغيرة على وجنتاي.. 


مسحتُها بسرعة عندما رأيت تلك الفتاة تقفز على الأرض وحدقت إليّ بدهشة.. بدأت تتأملني من رأسي حتى أخمص قدماي وعادت نظراتها ترتفع ببطء لتستقر على وجهي.. ثم رأيتُها ترفع يدها اليمنى ووجهت أصبعها السبابة نحوي وسألت مونرو بدهشة قائلة

 

" من هذه مومو؟!!... "

 

مومو؟!!!!... هل هذا اسم الدلع الخاص به لديها؟!.. تساءلت بدهشة واحترق قلبي غيرةً منها... تباً لها ولذلك اسم الدلع المقرف والغبي..

 

 

كتالينا**


داخل ملهى الليلي ريمكس كانت فتاة جميلة جداً قد استعدت جيداً للأجواء الجميلة غير المألوفة والموسيقى الصاخبة والأجواء الممتعة..


وقفت على طاولتها حافية القدمين وبفستانها المثير وبدأت ترقص وتتمايل بدلال على وقع الموسيقى الصاخبة


رواية ماركيز الشيطان - فصل 25 - بسبب الماركيز

الجميع وقفوا يتأملونها بسعادة ومن بينهم صديقاتها والرجال في الملهى.. لم تهتم لنظرات الرجال الراغبة بها والشهوانية كل ما أرادته أن تحتفل بسعادة بسبب انتهاء سنتها الأخيرة الجامعية..


قفزت عن الطاولة وهي تضحك بسعادة ثم ارتدت حذائها ذو الكعب العالي وهتفت لصديقاتها
" سأدخل إلى الحمام.. استمتعوا من دوني يا عاهرات "


دخلت إلى حمام السيدات ثم شهقت بدهشة عندما انفتح الباب ودخل رجل إلى الحمام وابتسم ابتسامة خبيثة وهو يُغلق الباب ويقترب منها ببطء قائلا بالفرنسية وبنبرة مثيرة


" مرحباً أيتُها المثيرة.. أعجبتني رقصتكِ المثيرة لدرجة أن عضوي الذكري انتصب بقوة بسببكِ.. ما رأيكِ أن تُخلصيني من انتصابي لأنكِ من تسببتِ به "


رفعت حاجبي عاليا وتأملتهُ بجمود وسمحت له ليقترب مني ويلصق صدرهُ بصدري ويضع يدهُ على خصري ويحتضنني بقوة.. ابتسمت ابتسامة شريرة والمسكين بادلني ابتسامتي بابتسامة سعيدة منتصرة ظناً منه بأنني سأفعل ما طلبهُ مني للتو.. المسكين لا يعرف ما ينتظرهُ..


رفعت يدي وداعبت ياقة قميصهُ بأناملي وقلتُ له بدلال

" أيها الوسيم سيكون من دواعي سروري تنفيذ ما طلبتهُ مني.. اخلع سروالك حُبي ودعني أرى عضوك الجميل "


تأملني بسعادة وأزال يدهُ عن خصري ثم ابتعد عني قليلا ورأيتهُ باستمتاع يفك أزرار سرواله ثم أخفضهُ إلى الأسفل.. ابتسمت بخبث عندما أخرج عضوه المنتصب من البوكسر ومسدهُ بيده وقال بأنفاس لاهثة


" اقتربي وامتصيه بسرعة "


اتسعت ابتسامتي الشريرة واقتربت منه ونظرت إلى عضوه ثم رفعت نظراتي وتأملت عينيه باستمتاع قائلة


" لا بأس به رغم أنه صغير قليلا.. خُسارة "


عقد حاجبيه وتأملني بتعجُب فاقتربت منه أكثر وأمسكت بذراعه وأبعدتُها عن عضوه ثم أمسكتهُ وداعبتهُ له قليلا وقلتُ له بدلال بينما كان الأحمق يتأوه بمتعة


" الصغير منتصب جداً.. يا له من مسكين.. يجب أن أريحهُ من عذابه "


فجأة تجمدت ملامحي ونظرت إليه بحدة وبغضب أعمى.. تأملني بذهول ثم صرخ بجنون عندما ضغطت قبضتي بعنف على عضوه وسمعت باستمتاع صوت طقة العضل به..


سقط على الأرض على ركبتيه وانحنيت بسرعة دون أن أزيل يدي عن عضوه المقرف ولويتهُ عكسياً ليصرخ الغبي بجنون وبألم.. أبعدت يدي عن عضوه وأمسكت بخصيته وضغطت بقوة عليهما لأسمعه يبكي وينتحب بجنون وهو يهتف بهستيرية


" توقفي أرجوكِ.. أرجوكِ توقفي.. أنا آسف.. "


نظرت إليه ببراءة وضغطت أكثر على خصيته وقلتُ له بدلال


" ولماذا أنتَ آسف؟.. ولماذا سأتوقف أيها العاهر عن سحق خصيتيك كما سحقت لك عضوك الصغير والمقرف؟!.. لقد أخطأتَ وتبعتني إلى هنا.. وارتكبتَ أكبر خطأ في حياتك عندما طلبتَ مني لأمتص عضوك المقرف.. أيها المسكين أنا كتالينا الكابوس.. وسأجعلك ترى الآن كابوساً مرعباً وأنتَ في كامل وعيك "


أبعدت يدي عن خصيتهِ المقرفة وركلتهُ بقدمي على صدره ليقع على ظهره ثم وضعت قدمي على صدره وضغطت حذائي بقوة عليه ليبدأ الحقير بالبكاء كالأطفال وهو يتوسل مني الرحمة..


انحنيت ونظرت إلى عينيه الباكية بكره وهمست بحقد بوجهه


" هل ظننت بأنني عاهرة مثل والدتك وشقيقتك؟.. مؤسف فعلا.. لحظك العاثر حاولتَ أن تتحرش بي أيها العاهر وسوف ألقنك درساً لن تنساه بعد سحقي لعضوك القذر "


ركلتهُ بعنف على عضوه ثم جلست على معدته وأمسكت بياقة قميصه ورفعتهُ قليلا وبدأت ألكمهُ بكامل قوتي على وجهه حتى اختفت معالمهُ بالكامل وغاب عن الوعي الأحمق.. وعندما شعرت بالملل من لكمه توقفت وتنهدت بسعادة ثم وقفت ورتبت فستاني..

استدرت وغسلت يداي من دمائهِ القذرة ثم مسحت يداي بالمحرمة ورميتُها على صدره.. تأملتهُ بقرف ثم بصقت على وجهه وهمست ببرود قائلة


" الوداع أيها الحقير.. تشرفت بمعرفتك واستمتعت برفقتي معك "


فتحت باب الحمام وقلبت عيناي بملل عندما رأيت حُراسي الملاعين يقفون أمامي بانتظاري.. زفرت بقوة وقلتُ لهم بكره


" أيها الأغبياء يوجد حشرة في الداخل يجب أن تتخلصوا منها بسرية تامة وتخرجونها من الملهى.. سأنتظركم في سيارتي يا ملاعين.. لا تتأخروا "


ودعت صديقاتي وخرجت من الملهى وصعدت إلى سيارتي الجميلة وانتظرت فعلا الأغبياء.. بعد مرور ربع ساعة مملة لعينة رأيت حُراسي يقتربون من سيارتي وقال المسؤول عن حرسي


" أنسة كتالينا لقد تم تنفيذ المهمة بسرية تامة كما أمرتِ.. وصاحب الملهى يرسل لكِ سلامهُ واعتذاره و... "


قاطعته بملل قائلة


" فهمت.. لقد فهمت.. اتبعوني الآن قبل أن أُحطم وجوهكم بنفسي "


أدرت المحرك وقدتُ سيارتي بسرعة قصوى إلى منزلي...


في اليوم الثاني*


"ملل لعين وملعون وعليه اللعنة وألف لعنة.. ما هذا الملل الرهيب الذي أعيشهُ هذه الأيام؟!.. مقرف فعلا "

 

تمتمت بقهر وأنا أتسطح على السرير وأضع ساقا فوق الأخرى.. لقد انتهت جامعتي وتخرجت بتفوق وذلك الغبي مومو لم يتصل بي لغاية الآن.. هل مات؟!.. لا أظن ذلك وإلا كان الجميع أخبرني بذلك.. تأففت بضيق وفكرت بقهر.. ملل مقرف جداً.. لقد مللت الحياة هنا في باريس.. ربما حان الوقت لأعود إلى إيطاليا!.. بلدي الحبيب كم اشتقتُ إليك ولذلك الملعون مومو...

 

فكرت بحزن ثم انتفضت جالسة عندما التمعت فكرة شريرة وجميلة جداً في رأسي.. لما لا أسافر إلى إيطاليا؟!!.. أوه نعم إنها فكرة رائعة جداً.. مومو سيموت من الغيظ والفرح عندما يراني..

 

قهقهت بقوة ونظرت إلى سلاحي والذي كنتُ أضعه على الفراش بجانبي.. أعشق هذا السلاح فهو هدية من مومو لي.. اللعين وابن العاهر لم يسأل عني منذ فترة شهرين.. لذلك سوف أفاجئه وأذهب إليه بنفسي..

 

قفزت وأمسكت بهاتفي واتصلت بالمطار ولسعادتي كان هناك رحلة من باريس إلى إيطاليا بعد ساعتين.. حجزت فوراً وقررت أن أتجهز بسرعة.. سحبت حقيبة السفر وبدأت بتوضيب أمتعتي وأنا أبتسم بفرح..

 

ودعت نانا ماري وأمرت حارسين بمرافقتي إلى المطار وخرجت ونظرت إلى سيارتي الجميلة..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 25 - بسبب الماركيز

 

" سأشتاق إليكِ بجنون يا سيارتي الحبيبة.. لكن لا بأس فحبيبي مومو واللعين سوف يشتري لي واحدة أخرى "

 

هتفت بفرح ورميت حقيبتي في الصندوق وقدتُ سيارتي نحو المطار.. رميت المفتاح لحارسي وهتفت قائلة له بفرح

 

" لا تُحطمها وإلا حطمت لك حياتك البائسة أيها القذر "


ابتسمت بوسع عندما تأملني بخوف.. قهقهت بخفة ثم نظرت إلى حُراسي وهتفت بسعادة


" الوداع أيها الأغبياء.. من الرائع أن لا أرى وجوهكم المقرفة أمامي بعد اليوم "

 

قهقهت بقوة لدى رؤيتي لهما ينظران إليّ براحة و بسعادة.. للأسف كنتُ أستمتع بجعل حياة الجميع كالجحيم والآن هم سعداء لأنهم ارتاحوا مني ومن تعذيبي لهم..

 

دخلت مسرعة إلى المطار وأنا ابتسم بسعادة وهتفت بفرحٍ كبير

 

" إيطاليا أنا قادمة.. تحضري لاستقبالي "

 

شعرت بسعادة لا توصف لدى وصولي إلى قصر مومو.. دفعت أجرة السائق وأمرت حارس مومو بحمل حقيبتي ودخلت إلى القصر.. ابن العاهر لم يستقبلني كما تخيلت ولكنني سعيدة لرؤيته أخيراً..

 

في النهاية انتبهت لوجود فتاة في الغرفة وسألت مومو عنها.. يا ترى من هذه الفتاة؟!.. ولماذا شعرها قصته مقرفة؟!!...


 

مونرو بيلاتشو**

 

توقف قلبي عن النبض عندما سمعت صوت كتالينا في أذناي بينما كنتُ أعترف بحبي الكبير لمعشوقتي رالبيكا.. همست بقلقٍ كبير

 

" لا!!.. لا!!.. ما هذه اللعنة؟!!... الكابوس هنا!!!!... لا!!.. بالتأكيد لا!!!.. هذا مُجرد كابوس لعين بالتأكيد.. "

 

نعم إنه كابوس بالتأكيد.. هذه العفريتة لم تأتي إلى إيطاليا وأنا طبعا أهلوس بأنني أراها أمامي..

 

لكن لرعبي الشديد كتالينا فعلا هنا.. قفزت عليّ وحاوطت عنقي بيديها وبدأت بتوزيع القبلات على وجهي.. تبا ما هذا الكابوس؟!!.. همست بداخلي ثم هتفت بغضب

 

" كتالينا.. ما اللعنة التي جلبتكِ إلى هنا؟!!!... "

 

قبلت أنفي وأنبتني بسبب استقبالي لها الجاف.. ثم قفزت لتقف على الأرض وأشارت لي بيدها نحو رالبيكا وسألتني

 

" من هذه مومو؟!!... "

 

اللعنة... لعنت بداخلي وبلعت ريقي بقوة واستدرت ونظرت إلى رالبيكا.. كانت جامدة وهي تُحدق إليّ ببرود.. بلعت ريقي بقوة وقلتُ لها

 

" كتالينا أعرفكِ على حبيبتي رالبيكا... "

 

شهقت الفتاتين معاً بقوة ورأيت رالبيكا تتأملني بذهولٍ شديد.. تبا أنا في موقف لا أُحسد عليه أبداً.. ابتسمت بتوتر لها قائلا

 

" رالبيكا.. هذه شقيقتي الصغيرة كتالينا و.. "

 

انتفضت بقوة عندما هتفت كتالينا وهي تركض وتحتضن بشدة رالبيكا المتفاجئة قائلة بسعادة

 

" أنتِ إذا حبيبة أخي الوسيم.. أخيراً تعرفت عليكِ.. "

 

ثم ابتعدت عنها وقالت بسعادة

 

" أنتِ جميلة جداً.. لكن شعركِ يحتاج إلى لمسات بوليو وهو أشهر مُزين للشعر في إيطاليا كلها.. لم أتخيل أبداً بأنني سأرى يوما حبيبة مومو أمامي "

 

احمر وجه رالبيكا من الخجل وهنا اغتنمت الفرصة وتقدمت وحاوطت خصر رالبيكا بيدي وجذبتُها إليّ ثم قبلت وجنتها ونظرت إلى شقيقتي قائلا

 

" كتالينا.. لا تُخيفي حبيبتي أكثر.. ثم لم تُخبريني كيف أتيتِ إلى إيطاليا؟!.. ولماذا لم تُعلميني بقدومك مُسبقا "

 

تأففت بملل وعندما أرادت التكلم معي دخل بابلو وحدق إلى الجميع بدهشة.. استدارت كتالينا وحدقت إلى بابلو بدهشة ثم صفرت بقوة وقالت بدلال وهي تتقدم لتضع يدها على عُنق بابلو المذهول

 

" بابلو.. بابلو.. أيها الجذاب أخيراً رأيتُك.. لقد أصبحتَ أكثر وسامةً مِما أتذكر.. شعرُك الشايب يليق بك أكثر.. تبدو مثيراً جداً وقلبي الصغير لا يحتمل مدى وسامتك الأخاذة.. كيف حالك يا قلبي؟.. هل اشتقتَ إليّ؟ "

 

هززت رأسي رفضا وكتمت ضحكاتي لدى رؤيتي لردة فعل بابلو.. توسعت عينيه بخوف وشحب وجهه بشدة وتعرق وحاول جاهدا إبعاد يد كتالينا عن عنقه لكنه طبعا لم يستطع فعل ذلك.. قهقهت بقوة عندما عانقته كتالينا وقبلت خده برقة ثم وضعت رأسها أسفل عنقه..

 

سمعت شهقة رالبيكا المتفاجئة ورأيتها تُحدق بهما بصدمة وذهول شديدين.. ابتسمت بمكر عندما رأيت بابلو يحاول إبعاد كتالينا عنه وهو يقول بتلعثم

 

" أنستي الصغيرة.. أنــ.. هو.. مرحــ.. مرحبا بكِ و.. ابتعدي عني لو سمحتِ و.. ممممم.... "

 

سمعت بفرح رالبيكا تُقهقه بمرح عندما رفعت كتالينا رأسها وقبلت بابلو قبلة ساخنة في فمه.. شقيقتي الصغيرة ما زالت مُنحرفة كما أتذكر..

 

ضحكت بقوة عندما استخدم بابلو معها حركاته القتالية وأبعدها عنه وفر هاربا من أمامنا وهتفت كتالينا باستنكار

 

" هاااااااااي.. لا تذهب أيها المثير.. بابلوووووو.... "

 

وركضت خلفه مسرعة.. أزلت يدي عن خصر رالبيكا وحدقت إليها بنظرات حنونة بينما كنتُ أراها تضحك بقوة وبمرح.. فجأة توقفت عن الضحك وحمحمت بخجل وحدقت إليّ بحزن.. ابتسمت لها بحنان وهمست قائلا لها

 

" تبدين جميلة جداً وأنتِ تضحكين.. في الحقيقة أنتِ دائما جميلة وفي كل الأوقات بنظري "

 

احمرت وجنتيها بشدة ولكن نظراتها الحزينة لم تتغير.. أشاحت بعينيها إلى البعيد وغيرت الموضوع قائلة لي ببرود

 

" لم أكن أعلم بأن لديك شقيقة صغيرة.. هي جميلة ومرحة جدا "

 

تنهدت بخفة وقلتُ لها

 

" كتالينا هي اختي الغير شقيقة.. والدتها كانت عشيقة والدي.. عندما أصبحت حاملا بها والدي رفض الفكرة وأمرها بالإجهاض لكنها عاندته واحتفظت بها وهربت منه.. كنتُ في الرابعة عشر من عمري عندما أتت والدة كتالينا وسلمت أمي طفلتها وطلبت منها أن تُربيها.. للأسف والدي رفض الاعتراف بها وقتل والدة كتالينا ثم رمى شقيقتي في الميتم.. وبعد أربع سنوات عندما مات والدي بحثت عنها وعندما وجدتُها ذهبت إلى ذلك الميتم وحضنت شقيقتي من جديد وأخرجتُها وربيتُها بنفسي.. ومنذ خمس سنوات أرسلتُها إلى باريس لكي تتعلم هندسة الميكانيك و.. وها هي هنا الآن "

 

حدقت رالبيكا إليّ بدهشة هامسة

 

" تعلمت هندسة الميكانيك؟! "

 

ابتسمت بتوتر قائلا

 

" اممم.. هو كتالينا لا تُشبه الفتيات بشيء.. فهي تُحب الأسلحة جداً وهي بارعة جداً باستخدامها.. كما أنها منذ طفولتها تعلمت الكاراتيه و الملاكمة و.. واستخدام الخناجر والأسلحة.. و حسنا كنتُ شاب و هي تربت على يدي وأردت حمايتها وأجعلها قوية حتى تستطيع الدفاع عن نفسها "

 

ابتسمت بوسع عندما رأيت شبح ابتسامة رقيقة على شفتيها.. هنا تشجعت ورفعت يدي وأمسكت بيدها اليمنى وضغطت عليها بخفة قائلا

 

" أنا أحبُكِ رالبيكا.. أتمنى أن تُسامحيني لأنني سأفعل المستحيل حتى أعوضكِ عما فعلته و... "

 

سحبت يدها بعنف وحدقت إليّ ببرود قائلة

 

" تأخرتَ كثيراً.. فما فعلتهُ بي أحرق جذور المسامحة بداخلي.. لا أعلم سبب تغيرك المفاجئ لكن اعتذارك مرفوض ولم يعُد له نفع.. أتمنى أن تسمح لي بالعودة إلى منزلي وتنسى بأنني موجودة على سطح هذه الأرض و... اااهههههههه.. دعني.. دعني أيها الهمجي... أتركني.. دعني وفي الحال "

 

سقط قلبي بين قدماي لدى سماعي بما تفوهت به ولم أرضى أبداً بكلمة واحدة تفوهت بها.. لذلك فعلت أول شيء خطر في رأسي اللعين.. حملت رالبيكا على كتفي وصعدت نحو جناحي.. بدأت تركل صدري ومعدتي بقدميها وتضرب ظهري بيديها الجميلتين..

 

أحكمت إمساك ساقيها بيدي اليمنى ثم صفعت بخفة مؤخرتها وسمعتُها باستمتاع تشهق بصدمة ثم بدأت تصرخ بجنون

 

" كيف تصفع مؤخرتي أيها المنحرف المجنون؟!!.. أنزلني في الحال.. أنزلي وبسرعة.. "

 

ابتسمت بسعادة قائلا لها وأنا أصعد على السلالم

 

" لا حبيبتي.. لن أرضى أن تخرجي من قصري أبدا إلا بعد أن تُسامحيني وتعترفي لي بُحبكِ الكبير لي.. أنا أعلم جيداً بأنكِ تُحبيني بجنون كما أنا أحبكِ.. أنتِ لي وسأفعل المستحيل حتى أنال مُسامحتكِ وحبكِ "

 

" أنتَ فعلا مجنون.. مستحيل أن اسامحك أيها الهمجي.. سمعتني؟ مستحيل أن أفعل "

 

هتفت بجنون وعاودت تقاومني.. ابتسمت بخبث وهمست قائلا لها

 

" سنرى... "

 

صرخت رالبيكا بقهر وعاودت ضرب ظهري بيديها.. دخلت إلى غرفتي ووضعتُها بخفة على السرير.. انتفضت بقوة وحدقت إليّ بغضب.. ابتسمت لها بحزن ثم قلتُ لها

 

" رالبيكا.. صدقيني أنا نادم أشد الندم لأنني ألمتكِ وقمتُ بتعذيبكِ و.. وعاشرتكِ بطريقة مؤلمة.. لكن صدقيني سأفعل أي شيء تريدينه حتى أنال مُسامحتكِ لي "

 

نظراتها الجامدة والمُحدق بوجهي بطريقة غريبة جعلتني أبلع ريقي بقوة.. هي تنوي على فعل شيء!!.. فكرت بقلق ثم توسعت عيناي عندما ابتسمت بخبث وقالت

 

" ستفعل أي شيء حتى تنال مُسامحتي؟!.. أي شيء!!! "

 

اللعنة.. هي تبدو شريرة الآن وهذا أقلقني أكثر.. ولكن سحقا للجحيم سأفعل أي شيء من أجلها حتى تسامحني وتبادلني الحب..

 

بلعت ريقي بقوة وبصدق أجبتُها

 

" سأفعل أي شيء حتى أنال وأستحق مُسامحتكِ و حُبكِ لي "

 

اللعنة واللعنة الملعونة على حظي وغبائي وتبا للحظ.. شتمت بداخلي بقوة عندما رأيت ابتسامتها الخبيثة تتسع أكثر على ثغرها.. تبا هي تنوي على فعل شيء سيء جداً بالتأكيد..

 

وقفت رالبيكا بهدوء وحدقت إلى وجهي بنظرات ماكرة ثم استقرت نظراتها على شعري ثم لحيتي.. لاااااااااااا.. واللعنة لا وألف لا!!!!!... هتفت بقوة وبرعب بداخلي عندما رفعت يدها اليمنى ولمست بخفة خصلة من شعري ثم حدقت إلى عمق عيناي وقالت بخبثٍ واضح

 

" حتى تنال مُسامحتي لك مونرو بيلاتشو عليك أولا أن تسلمني نفسك لمدة شهرين كاملين.. سوف تسلمني نفسك لمدة شهرين كاملين وتسمح لي بفعل ما أريدهُ و أرغبهُ بك.. و... "

 

توسعت عيناي برعبٍ حقيقي عندما ابتسمت ابتسامة شريرة وتابعت قائلة وهي تلمس بأصابعها لحيتي الجميلة

 

" و إن لم توافق لن تنال مُسامحتي لك أبدا و.. و لن أسمح لك برؤيتي من جديد.. إن وافقت ستكون تحت تصرفي منذ هذه اللحظة لغاية شهرين كاملين "

 

اللعنة!!.. مستحيل أن أرفض مهما فعلت بي.. بلعت ريقي بقوة وهمست قائلا لها بغصة

 

" موافق "

 

اتسعت ابتسامتها الشريرة أكثر ولدهشتي أمسكتني من ياقتي بطرف أصابعها وقالت بهدوءٍ مُخيف

 

" جيد.. أحسنتَ مومو.. والآن اتبعني "

 

مومو؟!!!!!!... تبا كم خرجت هذه الكلمة والتي أكرهها لحد اللعنة من بين شفتيها بإثارة.. تبعتُها كالمنوم إلى الحمام وجعلتني أجلس على كرسي الحمام ثم لصدمتي رأيتُها تفتح خزانة وأخرجت منها ماكينة الحلاقة الخاصة بي والتي لا أستخدمها أصلا...

 

" ما اللعنة؟!!.... "

 

صرخت غصبا عني بصدمة عندما وقفت أمامي وهي تبتسم بشر وهي تنظر إلى شعري الجميل.. لااااااااااا!!!.. هي لن تفعل بي ما أفكر به؟!!... مستحيل!!...

 

ابتسمت رالبيكا بشر وقالت لي بنبرة هادئة

 

" أول قانون لدي ستبدأ بتنفيذه.. ممنوع منعاً باتاً أن تشتُم أو تلعن في حضوري.. ثاني قانون.. ممنوع منعا باتا أن تعترض على أي شيء أرغب بفعله بك.. أما القوانين الأخرى سوف أخبرُك بها لاحقا.. والآن مومو عليك أن تكون كالولد المطيع وتجلس بهدوء "

 

توقفت حبيبتي عن التكلم وحدقت بخبث إلى عيناي والتي كانت تتأملها بصدمة شديدة.. اقتربت خطوة مني وداعبة وجنتي بأناملها وقالت بهمس

 

" والآن دعني أتفنن بقص شعرك.. لقد طال كثيرا هو ولحيتك.. وأنا لا أريدُ أن تسيل دمائك بينما أعمل باستمتاع على إزالتهم "


توسعت عيناي بذعرٍ حقيقي وهتفت بصدمة كبيرة وباعتراض


" واللعنة الملعونة لااااااااااااااااااااا.. لــ.. "


توقفت عن الشتم والصراخ عندما وضعت رالبيكا أصبعها السبابة على شفتاي وقالت برقة


" لا للشتم مومو.. لقد وافقتَ على شروطي وعليك أن تنفذها منذ هذه اللحظة "


لا أعلم كيف تحكمت بنفسي ولم أقف وأحملها بين يداي وأرميها على سريري وأمارس معها الحب وأخبرها بأن يذهب انتقامها مني إلى الجحيم و بأنها لي رغما عنها.. 


لكنني تحكمت بنفسي من أجلها ومن أجل كسب مسامحتها ومحبتها لي وبحزن شاهدت خصلات شعري تتساقط على حضني والأرض.. تبا الأرض توسخت وانا أكره الأوساخ.. تبا هذه خصلات شعري الجميل على الأرض..

 

فكرت بقهر وشتمت بداخلي.. تباً.. ما هذا الإذلال؟!!!.. أنا مونرو بيلاتشو يتم تشويه شعري ولحيتي من المرأة التي أحبها!!... وشعرت بقلق لا حدود له بينما كنتُ أتخيل ما ستفعلهُ بي لاحقا.. اللعنة!!.. يجب أن أتحمل... فكرت بذلك وشعرت برغبة قوية بالصراخ بينما أرى بانهيار خصلات شعري تتساقط أمامي..

 

 

ماريسا**

 

" أريدُكِ.. أريدُكِ بجنون "

 

أغمضت عيناي ورفعت رأسي عاليا وشهقت بقوة لشعوري بيديه تُداعب صدري.. ارتعشت قدماي بشدة عندما شعرت بشفتيه تُداعب حلمتي.. تأوهت بقوة عندما شعرت بعضوه الذكري المنتصب على مهبلي رغم أنه كان ما يزال يرتدي سرواله إلا أنني أحسستُ به..

 

لكن فجأة فتحت عيناي وحدقت أمامي برعبٍ كبير عندما سمعته يهمس بشهوة قائلا بالإيطالية

 

Tu mi appartieni

أنتِ مُلكاً لي

 

هذه الكلمات من المستحيل أن أنساها أبداً.. إذ كان الشيطان يُرددها لي دائما خاصة بعد محاولتي الفاشلة بالهروب منه.. انهارت أعصابي وأفقت على ما كنتُ أفعله.. بدأت أركله وأقاومه وأنا أهتف بجنون

 

" لاااااااااااااااااااا... دعني... لاااااااااااااااا... "

 

إنه هو.. هو.. الشيطان...

 

كنتُ أصرخ وأتخبط بجنون في مكاني عندما سمعت صوت من بعيد يهتف برعب

 

" ماريساااااااااااااااا... ماريساااااااااااااااااا... افتحي الباب.. ماريسااااااااااااا.... "

 

ثم وصل إلى أذناي صوت تحطم قوي وبعد ثواني أحسست بيدين تمسك كتفاي وبصوت يهتف لي بقلقٍ شديد

 

" ماريسا.. أفيقي أرجوكِ.. هذا مجرد كابوس.. اهدئي أرجوكِ.. اهدئي واستيقظي من هذا الكابوس.. أنا هنا لا تخافي.. لا تخافي أرجوكِ "

 

ارتفع جسدي عاليا وتساقطت المياه الباردة خارج الحوض وتساقطت قطرات الماء عن جسدي وشعرت بالدفء عندما حاوطت ظهري يدين دافئتين واستقر رأسي على صدرهِ العريض.. هدأت فوراً لأنني عرفت بأنني في حُضن الماركيز.. أصبحت يديه وصدره ورائحته سبب قوي لجعلي أستريح واهدأ..

 

وهنا فتحت عيناي بضعف ورفعت رأسي قليلا ورأيت الماركيز يُطالعني بنظرات خائفة قلقة وحنونة.. أغمضت عيناي وأرحت رأسي على كتفه وبكيت بشدة

 

" كان مُجرد كابوس موحش.. لا تخافي.. أنتِ بأمان معي "

 

أجهشت بالبكاء وفكرت بحزن.. لماذا رأيت الشيطان في كابوسي على أنه الماركيز؟!.. حتى في أحلامي يريدُ الشيطان أن يُعذبني..

 

ارتفع جسدي عاليا وحملني الماركيز بين يديه.. فتحت عيناي برعب وقاومته بخوف وأنا أهمس له بذعر وبخجل

 

" أنا عارية سيدي.. لا.. لا تفعل.. أنزلني أرجوك "

 

نظر بحنان إلى عيناي وقال لي برقة

 

" لن أنظر إلى عُريكِ لا تخافي مني ماريسا.. ما يهمني الآن هو سلامتكِ.. يجب أولا أن أدفئكِ "

 

ثم رفع رأسه عاليا وحدق إلى البعيد ومشى وهو يحملني بين يديه إلى الداخل ثم جعلني أقف أمام السرير واستدار بسرعة وعاد ليدخل إلى الحمام.. وقفت مُترنحة وأنا أرتعش بقوة وضممت صدري بكلتا يداي ونظرت باتجاه الحمام بخوفٍ شديد..

 

خرج الماركيز منه وهو يُدير رأسه عكسيا لكي لا ينظر باتجاهي وتقدم ووقف أمامي ولف جسدي بمنشفة كبيرة وطلب مني أن أمسكها في الوسط لكي لا تقع..

 

وعندما فعلت ما طلبهُ مني أدار رأسه وحدق بنظرات حنونة إليّ وبدأ بتجفيف شعري بمنشفة وعندما انتهى وضع المنشفة على المنضدة ثم أمسك بفرشاة شعر وتقدم نحوي وأمسك بخفة بذراعي وجعلني أجلس على السرير وبدأ لدهشتي بتسريح شعر..

 

كنتُ أنظر إليه بضياع كُلي كعادتي بينما هو كانت ملامحه حزينة بوضوح.. شعرت بالخجل بسبب رؤيتهِ لي عارية في الحمام وبسبب جلوسي أمامه الآن شبه عارية إذا فقط تلك المنشفة هي ما تستر جسدي.. وخجلت بسبب تسريحهُ لشعري.. كان يجب أن أعترض ولا أسمح له بتسريح شعري لكن حضوره طاغي جداً خاصةً عليّ..

 

هو شخص قيادي ذو الشخصية الجذابة أو الكاريزما.. لديه حضور طاغي حيثما وُجد.. ولديه القدرة على التأثير في الآخرين وخاصةً عليّ بالذات.. وجودهُ بجانبي يُشعرني بالراحة.. فهو يتميز بالأساس باهتمامه بالآخرين ومنحهم الفرصة للبهجة والتعبير عن أنفسهم ومساعدتهم.. وهذا بالذات ما يفعلهُ معي..

 

وكم كنتُ سأكون شاكرة له لو كان مُتواجداً في حياتي منذ خمس سنوات أليمة مضت.. كنتُ سأحتاج إليه بشدة لحمايتي وحماية أخي ماثيو.. يا ليته كان في حياتي سابقا وحماني كما يفعل الآن..

 

فكرت بحزن لكن بسبب رؤيتي له يبتسم لي برقة وهو ينظر إلى وجهي بادلتهُ ابتسامتهُ بابتسامة خجولة.. كان قد انتهى من تسريح شعري ووقف أمامي ينظر إليّ بحنان..

 

تسارعت ضربات قلبي وشعرت بشيءٍ غريب يُرفرف في معدتي.. أشحت نظراتي عنه بخجل وهمست قائلة له وأنا أضغطت كلتا يداي بقوة على أطراف المنشفة فوق صدري

 

" أشكرك سيدي لأنك ساعدتني.. لقد غفوت في حوض الاستحمام دون أن أنتبه "

 

سمعته يتنهد بهدوء ثم قال بنبرة حزينة

 

" لقد أتيت لكي أطمئن عليكِ وأشكركِ لأنكِ ظللتِ طيلة اليوم برفقة الأطفال.. لكن عندما دخلت إلى غرفتكِ سمعت صوت صرخاتكِ أتية من الحمام وظننت بأنكِ... "

 

توقف عن التكلم وهنا تذكرت الكابوس الذي عشته واحمرت وجنتاي بشدة بسبب تذكري لتلك القبلة وما حدث قبل أن أظنه الشيطان.. فجأة سمعتهُ يُتابع التكلم قائلا بحزن

 

" كان باب الحمام مقفل بالمفتاح وشعرت بالقلق الشديد وظننت أن مكروها قد أصابكِ لذلك حطمت الباب ودخلت.. أعتذر بسبب فعلتي تلك ولأنني اقتحمت خصوصيتك في الحمام.. لم أقصد أي سوء.. أنا فــ... "

 

أدرت رأسي وحدقت إليه بخجل قائلة

 

"  لا تعتذر سيدي.. بل أنا من يجب عليها الاعتذار.. لقد أقلقتُك عليّ وجعلتُك تحطم الباب "

 

ابتسم بخفة وقال

 

" الباب يمكن استبداله بسرعة.. المهم سلامتكِ.. أتمنى أن لا تُقفلي باب الحمام بالمفتاح بعد اليوم.. من أجل سلامتكِ طبعا "

 

أشرت له موافقة بخجل ثم ابتسم لي تلك الابتسامة الرقيقة والحنونة والتي تجعل قلبي يكاد يطير بسببها وقال لي بنبرة حنونة

 

" سأذهب وأطلب من ماريتا لتُرسل لكِ شراب الكاكاو الساخن فهو مفيد جدا وسوف يُشعركِ بالدفء و بالراحة "

 

شكرته بحياء وبعد خروجه من الغرفة تنهدت بقوة ووقفت ونظرت إلى المرآة أمامي..

 

" هو ملاكي الحارس "

 

همست بتلك الكلمات برقة وابتسمت بينما كنتُ أنظر إلى انعكاس صورتي في المرآة...

 

في الصباح استيقظت على صوت صرخات الأطفال السعيدة

 

" مامي.. مامي.. عمتي.. هيا استيقظي... "

 

ابتسمت بسعادة وأنا أتثاءب وفتحت عيناي وحدقت بفرح إلى الأطفال الثلاثة.. شهقت بقوة عندما قفزوا عليّ وعانقوني بشدة.. ضحكت بسعادة افتقدتُها منذ زمن وحاوطت الأطفال الثلاثة بكلتا يداي وقلتُ لهم

 

" صباح الخير صغاري "

 

رفعوا أنفسهم وبدأوا بتقبيلي بينما أنا شرعت أضحك بشدة أكبر وبفرح لا حدود له..

 

أطفال الماركيز يجعلوني أنسى أحزاني وهمومي.. ولكن بسببهم أصبح لدي إصرار كبير للبحث عن طفلتي وفي أسرع وقت.. ربما أطلب من ماركو أن يساعدني بذلك.. ربما حان الوقت حتى أخبره عن الماضي الخاص بي لكي يساعدني بإيجاد ابنتي..

 

ابتعد الأطفال وجلسوا بجانبي وقالت لي إيلينا بسعادة

 

" لقد طلب مني خالي أن أُخبركِ حتى تتجهزي لأننا سنذهب في نزهة "

 

رفعت حاجبي بدهشة وهمست بذهول

 

" سنذهب في نزهة؟! "

 

ضحكت مابيلا بفرح وقالت

 

" نعم سنذهب بلفقة دادي معكِ مامي "

 

نظرت بشرود إلى مابيلا وفكرت بحزن.. كم أتوق لسماع كلمة مامي من فم طفلتي.. وكم أتوق لرؤيتها وضمها إلى صدري إلى الأبد..

 

" مامي ما بكِ؟.. ألا تريدين الذهاب معنا في نزهة مع دادي؟ "

 

سمعت جيف يسألني بحزن وفورا أفقت من شرودي وحدقت إليه بحنان وداعبت وجنته بأصابعي وقلتُ له برقة

 

" بالطبع سأذهب معكم طفلي و.. "

 

طفلي!!!... توقفت عن التكلم عندما انتبهت بما تفوهت به.. طفلي!!.. ما أجمل هذه الكلمة.. يا ليتَ جيف و مابيلا هما أطفالي فعلا كنتُ سأكون أسعد امرأة في الكون..

 

قفز الأطفال بسعادة ووقفوا وبدأوا يهتفون بمرح وبفرح بأننا سنذهب جميعا بنزهة.. وقفت ودخلت إلى غرفة الملابس وبدلت ملابسي ثم توجهت إلى الحمام وغسلت وجهي وأسناني وعندما نظرت إلى الباب المحطم ابتسمت برقة لدى تذكري لتفاصيل ليلة الأمس..

 

خرجنا من الغرفة وتوجهنا إلى غرفة الطعام ورأيت الماركيز بانتظارنا.. تناولت الفطور بصمت وتجنبت النظر إلى الماركيز بسبب خجلي الرهيب منه.. لماذا دائما تحدث أشياء مُحرجة لي معه؟!.. تساءلت بداخلي ولكنني قررت عدم التفكير بالإجابة..

 

صعدنا إلى الهليكوبتر ونظرت إلى الأطفال بسعادة بينما كانوا يتكلمون مع والدهم بالإيطالية.. حدقت بطرف عيناي إليه ورأيته يبتسم بسعادة لهم وهو يُجيبهم على أسئلتهم الكثيرة.. شردت نظراتي على وجهه وفكرت به..

 

هو وسيم جداً وفائق الرجولة وشهم ومحترم.. هو حُلم كل فتاة... فمن لا تتمنى أن يكون الماركيز رومانوس دي فالكوني رجل أحلامها!!.. بالطبع جميع فتيات إيطاليا يتمنون ذلك..

 

شعرت بغصة في داخلي لدى تذكري لتلك المدعوة بيانكا.. هل يُحبها؟!!.. فكرت بألم وأنا أتذكر تقبيلها له أمامي لمرتين.. اندهشت بسبب تفكيري بها.. فما همني إن كانت حبيبته!!!.. ليس من شأني أبداً فهذه حياته الخاصة..

 

شهقت بدهشة عندما حطت الهليكوبتر في وسط الحديقة العامة ورأيت سيارات رباعية الدفع سوداء بانتظارنا.. خرجنا من الطائرة ورأيت لوكاس ينتظرنا برفقة الحُراس الشخصيين.. شاهدني الماركيز أنظر إليهم بشرود فأخفض رأسه وهمس بأذني

 

" هم للحماية.. تعلمين كم إيثان متشدد بخصوص سلامتي.. لقد اتصل بـ لوكاس وطلب منه أن يكون مثل ظلي أينما ذهبت حتى يتحسن ويعود لحمايتي من جديد بنفسه "

 

اقشعر جسدي بسبب شعوري لشفتيه تلمس شحمة أذني بينما كان يهمس لي بتلك الكلمات.. أخفضت رأسي إلى الأسفل خجلا منه عندما ابتعد عني ثم لدهشتي الكبيرة أمسك بيدي اليمنى وشبك أصابعه بأصابعي.. رفعت رأسي بسرعة وحدقت إليه بذهول لكنه طالعني بنظرات بريئة قائلا

 

" الأطفال طلبوا مني فعل ذلك "

 

احمرت وجنتاي بشدة وأشحت بنظراتي عنه ورأيت الأطفال يتقدمون نحونا وأمسك جيف بيد والده و مابيلا بيدي الثانية و إيلينا أمسكت بيد مابيلا وبدأنا نسير في الحديقة..

 

عندما كنا نشمي فجأة طفل صغير برفقة والديه يبدو في السادسة من عمره ركل كرته وطارت وسقطت باتجاهنا وأصابت وجه الماركيز..

 

التقط الماركيز الكرة بيده وحدقت بتوتر إليه.. اقترب أهل ذلك الطفل وبدأوا بالاعتذار بشدة من الماركيز.. رغم عدم فهمي لحديثهما إلا أنه كان واضحا بأنهما يعتذران من الماركيز.. لكن لدهشتي قهقه الماركيز بمرح ورمى بالكرة للطفل وتكلم بالإيطالية مع الأهل ورأيتهما يبتسمان براحة وبتفهم.. ثم حدق الماركيز إلى أطفاله وسألهم بالإنكليزية

 

" أطفال.. ما رأيكم أن نلعب معه بالكرة؟ "

 

ضحك الأطفال بسعادة ووافقوا بسرعة.. وقفت جامدة أنظر إليهم وهم يلعبون مع ذلك الطفل بالكرة.. لكن نظراتي استقرت على الماركيز.. رأيته يضحك بسعادة وهو يلعب معهم.. ثم توقف وخلع سترته وأشار لـ لوكاس بأخذها وعاود اللعب مع الأطفال..

 

لم أستطع ازالت عيناي عنه.. غاب كل شيء من حولي فقط الماركيز كان يحتل نظراتي وتفكيري به.. ابتسمت برقة بينما كنتُ أنظر إليه بطريقة حالمة وهو يحمل ذلك الطفل ويُقبل وجنتيه ثم أنزله وقال له شيئا جعل الطفل يضحك بسعادة..

 

فجأة رأيته يستدير وحدق إليّ وهو يبتسم بفرح.. اقترب عدة خطوات مني ورأيت لوكاس يقترب منه ويسلمهُ سترته.. ارتدى السترة وهو يتقدم ببطء باتجاهي ثم وقف أمامي وقال بنبرة صوتهِ الجميلة

 

" ما رأيكِ أن نسير بمفردنا ونترك الأطفال يلعبون براحة هنا؟! "

 

نظرت إلى عينيه بخجل وأجبته

 

" لكن من سيراقب الأطفال؟!.. أعني مـ... "

 

قاطعني قائلا برقة

 

" رجالي سيظلون برفقتهم لحمايتهم.. لا تخافي فهم في أمان هنا.. هل أنتِ موافقة؟ "

 

رمشت بقوة وأجبتهُ بحياء

 

" موافقة "

 

ابتسم بوسع ولدهشتي أمسك بيدي وشبك أصابعه بأصابعي ومشى ببطء.. تبعته كالمنوّمة مغناطيسياً وقلبي المسكين لم يهدأ عن النبض بنبضات متسارعة... مشينا بهدوء وفجأة سمعت الماركيز يقول

 

" كنتُ دائما أجلب شقيقتي إيلينا إلى هنا عندما كانت صغيرة.. كنتُ أترك واجباتي الجامعية ورفاقي من أجلها.. كانت تُحب جدا القدوم إلى هنا والسير برفقتي وأكل البوظة والحلويات.. في يوم أتينا إلى هنا وبدأت تركض بفرح أمامي وفجأة وقعت وجرحت ركبتيها.. شعرت بخوفٍ شديد لا حدود له لدرجة أنني حملتُها على كتفي وركضت بها إلى أقرب مستشفى.. لم أنتظر سائق والدي ولم أهتم للحراس.. لم انتبه لما فعلته إلا عندما وصلنا إلى قسم الطوارئ في المستشفى.. "

 

حدقت إليه بدهشة لدى سماعي لما يقوله والتزمت الصمت.. تنهد بقوة وتابع قائلا بحزن

 

" كانت تضحك بشدة بسبب خوفي الشديد عليها.. وقالت لي بأنني أُعظم الأمور وأحميها بشكلٍ مُبالغ وأنها بخير و بأنها أُصيبت ببعض الخدوش فقط.. لكنني لم أستمع إليها ورفضت أن تخرج من قسم الطوارئ إلا عندما فحصها ثلاثة أطباء واهتموا بركبتيها.. ومنذ ذلك اليوم كنتُ كلما أراها تركض أهتف بفزع عليها خوفا من أن تقع وتجرح نفسها.. وبعد مرور خمس سنوات على ذلك الحادث كنتُ قد أصبحت في الثامنة والعشرين بينما إيلينا في الرابعة عشر.. مات والدي بسبب حزنه الشديد على أمي وبسبب ضعف في قلبه.. لقد أرهق نفسه جداً بعد وفاتها ولم يهتم بصحته وبصحة قلبه.. وهكذا تركني وصيا على إيلينا.. ومنذ ذلك الوقت اعتبرت نفسي أب و أم و أخ وصديق لها.. وكانت إيلينا أثمن وأغلى شيء في الحياة بالنسبة لي "

 

نظرت إليه بحزنٍ شديد وفكرة بمرارة.. أنا أتفهمهُ جيداً.. هو تقريبا يُعاني نفس مُعاناتي.. ضغطت بخفة على يده الممسكة بيدي وقلتُ له بحزن

 

" آسفة على خسارتك الكبيرة لها.. لكن يجب أن تفرح فهي تركت قطعة منها لك.. إيلينا الصغيرة.. وجود إيلينا في حياتك سوف يُنسيك فقدانك وخسارتك الكبيرة لشقيقتك "

 

نظرت أمامي بحزن وتابعت قائلة له بغصة

 

" أتمنى لو أخي الراحل ترك لي بصمة صغيرة أو جزء منه لكي يعوضني عن خسارته.. غيابه عني أحرق روحي.. أتمنى وبشدة لو أنه ترك لي طفل أو طفلة من صلبه يعوضني به حرقة غيابه عني المؤلمة "

 

توقف الماركيز عن السير وسحب يده.. وقفت ونظرت إليه بتساؤل.. ابتسم بحزن وكلمني بالإيطالية

 

" لقد ترك لكِ الكثير ملكتي "

 

ابتسمت له بسذاجة وقلتُ له بمرح

 

" إلى متى ستبقى تُكلمني بلغتك الأم بينما أنا لا أفهم منها كلمة واحدة؟!.. أشعرُ أحيانا بأنني غبية عندما تتكلمون أمامي بالإيطالية و.. "

 

توقفت عن التكلم وشهقت بخفة عندما اقترب مني لدرجة أنه لم يعُد يُبعده عني سوى إنشات قليلة فقط.. رفع يده اليمنى ووضعها على وجنتي ونظر بعاطفة إلى عيناي المتفاجئة وقال بحنان

 

" لا تصِفي نفسكِ بالغبية.. أنتِ أرق وأحن وأذكى وأجمل إنسانة في الوجود بنظري "

 

قلبي ألمني بشدة بسبب نبضاتهِ المتسارعة.. وشعور غريب بالدفء اجتاح كامل جسدي.. توسعت عيناي على وسعها وشهقت بقوة عندما أخفض رأسه وقبل جبهتي بقبلة رقيقة صغيرة.. احمرت وجنتاي بشدة عندما ابتعد عني ونظرت في الأرجاء بخجل..

 

كانت كل خلية في جسدي ترقص من السعادة بسبب كلماتهِ الجميلة لي.. لقد قال بأنني جميلة وذكية وحنونة ورقيقة بنظره!!.. هل هو فعلا صادق بكلماتهِ لي؟!.. أم يتخيلني زوجتهُ الراحلة..

 

شعرت بغصة بسبب تفكيري بأنه قال لي تلك الكلمات الرائعة بينما هو يتخيلني زوجته المتوفاة.. إلهي ما الذي يحصل معي؟!..

 

فكرت بخوف بسبب شعوري بتلك المشاعر الغريبة معه.. ومشيت ببطء مُبتعد عنه.. أحسست به يمشي بجانبي لكنني لم التفت إليه ولم أتكلم معه.. ومشينا جنبا إلى جنب بصمت وبعد عدة دقائق عدنا لنقف مع الأطفال..

 

أمضينا وقت رائع برفقة الصغار وفي الظهيرة مشينا إلى أقرب مطعم وطلبنا البيتزا للجميع.. كنتُ أُطعم مابيلا قطعة من البيتزا عندما فجأة شهقت برعب لدى سماعي لجلبة كبيرة حول طاولتنا.. نظرت نحو اليمين ورأيت عدد كبير من المصورين والصحافيين يحاوطون طاولتنا وانهالت الأسئلة على الماركيز..

 

" سيدي الماركيز هل هي والدة الأطفال؟... ماركيز دي فالكوني هل السيدة هي زوجتك وأم أطفالك؟.. ماركيز لماذا أخفيتها عن المجتمع الإيطالي؟.. ماركيز هل بسببها اختفيت لمدة خمس سنوات؟.. ماركيز دي فالكوني هل هي زوجتك أم خطيبتُك؟.. هل توجد علاقة حُب بينكما؟.. ماركيز هل السيدة إيطالية الأصل؟.. ما هو اسم حبيبتك ماركيز؟... "

 

لم أفهم كلمة سوى كلمة الماركيز من الصحافيين.. نظرت بخوف إلى الماركيز ولدهشتي رأيته يبتسم بسعادة ثم سمعت إيلينا تهتف بفرح بالإيطالية

 

" إنها عمتي مارسيا وهي والدة جيف و مابيلا وزوجة خالي روم.. لقد تزوجا في الأمس "

 

شهق الصحفيين بذهول وانهالوا بالأسئلة من جديد على الماركيز.. شعرت بالخوف الشديد إذ لم أفهم ما الذي يحدث الآن.. يا ترى ماذا قالت لهم إيلينا؟!!.. فجأة دخل حُراس الماركيز إلى المطعم وأبعدوا الصحفيين عن طاولتنا وطلب لوكاس من الماركيز بالمغادرة فورا..

 

حمل الحراس الأطفال وأمسك الماركيز بيدي وخرجنا من المطعم ورأيت برعب عدد كبير من الصحافيين ينتظروننا في الخارج بينما حُراس الماركيز الشخصيين يقفون أمامهم لمنعهم من الاقتراب..

 

فجأة تجمدت برعبٍ شديد عندما سمعت صحافي يهتف بقوة بالإنكليزية قائلا

 

" سيدي الماركيز.. هل صحيح بأن الأنسة هي خطيبتك وأنك على وشك الزواج منها؟!.. نحن نعلم بأنك لم تتزوجها بسبب سجلات الدولة.. وهل صحيح بأنها الوالدة الحقيقية للتوأم؟... "

 

شعرت بالذعر ونظرت بسرعة إلى الماركيز ولصدمتي الكبيرة أجابه بهدوء وهو يبتسم

 

" معلوماتك صحيحة "

 

ثم رفع يدهُ الممسكة بيدي وقبلها أمام الجميع برقة بينما أنا كنتُ على وشك الإغماء من شدة الصدمة.. وانهالت الأسئلة بجنون علينا بينما الماركيز اكتفى بجذبي خلفه ومشينا بسرعة نحو الحديقة حيث الهليكوبتر بينما بعض من حراسه يحاوطوننا بحماية من كل الجهات لمنع أي أحد من الاقتراب..

 

كنتُ جامدة كالتمثال طيلة الوقت ولم أستطع فتح فمي والتفوه بحرف بسبب صدمتي الكبيرة.. لماذا تفوه بتلك الكلمات؟!!.. لماذا كذب على الصحافيين؟!!.. لماذا فعل ذلك بي؟!!!...

 

لكن فجأة ارتعش جسدي بجنون لدى تذكري للشيطان.. توسعت عيناي برعب وشحب وجهي بجنون وفكرت بذعر فاق تحملي.. الشيطان سيعرف مكاني الآن؟!!!... سيكتشف بأنني في إيطاليا وسيُبعد ابنتي عني وسيأتي لينتقم مني من جديد..

 

بسبب خوفي الشديد لم أنتبه بأن الهليكوبتر حطت في مكانها الخاص في باحة القصر ولم أنتبه لخروج الأطفال ولم أنتبه للماركيز يتأملني بقلق.. كنتُ خائفة جداً وجسدي يرتعش بجنون..

 

" ماريسا.. "

 

سمعت الماركيز يهمس باسمي بقلقٍ واضح وهنا تساقطت دموعي على وجنتاي ورفعت نظراتي وحدقت إليه بخوف.. حاول الاقتراب مني لكنني رفعت كلتا يداي أمامي بحماية وهتفت بجنون بوجهه

 

" لا تقترب مني.. لقد أفسدتَ كل شيء.. كل شيء.. لقد أفسدتَ كل شيء بسبب ما تفوهتَ به أمام هؤلاء الصحافيين.. أنتَ لا تعلم ما فعلتهُ بي اليوم "

 

شهقت بقوة وهتفت بهستيرية بوجهه

 

" الآن الشيطان سيعرف بأنني هنا في إيطاليا.. وسيأتي ليُكمل انتقامهُ مني بسببك "

 

حدق بذهول ثم بحزن إلى عيناي الباكية وقال بهمسٍ حزين

 

" ماريسا لو سمحتِ اسمعـ... "

 

" لا أريد.. لا أريد أن أستمع إليك.. سأعود لأعيش من جديد في الجحيم بسببك "

 

هتفت بحدة وبجنون بوجهه ونهضت بسرعة ونزلت من الطائرة وركضت بسرعة و بأقصى ما أملك من قوة.. ركضت وأنا أبكي بهستيرية دون أن أنتبه إلى أين تقودني قدماي..

 

" ماريساااااااااااا.... "

 

سمعت الماركيز يهتف بقوة باسمي لكنني لم أعره أي اهتمام بل ظللت أركض حتى وصلت إلى الحاجز الحجري الكبير لحدود حديقة القصر الخلفية.. سقطت على ركبتاي وخبأت وجهي بكلتا يداي وبكيت بشدة.. أحسست بحركة بجانبي وشعرت بيدين تحاوط خصري وضمني إلى صدره بقوة وسمعته يهمس لي بحزن قائلا

 

" أعتذر منكِ.. لم أقصد أن أُقلل من احترامكِ و... "

 

أغرقت رأسي في صدره وقاطعته قائلة ببكاء

 

" سوف يجدني الآن.. لن أحتمل ذلك.. لن أحتمل أبداً أن أراه من جديد ويجعلني أعيش في جحيمهِ الخاص.. ولن أحتمل أن يُبعدها عني بينما أنا قريبة جداً منها.. أنا خائفة جداً منه.. خائفة جداً منه "

 

شعرت بتصلب جسده وسمعته يهمس قائلا بنبرة حزينة

 

" لن أسمح له.. صدقيني لن أسمح له بأذيتكِ من جديد.. سأحميكِ منه ومن نفسي.. لا تخافي ماريسا أبداً.. سأحميكِ بدمي "

 

هدأت بسبب كلماته الصادقة لي وخفت شهقاتي تدريجيا لكنني لم أبتعد عنه.. شعرت به يتحرك وحملني بين يديه وتوجه نحو القصر ودخله.. وضعني برفق على السرير ثم جلس على طرفه وأمسك بيدي وحدق بألم إلى وجهي قائلا

 

" آسف لأنني أخفتكِ.. لكن لكِ وعد مني بأنني لن أسمح لمكروه بأن يصيبكِ.. سأحميكِ لمدى العمر.. المهم أن تكوني بخير وسعيدة "


أغمضت عيناي وسالت دمعة حزينة على وجنتي وسألتهُ بهمس و بألم

 

" هل تحميني بسبب شبهي الكبير لزوجتك المتوفية؟ "

 

تضخم قلبي لدى سماعي له يهمس قائلا بحنية

 

" لا.. أنا لا أفعل ذلك بسبب شبهكِ الكبير بها.. بل لأنكِ ملكتي أنا.. أنتِ أصبحتِ ملكتي منذ اللحظة الأولى التي رأتكِ بها عيناي "

 

شعرت بشعورٍ غريب وبجسدي ينتفض بسعادة بسبب كلماتهِ الجميلة لي.. ابتسمت بسعادة والتزمت الصمت بسبب خجلي.. ودقائق طويلة مضت وغرقت بنومٍ هادئ بينما الماركيز يمسك بيدي اليسرى وهو يجلس بجانبي..

 

استيقظت بعد ساعات ورأيت الماركيز ما زال يجلس بجانبي على نفس الوضعية وهو ما زال يمسك بيدي.. ابتسم لي تلك الابتسامة التي أعشقُها منه وهمس قائلا لي

 

" مساء الخير "

 

ابتسمت له بخجل وحاولت سحب يدي والجلوس.. سحب يده بسرعة وساعدني بالجلوس ثم ابتسم قائلا لي بنبرة عملية

 

" لقد اتصلت بكِ شارلي لتُخبركِ بأن فيليا و ماركو سوف يتزوجان غداً "

 

شهقت بقوة وسألته بذهول

 

" كيف؟!!.. فيليا و ماركو سوف يتزوجان في الغد؟!.. ولكن ماركو متزوج من شارلي "

 

تنهد بخفة وقال بمرح

 

" لقد تطلقت شارلي من ماركو صباح اليوم.. ونعم غدا لدينا زفاف "

 

حدق إليّ بتوتر ثم حمحم وقال

 

" هو.. أنا اتصلت بمصمم أزياء صديقا لي وطلبت منه ليُرسل لكِ فستان خاص من أجل مناسبة الغد.. أتمنى أن تقبلي هديتي المتواضعة ولا ترفضيها.. اعتبريها هدية من أطفالي لكِ "

 

تنهدت بحزن وأجبتهُ بتوتر

 

" سيدي الماركيز أنا لا أستطيع قبول الهدية.. لا أريدُك وأريد لأي أحد أن يظن بأنني أستغل كرمك و.. "

 

قاطعني قائلا بسرعة

 

" مستحيل أن يظن بكِ أحداً بسوء.. أنتِ ملاك وأنا أحبــ.. أعني أنا أحترمكِ جداً والجميع كذلك.. لذلك من أجل أطفالي وافقي لو سمحتِ على الهدية وسأكون أكثر من سعيد أيضا إن وافقتِ أن تكوني رفيقتي في الزفاف غداً "

 

تجمدت بجلستي وحدقت إلى عينيه الساحرة بشرود... شعرت بأن قلبي علي وشك أن ينفجر من شدة النبض ولكن الحزن أغرق روحي بسبب تفكيري.. 


لو كنتُ إنسانة بماضٍ نظيف ولو كانت حياتي خالية من الآلام والأحزان والعذاب كنتُ سأشعر بسعادة لا توصف بسبب طلبه الآن.. لكن للأسف أنا مُجرد حُطام امرأة.. امرأة مشوهة من الداخل.. امرأة بدون روح... امرأة أحرقتها نيران الشيطان..

 

فتحت فمي لأعترض لكنه ظن سكوتي علامة الرضا إذ ابتسم بوسع وقال وهو يقف

 

" شكراً لكِ مريسا.. سوف تأتي مُصففة الشعر غدا في الصباح والفستان سيصل بعد ربع ساعة مع الحذاء المناسب له و الاكسسوار.. سأطلب من ماريتا لتجلب لكِ وجبة العشاء.. أتمنى لكِ ليلة مريحة "

 

وخرج بسرعة حتى من دون أن يستمع لردي.. إلهي ماذا سأفعل الآن؟!!.. هو ظن بأنني موافقة.. تأففت بضيق ثم أرحت رأسي إلى الخلف على الوسادة خلف ظهري ونظرت إلى السقف بشرود.. ربما أستحق القليل من السعادة.. ما المانع إن تركت نفسي أحلم وأعيش ببعض من السعادة؟!!.. نعم ما المانع؟!..

 

تنهدت برقة وقررت أن أستسلم حاليا لقدري ربما يُخبئ لي بعض من السعادة... 


استيقظت في الصباح و أول ما رأيته في زاوية الغرفة هو الفستان الذي أرسله لي الماركيز..

 

حدقت إليه بفرحٍ طفولي بينما كنتُ أتذكر دهشتي الكبيرة وإعجابي الشديد به عندما أدخله الخدم إلى غرفتي.. صحيح الفستان كان بحملات رفيعة جداً ويُظهر عنقي وترقوتي ولكنه كان كلاسيكي وهادئ ومحتشم على طريقته الخاصة.. وطبعا أُغرمت به فور رؤيتي له ولم أستطع رفض ارتدائه..

 

ابتسمت بسعادة بعد ذهاب مُصففة الشعر ونظرت بفرح إلى انعكاس صورتي في المرآة


رواية ماركيز الشيطان - فصل 25 - بسبب الماركيز

 

منذ زمنٍ طويل لم أبدو بهذه الأناقة و الجاذبية.. افتقدت رؤيتي لنفسي بهذا المنظر.. وافتقدت شعوري بالثقة بالنفس.. وافتقدت رؤيتي لنفسي أبتسم بسعادة.. لكنني بسبب الماركيز عُدت للشعور بالثقة بنفسي والشعور بأنني مميزة وسعيدة..

 

كنتُ سعيدة جداً بسبب الماركيز.. هو يجعلني سعيدة.. هو يجعلني أثق بنفسي من جديد.. هو يجعلني أضحك بسعادة الآن.. بسبب الماركيز بدأت أتغير وأعود كما كنتُ في السابق.. بسبب الماركيز أنا سعيدة الآن...

 

سمعت طرقات خفيفة على الباب وصوت الماركيز يقول

 

" ماريسا هل يمكنني الدخول؟ "

 

استدرت وحدقت نحو الباب بسعادة وخفق قلبي بجنون وهمست قائلة بخجل

 

" تفضل سيدي الماركيز "

 

انفتح الباب بهدوء وما أن دخل الماركيز تجمدت عينيه عليّ بدهشة كبيرة.. كان يبدو وسيما جداً ببدلته الأنيقة.. بل فائق الوسامة.. ابتسمت له بخجل ورأيتهُ يتأملني ببطء من رأسي إلى أخمص قدماي لتعود نظراته وترتفع ببطءٍ شديد وتستقر بإعجابٍ واضح على عيناي 


رواية ماركيز الشيطان - فصل 25 - بسبب الماركيز


عينيه كم هي جميلة.. ونظراتهِ والطريقة التي يتأملني بها تجعل قلبي ينبض بنبضات سريعة دافئة وسعيدة.. نظراتهِ تُربكني وتجعلني أرتعش بلذة بسببها.. سمعته بسعادة يهمس بذهول قائلا

 

" تبدين فاتنة.. وجميلة جداً "

 

اتسعت ابتسامتي أكثر ودون أن أنتبه فعلت بعفوية ما كنتُ أفعله مع ماثيو سابقا.. وضعت كلتا يداي على خصري وبدأت بالدوران حول نفسي ثم وقفت أمامه وهمست بفرحٍ طفولي

 

" حقاً سيدي الماركيز!!! "

 

ابتسم برقة ووضع يده اليسرى داخل جيب سرواله وحدق بإعجابٍ كبير إليّ.. قلبي المسكين كاد أن يخرج من قفصي الصدري بسبب سرعة نبضاته.. وحرارة جميلة حضنته.. وعيناي لم تتوقف عن النظر إلى الماركيز بسعادة كبيرة..

 

رقص قلبي بفرحٍ شديد عندما سمعته يقول بنبرة حنونة

 

" حقاً سيدتي الجميلة.. تبدين كالملكة.. سوف يحسدني جميع الرجال اليوم لأنكِ رفيقتي.. وتوقفي عن مناداتي بسيدي.. رومانوس تكفي "

 

غرق وجهي بحمرة الخجل فضحك الماركيز برقة ورفع يده اليمنى نحوي.. اقتربت منه ووضعت يدي بيده ولدهشتي رفعها وقبلها بخفة دون أن يُزيل نظراته عن عيناي وقال بهمس بالإيطالية

 

Sei la Regina del mio cuore

أنتِ ملكة قلبي

 

حدقت إليه بتعجُب وسألته

 

" ماذا تعني هذه الكلمات سيدي؟ "

 

رفع يده اليسرى وقرص وجنتي بخفة قائلا بسعادة

 

"  تعني بأنكِ أجمل امرأة في الكون.. وماذا قلتُ لكِ منذ قليل؟.. هيا الفظي اسمي.. رومانوس "

 

هذه المرة غرق وجهي وعنقي بحمرة الخجل وهمست بحياء

 

" رومــ... رومانوس.... "

 

تجمدت عينيه وبلع ريقه بقوة وسمعت الماركيز يقول

 

" ما أجمل وجنتيكِ عندما تكتسيها حمرة الخجل.. وما أجمل اسمي وهو يخرج من بين شفتيكِ "

 

يا إلهي!!!... شعرت بأنني أطير بسبب كلماتهِ لي وأشار لي الماركيز لكي أتقدمه دون أن يفلت يدي من قبضته.. مشينا جنبا إلى جنب إلى الطابق السفلي ورأيت الأطفال بانتظارنا برفقة نانا ماريتا.. ركضوا وعانقوني مع والدهم وسمعت إيلينا تقول

 

" تبدين كالأميرة عمتي.. أنتِ جميلة جداً كما كان يقول خالي روم "

 

حمحم الماركيز بقوة لكن أنا شعرت بفرحٍ كبير وعانقت إيلينا بشدة إلى صدري وقبلت بخفة وجنتيها وشكرتُها ثم قبلت التوأم وخرجنا من القصر..

 

جلست على المقعد بجانب الأطفال في حديقة قصر ماركو .. ابتسمت بسعادة كبيرة عندما رأيت فيليا تتقدم برفقة الماركيز والذي كان سيقدمها لعريسها ماركو و شارلي تمشي خلفهما وهي تبتسم بسعادة..

 

سلم الماركيز فيليا إلى ماركو وجلسوا حول تلك الطاولة المربعة أمام القاضي ثم تقدم الماركيز وجلس بجانبي..

 

فجأة أظلمت السماء بنظري عندما تذكرت ليلة زفافي التعيسة والمؤلمة.. لم أتبع مراسيم الزفاف إذ غاب عقلي كليا إلى تلك الليلة.. ارتعشت يداي بقوة ولكن فجأة استفقت من أفكاري عندما شعرت بيد تُربت بخفة على يدي.. التفت نحو اليسار ورأيت الماركيز ينظر إليّ بحزن.. ابتسمت له بخفة ثم نظرت إلى فيليا و ماركو..

 

تمنيت برعب بداخلي لكي تمضي ليلة زفافها بخير إذ أصبح لدي رهاب منها.. عندما سمعت الجميع يُصفق وأعني بالجميع الماركيز والأطفال و شارلي و أصدقاء ماركو المقربين و لوكاس رفعت كلتا يداي وصفقت لها بخفة ثم وقف الماركيز وذهب برفقة شارلي ووقعوا على عقد الزواج كشاهدين..

 

هنّأ الجميع العروسين وبدأ الخدم بتوزيع المشروبات.. كنتُ أمسك بيدي كأس العصير وأراقب التوأم مع إيلينا يلعبون بفرح برفقة بيترو ثم راقبت الماركيز بينما كان يتكلم مع ماركو و فيليا.. اقتربت مني شارلي وقالت لي بهمس

 

" تبدين سعيدة جداً مارسي.. أنا سعيدة بذلك.. هل الماركيز يُعاملكِ جيداً؟ "

 

حدقت إليها بخجل وأجبتُها موافقة.. ابتسمت براحة ثم حدقت إلى العروسين وقالت

 

" أنا سعيدة جداً من أجلهما.. أتمنى أن تنجح فيليا بجعل ماركو يعشقها بوقتٍ قصير.. هي تستحق السعادة معه "

 

تنهدت بخفة ثم نظرت باتجاه الماركيز وسألتُها بهمس

 

" شارلي.. كيف اكتشفتِ بأنكِ تُحبين إيثان؟.. أعني كيف تأكدتِ من مشاعركِ نحوه؟ "

 

سمعتُها تتكلم بنبرة حالمة

 

" اكتشفت مشاعري له عندما شعرت بالغيرة من عشيقته السابقة.. أنا أعترف بأنني أحببته قبل رؤيتي لها لكنني لم أكتشف مشاعري إلا في تلك الليلة التي رأيت بها أدريانا.. أنكرت مشاعري نحوه فأنا مجرد خادمة وهو رجل غني.. لكن سأخبركِ بما شعرت به نحوه.. "

 

تنهدت بقوة وتابعت قائلة بهيام

 

" عندما تحبين شخصاً.. لابد أن تشتاقي له وأن تفكري كثيراً كيف يقضي يومه وإن كان بخير.. وتنتظرين عودته ورؤيته بلهفة كبيرين.. وعندما ينظر إليكِ ستشعرين بوخزة في قلبك وعندما يبتسم لكِ ستشعرين بنبضات قلبكِ تتسارع بشكلٍ مُخيف.. لكن هذا لا يعني أن تفكري فيه في كل ثانية.. يكفي أن تتذكريه مرة أو مرتين في اليوم لتتأكدي أنكِ مغرمة به.. الاشتياق لمن تحبين لن يتوقف أبداً بل سيستمر طويلاً ما دام هناك حُب بداخلكِ.. أكثر ما سيلفتكِ في حالة الحب هي نظرتهِ المثيرة وابتسامتهِ التي عهدتها والتي تجعل قلبكِ ينبض بسرعة وتشعرين بفراشات تتراقص في معدتكِ... وتعشقين تواجده معكِ والأهم ستشعرين بالأمان معه وتعتمدين عليه في أوقات الشدة.. كل هذه الأمور اختبرتُها مع إيثان وما زلت لغاية الآن و.... "

 

لم أستمع إلى المزيد من كلامها إذ تجمدت كل حواسي بينما كنتُ أنظر إلى الماركيز.. كل ما قالته لي شارلي الآن لم أختبره مطلقا مع أدم.. بل أختبرهُ وأعيشهُ الآن مع الماركيز...

 

يا إلهي مستحيل!!!... هل أنا أحبه؟!!!!... أنا أحب الماركيز؟!!!.....


انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©