رواية ماركيز الشيطان - فصل 24 - بادلتهُ القبلة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلمى ايدك 🥰🥰🥰🥰🥰

    ردحذف
  2. الردود
    1. شكراااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  3. الله عليكي يامبدعه 🫢🫢🫢🫢😹

    ردحذف
  4. يسلموا على الابداع كالعادة قفلة مشوقة جدا شكرا لك على هالاحداث الرائعة اعجبتني زيارة مونرو لإيثان 💕💕
    ملح الرواية هالاثنين
    اخيرا اكتشفت ماريسا شيطانها 👍
    الاحداث ولعت باقي حبيبي ماركو
    أبي افرح له قريب

    في انتظارك دائما مبدعتنا

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حياتي
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف
  5. الردود
    1. شكراااااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  6. 💝تسلم ايدك ياروحي بجد بارت أكتر من روعه والأحداث بقت ناررررررر حبيت إيثان لمى فاق من النوم فصلني ضحك بسبب خوفو ولا مونرو لمى زارو واااووو بجد بعشق الاتنين دول ♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 24 - بادلتهُ القبلة

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 24 - بادلتهُ القبلة



بادلتهُ القبلة



رالبيكا**



فتحت جفوني بضعف وأول ما رأيته هو ذلك السقف الأحمر.. شهقت بفزع وتحركت عيناي ببطء ورأيت بذعرٍ كبير بأنني و للأسف الشديد لم أكن أحلم بما حصل معي في الليلة الماضية.. كنتُ ما زلتُ في تلك الغرفة المُخيفة ولكن هناك اختلاف واحد فقط..

 

كنتُ نائمة على السرير الشبه الطبيعي الوحيد في هذه الغرفة ويداي غير مُكبلة وذلك الطوق الذي وضعه على عنقي ليس موجوداً وغطاء السرير الرقيق على جسدي العاري والممتلئ بالكدمات وبعلامات الملكية الخاصة بـ مونرو..

 

سالت دموعي على الفور لدى تذكري بما فعلهُ بي الرجل الوحيد الذي أحببتهُ بجنون.. أغمضت عيناي وبكيت بألم الروح وارتعش جسدي بقوة بسبب خوفي الشديد منه.. هو لم يكن في الغرفة ومع ذلك غرقت ببحر من الخوف  بسبب تذكري بما فعلهُ بي في الأمس..

 

منذُ البداية أخطأت وكذبت على أخطر رجل في إيطاليا.. منذُ البداية لم يكن يجب أن أعشق رجلا مثل مونرو بيلاتشو وأخدعه.. 


كان يجب أن لا أفعل ذلك أبداً لكني كنتُ يائسة وأحتاج بشدة إلى المال من أجل شقيقتي لذلك أخفيت عنه أين كنتُ أعمل سابقاً ثم عشقتهُ بغباء.. كان يجب أن أعلم بأن الكذب عليه ليس بهذه السهولة.. مونرو بيلاتشو رجل مافيا خطير جداً ومُخيف وأنا بغباء أحببته وأردتهُ أن يُبادلني مشاعري..

 

بكيت بتعاسة وانتحبت بشدة بينما كنتُ ألوم غبائي.. لقد خسرت نفسي وخسرت الرجل الوحيد الذي عشقتهُ في حياتي كلها.. لكنني كذبت عليه وخضعت لتلك العملية من أجلي ومن أجل سعادتي ومن أجل أن يُحبني لذاتي.. كل ما فعلتهُ أصبح دليلاً ضدي وهو لن يصدقني أبداً مهما حاولت وأخبرتهُ عن الحقيقة..

 

مؤلم جداً أن يكون الرجل الذي أعشقهُ يريدُ الانتقام مني ويكرهني وهو الآن يُعاملني مثل جارية لديه ودمية لألعابهِ الجنسية.. لم أتخيل أبدا أن يكون لديه جانب سادي وهذا أرعبني أكثر منه..

 

شهقت بقوة وحاولت النهوض لكن جسدي كان يؤلمني جداً.. جلست بعد جُهدٍ كبير وحدقت برعب إلى الغرفة.. هذه الغرفة تُخيفني بقدر الخوف الذي أشعرُ به نحو مونرو.. رفعت بيدي المرتعشة الغطاء قليلا ونظرت بحزن وبألم إلى جسدي.. كانت علامات الملكية وعلامات السوط واضحة على بشرتي الرقيقة وشكلها كان مُرعباً جداً..

 

سالت دموعي أضعافاً وبللت وجنتاي وعنقي.. شهقت بقوة بينما كنتُ أتذكر بألم كيف عاملني في الأمس واغتصبني.. روحي تحترق بشدة لأنهُ فعل ذلك بي.. كيف يمكنني أن أتحمل القادم؟!!.. كيف يمكنني أن أصبر وأتحمل؟!.. جداً صعب عليّ فعل ذلك.. لا أستطيع وصف ما أشعرُ به الآن من عذاب وآلام وخوف..

 

أصبحت أخاف من الرجل الذي أحببتهُ بجنون.. أخافهُ بشدة وأتمنى من أعماق قلبي أن أهرب منه وأذهب برفقة شقيقتي إلى مكان لا يستطيع أن يجدني به.. لكن كيف يمكنني أن أخرج من هنا؟!.. بل كيف يمكنني الهروب منه ومن هذه الغرفة ثم من قصره الممتلئ بحُراسهِ الشخصيين؟!!....

 

عرفت مصيري المحتوم وبكيت بهستيرية.. أصبحت أيامي مُجرد مفاجآت تأتي على حين غرة وتجعلني أمام الواقع المحتوم أرضخ له وأركع أمام المصير البائس..

 

وكم ستكون إيميليا خجولة بي إن عرفت ما فعلتهُ وما حصل معي وأين أنا الآن في هذه اللحظة.. سوف تكرهني بالتأكيد إن اكتشفت ما فعلته وكيف أصبح مصيري.. مُجرد عاهرة ولعبة للانتقام..

 

لكن هذا لا يهم إذ هي بخير حاليا بعيداً عن مونرو.. سأفعل كل ما يريدهُ ويرغبه فقط من أجل إيميليا.. لن أسمح له أن يمس شقيقتي بأي مكروه طالما هناك نفس بداخلي.. سوف أتحمل الجحيم على يديه من أجلها فقط..

 

تسطحت على جنبي وحضنت جسدي العاري بكلتا يداي وبكيت بانهيار.. كم بكيت وكم من الدموع ذرفت منذ وصولي إلى هنا ولكنّ أحدا لم يهتم.. بعد مرور ساعة تقريبا كانت دموعي قد جفت.. كنتُ ما زلتُ نائمة على جنبي عندما ارتعش جسدي بقوة وخفق قلبي بعنف من جراء الخوف عندما سمعت صوت الباب السري ينفتح..

 

تجمدت عيناي برعب على وجه مونرو الواقف أمامي بجانب السرير.. خرجت شهقة مُرتعبة من بين شفتاي عندما جلس بهدوء على السرير وحدق إلى وجهي بشكلٍ مُخيف..

 

نظراتهِ الباردة والجامدة أرعبت روحي وكياني.. كان يتأمل وجهي بتلك النظرات وبهدوءٍ مُخيف.. فجأة خرجت شهقة قوية خائفة من فمي عندما أمسك بطرف ذقني ورفع رأسي برقة وحدق بعمق إلى عيناي..

 

كنتُ أنظر إلى عينيه بخوف خاصة عندما أبعد أصابعه عن ذقني ووضعها على وجنتي وبدأ يُمسدها بخفة وسمعتهُ يتكلم بنبرة غاضبة

 

" أخيراً استيقظتِ.. كنتُ بدأت أشعر بالملل الشديد بينما أنتظر جلالتكِ لكي تستيقظ "

 

لم أرغب بالرد عليه لكي لا أجعلهُ يغضب بل التزمت الصمت.. تأفف بعدم الصبر وأبعد يده عن وجنتي وهنا نظرت بحزن إلى البعيد لدى سماعي بما تفوه به

 

" سأجعلكِ تدفعين الثمن غاليا على خداعكِ لي.. وانتقامي منكِ رالبيكا لم يبدأ بعد "

 

رفعت نظراتي وحدقت إليه بحزن وألم شديد.. ابتسم بخبث وخرجت صرخة متألمة من فمي عندما أمسكني بعنف من خصلات شعري القصير ورفعني وأخرجني بالقوة من السرير وسحبني بعنف خلفه نحو ذلك السرير المُرعب في وسط الغرفة..

 

" لا أرجوك.. أرجوك توقف.. "

 

هتفت ببكاءٍ شديد عندما رماني بعنف على الفراش وأمسك قدمي اليسرى وبدأ يضع أصفاد الأغلال الفولاذية الصلبة على مفصل كاحلي ثم أغلقها وفعل المثل لقدمي اليمنى.. كان جسدي مُنهك ولم أستطع مقاومتهُ بينما كان يُكبل معصماي بتلك الأصفاد المعلقة على السرير بسلاسل حديدية طويلة..

 

حدقت إليه برعب عندما رأيته يُزيل ملابسه عن جسده ليقف أمام السرير عاريا أمامي.. سوف يغتصبني من جديد!.. هتفت برعب بداخلي وأجهشت بالبكاء المرير.. ابتسم باستمتاع وهو ينظر إلى دموعي ثم جلس على ركبتيه بجانبي وحدق بوجهي بخبث ومسح دموعي بأصابعه قائلا بنبرة رقيقة مصطنعة

 

" لا تبكي رالبيكا.. أنا لم أبدأ بعد جميلتي "

 

انتباه مشهد حميم***

 

شهقت بقوة عندما أخفض وجهه والتقط شفتاي بشفتيه وقبلني بعنف.. أنين متألم خرج من حنجرتي وسالت دموعي كالمطر على وجنتاي وشعرت بالاختناق بسبب قبلته الهمجية ودموعي التي أبت عن التوقف وتبليل وجهي..

 

شهقت بقوة طلبا للهواء عندما توقف عن تقبيلي وبدأت قبلاته تنزل ببطء إلى عنقي وأخذ يصنع علامات عديدة حتى وصل إلى عظمة ترقوتي وصنع علامة واضحة عليها.. امتصني بقوة في تلك المنطقة حتى أحسست بدمائي تنحصر بها وبألمٍ شديد..

 

شهقت بخوف عندما التقط بشفتيه حلمة صدري الأيمن وبدأ يمتصها بعنف.. كان يُداعب صدري بيديه ويعتصره بعنف لدرجة أنني صرخت بألم وترجيته قائلة ببكاء

 

" توقف.. أرجوك.. أنتَ تؤلمني "

 

بكيت بتعاسة عندما توقف عن امتصاص حلمتي ورفع رأسه وحدق بغضب إلى وجهي قائلا بمرارة وكره واضحين

 

" سأجعلكِ تتألمين وبشدة على ما فعلتهِ بي.. لن أرحمكِ أيتُها الكاذبة والمُخادعة.. لذلك الأفضل لكِ أن تتقبلي مصيركِ وإلا أمرت رجالي بجلب شقيقتكِ الحبيبة إلى هذه الغرفة و.. "

 

توسعت عيناي وحدقت إليه برعبٍ فاق تحملي وارتعش جسدي بجنون وبذعرٍ شديد هتفت قائلة له برجاء بينما دموعي الحارقة سالت أضعافا على وجنتاي

 

" لا أرجوك إلا هي.. سأفعل أي شيء تريده فقط لا تؤذي إيميليا.. هي لا ذنب لها بأخطائي.. لا ذنب لها.. أرجوك لا تؤذي شقيقتي "

 

بكيت بمرارة عندما رأيته يبتسم برضا تام ورفع يده عن صدري وربت بخفة على رأسي وهو يُحدق في عمق عيناي قائلا بسرور

 

" أحسنتِ جميلتي.. كوني مُطيعة فهذا أفضل لكِ.. والآن دعيني أستمتع بجسدكِ القذر والملوث أيتها العاهرة "

 

أحسست بسكين يخترق قلبي وتألمت بشدة بسبب كلماتهِ الجارحة لي.. عاد ليلعق ويمتص حلماتي بهمجية ويداعب صدري بيده اليمنى أما بيده اليسرى كان قد أخفضها وبدأ بمداعبة مهبلي بأصابعه.. رغم رفضي لما يفعلهُ بي ونفوري منه إلا أن جسدي الخائن  ارتعش بقوة بسبب مداعبته لمهبلي وخرجت شهقة خفيفة من فمي عندما أدخل أصبعه الوسطى في فُتحة مهبلي وبدأ يُحركهُ ثم بدأ يدفعه إلى داخلي بقوة..

 

" يُعجبكِ جميلتي ما أفعله؟.. هممم!.. هل شعرتِ بالرغبة؟.. مهبلكِ رطب وجداً.. فعاهرة مثلكِ لا تستطيع كبتَ شهوتها "

 

سالت دموع القهر والذل من عيناي ولم أتفوه بحرف.. غضب مونرو بسبب صمتي وبدأ يمتص ويوزع قبلاتهِ بشراسة على صدري وعنقي وأدخل أصبعين أخرين بفتحتي وبدأ يُضاجعني بعنف بهم..

 

مؤلم جداً أن يكون الرجل الذي أعشقهُ من أعماق قلبي يتصرف معي بهذا الشكل ويُعاملني كعاهرة.. بكيت بصمت وببؤس على حالي.. يا ليتهُ يُشفق عليّ ويصدقني ويتوقف عن إيلامي..

 

توسعت عيناي بذعر عندما رأيته يجلس على ركبتيه بين ساقاي وأخرج أصابه من فُتحتي ونظر إليهم ثم أدخل أصبعهُ الوسطى في فمه وبدأ يمتصه باستمتاع وعندما أخرجه نظر بشهوة إلى عيناي قائلا بصوتٍ مبحوح مليء بالرغبة

 

" طعمكِ لذيذ جميلتي.. لذيذ جداً.. لم يُسبق لي أن تذوقت هذا الطعم الرائع.. وأنا الوحيد الآن من سيتذوق ويستمتع به وبكِ.. أنا وحدي من سيفعل ذلك "

 

توسعت عيناي برعب عندما رأيته يمسك بيده عضوهُ الذكري المنتصب وبدأ يُمسده وهو ينظر بشهوة إلى مهبلي..

 

" لا أرجوك.. لا تفعلها أرجوكككككك... "

 

هتفت بذعر وبرجاء وببكاءٍ شديد عندما رأيته يوجه عضوه نحو مهبلي.. ما أصعب أن أترجى من أُحب لكي لا يغتصبني ويشفق على حالي.. اعتصر قلبي بشدة عندما سمعته يُقهقه باستمتاع وعندما توقف حدق بغضب إلى عيناي وقال باستهزاء

 

" لماذا سأتوقف؟!.. أنتِ لستِ سوى عاهرة قذرة كاذبة ومُخادعة و مُحبة للمال "

 

عندما شاهد دموعي على وجنتاي ضحك بسخرية وصرخة قوية خرجت من فمي عندما دفع عضوه الذكري المنتصب بداخلي دفعةً واحدة.. انتحبت بشدة وخرج نشيج من أعماق قلبي.. أنا أحبه جداً لكنه يؤلمني أضعافا..

 

أنا أريده ولطالما فعلت.. لكن أريدهُ أن يأخذني بطريقة رومانسية كما فعل معي في مرتي الأولى معه.. أريده أن يأخذني بمحبة ورقة و ليس بطريقة الاغتصاب.. صعب جداً أن يتم اغتصابي مِن مَن أعشقهُ و بجنون..

 

أريدهُ أن يعتذر لي ويعترف لي بعشقه الكبير لي.. لكن كل ما أتمناه صعب جداً تحقيقه.. أخذ يضاجعني بقوة وهو يلهث بعنف ويشتم بغضب.. أغمضت عيناي وبكيت بمرارة وحسرة على نفسي.. ما أعيشه الآن صعب جداً أن أتحمله..

 

بعد وقتٍ طويل توقف عن الدفع بداخلي وأخرج عضوه من مهبلي.. شهقت بارتياح لظني بأن عذابي قد انتهى وفتحت عيناي ونظرت بخوف إلى مونرو وأنا أراه يقف على قدميه ويمشي نحو تلك الخزانة المخيفة والمليئة بالأدوات الجنسية المرعبة..

 

رأيتهُ بفزع يقف جامداً وهو ينظر بحيرة إلى تلك الأدوات ثم ابتسم بخبث وأمسك بكرات غريبة الشكل وتقدم وصعد على السرير وجلس على ركبتيه بين ساقاي وحدق بمتعة إلى وجهي قائلا بخبث

 

" هل ترين هذه الكرات.. شكلها جميل لكن مفعولها أجمل بكثير.. هذه الكرات الهزازة سوف تُشعركِ بالمتعة جميلتي.. ولكن طبعا ليس أكثر من عضوي الذكري "

 

نظرت إليه برعبٍ كبير وصرخة قوية خرجت من أعماق روحي عندما أدخل تلك الكرات في فتحتي وبعدها أدخل عضوه وبدأ يدفع بقوة بداخلي وهو يتأوه باستمتاع.. صرخاتي ملأت الغرفة بكاملها ودموعي أحرقت روحي وقلبي تقطع إلى أجزاء.. كنتُ على وشك الإغماء لكنه صفعني بقوة وقال بغضب

 

" لن أسمح لكِ بذلك.. لن تهربي من انتقامي بإغمائكِ اللعين.. أنتِ لي.. لعبتي التي سألهو بها كما أشاء وساعة ما أشاء وأنتِ في كامل وعيكِ.. أنتِ لي أنا فقط.. لن أسمح بأن يلمسكِ أحداً غيري بعد الآن.. فهمتِ يا جميلتي؟.. تكلمي واللعنة.... هل فهمتِ؟ "

 

هتفَ بجنون وهو يمسك بفكي بأصابعهُ بعنف.. لا أعلم كيف أتتني القوة ونظرت إليه ببرود أعصاب قائلة

 

" أنا لستُ لعبة بين يديك.. أنا لم أكذب عليك لكي أخدعُك.. فعلت ذلك لأنني أحببتُك بصدق و... آااااااااااااه.... "

 

تأوهت بألمٍ شديد في النهاية إذ مونرو لم يستطع تمالك أعصابه فأبعد يدهُ عن فكي ورفعها عاليا وهوت بسرعة وصفع بكفه وجنتي بقوة حتى تفطرت وجنتاي وتشققت شفتاي وسال منهما الدم.. 


دمعت عيناي من الألم ولكني كنت مصرّة على الظهور في هيئة الفتاة القوية التي لا تخشى شيئا فتماسكت أمامه ورسمت ابتسامة مصطنعة ثم أردفت قائلة له بعنفوان

 

" سحقا لك.. هل سمعت؟.. سحقا لك.. يا لك من كائن ضعيف تحجب ضعفك وتغطي عجزك بالعنف أمامي.. أنتَ حقا مثير للشفقة.. أنتَ رجل ضعيف تستخدم العنف والاغتصاب معي بحجة الانتقام.. أصبحت أُشفقُ عليك لأنك ترفض الاستماع إلى الحقيقة.. أُشفقُ عليك لأن أدريانا استطاعت الكذب عليك وصدقتها بغباء.. مهما فعلتَ بي لن أستسلم لانتقامك أبداً.. هل تعلم السبب؟.. لأنني وللأسف الشديد أحببتُ مُختلاً مثلك "

 

احمر وجه مونرو فجأة وتصلب جسده وتصاعد الدم في عروقه ثم أمسك وجهي وبدأ يضغط على فكّي والشرر يتطاير من عينيه ثم هتف بغضب قائلا

 

" عليكِ أن تعرفي حدودكِ جيداً ولا تتمادي رالبيكا لأنني لن أرحمكِ.. فعاهرة مثلكِ ليس لديها قلب ليُحب سوى المال.. وسأريكِ هذا المُختل ما سيفعل بكِ الآن "

 

أحسست بالاختناق و بضيق التّنفس وكأن شراييني قد تصلبت وتملّكني الدوار وثقل رأسي حتّى أصبحت لا أستطيع حمله.. وشعرت بالحزن حتّى تحجّرت دموعي في مقلتيّ عندما بدأ يوزع بهمجية قبلاته على جسدي وبدأ يدفع بعنف عضوه بداخلي مع تلك الكرات.. ضاجعني بطريقة مُقرفة كأنه يُضاج عاهرة لا قيمة لها..

 

وبعد مدة طويلة قذف سائلهُ بداخلي وأخرج عضوه وابتسم برضا تام لرؤيتهِ لدموعي وسماعهِ لأنيني المتألم.. لكنه لم يرحمني وترك تلك الكرات بداخلي ووقف وارتدى ملابسه وذهب ولكنه قال لي قبل أن يُغلق الباب خلفه

 

" استريحي جميلتي قليلا.. سأعود بعد قليل.. لن أتأخر أعدُك.. فما زال أمامي الكثير لكي أفعله "

 

بعد ذهابه بكيت بهستيرية وحاولت تحرير يداي من تلك السلاسل لكي أُخرج تلك الكرات المؤلمة من مهبلي لكنني لم أستطع.. وكل ما فعلتهُ هو البكاء والبكاء بمرارة حتى أنهكني التعب وأغمضت عيناي وذهبت في نوم مليء بالكوابيس...

 

انتهى المشهد الحميم**

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

 

استيقظت باكرا ونظرت بحزن إلى معشوقة قلبي.. تأملت وجهها الشاحب بعذاب وعانقت جسدها بقوة إليّ وأغرقت رأسي في عنقها وهمست لها بألم

 

" سامحيني جميلتي.. سامحيني لأنني لن أستطيع التوقف عن الانتقام منكِ.. لقد جرحتِ كبريائي كرجل وخدعتني وأوهمتني بأشياء لا أستطيع أن أغض النظر عنها أبداً.. لقد سبق لي وقتلت الكثرين لأشياء تافهة.. أنا رجل لا يرحم.. لا يوجد رحمة في قلبي.. لماذا فعلتِ ذلك بي وأنتِ تعلمين من أكون؟!.. لماذا كذبتِ عليّ وأنتِ تعلمين بقساوتي ووحشيتي.. لماذا حبيبتي؟!! "

 

أغمضت عيناي بشدة وقبلت عنقها بقبلة رقيقة ثم همست لها بعذاب

 

" صدقيني أنا أتألم.. أتألم جداً من مُجرد التفكير بما أنوي فعله بكِ.. ليس سهلا عليّ أبداً أن أعذبكِ وأنتقم منكِ.. أنتِ لا تعلمين كم أتعذب لمجرد التفكير بأنكِ ستكرهينني أكثر.. وأتعذب لأنني أتخيل كم ستذرفين من الدموع بسببي.. لكنكِ حطمتِ قلبي الذي عشقكِ بجنون.. حطمتِ أحلامي معكِ وسعادتي.. حطمتِ كبريائي وعزة نفسي.. صعب جداً عليّ أن تكون المرأة الوحيدة التي أحببتُها في هذه الحياة قد خدعتني من أجل مصلحتها والمال.. كنتُ.. كنتُ... "

 

ارتعشت يداي بقوة ثم فتحت عيناي ورفعت رأسي وحدقت إلى وجهها بألم قائلا بحرقة قلب

 

" كنتُ سأطلب يدكِ للزواج مني.. كنتُ سأهديكِ العالم وأضعهُ بين يديكِ.. لكنكِ أحرقتِ قلبي وروحي لأنكِ خدعتني.. يا ليتكِ أخبرتني بالحقيقة منذ البداية كان كل شيء تغير "

 

قبلت شفتيها بخفة ثم ابتعدت عنها ووقفت ونظرت إليها بحزن قائلا

 

" صدقيني سأتألم أضعافاً عنكِ.. لا أعرف كيف باستطاعتي التحمل لكنني لا أستطيع قتلكِ.. لا أستطيع قتلكِ لأن لا حياة لي من دونكِ يا جميلتي "

 

خرجت من الغرفة وتوجهت إلى الحمام لكي أستحم.. بعد مرور ساعة كنتُ أقف أمام النافذة في غرفتي أنظر بشرود وبحزن إلى حديقة قصري وحُراسي وأنا أُكتف يداي


رواية ماركيز الشيطان - فصل 24 - بادلتهُ القبلة

 

الحب لم يُخلق لرجال أمثالي.. فهو يجعلني ضعيف جداً.. لم أتخيل في حياتي كلها أن أعشق امرأة وأضعِف أمامها.. كنتُ دائما ألهو واستمتع مع النساء دون أن أشعر بذرة شفقة أو ذنب أو حُب معهم.. لكن رالبيكا هدمت حصوني كلها وجعلتني خاتماً في أصبعها...

 

تنهدت بقوة ورأيت بابلو يمشي في الحديقة وتوقف أمام رجالي وتكلم معهم ثم عاد ليمشي بهدوء في الأرجاء.. نظرت إليه بتمعُن وقررت أن أتكلم معه حتى أستريح قليلا...

 

كنتُ بحاجة ماسة للتكلم مع صديق لكي أُفضفض له عما يجيش في نفسي.. و بابلو هو الشخص المناسب والوحيد الذي أستطيع أن أتكلم معه براحة وبصراحة تامة.. صحيح بأنه رئيس حرسي الشخصي لكنه صديقي الوحيد في هذه الحياة..

 

نعم يجب أن أتكلم معه في الحال حتى أستريح ولو قليلا.. يجب أن أُخرج ما يعتمل في صدري وما أشعرُ به من ضيق و حزن و كدر و هموم..

 

أعلم فقط أن هناك فوضى تكمن خلف هدوئي و أن هناك كلام يجب أن أفصح عنه لصديقي ... في الكثير من الأحيان أحتاج إلى التكلم معه وأعبر عما بداخلي من أحاسيس ومشاعر وحزن..

 

تنهدت بهدوء وأخرجت هاتفي الخلوي من جيب سروالي واتصلت بـ بابلو.. ابتسمت بخفة بينما كنتُ أراه يقف أمام باب القصر وينظر إلى هاتفه.. قهقهت بخفة لرؤيتي له ينظر بذهول إلى الشاشة وفورا تلقى الاتصال وهتف بتوتر

 

( سيدي.. أنتَ بخير؟ )

 

أحياناً قليلة بابلو يخرج عن بروده المُعتاد وأراه بشريا عاديا وليس ذلك الرجل البارد والهادئ.. حمحمت ثم قلتُ له بهدوء

 

" لا تقلق بابلو أنا بخير.. أريدُك أن تنتظرني في مكتبي.. أرغب بالتكلم معك بأمرٍ هام "

 

أجابني باحترام موافقا وأنهيت المكالمة وقررت أن أرتدي بدلة وأتوجه إلى مكتبي.. دخلت إلى غرفة مكتبي ورأيت بابلو يقف أمامي في وسط الغرفة بانتظاري.. 


رواية ماركيز الشيطان - فصل 24 - بادلتهُ القبلة


تأملني بنظرات قلقة ثم تنهد براحة لدى رؤيتهِ لي فابتسمت له بخفة وتقدمت وجلست خلف مكتبي على الكرسي ونظرت إليه بتوتر قائلا

 

" اجلس بابلو.. هناك حديث مطول بيننا "

 

نظر إليّ بدهشة لكنه كعادته أومأ لي موافقا باحترام وجلس بهدوء على الكرسي أمام مكتبي ونظر إليّ بنظرات قلقة لم تُخفى عني.. تنهدت بخفة ثم قلتُ له

 

" أريدُ التكلم معك بخصوصي و.. و بخصوص رالبيكا "

 

رفع حاجبيه عاليا بدهشة لكنه التزم الصمت وأشار لي بخفة برأسهِ موافقا.. أعلم جيداً بأنه فهمني على الفور وفهم بأنني أحاول أن أُفصح عما في داخلي له.. نظرت إلى اللوحة المعلقة في وسط الحائط ناحية اليسار وبدأت أُخبر بابلو بكل شيء

 

" أنتَ تعلم جيداً بمشاعري نحو رالبيكا.. فأنتَ الوحيد الذي يعلم بأنني أحببتُها وما زلتُ أحبُها رغم كل ما فعلتهُ بي.. وكذلك تعرف جيداً ما فعلته بي وكيف خدعتني وكذبت عليّ.. وأنتَ تعلم جيداً بأنني لم أستطع قتلها بسبب مشاعري العميقة نحوها.. ولأنني لا أستطيع العيش من دونها "

 

تنهدت بمرارة ونظرت إليه ورأيته يُحدق إليّ بتفهم وهنا تابعت التكلم قائلا بحزنٍ شديد

 

" أنا لا أستطيع الانتقام منها بابلو.. لا أستطيع فعل ذلك.. أنا أتألم أضعافا عنها.. صعب جداً عليّ أن أرى المرأة الوحيدة التي أحببتُها بجنون تبكي بسببي وتتألم.. صعب جداً عليّ مُتابعة انتقامي منها.. "


تنهدت بقوة وتابعت بأسى قائلا


" أنا ضائع.. قلبي يريد مسامحتها وتركها ترحل في سبيل نفسها.. لكني لا أستطيع إبعادها عني.. وفي نفس الوقت لا أستطيع بسبب عقلي وكبريائي اللعين أن أسامحها وأتوقف عن انتقامي منها... أشعر بالضياع و بالضعف أمامها وأنا في حيرة من أمري.. ما الحل الأنسب لي و لها؟!.. أريدُ حلا لأنني سأختنق وسط هذا الضياع المؤلم "

 

ساد الصمت لثواني ثم سمعته يتنهد بخفة وكلمني بجدية

 

" الأمر بسيط سيدي.. اذهب واكتشف الحقيقة الكاملة من إيثان بوربون.. هو الوحيد الذي يستطيع إخبارك إن كان كلام أدريانا عن رالبيكا صحيح "

 

توسعت عيناي بذهولٍ كبير ورمشت بقوة وتأملتهُ بدهشة كبيرة وهمست بذهول قائلا

 

" تريدني أن أذهب لرؤية ذلك الحقير إيثان بوربون والتكلم معه؟!!.. هل أصابك الجنون بابلو؟! "

 

حدق ببرود إليّ مثل عادته اللعينة قائلا بجدية تامة

 

" لا سيدي لم يُصيبني الجنون لغاية الآن.. وأنا أتكلم معك بصراحة تامة.. حتى تُريح نفسك وقلبك وعقلك يجب أن تذهب إلى المستشفى وتتكلم مع بوربون في أسرع وقت قبل أن يموت.. هذا إذا لم يتوفى بعد "

 

توسعت عيناي أكثر وهتفت بصدمة

 

" كيف؟!.. إيثان بوربون على فراش الموت؟!.. اللعنة من قتله وسبقني على فعل ذلك؟!!.. كنتُ أرغب بقتلهِ بنفسي.. تباً لا يوجد عدل في هذه الحياة البائسة "

 

رأيت شبح ابتسامة طفيفة على وجهه ثم قال ببرود كعادته

 

" ماركو بوربون من فعلها "

 

 

انتفضت بقوة في جلستي وحقدت بذهولٍ شديد إليه وهتفت بصدمة كبيرة

 

" ماركو بوربون البارد والضعيف هو من أطلق النار على شقيقه الصغير؟!!!.. اللعنة ماذا يحدث للبشر؟! "

 

كتم بابلو ضحكته وأجابني ببرود

 

" نعم هو من أطلق النار على شقيقه إيثان.. لقد وضعت التقرير والشريط المصور منذ نصف ساعة أمامك على المكتب.. الرجال قاموا بتصوير كل ما حدث في الأمس وطبعا اتصلوا بي منذ ساعة واخبروني بالكارثة التي وقعت على الأخوين بوربون "

 

نظرت فورا إلى مكتبي ورأيت التقرير وظرف صغير شفاف به أسطوانة أمامي.. أخرجت الأسطوانة بسرعة وفتحت شاشة حاسوبي النقال ووضعت الأسطوانة وشغلتُها.. شاهدت في البداية باستمتاع كيف اقتحم إيثان بوربون قصر أخاه..

 

ثم قهقهت بقوة بسبب ما فعله بالخدم وحُراس أخيه.. لكن بعد ذهابه رأيت مشهد جعلني أقشعر.. رجالي والذين طلبت منهم بمراقبة بوربون صوروا لي بدقة ما حصل منذ ساعة.. رأيت بجمود كيف حمل ماركو بوربون شقيقه المصاب وركض وهو حافي القدمين وعاري الصدر ووضع أخاه في السيارة وقاد بسرعة مُخيفة نحو مُستشفى الخاص به..

 

رغم كُرهي الكبير لـ إيثان إلا أن فكرة أن يموت لم تُعجبني أبداً.. وأيضا رؤيتي لشقيقه الكبير في هذا المنظر جعلتني أشعر بغصة في داخلي.. حسدت إيثان جداً لأن لديه أخ مثل ماركو.. نعم حسدتهُ على ذلك وبقوة.. وتمنيت لو كان لي أخ مثله يخاف عليّ ويحميني ويقف بجانبي ويفعل المستحيل لإسعادي..

 

وثاني شعور بعد الحسد تصاعد في داخلي هو الغضب الشديد.. لا أريد لـ بوربون أن يموت.. تباً كانت الحياة ممتعة بسببه.. فالتنافس بيننا كان جميل و.. تباً عن أي تنافس أتكلم؟!.. كل ما هناك هو أنني غضبت منه لأنه تجرأ ولكمني بسبب حبيبته أمام رجالي وجعل مني أضحوكة أمامهم..

 

تباً لقد مات الرجل على يد شقيقه الكبير بسببي..

 

" اللعنة "

 

همست بغيظ و بغضب وحدقت إلى بابلو وقلتُ له بقهر

 

" إن مات إيثان بوربون لن أكتشف حينها الحقيقة.. ذلك الغبي لا يجب أن يموت "

 

حدق بابلو إليّ باستمتاع قائلا

 

" إذا لقد وافقت سيدي على التكلم معه بخصوص الأنسة رالبيكا واكتشاف الحقيقة الكاملة منه!.. هذا جيد "

 

حدقت إليه بتفكير


رواية ماركيز الشيطان - فصل 24 - بادلتهُ القبلة


 

ثم تأففت بضيق قائلا

 

" للضرورة أحكام.. وأنا لن أظل حائراً في أمري لآخر العمر.. رغم أن لدي أدلة كثيرة تُدين رالبيكا إلا أن لدي إحساس كبير بأنها بريئة.. يجب أن أتكلم مع إيثان بوربون وفي أسرع وقت قبل أن أفقد أعصابي نهائيا.. على ذلك الغبي أن يعيش ويُخبرني بالحقيقة وإلا قتلته بنفسي "

 

حدقت بدهشة إلى بابلو إذ لأول مرة في حياتي كلها أراه يضحك بملء قلبه وقهقه بكل ما ملكت نفسه من قدرة.. همست له بذهول وأنا أشير بأصبعي السبابة إليه

 

" أنتَ تضحك مثل البشر؟!!!... "

 

توقف فورا عن الضحك وحمحم بتوتر ثم قال

 

" آسف سيدي "

 

ابتسمت بوسع ثم رفعت رأسي عاليا وضحكت بقوة وعندما هدأت أخفضت رأسي وقلتُ له

 

" لا تتأسف بابلو.. وأنا سعيد لأنك من البشر وتتصرف مثلنا.. أحيانا كنتُ أظن بأنك مخلوق غريب لا صلة له بالبشرية "

 

ثم ابتسمت له بوسع وتابعت قائلا

 

" لا عليك.. لا تهتم بما تفوهت به عنك.. المهم الآن أريدُكَ أن تبعث برجلين إلى مستشفى بوربون ويجلبوا لي كامل المعلومات الدقيقة عن حالة إيثان.. لا أريدهُ أن يموت.. تباً أنا متفاجئ من نفسي لأنني لا أرغب بأن يموت ذلك الغبي لكنني بحاجة ماسة للتكلم معه في أسرع وقت "

 

وقفت وفورا ثم وقف بابلو واستأذن مني بالخروج.. بعد ذهابه صعدت إلى جناحي ودخلت إلى غرفتي الحمراء.. أريدُها.. أريدُها بجنون.. أريدُها وأرغبُها بشدة.. هذا ما فكرت به لدى رؤيتي لها.. لكني بحقارة عاملتُها بعنف.. خاصة بعد أن تكلمت معي بتلك الطريقة ونعتها لي بالمُختل..

 

خرجت بقهر من الغرفة ومشيت بتوتر وأنا أفكر.. سأخسر نفسي إن ظللت أُعاملها بتلك الطريقة.. وبعد نصف ساعة دخلت إلى الغرفة الحمراء ورأيتُها نائمة ووجهها شاحب جداً.. أخرجت الكرات من مهبلها وقمتُ بفك الأصفاد وحملتُها برقة بين يداي وتوجهت مُسرعاً نحو الحمام..

 

قبل أن أضعها في حوض الاستحمام فتحت رالبيكا عينيها ونظرت بضعف إلى عيناي وفورا ارتعش جسدها وخرجت شهقة مُرتعبة من فمها.. حدقت إلى عينيها باعتذار وهمست قائلا لها بحنية

 

" لا تخافي.. سوف أساعدكِ بالاستحمام "

 

وضعتُها في الحوض بعد أن ملأته بالمياه الدافئة وجلست على حافته وبدأت بغسل شعرها القصير.. تألمت لأنني قصصته لها في فورة غضبي وحزنت لرؤيتي لكل تلك العلامات في جسدها.. فركت جسدها الضعيف بالصابون وعندما انتهيت لم أهتم لأول مرة في حياتي بثيابي ونظافتي إذ حملت رالبيكا بين يداي وجعلتُها تقف أمامي وحضنتُها برقة إلى صدري..

 

أغرقت رأسها في صدري وهمست قائلا لها بحنان

 

" طلبت من ادموند بإرسال الفطور لكِ إلى جناحي.. يجب أن تأكلي "

 

شعرت برعشة جسدها وهنا ابتعدت عنها وأمسكت بروبي وساعدتُها بارتدائه ثم حملتُها كالعروسة بين يداي وخرجت من الحمام ودخلت إلى غرفة نومي.. وضعتُها بخفة على السرير وجلست بجانبها وحدقت إلى عينيها الخائفة بحزن.. تنهدت بقوة ثم أمسكت بيدها اليسرى وضغطت عليها بخفة قائلا

 

" أعدُكِ سوف يتغير كل شيء قريبا و.. "

 

توقفت عن التكلم عندما سمعت طرقة خفيفة على باب غرفتي.. وقفت وتوجهت نحو الباب وفتحته بنفسي قليلا ورأيت ادموند يقف وهو يحمل صينية الفطور بيديه..

 

استلمتُها منه وأغلقت الباب بخفة بقدمي وتقدمت وجلست على طرف السرير بجانب رالبيكا وبدأت أُطعمها بنفسي..

 

لم تتكلم معي ولم ترفض تناول الطعام من يدي.. كانت مثل الطفلة المُطيعة والضائعة أمامي.. كانت تأكل بهدوء وهي تنظر إليّ بنظرات ضائعة مُندهشة ومستغربة وخائفة.. عندما انتهت من تناول وجبة فطورها وضعت الوسائد خلف رأسها ودثرتُها بالغطاء ثم وقفت وقلتُ لها بهدوء

 

" نامي قليلا واستريحي "

 

شهقت بخفة وحدقت بصدمة إليّ وسألتني بدهشة

 

" لماذا فجأة بدأتَ تُعاملني باحترام بعد مُعاملتك لي كعاهرة قذرة لا قيمة لها؟! "

 

نظرت إليها بأسف ولم أستطع إخبارها بالحقيقة والاعتذار منها عما بدر مني.. فأجبتُها قائلا بنبرة هادئة

 

" ماذا تريدين مني أن أفعل رالبيكا؟!.. ما الذي تريدينه في الحياة ومني بالتحديد؟!.. أخبريني بصدق ولو لمرة واحدة في حياتك "

 

حدقت بأسى إلى عيناي وأردفت قائلة

 

" تريدُ أن تعلم ما أريدهُ؟.. حسنا سأخبرك وبصدقٍ تام.. "


تسارعت أنفاسها وتأملتني بنظرات حادة وقالت بمرارة


" أريد شيئا لن تفهمه أبداً طيلة حياتك وربما أيضا بعد مماتك.. شيء يسمّى الحُب والعزّة أو الكرامة.. من المؤكد بأنك لم تسمع بأشياء كهذه من قبل في حياتك كلها.. ما أريدهُ بسيط جداً.. أن أكون محبوبة وكرامتي محفوظة.. لكنك للأسف لا تفهم بهذه الأشياء ولا تشعر بالحب في قلبك القاسي والأهم بأنك لا ترى الحقيقة في عينيك.. والأهم من كل هذا هو ما الذي تريدهُ مني؟!.. لماذا عاملتني بحقارة وفجأة تغيرت مُعاملتك لي؟! "

 

نظرت إليها بحزنٍ شديد وبسبب عزة نفسي اللعينة أجبتُها بأول شيء خطر في رأسي

 

" قد تكونين حامل مني.. أنا لم أتوقى عندما عاشرتكِ.. و.. "

 

ابتسمت بمرارة ورأيت بحزن الدموع تنساب على وجنتيها ببطء وقاطعتني قائلة بقهر

 

" آه فهمت... في الواقع هذا أمر طبيعي فنحن النساء نثق بغباء بمن نُحبهم وبقدرتهم على منح أبنائنا الكثير من الرحمة والحب والحنان والدفء ولهذا ننجب منهم الأطفال.. أمّا أمثالكم من عديمي الشرف وفاقدي الضمير فنساؤكنّ لا يثقن بكم البتة لأنهنّ يعلمن بعجزكنّ عن منح هذه المشاعر لأيّ كان.. فكيف تريد مني أن أنجب طفلا لمجرم مثلك؟.. مستحيل أن أوافق على ذلك.. لن أسمح لنفسي أن أحمل في أحشائي طفلا من لحمك ودمك القذرين "

 

اخترقت كلماتها بواطن عقلي ولأول مرة على ما يبدو حصل معي ذلك.. أحسست بألمٍ شديد في قلبي لرفضها فكرة حملها مني.. فلم أستطع كضم غيظي ولا أسر غضبي..

 

تحركت بسرعة من مكاني واقتربت منها ورفعت يدي وصفعت وجهها بكل قوة أمتلكها ثم صفعتُها ثانية وثالثة ثم جذبتُها من شعرها ورفعتُها عاليا ورأيت الدماء تسيل من أنفها بغزارة لكن غضبي كان قد أعماني فأمسكت عنقها وضغطت عليه بكلتا يداي حتى كدت أخنقها وهتفت بألم وبغضبٍ كبير في وجهها

 

" أنتِ لي رالبيكا.. كل شيء بكِ هو مُلكاً لي وحدي.. حتى رحمكِ.. حتى لو بالقوة سأجعلكِ حامل بابني.. سوف أجعلكِ بالقوة تُنجبين لي الكثير من الأبناء.. ولن أهتم إن كان ذلك رغما عنكِ.. ما هو لي يبقى لي إلى الأبد.. فهمتِ؟ "

 

نزلت قطرة دم من أنفها النازف على يدي فرفعت عيناي إلى عينيها الزرقاوين المتضرعتين فرأيت فيهما فجأة ما شوّش بالي وعقلي وتفكيري وذبذب ذاكرتي..

 

شعرت بيدي الممسكة بعنقها ترتعش بقوة أكثر فأكثر.. وارتسمت في مخيلتي صورة أمي الحبيبة ذات الشعر الأسود اللامع والطويل وهي تتضرّع وتطلب الرحمة من والدي الحقير.. ذلك المشهد الذي لم يغب من خيالي منذ أن كنتُ طفلا.. رؤيتي لوالدي وهو يقتل أمي أمامي لأنها حاولت الهروب معي بعيداً عن ظلمه..

 

فتحت أصابعي وأبعدت يداي عن عنقها ونظرت إليها بصدمة.. شهقت بقوة وهوى جسدها بضعف على الفراش ورأيتُها بألم تبكي برعب وهي ترتعش بجنون.. كيف لي أن أفعل ذلك بها؟!.. فكرت بمرارة و بحزن وحدقت إليها باعتذار.. اللعنة.. كنتُ على وشك قتلها الآن..

 

لطالما منعت نفسي من أن أُحب خوفا من أن أتحول إلى نسخة عن والدي القذر.. كنتُ أخاف أن يأتي يوم وأحب به امرأة وأقتلها إن تركتني.. بعد أن قتل أمي تحولت من صبي هادئ ومطيع إلى صبي لا يرغب سوى بالانتقام من والده..

 

كنتُ مُجرد مراهق لا أبلغ الخامسة عشر عندما قتل أبي والدتي أمام عيناي وأراد قتلي وأرسل رجاله حتى يقتلوني.. منذ تلك الليلة هربت منه وتعرفت على البروفيسور وانخرط بعالم المافيا وخططت جيداً للانتقام من ذلك الحقير والدي.. وفعلت ذلك بعد مرور ثلاث سنوات...

 

قتلته بدمٍ بارد بينما كنتُ أنظر باستمتاع إلى عينيه المرتعبة.. لم أهتم لتوسلاته لي وطلبه الرحمة مني.. قتلت رجاله في ذلك اليوم وقتلته.. تذكرت أمي المسكينة بينما كنتُ أقطع جسده باستمتاع بينما كنتُ استمع إلى صراخاتهِ المتألمة..

 

ورثت ملايينه ووسعت تجارتي بالأسلحة.. ولم أندم لغاية اليوم على ما فعلت به.. تنهدت بأسى وهمست قائلا لها

 

" آسف.. لم أقصد فعل ذلك "

 

توقفت عن البكاء وحدقت بذهول إليّ.. ابتسمت لها بحزن واستدرت ودخلت إلى غرفة ملابسي.. بدلت ثيابي بينما كنتُ أفكر بقهر.. يجب أن أتكلم مع إيثان بوربون في أسرع وقت.. يجب أن أفعل ذلك.. صممت على ذلك وخرجت مُسرعاً من جناحي وتوجهت إلى مكتبي..

 

 

ماركو**

 

خرجت مُسرعاً من المستشفى وتوجهت إلى قصري.. كنتُ طيلة الوقت أبكي بسعادة لأنني استطعت إنقاذ إيثان.. صعب جداً ما شعرت به بينما كنتُ في غرفة العمليات.. لم أتخيل في حياتي كلها وخاصة في حياتي المهنية أن أكون المسؤول عن حياة إيثان وأجري له عملية جراحية بسبب غبائي..

 

تألمت جداً وشعرت بخوفٍ شديد لا يمكنني وصفه عندما توقف قلبه عن النبض.. أحسست بأنني خسرت جزءً من نفسي لدى سماعي لجهاز القلب يُطلق صوتا عن توقف قلب إيثان..

 

شعرت لأول مرة في حياتي بكمية خوف لا حدود له.. قلبي لا يتحمل ألم فراق أحد الأحبة أو وقع صدمة كبيرة.. وذلك أدى إلى تسارع نبضات قلبي وشعوري بأعراض مشابهة لحالات الإصابة بنوبة قلبية..

 

كانت هذه اللحظات من أصعب اللحظات التي عشتُها في حياتي بعد مقتل أهلي و زوجتي الحامل.. فكرة أن أخسر إيثان بسبب حماقتي أرعبتني للموت..

 

وعندما عاد قلب إيثان إلى النبض من جديد وعدت نفسي بأنني لن أُحزنه ولن أجعلهُ يغضب مني أبداً ولو كان ذلك على حساب سعادتي.. وعدت نفسي بأنني سأفعل المستحيل لأُنفذ رغبات إيثان و أجعلهُ يُسامحني..

 

سأذهب وأتكلم مع فيليا وأتوسل إليها لتوافق على الزواج مني.. وإن تطلب مني الأمر سوف أتنازل لها عن كل ثروتي لتوافق وذلك فقط لكي أُرضي أخي الوحيد..

 

ركنت سيارتي أمام المدخل وترجلت مُسرعا منها ودخلت إلى القصر.. رأيت صوفيا ومعظم الخدم يقفون أمامي بقلق وهم ينظرون إليّ بدهشة وتوتر.. كنتُ ما زلت أرتدي رداء العمليات الأزرق لكني لم أهتم لذلك بل قلتُ لهم بلهفة

 

" هو بخير... أنقذت إيثان من الموت فلا تقلقوا.. أين فيليا؟!.. أريدُ التكلم معها فوراً "

 

تنهد الجميع براحة لدى سماعهم بأن إيثان بخير وتمنوا لي الشفاء العاجل له ثم أجابتني صوفيا

 

" الآنسة فيليا في غرفتها سيدي و... سيدي.. سيدي... سيد ماركو.. "

 

ما ان سمعت أين هي فيليا حتى استدرت وهرولت مُسرعاً إلى غرفتها.. سمعت صوفيا تنده لي بقلق لكن كنتُ على عجلة من أمري ولم أتوقف لسماع ما تريد قوله.. وصلت إلى غرفة فيليا وفتحت الباب ودخلت دون استئذان ورأيتُها تجلس على الأريكة وتنظر بشرود أمامها..

 

التفتت نحوي وحدقت بدهشة إليّ ثم بسعادة ووقفت ولدهشتي الكبيرة ركضت وعانقتني بشدة ووضعت رأسها على صدري..

 

خفق قلبي بقوة وبتردد رفعت يدي ومسدت ظهرها بخفة.. إنها فعلا ملاك.. فبعد تصرفي معها المُنحط في الأمس وصباحاً ها هي تُعانقني بسرور لدى رؤيتها لي..

 

أغمضت عيناي وأخفض رأسي وأرحت ذقني على رأسها وهمست لها قائلا

 

" هو بخير.. لقد أنقذت أخي في آخر لحظة.. وأنا أعتذر منكِ فيليا بسبب تصرفي الحقير معكِ في الأمس وفي الصباح.. أنا آسف صغيرتي "

 

أحسست برعشة جسدها وتحركت بخفة وابتعدت عني وحدقت بذهول إلى عيناي.. بلعت ريقي بقوة وشعرت بتوترٍ كبير.. إلهي كيف سأطلب يدها للزواج مني الآن من أجل رغبات إيثان وأيضا أنا ما زلتُ متزوجا من شارلي؟!!.. ساعدني إلهي أرجوك ولا تجعلها ترفضني..

 

فكرت برجاء بداخلي ونظرت إلى فيليا بحزن قائلا

 

" يجب أن نتكلم بأمر مهم جداً.. وقبل أن أبدأ حديثي معكِ أتمنى أن تستمعي إليّ جيداً حتى النهاية لكي تتفهمي أسبابي "

 

رفعت يديها وحدقت إليّ بغرابة وبقلق وبتفكيرٍ عميق


رواية ماركيز الشيطان - فصل 24 - بادلتهُ القبلة

 

ثم ابتسمت لي بهدوء وأشارت لي بلغة الإشارات قائلة

 

( حسنا.. سأستمع إلى حديثك ولن أُقاطعك حتى النهاية )

 

ابتسمت لها بتوتر وأمسكت بيدها وسحبتُها نحو الأريكة وجلسنا ونظرنا إلى بعضنا البعض بتوتر.. حسنا أنا بتوتر بينما هي بقلق والبعض من الخوف.. تنهدت بقوة ثم نظرت ناحية الشرفة وقلتُ لها بأسى

 

" إيثان لطالما كان نقطة ضعفي منذ الصغر.. أحببت أخي بجنون وما زلتُ أحبه لغاية الآن رغم كل ما فعلهُ بي.. فهو أخي الصغير وأنا أخاه الكبير.. رغم أنني أكبر منه بسنتين ونصف تقريبا إلا أنني شقيقه الأكبر وكنتُ بمثابة الأب الثاني له منذ الصغر.. وجوده في حياتي كان مهما لي.. فهو كان صديقي الأبدي.. ورفيقي الأول في طفولتي.. "


تنهدت بحزن وتابعت قائلا بألم


" وأنا كنتُ له صخرة يستند إليها عندما كبر.. تشاركنا كل شيء منذ بداية الحياة ولغاية الآن.. وهذا الشيء لا مفر منه أبداً.. وإن كنتُ سأتحدث عن نعيم الحياة فسأبدأ بأخي إيثان.. ليس هنالك حبٌ آخر كحب المرء لأخيه.. وليس هنالك حب أيضاً كحب الأخ لأخيه.. فهو حبٌ متبادل يدوم للأبد دون غاية أو مصلحة.. و أنا وإيثان أحببنا بعضنا بهذا الشكل.. كنتُ سنده طيلة حياته وحميته وحاولت إصلاح أخطائه.. أعلم بأنني أخطأت جداً معه عندما تزوجت من الفتاة الوحيدة التي أحبها.. وهي شارلي.. "

 

توقفت عن التكلم ونظرت إلى فيليا المندهشة.. ابتسمت لها بحزن وأخبرتُها كيف تعرفت على شارلي وكيف حاولت مُساعدتها عندما رمى بها إيثان بعيداً عنه بسبب سوء تفاهم حصل بينهما.. وأخبرتُها سبب طلبي يدها للزواج مني حبراً على ورق فقط لكي أحميها وأحمي ابن أخي..

 

عندما انتهيت نظرت إلى البعيد وقلتُ لها بمرارة

 

" أعجبتني شارلي منذ البداية.. لا أنكر ذلك.. لكن عندما اكتشفت مشاعر أخي نحوها وخاصةً مشاعرها نحو إيثان تخطيط ذلك الإعجاب بسرعة وأحببت شارلي جداً واعتبرتُها بمثابة شقيقة لي.. ولكن جرت الرياح بينها وبين إيثان بما لا تشتهي السفن والقدر فرقهما عن بعض بالغصب.. حاولت كثيراً أن أعترف لـ إيثان بما حصل لكنه عنيد جداً ورفض أن يستمع إليّ.. أنتِ تعلمين جيداً ما حصل بيننا بعدها.. واكتشفتِ بأن بيترو ليس ابني بل ابن إيثان.. أحببت بيترو كأبنٍ لي لكن شعرت بأنهُ ليس من حقي أبداً أن أناديه بابني لذلك كنتُ أناديه طيلة الوقت بصغيري "

 

تنهدت بحزن وتابعت قائلا لها

 

" وليلة الأمس كانت بداية المواجهة بيني وبين إيثان.. اكتشفَ إيثان بطريقة لا أعلمها لغاية الآن بأن بيترو ابنه وفعل ما فعلهُ في الأمس "

 

أغمضت عيناي بشدة وأردفت قائلا بألم

 

" لم أكن سأنفذ ما طلبهُ مني عن.. عن.. عنكِ... كنتُ رافضا رفضاً قاطعاً ذلك.. أنتِ أمانة لدي ومن المستحيل أن أُفرط بكِ.. لكني ثملت و.. و... "

 

فتحت عيناي ونظرت بعذاب إلى وجهها وتابعت قائلا بغصة

 

" واستغليت ضعفكِ و.. وفعلت ما فعلته.. سامحيني فيليا فأنا لم أكن في كامل وعييّ.. سامحيني لأنني استغليت ضعفكِ وجعلتكِ تخسرين براءتكِ.. لذلك عندما استيقظت في الصباح ورأيتكِ بجانبي شعرت بالذعر وبالندم وتأنيب الضمير.. أنا في ضعف عمركِ و أُصلح لأكون أباً لكِ "

 

توقفت عن التكلم لدى رؤيتي لدموعها تسيل ببطء على خديها.. شتمت بقهر ووقفت ومشيت بسرعة ونظرت إلى الخارج من النافذة وقلتُ لها بغضب شديد من نفسي

 

" ضعفت بسبب الكحول وارتكبت جريمة في حق براءتكِ.. وارتكبت جريمة بحق إيثان.. كان على وشك أن يفقد حياته بسبب غضبي الغبي.. لذلك يجب أن أُصلح خطأي معكِ ومعه وفي أسرع وقت.. أنا و.. أنتِ... نحنُ يجب أن نتزوج في أسرع وقت بعد طلاقي من شارلي "

 

سمعت شهقة تخرج من فمها ونظرت إليها بقلق.. شحب وجهها بقوة ورأيتُها تنظر إلى وجهي بذهولٍ وصدمة شديدين.. تصلب جسدي بشدة ومشيت نحوها وجثوت على ركبتاي أمامها ونظرت إليها برجاء قائلا

 

" وافقي فيليا.. لو سمحتِ وافقي على الزواج مني.. أنا أطلب يدكِ الآن وأتوسل إليك لتوافقي من أجلي ومن أجل إيثان.. وافقي من أجلي حتى يستريح ضميري بسبب ما فعلتهُ بكِ.. ووافقي من أجل إيثان لأنه أخي وكان على وشك الموت اليوم بسببي.. أريدهُ أن يسامحني على ما فعلت به.. أريدهُ أن يسامحني لذلك سوف أُنفذ رغباته لكن.. "

 

توقفت عن التكلم عندما رأيتُها تبكي بكثرة ورفعت يديها بنية إخباري بشيء.. رفعت يداي بسرعة وأمسكت بكلتا يديها وحضنتهما بقبضتي وقلتُ لها برجاء

 

" لا أرجوكِ لا تعترضي.. دعيني أُكمل حديثي.. "

 

تنهدت بأسى وتابعت قائلا بمرارة

 

" أعلم بأنني كبير في العمر بالنسبة لكِ.. وأعلم جيداً بأنكِ صغيرة في السن وتُصلحين لتكوني بمثابة ابنة لي.. وأعلم بأنني أظلمكِ بطلبي للزواج منكِ.. لكني أعدكِ إن وافقتِ سيكون زواجنا صورياً وعقد على ورق فقط.. لن أطلب منكِ حقوقي الزوجية أبداً وبعد فترة عندما يتحسن إيثان ويُصدق ويتقبل فكرة زواجنا وينسى انتقامه منكِ سوف نتطلق بهدوء.. وأعدكِ سأفعل أي شيء تريدينه وترغبين به.. إن أردتِ سوف أتنازل عن جميع أملاكي لكِ.. فقط وافقي لو سمحتِ على هذا الزواج حتى نجعل إيثان و شارلي يعيشون بسعادة أخيرا مع طفلهم.. أنا مدين لكِ و لـ إيثان بالكثير.. وسوف أضحي بأي شيء حتى أعوضكما "

 

حدقت إليها بتوتر و بقلق و بخوف خاصةً لدى رؤيتي لدموعها الكثيفة.. رفعت يديها وقبلت راحتهما وقلتُ لها بتوسل

 

" وافقي أرجوكِ ولا تسمحي لضميري بتعذيبي أكثر مما يفعل.. سأفعل كل ما تردينه وما تطلبينه فقط وافقي.. لو سمحتِ لا تعترضي على زواجنا "

 

أغمضت فيليا عينيها وسالت دموعها أكثر على وجنتيها.. شعرت بغصة قوية في صدري وحضنتُها إلى صدري وربت برقة على شعرها وهمست قائلا لها بحسرة

 

" لا تبكي فيليا.. أنا لا أستحق دمعة واحدة من عينيكِ الجميلة والبريئة.. أعدكِ سأفعل أي شيء تريدينه إن وافقتِ.. لا ترفضي الطلب الوحيد الذي أطلبه منكِ.. وصدقيني إن وافقتِ لن تندمي أبداً.. سأهتم بكِ أكثر وأرعاكِ وأحميكِ من الجميع وخاصةً من نفسي "

 

ابتعدت عني وحدقت إلى عيناي بحزن بعينيها الحمراوين.. تألمت لرؤيتي لها بهذا الشكل وعرفت بأنها من المستحيل أن توافق على طلبي مهما فعلت ومهما تكلمت..

 

شعرت بألمٍ رهيب في قلبي بسبب تفكيري ذاك وعندما أردت أن أتكلم سحبت كلتا يديها وأشارت لي بهما قائلة بلغة الإشارات

 

( أنا مدينة لك لأنك ساعدتني منذ البداية وحميتني وجعلتني أسكن في قصرك.. لك عليّ أفضال كثيرة وأنا لستُ بناكرة الجميل أبداً.. أنا موافقة على الزواج منك.. لكن لا أريدُك أن تتنازل لي عن أملاكك وأموالك.. إن فعلتَ ذلك سأشعر بأنني سلعة.. وأنا لستُ كذلك )

 

خفق قلبي بقوة وشعرت بطيار كهربائي يسير في كامل أنحاء جسدي.. لم أستطع التصديق بأنها وافقت فعلا على عرضي المقرف للزواج منها.. وقفت وأمسكت بيدها وجعلتُها تقف وحضنتُها بشدة إلى قلبي وهمست لها بسعادة لا توصف

 

" أشكركِ فيليا لأنكِ وافقتِ.. وأنتِ لستِ بسلعة.. أنتِ غالية جداً ولا تُقدري بأموال وذهب العالم كله.. آسف إن جعلتكِ تشعرين بأنكِ سلعة.. سامحي حماقتي ولهفتي لتعويضكِ وتعويض أخي.. أعدُكِ سأفعل المستحيل حتى أجعلكِ سعيدة وأعوضكِ على تضحيتكِ معي "

 

أبعدتُها برقة عني وقبلت جبينها برقة ثم نظرت بسعادة إلى عينيها وقلتُ لها بفرح

 

" لن تندمي أبداً وهذا وعد مني لكِ.. أنتِ ملاك وأنا محظوظ لأنكِ في حياتي.. سأذهب فوراً لأرى المحامي وأطلب منه بمباشرة معاملة الطلاق وبعدها سنذهب لنتزوج مدنياً عند القاضي صديقي.. هل أنتِ موافقة على ذلك؟ "

 

أشارت لي بحزن موافقة ومع ذلك ابتسمت لي ابتسامة صغيرة صفراء.. رفعت يدها اليمنى وقبلتُها بخفة ثم حضنت يدها إلى صدري قائلا

 

" لا تخافي مني أبداً ولا تقلقي.. سيكون كل شيء بخير.. أشكركِ مُجدداً فيليا لأنكِ وافقتِ وسأفعل المستحيل لكي أعوضكِ عن كل شيء "

 

نظراتها الحزينة قتلتني.. كنتُ أعلم بأنني استغليت الآن طيبة قلبها وجعلتُها توافق على عرض الزواج.. لكني وعدت نفسي بأن أجعلها سعيدة طيلة فترة زوجنا ولن أسمح لأحد بأذيتها خاصةً أنا.. ابتسمت لها بسعادة ثم قبلت وجنتيها برقة وقلتُ لها قبل أن أذهب

 

" سأذهب لكي أستحم وبعدها يجب أن أرى المحامي.. وبعدها سأذهب لأرى إيثان وسأعود ونتكلم على راحتنا أكثر  "

 

أومأت لي موافقة وخرجت براحة من غرفتها.. خرجت بعد ساعة من مكتب المحامي وضحكت بسعادة لأنه أخبرني بأن أوراق الطلاق ستكون جاهزة غداً في مكتبه لأوقعها مع شارلي.. اتصلت بـ شارلي وأخبرتُها عن ذلك ووافقت بسرعة..

 

توجهت بسعادة إلى مكتب صديقي القاضي وأخبرته بأنني سأطلق من شارلي وأتزوج من صغيرة قلبي..

 

لم أنتبه بأنني وصفت فيليا له ولقبتُها بصغيرة قلبي.. وعندما انتهيت من سرد كل شيء له ابتسم بوسع وقال لي بهدوء

 

" أخيراً أتت اللحظة التي رأيتُك بها عاشقاً من جديد.. صغيرة قلبك تبدو مميزة لأنها استطاعت أن تمتلك قلبكَ.. أنا سعيد جداً من أجلك ماركو وطبعا أتمنى أن تتصالح بسرعة مع إيثان وتعود الأمور على طبيعتها بينكما.. وبخصوص زواجك من صغيرتك سيكون بعد يومين إذ يجب أن تُحضر لي أوراقها الثبوتية.. تهانيّ الحارة لك.. أتمنى لك السعادة لأنك تستحقها صديقي "

 

كنتُ جامد بدهشة أنظر إليه.. تفاجأت من نفسي عندما اكتشفت ما تفوهت به.. لقد لقبت فيليا بصغيرة قلبي!!!.. حسنا لن أنكر هي صغيرة و.. إلهي ساعدني!.. ما الذي يحدث لي؟!..

 

فكرت بقلق وشكرت القاضي وخرجت من مكتبه.. كنتُ أقود سيارتي بهدوء عندما فجأة ابتسمت برقة بينما كنتُ أفكر بـ فيليا.. شعرت بالحرارة تنتشر في جسدي من مُجرد تذكري كيف مارستُ معها الجنس.. ما زالت ذاكرتي مشوشة عن تلك الليلة ولا أتذكر بالتفصيل كل ما حدث لكن أتذكر بطريقة مبهمة كيف كانت تتأوه أسفلي بينما كنتُ أدفع  بداخلها..

 

" الرحمة... "

 

همست بألم إذ انتصب عضوي فورا لمجرد تفكيري بذلك.. شتمت بغضب وهتفت بقوة وأنا أخبط المقود بقبضتي

 

" تبا ماركو.. إنها طفلة بالنسبة لك.. يكفي بأنني سلبتُها عذريتها بطريقة بشعة.. والآن أنا أنتصب عندما أُفكر بها بطريقة مُنحرفة.. يجب أن أخجل من نفسي.. اللعنة "

 

تابعت القيادة بهدوء ثم ركنت سيارتي جانبا واتصلت بمدير المستشفى لدي.. تكلمت معه و طمأنني عن إيثان.. حالته مستقرة وهو بخير.. انهيت الاتصال وتنهدت براحة..

 

نظرت حولي ورأيت أمامي محل راقي يعرض فساتين الأعراس.. ابتسمت بحنان بينما كنتُ أنظر إلى واجهة المحل.. وتخيلت فيليا ترتدي ذلك الفستان الجميل المعروض في الواجهة.. كان الفستان ناعماً ورقيقا مثل فيليا..

 

سوف يناسبها تماما رغم أنه مكشوف قليلا على الصدر.. لكنها في النهاية سوف ترتديه من أجلي.. أعني لي فقط.. تباً أعني ليوم واحد.. لاااا!!.. أقصد لساعة فقط..

 

تشاجرت مع نفسي بسبب الفستان إلا أنني في النهاية ابتسمت برقة وأنا أرى صورتها في رأسي وتخيلتُها وهي ترتديه.. رأيتُها في مُخيلتي تبدو كالملاك وكالملكة به.. وقررت أن أدخل إلى المحل وأشتري لها هذا الفستان بالتحديد كهدية لها.. فهذا أقل ما يمكنني فعله من أجلها..

 

وفعلا دخلت إلى المحل واشتريت الفستان لها ثم اتصلت بصديقتي المصممة جورجينا أرمي وطلبت منها أن تختار لي جهازا كاملا لـ فيليا بعد أن أعطيتُها مقاسها وأخبرتُها بأنني قادم في أسرع وقت إلى الأتوليه الخاص بها.. نعم أنا أصبحت أعلم جيدا مقاس جسد ومفاتن صغيرة قلبي..

 

وهكذا ذهبت إلى أتوليه جورجينا وأمضيت ثلاث ساعات برفقتها أختار أجمل وأرقى الملابس لصغيرتي وعندما انتهيت طلبت منها أن تُرسل الملابس إلى قصري.. ثم اتصلت بـ صوفيا وأمرتُها أن بتوضيب الملابس التي ستصل إلى القصر في الغرفة الملاصقة لغرفة نومي في جناحي الخاص..

 

كانت الساعة التاسعة والنصف مساءً عندما ركنت سيارتي في الموقف الخاص بها في المستشفى.. صعدت مسرعا إلى الطابق الأول ورأيت مساعدي ثيون يتكلم مع الطبيب المشرف على حالة إيثان في غيابي وشارلي تستمع إليهما بتركيز..

 

تقدمت ووقفت أمامهم وحدقوا إليّ ورحبوا بي وأعلموني عن حالة إيثان المستقرة وأنه لم يستيقظ لغاية هذه اللحظة.. استمعت إلى حديثهم بهدوء بينما كنتُ أرتدي الروب الخاص بي.. شكرتهم ثم وضعت الكمامة على فمي ودخلت بمفردي إلى الغرفة..

 

حدقت إلى وجههِ الشاحب بحزن ووقفت لساعتين كاملتين أتأملهُ بصمت.. فجأة نبض قلبي بسرعة عندما رأيت بسعادة إيثان يُحرك جفونه.. أخيراً استيقظ.. ابتسمت بسعادة لا مثيل لها وأنا أراه يفتح عينيه ويُحدق بالسقف بغرابة.. ومن فرط سعادتي ركضت وفتحت الباب وأبعدت الكمامة عن فمي وهتفت للجميع بسعادة وخاصة لـ شارلي

 

" لقد استيقظ.. استيقظ أخيراً "

 

ابتسمت شارلي بسعادة وتقدمت لتقف أمامي وقالت لي بلهفة

 

" ماركو.. اسمح لي بالدخول ورؤيته لو سمحت.. قلبي يحترق بشدة.. أريدُ أن أراه وأطمئن عليه "

 

نظرت إليها بتوتر ثم قلتُ لها بهمس

 

" شارلي.. أنا أتفهم لهفتكِ لرؤيته.. لكن اسمحي لي أن أراه أولا بمفردي.. أريدُ أن أعتذر منه وأطلب منه السماح لأنني أصبتهُ برصاصة و كاد أن يفقد حياته بسبب غبائي وتسرعي "

 

نظرت إليّ بتفهم وابتسمت لي برقة ثم قالت

 

" هو أخاك قبل أن أكون حبيبته.. تكلم معه براحة ولا تقلق.. إيثان لن يغضب منك وسيتفهم موقفك خاصةً لأنك أنقذت حياته من الموت "

 

شكرتُها وأغلقت الباب وعدت لأقف أمام السرير.. رأيت إيثان ينظر إليّ بجمود وبنظرات قاتلة جعلت قلبي يعتصر ألما.. هل تذكر ما حصل معه؟!.. يبدو ذلك.. ويبدو بأنه لن يسامحني على فعلتي تلك.. نزف قلبي من شدة الألم عندما سمعتهُ يهمس لي قائلا بكرهٍ واضح

 

" ماركو بوربون سأقتلك بيدي... "

 

هززت رأسي رفضا وشهقت بألم وانحنيت وأمسكت بيده وهمست بعذاب قائلا له

 

" أخي.. شقيقي الوحيد والحبيب.. سامحني.. سامحني إيثان.. لم أكن أبدا سأفعلها.. لقد خرجت الرصاصة بالخطأ و... "

 

رفع أصابع يديه وضغط بقوة على يدي وقال بصوتٍ مبحوح وبغضب

 

" سأقتلك ماركو.. سأقتلك.. وهذا وعد مني لك... "

 

حدقت إليه بعذاب وألم ودمار نفسي.. أخي إيثان أصبح فعلا يكرهني.. هو لم ولن يسامحني أبداً على ما فعلت به...

 

 

فيليا**

 

الصدمة شلتني بالكامل.. ظننت نفسي أحلم بأن ماركو طلب يدي للزواج منه.. صحيح شعرت بالسعادة لأن السيد إيثان بخير ولكن شعرت بذلك من أجل ماركو فقط إذ لو فقد أخاه لم يكن سوف يُسامح نفسه أبدا.. ولكن حزنت جداً لأن ماركو طلب يدي للزواج منه بهذه الطريقة.. تألم قلبي جداً وروحي احترقت عندما قال بأن زواجنا سيكون حبراً على ورق فقط..

 

أنا أحبه.. لقد أحببته منذُ اللحظة الأولى التي رأيت بها صورته في المجلة.. حتى قبل أن أعلم بأنه شقيق إيثان بوربون أحببته.. وأحببته حتّى بعد معرفتي لمن يكون.. وأحببته أكثر عندما ساعدني وحماني من انتقام أخيه وجعلني أسكن في قصره.. وأحببته أكثر عندما اكتشفت كيف ساعد شارلي.. وأحببته أكثر عندما مارس معي الحب رغم أنه كان ثمل..

 

هل يمكن أن يساع قلبي أكثر حُباً له؟!.. لا أظن ذلك لأنني وصلت إلى المرحلة القصوى من العشق والهيام نحو ماركو..

 

بعد ذهاب ماركو جلست بانهيار على الأرض وبكيت بحزنٍ شديد وألم فاق تحمُلي.. فالرجل الوحيد والذي كنتُ أحلم بأن يتزوجني عن حُب ويبادلني مشاعري ويكون أب أطفالي طلب يدي فعلا للزواج منه لكن فقط من أجل أن يُريح ضميره نحوي ونحو أخاه..

 

بكيت بتعاسة لساعات ولكن عندما هدأت أخيرا وجفت فكرت كثيراً حتى في النهاية وجدت الحل الوحيد والأنسب.. نظرت بتصميم أمامي وابتسمت برقة وهتفت بداخلي بإصرار..

 

ماركو بوربون لن يرتاح لي بال حتى أجعلك مجنونا في عشقي.. ولن يرتاح لي البال حتى أجعل فكرة فارق العمر بيننا تختفي من رأسك نهائياً وإلى الأبد.. أظن حان الوقت فعلا الآن لكي أُنفذ وبدقة خطة شارلي الجُهنمية.. لن أخجل بعد الآن لأن ماركو سيصبح زوجي قريبا..

 

وقفت وحدقت بسعادة أمامي وفكرت بفرح.. انتظر حبيبي وسترى صغيرتك ما ستفعل بك قريبا.. سترى كيف سأجعلك تُغير رأيك وتُحول هذا الزواج الصوري إلى زواج حقيقي.. سترى حبيبي كيف سيحدث ذلك وقريبا وجدا..

 

 

إيثان**

 

ارتعشت جفوني ولم أستطع فتحها إذ أحسست بثقل بها.. ورائحة المطهرات اخترقت أنفي بشكلٍ مزعج.. رائحة مطهرات؟!.. اللعنة أين أنا؟!.. تبا طبعا أنا في غرفتي!.. لكن من هي الخادمة الغبية التي سكبت أطنانا من المطهر في غرفتي؟!..

 

سأطردها بسبب ذلك.. شتمت بداخلي بغضب وحاولت التحرك.. عقدت حاجباي بألم وضغطت على أسناني بشدة بسبب ذلك الوجع الفظيع الذي انتابني في خصري وبطني وحوضي..

 

تباً وسحقا لهذا الألم المقرف.. لماذا لا أستطيع التحرك؟!.. ولماذا أشعر بهذا الألم المقرف؟!.. والصمت مُخيم على المكان تماما... كنتُ أسمع فقط دقات قلبي.. لحظة واحدة!!.. لماذا أنا أسمع دقات قلبي؟!.. وكذلك صوت أنفاسي و هي تدخل و تخرج بهدوء..

 

حاولت أن اسمع المزيد لكن فقط صوت دقات قلبي وأنفاسي التي كانت واضحة في أذناي.. تباً هل بدأت أهلوس في الصباح؟!.. تساءلت بدهشة وقررت أن أفتح عيناي الكسولة أخيراً..

 

فتحت جفوني وحدقت إلى سقف الغرفة بغرابة.. اللعنة!!.. هذا ليس بسقف غرفتي!!!.. فكرت بدهشة وأغمضت عيناي بضعف.. سمعت حركة بجانبي لكني لم استطع فتح عيناي.. بعد ثواني قليلة فتحت عيناي وحدقت بالسقف ثم أخفضت نظراتي بسرعة وحدقت في الأرجاء بصدمة وذهولٍ شديد..

 

تباً أنا في غرفة العمليات؟!!!.. لكن لماذا وكيف ومنذ متى و أنا هنا؟!!.. بدأت أحاول التفكير بهدوء ووضوح.. لكن عقلي اللعين كان مشوشا.. حاولت أن أُصفي ذهني وبدأت أفكر بهدوء بأخر شيء أتذكره.. أوه نعم لقد تذكرت.. بيترو هو ابني أنا.. ابتسمت برقة لدى تفكيري به ثم اتسعت ابتسامتي بضعف لدى تذكري لحبيبتي شارلي..

 

لقد أخبرتني كامل الحقيقة وأنا حاليا أشعر بندمٍ شديد بسبب ما فعلته بأخي الكبير.. ثم اعترفت لها بحُبي لها ومارسنا الحب في الصباح قبل أن أذهب إلى قصر ماركو واعتذر منه و.. مهلا لحظة!!!!!... توسعت عيناي وحدقت بصدمة أمامي.. إلهي لقد دمرت ماركو..

 

لقد جعلتهُ يُعاشر تلك الطفلة غصباً عن إرادته وهو كان منهار و.. يا إلهي!!... ارتعش جسدي لتذكري بما حصل.. لقد حاولت سحب السلاح من يده لكن رصاصة خرجت بالخطأ وأصابتني..

 

توسعت عيناي بذهول لتذكري بكامل تلك التفاصيل.. خرجت شهقة خفيفة من فمي وحاولت رفع رأسي قليلا لكني لم أستطع.. شعرت بثقل في فمي ورفعت يدي اليمنى بجُهد ورأيت محلول بها.. وضعت يدي على فمي وأخرجت ذلك القناع الخاص بالأكسجين عن فمي ورميته على الأرض.. وبعد جُهدٍ كبير بالكاد استطعت رفع رأسي قليلا ونظرت إلى وسطي..

 

لاااااااااااااااااااا... هتفت بداخلي بغضب واستنكار.. لم أهتم لرؤية الضمادات الطبية على بطني والأجهزة المتصلة به.. صرخت بداخلي بخوف لأنني لم أرى عضوي الذكري منتصباً كعادته.. لقد أصبحتُ عاجزاً!!.. ماركو حولني إلى شبه رجل.. أنا دائما عندما أستيقظ يكون عضوي الذكري منتصباً..

 

فكرت بانهيار وشعرت برغبة بالتقيؤ.. كنتُ أريد طلب السماح منه و الاعتذار عن كل ما بدر مني من تصرفات همجية لكنه أصابني برصاصة وحولني إلى شبه رجل..

 

سأقتله.. سأقتل ماركو بيدي.. فكرت بمرارة وشعرت برغبة بالبكاء وأنا أفكر بحبيبتي.. شارلي ستتخلى عني الآن.. أصبحتُ بلا نفع.. عضوي الجميل فقد قدرته على الانتصاب..

 

مجرد تفكيري بذلك جعلني أحترق ألما وقهراً على نفسي.. شعرت بحركة أمامي وفورا نظرت ورأيت بغضب ماركو ينظر إليّ بحزن.. حدقت إليه بكره فاق تحمُلي وهمست قائلا له بوعيد وبحرقة قلب على فقداني لعضوي الجميل

 

" ماركو بوربون سأقتلك بيدي.. "

 

نظر إليّ بذهول وهز رأسه رفضا وشهق بألم وانحنى اللعين وأمسك بيدي وهمس بعذاب قائلا

 

" أخي.. شقيقي الوحيد والحبيب.. سامحني.. سامحني إيثان.. لم أكن أبدا سأفعلها.. لقد خرجت الرصاصة بالخطأ و... "

 

اللعين يعترف بأنه أفقدني رجولتي.. رفعت أصابع يدي وضغطت بقوة على يده وقلتُ بصوتٍ مبحوح وبغضب

 

" سأقتلك ماركو.. سأقتلك.. وهذا وعد مني لك.. "

 

حدق إليّ بألم لكنني لم أهتم بل سألته بحرقة قلب

 

" لماذا حولتني إلى شبه رجل؟!.. هل هذا انتقامك مني؟!.. لماذا فعلتَ ذلك بي؟!!.. كنتُ أريدُ أن أجثو أمام قدميك وأطلب منك السماح والعفو.. كنتُ أريد أن أستعيد أخي الذي فقدتهُ بسبب غبائي.. لماذا أحرقت حياتي بجعلي شبه رجل؟!!.. لماذا؟!!!.. أجبني "

 

حدق بصدمة إليّ وسألني بدهشة كبيرة

 

" حولتُكَ إلى شبه رجل؟!.. ما الذي تتكلم عنه إيثان؟!!.. ما دخل عضوك بإصابتك؟!!.. أنا لا أُصدق الآن بأنني رأيتُك أمامي معافى وبكامل صحتك "

 

تأوهت بألم عندما حاولت النهوض وهنا هتف ماركو برعب وهو ينحني ويمسك بكتفي قائلا بخوفٍ شديد

 

" لا إيثان لا تتحرك.. سوف تؤذي نفسك وتفتح جرحك وقد تنزف من جديد.. لا تتحرك يا قلب أخاك "

 

نظرت إليه بعذاب ورفعت يدي وأمسكت بردائه وجذبته أكثر نحوي ونظرت إلى عينيه بألم وقلتُ له بحرقة

 

" عضوي الذكري لا أشعر به.. هل ما زال يعمل؟!.. لماذا ليس منتصباً كعادته عندما أستيقظ؟!!!.. أرجوك ماركو أخبرني بأنك لم تحولني إلى شبه رجل.. أرح قلبي أرجوك "

 

توسعت عيون ماركو بذهول ثم سالت دموعه على وجنتيه وقبل أن تنتابني حالة من الهستيرية عانقني بشدة وبكى على كتفي وقال لي بسعادة

 

" أخيراً.. أنتَ بخير إيثان.. بخير والحمدُ اللّه على ذلك.. لا تخف فأنتَ لم تفقد رجولتك بسبب تلك الرصاصة.. عضوك الذكري لم ينتصب كعادته عندما تستيقظ بسبب مفعول البنج.. لا تخف.. لا تخف يا قلبَ أخاك "

 

توسعت عيناي بدهشة ثم تنهدت براحة وابتسمت بسعادة لكن ابتسامتي اختفت بسرعة عندما سمعت بحزن ماركو يبكي وهو يهمس قائلا لي بتأنيب الضمير وبأسف

 

" سامحني إيثان.. لم أقصد أذيتك.. مستحيل أن أؤذيك في حياتي كلها.. أنتَ أخي من لحمي ودمي.. رغم أنني أكبر منك إلا أنك سندي في هذه الحياة.. أنتَ بالنسبة لي الشجرة الشامخة التي لا تميل ولا تنحي مهما هبت وعصفت بها الرياح.. أنتَ قوتي وأنتَ سعادتي.. من دونك لا معنى لحياتي.. فلا تُخيفني عليك من جديد وأعدُك سأحقق كل ما تريده.. فقط تحسن بسرعة وابقى أمامي في كامل صحتك "

 

عزّت عليّ الدنيا لسماعي لشقيقي يبكي ويطلب مني السماح.. ما وصلنا إليه لغاية الآن بسبب تهوري وعنداي.. تنهدت بحزن وهمست قائلا له بندم

 

" لا تعتذر مني.. صعب جداً عليّ أن أسمعك تطلب مني السماح بسبب أخطائي.. أنا من يتوجب عليه الاعتذار منك وتقبيل يديك حتى تعفو عن أخطائي وغبائي ولأنني تجرأت وامتدت يدي عليك.. سامحني أخي لو سمحت.. سامحني يا أخي وتذكر الأيام الجميلة التي قضيناها مع بعضنا.. أيام الطفولة والبراءة.. أيام الشقاوة والمواقف المضحكة.. كنتَ لي بمثابة الأب الثاني منذُ صغري.. ولا تعلم كم شعرت بالفخر بك عندما تخرجتَ كطبيب.. ولا تعلم كم شعرت بالفخر عندما رفضت الانتقام من ذلك الوزير.. لم أخبرك أبداً بذلك لكي لا أُظهر لك مدى ضعفي نحوك.. لطالما كنتَ شهم ونبيل ولطالما تمنيت لو باستطاعتي أن أكون مثلك "

 

رفع ماركو نفسه ونظر بعينيه الدامعة بسعادة إلى وجهي.. ابتسمت له بضعف وهمست قائلا له

 

" كأفضل طبيب إيطالي وفوزك بجائزة نوبل للطب لم يجعلا منك شخصا مختالا ولا مغرورا بل بالعكس زاداك تواضعا.. ورغم أنك بهذا السن الصغير بالنسبة لبقية الأطباء الكفوئين في البلد كنتَ أبرع واحد بهم.. ولطالما اعتبرتُك قدوة لي وتمنيت لو باستطاعتي أن أكون مثلك.. أنا محظوظ جدا لأنك أخي الكبير "

 

حدق ماركو إليّ بحنان وبسعادة لا توصف.. ثم غمزني قائلا

 

" ما هذا إيثان؟!!.. أصبحتَ شاعراً بعد أن تلقيت تلك الرصاصة!!.. أحسنتَ يا أخي.. كلماتك تبدو مؤثّرة جداً ودخلت في صميم قلبي.. لو كنتُ أعلم منذ زمنٍ بعيد بأنك ستتغير إلى الأفضل كنتُ أطلقت عليك تلك الرصاصة واسترحت وأرحت العالم من غضبك "

 

نظرت إليه بغضب فقهقه بسعادة ثم ربت بحنان على رأسي وقال برقة وبعاطفة

 

" أنا من كان فخورا بك منذ طفولتنا.. كنتُ أتباهى أمام الجميع بأن إيثان بوربون بطل إيطاليا والعالم بالملاكمة والفنون القتالية هو أخي الصغير.. لطالما تمنيت أن أكون قويا مثلك.. أمامك كنتُ أشعر بأنني ضعيف وبأنك من يحميني وليس أنا "

 

تنهدت ماركو بقوة ونظر بحزن إلى عيناي قائلا

 

" وعليك أن تعلم.. أنا لم ألمس امرأتك أبداً.. لم أنظر أبداً إلى شارلي بطريقة غــ... "

 

قاطعته قائلا بحنان

 

" أعلم.. لقد أخبرتني شارلي بكامل الحقيقة وأتيت إلى قصرك لأخذ حقائب ماريسا و طلب السماح منك.. لكن بسببي حدث ذلك الحادث.. وأريدك أن تعدني بأن لا تلوم نفسك أبدا.. الرصاصة خرجت لأنني ضغطت بأصابعي بالخطأ على العضلات التي تتصل بواسطة الأوتار لتحريك اليد والأصابع.. وحصل ما حصل.. فلا تلوم نفسك أبداً لأنني المخطئ "

 

ابتسم ماركو بحنان وتكلم معي بصراحة عما حصل وكيف عالجني وأخبرني عن رومانوس أنه أتى وكان خائف جدا عليّ.. حزنت لمعرفتي بكل تلك التفاصيل لأنني أخفت كل من يُحبني بصدق.. عندما انتهى ماركو من سرد كل ما حصل معي شكرته من أعماق قلبي لأنه أنقذ حياتي ورفض حتى الاعتراف بأنه فعلا أنقذني من الموت.. تقدم وقبل جبهتي بخفة ثم استقام وقال لي

 

" لم تعُد بحاجة لقناع الأكسجين الذي رميته على الأرض فأنتَ تتنفس بشكلٍ جيد ورتيب.. وأيضا شارلي تريدُ رؤيتك.. المسكينة عاشت لحظات من الرعب والخوف لا مثيل لهما اليوم.. و على فكرة.. غداً سأذهب برفقتها لتوقيع أوراق الطلاق.. ولا أريدُكَ أن تشعر بالذنب لأنه لا يوجد شيء بيني وبين شارلي سوى علاقة صداقة وتفاهم واحترام متبادل.. والآن سأخرج وأسمح لها بالدخول.. وإياك أن تضاجعها أو حتى تفكر بفعل ذلك.. لديك قُطب داخلية وخارجية وقد تنزف إن انتصبت.. أراك بخير يا أخي "

 

ابتسمت له بخفة وعندما استدار هتفتُ له بقلق

 

" ماركو لا تذهب.. انتظر.. "

 

التفتَ وحدق بقلق إليّ وسألني بخوف

 

" هل تشعر بالألم؟!.. إن كان كذلك ســ.. "

 

قاطعتهُ قائلا برجاء

 

" أخبرني الحقيقة ولا تكذب عليّ.. هل حقا عضوي الذكري ما زال شغالا أم أنه انتهى؟! "

 

رفع ماركو حاجبه عاليا ثم غرق بالضحك.. حدقت إليه بانزعاج فتوقف عن الضحك وقال لي وهو يحاول كتم قهقهته

 

" أمممم.. كخبرتي كطبيب نعم عضوك ما زال شغالا.. فلا دخل لإصابتك به.. ولكن إن اردتَ دعني أفحص قضيبك أولا لأتاكد و.. "

 

وعندما حاول الاقتراب مني قاطعته قائلا بفزع

 

" هااااااااي.. إياك ولمس قضيبي الجميل أيها المُنحرف اللعين والذي يتصنع البرود.. اذهب وتفقد باقي المرضى ودع حبيبتي تدخل إليّ.. ولا تنسى أن تتصل بالماركيز وتطلب منه القدوم.. أريدُ التكلم معه بأمرٍ هام "

 

خرج ماركو وهو يُقهقه بقوة وبعد دقائق معدودة رأيت بفرح لا يوصف حبيبتي شارلي تدخل إلى الغرفة.. وقفت أمام السرير وحدقنا إلى بعضنا البعض بفرح و بسعادة و بسرور و بعشق لا يوصف ثم فجأة أجهشت شارلي بالبكاء وسقطت على ركبتيها جالسة أمام سريري ووضعت رأسها على يدي وشرعت تبكي بهستيرية وهي تُقبل يدي مرارا وتكرارا..

 

نظرت إليها بحزن وهمست قائلا لها بحرقة قلب

 

"  توقفي عن البكاء حبيبتي.. أتألم كثيراً عندما أراكِ بهذا الشكل وأكون سبب دموعكِ "

 

رفعت رأسها وحضنت يدي بكلتا يديها وقالت لي وهي تبتسم بينما دموعها تنساب بكثرة على وجهها الجميل

 

" أحبُك إيثان.. أحبُك بكل ما أملك في هذه الحياة.. وأنتَ كل ما أملكه في هذه الحياة.. لا تحزن حبيبي فهذه دموع السعادة.. السعادة لأنك حيّ وتتنفس.. لو أصابك مكروه كنتُ سأموت و.. "

 

" هششش.. لا تلفظي هذه الكلمة على شفتيكِ من جديد حبيبتي.. أنا بعد رؤيتي للظلام رأيتكِ في حلمي.. كنتُ تندهين لي وتهتفين لي لأعود إليكِ وإلى بيترو.. عندما سمعت صوتكِ رفضت الذهاب في ذلك النفق الطويل وتبعت صوتكِ.. ورأيتكِ تقفين بانتظاري وأنتِ تحملين بيترو بين يديكِ.. حينها شهقت بقوة وسحبت نفسا عميقا وزفرته.. حينها عادت الروح إليّ بسببكِ.. أنا أراكِ في يقظتي وفي أحلامي.. أنتِ ساكنة في شرايين دمي.. أنتِ امتلكتِ قلبي وأنفاسي.. وأنا لن أبتعد عنكِ مهما حصل "

 

تجمدت عينيها على عيناي ورمشت بقوة ثم شهقت ورفعت نفسها ووضعت يديها على وجنتاي وهمست قائلة لي

 

" أعشقك إيثان بوربون وبجنون "

 

ومزجت شفتيها بـ شفتاي وقبلتي قبلة حميمة جدا.. ابتسمت برضا تام وسعادة لا توصف عندما أحسست بعضوي الجميل ينتصب.. إذا ماركو فعلا لم يكذب عليّ وعضوي الجميل ما زال فعلا شغال.. تنهدت براحة وبسعادة عندما فصلت شارلي القبلة وقلتُ لها بسرور

 

" عندما أخرج من هنا سوف نتزوج بأسرع وقت.. لن أتحمل أن تكوني بعيدة عني لثانية واحدة وسأجعل الجميع يعلم بأنكِ امرأتي ومُلكا لي إلى الأبد "

 

ابتسمت شارلي برقة وبخجل ودفنت رأسها في عنقي.. وظلت شارلي بجانبي لساعات طويلة وغفوت براحة وأنا أحتضن يدها بيدي...

 

 

ماريسا**

 

كم شعرت بالخجل لأنني لم أفهم كلمة واحدة تفوه بها ذلك الرجل الذي استقبلنا في المطعم وأجبته بالكلمتين الوحيدتين التي أعرفها بالإيطالية.. شعرت بالامتنان نحو الماركيز لأنه تصرف بسرعة لكي لا أنحرج أكثر وتقدمنا وتوجهنا نحو شرفة خاصة بها طاولة واحدة منفردة تطل على شاطئ البحر..

 

حدقت بإعجابٍ شديد إلى المنظر أمامي وجلسنا ونظرت بهدوء إلى الشاطئ.. البحر كان ساحرا ورماله الذهبية كان ضوء القمر يُنيرها ويعطيها منظرا خلابا لا مثيل له.. كان الجو دافئاً و رومانسياً.. احمرت وجنتاي لتفكيري بذلك وانتشلني من شرودي صوت الشيف يتكلم مع الماركيز بالإيطالية..

 

لم أفهم كالعادة الحديث الذي دار بينهما.. وبعد ذهاب الشيف أخبرني الماركيز بأنه طلب أن يُقدم الشيف أشهى وألذ الأطباق لديه وطبعا لم أعترض لأنني بتُ أعشق الطعام الإيطالي..

 

شعرت بالتوتر عندما طلب مني أن أتكلم عن نفسي.. وطبعا رفضت ذلك لكنه أدهشني بطلبه لكي أُحدثهُ عن طفولتي.. ودون أن أنتبه لنفسي بدأت أخبرهُ عن طفولتي وشقيقي ماثيو.. توقفت عن التكلم عندما أتى الشيف ووضع بنفسه الأطباق على المائدة.. تناولنا العشاء بهدوء تخلله حديث مُختصر عن طفولتي السعيدة..

 

فجأة ودون إدراك مني سمعت نفسي وبدهشة أطلبُ منه أن يُكلمني عن طفولته ولدهشتي وافق بسرعة وبدأ يُخبرني بنبرة حزينة عن طفولته.. شعرت بالحزن لأنه خسر والدته وتحمل مسؤولية طفلة لا تتعدى من العمر سوى سنة واحدة فقط بينما هو مُجرد مراهق.. وهنا اكتشفت مدى محبتهِ الكبيرة لشقيقته الوحيدة..

 

حزنت جدا عندما اكتشفت بأن المسكينة توفيت مع زوجها بحادث مؤلم ولم أرغب بسؤالهِ عن الحادث واعتذرت له لأنني فتحت له جراح الماضي..

 

نظرات الماركيز كانت تُربكني وتجعل قلبي ينبض بشكلٍ غريب وبنبضات مُتسارعة.. لا أعلم ما سبب شعوري بالخجل الدائم عندما أكون برفقته.. ولا أعلم لماذا شعرت برغبة قوية لو أن هذه الأمسية لا تنتهي أبداً.. رفقتهُ مسلية وأنا أشعر بالأمان عندما أكون معه.. وهذا الأمان كنتُ قد افتقدته منذ زمنٍ طويل..

 

عندما انتهينا خرجنا من المطعم وصعدنا إلى سطح المبنى.. وصلنا بعد ربع ساعة إلى قصره وساعدني الماركيز من الخروج من الهليكوبتر وحدقت إليه بخجلٍ شديد عندما أمسك بيدي ودخلنا إلى القصر.. سحبت يدي من قبضته ووقفت أمام السلالم وقلتُ له بحياء

 

" أشكرك على العشاء الليلة.. استمتعت جدا و أحببت الأطباق.. المطعم فعلا كالسحر مثل اسمه "

 

نظر إليّ بطريقة لم أستطع وصفها ولكن نظراتهِ لي كانت حنونة.. وسمعته يقول بنبرة رقيقة

 

" الشكر لكِ لأنكِ رافقتني وجعلتني أستمتع برفقتكِ المميزة "

 

احمرت وجنتاي بشدة وشعرت بقشعريرة تسري في أنحاء جسدي.. أحسست بالخجل والارتباك وتفوهت بكلمات غير مفهومة

 

" أنا.. هو.. أيضاً.. أعني.. هو.. عمتَ مساءً سيدي "

 

استدرت بسرعة وحاولت الصعود على السلالم لكني فقدت توازني وكنتُ على وشك الوقوع

 

" انتبهي "

 

هتفت الماركيز بخوف وأحسست بيديه تحتضن خصري في آخر لحظة وجنبني الوقوع والشعور بالخجل المميت أمامه.. لكن قلبي تسارعت نبضاته بعنف عندما الصق ظهري بصدري.. تجمدنا في وقفتنا تلك وأغمضت عيناي واستنشقت عبير عطره الجميل..

 

احمرت وجنتاي بقوة لأنني شعرت بالسعادة لقربه الشديد مني بدل أن أخاف وأفر هاربة منه.. ارتعش جسدي بقوة بسبب مشاعري تلك وتسارعت أنفاسي عندما سمعته يهمس لي بالإيطالية

 

" ماريسا.. يا ملكتي الجميلة "

 

يا ترى ماذا قال لي الآن؟!.. تساءلت بذلك وأحسست به يُديرني ببطء لأواجهه.. التصق صدري بصدره العريض والمليء بالعضلات.. شعرت بأن قلبي سيقفز من مكانه لشدة نبضاتهِ المتسارعة وباستسلام رفعت رأسي عاليا وحدقت بضياع إلى عينيه الجميلة..

 

عينيه جميلة جداً رغم أنها تُذكرني بذلك الشيطان الكريه.. عينيه تُسحرني بطريقة غريبة وتجعلني أفكر إن كان بشراً أو ملاكاً..

 

نظرت بداخل عمق عينيه الجميلة وشعرت بحرارة تكتسح جسدي.. أصبحت مدمنة لنظراتهِ تلك.. لم ينظر إليّ أحد مُسبقا بتلك الطريقة الجميلة والفريدة..

 

رأيت عينيه تنخفض لتستقر على شفتاي.. تجمدت بين يده وحدقت برعب عندما أغمض عينيه وأخفض رأسه ومزج شفتيه بـ شفتاي.. شعوري بنعومة شفتيه على شفتي السفلية جعلني أشعر بالدوار.. تجمدت بصدمة لأنه فعلا تجرأ وقبلني.. أحسست بألمٍ رهيب في قلبي ولدهشتي فكرت بحزن وبألم.. هل يتخيلني بأنني زوجته المتوفية؟!.. هل لهاذا السبب يُعاملني بطريقة مميزة؟!..

 

ولشدة غرابتي لم أنفر من قبلته ولم أخاف منه بل بالعكس أحببت قبلتي الأولى معه.. نعم قبلتي الأولى ومعه.. فأنا لا أعترف بقبلات الشيطان لي السابقة لأنها كانت بالغصب وضد إرادتي.. لكن مع الماركيز أحببت فكرة بأنه قبلني وأحببت أكثر قبلته.. لكنني تألمت بسبب تفكيري بأنه يتخيلني زوجته الراحلة..

 

بكيت بحزن وبتعاسة.. وبكيت رفضا لمشاعري وبدأت أقاومه وأحاول دفعهُ بعيداً عني.. أنا لستُ بديلة لزوجته الراحلة وعليه أن لا يستخدمني لإرضاء نزواته.. بكيت وبكيت وحاولت ضرب صدره وإبعاده عني.. لكنه لم يتوقف عن تقبيلي قبلة ساخنة أحرقت روحي قبل أن تحرق شفتاي..

 

فجأة توقفت عن تقبيلي وأبعد وجهه وحدق بحزن إلى دموعي والتي كانت تسيل كالنهر على وجنتاي..

 

توسعت عينيه بذهولٍ شديد وصوت صفعة قوية ملأت أرجاء القصر الهادئ والتف رأس الماركيز بقوة إلى جهة اليمين وصوت شهقتي المرتعبة صدحت عالياً... توسعت عيوني بخوفٍ شديد وشعرت بالهلع.. يا إلهي ما الذي فعلتهُ للتو؟!.. لقد صفعت الماركيز!!...

 

رأيتهُ برعب شل حواسي يرفع يده بسرعة ووضعها على وجنته وحدق بصدمة أمامه ثم أدار رأسه ببطء وحدقت إلى وجهي بذهول وجُمود كامل.. توسعت عيناي برعب من أثر الصدمة وحدقت بخوف إليه وارتعش جسدي بقوة بينما صدري كان يعلو ويهبط بجنون من أثر انفعالي وخوفي الشديد منه..

 

تذكرت بخوف الشيطان وتجمدت عيناي على وجه الماركيز ورأيت السواد أمامي.. لا أعلم ما حدث معي عندما سمعته يهمس باسمي باعتذار قائلا وبتوترٍ واضح

 

" ماريسا.. أنا أعتذر.. لم أتمالك نفسي وتسرعت بتقبيلك.. أعتذر لأنني لــ.. "

 

وهنا كل ما يعتمل في قلبي من حقد وكره وغضب واشمئزاز نحو الشيطان خرج مني وغاب عقلي عن الواقع وعن من يقف أمامي فعلا في هذه اللحظة.. قاطعت حديث الماركيز وأنا أهتف بجنون وبهستيرية وبحدة بوجهه

 

" لا يحقُ لك لمسي ي ي ي ي.. ليس من حقك أبداً أن تفعل بي ذلك.. لا يحقُ لك لمسي بأي شكلٍ كان.. لا يحقُ لك.. لا يحقُ لك لمسي أبداً "

 

ووسط ضياعي هجمت على الماركيز وبدأت أضربه على صدره وصفعتهُ صفعة ثانية وعندما حاولت صفعه مُجدداً أمسك بإحكام بكلتا يداي وهتف بقلق

 

" ماريسا اهدئي.. أنا آسف لم أقصد.. سامحيني أرجوكِ.. اهدئي أولا لو سمحتِ ودعيني أشرح لكِ وأعتذر.. "

 

كنتُ أقاومه وأحاول تحرير يداي من قبضتيه وأنا أتخيله الشيطان.. صرخاتي الخائفة ملأت القصر بأكمله.. كنتُ أقاومه بجنون وأبكي بهستيرية وأنا اصرخ برعب وبكره وحقد شديدين

 

" شيطان لعين.. أكرهُك.. أكرهُك أيها الشيطان.. "

 

سمعتهُ يهتف بقلق وبخوف بالإيطالية

 

" لا حبيبتي.. أنا لستُ هو.. لا تخافي مني أرجوكِ.. أنا لستُ شيطانكِ.. لستُ هو... "

 

ثم ألصق جسدي به وأحكم إمساك خصري بيده ثم أمسك بفكي بيده اليمنى ورفع رأسي وقال لي بالإنكليزية

 

" اهدئي أرجوكِ.. أرجوكِ اهدئي.. إنه أنا.. لا تخافي مني لو سمحتِ.. ماريسا أنظري إليّ.. هذا أنا رومانوس "

 

توقفت فجأة عن التخبط بين يديه وفتحت عيناي بضعف ونظرت إلى وجهه بصدمة كبيرة.. كان ينظر بحزن و بقلقٍ شديد إلى عيناي.. رأيت الخوف الصادق في عينيه..

 

شعرت بالخجل من نفسي و بالرعب عندما أيقنت ما فعلتهُ للتو.. وبمن؟!.. الماركيز المحترم والشهم... لقد صفعت الماركيز مرتين وانهرت أمامه.. تملك قلبي الذعر وهمست له بخجل و بانهيار و بتلعثم

 

" أنــ.. آسفة.. أنا... لــ.. لم أقصد.. سامحني سيدي.. "

 

ولدهشتي الكبيرة ابتسم براحة وأبعد يده عن فكي ووضعها خلف رأسي وجذب رأسي إلى صدره وهمس قائلا بنبرة رقيقة حنونة

 

" أنتِ من عليها أن تُسامحني.. آسف ماريسا.. لم أقصد أن أُخيفكِ.. تقبلي اعتذاري لو سمحتِ.. لن يتكرر ما حصل.. أعدُكِ بذلك.. فقط سامحيني واهدئي "

 

بسبب كلماته الحنونة والنابعة من القلب أغمضت عيناي وأجهشت بالبكاء على صدره.. كان يحتضنني بشدة إليه ولغرابتي لم أنفر منه بل رفعت كلتا يداي وأحطت خصره بهما وبكيت بعذاب و بألمٍ شديد على صدره..

 

قدماي لم تُعد تقوى على حملي وشعرت بجسدي يرتخي..

 

" ماريسا!!... "

 

هتف الماركيز برعب لكنه فوراً رفع جسدي بين يديه وحملني كالعروسة وركض نحو المصعد.. أحطت عنقه بكلتا يداي ودفنت رأسي في صدره دون أن أتوقف عن البكاء.. لأول مرة أبكي أمام شخص بهذا الشكل.. شعرت بالراحة بين يديه وهدأت شهقاتي قليلا بسبب سماعي لنبضات قلبهِ المتسارعة..

 

لم أهتم لمعرفة إلى أين يأخذني إذ شعرت بالأمان في أحضانه.. لم أهتم لشيء بل بكيت وأفرغت كل ما يعتمل في صدري و روحي من ألم.. لحظات وشعرت به يضعني بخفة على شيء ناعم كالريش.. ولكن عندما حاول أن يبتعد عني تمسكت بعنقه بشدة وهمست له ببكاء

 

" لا تتركني.. أرجوك "

 

لم يتركني بل أحسست به يتسطح بجانبي وهو يمسك بخصري برقة ورفع جسدي أكثر إليه ليلتصق بجسده.. تركني أبكي براحة بينما كان يُداعب شعري بيد وظهري بيدهِ الأخرى..

 

بعد لحظات طويلة جداً سمعتهُ يهمس بالإيطالية قائلا

 

Il mio amore

أي حبيبتي

 

لم أفهم ما قاله ولكنه ظل يهمس لي بصوتهِ الحنون بهذه الكلمات والتي جعلتني اهدأ وأتوقف عن البكاء.. حفظت هذه الكلمات وفكرت بينما كنتُ أستمع بهدوء إلى دقات قلبه الرتيبة والجميلة... سوف أسأل شارلي غداً عن معنى هذه الكلمات..

 

ودون أن أشعُر أغمضت عيناي وغرقتُ بالنوم على صدر الماركيز..

 

 

رومانوس**

 

ارتعبت وشعرت بالفزع والذعر.. ظننت بأن ماريسا اكتشفت حقيقتي وعرفت من أكون.. كُتمت أنفاسي أحسست بالاختناق وسَرَتْ في جسدي رعشة من الخوف والهلع.. لقد شلت الصدمة حركتي وقيدت أقدامي وعطلتني عن الحركة وعطلت عقلي عن التفكير..

 

لقد عرفت بالحقيقة!!.. ساعدني إلهي أرجوك.. أنا لا اريدُ خسارتها.. لن أتحمل أن أخسرها... كان هذا كل ما كان يدور في رأسي بينما كنتُ أسمعها تصرخ بوجهي بأنه لا يحقُ لي لمسها..

 

هجمت عليّ وبدأت تضربني بقبضتيها على صدري ثم رفعت يدها وصفعتني من جديد.. لكن عندما أرادت صفعي مُجدداً هنا أفقت من صدمتي وأمسكت بمعصميها وبدأت أتوسل إليها لتهدأ..

 

تقطع قلبي لرؤيتي لها منهارة بهذا الشكل وتبكي بهستيرية.. تألمت جداً وطلبت منها السماح.. كم كنتُ أحمق وقبلتُها.. لقد تسرعت جدا بفعلتي تلك.. لكنني أحبُها بجنون ولم أعُد أقوى على الصبر أكثر.. أريدُها لي بكل ما للكلمة من معنى..

 

تجمّد الدم في عروقي وازدادت دقات قلبي تعاظماً و ارتفاعاً حتى احسست به يكاد يخرج من بين ضلوعي عندما سمعت ماريسا تهتف بجنون

 

" شيطان لعين.. أكرهُك.. أكرهُك أيها الشيطان... "

 

توسعت عيناي برعب وهتفت لها بفزع بأنني لستُ هو.. لستُ شيطانها.. مُجرد التفكير بأنها كشفت حقيقتي جعلتني أغرق في بحر من الخوف والذعر.. وكم ندمت لأنني قبلتُها فهي ليست مُستعدة لي بعد..

 

ولكن عندما استمعت أخيراً لتوسلاتي لها وفتحت عينيها الجميلتين وحدق إليّ هدأت ولكنها انهارت باكية على صدري..

 

مؤلم جداً لي أن أراها بهذا الشكل مُنهارة بسببي.. صحيح أنني انتقمت منها وجعلتُها تتعذب لكني بتُ أعشقُها لدرجة الجنون.. وها أنا أتعذب من أجلها ونادم أشد الندم لأنني السبب في مُعاناتها.. شعرت بجسدها يرتخي بين يداي وفورا هتفت بذعر باسمها وحملتُها بسرعة وتوجهت مُسرعاً نحو المصعد الكهربائي وصعدت إلى جناحي..

 

كنتُ أُقبل رأسها بخفة في كل ثانية ودخلت إلى غرفة نومي ووضعتُها برقة على فراشي.. لكن عندما أردت أن أبتعد عنها لأتصل بـ ماركو ليأتي ويفحصها تجمد جسدي عندما تشبثت ماريسا بقوة بعنقي وهمست لي ببكاء

 

" لا تتركني.. أرجوك "

 

نبض قلبي بشكلٍ مُخيف لدرجة أنني شعرت بحجمه يتضخم.. وغرقت روحي بسعادة لا توصف.. هي تحتاجُ إليّ!!.. أخيراً طلبت مني بعدم تركها..

 

تسطحت بسرعة على السرير ورفعت جسدها وألصقتُها بي وتركتُها تبكي براحة على صدري.. كنتُ أشعر بأنني في الجنة لأن ماريسا نائمة في أحضاني.. شعرت بالخوف وتمنيت أن لا يكون مُجرد حُلم وهي ليست معي..

 

ولكن يديها التي كانت تحتضن عنقي بشدة جعلتني أعلم بأنني لستُ في حُلم.. أرحت خدي على رأسها بخفة وأغمضت عيناي براحة بينما كنتُ أهمس لها في كل ثانية بالإيطالية.. حبيبتي.. حبيبتي.. حبيبتي...

 

وعندما انتظمت أنفاسها وتوقفت عن الشهيق والبكاء عرفت بأنها نائمة على صدري.. ابتسمت بسعادة لا توصف إذ لقد حققت إحدى أُمنياتي.. ها هي ملكتي نائمة بعمق على صدري وبين أحضاني..

 

حاوطت خصرها وظهرها بيداي ولأول مرة منذ زمن بعيد أنام وأنا مُرتاح البال وسعيد..

 

" ههههههه... هههههه.. مامي مع دادي فعلا... هههههههه "

 

" هههههه.. مامي فعلا مع دادي.. ولكن لماذا لا تلتدي قميص نومها؟.. ولماذا دادي يلتدي ثيابه أيضا؟!... "

 

حركت جفوني بانزعاج عندما سمعت صوت همهمات قريبة..

 

" أخبرتكم بأن عمتي مع خالي في السرير.. لكنكما لم تُصدقا كلامي.. رأيتم أنا لا أكذب.. عمتي ماريسا مع خالي روم في السرير "

 

" إيلينا.. لماذا مامي نائمة على صدر دادي وليس على الوسادة؟ "

 

حاولت التحرك لكن شعرت بثقل على صدري.. ثم سمعت همهمات وصوت إيلينا تهمس

 

" ربما كانت خائفة ونامت على صدره "

 

" أريدُ أن أنام بجانبهما "

 

سمعت جيف يهمس بحزن ثم سمعت مابيلا تهتف بحماس

 

" أنا أيضا أليدُ أن أنام بجانبهما "

 

" هشششش.. أخفضي صوتكِ مابيلا "

 

سمعت إيلينا تهمس لهما وهنا فتحت عيناي وحدقت ناحية اليمين ورأيت بصدمة أطفالي الثلاثة يقفون أمامي وهم ينظرون إليَ بفرح.. ابتسمت لهم بخفة وهمست قائلا

 

" صباح الخير صغاري "

 

ابتسموا بسعادة وهتفوا ثلاثتهم معا وبصوتٍ واحد

 

" صباح الخير "

 

توسعت عيناي بدهشة ثم بلعت ريقي بقوة وتصلب جسدي عندما شعرت بحركة ماريسا.. ثم حركت رأسها وخرج أنين خفيف من فمها.. نظرت إلى الأسفل ورأيتُها ترفع رأسها ببطء وفتحت عينيها بضعف.. رمشت عدة مرات بقوة عندما شاهدت الأطفال أمامها.. وهنا قفز التوأم بسعادة وهتفوا معاً

 

" صباح الخير مامي مارسي "

 

توسعت عيون ماريسا برعب ثم التفت وحدقت بصدمة إلى وجهي.. رأيت وجنتيها تكتسي باللون الأحمر وشعرت بالحزن عندما شهقت برعب وانتفضت مبتعدة عني وجلست بوسط السرير الملكي وهي تُحدق في وجهي ثم إلى الأطفال بخوف..

 

" مامي.. مامي.. عمتي... "

 

هتف الأطفال بفرح وصعدوا على السرير وقفزوا على ماريسا وعانقوها بشدة.. شهقت ماريسا بدهشة ثم رأيتُها بسعادة وأنا أجلس تُعانق الأطفال وتُقبل خدودهم وهي تقول بخجل

 

" صباح الخير صغاري "

 

شعرت بتوترها وخجلها فهي كانت تُحاول أن تتجنب النظر إليّ وركزت نظراتها على الأطفال.. لكن رغم ذلك استطعت أن أرى بوضوح وجهها غارقا بحمرة الخجل..

 

" مامي متى تزوجتِ من دادي؟.. "

 

كتمت ضحكتي بينما كنتُ أقف عندما رأيت ردة فعل ماريسا.. توسعت عينيها برعب وفتحت فمها على وسعه وأصبح وجهها مثل الطماطم.. وقفت وأنا أبتسم بينما حدقت إليهم بسعادة..

 

أخفضت ماريسا رأسها إلى الأسفل وقالت بهمس وبخجل وبتلعثم واضح

 

" نــ.. نــ.. نحنُ لم نتـ.. نتزوج.. أنا.. هو.. كنا... "

 

نظر الأطفال إليها بعدم الفهم ثم سمعت بسعادة إيلينا تهتف بفرح

 

" أخيراً تزوجتم.. أنا سعيدة جدا عمتي لأنكِ ستظلين معنا إلى الأبد "

 

حدقت ماريسا برعب إليها وحاولت أن تتكلم لكن الأطفال لم يسمحوا لها بذلك إذ عانقوها بشدة وهم يهتفون بفرحٍ شديد بأنها ستظل معنا إلى الأبد..

 

شعرت بالسعادة إذ أطفالنا مهدوا لي الطريق والآن ماريسا في قبضتي ولن أسمح لها بالإفلات منها أبداً.. حمحمت بخفة وقلتُ بهدوء

 

" أطفال.. ابتعدوا عن زوجتي ودعوها تتنفس قليلا "

 

رفعت ماريسا رأسها عاليا بسرعة وحدقت بصدمة إليّ.. رفعت كلتا يداي وأشرت لها بعجز وحاولت جاهدا عدم إظهار مدى فرحتي.. لكن وللأسف أطفالي وقفوا وأمسكوا بكلتا يديها وقال جيف بفرح

 

" سأخبر الجميع بأن مامي تزوجت من دادي.. نانا ماريتا ستفرح كثيراً "

 

وسحبوا ماريسا خارج الغرفة بينما هي كانت تهمس بتوتر و بخوف

 

" صغاري أنا و.. والدكم لم.. لم نتزوج.. صغاري نحن لم نتزوج... "

 

لكنهم لم يستمعوا إليها وأخرجوها من جناحي.. وهنا ابتسمت بخبث إذ لمعت فكرة رائعة في رأسي.. أخرجت هاتفي من جيب سترتي ورأيت أن ماركو اتصل بي حوالي الخمس مرات.. هل أصاب إيثان مكروه؟!!.. فكرت بقلق واتصلت به بسرعة.. تنهدت براحة عندما أخبرني بأنه اتصل بي ليُعلمني بأن إيثان بصحة جيدة و بأنه تصالح معه.. وأخبرني بأن إيثان طلب رؤيتي لأمر هام..

 

عندما انهيت الاتصال مع ماركو اتصلت بصديقي ألبيرتينو وهو رئيس التحرير لأهم جريدة في إيطالية كما أنه مدير الاخبار في محطات التلفزيون الرسمي.. ابتسمت بسعادة عندما أنهيت الاتصال معه وهمست بفرح

 

" قريباً ملكتي سوف تُصبحين ملكتي إلى الأبد "

 

خلعت ملابسي ودخلت لكي أستحم...

 

 

شارلي**

 

استيقظت وأنا أحتضن يد إيثان.. ورغم شعوري بالألم في كامل أنحاء جسدي خاصة قدماي لأنني غرقتُ بالنوم وأنا أجثو على ركبتاي أمام سرير إيثان في غرفة العناية إلا أنني كنتُ في قمة سعادتي... إيثان بخير وقد تصالح مع ماركو.. واليوم سوف نوقع على أوراق الطلاق وأُصبح حرة..

 

ودعت حبيبي غصبا عني لأن ماركو بانتظاري لنذهب إلى مكتب المحامي.. خرجت من غرفة العناية وتجمد جسدي برعب عندما رأيت أمامي مونرو بيلاتشو يقف وخلفه ثلاثة رجال.. كان يتشاجر مع الطبيب المُشرف على حالة إيثان في غياب ماركو لكن عندما رآني توقف عن التكلم وحدق إليّ ببرود..

 

بلعت ريقي بقوة وارتعش جسدي بعنف عندما تقدم ليقف أمامي وقال بنبرة جافة

 

" مرحبا أيتُها الجميلة.. لقد أنقذتِ للتو ذلك الطبيب الغبي من الموت برصاصة في رأسه "

 

ابتسم بخفة عندما رآني أرتعش أكثر من الخوف أمامه.. وتابع قائلا بخبث

 

" لا تخافي لن أؤذي أحداً اليوم.. أتيت لرؤية إيثان بوربون.. أريدُ التكلم معه على انفراد ولكن ذلك الطبيب الغبي رفض ذلك "

 

ثم رفع يده وأشار لي بأصبعه السبابة نحو باب الغرفة

 

" هل هو بهذه الغرفة؟ "

 

ولرعبي الشديد أومأت له موافقة.. لكن عندما تحرك باتجاه الغرفة انتفضت برعب وهتفت بذعرٍ شديد وأنا أتمسك بقوة بذراعه لمنعه من الدخول

 

" لا أرجوك.. لا تؤذي إيثان.. لا تؤذيه أتوسل إليك "

 

حدق إلى يدي التي تتمسك بذراعه ثم رفع نظراته وحدق ببرود إلى عيناي قائلا بنبرة هادئة

 

" لا تخافي.. لن أفعل.. فقط أريدُ التكلم معه.. ولكي تستريحي أكثر... "

 

أبعد يدي عن ذراعه وسحب مسدسه وسلمه لأحد رجاله قائلا

 

" بابلو.. خذه حتى تسترح وتطمئن السيدة بأنني لن أؤذي حبيبها "

 

تقدم رجل واستلم المسدس منه ثم ابتعد.. حدق مونرو بوجهي وقال

 

" رأيتِ.. لن أؤذيه.. أرغب فقط بالتكلم معه "

 

أحسست بأنه صادق ومع ذلك لم أرتح له كثيراً.. لكني كنتُ مضطرة لكي أمتثل له.. ورغما عني همست قائلة له

 

" حسنا.. يمكنك الدخول ولكن ليس قبل أن ترتدي الرداء الخاص للزوار.. و إن أذيت إيثان سأقتلك بنفسي "

 

ابتسم بوسع بسبب غبائي طبعا ولكني فعلا كنتُ صادقة بتهديدي له.. ولدهشتي امتثل لطلبي وطلب من الممرضة بتسلميه الرداء ثم ارتداه ودخل بهدوء إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه بخفة..

 

حدقت بتوتر إلى الباب وظللت واقفة في مكاني أنتظر بخوف...

 

 

إيثان بوربون**

 

بعد خروج شارلي تنهدت بسعادة وأغمضت عيناي.. دقائق قليلة وسمعت صوت الباب ينفتح.. ظننت شارلي قد عادت وذلك فاجئني.. همست بحنان وأنا أفتح عيناي

 

" حبيبتي لمــ... "

 

توقفت عن التكلم عندما رأيت مونرو بيلاتشو بشحمه ولحمه يقف أمامي.. نظرت إليه بكره قائلا

 

" ما الذي جاء بك إلى هنا؟!.. أُخرج فوراً فأنا لا أحب رؤية الجرذان أمامي في الصباح "

 

قلب مونرو عينيه بملل وتقدم ليقف أمامي ناحية اليسار وقال بهدوء

 

" لم آتي إلى هنا للاطمئنان عنك ولرؤية وجهك القبيح.. بل أتيت لكي نتكلم بصراحة بأمر مهم جداً "

 

حدقت إليه بحدة وقلتُ له

 

" نتكلم بصراحة؟!.. لا يوجد بيننا كلام بيلاتشو.. ولا أعلم كيف سمحوا لك بالدخول و... "

 

قاطعني قائلا بنبرة جافة

 

" توقف عن التهكم والسخرية.. لم آتي إلى هنا لكي أستمِع إلى سخافتك وحتى للتشاجر معك.. أريدُ أن أعلم منك حقيقة رالبيكا موسيني وإن فعلا كانت عشيقةً لك.. أريدُك أن تكون صادقا معي وتُخبرني لماذا قطعتَ أصبعها وقصصتَ شعرها و.. وجعلتَ خمسة وعشرين من رجالك يغتصبونها "

 

رفعت حاجباي بدهشة وسألته

 

" تعني ربيكا موسيني؟!.. ولماذا تريدُ معرفة حقيقة ما حصل لها؟ "

 

حدق بجمود إليّ ثم بعد لحظات تنهد بقوة وأشاح بنظراته إلى البعيد وقال بهمس

 

" لأنني أحبُها.. بسبب ذلك أريدُ أن أعلم منك و بالذات حقيقة ما فعلته وما حدث و.. و.. وإن كانت عشيقة سابقة لك "

 

لانت نظراتي بينما كنتُ أتأمله.. اندهشت لأنه تنازل وأتى بقدميه إليّ من أجل ربيكا.. واندهشت أكثر لأنه اعترف لي بحبهِ لها.. فكرت كثيراً بعدم التفوه بحرف أمامه لكن إحساس قوي بداخلي أعلمني بعكس ذلك.. وهنا نظرت إليه بتفكيرٍ عميق ثم أجبته بصدق وبنبرة هادئة

 

" كنتُ أحترم ربيكا جداً.. بعد وفاة والدها وأمها في حادث الاغتيال ذهبت وعرضت عليها المساعدة.. لكنها رفضت أخذ المبلغ الذي عرضتهُ عليها.. ثم وافقت ولكن بشرط أن تعمل في قصري كخادمة مقابل ذلك المبلغ.. كانت أمينة ومهذبة وعاملة مُجتهدة.. وهي لم تكن عشيقة لي في يوم من الأيام.. أنا لم ألمسها أبداً لأنها كانت مُحترمة وليست من ذلك النوع من الفتيات اللواتي يرمون شباكهم على أسيادهم من أجل المال.. "

 

حدق إليّ بذهول وشحب وجهه بسرعة.. حدقت إليه بغرابة لكني تابعت سرد الحقيقة له..

 

أخبرتهُ بوضوح كيف تحالفت مع أدريانا و أبعدوا شارلي عني.. وأخبرته بصدق كيف انتقمت منهما.. عندما انتهيت رأيته ينظر إلى الأرض وهو جامد فقط كانت يديه ترتعش بوضوح..

 

ساد الصمت بيننا للحظات طويلة جداً.. فجأة وبصدمة كبيرة سمعته يقول بحرقة

 

" لقد ظلمتُها.. وأنتَ أيضا ظلمتَها.. هي فعلت ما فعلته من أجل مساعدة شقيقتها.. لا أعلم إن كنتُ أستطيع مساحتك على ما فعلتهُ بحبيبتي.. لكني مدينٌ لك لأنك كنتَ السبب لأنني تعرفت عليها وأحببت ملاكاً مثلها "

 

رفع نظراته وحدق بوجهي قائلا

 

" سأكون صادقاً معك بوربون.. أرغب وبشدة بقتلك الآن بسبب ما فعلته بـ رالبيكا.. لكن لأنك كنتَ صريحاً معي الآن سأعتبر بأننا مُتعادلين "

 

رفعت حاجبي عاليا وحدقت إليه بذهول.. ما به هذا الغبي؟!.. ماذا قصد بكلمة مُتعادلين؟!... وكأنه قرأ أفكاري ابتسم بخبث وقال بهدوء

 

" أنا من أرسل لك ذلك الظرف.. أعني الرسالة وتحليل الحمض النووي.. في الحقيقة استمتعت جداً برؤية غضبك.. رجالي راقبوك جيداً "

 

توسعت عيناي بصدمة وسمعته يُقهقه بخفة قائلا

 

" لا تقلق لن يتم مُراقبتك بعد الآن لأنني لم أعُد أهتم لأمرك.. وفعلا تأسفت لأن شقيقك البارد أطلق عليك تلك الرصاصة.. رصاصتي كانت ستكون أجمل وقاتلة.. ولكن لن أشتكي.. وبذلك أصبحنا مُتعادلين.. الوداع بوربون "

 

استدار بنية الذهاب لكنه فجأة توقف والتفتَ وحدق إلى وجهي المُصدوم وتابع قائلا بخبث

 

" كيف نسيت؟!!... وأنا أيضا من خطف حبيبتك شارلي... لكن لأكون صادقا تركتُها تهرب لأنال منك "

 

توسعت عيناي بذهول ثم اصطكت أسناني وهتفت بغضب بينما هو كان يُقهقه بمرح

 

" سأقتلك أيها الحقير.. كيف تجرأت على خطفها؟.. سأشرب من دمك أيها اللعين "

 

أشار لي بيديه لكي اهدأ وتابع قائلا بمرح

 

" ما أجمل رؤيتي لك غاضبا.. تبا.. لقد شعرت بالتشاؤم عندما اكتشفت بأن لديك ابن نسخة صغيرة عنك "

 

قهقه بقوة ثم أشار لي بيده مودعا وقال

 

" من ناحيتي لقد تعادلنا.. ولن أقترب منك أو من أحد أفراد عائلتك.. ولا أستطيع التصديق بأنني سأقول لك الآن وبنفسي.. بالشفاء السريع بوربون "

 

وخرج وهو يضحك بقوة على شكلي المندهش.. القذر.. هو من خطف حبيبتي.. سأنتقم منه قريبا.. سيرى..

 

 

ماريسا**

 

الخوف والحرج الشديد هو ما شعرتُ بهما عندما استيقظت ووجدت نفسي نائمة على صدر الماركيز.. ولرعبي الشديد أطفاله كانوا يقفون أمام السرير ولفزعي ظنوا بأنني تزوجت من والدهم..

 

لا أعلم ما أصابني وظللت جامدة بينما كنتُ أُحدق بوجه الماركيز بصدمة عندما قال لأطفاله

 

" أطفال.. ابتعدوا عن زوجتي ودعوها تتنفس قليلا "

 

زوجتي!!!... ارتعش جسدي بجنون وتسارعت دقات قلبي وتركت الأطفال يُخرجوني من الغرفة وهم يقفزون بسعادة وهم يهتفون بالإيطالية

 

" مامي تزوجت دادي وستبقى معنا إلى الأبد "

 

يا إلهي!!.. هل يوجد إحراج أكثر من ذلك!!!... أدخلوني إلى جناحهم وأجلسوني على السرير وبعد ساعة من اللعب معهم خرجنا وتوجهنا إلى غرفة الطعام..

 

لم أستطع رفع رأسي والنظر إلى الماركيز بينما كنا نتناول الفطور.. لكنني شعرت بعينيه تتأملني.. عندما انتهينا سمعت الماركيز يتكلم معي قائلا بحنية

 

" ماريسا.. أريدُ أن اطلب منكِ خدمة صغيرة.. هل تستطيعين البقاء برفقة الأطفال اليوم.. يجب أن أذهب لرؤية إيثان وبعدها سأذهب إلى الشركة لأنهي بعض الأعمال.. هل يمكنكِ البقاء معهم؟ "

 

أجبته بخجل موافقة ووقفت وحاولت الخروج بسرعة برفقة الأطفال لكن جيف أوقفني ونظر إلى والده وسعلت بشدة عندما سمعت جيف يقول

 

" دادي.. عليك بتقبيل مامي قبل أن تذهب "

 

تجمدت دمائي وشعرت بحرارة شديدة في عروقي عندما وقف الماركيز أمامي.. لم أنظر إليه بل نظرت بخجلٍ رهيب إلى سترته.. ارتعش جسدي عندما أمسك بأصابعه بطرف ذقني ورفع رأسي بخفة عاليا.. كتمت أنفاسي عندما لفحتني أنفاسه الدافئة وخفق قلبي بعنف عندما أحسست بشفتيه تُقبل بخفة خدي الأيمن..

 

ابتعد عني وهنا رفعت نظراتي وحدقت إليه بضياعٍ كُلي.. ابتسم لي برقة وعندما أراد أن يتكلم بشيء شهقت بدهشة لدى سماعي لصوت امرأة تهتف بقوة

 

" حبيبي... "

 

التفت الماركيز بسرعة إلى الخلف وحدقنا معا بذهول إليها.. ركضت بيانكا وعانقت الماركيز أمامي ثم قبلته على شفتيه قبلة ساخنة بينما هو كان جامد أمامها..

 

أحسست بالغضب وعصفت مشاعر غريبة بداخلي.. حدقت إليهما بقرف وهتفت دون انتباه بغضب عليهما

 

" إن كنتما ستقبلان بعضكما يمكنكما فعل ذلك لكن ليس أمام الأطفال "

 

ابتعدت تلك المرأة عن رومانوس وحدقا معا إليّ بذهولٍ شديد.. حدقت بعمق عينيه بغضب ثم  همست قائلة للأطفال المذهولين

 

" تعالوا صغاري.. سنذهب ونلعب معاً في غرفة الألعاب بعيداً عن هنا "

 

وذهبت برفقة الأطفال وتوجهت نحو جناحهم.. كنتُ شاردة طيلة الوقت أفكر بحزن وبغصة بتلك المرأة.. هي حبيبة الماركيز من دون شك.. لكن لماذا أشعر بالألم بسبب ذلك؟!.. ولماذا غضبت لأنها قبلته أمامي للمرة الثانية؟!...

 

تنهدت بحزن وظللت طيلة اليوم برفقة الأطفال.. كانت الساعة الثامنة والنصف ليلا عندما كنتُ أقف في الشرفة وأنتظر بفارغ الصبر رؤية الهليكوبتر وعودة الماركيز.. لكن بعد مرور ساعة كاملة دخلت بحزن إلى غرفتي وقررت أن أستحم..

 

كنتُ أجلس باسترخاء في حوض الاستحمام الكبير وأغمضت عيناي وفكرت بالماركيز.. مُجرد تفكيري به يجعل قلبي ينبض بشكلٍ غريب وأشعر بأشياء غريبة في معدتي وبحرارة في جسدي.. فكرت به مطولا ولا شعوريا غفوت..

 

شعرت بجسدي يرتعش من البرودة وسمعت صوت طُرقات قوية وأحد يُنادي باسمي بخوف

 

" ماريسا.. ماريسا.. أجيبي أرجوكِ.. أرجوكِ رُدي عليّ.. أنتِ بخير؟!!!... ماريسا هل تسمعيني؟!!.. افتحي الباب أرجوكِ... ماريسااااااااااااااا.... "

 

فتحت عيناي بذعر وحدقت باتجاه الباب بخوفٍ شديد عندما سمعت صوت قوي وانفتح الباب بعنف وارتطم بالحائط وأصدر صوت مُخيف جداً.. رأيت الماركيز يدخل بسرعة وعندما شاهدني أنظر إليه بخوف تنهد براحة وركض نحوي ولدهشتي أمسكني بـ كتفاي ورفعني من الحوض وعانقني بشدة إلى صدره بينما كان يهمس بطريقة غريبة

 

" أنتِ بخير.. الحمدُ اللّه.. أنتِ بخير.. بخير.. بخير... "

 

خفق قلبي بجنون عندما شعرت بشفتيه تُقبل كتفي العاري وهنا انتبهت بأنني عارية تماما.. حاولت دفعه عني لكن خرجت شهقة خفيفة من بين شفتاي عندما بدأ يُوزع قبلات خفيفة على عنقي.. ارتعش جسدي بجون ودون شعور مني رفعت رأسي عاليا وأغمضت عيناي وتنهدت بمتعة..

 

كنتُ غائبة كليا عما يحدث بيننا وتركته يُقبل عنقي ثم ارتفعت قبلاته وبدأ بتقبيل وجنتاي ثم عيناي المغمضة ثم جبهتي لتعود شفتيه بتوزيع القبلات على كامل وجهي ثم أحسست بأنفاسه على شفتاي وتأوهت بخفة عندما أحسست بشفتيه تُلامس شفتاي...

 

شعوري بشفتيه الناعمة على شفتاي أفقدتني حواسي وجعلت جسدي يقشعر.. ولأول مرة في حياتي حركت شفتاي وبادلتهُ القبلة..

 

بادلتهُ القبلة برغبة قوية.. بادلتهُ القبلة وحركت شفتاي بعدم خبرة وحاولت أن أتبع حركاته.. قبلت بخجل شفتيه بينما هو كان يُقبلني بنهم وبشكلٍ جميل..

 

غاب كل شيء عني ولم أفكر سوى بالقبلة.. رفعت كلتا يداي ولمست بخجل بأناملي عنقه ثم ارتفعت أناملي وبدأت ألمس شعره الناعم وداعبته بأصابعي..

 

صوت تأوهاته جعلت جسدي يرتعش بقوة باستمتاع.. وسمحت له بحرية بلمس جسدي العاري.. كانت يديه تتجول على ظهري ثم خصري ثم مؤخرتي..

 

شهقت بقوة عندما وضع يديه أسفل مؤخرتي ورفعني عاليا وفوراً حاوطت خصره بكلتا قدماي.. كانت ملابسه قد تبللت بالكامل لكنه لم يهتم بذلك بل تابع تقبيلي قبلة ساخنة رائعة أفقدتني رُشدي..

 

سار بي دون أن يتوقف عن تقبيلي ووضعني على السرير واعتلاني.. تركته يُقبلني ولم يتوقف عن فعل ذلك حتى شعر بأنفاسي تنقطع.. أبعد شفتيه أخيرا وفتحت عيناي ونظرت إليه بضياع وسمعته يهمس قائلا لي

 

" أريدُكِ.. أريدُكِ بجنون "

 

أغمضت عيناي ورفعت رأسي عاليا وشهقت بقوة لشعوري بيديه تُداعب صدري.. ارتعشت قدماي بشدة عندما شعرت بشفتيه تُداعب حلمتي.. تأوهت بقوة عندما شعرت بقضيبه المنتصب على مهبلي رغم أنه كان ما يزال يرتدي سرواله إلا أنني أحسست به..

 

لكن فجأة فتحت عيناي وحدقت أمامي برعبٍ كبير عندما سمعته يهمس بشهوة قائلا بالإيطالية

 

Tu mi appartieni

أنتِ مُلكاً لي

 

هذه الكلمات من المستحيل أن أنساها أبداً.. إذ كان الشيطان يُرددها لي دائما خاصة بعد محاولتي الفاشلة بالهروب منه.. انهارت أعصابي وأفقت على ما كنتُ أفعله.. بدأت أركله وأقاومه وأنا أهتف بجنون وأبكي بهستيرية

 

" لاااااااااااااااااااااااااا... دعني... لااااااااااااااااااااااا.... "

 

إنه هو.. هو.. الشيطان........


انتهى الفصل














فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©