رواية ماركيز الشيطان - فصل 23 - الصفعة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. روعة وجمال وابداع

    ردحذف
  2. تسلم ايدك ياروحي بارت رووووعه في إنتظار إللي جاي بفارغ الصبر 💝💐💐💐♥️♥️💖💝⚘⚘

    ردحذف
  3. 💗💗💗💗💗💗👌👌💕💕💕💕

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 23 - الصفعة

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 23 - الصفعة



الصفعة



إيثان**



بعد ذهاب الماركيز وقفت مكاني أنظر إلى الأمام بحزنٍ كبير.. لأول مرة يتكلم رومانوس معي بهذه الطريقة.. لأول مرة يُهددني.. ولأول مرة أتكلم معه بهذه الطريقة وأتحداه..

 

شعرت بالحزن لأنني أغضبته وخيبت أملهُ بي.. لكني معذور إذ شعرت بالصدمة لاكتشافي بأنه كان يعرف حقيقة بيترو منذُ البداية.. لأول مرة رومانوس يُخفي عني سراً.. وأي سر؟!.. سر خطير ومصيري..

 

تنهدت بحزن وتوجهت نحو المصعد الكهربائي وصعدت إلى جناحي.. وقفت أمام باب غرفتي ونظرت بحزن إليه إذ سمعت بُكاء شارلي المرير وشهقاتها الأليمة.. كانت تنتحب وتبكي بهستيرية وذلك أحزنني.. 


رواية ماركيز الشيطان - فصل 23 - الصفعة


أظن حان الوقت لأكتشف منها كامل الحقيقة.. حان الوقت لكي أكتشف الحقيقة منها بالذات..

 

أمسكت بالمقبض وفتحت الباب بهدوء ودخلت.. أغلقت الباب بخفة ووقفت أنظر بحزنٍ عميق إلى شارلي.. كانت تجلس على الأرض أمام السرير وهي تضم جسدها بيديها وتدفن رأسها في ركبتيها وتبكي بمرارة..

 

تقدمت ووقفت أمامها لكنها لم تشعر بي.. جلست قرفصاء أمامها ووضعت يدي على كتفها برقة هامسا بحنان

 

" شارلي.. توقفي عن البكاء بهذه الطريقة سوف تمرضين "

 

انتفضت بهلع ورفعت رأسها وحدقت بوجهي برعبٍ شديد.. نظرت بأسى إلى عينيها الحمراوين ورفعت يدي اليمنى عن كتفها ومسحت دموعها برقة بأصابعي..

 

كانت جامدة وهي تُحدق بوجهي بخوف و بدهشة.. ولدهشتي أبعدت يدي عن وجنتها ووضعت كلتا يداي على خصرها ووقفت وحملتُها بسهولة بين يداي.. شهقت شارلي برعب وشعرت بارتعاش جسدها بين يداي لكني مشيت بهدوء ووضعتُها بخفة على الأريكة ثم جلست بجانبها ونظرت إلى وجهها.. شهقت بقوة وقالت بصوتٍ مخنوق

 

" أرجوك لا تؤذيني.. أتوسل إليك لا تحرمني من ابني.. اسمعني أولا وافهم كامل الحقيقة مني.. أرجوك اسمعني لمرة واحدة في حياتك ولا تظلمني أنا و ماركو "

 

حدقت إليها بأسف ثم تنهدت بخفة وقلتُ لها بهدوء

 

" لا تخافي مني شارلي.. أنا من المستحيل أن اؤذي والدة طفلي.. وأظن حان الوقت حتى أسمع منكِ الحقيقة الكاملة.. أخبريني شارلي بها وبكل صدق.. لو سمحتِ أخبريني بالحقيقة الكاملة وبالتفصيل الممل الآن.. لا أريد المزيد من الأسرار بيننا.. لا مزيد من الأسرار بعد الآن لو سمحتِ.. و أعدُكِ سوف أستمع إلى كل كلمة تتفوهين بها بصمت ودون أي مقاطعة "

 

توقفت شارلي عن البكاء وحدقت بذهول إلى عيناي ثم همست بدهشة

 

" حقاً إيثان؟!!.. سوف تستمِع إليّ أخيراً وتكتشف كل الحقيقة؟! "

 

أجبتُها بهدوء موافقا ورأيتُها تُغمض عينيها لثواني معدودة ثم فتحتها وحدقت بشرود إلى البعيد وبدأت تُخبرني منذُ البداية بما حصل.. ارتعش فكي بقوة وضغطت قبضتاي بعنف في حضني عندما سمعتُها بألم تُخبرني كيف حاولت إخباري وهي في المستشفى عن حملها بي وأنا بغباء لم أستمع لها.. اعتصر قلبي بشدة وأحسست بألمٍ كبير به عندما أخبرتني كيف حاول ماركو في ذلك اليوم إخباري بالحقيقة لكنني بغباء منعتُه..

 

توسعت عيناي بذهولٍ كبير عندما أخبرتني بأنها تزوجت من ماركو بالاسم فقط لكي يحميها ويحمي بيترو ويُعطيه كنيتهُ الحقيقية.. تألمت جداً لاكتشافي بأن ماركو منذُ البداية أحبها كشقيقة له و بأنه لم يلمسها أبداً وحماها وتزوجها على الورق فقط من أجلي ومن أجل ابني..

 

سالت دمعة من ركن عيني عندما سمعتُها بحرقة تهمس قائلة لي ببكاء

 

" لقد أحببتُك.. أحببتُك جداً.. منذُ البداية فعلت.. وماركو اكتشف مشاعري نحوك وحاول مساعدتي لكنك رفضتَ الاستماع إليه.. لذلك من أجل طفلي ومن أجلي عرض عليّ أن نتزوج فقط حبراً على ورق.. أراد أن يحمي ابنك ويحميني بعد أن رميتني خارج قصرك.. كنتُ يائسة جداً وخائفة ووافقت على عرضه من أجل طفلي "

 

خفق قلبي بشكلٍ مُخيف حتى كاد أن يخرج من مكانه لاكتشافي بأنها تُحبني.. شارلي تُحبني!!!.. تُحبني فعلا... تألمت بشدة لاكتشافي الحقيقة وتألمت أكثر لأنني عرفت كم كنتُ غبي وحقدت على ماركو وعليها..

 

ألم رهيب فتك بقلبي عندما عادت تُخبرني بكامل التفاصيل.. شحب وجهي بعنف عندما أخبرتني بكامل التفاصيل واكتشفت كم كنتُ أحمق وكم ظلمتُها و ظلمت أخي الوحيد..

 

خرجت شهقة متألمة من فمي عندما سمعتُها تقول

 

" عندما أنجبت بيترو.. لم أكتشف بأنك أتيت إلى ديفون وحاولت إجراء فحص للأبوة له.. ماركو أخفى عني تلك الحقيقة لكي لا أخاف.. ومنذ اليوم الأول طلب مني ماركو أن أتكلم عنك أمام طفلي وأريه صورك باستمرار كما فعل الماركيز مع أطفاله.. وفعلت ذلك طيلة هاتين السنتين.. أخبرت بيترو عنك في كل ليلة وجعلتهُ يرى صورك عبر الأنترنت والصور التي يحتفظ بها ماركو في ألبومات العائلة.. ورفض ماركو رفضا قاطعا أن يُنادي بيترو بابني.. كان يُناديه بصغيري دائما ويُخبره بأن والده إيثان سيعود في أقرب وقت من أجله.. "

 

ما أشعرُ به في هذه اللحظة لا يمكن وصفه أبداً.. إلهي كم ظلمت أخي الوحيد.. تألمت بشدة لأنني أهنته و تألمت أكثر لأنني تجرأت وضربته.. أخي الكبير لا يستحق ما فعلتهُ به.. الألم الذي أشعرُ به الآن فاق قدرتي على الاحتمال..


أغمضت عيناي بشدة وسمعت بأسى كامل حديثها.. سالت دمعتين على خدي لدى اكتشافي بأنها فعلا كانت ستذهب برفقة ماركو غدا وإخباري كامل الحقيقة..

 

وعندما انتهت شارلي ساد صمت مُخيف بيننا.. كنتُ جامد في جلستي وعيناي مُغلقة.. وجع رهيب فتك بروحي.. وذنب مهول أحرق قلبي..

 

أحسست بوخز في القلب.. وتوعك بالمعدة.. وارتعاش باليدين.. وتعرق شديد.. كل هذه الأعراض الظاهرة كانت بسبب شعوري بالذنب القاتل.. لا يوجد ما يصف الحالة التي أمر بها الآن..

 

الذنب أصبح كالوحش الكاسر بداخلي.. وبدأ في التضخم بداخلي وكبرَ بتراكم الأحداث التي سمعتُها.. كم ظلمت أخي الوحيد وحبيبتي.. كيف باستطاعتي أن أسامح نفسي بما تسببت به لهما؟!.. بل كيف يُمكنه ماركو أن يُسامحني بعد كل ما فعلتهُ به؟!.. و شارلي؟!!.. إلهي أنا في موقف سيء جداً لا أُحسد عليه..

 

فتحت عيناي ببطء ونظرت إلى وجه شارلي.. كانت تنظر إلى البعيد وهي تبكي بصمت.. تألمت جداً لرؤيتي لدموعها.. رفعت يدي المرتعشة ومسحت دموعها بخفة قائلا بمرارة

 

" لا تبكي شارلي.. أنا من عليه أن يبكي ويعتذر منكِ ومن ماركو "

 

شهقت بقوة وحدقت إلى عيناي بصدمة كبيرة.. ابتسمت بمرارة قائلا

 

"  أعذري ضُعفي وغبائي.. فنحنُ بشر والضعف جزء من بشريتنا.. سامحيني شارلي على كل ما تسببت لكِ من عذاب.. ما فعلته هو بسبب عشقي الكبير لكِ "

 

شهقت بصدمة ورفعت يدها اليمنى وغطت بها فمها.. ابتسمت بتعاسة وقلتُ لها بألم

 

" أنتِ أول امرأة عشقتُها في حياتي.. أحببتُكِ بجنون وأردتُكِ لي وحدي إلى الأبد.. غيرتي أعمتني عن رؤية الحقيقة.. غيرتي الكبيرة جعلتني أتصرف بغباء وأُصدق كلام تلك اللعينة.. ورفضت بعدها الاستماع إليكِ وإلى ماركو بسبب كبريائي اللعين.. بسببي خسرتُكِ وخسرت أخي الوحيد و ابني.. بسببي أنا فقط "

 

بكت شارلي بحزن بينما كنتُ أُخبرها عن سبب تصرفاتي معها في ذلك الوقت.. أخبرتُها عن ما فعلتهُ بي أدريانا مع ربيكا وكيف بغباء صدقت كلامهم.. ثم أخبرتُها كيف اكتشفت الحقيقة متأخراً وحاولت إرجاعها إليّ لكن كان الأوان قد فات.. عندما انتهيت وقفت وأردت الابتعاد والخروج بأسرع وقت لأنه لم يعد باستطاعتي التحمُل.. لكن شارلي أمسكت بسرعة بيدي اليمنى وهمست ببكاء قائلة

 

" لا تذهب أرجوك "

 

نظرت إليها بألم وجثوت على ركبتاي أمامها وحدقت بتعاسة إلى عينيها قائلا

 

" لا أستطيع مُسامحة نفسي شارلي.. لا أستطيع فعل ذلك.. ومهما طلبت منكِ ومن ماركو السماح ومهما أظهرت لكما مدى ندمي لن يُمحي ذلك أبداً ما فعلتهُ بكما.. كنتُ أحمق وغبي.. لأول مرة في حياتي أشعرُ بالحب لذلك لم أتصرف بحكمة كعادتي.. كنتُ متسرع بحُكمي عليكما ولم أستمع إليكما.. أستحق أن أتعذب إلى الأبد بسبب ما فعلته.. أستحق أن تنظري إليّ الآن بحقارة وتصرخي بوجهي بأنني أحمق ونذل ولا أستحق حُبكِ لي ولا أستحق ابني وأن يكون ماركو أخي.. أستحق أن تنتقمي مني أنتِ و ماركو أشد انتقام "

 

شهقت شارلي بقوة ولم تتوقف عن البكاء.. كان الألم الذي أشعرُ به الآن جداً فظيع..

 

حاولت الوقوف لكن شارلي ضغطت على يدي وقالت بحزن

 

" لا تتخلى عني وعن بيترو من جديد.. لا تفعل ذلك بنا مُجدداً.. أنا أحتاجُ إليك.. و بيترو يحتاج إليك أكثر.. عليك أن تُسامح نفسك.. إذا أخطأت سامح نفسك وتعلم من الخطأ ثم ابدأ من جديد.. وذكر نفسك دوما كيف سنتعلم إذا لم نُخطئ.. أنا سامحتُك منذ زمنٍ بعيد لأنني أحبُك بصدق.. ولأنك أب طفلي.. سامح نفسك واصلح كل شيء.. أصلح علاقتك بـ ماركو و.. و.. بي.. ودعنا نعيش بسعادة أرجوك "

 

توسعت عيناي بذهول وأحسست بدموعي تُبلل وجنتاي.. نظرت بعدم تصديق إليها وهمست لها بحرقة

 

" كيف يمكنكِ أن تسامحيني بعد كل ما فعلتهُ بكِ حبيبتي؟!.. كيـ... "

 

خرج أنين مُختنق من بين شفتيها ورفعت شارلي يديها ووضعتها على وجنتاي وقالت ببكاء

 

" قُلها من جديد.. دعني أسمعها من بين شفتيك من جديد "

 

ابتسمت لها بحنان ورفعت يداي وأمسكت بيديها وأبعدتُها عن وجنتاي وبدأت بتقبيل يديها بقوة هامسا لها مع كل قبلة

 

" حبيبتي.. أنتِ حبيبتي شارلي.. حبيبتي الوحيدة إلى الأبد.. أنا أحبُكِ.. أحبكِ بجنون "

 

سحبت شارلي يديها بقوة من بين يداي ثم وضعتهما على وجنتاي وقالت ببكاء

 

" لطالما حلمت بأن تلفظ تلك الكلمة لي.. لطالما حلمت بأن أسمعها تخرج من بين شفتيك.. لطالما أحببتُك إيثان بوربون وبجنون "

 

ابتسمت بسعادة و أخفضت وجهها وقبلتني بقوة على شفتاي.. شهقت بدهشة ثم بادلتُها القبلة بعاطفة جياشة.. ثم فصلت القبلة ودفنت رأسي في حُضنها وبكيت بمرارة قائلا لها

 

" لا أستحق مسامحتكِ لي.. لا أستحقها أبداً.. ولا أستحق محبتكِ لي يا قلب إيثان.. أنتِ قلبي ومن أجلكِ قلبي كان ينبض في هاتين السنتين.. من أجلكِ فقط حبيبتي "

 

شعرت بيديها تُمسد شعري برقة وظللنا على تلك الوضعية لدقائق طويلة جداً.. وبعد وقتٍ طويل عندما هدأت أخيراً رفعت رأسي ووضعته على صدرها ولم تتوقف شارلي عن مداعبة شعري بأناملها.. حضنت خصرها بكلتا يداي وأغمضت عيناي وهمست قائلا

 

" سأفعل المستحيل لأعوضكِ أنتِ و بيترو و ماركو.. سأفعل المستحيل حتى أنال عن حق مسامحتكم لي "

 

استقمت ووقفت ثم حملتُها بين يداي ومشيت نحو السرير.. وضعت شارلي بخفة عليه ثم خلعت سترتي وربطة عنقي و القميص وحذائي وتسطحت بجانبها..

 

ولأول مرة منذ زمنٍ طويل أنام بهدوء و شارلي في أحضاني.. وطيلة الليل لم أتوقف عن التفكير بما سأفعله لكي أجعل ماركو يسامحني.. ربما غداً عندما أذهب إلى قصره لأجلب أمتعة ماريسا قد أتكلم معه وأطلب منه السماح وأن ينسى فكرة انتقامي الغبية منه ومن تلك الفتاة المسكينة.. ربما قد يسامحني ويُعطيني فرصة للتكفير عن كل ذنوبي..

 

استيقظت في الساعة الخامسة فجراً ورأيت شارلي ما زالت نائمة بعمق ورأسها على صدري.. قبلت رأسها بخفة وهمست لها بحزن

 

" سوف ترين إيثان آخر منذ اليوم.. أعدكِ حبيبتي سأفعل المستحيل لأجعلكِ سعيدة أنتِ و ابني ولأجعل ماركو يُسامحني.. وأول ما سأفعله سأطلب السماح من أخي الحبيب وبعدها سأذهب لرؤية طبيب حتى أتعالج من نوبات الغضب التي تتملكني.. أعدُكِ سأتحسن للأفضل من أجلكم ومن أجل ابني "

 

تأملتُها لدقائق طويلة بحنية ثم أبعدتُها بخفة عني لكن ما أن حاولت النهوض عن الفراش شعرت بيد تمسك معصمي.. نظرت إليها بسرعة ورأيتُها تنظر إليّ بقلق.. ابتسمت لها بحنان قائلا

 

" صباح الخير حبيبتي "

 

ابتسمت بخجل وقالت بصوتٍ مبحوح

 

" صباح الخير حبيبي.. إلى أين أنتَ ذاهب؟!.. أعني أيــ... "

 

قاطعتُها قائلا برقة

 

" لا تخافي.. لن أفتعل مصيبة جديدة بعد الآن.. بيترو نائم في الغرفة المجاورة لغرفتي.. يمكنكِ أن تذهبي وتطمئني عليه.. يجب أن أذهب إلى قصر ماركو لجلب أغراض ماريسا.. سأعتذر من ماركو وأطلب منه السماح.. وأي شيء يقرره لن أعترض عليه.. ومهما فعل بي لن أعترض حتى لو أبرحني ضرباً وحتى إن أراد قتلي.. وبعدها سأذهب إلى قصر رومانوس وأعود إليكِ وإلى طفلي بأسرع وقت "

 

ابتسمت شارلي برقة وقالت

 

" ماركو إنسان رائع وحنون مستحيل أن يؤذي شعرة واحدة منك فهو يُحبك بجنون.. سترى بنفسك سوف يُسامحك بسرعة.. لا تتأخر إيثان سأنتظرُكَ أنا و بيترو على أحر من الجمر "

 

خفق قلبي بشدة ولم أستطع كبتَ مشاعري انحنيت وقبلت شارلي بنهم ولدهشتي بادلتني القبلة بجوع.. لم نستطع التوقف عن تقبيل بعضنا بشغف.. وأحسست بيد شارلي تستقر على سروالي وبدأت بفك أزراره.. امتصصت شفتيها بقوة وهمست لها بشهوة حارقة

 

" أوه شارلي.. إن لم نتوقف الآن لن أستطيع منع نفسي من امتلاكك "

 

أخفضت رأسي وبدأت بتقبيل عنقها وسمعتُها تهمس لي بينما بيدها كانت تُداعب عضوي المنتصب برقة

 

" إذا لا تتوقف وامتلكني حبيبي.. أريدُ الشعور بك وممارسة الحُب معك بجنون "

 

اشتعلت نار الرغبة بداخلي وشتمت بقوة وبدأت بسحب قميصها عاليا وأخرجته من رأسها ورميته بعيدا ثم فكيت حمالة صدرها ورميتُها ونظرت بشهوة وحُب وعشقٍ كبير إلى جسدها الجميل..

 

ساعدتني شارلي بخلع سروالي ولباسي الداخلي ودون أن أتوقف عن مداعبة مفاتنها وتقبيلها خلعت شارلي ما ترتديه ومارسنا الحُب بجنون..

 

شعرت بسعادة لا مثيل لها بينما كنتُ أدفع بداخلها بقوة بينما شارلي كانت تخدش لي ظهري وكتفاي بأظافرها وهي تتأوه بمتعة أسفلي..

 

لم أتوقف عن الهمس لها بمشاعري وكم أعشقُها.. ولنصف ساعة مارسنا الحب بقوة وبشغف وفي النهاية ارتعش جسدي بقوة وقذفت سائلي بداخلها..

 

قبلتُها بحنان ثم ابتعدت عنها ووفقت ونظرت إليها بحنان قائلا

 

" يجب أن أستحم بسرعة وأذهب إلى قصر ماركو.. إن أردتِ أي شيء اتصلي بـ بلانكا وسوف تجلب لكِ أي شيء تريدينه "

 

ودخلت إلى الحمام و استحممت بسرعة ثم خرجت ودخلت إلى غرفة ملابسي وارتديت بدلة رسمية كعادتي ثم دخلت غرفة النوم ورأيت شارلي ما زالت متسطحة على السرير تبتسم بسعادة.. حدقت إليّ بهيام ثم وقفت واقتربت مني وعدلت ربطة عنقي ثم طبعت قبلة خفيفة على شفتاي وقالت لي وهي تنظر بعشق إلى عيناي

 

" تصالح مع ماركو وتعال في أسرع وقت إليّ.. سأنتظرك مع ابننا بفارغ الصبر "

 

ابتسمت لها بحنية وقبلت وجنتيها ثم أمسكت بيدها وقبلتُها وقلتُ لها

 

" أنا محظوظ جداً لأنكِ حبيبتي.. أعدُكِ شارلي سأجعلكِ أسعد امرأة في الكون.. بعد أن يتم الطلاق سأتزوجكِ ونسافر معا في شهر العسل.. و.. وطبعا مع ابننا بيترو لأنني لا أستطيع الابتعاد عنه للحظة واحدة "

 

توسعت عينيها بذهول وسألتني بدهشة

 

" هل للتو طلبت يدي للزواج إيثان بوربون؟! "

 

ابتسمت بخجل ورفعت يدي ودلكت عنقي بتوتر قائلا

 

" إيه.. نعم فعلت.. أنا لا أعرف كيف أكون رومانسي.. لكن سأحاول "

 

جثوت أمامها على ركبة واحدة وأمسكت بيدها اليسرى ونظرت إليها بعشقٍ كبير قائلا

 

" شارلي ديكنز هل توافقين على الزواج مني؟ "

 

احمر وجه شارلي ثم هزت رأسها بقوة وبكت بسعادة قائلة

 

" نعم.. نعم.. نعم حبيبي أوافق "

 

وقفت وحملتُها من خصرها عاليا وهتفت بملء صوتي

 

" أشكركِ حبيبتي... صدقيني لن تندمي أبداً على ذلك يا عشقي الوحيد "

 

ضحكت شارلي من قلبها بسعادة وهتفت بفرح

 

" إيثان أخفض صوتك قد يستيقظ بيترو "

 

انزلتُها بهدوء ثم قبلتُها برقة على شفتيها ونظرت بعشق إلى عينيها.. ابتسمت لي بدلال وقالت

 

" أحبك إيثان.. أحبُك بجنون.. وأنا سأوافق على أي شيء تريده.. ولكن كيف سنذهب في رحلة شهر العسل و بيترو برفقتنا ؟! "

 

أغرقت رأسي في عنقها وقبلتُها برقة عليه ثم رفعت رأسي وأجبتُها

 

" لا أستطيع تركه لشهرٍ كامل بعيداً عني.. منذ أول لحظة رأيتهُ بها في الأمس غرقت بعشقه "

 

ابتسمت بحنان ثم نظرت إلى ساعة يدي وهتفت بدهشة

 

" ياه.. إنها السادسة والنصف.. يجب أن أذهب فوراً إلى قصر ماركو "

 

قبلت جبينها بسرعة وقلتُ لها

 

" لن أتأخر حبيبتي.. ساعة وأكون هنا.. وحينها سوف نتكلم بالتفصيل بكل شيء ونتفق على كل ما تريدينه "

 

ودعتُها غصبا عني وركضت خارجا من الغرفة ودخلت إلى غرفة بيترو.. قبلت جبينه برقة ثم خرجت من غرفته ومن القصر..

 

عندما وصلت إلى قصر ماركو وقفوا الحراس بعيداً عني واحنوا رؤوسهم ثم رفعوها وحدقوا بخوف إليّ.. رجال أخي المساكين ارتعبوا فور رؤيتهم لي.. نظرت إليهم بأسف ثم اعتذرت لهم عما بدر مني في الأمس وابتسمت بخفة عندما حدقوا بوجهي بصدمة كبيرة..

 

دخلت إلى القصر بسعادة وتوجهت نحو البهو.. رأيت صوفيا تتقدم بسرعة باتجاهي وعندما رأتني وقفت أمامي ترتجف بقوة وهي تتأملني بذعر.. ابتسمت لها قائلا برقة

 

" مرحبا صوفيا "

 

والمسكينة ارتعش جسدها أكثر خوفا مني.. تنهدت بقوة ثم قلتُ لها بجدية

 

" توقفي يا امرأة عن الارتعاش بخوف أمامي.. أنا لن أوذيكِ "

 

لكنها للأسف ارتعشت أكثر وكادت أن تتبول على نفسها.. اقتربت منها لأجعلها تهدأ لكنها رفعت يديها عالياً وقالت بخوف

 

" أرجوك سيد إيثان لا تؤذيني ولا تؤذي أخاك.. السيد ماركو لا يستحق منك ما فعلتهُ به في الأمس "

 

شعرت بالغضب منها وهتفت بوجهها بقوة

 

" يا امرأة.. توقفي عن الارتجاف بخوف أمامي.. أنا لن اوذيكِ أو أؤذي ماركو.. أعتذر عما بدر مني في الأمس.. والآن اذهبي واطلبي من الخدم بجلب حقائب ماريسا.. ثم أين هو ماركو؟.. أريدُ التكلم معه في الحال  "

 

شحب وجهها بشدة وحدقت بعدم التصديق إليّ.. وقالت بخوف

 

" السيد ماركو ما زال في غرفته.. أرجوك سيدي لا تؤذيه هو لا يستحـ... "

 

قاطعتُها بغضب قائلا

 

" لن أفعل. واللعنة لن أفعل.. لا تخافي فأنا من المستحيل أن اؤذي ماركو بعد اليوم.. هيا تحركي واطلبي من الخدم بجلب الحقائب ووضعها في صندوق سيارتي "

 

أومأت لي موافقة بخوف وفرت هاربة من أمامي.. وقفت بحزن في وسط البهو أنظر أمامي بشرود.. لن ألومها فما رأتهُ مني في الأمس مُخيف جداً.. لكن عندما أرى أخي ماركو سوف أجثو أمام قدميه وأطلبه منه المسامحة.. سوف أعتذر له وأطلب منه أن يسامحني وسأفعل كل ما سيطلبهُ مني..

 

لكن عندما رأيتهُ أمامي أردت أن أمزح معهُ قليلا ثم أفاجئه وأطلب منه السماح.. لكن لدهشتي قلبي تقطع لرؤيتي له مُنهار أمامي.. وعندما أردت أن أفتح فمي وأطلب منه السماح تجمدت بصدمة لرؤيتي له يرمي ذلك الشرشف عليّ ليقع أمام أقدامي على الأرض.. 


أحسست بألمٍ شديد بسبب الندم لأنني جعلتهُ يفعل مع تلك الفتاة ما لا يريده.. لقد كسرت أخي ومبادئه.. لقد عاشرها وأفقدها عذريتها غصباً عن إرادته..

 

نظرت إليه بحزن وأسف كبيرين عندما رفع مسدسه بوجهي.. إلهي!!.. ماذا فعلت بأخي الوحيد؟!!.. ساعدني إلهي أرجوك واجعله يسامحني..

 

حزنت بشدة لأنني جعلته يفقد أعصابه في النهاية.. لطالما كان ماركو هادئ ولا يفقد أعصابه بسهولة.. لكن بسببي فقد أعصابهُ نهائيا.. حاولت تهدئته لكن للأسف رفض.. في النهاية أردت أن أسحب السلاح من يده وأجثو أمامه وأطلب منه السماح..

 

هجمت وحاولت بحركاتي القتالية سحب السلاح منه لكنه فاجئني وتعارك معي.. لم أكن أرغب بأذيته لذلك لم أستخدم حركاتي القتالية لكي لا أؤذي أو أكسر معصمه أو يده.. أمسكت بمعصمه وشهقت برعب عندما لوى يده وأصبحت فوهة السلاح نحو بطنه.. ضغطت على معصمه باحترافية وحركت يدهُ الممسكة بالسلاح نحوي لكن لصدمتي انطلقت رصاصة بالخطأ بسبب حركتي المفاجئة..

 

تجمد جسدي وتوسعت عيناي بذهول.. لم أستطع التحرك وشعرت بجسدي يسقط على ماركو.. في البداية لم أشعر بشيء لكن بعد ثواني أحسست بسائل دافئ يسيل من بطني وبلل قميصي.. وبرد شديد اجتاح جسدي.. وبدأت أفقد حواسي كلها معه..

 

" لااااااااااااااااااااا... إيثان.. أخيييييييييي "

 

سمعت صرخة ماركو المُرتعبة بوضوح ولم أشعر بأنني كنتُ أبكي إلا عندما بالكاد استطعمت بطعم مالح في فمي.. رأيت شريط حياتي كله يمر في مُخيلتي.. وسالت دموعي أكثر عندما فكرت بـ شارلي و ابني بيترو..

 

لم أعي على نفسي سوى أنني فتحت فمي وهمست لـ ماركو بشيء ثم أغمضت عيناي ورأيت الظلام أمامي..

 

 

شارلي**

 

 

كنتُ في قمة سعادتي وفرحتي.. لم أستطع التصديق بأن الحياة أخيراً ابتسمت لي وسأعيش بسعادة مع حبيبي و ابني إلى الأبد.. بعد ذهاب إيثان رقصت بسعادة وقفزت وضحكت بفرحٍ كبير..

 

" إيثان بوربون يُحبني أنا و بجنون "

 

هتفت بفرحٍ لا يوصف ورميت نفسي على السرير وابتسمت بسعادة.. كم أحبه وكم أعشقه.. لقد صدقني أخيراً و طلب يدي للزواج بطريقة رائعة لم أتخيلها منهُ أبداً.. ما أجمل الشعور بالسعادة والفرح.. وما أجمل أن يتصالح إيثان أخيراً مع ماركو..

 

وقفت وقررت أن أستحم قبل أن يستيقظ بيترو ويخاف عندما يرى نفسه بغرفة غريبة ولا يجدني بجواره.. ارتديت ملابسي وذهبت إلى غرفة طفلي ورأيته نائم بهدوء.. ابتسمت بحنان وأنا أتأمله.. طفلي الصغير أخيراً سيعيش مع والدهُ الحبيب ونعيش جميعاً بسعادة..

 

ظللت واقفة أمام السرير أتأمل صغيري بسعادة.. بعد وقتٍ طويل سمعت طرقات خفيفة على الباب.. التفت إلى الخلف ورأيت بلانكا تدخل بهدوء وهي تبتسم بحزن..

 

ركضت وعانقتُها بشدة ثم نظرت إلى وجهها وقلتُ لها بهمس وبفرحٍ كبير

 

" بلانكا.. هو يُحبني.. يُحبني جداً.. لقد تصالحت أخيراً مع إيثان و طلب يدي للزواج.. أخبرتهُ بكل شيء وصدقني أخيراً و.. و... "

 

قاطعتني بلانكا قائلة بفرحٍ ممزوج بالحزن

 

" أنا سعيدة من أجلكما شارلي "

 

حدقت إليها بتعجُب وسالتُها بقلق

 

" بلانكا.. لماذا أنتِ حزينة؟! "

 

ابتسمت ابتسامة صفراء وقالت بهمس

 

" صوفيا اتصلت وتريد التكلم معكِ بأمرٍ هام.. اذهبي إلى غرفة الجلوس واتصلي بها.. سأبقى هنا برفقة بيترو "

 

رمشت بقوة وغرق قلبي بالخوف وفكرت بذعر.. هل افتعل إيثان كارثة جديدة؟!.. لا مستحيل!!!.. هو وعدني.. ثم هو اكتشف الحقيقة ويريد الاعتذار من ماركو.. ربما ماركو لم يتقبل اعتذاره!!.. لا!!.. لا أعتقد ذلك!!.. لكن لا أعرف السبب إذ شعرت بألمٍ كبير في قلبي.. وضعت يدي على صدري وحدقت إلى عينيها بخوف وبشك


رواية ماركيز الشيطان - فصل 23 - الصفعة

 

وأجبتُها بخوف

 

" حسناً.. سأنزل وأتصل بها.. ابقي بجانب بيترو وإن استيقظ أخبريه بأنني هنا.. لن اتأخر كثيراً "

 

وخرجت من الغرفة بسرعة وتوجهت نحو الأسفل..

 

بعد خروج شارلي من الغرفة انهارت بلانكا وأجهشت بالبكاء بصمت وهي تلطم خديها.. نظرت بحزن إلى بيترو وقالت بهمس

 

" إلهي.. أشفق على هذا الطفل ولا تحرمه من والده.. أشفق علينا جميعا واشفي السيد إيثان بمعجزة.. سوف تنهار شارلي ولن تتحمل الخبر أبداً.. لقد طلبت من حارسين بالانتظار في غرفة الجلوس حتى إن انهارت شارلي يكونان بجانبها ويمنعانها من الخروج من القصر بأي طريقة.. ساعدنا إلهي أرجوك "

 

مسحت دموعها وجلست على طرف السرير تنظر بحزن إلى بيترو والذي كان ما زال يحتضن لعبته..

 

وصلت بلانكا بحرقة ورجاء وطلبت الشفاء العاجل للسيد إيثان..

 

 

دخلت إلى الغرفة ورأيت بدهشة حارسين يقفان جانبا وهما يُحدقان إليّ بحزن.. حدقت إلى الأسفل بقلق وفكرت بخوف.. هناك شيء بالتأكيد حصل لحبيبي.. أتمنى أن يكون إيثان بخير.. لا!!.. لا أعتقد حصل شيء لحبيبي.. ربما وضعهما إيثان لمراقبتي!..

 

رفعت رأسي وحدقت إلى الحارسين.. غريب؟!.. ما بهما يقفان أمامي وينظران إليّ بهذا الشكل؟!!.. هززت كتفاي بعدم اكتراث وتقدمت نحو الهاتف ورفعت السماعة وطلبت رقم قصر ماركو.. سمعت صوفيا تتكلم بصوتٍ مُختنق وبدت كأنها تبكي وذلك أشعرني بالقلق وفورا قلتُ لها بخوف

 

" صوفيا.. هل تبكين؟!!.. ماذا هناك؟!.. ماذا حصل؟!.. أخبريني بسرعة.. أين إيثان و ماركو؟!!.. أين هما تكلمي؟ "

 

بكت بشكلٍ واضح وسمعتُها برعب تقول

 

( كارثة وقعت سيدتي.. كارثة كبيرة )

 

ارتعش جسدي بقوة وخفق قلبي بعنف وهتفت بذعر

 

" عن أي كارثة تتكلمين؟!.. أخبريني أرجوكِ ماذا حصل معهما؟!.. ماذا فعل إيثان؟.. تكلمي.. هل ماركو بخير؟!.. أرجوكِ أخبريني "

 

سمعتُها تشهق وقالت ببكاء

 

( السيد ماركو من فعلها.. السيد ماركو هو من فعلها )

 

توسعت عيناي بذهول وهتفت برعب نهش عظامي

 

" ماذا تعنين بأن ماركو هو من فعلها؟!!!!... ماذا فعل؟!.. أين إيثان؟!!.. تكلمي أرجوكِ "

 

بكت بعنف وقالت بهستيرية

 

( السيد ماركو كان غاضب جداً و.. و.. و بالخطأ أطلق النار على السيد إيثان وأصابه.. وذهب السيد ماركو وهو يحمل أخاه بين يديه إلى مُستشفاه الخاص )

 

سقطت سماعة الهاتف من يدي ونظرت برعب أمامي وسالت دموعي بحرقة على وجنتاي


رواية ماركيز الشيطان - فصل 23 - الصفعة

 

كنتُ جامدة بأرضي من هول الصدمة وشعرت بالاختناق ولم أعد أستطيع التنفس..

 

صدري انقبض وألم رهيب عصف به.. أحسست به يتقلص حجمهُ في داخلي وبيد تعتصرهُ بقوة.. انسحبت الدماء من عروقي وشحب وجهي بعنف وأحسست كأن هناك حبل يطوق عنقي ويعتصره بشدة..

 

شهقت بقوة أسحب الهواء إلى داخل رئتاي وأغمضت عيناي بشدة وسقط جسدي على الأرض وهتفت بجنون وبهستيرية

 

" إيثاااااااااااااااااااااااان...... لاااااااااااااااااا حبيبي لااااااااااااااااااا.. لا حبيبي لا..... "

 

أجهشت بالبكاء وشعرت بيدين تمسكان ذراعي وبدأت أتخبط بجنون وأنا أهتف بهستيرية

 

" إيثاااااااااان.. لا يا ربي لماذااااااااااا؟!!!... لماذا هو؟!!!... لماذا الأن؟!!.. لماذااااااااااا؟!!... "

 

رفعوني الحارسين عاليا وهتفت عليهما بجنون

 

" أريدُ رؤيته.. يجب أن أذهب وأراه في الحال.. دعوني.. أتركوني حالاااااااااااااا.. "

 

سمعت بعذاب حارس يقول لي بحزن

 

" سيدة شارلي.. اهدئي لو سمحتِ.. السيد سيكون بخير.. لقد اتصل بنا لوكاس منذ قليل وبأوامر من الماركيز طلب منا بعدم السماح لكِ بالذهاب إلى المستشفى حاليا.. والماركيز سيصل بعد قليل برفقة الأنسة ماريسا ويتركها برفقتكِ اليوم "

 

بدأت أقاومهم وأنا أبكي بهستيرية وهتفت بغضب وبأسى وبعذاب وألمٍ كبير

 

" لا أريدُ البقاء هنا بعيدا عنه.. أريدُ إيثان.. دعوني أذهب أرجوكم... يجب أن أكون معه.. هو يحتاجُ إليّ.. أريدُ حبيبي.. يجب أن أراه.. دعونييييييييييييييي... "

 

لكنهم لم يتركوني حتى سمعنا صوت الهليكوبتر.. وقفوا أمام الباب وكتفوا أيديهم أمام صدورهم ومنعوني من الخروج.. جلست على الأرض بانهيار وبكيت بحزن دمر روحي..

 

دقائق قليلة وشعرت بيد تلمس خدي برقة.. فتحت عيناي وسالت دموعي بكثرة عندما رأيت ماريسا تجلس على ركبتيها أمامي وهي تتأملني بحزن..

 

شهقت بقوة وقلتُ لها ببكاء

 

" ماريسا.. إيثان بين الحياة والموت وهم لا يسمحون لي بالذهاب لرؤيته.. أرجوكِ ساعديني بالخروج من هنا أريدُ رؤيته.. ساعديني أرجوكِ "

 

عانقتني ماريسا وهمست قائلة بحزن

 

" اهدئي حبيبتي.. سيكون بخير.. عليكِ أن تكوني قوية من أجل بيترو.. اهدئي أولا أرجوكِ وبعدها سوف أساعدكِ ونذهب إلى المستشفى "

 

بكيت على كتفها لوقتٍ طويل ونحن جالسين على الأرض.. عندما هدأت قليلا ابتعدت ماريسا عني وحدقت بحنان إليّ ومسحت دموعي بمنديلها ثم وقفت وساعدتني بالوقوف وجعلتني أجلس على الأريكة وأمرت الحارسين بالانصراف ولدهشتي لبوا طلبها بسرعة وتركونا بمفردنا..

 

جلست بجانبي وأمسكت بيدي اليسرى وضغطت عليها بخفة وقالت لي

 

" لماذا لم تُخبريني منذُ البداية بأن السيد إيثان هو والد بيترو الحقيقي؟! "

 

شهقت بخفة ونظرت إليها بدهشة وسألتُها بسرعة بتوتر

 

" كيف و متى اكتشفتِ ذلك؟! "

 

ابتسمت برقة وقالت بهدوء

 

" ببساطة اكتشفت ذلك منذُ اليوم الأول الذي رأيت به إيثان بوربون.. بيترو نسخة صغيرة عنه وكان واضحا لي منذ البداية بأن بيترو هو ابنه.. لكني امتنعت عن التكلم معكِ بهذا الخصوص وانتظرتُكِ حتى تتكلمي معي بذلك وتفتحي لي قلبكِ "

 

بكيت بحزن وأغمضت عيناي بشدة وهمست لها بحزن

 

" نعم بيترو هو ابن حبيبي إيثان.. سامحيني لأنني أخفيت هذا السر عنكِ.. كنتُ سأخبركِ لكن الظروف منعتني... "

 

فتحت عيناي ورأيتُها تنظر إلى وجهي بنظرات حنونة.. سالت دموعي كالنهر على وجنتاي وقلتُ لها ببكاء

 

" في تلك الليلة في الفندق تعرفت على إيثان بوربون و.. "

 

توسعت عيناي برعب عندما انتبهت بما تفوهت به.. نظرت إلى وجه ماريسا ورأيتُها تعقد حابيها بتفكير وفورا تابعت قائلة لها بتوتر

 

" كنتُ أعمل هنا في فندق الماركيز في دي فالكوني.. و في ليلة تعرفت على السيد إيثان.. وطلب مني العمل لديه ووافقت بسرعة لأنهُ أعجبني جداً.. كنتُ خادمة في قصره وأحببته بجنون.. لقد أحببتهُ ماريسا وكان أول رجل في حياتي.. سلمتهُ نفسي وكنتُ سعيدة لأنهُ تقرب مني.. ولكن في تلك الفترة تعرفت على ماركو وأصبح صديق مُقرب مني.. لم أفهم تلميحات إيثان لي و بأنه يشعر بالغيرة من أخاه إذ ظن بأنه تربطني علاقة بشقيقه الكبير.. للأسف القدر قال كلمته وأبعدني بالقوة عن إيثان.. كنتُ حامل منه عندما طردني من قصره بسبب كلمات كارهة وكاذبة أخبرته بها إحدى الخادمات "

 

تابعت سرد حكايتي لـ ماريسا بحزن وعندما انتهيت رأيتُها بألم تبكي بصمت.. شهقت بقوة عندما عانقتني بشدة وبادلتُها العناق وبكينا معاً بحزن... ابتعدت عنها وقلتُ لها بحرقة..

 

" وها هو القدر يحرمني منه من جديد.. ولكن هذه المرة ليس أنا فقط بل بيترو.. أنا أشعر بالاختناق ماريسا.. أريد رؤية حبيبي.. لن أستطيع العيش من دونه إن أصابه أي مكروه.. أنا لستُ قوية مثلكِ.. لستُ قوية "

 

مسحت ماريسا دموعي بأصابعها ووضعت يديها على وجنتاي وقالت لي بألم

 

" بل أنتِ قوية.. لقد تحملتِ الكثير وصبرتِ.. وعليكِ بفعل ذلك في هذه اللحظة.. أنتِ قوية لأنكِ أُم.. أنتِ قوية بوجود بيترو في حياتك.. لطالما شعرت بأن علاقتكِ مع ماركو ليست علاقة زوج و زوجة بل هي علاقة صداقة وتفهم.. لكني امتنعت عن التكلم بذلك معكِ.. فهذه حياتكِ الخاصة وأنا لا دخل لي بها.. لكنني سعيدة لأنكِ صارحتني الآن بكل شيء.. سوف أساعدكِ لنذهب إلى المستشفى لكن أولا يجب أن تغسلي وجهكِ ونصعد لرؤية بيترو.. هو مستيقظ بالتأكيد الآن وربما يشعر بالخوف لأنكِ لستِ بجانبه.. ثم سنذهب لنطمئن على حبيب قلبك.. ولا تخافي فهو قوي جدا وسيتعافى بسرعة من أجلكِ ومن أجل ابنهِ بيترو "

 

شعرت بتأنيب الضمير لأنني لم أكن صادقة معها كليا.. لكني امتنعت عن إخبارها الحقيقة من أجلها ومن أجل سعادتها وسعادة أطفالها.. أمسكت بكلتا يديها وحضنتُهما ثم أبعدتهما عن وجنتاي ووضعت يديها على قلبي قائلة لها بحزن وبصدق

 

" أنا أعتبركِ شقيقةً لي.. أشكركِ ماريسا لأنكِ وقفتِ بجانبي اليوم.. كلامكِ أراحني جداً.. أنا شاكرة لأنكِ و فيليا في حياتي و.. يا إلهي فيليا!!!... يجب أن أطمئن عليها لا بُد بأنها منهارة لوحدها في القصر "

 

اتصلت وتكلمت مع السيدة صوفيا وطمئنت عن فيليا وعندما أقفلت الخط رأيت ماريسا تُكتف يديها أمام صدرها وهي تنظر إليّ بطريقة مضحكة..

 

" ماذا؟!!... "

 

سألتُها بتوتر لكنها ابتسمت بخفة ثم قالت

 

" ماذا تخفين عني أيضا أنتِ و فيليا؟! "

 

توسعت عيناي بذهول وهمست قائلة لها بجدية

 

" أنتِ ذكية جداً ماريسا "

 

أومأت لي موافقة وقالت

 

" كنتُ غبية في الحب فقط لكن بالمسائل الأخرى ذكية وجداً عزيزتي "

 

بلعت ريقي بقوة وتصنعت الغباء وسألتُها

 

" كنتِ غبية في الحب!!.. هذا يعني بأنكِ أحببتِ سابقاً!!.. "

 

غرقت نظراتها بالحزن ورأيتُها تُشيح بنظراتها إلى البعيد وقالت بهمس

 

" ظننت نفسي واقعة بالحب لكني للأسف لم أكن.. بل كان مجرد وهم وسراب وخداع "

 

ثم نظرت إليّ من جديد وقالت

 

" أخبرني ماذا تُخفين عني بخصوص فيليا؟ "

 

تنهدت بهدوء وقلتُ لها

 

" سأخبركِ بكل شيء بعد أن أطمئن على بيترو "

 

وهكذا صعدنا معاً إلى غرفة بيترو ورأينا بلانكا تداعبه وتلاعبه.. ساعتين مضت بينما كنتُ أجلس بهدوء أنظر بحزن إلى ماريسا وهي تُلاعب طفلي وأبكي بصمت لكي لا تنتبه لي هي و بيترو.. كنتُ حزينة جدا بسبب إيثان وخائفة عليه للموت.. وكنتُ حزينة بسبب ماريسا.. أتمنى أن تجد الحب والسعادة مع الماركيز وتنسى الماضي.. أتمنى ذلك..

 

بعد مرور نصف ساعة أخرى وقفت ماريسا وقالت لي بهدوء

 

" أنا سعيدة لأنكِ صارحتني عن فيليا.. أعدُكِ لن أفتح فمي بحرف أمامها.. وأظن حان الوقت لنذهب إلى المستشفى "

 

وقفت بسرعة وقلتُ لها بلهفة كبيرة

 

" كيف سنخرج من هنا؟!.. الحراس منعوني من الخروج من القصر "

 

ابتسمت ماريسا وقالت بعنفوان

 

" لا تقلقي.. إن رفضوا سوف أهددهم بأنني سأتصل بالماركيز وأشتكي له عنهم.. سترين لن يرفضوا أبدا خروجكِ من القصر برفقتي "

 

رفعت حاجبي عاليا وقلتُ لها بخبث

 

" أها!!.. منذُ متى أنسة ماريسا تلتجئين للماركيز وتُهددين الناس به؟! "

 

احمرت وجنتيها بقوة وقالت بخجل

 

" أنا سكرتيرته شارلي.. ما بكِ؟.. هل نسيتِ ذلك؟ "

 

هززت رأسي رفضا وقلتُ لها بسرور

 

" لا لم أنسى طبعا... "

 

وهكذا تركت صغيري الجميل برفقة بلانكا وخرجنا من القصر ولدهشتي الكبيرة الحُراس نفذوا أوامر ماريسا حتى دون أن تقوم بتهديدهم بالماركيز وسمحوا لي بالخروج برفقتها حتى أنهم طلبوا توصيلنا بأنفسهم بإحدى سياراتهم الفخمة والمُفيمة..

 

كان قلبي ينبض بنبضات مُتسارعة مؤلمة عندما وصلنا إلى المستشفى أخيراً.. ركضت داخلة إليها برفقة ماريسا وبلهفة سألت عاملة الاستعلامات عن إيثان وأخبرتنا بأنه في الطابق الأول في غرفة العمليات..

 

أمسكت بانهيار بيد ماريسا وقلتُ لها بخوف

 

" ساعديني أرجوكِ.. لم يعُد باستطاعتي الوقوف "

 

كان جسدي قد إنهار أخيراً خاصة لمعرفتي بأن إيثان ما زال في غرفة العمليات.. أمسكت ماريسا بيدي وقالت لي مُشجعة إياي

 

" لا تخافي شارلي.. سوف يكون بخير.. سوف أساعدكِ بالسير.. أمسكِ يدي بإحكام "

 

أومأت لها موافقة وتوجهنا إلى الطابق الأول.. خفق قلبي برعب ما إن دخلنا ورأيت الماركيز يلتقط ماركو المنهار بين يديه.. شحب وجهي بعنف وشعرت بروحي تنسحب تدريجيا من جسدي عندما سمعت برعب ما تفوه به ماركو..

 

إيثان مات!!!!!!!!.. حبيبي رحل وتركني إلى الأبد!!.. رحل وتركني الرجل الذي عشقتهُ حتى النُخاع.. أب طفلي مات وتركني وحيدة مع ابننا... صرخت بهستيرية باسم إيثان وبعدها لفني ظلام دامس مُخيف..

 

 

ماركو**

 

" لااااااااااااااااااااا... إيثان.. أخيييييييييي... "

 

تجمد جسدي برعب عندما شعرت بسائل ساخن يسيل على خصري.. أبعدت إيثان قليلا عني ورأيتهُ بذعر ينزف من بطنه بشدة.. رفعت نظراتي المرتعبة وحدقت إليه بخوف شل حواسي وعقلي وعالمي ورأيت إيثان يُحدق إليّ بألم وهمس بضعف قائلا لي

 

" شارلي و.. و بيترو.. أمانة بين يد.. يك "

 

وسقط عليّ من جديد غائبا عن الوعي

 

ارتعش جسمي بقوة وهتفت بجنون وأنا أبكي بشدة و أحتضن جسده بشدة إليّ

 

" إيثااااااااااااااان.. لا أخي.. لااااااااااااااااا.. "

 

بكيت كالطفل الصغير وأنا أحتضنه وهتفت بحرقة قلب وبدمار نفسي

 

" لا يا قلب أخاك.. لا تقعل ذلك بي.. لن أكون السبب بموتك.. إيثاااااااااان.. افتح عينيك يا أخي أرجوك.. افتحهاااااا "

 

بسبب صدمتي لم أنتبه بأنني كنتُ أُقبل رأسه وأصرخ بجنون وبهستيرية.. نسيت كليا بأنني طبيب و بأنه يتوجب عليّ مساعدته في أسرع وقت.. بل ظلت أحتضنه بقوة وأتوسل إليه ليفتح عينيه الزرقاء الجميلة.. أغمضت عيناي بشدة وهتفت بملء صوتي وبحرقة قلب

 

" لا تموت أرجوك.. إيثان لا تموت وتحرق قلبي عليك.. سامحني أخي.. سامحني يا روح قلبي "

 

شعرت بخطوات كثيرة خلفي وسمعت صوت شهقات تخرج من أفواه الجميع.. وهنا فتحت عيناي وانتبهت لما أفعله.. يجب أن أنقذ أخي بنفسي.. أنا مدين له بذلك.. سأموت إن خسرته.. لا حياة لي من دون إيثان..

 

حملت إيثان بين يداي واستدرت ونظرت إلى الجميع ثم حدقت إلى صوفيا وهتفت بجنون وبخوفٍ شديد

 

" اتصلي بالمستشفى واطلبي منهم أن يجهزوا لي في الحال غرفة العمليات.. واتصلي بالماركيز واخبريه بما حصل واطلبي منه أن يأتي في أسرع وقت إلى المستشفى الخاص بي.. تحركي "

 

وركضت وأنا أحمل إيثان بين يداي وخرجت من القصر.. وضعت إيثان في المقعد الأمامي في سيارتي وسحبت المفتاح من يد الحارس بقوة وصعدت خلف المقود وقدتُ السيارة بسرعة جنونية نحو المستشفى الخاص بي..

 

ركنت السيارة بقوة أمام باب الطوارئ وخرجت بسرعة وحملت إيثان بين يداي ودخلت وأنا أهتف بجنون وبأمر على الجميع

 

" أطلبوا من طبيب البنج ليأتي بسرعة إلى غرفة العمليات.. واجلبوا لي عينات من الدم من فئة أو سلبي.. بسرعة تحركوا "

 

وركضت مسرعا إلى الطابق الأول حيثُ غُرف العمليات..

 

كان الممرضين والممرضات وأطباء الطوارق يقفون بجمود ينظرون إلى ماركو بذهولٍ تام... كان حافي القدمين وعاري الصدر ونصف سرواله ممتلئ بالدماء.. ركض أحد الأطباء خلفه وهتف برعب

 

" سيد بوربون.. هل أنتَ مصاب أيضا؟.. سيدي دعنا نُعالجك بعد وضع السيد إيثان في غرفة العمليات "

 

ركض مساعد ماركو وهو مدير المستشفى من بعده وهتف على الجميع ليتحركوا بسرعة.. شعر الجميع بالذهول لرؤيتهم لصاحب المستشفى بهذا المنظر وهو يحمل أخاه المصاب بين يديه ويركض بجنون في ممرات المستشفى..

 

قبل أن أصل إلى الغرفة سمعت مساعدي يهتف خلفي بقلق وخوف

 

" سيد بوربون.. هل أنتَ مصاب أيضا؟!!.... "

 

هتفت بغضب وأنا أُتابع الركض بسرعة

 

" تبا ثيون.. أنا بخير إنه أخي المصاب.. وأنا السبب بذلك.. أناااااااااا السبب "

 

دخلت إلى غرفة العمليات وتم إغلاق الباب.. يجب أن أكون قوي من أجله حتى أنقذه.. فكرت بتصميم وركضت ووضعت إيثان على السرير وهتفت بعملية وبأمر

 

" جهزوه بسرعة.. وأولا يجب أن تحافظوا على تنفسهِ وتوصيل الأكسجين بشكلٍ كافي له.. تحركوا بسرعة "

 

تحرك الجميع أمامي وبدأوا بإزالة ملابس إيثان وتجهيزه للعملية.. نظرت بحزن وخوف إلى أخي وهمست برجاء

 

" أرجوك إلهي.. لا تدعني أخسره.. ذلك سوف يدمرني.. ساعدني لأكون قوياً الآن من أجله وحاسبني كما تريد لاحقا.. فقط لا تجعلني أخسره "

 

غسلت يداي جيداً وساعدتني الممرضة بارتداء الرداء الخاص بالغرفة ثم نظرت إلى الطبيب المساعد وأمرته قائلا وأنا أقف أمام السرير

 

" لقد أُصيبَ بطلقة في بطنه ونزف الكثير من الدماء.. يمكن أن تؤدي إصابة البطن بطلق ناري إلى نزيف حاد وخطير.. وتسريب محتويات الأمعاء.. والتهاب الغشاء البريتوني.. وتمزق الأعضاء.. والتسريب التنفسي والمشكلات العصبية.. عليكَ تقييم النزيف والتحكم به للحفاظ على الإمداد الدموي للأعضاء بما في ذلك التقييم المركّز مع التصوير فوق الصوتي للصدمة.. حاليا سوف تساعدنا الموجات فوق الصوتية على تحديد مسار الرصاصة وتفتتها والمساعدة في تحديد النزيف داخل البطن "

 

أشرت بسرعة للممرضة بجانبي وأمرتُها قائلا

 

" بسرعة ساعديه بالتصوير لتحديد مدى الإصابة.. سوف تُساعدني بظهور شدة الإصابة الظاهرة بالتصوير ما إذا كان يتوجب عليّ إجراء جراحة أو الاكتفاء بالملاحظة عن قرب.. لكني متأكد بأنه يحتاج إلى جراحة في أسرع وقت "

 

سمعت الطبيب المساعد يهمس لي بخوف

 

" سيد بوربون.. هل تستطيع إجراء الجراحة لشقيقك؟.. إن أردت الطبيب أندرو موجود في المستشفى حاليا.. يمكنه أن يُجري له العملية بدلا عنك و.. "

 

قاطعته بغضب وأنا أنظر إلى شاشة القلب

 

" لا.. أنا من سيجري له العملية بنفسي.. لا أحد سيلمس أخي سواي "

 

وبعد انتهاء الصور باشرت فورا بالعملية..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 23 - الصفعة

 

ساعات مضت وأنا أصلي بداخلي من أجل نجاح العملية ويبقى أخي حيّ أمامي.. ارتعشت يداي بقوة عندما أصدر جهاز القلب صوت من المستحيل أن أتقبله.. نظرت برعب إلى الجهاز وجحظتُ عيناي وهمست بذعر

 

" لا إيثان.. لا تفعل ذلك بي أرجوك.. لا تفعل.. لا تفعل أرجوك "

 

نظرت إلى الجميع وهتفت بجنون

 

" بسرعة جهزوا لي جهاز صدمات القلب الكهربائي.. تحركوااااااااااااا "

 

سلمتني إياه الممرضة وبسرعة باشرت بصدم قلبه بها..

 

" هيا إيثان.. هيا أرجوك... "

 

همست برعب وصدمتهُ للمرة الثالثة على التوالي وشهقت براحة عندما سمعت صوت نبض القلب عاد ينبض من جديد برتيبة..

 

ابتسمت بفرح وسالت دمعة على خدي وعُدت لإكمال العملية بنجاحٍ تام..

 

عندما انتهيت انهارت أخيراً أعصابي بالكامل وبكيت بشدة.. حدق الجميع إليّ بحزن ثم ابتسموا لي وقال لي الطبيب المساعد

 

"هو بخير حضرة الطبيب.. لقد نجحت وأنقذت أخاك من الموت.. أتمنى له الشفاء العاجل "

 

شكرتهُ بهدوء ثم شكرت الجميع وخرجت بانهيار من الغرفة.. كانت أعصابي قد تُلفت نهائيا وعندما رأيت رومانوس أمامي انهرت أمامه وبكيت بشدة وهمست له بحرقة

 

" رومانوس.. لقد خسرت أخي.. أخي الوحيد خسرته... "

 

تفوهت بتلك الكلمات إذ كنتُ منهار بسبب تفكيري بأن أخي كان على فراش الموت بسببي.. وعرفت بأن إيثان لن يسامحني أبداً لأنني أردت قتله بسبب لحظة غضب وتخلي..

 

شهقت بصدمة عندما رأيت شارلي تسقط على الأرض غائبة عن الوعي وهنا أفقت من انهياري التام وهتفت برعب

 

" إلهي.. لقد ظنت بأن إيثان مات!!.. لكنه على قيد الحياة "

 

شهق رومانوس براحة وأمسكني من كتفي وهزني بخفة وهتف بعتاب بوجهي

 

" تباً ماركو.. لقد أخفتني للموت عليه "

 

ثم عانقني بشدة وهمس بسعادة

 

" الحمدُ اللّه هو حيّ.. شكرا لك ماركو لأنك أنقذته "

 

أبعدني عنه وقال بأمر لـ لوكاس والذي كان يحمل شارلي بين يديه

 

" ضع شارلي في إحدى الغُرف الخاص وعندما تستيقظ أخبروها بالخبر السعيد "

 

سمعت ماريسا تهمس قائلة لي بدهشة

 

" ماركو.. ألستَ طبيب نفسي؟!.. كيف أجريتَ عملية جراحية لـ أخاك؟! "

 

تجمدت برعب أنا والماركيز وشعرت بجسد رومانوس يتخشب.. حمحمت بخفة وقلتُ لها أول كذبة اخترقت رأسي

 

" أنا في الأصل طبيب جراح.. ولكن لاحقا درست الطب النفسي وسافرت إلى ديفون لأعمل في تلك المستشفى "

 

حدقت ماريسا بشك إليّ لثواني معدودة ثم ابتسمت لي برقة وقالت

 

" الآن فهمت.. أنا سعيدة لأنك استطعت إنقاذ أخاك من الموت.. يا ليتني كان بإمكاني فعل ذلك أيضا "

 

قالت جملتها الأخيرة بهمس وبحزن ونظرت فورا إلى رومانوس.. كان فكه يرتعش بقوة وعينيه جامدة على وجهي بحزن وجمود مُخيف.. ابتسمت له برقة وربت على كتفه بخفة قائلا بالإيطالية

 

" لا تقلق.. هي لم تنتبه لشيء.. صدقتني سيكون كل شيء بخير "

 

سمعت ماريسا تتكلم بخجل قائلة

 

" سأذهب برفقة لوكاس.. أُفضل أن أكون بجانب شارلي عندما تستيقظ.. بالإذن "

 

بعد ذهابها برفقة لوكاس إنهار رومانوس وجلس على الكرسي وأحنى رأسه إلى الأسفل.. تقدم هنري ووقف أمامي وقال بحزن

 

" عليكم أن تكونوا أكثر حذراً في المستقبل.. لقد حالفكم الحظ وصدقتك المسكينة "

 

ثم تنهد براحة قائلا

 

" والحمدُ اللّه إيثان بخير.. والفضل لك بذلك "

 

هززت رأسي رفضا وتقدمت وجلست في المقعد المجاور لـ رومانوس وهمست بأسى

 

" الفضل لا يعود لي بل للعناية الإلهية .. اللّه هو من أنقذ أخي.. أما أنا.. هيه.. أنا السبب برقود إيثان في الداخل.. أتمنى أن يسامحني يوما ما على ما فعلتُ به.. كنتُ سأموت لو تركني وغادر هذه الحياة "

 

رفع رومانوس رأسه وحدق إليّ بحزن وقال

 

" لن أسمح أن أخسركَ أنتَ و إيثان.. لن أسمح بخسارة أي شخص عزيز على قلبي مُجدداً.. لأجلي ماركو تصالح مع إيثان مهما طلب منك.. طلق شارلي وتزوج من تلك الفتاة.. بذلك سوف تكون قد نفذت إرادة إيثان.. تزوج ابنة ذلك الوزير وانهي خلافك مع إيثان "

 

حدقت بذهول إلى رومانوس وشعرت بقلبي ينبض بنبضات مُتسارعة مؤلمة في صدري.. أنا أتزوج فيليا؟!!.. فكرت بصدمة لكن لا شعورياً أحببت هذه الفكرة.. إن فعلت ذلك سوف أكون كفرت عما فعلتهُ بها في الأمس و أكون قد نفذت بطريقة غير مباشرة ما طلبهُ مني إيثان..

 

ولكن هل ستوافق فيليا على ذلك؟!.. تباً كيف سوف أقنعها بالموافقة على الزواج مني؟!!.. تنهدت بحزن وأجبت رومانوس قائلا

 

" سأفعل.. أنا موافق على اقتراحك.. سأذهب فوراً إلى قصري وأستحم وأتكلم مع فيليا ثم سأذهب إلى المحامي حتى يُباشر بمعاملات الطلاق وإخراج أوراق قانونية وهوية جديدة لـ فيليا "

 

نظرت إلى هنري وتابعت قائلا

 

" سوف تساعدني بذلك.. هي بالنسبة لسجلات الدولة متوفية.. تصرف واخرج لها أوراق جديدة حتى أتزوج منها في أسرع وقت "

 

هز هنري رأسه بعجز ثم قال

 

" لماذا دائما تتركون على عاتقي المهمات الصعبة؟! "

 

ثم ضحك بخفة وقال

 

" الأمر سهل.. لدي الحل المناسب.. سوف يتم تصنيفها بفتاة يتيمة كانت في الميتم وعندها سوف أطلب بإجراء معاملات قانونية بكنية جديدة لها.. يومين وسأرسل لك هويتها الجديدة "

 

شكرته أنا و رومانوس ثم أمرت ممرضتين برؤية إيثان كل خمس دقائق و الاتصال بي حتى أطمئن عليه وخرجت من المستشفى وتوجهت نحو قصري....

 

 

رومانوس**

 

ارتاح قلبي عندما عرفت بأن إيثان بخير.. وكم رغبت بالدخول إلى الغرفة ومُعانقتهِ بشدة.. لكن هلع كبير اجتاح روحي عندما سمعت ماريسا تسأل ماركو كيف أجرى العملية لشقيقه بينما هو طبيب نفسي.. الخوف تملك روحي وتجمدت بصدمة أنظر إلى ماركو..

 

وحزن أليم فتك بجسدي و روحي عندما سمعت ماريسا تتمنى لو كان بإمكانها إنقاذ أخاها أيضا.. فهمت بسرعة ما عنته بكلماتها وتألمت لأجلها بشدة.. لم أستطع النظر إليها أو حتى أن أتفوه بكلمة واحدة.. وعندما ذهبت سقطت على الكرسي جالسا بانهيار..

 

هي لن تُسامحني أبداً على ما فعلتهُ بها.. مستحيل أن تفعل.. لذلك سأفعل أي شيء حتى لا تكتشف حقيقتي ومن أكون.. وبعد ذهاب ماركو ارتديت الرداء الخاص للزوار ودخلت لرؤية إيثان..

 

وقفت أمام السرير أنظر إلى إيثان بألم.. رؤيتي له بهذا الشكل شاحب بالكامل والأجهزة مُتصلة بجسده وكيس الدماء موصول بذراعه أحزنني جداً.. سمعت الطبيب يقول لي باحترام و بحزن

 

" سيدي الماركيز لا تقلق.. السيد إيثان سوف يكون بخير.. هذا آخر كيس دم نوصله بجسده.. لقد نزف الكثير واحتاج إلى ثلاث عينات من الدماء.. والشُكر للطبيب ماركو فقد أنقذه من الموت وأجرى العملية بمهارة تامة.. لو كنتُ في مكانه كنتُ انهرت ولم أستطع إجراء العملية "

 

توقف عن التكلم معي وسمعته يطلب من الممرضة أن تُراقب إيثان طيلة الوقت كما أمر ماركو وخرج من الغرفة... تنهدت بحزن و أحنيت ظهري قليلا وداعبت شعر إيثان بخفة بيدي وهمست له

 

" أخفتني كثيراً عليك يا أخي.. لا تفعل بي ذلك مُجدداً.. عندما تستيقظ أعدُك سيكون كل شيء بخير وكما ترغب به.. فقط عليك أن تُشفى بسرعة لأنني أحتاجُ إليك.. بل جميعنا نحتاجُ إليك وخاصةً بيترو و شارلي "

 

أبعدت يدي عن شعره وخرجت بهدوء من الغرفة ورأيت شارلي تقف أمام الباب تبكي وهي برفقة مارسيا.. عندما رأتني انتحبت بقوة ورمت بنفسها عليّ.. شهقت بدهشة لكني عانقتُها بأخوية وقلتُ لها بهدوء

 

" توقفي عن البكاء شارلي.. إيثان بخير... سوف يتحسن بسرعة فلا تخافي "

 

ابتعدت عني ومسحت دموعها ونظرت إليّ برجاء قائلة

 

" سيدي الماركيز أنتَ لا تكذب عليّ أليس كذلك؟!.. إيثان حقا بخير؟!.. أخبرني الحقيقة لو سمحت "

 

ابتسمت لها برقة وأجبتُها بنبرة جادة

 

" أنا لا أكذب فلا تخافي.. يمكنكِ الدخول ورؤيته بنفسكِ.. سأطلب من الممرضة لتُجهزكِ للدخول "

 

حدقت بفرحٍ كبير إليّ وشكرتني.. تكلمت مع الطبيب وطلبت منه بأن يسمح لـ شارلي بالدخول وطبعا لم يرفض طلبي وذهبت شارلي برفقة الممرضة وبعد خروج الطبيب وقفت بمفردي في الغرفة مع ماريسا..

 

حدقت إلى عيناي بخجل وقالت

 

" أنا سعيدة لأن السيد إيثان بخير.. أنا تفهمت مدى خوفكَ عليه لأنني أعلم جيداً كم هو مُقرب منك.. وأظن أن العشاء الليلة قد التغى.. لذلك إن أردتَ سيدي يمكنك أن تذهب إلى قصرك وتستريح قليلا.. سأبقى هنا بجانب شارلي "

 

نظرت إليها بحنان ثم أمسكت بيدها وجذبتُها لتجلس على الكرسي وجلست على المقعد بجانبها وحدقت إليها بهدوء وقلتُ لها

 

" ماريسا.. لقد طلبت من لوكاس بجلب أغراضكِ من قصر ماركو وإرسالها إلى قصري.. سوف تُقيمين في قصري في الوقت الحالي حتى يتحسن إيثان ونرى ما سيحدث بينه وبين ماركو و شارلي "

 

حدقت بدهشة ثم بخوف إلى عيناي وقالت بتلعثم

 

" أنــ. أنا لا أستطيع الموافقة.. أعــ.. أعني.. أنا يمكنني البقاء مع فيليا و ماركو في قصره و.. "

 

قاطعتُها قائلا بحزم

 

" لا.. أنتِ ضيفتي في الوقت الحالي ولن أسمح لكِ بالاعتراض.. ثم أطفالي سوف يفرحون جداً بوجودكِ معنا.. أعني معهم في القصر.. و لوكاس سيكون تحت تصرفكِ.. سيكون جاهزا في أي وقت لتلبية طلباتكِ وأوامركِ وأخذكِ إلى أي مكان تريدينه "

 

حاولت أن تعترض من جديد لكنني منعتُها واتخذت أطفالي كحجة ونجحت حيلتي أخيراً إذ وافقت ماريسا وقالت لي بخجل

 

" حسنا أنا موافقة سيدي.. ولكن لفترة قصيرة حتى يتحسن السيد إيثان "

 

ابتسمت برضا تام وأجبتُها موافقا.. وكأنني سأسمح لها بالابتعاد عني من جديد.. أنا لم أُصدق بأنها وافقت وستكون تحت أنظاري طيلة الوقت.. سأجعلها تبقى هذه المرة وإلى الأبد معي ومع أطفالنا..

 

بعد خروج شارلي أقنعتهما بصعوبة بالذهاب برفقتي لكي نتناول الغداء ووافقتا بعد أن جعلت الطبيب يتكلم مع شارلي ويُقنعها بأن إيثان حالتهُ مستقرة.. حطت طائرتي على سطح فندقي وتوجهنا إلى إحدى المطاعم الفخمة الموجودة به.. تناولنا الغداء بهدوء ثم طلبت مني شارلي أن أعيدها إلى المستشفى وفعلت..

 

إيثان لم يستيقظ طيلة اليوم و ماركو لم يأتي لغاية الساعة.. كانت الساعة قد أصبحت السابعة في المساء و شارلي طلبت أن تبقى مع إيثان ووافقت بسرعة وطلبت من ماريسا حتى تتبعني..

 

طلبت من الطيار بالتوجه إلى مطعم

 

Magia

أي السحر

 

وعندما حطت الهليكوبتر على سطح المبنى حيث يقع المطعم نظرت ماريسا بدهشة إليّ وسألتني

 

" سيدي.. أين نحن الآن؟! "

 

ابتسمت لها بخفة ثم أجبتُها بهدوء

 

" سوف نتناول العشاء في مطعم اسمه السحر.. سيعجبكِ جداً فهو يُقدم ألذ المأكولات البحرية وأشهر الأطباق الإيطالية أيضا "

 

نظرت بذهول إليّ ثم همست قائلة بخجل

 

" ظننت بأن العشاء قد التغى! "

 

تأملتُها بنظرات عاشقة وهمست قائلا لها بتصميم بالإيطالية


" مُستحيل أن أقوم بإلغاء موعدنا الأول ملكتي "


تأملتني بنظرات خجولة لأنها لم تفهم كعادتها ما تفوهت بهِ بالإيطالية.. ابتسمت بوسع وساعدتُها بالخروج من الطائرة وتوجهنا إلى الداخل وخلفي حُراسي الشخصيين.. فور دخولنا إلى المطعم تقدم صاحب المطعم بسرعة ووقف أمامي وأحنى لي رأسه باحترام ثم رفعه وتأهل بي قائلا

 

" أهلا وسهلا بك سيدي الماركيز.. لقد أنرت مطعمي بوجودك الليلة برفقة زوجتك الجميلة "

 

ابتسمت بسعادة له وأمسكت بيد ماريسا وشبكت أصابعي بأصابعها ولم أكترث بأنها رفعت رأسها وحدقت بصدمة إليّ بل قلتُ بسرور له

 

" أشكرك طونيو.. أريدُ طاولة مميزة من أجل زوجتي "

 

ابتسم طونيو بسعادة وأجابني بأن طلبي موجود ورفع يده وصافح ماريسا المندهشة وكلمها بالإيطالية قائلا

 

" تشرفت بمعرفتكِ ماركيزة دي فالكوني.. الماركيز محظوظ جداُ لأنكِ زوجته.. أتمنى أن يُعجبكِ المطعم وتستمتعي بوجبة العشاء برفقة زوجكِ الماركيز "

 

احمر وجه ماريسا بقوة وأجابته بالكلمات الوحيدة التي تعرفها بالإيطالية

 

Si signore

أي نعم سيدي

 

اتسعت ابتسامتي أكثر وعرفت بأنها خجلت لأنها لم تفهم ما قاله لها ولكي لا أُحرجها أكثر حمحمت بخفة وفورا قال لي طونيو

 

" تفضل سيدي الماركيز.. هل تود اختيار الشيف بنفسك وقائمة الطعام؟ "

 

تبعناه إلى الطاولة المنفردة والمميزة الموجودة في شرفة خاصة في المطعم وجلسنا على الكراسي ونظرت إليه قائلا

 

" أريدُ الشيف الرئيسي لديك.. دعه يتكفل بتقديم أشهى الأطباق لي ولزوجتي ويُبهرنا "

 

ابتسم المدير بسعادة وأجابني

 

" كما ترغب سيدي الماركيز "

 

ثم استأذن وذهب.. تأملت ماريسا ورأيتُها تنظر إلى البحر بشرود وإعجابٍ كبير.. تركتُها تتأمل البحر بينما شرِدت نظراتي على وجهها وفكرت بسعادة.. ما أجمل أن يُصبح لقبها الماركيزة دي فالكوني.. قريباً جداً سأُحقق ذلك.. قريبا جداً..

 

انتشلني من تفكيري صوت الشيف يُرحب بي قائلا

 

" مساء الخير ماركيز رومانوس دي فالكوني.. الشرف لي الليلة بأن أخدمك بنفسي مع زوجتك الماركيزة.. هل ترغب بطبق مُعين سيدي كطبق رئيسي؟ "

 

فكرت بهدوء ثم أجبته

 

" اختر بنفسك وابهرني الليلة.. لكن أريدُ كل الأطباق بنكهة الأعشاب الإيطالية المستوردة من بلدنا الأم "

 

نظر باحترام إليّ وقال

 

" بالطبع سيدي الماركيز.. فكل مكوناتنا مستوردة من إيطاليا.. عشرُ دقائق وستكون كل الأطباق جاهزة.. هل تود تناول مشروب ما مع السيدة؟ "

 

أجبته بسرعة

 

" هل لديكم براندي أو تيباش؟ "

 

أجابني بأن لديهم من الصنفين وطلبت منه بتقديم زجاجة أفخر براندي موجودة لديهم وتكون مُقطرة جيداً ثم طلبت عصير البرتقال لـ ماريسا لأنني أعلم جيداً بأنها لا تُحب الكحول.. بعد ذهابه نظرت إلى ماريسا وقلتُ لها بهدوء

 

" لقد طلبت من الشيف بتقديم أهم الأطباق لديه.. سوف تُعجبكِ "

 

ابتسمت بخجل ثم قالت

 

" سوف تُعجبني.. لقد اعتدت على تناول الطعام الإيطالي بسبب الشيف لدى ماركو "

 

ثم اعتدلت بجلستها وتابعت قائلة بخجل

 

" هل تريد سيدي أن تتكلم معي بخصوص العمل؟! "

 

عمل؟!.. أي عمل؟!.. أوه تباً.. هي تظن بأنني جلبتُها إلى هنا كعشاء عمل بسبب كلامي السابق معها.. تباً.. هل كان يجب أن أقول لها ذلك!!.. ولحُسن حظي أتى النادل ووضع زجاجة البراندي على الطاولة ثم سكب لي كأس مع الثلج ووضع كأس البرتقال أمام ماريسا.. بعد ذهابه نظرت إلى ماريسا وقلتُ لها بنبرة هادئة

 

" لن نتكلم عن العمل الليلة.. أريدُكِ أن تُكلميني عنكِ.. أريدُ أن أعرف كل شيء عنكِ.. طبعا إن رغبتِ بذلك "

 

حدقت بهدوء إلى عيناي ثم كسى الاحمرار وجنتيها وقالت بتلعثم

 

" أنا.. هو.. لا.. لا يوجد مـ.. ما أخبركَ عنه.. أعني.. هو... "

 

قاطعتُها قائلا برقة

 

" أخبريني عن طفولتكِ "

 

شردت عينيها في عيناي للحظات ثم بسعادة سمعتُها تتكلم بهدوء قائلة

 

" طفولتي كانت جميلة.. هادئة.. مليئة بالفرح "

 

ثم ابتسمت برقة وبدأت تتكلم براحة وتُخبرني بسعادة عن طفولتها.. اعتدلت في جلستي وقبضت على كأس البراندي جيداً وعقدت حاجباي.. فهذه علامات التركيز لدي بالاستماع إلى حديث الغير لي.. ابتسمت برقة بينما كنتُ أستمع إليها ولكن عندما بدأت تتكلم عن شقيقها اعتصر قلبي ألماً لأجلها..

 

توقفت عن التكلم عندما أتى الشيف ووضع الأطباق أمامنا وتمنى لنا الاستمتاع بالعشاء وذهب.. تناولنا العشاء بهدوء وتخلله معظم الحديث عن طفولة ماريسا.. فجأة سمعتُها تسألني بتردد

 

" أخبرني سيدي عن طفولتك.. إن رغبتَ طبعا بذلك "

 

ابتسمت لها برقة وقلتُ بهدوء

 

" بالطبع سأفعل.. يمكنكِ أن تسأليني أي شيء تريدينه ماريسا فلا تخجلي مني "

 

ابتسمت لي بخجل كعادتها وهنا تنهدت بخفة وقلتُ بنبرة حزينة

 

" أبي كان رجلا رائعا.. تزوج من أمي وهو في الخمسين من عمره.. كان دائما يقول لي بأنه انتظر لسنوات طويلة جداً حتى وجد حُب حياته وتزوجها.. وكان دائما يقول لي بأنني يجب أن أتزوج من المرأة التي ستجعل قلبي ينبض من أجلها فقط.. "


توقفت عن التكلم وتأملت ملكتي بنظرات عاشقة حنونة وراغبة.. تأملتني ملكتي بحياء فابتسمت لها بوسع وتابعت قائلا


" أما أمي كانت في الثلاثين عندما تزوجت من والدي.. كانت امرأة عظيمة.. حنونة.. رقيقة وجميلة جداً.. عندما أنجبتني كنتُ فرحتهم الكبيرة وبعد سنوات كثيرة حملت أمي بشقيقتي لكن للأسف عندما ولدتها اكتشف الطبيب بأن أمي مصابة بمرض السرطان وهو متفشي في جسدها بالكامل.. للأسف لم تتحمل وماتت بعد سنة.. والدي إنهار وأغرق نفسه بالعمل.. كنتُ مُجرد مراهق أبلغ من العمر الرابعة عشر فقط من عمره.. وجدت نفسي مسؤولاً عن طفلة تبلغ من العمر سنة واحدة فقط.. وهكذا ربيت إيلينا بنفسي ومع ذلك تابعت حياتي في المدرسة ومع رفاقي ولكن إيلينا تحولت لتكون عالمي كله "

 

نظرت ماريسا بدهشة إليّ وقالت

 

" إذا إيلينا الصغيرة هي ابنة شقيقتك إيلينا!.. أين هي شقيقتك؟!.. هل هي مسافرة برفقة زوجها؟ "

 

شعرت بغصة بداخلي.. ولم أعرف بما أُجيبها.. تنهدت بحزن وقلتُ لها بمرارة

 

" لقد ماتت مع زوجها بحادث مؤلم جداً.. حادث من المستحيل أن أنساه في حياتي كلها "

 

طالعتني بنظرات حزينة ولدهشتي رفعت يدها اليمنى ووضعتها على يدي اليسرى الموضوعة على الطاولة وضغطت بخفة عليها وقالت بأسف

 

" أعتذر لأنني فتحت جروح الماضي بداخلك.. لم أكن أعرف بذلك.. تعازي الحارة لك "

 

رفعت يدي اليمنى ووضعتُها على يدها الممسكة بيدي الثانية وابتسمت لها بحزن.. تلاقت نظراتنا لوقتٍ طويل ولم نستطع إبعاد نظراتنا عن بعضها.. في النهاية اقتراب النادل من طاولتنا جعلنا نسحب يدينا ونعتدل بجلستنا.. لم نتكلم عن الماضي من جديد بل تكلمنا عن ماركو و إيثان و شارلي..

 

عندما انتهينا خرجنا من المطعم وصعدنا إلى سطح المبنى.. وصلنا بعد ربع ساعة إلى قصري وساعدت ماريسا من الخروج ودخلنا إلى القصر.. وقفت ماريسا أمام السلالم وقالت لي بحياء

 

" أشكرك على العشاء الليلة.. استمتعت جدا و أحببت الأطباق.. المطعم فعلا كالسحر مثل اسمه "

 

نظرت إليها بعاطفة قائلا

 

" الشكر لكِ لأنكِ رافقتني وجعلتني أستمتع برفقتكِ المميزة "

 

احمرت وجنتيها بشدة وقالت كلمات غير مفهومة

 

" أنا.. هو.. أيضاً.. أعني.. هو.. عمتَ مساءً سيدي "

 

استدارت بسرعة وحاولت الصعود على السلالم لكنها كادت أن تقع..

 

" انتبهي "

 

هتفت بخوف وفوراً تحركت وحضنت خصرها بكلتا يداي لكي لا تقع وألصقت جسدها بصدري.. تجمدنا في وقفتنا تلك وأغمضت عيناي واستنشقت عبير عطرها بهيام ورائحة شعرها الجميلة.. أحسست بارتعاش جسدها وسكونها بين يداي..

 

" ماريسا.. يا ملكتي الجميلة "

 

همست لها بالإيطالية وأدرتُها برقة لكي تواجهني دون أن أجعلها تبتعد عني.. التصق صدرها بصدري ورأيتُها ترفع رأسها وتنظر بضياع إلى عيناي..

 

تسارعت أنفاسي ونبضات قلبي وغاب عقلي عن كل شيء سوى شفتيها.. كنتُ أنظر بعطش إلى شفتيها ولم أعي نفسي إلا وأنا أُغمض عيناي وأخفضت رأسي ومزجت شفتاي بشفتيها الجميلتين..

 

قبلت شفتها السفلية بهدوء في البداية ولم أهتم بأنها لم تُبادلني القبلة.. أردت أن أقبلها برغبة حارقة في قلبي و روحي.. أردت أن أبث إحساسي كله في هذه القبلة.. قبلتُها بعاطفة وبعشقٍ كبير ولم أنتبه بأنها بدأت تقاومني وتضرب صدري بيديها الصغيرتين إذ غاب عقلي كله بسبب طعم شفتيها الشهيتين..

 

شعرت بالجنة بين يديها وامتصصت شفتيها بنهم.. لم أشعر بأنها كانت تحاول دفعي بعيداً عنها لكن فجأة توقفت عن تقبيلها عندما شعرت بطعم مالح عليهما..

 

يا إلهي.. ما الذي فعلتهُ الآن؟!!.. هتفت بخوف بداخلي وحررت شفتيها من شفتاي وأبعدت رأسي وحدقت بحزن إلى دموعها والتي كانت تسيل كالنهر على وجنتيها..

 

فجأة توسعت عيناي بذهولٍ شديد عندما انتفضت ملكتي وابتعدت عني قليلا وصوت صفعة قوية ملأت أرجاء القصر الهادئ والتف رأسي بقوة إلى جهة اليمين وصوت شهقة قوية خرجت من فم ماريسا المُرتعبة وصدحة عالياً..

 

رفعت يدي بسرعة ووضعتُها على وجنتي وحدقت بصدمة أمامي.. لقد تلقيت صفعة منها للتو!!!.. وأي صفعة!!!.. صفعة مؤلمة بحق.. لأول مرة يصفعني أحد في حياتي كلها.. وصاحبة تلك الصفعة ليست سوى ماريسا ملكتي...

 

أدرت رأسي ببطء وحدقت إلى وجهها بذهول وجُمود كامل.. توسعت عينيها برعب من أثر الصدمة وحدقت بخوف إلى عيناي ورأيت جسدها يرتعش بقوة وصدرها يعلو ويهبط بجنون.....


انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©