حُزن عميق
بكاتا**
في المساء كنتُ أقف على الشرفة في جناح حريم القائد أنظر
بشرود وأفكر بحزنٍ عميق.. مضت سنوات كثيرة على وفاة زوجي وخسارتي له ولطفلي الذي
لم يولد ورغم ذلك ما زلتُ أشعر بالحنين و بالشوق إلى حبيبي حاخميس..
تنهدت بعمق ومسحت دموعي الحارقة عن وجنتاي وفكرت بألم
للمرة المليون.. يا ترى كيف كانت ستكون حياتي لو لم يمت حبيبي وأخسر طفلنا؟!..
لطالما تساءلت عن ذلك وتمنيت لو ظل زوجي على قيد
الحياة.. ولكن من أكون أنا لأعترض على مشيئة الآلهة الآباء؟!.. يجب أن أكون شاكرة
للآلهة لأنها جعلتني قوية وتحملت غياب زوجي وطفلي عني وخسارتي لهما طيلة هذه
السنوات..
فجأة توقفت عن التفكير ونظرت بتمعُن إذ رأيت من بعيد من الناحية الشرقية وبفضل ضوء القمر
خيال رجل طويل وضخم يحمل شيئاً على كتفه.. عقدت حاجباي وحاولت التركيز لأستطيع
الرؤية بشكلٍ واضح أكثر..
شعرت بالتعجُب لرؤيتي لذلك الرجل يقف أمام حصان ورمى ما
يحمله على كتفه على ظهر حصانه وقفز و... توسعت عيناي بذعر وهمست بذهولٍ شديد
" مهلا!!!... إنها فتاة!!.. بحق الآلهة الآباء ما
الذي يحدث هنا؟!!.. من هو هذا الرجل وتلك الفتاة؟!!!!... "
رغم بُعد المسافة عن القصر إلا أنني استطعت الرؤية
وبوضوح شعر تلك الفتاة الطويل ومقاومتها لذلك الرجل.. شهقت برعب وهمست بفزع
" شعر طويل!!!.. شعر طويل وطبيعي في كمت!!...
لا!!.. لا... سيدتي!!!.... "
هتفت بفزعٍ مهول في النهاية وبدأ قلبي ينبض بسرعة جنونية
عندما رأيت الحصان يعدو بسرعة باتجاه الصحراء..
ارتعش جسدي بعنف وهتفت بجنون
" سيدة أسيناااااااااااات... "
عرفت بأنها هي.. فلا يوجد في البلاط الملكي سوى سيدتي
والملكة زوجة الفرعون الرئيسة يمتلكان شعر طويل طبيعي.. استدرت وركضت بسرعة خارجة
من الجناح وهتفت بجنون على الحراس
" بسرعة أطلبوا من المُحترم سخنو ليأتي فوراً إلى
جناح زوجة القائد.. تحركوا بسرعة "
ركضت بكامل ما أملتكهُ من قوة نحو جناحها ووقفت أمام
الحُراس وأمرتهم برعب
" افتحوا الباب بسرعة.. افتحوه لي بسرعة "
نفذوا أمري وفتحوا أمامي الباب وركضت داخلة إلى الجناح..
شحب وجهي بعنف عندما رأيتهُ خالياً ولا أثر لسيدتي به.. توسعت عيناي بذعر وهمست
بفزعٍ شديد
" لا!!.. لا لا لا لا لا لا!!!... سيدتي ليست هنا..
ليست هنا!!... "
سمعت سخنو يهتف بانزعاج في الخارج قبل أن يدخل إلى
الجناح
" بحق الآلهة الآباء.. لماذا بكاتا طلبتِ حضوري إلى هنا؟!.. إن كان السبب سخيفاً وغير منطقي سوف أعاقبكِ "
وما أن دخل ركضت ووقفت أمامه وهتفت برعب
" سيدتي ليست هنا.. ليست هنا.. لقد رأيت رجلا يتسلل
من الناحية الشرقية للقصر وهو يحمل فتاة شعرها طويل على كتفه ثم وضعها على حصانه
واتجه نحو الصحراء.. لقد تم اختطاف سيدتي.. لقد خطف زوجة القائد بيدوس "
رفع سخنو حاجبيه عاليا وتأملني بنظرات غاضبة ثم هتف
بوجهي بحدة
" أيتها الغبية.. زوجة القائد موجودة في جناح
الملكة كاريتا.. سأقتلكِ بسببك غبائكِ اللعين يا امرأة "
نظرت إليه بدهشة ثم أشرت برأسي مُعترضة وأجبته بخوف
" لا.. سيدتي كان يجب أن تكون هنا منذ زمنٍ طويل..
هي عادة لا تتأخر في زيارتها للملكة لغاية هذا الوقت.. يجب أن أذهب إلى جناح
الملكة وأتأكد بنفسي بأنها هناك "
تأملني سخنو بغضب ونظر إليّ بحدة قائلا
" سنذهب إلى جناح الملكة وسوف تتأكدين بنفسكِ بأن
زوجة القائد ما زلت برفقة الملكة.. وحينها سوف أعاقبكِ أشد عقاب لأنكِ أزعجني
وأغضبتني أيتها الحمقاء والغبية.. والآن اتبعيني بسرعة بكاتا وإياكِ أن تتفوهي بحرف فرأسي يؤلمني كاللعنة "
مشيت خلفه باتجاه جناح الملكة كاريتا بينما كنتُ أرتجف
كلياً من القلق والخوف على سيدتي.. لدي شعور بأنها ليست بخير.. قلبي ليس مطمئن
أبداً..
فجأة توقف سخنو عن السير وتجمد بأرضه وسمعتهُ يشهق بذعر
ثم رأيتهُ بذهول يسقط على الأرض على ركبتيه وهمس بفزعٍ شديد
" لا!!!.. لا لا لا لا... سيقتلني الملك.. سيقتلني
الملك الفرعون.. سنموت جميعاً هذه المرة.. سنموت.... "
ركضت برعب ووقفت بجانبه وتوسعت عيناي بذعرٍ شديد عندما
رأيت حُراس الملك الفرعون أمام جناح الملكة كاريتا غائبين عن الوعي على الأرض..
شحب وجهي بشدة وارتعشت كل عظمة في جسدي من الرعب.. لا
أعرف كيف ركضت وفتحت الباب ودخلت إلى جناح الملكة.. تجمدت بأرضي وسالت دموعي بكثرة
على وجنتاي عندما لم أرى أي أثر للملكة وسيدتي..
استدرت وصرخت بجنون
" حُراااااااااااس... تم اختطاف الملكة وزوجة
القائد.. "
لكن تذكرت برعب بأنهم غائبين عن الوعي فركضت إلى الشرفة ونظرت إلى الأسفل وهتفت بهستيرية
" لقد خطفوا الملكة وزوجة القائد.. تحركوا بسرعة..
ابحثوا عنهماااا... "
ركضت داخلة إلى الجناح وخرجت منه وهتفت بوجه ذلك الجبان
سخنو
" أيها الأحمق.. عليك أن تعطي أوامرك للبحث عن الملكة
هنا وتُرسل الجنود ليبحثوا عن زوجة القائد.. تحرك.. وبعدها عليك أن تذهب بنفسك
لتُخبر الوزير الأول بالمصيبة التي وقعت على رؤوسنا.. تحرك بسرعة "
وقف سخنو وهو يبكي وأومأ موافقا ثم قا لي ببكاء
" سنموت جميعاً عندما يعود الفرعون الملك.. سنموت
جميعاً "
نظرت إليه بغضب جنوني واقتربت منه وصفعتهُ بقوة على
وجنته وهتفت بحدة بوجهه
" أيها الوغد والغبي والجبان.. ستفقد رأسك والآن إن لم
تتحرك وتُنفذ ما طلبتهُ منك.. علينا أن نجدهما وفي أسرع وقت.. تحرك بسرعة "
أشار لي موافقا ومسح دموعه وركض أمامي وبدأ يهتف للحرس
الملكي ليجتمعوا في ساحة القصر بينما أنا أيقظت جميع الفتيات والخدم في القصر وأمرتهم
بالبحث عن الملكة...
كان سخنو على وشك الذهاب برفقة الحراس للبحث عن ذلك الرجل
وزوجة القائد عندما بدأت أبحث في أرجاء القصر عن الملكة..
وبينما كنتُ أبحث تجمدت بذعر عندما سمعت صوت صرخات
مُرتعبة في الطابق الثاني داخل الجناح الشرقي.. ركضت بخوف وأبعدت الفتيات من أمامي
وتجمدت بصدمة كبيرة عندما رأيت سيدتي أسينات جثة على الأرض ودمائها والتي كانت تسيل من رأسها لطخت الأرضية
حولها..
ارتعشت بعنف وهتفت بهستيرية
" سيدتي لاااااااااااااااااااااااااا.... "
ركضت وجثوت على ركبتاي أمامها وأمسكت كتفيها ورفعتُها
ووضعت رأسها على صدري وبدأت أبكي بهستيرية بينما كنتُ أمسح الدماء عن شعرها وهتفت
بجنون على الفتيات
" علينا مساعدتها.. ما زالت تتنفس تحركوا بسرعة
لنحملها ونضعها في جناحها الخاص ثم أرسلوا خلف الكاهن سيتو فهو طبيب ماهر في
البلاط الملكي.. هيا تحركوا "
ثم نظرت إلى الحراس الذين دخلوا للتو بسبب صرخاتنا وقلتُ
لهم بذعر
" أخبروا المحترم سخنو بأن الملكة هي من تم
اختطافها وليس زوجة القائد.. اذهبوا بسرعة واخبروه.. يجب أن نجدها وننقذها بسرعة
وإلا أحرقنا الفرعون جميعا "
ركضوا الحراس برعب خارجين واقتربوا الفتيات وساعدوني
بحمل جسد أسينات..
كنتُ أمشي بتوتر أمام باب جناح سيدتي وأنا أبكي وأشهق
بشدة وأدعوا من قلبي لتتحسن ويجد سخنو الملكة.. كان الكاهن والطبيب سيتو في الداخل
يحاول إنقاذ سيدتي أسينات من الموت..
كاريتا**
لم أتوقف عن البكاء والنحيب وضرب وركل ذلك الحقير
خيتوس.. رأيتهُ بذعر يخرج من باب سري بعيد جداً عن القصر.. رماني على الأرض بعنف
ثم أمسكني من خصلات شعري ورفعني لأقف ورأيتهُ يُغلق الباب وأعاد تخبأته بالأعشاب
والقضبان..
حاولت إبعاد قبضتهُ اللعينة عن شعري لكن نحيب متألم خرج
من حُنجرتي عندما صفعني صفعة قوية جعلت دماغي يرتج.. بكيت بهستيرية ولم يعد
باستطاعتي تحمل صفعاتهِ ومقاومته..
سمعتهُ بألم يضحك باستمتاع وقال بنبرة مُنتصرة
" أخيراً سأجعل الجميع يجثون أمامي ويعترفون بي
كملكهم.. أخيراً نجحت بتحقيق ما أريدهُ.. والآن ملكتي توقفي عن البكاء فقد ضاق
صدري منكِ ولصبري حدود "
عاد وحملني على كتفه ومشى مُسرعاً.. لم أتوقف عن البكاء
والهمس طلباً للنجدة ومقاومته بضعف.. بكيت بألمٍ كبير على أسينا.. بكيت بتعاسة لأنني السبب بما
حصل لها ولي الآن.. وبكيت بمرارة وبندم لأنني لم أُصدق ما قالهُ لي ذلك الكاهن..
فجأة سمعت صهيل حصان ورماني عن كتفه الحقير لأرى نفسي
أجلس على ظهر حصان بُني اللون.. قفز خيتوس خلفي وأمسك خصري بإحكام بيدهِ اليسرى ولم أستطع المقاومة أو محاولة
الهروب بسبب ضعف جسدي وشعوري بالإعياء الشديد..
أحنيت رأسي إلى الأسفل وبكيت بوجعٍ كبير وفكرت بفرعوني..
يا ليتني صدقته ووثقتُ به.. يا ليتني توقفت عن التفكير بالعودة إلى المستقبل..
زيروس.. فرعوني.. ساعدني أرجوك.. أعدُك إن فعلت لن أُعارض
أوامرك ولن أعترض على أي شيء تطلبهُ مني.. فقط أرجوك تعال إليّ وأنقذني من ذلك
القاتل المريض..
فكرت بعذاب بفرعوني وبكيت بندمٍ شديد لأنني لم أثق به..
لم تتوقف شهقاتي ولم أتوقف عن البكاء لوقتٍ طويل.. كنا
قد ابتعدنا كثيراً عن القصر وعرفت بأنه لن ينقذني أحد من هذا المُختل عقلياً...
وبعد وقتٍ طويل بالكاد كنتُ أستطيع فتح عيناي والرؤية..
رأيت بضبابية الحصان يقف أمام كهف كبير..
نظرت برعب إلى الكهف وسمعت ذلك اللعين يُكلمني بسعادة وهو
يقفز عن ظهر الحصان
" سنبقى الليلة هنا.. لقد خططت وجهزت لكل شيء ملكتي
الجميلة.. في الغد سنذهب إلى مكاني السري ونستمتع لحين عودة الفرعون إلى قصره
وبعدها سأقتله وأُصبح الملك على مملكة كمت العظيمة "
أمسك بخصري ورفعني عاليا وجعلني أقف على الأرض أمامه..
رفعت رأسي ونظرت إليه بضعف وحركت شفتاي بصعوبة وهمست قائلة له بكره رغم شعوري
بحريق وألم شديد في فمي بسبب صفعاته
" أنتَ تحلم بحدوث ذلك.. الجحيم أقرب لك من أن تكون
الفرعون.. زيروس لن يموت بل سيأتي وينقذني منك وبعدها سيقتلك.. دائماً الأشرار
أمثالك تكون نهايتهم الموت بطريقة مُقرفة.. وأنتَ ستموت بأبشع طريقة "
تأملني بحدة ثم بغضب ولم أرى نفسي سوى وأنا أقع على
الأرض الترابية بقوة بسبب صفعتهِ لي.. سالت دموعي على وجنتاي وشعرت بحريقٍ شديد في
خدودي المتورمة وشعرت بدمائي تسيل من أنفي..
صرخت بضعف عندما أمسكني من خصلات شعري ورفعني وأمسك عنقي
بقبضتهِ الأخرى وقال بفحيح وبحقد
" قريبا سوف نتزوج سمو الملكة لذلك يجب أن تتعلمي
كيف تتعاملين معي وتحترمينني.. ولكن لن أنتظر حدوث ذلك بل سأمتلككِ الآن عقاباً لكِ.. سوف
تخضعين لي بالكامل لأنني سأكون زوجكِ والفرعون الملك قريباً جداً "
وجرني بعنف إلى داخل الكهف بينما كنتُ أبكي وأحاول بضعف
مقاومته.. رماني بعنف على شيء طري وناعم كالريش..
نظرت بذعر أمامي بعيوني المتورمة ورأيت بذهول بأنه تم
وضع سلة كبيرة من القش بها مأكولات وفاكهة وخبز أمامي.. وكان يوجد وعاء من الخزف
تم وضع زيت بداخله و إشعال فتيلة من القطن لإضاءة المكان.. أما أسفلي كان يوجد
غطاء من الكتان الملكي..
رفعت رأسي بذعر ونظرت إليه ورأيتهُ برعبٍ مهول يخلع
ردائه عن كتفيه ويرميه بإهمال بعيداً ليبقى فقط أمامي بالنقبة والتي تستر منطقتهُ السفلية..
ابتسم بخبث عندما شاهد نظراتي المرتعبة وارتعاش جسدي
وبدأ يقترب بخطوات بطيئة مني وهو يُزيل حزامهُ الذهبي عن خصره..
حاولت الوقوف لأهرب لكن دوار عنيف أصابني وسقطت على ظهري
وأغمضت عيناي بقوة وبكيت بهستيرية عندما حاصرني بجسدهِ الضخم وأمسك بكلتا ذراعاي
وثبتهما عاليا فوق رأسي وسمعتهُ برعب يهمس بأذني قائلا بنبرة شهوانية
" سأنال الآن من زوجة ابن عمي الفرعون الحقير.. قبل
أن أقتله سأخبرهُ بسعادة كم استمتعت بمضاجعة زوجتهِ والتي ستكون زوجتي بعد موته
"
شهقت بقوة وصرخت بجنون رغم أن صوتي خرج ضعيفاً ومبحوحاً
" لااااااااااااااا.. لا تلمسني أيها الحقير..
ابتعد عني... "
لكن صرخاتي اختنقت بلعابي عندما بدأ بتمزيق فستاني عن
الكتف والصدر.. انتحبت بهستيرية عندما شعرت بيديه تداعب صدري وشعرت بشفتيه عليه...
" لا لا لا لا لا لا..
لاااااااااااااااااااااااااا... أرجوك توقف.. أرجوك.... "
بحرقة كبيرة توسلت إليه ليتوقف عن مُداعبة وتقبيل صدري
وشعرت بالإعياء وأغمضت عيناي واستكان جسدي أسفه باستسلام كلي وبضعف.. وقبل أن أسقط
غائبة عن الوعي سمعت شهقتهُ المُندهشة ثم صوت غاضب عنيف يهتف بجنون
" خيتوووووووووووووس.. ابتعد
عنهااااااااااااااااااا... "
وآخر شيء رأتهُ عيناي قبل أن أسقط في ذلك الظلام جسد
خيتوس يرتفع ويطير بعيداً عني ثم رأيت عيون زرقاء جميلة.. كانت جميلة فالغضب العاصف
والمُشتعل بداخلها جعلها مُخيفة لدرجة أنني ارتعشت بخوف منها قبل أن أغيب عن الوعي
نهائياً.....
الفرعون زيروس**
شعرت
بالألم الشديد في روحي وفي قلبي.. لقد أخبرت كاريتا بأنه لا يوجد طريقة لتعود بها
إلى المستقبل لكنني كنتُ مُخطئا.. هي تستطيع العودة وبسهولة.. تستطيع العودة إن
رغبت بذلك..
شعرت
بوالدتي تمسك بيدي اليمنى وضغطت عليها برقة وقالت بهلع
"
ربما.. ربما لن تستطيع كاريتا العودة إلى المستقبل حتى لو أرادت ذلك وقدمت بنفسها
القرابين للآلهة و.. "
قاطعتُها
بألم هامساً لها
"
لا أمي.. محبوبتي تستطيع العودة إلى زمنها إن رغبت بذلك "
تأملتني
والدتي بحزنٍ عميق وقالت بغصة
"
إذا لا تدعها تعرف بذلك.. لا تدع كاريتا تكتشف هذا السر.. اجعلها تعشقك وتحمل منك
بسرعة.. هكذا لن تستطيع تركك والتخلي عن طفلها و... "
تأملت
والدتي بنظرات عدم التصديق ثم تنهدت بعمق وقاطعتُها قائلا
"
ليس أنا من يلتجئ إلى تلك الأفعال المشينة لأحصل على محبوبتي.. مستحيل أن أكذب
عليها.. ليس من شيمي وأخلاقي الكذب.. وأنتِ تعلمين ذلك جيداً والدتي "
تأملتني
والدتي بعجز وقالت بحسرة
"
أعلم بُني مدى نُبل أخلاقك.. فأنا هي من أنجبتك وربتك على يديها.. لكن لا أستطيع
رؤيتك مُدمراً و حزيناً بسبب الحُب.. اسمعني لمرة واحدة ونفذ نصيحتي لك.. ما رأيك
بأن تلتزم الصمت إن سألتك كاريتا عن طريقة لتعود بها إلى المستقبل!.. هكذا أنتَ
لن تكذب ولن تُخبرها الحقيقة وتخسرها.. الصمت قد يكون مُفتاحاً لسعادتك.. فكر
مالياً بذلك وصدقني لن تخصر زوجتُك "
تأملتُها
بحزن ثم نظرت إلى القائد بيدوس.. تأملني بيدوس بحزن ثم أومأ لي موافقا.. يبدو بأنه
هذه المرة وقف بصف والدتي ويريدني أن أعمل بنصيحتها.. لكنني لن أفعل.. سأعود بسرعة
إلى قصري وأُخبر محبوبتي الحقيقة.. إن أرادت العودة إلى زمنها لن أعترض..
استدرت
وأمرت الكهنة ليرسلوا التابوتين إلى الحاكم الإغريق ثم نظرت إلى بيدوس وقلتُ له
"
سنعود الآن وبسرعة إلى قصري الملكي "
ثم
تأملت والدتي وقلتُ لها بحنان
"
يمكنكِ مرافقتي ملكتي الآن وإن رغبتِ يمكنكِ غداً العودة إلى قصري الملكي.. قرري
الآن "
شهقت
بقوة وتأملتني بذهول ثم ابتسمت بسعادة وقالت بسرعة
"
لا.. سأذهب الآن برفقتك ملكي "
ابتسمت
لها برقة ثم رفعت يدي اليسرى نحوها وفتحت كفي.. ركضت أمي ووضعت كف يدها بكفي..
ابتسمت لها بمحبة ثم رفعت يدها وقبلتُها برقة وقلتُ لها بحنان
"
اشتقت لكِ وبشدة ملكتي "
سالت
دموعها على وجنتيها ومسحتها بسرعة وقالت بفرح
"
بُني.. ملكي و فرعوني.. أنتَ عالمي وحياتي بأسرها "
ابتسمت
لها بوسع ورافقتُها إلى خارج المعبد ثم ساعدت والدتي لتصعد في عربتي ثم صعدت وسمعت
بيدوس يأمر الجميع بالعودة وبسرعة إلى قصري الملكي..
رحلة
العودة لم تستغرق سوى يومين تقريباً.. شعرت بالسعادة عندما رأيت قصري من بعيد..
أخيراً بعد غياب أربعة أيام سأرى محبوبتي..
ولكن
وبينما كنتُ أقترب من القصر أكثر فأكثر نبض قلبي بجنون عندما رأيت حُراس القصر
والمعابد يقفون أمام بوابة قصري الضخمة.. شعرت بألمٍ في قلبي وعرفت بأن مكروها ما
قد أصاب كاريتا..
"
ماذا يحصل بُني أمام القصر؟! "
سمعت
والدتي تسألني بذعر وهنا جعلت أحصنتي تعدو بسرعة الريح نحو القصر.. وما أن وصلت
أوقفتُها بعنف أمام البوابة الضخمة وساد الصمت في الأرجاء..
قفزت
عن عربتي ونظرت إلى الجميع بحدة.. وقفوا أمامي يرتعشون بعنف ورؤوسهم مُنحنية إلى
الأسفل..
"
أين هي زوجتي؟ "
سألتهم
بحدة وبدأت أتنفس بسرعة عندما رأيت المُحترم سخنو يقترب وجثى أمامي على ركبتيه ثم
أحنى ظهره إلى الأمام وأخفض رأسه إلى الأسفل وقال لي ببكاء وبفزع
"
كارثة كبيرة وقعت في البلاط الملكي سمو الملك العظيم.. الملكة تــ... "
لم
أنتظره ليُكمل التكلم بل نظرت فوراً إلى شرفة جناح محبوبتي وهتفت بجنون
"
كاريتاااااااااااااااااااااا..... "
وركضت
بسرعة داخلا إلى القصر.. وقفت أمام جناح محبوبتي ورأيت الأطباء يحاولون ايقاذ
حُراسي الملكيين.. نظرت إلى داخل جناحها ودخلته بهدوء..
وقفت
ونظرت بحزن إلى الجناح.. أغمضت عيناي بشدة وهمست بحزنٍ عميق
"
لقد هربت.. محبوبتي هربت "
تأوهت
بألم ورفعت يدي ووضعتُها على صدري.. عصرت صدري بقوة بقبضة يدي وحاولت أن أتنفس
بهدوء..
"
سمو الملك.. سمو الملك.. يجب أن تنقذ الملكة.. لقد خطفها.. رأيته.. لقد رأيتهُ بنفسي.. دعوني
يا أغبياء.. يجب أن أُخبر الملك الفرعون وبسرعة ليساعد الملكة "
فتحت
عيناي والتفت إلى الخلف نحو الباب ورأيت حُراسي يمنعون خادمة من الدخول إلى الجناح والتكلم معي.. تأملتُها بتمعُن وهمست بدهشة
"
أليست هذه المرأة رئيسة حرم القائد؟!!.. "
إنها
هي.. فكرت بذلك وأمرت حُراسي بحدة ليسمحوا لها بالدخول.. دخلت تلك المرأة وانحنت
أمامي. .تأملتُها بجمود وسألتُها بحدة
"
لماذا أردتِ رؤيتي يا امرأة؟.. هل تعرفين أين هي زوجتي؟ "
ودون أن ترفع رأسها بحضوري سمعتُها تُجيبُني
ببكاء
"
لقد خطفها.. رأيتهُ بنفسي سمو الملك بينما كنتُ أقف على الشرفة في جناح حريم
القائد.. لقد أذى بعنف سيدتي أسينات وخطف الملكة.. حُراس القصر وجدوا جُثث كثيرة
في ممر سري داخل الطابق الثاني.. وكذلك وجدوا جثة باهيت وهي خادمة نرختوس المُخلصة..
أظن من رأيته هو السيد خيتوس.. حصانه البُني كان يربطه على شجرة ووضع الملكة على
ظهره وخطفها.. سأرشدُك بنفسي إلى الموقع.. قد تستطيع تعقب أثار حوافر الحصان..
الليلة الرياح ساكنة ونور القمر سيُنير لك الطريق سمو الملك "
فكرت بصدمة كبيرة بذلك ثم نظرت أمامي بغضبٍ مهول وتوعدت له بالموت إن كان فعل هو من خطف محبوبتي.. إن لمس شعر واحدة منها سأقتلهُ بنفسي..
نظرت
إليها وأمرتُها
"
اتبعيني بسرعة "
خرجت
من الجناح ورأيت وزير شؤون القصر والمملكة ينتظرني.. اقترب وانحنى أمامي وقال
بذعر
"
القائد موجود حالياً في جناح زوجته.. وضعها خطير جداً.. والكاهن سيتو هو من يُشرف
على مُعالجتها "
أمرتهُ
بغضب ليتبعني وتوعدت بداخلي بعقاب لا مثيل له لـ خيتوس.. خرجت من القصر وصعدت إلى
عربتي وأرشدني تلك المدعوة بكاتا على الموقع وذهبت برفقة جنودي باتجاهه..
وقفت
أمام شجرة إيزيس وصديقة الراعي ورأيت بوضوح أثار حوافر الحصان.. نظرت بسرعة إلى
الخلف ورأيت المخرج السري والذي لا يعرفُ به سوى العائلة المالكة.. ولكن ما لفتَ
نظري بأنه لم يتم تغطيته بشكلٍ جيد وعرفت هنا بأن خيتوس هو فعلا من تجرأ على
اختطاف محبوبتي..
نظرت
إلى الوزير وأمرته بحدة
"
أعطي الأوامر للجنود ليتبعوني بسرعة "
وتبعت
بسرعة أثار الحوافر.. فبفضل نور القمر استطعت رؤية الأثار بسهولة.. كانت أحصنتي
الملكية تعدو بسرعتها القصوى.. عرفت ذلك الخسيس إلى أين أخذ محبوبتي.. هو بالتأكيد
أخذها إلى الكهف..
أوقفت
أحصنتي بقوة أمام الكهف وقفزت وهتفت بحدة
"
لا أحد يدخل إلى الكهف دون إذني "
ركضت
ودخلته وتجمدت بصدمة بأرضي عندما سمعت صدى صرخات محبوبتي
" لا لا لا لا لا لا..
لاااااااااااااااااااااااااا... أرجوك توقف.. أرجوك.... "
نظرت بأرجاء الكهف المُضاء أمامي.. فذلك اللعين خيتوس
يبدو بأنه خطط سابقا لخطف زوجتي إذ كان يضع أوعية مضاءة في زوايا الكهف..
ركضت بسرعة وتبعت أوعية الخزف المشتعلة ورأيت بصدمة عمري
خيتوس عاري وهو يعتلي زوجتي ويُقبل صدرها.. كورت قبضتاي وهتفت بجنون
" خيتوووووووووووووس.. ابتعد
عنهااااااااااااااااااا... "
لا أعرف كيف وصلت إليه بسرعة.. فكل ما أعرفه بأنني
أمسكتهُ من رقبته وكتفه ورفعتهُ عالياً ورميتهُ بكامل قوتي بعيداً عنها..
لكن قبل أن أستدير لأذهب وأتخلص عليه تجمدت نظراتي وتخشب
جسدي عندما رأيت أثار صفعاتهِ على وجه محبوبتي..
غضب عنيف.. غضب كاسح.. غضب مُرعب سيطر على كياني وروحي..
لقد ضرب محبوبتي.. ضربها.. يدهُ امتدت عليها..
فكرت بفوران وزمجرت بجنون عندما رأيتُها تغيب عن الوعي أمامي.. استدرت ورأيت ذلك الجبان اللعين يرتدي ردائه ويحاول الهروب..
" خيتوووووووووس.... "
هتفت بملء صوتي لدرجة أن سقف الكهف اهتز من قوة صرختي.. ركضت
وقفزت عليه قبل أن يخرج من الكهف وبدأت ألكمه بجنون لكمة تلو الأخرى والأخرى.. ثم
وقفت وأمسكتهُ من عنقه ونظرت إلى عينيه الخائفة وهمست له بفحيح من بين أسناني
" أيها الخسيس الحقير.. وضعتَ عينيك على زوجتي ثم
قتلتَ حُراسي وأذيت زوجة القائد وخطفت محبوبتي وامتدت يديك القذرة عليها والآن
حاولت اغتصابها.. لن أرحمك أيها البائس اللعين.. لن أرحمك "
رميتهُ على الأرض ثم انحنيت فوقه وبدأت ألكمه على وجهه
بكامل قوتي لدرجة أن دمائهُ القذرة لوثت قبضتاي.. لم أتوقف عن لكمه حتى بعد رؤيتي
لوجهه المُلطخ بالدماء.. ولم أتوقف عن لكمهِ لكمة تلو الأخرى والأخرى رغم رؤيتي له قد فقد
الوعي.. لم أتوقف عن لكمه إلا عندما سمعت أنين محبوبتي المتألم..
توقفت عن لكمه بينما كنتُ ألهث بقوة وأنظر إلى ما تبقى
من ملامح بوجههِ القبيح.. رفعت رأسي ورأيت الجنود يتأملونني بخوف.. أخفضوا رؤوسهم
إلى الأسفل بسرعة وارتعشوا رعباً مني..
استقمت وأمرتهم بحدة
" خذوه وارموه في زنزانة في قصري "
ثم مسحت دمائه اللعينة بردائه واستقمت واستدرت وركضت إلى
محبوبتي.. جلست على ركبتاي أمامها ونظرت إلى وجهها بألمٍ كبير.. رغم فقدانها للوعي
كان أنين متألم يخرج من حُنجرتها..
أخفضت نظراتي إلى صدرها وسالت دمعة وحيدة حزينة على
وجنتي.. رفعت ذراعاي وخلعت الرداء عن كتفي وسترت بهِ جسد محبوبتي..
نظرت إلى وجهها المتورم وشعرت بألمِ عميق.. ألم عميق جداً في
قلبي.. ألم عميق ودفين في صدري.. رفعت يدي
اليمنى ولمست برقة وجنتها المتورمة.. بشرتها كانت ساخنة جداً بسبب كمية الصفعات
التي تلقتها.. شهقت بألم وانكمش صدري بوجع من أجلها..
تأملت وجهها بحزنٍ عميق وهمست بحرقة
" لماذا محبوبتي؟!.. لماذا؟!!.. لماذا
تؤلمينني؟!!... "
أغمضت عيناي ثم فتحتُها واستقمت وانحيت وحملتُها بذراعاي
ومشيت خارجا من الكهف وأمرت أحد الجنود ليقود عربتي بينما ظللت أحمل محبوبتي
وأحتضنها بقوة إلى صدري..
بيدوس**
ركضت
خلف الفرعون إلى داخل القصر ولكن فجأة وقفت ونظرت إلى الخادمات في الطابق الخاص
بي.. رأيتهم يقفون في الممر وهم يبكون ويرتعشون بخوف..
عقدت
حاجباي ونظرت إليهم بحدة.. اقتربت منهم وما أن انتبهوا لوجودي أخفضوا رؤوسهم إلى
الأسفل وشرعوا ينتحبون بعنف..
تأملتهم
بقلق وسألتهم بحدة
"
ما الذي يحدث هنا؟ "
وعندما
لم يتوقفوا عن النحيب ولم يُجيبونني نظرت إلى الأمام وركضت باتجاه جناح لبوتي..
رأيت بكاتا تمشي بتوتر أمام الباب وتوقفت عن السير ونظرت
باتجاه الممر وتجمد جسدها برعبٍ مهول عندما رأتني أركض مُسرعاً نحوها
" أسينااااااااااااااااات... ابتعدي بكاتا من أمامي...
"
هتفت بجنون عليها وكاد قلبي أن يتوقف من هول الفزع على
لبوتي.. وما أن أصبحت أمامها أمسكت بذراعها ودفعتها بعيداً عن الباب وفتحته بكامل
قوتي ودخلت إلى الجناح وأنا أهتف بجنون
" أسيناااااااااات.. زوجتي.... "
تجمدت بصدمة كبيرة عندما رأيت الكاهن سيتو يقف بجانب
السرير وبرفقته أربعة كهنة ورأيت بذعر دمر قلبي لبوتي الشرسة نائمة على السرير ووجهها
شاحب بشدة..
توسعت عيناي بفزع عندما رأيت الكاهن سيتو يتأملني بحزن
وهمس قائلا لي
" آسف سيدي القائد.. حاولت أن أنقذها لكن لـ...
"
توسعت عيناي وارتعش جسدي بعنف عندما رأيته يبتعد عن
السرير برفقة الكهنة ويقفون جانباً.. اقتربت بهدوء وبخطوات بطيئة جداً من السرير..
وقفت أمامها ونظرت بوجعٍ كبير إلى وجهها.. جلست بجانبها ورفعت يدي ولمست وجنتها
الشاحبة والباردة وسمعت بألم الكاهن سيتو يُكلمني قائلا
" الجُرح في رأسها كان عميقاً جداً.. كما لقد نزفت
الكثير من الدماء.. استطعت إيقاف النزيف ووضعت لها أعشاب حتى لا يلتهب الجُرح..
لكن لم أستطع ايقاظها.. زوجتُك لا تستفيق سيدي القائد "
تأملتُها بعذاب وهمست له بغصة
" لكنها تتنفس "
أجابني موافقا وهنا صرفته مع الكهنة وظللت بمفردي مع
لبوتي.. تسطحت بجانبها وأمسكت بيدها وضممتُها بشدة إلى قلبي ثم أغرقت رأسي في
عنقهُا وهمست لها بوجعٍ كبير وبحزنٍ عميق
" لا تتركيني أسينات.. لا تموتي حبيبتي.. أنا
أحبُكِ.. أحبُكِ بجنون لبوتي الجميلة.. لن أستطيع العيش من دونكِ.. أنا القائد
بيدوس والذي لا يخاف من أي شيء ويرتعبون مني كل من يسمع باسمي لن أستطيع العيش من
دونكِ حبيبتي.. لأنني هائم بكِ.. أعشقكِ بجنون لبوتي الشرسة "
سالت دموعي على وجنتاي وأحرقت قلبي معها.. قبلت عنقها
بقبلة رقيقة ولم أنم لوقتٍ طويل وظللت على وضعيتي تلك بجانب زوجتي حتى غرقت بنومٍ
عميق وأنا أحتضنُها إليّ...
الفرعون زيروس**
وصلت إلى القصر ودخلت إليه وأنا أحمل زوجتي وصعدت إلى
جناحها وسط نظرات المُرتعبة للجميع.. رأيت والدتي تقف أمام باب جناح كاريتا تنتظر
وصولنا..
فتح الحراس الباب بسرعة وركضت أمي داخلة إلى الجناح
وهتفت بقلق
" ضعها على السرير.. طلبت من الخدم ليجلبوا الكاهن سيتو.. فهو
أفضل طبيب في المملكة "
وضعت كاريتا على السرير وسمعت أمي تشهق برعب ثم سألتني
بخوف
" ماذا فعل بها؟!.. لقد رأيت الحراس يصلون ثم حملوا
جسد خيتوس وتوجهوا إلى الزنزانات.. هل.. هل نال مــ.. "
" لا أمي.. لا.. لم يفعل "
أجبتُها بسرعة مُقاطعاً إياها ورغم ذلك ألمني صدري
بعنف.. بدأت أفكر إن تأخرت بإنقاذها و.. تضخمت افكاري السلبية رغماً عني في رأسي..
ورغم أنني متأكد بأنه لم يستطع أن ينال من زوجتي.. إلا أن غيرتي العمياء و حُبي
الجنوني والمُتملك نحوها جعلوا الشكوك اللعينة تنتابني..
رأيتهُ.. نعم رأيته وهو يلمسها ويُقبل مفاتنها.. ولن
أسامحهُ أبداً لأنهُ تجرأ ولمس زوجتي.. لن أسامحهُ أبدا لأنه تجرأ ووضع عينيهِ
عليها.. ولن أسامحهُ أبداً لأنه ضربها وخطفها..
تنهدت والدتي براحة وقالت بحزن
" زيروس.. ابني الحبيب.. أنا أعلم بأنني سبق وطلبت
منك أن تعفو عن نرختوس و.. "
قاطعتُها قائلا بغضب
" سوف أحاسبها و أحاسب الجميع.. نرختوس لديها يد
بما حصل مع زوجتي.. فخادمتها المخلصة وجدوا جثتها حُراسي.. أنا متأكد بأنها متورطة
باختطاف كاريتا.. ستدفع الثمن غالياً هي وشقيقها الحقير.. سيدفعان الثمن غالياً
"
التزمت والدتي الصمت لبعض الوقت ثم سمعتُها تقول
" هذه المرة لن أعترض على قرارتك بُني مهما كانت.. ولن
أعترض على العقوبة التي ستختارها للجميع وخاصةً لأبناء عمك.. لكن لا تُعاقب كاريتا
فــ.. "
رفعت رأسي بسرعة ونظرت إلى والدتي بدهشة وسألتُها
" لماذا سأعاقب كاريتا إن اختطفها ذلك الحقير؟!..
هل تعرفين شيئاً أمي لا أعرفه؟ "
توسعت عينيها وتأملتني بنظرات مذهولة ثم بلعت ريقها بقوة
وسألتني بصوتٍ مُنخفض
" لم تستجوب أحد من حُراسك لغاية الآن؟ "
أجبتُها بالرفض وهنا أخفضت أمي نظراتها وقالت بحزن
" ستعرف عاجلاً أم آجلاً بما حدث.. لقد استجوبت
بنفسي الخادمات والحراس.. هناك خادمة رأت باهيت تتكلم مع زوجتك في الحديقة منذ يومين..
واكتشفت بعدها بأن باهيت قد جلبت بنفسها الطعام للحراس الليلة.. لقد وضعت لهم عقار
في الطعام وجعلتهم ينامون أثناء حراستهم للملكة.. ولكن المُحزن هو.. "
تنهدت أمي بعمق ووسط ذهولي بما سمعته تابعت قائلة
" كاريتا و أسينا هربا معاً من الجناح واتجها إلى
الطابق الثاني في الجناح الشرقي.. أظن باهيت أوهمت زوجتُك بأنها سوف تساعدها على الهروب..
وأظن لم يكن يجب أن تكون أسينا زوجة القائد برفقتها لذلك حاول قتلها خيتوس "
شحب وجهي بشدة وفوراً نظرت بصدمة وبخيبة أمل كبيرة إلى
وجه كاريتا.. احترقت روحي وعظامي معها عندما اكتشفت بأن محبوبتي حاولت الهروب مني
من جديد.. اعتصر قلبي بشدة من جراء الألم..
شهقت بألم ووقفت بسرعة ودون أن أنظر إلى أمي طلبت منها
بنبرة حادة باردة لا حياة بها
" لا تتركيها بمفردها لحين وصول الكاهن سيتو..
سأذهب لأستجوب بنفسي الجميع.. حان الوقت ليرى الجميع كيف سيكون عقابي "
وقفت والدتي وهمست بخوف
" و كاريتا!!.. ماذا ستفعل بها زيروس؟ "
نظرت بجمود وبنظرات حادة أمامي وكورت قبضتاي بشدة وهمست قائلا
بوعيد
" لن تنجو من عقابي لها أبداً.. سوف أعاقبها لأنها
خانت ثقتي بها وكذبت عليّ.. سأعاقبها لأنها جعلتني في موقف لا أحُسد عليه للمرة
الثانية.. سأعاقبها لأنها وضعتني بموقف أليم ومُزل أمام كل من يسكن في البلاط
الملكي هنا.. سأعاقبها لأنها سمحت لذلك الخائن الحقير خيتوس بخطفها ولمس ما هو لي
ومن حقي الشرعي.. سأعاقبها لأنها... "
توقفت عن التكلم وبلعت ريقي بقوة وهتفت بداخلي بحرقة
وبحزنٍ عميق.. سأعاقبها لأنها ألمتني وجرحتني في الصميم ولأنها جرحت كبريائي وقلبي
العاشق لها..
خرجت بعاصفة من الجناح وأمرت بغضب أعمى بجلب كل شخص كان
موجوداً في قصري وتوجهت إلى الغرفة الملكية وجلست على عرشي أنظر بغضب وبحقد
أمامي..
الليلة سأعاقب كل من أخطأ.. الليلة سيكون عقابي أليماً
مع الجميع.. لن أرحم أحد.. لا أحد.. الليلة سوف يشاهدون الجميع كيف يكون غضب وعقاب الفرعون
زيروس الأول...
حياتى 💖💖💖💖💖💖💖♥♥♥♥♥
ردحذفقلبي سلمى
حذفتحفة
ردحذفشكراااااااااااااااااااااااا
حذفكالعادة جميل ومبدع شكراً على بارت
ردحذفولا طولين علينا
أشكركِ حياتي
حذفلن أتأخر عليكم إنشاء اللّه
بارت روعه شكرا شكرا شكرا .
ردحذفالشكر لكِ قمرتي لأنكِ أحببتِ البارت
حذفرائع البارت كل مأقرأ بارت احبها أكثر رواية في القمة أصبحت مهووسة بها متحمسة البارت القادم أتمني تنزلي سريعا ولا تتاخري بليز حبابة لا تتاخري كاتبتي المبدعة الجميلة ذات الانامل الذهبية 🥺🥺🥺🥺🥺🥺
ردحذفحياتي أنتِ
حذفأشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي يا قلبي
ولن أتأخر عليكم كثيراً حبيبتي
حبيت كلش انو الفرعون امسك خيتوس بسرعه وانعرف شره امام الكل هو واخته
ردحذفأنا سعيدة جداً لأنكِ أحببتِ سير الأحداث حبيبتي
حذفشكرا لكِ
روووعه البارت تحفه القصة تستمر بالاثارة وتعلقي بيها يكثر ابدعتي هافن love you 😍 ♥
ردحذفأشكركِ جزيلا حبيبتي
حذفتسلم ايدك حبيبتى
ردحذفاللّه يسلمك حبيبتي
حذفإبداع
ردحذفشكراااااااااااااااااااااااا
حذفاحييييييييييييه 😰😰😰بصراحه أنا خوفت من العقاب مش عارفه هيعمل إيه بس الأكيد
ردحذفإن العقاب هيكون عنيف 😑😑😰
روعه روعه روعه تسلم ايدك ياقلبي مش عارفه هيجيلي الصبر منين للبارت الجاي 😥😭♥️🌹♥️♥️♥️♥️♥️♥️⚘⚘⚘⚘♥️♥️🌹♥️⚘♥️🌹💖🌹⚘💖🌹♥️💖🌹💖💖🌹♥️♥️⚘🌹🌹
جميلة قلبي أشكركِ لأنكِ أحببتِ البارت
حذفومع الأسف نعم الفرعون سنرى غضبهُ المُخيف قريبا
ابداع 😍😘
ردحذفشكرااااااااااااااااا
حذفملكه ملوك الابداع هافن
ردحذفشكراااااااااااااااااااااااااااااا
حذففي الحقيقة كاريتا تستحق غضب الفرعون منها فهو لم يخطأ في حقها قط، ولكن اتمنى أن لا يعقبها بشدة رغم ذلك، دائما تذهليني بأفكاركِ الرائعة، وهناك الكثير من الغموض الذي يحاول عقلي فكه للآن، لا أعلم كيف لي أن اتحمل لقراءة البارت القادم... دمتِ بخير💫🖤
ردحذفأشكركِ من قلبي حبيبتي لأنكِ أحببتِ روايتي
حذفونعم للأسف كاريتا تستحق العقاب
خيتوس حقير سوف ترى المو.ت الان...وانتي كاريتا كنتي غبيه عندما صدقتي بتلك الفتاة
ردحذفايها الفرعون انت رائع ❤❤ فعلا كاريتا تستحق العقاب ولكن اتمنى ان لايؤذيها كثيرا
كالعادة كل فصل احلى من الثاني ويجنن وتحفة تسلم ايدك
حياتي لكِ جزيل الشُكر لأنكِ أحببتِ روايتي الجديدة
حذفراءعة هافن ادهشتني حقا في سرد الرواية برافوووووو
ردحذفأشكركِ حياتي
حذفاكثر من رائعة اعجز عن الوصف
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفحرام كاريتا وحرام فرعون لا هي قادرة اتعيش بزمن ولا هو قادر يترك اتروح لزمن رواية جميلة متحمسة لبارت يوم السبت سؤال رواية كم بارت و بعد ماركيز الشيطان لح لتنزل رواية حياتي سجن و عزاب
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفلغاية الآن لا أعرف كم بارت الرواية حسب طول البارتات التي سأكتبها لذلك ليس لدي عد محدد لكنها ليست طويلة
وبعد رواية ماركيز الشيطان سأكتب وحش الجبل من جديد وأنشرها
جميلة جدااا رائعة
ردحذفتوحشتك بزاف رواياتك وابداعك روووووعه حقيقة سحر الفرعون سحر خيالي بمعنا الكلمة
ردحذفتحفه بجد تحفه تسلم ايدك حبيبتي اتمنا كاريتا تحب الفرعون ومش تسيبه ابدا
ردحذفمن كنت أقرأ الفصول قلت أول رواية بطلها رومانسي وصبور الظاهر حسدتهم..👀لكن المهم انقذها بارت جميل وروعة مثلك حبيبتي..تحياتي لك
ردحذفمرحبا ... متشوقه اعرف بقيه الأحداث ودا انتظر السبت والأحد بفارغ الصبر .اكو فصل راح ينزل لو لا.
ردحذفنزلي بارت بليز اشتقت لها ومتحمسة الباقي🥰🥰🥰🥰🥰😘😘
ردحذفمتى بتنزلي البارت ؟
ردحذفالله عليكى هافن دايما مبدعه
ردحذف💋💋🥰🥰🥰❤️❤️❤️🌹🌹💐🌷❤️❤️🥰😍😍😍
ردحذف