رواية سحر الفرعون - فصل 15 - إيجاد طريقة العودة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. اريد اكمش كاريتا وابسطهه محد يلومني مو 🌚🌚💔💔💔
    زوجة الفرعون انت شلون تغامرين هجي وهو زيروس عنده اعداء هواي شلون صدقتي بسرعه 🌚😭

    ردحذف
    الردود
    1. لا ألومكِ كاريتا تستحق أن تفعلي ذلك بها
      سنرى غدا في بارت 16 الكارثة التي ستحدث معها

      حذف
    2. حاسة فرعون راح يشكة شك الصلع هاذة

      حذف
    3. سنرى قريبا ما سيحدث مع الجميع

      حذف
  2. فصل رائع أقوى فصل لحد الان من حيث البراعه في وصف الأحداث والحوارات تستحقين كل الشكر والتقدير .بانتظار المزيد من الابداع

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي وطريقة سردي لها

      حذف
  3. اكثر شي متلهفه اقرء عنه هو رده فعل الفرعون والقائد يا ترى شلون راح تكون الحوارات والأحداث.

    ردحذف
  4. أنا حاسة أن الفرعون قريب

    ردحذف
    الردود
    1. سنرى يا قلبي ما سيحدث في الأحداث القادمة

      حذف
  5. عايزة الطشهم كام قلم واشد شعرهم على غبائك ازاى يصدقوا خدامة وهى مرات الملك الفرعون وممكن تتقتلعارفة ان عنده اعداء وكمان الكاهن اداها انذار دى حمارة وبديل واسينا حمارة هى كمان بس حاسة ان الملك وقائده جنبهم يعنى هيوصلوا فى اللحظة دى بارت روووووووعة هفونتى يجنن كالعادة

    ردحذف
    الردود
    1. أتفهمكِ وهما فعلا يستحقان العقاب
      أشكركِ يا قلبي لأنكِ أحببتِ البارت

      حذف
  6. ملكة غبية قال لها الكاهن متصدق حتي شخص هذا درس لها حتي لا تعيدها

    ردحذف
    الردود
    1. سنرى ما سيحدث معها قريبا وإن كانت ستتعلم من هذا الدرس

      حذف
  7. شنو هل غباء الي عند كاريتا 🤦‍♀️

    ردحذف
  8. اعااااااااا غبيه غبيه كاريتا عايزة ضرب محصلش حذرها الكاهن ومسمعتش منو 😬😬😬😬حتى مهتمتش بخوف أسينا وفضلت مصممه على الهروب😬😬😬😬😤
    مستنيه البارت الجاي بفارغ الصبر وتسلم إيدك على البارت تحفه ياقلبي ♥️⚘♥️🌹🌹⚘🌹♥️⚘♥️⚘💝💐💖💝💐💐⚘♥️♥️⚘⚘⚘⚘⚘

    ردحذف
    الردود
    1. فعلا أخطأت جدا كاريتا
      أشكركِ يا قلبي لأنكِ أحببتِ البارت

      حذف
  9. تستاهلين ياكاريتا انتي واحدة غبيه جدا جدا جدا كيف تصدقين باحد بهاي السهوله وفوق ذلك الكاهن قد حذركي كمان...
    البارت كالعادة رائع ويجنن تسلم ايدك ❤

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ لأنكِ أحببتِ البارت يا قلبي
      ونعم كاريتا أخطأت جدااااااااااااااااا

      حذف
  10. الردود
    1. شكرااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  11. انتضر بارت جديد بفارغ صبر بس حياتي اكتبي لحضات حميمي بليز مثل قبل بالواتباد كنتي تكتبي بليز اكتبي لحضات 💗

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي فقط رواية سحر الفرعون لن أكتب بها بالتفصيل لحظات حميمة

      حذف
  12. بجد هافن انتى رائعه واكثر

    ردحذف
  13. ❤️❤️❤️❤️🥰🥰🥰🥰💋💋😍😍😍

    ردحذف

رواية سحر الفرعون - فصل 15 - إيجاد طريقة العودة

 

رواية سحر الفرعون - فصل 15 - إيجاد طريقة العودة



إيجاد طريقة العودة





أسينا**



استيقظت في الصباح الدافئ بإشراقة الشمس الجميلة وابتسامة سعيدة شقت ثغري.. ابتسامتي ملأت أعماقي بالفرح.. تنهدت بقوة وهمست بهيام

 

" بيدوس.... "

 

أغمضت عيناي وتذكرت بسعادة وبحياء ليلتي الحمراء مع زوجي المُثير.. على يديه تعلمت أشياء كثيرة لم أكن أتخيل بيوم بأنني سأفعلها.. تعلمت كيف أكون امرأته.. وتعلمت كيف أرضيه.. أصبحتُ له بالكامل.. بالكامل وبرضاي وبرغبتي..

 

" صباح الخير سيدتي "

 

فتحت عيناي بذعر وانتفضت جالسة وسترت صدري العاري بالغطاء ونظرت بذعر إلى الشيطانة بكاتا.. رأيتُها بغيظ تقف أمام سريري وهي تبتسم بسعادة وتتأملني بنظرات ماكرة..

 

نظرت إليها بغضب وهتفت بحنق بوجهها

 

" تباً بكاتا.. لقد أرعبتني.. كيف واللعنة دخلتِ إلى الجناح دون أن أشعر بكِ؟! "

 

قهقهت بخفة وقالت بخبث

 

" آسفة سيدتي أرعبتكِ.. لكنكِ كنتِ تحلمين بأحلام اليقظة ولم تنتبهي بأنني دخلت.. أخبريني.. كيف كانت ليلتكِ مع سيدي القائد؟ "

 

تأملتُها بنظرات حاقدة وهتفت بوجهها بحدة

 

" ليس من شأنكِ "

 

لدهشتي الكبيرة ضحكت بكاتا بمرح ثم غمزتني وقالت بخبث

 

" يبدو واضحا من علامات قُبلات القائد على عنقكِ وكتفيكِ بأن ليلتكِ مع زوجكِ كانت رائعة وحامية "

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة ثم التقطت الوسادة ورميتُها على وجهها وهتفت بغضب

 

" أيتُها المنحرفة لا شأن لكِ لتعرفي "

 

التقطت بكاتا الوسادة وهي تضحك بقوة ثم وضعتها على السرير وقالت

 

" ما ذنب الوسادة لترميها على وجهي المسكين سيدتي؟.. ثم تذكري سيدتي من شأني طبعاً أن أعرف فأنا أساعدكِ لكسب قلب زوجكِ الجذاب "

 

نظرت إليها بنظرات قاتلة وهمست لها بحدة من بين أسناني

 

" مُنحرفة.. إياكِ أن تتغزلي بزوجي أمامي.. أنا فقط من يحقُ لها فعل ذلك.. وقحة.. لا عجب بأنكِ ما زلتِ عانس ولم تتزوجي "

 

اختفى غضبي بسرعة وشعرت بتأنيب الضمير عندما رأيت بكاتا تتأملني بنظرات حزينة مُتألمة.. أحنت رأسها إلى الأسفل وقالت بحزن وبغصة

 

" من قال لكِ سيدتي بأنني عانس؟.. لقد تزوجت عندما كنتُ صغيرة.. تزوجت بعشقي الوحيد حاخميس.. لكنه مات في الحرب.. كنتُ حامل في شهري الثالث عندما وصلني خبر وفاته.. خسرت طفلي وزوجي في ذلك اليوم.. وخسرت قلبي وروحي معهما "

 

ترقرقت الدموع في عيناي ووقفت بسرعة ولففت الغطاء على جسدي واقتربت من بكاتا ونظرت إليها بألم وقلتُ لها بندم

 

" أعتذر بكاتا.. لم أكن أعلم بذلك.. آسفة لأنني جرحتكِ في الصميم.. لم أقصد.. سامحيني "

 

رفعت بكاتا رأسها وتأملتني بنظرات حنونة ثم مسحت دموعها بسرعة وقالت بغصة

 

" لا تعتذري مني سيدتي.. فكيف كنتِ ستعرفين بمعاناتي؟ "

 

شهقت بدهشة عندما عانقتُها بشدة ومسدت ظهرها بكلتا يداي وأرحت رأسي على كتفها وهمست لها بصدق

 

" أحبكِ بكاتا.. أنتِ بالنسبة لي بمثابة والدتي.. لن أجرح مشاعركِ بعد اليوم.. أعدُكِ "

 

ولدهشتي الكبيرة بادلتني العناق وقالت لي ببكاء

 

" سيدتي.. آلهتي الآباء شاهدون على صدق محبتي لكِ الكبيرة وبأنني أعتبركِ بماثبة ابنتي.. لن أحزن منكِ أبداً.. وأعدكِ سأحميكِ بروحي من أي شر "

 

ابتعدت عنها وتأملتُها بحنان بينما كنتُ أمسح دموعها.. ثم تأملتُها بسعادة وقلتُ لها برقة

 

" أنا شاكرة لأنكِ بجانبي.. لا أعلم صدقاً ما كان سيحدث لي من دونكِ! "

 

ابتسمت ابتسامة حنونة ثم تنهدت بعمق وقالت

 

" ما رأيكِ سيدتي أن أقوم بتجهيز الخلوة لكِ.. تحتاجين لحمام طويل فرائحة الجنس تملأ جسدكِ.. وجلبت لكِ عقار لمنع الحمل عليكِ أن تشربيه بسرعة "

 

توسعت عيناي واحمرت وجنتاي بشدة عندما ضحكت بكاتا بشدة ثم غمزتني وقالت بمرح

 

" لا أكذب سيدتي.. فرائحة القائد تفوح منكِ "

 

احمر وجهي أكثر خاصةً عندما ابتعدت عني ومشت بدلال باتجاه الخلوة وهي تقول بمرح

 

" ليتَ الشباب يعود.. "

 

قهقهت بخفة وهززت رأسي بعجز ثم شربت الدواء وانتظرت بكاتا لتُجهز لي الخلوة..

 

بينما كانت بكاتا تفرك لي شعري سألتُها بخجل

 

" هل تعلمين كيف أصبحت شقــ.. أعني خيتا.. كيف هي الآن؟ "

 

توقفت بكاتا عن فرك فروة رأسي وشعري وسمعتُها بدهشة تضحك بجنون.. التفت ونظرت إليها بدهشة فتوقفت عن الضحك وقالت

 

" المسكينة خيتا لم تنم طيلة الليل وهي تبكي من آلامها.. لقد دمرتِ الفتاة المسكينة ولم تتركِ عظمة بجسدها لم تحطميها.. القائد أرسل خمسة أطباء لمعالجتها و... "

 

شعرت بالحزن عندما سمعت عن وضع خيتا لكن عندما توقفت بكاتا عن التكلم تأملتُها بتعجُب وسألتُها

 

" و.. و  ماذا بكاتا؟! "

 

بلعت ريقها بقوة وتأملتني بقلق وقالت بهمس

 

" و.. و.. القائد ذهب لرؤيتها في غرفتها فور أن استيقظ و.. و.. ولم يتركها حتى عندما أمرني بالانصراف وأذهب لمساعدتكِ سيدتي "

 

ابتسمت برقة بينما كنتُ أفكر بحنان بمدى محبة القائد لشقيقته.. تأملتني بكاتا بصدمة وهتفت بذهول

 

" سيدتي... أنتِ تبتسمين؟!!.. لقد قلتُ لكِ بأن القائد بيدوس كان برفقة خيتا منذ الصباح الباكر.. كان واضحاً بأنه قلق جداً عليها.. قد تحصل تلك الفتاة على قلب القائد.. ماذا ستفعلين حينها سيدتي؟! "

 

تأملت بكاتا بعاطفة وشعرت بالسعادة لأنها فعلا قلقة عليّ من أن أخسر زوجي.. هي فعلا مُخلصة لي وأنا شاكرة لها ذلك.. ابتسمت لها برقة وأجبتُها بصدق

 

" لا تخافي.. سأحصل على زوجي قريباً.. ولا بأس إن ذهب بيدوس لزيارتها "

 

رغم ذهولها لم تعترض بل تابعت مساعدتي بالاستحمام..

 

ساعدتني بكاتا بارتداء فستان جميل ومثير ثم سرحت شعري وطلبت من الخادمات بجلب وجبة الفطور لي.. بعد مرور ساعة تقريباً سمعت طرقات على الباب بينما كنتُ أتحدث مع بكاتا واستمع إلى نصائحها بكيفية إغواء زوجي المثير..

 

وقفت بكاتا وذهبت وفتحت الباب بنفسها ورأيت رجل أصلع كبير في السن قليلا يتكلم معها ثم استدار وذهب.. أغلق الحراس الباب ورأيت بكاتا تنظر إليّ بعدم التصديق ثم هتفت بفرح

 

" سيدتي لن تصدقي ما أخبرني به للتو ذلك المغفل سخنو رئيس الخدم في البلاط الملكي هنا.. القائد بيدوس طلبكِ شخصياً لتكوني برفقته في المكتبة "

 

توسعت عيناي بذهول وسألتُها بصدمة

 

" لديكم مكتبة هنا؟!... "

 

قهقهت بكاتا بخفة وأجابتني

 

" بالطبع لدينا.. فالملك الفرعون يعشق العِلم والمعرفة وهو من أمر ببناء مكتبة كبيرة هنا في القصر ليتم الاحتفاظ باللفافات.. نحن نستخدم الكتابة في جميع شئون الحياة وفي الكتابات الدينية وعلى جدران المعابد والاهرامات.. ونستخدمها في الشئون العامة والأوامر الملكية.. وكذلك في التعليم وغيرها من شئون الحياة وأيضا في الأدب "

 

سقط فكي إلى الأسفل وتأملتُها بذهولٍ شديد.. تأملتني بكاتا بنظرات جامدة ثم هتفت بتوتر

 

" سيدتي يجب أن تذهبي وفي الحال لرؤية القائد.. فهو لا يحب الانتظار كثيراً "

 

وقفت وتبعتُها بشرود ورأيت الحراس يفتحون لنا الباب بعد أن طرقته بكاتا.. وما أن خطوت خطوتين إلى الخارج وقف الحراس بالصفين ومشوا لحراستنا في الأمام والخلف..

 

تبعت بكاتا وأنا أنظر أمامي بإعجابٍ كبير وبعد فترة وقفنا أمام باب ضخم للغاية يحرسه أربعة حُراس.. فور رؤيتهم لنا فتحوا الباب وأبعدوا الرماح وسمحوا لي بالدخول..

 

ما أن تخطيت الباب انتبهت بان بكاتا لم تدخل.. توقفت ونظرت إلى الخلف وقبل أن أسألها لماذا لم تدخل قالت لي بهمس وهي تشيرُ لي بيدها لأتقدم

 

" غير مسموح لي بالدخول إلى هنا برفقتكِ سيدتي.. سأنتظركِ هنا "

 

أومأت لها موافقة وفوراً أغلقوا الحُراس الباب.. نظرت إلى الأمام وشهقت بإعجاب بسبب ما رأيته.. رفوف كثيرة تم هندستها بطريقة جميلة جداً وبداخلها يوجد الكثير والكثير من اللفافات الورقية..

 

" أسينات... "

 

شهقت بذعر عندما سمعت صوت بيدوس يهمس برقة باسمي.. نظرت بسرعة ناحية الصوت ورأيت بيدوس يقف في وسط الغرفة الشاسعة وهو يتأملني بدهشة وإعجاب كبيرين


رواية سحر الفرعون - فصل 15 - إيجاد طريقة العودة

 

ابتسمت له بخجل ورأيتهُ يقترب ليقف أمامي ثم رفع يده اليمنى ولمس خدي الأيسر بأصابعهُ برقة وهمس بنبرة حنونة قائلا

 

" تبدين فاتنة جداً لبوتي "

 

نبض قلبي بعنف واحترق خدي بفعل لمسات أصابعهِ عليه.. لمس وجنتي برقة مُتناهية بأصبعه السبابة وأنزلهُ ببطء ولمس شفتاي بنعومة ثم تحرك إلى الأسفل وأمسك بطرف ذقني بأصابعه ورفع رأسي بهدوء وتأملني في عمق عيناي بنظرات حنونة جعلت قلبي ينبض بجنون بسببها..

 

" أسينات... لبوتي الجميلة "

 

همس بيدوس برقة بتلك الكلمات ثم أغمض عينيه وأخفض رأسه.. وباستسلام كُلي أغمضت عيناي واستسلمت لقبلتهِ الرائعة..

 

قبل شفتاي برقة ونعومة أفقدتني تركيزي وجعلت ركبتاي ترتعشان بقوة بلذة.. تأوهت برقة بينما كان يُحرك شفتيه بتناغم على خاصتي.. بادلتهُ القبلة بسعادة ورفعت كلتا يداي وحاوطت عنقهُ بهما..

 

ودون أن أشعر اقتربت منهُ خطوة والتصق صدري بصدرهُ العضلي الضخم والجميل.. تأوه بيدوس بقوة ثم توقف عن تقبيلي وأسند جبينهُ على خاصتي وقال وهو يلهث بقوة

 

" أريدُكِ الآن أسينات الجميلة.. أريدُكِ زوجتي "

 

فتحت عيناي وتأملتهُ باستلام ولم أعترض عندما جذبني باتجاه الحائط وجعل ظهري يلتصق به.. ولم أعترض عندما أخفض حمالات فستاني عن كتفاي.. ولم أعترض عندما جردني بالكامل من ملابسي.. ولم أعترض عندما مارس معي الحُب بجنون وهو يرفعني بذراعيه وساقاي تحاوطان خصره..

 

سالت دموعي على وجنتاي بسبب مُتعتي الكبيرة وكمية المشاعر التي شعرت بها بين يديه.. استسلمت له بجنون ولم أتوقف عن التأوه بمتعة وبسعادة بين يديه..

 

عندما أفرغ سائلهُ بداخلي جلس على الأرض وأنا في حضنه.. تأملنا بعضنا البعض بهدوء وبصمت وبرقة..

 

أبعد خصلات شعري عن وجهي وثبتها بخفة خلف أذني وهمس قائلا

 

" لبوتي الجميلة.. لماذا تنظرين إليّ بتلك الطريقة الساحرة؟ "

 

احمرت وجنتاي بشدة وأجبته بصدق

 

" لون عيناك جميل وغريب.. أعني هي جميلة "

 

ابتسم برقة وأجابني

 

" ورثتُها عن والدتي.. أمي لم تكن من كمت بل كانت ابنة وزير في مملكة الإغريق "

 

تنهد بقوة ثم أبعدني عنه ووقف وساعدني لأقف.. ولخجلي الكبير ساعدني بارتداء فستاني ثم سرح شعري بأصابعه وعندما انتهى قال باستحسان

 

" هكذا أفضل "

 

تأملتهُ بحياء فقهقه بقوة ثم أمسك بيدي وسألني

 

" هل تُجدين قراءة الهيروغليفية؟ "

 

عقدت حاجباي ونظرت إليه بتفكيرٍ عميق وأجبته بشرود..

 

" لا أدري!! "

 

تذكرت بأنني سابقا قمتُ بقراءة نقوش على جدرا ذلك المعبد الذي كنتُ به عندما استيقظت.. لكن ربما تخيلت ذلك!!.. لستُ أدري!!..

 

أمسك بيدوس بيدي وقال لي وهو يسحبني بهدوء لأمشي أمامه

 

" خُذي لفافة من هذا الرف وافتحيها "

 

ثم أوقفني بيدوس أمام تلك الرفوف.. التفتت ونظرت إليه بدهشة


رواية سحر الفرعون - فصل 15 - إيجاد طريقة العودة

 

وسألتهُ بتعجُب

 

" هل أنتَ جاد؟.. تريدني أن أمسك بلفافة أثرية عمرها ألاف السنين وأحاول قراءتها؟! "

 

قهقه بخفة وأجابني بمرح

 

" أولا في زمني حاليا اللفافة عمرها سنوات قليلة.. تذكري لبوتي أنتِ حالياً في زمني وليس في المستقبل "

 

اختفت ابتسامتهُ المرحة عندما تأملتهُ بغصة وبحزن.. وحتى لا أجعلهُ يحزن نظرت إلى الرف أمامي وأمسكت بلفافة وشهقت بسعادة لا توصف عندما فتحتُها وهتفت بحماسٍ شديد وبسعادة

 

" اااااااااعه.. إلهي.. أنا فعلا أمسك بلفافة أثرية الآن بين يداي.. لفافة مصنوعة من أوراق البردي والتي انتشر صيت صناعتها في مصر نظراً لتوفر نبات البردي في مصر.. وكانت تلك الأوراق عبارة عن سيقان البردي الملصقة ببعضها رأسيا وكان يُكتب عليها بالمداد الأسود والأحمر بالبوص "

 

سقط فك بيدوس إلى الأسفل وتأملني بذهولٍ تام.. قهقهت بخجل وقلتُ له بحياء

 

" مصر هي كمت.. هكذا أصبح اسمها في زمني.. ثم أنا كنتُ متفوقة في جامعتي.. تعلمت عن الأوراق في عهد الفراعنة في سنتي الأولى في الجامعة.. كنتُ أتنافس أنا و كريتا على من ستحصل عـلى أعلى درجات فــ... "

 

توقفت عن التكلم عندما توسعت عيون بيدوس أكثر بذهول وهمس بتعجُب قائلا

 

" مصر!!.. جامعة!!.. ما هي الجامعة؟! "

 

قهقهت بخفة وأجبته

 

" لديكم بالطبع مدرسة هنا.. درست ذلك أيضا في جامعتي.. والجامعة هي مؤسسة للتعليم العالي والأبحاث.. وتمنح شهادات أو إجازات أكاديمية للخريجين و... "

 

توقفت عن التكلم عندما كاد فكه أن يلمس الأرض بسبب ذهوله.. تنهدت بقوة وأجبته باختصار مُفيد

 

" الجامعة هي تكملة للدراسة المدرسية.. فهمت ما أعنيه؟! "

 

" نعم.... "

 

أجابني بهمس وقهقهت بخفة لأنني عرفت بأنه لم يفهم ما أحاول شرحهُ له.. فتحت اللفافة بكاملها ونظرت بذهول إلى الرموز الهيروغليفية وشعرت بالخوف عندما بسهولة تامة بدأت بقراءتها...

 

" لبوتي الجميلة.. أنتِ تجدين قراءة الهيروغليفية!.. هذا رائع "

 

رفعت رأسي ونظرت إليه بذهول.. وبصدمة كبيرة رأيته يقترب ووقف بجانبي وبدأ يقرأ ما كُتب من رموز على تلك اللفافة.. هذه المرة كان دوري ليسقط فكي إلى الأسفل.. وعندما انتهى من القراءة هتفت بصدمة كبيرة له

 

" أنتَ تُجيد القراءة؟!!!.... "

 

ابتسم بغرور وأجابني ببساطة

 

" نعم.. فقد تعلمت الهيروغليفية منذ صغري.. لماذا أنتِ مُتفاجئة؟.. هل ظننتِ بأنني جاهل؟ "

 

في الحقيقة نعم سبق لي وفكرت بذلك فعلا.. لكن طبعاً لم أستطع قول الحقيقة له.. داعب بيدوس خدي بأنامله برقة وقال بنبرة هادئة

 

" أنتِ لا تعرفين عني شيئا لبوتي.. ربما قريباً قد تكتشفين كل شيء عني "

 

قبلني قبلة صغيرة وسريعة على وجنتي ثم كلمني بهدوء

 

" جلبتُكِ إلى هنا حتى أرى إن كنتِ تُجدين القراءة وكان حدسي صحيح.. لذلك سأسمح لكِ باستعارة اللفافات وتستمتعي بقراءتها في جناحكِ لقتل الملل لبوتي.. إن أردتِ يوجد مخطوطات عن الأدب القصصي.. منها قصتي المُفضلة عن الفلاح الفصيح.. سوف تعجبكِ "

 

لم أسمع أبداً ولم أدرس في جامعتي عن تلك المخطوطة.. نظرت بسعادة إلى بيدوس وسألتهُ بلهفة

 

" عن ماذا تدور أحداث قصة الفلاح الفصيح؟ "

 

تأملني بيدوس بحنان ثم التفت واقترب من الرفوف وتأمل اللفافات بدقة ثم ابتسم بسعادة وسحب لفافة واستدار وتأملني بنظراتهِ الجميلة وأجابني بنبرة حنونة

 

" سأخبركِ باختصار عنها.. الفلاح الفصيح هي قصة قديمة عن فلاح يدعى خن-أنوب عاش في عهد الأسرة التاسعة أو العاشرة في اهناسيا.. وهذا الفلاح المسكين تعرض لاعتداء من قبل نبيل يدعى رينسي بن ميرو.. ولن تتخيلي لبوتي ما حدث للفلاح بعدها.. لذلك أنصحكِ بقراءة قصته سوف تُعجبكِ "

 

سلمني اللفافة ثم طلبت منه بلهفة ليختار لي على ذوقه قصة أخرى.. وطبعا اختار لفافة أخرى وسلمني إياها وقال لي بحنان

 

" ستعجبكِ لبوتي هذه القصة أيضا.. لقد كتبها الحاكم حتب في عهد الأسرة الثالثة.. هي المفضلة لدى شعب كمت "

 

ثم اختار لي قصة ثالثة وسلمني لفافتها وطلب مني لأعود برفقة بكاتا والحُراس إلى جناحي.. قبلني على شفتاي برقة قبل خروجي من المكتبة فبادلتهُ القبلة بسعادة وخرجت بفرحٍ كبير واتجهت نحو جناحي..

 

كنتُ نائمة على بطني على السرير اقرأ اللفافة الأخيرة بسعادة وأنا أسند وجنتاي بيداي.. كانت قصتي الأخيرة عن الفلاح الفصيح..

 

تبدأ القصة بتعثر الفلاح خن-أنوب وحماره في أراضي النبيل رينسي بن ميرو.. فاتهمه المشرف على الأرض نمتيناخت بإتلاف الزرع وأرضه.. وبأن حماره أكل من زرع النبيل.. فأخذ الحمار واعتدى على خن-أنوب بالضرب..

 

 ذهب خن-أنوب إلى النبيل رينسي بالقرب من ضفة النهر في المدينة وأثنى عليه وبث له شكواه.. فطالبه النبيل بأن يحضر شهود على صحة كلامه.. إلا أن خن-أنوب لم يتمكن من فعل ذلك..

 

النبيل أعجب بفصاحة الفلاح وعرض الأمر على فرعون وأخبره عن بلاغة الفلاح.. فأعجب الملك الفرعون بالخطاب وأمره بأن يقدم عريضة مكتوبة بشكواه..

 

وظل الفلاح خن-أنوب لتسعة أيام يتوسل للعدالة بعد أن استشعر التجاهل من قبل النبيل.. أهان خن-أنوب النبيل فعوقب بالضرب من جديد.. فرحل الفلاح المحبط وهو يشعر بالحزن الشديد على خسارتهِ لكرامتهِ وحماره..

 

إلا أن النبيل أرسل إليه من يأمره بالعودة وبدل من أن يعاقبه على وقاحته أنصفهُ وأمر بإعادة الحمار للفلاح وأعجابًا منه بفصاحتهِ عينه مشرفًا على أراضيه بدلاً من المشرف الظالم نمتيناخت..

 

تنهدت بسعادة وأغلقت اللفافة ونظرت أمامي بسعادة.. حياة الفراعنة جميلة جداً.. فهي تختلف كلياً عن ما كنتُ أتخيلهُ سابقاً..

 

تنهدت بسعادة وانتظرت بلهفة وقت زيارة بيدوس لي..

 

انفتح باب جناحي ودخل بيدوس إلى الغرفة بهدوء.. وقفت بسرعة وأمسكت باللفافات واقتربت منه قائلة بسعادة كبيرة دون أن أنتبه لنظراتهِ الجادة والحزينة وبأنه يرتدي زيه العسكري الرسمي

 

" بيدوس.. لقد أحببت القصص.. أشكرك لأنك سمحتَ لي باستعارة اللفــ.. "

 

توقفت عن التكلم وتجهم وجهي وتأملت بيدوس بصدمة عندما قاطعني بحزن قائلا

 

" أسينات.. لبوتي الجميلة.. أنا سعيد لأنكِ أحببتِ القصص لكن.. أنا يجب أن أذهب برفقة الفرعون الملك.. سأغيب عنكِ لمدة أسبوع تقريباً "

 

فتحت فمي بدهشة كبيرة وتأملتهُ بحزن


رواية سحر الفرعون - فصل 15 - إيجاد طريقة العودة

 

شعرت بقلبي يسقط بين قدماي خاصةً عندما اقترب بيدوس مني وسحب اللفافات ووضعها على الطاولة ثم أمسك كتفاي وقال بهدوء

 

" سأشتاق إليكِ بجنون لبوتي.. و... "

 

قاطعتهُ بألم قائلة وبغصة

 

" سوف تتركني هنا بمفردي!!.. إلى أي أنتَ ذاهب؟!.. يمكنني أن أرافقك.. أعدُك لن تشعر بوجودي سأكون عاقلة و... "

 

قهقه بخفة وداعب وجنتي برقة بأنامله وقال

 

" أنا و أنتِ نعلم جيداً بأنكِ لن تكوني عاقلة لبوتي.. ثم سأذهب برفقة الملك إلى ممفيس.. لا أستطيع البقاء هنا وعدم الذهاب برفقته.. وظيفتي الأولى كقائد هي حماية الفرعون.. ولكن لدي مفاجئة لكِ.. الملك سمح لكِ بزيارة الملكة زوجته.. إن أردتِ يمكنكِ الذهاب لرؤيتها بعد قليل.. طلبت من بكاتا لتصطحبكِ إلى جناح الملكة.. ما رأيكِ؟ "

 

تأملتهُ بدهشة كبيرة ثم هتفت بحماس وبفرحٍ كبير

 

" حقا بيدوس!!..يمكنني رؤية كاريتا!!.. شكراً.. شكراً لك "

 

قفزت عليه وعانقتهُ بشدة وقبلت عنقه ودفنت رأسي به.. تأوه بيدوس باستمتاع ثم بادلني العناق بقوة.. وقفنا لدقائق طويلة مُتعانقين ونحتضن بعضنا بشدة..

 

أبعدني بيدوس عنه قليلا ثم حاوط وجنتاي بيديه ونظر في عمق عيناي وقال بحنية

 

" سأشتاق إليكِ لبوتي.. كوني بخير.. لن أتأخر كثيراً عليكِ "

 

وبصدق ومن أعماق قلبي أجبته

 

" سأشتاق إليك أكثر.. لا تتأخر بالعودة.. سأنتظر عودتك بفارغ الصبر "

 

تأملني بدهشة ثم جذب وجهي وسحق شفتاي بقبلة جعلتني أرتعش بقوة بسبب جمالها.. فصل القبلة ونظر إليّ بنظراتهِ الحنونة والجذابة ثم قبل جبيني وابتعد عني وقال

 

" سلمي اللفافات للحراس سوف يعيدونها إلى مكانها.. انتبهي على نفسكِ لبوتي.. أراكِ قريبا "

 

رافقته بألم باتجاه الباب وعندما فتحهُ الحراس وقبل أن يخرج بيدوس اقتربت منه وعانقته بقوة ودفنت رأسي بصدره العريض..

 

عانقني بقوة ومسد ظهري بيديه ثم همس بحزن

 

" لبوتي.. لقد تأخرت على الملك.. يجب أن أذهب "

 

ابتعدت عنه رغماً عني وتأملنا بعضنا بحزن.. ابتسمت له بحزن وقلتُ له بغصة أليمة

 

" اذهب.. سأكون بخير وبانتظارك "

 

تأملني بنظراتهِ الجميلة الحنونة ثم تنهد بعمق واستدار وغادر المكان.. ركضت إلى الشرفة وتأملت بحزن بيدوس يخرج من القصر برفقة الفرعون والحُراس.. وبعد دقائق دخلت بكاتا وقالت

 

" سيدتي.. حان الوقت لزيارتكِ للملكة "

 

استدرت وتأملتُها بسعادة ورافقتُها إلى جناح كاريتا..

 

 

كاريتا**

 

انفتح باب جناحي ورأيت بسعادة أسينا تدخل.. ابتسمت بسعادة وهتفت بفرح

 

" أسيناااااااااااا.... "

 

ركضنا معاً وتعانقنا بشدة للحظات طويلة.. ابتعدت عن أسينا ورأيتُها تبكي.. تأملتُها بذهول وسألتُها بقلقٍ شديد

 

" أسينا.. لماذا تبكين؟ "

 

أمسكت بكلتا يداي وشهقت بقوة وقالت ببكاء

 

" اشتقتُ لكِ كاريتا.. واشتقت لعائلتي.... "

 

تأملتُها بحزن وساعدتُها لتجلس ثم جلست بجانبها وقلتُ لها بألم

 

" اشتقتُ لكِ أيضاً.. واشتقت لوالدي.. لا تبكي أسينا.. هل تعلمين بأن الفرعون وعدني بجلب والدي من المستقبل إلى هنا؟ "

 

توقفت أسينا عن البكاء وتأملتني بذهول وهمست بصدمة

 

" ماذا؟!.. كيف ذلك!!.. أعني هل حقاً سيفعل ذلك من أجلكِ؟.. لماذا لا يُعيدنا إلى المستقبل بدلا من جلب والدكِ إلى هنا؟!!! "

 

تأملتُها بحزن وأجبتُها بغصة

 

" لقد أخبرني بصدق بأنه لا يستطيع إعادتي إلى المستقبل.. قال لي بأنه لا يوجد طريقة ليفعل ذلك.. ولكنهُ وعدني بجلب والدي.. ما رأيكِ عندما يعود الفرعون سأطلب منه بجلب عائلتكِ كذلك "

 

تأملتني أسينا بحزن ثم أجهشت بالبكاء المرير.. تأملتُها بألم ثم بكيت بتعاسة عندما عانقتني أسينا وهتفت بمرارة وهي تشهق

 

" أريد أن نعود معاً إلى عالمنا كاريتا.. لا أريد البقاء هنا.. أنا خائفة.. خائفة جداً.. أنا و أنتِ لا ننتمي إلى هنا.. هل غسل دماغكِ ذلك الفرعون؟!.. ربما هو يكذب عليكِ!.. ماذا لو كان فعلا يكذب؟!!.. أنا خائفة كاريتا.. علينا أن نهرب ونجد طريقة لنعود بها إلى زمننا "

 

مسحت دموعي وشهقت بقوة وأجبتُها ببكاء

 

" حاولت الهروب وهو قتل حُراسه بسببي.. وأخبرني إن هربت من جديد سيقتل الجميع.. لا أريد أن أتسبب بموت أحد إن هربت.. أنا أيضاً خائفة.. ولكن لا أظن بأن الفرعون كذب عليّ.. أعتقد بأنه وللأسف لا يوجد طريقة لنعود بها إلى المستقبل.. لذلك الحل الوحيد بأن أطلب منه بجلب والدي وعائلتكِ إلى هنا.. ما رأيكِ؟ "

 

ابتعدت أسينا عني ومسحت دموعها وقالت بثقة

 

" لا تصدقيه كاريتا.. أنا متأكدة بأنهُ يوجد طريقة لنعود بها إلى المستقبل.. أنا لا أثق بالفرعون ولا بــ.. بقائده "

 

لفظت أسينا كلمة قائده بألم ثم أجهشت بالبكاء أمامي.. تأملتُها بألم وعانقتُها برقة وربت بخفة على ظهرها ثم مسدت خصلات شعرها وقلتُ لها بحنان

 

" توقفي أسينا عن البكاء ودعينا نفكر بإجاد طريقة لنعود بها إلى المستقبل "

 

توقفت أسينا عن البكاء ورفعت رأسها وتأملتني بدهشة قائلة

 

" أنتِ جادة!!.. لن تستسلمي وستبحثين عن حل لنا لنعود إلى زمننا!... "

 

أومأت لها موافقة فابتسمت بوسع وقالت بسعادة

 

" هذه هي كاريتا والتون التي أعرفها.. أحسنتِ صديقتي.. والآن أخبرني بالتفصيل الممل ما حدث معكِ منذ البداية لغاية اليوم في قصر الفرعون الوسيم "

 

تأملتُها بخجل ثم ابتسمت برقة وبدأت أخبرها بالتفصيل الممل ما حدث معي منذ بداية انتقالي إلى هنا لغاية اليوم.. عندما انتهيت رأيت أسينا تتأملني بنظرات مذهولة ومصدومة.. احمرت وجنتاي بخجل وسألتُها بحياء

 

" ماذا؟!.. لماذا تنظرين إليّ بتلك الطريقة؟!!... "

 

تأملتني بحزن ورأيت بذهول دموعها تسيل على وجنتيها وسمعتُها بصدمة تقول بصوتٍ مبحوح وبألم

 

" الفرعون يختلف كلياً عن قائدهُ الهمجي.. فذلك القائد اغــ.. اغتصبني كاريتا.. امتلكني بالقوة رغماً عن إرادتي بعد أن هددني لأتزوج منه.. وأنا بحماقة قررت أن أكسب قلبه واستسلم له بإرادتي.. و..... "

 

وبصدمة كبيرة سمعت أسينا تُخبرني بالتفصيل بما حدث معها منذ بداية استيقاظها في ذلك المعبد لغاية اليوم.. انسابت دموعي على وجنتاي وبكيت حُزنا عليها عندما انتهت من سرد الأحداث وأجهشت بالبكاء..

 

عانقتُها بشدة وهمست لها ببكاء

 

" آسفة أسينا.. ما حدث لكِ كلهُ بسببي.. لو لم نتصالح ولم تكوني برفقتي في الجيزة ما حدث لكِ ذلك وانتقلتِ برفقتي إلى هنا.. سامحيني "

 

شهقت أسينا بقوة وقالت لي من بين شهقاتها

 

" لا تكوني سخيفة كاريتا.. ليس ذنبكِ.. فهذا قدرنا معاً.. مستحيل أن ألومكِ في يوم.. أرجوكِ لا تُلقي باللوم على نفسكِ.. المُلام الوحيد هو فرعونكِ الوسيم وقائدهُ المومياء "

 

قهقهت رغماً عني عندما سمعت وصف أسينا للقائد.. ابتعدت عنها ومسحت دموعها وقلتُ لها برقة

 

" يجب أن نتوقف عن البكاء ونفكر مالياً.. الفرعون سمح لي برؤيتكِ متى ما رغبت بذلك.. ولكنهُ نسي أمر مُهم جداً.. هو لم يأمر حُراسه بعدم السماح لي بالخروج من جناحي والذهاب إلى جناحكِ لزيارتكِ.. لذلك سأستغل الفرصة وفي غيابه سنبحث عن طريقة للعودة إلى المستقبل "

 

تأملتني أسينا بسعادة وبدأنا نُخطط معاً كيف ستكون تحركاتنا قبل عودة الفرعون وقائده إلى هنا...

 

في الصباح وقفت أمام حُراس جناحي وهتفت بغضبٍ بارد بهم

 

" أفسحوا لي بسرعة.. أريد رؤية صديقتي.. تحركوا من أمامي "

 

أخفض الحُراس رؤوسهم وتكلم المسؤول عنهم قائلا بتوتر

 

" سمو الملكة.. الملك الفرعون أمرنا بعدم السماح لكِ من الخروج من الجناح و لدينا أوامر من المُحترم سخنو بــ.. "

 

قاطعتهُ بغضبٍ عاصف هاتفة بوجهه

 

" إياك أن تعترض أوامري.. سأطلب من زوجي ليقطع لك رأسك إن لم تُنفذ أوامري.. ثم أين هو هذا المدعو سخنو؟.. أريدهُ أمامي وفي الحال "

 

ارتعشت نختار بذعر وقالت لي بخوف

 

" سمو الملكة.. سخنو هو رئيس الخدم في البلاط الملكي هنا.. و... "

 

قاطعتُها قائلة بأمر

 

" اذهبي بسرعة واطلبي من سخنو ليأتي فوراً إلى هنا "

 

أومأت لي موافقة ثم أحنت رأسها باحترام وفرت راكضة من أمامي.. علمتني أسينا في الأمس كيف أتكلم معهم وأتعامل.. يجب أن أريهم بأنني الملكة في غياب الفرعون والمسؤولة عن البلاط الملكي في غيابه..

 

كنتُ بداخلي أرتعش من الخوف ولكن قررت أن أكون قوية لأجد طريقة للهروب من هنا والعودة إلى المستقبل..

 

دقائق قليلة رأيت رجل في عقده الرابع من العمر يركض مًسرعا في الممر وخلفه نختار.. وقف أمامي وانحنى باحترام ثم استقام وقال بصوتٍ مهزوز

 

" سمو الملكة.. هل طلبتِ رؤيتي؟ "

 

رفعت رأسي وتأملتهُ بكبرياء قائلة

 

" أنت.. اجعل هؤلاء الأغبياء يبتعدون من أمامي قبل أن أقوم بأمر قطع رؤوسهم اليوم قبل الغد "

 

توسعت عينيه بذعر وقال بتلعثم

 

" ســ.. سمو الملكة.. لــ.. لمــ.. لماذا؟ "

 

تأملتهُ بغضب وهتفت بحنق

 

" تحرك وابعدهم من أمامي وإلا أمرت بقطع رأسك بدلا عنهم "

 

حسناً هنا قمتُ بالارتجال.. فصديقتي أسينا لم تُعلمني قول ذلك.. رأيت سخنو يرتعش بخوف وقال لي بذعر

 

" لكن جلالة الملكة.. الملك الفرعون أعطى أوامر بعدم السماح لكِ من الخروج من الجناح و... "

 

قاطعتهُ بغضبٍ حقيقي هنا قائلة

 

" لكنهً لم يمنعني عن رؤية صديقتي أسينا.. وأنا أرغب برؤيتها الآن.. ثم الفرعون لم يُحدد أين سأراها.. لذلك أبعدهم من أمامي وفي الحال "

 

تأملني بصدمة كبيرة ثم ارتعش بخوف بسبب نظراتي الغاضبة وبسعادة لا توصف سمعتهُ يأمر الحُراس ليبتعدوا من أمامي.. ولدهشتي فعلوا.. ابتسمت بخبث ونظرت بحدة إلى سخمو.. ما اسمه؟!!.. سخينو!!.. أوه لا سخنو.. نظرت إليه بحدة وقلتُ له بأمر

 

" أريدُك أن تُجهز لي مكان جميل في الحديقة.. أرغب بتناول وجبة الفطور برفقة أسينا هناك.. إياك أن تتأخر وإلا قطعت رأسك بنفسي "

 

حسناً فكرة قطع الرأس هي من أفكار أسينا الشريرة صديقتي.. أنا بطبعي لا أُحب العنف.. لكن يبدو بأن ما علمتني إياه في الأمس قد نجح.. إذ انحنى سخنو برعب أمامي وقال بذعر

 

" كما تأمرين جلالة الملكة "

 

صرفتهُ بسعادة ومشيت برفقة نختار نحو جناح أسينا.. ولكن للأسف وبقهر رأيت هؤلاء الحراس الأغبياء يمشون خلفي لحراستي..

 

لا بأس سأجد طرقة لأتخلص منهم قريباً وأهرب من هنا برفقة أسينا.. وقفت أمام جناحها ورأيت الحراس يفتحون لي الباب ثم ابتعدوا بسرعة.. وقبل أن أدخل نظرت إلى نختار وقلتُ لها بنبرة حنونة

 

" انتظريني هنا نختار "

 

تأملتني بذهول وحاولت الاعتراض لكن لم أستمع إليها بل استدرت ودخلت إلى جناح أسينا..

 

قهقهنا بقوة عندما أخبرت أسينا بما حدث وبأن خطتها قد نجحت.. أمسكت بيدي وقالت بسعادة

 

" هذه أول خطوة لنا.. الخطوة الثانية سنذهب إلى المكتبة ونرى المخطوطات.. ربما نجد شيئا قد يساعدنا "

 

تأملت أسينا بهدوء وقلتُ لها بتعجُب

 

" ما زلتُ لا أفهم كيف نستطيع قراءة الرموز!!.. ألا تظنين بأن ذلك غريب! "

 

هزت أسينا كتفيها بعدم اكتراث وأجابتني

 

" ربما هذه هبة لنا من الآلهة "

 

وافقتُها الرأي ثم خرجنا إلى الجناح باتجاه حديقة القصر.. استمتعت بوقتي جداً برفقة أسينا بينما كان الخدم يقدمون لنا الفاكهة بعد أن انتهينا من تناول وجبة الفطور..


رواية سحر الفرعون - فصل 15 - إيجاد طريقة العودة

 

ولكن بينما كانت أسينا تُخبرني عن خادمتها بكاتا بهمس رأيت كاهن يقف خلف شجرة وهو يسترق النظر إليّ.. تأملتهُ بتعجُب وعرفت بأنه كاهن بسبب صلعته والرداء الذي كان يرتديه ولأنهُ نفسهُ الكاهن الذي زوجني بالفرعون..

 

وقفت وقلت لـ أسينا لتنتظرني واقتربت بهدوء باتجاه الكاهن.. عندما شاهدني أقترب تعجبت من ردة فعله إذ خرج من مخبئه المكشوف أصلا ووقف أمامي وانحنى باحترام ثم استقام وتأملني بنظرات هادئة..

 

وقفت أمامه وتأملتهُ بهدوء وبتعجُب.. وسمعتهُ بدهشة يقول لي

 

" سمو الملكة.. لا تحاولي البحث عن طريق العودة.. الآلهة وحدها من تقرر ذلك "

 

عقدت حاجباي وتأملتهُ بصدمة كبيرة.. كيف واللعنة عرف ذلك؟!!.. وبذهول عجيب سمعتهُ يتابع قائلا بنبرة هادئة عملية مُحترمة

 

" إن فعلتِ سيتغير مُستقبلكِ ومُستقبل الفرعون.. أرجوكِ أزيلي الفكرة من رأسكِ.. لا تُدمري كل شيء بيديكِ "

 

توسعت عيناي وتأملتهُ بخوف وهمست له

 

" ماذا تعني؟! "

 

تأملني بحزن قائلا

 

" الآلهة الآباء اتخذوا القرار وأعادوكِ إلى الملك.. تم قتلكِ برفقة شقيقتكِ قبل أسبوع من وجودكِ هنا.. الكاهن الخائن هو من أرسل ليتم قتلكِ.. الفرعون لعنهُ بنفسه ولكنه لم يكتشف بأن الكاهن تسبب بموتكِ و... "

 

قاطعتهُ برعب قائلة

 

" ما الذي تتفوه به؟!!.. أنا ليس لدي شقيقة.. ثم أنا لم أمُت.. ما هذه الخرافات التي تفوهتَ بها الآن؟!!!.. "

 

تأملني بحزن قائلا

 

" صدقيني سموكِ.. تم قتلكِ برفقة شقيقتكِ.. الكاهن الخائن والممنوع علينا بلفظ اسمه أمر بقتلكِ قبل أن تصلي إلى البلاط الملكي ويراكِ الفرعون.. والآلهة غضبت واستجابت لصلوات الملك الفرعون وأعادتكِ من المستقبل.. ذلك الخائن الكاهن كانت تجمعهُ علاقة بتلك الشريرة.. وهو رأى المستقبل ووجودكِ وتصرف وأرسل من يقتلكِ وشقيقتكِ.. أمر بقتل كل من هم برفقتكِ.. ثم رأى المستقبل وبأن الآلهة ستعيدكِ من المستقبل وحاول قتل الفرعون "

 

تأملتهُ برعب وهمست له بخوف

 

" أنتَ مجنون.. لا تقترب مني بعد الآن وتتكلم معي "

 

استدرت لأهرب منه عائدة إلى أسينا لكن تجمدت برعب بأرضي عندما سمعتهُ يهتف بخوف قائلا

 

" احذري من العقارب السامة سمو الملكة.. فهي قريبة جداً منكِ.. لا تثقي بأحد سوى بشقيقتكِ.. انتظري عودة الفرعون أرجوكِ.. انتظريه "

 

التفت إلى الخلف ونظرت إليه بفزع.. إنه مجنون.. هززت رأسي بالرفض ونظرت أمامي وركضت ووقفت أمام أسينا أتأملها بخوف..

 

وقفت أسينا ونظرت بقلق إليّ وهمست بخوف

 

" كاريتا.. تبدين شاحبة جداً.. أنتِ بخير؟! "

 

أمسكت بكلتا يديها وضغطت عليهما بقوة وهمست لها بخوف

 

" دعينا نصعد إلى جناحي بسرعة.. ساعديني أسينا "

 

تأملتني بذعر وساعدتني بالدخول إلى القصر.. دخلنا إلى جناحي وصرفت أسينا بغضب نختار وأمرت الحراس بإغلاق الباب ثم ساعدتني بالجلوس وجلست قرفصاء أمامي وقالت بقلق

 

" كاريتا ماذا حدث لكِ؟.. ماذا قال لكِ ذلك الكاهن حتى أخافكِ؟ "

 

تأملتُها بتوتر وأجبتُها

 

" لا داعي للقلق.. هو مجنون.. أنا فقط شعرت بالإرهاق.. نامي بجانبي أسينا لو سمحتِ "

 

تأملتني بحنان وساعدتني لأقف ومشينا نحو السرير ثم ساعدتني لأتسطح وخلعت الحذاء عن قدماي ثم تسطحت بجانبي وعانقتني وهمست لي برقة

 

" نامي صديقتي.. سأبقى بجانبكِ "

 

تأملتُها بامتنان وأغمضت عيناي وعانقتُها بدوري وتمنيت لو فعلا أسينا كانت شقيقتي وغرقت بنومٍ عميق..

 

في اليوم الثاني كنتُ أمشي برفقة أسينا في الحديقة وخلفنا نختار و بكاتا والحراس.. جلست في الظهيرة في الحديقة وتناولت وجبة الغداء برفقة أسينا وكالعادة خلفنا يقفون الخدم بانتظار أوامرنا..

 

كانت أسينا مشغولة قليلا بالتكلم مع بكاتا عندما فجأة سمعت صوت فتاة بأذني تهمس قائلة

 

" سمو الملكة.. سوف أساعدكِ لتهربي من هنا.. انتظريني في الخلوة الخاصة بالأميرات بعد يومين في المساء.. سأتكفل بحُراسكِ واجعلي نختار بعيدة عن جناحكِ "

 

التفت بسرعة إلى الخلف ورأيت فتاة سمراء جميلة تقف خلفي وهي مُنحنية الظهر وتدعي بأنها تحاول اصلاح صندلها.. تأملتني بنظرات لطيفة وقالت بهمس

 

" اسمي باهيت سمو الملكة.. وتذكري بعد يومين انتظريني في خلوة الأميرات بعد أن تتناولين وجبة عشاءكِ.. سأتكفل بالحُراس.. الخلوة في الطابق الثاني في الجناح الشرقي.. سوف أساعدكِ جلالتكِ لتهربي لأنني أحببتكِ "

 

استقامت تلك المدعوة باهيت بسرعة عندما سمعت أسينا تُكلمني

 

" كاريتا.. أنتِ بخير؟ "

 

التفت بسرعة وتأملتُها بسعادة وهمست قائلة بفرحٍ كبير

 

" بخير.. أنا بخير.. "

 

طبعاً لم أستطع التكلم مع تلك الخادمة لأخبرها بأن أسينا سوف ترافقني إذ بدأ الخدم الرجال بإزالة المائدة من أمامنا.. لا يهم ستعرف تلك الفتاة لاحقا..

 

عندما صعدت إلى جناحي برفقة أسينا صرفت نختار وأخبرت صديقتي عن باهيت.. تأملتني أسينا بشك وقالت بتعجُب

 

" لماذا سوف تساعدكِ تلك باهيت بالهروب من هنا؟!.. قلبي ليس مطمئن لها كاريتا.. أظن لا يجب أن تثقي بها "

 

ابتسمت لها بحنان وأمسكت بيدها وضغطت عليها بخفة وقلتُ لها بثقة

 

" باهيت تبدو طيبة وصادقة.. لا تقلقي عليّ فأنتِ ستكونين برفقتي.. إن ساعدتنا لنهرب قد تساعدنا لنجد طريقة العودة إلى المستقبل "

 

كانت أسينا متوترة ولم توافق معي وبجُهد أقنعتها لنثق بتلك الفتاة.. وانتظرنا معاً بلهفة مرور اليومين بسرعة...

 

 

الفرعون زيروس**

 

استغرقت الطريق إلى ممفيس فترة يومين كاملين.. وصلت في المساء إلى قصري في ممفيس ورأيت والدتي تقف لاستقبالي بلهفة في الصالون الملكي..

 

" بُني.. ملكي.. "

 

هتفت بسعادة وركضت وعانقتني بشدة.. نظرت أمامي برقة وبادلتُها العناق ثم ابتعدت عنها وقلتُ لها بنبرة جادة

 

" ما هو الأمر البالغة الخطورة الذي أرسلتِ بطلبي بسببه؟ "

 

تأملتني بحزن وقالت بغصة أليمة

 

" هل بهذه الطريقة الجافة تستقبل والدتك زيروس؟.. لا قبلة لي على خدي ولا كلمة اشتقتُ لكِ أمي!... "

 

تأملتُها بحنان ثم تنهدت بقوة وأجبتُها بصدق

 

" أمي.. تعلمين جيداً بأنني ما زلتُ غاضباً منكِ بسبب ما فعلتهِ مع كاريتا "

 

تأملتني بنظراتها الحزينة وقالت بصوتٍ مُختنق

 

" ستفهم أسبابي بعد قليل.. يجب أن ترافقني لنذهب إلى معبد الآلهة أنوبيس الآن.. يجب أن ترى بنفسك الحقيقة.. وعليك أن تسمح للقائد بيدوس ليدخل برفقتك إلى المعبد.. فهو أيضا عليه أن يرى ما يوجد داخل المعبد "

 

تأملتُها بتعجُب خاصةً عندما مشت أمي وتخطتني واتجهت نحو الباب ورحبت بالقائد بيدوس وخرجت من الغرفة.. نظرت إلى بيدوس بدهشة لكنه هز كتفيه وقال

 

" هي والدتُك في النهاية فرعون.. كما لقد ألمتها باستقبالك الجاف لها.. وأظن يجب أن نتبعها إلى المعبد "

 

تنهدت بقوة ثم فكرت بمحبوبتي كاريتا.. سأفعل ما طلبتهُ مني ولن أُحزنها.. خرجت برفقة بيدوس وأمي وحُراسي من القصر وتوجهت إلى المعبد..

 

ما أن دخلته انحنوا كهنة المعبد أمامي ورأيت تابوتين أمام تمثال الآلهة أنوبيس الضخم.. نظرت بتعجُب إليهما وسمعت أمي تقول

 

" اقترب سمو الملك منهما.. يجب أن ترى بنفسك "

 

نظرت إلى والدتي بتعجُب واقتربت برفقة بيدوس نحو التابوتين.. وما أن نظرت بداخل التابوت الأول شحب وجهي بشدة وشعرت بألمٍ شديد في صدري ورجعت خطوتين إلى الخلف ووضعت يدي على صدري إذ لم يعُد باستطاعتي أن أتحمل الألم الذي فتك بقلبي..

 

" لا.. لا.. مستحيل!!.. من هذه؟!.. هذه ليست أسينات خاصتي.. ليست هي.. ليست زوجتي "

 

سمعت بيدوس يهتف بذعر ثم شهق بصدمة كبيرة عندما نظر إلى التابوت الأول.. كنتُ أتنفس بسرعة مُخيفة.. أتنفس!!.. طبعاً لا.. كنتُ أحاول التنفس وسحب الهواء لكنه اختفى كلياً من أمامي..

 

ارتعشت يداي بقوة وسمعت والدتي تُكلمني بفزع

 

" تنفس بُني.. تنفس أرجوك.. هذه ليست كاريتا بل نفرت كيناس "

 

ثم وقفت أمامي ووضعت كلتا يديها على وجنتاي وتأملتني برقة وقالت بهدوء

 

" لا تخف أرجوك.. هذه ليست كاريتا.. أو.. هي كذلك لكن في هذا الزمن.. سأشرح لك كل شيء... "

 

سمعتُها بصدمة تشرح لي عن الحادث الذي وقع للأميرتين وكيف تم قتلهما.. ثم سمعتُها بذهول تقول

 

" كان مُقدراً لك لتلتقي بها وتُحبها.. لكن هناك من عارض قدركما.. لذلك الآلهة الآباء استجابوا لصلواتك وقبلوا قرابينك وجلبوا نفرت كيناس إليك من المستقبل.. لكن اسمها أصبح كاريتا.. و سينا شقيقتها أصبح اسمها في المستقبل أسينا ولكنها لا أعلم لماذا في المستقبل هي ليست شقيقتها.. "

 

شهق بيدوس بذهول وتأمل والدتي بصدمة كبيرة كما فعلت.. توسعت عيناي بصدمة كبيرة عندما تابعت أمي قائلة

 

" هناك من عارض مشيئة الآلهة وهي تصرفت وأعادت نفرت كيناس إليك.. كان مُقدراً لك لتراها وتعشقها وتتزوجها.. تصرفي الغريب في يوم زفافك وسبب إعطائي لـ كاريتا تلك الخلطة كان لآن الآلة أرادت أن تتزوج بـ كاريتا "

 

أبعدت يديها عن وجنتاي وتأملت نفرت كيناس بألمٍ شديد.. كنتُ أرى زوجتي أمامي.. كنتُ أرى كاريتا بعينيّ وذلك ألمني بشدة.. تنفست بسرعة وكلمت والدتي بألم

 

" الآن فهمت لماذا اختارت الآلهة كاريتا.. وصلني خبر وفاة الأميرتين من خيتا عندما وصلت إلى قصري.. لكن لم أفكر كثيراً وأرسلت الوزير اناحيت إلى الإغريق لتعزية الحاكم بوفاة ابنتيه.. وكنتُ سأعطي أوامري ليرسلوا التابوتين إلى الحاكم لكن انشغلت بـ كاريتا "

 

شعرت بوجعٍ رهيب في صدري ووضعت يدي عليه وهمست بحزن

 

" هل تعلمين ماذا يعني ذلك أمي؟!.. انتقال كاريتا من المستقبل إلى هنا! "

 

تأملتني والدتي بقلق وهنا أغمضت عيناي وهمست بعذاب لها

 

" كاريتا تستطيع العودة إلى المستقبل.. إن هي بنفسها قدمت القرابين للآلهة ستعود إلى المستقبل "

 

شهقت والدتي بذعر وسألتني بصدمة

 

" كيف؟!.. كيف عرفتَ بذلك بُني؟! "

 

لم أستطع أن أُجيبها إذ شعرت بأنني أختنق بسبب ألم قلبي الشديد.. اقترب الكاهن المسؤول عن المعبد وقال لوالدتي

 

" سمو الملكة.. أنظري إلى الرموز على الحائط خلف تمثال الآلهة العظيم أنوبيس "

 

رفعت نظراتي بعذاب ونظرت إلى تلك الرموز المنقوشة على حائط المعبد والتي تقول..


برت أم هرو

أي الخروج في النهار

 

ثم كُتب أسفلها


الأرواح الوحيدة التي تختارها الآلهة للعودة من العالم الثاني تستطيع تقدمين القرابين في النهار وتطلب العودة.. وهناك تغرب الشمس عندما تبتلعها نوت ربَّة السماء.. وتبدأ رحلتها في العالم الآخر خلال ساعات الليل.. وحينها ستعود إلى عالمها..


 

ليس بصدفة أبداً أن يتم وضع جثمانها هنا في معبد آلهتي أنوبيس.. فهذا كان مُقدراً ليحدث..

 

شعرت بالألم الشديد في روحي وفي قلبي.. لقد أخبرت كاريتا بأنه لا يوجد طريقة لتعود بها إلى المستقبل لكنني كنتُ مُخطئا.. هي تستطيع العودة وبسهولة.. تستطيع العودة إن رغبت بذلك..

 

 

كاريتا**

 

بعد مرور يومين على رؤيتي لـ باهيت وأربعة أيام على غياب الفرعون.. كانت أسينا برفقتي في جناحي.. صرفت نختار لتعود إلى غرفتها منذ ساعة تقريباً وانتظرت..

 

فجأة سمعت ضوضاء خفيفة في الخارج أمام باب جناحي.. تأملت أسينا بقلق وركضنا معا ووقفنا أمام الباب وفتحناه بهدوء.. شهقنا بذهول عندما رأينا الحراس نائمون بعمق على الأرض..

 

ابتسمت بسعادة وأمسكت بيد أسينا وهمست لها

 

" حان الوقت.. يجب أن نخرج من هنا بسرعة.. سنعود صديقتي إلى زمننا.. سنعود قريباً "

 

ابتسمت أسينا بتوتر وهمست قائلة لي بينما كنا نخرج

 

" لا أعرف كاريتا.. أشعر بالخوف وبالقلق.. لستُ مطمئنة أبداً "

 

مشينا بحذر في البهو وأخفضنا رؤوسنا إلى الأسفل عندما كنا نرى حُراس أمامنا.. طبعا لم يكترثون لنا فمستحيل أن يتوقعوا من نكون..

 

وما أن دخلنا إلى الطابق الثاني في الجناح الشرقي تعجبت بسبب عدم رؤيتي لأي حارس.. هذا أفضل.. فكرت بذلك وتابعت المشي بخطوات بطيئة برفقة أسينا..

 

فجأة وقفنا في غرفة خالية لا أثر لأحد بها.. تنهدت أسينا بقوة وقالت بغيظ

 

" تلك اللعينة لقد كذبت عليكِ "

 

التفت ونظرت إلى أسينا بحزن لكن قبل أن أوافق على رأيها رأيت برعب رجل يدخل إلى الغرفة وتذكرته بسرعة.. إنه الرجل الذي لكمه الفرعون عندما هربت ووجدني في السوق..

 

" أنت؟!!!... "

 

همست بصدمة ورأيته ينظر بحدة إلى أسينا


رواية سحر الفرعون - فصل 15 - إيجاد طريقة العودة

 

ارتعش جسدي من الخوف عندما هتف بغضب

" بااااااااااهيت... "

 

وبصدمة كبيرة رأيت تلك الفتاة التي كلمتني في الحديقة تدخل إلى الغرفة برفقة حارسين ووقفت أمام ذلك الرجل المُخيف وانحنت أمامه بخوف..

 

اقتربت أسينا مني وأمسكت بذراعي بكلتا يديها وهمست بخوف بأذني

 

" كاريتا.. ما الذي يحدث هنا؟!.. "

 

لم أستطع النظر إليها فبسبب خوفي الشديد كنتُ أنظر إلى ذلك الرجل المُخيف وهو يتأمل تلك الخائنة باهيت بحقد و بغضب مُرعب.. لكن استطعت أن أُجيب أسينا بهمس وبصوتٍ مهزوز

 

" لا أعرف.. يا ليتني سمعت منكِ ولم أثق بهذه الفتاة "

 

وقبل أن تُكلمني أسينا انتفضنا برعبٍ شديد عندما اقترب ذلك الرجل من باهيت وأمسك بقبضتهِ عنقها ورفع  جسدها عالياً وبذعرٍ شديد سمعت أنينها المُختنق.. ثم هتف الحقير بوجهها بجنون

 

" أيتها اللعينة والغبية.. قلتُ لكِ أريدها بمفردها.. ولكنها هنا برفقة زوجة القائدة "

 

خرج شخير مُختنق من فم باهيت وشحب وجهي بشدة عندما قال لها بحقد

 

" ثم أيتها القبيحة هل ظننتِ فعلا بأنني مُعجب بكِ؟.. عندما أنظر إلى وجهكِ القبيح والقذر أشعر بالتقيؤ.. والآن عقابي لكِ هو الموت.. أنتِ يجب أن تموتي "

 

وبرعبٍ مهول رأيتهُ يمسك بذراعه الثانية فروة رأسها ثم أدار رأسها بعنف وبقوة عكسياً وصوت تحطم عظام عنقها سُمع في أرجاء الغرفة...

 

" ااااااععععععععععععععععهههههههههه... اااااااعععععععععععععععههههههههههه.... "

 

صرخت بجنون ثم صرخت أسينا برعب وعانقتني بشدة وشرعنا نبكي بهستيرية عندما رأيناه يرمي جسدها بقرف بعيداً ونظر إلى أسينا بنظرات أخافتني للموت..

 

رأيتهُ بذعر يقترب نحونا وهنا تحركت بسرعة وأبعدت أسينا خلفي ونظرت إليه من بين دموعي وهتفت بقوة

 

" لا تقترب.. لا تقترب أكثر أيها القاتل اللعين.. سأطلب من زوجي الفرعون ليقتلك و... "

 

قهقه بمرح وقاطعني بتسلية قائلا وبسخرية

 

" سمو الملكة الجميلة كاريتا.. اسمي هو خيتوس.. وزوجكِ الفرعون أولا ليس هنا.. وثانياً لا يوجد أحد في هذا الطابق قد يساعدكِ.. لقد قتلت الحُراس وأخفيتهم في ممر سري.. لن يجدونهم لأشهر.. والآن حان الوقت لأحصل عليكِ "

 

ارتعشت بقوة من الخوف وهنا شعرت بـ أسينا تنتفض خلفي وأبعدتني من أمامها وجعلتني أقف خلفها وهتفت بوجه ذلك الحقير بغضب

 

" أيها اللعين والقذر.. لا أعلم من تكون لكن صدقني إن لمستَ شعرة واحدة من صديقتي سأقتلك بنفسي أيها القبيح الأصلع "

 

احتقن وجهه وتأمل أسينا بكرهٍ شديد ثم ابتسم بخبث وهو يقترب نحونا.. بدأنا نرجع بخطوات بطيئة إلى الخلف وعندما ارتطم ظهري بالحائط همست بخوف وببكاء لـ أسينا

 

" أهربي.. أسينا أهربي.. لا أريدهُ أن يؤذيكِ "

 

التفتت وتأملني بعيونها الدامعة وهمست قائلة بشجاعة

 

" مستحيل كاريتا.. لن أترككِ أبداً.. مستحيل أن أفعل ذلك وأتخلى عنكِ "

 

سالت دموعي كالنهر على وجنتاي وتأملتُها بحنان ثم شهقت برعب عندما باغتنا ذلك الحقير ورأيتهُ بذعر يمسك بخصلات شعر أسينا وأبعدها عني بعنف ورماها بقوة على الأرض بعيداً..

 

" أسيناااااااااااااااااا.... "

 

صرخت بجنون عندما رأيت رأسها يرتطم بقوة على حافة العامود الضخم وشاهدت بذعر الدماء تسيل على الأرض بكثرة بينما أسينا غائبة عن الوعي أمامي...

 

" لاااااااااااااااااااااااااااااا... أسيناااااااااااااااا.... "

 

هتفت بهستيرية وحاولت أن أركض إليها لكن ذلك الحقير أمسكني بذراعي وحضنني بعنف وهمس بأذني باستماع

 

" أخيراً أصبحتِ لي.. لي أيتُها الجميلة "

 

" دعني.. دعني أيها الحقير.. دعني.... "

 

هتفت بجنون وبدأت أقاومه وأركله وأحاول خدش وجهه بأظافري.. لكن فجأة التف رأسي بعنف وصرخة عميقة متألمة خرجت من حُنجرتي إثر شعوري بألمٍ حاد في خدي بسبب صفعتهُ لي..

 

سالت دموعي بكثرة على وجنتاي وسمعتهُ بقرف يهمس قائلا لي بنبرة شهوانية

 

" دموعكِ تثيرني بجنون سمو الملكة.. والآن يجب أن نذهب.. أنا أحترق بدخلي لأحصل عليكِ بالكامل "

 

فتحت عيناي وتأملتهُ بكرهٍ شديد ثم بصقت بوجهه وركلت قدمه بكامل قوتي وهتفت بكره بوجهه

 

" أيها المريض.. أنا لن أكون سوى لزوجي وفرعوني فقط.. عاهر لعين... "

 

 

ابتعد عني قليلا ولكن عندما حاولت أن أركض نحو أسينا أمسكني بسرعة من خصلات شعري وانهال بصفعي بجنون صفعة تلو الأخرى والأخرى..

 

صرخاتي ملأت المكان وشعرت بالدماء تسيل من أنفي وفمي.. أما وجنتاي تورمت بالكامل ولم أعد أستطيع الشعور بها.. توقف عن صفعي وهو يلهث بجنون وهنا سقطت على الأرض وسالت دموعي بألم بينما كنتُ أنظر إلى دماء أسينا ووجهها الشاحب..

 

بكيت بتعاسة عندما رفعني ودفعني لأمشي أمامه باتجاه الحائط وبضبابية رأيته يرفع ذراعه اليسرى وبدأ بعد الأحجار النافرة أمامه ثم وضع قبضته على حجر وضغط عليه بقوة لأراه بصدمة يدخل إلى الداخل ثم تحرك الحائط أمامي ورأيته بذعر يُزاح ببطء إلى الخلف..

 

سمعت اللعين يأمر الحارسين قائلا بحدة

 

" تخلصوا من جثة تلك القبيحة باهيت.. أما زوجة القائد دعوها هنا لتموت بمفردها.. ثم أدخلوا في الممر السري واخرجوا من القصر وعودوا بسرية تامة إلى قصر والدي "

 

أجابوه باحترام موافقين ثم دفعني الحقير إلى الداخل وهنا بدأت بوهن وبإرهاق جسدي ونفسي أصرخ بما تبقى لي من قوة

 

" لاااااااااااا.. أسيناااااااااااااا.. النجدة ساعدونااااااااااااااااا.. أسيناااااااااااااااا.. زيروس ساعدني..... "

 

قهقه الحقير بخصب ثم أمسكني من عنقي وأجبرني على النظر إليه وقال بفحيح

 

" لن يأتي الفرعون اللعين لينقذكِ مني سمو الملكة.. فهو في ممفيس حاليا.. ثم لا تقلقي سأقتله عندما يعود وسأكون الفرعون الجديد لمملكة كمت العظيمة.. وأنتِ ستكونين زوجتي "

 

انتحبت وشهقت برعب عندما رأيت الحائط ينغلق وأخر ما رأيته هو دماء أسينا على الأرض.. وصرخاتي ملأت السراديب السرية عندما حملني ذلك المجنون والقاتل على كتفه ومشى مُسرعاً إلى الأمام....


انتهى الفصل














فصول ذات الصلة
رواية سحر الفرعون

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©