رواية ماركيز الشيطان - فصل 20 - قُبلة صغيرة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. صدقا صدقا صرت اكره كلمة انتهى الفصل من كثر ما أنا مندمجة مع الاحداث ..😅
    شكرا من القلب على هالرواية جدا رائعة وغريبة فكرتها بالنسبة لي حبيتها وانتظر الاجزاء بفارغ الصبر ...

    شكرا لك ياكاتبتنا المبدعة 💕💕💕

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي حياتي
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف
  2. كل فصل جديد وكل كلمة وكل حرف اقرأه يقيدني أكثر شغفاً بما تكتبين...
    الفضول والرغبة في اكتشاف ما هو الآتي تتقنين صنعها بمثالية اذ انها في تزايد مع كل سطر... من حق ايثان ان يغضب لكن اتمنى ان لا يرتكب كارثة، وكذلك احزنني ما فعلته شارلي به فهو تحمل الكثير والكثير من العذاب مع ذلك سامحها بسهولة، وكذلك يجب على ماركو ان يثق اكثر بشقيقه ولا يتصرف دون أن يتأكد منه اولا... أتمنى أن تقبل مارسي بروم قريبا لانه رغم ما فعله كذلك تعذب كثيراً، وربيكا اتمنى ان يعرف مونرو الحقيقة قريباً وانه ظلمها كثيراً حتى وإن كانت اخطأت مرة... 💫🖤

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ جزيل الشُكر لأنكِ أحببتِ روايتي وأحداثها
      ستعرفين قريبا جداً ما سيحدث مع الجميع يا قلبي

      حذف
  3. هتشوفو أيام سوده من ايثان واوووووووووو متحمسه للبارت الجاي جداااااا مشان عارفه أصبر نفسي 🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥
    تسلم إيدك ياأحلى مبدعه 🦋💝🦋💝💝🦋🦋🌹⚘💐💐♥️♥️♥️🤗🌹🌹🤗🦋💝💝💖💝💖🔥🔥🔥💝🔥🔥🔥🔥🔥

    ردحذف
  4. رائعة حبيبة قلبي ،❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  5. 🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰 البارت في القمة

    ردحذف
    الردود
    1. شكرااااااااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  6. انت تصلحين كاتبه عالميه ❤️😍

    ردحذف
    الردود
    1. يا عمري أنتِ
      محبتكِ الكبيرة لي ولرواياتي تعني لي الكثير حبيبتي

      حذف
  7. مبدعة كالعادة وكان الله في عون أبطال الرواية من النساء على كمية القسوة في قلوب من يحبون رالبيكا محزنة جدا غلطة واحدة كلفتها خسارات لا تعد مسكينة

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      ونعم يوجد الكثير من الأحداث قادمة

      حذف
  8. تسلمى يا حياتى 🥰🥰🥰🥰🥰💗💗💗💗

    ردحذف
  9. رواية جميلة كاتبة مبدعه

    ردحذف
  10. اتمنى ان تتركي لنا ثغرة كي ننقدها
    مبدعة مبدعة روعة روعة اتمنى انك تفكري تنشريها كتب اول وحده ساشتريها
    واااااااااااو ❤️❤️❤️❤️❤️🥰
    لوف يو سو ماتش
    البارت القادم متى

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي على رسالتكِ الجميلة لي حياتي
      أتمنى أن اظل عند حُسن ظنكِ بكتاباتي
      بارت 21 نشرته منذ قليل
      وبارت 22 نهار السبت

      حذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 20 - قُبلة صغيرة

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 20 - قُبلة صغيرة



قُبلة صغيرة



رالبيكا**



الصدمة جمدت لساني.. قلبي لم يتوقف للحظة عن النبض بنبضات متسارعة مجنونة.. عجز لساني وعجز دماغي الصغير عن أي نشاط حين داهمني ذاك الشعور.. الخوف.. والرعب من القادم.. وكل ما كان يُردده عقلي هو.. كيف اكتشف مونرو الحقيقة؟!.. كيف؟!!.. لقد انتهى كل شيء بيننا حتى قبل أن يبدأ..

 

بكيت بتعاسة داخل صندوق السيارة بعد أن قيدوا يداي بقيود حديدية خلف ظهري.. لقد خسرت الرجل الوحيد الذي أحببته.. خسرته.. ما يحدث معي الأن تجربة سيئة.. مؤلمة.. مثيرة للخوف ومهددة لحياتي..

 

ماذا فعلت ليحصل لي ذلك؟!.. كل ما كنتُ أريده في الحياة هو أن أعيش بسلام وبسعادة وأن يُحبني الرجل الذي أعشقه.. خضعت لتلك العملية من أجله فقط.. حتى لا أخيب ظنهُ بي.. والآن هو يظن بأنني مُجرد عاهرة وكاذبة و مُخادعة وجاسوسة...

 

الهواء بدأ ينقطع عني ربما بسبب ذلك القناع المصنوع من القماش والذي تم تغطية وجهي به.. أو ربما بسبب النحيب المخنوق بسبب الشريط اللاصق على فمي..

 

بذلت قصارى جهدي لأتوقف عن الشهيق.. وبدأت أحاول التنفس بعمق ربما الأنفاس العميقة يمكنها أن تساعدني على التحكم بخوفي وتقليل ضربات القلبي وزيادة تدفق الدم وتقليل توتري ورجفة جسدي..

 

وبعد مرور حوالي ربع ساعة بدت لي كالدهر شعرت بالسيارة تتوقف وتم فتح باب الصندوق ويد ضخمة أمسكت بذراعي وتم سحبي بالقوة إلى الخارج.. وقفت بانهيار ورعب بقدمين ترتعشان وتم سحبي بعنف إلى مكان مجهول..

 

كنتُ خائفة جداً لأنني قد أموت الليلة.. وفي وسط ضحكات الشريرة والمخيفة لرجال مونرو.. ووسط دفعهم لي مشيت بانهيار دون أن أستطيع معرفة مصيري.. وفجأة بدأت أفكر بكل الناس الذين عرفتهم بحياتي و كيف أنني أحبهم جميعًا حتى من لا يحبني و أنني آسفة جداً لأن هذه الحياة و ظروفها جعلتني رغما عن إرادتي أبتعد عن شقيقتي والرجل الذي أحببته بجنون..

 

فجأة توقفوا وشعرت بجسدي يطير ليرتطم بقوة على أرض صلبة.. خرجت صرخة مكتومة من فمي وشعرت بألمٍ رهيب في ظهري و كتفي ومؤخرتي مكان الوقعة..

 

بكيت بمرارة وانتظرت مصيري برعب.. وما هي سوى دقائق معدودة وسمعت خطوات تتقدم نحوي.. كتمت أنفاسي بذعر ثم خرج أنين مُرتعب من حنجرتي عندما تم إمساكي من ذراعي ورفعي بعنف عاليا لأقف.. ولكن عندما تم سحب ذلك الغطاء عن رأسي فتحت عيناي ونظرت بفزعٍ كبير إلى حبيبي مونرو..

 

كان يقف أمامي وخلفه عشرة حُرّاس.. نظراتهِ لي كانت حقودة غاضبة حادة.. اعتلت ثغره ابتسامة مستهزئة ثم أغمضت عيناي بألمٍ شديد عندما سحب بقوة شريط اللاصق عن فمي ثم فتحت عيناي ونظرت إليه بحزن و بخوف كبيرين..

 

كان يُحدق إليّ بطريقة مُرعبة للنفوس جعل دمائي تتجمد في شراييني وقلبي كاد أن يخرج من قفصي الصدري.. ارتعش جسدي بعنف عندما تكلم بصرامة وبنبرة خشنة مُخيفة

 

" في حياتي كلها لم ينجح اعتى الرجال من خداعي.. لكنكِ تفوقتِ عليهم جميعاً ونجحتِ بما لم يستطيعوا فعلهُ بي "

 

ارتعش فكي بقوة وبدأت أسناني تصطك.. وشحب وجهي بعنف عندما تقدم خطوة مني وحدق بعمق في عيناي قائلا بحدة

 

" يبدوا أنكِ كنتِ مُتفقة مع شقيقتكِ لخداعي.. لذلك سأطلب من رجالي بجلبها ومحاسبتها معكِ و.. "

 

دب الرعب في قلبي وسالت دموعي كالنهر على وجهي و هززت رأسي بقوة رفضا ثم نظرت إلى عينيه بفزعٍ كبير وهتفت بجنون وبذعرٍ مهول

 

" لا أرجوك لا تفعل.. إيميليا لا دخل لها بشيء.. هي لا تعرفُ شيئا.. هي اكتشفت بأنني أعمل لديك منذ ستة أشهر فقط.. اضطررت لإخبارها بأنني أعمل لديك لأنها اكتشفت بأنني عاشقة بجنون وظنت بأنني أحب السيد إيثان.. "


شهقت بقوة وتابعت قائلة له ببكاء وبفزعٍ مهول


" اضطررت لإخبارها بأنني تركت العمل لديه و بأنني بدأت أعمل في قصرك وأنني أحبُك أنت.. أنا أحبُك مونرو ولم أخدعك.. أنا.. أنا كنتُ خائفة إن اكتشفت أين كنتُ أعمل سابقا و ما حصل معي قد تكرهني و... "

 

" اخرسي...... "

 

هتف بحدة وانتفض جسدي بقوة وحدقت بذعر إليه.. كان غاضب بشدة وعرفت ذلك من تعبير وجهه المُحتقن ولغة جسده.. أما عضلاته لا بل جسده كله كان بالحرف الواحد يرتجف غضباً.. أمسك فكي بقوة ورفع رأسي عاليا وحدق بكره إلى عيناي قائلا بفحيحٍ مُخيف

 

" إياكِ أن تلفظي تلك الكلمة مجدداً.. سأقطع لسانكِ إن فعلتِ.. وتوقفي عن الكذب عليّ لأنني لن أرحمكِ أيتُها العاهرة.. والآن أخبريني بالحقيقة الكاملة وإلا أمرت رجالي بجلب شقيقتكِ إلى هنا وتعذيبها أمام عينيكِ "

 

دفع رأسي إلى الخلف بعنف وأبعد يده بقرف عن فكي وحدق بكرهٍ شديد إليّ.. بكيت بتعاسة وبيأسٍ شديد.. هو من المستحيل أن يصدقني.. خرجت شهقات متتابعة من فمي وانتفض جسدي برعب عندما هتف بوجهي بحدة وبعدم الصبر

 

" تكلمي أيتها اللعينة.. تكلمي واخبريني كيف استطعتِ بتفوق خداعي.. تكلمي... "

 

ارتعش جسدي بعنف وبدأت ببكاءٍ مرير أخبره كل شيء وبالتفصيل الممل.. أخبرته كيف توظفت لدى إيثان بوربون وكيف بغباء خُنتُ ثقته واتفقت مع أدريانا لأحصل على المال من أجل أقساط جامعة شقيقتي.. أخبرته بالتفصيل كيف كشفنا السيد إيثان وما فعلهُ بنا.. بكيت بهستيرية في النهاية وقلتُ له بمرارة

 

" رغما عني فعلت ذلك ودفعت ثمن فعلتي غاليا وجداً.. رجاله اغتصبوني بالدور رغم أنه كان مُغمى عليّ طيلة الوقت.. فقدت أغلى ما أملكه في تلك الليلة.. قص شعري وقطع لي أصبعي الخنصر وجعل كل رجاله يغتصبوني وخسرت عذريتي التي كنتُ أحتفظ بها للرجل الذي سأحبه.. لم أستطع إخبار إيميليا بأي حرف لأنها كانت ستكرهني.. كذبت عليها وأخبرتُها بأنني قطعت أصبعي بالخطأ عندما كنتُ أساعد الشيف ولم أخبرها بأنني تركت العمل لدى إيثان بوربون.. هي لم تعرف بأني تركت العمل لديه وتوظفت لديك إلا منذ ستة أشهر فقط "

 

شهقت بقوة وقلتُ له ببكاء

 

" شقيقتي ليس لديها عِلم بما حصل معي.. وعندما وظفتني لديك أنا لم أستطع أن أخبرُك الحقيقة لأنني كنتُ خائفة من أن تطردني إن اكتشفتَ أين كنتُ أعمل سابقاً.. ولاحقا لم أستطع أن أخبرُك بأنني ملوثة وغير نقية لأنك ظننت بأنني عذراء وطاهرة ولأنني.. "


شهقت بقوة وقلتٌُ له بصدق مشاعري نحوه


لأنني أحببتُك.. صدقني لقد أحببتُك بصدق دون أي شروط أو غاية وخضعت لتلك العملية لأنني أردت أن أكون لك لوحدك ولأنني لم أرد أن تظن بأنني عاهرة.. أنا لستُ جاسوسة لدى السيد إيثان.. من المستحيل أن أخونك لأنني أعشقُكَ بجنون.. صدقني أرجوك.. هذه هي الحقيقة.. أرجوك صـــ... أااااااااااااااعهههههههه... "

 

صرخة قوية خرجت من فمي والتف رأسي بقوة ناحية اليسار إثر صفعتهِ لي العنيفة.. كدتُ أن أسقط على الأرض لكنه أمسك بذراعي بعنف وشعرت بعظامي أسفل قبضته على وشك التحطم وجذبني بشدة إليه وحدق بحقارة إلى وجهي.. دموعي أحرقت بشرتي وقلبي تحطم بالكامل عندما سمعته يقول بحدة وبقرف وبغضبٍ مُرعب

 

" هل تظنين بأنني غبي لأصدق تلك التفاهات التي تفوهتِ بها؟ "

 

ثم هزني بعنف وصاح بوجهي بجنون

 

" كنتِ عشيقة بوربون أيتُها القذرة.. هل ظننتِ بأنني لن أكتشف ذلك؟.. كنتِ عشيقته وعندما شعرَ بالملل منكِ قمتِ بخيانته.. وعندما رماكي أتيت أنا وساعدتكِ وأنتِ استغليتِ جُهلي عن ماضيكِ وعدم بحثي عنه بغباء.. واستغليتِ الفرصة وخدعتني وأوهمتني ببراءتكِ وعفتكِ المزيفين.. يبدو أنكِ لستِ متفقة مع بوربون للتجسس عليّ لكنكِ مُنحطة وعاهرة ومُحبة للمال وتستخدمين شقيقتكِ كعذرٍ لأفعالكِ القذرة.. أنتِ لستِ سوى مومس حقيرة.. لا أحد يخدعُني وينجو بفعلته.. وأنا مونرو بيلاتشو سوف أجعلكِ تدفعين الثمن غاليا لخداعي "

 

روماني بعنف على الأرض وانتحبت بقوة وفكرت بألمٍ كبير.. هو لم يصدقني.. مستحيل أن يُصدقني بعد الآن.. ثم ارتعش جسدي بجنون عندما هتف بحدة لأحد رجاله قائلا بأمر

 

" اجلب لي مقصاً في الحال "

 

رفعت رأسي بسرعة ونظرت إليه من خلال دموعي بصدمة.. ماذا ينوي أن يفعل بي؟!.. انتشر الهلع والفزع في قلبي و ارتعدَتْ فرائصي واقشعرّ جسمي عندما رأيت مونرو يمسك بذلك المقص الذي سلمه إياه حارسه ووقف أمامي وحدق إلى عيناي بطريقة مُرعبة..

 

تقدم وانحنى ونظر بشر إلى عيناي ثم قال بفحيح

 

" حان وقتي لأستمتع الآن بالانتقام "

 

" اااااااااااهععععععععععععععههههههه.... لا أرجوك لا تفعل... "

 

صرخة قوية خرجت من فمي عندما أمسك بخصلات شعري بقبضته ورفعهُ عاليا بعنف و توسلتُ إليه بمرارة عندما أمسك بيده اليمنى المقص نحو شعري .. سوف يقص شعري كما فعل بي سابقا إيثان.. وتساقطت دموعي كالمطر على وجنتاي عندما بدأ بقص شعري.. دموعي والتي كانت تنساب بكثرة على وجنتاي شعرت بأنها دماء روحي المتألمة..

 

بكيت بمرارة وأنا أرى خصلات شعري تتساقط أمامي لتستقر في حضني وعلى الأرض.. بكيت بهستيرية وأنا أتوسل إليه بحرقة قلب ليتوقف عن قص شعري لكنه لم يفعل.. وتوقف أخيراً عندما انتهى ورمى بالمقص بعيدا وأمسك بفكي بقوة ورفع رأسي وحدق إلى دموعي باستمتاع ثم قال بنبرة جافة مُخيفة

 

" ينتظركِ الكثير على يدي.. وهذه أول دفعة على الحساب "

 

ثم رفع يدهُ اليمنى ومسح دموعي بإبهامه وتابع قائلا بخبث

 

" هل تعلمين بأنني أمتلك غرفة سرية في قصري للتعذيب.. غرفة ليست موجودة في القبو لكن في جناحي الخاص.. وهذه الغرفة لا يدخل إليها سوى النساء اللواتي أختارهم بنفسي لتعذيبهم وممارسة السادية معهم "

 

قهقه باستمتاع عندما شاهد نظراتي المذهولة والخائفة وتابع قائلا وهو يُبعد يدهُ اليمنى عن وجنتي ويضغط بيده اليسرى بقوة أعنف على فكي

 

" أوه نعم رالبيكا.. لدي غرفة سرية رائعة في جناحي.. أنا بطبعي لستُ بـ سادي.. لكن أستخدم العنف والتعذيب والسادية فقط مع النساء اللواتي يجعلوني أرغب بتعذيبهم بشدة قبل مضاجعتهم وقتلهم بسبب عدم وفائهم لي.. حاولت التخلص من هذه العادة منذ سنة ونصف تقريبا ونجحت.. لكن يبدو بأنني لن أتخلى عن هذه العادة بسهولة بسببكِ.. وأنتِ سوف تكونين ضيفتي الجديدة والدائمة في غرفتي الحمراء "

 

شهقت برعب ورأيته يُخفض رأسه وحدق إلى شفتاي ثم بعنف التقطهم بأسنانه وخرج أنين متألم من فمي عندما قبلني بوحشية وجعل الدماء تسيل منهما..

 

بكيت بشدة وحاولت إبعاد رأسي لكن يدهُ ضغطت اكثر على فكي لدرجة أنه كاد أن يطحنه وخرج أنين متألم مكتوم من فمي وأحسست بوجعٍ رهيب في قلبي وفكرت بفزعٍ كبير.. لقد حولتهُ إلى وحش.. إلهي ساعدني... وعندما توقف عن تقبيلي لعق بلسانه قطرات الدماء عن طرف شفتي السفلية ثم قبل ركن فمي ثم استقام وأمر بابلو قائلا

 

" حرر معصميها واحرسها جيدا ولا تدعها تهرب "

 

أغمضت عيناي وبكيت بمرارة وبعذابٍ وألمٍ كبير إذ عرفت ما هو مصيري معه...

 

 

مونرو**

 

أوقف سائقي سيارتي في الموقف السفلي الخاص في شركتي.. توجهت مباشرةً إلى المستودع السري ودخلته.. وقفت أمام شارلي ونظرت إليها ببرود.. كانت خائفة لحد اللعنة وجسدها يرتعش بقوة.. انحنيت وربت بخفة على رأسها قائلا لها ببرود

 

" لا تخافي.. أنا لن أقتلكِ أيتُها الجميلة "

 

رغم أنني كنتُ صادقاً معها إلا أنها نظرت إليّ بنظرات عدم التصديق والخوف المُميت.. تنهدت بقوة ثم استقمت وتابعت قائلا لها ببرود

 

" لن يمسكِ أحد بمكروه لذلك توقفي عن النظر إليّ بتلك الطريقة.. وأعدكِ سوف تعودين سالمة الليلة إلى قصر زوجكِ وطفلكِ.. والسبب الرئيسي لخطفي لكِ هو معاقبة إيثان بوربون فقط "

 

توسعت عينيها وحدقت بذهول ثم بخوفٍ شديد إلى عيناي.. الغبية خائفة لحد اللعنة على بوربون القذر ويبدو واضحا بأنها لم تصدقني بأنني لن أؤذيها.. حدقت إليها ببرود قائلا قبل أن أستدير وأخرج

 

" لن تطول ضيافتكِ لدي سوى لبضع ساعات... الوداع أيتها الجميلة "

 

وتوجهت إلى المستودع الثاني ورأيت رالبيكا على الأرض أمامي.. هددتُها بشقيقتها حتى أجعلها تعترف.. لم أكن عن حق سوف أجلب شقيقتها إلى هنا..

 

كذبت عليها لكي أُخيفها وأجعلها تتكلم بالحقيقة.. لكن شعرت بألمٍ شديد في قلبي عندما كذبت عليّ وقالت بأنها تُحبني.. كم حلمت بسماع تلك الكلمة منها لأيام كثيرة لا تُحصى.. وكم رغبت بتصديقها بأنها كانت فعلا عذراء قبل أن يغتصبونها رجال إيثان لكنني لم أستطع تصديقها رغم أن عذريتها لا تهمني..

 

ما زالت تخدعُني وتكذب.. أنا منذ البداية أحببتُها واحترمُتها لأنها صادقة ومحترمة والأهم لأنها تُحب شقيقتها بجنون.. لكن يبدو بأنها خدعت شقيقتها كما خدعتني منذ البداية.. يبدو بأنها ظنت بأنني فريسة سهلة فأوهمتني بعفتها وبراءتها وجعلتني كالغبي أعشقها..

 

الشيء الوحيد الذي صدقته بأنها ليست جاسوسة لـ إيثان بوربون فكل همها هو الحصول على المال فقط... تألمت بشدة وقررت أن أذهب إلى قصري برفقة الرجال وأرى بنفسي تلك الغرفة والتي لم أدخل إليها منذ سنتين..

 

تركت بابلو برفقتها وحارسين لكي يحرسوا المستودع وذهبت برفقة رجالي إلى قصري.. وبعد ساعة تلقيت اتصالا من بابلو

 

( سيدي وصلتني معلومات من الرجال الذين عينتهم لمراقبة إيثان بوربون بأنه ذهب إلى مقر الشرطة للبحث عن شارلي.. يبدو بأنه يريد رؤية كاميرات المراقبة على الطرقات.. كما الأنسة رالبيكا تُحاول الهروب.. كنتُ أراقبها عبر الكاميرا ورأيتُها تبحث في المستودع عن شيء لتفتح به قفل الباب )

 

عقدت حاجباي وفكرت بهدوء.. بوربون ليس بغبي أبدا.. سيكتشف بسرعة أين هي حبيبته.. ابتسمت بخبث وقلتُ بهدوء لـ بابل

 

" افتح لها الباب السري والذي يؤدي إلى المستودع السري.. واجعل الحارسين يخرجان من الشركة وينتظران بسيارتهما بجانب الباب الخلفي للشركة برفقة خمسة من رجالي.. راقبها جيداً بابلو ودعها تهرب.. "


ثم ابتسمت بخبث وتابعت قائلا


" إن هربت برفقة الفتاتين دع شارلي فقط تهرب ولكن رالبيكا و أدريانا أعدهما لي في الحال إلى المستودع.. اتصل بي حال حدوث ذلك.. وإن لم تهرب معهما أخرج شارلي وأعدها إلى ذلك الشارع القريب من قصر ماركو.. ابقي عينيك على رالبيكا جيداً و لا تغفل عنها لثانيةً واحدة.. هل كلامي واضح؟ "

 

أجابني موافقا وانهيت الاتصال.. سأنتظر وأرى بنفسي ما ستفعله رالبيكا وحينها سأقرر ما سأفعلهُ بها وبتلك القذرة أدريانا..

 

 

رالبيكا**

 

بعد ذهابه انهرت ببكاءٍ عنيف.. كنتُ مُنهارة وحالتي النفسية سيئة جداً.. مونرو سيبعث برجاله لجلب شقيقتي.. أنا متأكدة بأنهُ سيفعل ذلك.. إن أصاب إيميليا مكروه بسببي لن أحتمل و سأموت.. يجب أن أخرج من هنا في أسرع وقت وأذهب لإنقاذ إيميليا..

 

اقترب بابلو مني وفك قيودي ثم قال بنبرة باردة كعادته

 

" نفذي أوامر السيد ولن يؤذيكِ "

 

بكيت بشكلٍ أعنف بسبب كلماته لأنني عرفت مهما أطعت مونرو لن يوقفه شيء عن الانتقام مني.. بعد خروج بابلو وإغلاقه للباب خلفه انتظرت ربع ساعة ووقفت واقتربت من الباب.. حاولت فتحهُ بهدوء لكنه مُقفل.. بالطبع سوف يقفله وماذا كنتُ أنتظر!.. أن يتركني أهرب ببساطة!!....

 

شعرت بإحباطٍ شديد وبدأت أبحث كالمجنونة عن أي شيء لأفتح به القفل.. وبعد مرور أكثر من عشرين دقيقة.. فجأة انتبهت لوجود باب حديدي في ركن الغرفة.. نظرت إليه بدهشة وفكرت بذهول.. كيف لم أرى هذا الباب سابقاً؟!!!... يبدو بأن عقلي تشتت ولم أنتبه لوجوده..

 

ركضت مُسرعة و صدري يعلو و يهبط من شدة الخوف والتوتر ووقفت أمام ذلك الباب.. بدأت أتفحصهُ لمعرفة كيفية فتحه لكن لم أجد أي مقبض أو زر.. نظرت نحو اليمين ورأيت لوحة رقمية خلف الحائط.. ضغط بقوة على الزر الوحيد بها وفورا وبسعادة رأيت الباب ينفتح بهدوء..

 

تسللت على أطراف أصابعي حتي وقفت ملتصقة بالحائط لكني تجمدت في مكاني ما إن سمعت صرخات مكتومة.. شحب وجهي بشدة وظننت بأن هذه الصرخات تعود لشقيقتي... وارتعش جسدي بعنف عندما هذه الصرخات و التأوهات ازدادت.. نظرت حولي بضياع لا أعرف كيف أتصرف..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 20 - قُبلة صغيرة

 

قفزت برعب ما إن سمعت الصراخات المكتومة مره أخري.. ودون تردد ركضت أتبع صوت تلك الصراخات المكتومة كالمجنونة هنا و هناك حتي وجدته بالفعل لكن من خلف باب مغلق.. نظرت نحو الحائط أمامي ورأيت سلسلة مفاتيح أمسكتُها بسرعة وبدأت بتجربة مفتاح وراء الآخر و دعيت ربي بداخلي أن يُسهل عليّ العثور على المفتاح الصحيح سريعا قبل أن يدخل بابلو في أي لحظة..

 

و بعد عدة محاولات استطعت أن أفتح الباب لكن ما إن فتحته ودخلت عدة خطوات إلى الداخل حتى انطلقت من فمي صرخة خائفة مُرتعبة وخطوت عدة خطوات إلى الخلف بسرعة حتي اصطدمت بالحائط خلفي..

 

شحب وجهي على الفور و عيناي اتسعت برعب من هذا المنظر البشع والصعب الذي رأيته أمامي والذي من المستحيل أن أنساه لمماتي..

 

رأيت أدريانا ليماسو نائمة على الأرض وثيابها شبه ممزقة و الدماء الجافة تُلطخ جسدها بأكمله وأمام وجهها أصبعين مقطوعين شكلهم مُقرف.. كانت شاحبة جدا وأنينها المتألم لم يتوقف للحظة.. ولكن صدمتي الأكبر هو لرؤيتي لـ شارلي ديكنز أمامها تبكي بانهيار..

 

" شارلي!!!!.... "

 

همست بصدمة وفورا التفتت شارلي وحدقت بذهول إليّ.. لا إلهي أرجوك.. مونرو لم يخطفها هي أيضا!!!.. هتفت بداخلي برعب وهنا عرفت كيف اكتشف مونرو سري.. أدريانا ليماسو هي من أخبرته ما فعلهُ بي إيثان بوربون ويبدو بأنها كذبت عليه وأخبرته بأنني كنتُ عشيقته.. وحبيبي خطف شارلي لينتقم من إيثان بوربون...

 

روحي غرقت بالخوف لمعرفتي بذلك وشعرت برعبٍ شديد.. إيثان بوربون سيقتل مونرو لأنه خطف شارلي.. منذ البداية عرفت بأن إيثان أحب شارلي وبشدة وسوف يفعل المستحيل ليجدها.. وإن وجدها هنا سيقتل مونرو بالتأكيد..

 

ساقاي لم تعد تقوى على حملي وأعصابي تدمرت بالكامل.. مستحيل أن أسمح لـ إيثان بقتل حبيبي.. لن أسمح بذلك أبدا.. يجب أن أهرب برفقة شارلي من هنا مهما كان الثمن..

 

اتخذت قراري واقتربت منها و كل خلية في جسدي تنتفض وترتعش بقوة.. جلست على ركبتاي أمامها وهمست لها

 

" لا تخافي.. سوف أساعدكِ ونهرب من هنا.. فقط أرجوكِ لا تصرخي لكي لا يدخل أحد إلى هنا "

 

أول ما فعلته سحبت شريط اللاصق عن فمها وفورا خرج أنين مُتألم من فمها ثم همست شارلي بصدمة قائلة

 

" ربيكا؟!!.. ماذا تفعلين هنا؟!.. وكيف دخلتِ؟!.. ولماذا شعركِ بهذا الشكل؟! "

 

سالت دموعي بقوة بينما كنتُ أحاول فك قيودها وقلتُ لها بهمس وبألم

 

" إنها قصة طويلة.. قد أخبركِ بها يوما ما.. لكن بمختصر مفيد.. أنا تم اختطافي أيضا بسبب تلك الشمطاء أدريانا.. الرجل الذي أحببتهُ بجنون سمِع أكاذيب تلك اللعينة وخطفني والأهم خطفكِ لكي ينتقم من السيد إيثان "

 

وعندما نجحت أخيراً بفك قيودها قلتُ لها بهمس

 

" هل تستطيعين النهوض.. لأننا ليس لدينا الكثير من الوقت يجب أن نذهب في الحال "

 

أومأت لي موافقة و ساعدتُها بالوقوف ونظرنا معا إلى أدريانا.. كانت تنظر إلينا بتوسل وأنين خائف يخرج من حنجرتها.. انحنيت ونظرت في عمق عينيها بكره وقلتُ لها بقرف

 

" لن أساعدكِ مهما توسلتِ إليّ.. تستحقين الموت لأنكِ إنسانة شريرة ولن أندم طيلة حياتي لأنني لم أمد لكِ يد العون.. الوداع أيتُها القذرة والحقودة "

 

جحظت عينيها وحدقت إليّ بازدراء وبدأت تحاول الصراخ للفت نظر الحُراس في الخارج.. أمسكت بسرعة بيد شارلي وهمست لها برعب

 

" أركضي بسرعة.. يجب أن نخرج قبل أن يدخل أحد ويرانا "

 

ركضنا وتوجهنا نحو الباب الذي فتحته وتابعنا الركض حتى وصلنا إلى الغرفة التي كنتُ بها.. أمسكت بتلك السلسلة وبدأت أحاول تجربة كل مفتاح علا واحدا منهم يفتح القفل.. وأخيرا نجحت وانفتح القفل.. أشرت لـ شارلي لكي لا تتفوه بحرف وفتحت الباب بهدوء..

 

نظرت حولي ولسعادتي لم أجد بابلو أو أي حارس أمامي.. استرقت السمع بـ أذناي لأتأكد بعدم وجود أحد و لم أسمع شيء أو أي حركة فأخذت أدعو الله أن يكون بابلو والحُراس خرجوا من هنا.. وفورا أمسكت بيد شارلي وهمست لها

 

" بسرعة يجب أن نهرب في الحال "

 

وبدأنا نركض ورأينا مصعدا أمامنا لكن الذي لفت نظري رؤيتي لسلالم بجانبه.. توجهنا بسرعة نحو تلك السلالم وبدأنا نصعد إليه بهدوء خوفا من الالتقاء بأحد رجال مونرو..

 

ولحظنا الجيد لم نرى أحد أمامنا وعندما وصلنا إلى الطابق الأرضي هنا عرفت بأنني كنتُ في مستودع داخل شكرته بسبب اللوحات المعلقة على الحائط أمامي.. رأيت لوحة من المعدن مكتوب عليها مخرج خلفي وإشارة نحو جهة الشمال.. وفورا تابعنا الركض نحو تلك الجهة ورأيت بسعادة باب أمامنا..

 

فتحته بهدوء وشعرت بفرحٍ كبير عندما رأيت بأنه يؤدي إلى الموقف خلف الشركة.. استرقت النظر للتأكد من عدم وجود أي حارس وتنهدت براحة وهمست قائلة لـ شارلي

 

" لا يوجد حُراس.. سنركض بسرعة ولن نتوقف حتى ندخل إلى الشارع الثاني "

 

أومأت لي موافقة وبدأنا نركض كأن شياطين الأرض تلاحقنا ولم نتوقف حتى وصلنا إلى الشارع الثاني.. وقفنا نلتقط أنفاسنا ونحن نلهث بقوة.. عندما هدأنا حدقت شارلي بتفكير إلى وجهي وسألتني

 

" ربيكا.. أريد أن أعلم كامل الحقيقة والآن.. ما الذي حصل اليوم؟.. ولماذا ذلك الرجل خطفني وخطفكِ مع أدريانا؟!.. وما هي علاقتكِ بذلك الرجل المُخيف ولماذا يريد أن ينتقم من إيثان؟! "

 

أمسكت بيدها اليمنى وقلتُ لها برجاء

 

" دعينا أولا نمشي بعيدا عن هنا وسوف أخبركِ بكل شيء "

 

مشينا بسرعة مبتعدين وبدأت بحزن أُخبر شارلي الحقيقة الكاملة.. أخبرتُها كيف اتفقت مع أدريانا وكيف اكتشف إيثان الحقيقة وكيف خطفني مع تلك العاهرة وقص شعري وقطع لي أصبعي..

 

لكن شيء بداخلي أرغمني على عدم البوح لها بما أمر رجالهِ بفعلهُ بي.. لم أستطع أن أخبرها بأنهُ طلب من جميع رجاله باغتصابي في تلك الليلة..

 

حدقت شارلي بذهولٍ شديد إليّ وسالت دموعها بكثرة وبللت وجنتيها وسحبت يدها بعنف من قبضتي وتوقفت عن السير وقالت بألمٍ شديد

 

" بسببكِ أنتِ و أدريانا خسرت إيثان.. هل تعلمين ما حصل لي بسبب فعلتكِ تلك؟!.. لقد دمرتني ودمرتِ حياتي كلها وأبعدتني عن الرجل الذي أعشقه.. لماذا فعلتِ ذلك بي بينما أنا لم أؤذيكِ أبدا؟!.. لماذا؟!.. ما هو ذنبي حتى تفعلي بي ذلك؟! "

 

بكيت بتعاسة قائلة لها بمرارة

 

" سامحيني شارلي.. أنا آسفة.. أعتذر من كل قلبي عما تسببت لكِ من تعاسة.. لم أقصد ذلك صدقيني.. كنتُ يائسة وبحاجة ماسة للمال من أجل جامعة شقيقتي.. ودفعت ثم أخطائي غاليا.. أنا نادمة أشد الندم على ما فعلته "

 

مسحت دموعي وأخبرتُها كيف التقيت بـ مونرو وكيف ساعدني وكيف كذبت عليه لأنني أحببته بجنون.. عندما انتهيت بكيت بهستيرية وأمسكت بكلتا يديها وضغطت عليهما بخفة وقلتُ لها بتوسل

 

" أرجوكِ شارلي لا تُخبري السيد إيثان بأن مونرو من خطفكِ.. أتوسل إليكِ لا تفعلي.. السيد إيثان سيقتل مونرو إن اكتشف بأنهُ من خطفكِ.. لو سمحتِ لا تدعيه يقتل الرجل الذي أحبه.. سأموت إن أصاب مونرو أي مكروه.. أنا أعشقهُ بجنون ولن أهتم بما قد يفعلهُ بي لأنني كذبتُ عليه.. الأهم عندي أن يكون بخير.. تفهمي موقفي وحُبي لـ مونرو أرجوكِ.. لا تخبري السيد إيثان ولا تدعيه يقتل الرجل الوحيد الذي أحببته.. هو كل عالمي ودنياي.. أنا لن أستطيع العيش إن مات "

 

سحبت شارلي يديها ونظرت بحزن إلى عيناي.. تنهدت بقوة وقالت لي برقة

 

" لا تخافي ربيكا.. لن أتفوه بحرف أمام إيثان.. في الأصل حبيبكِ المجنون قال لي بصراحة بأنه لن يؤذيني وكان سوف يُحررني في المساء.. لا تخافي فـ إيثان لن يكتشف الحقيقة مني.. كما أنا أسامحكِ على ما فعلتهِ بي.. تفهمت أسبابكِ جيداً.. لو كان لي شقيقة كنتُ فعلت المستحيل من أجلها كما فعلتِ.. شقيقتكِ محظوظة جدا لأنكِ أختها الكبرى "

 

ابتسمت لها بوسع وعانقتُها بشدة وشكرتُها من قلبي لأنها سامحتني والأهم لأنها لن تُخبر إيثان بمن خطفها.. ثم فجأة انتفضت شارلي بقوة وهتفت بذعر

 

" إنهم قادمون.. أهربي "

 

ابتعدت عني وأمسكت بيدي وسحبتني خلفها وبدأت تركض بسرعة جنونية.. بصعوبة تتبعت خطواتها المُسرعة ونظرت إلى الخلف ورأيت بفزعٍ كبير ثلاثة سيارات رباعية الدفع تتبعنا.. 


ركضنا وركضنا برعب في الشوارع والأزقة وحاولنا الاختباء في مبنى بجانب محطة للوقود لكن للأسف تم رؤيتي قبل أن أختبئ خلف حائطها.. سحبت يدي من يد شارلي ونظرت إلى تلك السيارات بحزن.. سعت شارلي تهتف برعب

 

" ربيكا تعالي.. سوف يرونكِ "

 

نظرت إلى شارلي وقلتُ لها بتعاسة و بخوف

 

" فات الأوان بالنسبة لي.. اختبئي شارلي ولا تخرجي من هنا مهما حدث.. وعندما تُصبحين في أمان اتصلى بـ إيثان من تلك المحطة لكي يأتي ويُخرجكِ من هنا.. و أرجوكِ لا تنسي وعدكِ لي بعدم إخباره من خطفكِ.. سأكون مدينة لكِ لمدى العمر "

 

ولم أنتظر جوابها لي إذ بسرعة استدرت و ركضت في وسط الطريق ثم صعدت على الرصيف وتابعت الركض بجنون و بين كل دقيقه و الأخرى كنتُ أنظر خلفي و أرى السيارات الثلاثة تتبعني.. وهنا أحست بالراحة إذ علمت بأنهم لم يكتشفوا مكان شارلي..

 

لكن فجأة وجدت السيارات تقترب وتشق طريقها شقاً لتصل اليّ بسرعة..

 

صرخت بفزع و أسرعت في ركضي لكنهم كانوا طبعاً أسرع مني ووقفت السيارات أمامي وتم محاصرتي وترجل الحراس منها وحاصروني من كل الجهات.. كنتُ أبكي بتعاسة لأنني عرفت بأنه لم يعد بإمكاني الهروب وإنقاذ إيميليا.. ولأني عرفت بأن مونرو سيقتلني بسبب هروبي برفقة شارلي..

 

وقف بابلو أمامي وحدق بوجهي ببرود وأمر أحد رجاله قائلا

 

" ضعوها في الصندوق وكبلوها "

 

نبض قلبي بسرعة جنونية وارتعش جسدي بقوة عندما اقترب مني رجلين وأمسك واحد منهم بقبضة يده الكبيرة ذراعي وجذبني بعنف نحو السيارة..

 

صرخت بألم و بأعلى صوتي

 

" أتركني أرجوك.. دعني "

 

ضحك الحُراس جمعيهم بسخرية وسمعت ذلك الرجل الذي يمسكني بذراعي يهمس قائلا لي بسخرية

 

" لا تقلقي سوف أترككِ عندما نرميكِ حيث أمر السيد "

 

كبل ذراعاي بسرعة و جذبني بقسوة نحو الصندوق.. بدأت أقاومه لكن جسدي الهزيل أمام جسدهِ الضخم القوي جعل مقاومتي له لا نفع لها.. وخرجت شهقة متألمة من فمي عندما رماني بعنف داخل الصندوق ووضع شريط لاصق على فمي ثم أغلق باب الصندوق وذهب..

 

تم إعادتي إلى ذلك المستودع من جديد ورأيت برعب مونرو يقف في وسط الغرفة بانتظاري.. تم رميي أمام أقدامه وخرج أنين مُرتعب من حنجرتي عندما أمسكني من عنقي ورفعني بعنف لأقف..

 

أرخى قبضته قليلا على عنقي وحدق بغضبٍ بارد إلى عيناي ثم تلقيت صفعة قوية منه على وجنتي اليسرى والتف رأسي بعنف نحو اليمين.. أدرت رأسي ببطء و لم أتوقف للحظة عن البكاء بينما كنتُ أحدق بحزن في أعماق عينيه الكارهة لي..

 

أبعد يده عن عنقي وسحب شريط اللاصق عن فمي ورماه بعيدا وصفق بقوة ثم توقف عن التصفيق وقال بسخرية

 

" أهنئكِ لأنكِ استطعت الهروب من هذا المكان وتهريب شارلي ديكنز.. لكن الآن حان وقت الحساب "

 

رأيته يشير بيده اليسرى خلفي وفورا تم إمساكي من كتفي بإحكام بقبضتين قاسيتين.. التفت ورأيت بابلو يقف خلفي وهو يمسك بي ويحدق ببرود إلى سيده..


انتباه: مشهد عنيف قد لا يتقبله البعض*

 

نظرت إلى الأمام ورأيت برعب مونرو يمسك بشعر أدريانا ويسحبها بقوة لتجلس.. انحنى وحدق بوجهها قائلا بغضبٍ مُخيف

 

" أظن حان الوقت لتموتي على طريقتي الخاصة.. فكرت كثيرا بالطريقة المناسبة لقتل عاهرة مثلكِ وأخيرا وجدتُها.. سوف أستمتع بمشاهدة تقطيعكِ إلى أجزاء صغيرة وبعدها سيتم رمي جسدكِ المقطع لكلابي الجميلة فهي جائعة جداً "

 

جحظت عيناي برعب وحدقت بعدم التصديق إليه.. إلهي سوف يقتلها بأبشع طريقة أمامي... كانت أدريانا تبكي بعنف وتصرخ لكن كل صرخاتها كتمت بسبب وجود ذلك الشريط اللاصق على فمها.. وبذعرٍ مميت رأيته يبتعد ليقف أمامي وأمر رجاله لكي يبدأوا

 

" لاااااااااااااااااااا... لا تفعل بها ذلك أرجوك.. أرجوك لا تفعل "

 

هتفت بهستيرية عندما رأيت رجاله بدأوا بتقطيع ذراعيها بمنشار كبير وسالت دموعي بكثرة وارتعش جسدي بعنف وقدماي لم تعد تقوى على حملي.. كدتُ أنا أقع لكن بابلو أمسكني من خصري وثبت جسدي.. نظر مونرو إلى وجهي ببرود وقال بهدوء وببرود أعصاب

 

" من يلعب لعبة مع الكبار عليه أن يدفع الثمن غاليا.. وهي فعلت ذلك ولم تشعر بالتوبة.. ثم كلابي جائعة وتحتاج لتناول اللحم "

 

شعرت بأنني سأتقيأ وبدوار رهيب.. أغمضت عيناي وبكيت بتعاسة و برعب لسماعي لصوت العظام يتم نشرها ورائحة الدماء لفحت المكان بكامله..

 

صراختها المكتومة اختفت فجأة وهنا عرفت بأنها ماتت.. كان جدا صعب أن أسمع بـ أذناي ما يحصل لها.. وجدا صعب أن أعرف كيف كانت نهايتها.. رغم كل ما فعلته إلا أنني حزنت عليها وشعرت بالرعب من الرجل الذي أحببته..

 

لا يوجد رحمة بداخل قلبه.. وعلمت بأنه لن يرحمني أبدا.. فتحت عيناي و يا ليتني لم أفعل ذلك.. رأيت بذعرٍ كبير يتم قطع رأسها ووضعه بكيس بلاستيك كبير.. خرجت صرخة قوية من فمي لرؤيتي للدماء ولأشلائها على الأرض وشعرت بجسدي يرتخي وأظلمت الدنيا أمامي..

 

أما شارلي ظلت لساعات مختبئة برعب في مكانها خوفا من أن يجدها رجال مونرو.. وبعد مرور تلك الساعات وقفت بانهيار وتوجهت نحو تلك المحطة واتصلت بحبيبها إيثان..

 

استيقظت وأول ما رأيته أمامي هو اللون الأحمر للسقف.. توسعت عيناي برعب عندما أخفضت نظراتي ورأيت نفسي نائمة على الأرض في ركن غرفة نوم مرعبة باللون الأحمر.. شهقتُ بفزع عندما رأيت أمامي سرير وبجانبه قفص كبير به سلاسل حديدية..

 

نظرت برعب نحو اليسار ورأيت أدوات غريبة للتعذيب وعلى الحائط تم تعليق أسواط جلدية.. شهقة مرتعبة ثانية خرجت من فمي عندما أدرت رأسي نحو اليمين بقوة ورأيت سرير بأعمدة ممتلئ بالسلاسل الحديدية..

 

وبجاني خزانة ضخمة بها مختلف أنواع من الأدوات التعذيب كالأسواط الجلدية وشفرات و سكاكين وسلاسل حديدية وقيود جلدية و أدوات وألعاب جنسية.. شحب وجهي بقوة إذ عرفت بأنني داخل غرفته الحمراء العازلة للصوت.. ولكن جسدي ارتعش بجنون عندما رأيت نفسي عارية ويداي مكبلة..

 

حاولت تحرير يداي لكن ذلك كان مستحيل.. بكيت برعبٍ شديد وانتحبت بجنون ولمتُ نفسي بسبب غبائي.. لماذا أحببت مونرو بينما أنا أعلم جيدا من يكون!!..

 

هو رجل مافيا لا يرحم وأنا بغباء أحببته وخدعته.. لن يرحمني أبدا مهما توسلت إليه الرحمة وبكيت..

 

لم أتوقف عن البكاء والشهيق لساعات طويلة ولكن عندما رأيت الجدار أمامي يتحرك وشاهدت مونرو يقف أمامي لا يرتدي سوى سرواله عرفت ما هو مصيري معه الليلة وبكيت بهستيرية عندما اقترب وانحنى ونظر باستمتاع إلى عيوني الباكية..

 

" هششش.. توقفي عن البكاء فأنا لم أبدأ بعد "

 

كلمني بسخرية ثم استقام وتوجه نحو تلك الخزانة ورأيتهُ برعب يسحب طوقا أسود اللون وسوط من الجلد وتقدم ببطء ليقف أمامي..

 

" أرجوك لا تفعل.. أنا لم أرد أن أخدعك صدقني.. صدقني أرجوك "

 

همست له بصوتٍ مرتعش عندما انحنى و بدأ يضع الطوق حول عنقي.. سالت دموعي أضعافا عندما سمعته يقول بنبرة جامدة

 

" هذا الطوق به شريحة.. لا يمكنكِ إزالته إلا عبر نبرة صوتي.. حاولي فعل ذلك وسوف أعاقبكِ رالبيكا.. والآن... "

 

وقف وأمسك بالسوط بيده اليسرى ثم أخرج هاتفه الخلوي من جيب سرواله وقال بأمر

 

" سوف تتصلين بشقيقتكِ وتقولين لها بأنكِ مسافرة برفقتي إلى الخارج لفترة شهرين أو ثلاثة.. اخترعي لها أي كذبة لعدم وداعكِ لها فأنتِ بارعة جدا بالكذب.. وإن تفوهتِ بكلمة غير مناسبة سوف أقتل شقيقتكِ أمامكِ.. فهمتِ أم أعيد كلامي؟ "

 

سالت دموعي أضعافا وأجبته بنحيب موافقة.. فجأة أمسك بفكي بقبضته بعنف ورفع رأسي عاليا وحدق بغضب إلى عيناي قائلا بفحيح

 

" والآن توقفي عن البكاء واتصلي بها.. تصرفي بحكمة وإلا أنهيت حياة شقيقتكِ وحياتكِ "

 

أومأت له موافقة برعب وحاولت أن أتوقف عن البكاء وعندما نجحت أخيرا وهدأت طلب رقم المنزل ووضع الصوت على مكبر الصوت.. لحظات وسمعت صوت حبيبتي إيميليا تهتف بقلق

 

( رالبيكا هذه أنتِ؟! )

 

رغما عني سالت دمعة من ركن عيني لدى سماعي لصوتها الحبيب.. ولكي أتفاد إغضابه أجبتُها بسعادة مزيفة

 

" نعم حبيبتي هذه أنا.. و... "

 

قاطعتني قائلة بسعادة

 

( إلهي رالبيكا كنتُ خائفة جدا عليكِ.. ظننت بأن مكروها قد أصابكِ.. إنها الساعة العاشرة مساءً أين أنتِ؟!.. ولماذا لم تُجيبي على اتصالاتي لكِ؟.. أرعبتني للموت عليكِ )

 

أغمضت عيناي بقوة ثم فتحتُها ونظرت إلى الهاتف بيد مونرو وقلتُ لها

 

" آسفة إيميليا لكنني انشغلت مع السيد.. سوف أسافر برفقته إلى الخارج لمدة شهرين أو أكثر.. آسفة لكن السيد مونرو طلب مني مرافقته لأكون رئيسة خدمه في قصره في الخارج ولم أستطع رفض طلبه "

 

سمعتُها تتنهد براحة ثم قالت

 

( هذا جيد.. لا تقلقي عليّ سأكون بخير.. استمتعي رالبيكا وكوني سعيدة.. ولا تنسي أن تتصلي بي دائما.. أحبكِ جدا شقيقتي )

 

ودعتُها بحسرة قلب ووعدتُها بالاتصال بها دائما والاطمئنان عنها ثم انهى المُكالمة حتى قبل أن أسمع جوابها لي.. وضع هاتفه على المنضدة وجثى على ركبتيه أمامي وبدأ يلمس صدري بإبهامه.. شهقتُ برعب عندما أمسك بصدري الأيمن بيده واعتصره بقوة ثم أخفض رأسه وبدأ يلعق حلمتي ويمتصها بعنف..

 

كنتُ أبكي بتعاسة لأنني لا أريده أن يعاملني بهذه الطريقة القاسية.. عرفت بأنه سيضربني ويغتصبني وهذا حطم قلبي وروحي..

 

كنتُ أتوسل إليه ليتوقف لكن تلقيت صفعة قوية منه جعلت الدماء تسيل من ركن فمي.. فجأة توقف عن مداعبة صدري ووقف وأمسك بإحكام السوط وقال بفحيح

 

" سأجلدكِ خمسة عشر جلدة لكن إن صرختي صرخة واحدة سأجلدكِ عشرين جلدة مع كل صرخة تخرج من فمكِ القذر.. فهمتِ؟ "

 

حدقت بصدمة إليه وقبل أن أفتح فمي وأنطق بكلمة رفع يده عاليا وبكامل قوته أخفضها وشعرت بلسعة حارقة في بطني وصرخة عنيفة متألمة خرجت من فمي من فرط الألم..

 

" عشرون جلدة جديدة.. صرخة أخرى وسوف يصبحون أربعين.. "

 

ورفع يده وهوى بالسوط على جسدي لأتلقى الضربة على ذراعي اليمنى.. تشنج جسدي بقوة وكتمت بعنف صرختي المتألمة وبكيت بشدة بسبب الحريق الهائل الذي شعرت به.. 


ضربة تلو الأخرى والأخرى والأخرى تلقاها جسدي المُنهك والذي أصبح باللون الأحمر وفي النهاية استسلمت وصرخاتي لم أستطع كتمها وسط دموعي الكثيرة و نحيبي..

 

كان غاضب بجنون وهو يهتف بوجهي مع كل ضربة

 

" عاهرة قذرة وحقيرة.. سأجعلكِ تتمنين الموت ولا تجدينه إلا على يدي أنا.. وعندما أقرر ذلك "

 

شعرت بالإعياء وحرارة جسدي ارتفعت وانهار جسمي باسترخاء على الأرض ولم أعد أشعر بضربات السوط على جسدي إذ آلامي أصبحت واحدة.. وعندما كنتُ على وشك الإغماء توقف عن جلدي وجثى على ركبتيه أمامي وأمسك بعنف بذقني ورفع رأسي وهزه بقوة قائلا بكره

 

" لا عاهرتي.. أنتِ لن تفقدي وعيكِ لأنني لم أنتهي بعد "

 

نظرت إليه بضعف وبصمت عاودت البكاء عندما رأيته يقف ويخلع سرواله ولباسه الداخلي ثم انحنى واعتلاني وبدأ بعض جلد عنقي بشراسة..

 

أنين متألم خرج بضعف من بين شفتاي عندما اقتحمني بعضوه الذكري المنتصب وبدأ بوحشية ودون رحمة يُضاجعني كعاهرة قذرة لا قيمة لها وهو يعض ويمتص صدري بعنف..

 

أغمضت عيناي وشعور بالضعف والاستسلام وانعدام السيطرة تملكني.. وبآلام نفسية وجسدية عارمة خضعت لمصيري وأغلقت عيناي وذهبت إلى عالم الظلام..


انتهى المشهد**


 

بيانكا***

 

كنتُ أجلس بملل على الأريكة أشاهد مسلسل مُمل.. وبملل قاتل تنهدت ثم نظرت بشرود أمامي وفكرت بمرارة..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 20 - قبلة صغيرة

 

ذلك القذر تركني بعد أن شعر بالملل مني.. كريه مقرف وبخيل.. لقد أخذ مفتاح سيارتي المرسيدس الجديدة والتي أهداني إياها القذر منذ شهر وخرج بكل برود قائلا لي بأنني لا أستحقها بعد أن اكتشف خيانتي له مع صديقه...

 

والآن من سوف يصرف عليّ؟!.. أنا أحتاج للنقود والكثير منها لكي أعيش في نفس المستوى الذي تعودت عليه.. لن أصرف قرشا واحدا من أموالي في البنك يجب أن أجد فريسة جديدة ليصرف ببذخ عليّ..

 

رنين هاتفي انتشلني من تفكيري.. أمسكته بملل ورأيت رقم آنابيل.. همست بغيظ قبل أن أجيب على مكالمتها

 

" ماذا تريد مني تلك العاهرة الآن؟! "

 

ضغطت على الشاشة وسمعتُها تتكلم بسرعة قائلة بخبثٍ واضح

 

( بيانكا يا صديقتي العزيزة.. أظن حان الوقت لتتوقفي عن التحسر على ذلك البخيل يجب أن تعودي إلى أحضان الماركيز من جديد )

 

انتفضت بجلستي وهتفت بحدة وبقرف

 

" هل جُننتِ أنابيل؟!.. كيف تريديني أن أعود إليه؟!.. ثم هو اختفى بسرية تامة منذ حادث شقيقته.. كما رومانوس يكرهني لحد اللعنة مستحيل أن يوافق على رؤيتي وحتى بالتكلم معي "

 

قهقهت أنابيل بخبث ثم قالت

 

( لقد عاد منذ شهرين ونصف تقريبا إلى دي فالكوني.. حاولت كثيرا الاتصال بكِ لكنكِ كنتِ خارج البلد مع ذلك الحقير البخيل.. عاد الماركيز برفقة أطفاله وابــ.... )

 

قاطعتُها صارخة بحدة

 

" ماذا أطفال؟!!!.. هل تزوج؟!!.. إلهي كم أكره الأطفال أعتبرهم حشرات طفيلية لا نفع لها سوى في البكاء.. تبا كيف لم أسمع هذا الخبر اللعين؟!.. متى تزوج ومن هي زوجته؟!!.. من هي تلك الحقيرة التي نجحت بكسب قلبه البارد؟.. وكيف واللعنة تريديني أن أذهب لرؤيته؟!! "

 

سمعتُها بدهشة تقول

 

( ستعرفين كل شيء قريباً.. سوف آتي لرؤيتكِ.. لا تخرجي من المنزل أنا قادمة )

 

وأنهت المكالمة.. رميت هاتفي بجانبي وفكرت بكرهٍ وحقدٍ شديدين.. رومانوس دي فالكوني كان حبيبي منذ ما يقارب الثماني سنوات.. أحببته بجنون لكنه لم يُبادلني مشاعري أبداً..

 

كان كريماً جداً معي فالشقة المترفة التي أسكن بها الآن هو من اشتراها  لي.. ونصف مجوهراتي التي أمتلكها هو من أهداني إياها..  والمبلغ الكبير في حسابي في البنك هو من حوله إلى حسابي.. وحاولت المستحيل لكسب محبته لي لكنه بارد كاللعنة..

 

في النهاية لأجبره على الزواج مني أوهمته بأنني حامل منه.. في البداية صدقني وقال بأنه سيعترف بالطفل.. ظننت بانه سيطلب يدي للزواج منه لكن كنتُ مخطئة..

 

صديقه ذلك القذر إيثان بوربون نصحهُ باصطحابي إلى مستشفى شقيقه ماركو لأخضع للفحوصات.. حاولت بشتى الطرق تفادي حصول ذلك لكن في النهاية انفضحت إذ اضطررت للذهاب برفقته إلى المستشفى بالقوة..

 

كرهني رومانوس بشدة وقال لي تلك الجملة والتي من المستحيل أن أنساها في حياتي كلها

 

( لا أحد يستطيع أن يحتال عليّ بيانكا.. ثم أنا من المستحيل أن أتزوج بامرأة ليست عذراء.. هذه عادات عائلتي ولن تتغير.. كنتُ سأعترف بالطفل وأربيه مقابل مبلغ ضخم لكِ.. فأنا من المستحيل أن أتزوج بكِ خاصة لأنني لا أحبكِ.. والآن اكتشفت بأنكِ كاذبة أيضا.. انتهى كل شيء بيننا ولا أريد رؤية وجهكِ أمامي بعد اليوم )

 

وذهب وخرج من حياتي بهدوء وكأن شيئا لم يكن.. وكرهته بجنون وتمنيت أن يأتي يوم وأستطيع الانتقام منه لأنه ألمني..

 

بعد نصف ساعة دخلت أنابيل بعاصفة إلى شقتي ورمت بجسدها على الأريكة وقالت

 

" بيننا حديث مطول.. اجلسي واستمعي جيدا لما سأقوله "


 جلست بجانبها وتأملتُها بهدوء وسمعتُها تقول

 

" تعلمين جيدا بحادث شقيقته وكيف اختفى الماركيز لمدة خمس سنوات.. لا أحد يعلم السبب الفعلي وراء اختفائه لكن الجميع يعلم بأن إصابته كانت بليغة جراء الحادث العنيف الذي وقع.. في الشركة إشاعات كثيرة دارت حوله.. هناك من قال بأنه أصيب بتشوهات مخيفة في جسده.. وهنك من قال بأنه فقد بصره و بأنه أصيب بالشلل وذهب لكي يتعالج في الخارج.. "

 

لم أستغرب ما تفوهت به فالصحف نشرت شائعات و أخبار كثيرة عنه.. لكن لم أصدقها.. وسمعت أنابيل تتابع قائلة

 

" المهم الماركيز قد عاد وهو بكامل عافيته ووسامته المعتادة ومعه ثلاثة أطفال.. هناك شائعة تقول بأنه تزوج وزوجته ماتت بعد ولادتها للتوأم.. وهناك إشاعة تقول بأنهم أطفاله بالتبني.. ولكن أنا أعتقد بأنه تزوج وزوجته ماتت بعد الولادة.. وكل المقربين منه كتومين جدا ومخلصين إذ لم يتفوهوا بحرف واحد عما حصل له أمام أحد.. لكن منذ شهر ونصف تقريبا وظفَ الماركيز سكرتيرة جديدة قبيحة إنكليزية لتعمل في الشركة وتحديدا في مكتبه.. وهو يُعامل تلك القبيحة والمقرفة معاملة الأميرات.. لن تصدقي ما فعله من أجلها.... "

 

وبصدمة سمعت منها كيف رومانوس ذلك البارد والمُدمن على العمل ركض خارجا وسط اجتماع مهم ليتبع تلك القبيحة.. وسمعت بدهشة كبيرة كيف ركب على دراجة هوائية خلفها وخلفهُ تبعه حراسه الشخصيين بقيادة إيثان بوربون.. وشعرت بالغضب يعصف بداخلي عندما أخبرتني أنابيل كيف طردها منذ ساعة من شركته بسبب تلك العاهرة..

 

وقفت وأمسكت بسيجارة ونفثت دخانها بغضب.. زرعت الغرفة بتوتر ذهابا و إيابا وأنا سارحة بتفكيري.. رومانوس دي فالكوني يُحب!!!.. من يستطيع تصديق ذلك؟!!.. من هي تلك القذرة القبيحة التي استطاعت كسب قلبه الجليدي؟!.. وهنا سمعت أنابيل تقول

 

" بيانكا اهدئي قليلا لقد جعلتني أشعر بدوار.. توقفي و اخبريني بماذا تفكيرين "

 

أطفأت عقب السيجارة والتي انتهت في يدي ورميتُها في سلة المهملات أمامي وجلست بجانب أنابيل لأتكلم بحسرة

 

" الأمر انتهى قبل أن يبدأ.. لا أستطيع فعل شيء.. لم أتوقع في حياتي كلها أن يتزوج رومانوس ويصبح لديه ثلاثة أطفال وهو أرمل حاليا.. ظننتها كذبة في البداية عندما أخبرتني لكن على ما أظن الأخبار التي وصلتكِ صحيحة للغاية.. وهو الآن عاشق والهان بفتاة قذرة قبيحة مُعدمة.. لا أمل لي بتاتا معه.. من المستحيل أن يسمح لي بالعودة إلى حياته بعد كذبي عليه.. ثم الحقير لن يتزوج مني أبدا لأنني لستُ بـ عذراء.. تبا له ولعادات عائلته "

 

حدقت أنابيل بدهشة إليّ قائلة

 

" هل استسلمتِ حتى قبل أن تحاولي؟!.. منذ متى تفعلين ذلك صديقتي؟!!.. لقد وظفني منذ سنوات طويلة في شركته من أجلكِ فقط لأنكِ طلبتِ منه ذلك.. كان يحبكِ على طريقتهِ الخاصة.. أو ربما كان يشعر بالرضا وهو يضاجعكِ.. تقربي منه من جديد وقد تنجحين بجعله ينسى تلك العاهرة القبيحة.. وسوف تغرقين من جديد بالأموال والهدايا الثمينة والمجوهرات "

 

ابتسمت بخبث وقلتُ لها

 

" معكِ حق من يدري قد أنجح.. قد أستفيد من رومانوس في ظروفي الحالية "

 

حدقت أنابيل بسعادة إلى وجهي قائلة

 

" هذه صديقتي التي أعرفها لا تستسلم أبدا.. ثم هل ما زلتِ تحبينه؟!.. أخبريني الصدق "

 

ابتسمت بسخرية لأقول لها بكره

 

" كنتُ أحبه وبجنون ولكن بعد أن فضحني ورماني بعيدا عنه أصبحت أكرهه بجنون.. والآن كل ما أريدهُ هو مصلحتي فقط.. سوف أستفيد منه ومن يعلم ربما يتزوجني "

 

ثم ابتسمت بشر وتابعت قائلة

 

" عندما يتزوجني سأرمي بأطفاله في مدرسة داخلية.. لكن أولا كل ما أحتاج إليه هو إبعاد تلك القذرة عنه والانفراد به وجعلهُ لي من جديد "

 

قهقهنا بسعادة وبدأنا نُخطط بدقة للإيقاع بـ رومانوس دي فالكوني من جديد...

 

 

ماريسا**

 

" بيانكا؟!.. لماذا أتيتِ إلى هنا؟!! "

 

لم تُجبه بل رفعت رأسها وقبلتهُ على شفتيه أمامي قبلة حميمة جدا... ارتعش جسدي بقوة وجحظت عيناي وحدقت بذهولٍ شديد إليهما.. وأحسست بألمٍ شديد وغريب في قلبي.. لم يُعجبني بتاتا ما تراه عيناي الآن.. وشعرت بالحزن الشديد خاصةً عندما فكرت بأسى.. الماركيز لديه حبيبة؟!!...

 

شعرت بالحزن يلفني ولم أفهم السبب فأنا لا دخل لي في حياته الشخصية.. استدرت بسرعة وخرجت من المكتب وتوجهت نحو مكتب سارلفي.. دخلتهُ وأنا ألهث بقوة كأنني كنتُ في سباق للجري.. رأيت سارلفي تنظر إليّ باستفهام و بدهشة ثم سألتني

 

" هل خرج السيد من المكتب؟!.. ولماذا تبدين كأنكِ رأيتِ شبحاً؟!.. هل أنتِ بخير ماريسا؟! "

 

بلعت ريقي بقوة وقلتُ لها بهمس

 

" أنا بخير و.. والماركيز خرج من مكتبه لكن.. لكن... "

 

لم أستطع أن أُكمل حديثي فسألتني سارلفي بتوتر

 

" يا إلهي هو ينتظرنا من أجل الاجتماع!.. بسرعة ماريسا اجلبي الملفات يجب أن نذهب في الحال إلى غرفة الاجتماع قبل أن يغضب السيد "

 

ولكن عندما رأتني لم أتحرك من مكاني حدقت بدهشة قائلة

 

" ما بكِ ماريسا؟.. تحركي بسرعة وإلا غضب منكِ السيد رومانوس "

 

ظللت في مكاني واقفة وقلتُ لها بهمس

 

" هو برفقة حبيبته "

 

شهقت سارلفي بقوة وحدقت بوجهي بطريقة كأنني فقدت عقلي ثم هتفت بدهشة كبيرة

 

" حبيبته؟!.. الماركيز ليس لديه حبيبة.. لا تتفوهي بتلك التفاهات أمام أحد.. إن وصل الخبر للسيد قد يطردكِ من وظيفتكِ "

 

رفعت حاجبي الأيمن وأخذت بلف خصلة من شعري حول أصبعي السبابة وقلتُ لها بتوتر

 

" لكنه فعلا مع حبيبته في مكتبي.. لقد أتت منذ قليل وطلبت رؤيته وعندما خرج.. هي.. هي نادته بحبيبي "

 

توسعت عيون سارلفي بذهولٍ شديد وطلبت مني بسرعة بوصف تلك المرأة وعندما فعلت تجمد وجهها واحتقن وهتفت من بين أسنانها بكرهٍ واضح

 

" إنها هي بالتأكيد.. بيانكا جوغاني.. ما الذي أتى بها بعد طيلة هذه السنوات؟! "

 

نظرت بتوتر إلى سارلفي وسألتُها بخجل

 

" بيانكا جوغاني؟!.. هل هذا اسمها؟.. أعني أنتِ تعرفينها؟!.. ثم هل هي فعلا حبيبة السيد؟! "

 

لا أعرف فعلا لماذا شعرت بفضولٍ كبير لمعرفة إن كانت تلك المرأة الجميلة حبيبة السيد!.. وتمنيت بداخلي أن لا تكون كذلك ولم أفهم سبب أمنيتي هذه.. حدقت سارلفي بعدم التصديق إليّ وقالت بنبرة جامدة

 

" تلك المرأة تحلم بأن تكون حبيبة الماركيز.. هي ليست مناسبة له أبداً.. دعكِ منها فالماركيز سوف يتصرف بنفسه ويتخلص منها كما فعل سابقا.. والآن اذهبي بسرعة واجلبي الملفات واتبعيني "

 

أومأت لها موافقة وخرجت شاردة الذهن أفكر بكلمات سارلفي عن تلك المرأة المدعوة بـ بيانكا.. عندما وصلت إلى مكتبي تنهدت براح لأني لم أجدهما هنا وهمست بارتياح

 

" هذا أفضل.. فأنا لا رغبة لي بمشاهدتهما يُقبلان بعضهما البعض أمامي "

 

أمسكت بالملف وحضنته بشدة إلى صدري.. لماذا أشعر بالنفور منها لمُجدر تفكيري بها وبأنها حبيبة الماركيز؟!.. لماذا لم أرتح لها و هل هي فعلا ليست حبيبة الماركيز كما قالت سارلفي؟!.. لكنها قبلته و.. مهلا!!.. ما همي إن قبلته!!.. فلتفعل ما تريده وهو حر في حياته..

 

" ماريسا... "

 

قفزت بقوة من مكاني وهتفت برعب وأنا أستدير عندما سمعت صوته يهمس باسمي بهدوء

 

" اااااه.... "

 

نظر إليّ ببرود ثم قال بعملية

 

" ناديتكِ ثلاث مرات ولم تُجيبي.. هذا ليس الوقت المناسبة لتذهبي بأفكاركِ إلى البعيد.. عليكِ بالتركيز في عملكِ.. اتبعيني في الحال "

 

واستدار ومشى بخطواتٍ سريعة خارجا من المكتب.. شعرت بالحزن لأنه أنبني كطفلة صغيرة وذهب حتى قبل أن أعتذر له.. هذه المرة الأولى التي يتكلم معي بتلك الطريقة ويؤنبني.. رغم أنه لم يتفوه بكلمة مسيئة لي إلا أنني شعرت بالحزن الشديد..

 

طبعا لا يجب أن أحزن منه لكني حزنت.. ثم تلك المرأة لم تكن برفقته!.. يبدو بأنها ذهبت..

 

تبعتهُ بسرعة ورأيت سارلفي بانتظارنا أمام باب غرفة الاجتماع وفور رؤيتها لنا فتحت الباب وتكلمت بسرعة و بالإيطالية مع الماركيز وتبعناه إلى داخل الغرفة.. لم أفهم شيئاً إذ كان الجميع يتكلم بالإيطالية..

 

و سارلفي المسكينة كانت تدون المعلومات وملاحظات الماركيز بمفردها.. لماذا أصر على حضوري مادام الجميع سيتكلمون بالإيطالية؟!..

 

شعرت بالإحباط لعدم فهمي له.. وانتظرت ساعة ونصف حتى انتهى الاجتماع وفورا وقفت وما أن أردت الخروج من الغرفة سمعت الماركيز يتكلم بأمر موجها حديثهُ لي

 

" ماريسا لا تخرجي "

 

تجمدت بخوف بسبب نبرته الغاضبة.. هو غاضب مني؟!.. لماذا؟!!.. بعد خروج الجميع وقف الماركيز وتقدم ببطء ليقف أمامي.. وضع يديه بجيب سرواله وحدق بهدوء إلى وجهي ثم قال

 

" تذكري جيداً اليوم سوف ترافقيني إلى قصري لزيارة الأطفال.. في الساعة الرابعة كوني جاهزة "

 

وما أن حاول التحرك ليذهب أجبته بسرعة

 

" سيدي.. أنا لا أستطيع الذهاب برفقتك "

 

تجمد في مكانه وحدق بقساوة مخيفة إليّ.. 


رواية ماركيز الشيطان - فصل 20 - قبلة صغيرة


شعرت بالخوف منه إذ لم يُسبق أن نظر إليّ سابقا بتلك الطريقة.. وسألني بصوتٍ جامد

 

" والسبب؟ "

 

بلعت ريقي بقوة وقلتُ له بصوتٍ مهزوز وبتلعثم

 

" أنا.. هو.. أنـ.. أنا لا أستطيع آسفة "

 

ساد الصمت بيننا للحظات.. كان يتأمل وجهي بدقة وبدا واضحا بأنه يفكر.. ولصدمتي الكبيرة قال لي بنبرة خشنة قبل أن يستدير ويخرج

 

" آسفكِ مرفوض.. لقد سبق ووعدتِ إيلينا بزيارتها يومياً.. منذ البداية ما كان يجب عليكِ أن تعديها إن كنتِ سوف تغيرين رأيكِ.. عليكِ بالالتزام بوعودكِ أنسة ماريسا.. وخاصةً مع الأطفال.. في الساعة الرابعة سنذهب.. كوني جاهزة "

 

بعد خروجه نظرت بحزن أمامي وشعرت بالغضب من نفسي لأنني فعلا كنتُ بغباء على وشك نكث وعدي لتلك الطفلة..

 

" إلهي ما الذي ورطت نفسي به؟!.. "

 

همست بأسى وخرجت بهدوء.. كنتُ أطبع الملفات التي أرسلتها لي سارلفي عبر البريد الإلكتروني عندما دخل إلى المكتب إيثان بوربون برفقة الحُرّاس الأربعة والذين يقفون أمام باب الشركة.. كان يهتف عليهم بغضب واضح.. يبدو أنهم في مأزقٍ كبير المساكين.. ودخل إلى مكتب الماركيز برفقتهم طبعا من دون استئذان لأنه مسموح له بذلك من قبل السيد..

 

سمعت صوت الماركيز الغاضب يعلو بوضوح.. كان واضحا بأنه يهتف على الحُراس الأربعة بغضب.. هو غاضب اليوم وبشدة.. ما هو السبب يا ترى؟!.. هل بسبب بيانكا؟!.. هززت كتفاي بعدم اكتراث وتابعت طبع تلك الملفات.. بعد خروج الحُراس الأربعة وقف السيد إيثان أمام مكتبي وقال لي ببرود

 

" الماركيز بانتظاركِ.. حان وقت الذهاب "

 

حدقت إليه بتوتر وأومأت له موافقة.. وقفت ورتبت أغراضي ثم سحبت سترتي وارتديتها وأمسكت بحقيبة يدي وتبعته إلى داخل المكتب.. رأيت الماركيز بانتظارنا داخل مصعده الخاص تقدمت ببطء ودخلته ووقفت خلفهم بانتظار صعود المصعد..

 

دخلت إلى الطائرة وجلست على المقعد وجلس الماركيز بجانبي وسمعته يتكلم بالإيطالية مع إيثان

 

" لن أسمح بتكرار الخطأ الذي حدث اليوم.. ممنوع عليها بدخول شركتي تحت أي ظرفٍ كان.. إن حصل ودخلت سأطردهم جميعا "

 

تنهد إيثان بقوة وقال بهدوء بالإيطالية

 

" اهدأ رومانوس.. سوف تُخيف ملكتك.. لقد فهموا الحراس ولن يسمحوا لها بالدخول إلى الشركة مُجددا.. لا أفهم سبب عودتها بعد كل تلك السنوات؟!.. هناك أمر يُحيرني.. لماذا عادت في هذا الوقت؟!.. لا بد أنها تُخطط لفعل شيء!.. أنا أعرف جيدا تلك العاهرة ستفعل المستحيل لتعود إليها من جديد "

 

قهقه رومانوس بشدة وعندما هدأ قال بهدوء

 

" دعها تفعل فهي لن تستطيع خداعي بعد الآن.. المهم أنا لا أريدها أن تقترب من ملكتي "

 

رأيت بخجل السيد إيثان يتأملني بنظرات لعوبة فأخفضت رأسي إلى الأسفل بخجل.. وهنا تأكدت بأنهم يتكلمون عني.. يا ترى ماذا قال له الماركيز عني حتى ينظر إليّ بتلك الطريقة؟!!... يجب أن أتعلم الإيطالية في أسرع وقت إذ بدأت أشعر بأنني حمقاء أمامهم و بأنهم يخفون عني أسرار مهمة..

 

عندما حطت طائرة الهليكوبتر في مكانها ساعدني الماركيز بالخروج ودخلت برفقتهم إلى القصر.. نبض قلبي بعنف عندما رأيت الأطفال الثلاثة بانتظاري برفقة ماريتا.. ولدى رؤيتهم لي هتف التوأم بصوتٍ واحد

 

" مارسي.. مارسي أخيلا أتيتِ "

 

وركضوا باتجاهي وعانقوا ساقاي بشدة مع إيلينا.. نظرت إليهم بحنان ولم أستطع سوى أن أنحني وأبادلهم العناق.. ضحكت بخفة عندما أمسكوا بكلتا يداي وسحبوني خلفهم نحو والدهم وهم يهتفون بسعادة

 

" دادي.. دادي مارسي هنا كما وعدتنا "

 

وعانقوا والدهم بعد أن جعلوني أقف أمامه لا يُبعدني عنه سوى خطوة واحدة.. شعرت بالخجل وأخفضت نظراتي إلى الأسفل..

 

إلهي رائحة عطره كم هي جميلة.. فكرت بخجل بينما كنتُ أستنشق عبير عطره الرجولي بلذة وسمعته يقول لأطفاله و إيلينا بنبرة حنونة

 

" نعم هي هنا كما وعدتُكم.. لا ترهقوها صغاري وتذكروا ما قلتهُ لكم جيدا "

 

أجابوه موافقين ثم أمسكوا بيداي وجذبوني خلفهم إلى الطابق الثاني حيث جناحهم.. كنتُ أجلس على السجادة السميكة في غرفة ألعاب التوأم أتأملهم بحنانٍ كبير.. لم أستطع إبعاد عيناي عنهما لثانية واحدة.. وترقرقت الدموع في عيناي لسماعي لهم ينادوني بأمي معظم الوقت..

 

أما إيلينا كانت تناديني بعمتي طيلة الوقت.. شعرت بغصة في داخلي.. طفلتي لا أعرف شيئا عنها.. هي بعيدة عني ولا أعلم إن كانت سعيدة وبصحة جيدة.. وإن كانت تأكل الطعام الصحي بانتظام وإن كان ذلك الشيطان يُعاملها معاملة حسنة.. وتألمت أكثر لأنني لا أعرف شكلها.. وألمي الشديد لأنني لن أكون عمة في يوم من الأيام فأخي الحبيب تركني ورحل غصبا عنه..

 

" مامي مارسي.. مامي... "

 

سمعت جيف ينده لي بحزن.. نظرت إليه بحنان قائلة

 

" نعم صغيري.. "

 

اقترب وعانقني وقبلني على خدي بخفة ثم نظر إلى عيناي وقال بطفولية

 

" مابيلا أخذت كرتي المفضلة "

 

رفعت يدي ووضعتُها على خده ومسحت عليه برقة وقلتُ له بحنان

 

" لا تحزن صغيري.. هي شقيقتُك ويجب أن تتشارك معها ألعابك.. ثم هي سوف تمل منها بسرعة.. ما رأيك أن تلعب معها وعندما تمل مابيلا يمكنك أن تلعب بالكرة بمفردك "

 

ابتسم بوسع وأشار لي موافقا وذهب ليلعب مع مابيلا بالكرة.. لم أستطع أن أتوقف عن النظر إلى الأطفال.. شعرت بسعادة لا توصف بسببهم.. بعد عدة دقائق أعطت مابيلا الكرة لشقيقها و رأيتُها تتقدم باتجاهي لتجلس في حضني وهي تحمل لعبة لعروسة شقراء بيدها.. ابتسمت لها بحنان ونظرت إليها بعاطفة.. ابتسمت لي بوسع وقالت

 

" مامي.. لماذا تأخرتِ بالقدوم.. دادي أخبرنا بأنكِ كنتِ مليضة.. أنتِ تحسنتِ الآن ولن تتركينا من جديد.. أليس كذلك مامي؟ "

 

رمشتُ بقوة وجف حلقي بسبب ما قالته لي.. المسكينة تظنني والدتها.. وأنا بضعف لم أستطيع إخبارها بأنني لستُ أمها.. أمسكت بوجنيها برقة وقبلت جبينها بخفة وهمست قائلة لها بصدق

 

" مريضة.. هكذا تُلفظ صغيرتي.. ونعم حبيبتي كنتُ مريضة لكن تحسنت وأصبحت أفضل.. ولن أترككم من جديد "

 

صفقت بيديها بسعادة وقبلت خدي بقوة وقالت

 

" مامي أنتِ جميلة جدا وأنا أحبكِ بشدة.. ودادي يحبكِ جداً و أيضا جيف و إيلينا "

 

ابتسمت لها برقة رغم شعوري بالخجل الشديد عندما قالت لي بأن والدها يُحبني.. ولعبت معها ثم قهقهت بسعادة عندما جلس جيف بحضني أيضا.. وإيلينا هتفت باعتراض تريد الجلوس أيضا في حضني... ولكي لا تحزن إيلينا أجلستهم جميعا في حضني ولم يبتعدوا عني لساعة كاملة..

 

كنتُ ألعب معهم الاستغماية وضحكت بسعادة فقدتُها منذ زمنٍ طويل بسبب وضعهم لربطة عنق والدهم على عيناي.. ذهب جيف وجلبها من غرفة والده بعد أن قرر الأطفال أن يلعبوا معي الاستغماية وربطت ربطة العنق خلف رأسي وبدأت بالبحث عن الأطفال..

 

كنتُ أضحك بسعادة وأنا أسمع قهقهة الصغار السعيدة عندما أضرب ساقي بطرف الكرسي أو ألمس الحائط..

 

" أين أنتم صغاري؟!!.. سوف أجدكم بسرعة.. لا تبتعدوا كثيراً.. سأخسر من جديد إن فعلتم "

 

سمعت ضحكتهم السعيدة من جديد تخرج من أفواههم ثم توقفوا فجأة وسمعتهم يتهامسون ثم ضحكوا بخفة.. تقدمت عدة خطوات وأنا أتحسس بيداي إلى الأمام أحاول معرفة وجهتي وما يوجد أمامي..

 

" صغاري أين اختفيتم؟!!.. لن تجعلوني أخسر للمرة الثانية.. عندما أجدكم سوف أقبلكم بقبلات عديدة لا تُحصى "

 

توقفت عن السير وقهقهت بخفة وأنا أجلس على ركبتاي وبدأت أمشي عليهما وأنا أرفع يداي وأحاول لمس وإيجاد أي شيء أمامي.. سمعت جيف يسألني بسعادة

 

" مامي.. لماذا تمشين على ركبتيكِ؟ "

 

ثم ضحك الأطفال بمرح وفورا عرفت مكانهم من أصواتهم.. مشيت على ركبتاي وأنا أحاول البحث عنهم بيداي.. فجأة أمسكت بقميص وخرجت قهقهة قوية من فمي وهتفت بسعادة

 

" جيف.. هذا أنت أيها الشقي!... لقد وجدتُك.. سأقبلك بشراسة لأنك خسرت "

 

ورميت نفسي واحتضنته بشدة وقبلت عنقه.. تجمدت فجأة برعب عندما سمعت الصغار يقهقهون بقوة وجيف يقول بضحكات طفولية قوية

 

" مامي.. هذا ليس أنا.. هذا دادي روم "

 

لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لاااااااااااا!!!!!.... هتفت برعب بداخلي ولم أستطع التحرك لأبتعد عنه بسبب خجلي المُميت.. يا إلهي أنا ألتصق به بالحرف الواحد و.. لقد قبلت أسفل عنقه.. كيف لم ألاحظ عضلاته الضخمة وصدره العريض ورائحته الجميلة و..

 

يا إلهي كم أنا غبية... ارتفعت حرارة جسدي وهنا استنشقت رائحة عطره الفريدة.. شعرت بيديه تمسك بخصري بخفة ولدهشتي ضمني إلى صدره أكثر وهو يتحسس ظهري بهدوء..

 

شعرت بالرعب وقاومته بضعف وهنا حررني وفورا ابتعدت عنه لأجلس على مؤخرتي وسحبت ربطة عنقه عاليا وأخرجتُها من رأسي وأمسكتُها بيدي اليمنى وضغطت عليها بقوة..

 

فتحت عيناي ورأيته بصدمة يقف على ركبتيه أمامي وخلفه الأطفال يضحكون بسعادة.. احمر وجهي بشدة بسبب إحراجي الكبير وشهقت بخوف عندما سمعت إيلينا تقول بفرحٍ طفولي

 

" خالي روم عليك أن تُقبل عمتي.. فهي تستحق قبلة لأنها وجدتك "

 

حدقت إليها برعب ثم لفزعي الشديد سمعت الماركيز يتكلم بمرح

 

" لما لا!.. فـ ماريسا تستحق قبلة صغيرة "

 

أوه لا أرجوك لا تفعل... هتفت بداخلي برعب وأنا أراه يتأملني بنظرات مرحة وهو يبتسم تلك الابتسامة الناعمة الجميلة..

 

" هيا دادي.. قبلة صغيرة لـ مامي مارسي "

 

هتف جيف بحماس وخفق قلبي بعنف وأنا أراه يمشي على ركبتيه خطوة ليصبح من جديد قريبا جدا مني وبضياعٍ كلي نظرت إلى عينيه عندما أمسك برقة طرف ذقني بأصابعه ورفع رأسي بخفة عاليا ونظر إلى شفتاي بشرود.. 


تسارعت نبضات قلبي بسرعةٍ أكبر وقشعريرة سارت في أنحاء جسدي.. رأيته يُغمض عينيه وأخفض رأسه باتجاه وجهي..

 

أغمضت عيناي وشعرت بقلبي سيطير ويحلق عاليا خارجا من قفصي الصدري عندما شعرت بشفتيه تلمس طرف فمي وشفتيه تحركت ببطءٍ شديد وبتناغم بقبلة صغيرة ناعمة هادئة.. أحسست بنعومة شفتيه على بشرتي واقشعرّ جسمي.. شعرت به يبتعد ولكن أنفاسه الدافئة لفحت وجهي بنعومة..

 

فتحت عيناي ببطء ورأيت وجهه قريب جدا مني حتى كاد أنفه أن يلتصق بأنفي.. لعقتُ شفتاي وحدقت بضياع إلى عينيه وسمعته يهمس قائلا بنعومة

 

" لا تفعلي ذلك "

 

كنتُ ضائعة بعمق عينيه ولم أفهم ما قاله لي.. فلعقت شفتاي من جديد وأجبته بهمس

 

" لا أفعل ماذا؟!.. "

 

كنا في عالمنا الخاص ولم ننتبه للأطفال السعداء أمامنا.. وضع أصبعهُ السبابة على شفتي السفلية وقال بهمس

 

" لا تلعقي شفتيكِ أمامي "

 

تسارعت أنفاسي وحرارة جميلة لفحت جسدي وقلبي لم يهدأ لثانية عن النبض بسرعةٍ جنونية.. غرقت بعينيه بضياع وهمست قائلة له بسذاجة رغم وجود أصبعه على شفتي

 

" لماذا؟!!.. "

 

شعرت بجسده يتصلب وحرك أصبعه بخفة على شفتي السفلية وقال بالإيطالية

 

" لأنني بالكاد أستطيع التحكم بنفسي ومنع نفسي من تقبيلكِ بجنون "

 

لم أفهم ما قاله لكن شعرت بـ وجنتاي تحمران بشدة إذ ظننت بأنه يتغزل بي.. وقبل أن أفتح فمي وأسأله عن معنى ما قاله سمعته يهمس قائلا

 

" أريدُكِ... "

 

توسعت عيناي وحدقت إليه بضياع وهمست بشرود

 

" هااااه!!!!... "

 

بلع ريقهُ بقوة وقال هامساً

 

" أريدُكِ.. أعني أريدُها "

 

خفق قلبي بعنف وهمست من جديد بضياع

 

" ها!!.... "

 

حدق نحو يدي اليمنى ثم رفع نظراته لتستقر على عيناي وهمس

 

" ربطة عنقي.. أريدُها "

 

احمر وجهي بشدة وهمست له بارتباك

 

" أوه.. صحيح.. ربطة العنق!.. جيف جلبها "

 

رفعت يدي اليمنى ووجهتها نحوه.. اقشعر بدني عندما حضن يدي بقبضته الكبيرة.. لم يترك يدي بل ظل يحتضنها للحظات وهو ينظر إلى عيناي ثم أمسك بربطة العنق وسحبها بخفة من يدي.. بلعت ريقي بقوة وأخفضت نظرتي إلى الأسفل خجلا منه..

 

" ماريسا... "

 

سمعتهُ يهمس باسمي بطريقة حالمة وشعرت بقلبي سيقفز ويطير من مكانه.. رفعت نظراتي وحدقت إلى عينيه بهدوء.. كم هي جميلة عيونه.. نظراتهِ حنونة.. رقيقة.. و.. شهقت بدهشة عندما قفز الأطفال علينا وهتفوا بسعادة

 

" ياااااي.. دادي روم قبل مامي للتو "

 

أبعدت عيناي بسرعة وحدقت بخجل إلى الأطفال ورأيت الماركيز يحتضنهم بشدة ثم أبعدهم ووقف على قدميه وقال بحنان

 

" أصبحت الساعة السابعة وحان موعد عشاءكم أطفالي.. اذهبوا واغسلوا أيديكم وتوجهوا برفقة نانا إلى الأسفل.. هيا صغاري لا تتأخروا "

 

وقف الأطفال بجانبي وقالت إيلينا بحزن

 

" أريد عمتي أن تبقى معنا "

 

تنهدت بخفة ووقفت بسرعة وسمعت الماركيز يقول لهم

 

" هي متعبة إيلينا و... "

 

عندما رأيت الدموع تترقرق بعيون الأطفال قاطعت حديث الماركيز بسرعة قائلة

 

" لا بأس سيدي.. أنا سأبقى معهم لستُ متعبة.. ثم رفقتهم تُسعدني "

 

نظر إليّ بنظرات غامضة غريبة ثم ابتسم برقة وقال

 

" حسنا ماريسا كما ترغبين "

 

ثم وجه حديثه للأطفال قائلا

 

" لا ترهقوها صغاري.. سأنتظركم في غرفة الطعام لا تتأخروا "

 

قفز الأطفال بسعادة وأمسكوا بيداي وسحبوني إلى الأمام نحو غرفة التوأم... لأول مرة منذ سنوات أشعر بسعادة حقيقة وأنا برفقة الأطفال.. ضحكاتهم وفرحتهم الكبيرة بوجودي جعلتني أنسى همومي وأحزاني والفراغ بداخلي في بُعد ابنتي عني..

 

لأول مرة أضحك بسعادة حقيقة بسببهم.. وتمنيت لو أنني أستطيع البقاء معهم العمر بأكمله..

 

بعد أن نام التوأم خرجت من غرفتهم وتوجهت إلى غرفة إيلينا.. ساعدتُها بارتداء قميص نومها الزهري ثم تسطحت على السرير ووضعت الغطاء على جسدها وجلست بجانبها على طرف السرير.. أمسكت إيلينا بيدي وشعرت بدهشة كبيرة عندما قالت لي

 

" خالي روم يحبكِ جدا عمتي.. هو كان سعيد جدا لأنكِ أتيتِ إلى إيطاليا للبقاء معنا إلى الأبد.. وأنا سعيدة جدا لأنكِ أتيتِ ولن تتركينا "

 

عقدت حاجباي وفكرت بذهول.. ماذا يعني كلامها؟!... لماذا قالت بأن خالها كان سعيدا جدا لأنني أتيت إلى إيطاليا؟!.. ربما هي تظن ذلك بسبب شبهي لزوجته المتوفية!!.. نعم ربما!!!....

 

سردت لها قصة الجميلة والوحش ونامت إيلينا بعمق.. قبلت جبينها برقة وخرجت بهدوء من غرفتها.. كنتُ أنزل السلالم عندما فجأة توقفت بوسطه إذ سمعت صوت صرخات الماركيز الغاضبة وهو يهتف بغضب بالإيطالية

 

" كيف واللعنة اكتشف الحقيقة.. اهدأ ودعني أفهم ما حصل.. "

 

تابعت النزول إلى الأسفل ووقفت أمام السلالم أنظر بقلق إلى الماركيز وهو يتكلم بالإيطالية بغضبٍ كبير على الهاتف.. عندما رآني حدق مطولا بوجهي وهو يستمع إلى الشخص الذي يكلمه عبر الهاتف.. بعد لحظات قال

 

" سأتصرف لا تقلق.. سأجد حلا معه.. اهدأ وافعل ما أمرك به في الغد.. وأنا أعدُك بأنني سأتكلم معه وأخبره بالحقيقة في أسرع وقت "

 

انهى الاتصال ووضع هاتفه في جيب سترته وقال

 

" اتصل بي ماركو وطلب مني أن أعلمكِ بأنه سيذهب برفقة شارلي و فيليا إلى حفلة افتتاح لفندق.. وطلب أن تبقي بضيافتي الليلة وأنا وافقت.. سوف ترشدكِ ماريتا إلى غرفة الضيوف.. يمكنكِ أن تطلبي منها أي شيء تحتاجين إليه "

 

حدقت إليه بدهشة وقلتُ له باعتراض

 

" سيدي يمكنني العودة برفقة لوكاس إلى قصر ماركو.. لا يهم إن كنتُ بمفردي فالقصر يحرسه رجال ماركو و.. "

 

قاطعني قائلا بتصميم وبأمر

 

" لا أنسة ماريسا.. أنتِ الليلة ضيفتي ولن تذهبي إلى قصر ماركو وهذا قراري النهائي.. ستجدين في غرفة الضيوف كل ما تحتاجين إليه.. و ماريتا سوف تكون تحت تصرفكِ.. والآن أستأذن منكِ يجب أن أذهب فلدي موعد مهم "

 

وخرج من الغرفة ومن القصر وسط ذهولي الشديد.. متغطرس.. هذا ما فكرت به بينما كنتُ أستشيط من شدة قهري وغيظي.. كيف سمح لنفسه بأخذ القرار عني؟!.. مغرور و  متغطرس.. وما هي سوى لحظات قليلة حتى سمعت صوت مراوح الهليكوبتر وعرفت بأن الماركيز ذهب..

 

" الأطفال سيشعرون بسعادة كبيرة عندما يكتشفون في الصباح بأنكِ في القصر سيدتي "

 

التفت نحو اليمين ورأيت ماريتا تقف وهي تبتسم لي برقة.. أوه طبعا أطفال الماركيز سيفرحون جدا عندما يرونني في الصباح.. ابتسمت برقة لدى تفكيري بهم وتركتها ترشدني إلى غرفة الضيوف.. سقط فكي إلى الأسفل عندما دخلت ورأيت هذه الغرفة أمامي


رواية ماركيز الشيطان - فصل 20 - قبلة صغيرة

 

إنها غرفة لأميرة.. هذه أجمل غرفة رأتها عيناي.. سمعت ماريتا تسألني إن كنتُ أحتاج لشيء.. حدقت إليها يتمعُن وسألتُها بخجل

 

" ماريتا.. لماذا الماركيز يستخدم دائما طائرة الهليكوبتر للتنقل وليس السيارة؟.. أعتذر لتطفلي ولكن أستغرب ذلك قليلا "

 

حدقت بحزن إلى عيناي وقالت ببساطة وبهدوء

 

" أصبح لديه رهاب من السيارات.. هو لم يعُد يستخدمها منذ زمنٍ بعيد.. لذلك يُفضل التنقل دائما بالهليكوبتر "

 

لديه رهاب من السيارات؟!!!... هذا غريب!.. فكرت بذلك ثم سألتُها بفضول

 

" هل لديه رهاب بسبب تعرضهُ لحادث سيارة؟ "

 

تجمدت عينيها عليّ ثم قالت ببرود

 

" يمكنكِ أن تسأليه بنفسكِ سيدتي.. أنا لا أستطيع الإجابة على سؤالكِ.. إن احتجتِ لأي شيء اطلبي رقم واحد.. أحلاما سعيدة سيدتي "

 

خرجت بهدوء من الغرفة وأغلقت الباب خلفها.. تنهدت بقوة ووقفت أنظر بضياع إلى تلك الغرفة الجميلة.. لماذا لدي إحساس بأن شيء سيء سوف يحدث؟!.. هززت رأسي رفضا وهمست

 

" يجب أن أتوقف عن التفكير بسلبية "

 

جلست على السرير الملوكي ودون شعور مني فكرت بالماركيز.. هل ذهب لرؤية بيانكا؟!.. يبدو ذلك إذ بدا مُتلهفا للخروج.. كان واضح بأنه على عجلة من أمره.. يبدو بأنها مهمة له..

 

شعرت بالقهر ثم بالغضب منه عندما تذكرت كيف قبلني منذ ساعتين تقريبا.. تلك القبلة الصغيرة جعلتني أشعُر بمشاعر غريبة وجديدة.. ولكن تلك المشاعر أخافتني.. أنا يجب أن أبقى بعيدة عنه وباردة بالتعامل معه ولكنني بغباء أضيع بنظرة واحدة منه..

 

تنهدت بقوة وقررت أن أقف وأدخل لأستحم..

 

 

إيثان**

 

تأكدت من وصول الماركيز إلى القصر بسلامة وتوجهت إلى قصري.. جلست بإرهاق على الكرسي في الشرفة في جناحي ونظرت بحزن إلى النجوم في السماء.. كم ألمتني شارلي بسبب قرارها في الأمس..

 

للمرة الثانية تخلت عني من أجل ماركو وأنا بغباء كلما رأيتها قلبي ينبض بالحياة من جديد لأجلها فقط..

 

أصبحت أكره حُبي لها وأقرف من نفسي بسبب ضُعفي نحوها..

 

رفعت يدي ومرّرت أصابعي بين خصلات شعري.. ثم وضعت يدي على جبيني أفركه بعصبية وكأنني بتلك الحركة سأنزع عني التعب والهم والحزن ووجع القلب..

 

وقفت وخرجت من جناحي وتوجهت نحو مكتبي جلست على المقعد خلف مكتبي وفكرت بتلك العاهرة بيانكا.. أي جرأة تملك هذه المرأة بعد كل هذه السنين تأتي و كأن شيئا لم يحدث وتذهب لرؤية رومانوس وتقبله أمام ماريسا أيضا..


 قهقهت بخفة عندما تذكرت كيف غضب رومانوس بعد فرار ماريسا ورمى بتلك الحقيرة خارج الشركة ومنع الحراس من السماح لها بالدخول إلى شركته..

 

سمعت طرقات على باب مكتبي وسمحت للطارق بالدخول.. دخلت بلانكا وهي تحمل بيدها ظرف أبيض كبير.. وقفت أمامي وقالت بهدوء

 

" سيدي لقد سلمني الحارس هذا الظرف.. وصل منذ قليل عبر شركة البريد إلى القصر "

 

ثم حدقت بتوتر إليّ وقالت

 

" أعتذر عن تطفلي سيدي.. لكن لا تظلم السيدة شارلي.. هي تحبك بصدق وتعذبت كثيرا من أجلك و.. وربما إن تكلمتَ معها بهدوء على انفراد ستفهم منها حقيقة تصرفها ليلة أمس "

 

أسندت مرفقي على الكرسي و ولمست بطرف أصابعي ذقني ونظرت إليها بتفكيرٍ عميق


رواية ماركيز الشيطان - فصل 20 - قبلة صغيرة


 

ثم سألتُها بجدية

 

" بلانكا.. هل تُخفين عني شيئا؟ "

 

أجابتني بتوتر قائلة

 

" لا سيدي.. بالطبع لا "

 

ثم اقتربت ووضعت الظرف على المكتب أمامي وقالت بسرعة

 

" بالإذن منك سيدي "

 

وخرجت مسرعة من المكتب.. هي تُخفي عني شيئا مهماً بالتأكيد.. تنهدت بقوة ونظرت إلى الظرف.. رفعت حاجبي بدهشة عندما لم أرى عنوان المُرسل عليه..

 

" غريب؟!!... "

 

همست بدهشة وبتعجُب وفتحت الظرف وأخرجت الورقتين الموجدتين به.. نظرت إلى أول ورقة وجحظت عيناي وحدقت بصدمة إليها

 

(  سيد إيثان بوربون.. رغبت بإرسال تلك الرسالة لك لأفتح عينيك على شيء مهم جدا.. قد ترغب بمعرفة بأنه تم التلاعب بك منذ سنتين من قبل شقيقك ماركو و حبيبتك شارلي ديكنز.. هي كانت حامل منك عندما تزوجت من شقيقك وسافرت معه إلى إنكلترا.. 


وعندما اكتشفتَ حملها وسافرت إلى ديفون شقيقك ماركو اكتشف لعبتك وبدل الطفلين.. لو كان الطفل ابن ماركو كان يجب على نتيجة فحص الحمض النووي أن تكون بينك وبين الطفل خمسة وعشرين أو ثمانية وعشرين بالمائة..

 

بيترو بوربون هو ابنك الحقيقي.. والنتيجة الحقيقة موجودة في الورقة الثانية.. ولكي تتأكد أكثر اذهب لرؤية بيترو فالشبه بينكما كبير جدا.. ويمكنك أيضا بنفسك أن تخضع أنتَ والطفل إلى الفحص من جديد لكي تتأكد من كلامي.

 

المُرسل فاعل خير.  )

 

ارتعشت يدي بقوة وشحب وجهي بعنف ونظرت إلى الورقة الثانية ورأيت التحليل للحمض النووي بها

 

" متطابق بنسبة  98.5 % "

 

همست بصدمة كبيرة بالنتيجة وشعرت بالعالم ينهار حولي..

 

" بيترو هو ابني أنا؟! "

 

همست بذهولٍ شديد وشعرت بضيق في صدري و تسارعت أنفاسي وتطاير الشرر من عيناي ونفرت عروق رقبتي و تصلّبت عضلاتي ووقفت بسرعة وبعنف لدرجة أن الكرسي سقط إلى الخلف مصدرا صوتا قويا وهتفت بجنون بصوت جوهري أجش مُخيف

 

" شااااااااارلي.. سوف تندمين أشد الندم أنتِ وماركو.. لن أرحمكما لأنكما حرمتموني من ابني "

 

انفجرت غاضبا كانفجار البركان واحمرّ وجهي بقوة وخرجت كالإعصار من مكتبي وأمرت جميع الرجال بالذهاب إلى قصر ماركو.. جلست على المقعد خلف المقود في سيارتي وانطلقت بها بأسرع سرعة ممكنة نحو قصر شقيقي العزيز..

 

نظرت أمامي بشرٍ كبير وهمست بحقد وغضب فاقا تحمُلي

 

" الليلة سأريهم جميعاً كيف يكون انتقام وغضب إيثان بوربون.. الليلة سأريهم ما هو الثمن لقاء تلاعبهم بي.. لا رحمة ولا شفقة ولا مغفرة لهما.. سأنتقم منهما على إخفاء ابني عني.. سأنتقم منهما بأبشع طريقة "


انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©