رواية ماركيز الشيطان - فصل 21 - أخي العزيز
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. بموت،ايش ذا؟ وربي كل الفصل مبتسمة وواقفة بصف ايثان لك ليه وربي دمعت😔😢 مع ان عندي احساس قوي حيكون بخير، بس الشعور موجع.. كالعادة ابدعتي، لا استطيع التحمل للسبت انتظر البارت القادم بفارغ الصبر💫

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي لا تحزني
      ستعرفين قريبا ما سيحدث معه

      حذف
  2. الردود
    1. شكرااااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  3. خطير البارت جدا جميل اخيرا ماركو تحرك مع حبيبته .. وايثان كان يستاهل هالشئ عشان يصحصح شوي لأنه أخوه دايم في صفه ويساعده ..
    شكرا لك كاتبتنا المبدعة في انتظارك يوم السبت

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حبيبتي لأنكِ أحببتِ البارت
      ومسكين إيثان لا تحكمي عليه ستعرفين قريبا لماذا استفز شقيقه

      حذف
  4. انتظر على نارررر يوم السبت بالتوفيق كاتبتي المبدعة

    ردحذف
  5. ⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️تسلم ايدك ياقلبي بارت فوق الخيال واووووووووووووو بارت خطير اووووي😍💝😍💝😍💝💝💝😍💝💝😍💝💝😍😍😍💔😬

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.

      حذف
  6. البارت جميل جداً سلمت يداكِ حبيبة قلبي 💖
    ايثان أضحكني يسأل شارلي وإذا حاولت تجاوبه يقولها اخرسي ثم يرجع يسأل
    مجنون هههههه

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ لأنكِ أحببتِ البارت حياتي,
      هههههههه و نعم إيثان لديه جنون جميل

      حذف
  7. 😍😍😍😍 بارت رائع
    فديت حبيبي مونرو 😂😂😂😂❤️

    ردحذف
    الردود
    1. لا مثيل لـ مونرو بيلاتشو وجنونه الجميل

      حذف
  8. اووووووف ماهذه الأحداث النارية والنهاية المثيرة والمحزنة انت فعلا مبدعة سلمت الانامل

    ردحذف
  9. روووووووعه ياقلبي 💝💝💝👌

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 21 - أخي العزيز

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 21 - أخي العزيز



أخي العزيز



شارلي**



فتحت عيناي وحدقت حولي بتعجُب.. أنا في غرفة إيثان في قصره.. تنهدت براحة وأبعدت الغطاء عن جسدي وجلست وحدقت بحزن أمامي.. أين إيثان؟!.. لماذا تركني؟!.. أنا أحتاجُ إليه بجانبي.. أحتاج الشعور بالأمان معه..

 

فكرت بحزن وقررت أن أخرج من الغرفة وأبحث عنه.. وقفت وارتديت حذائي وحدقت أمامي بتفكيرٍ عميق.. ربيكا المسكينة ضحت بنفسها لكي تُنقذني.. اكتشافي للحقيقة وراء خلافي مع إيثان منذ البداية ألمني كثيراً.. هو لم يثق بي ولا بحُبي له.. لقد ظن بأنني خُنته مع ماركو في ذلك الوقت وصدق كلمات ربيكا عني..

 

للأسف تم التلاعب به بسهولة وأبعدني عنه.. يا ليته تركني أشرح له وأخبره بأنني حامل منه كان كل شيء تغير..

 

لم أستطع أن أكره ربيكا بسبب ما فعلتهُ بي.. ظروفها المعيشية السيئة جعلتها تُضحي بالكثير من أجل شقيقتها.. هي إنسانة رائعة والمسكينة دفعت ثمن فعلتها غاليا لذلك سامحتُها خاصة لأنها ندمت.. وتفهمت طلبها مني بعدم إخبار إيثان من خطفني ولذلك لن أخبرهُ أبدا عن مونرو وما حصل معي اليوم..

 

خرجت بهدوء من الغرفة ومن الجناح وقررت أن أنزل لأرى إيثان.. كنتُ في وسط السلالم عندما تجمدت مكاني وسمعت صرخة ماركو الغاضبة

 

" أين هي زوجتي.. إيثاااااااااان.. أين هي شارلي؟!!... "

 

يا إلهي ماركو هنا!!!!!... هتفت برعب بداخلي إذ عرفت بأن الليلة لن تمضي على خير أبداً... وبألمٍ كبير استمعت إلى مشاجرتهم.. بسببي شقيقين يتقاتلان.. بسببي كرهوا بعضهما.. إنهما شقيقين ولا يجب أن يتشاجرا بسببي أبداً.. أنا لن أسامح نفسي أبداً على ذلك..

 

نزلت السلالم بسرعة ورأيت برعب إيثان يلكم ماركو وهو على وشك قتله.. تملكني الخوف الشديد وشعرت بألمٍ كبير في قلبي.. ماركو ضحى بالكثير من أجلي ومن أجل بيترو.. لا أستطيع أن أكون ناكرة للجميل معه.. أنا مدينة له لمدى العمر بسبب مساعدتهِ لي.. سالت دمعة متألمة على وجنتي وهتفت برعبٍ كبير

 

" لااااااااااااااا.. إيثان توقف.. توقف.. توقف أرجوك.. سوف تقتله.. إيثااااااااان... "

 

وركضت وابعدتهُ عن ماركو وجلست على ركبتاي أمامه ونظرت بألم وبحزن كبير إليه.. حدق ماركو بحزن إلى عيناي وفورا رفعت يدي ومسحت الدماء عن أنفه.. شعرت بالغضب من إيثان... مهما حصل من خلاف بينهما لا يحقُ له ضرب شقيقه الأكبر وخاصة بسببي أنا..

 

التفت نحو اليسار وهتفت بألم وبغضب بوجهه.. أنا فعلا لن أسامحه أبدا لأنه تجرأ وضرب أخاه الكبير.. لو عرف كم ضحى ماركو من أجل حمايتي و بيترو سيندم طيلة عمره على ما فعلهُ به..

 

وبحزن سمعتهُ يُبرر نفسهُ أمامي.. هو ما زال يظن بأن ماركو سرقني منه و بأن بيترو ابنه.. لم أستطع إخبارهُ الحقيقة لأنه في قمة غضبه الآن ولا يمكن أن أتوقع كيف سوف يتصرف وتكون ردة فعله إن نطقت بالحقيقة أمامه في هذه اللحظة..

 

ومن أجل ماركو اتخذت قراري النهائي.. ساعدت ماركو ليقف وسالت دموعي بمرارة على وجهي وقاطعت إيثان عن تكملة حديثه وهتفت بوجهه

 

" يكفي.. لقد اكتفيت.. أنا خطفني شخص بالخطأ ثم اعتذر وحررني.. لم أرى وجهه ولم أتعرف عليه لأنه كان يخفي وجهه بقناع.. ركضت هاربة خوفا من أن يكون يكذب عليّ واتصلت بك لتأتي.. هذا ما حصل وانتهى الموضوع هنا.. أشكرك لأنك أتيت و جلبتني إلى منزلك.. لكن أنا مكاني مع زوجي وطفلي.. الوداع إيثان "

 

رغم أن قلبي احترق بسبب قراري هذا لكن كان يجب أن أتخذه.. مكاني مع ماركو و ابني.. هو في النهاية زوجي حتى لو كان حبراً على الورق فقط.. فهو من ساعدني واهتم بي وحماني أنا وطفلي مستحيل أن أغدر به.. 


دُستُ على قلبي وحُبي الكبير لـ إيثان وخرجت برفقة ماركو من القصر و صعدت إلى السيارة وجلست أبكي بتعاسة وبحرقة قلب..

 

أوقف ماركو السيارة جانب الطريق وحدق بحزن إليّ ثم همس قائلا

 

" شارلي.. توقفي عن البكاء لو سمحتِ "

 

حدقت إليه بألمٍ كبير ثم رميت نفسي عليه وحضنته بقوة وشرعت أبكي بهستيرية.. تركني ماركو أبكي براحتي في حضنه وهو يُربت بحنية على كتفي.. بعد دقائق طويلة عندما هدأت وتوقفت عن البكاء رفعت رأسي وحدقت بعذاب إليه وهمست له بألم فاق تحملي

 

" سامحني ماركو.. سامحني أرجوك.. أنا السبب بخلافك مع إيثان.. أنا السبب لأنه ضربك و أهانك.. أنتَ إنسان عظيم ومُحترم وحنون وتستحق كل الخير.. لكن بسببي أنا خسرتَ شقيقك و... "

 

ابتسم برقة ووضع يدهُ على خدي وقال بهدوء مُقاطعا حديثي

 

" لا شارلي لستِ أنتِ السبب.. لذلك توقفي عن لوم نفسكِ.. للأسف غباء إيثان هو السبب.. شقيقي يتحول إلى غبي بكل ما يختص أموركِ.. ربما الحُب هو السبب!.. وأظن حان الوقت لكي تُخبريني الحقيقة الكاملة وما حدث معكِ اليوم "

 

أبعد يدهُ عن خدي وبخجل أخبرتهُ كيف خرجت من القصر لكي أُخطط للقائي مع إيثان وكيف تم خطفي وما حصل بعدها.. عندما انتهيت من سرد كل الحقيقة له رأيت وجه ماركو يحتقن بشدة.. نظرت إليه بخوف وسألته

 

" ماركو.. تفهم أسبابي أرجوك.. هي اعتذرت مني و المسكينة دفعت ثمن أخطائها غاليا ولا يجب على إيثان أن يكتشف ما حصل معي اليوم وإلا قتل مونرو.. و... "

 

قاطعني ماركو قائلا بغضب

 

" توقفي شارلي ولا تُبرري لها أخطائها أمامي وأخطاء ذلك الرجل المافيا الحقير.. تلك اللعينة هي السبب خلف تعاستكِ مع إيثان.. ما يُبرد قلبي بأنه انتقم منها شر انتقام فهي تستحق.. لو طلبت الغبية المساعدة من إيثان كان ساعدها دون أي مقابل.. "


توقف عن الهُتاف وتنفس بقوة وعاد ليهتف بعصبية 


" الحياة ليست مُنصفة أبداً فبعد زواجنا بيومٍ واحد اكتشف إيثان الحقيقة وأتى لكي يستعيدكِ ويعتذر.. لكن كان الأوان قد فات للأسف.. وذلك القذر مونرو إن رأيته سوف أريه ما معنى أن يخطف زوجة ماركو بوربون "

 

شهقت برعب وقلتُ له برجاء

 

" لا ماركو أرجوك.. لا تتصرف بتهور وترتكب جريمة بسببي.. هو في الأصل كان سوف يُحررني في المساء.. أرجوك عدني بأنك لن تؤذيه وبأنك لن تتفوه بحرف أمام إيثان عن مونرو بيلاتشو.. أرجوك عدني بذلك "

 

تنهدت بقوة وقال باستلام

 

" حسنا لا تقلقي.. أعدكِ بأنني لن أفعل.. لكن فقط من أجلكِ ومن أجل بيترو "

 

ثم حدق بجدية إليّ قائلا

 

" أظن حان الوقت حتى نُخبر إيثان الحقيقة الكاملة عن بيترو و زواجنا.. لا يجب أن نتأخر أكثر بفعل ذلك.. لكن إيثان حاليا بالتأكيد سيكون في قمة غضبه لذلك بعد يومين سأذهب برفقتكِ لرؤيتهِ ونتكلم معه بوضوح ونضع كل النقاط على الحروف.. عليه أن يسمع الحقيقة مني ومنكِ شارلي.. إن اكتشف إيثان الحقيقة من غيرنا ستقع كارثة على رؤوسنا.. بعد يومين سوف نذهب ونراه رغما عن أنفه ونتكلم معه.. هل أنتِ موافقة على ذلك؟ "

 

نظرت إليه بامتنان وأجبتهُ بهدوء

 

" موافقة.. فقط أتمنى أن يتفهم أسبابنا ولا يغضب و... "

 

بلعت ريقي بقوة وتابعت قائلة بخوف

 

" ولا يحرمني من بيترو.. ابني هو عالمي كله وأنا لن أستطيع العيش من دونه.. سوف أتدمر إن حرمني منه إيثان "

 

ابتسم ماركو برقة وربت على كتفي بخفة وقال بثقة

 

" إيثان هو شقيقي وأنا أعرفهُ جيداً.. لن يفعل ذلك بكِ.. مستحيل أن يحرمكِ من بيترو مهما كانت الظروف.. صحيح هو مُخيف وسريع الغضب لكن بداخلهِ طفل صغير.. أنا و رومانوس و لوكاس الوحيدين في هذه الحياة نعرف جيدا طبع وحنية إيثان.. عندما يكتشف أن بيترو هو ابنه ويعلم أسبابنا سوف يعتذر مني ومنكِ ويطلب تصليح كل الأمور.. لذلك لا داعي للقلق سوف أتصالح من جديد معه وتسير الأمور بخير "

 

ابتسمت له بسعادة خاصة بعد سماعي لما تفوه به بمحبة عن إيثان.. وتمنيت أن يُصدقنا إيثان ويتفهم أسبابنا.. أدار ماركو السيارة وقاد بهدوء باتجاه القصر.. في الصباح كنتُ أجلس على الأريكة في غرفة الألعاب و بيترو يجلس في حضني و فيليا تُشير لي بيديها بلغة الإشارات عن ما حدث معها و ماركو..

 

ابتسمت بوسع وأشرت لها بيداي قائلة

 

( هذه عزيزتي تُسمى الغيرة.. نعم ماركو يشعر بالغيرة عليكِ.. هو مُعجب بكِ.. أصبحت متأكدة من ذلك بعد أن أخبرتني بما فعلهُ معكِ لدى رؤيته لكِ بذلك البيكيني والفستان المثير.. خطتنا تنجح وعليكِ أن تستمري بها )

 

احمر وجه فيليا من الخجل ونظرت إلى الأسفل بحياء ثم أشارت لي بيديها قائلة

 

( هل أنتِ متأكدة؟!.. أنا خائفة أن يكون فقط يشعر بالمسؤولية نحوي.. ماذا لو ظل بعيدا عني ولم يسمح لي بالتقرب منه؟.. ماذا سأفعل حينها؟.. أنا خائفة بصراحة من أن يظل باردا بالتعامل معي ولا يسمح لي بالتقرب منه.. أنا أعشقهُ شارلي ولن أتحمل أن لا يُبادلني الحب )

 

ابتسمت لها بخفة ثم أشرت لها

 

( لا تخافي.. ماركو بوربون وقع في المحظور.. قريبا جدا سوف أتصالح مع إيثان وحينها سوف يُخلى لكِ الجو واستفيدي من ذلك بالتقرب منه )

 

ابتسمت فيليا بخجل ثم أشارت لي قائلة بأنها سوف تشتاق لي بجنون وخاصةً بيترو ولكنها سعيدة لأنني سوف أتصالح أخيراً مع إيثان و بيترو سيتعرف أخيراً على والدهُ الحقيقي..

 

مضى اليوم بهدوء وفي المساء كنتُ في غرفة بيترو أنظر إليه بحنان كلي وهو نائم في سريره.. قبلت خده برقة وهمست قائلة له

 

" قريبا جدا صغيري سوف تتعرف شخصياً على والدك الحبيب.. سوف تحبهُ بجنون كما تفعل والدتك.. هو سيغرق بحبك لأنك ابنه ولأنك أجمل وأطيب طفل في العالم.. قريبا حبيبي سوف نعيش بسلام وبسعادة مع والدك الرائع "

 

استقمت وخرجت بهدوء من غرفته.. كنتُ أمشي ببطء في الرواق اتجه نحو غرفتي عندما فجأة سمعت ضجة كبيرة في الخارج وصوت إطلاق رصاص جعل الرعب يتملكني..

 

هرعت بذعر نحو النافذة ورأيت بخوفٍ كبير شل جميع حواسي سيارات رباعية الدفع بعددٍ هائل تقتحم بوابة القصر وتقف في الساحة وترجل منها رجال بعددٍ هائل.. وبذعرٍ شل عقلي وقلبي رأيت إيثان يخرج من سيارته وهو يُشير بيده لرجاله لمحاصرة القصر ورجال ماركو..

 

وبصدمة رأيت رجاله يُشهرون أسلحتهم على حُراس ماركو وجعلوهم يرمون أسلحتهم ويجثون على ركبهم في وسط الساحة وتم محاصرتهم بعدد من رجال إيثان وهم يصوبون أسلحتهم نحو رؤوسهم...

 

ارتعشت كل خلية في جسدي واصطكت أسناني بعنف وارتجف فكي بقوة عندما رأيت إيثان يقف أمام باب القصر وحدق عاليا واستقرت نظراتهِ المُرعبة عليّ ثم ابتسم بشر وأشار لبعض رجاله ليتحركوا ورأيته ينظر إلى الباب وتقدم نحوه ورجاله خلفه..

 

شعرت بساقاي لم تعُد تستطيع حملي فسقطت على الأرض من هول الذعر وهمست برعب

 

" لقد عرف.. عرف.. عرف الحقيقة.. إلهي ساعدنا "

 

وهنا سمعت صوت طلقة نارية وصوت تحطم مُخيف لباب القصر وعرفت بأنه دخل إلى القصر وأن الجحيم آتية لا مُحال..

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

مؤلم جداً أن أكتشف بأن المرأة الوحيدة التي وثقتُ بها وأحببتُها بجنون خدعتني.. كان جداً مؤلم لي أن أكتشف بأنها خدعتني من أجل المال ومن أجل الجشع وطمعها الكبير.. حاولت أن أبرر لها أفعالها لكن للأسف كل الأدلة ضدها.. لم أستطع أن أصدق كلامها.. لم أستطع أن أصدقها لأنها لم تكن صادقة معي منذ البداية..

 

نظرت إليها بحزن وهي نائمة على الأرض في غرفتي الحمراء ثم انحنيت وكبلت معصميها ووقفت وأغمضت عيناي وفكرت بأسى..

 

قلبي يؤلمني من مُجرد التفكير بما سأفعلهُ بها.. قلبي يحترق بشدة بسبب ما أنوي على فعله بها.. لو لم أكن أحبها كنتُ قتلتُها بدمٍ بارد لكني واللعنة أعشقُها لدرجة مؤلمة جداً.. أعشقُها لدرجة مُخيفة..

 

فتحت عيناي ونظرت إليها بحزنٍ شديد.. وبألم أحرق روحي همست لها

 

" لماذا؟!.. لماذا خدعتني رالبيكا؟!.. أنا رجل لا يرحم ولا يشعر بالشفقة ولا يغفر لمن يخونه.. مصيرك كان يجب أن يكون الموت.. لكن لا أستطيع فعل ذلك بكِ.. لا أستطيع قتلكِ بيدي أو الطلب من بابلو أو أحد رجالي بقتلك.. ألمتني جداً يا معشوقتي.. حطمتِ قلبي الحصين وهدمتِ أسواره.. حطمتِ روحي بفعلتكِ تلك... "


تنهدت بقوة وتابعت بألم هامساً لها


" لم أكن سأهتم بأنكِ لستِ عذراء.. كنتُ سأتفهمكِ لو أخبرتني الحقيقة الكاملة.. كنتُ واللعنة سأعشقكِ أكثر لأنكِ أخبرتني بالحقيقة.. لو تعرفين كم أتألم الآن.. لو تعرفين كم أحاول محاربة شياطيني لكي لا أقتلكِ و أؤذيكِ.. وكم أرغب بأن أحرركِ من انتقامي لكن غزة نفسي وغروري لا يسمحان لي بفعل ذلك.. لا يسمحان لي بعدم محاسبتكِ "

 

عيناي اسودت بينما كنتُ أفكر بحزنٍ مرير.. كل ما خططتُ له قد فشل.. أردت أن أطلب يدها وأعترف لها بمدى حُبي الكبير لها وأجعلها لي إلى الأبد.. لكنها حطمتني بحقيقتها البشعة.. بالطبع الذي أمر به الآن لم يراه أحد من قبل..

 

لوهله فكرت بكيف ستكون حالتي اذا قتلتُها.. وهنا شعرت بالاختناق.. مُجرد التفكير بالأمر خنقني.. إذا ماذا سيحدث لي إن فعلا ماتت؟!.. حينها لن أستطيع العيش من دونها..

 

استدرت وخرجت بهدوء من الغرفة ثم أغلقت الباب السريّ وخرجت وتوجهت نحو غرفة ملابسي واخترت قميص بيضاء وبدأت أرتديها..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 21 - أخي العزيز


خرجت من جناحي وتوجهت إلى مكتبي.. رأيت بابلو ينتظرني أمام الباب وهو يحمل بيده ظرف أبيض كبير وآخر متوسط الحجم..

 

فتح لي باب المكتب ودخلت.. جلست بهدوء على الكرسي خلف مكتبي الضخم ورأيت بابلو يتقدم ليقف أمامه ووضع الظرفين أمامي وقال ببرود كعادته

 

" وصلت نتيجة التحليل للحمض النووي سيدي.. النتيجة انتهت بسرعة كما طلبت وهي طبعا متطابقة مليون بالمائة.. وفي الظرف الثاني تم التقاط صور عديدة للطفل وهو يلعب في حديقة القصر.. ماذا تريدني أن أفعل بها سيد مونرو؟ "

 

نظرت إلى الظرفين وابتسامة شريرة تعلو ثغري.. أخرجت قفازات جلدية من دُرج مكتبي و ارتديتُها بسرعة وأخرجت ورقة التحليل من الظرف وحدقت إليها برضا تام وهمست بشر

 

" انتقامي بدأ إيثان بوربون.. سوف أتسلى قليلا معك في الوقت الحاضر واستمتع برؤية جنونك "

 

ثم أخرجت صور الطفل ونظرت إليها.. رجالي استطاعوا التقاط صور جيدة له.. الطفل يُشبه بوربون لحد اللعنة.. طفلهُ نسخة صغيرة عنه ويبدو واضحا بأنه ابنه من دون أي تحليل.. تبا أنا أكره الحياة بسبب وجود إيثان بوربون واحد والآن أصبحوا اثنان..

 

رميت الصور جانبا ثم رفعت يدي ووضعتُها على كتفي ومسدتهُ برقة ونظرت بتفكيرٍ عميق أمامي


رواية ماركيز الشيطان - فصل 21 - أخي العزيز

 

بعد ثواني معدودة نظرت إلى بابلو وقلتُ له بخبث

 

" لا داعي لإرسال صور الطفل له.. يكفي التحليل.. لكن سأتكرم عليه وأكتب له رسالة جميلة جداً عن حقيقة ابنه.. تبا سأدفع كل ما أملكه لقاء رؤية ردة فعله عندما يرى رسالتي والتحليل.. لكن سأكتفي بالتخيل لا يجب أن أتذمر.. يكفي بأنني سأجعلهُ يفقد عقله ويتصرف بتهور مثل عادته.. ما أجمل الانتقام من إيثان بوربون ببرود أعصاب ومن بعيد .. شيء ممتع جدا "

 

ابتسم بابلو ببرود ثم نظرتْ إلى الحاسوب أمامي وبدأت أكتب له رسالة مُعبرة وأنا ابتسم بخبث.. عندما انتهيت طبعتُها وأمسكتُها ونظرت باستحسان كامل إليها.. رسالتي تكفي لإشعال فتيل غضبهِ المدمر.. تباً كم أرغب برؤية ردة فعلهِ بلهفة حارقة.. لكن سأكتفي بإرسال رجالي ومراقبة قصر ماركو لكي أرى ما سيفعلهُ إيثان.. سوف أستمتع جداً الليلة..

 

وضعت الرسالة ونتيجة التحليل بظرفٍ جديد وحدقت إلى بابلو قائلا بأمر

 

" أرسل الرسالة بالبريد السريع إلى قصره.. وانتبه جيدا لا أريد أي بصمات على الظرف ولا عنوان المُرسل.. قد يُحاول تحليلهُ لمعرفة من أرسلهُ له.. دعنا نجعلهُ يصاب بالجنون قليلا.. و أرسل بعض من رجالي لمراقبة قصر ماركو بوربون.. أريدهم أن يصوروا لي بدقة لحظة اقتحام إيثان للقصر.. سأترك الشريط في ملفاتي كذكرى جميلة لي لهذا اليوم "

 

أخرج بابلو قفزاته من جيبه وارتداهم بسرعة ثم تقدم واستلم الظرف مني قائلا ببرود كعادته

 

" كما تأمر سيدي "

 

ثم خرج بهدوء من مكتبي.. جلست باسترخاء على الكرسي وابتسامتي الشريرة تعلو ثغري.. وانتظرت ساعات بينما كنتُ أعمل حتى أتاني الاتصال أخيرا من رجالي وأعلموني بما فعله إيثان بالجميع.. ابتسمت برضا تام وقررت أن أذهب وأرى رالبيكا.. سوف يبدأ انتقامي منها أيضا الآن..

 

لا أعلم ما كنتُ أنتظرهُ من نفسي؟!.. لكني توقعت أن أتألم بشدة بسببها.. رغم قسوتي وعُنفي معها إلا أن قلبي اللعين تألم من أجلها.. رغما عني قسوتُ عليها.. رغما عن إرادتي عنفتُها.. لكن عندما أغمى عليها وأنا أمارس معها الجنس بعنف خفق قلبي برعب عليها.. توقفت عن مضاجعتها ونظرت بخوف شل روحي إلى وجهها..

 

حاولت جعلها تستفيق لكنها لم تستجب لي.. ذعر ورعب شديد سار في جسدي وبسرعة فكيت قيود معصميها وحملتُها برقة ووضعتُها على السرير بجانب القفص..

 

نظرت إليها بخوفٍ عميق وقلتُ لها بألم

 

" لا أستطيع.. لا أستطيع الانتقام منكِ.. تبا لي ولكِ.. لماذا جعلتني أؤذيكِ؟!.. لماذا خدعتني وحطمتني؟! "

 

أغرقت رأسي في عنقها وحضنتُها بشدة إليّ.. بعد لحظات ابتعدت عنها وارتديت سروالي الداخلي وخرجت مهرولا من الغرفة.. عدتُ إلى غرفتي الحمراء ووضعت الشاش والمطهر والمرهم على المنضدة بجانب السرير.. ثم جلست على طرف السرير وبدأت بتطهير جراح جسدها بسبب جلدي لها بذلك السوط اللعين وعندما انتهيت بدأت أمسح جراحها بالمرهم لتخفيف الورم ولكي لا تلتهب..

 

تنهدت براحة عندما انتهيت ثم تسطحت بجانبها وحضنت خصرها بيدي اليمنى ووضعت رأسها على صدري ثم أغمضت عيناي وبحزن فكرت بما حدث معنا وتمنيت أن أظل قويا أمامها ولا تنهار جميع حصوني بسببها...

 

إيثان**

 

عندما وصلت أمام القصر أطلق رجالي النار عاليا في السماء و اقتحمنا بالسيارات البوابة فانخلعت وتقدم الجميع إلى وسط الساحة وترجل رجالي من السيارات.. خرجت ونظرت بكره إلى حُراس أخي العزيز.. رفعت يدي اليمنى عاليا وأشرت بها نحوهم وأمرتهم بصوتٍ جامد

 

" عندما يستسلمون حاصروهم بسرعة "

 

وبسرعة استسلموا حُراس أخي الضُعفاء.. كيف واللعنة وظفهم وهم جُبناء الأغبياء.. فما أن وجدوا أنفسهم في خطر استسلموا بسهولة بدل أن يدافعوا ويحموا رئيسهم.. حتى موظفين أخي ضُعفاء أكثر منه "

 

رفعت رأسي عاليا واستطعت رؤية شارلي تنظر من خلف النافذة برعب إليّ.. بدا واضحا أنها خائفة.. فبسبب الإضاءة في القصر والحديقة والساحة استطعت رؤية الخوف في معالم وجهها الجميل بوضوح تام.. ابتسمت بكره وأمرت رجالي قائلا

 

" سنقتحم القصر... أريدُ كل من في القصر أمامي.. لا تتركوا أحدا سوى الطفل.. لا أريدُ لأحدا منكم أن يقترب من غرفته ويُخيفه.. مفهوم؟ "

 

أجابوني موافقين وأخفضت رأسي ونظرت بشر إلى باب القصر الكبير.. تقدمت ووقفت أمامه وخلفي رجالي.. رفعت يدي اليمنى وسحبت مسدسي من سترتي وأطلقت النار على القفل ثم رفعت قدمي ورفست الباب بكامل قوتي لينفتح على مصراعيه ويتحطم جزءً منه..

 

ما أن دخلت إلى القصر حتى سمعت صوت صرخات الخدم المذعورة وركض رجالي إلى الداخل وبدأوا بتهديدهم وسحبهم بالقوة ومحاصرتهم في الصالون.. جلست على الأريكة ورفعت يداي عاليا وأرحتُها على ظهرها ثم وضعت ساقا فوق الأخرى وانتظرت..

 

ثواني قليلة ورأيت أحد رجالي يمسك بذراع ماركو بعنف ويُدخله إلى الصالون ثم دخل رجل آخر وسحب شارلي المنهارة ببكاءٍ عنيف وجعلها تقف أمامي.. وبعدها دخل أحد رجالي خلفهم ومعه تلك الفتاة البكماء وكان واضحا مدى خوفها ورعبها على ملامح وجهها البريء..

 

وقف ماركو أمامي وحدق إلى شارلي و فيليا بقلق ثم بذهولٍ إليّ.. كسى البرود وجهه وقال لي بغضب

 

" كيف تتجرأ على اقتحام قصري بهذا الشكل وإرعاب الجميع؟.. هل فقدت عقلك إيثان؟ "

 

ابتسمت باستهزاء وحدقت إليه بغضبٍ جنوني ثم استقمت وهتفت بجنون بوجهه وجعلت الجميع يرتعش من شدة الخوف

 

" يكفي... أنا لم أفقد عقلي يا أخي العزيز.. لغاية هذه اللحظة "

 

لفظت الكلمات الأخيرة بحدة ووقفت واقتربت منه خطوتين ونظرت إلى وجهه ببرود ثم بغضبٍ عاصف.. أمسكتهُ من ياقة قميصه وجذبته نحوي بعنف وهتفت بحدة وبحقد من بين أسناني بوجهه

 

" كيف طاوعك قلبك بإخفاء ابني عني طيلة هذا الوقت؟!.. أجبني واللعنة كيف؟!.. كيف استطعت حرماني من ابني ونسبتهُ إليك أيضا؟.. سرقت مني شارلي وعضيت على جُرحي لأنك أخي الوحيد.. لكن أن تسرق مني ابني وتحرمني منه!!.. لا ماركو لن أسامحك على ذلك أبدا.. وحسابي سيكون كبيراً جداً معك ومع.. زوجتك المصونة "

 

شحب وجه ماركو بقوة وسمعت نحيب وبكاء شارلي المرير.. لم أنظر إليها لأنني لم أستطع أذيتها.. كنتُ أحترق بداخلي بسبب خداعها الكبير لي.. أردت قتلها عندما اكتشفت الحقيقة.. أردت أن أجعلها تدفع الثمن بسبب كل ما فعلته بي وسأفعل ذلك.. لكنها أم طفلي ولن أكون السبب بحرمانهِ منها..

 

نفضت يدي عنه بقوة ونظرت إلى خادمة وأمرتُها بغضب

 

" أنتِ.. أرشديني حالا إلى غرفة بيترو "

 

شهقت الخادمة برعب وأومأت لي موافقة.. ثم نظرت إلى خمسة من رجالي وأمرتهم قائلا

 

" أخرجوا الخدم إلى ساحة القصر وحاصروهم مع الحرس "

 

وفورا تحركوا وأخرجوا جميع الخدم ما عدا تلك المرأة التي أمرتُها بأخذي إلى غرفة ابني.. نظرت إلى ماركو ثم فيليا المنهارة ثم إلى شارلي.. حدقت إليها ببرود ولم أكترث لبكائها المرير وشحوب وجهها ورعشة جسدها الواضحة.. حدقت برعب إليّ وهمست ببكاء

 

" أرجوك إيثان دعني أشرح لك كل شيء.. اسمعني أولا و... "

 

نفرت عروق جسدي واحمر وجهي بشدة بفعل الغضب وهتفت بجنون بوجهها

 

" اخرسي.. الجميع يحقُ له التكلم ما عداكِ.. كيف استطعتِ ابعاد ابني عني طيلة هاتين السنتين؟!.. كيف طاوعكِ قلبكِ لفعل ذلك بي؟!!.. كيف استطعتِ الزواج من أخي بينما أنتِ حامل بطفلي؟!.. "

 

فتحت فمها لكي تتكلم لكني تقدمت بسرعة وأمسكت بفكها بعنف ورفعت رأسها عاليا لتنظر برعب إلى عيناي وهمست لها بفحيح

 

" لا أريدُ سماع حرف واحد من فمكِ في الوقت الحالي.. التزمي الصمت شارلي وإلا جعلتكِ تندمين "

 

سالت دموعها بكثرة من عينيها الجميلتين وشعرت بارتعاش فكها.. أبعدت يدي عن فكها وخرجت شهقة متألمة من فمها وانهارت ساقطة على الأرض أمام قدماي تبكي بهستيرية.. وقبل أن أستدير سمعت ماركو يهتف بغضب

 

" تبا إيثان.. لا تُعامل شارلي بتلك الطريقة.. فأنتَ السبب بكل شيء.. لا أعلم كيف اكتشفت الحقيقة لكنني كنتُ بصدد إخبارك مع شارلي بها غدا.. كنتُ سأعترف لك بكل شيء و... "

 

نظرت إليه بحقد وقاطعتهُ قائلا بألم وبمرارة و بغضب

 

" توقف عن الكذب ماركو.. لقد وضعت عينيك على أملاكي منذ البداية بينما أنتَ تعلم جيداً بأنني لا أتشارك ما أملكهُ مع أحد حتى لو كان أنت.. سأجعلك تدفع الثمن غاليا وجداً على ذلك.. انتظر وسترى ما أخبئهُ لك في جُعبتي "

 

حدق بصدمة إلى وجهي لكن لم أهتم بل أمرت رجالي بحراستهم وأمسكت بعنف بذراع تلك الخادمة وأمرتُها بحدة بينما أدفعها إلى الأمام

 

" أرشديني حالا إلى غرفة ابني.. هيا تحركي يا امرأة "

 

بكت برعب وبدأت تمشي بخطوات سريعة غير ثابتة أمامي.. تبعتُها بينما قلبي كان ينبض بسرعة.. أخيرا سأرى طفلي.. سأرى طفلي الذي انحرمت منه.. حرموني من رؤيته يكبر أمام عيناي.. حرموني من احتضانه ومعانقته وتدليله.. حرموني من سماعهِ يلفظ أول كلماته ومن رؤيته يخطو أول خطواته.. وحرموني من أبوتي له.. حرموني منه لسنتين لعينتين.. ولن أسامحهما على ذلك العُمر كله..

 

فتحت الخادمة باب الغرفة وفورا سمعت بألم بكائهِ ونحيبه.. ابني يبكي!!.. فكرت بقلق وفورا وضعت مسدسي في جيب سترتي الداخلي وركضت داخلا إلى الغرفة ورأيته يجلس على سريره وهو مغمض العينين يبكي ووجهه أحمر من شدة البكاء.. وقفت جامدا أمام سريره وحدقت بسعادة وبعاطفة وبحنية وبفرحٍ كبير إليه


رواية ماركيز الشيطان - فصل 21 - أخي العزيز

 

لم أستطع الاقتراب منه إذ شعرت بالخوف.. نعم شعرت بالخوف من أن يخاف مني.. لم أصدق نفسي بينما كنتُ أتأملهُ بعاطفة كبيرة.. 


قلبي رق من أجله وهدأ غضبي بسرعة.. نسيت كل شيء في هذه اللحظة بينما كنتُ أتأمله بحنانٍ كبير.. إنه ابني.. ابني أنا.. كنتُ سأكتشف ذلك فور رؤيتي له بسبب شبههُ الكبير والواضح لي.. هو نسخة صغيرة عني.. يا ترى هل يمتلك نفس لون عيناي أم لون عيون والدته؟!..

 

تساءلت في نفسي بلهفة لمعرفة ذلك وشعرت بالحزن إذ الطفل أمامي هو ابني وأنا لا أعرف لون عيونه.. اقتربت ببطء من السرير وهمست برقة قائلا له لكي لا أخيفه

 

" بيترو.. صغيري.. توقف عن البكاء "

 

فجأة رفع الطفل وجهه وفتح عينيه الباكية وحدق بدهشة إليّ دون أن يتوقف عن البكاء.. خفق قلبي بعنف عندما رأيت عيونهُ الجميلة.. طفلي.. طفلي نسخة كاملة عني...

 

احترق قلبي لأنه كان بعيداً عني طيلة هاتين السنتين لكن فجأة تجمدت بصدمة عندما توقف الصغير عن البكاء وحدق بسعادة إلى وجهي وهو يرفع يديه عاليا نحوي قائلا بصوتهِ الباكي..

 

" دادي ايث.. دادي أخيلا أتيت "

 

توسعت عيناي بذهول وحدقت إليه بصدمة شديدة.. هل للتو ابني ناداني بدادي ايث؟!!.. هو يعرفني؟!.. لكن كيف؟!!.. 


فكرت بدهشة وخفق قلبي بقوة وابتسمت له بحنانٍ كبير ثم انحنيت وحملتهُ بحفة بيداي ورفعتهُ لأشهق بسعادة عندما حاوط عنقي بيديه الصغيرتين وقبلني على وجنتي وعانقني بشدة..

 

أغمضت عيناي وعانقتهُ بقوة محاولا قدر المستطاع عدم إيذائه واستنشقت بفرحٍ كبير رائحتهُ الجميلة..

 

" ابني حبيبي.. ابني.. طفلي الصغير.. أخيرا رأيتُك "

 

همست له بسعادة لا توصف وسالت دموع الفرح على وجنتاي.. لم أستطع الابتعاد عنه والتوقف عن ضمهِ إلى صدري بشدة واستنشاق رائحتهُ الجميلة..

 

لم أستطع أن أصدق بأنني في هذه اللحظات أحتضن طفلي إلى صدري.. ما أجمل هذا الشعور.. ما أجمل ما أشعرُ به الآن.. شعور يفوق الوصف..

 

" دادي ايث لماذا تبكي؟ "

 

سمعت الصغير يسألني بحزن وفورا فتحت عيناي ورفت يدي اليمنى ومسحت دموعي بسرعة ثم نظرت بعاطفة إليه وابتسمت له بسعادة قائلا

 

" أنا لم أكن أبكي صغيري "

 

ابتسم بفرح ثم عاد ليعانقني وهو يدفن رأسه في عنقي قائلا

 

" ماما دائما ما كنتُ ألاها تبكي.. وكانت دائما تقول لي بأن شيئا دخل عينها "

 

تجمد جسدي لسماعي كلماته ثم خفق قلبي بعنف عندما تابع بيترو قائلا

 

" مامي أخبلتني بأنني محظوظ جدا لأنني أمتلك والدين أنتَ وأبي مالكو.. لقد قالت لي بأنك مسافل وأننا لا نستطيع السفل إليك لآن خالتي مارسي مليضة قليلا ولأن خالتي فيليا لا تعرف التكلم "

 

ثم أبعد رأسه وحدق إلى عيناي وتابع قائلا

 

" حاولت تعليم خالتي فيليا التكلم لكنها كسولة جدا "

 

ابتسمت له بحنان و ضحك بيترو بطفولية وتابع قائلا

 

" مامي قالت لي بأن خالتي فيليا سوف تتعلم التكلم من جديد وطلبت مني أن أصبل عليها قليلا "

 

ثم قبل أنفي وجعل جسدي يرتعش بسعادة بسبب قبلتهُ الجميلة وعاد ليقول بسعادة طفولية

 

" مامي أخبلتني بأنك ستأتي قليبا.. وقالت لي اليوم أننا سنلاق قليبا.. أحبك دادي ايث لا تذهب من جديد ألجوك "

 

كتمت غصة بداخلي وابتسمت بعذوبة له وقبلت وجنتيه برقة ثم قلتُ له بحنان

 

" لن أتركك أبدا بُني.. مستحيل أن أفعل ذلك.. لقد أتيت الليلة من أجلك.. لأخذك لتعيش معي إلى الأبد "

 

توسعت عيون الصغير بدهشة طفولية وهتف بسعادة

 

" حقا دادي؟.. سأذهب معك أنا و مامي وخالاتي و دادي مالكو؟.. حينها مامي لن تُليني صورك وتُكلمني عنك دائما لأننا سنكون معك إلى الأبد "

 

شتمت بداخلي بكل الشتائم التي أعرفها وحدقت إلى وجه طفلي بشرود.. يبدو بأن شارلي فعلت ما فعلهُ الماركيز مع أطفاله.. جعلت طفلي يرى صوري وكلمتهُ عني وأخبرتهُ بأنني والده.. لكن لماذا فعلت ذلك؟!.. ثم هل أستطيع مسامحتها بسبب ذلك؟!.. طبعا لن أفعل.. لكن سأكون شاكرا لها لأنها لم تُخفي حقيقتي عن طفلي.. 


وهنا اتخذت قراري النهائي... ابتسمت بحنان له قائل بغيرة

 

" لا تنادي ماركو بـ دادي.. هو عمك.. من الآن وصاعدا سوف تناديه بعمي ماركو.. اتفقنا صغيري "

 

حدق بتفكير ونظر إليّ بدهشة ثم قال بهدوء

 

" اهيممم.. موافق.. لكن لماذا سأنادي دادي مالكو بعمي؟ "

 

قبلت جبينه برقة ثم نظرت إلى عينيه الجميلة قائلا

 

" لأنني أنا فقط والدُك وهو ليس كذلك.. لذلك يجب أن تناديه بعمي دائما.. والآن سوف تذهب برفقتي إلى قصري وغدا سنذهب لشراء غرفة نوم جديدة لك وألعاب وثياب وكل ما تحتاجُ إليه "

 

ابتسم بفرحٍ كبير ثم تثاءب وأغمض عينيه ووضع رأسه على كتفي وقال بنعاس

 

" أحبُكَ دادي ايث "

 

شعرت بفرحٍ لا يوصف وأنا أسمع منه هذه الكلمات.. كم حلمت بأن يكون طفل شارلي ابني أنا.. وكم تألمت لأيام وليالٍ طويلة وأنا أفكر بأنها حملت من ماركو وابنها منه.. لا أحد يستطيع لومي بما أخططت لفعلهِ بهما.. ما فعلوه بي لا يُغتفر وحان الوقت لي لكي أنتقم منهما..

 

قبلت رأس بيترو بخفة واستدرت ورأيت تلك الخادمة تقف أمام الباب وهي تبكي بصمت وتتأملنا بحنان.. اقتربت ووقفت أمامي وقالت ببكاء

 

" أنا صوفيا رئيسة الخدم لدى السيد ماركو.. أولا أريدُ أن أعتذر منك لأنني سوف أتتدخل بما لا يخصني.. سيد إيثان أرجوك لا تغضب من شقيقك فالسيد ماركو إنسان شهم جدا وهو يُحبك بجنون.. الآن فهمت سبب عدم لفظهِ بكلمة ابني لـ بيترو.. كان دائما يُناديه صغيري.. أرجوك تكلم معه بهدوء وافهم منه الحقيقة.. هو في النهاية شقيقك.. كما السيدة شارلي إنسانة محترمة جدا وحنونة.. أرجوك سيدي لا تظلمهما قبل أن تكتشف الحقيقة منهما "

 

حدقت إليها ببرود وقلتُ لها بنبرة جافة جامدة

 

" ابتعدي من أمامي و استديري بهدوء واخرجي من القصر وانتظري خارجا ولا تتدخلي بما لا يعنيكِ.. هيا تحركي "

 

هتفت بحدة في النهاية عندما رأيتها تنظر بدهشة وخيبة أمل كبيرة إليّ.. استدارت بسرعة وفرت راكضة خارجة من الغرفة.. هذا ما كان ينقصني أن أسمع النصائح من عجوز مثلها.. 


أسرعت بالخروج من الغرفة وبعدها شقيت طريقي باتجاه الدرج المؤدي الى الطابق السفلي وتوجهت إلى الأسفل ودخلت إلى الصالون.. وما أن دخلت رأيت شارلي تُحدق برعب إليّ ثم إلى بيترو النائم بين ذراعاي وشحب وجهها بشدة ووقفت بسرعة وهتفت بذعر وهي تمسح دموعها

 

" ابني.. أريدُ ابني.. أعطني إياه أرجوك "

 

حاولت التقدم نحوي لكني أشرت بـ عيناي للحارس الذي يقف خلفها وفورا فهمني وأمسك بذراعيها بإحكام ومنعها من التقدم نحوي.. شتم ماركو بغضب وهو يحاول التحرر من الحارسين خلفه والذين كانا يمسكان بذراعيه بقوة.. هتف ماركو بغضب

 

" ماذا ستفعل إيثان؟!.. سلم الطفل لأمه.. لا تتهور أرجوك.. سلم بيترو لأمه.. إنها أمه "

 

حدقت ببرود إليه وأجبتهُ بحدة

" وأنا والده "

 

حدق بقلق إليّ لكنني لم أهتم ثم أشرت لواحد من الحراس بيدي ليتقدم وفعل وسلمتهُ بيترو النائم وقلتُ له

 

" خذه وضعه في سيارتي ولا تسمح لأحد بالاقتراب منها "

 

أجابني موافقا وخرج من الغرفة وهو يحمل ابني وهنا أفاقت شارلي من صدمتها وبدأت تتلوى وترفس بقدميها وتحاول التحرر من بين يدين حارسي وهي تبكي بشدة وهتفت بهستيرية وهي تنظر إلى الخلف نحو بيترو

 

" ابنيييييييي.. أعدوه لي.. أريدُ ابني.. ابنيييييييي.. لاااااااااااااا.. أرجوكم أريدُ طفلي.. أعدهُ لي أرجوك "

 

وهنا صرخ ماركو بجنون وحرر يديه وبدأ يلكم الحارسين وطرحهم أرضا ثم ركض ووقف أمامي وأمسكني من ياقتي وجذبني بعنف نحوه وحدق بغضبٍ مميت إلى عيناي وهتف بجنون بوجهي

 

" ماذا تظن نفسك فاعلا إيثان؟!!.. أعِد بيترو لأمه "

 

سحبت مسدسي بخفة وبمهارة أبعدت يده عن ياقتي ورفعت مسدسي بوجهه ووضعت فوهته على جبينه فنظر إليّ بدهشة ثم بخيبة أمل كبيرة وهنا سمعت أنين مرتعب مكتوم يخرج من فم ابنة ذلك القاتل الحقير فيسكوني.. نظرت إليها باستمتاع وأنا أراها تبكي بجنون وأنين خائف يخرج من حُنجرتها وهي تنظر إلى ماركو بخوفٍ شديد.. ثم سمعت صرخة شارلي الهستيرية

 

" لااااااااااا إيثان.. لا تفعل أرجوك.. إنه أخاك.. أقتلني لكن لا تؤذيه أتوسل إليك "

 

أدرت رأسي ببطء وحدقت إليها ببرود ثم ابتسمت باستهزاء وقلتُ لها

 

" ما أجمل أن أراكم أمامي خائفين و مرتعبين و مذلولين.. للأسف لن أرحمكم أبدا لأنكم أخفيتم ابني عني و حرمتموني منه.. وتحضروا لانتقامي القادم "

 

سمعت ماركو يهمس قائلا بهدوء

 

" اهدأ إيثان ودعنا نتكلم بوضوح.. سأخبرك بكل شيء فقط اهدأ و... "

 

حدقت إليه بغضبٍ عاصف وهنا خرس وتوقف عن التكلم.. ضغطت فوهة المسدس على جبينه أكثر وهنا لدهشتي شارلي عضت يد الحارس بشدة فصرخ بقوة وحررها وركضت وأبعدت ماركو إلى الخلف ووقفت أمامي وأمسكت بيدي اليمنى ووجهت السلاح نحو جبينها وهتفت بقهر

 

" إن كنتَ ستقتل أحدا الليلة سوف تكون أنا.. على جثتي لن أسمح لك أبدا بأذية ماركو.. هيا أقتلني واذهب.. هياااااااااا.. أقتلني "

 

قبض قلبي بقوة وشعرت بألمٍ كبير به.. هي تُحب ماركو!.. تُحبه.. الغيرة جعلتني أصاب بالجنون عن حق في هذه اللحظات فأمسكت بكتفها وأبعدت يدي اليمنى الممسكة بسلاحي وهتفت بغيرة و بغضب فاق تحملي

 

" توقفي عن الدفاع عنه أمامي.. أنتِ منذ البداية كنتِ لي.. لي أنا فقط "

 

ثم وضعت جبيني على جبينها وهمست لها بفحيح

 

" وأنا لا أتشارك ما هو مُلكاً لي مع أحد "

 

وفورا أفلت ذراعها من قبضتي ووضعتُها على عنقها وضغطت عليه وسقط جسد شارلي عليّ فاقدة الوعي..

 

" شاااااارلي.. ماذا فعلتَ بها إيثان؟!.. هل جُننت؟.... "

 

هتف ماركو برعب ولكن لم أهتم له بل حملت جسد شارلي الغائبة عن الوعي على كتفي ونظرت إليه بشر قائلا

 

" اسمع جيداً ما سأقوله لك يا أخي العزيز.. في صباح الغد ستذهب لترى المحامي الخاص بك وتطلب منه أن يجري معاملات الطلاق في أسرع وقت.. لديك مهلة ثماني وأربعين ساعة فقط لتُنجز معاملات الطلاق وتوقع عليها وتُرسلها إلى قصري.. إن لم تفعل ذلك... "

 

توقفت عن التكلم وأشرت بيدي للحارس الذي يمسك بـ فيليا وفورا فهمني ورفع مُسدسه على رأسها ورأيت وجه ماركو أصبح شاحبا كالأموات وهتف بجنون وهو يحاول الاقتراب من فيليا لكن رجالي حاوطوه فاستدار ونظر إليّ برعب قائلا

 

" لا تقتلها أرجوك.. ارحمها إيثان.. أتوسل إليك لا تفعل.. إنها طفلة لا ذنب لها بشيء.. سأفعل كل ما تريده لكن لا تؤذيها "

 

قهقهت بقوة ثم رفعت حاجبي بتساؤل قائلا

 

" يا أخي العزيز يبدو بأن ابنة الحقير فيسكوني مهمة جداً بالنسبة لك.. ههههههههه من كان يتخيل ذلك!... "

 

ضحكت بخبث ثم تابعت قائلا بحدة

 

" سوف تُجري معاملات الطلاق في أسرع وقت وتوقعها وتُرسلها إلى قصري.. لكن يا أخي العزيز هذا ليس كل شيء إذ سأعطيك مهلة شهر واحد فقط حتى تجعل تلك البكماء حامل منك وإن لم تفعل ذلك سأقتلها بنفسي أمام عينيك "

 

شهق ماركو بقوة ثم هتف بغضب وبعدم التصديق

 

" هل جُننت؟!!.. كيف تطلب مني فعل ذلك؟!!.. مستحيل أن أفعل.. هـ.. "

 

قاطعتهُ قائلا بخبث

 

" منذُ البداية أنا حافظت عليها من أجلك ومن أجل أن تدفع ثمن فقدانك لابنك.. وهي تستطيع الإنجاب لأنني جعلتُها تخضع لفحوصات كثيرة للتأكد من ذلك.. أنتَ تعلم بأن انتقامي يجب أن يكون كاملا لذلك الاحتياط واجب "

 

هز ماركو رأسه رفضا وفتح فمه ليعترض لكني تكلمت بسرعة قائلا له بحدة

 

" إن لم توافق سوف تموت الآن أمامك برصاصة في رأسها.. قرر ماركو.. لديك مهلة دقيقة واحدة لكي تُعطيني جوابك النهائي "

 

 

رفعت يدي اليمنى وحدقت إلى ساعتي وبدأت بعَد الثواني له.. حاول ماركو أن يكلمني بهدوء قائلا

 

" أرجوك إيثان.. لا تفعل ذلك بي وبها.. ما تطلبهُ مستحيل "

 

نظرت إليه ببرود قائلا

 

" ثلاثة وأربعون.. اثنان وأربعون.. واحد وأربعون.. هيا ماركو الوقت ليس حليفك سوف تنتهي الدقيقة وتموت أمام عينيك.. قرار مصيرها وحياتها بين يديك.. ستة وثلاثون.. خمسة وثلاثون... "

 

تابعت عد الثواني له وأنا أحدق في وجهه ببرود أعصاب.. رأيتهُ ينظر بحزن إليّ ثم إلى شارلي ثم إلى فيليا الجامدة بصدمة وسمعتهُ يهمس لها قائلا

 

" سامحيني فيليا.. لكن حياتكِ هي الأهم حاليا "

 

سالت دموعها بصمت وهي تُحدق إليه ثم نظر ماركو إليّ بعجز ورأيته على وشك أن يغير رأيه فهتفت بقوة

 

" خمسة عشر.. أربعة عشر.. ثلاثة عشر... "

 

تابعت العد وعندما وصلت إلى رقم خمسة هتف بقوة وهو يُغمض عينيه

 

" موافق.. اللعنة إيثان أنا موافق.. سأفعل ما طلبته مني فقط لا تؤذيها "

 

ابتسمت بغرور وبرضا تام ثم أشرت للحارس بـ عيناي لكي يُخفض سلاحه عن رأسها وفعل.. حدقت إلى ماركو وقلتُ له ببرود

 

" أحسنت.. أنتظر بعد يومين أوراق الطلاق موقعة منك.. وبعد شهر سوف آتي بنفسي لأخذ البكماء وإخضاعها لفحص الحمل.. أريدها أن تكون حامل منك يا أخي العزيز وإلا أرسلتُها لك جُثة هامدة.. والآن أتمنى لك أمسية جميلة وسأرسل لك في الغد شيكا بالأضرار التي فعلتُها.. تعلم لم أقصد بتحطيم بوابة قصرك والباب إذ كنتُ غاضبا لذلك سأتكفل بالأضرار.. و.. الوداع ماركو أراك قريبا "

 

رفعت جسد شارلي أكثر على كتفي ومشيت عدة خطوات لكني توقفت فجأة ونظرت إلى الخلف نحو ماركو قائلا

 

" أوه لقد نسيت.. إياك أن تحاول أو تُجرب رؤية أو حتى التواصل بأي طريقة كانت مع شارلي و بيترو في الوقت الحالي.. أنتَ لم يُعد لديك علاقة بهما "

 

ثم أشرت لحراسي بالخروج وتابعت المشي خارجا من القصر وحراسي خلفي.. وضعت شارلي بهدوء في المقعد جنب السائق ونظرت بحنان إلى طفلي بيترو النائم بعمق في المقعد الخلفي.. أغلقت الباب بهدوء ومشيت ونظرت إلى خدم شقيقي قائلا لهم

 

" إن تفوهتم بحرفٍ واحد أمام أحد اعتبروا أنفسكم في عداد الأموات مع جميع من تحبون.. يمكنكم الدخول إلى القصر الآن "

 

ابتسمت بخبث عندما رأيتهم يرتعشون برعب وركضوا بذعر ودخلوا إلى القصر.. أمرت رجالي بالانسحاب و جلست خلف المقود في سيارتي وقدتُها بهدوء عائدا إلى قصري..

 

ركنت سيارتي في الموقف المخصص لها وعندما فتح لي الحارس الباب أمرته بصوتٍ هامس

 

" أطلب من بلانكا لكي تأتي في الحال "

 

أجابني باحترام موافقا ودخل إلى القصر.. ترجلت من السيارة وفتحت الباب الخلفي وحدقت بحنان إلى طفلي.. انحنيت ورفعته بخفة وحملته وما هي سوى لحظات رأيت بلانكا تقف بجانبي وهي تنظر برعب إلى الطفل.. شحب وجهها بقوة عندما رأت شارلي الغائبة عن الوعي في المقعد الأمامي وهمست برعب

 

" إلهي رحمتك "

 

تأففت بضيق وهمست قائلا لها بحدة

 

" احملي بيترو وضعيه بالغرفة الملاصقة لغرفتي في جناحي.. هيا يا امرأة تحركي "

 

حدقت بصدمة إلى الصغير ثم إليّ وأومأت برعب موافقة وحملت صغيري بين يديها وقبل أن تذهب قلتُ لها بقلق على طفلي

 

" احترسي لكي لا يقع منكِ أو.. أو يستيقظ.. لا أريده أن يتأذى "

 

نظرت إليّ بحنان قائلة بهمس

 

" لا تقلق سيدي سأحترس و أهتم به جيدا "

 

أومأت موافقا وتبعتُها بـ عيناي حتى دخلت إلى القصر.. تنهدت بقوة وأغلقت الباب بهدوء ثم تقدمت لأقف أمام الباب الأمامي وفتحته ونظرت بحزن إلى شارلي.. جلست قرفصاء أمامها ورفعت يدي اليمنى وأبعدت خصلات شعرها إلى خلف أذنها وحدقت بحزنٍ عميق إلى وجهها.. تنهدت بأسى وهمست قائلا لها بحزن

 

" سامحيني لأنني سأجبركِ على فعل ما لا تريدينهُ قريبا.. سامحيني لأنني سأكون قاسيا معكِ قليلا.. لكن عذري الوحيد هو بأنكِ ألمتني بشدة.. حطمتِ قلبي الذي وهب نفسه بالكامل لأجلكِ.. حطمتيه في بُعدكِ وإخفاء طفلي عني و اختياركِ لـ ماركو دائما.. حبيبتي الجميلة سأفعل المستحيل حتى أجعلكِ تعشقيني.. فقط اصبري عليّ قليلا "

 

قربت وجهي وقبلت شفتيها برقة ثم حضنت خصرها بيد ووقف ووضعت يدي الثانية خلف عنقها وحملتُها بخفة وأخرجتُها وطلبت من الحارس بإقفال السيارة ودخلت إلى القصر.. وضعتُها على السرير برقة ثم خلعت حذائها ووقفت أنظر إليها بحزنٍ دفين..

 

هذه المرة سوف أستمع منها تبريراتها لي.. يجب أن أعرف الحقيقة الكاملة منها.. وحينها سأتصرف..

 

رومانوس**

 

تملكني الغضب الشديد لرؤيتي لتلك العاهرة تقف أمام مكتب ماريسا.. واشتعل بي الغضب أكثر عندما قبلتني أمامها وفرت ماريسا هاربة من أمامنا.. أبعدت تلك الحقيرة عني وأمسكت بمعصمها بشدة وهتفت بغضبٍ كاسح بوجهها

 

" كيف تجرأتِ بالدخول إلى شركتي وتقبيلي أمام سكرتيرتي؟.. أغربي عن وجهي في الحال ولا تدعيني أرى وجهكِ المقرف أمامي مُجددا "

 

وأبعدت يدي بقرف عن معصمها ورأيت بقرف دموع التمثيل تسيل من عينيها وقالت لي ببكاء

 

" رومانوس لا تُعاملني بهذه الطريقة.. أنا ما زلتُ أحبك.. صدقني أنا نادمة بسبب كذبي عليك سابقا لكن عُذري الوحيد هو أنني كنتُ أريدك أن تكون لي وإلى الأبد.. صدقني و... أاااااااه.. رمانوس أنتَ تؤلمني.. "

 

هتفت بألم عندما أمسكت بذراعها بشدة وجذبتُها خلفي ومشيت إلى الأمام خارجا من مكتب ماريسا

 

" رومانوس توقف أرجوك.. أنتَ تؤلمني "

 

نظرت إليها بقرف وقلتُ لها بحدة

 

" أشكري حظكِ بأنني اكتفيت بفعل ذلك فقط.. إياكِ أن تفكري من جديد بالعودة إلى هنا "

 

وقفت أمام حرسي ورميتُها عليهم قائلا بحدة قبل أن أستدير وأعود إلى مكتبي

 

" لا أريدُ أن تطأ قدميها عتبة شركتي من جديد.. أرموها في الخارج حالا "

 

سمعتُها تناديني باسمي بحزن لكنني واللعنة لم أكترث لها.. شعرت بغصة في داخلي لأن ماريسا رأتها تُقبلني.. تملكتني الدهشة لرؤيتي لها أمام ملكتي ومثل الأحمق لم أتصرف بسرعة وأرميها خارجا أمام ماريسا..

 

نظرات ماريسا المندهشة أربكتني ولم أستطع التصرف بسببها.. تبا لتلك اللعينة بيانكا.. ما الذي جاء بها إلى شركتي في هذا الوقت!.. بل ما الذي أعادها من جديد!.. لا بُد أنها تُخطط من جديد بالعودة إليّ.. الغبية وكأني سأفعل ذلك.. أتمنى فقط أن لا تُفكر ماريسا بأن تلك العاهرة هي حبيبتي..

 

شعرت بالغضب وبالقهر بسبب نظرات ماريسا الباردة لي.. عادت من جديد لتكون باردة في التعامل معي وهذا لم يعجبني أبداً.. في الأمس ذهبت بنفسي واشتريت لها أجمل وأثمن هاتف في البلد.. أردت أن أهديه لها لكي أتصل بها طيلة الوقت وأسمع صوتها.. وفرحت عندما تقبلته مني لكن تلك اللعينة بيانكا أفسدت سعادتي..

 

وطيلة اليوم لاحظت شرود ماريسا ولم يُعجبني ذلك بتاتاً.. كم تمنيت لو أنني أستطيع قراءة أفكارها حتى يرتاح قلبي وأستطيع معرفة ما يجول في خاطرها.. من الصعب جداً أن أكتشف ما تُفكر به لكنني سأفعل المستحيل حتى أجعلها تتقرب مني وتُحبني..

 

فرحتي كانت كبيرة عندما رأيت استقبال أطفالنا لها.. لم أهتم بأنهم ينادونها بأمي و إيلينا تناديها بعمتي.. إذ ماريسا صدقت بأنني أرمل و زوجتي المتوفية تُشبهها.. وهنا لدي تحدٍ جديد بجعلها تُصدق مشاعري نحوها وعشقي لها الكبير لنفسها وليس لزوجتي المتوفاة كما تظن..

 

قلبي كاد أن ينفجر من فرط السعادة عندما سمحت لي أمام أطفالنا بتقبيلها.. إلهي كم أردت ضمها إلى صدري وأحملها وأذهب بها إلى غرفتي وأمارس مع الحب بكل عاطفة وعشق.. عضوي الذكري اللعين انتصب فورا من مجرد تقبيلي لها في ركن فمها..

 

أنا أريدُها بجنون ولم يعُد بإمكاني التحمل أكثر.. لكن يجب أن أصبر لكي لا أُخيفها مني وأعود إلى نقطة الصفر معها..

 

كنتُ سعيداً جداً إذ بسبب أطفالنا بدأت تسمح لي بالتقرب منها.. صغاري سيلعبون دوراً كبيراً معنا وأنا شاكراً لهم ذلك.. ولكن في المساء تلقيت اتصالا مقلقا من ماركو..

 

وعرفت بأن كارثة قادمة لا مُحال.. وشعرت بالسعادة لأنني وجدت عذراً لجعل ماريسا تبقى في قصري.. وطبعا سأفعل المستحيل حتى أجعلها تبقى به إلى الأبد..

 

توجهت بسرعة إلى قصر إيثان.. يجب أن أتكلم معه وأعيد له الصواب إلى عقله الناشف.. ما طلبهُ من ماركو مُستحيل من ناحية فيليا.. لكن الطلاق لن أعترض عليه إذ يجب أن يجتمع شمل إيثان في النهاية مع حبيبته وابنه..

 

حطت طائرتي الهليكوبتر في ساحة قصره وترجلت بسرعة منها ورأيت جميع رجالي يقفون أمامي وهم يحنوا رؤوسهم إلى الأسفل ثم رفعوها وحدقوا إليّ باحترام.. نظرت إلى لوسين وهو المسؤول من بعد إيثان وسألته بأمر

 

" أين هو؟ "

 

أجابني بسرعة وباحترام

" في الداخل سيدي الماركيز "

 

توجهت مسرعا وفتح الحارسين لي الباب ودخلت.. رأيت بلانكا تقف أمامي وفورا سألتها

 

" أين إيثان؟ "

 

أجابتني بسرعة وبحزن

 

" في مكتبه سيدي الماركيز "

 

توجهت مُسرعاً إلى الطابق الأول وفتحت باب مكتبه ودخلت.. رأيتهُ يجلس بهدوء على كرسيه خلف المكتب وفور رؤيتهِ لي ابتسم بخفة ثم أدار الكرسي نحوي وأسند مرفقه على المكتب وأمال رأسه وأسنده بقبضة يده وحدق بهدوء إليّ


رواية ماركيز الشيطان - فصل 21 - أخي العزيز

 

ثم قال بنبرة حزينة

" كنتُ أتوقع قدومك إذ عرفت بأن أخي العزيز سوف يتصل بك فور ذهابي ويخبرُك عن الكارثة التي فعلتُها في نظره "

 

عقدت حاجباي وحدقت إليه بتكشيرة ثم قلتُ له بحدة

 

" ما فعلته ليس بالصواب أبداً.. كيف تجرأت برفع السلاح بوجه شقيقك؟.. إنه أخاك واللعنة.. هو أخاااااااك.. "

 

هتفت في النهاية بغضبٍ كبير ورأيت إيثان يقف وخبط بيده بقوة سطح المكتب وحدق بأسى إليّ قائلا بمرارة

 

" إنه أخي.. نعم أعرف.. لكنه من لم يتذكر ذلك.. أتعرف ما فعلهُ بي؟.. سأخبرك.. لقد سرق مني حبيبتي وهي حامل مني وأخفى عني حقيقة بيترو.. لقد خدعني لكي يحصل على حبيبتي و... "

 

كورت قبضتاي بشدة وهتفت بعنف مُقاطعا إياه عن تكملة تلك السخافات

 

" توقف إيثان.. إياك أن تتكلم عن ماركو أمامي بهذه الطريقة.. أنتَ لا تستحق أن يكون ماركو أخاً لك.. لأنك لا تعلم ما فعلهُ وما ضحى به من أجلك ومن أجل بيترو.. بدل أن تشكره وتكون ممتنا له لمدى العمر على تضحيته الكبيرة من أجلك تقتحم قصره وتهددهُ بالسلاح وتخطف زوجته و بيترو وتُجبره على جعل تلك الفتاة المسكينة حاملا منه.. هو منذ البداية حاول أن يُخبرك بأن شارلي حامل منك لكنك لم تسمح له بالتكلم.. قررت أن تصدق كلام النساء عنه.. و.. "

 

توقفت عن التكلم فجأة عندما رأيت إيثان يُحدق بوجهي بعدم التصديق وبصدمة كبيرة.. استقام بهدوء ورأيت بوضوح جسده يرتعش.. تقدم ببطء ووقف أمامي وحدق إلى عيناي وهمس بذهول وبصدمة كبيرين

 

" كنتَ تعرف؟!!!.. رومانوس.. أنتَ كنتَ تعرف منذ البداية بأن بيترو هو ابني؟! "

 

نظرت إليه بحزن وأجبته بهدوء

" نعم.. كنتُ أعرف منذ البداية بالحقيقة "

 

توسعت عينيه وحدق بصدمة ثم بخيبة أمل كبيرة إليّ وأحنى كتفه ونظر إليّ بنظرات الحزن وخيبة الأمل

 

شعرت بالحزن عندما سمعته يهمس بصدمة وبمرارة

 

" حتى أنت.. حتى أنتَ صديقي أخفيتَ عني الحقيقة من أجل سعادة ماركو "

 

اقتربت منه خطوة ووضعت يدي على كتفه قائلا له بهدوء

 

" حاولت كثيراً أن أخبرك الحقيقة عندما كنا في سويسرا.. لكنك امتنعت عن سماعي ورفضت أن أتفوه باسم شارلي أمامك.. و ماركو حاول كثيراً الاتصال بك وإخبارك بالحقيقة لكنك رفضت تلقي اتصالاته.. هو حاول كثيراً إعلامك بالحقيقة.. وأنا حاولت لكنك كنتَ عنيدا جداً ولم ترضى بسماع كلمة واحدة "

 

أخفض رأسه ثم رفعه وحدق بحزن إلى عيناي وانقبض قلبي لرؤيتي لدموعه تترقرق في عينيه.. حدقت إليه بأسف قائلا

 

" سامحني لأنني أخفيت عنك الحقيقة.. كنتُ رافضا منذ البداية أن أُخفي عنك سر بيترو.. وعندما حاولت أن أعترف لك أنتَ رفضت الاستماع.. لا تظلم أخاك وحتى شارلي.. لا ترتكب نفس الخطأ مرتين.. استمع لهما وتفهم ما حصل منهما.. صدقني لن تندم أبداً إن فعلت.. ويجب أن تُعيد شارلي والطفل إلى قصر ماركو حتى يتم الطلاق بينهما و... "

 

نظرت إليه بدهشة عندما أبعد يدي بعنف عن كتفه وحدق بغضب إلى عيناي وهتف بحرقة قلب

 

" الجميع خدعوني.. جميعكم.. حتى أنت.. سمحتَ لهم بحرماني من طفلي.. كان يُمكنك أن تعترض وتُخبرني منذ البداية.. لكن لا لقد فضلت السكوت لأن شارلي أصبحت زوجته.. والآن تريدني أن أعيدها هي وابني إلى ماركو "

 

هز رأسه بقوة رفضا وحدق بغضب إليّ قائلا بحدة

 

" منذ هذه اللحظة لن أسمح لأحد بالتدخل بقراراتي وحياتي الشخصية.. شارلي ستكون لي.. ماركو سوف يُطلقها خلال يومين وحينها سأرفع قضية لحضانة ابني وأنسبهُ لي.. وعلى ماركو أن يجعل ابنة ذلك القذر حامل منه وإلا قتلتُها بنفسي أمامه "

 

حدقت بغضبٍ بارد إلى إيثان

 

ثم سألته ببرود

 

" هل هذا قرارك النهائي؟ "

 

حدق بكبرياء إليّ وأجابني بهدوء

 

" نعم.. هذا قراري النهائي ولا رجعة لي عنه "

 

انتفضت بقوة وأمسكته من ياقته وجذبتهُ بعنف نحوي وجعلته يندهش ويُحدق بوجهي بذهول بسبب فعلتي هذه.. حدقتُ بعمق إلى عينيه وبغضب وتكلمت من بين أسناني بحدة مُهددا إياه لأول مرة في حياتي

 

" إن أصاب شارلي أو ماركو أي مكروه لا تلُم سوى نفسك إيثان.. أنا أعلم بأنك غاضب وحزين لاكتشافك الحقيقة بهذه الطريقة لذلك سوف أعطيك بعض من الوقت حتى تهدأ وتُفكر مالياً.. لكن إن لمستَ شعرة واحدة من شارلي و ماركو سوف تكون نهايتك على يدي "

 

توسعت عينيه بصدمة وحررته من قبضتي ثم رفعت كلتا يداي وأصلحت ياقة قميصه ثم أخفضتُها وقلتُ له ببرود

 

" ورجالي لن تستخدمهم مجدداً لترهيب وتهديد ماركو.. هل كلامي واضح إيثان؟ "

 

حسنا هو الآن في قمة صدمته إذ توسعت عينيه أكثر وسقط فكه إلى الأسفل.. رفعت يدي اليمنى وأمسكت بطرف ذقنه وأغلقت فمه ثم سحبت يدي وسألته من جديد بحدة

 

" هل كلامي واضح إيثان؟ "

 

وهنا عرف إيثان بأنني أتكلم معه بصفتي الماركيز وليس صديقه.. فأجابني باحترام قائلا بهدوء

 

" واضح سيدي الماركيز "

 

هززت رأسي برضا وقلتُ له ببرود أعصاب

 

" أريدُك غدا أن تذهب بنفسك إلى قصر ماركو وتجلب أمتعة ماريسا إلى قصري.. سأتصل به الآن لكي يطلب من خدمهِ بتوضيب أمتعتها.. أريدُك أن تكون في قصري في الساعة السابعة صباحاً "

 

احمر وجهه بفورة غضب لكن لم أكترث بل تابعت قائلا له بخبث

 

" أحلاما سعيدة إيثان.. و لا تتأخر في الصباح "

 

وخرجت بهدوء من مكتبه ومن قصره وصعدت إلى طائرتي وتنهدت بحزن بينما كنتُ أنظر إلى القصر.. هو أجبرني لأتعامل معه بهذه الطريقة.. لقد تخطى حدوده كثيراً وعلى أحد أن يُعيد الصواب إلى عقله.. سوف يشكرني لاحقا عندما يكتشف خطأه..

 

عندما وصلت إلى قصري توجهت مباشرةً إلى غرفة ملكتي.. وقفت أمام باب غرفتها وطرقت الباب بخفة.. لكن عندما لم أسمع منها رداً أيقنت بأنها نائمة.. أمسكت بالمقبض وفتحت الباب بهدوء واختلست النظر إلى الداخل ورأيت ماريسا نائمة بعمق على السرير..

 

دخلت وأغلقت الباب بخفة وتقدمت لأقف أمام السرير وتأملتُها بعشقٍ كبير.. جميلة جداً وتبدو مثل الملاك حتى وهي نائمة.. لكن رأسها كان على حافة السرير قد تشعر بالألم في الصباح عندما تستيقظ..

 

انحنيت وأمسكت بكتفيها وبرقة رفعتُها عاليا ثم أخفضت جسدها ورأسها على الوسادة.. جلست على طرف السرير وابتسمت برقة بينما كنتُ أنظر إليها.. ما زال نومها ثقيل مثل العادة.. هي لا تشعر بشيء عندما تنام.. و جيف طفلنا مثلها تماماً إذ نومهُ عميق جداً..

 

نظرت إلى شفتيها الكرزيتين وبلعت ريقي بقوة وحرارة قوية لفحت جسدي.. ودون تفكير أخفضت رأسي وأغمضت عيناي وقبلت شفتيها بهدوء..

 

نبض قلبي بعنف لشعوري بملمس شفتيها الناعمتين من جديد.. إلهي كم تمنيت لسنتين وشهرين وأسبوعين وثلاثة أيام طويلة أن أقبلها وأتذوق شفتيها الجميلتين.. التقطت شفتها السفلية ولم أستطع التوقف عن مصها بهدوء ولعقها بلساني.. ما أفعلهُ الآن كان حُلما بالنسبة لي وتحقق في هذه اللحظة..

 

تأوهت بمتعة بينما كنتُ أمتص شفتيها بهدوء ومثل العادة انتصب عضوي الذكري بسببها.. تجمدت بصدمة إذ فجأة شعرت بحركة رأسها.. رفعت رأسي بسرعة وفتحت عيناي ولدهشتي الكبيرة رأيتُها تفتح عينيها وحدقت بهدوء إليّ..

 

اللعنة.. سوف تفقد أعصابها الآن بسبب تهوري.. بادلتني نظراتي الصادمة بنظرات هادئة ثم لدهشتي الكبيرة ابتسمت لي برقة ثم أغلقت عينيها وعادت لتنام..

 

لم أنتبه بأنني حبست أنفاسي طيلة هذه اللحظات.. وعندما تأكدت بأنها فعلا غارقة بالنوم سحبت براحة نفسا عميقاً وزفرته بهدوء... ابتسمت براحة ثم قبلت جبينها بخفة وهمست قائلا لها بالإيطالية

 

" أحلاما سعيدة ملكتي "

 

وقفت وخرجت مرغما من غرفتها وقررت أن أستحم بمياه باردة لكي أطفئ اشتعال جسدي وحرارته التي ارتفعت بسبب ملكتي...

 

ماركو**

 

بعد خروج إيثان من القصر.. نظرت بحزن إلى فيليا المنهارة وركضت وعانقتُها بقوة إلى صدري.. كانت تبكي وترتعش بين يداي بعنف.. حاولت أن أجعلها تهدأ وهمست لها قائلا بينما كنتُ أحتضنها بشدة إلى صدري

 

" لا تبكي فيليا.. إيثان لن يؤذي شارلي و بيترو فلا تخافي عليهما.. و أعدُك سوف أحاول أن أجد حلا وأمنع إيثان من تنفيذ انتقامه.. اهدئي صغيرتي.. أعدُك سوف أحميكِ منه مهما كلفني ذلك "

 

شعرت بجسدها يرتخي بين يداي وفورا رفعتُها وحملتُها كالعروسة بين يداي ونظرت بحزن إلى دموعها.. هي منهارة جدا وخائفة.. استدرت وتوجهت صاعدا إلى غرفتها.. وضعتُها على السرير وقلتُ لها بنبرة حنونة

 

" سأعود لاحقا للاطمئنان عنكِ.. سأذهب لأتصل بالماركيز فهو الوحيد من يستطيع مساعدتنا "

 

خرجت من الغرفة واتصلت بـ رومانوس وأخبرته بكل شيء.. حاول جعلي اهدأ ووعدني بمساعدتي وطلب مني أن أُنفذ ما طلبهُ مني إيثان بخصوص أوراق الطلاق ثم أنهى الاتصال.. نظرت بحزن أمامي وقررت أن أتفقد خدمي وحرسي وما تسبب به إيثان من أضرار..

 

عندما انتهيت جلست على الأريكة في الصالون وحدقت بألم أمامي..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 21 - أخي العزيز

 

شعرت بالعجز لأول مرة في حياتي.. فمصير فيليا و حياتها بين يداي.. أنا أعرف جيداً إيثان هو لن يتراجع عن قراره بالانتقام مني بهذه الطريقة حتى لو كلمهُ رومانوس..

 

أحنيت رأسي إلى الأسفل وأغمضت عيناي وحاولت التفكير بأي طريقة تُساعدني من الخروج من هذا المأزق.. أنا مستحيل أن ألمس فيليا.. إنها طفلة بالنسبة لي.. طفلة واللعنة.. كيف يُريدني إيثان أن ألمسها و أضاجعها وأجعلها حامل مني؟!!.. هذا مستحيل..

 

" طبعا مستحيل.. أنا لا أستطيع فعل ذلك "

 

همست بقهر ووقفت ومشيت بسرعة نحو البار وأمسكت زجاجة الويسكي وفتحتُها وتجرعت منها عدة جرعات ثم عُدت لأجلس على الأريكة وأنا أحتسي بقهر المشروب من الزجاجة..

 

وبعد ربع ساعة اتصل رومانوس بي وكما توقعت لا أمل من أن يتراجع إيثان بانتقامه.. وطلب مني أن أوافق على كل ما يطلبهُ مني في الوقت الحالي بهدوء ولا أشتبك و أتشاجر معه.. ثم طلب أن يتم توضيب أغراض ماريسا و بأنه سيُرسل إيثان في الصباح لجلبها..

 

زجاجة الأولى انتهت وتبعتها الثانية ثم الثالثة.. كنتُ ثمل كاللعنة وحزين وغاضب بنفس الوقت.. رفعت الزجاجة لكي أشرب منها لكن فجأة تم سحبها من بين يدي

 

" هاااااااااااي.. أعديها لي "

 

هتفت باستنكار عندما رأيت فيليا تقف أمامي وهي تمسك بالزجاجة وتتأملني بحزن و.. مهلا!!.. هل هي ترتدي قميص نوم أحمر شفاف مثير كاللعنة..

 

رفعت يداي ومسحت عيناي بقوة ثم نظرت من جديد إليها ورأيت أنها بالفعل ترتدي ذلك القميص الأحمر والمثير والشفاف كاللعنة..

 

بلعت ريقي بقوة ورأيتُها تضع الزجاجة على الطاولة ثم نظرت إليّ وأشارت لي بيدها بلغة الإشارات قائلة

 

( لو سمحتَ سيد ماركو توقف عن شرب الكحول.. أنتَ ثمل.. سوف أساعدك لتصعد إلى غرفتك وتنام )

 

تأففت بغيظ ثم وقفت وأنا أترنح وقلتُ لها بغضب

 

" كيف نزلتي إلى هنا وأنتِ ترتدين هذا القميص الأحمر والمثير والشفاف كاللعنة؟ "

 

ثم أمسكتُها بمعصمها بقوة وجذبتُها نحوي والتصق جسدها الصغير بي.. أخفضت رأسي وحدقت إليها بغضب قائلا بثمالة

 

" هل تريدين أن يراكِ رجالي وخدمي بهذا المنظر المثير؟.. هل فقدتِ عقلكِ!!.. أنا لا أريد أن يراكِ أحد بهذا الشكل سواي.. سبق وأخبرتكِ بذلك لكنكِ خالفتِ أوامري "

 

أمسكت بكتفيها وأبعدتُها عني ونظرت بصدمة إلى حلماتها الظاهرة بوضوح من الدانتيل المُخرم على صدرها.. اشتعل الغضب بداخلي أضعافا وهززتُها بقوة وأنا أهتف بحدة بوجهها

 

" وصدركِ اللعين ظاهر بوضوح أيضا مثل العاهرات.. هل تظنين قصري مكان للعُهر؟!.. تكلمي؟.. كيف سمحتِ لنفسكِ بالخروج من غرفتكِ بهذا الشكل؟.. تكلمي... "

 

توقفت عن هزها ورأيتُها تبكي وبدأت تضرب صدري بيديها الصغيرتين وأنين متألم يخرج من فمها.. حررتُها وحدقت بأسف إليها لكن فجأة التف رأسي بقوة نحو اليمين إذ تلقيت منها صفعة قوية على خدي..

 

هل للتو تجرأت فيليا على صفعي؟!!.. فكرت بغضب وأدرت رأسي ببطء وحدقت إليها بغضب أعمى بصيرتي ورأيتُها تشير لي بيديها قائلة

 

( أنا أولا لا أستطيع التكلم.. يبدو بأنك نسيتَ ذلك لأنك ثمل.. ثانياً أنا لستُ عاهرة ولا أظن قصرك مكانا للعُهر.. ثالثا أنتَ تستحق الصفعة لأنك أهنتني.. ورابعاً أنا المخطئة لأنني قررت أن أنزل لأطمئن عليك.. يمكنك الآن متابعة شرب الكحول.. الوداع )

 

استدارت بنية الذهاب لكني تحركت بسرعة وأمسكت بذراعها وأدرتُها بعنف وحدقت بغضب إليها قائلا

 

" لا أحد يصفع ماركو بوربون ويذهب دون حساب.. يبدو أنني سوف أبدأ بتنفيذ ما طلبهُ مني إيثان "

 

توسعت عينيها برعب و شهقت بقوة عندما جذبتُها لتلصق بي وأمسكت بيدي الثانية فكها بعنف ورفعت رأسها عاليا وسحقت شفتيها الشهيتين بقبلة عنيفة..

 

لم أتخيل أبدا أن يكون مذاق شفتيها بهذه الحلاوة.. كنتُ أمتص شفتها السفلية بجوع ولم أستطع أن أستوعب جمال طعمها.. كانت فيليا تحاول ضربي بيديها لكن فجأة توقفت عن مقاومتي عندما تحولت قبلتي العنيفة إلى رقيقة و رومانسية..

 

شعرت بدوار شديد بسبب جمال القبلة.. شفتيها أجمل شفاه قبلتُها في حياتي.. نعومتهم وطعمها اللذيذ فاقا توقعاتي.. وقبلتي الرقيقة أصبحت شهوانية ويداي بدأت تتحسس مفاتنها بجوع..

 

انتباه مشهد حميم**

 

 

كانت مستسلمة لي ولقبلاتي ولمساتي الجريئة لها.. شهقت فيليا بدهشة عندما أمسكت صدرها داخل الدانتيل وبدأت أداعبه مع حلمتها الجميلة بأصابعي..

 

وهنا اغتنمت الفرصة وأدخلت لساني داخل فمها وبدأت أستطعم ريقها وأداعب لسانها بلساني.. ثم أمسكت لسانها بأسناني بخفة وسحبته إلى الخارج وبدأت أمتصهُ بجوع..

 

ما أجمل طعم لسانها ولُعابها.. ما أجمل شعوري بملمس صدرها وحلماتها.. حررت لسانها وبدأت بتقبيل أسفل فمها ثم ذقنها.. رفعت فيليا رأسها عاليا وشعرت بارتعاش جسدها..

 

قبلت عنقها بجوع و بنهم وعرفت بأنني سأترك علامات عليه في الصباح.. أخفضت رأسي وتابعت تقبيلها حتى وصلت إلى صدرها.. أخرجت صدرها إلى الخارج وأمسكته بإحكام بيدي وحدقت بشهوة إليه..

 

جميل لا بل رائع.. مثلما تخيلت سابقا.. لم أفكر بجماله أكثر بل أغرقت حلمتها داخل فمي وبدأت بامتصاصه بنهم و بجوع و بشهوة.. لم أستطع التوقف عن مداعبة صدرها بيدي وتقبيله.. تركت علامات كثيرة عليه وعندما شعرت بالاكتفاء رفعت رأسي وحدقت إلى وجهها الأحمر كالطماطم..

 

عينيها كانت تنظر إليّ بنظرات تائهة حائرة ضائعة وذلك أعجبني جداً.. عدتُ لأقبلها بجوع ولم أتوقف حتى سمعت أنينها المتألم.. توقفت عن تقبيلها ونظرت إليها بشهوة مدمرة.. ودون أي تردد أمسكت بيديها ومشيت مُسرعا وسحبتُها خلفي صاعدا إلى غرفتي..

 

أغلقت الباب وجذبتُها بقوة نحو سريري ورميتها عليه وحدقت باستحسان وشهوة كبيرة إلى جسدها المثير.. خلعت سترتي ثم قميصي ورميتها بعيدا ثم حذائي ثم سروالي ولباسي الداخلي.. رأيتُها تنظر إليّ بخجل ثم رفعت يديها وخبأت عينيها بهما.. ابتسمت بخبث وجلست على ركبتاي أسفل قدميها..

 

بدأت ألمس ساقيها الناعمتين بيداي صعودا إلى فخذيها.. رفعت قميصها إلى خصرها وحدقت بدهشة وإعجابٍ كبير إلى سروالها الداخلي من الدانتيل الأحمر..

 

" اللعنة... "

 

شتمت بقوة وأمسكته من الطرف ومزقته ثم سحبته ورميته بعيدا وسال لعابي لدى رؤيتي لمهبلها الجميل.. أخفضت رأسي وحدقت إليه بشهوة ثم قبلته برقة وبدأت أداعبه بأصابعي بخفة.. جُن جنوني لدى سماعي لتأوهاتها المستمتعة وعضوي الذكري المنتصب ألمني بشدة..

 

لم أعد أستطيع الصبر أكثر لذلك رفعت رأسي وفرقت ساقيها عن بعضها وصوبت عضوي نحو فتحتها.. نظرت إليها ووجدتُها تدفن رأسها بخجل في الوسادة.. ابتسمت بخفة ثم نظرت إلى قميصها وهمست قائلا بحدة

 

" لن ترتدي هذه القميص بعد الآن "

 

أمسكت بها من الوسط ومزقتُها بقوة ثم رفعت ظهرها قليلا وسحبت قميصها ورميتها بعيداً.. اعتليت فيليا وبدأت أنظر إلى جسدها بنظرات شهوانية راغبة.. ودون أي تردد بدأت أمطرتُها بقبلاتي وأنا أداعب فُتحتها برأس عضوي.. زمجرت بقوة والتقطت حلمتها بأسناني وبدأت أمتصها بعنف وأدخلت رأس قضيبي بفتحتها..

 

أنين متألم خرج من فمها و رفعت ظهرها وتقوس وأدارت رأسها وحدقت إليّ بعيون دامعة.. رفعت رأسي ونظرت إلى عينيها برقة قائلا

 

" لا تخافي صغيرتي.. سوف يزول الألم.. "

 

قبلت شفتيها بحنية بينما كنتُ أدخل عضوي الذكري بداخل فتحها بهدوء ولم أتوقف حتى أصبح بالكامل بداخلها.. توقفت عن تقبيل شفتيها ورفعت رأسي وبدأت بتقبيل عيونها الباكية ثم همست لها

 

" أريدُكِ بجنون فيليا.. أريدُك "

 

بدأت أدفع برقة بداخلها وعادت لتُغمض عينيها بألم.. لحظات وتسارعت دفعاتي بدخلها وبدأت تأوهاتنا تملأ أرجاء الغرفة.. شعور رائع و مذهل ومدهش.. ممارسة الحب مع فيليا أجمل شيء فعلتهُ في حياتي.. لم أستطع أن أكون رقيقا معها كثيراً بسبب شوقي لها ورغبتي الجامحة نحوها..

 

مارست معها بجنون ولم أترك مكان في جسدها الجميل دون أن أطبع علامة الملكية الخاصة بي.. ساعة من الحلم وأنا أمارس معها حتى في النهاية قذفت سائلي المنوي بداخلها..

 

اندفع سائلي بقوة بداخلها وملأها وعندما هدأت أخرجت عضوي من داخلها وهنا ارتخى جسدي ورميت نفسي بجانبها.. حضنتُها بكلتا يداي وجذبتُها إلى صدري ثم قبلت رأسها برقة وأغمضت عيناي وابتسمت بسعادة وذهبت بنومٍ عميق..

 

انتهى المشهد الحميم**

 

فتحت عيناي بضعف ثم أغلقتُها بسبب شعوري بصداعٍ قوي... تباً رأسي يؤلمني كاللعنة.. فكرت بألم وأنا أرفع يدي اليمنى وأفرك رأسي بخفة.. ثم تذكرت ذلك الحُلم الجميل وابتسمت ببلاهة..

 

ما أجمل ذلك الحُلم الرائع.. كم كانت فيليا رائعة أسفلي.. امرأة بكل ما للكلمة من معنى.. كانت مستسلمة لي بكل أنوثتها ورقتها وأحاسيسها.. تباً بماذا أفكر؟!.. لا يجب أن أفكر بها بهذه الطريقة.. إنها طفلة واللعنة هي طفلة بالنسبة لي..

 

تنهدت بقوة وفركت عيناي المرتخية و قبل أن أفتحها مجددا تسلل لمسامعي صوت تأوه أنوثي رقيق تردد بعدها عدة مرات.. خفق قلبي بخوف وهمست بداخلي.. لا إلهي أرجوك هذا لم يحدث في الواقع!!!.. أنا كنتُ أحلم.. رمشت عدة مرات بنوع من عدم التصديق إذ سمعت صوت تأوهاتها الخفيفة..

 

ابتلعت غصة عالقة وبعد تردد دام لحظات تشجعت وحركت عيناي ببطء نحو اليسار وتجمدت عيناي الضائعة والصادمة عليها..

 

" لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا...لا إلهي لا... لا لا لا.. لا!!!!!..... "

 

همست برعب بينما كنتُ أنظر بخوف وتأنيب الضمير إلى جسد فيليا العاري بجانبي وهي نائمة بعمق.. ارتعش جسدي واستمعت لضربات قلبي والتي باتت تنبض بسرعة مضاعفة.. تسارعت أنفاسي أضعافا عندما رأيت برعب بقعة صغيرة من الدماء الجافة على شرشف السرير.. شهقت بقوة وهمست برعب فاق تحملي

 

" لا إلهي!!.. لماذا؟!!.. لماذا حصل ذلك؟!!.. لماذا؟!!... "

 

رفعت نظراتي ورأيتُها تتحرك بخفة على السرير بينما تعقد حاجبيها بانزعاج بسبب شعورها بالألم على الأرجح بسبب مضاجعتي العنيفة لها في الأمس.. تسارعت أنفاسي أضعافا لرؤيتي لعلامات قبلاتي على جسدها..

 

و ما هي إلا وهلة حتى باشرت فيليا بفتح جفونها المزينة بالأهداب الكثيفة السوداء الرائعة و حركت عدستيها موزعة أنظارها في الأرجاء في حين اكتسى الاستغراب ملامحها الهادئة إلى أقصى الحدود..

 

تجمدت بفزع بجانبها ولم أستطع التفوه بحرفٍ واحد.. لقد انتهيت.. اغتصبت الفتاة في الأمس.. لقد ضاجعتُها بعنف و.. يا إلهي حتى أنني لم أرتدي واقيا ذكريا..

 

ودون أن أنطق بأي حرف رأيتُها تعتدل في جلستها بذعر بينما تُحرك رأسها بسرعة في كل الاتجاهات لكن عندما تجمدت نظراتها على وجهي رقت نظراتها وابتسمت لي بخجل ثم بيدٍ مرتعشة أمسكت بالغطاء وسترت به جسدها ثم حدقت بحياء وبوجهٍ مُحمر إليّ..

 

كنتُ أراقب ردة فعلها عن كثب بقلق وخوف وتأنيب الضمير.. وعندما انتبهت لنظراتي تلك شحب وجهها وخرجت شهقة مختنقة من بين شفتيها بخوف ورأيتُها ترفع يديها عاليا وأشارت لي بقلق قائلة

 

( صباح الخير ماركو.. هل أنتَ بخير؟ )

 

إلهي.. هي تسألني إن كنتُ بخير بينما أنا بقذارة سلبتُها عذريتها وأنا شبه ثمل..

 

رأتني جامدا أمامها وحاولت أن تمسك بيدي لكني انتفضت مبتعداً عنها بقوة ووقفت على قدماي.. رأيتُها تنظر إلى وسطي وكسى الاحمرار وجنتيها.. أخفضت رأسي وشهقت بقوة وأمسكت بوسادة وسترت عضوي الذكري بها.. رفعت رأسي وحدقت إليها بأسف قائلا بتلعثم

 

" سامحيني فيليا.. لقد أخطأت.. كنتُ.. كنتُ ثملا.. لقد أخطأت بحقكِ.. ما كان يجب أن.. أن.. أن... "

 

توقفت عن التكلم عندما رأيت فكها يرتعش بقوة والدموع تترقرق في عينيها الجميلتين.. أغمضت عيناي بقوة ثم فتحتُها وقلتُ لها بنبرة حزينة متألمة

 

" سامحيني.. ما حصل كان أكبر خطأ ارتكبته في حياتي.. لم أكن في كامل وعيي.. أعتذر فيليا لكن.. لكني كنتُ ثمل ولم.. لم.. لم... "

 

رأيت بحزنٍ كبير دموعها تسيل بكثرة على وجنتيها الرقيقتين ورأيتُها تقف على الأرض وسترت جسدها بالكامل بالغطاء وركضت هاربة من غرفتي وهي تبكي بتعاسة..

 

أردت أن أركض خلفها وأضمها بقوة إلى صدري لكنني لم أستطع.. تجمدت بأرضي كالتمثال وحدقت إلى الأسفل ورميت الوسادة بعيداً بغضب ثم شهقت بدهشة عندما رأيت بعض من قطرات دماء عذريتها الجافة على عضوي الذكري..

 

" يا إلهي.. ما الذي فعلتهُ؟!!... "

 

همست بانهيار وجلست على طرف السرير ورفعت يداي ووضعتها على وجهي أمسحهُ بقوة وبعنف غضبا من نفسي.. لقد أفسدت كل شيء بسبب غبائي.. وجدت نفسي في موقف لا أُحسد عليه أبداً..

 

تشوش تفكيري ولم أعُد أستطيع التفكير بشكلٍ سليم.. وكل ما كنتُ أفكر به... ما هو الحل الأنسب لكي أُصلح ما إرتكبته بغباء بحق تلك المسكينة؟!!...

 

وبعد وقتٍ طويل وجدت الحل الوحيد والأنسب للطرفين.. سأشتري منزلا خاصا لـ فيليا وأكتبه باسمها وأحول لها مبلغا كبيرا في البنك وأُبعدها عني.. نعم هذا هو الحل الوحيد..

 

سمعت ضجة في الخارج وصوت إيثان يهتف بغضب على إحدى الخادمات.. حدقت بكره أمامي وبسرعة وقفت وارتديت البوكسر و سروالي وسحبت شرشف السرير وحملته بيدي اليسرى ثم ركضت ووقفت أمام خزانتي وفتحتُها بسرعة ثم فتحت الدُرج وحدقت بغضب إلى مسدسي.. سحبته وحملته بيدي وخرجت راكضا إلى الأسفل..

 

رأيت إيثان يقف في وسط البهو وهو يتأفف بملل.. اقتربت ووقفت أمامه وحدقت بكرهٍ كبير إليه.. ابتسم إيثان بخبث ثم قال لي ببرود

 

" صباح الخير يا أخي العزيز.. يبدو واضحا بأنك حصلت على ليلة سيئة جداً.. خُسارة.. لأنك لديك الكثير لتفعله اليوم كالذهاب إلى مُحاميك والطلب منه بالبدء بـ إجراءات الطلاق "

 

ثم حدق بالشرشف بين يداي بغرابة ورفع نظراته وقال بسخرية

 

" لماذا تحتضن الشرشف إلى صدرك.. هل تشعر بالخجل من أن تراك عاري الصدر تلك البكماء! "

 

اشتعل بي الغضب أكثر وزمجرت بعنف وسحبت يدي اليمنى من أسفل الشرشف ورفعت مسدسي نحو رأس إيثان ثم رميت الشرشف بوجهه ليسقط أمام قدميه وهتفت بحدة وبغضب وبقهر قتلا قلبي

 

" اسمها فيليا وليس البكماء.. لقد ربحت يا أخي العزيز وضاجعت في الأمس تلك المسكينة.. أنظر إلى دماء عذريتها.. لقد سلبت عذريتها منها وأنا ثمل بسببك.. كنتُ غبي لأنني دائما كنتُ أحاول إصلاح ما تقترفه من مصائب.. كنتُ غبي لأنني تزوجت من شارلي عندما رميتها حضرتك وهي حامل منك.. كنتُ غبي لأنني حاولت مرارا وتكرارا الدفاع عنك أمامها وأمام الجميع.. أنتَ لا تستحق تضحياتي ومساندتي لك.. أنتَ أحقر وأقذر أخ رأيته في حياتي.. وسأجعل الجميع يستريح منك "

 

حدق إيثان بدهشة إليّ ثم أخفض نظراته وحدق إلى بقعة الدماء الجافة على الشرشف.. رفع نظراته ببطء وحدق من جديد إلى عيناي لكن بحزن.. ثم بلع ريقه وقال لي بهدوء

 

" ماركو.. أخفض المسدس ودعنا نتكلم بهدوء و... "

 

ارتعشت يدي الممسكة بالمسدس وهتفت بحدة مقاطعا إياه

 

" أصبحت أكرهُك لحد اللعنة.. أنا فعلا لم يعد لي أخ اسمه إيثان.. وسأجعل الجميع يستريح منك.. سأرتكب لأول مرة في حياتي جريمة قتل.. ومن سأقتله هو أخي العزيز "

 

تأملني بحزنٍ شديد ثم تنهد بخفة وقال

 

" أنتَ لستَ بقاتل ماركو.. أنتَ أكثر إنسان مُسالم وشريف رأيتهُ في حياتي.. أنتَ لا تستطيع قتل نملة.. أخفض السلاح ودعنا نتكلم "

 

لكن عندما رآني لم أفعل ما طلبهُ مني رفع حاجبيه عاليا بدهشة وقال لي بسرعة قبل أن يتحرك بلمح البصر ليقف أمامي وقريبا جدا مني

 

" إذا ستكون مهمتي سهلة بسحب السلاح منك "

 

أمسك بذراعي وحاول سحب السلاح مني بحركاته القتالية لكني قاومته وتقاتلنا بضراوة لكن فجأة توسعت عيناي برعبٍ شديد عندما سمعت صوت طلقة نارية عالية مُخيفة ورأيت برعب شل روحي جسد إيثان يسقط بكامل ثقله عليّ.. أمسكت بكتفيه وهتفت برعب شل حواسي كلها

 

" لااااااااااااااااااااا... إيثان.. أخيييييييييي.... "

 

وتجمد جسدي برعب عندما شعرت بسائل ساخن يسيل على خصري.. أبعدت إيثان قليلا عني ورأيتهُ بذعر ينزف من بطنه بشدة.. رفعت نظراتي المرتعبة وحدقت إليه بخوف شل حواسي وعقلي وعالمي.. ورأيت إيثان يُحدق إليّ بألم وهمس بضعف قائلا لي بأنفاس مُتقطعة

 

" مــ.. ماركو.. شارلي و.. و بيترو.. أمانة بين يدــ.. يك "

 

وسقط عليّ من جديد غائبا عن الوعي...

 

ارتعش جسمي بقوة وهتفت بجنون وأنا أبكي بشدة وأحتضن جسده بعنف إليّ

 

" إيثااااااااااااااان.. لا أخي.. لااااااااااااااااا.... "


انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©