رواية سحر الفرعون - فصل 8 - محبوبتي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. دراما رائعة وأعجبتني جدا

    ردحذف
    الردود
    1. شكراااااااااااااااااااااااا

      حذف
  2. واووووووووووو
    انت لابداع كله هافن 💕💕💕❤❤❤♥♥

    ردحذف
  3. الردود
    1. شكراااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  4. تحفة كالعادة هفونتى روعة تسلم ايدك والمعلومات صحيحة ودى اجمل حاجة فيكى انك بتحطى معلومات حقيقية عن عالم الفراعنة والكلمات ومعانيها بجد برافو ❤❤❤❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي حبيبتي لأنكِ أحببتِ روايتي الجديدة

      حذف
  5. أحسست البارت انتهى بثواني من كثرة الحماس تسلم ايديك فعلا بارت راااااااااائع وجميل مثلك هفونتي 😘😘😘😘😘😘😍😍😍 متشوقة للعقاب شو هو وكيف رح تتقبل الزواج
    خربتلك الفيس أنا ومنال سوري😂😂😊😊😊😇😇

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي اشتقت لكِ جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
      كيف حالك بالكتابة؟
      أتمنى لكِ التوفيق حبيبتي

      حذف
    2. وانا والله مشتاقتلك كثييييييييييير 😍😍😍
      بس هلئ قدرت اسوي تعليقات برواية شرطية المرور ما قدرت بس النهاية كانت رائعة ودموعي سالت معهم
      والله عندي فترة ماكتبت لانو لسة ما عندي هاتف 😢
      تسلميلي ياعمري بحبك كثير😢😘😘😘

      حذف
    3. بالتوفيق لكِ حياتي
      أنا سعيدة جد لأنكِ أحببتِ شرطية المرور
      أتمنى أن تتابعي الكتابة لديكِ موهبة رائعة حبيبتي

      حذف
    4. الله يسلمك ياعمري نشالله رح واصل

      حذف
  6. جميله جدا تحفه بجد تسلم ايدك يا قلبي اتمنالك التوفيق والنجاح الدائم

    ردحذف
  7. واووووووووووووووو💝💖♥️💝👏🏻💖💖👏🏻💖👏🏻💖💝💖💖💖💖👏🏻👏🏻💖👏🏻👏🏻🔥تسلم إيدك ياقلبي بارت هايل وزي ماتوقعت كاريتا هربت من الشرفه هي الطريقه مختلفه بس هي نزلت منها😌 🤩💝🤩💝

    ردحذف
    الردود
    1. أحسنتِ يا قلبي
      أحبكِ جدااااااااااااا

      حذف
  8. واوووووو يجنن يجنن كان البارت اكثر من رائع....انتي فعلا مبدعة💜 تحمست للعقاب الفرعون كيف سوف يكون.

    ردحذف
  9. أبدعتي هافن 🥰🥰🥰

    ردحذف
  10. ابدااااااع تسلم ايدك بجد ❤🌹

    ردحذف
  11. روعة حبيبتي يسلمو الايادي ❤️

    ردحذف
  12. وااااو البارت حماس وتحفه تسلم ايديك انتي احسن كاتبه بقرالها واسلوبك جمبل اوووي وتسلسل الاحداث تحفه

    ردحذف
  13. تسلم ايدك تسلم ايدك مليون مر

    ردحذف
  14. الفرعون اكيت وأحن شخص فالرواية، وكاريتا رح تتأخر لين تفهم هل شي... شكرا يا من اصبحتي جزء من سعادتي❤️🦋🌼.

    ردحذف

رواية سحر الفرعون - فصل 8 - محبوبتي

 

رواية سحر الفرعون - فصل 8 - محبوبتي



محبوبتي






كاريتا**



كنتُ حزينة جداً.. كرهت هذا المُنحرف بشدة.. وكرهته أكثر بسبب زيارتهِ المتكررة والدائمة لي.. كنتُ أخافه.. وأحاول عدم التكلم معه وجعله يذهب في أسرع وقت من جناحي..

 

لم أسمح له بلمسي.. ومع ذلك هذ الفرعون المُنحرف والوسيم كان يبتسم لي دائماً بحنان وقبل أن يخرج من غرفتي كان اللعين يُقبلني رغماً عني على شفتاي..

 

أسبوع ويومين مضوا بسرعة على تواجدي في هذا القصر وفي هذا الزمن الذي لا أنتمي إليه..

 

دموعي لم تتوقف للحظة عن الهطول من عيناي.. كنتُ أريد أبي داس.. اشتقت له بجنون.. قلبي كان يؤلمني جداً على غيابه.. وأنا أعلم بأنه فقد عقله الآن بسبب غيابي عنه..

 

شهقت بقوة ومسحت دموعي ونظرت بتعاسة أمامي.. كيف سأعود إلى عالمي وزمني الحقيقي؟!.. لقد جعلني هذا المُتخلف الفرعون سجينة في هذه الغرف.. ولم يتم السماح لأحد بالدخول إليها سواه ونختار و الملكة الأم.. والأهم وضع حُراس على مدار الساعة يومياً لمنعي من الخروج..

 

الملكة الأم زارتني في الأمس وحاولت إقناعي بإعطاء فرصة لابنها المُتخلف.. بالطبع لن أفعل ذلك.. مستحيل أن أسمح له بالتقرب مني.. لقد خطفني من عالمي وجلبني رغماً عني إلى عالمه.. جعلني أعيش في زمن ليس زمني.. زمن لا أنتمي إليه أبداً..

 

سمعت بتعاسة نختار تُكلمني بنبرة حزينة قائلة

" سمو الملكة.. أرجوكِ توقفي عن البكاء.. سوف تمرضين من جديد.. الملك الفرعون جُن جنونه عندما أصابكِ المرض.. وجلب جميع الأطباء في المملكة من أجلكِ.. صحتكِ تهمهُ جداً.. جلالة الملك يُحبكِ جداً "

 

هذا ما كان ينقصني!.. فكرت بسخرية ورفعت رأسي ونظرت إليها بتعاسة.. وقفت وعادت دموعي لتسيل بحزن على وجنتاي.. تأملتُها بتعاسة وهتفت بوجع القلب وبحزنٍ عميق

 

" توقفي نختار عن التكلم عنه أمامي.. لا أريد أن أسمع شيئاً عنه.. وهذا أمر "

 

أحنت رأسها باحترام أمامي وأجابتني

" كما تأمرين سمو الملكة "

 

نظرت إليها بحزن وتنهدت بعمق.. نختار المسكينة لا ذنب لها بما يحدث لي.. فهي طيبة القلب وتحبني فعلا ولكن للأسف هي مُخلصة جداً للفرعون..

 

نظرت أمامي ومشيت ببطء وخرجت إلى الشرفة ونظرت بحزن إلى جمال وسحر المدينة ونهر النيل..


رواية سحر الفرعون - فصل 8 - محبوبتي


 

كل شيء مُختلف تماماً عن المستقبل.. حتى المناخ يختلف وكذلك نهر النيل.. نظرت إلى نهر النيل برقة وسمعت خطوات نختار تقترب خلفي.. تنهدت برقة وهمست بسعادة

 

" ما أجمل نهر النيل.. يشبه السحر بجماله "

 

عقدت حاجباي ونظرت بدهشة أمامي عندما سمعت نختار تُكلمني بتعجُب قائلة

 

" سمو الملكة.. ما هو نهر النيل؟!.. اوه سامحيني مولاتي ولكن هذا النهر لا نطلق عليه اسم نهر النيل بل إيترو عا "

 

إيترو عا !!!... بالطبع فهمت ما تعنيه هذه الكلمة.. النهر العظيم.. وتذكرت المُحاضرة في سنتي الأولى من الجامعة عن نهر النيل في زمن الفراعنة.. فقد أطلق المصريون القدماء على نهر النيل في اللغة المصرية القديمة إيترو عا والتي تعني النهر العظيم..

 

سمعت نختار تُكلمني بفخر قائلة

 

" أجدادُنا عرفوا أهمية النهر العظيم.. فاجتهدوا فى ابتكار طرق للاستفادة من مياهه.. وتم تنظيم الري وحفر الترع لزراعة أكبر مساحة ممكنة من أرض الوادي.. وذلك لأن النهر العظيم كان الأساس الذى اعتمدت عليه الحياة هنا.. فهو جالب السعادة لنا.. فهو إله الخصب والنماء.. فهو مولود من الإله رع.. أي أنه ابن أعظم آلهتنا "

 

يجب أن تكون نختار بروفيسورة في جامعتي فهي أفضل بكثير من الأساتذة.. فكرت بسخرية ثم لفتَ نظري المسافة الفاصلة إلى الأسفل..

 

بدأت بسعادة أدرس و أراقب الحيطان والحواجز.. وهنا استعدت ذكريات طفولتي الجميلة.. فأنا كنتُ أدرس الباليه.. والدي الرائع جلب أفضل مدربة من أجلي.. وبالطبع لم أتوقف عن دروسي حتى أصبحت في الثامنة عشر من عمري..

 

أظن حان الوقت لأستفيد من دروس الباليه المكثفة التي تلقيتها.. ابتسمت بخبث وبدأت أُخطط للهروب من هنا.. اللية سأهرب.. سأهرب من هنا وأجد طريقة للعودة إلى عالمي بأي ثمن..

 

استدرت وتصنعت الإرهاق وتثاءبت بقوة وقلتُ لـ نختار بصوتٍ ناعس

" نختار.. أنا لم أنم جيداً في الأمس.. أريد أن أنام قليلا.. يمكنكِ الانصراف عزيزتي ويمكنكِ العودة قبل موعد وجبة العشاء وموعد زيارة الفرعون المُعتادة "

 

ابتسمت لي بسعادة وأحنت رأسها باحترام قائلة

" بالطبع مولاتي.. هل ترغبين بأن أساعدكِ بتبديل ملابسكِ؟ "

 

كنتُ أريد أن أبقى بمفردي وبسرعة لذلك أجبتُها

" لا.. لا داعي لذلك.. سأفعل ذلك بنفسي.. يمكنكِ الانصراف الأن "

 

بعد خروجها من غرفتي ركضت إلى الشرفة وبدأت بمراقبة المكان.. الهروب من هنا جداً سهل بالنسبة لي.. فأنا مرنة وأستطيع تسلق هذه الحواجز بسهولة تامة.. لكن ما أقلقني وجود الحراس في كل مكان..

 

جلست قرفصاء وراقبتهم لوقتٍ طويل حتى لا ينتبهوا لي.. الأغبياء مثل الأصنام يقفون.. وجهوهم لا تتحرك أبداً.. والأهم عيونهم.. فكل واحد منهم ينظر أمامه ويراقب بهدوء.. نظراتهم لا ترتفع أبداً إلى الأعلى.. ربما ممنوع عليهم فعل ذلك!!..

 

شعرت بالسعادة.. فذلك سوف يُسهل عليّ الهروب من هنا.. سوف يظنون بأنني إحدى الخدمات في القصر عندما أمشي أمامهم.. سأضع غطاء على رأسي وأخفي شعري ووجهي به..

 

خططت بدقة لكل ما سأفعلهُ الليلة وانتظرت بقهر وقت عودة نختار وذلك الفرعون المُنحرف.. فهو كان يقوم بزيارتي دائما في المساء ويتناول وجبة العشاء برفقتي.. وكأنني أرغب برؤيته لذلك المُنحرف..

 

كان جداً صعباً عليّ أن أتقبل ما يحدث معي والأهم أن أتقبل هذا المُنحرف الرومانسي.. احمرت وجنتاي بشدة عندما تذكرت كيف تغزل بي في الأمس وأخبرني بكل وقاحة بأنه يتحرق شوقاً ليمتلكني عندما أُصبح زوجته في أقرب وقت.. مُنحرف وعديم الأدب..

 

الأحلام مجانية.. لذلك تركتهُ يحلم بحدوث ذلك على هواه.. فأنا لن أسمح له أبداً بلمسي وحتى بأن يتزوجني الحقير.. خاطف وساحر مُخيف.. أكرهه بجنون...

 

وفي الوقت المُحدد دخلت نختار إلى غرفتي وساعدتني بالاستحمام ثم ساعدتني بارتداء ثوب جميل من الكتان يُظهر جمال قوامي.. كان ذو حمالتين على الكتف وضيق على الصدر وينسدل بجمال إلى الأسفل.. ثم سرحت شعري ووضعت تاج من الذهب على رأسي..

 

وقفت نختار تتأملني بسعادة وقالت باحترام

" سمو الملكة.. تبدين جميلة جداً.. الكُحل الأسود يليق جداً بلون عيونكِ.. لونهما بلون العشب الأخضر والذي يبقى نضراً حتى مع الظروف المناخية القاسية "

 

نختار بدأت تتغزل بلون عيناي بسعادة.. نظرت إليها بحياء وشكرتُها ثم دخل الخدم إلى جناحي وبدأوا يضعون الفاكهة مثل التمر و التين والعنب والرمان والبطيخ والخبز والطعام على لوح خشبي كبير تم وضعه على المائدة.. وعرفت هنا بأن الفرعون سيأتي مثل عادته لتناول وجبة العشاء برفقتي..

 

أتمنى أن لا تطول زيارته لي كثيراً حتى أستطيع الهروب من هنا بسرعة.. بعد انصراف الجميع سمعت صوت ضجيج في الخارج ورأيت بتوتر باب جناحي ينفتح ودخل ذلك المُنحرف.. ومثل العادة صرف نختار وتم إغلاق الباب وظللت بمفردي معه..

 

رأيتهُ بغيظ يبتسم لي تلك الابتسامة الغبية.. نعم ابتسامتهُ غبية لأنها تجعل قلبي ينبض بتلك النبضات السريعة والمُقلقة لراحتي..

 

تأملت جسدهُ بخجل مثل عادتي.. فهو شبه عاري أمامي.. ما زلتُ أخجل من النظر إليه فهو لا يرتدي سوى ما يستر عورته في الأسفل يشبه التنورة ومثبت بحزام من الذهب الخالص على خصره.. أما صدره.. اه من صدره العريض والعضلي.. فهو يمتلك جسد رياضي ممتلئ بالعضلات.. يبدو بأنه يتمرن كثيراً على القتال فهذا واضح من عضلاتهِ الضخمة والجميلة..

 

رفعت نظراتي عن صدره واستقرت على عينيه الجميلة.. عينيه مهما أنكرت هي من أجمل عينين رأيتها في حياتي.. لا يحق له أن يكون بهذه الوسامة.. كنتُ أظن الفراعنة لا يمتلكون جاذبية ووسامة مدمرة لكنني كنتُ مخطئة.. على النحاتين والرسامين أن يكونوا أبرع في إظهار وسامة الفراعنة..

 

رأيتهُ يتأملني بنظرات حنونة كعادته ثم ابتسم بوسع وقال بنبرة حنونة

" محبوبتي.. تبدين جميلة جداً الليلة "

 

احمر وجهي رغماً عني من جراء الخجل.. فهو منذ أيام قليلة بدأ يُناديني بـ محبوبتي.. أحببت ذلك لكن طبعاً لن أجعله يعلم..

 

نظرت إليه ببرود وشكرتهُ من دون نفس.. سمعتهُ يتنهد بعمق ثم اقترب ببطء ليقف أمامي.. رغماً عني تأملتهُ بخوف.. كنتُ أخاف منه ومن قربهِ الشديد لي..

 

أمسك بيدي اليمنى وارتعشت بقوة بكف يده.. رفع يدي ووضعها على صدره ناحية قلبه.. ارتعشت يدي أكثر ونظرت إليه بضياع عندما همس بحنان قائلا

 

" هل تشعرين بنبضات قلبي؟.. هل تشعرين كيف تجعلينه ينبض بسرعة من أجلكِ محبوبتي؟.. لمستكِ له الآن أشعلته.. قلبي يذوب الآن من أجلكِ "

 

شعرت بوجنتي تحترق من الخجل وارتعش جسدي بعنف.. فرعون عمره آلاف السنين يتغزل بي بطريقة رومانسية ساحرة.. يا ليته لم يكن فرعون.. ويا ليتني التقيت به في زمني وليس هنا.. ربما كنتُ سأعجُب به!..

 

رأيتهُ يقترب مني خطوة حتى بات لا يفصلني عنه سوى إنشات قليلة.. نظرت إليه بخوف خاصةً عندما رفع يده اليمنى وأمسك بطرف ذقني وأغمض عينيه وقرب وجهه مني ليقبلني..

 

" لاااااااااااااااا.. "

 

هتفت بغضب وانتفضت مُبتعدة عنه إلى الخلف قبل أن يُقبلني.. قبلاتهِ تُحرقني.. قبلاتهِ تجعلني أشعر بمشاعر غريبة تُخيفني.. لذلك لن أسمح له بتقبيلي مجدداً...

 

رأيتهُ يتأملني بنظرات حزينة ثم تحولت نظراتهِ إلى باردة وقال بصوتٍ خشن وبغضب


" إياكِ أن تبتعدي عني مرة أخرى.. أنتِ ملكتي وسوف تكونين زوجتي الرئيسية قريباً.. حالياً لم أُخضعكِ لرغباتي لأنني أحترم سبب خوفكِ مني.. فكل شيء هنا جديد عليكِ وغريب.. لكن عندما نتزوج قريباً سوف أُخضعكِ لي.. ستكونين زوجتي وتحملين بأطفالنا.. فأنا أريد الكثير من الأطفال.. أريد وريث لي قريباً "

 

توسعت عيناي بذهول وشعرت بالغضب وبالسخط الشديد.. تشنجت كل عضلة في جسدي وهتفت بوجههِ بحدة

 

" مستحيل.. أنا لن أكون لك أبداً.. لن أتزوجك حتى لو كنتَ آخر رجل على وجه الأرض.. ما تريدهُ مني يُعد اغتصاب وقمع لحريتي.. من قال لك بأنني أرغب بالبقاء هنا والتزوج منك وإنجاب أطفالك؟!.. الشيء الوحيد الذي أريدهُ هو أن أعود إلى عالمي و الزمن الذي كنتُ به.. أريدُ استعادة حياتي التي سرقتها مني.. أريدُ والدي داس.. بسببك أنا هنا.. بسببك لا أعلم إن كان أبي بخير وكيف يتحمل غيابي عنه.. عليك أن تعلم بأنني أكرهُك بجنون لأنك حرمتني من والدي ومن حياتي "

 

عقد حاجبيه وتأملني بنظرات مُخيفة جداً.. بلعت ريقي بقوة وتأملتهُ بفزع.. وقف بشموخ أمامي ورفع رأسه عاليا وقال بتهديدٍ واضح

 

" اكرهيني كما يحلو لكِ الآن.. لكن أعدُكِ قريباً و قريباً جداً سأجعلكِ تقعين في عشقي.. وحينها سوف تنسين كل هذا الهراء الذي تكلمتِ عنه الآن.. وسوف تصبحين زوجتي وأم أطفالي.. أنتِ لن تعودي أبداً إلى زمنكِ.. عليكِ أن تعرفي بذلك.. ولن سمح لشيء بإبعادكِ عني.. والآن دعينا نتناول وجبة العشاء بهدوء قبل أن أغير رأيي وأُخضعكِ لرغباتي الكاملة الآن "

 

نظرت إليه بفزع وارتعش جسدي من جراء الخوف.. إنه مجنون.. بالتأكيد مجنون.. الآن أصبحت أتوق للفرار منه وبسرعة.. سأهرب منه وإلى الأبد الليلة.. لا أريد رؤيته أبداً لهذا المُنحرف والمجنون..

 

استدار وجلس أمام المائدة وأشار لي بيده لأقترب وأجلس بجانبه.. قررت أن أطيعه حاليا حتى أتخلص منه بسرعة وأهرب..

 

جلست بجانبه وسالت دموعي بخوف منه عندما أمسكني بمرفقي وجذبني إليه وأمسك بيدهِ اليمنى طرف ذقني ورفع رأسي وهمس بحدة بوجهي

 

" سأحصل على قبلتي متى ما شئت ورغبت بها وأنتِ لن تعترضي "

 

أخفض رأسه وقبلني بطريقة مُتملكة على شفتاي.. أغمضت عيناي وبكيت بصمت وارتعشت بين يديه بينما كان يقبلني بتملك..

 

شعوري بشفتيه على خاصتي جعلني أشعر بحرارة غريبة في صدري.. لم أبادله القبلة كعادتي.. مستحيل أن أفعل ذلك.. فأنا أكرهه وأكره قبلاته..

 

فصل القبلة ولدهشتي شعرت بأصابعه تمسح بنعومة دموعي على وجنتاي.. فتحت عيناي وتلاقت نظراتي الخائفة والضائعة في عمق نظراتهِ الحنونة..

 

هل هو مفصوم؟!.. فكرت بدهشة وبتعجُب بذلك.. فمنذ ثواني قليلة كان غاضباً والآن اختفى غضبه وظهر الحنان في نظراتهِ..

 

ابتسم برقة وقال بهمس بصوتٍ حالم رقيق

" لا تبكي محبوبتي.. فالدموع لا تليق بعينيكِ الساحرة.. ما رأيكِ أن نشرب هاكت الآن؟! "

 

هاكت؟!... فكرت بتعجُب إذ لم أفهم ما عناه بتلك الكلمة.. ما هو الهاكت يا ترى؟!.. لم أدرس عنه مُسبقاً في الجامعة.. ولكن لأجعلهُ يبتعد عني ولا يُقبلني رغماً عني من جديد أجبته بهمس

 

" موافقة.. سأشرب الهاكت "

 

ابتسم بوسع وابتعد عني.. تنفست الصعداء ورأيتهُ يمسك بكوب من الذهب الخالص ورفعه ووضعه أمامي وأشار لي بعينيه نحوه.. نظرت إلى الكوب وأمسكته ورفعته.. نظرت إلى المحلول بداخله واستنشقت رائحتهُ.. هممم.. رائحتهُ مثل البيرة.. هل كانوا يصنعون الجعة في زمنهم؟!...

 

سمعت الفرعون يُكلمني برقة قائلا وكأنه سمع أفكاري

" هنا نصنع العديد من أنواع الهاكت.. يوجد خمسة أنواع منها وأربعة أنواع من النبيذ.. سوف تعجبكِ تذوقي القليل منها "

 

شربت القليل منها واستطعمت بطعم لذيذ جداً للبيرة.. كانت ألذ بيرة تذوقتها في حياتي.. لذيذة جداً لدرجة أنني شربت الكوب بكاملهِ وبسرعة.. الآن فهمت هاكت تعني البيرة أو الجعة..

 

ابتسمت بخجل عندما رأيت نظرات الفرعون السعيدة والتي كان يتأملني بها.. ابتسمت له بخجل وقلتُ له

" إنه فعلا لذيذ "

 

ابتسم بوسع وبدأ يطعمني بنفسه من طبق الطيور المشوي.. أحببت جداً الطعم.. كان يوجد نكهة رائعة بالطعام.. لدهشتي الليلة ولأول مرة أستمتع بالعشاء برفقة هذا الوسيم الفرعون.. حتى أنني بدأت ابتسم له بوسع كلما تغزل بي..

 

رفقتهُ مسلية جداً أعترف بذلك.. حتى ضحكتهُ جميلة.. نظرت إليه بشرود بينما كان يُكلمني بفخر عن بلدهِ وشعبه.. تأملت بهدوء تقاسيم وجهه.. وسيم.. لا بل كلمة وسيم قليلة عليه.. فهو وسيم جداً..

 

لو كان في عصري كانت النساء سوف تتقاتل عليه بجنون.. وأظن بأنه كان سيكون ممثلا مشهوراً عالمياً بسبب وسامتهِ المُدمرة للقلوب..

 

فجأة لا أعلم ما حدث لي إذ عندما توقف عن الحديث سألته بلهفة كبيرة

" هل يمكنك أن تُخبرني عن سر التحنيط؟ "

 

تأملني بنظرات مُندهشة في البداية ثم بتعجُب وسألني

" لماذا ترغبين بمعرفة سر التحنيط؟ "

 

ابتسمت له بوسع وقلتُ له بصدق

" في زمني.. أعني في العصر الذي أتيت منه ما زال العلماء لم يكتشفوا سر التحنيط لدى الفراعنة.. أخبرني عنه لو سمحت فلدي فضول كبير لمعرفة ماذا كنتم تستخدمون للتحنيط "

 

تأملني بنظرات غريبة متعجبة ثم قال بهدوء وببساطة

 

" السر بسيط.. الآلهة العظيم أنوبيس يكون متواجداً عندما يتم تجهيز الجثة له.. وهو بعظمتهِ يتكفل بإجراء باقي الطقوس.. طبعا بعد أن يتم إخلاء المدفن من الكهنة.. فكهنة المعابد هم من يهتمون بتجهيز كل شيء للآلهة أنوبيس يستخدمون ملح النطرون الجاف وعطور وأعشاب سرية.. وفي اليوم الثاني يتم وضع الكفن وإغلاق المدفن وحراسته "

 

سقط فكي إلى الأسفل ثم هتفت له باعتراض

" هل أنتَ جاد؟!.. لا... أريدُك أن تخبرني بالخلطة العجيبة التي يصنعها الكهنة للتحنيط "

 

قهقه بخفة وصدمني بالكامل بإجابته البسيطة

" الكهنة لا يصنعونها بل الإله أنوبيس "

 

زممت شفتاي بقهر وعرفت بأنه يخدعني ولا يرغب بإعلامي بالحقيقة.. للأسف سر التحنيط لن أكتشفه ولن أكون أول من تتباهى باكتشاف سره لدى عودتي إلى المستقبل.. هذا الفرعون ذكي جداً وخبيث..

 

فكرت بقهر بذلك وسمعتهُ يضحك بمرح عندما شاهد ردة فعلي الطفولية.. داعب خدي بأصابعه وقال بنبرة حنونة

" الحزن لا يليق بكِ محبوبتي.. ابتسمي من أجلي.. هيا محبوبتي ابتسمي "

 

تجمدت نظراتي على عينيه الساحرة ومثل المسحورة ابتسمت له لكن بخجل.. ابتسم بوسع واقترب بسرعة مني وطبع قبلة رقيقة على شفتاي..

 

عندما أبعد وجهه قليلا نظرنا إلى بعضنا البعض لوقتٍ طويل.. أنا كنتُ أنظر بضياع كُلي إلى عينيه بينما هو كان يتأملني بنظرات ساحرة و جميلة و.. هو لديه سحر عجيب في عينيه.. سحر لا مثيل له..

 

وكالمسحورة عندما رأيت وجهه يقترب ببطء من وجهي أغمضت عيناي وسمحت له بتقبيلي.. شعرت بطيار كهربائي في جسدي.. واقشعر بدني ونبض قلبي بجنون عندما شعرت بشفتيه تلمس برقة شفتاي..

 

تركته يُقبلني برقة قبلة أفقدتني نفسي.. قبلة هزت كياني.. قبلة أحرقت شراييني.. قبلة دمرت قلبي..

 

وكالمسحورة استسلمت لقبلته الجميلة.. في الحقيقة لم أكن أعرف كيف أُبادلهُ قبلته لكن شعرت بـ شفتاي تتحرك بخجل على شفتيه..

 

سمعتهُ يتأوه بمتعة عندما حركت شفتاي على خاصته.. أحسست بجسدهِ وصدرهِ الضخم يلتصق بي.. ثم شعرت بجسدي ينخفض ببطء إلى الخلف ليستقر ظهري على الوسادة الضخمة الموضوعة على الأرض..

 

كنتُ ضائعة بين يديه ولا أعلم ما يحدث.. جعلني أغرق في عالم ساحر غريب عني كلياً بسبب قبلتهُ الجميلة..

 

أحسست بيديه تلمس ذراعاي وكتفي العاري.. ثم شعرت به يمسك بحمالات الفستان وأخفضها برقة إلى الأسفل دون أن يتوقف عن تقبيلي بطريقة ساحرة رائعة..

 

لكن فجأة فتحت عيناي بذعر ونظرت بفزع إلى عينيه المُغمضة عندما شعرت بيده تستقر على صدري العاري..

 

شهقت بذعر ورفعت كلتا يداي ودفعتهُ بعنف بعيداً عني ثم ابتعدت عنه زاحفة إلى الخلف وسترت بذراعي صدري والذي أصبح مكشوفا أمام عينيه وبكيت بخوف بينما كنتُ أنظر إليه..

 

نظر إليّ بنظرات حنونة قلقة وهمس بدهشة وبحزن

" محبوبتي.. لا تخافي مني رجاءً.. لن أؤذيكِ أبداً "

 

انتحبت بقوة بينما كنتُ أضم ذراعاي على صدري العاري أسترهُ وقلتُ له ببكاء وبخوفٍ كبير

 

" لا تقترب مني.. لقد استغليتني بسحرك.. أنا لم يلمسني أحدا مُسبقاً.. لا أحد.. لقد استغليت ضعفي الآن و.. و.. أريدُ أبي.. أريدُ والدي.. لا تقترب مني.. ابتعد.. ابتعد.. "

 

تأملني بنظرات حزينة رقيقة وهمس بحنان

" محبوبتي.. لا تخافي مني "

 

وبدأ يقترب مني ببطء لكن أجهشت بالبكاء بهستيرية وهتفت له بانهيار

" لا تقترب.. لا تقترب مني.. لا تلمسني.. "

 

وقف ونظر إليّ بحزن ثم تنهد بقوة وقال بنبرة حزينة

" الجميع يحق لهُ أن يخاف مني إلا أنتِ محبوبتي.. لا تخافي مني أبداً مهما حدث.. أنا من المستحيل أن أؤذيكِ.. فكيف يمكنني أذية نفسي؟.. فأنتِ أنا.. روح واحدة.. إن أذيتكِ سوف أؤذي نفسي أيضاً "

 

نظرت إليه بدهشة من بين دموعي ولكن لم أستطع التوقف عن البكاء بخوف وبهستيرية رغم سماعي لكلماتهِ الحنونة والجميلة.. هو يستغلني ويستغل طيبة قلبي.. لا يجب أن أصدقهُ لهذا المُنحرف.. لقد وضع يده على صدري العاري ولمسه.. منحرف مُختل..

 

سمعتهُ يتنهد بحزن ثم قال بنبرة هادئة رقيقة

" حسناً.. توقفي عن البكاء محبوبتي.. سأخرج الآن وأجعل نختار تدخل لتبقى معكِ وتعتني بكِ "

 

نظرت إليه بفزع وفوراً هتفت له بحدة

" لاااااااااااا.. لا أريدُها "

 

تأملني بنظرات متعجبة ثم بتفكير.. بلعت ريقي بقوة وقلتُ له من بين شهقاتي

" أعني.. هو.. فقط سأطلب من نختار بأن تجعل الخدم يُخرجون الأطباق ثم تذهب.. أريدُ أن أبقى بمفردي "

 

لم أكن أريدها هنا لأنني سأهرب.. نختار سوف تُعرقل خطتي بكاملها إن ظلت هنا بأمر من الفرعون..

 

تأملتهُ بنظرات خائفة.. حسنا الآن ادعيت الخوف والانهيار لأجعل نظراتهِ ترق.. وفعلا نجحت إذ اختفت نظرات الشكّ والريبة من عينيه واحتلت مكانها نظراتهِ الحنونة.. ابتسم لي بحنان وقال

 

" حسناً محبوبتي كما تريدين.. ارتاحي ونامي جيداً.. أراكِ غدا "

 

أومأت له موافقة وتنهدت الصعداء عندما رأيته يستدير وخرج من غرفتي بعد أن فتح له الحُراس الباب من الخارج.. رفعت الحمالات بسرعة على كتفي وشعرت بجسدي يقشعر عندما تذكرت ملمس كف يدهِ على صدري العاري..

 

المُنحرف لمس صدري واستغل ضياعي بقبلته.. أكرهه.. رأيت نختار تدخل إلى غرفتي وبرفقتها حشد من الخدم وبدأوا بإزالة الأطباق عن المائدة.. بعد خروجهم سألتني نختار إن كنتُ أرغب ببقائها برفقتي لكنني أجبتُها بالرفض..

 

تنهدت بسعادة عندما خرجت ثم انتظرت لبعض الوقت وخرجت إلى الشرفة واسترقت النظر إلى الأسفل.. الحُراس في أماكنهم المُعتادة وجمودهم المعتاد.. وهذا جيد..

 

راقبت المكان لدقائق ثم دخلت بسرعة إلى الغرفة ونظرت إلى فستاني.. أمسكت بطرفهِ من الأسفل وقمتُ بشقهِ لفوق ركبتي.. ثم ربطته على فخذي مثل الشورت ثم أمسكت بمعطف.. حسناً هو ليس فعلياً معطف بل ثوب يتم وضعه فوق الثوب الأساسي وهو محبوكا على الجسد من الكتان..

 

ثبتهُ على عنقي بالعقد الذهبي بعد أن قمت بتغطية شعري ونصف وجهي به.. ثم اقتربت من الشرفة وخرت إليها.. تسلقت بمهارة الحاجز الضخم..  قمتُ بالتركيز على التنفس أكثر من التركيز على عضلاتي لمحاولة جعل جسمي أكثر مرونة.. هذه مهارة تعلمتُها من دروس الباليه والتي أخيراً نفعتني بشيء..

 

نزلت بهدوء تام وأنا أُخفض رأسي وأنظر بتركيز إلى حواف الحواجز والحجارة.. كنتُ بسهولة أستطيع رفع ساقي عاليا وتثبيتها على الحجر النافر ثم رفع جسدي بكامله لأتصلق الحجر الضخم الخلفي..

 

بدأت أنزل بدقة تامة وبهدوء ثم قفزت في النهاية لأقف على الأرض خلف العامود الضخم.. نفضت يداي بهدوء وأعدت ربط فستاني بين فخذي بإحكام ثم وقفت خلف العامود واسترقت النظر نحو باحة القصر..

 

أستطيع بسهول أن أمشي خلف العاملات والخدم والعبيد المساكين.. لكن كان من المستحيل عليّ أن أتخطى البوابة العملاقة أمامي والتي يحرسها أكثر من خمسين حارس.. والأصعب كان أن أتخطى الحُراس والذين يقمون بتفتيش كل من يحاول الخروج من القصر.. حتى بأنهم كانوا يطلبون من النساء بالكشف عن وجوههم ثم يسمحون لهم بالخروج من البوابة..

 

" تباً.. ما هذا الحظ السيء؟!!.. كيف واللعنة سأخرج من هنا؟!.. إلهي ساعدني أرجوك "

 

همست بخوف وبدأت أراقب المكان أحاول أن أجد طريقة سهلة لأخرج من القصر دون أن يتم إجباري على الكشف عن وجهي وتفتيشي.. لكن وللأسف لم أجد طريقة..

 

كنتُ على وشك البكاء بتعاسة عندما لفتَ نظري مدخل جانبي من الشمال.. المدخل كان ذات هيئة شبه مُنحرفة..


رواية سحر الفرعون - فصل 8 - محبوبتي

 

بالطبع أعرف السبب.. فقد استخدم الفراعنة المداخل ذات الهيئة شبه المنحرفة والتي تتشابه مع شكل المثلث من حيث الرمزية فهي ترمز للسّمو والتطور الروحي.. سبق ودرست عن ذلك منذ شهرين..

 

كنتُ أرى الخادمات يدخلون ويخرجون منه باستمرار.. بلعت ريقي بقوة وأمسكت بطرف القماش على رأسي وسترت وجهي به ثم  حاوط جسدي به ووقفت وركضت بسرعة ومشيت خلف الخادمات بخطوات بطيئة دون أن يلاحظني الحُراس..

 

أحنيت رأسي قليلا ونظرت أمامي وتبعتهم بهدوء ودخلت خلفهم من ذلك الباب.. شهقت بدهشة عندما دخلنا في ممر كبير تضيئهُ الشُعلات.. ثم كتمت شهقتي المُندهشة عندما رأيت نفسي أدخل إلى مخزن كبير جداً بحجم قصر والدي.. تم وضع ألاف المُوَن بداخله بل أطنان منها..

 

كان يوجد أمامي أطنان من القمح والشعير و العدس و السمسم.. تم تخزينها بطريقة مُتقنة ومدروسة.. رأيت العاملات يحملون سلال القش وبدأوا بتعبئة الحبوب.. اختبأت فوراً خلف تلة من القمح وفجأة سمعت ضجة وصوت غاضب يهتف

 

" ابحثوا في المكان جيداً.. وفتشوا الخادمات.. زوجة الفرعون الرئيسية قد هربت.. لا تسمحوا لأحد من الخروج من هنا دون تفتيشه.. تحركوا "

 

ارتعشت برعب وحركت رأسي قليلا ورأيت عدد كبير من الحراس يدخلون إلى المخزن وأوقفوا الخادمات وقاموا بتفتيشهم بالدور.. ثم برعب رأيتهم يبحثون خلف التلال الشعير والعدس والسمسم ورأيت بذعر حراس يقتربون من القمح..

 

ارتعشت أوصالي من الخوف وفكرت بذعر.. كيف اكتشف اختفائي ذلك المُنحرف وبسرعة؟!.. تباً له..

 

ومع اقتراب خطوات الحُراس فكرت بذعر ماذا يجب أن أفعل.. نظرت برعب حولي ورأيت أحجار متراصفة بدقة متناهية بهندسة جميلة لتنتهي على رأس العامود الضخم.. إن تسلقت الأحجار واختبأت خلف العامود لن ينتبه لي أحد بسبب تلة القمح العملاقة..

 

وبسرعة تحركت وتسلقت الأحجار بمرونة وبخفة واختبأت خلف قمة العامود وانتظرت برعب أن يذهب الحراس.. شاهدتهم من علو شاهق يبحثون عني في كل مكان وعندما تأكدوا من عدم وجودي خرج الجميع من المخزن..

 

تنهدت براحة وانتظرت لنحو النصف ساعة تقريبا ثم بدأت أنزل بهدوء إلى الأسفل.. خرجت من المخزن ودخلت الممر بخطوات بطيئة تحسباً إن كان يوجد أحد فلا ينتبه إليّ..

 

لحسن حظي لم يكن يوجد أحد.. وعندما وصلت إلى المدخل العملاق رأيت بسعادة عربة خشبية تم وضع سلال كثيرة بها ممتلئة بالحبوب.. استرقت النظر في الباحة ورأيت جميع الحراس يركضون بتوتر في كل مكان ويبحثون عني بجنون..

 

استغليت الفرصة وصعدت في تلك العربة واختبأت بين السلال.. كنتُ أتنفس بتوترٍ شديد خاصةً عندما سمعت صوت الفرعون الغاض يهتف بجنون على جميع حُراسه

 

" أيها الأغبياء.. كيف خرجت ملكتي من القصر دون أن تنتبهوا لها؟!.. سيتم قطع رأس رئيس حُراس قصري في صباح الغد ليكون عبرة للجميع.. اذهبوا فوراً وابحثوا في كامل المدينة ومنزلا منزلا عنها.. أريدُ ملكتي قبل شروق الشمس في الصباح وإن لم تجدوها قبل الوقت المُحدد سوف تموتون جميعاً "

 

أنا عن نفسي ارتعش جسدي بعنف من جراء الخوف.. شعرت بالفزع الشديد منه.. إنه مُخيف.. مُخيف جداً عندما يغضب.. والآن صممت أكثر على الهروب منه..

 

سمعت برعب خطوات كثيرة.. كأن جيشاً بأكمله يسير.. وعندما توقفت خطواتهم سمعت صوت رجل يهتف بحدة

" ليتأهب الجميع.. سيتم تفتيش كل منزل موجود في القرية.. وكل القصور.. وكل زاوية وركن بها.. عليكم أن تجدوا الملكة وفي أسرع وقت "

 

ثم ساد السكون المكان وسمعت ذلك الرجل يهتف بحدة من جديد

" اتبعوا عربة الفرعون الملك ثم تفرقوا حسب أوامره "

 

وفجأة سمعت صوت أحصنة وبعدها صوت خطوات كثيرة.. هل جعل جيش مملكتهِ بكامله يذهب للبحث عني؟!!.. تباً له.. كيف سأهرب من هنا؟..

 

كتمت أنفاسي برعب عندما سمعت صوت رجل قريب من العربة يقول

" هل هذه الحبوب التي طلبها رئيس خدم قصر الوزير سيتاحب؟ "

 

سمعت رجل يُجيبه باحترام

" نعم سيد سخنو.. إنها هي "

 

" هل تم تفتيش العربة جيداً؟ "

سمعت الرجل الأول يسأل وهنا أجابه ذلك الشاب

 

" نعم مُحترم سخنو.. لقد فتشها حُراس الفرعون بأنفسهم "

 

سمعت الرجل الكبير يأمره قائلا

" هذا جيد.. يمكنك الآن أن تجرها بنفسك إلى قصر الوزير ثم عليك العودة بسرعة إلى هنا.. أجواء القصر متوترة.. لا أحد يعلم كيف ستكون ردة فعل الفرعون إن لم يجد ملكتهُ قبل شروق الشمس "

 

أجابه الشاب موافقا ثم شعرت بالعربة تتحرك.. تنفست صعداء ثم سمعت بخوف ذلك الشاب يهمس بقهر

" لماذا العربة ثقيلة جداً؟!.. تباً لهم دائما ما يزودون الطلبية لعم الملك الفرعون.. ظهري سينقطع بسببها "

 

الغبي.. تباً له فأنا لا أزن أكثر من خمسين كيلوغراماً.. حسناً ربما ثلاثة وخمسين.. ولكنني لستُ ثقيلة.. أحمق..

 

فكرت بغيظ ثم انتظرت قليلا.. فجأة أوقف العربة وسمعتهُ بصدمة يقول

" أحتاج للتبول.. هنا لن يتم سرقة العربة والحبوب "

 

سمعت خطواتهِ تبتعد وهنا رفعت رأسي واسترقت النظر بين السِلال.. رأيتهُ لذلك الغبي يقف خلف شجرة البلح و.. تبا له المُنحرف فقد أخفض تنورته ورأيت بذعر عضوه الذكري المقرف وبدأ يتبول..

 

" ياااااخ.. مُقرف... "

 

همست باشمئزاز ثم قررت أن أتسلل وأهرب من العربة بسرعة.. زحفت بهدوء وترجلت من العربة وركضت عكسياً واختبأت خلف حائط من الطين لمنزل صغير يبدو مهجورا وسقفه من القصب..

 

نظرت أمامي بذهول ورأيت القرية بكاملها من مكاني.. منازل كثيرة مؤلفة من طبقين.. كما كان بها نوافذ صغيرة للغرف العلوية.. وتحتوي جميع النوافذ والأبواب على أغطية من القصب لإبعاد الذباب والغبار والحرارة..

 

ولكن ما أرعبني رؤيتي لعدد ضخم من الجنود يقتحمون المنازل ويتم إخراج من في داخلها ثم يتم تفتيشها.. شاهدت من بعيد وبخوف عربة ذهبية تلمع بكاملها على ضوء القمر.. عربة أمامها أربعة أحصنة بيضاء اللون.. ولكن الذي لفتَ نظري رؤيتي للفرعون...

 

بالطبع استطعت التعرف عليه من على بُعد كل تلك المسافة.. أولا بسبب التاج على رأسه.. وثانياً بسبب ملابسه التي كان يرتديها الليلة..

 

ارتعش جسدي من الخوف فقط بسبب رؤيتي لعدد جنوده وكيف ينفذون أوامر الفرعون.. سمعت ذلك الشاب الغبي يقول بدهشة

 

" العربة أصبحت أخف ثقلا بكثير.. غريب!!.. "

 

وابتعد وهو يجر العربة بكلتا يديه.. هو فعلا غبي.. فكرت بسخط ثم استدرت ونظرت من النافذة بين القصب إلى داخل المنزل..

 

كان فعلا مهجور لا يوجد بداخله أي أثاث.. مشيت حول المنزل واقتربت من الباب الرئيسي.. أبعدت القصبات ودخلت إلى المنزل.. كان مُظلما وبالكاد استطعت الرؤية من ضوء القمر والذي كان ضوئه يدخل من النوافذ من بين القصب..

 

جلست في الزاوية على الأرض ورفعت رأسي ونظرت إلى سقف الطين.. السقف والحيطان لم تكن مصنوعة من الطين بل من الطوب الطيني.. المصريون القدماء صنعوا الطوب بخلط الطين مع القش.. وتم  تركه في الشمس ليخبز ويجف.. وعندما قاموا بتكديس الطوب أصبح بإمكانهم بناء جدران ومنازل أقوى.. كما تعلموا بناء المنازل بحيث تسمح للرياح الخارجية بالحفاظ على برودة المنازل..

 

بكيت بخوف بينما كنتُ أسمع أصوات البعيدة للحُراس الغاضبون و للسكان المُرتعبون.. ساعات كثيرة مضت شعرت بألمٍ شديد في مؤخرتي وظهري.. استلقيت على الأرض ولم أتوقف عن البكاء بخوف حتى غلبني النوم..

 

استيقظت بسبب شعوري بألمٍ فظيع في ظهري و رأسي وعنقي.. تأوهت بألم وفتحت عيناي.. كنتُ ما زلتُ نائمة على أرضية المنزل المهجور.. لكن لفتَ نظري رؤيتي لأشعة الشمس المشرقة في الخارج..

 

انتفضت جالسة وتأوهت بألم بسبب يباس ظهري وعنقي.. وقفت بصعوبة ونظرت من النافذة إلى الخارج بعد أن أبعدت القصبات قليلا..

 

رأيت المزارعون يعملون في الحقول بجانب النهر.. أما القرية كانت هادئة.. شعرت فعلياً بالظمأ الشديد وبالجوع فقررت أن أخرج إلى القرية وأحاول أن أجد من قد يستطيع مساعدتي..

 

خبأت شعري ووجهي وجسدي بالمعطف أو بذلك الثوب فوق فستاني الممزق وخرجت من المنزل.. مشيت ببطء باتجاه القرية.. التقيت بعدد قليل من السكان لكن لم يُعيروني أي اهتمام وذلك أفضل.. وصلت إلى القرية ونظرت باستحسان إلى جمال بيوتها وسحرها..

 

رغم بساطتها لكنها كانت ساحرة و رومانسية..


رواية سحر الفرعون - فصل 8 - محبوبتي


 

رأيت أمامي السوق من ناحية اليسار وابتسمت بسعادة وذهبت باتجاهه.. شعرت كأنني سائحة.. كنتُ أنظر بسعادة كبيرة إلى المنازل وإلى السوق البسيط أمامي..

 

تقدمت ببطء ورأيت أبراج الحمام بجوار المنازل.. وكانت الحقول تروى بواسطة الشادوف وهو رافعة تشبه الميزان.. وقد علق في أحد طرفيه دلو وفي الطرف الآخر حجر صغير مقابل الدلو.. ابتسمت بوسع عندما رأيت صبي صغير يحمله على كتفيه..

 

فجأة شهقت عندما ارتطم جسدي بقوة بجسد ضخم ووقعت على الأرض..

 

" أنتِ أيتها الحمقاء.. ألا ترين أمامكِ.. أين هو زوجكِ تكلمي؟.. ســـ... "

 

توقف عن التكلم عندما رفعت رأسي بخوف ونظرت إليه.. كان قد سقط القماش عن رأسي وظهر له وجهي و شعري..

 

رأيت عينيه تتوسع بذعر وشحب وجهه بشدة لذلك الفلاح الفقير.. ثم بصدمة رأيته بجثو على ركبتيه أمامي ووضع رأسه على الأرض ويديه إلى الأمام وبدأ يبكي برعب وهو يهتف برجاء

 

" سامحيني جلالة الملكة.. سامحيني.. أرفقي بي سموك.. فأنا مُجرد فلاح بسيط لديه عائلة وعشرة أطفال يُعيلهم.. سامحيني سمو الملكة أرجوكِ "

 

نظرت برعب إليه إذ لم أفهم كيف تعرف عليّ.. ولكن بسبب صرخاته وتوسلاته أتى حشد كبير ووقفوا حولنا ثم بذعر رأيت الجميع يجثون أمامي ويرتعشون بخوف..

 

نظرت إليهم بذعر وهتفت لهم بخوف

" أرجوكم قفوا.. أنا لستُ الملكة.. قفوا لو سمحتم "

 

رفعت امرأة رأسها وتأملتني بخوف وقالت بصوتٍ مهزوز

" لكن جلالة الملكة أنتِ تضعين التاج الملكي للأسرة الحاكمة.. هذا التاج تضعه زوجة الفرعون الرئيسية فقط "

 

شهقت بذعر إذ تذكرت ذلك التاج اللعين والذي وضعته لي نختار على رأسي في الأمس.. تباً.. لقد تعرفوا عليّ بسببه.. كيف لم أنتبه له؟!!.. غبية كاريتا.. غبية..

 

فكرت بقهر بذلك وسمعت صوت صهيل أحصنة قريب وفوراَ نظرت نحو اليمين ورأيت برعب حُراس يركضون وعربة يجرها حصانين يقودها رجل غريب يرتدي ملابس يبدو عليه بأنه رجل مُهم في المملكة.. وقفت برعب وحاولت الهروب لكن الأغبياء وقفوا أمامي ومنعوني من التقدم إذ أغلقوا علي جميع الاتجاهات..

 

توقفت العربة أمامنا وسمعت رجل يهتف بقوة

" ما الذي يحدث هنا؟.. تفرقوا بسرعة وعودوا إلى أعمالكم و.. "

 

توقف عن التكلم عندما دخل بين الحشد واستقرت نظراتهِ عليّ.. نظرت إليه برعب خاصةً عندما استقرت نظراتهِ بحدة على التاج على رأسي.. رأيتهُ يبتسم بخبث ثم تأملني بنظرات لم تُريحني.. نظرات خبيثة ومُخيفة..

 

رأيت الفلاحون يحنوا رؤوسهم له باحترام وسمعتهُ بذعر يهمس بنبرة خبيثة قائلا

" الآن حتى فهمت لماذا ابن عمي الفرعون فقد عقله في الأمس واليوم ينوي على احراق الأرض لإيجادكِ.. في الحقيقة يحقُ له فعل ذلك.. أنتِ جميلة جداً.. بل رائعة الحُسن والجمال "

 

شعرت بالخوف منه ورأيته يقترب مني وحاول امساك يدي.. انتفضت مبتعدة عنه ولكن كدتُ أن أقع وهنا نظرت برعبٍ مُميت عندما سمعت صوت الفرعون


رواية سحر الفرعون - فصل 8 - محبوبتي


 

" إياك أن تلمسهاااااااااااااااااا.. ابتعد عنها في الحال خيتوس "

 

ارتعش جسدي بجنون وهنا سمعت صوت الأحصنة ودعسات الجنود ورأيت الجميع يجثون أمام الفرعون الملك... لقد انتهيت.. لقد وجدني.. فكرت بتعاسة بذلك عندما رأيته يوقف العربة بقوة أمامنا وقفز عنها وتقدم مُسرعاً باتجاهنا....

 

 

الفرعون زيروس**

 

كنتُ أجلس على الكرسي في جناحي في غرفة الاستراحة أنظر بحزن أمامي.. كاريتا ملكتي الجميلة ومحبوبتي تكرهني وتخافُ مني..

 

تنهدت بقوة وفكرت بأسى.. لقد عشقتُها ما أن رأيتُها لأول مرة في منزل المُفضلة نختار.. أحببتُها من النظرة الأولى حتى دون أن أنتبه لوجود قلادة الملكة الخنفساء على عنقها..

 

وبعد أن استيقظت ونظرت إليّ غرقت في عشقها بسبب سحر عينيها وجمالها الأخاذ.. كنتُ أعلم بأنني سأتعرف على ملكتي من النظرة الأولى وحدسي لم يُخيب ظني أبداً.. لكن للأسف هي تكرهني.. تكرهني..

 

لقد رمت قلادة الملكة الخنفساء بوجهي منذ يومين وبكت بعنف وطلبت مني بإعادتها إلى عالمها.. حتى لو كنتُ أعرف طريقة لفعل ذلك من المستحيل أن أفعل وأتخلى عنها.. هي حبيبتي.. هي محبوبتي..

 

في الأمس أتى القائد بيدوس وأخبرني عن تلك الفتاة التي وجدها الكهنة نائمة على مائدة القرابين داخل المعبد.. انتابتني الشكوك حولها بسرعة خاصةً بعد ما أخبرني به كاهني الأول سيتو.. ولم أستغرب أبداً عندما قال لي بيدوس بأن هذه الفتاة أتت من المستقبل مثل محبوبتي كاريتا..

 

لذلك طلبت من بيدوس بأن يُخفيها ولا يسمح لأحد من التقرب منها.. كما لا أريدها أن تقترب من ملكتي حاليا.. أريد من محبوبتي أن تنسى عالمها وتقع في حُبي أولا.. عندما تقع في حُبي سأجعلها تنسى كل شيء عن عالمها وترغب بالبقاء معي هنا إلى الأبد..

 

ربما هذه أنانية مني لكن أنا أحبُها.. لقد أحببتُها.. وأريدها أن تبقى العمر كله برفقتي..

 

تنهدت بحزن وفكرت بما حدث بيننا منذ قليل.. كانت مُستسلمة لي بكامل رضاها.. لقد سمحت لي بتقبيلها حتى أنها بادلتني قبلتي..

 

جعلتني أشعر بمشاعر لم أختبرها سابقا مع أي امرأة.. وعندما أردت أن أُظهر لها عشقي وأجعلها مُلكاً لي دفعتني بعيداً عنها وبكت بجنون..

 

تألمت جداً لأنها شعرت بالخوف مني.. تألمت بشدّة لأنها ارتعبت مني ورفضت حُبي لها.. محبوبتي الجميلة كانت تُعذبني.. أنا أتعذب بشدة من أجلها..

 

انتشلني من أفكاري الحزينة صوت الحارس من الخارج يهتف قائلا

" سمو الملك العظيم.. المُفضلة نختار هنا وترغب برؤية جلالتك لأمرٍ ضروري وخطير "

 

لدى سماعي بما تفوه به نبض قلبي بسرعة إذ شعرت بالخوف على محبوبتي.. لماذا نختار تريد رؤيتي في هذا الوقت؟!.. بالطبع أصاب محبوبتي مكروه.. وقفت وهتفت بقوة

 

" دعها تدخل بسرعة "

 

وفوراً رأيت باب جناحي الضخم ينفتح ودخلت نختار وهي مُنحنية الرأس.. وقفت أمامي وقالت باحترام لكن بنبرة خائفة

 

" سمو الملك.. سامحني لأنني تجرأت وأتيت إلى جناحك وطلبت رؤية عظمتك.. لكن منذ قليل دخلت إلى جناح الملكة لأطمئن عليها و.. و... "

 

اقتربت بسرعة ووقفت أمامها وسألتُها بقلق

" تكلمي.. ما بها الملكة؟!!.. تكلمي بسرعة "

 

ارتعش جسدها بقوة وقالت ببكاء

" الملكة كاريتا ليست في جناحها.. لقد هربت سمو الملك.. الملكة هربت.. بحثت عنها في كامل الجناح لكن لا أثر لها في أي مكان.. لقد هربت "

 

توسعت عيناي بذهول وارتعشت يداي بقوة ثم رفعت رأسي عاليا وهتفت بغضبٍ جنوني

" كاريتااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

سقطت نختار على الأرض جاثية وبدأت تبكي بمرارة وتطلب مني السماح.. ركضت نحو الباب وهتفت بحدة

" افتحوا الباب "

 

وفوراً فتح الحراس الباب وخرجت مُسرعا وأنا أهتف بجنون وبأمر على الجميع

" زوجتي الرئيسية هربت.. اذهبوا في الحال واغلقوا جميع الأبواب وفتشوا القصر عنهااااااااااااا.. أريد القائد بيدوس أمامي وفي أسرع وقت.. تحركوااااااااااا... "

 

ارتعب الجميع مني وارتعشت أجسادهم من الخوف وركضوا بسرعة لتنفيذ أوامري.. ذهبت راكضا إلى جناح محبوبتي لكن طبعا كان خالياً ولا أثر لها.. وقفت أمام حُراس الجناح ونظرت إليهم بشرٍ عميق وهتفت بجنون بوجوههم

 

" أيها الأغبياء.. أنتم أفضل حُراس لدي.. كيف سمحتم لها بالهروب؟!.. تكلموااااااااااااا... "

 

رأيت بيدوس يركض في الممر ووقف بجانبي وتأملني بتوتر.. نظرت إليه بحدة ثم إلى حُراسي وسمعت واحد منهم يُجيبني بخوف

 

" جلالة الملك.. نحن لم نتحرك من أماكننا.. الملكة لم تخرج أبداً من الجناح "

 

وهنا سمعت بيدوس يهمس قائلا لي

" أظنها هربت من الشرفة "

 

التفت ونظرت إليه بصدمة كبيرة.. كيف استطاعت فعل ذلك؟!.. مستحيل!!.. فالشرفة مُرتفعة و.. شعرت بالخوف الشديد عليها.. كنتُ خائف من أن تكون قد تأذت..

 

هتفت بغضبٍ مهول على الحراس

" سأقطع رؤوسكم جميعاً إن أصاب زوجتي أي مكروه "

 

ثم نظرت إلى بيدوس وكلمتهُ بحدة قائلا

" اجمع جيشي بكامله في ظرف نصف ساعة.. أريدهم جميعاً أن يبحثوا عنها في كامل المنطقة.. حسابي سيكون عظيماً مع الجميع إن أصابها أي مكروه "

 

مشيت مُسرعا إلى الأسفل وتبعوني حُراسي.. كان الجميع يبحث عنها بجنون.. وعندما تأكدت بأنها ليست في قصري ذهبت برفقة القائد بيدوس وجيشي للبحث عنها..

 

كنتُ خائف عليها.. خائف من يتم خطفها وأذيتها من أحد.. فأنا أعلم جيداً بأنه لدي بعد الكارهين في المملكة وخاصةً من أفراد عائلتي.. أردت أن أجدها قبل أن يفعلوا..

 

أشرقت الشمس ومضت عدة ساعات ولكن لا أثر لها في أي مكان.. لم أتوقف عن البحث عنها لثانية واحدة في ملكتي..

 

غضب كبير.. غضب عظيم تملكني.. غضب لا مثل له.. غضب لم أشعر بهِ سابقاً.. وأقسمت لنفسي بأنني سأعاقبها أشد عقاب عندما أجدُها لأنها هربت مني وجعلتني أغرق في بحر من الخوف عليها..

 

وبينما كنتُ أقود عربتي في سوق قرية الفلاحين رأيت بصدمة حشد من الناس وعربة خيتوس وحُراسه.. ولكن شهقت بقوة وبسعادة عندما رأيت محبوبتي الجميلة أمامي..

 

" كاريتا... "

 

همست بسعادة لأنني رأيتُها أخيراً وبخير.. لكن فقدت صوابي عندما رأيت الحقير خيتوس يحاول لمسها.. رفعت رأسي عالياً وهتفت بجنون وبغضب عاصف

 

" إياك أن تلمسهاااااااااااااااااا.. ابتعد عنها في الحال خيتوس "

 

أوقفت العربة بقوة أمامهم وقفزت عنها وتقدمت مُسرعاً باتجاههم.. أمسكت بعنق خيتوس بقوة وجذبته إليّ وهمست بفحيح بوجهه

 

" إياك ثم إياك أن تحاول لمس ملكتي.. سأقتلك بنفسي إن فعلت "

 

ثم دفعتهُ بعيداً ليقع أمامي على الأرض.. تأملني بنظرات خائفة وقال بذعر

" سمو الملك.. أنا من المستحيل أن ألمسها.. فقد أردت إعادتها إليك لأنني وجدتُها لك "

 

نظرت إليه بسخط ثم استدرت ونظرت بغضب إلى محبوبتي.. أمسكت بمعصمها وجذبتُها بعنف ليلتصق جسدها الصغير والمرتعش بجسدي.. تأملتُها بنظرات قاتلة متوعدة وهمست لها بحدة

 

" الآن سأجعلكِ تشاهدين وجهي الآخر محبوبتي.. تحضري لعقابكِ "

 

رأيت دموعها تسيل على وجنتيها الرقيقتين لكن بسبب غضبي لم يحن قلبي عليها.. استدرت وجذبتُها خلفي بعنف وفورا حُراسي وقفوا جانباً مانعين أي أحد من الاقتراب مني ومن ملكتي..

 

جعلتُها تصعد على عربتي ثم صعدت وهتفت بحدة بوجهها

" تشبثي جيداُ حتى لا تقعي "

 

وجعلت أحصنتي تعدوا بكامل قوتها باتجاه القصر.. رأيت بيدوس ينتظرني أمام مدخل القصل وفور أن أوقفت عربتي ترجلت منها وأمسكت بذراع ملكتي وأمرت بيدوس بحدة

 

" جهز الساحة.. المحكمة ستبدأ "

 

أومأ موافقا وصعدت شبه راكضاً إلى الطابق الأول.. دخلت إلى صالوني الملكي وتابعت طريقي نحو الشرفة.. وقفت أمام حاجز الشرفة وأوقفت كاريتا أمامي.. كانت ترتعش بجنون وتبكي بعنف..

 

تأملتُها بنظرات حادة غاضبة وهمست لها بحرقة وبغضب

 

" هربتِ.. هربتِ مني وجعلتِ مني أضحوكة في مملكتي وأمام شعبي.. أنا الفرعون زيروس ملكتي تهرب مني وتضعني في موقف أنا في غنى عنه!!.. سوف أعاقبكِ وبشدّة محبوبتي.. سوف أعاقبكِ لأنكِ جعلتِ مني أضحوكة أمام الجميع ولأنكِ جعلتني أخاف وأقلق عليكِ للموت.. سترين الآن ما سأفعله "

 

تأملتني بنظرات مُرتعبة ثم شهقت بخوف عندما أمسكت كتفيها وجعلتُها تقف باتجاه ساحة قصري.. رأيت بيدوس برفقة حُراسي يقفون في وسط الساحة برفقة كهنتي..

 

رفعت رأسي بشموخ وهتفت بملء صوتي

" سيتم مُحاكمة كل حارس لم يُنجز مهمته على أكمل وجه في الأمس.. فغير مسموح بتاتاً بحدوث ما حدث ليلة الأمس.. أوقفوا الجميع في الساحة "

 

وفورا ركض بيدوس برفقة حُراسي وفتحوا باب ضخم من ناحية اليمين وتم اخراج المساجين.. وهم الحُراس والذين كانوا يحرسون القصر في الأمس ومن بينهم حُراسي الملكيين الخمسة والذين عينتهم لحراسة جناح محبوبتي..

 

كان قد تم تكبيل أيديهم خلف ظهورهم وقدميهم وتم إجبارهم على الوقوف في وسط الساحة أمامي.. سمعت كاريتا تشهق بخوف وهمست بفزع

 

" ماذا ستفعل بهم؟!.. لماذا هم هنا و مُكبّلون؟!!... "

 

لم أجيبها بل أمسكت بخصرها وهمست بأذنها قائلا بحدة

" الآن سوف تشاهدين نتيجة هروبكِ مني في الأمس "

 

ارتعشت بقوة وتأملتني بذعر.. نظرت إليها بغضب ثم رفعت رأسي ونظرت إلى بيدوس وكهنتي وهتفت بقوة

" سيتم إعدام الجميع الآن بسبب ارتكابهم لهذا الخطأ الشنيع.. مهمتهم حراستي وحراسة ملكتي جيداً لكنهم أخفقوا بمهمتهم وسينالون جزاء فعلتهم "

 

شهقت كاريتا برعب وهنا نظرت إلى بيدوس وأشرت له بـ عيناي وفورا رفع يده وهتف بملء صوته

" جهزوا الرماح أيها الجنود "

 

وفورا ركض عشرين حارس يحملون الأقواس.. وقفوا بصفٍ واحد في بداية الساحة ورفعوا الأقواس ووضعوا السهام وتجمدوا..

 

رفعت كاريتا رأسها ونظرت إليّ برعب وهمست بتوسل

" لا أرجوك لا تفعل.. لا ذنب لهم لأنني هربت.. أرجوك لا تقتلهم.. أرجوك عليك أن تعفو عنهم.. أرجوك لا تقتلهم.. لا تفعل.. أتوسل إليك.. لا تقتلهم بسببي "

 

نظرت إليها بطرف عيناي وهمست قائلا لها بغضب

" قراري هو نتيجة أفعالكِ.. أنتِ حددتِ مصيرهم بنفسكِ.. وهذا العقاب سينال الجميع إن حاولتِ الهروب مني مُجدداً "

 

شهقت بصدمة وسمعت بألم أنينها الخائف.. رفعت نظراتي باتجاه بيدوس وأشرت بهما له ليبدأ تنفيذ الحُكم.. وفوراً هتف بيدوس بملء صوته

 

" أطلقوا السهام بأمر من الملك الفرعون "

 

وفوراً أطلقوا الجنود السهام ورأيتها تدخل في قلوب السجناء وفوراً سقطت أجسادهم على الأرض...

 

" لااااااااااااااااااااااااا.. لاااااااااااااااااااااااااا.. أيها الوحش لقد قتلتهم.. قتلتهم بسببي.. "

 

هتفت كاريتا بذعر ثم استدارت وبدأت تضرب صدري بقبضتيها الصغيرتين.. أمسكت بكلتا يديها وثبتها خلف ظهرها ونظرت بغضب إلى عينيها..

 

كانت تبكي بهستيرية وهي ترتعش بجنون وهتفت بوجهي

" أيها الوحش والقاسي.. انهم بشر.. كيف استطعت قتلهم.. لا ذنب لهم.. أنا السبب.. أكرهك.. أكرهك بجنون "

 

جذبتُها بعنف ليرتطم جسدها الصغير بي وهمست بأذنها بفحيح

" اكرهيني محبوبتي.. اكرهيني بقدر ما ترغبين.. لم أعد أهتم.. وتحضري جيداً لعقابك.. غداً سيكون زفافنا.. لقد انتهى صبري معكِ هنا وعليكِ أن تتحملي نتيجة هروبكِ مني.. غداً سوف تكونين زوجتي بمباركة من الكهنة وآبائي الآلهة "

 

أبعدت رأسها وتأملتني بفزعٍ كبير.. نظرت إليها ببرود وتابعت قائلا لها بغضب

" ولا تحاولي الهروب من جديد لقد أمرت بوضع عشرين حارس أسفل شرفتكِ وخارج جناحكِ "

 

ثم قبلت شفتيها بقبلة عنيفة وعندما توقفت نظرت إلى عينيها بحدة وهمست قائلا

" كوني جاهزة لي ملكتي.. غداً زفافنا "

 

ابتعدت عنها ودخلت إلى الجناح وأمرت حُراسي الملكيين بمرافقة ملكتي إلى جناحها وحراستها جيداً.. وصعدت إلى جناحي وأنا أفكر بتصميم.. عقاب محبوبتي قد بدأ....


انتهى الفصل




انتقل إلى الفصل 9 ᐸ








فصول ذات الصلة
رواية سحر الفرعون

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©