أنا لعنته
أسينا**
كنتُ
أمشي بتوتر بينما كنتُ أشتم بجميع الشتائم التي أعرفها ذلك الحقير واللعين والقذر
القائد بيدوس.. لقد صفعني القذر وبكل وقاحة قام بتهديدي.. والقذر كان على وشك
النيل مني من جديد..
"
أكرهه.. اوه نعم.. أنا أكرهه وبجنون لذلك المغفل "
همست
بكرهٍ شديد ثم وقفت ونظرت بخوف أمامي.. خوف جعل كل خلية في جسدي ترتعش بسببه.. أنا
لستُ قوية.. أنا جبانة واللعنة.. جبانة لدرجة أنني كنتُ على وشك تبليل نفسي في
الأسفل بسبب ذلك القائد المُغتصب..
مسحت
دموعي بقهر وشهقت بقوة بينما كنتُ أنظر باتجاه الباب بخوف أنتظر وصوله لذلك اللعين
في أي لحظة.. كنتُ خائفة جداً منه.. من الطبيعي أن أفعل.. لكن حاولت عدم إظهار
خوفي منه.. حاولت أن أكون قوية لأحمي نفسي.. لكنني خسرت..
لقد
اغتصبني الحقير.. ماذا لو أصبحت حاملاً منه؟!!.. سأموت إن حصل ذلك..
فتحت
فمي على وسعه وخرج أنين خائف من حنجرتي وأجهشت بالبكاء المرير.. كتفت يدي على بطني
وهتفت ببكاء وبخوف
"
لا أريد... ااااااععععععععععععععهههههه... لا أريد طفلا من مومياء.. لقد اغتصبني
هذا المومياء اللعين.. أكرهه.. لا أريد طفلا منه.. أنا ما زلتُ صغيرة ولم أحصل حتى
على شهادتي الجامعية.. اااااعععععععهههه.. ذلك المومياء اللعين اغتصبني.. إن أصبحت
حاملا منه سأقتل نفسي "
مسحت
دموعي وشهقت بقوة بينما كنتُ أجلس على طرف السرير وفكرت بمرارة.. حسناً أنا
أعترف.. حالياً هو ليس بمومياء.. لكن في زمني هو كذلك.. إن عدت إلى المستقبل وبحثت
في الأهرامات سأجد قبرهُ والمومياء الخاصة به.. سأحرقه إن وجدته.. سأحرقهُ لهذا
المومياء المغتصب..
بكيت
بتعاسة وكنتُ محطمة بالكامل لأنه اغتصبني.. حقير وقذر وعديم الشرف.. إن أصبحت
حاملا منه ماذا سأقول لأمي عندما أعود إلى عالمي في زمن المستقبل؟!.. ستقتلني أمي
إن اكتشفت حملي.. و أبي لورانس سيكرهني..
بكيت
بتعاسة وبدأت أصلي وأتمنى بحرقة بأن لا تحدث تلك المصيبة أبداً.. الحقير كان
سيغتصبني من جديد منذ قليل لكن لحُسن حظي تم مُقاطعتهُ وإنقاذي.. كم تمنيت لو نجحت
بقتله لذلك المعتوه لكنه مومياء ملعونة.. لديه عضلات كبيرة وضخمة.. لقد سحقني بها
وكاد أن يُحطم عظامي بعناقه العنيف لي وهو يعتليني..
مسحت
دموعي بقوة ونظرت أمامي بغضب وهمست بكره
"
وقح وبلا أخلاق وبلا تربية.. أتمنى أن تتعفن في الجحيم أيها المغتصب القذر "
لم
أتوقف عن شتمهِ لدقائق طويلة.. لكن فجأة توقفت عن البكاء عندما سمعت صوت خطوات
وضوضاء مزعجة في الخارج.. وقفت ونظرت نحو الشرفة ورأيت ساحة القصر مُضيئة..
ركضت
ووقفت في الشرفة ورأيت بذهول آلاف الجنود يقفون في الساحة وخارج القصر وهم يمسكون بالشعلات بأيديهم وأسلحتهم المُخيفة.. هل اندلعت الحرب في مصر؟!.. فكرت بذهول ثم
سمعت ذلك الحقير يهتف للجنود ليتبعوا الفرعون ويبحثوا عن الملكة..
توسعت
عيناي بذهول عندما رأيت الفرعون وهمست بصدمة
"
واوووو.. يا له من وسيم.. لماذا الفراعنة في هذا الزمن وسيمون؟!!... اااغغغ هذا
ليس عادلا.. هذا الفرعون وقائدهُ وسيمان جداً.. "
نظرت
بقهر وبغضب إلى الفرعون الوسيم وقائده ثم قهقهت بخفة إذ عرفت ما يحدث هنا في قصر الفرعون.. يبدو أن زوجة الفرعون قد
هربت منه!.. حتى زوجة الفرعون هربت منه.. هههههه.. فضيحة ولا في الخيال.. حتى في
كُتب التاريخ لم يتم ذكر ذلك أبداً.. أتمنى أن لا يجدها للمسكينة وتستطيع الفرار
منه..
شاهدتم
وهم يخرجون من القصر وتمنيت لو كنتُ مكان تلك الملكة التي هربت لأنني أرغب من
الهروب من هنا وبسرعة.. نظرت بأسى إلى الأسفل.. العلو شاهق ومن المستحيل أن أنجح
من الهروب من هنا.. سأحطم عظامي كلها لو فعلت..
ثم
نظرت بأسى إلى عدد الحُراس الكبير في الساحة.. كيف واللعنة نجحت تلك الملكة من
الفرار من هنا؟!.. فكرت مطولا بذلك ثم لمعت فكرة في رأسي.. توسعت عيناي وهمست
بسعادة
"
طبعا يوجد ممرات سرية هنا!!.. كيف لم أفكر بذلك سابقاً؟!!!... "
استدرت
ودخلت إلى الجناح وبدأت ألمس الحيطان وكل التماثيل الموجود أمامي لكن لا شيء.. مضت
ساعات طويلة بينما كنتُ أبحث كالمجنونة عن مخرج سري من هنا.. لكن في النهاية عندما
فقدت الآمل من إيجاد مخرج سري سقطت على الأرض أبكي بحزن..
لا
يوجد مخرج سري كما كنتُ أرى في الأفلام.. تباً له ذلك القائد الحقير.. لقد وضعني
في جناح يشبه السجن ولكن بخمس نجوم.. وتفاقم كُرهي له أضعافاً وبدأت أخطط لجعل
حياته جحيماً لحين ايجادي لمخرج وطريقة أهرب بها من هنا وأعود إلى زمني وعالمي..
في
صباح استيقظت بنشاط وشعرت بالسعادة لأن ذلك المومياء لم يأتي في الأمس ويتحرش بي
كما وعدني.. أتمنى أن يكون قطاراً قد دهسه.. قهقهت بقوة ثم همست ضاحكة
"
للأسف لم يتم اختراع القطار في زمن الفراعنة.. لذلك أتمنى أن يكون فيلا قد دهسه..
تباً لم يتم شحن الفِيلّة في زمن الفراعنة.. هممم.. وجدتُها.. أتمنى ان تلسعه عقربة
وتقتله "
كنتُ
أضحك باستمتاع على تفكيري الشرير عندما انفتح باب جناحي ودخلت تلك الشمطاء بكاتا
الشريرة.. توقفت عن الضحك عندما رأيت التكشيرة على وجهها القبيح.. تأملتُها ببرودٍ
تام وكتفت يداي على صدري عندما سمعتُها تُكلمني بحنق قائلة
"
أنتِ تضحكين هنا بينما في الخارج القصر يشتعل بسبب غضب الملك الفرعون.. قفي بسرعة
فقد حان وقت الحمام.. هذا ما كان ينقصني أن أكون خادمة لكِ "
نظرت
إليها بحدة ثم قررت أن أتسلى قليلا.. تأملتُها بخبث قائلة
"
عزيزتي بكاتا.. قد يغضب حبيبي بيدوس كثيراً إن أخبرته كيف تتصرفين معي وخاصةً عن عدم
احترامكِ لي.. يا ترى ماذا سيفعل بكِ إن أخبرته؟!!.. أتساءل عن ردة فعله ولكن قد
أكتشفها الليلة عندما أخبره "
توسعت
عينيها برعب وشحب وجهها بشدة ورأيت باستمتاع جسدها يرتعش.. قهقهت بخفة بسبب ردة
فعلها وخاصةً عندما قالت بصوتٍ مُرتعش وبتلعثم
"
سيدتي.. أنــ.. أنا.. لم أقصد.. أعتذر.. أنا أعتذر إن... "
الآن
أصبحت تناديني سيدتي.. ههههههه.. عرفت نقطة ضعفها أخيراً وسأستغلها كثيراً
لمصلحتي.. فكرت بخبث وقاطعتُها بنبرة صارمة قائلة
"
اسمعي بكاتا.. لا تجعليني أغضب أبداً.. إن فعلتِ حينها سأضطر للتكلم مع حبيبي
بيدوس عن تصرفاتكِ الغير لائقة.. لكن أظن بأننا سنتفق.. مممم.. أشعر بالتشنج في
كتفي وظهري.. أريد تدليكاً خاصا بزيوت عجيبة لديكم.. وأريد على الفطور وجبة شهية
جداً.. وطبعاً الكثير من العسل الملكي.. في الأمس جلبتِ لي كمية قليلة وأخبرتني
بوقاحة بأنني لا أستحق تناوله.. وأظن حبيبي سيحزن إن لم أتناول منه وأخبرته بأنكِ
قلتِ لي بأنني لا أستحق تناوله.. فأنا أحببته جداً مع الموز والفاكهة وتلك الحلوى
الرائعة "
ارتعشت
يديها بقوة وتوسعت عينيها برعب وأجابتني بسرعة
"
طبعاً سيدتي سأجلب لكِ رطلا من العسل الملكي.. وسأقوم بتدليك ظهركِ بنفسي فأنا من
دربت في القصر الفتيات على التدليك.. و.. من بعد اذنكِ سيدتي.. هل.. هل فعلا
القائد سمح لكِ بمناداته باسمه دون لقب؟ "
حسناً
كذبة صغيرة لن تضر.. فكرت بخبث وقلتُ لها بثقة
"
بالطبع سمح لي بفعل ذلك.. فهو رائع ويعشق تدليلي بجنون.. هل تصدقين بكاتا لقد أحببته
بسرعة لأنه رجل رائع ويعشق تدليلي بجنون "
رأيت
عينيها تتوسع بصدمة وتأملتني بخوف وهمست بذعرٍ شديد
"
هذا ليس بغريب سيدتي.. القائد بيدوس خرج سعيداً جداً من جناحه في أول ليلة لكما
معاً.. يبدو بأنكِ مميزة له سيدتي "
كتمت
قهقهتي الخبيثة وقلتُ لها بطريقة مسرحية
"
وهو مميز لدي.. والآن دلكي لي ظهري ثم ساعديني لاستحم وبعدها أريد وجبة فطور مميزة
جداً "
لم
أكن أعلم أنه من السهل جداً خِداعها لتلك الشمطاء القبيحة!.. يبدو بأنها تخاف من
القائد بشدّة وهذا لمصلحتي..
لفترة
ساعتين كنتُ مستمتعة جداً بجعل تلك الشمطاء مثل الخاتم في أصبعي.. شعرت بأنني
أميرة بسبب معاملتها لي.. يبدو بأنني سأستمتع بإقامتي هنا لحين عودتي إلى المستقبل..
وبينما
كانت تطعمني بنفسها التين سمعت ضوضاء وضجيج في الخارج.. وقفت نكاتا وهمست بفزع
"
الملك قد عاد.. يبدو بأنه وجد زوجته.. مصيبة ستقع على الحُراس المساكين اليوم
"
نظرت
إليها بتعجُب وسألتُها بفضول
"
لماذا هربت زوجتهُ منه؟ "
تأملتني
نكاتا برعب وأجابتني
"
سيدة أسينات أنتِ لا تعلمين ما فعله الفرعون من أجل أن يجد زوجتهُ الرئيسية.. لقد
قدم قرابين كثيرة لآلهتنا وطلب منها أن تٌرسل له زوجتهُ الرئيسية.. الفرعون كان
يشعر بالوحدة وبالفراغ في حياته لأنه لم يجد المرأة المناسبة له.. ولكن الآلهة
أرسلتها له.. لكن لا نعلم تحديداً أين وجدها.. كل ما أعرفه عنها بأنها جميلة جداً
واسمها كاريتا.. لكن من أين أتت و أصلهـــ... "
لم
أسمع باقي حديثها عندما سمعت بصدمة كبيرة اسم كاريتا.. توسعت عيناي برعب ووقفت
بسرعة وهتفت بذهولٍ شديد وبفزع
"
كاريتااااااااااااااااا.. كاريتا هنااااااااااااااااااااا!!!!!!.. وهي زوجة
الفرعون!!!!... إلهي!!.. إلهي!!!.. إلهي!!!... "
تأملتني
بكاتا بذهول وسألتني بتعجُب
"
هل تعرفين زوجة الملك الرئيسية؟!.. أنتِ محظوظة جداً.. لكن فعلياً هي ليست زوجة
الملك لغاية الآن لكن الجميع يتكلم بأن الفرعون يعشقها بجنون ويمنع أي أحد من الاقتراب
من جناحها دون اذنه.. كما الجميع يتكلم بأن الملك سوف يتزوجها قريباً.. لكن متى لا
نعلم "
ارتعش
جسدي بقوة وسالت دموعي على وجنتاي وبدأت بتعاسة أفكر.. كاريتا بطريقة ما انتقلت
مثلي عبر الزمن وهي ستكون زوجة الفرعون..
شعرت
بالخوف و بالرعب الشديد.. يجب أن يتغير الزمن والماضي بسبب ما يحدث.. لم يكتب
التاريخ أبداً عن زوجة ملك الفرعون تدعى كاريتا..
سمعت
بكاتا تستأذن مني بخوف قائلة
"
سيدة أسينات.. يجب أن أعود إلى جناح حرم القائد.. فهو قد وصل برفقة الملك ولا يجب
أن أبقى برفقتكِ دون اذن منه فقد يدخل إلى جناحك في أي لحظة "
لم
أهتم لما قالته وأشرت لها بيدي لتخرج.. نظرت نحو الشرفة وقررت أن أرى ما يحدث في
الخارج.. وقفت جامدة أمام الحاجز ونظرت بخوف إلى الساحة.. رأيت ذلك المومياء بيدوس
يقف وينظر إلى الأعلى.. تبعت نظراته
وتجمدت برعبٍ شديد عندما رأيت كاريتا تقف بجانب الفرعون وتبكي بفزع...
إنها
هي.. إنها كاريتا.. تساقطت دموعي وبللت وجهي بكامله.. كنتُ أنظر إليها بحزن وبألم
كبير.. هي لم تنتبه لي بتاتا لكن بسبب رؤيتي لذلك الفرعون الوسيم غاضب إلى هذه
الدرجة شعرت بالخوف من أن أصرخ باسمها..
لم
أفهم سبب وجودي و كاريتا هنا.. لم أجد سبباً مُقنعاً.. كنتُ أسمع صوت القائد يهتف
بأمر لكن لم أُصغي إليه ولم أستطع التوقف عن النظر إلى كاريتا بخوف بينما كنتُ أرى
ذلك الهمجي الفرعون يجذبها بعنف ويوقفها بطريقة مُجبراً إياها لتنظر نحو ساحة
القصر..
شعرت
بالخوف عليها.. شعرت بالحزن وبالرعب.. الآن حتى فهمت لماذا كاريتا حاولت الهروب من
هنا خاصةً من الفرعون..
"
أطلقوا السهام بأمر من الملك الفرعون "
شهقت
بقوة والتفت بسرعة ونظرت نحو الساحة وبرعبٍ مهول رأيت كيف تم إعدام هؤلاء الحراس
المساكين لأنهم لم ينتبهوا بأن الملكة قد هربت..
توسعت
عيناي بذعر ورفعت كلتا يداي ووضعتُها على فمي أكتم صرخة الرعب التي أطلقتُها من
حُنجرتي بجنون.. رؤيتي لهم يقتلون أمامي كان مُرعباً جداً ولم أستطع أن أتحمل رؤية
هذا المنظر المُخيف..
سمعت
صرخة كاريتا المرتعبة وهنا استدرت بسرعة ونظرت إلى الأعلى بفزع
سالت
دموعي بفزع بينما كنتُ أرى ذلك الهمجي يتكلم مع كاريتا ويبدو واضحا من ملامحها
الذعر وبأنه يهددها.. ثم بخوف رأيته يسحبها إلى الداخل وهنا فتحت فمي على وسعه
وهتفت بجنون
"
كاريتااااااااااااااااااااااااااااا... دعهااااااااااااااااااا.. إياك أن
تؤذيهاااااااااااااا.. كاريتاااااااااااااااااااااا..... "
لكن
لم أستطع أن أنتظر أكثر استدرت وركضت داخلة إلى الغرفة ووقفت أمام الباب وفتحته..
لكن للأسف تم منعي من الخروج من قبل أربعة حُراس مصارعين.. قاومتهم وحاولت ابعاد
رماحهم وأسلحتهم المُخيفة عني لكن لم أستطع..
"
ما اللعنة التي تحدث هنا؟.. ابتعدوا في الحال "
توقفت
عن المقاومة عندما سمعت صوت ذلك القائد اللعين.. رأيت الحراس يبتعدون وحنوا رؤوسهم
إلى الأسفل وسحبوا أسلحتهم من أمامي.. وفوراً تحركت وركضت إلى الأمام لكن حائط
لعين وقف أمامي وتم امساكي بعنف من خصري وارتفع جسدي عاليا ورماني الحقير على كتفه
ومشى مسرعاً نحو الجناح..
"
دعني.. أتركني في الحال.. دعني... "
هتفت
بجنون بينما كنتُ أضرب كتفيه وظهره.. هذا المومياء اللعين لم يشعر بلكماتي وصفعي
له.. أكرهه بجنون.. فجأة رماني بقوة على السرير ووقف يتأملني بغضب..
استقمت
وجلست ونظرت إليه بحدة.. رأيت عروق جسده تنفر وتصلبت عضلاته.. لكن لم أخف منه
أبداً.. بل نظرت بتحدٍ إليه وسمعتهُ يهتف بجنون لدرجة أن أذناي فقعت
"
من جديد تريدين الهروب مني أسينات.. متى ستفهمين بأنكِ لن تستطيعي الهروب مني
أبدااااااااااااا.. أنتِ لن يوقفك أحد عن جنونكِ سواي.. سترين ما سأفعله بكِ الآن
"
ولكن
قبل أن يتحرك وقفت أمامه ورفعت رأسي عالياً ونظرت بحدة إلى عينيه وهمست له بفحيح
قائلة
"
أيها الهمجي.. متى سوف تتوقف عن تهديدي؟.. لم تفهم لغاية الآن بأنني لا أخاف منك..
أنا لا أخافُك.. ولا يهمني تهديدك.. ماذا ستفعل بي مثلا؟!.. تغتصبني من جديد؟.. لا
أهتم لأنك سبق وفعلتَ ذلك بي أيها الحقير.. ماذا ستفعل؟!.. ستضربني مثلا!.. افعل
ذلك فعل الأقل سأعرف مدى قذارتك وهمجيتك.. لا أهتم بتاتاً لتهديداتك لي.. ما يهمني
هو أن أعلم مصير صديقتي كاريتا.. ماذا سيفعل بها الفرعون الآن؟.. تكلم واللعنة..
ماذا سيفعل بصديقتي؟!! "
تجمدت
عينيه بذهول على وجهي وهمس بصدمة كبيرة
"
الملكة كاريتا صديقتكِ؟! "
نظرت
إليه بحقد وأجبته
"
نعم هي صديقتي.. وكما ساعدتني سابقاً سأفعل المستحيل لمساعدتها وحمايتها.. أنتَ لا
تعلم مدى حجم الورطة التي وقعتَ بها "
توسعت
عينيه أكثر ورأيت بريقاً عجيباً بها وسمعت بصدمة ذلك الغبي يُجيبني باستحسان
وبإعجاب
"
واو.. أنتِ فعلا لبوة شرسة.. تعجبينني جداً أسينات.. جداً.. وأنا أريدُكِ "
"
للأسف ليس لدي الوقت الكافي اليوم للنيل منكِ لبوتي.. لكن غداً عندما ينتهي زفاف
الفرعون سأنال منكِ لبوتي "
شهقت
برعب خاصةً عندما أمسكني من خصري وجذبني بعنف وقبلني على فمي قبلة قاسية لعينة..
توسعت عيناي بصدمة ثم أفقت من صدمتي وبدأت أقاومه وأضرب رأسه ليبتعد عني.. وعندما توقف
عن تقبيلي وابتعد عني قليلا رفعت يدي لأصفعه لكنه أمسك معصمي ونظر بحدة إلى عيناي
وهمس بفحيح
"
لا لبوتي لن تصفعيني مُجدداً.. لأنني لن أرحمكِ هذه المرة.. سأقطع يدكِ إن فعلتها
"
بلعت
ريقي برعب إذ عرفت بأنه لا يمزح معي بتاتاً.. حرر معصمي وتأملني بحدة بنظراتهِ
اللعينة وتابع قائلا بغرور
"
أسينات الجميلة إن لم تكوني مطيعة معي سأكون أكثر من سعيد بترويضكِ على يداي..
للأسف كنتُ سأرغب باصطحابك برفقتي غداً لحضور زفاف الملك الفرعون على صديقتكِ
لكنكِ مشاكسة وشرسة.. سيكون عقابا صغيراً لكِ بعدم ذهابكِ للاحتفال "
وهنا
صفعتني حقيقة ما قاله.. كاريتا سوف تتزوج بالقوة من ذلك الهمجي الفرعون.. شحب وجهي
وانسحبت الدماء من عروقي وسقط قلبي بين قدامي.. نظرت إلى القائد بخوف وهمست بعدم
التصديق
"
هذا غير ممكن!!.. غير ممكن!!.. كاريتا لا يجب أن تتزوج من الفرعون لأننا سنعود
معاً إلى المستقبل.. سأعود معها إلى عالمنا وننسى كل هذا الكابوس الرهيب والمُرعب..
نحن لن نبقى هنا لنكون لعبة لكما.. لن نبقى هنا أبداً "
ولصدمتي
الكبيرة رأيته يتأملني بذهول في البداية ثم شرع يضحك بجنون.. تجمدت برعب أتأمله
بصدمة وعندما توقف عن الضحك وتأملني بنظرات مُرعبة للنفوس وقال بتهديد
"
أخطأتِ أسينات.. غداً سيتم الزفاف رغما عنها للملكة.. و.. "
توقف
عن التكلم ثم تأملني بنظرات مُريبة أشعلت فتيل الخوف في قلبي.. توسعت عيناي بذعر
عندما كلمني بخبث قائلا
"
ولما لا!!.. أظن حان الوقت لأتخذ زوجة لي.. غداً لبوتي سوف نتزوج "
سقط
فكي إلى الأسفل وتخشب جسدي بالكامل لدرجة لم أستطع التفوه بكلمة واحدة والاعتراض..
حتى لم أستطع مقاومته عندما عانقني بقوة وقبلني بشراسة..
فقط
سالت دموعي بذعر عندما أبعدني عنه قليلا وداعب وجنتي بأصابعه ومسح برقة دموعي وقال
بخبث
"
نعم لبوتي الشرسة.. غداً سوف نتزوج.. فقد حان الوقت لأفعل ذلك ولن أجد من هي أفضل
منكِ لتكون زوجتي الأولى "
ارتعش
جسدي بقوة من هول الصدمة وسمعته يضحك باستمتاع ثم ودعني قائلا بخبث
"
أخيراً وجدت طريقة لإخراسكِ لبوتي.. يبدو بأن فرحتكِ الكبيرة بخبر زواجنا أسعدتكِ
بشدّة.. أراكِ في الغد أسينات للأسف الليلة سأكون مشغولا قليلا مع الفرعون "
بعد
ذهابه سقطت على الأرض وهنا أطلقت دموعي وشهقاتي المريرة.. صرخت وبكيت بشكلٍ هستيري
رفضا لما يحدث.. فأنا أُفضل الموت على الزواج من ذلك المومياء المغتصب.. أفضل
الموت...
باهيت – خادمة نرختوس**
كنتُ
أرقب بدقة كل ما يحدث في البلاط الملكي كما طلبت مني الأميرة نرختوس.. وما اكتشفته
أذهلني.. أولا الملكة زوجة الفرعون الرئيسية تكرهه وحاولت الهروب منه في الأمس..
ثانيا وجدها الملك وقتل جميع الحُراس لأنهم لم ينتبهوا لها.. وثالثا والأهم غداً
زفاف الملك الفرعون و القائد.. هذه مصيبة كبيرة فالأميرة نرختوس لن تتحمل الخبر
بتاتاً..
جلبت سلاحي لأقتل
أي شخص سيراني أتجسس لكن لحُسن حظي لم ينتبه أحدا إليّ بسبب انشغالهم بتحضير
الاحتفال للغد..
خرجت
من مخبئي وركضت مُسرعة نحو جناح أميرتي.. وما أن سمحوا لي الحُراس بالدخول حتى
رأيت أميرتي تركض لتقف أمامي وهتفت بلهفة
"
باهيت.. أخبريني بسرعة ماذا اكتشفتِ؟.. تكلمي "
بلعت
ريقي بقوة وأجبتُه بخوف
"
أميرتي.. أنا لم أستطع أن أقترب من جناح تلك المرأة.. سمو الملك وضع حُراس بعددٍ
كبير لحمايتها ومنعها من الهروب.. ففي الأمس هربت من القصر لكن الملك وجدها..
والصدمة الكبيرة للجميع الفرعون الملك لم يقتلها بل أعدم حُراسه "
شحب
وجه نرختوس بشدّة وهتفت بهستيرية
"
وجدهاااااااااا.. ااااااعععععععع.. اللعنة.. تباً لها تلك الحقيرة.. أي سحر لعين
استخدمته على حبيبي حتى جعلته مثل الخاتم في أصبعها.. أكرههااااااااااا.. أكرهها
بجنون.. "
شعرت
بالخوف من غضبها.. ماذا ستفعل إن أخبرتُها بأن الملك الفرعون سوف يتزوج تلك المرأة
في الغد؟!!!...
توقفت
الأميرة عن الشتم ثم تأملتني بنظرات غريبة.. بلعت ريقي بخوف عندما اقتربت مني خطوة
وقالت بنعومة
"
باهيت.. عزيزتي.. لماذا لدي إحساس بأنكِ تُخفين عني شيئاً!!.. ربما سر صغير لا
أكثر.. تكلمي باهيت وأعدكِ لن أغضب أبداً منكِ "
تأملتُها
بفزع ثم أجبتُها بتلعثم
"
أميرتي.. هو المــ.. الملـــ.. الملك قرر.. فــ.. في الغد.. هو.. غداً زفاف
الفرعون الملك على تلك المرأة الغريبة "
ارتعش
جسدي بجنون عندما تجمدت الأميرة نرختوس وهي تتأملني بنظرات جامدة مصدومة.. ثم فجأة
بدأت تضحك بجنون وهي تضع كلتا يديها على بطنها وتهتف من بين ضحكاتها
"
هاهاهاهاهاهاهاهاهاهااااااههههه.. مُضحك جداً.. هههههههههه.. حبيبي سوف يتزوج من
امرأة غيري!!... هاهاهاهاهههههه... ما هذه السخافة!!... هههههههه.. باهيت أيتُها
الغبية لقد أضحكتني جداً... ههههههه.. و... "
فجأة
توقفت عن الضحك وتجمدت عينيها على وجهي وهمست بفحيح
"
لماذا لم تضحكي على سخافتكِ اللعينة؟!.. تكلمي "
نظرت
إليها برعب وأجبتُها
"
إنــ.. إنها الحقيقة أميرتي.. غداً زفاف الملك الفرعون زيروس على تلك المــــ...
"
توقفت
بفزع عن التكلم عندما صرخت الأميرة بجنون وبشكلٍ هستيري
"
لااااااااااااااااااااااااااااااا... ااااااااااااااععععععععععععععععهههههه... لا
مستحيل!!.. مستحيل أن يفعل ذلك بي ويتزوج من تلك العاهرة..
لاااااااااااااااااااااااااااااا.... "
وبرعبٍ
مُميت رأيتُها بصدمة تستدير وبدأت بتحطيم كل شيء أمامها وهي تصرخ بجنون
"
سأقتلهاااااااااااااااااا.. سأقتل بنفسي تلك الحقيرة.. زيروس لي
أنااااااااااااااا.. لي أنا وحدي.. أنا من يجب أن تكون زوجته الرئيسية.. سأقتلها
بنفسي لتلك الحقيرة.. سأقتلهااااااااااااا... "
كنتُ
خائفة لحد اللعنة منها بينما كنتُ أراها تُحطم كل ما يوجد أمامها من تُحف وتماثيل وجرّات الفخارية.. لم تتوقف حتى حطمت كل شيء في جناحها..
استدارت
ببطء واقتربت مني.. كنتُ مرعوبة منها جداً وقبل أن تقف أمامي سالت دموعي بكثرة على
وجنتاي وسقطت على ركبتاي وأخفضت رأسي إلى الأسفل وتوسلت قائلة لها
"
ارحميني سمو الأميرة.. سامحيني أرجوكِ.. سأفعل أي شيء لمساعدتكِ.. فقط لا تقتليني
أتوسل إليكِ "
شهقت
بقوة عندما وقفت أمامي وهتفت بحدة
"
قفي بسرعة "
أطعتُها
بسرعة ووقفت.. شهقت بدهشة عندما أمسكت بطرف ذقني ورفعت رأسي بخفة ونظرت بحنان إلى
عيناي قائلة برقة
"
باهيت.. خادمتي المُخلصة.. لا تخافي مني أبداً.. والآن توقفي عن البكاء واسمعيني
جيداً "
شعرت
بالارتياح وتوقفت عن البكاء وسمعت الأميرة تُكلمني بهمس قائلة
"
سوف أُغرقكِ بالملابس الجميلة والقلائد الثمينة.. وسأجعل شقيقي خيتوس يتزوجكِ
ويجعلكِ زوجته الأولى.. ما رأيكِ؟ "
نظرت
بسعادة وبفرحٍ كبير إليها وهمست لها بعدم التصديق
"
حقاً سمو الأميرة!!.. ستفعلين ذلك من أجلي؟!!! "
ابتسمت
لي بوسع وقالت برقة
"
طبعاً باهيت.. سأفعل ذلك من أجلكِ لأنكِ مُخلصة جداً لي.. كما أنا أعلم جيداً
بأنكِ تعشقين شقيقي الوسيم خيتوس.. من سأجد له أفضل منكِ لتكون زوجةً له!.. أنتِ
الأفضل عزيزتي "
كنتُ سعيدة جداً فأنا لم أستطع تصديق ما تقوله أميرتي.. لكنها بدت صادقة.. تنهدت الأميرة
بعمق ثم قالت بحزن
"
لكن للأسف أنا سجينة هنا ولا أستطيع الخروج من القصر والذهاب إلى قصر والدي لأرى
شقيقي الوسيم وأقنعه ليتزوجكِ عزيزتي.. لذلك ما رأيكِ أن تذهبي بنفسكِ خلسة إلى
قصر والدي وتُسلمي الخدم رسالتي لشقيقي "
شقت
بسعادة وأومأت لها موافقة ثم هتفت بفرح
"
بالطبع سمو الأميرة.. يمكنني بسهولة الخروج من هنا فلن يهتم أحد بي.. سأذهب إلى
قصر والدكِ أميرتي وأقوم بتسليم رسالتك "
ابتسمت
نرختوس بسعادة وقالت برقة
"
أحسنتِ باهيت.. اذهبي بسرعة.. أريد شقيقي خيتوس.. عليه أن يأتي بسرعة لزيارتي
الليلة.. فهمتِ؟ "
أجبتُها
بسعادة موافقة وخرجت مُسرعة من جناح الأميرة...
لكن
باهيت لم ترى نرختوس تبتسم بشر وبحقد ولم تسمعها تقول بكرهٍ شديد
"
سأجعل زيروس يندم أشد الندم لأنه اختار امرأة غيري لتكون زوجته.. وتلك الغبية
باهيت سأجعلها تقتل زوجة الفرعون الرئيسية بمساعدة شقيقي الحبيب.. تلك الغبية
ستفعل أي شيء من أجل أخي خيتوس.. سترى سمو الملك.. سترى قريباً كيف سأجعلك
تُسامحني وتتزوجني "
كاريتا**
سقطت
على السرير أبكي بتعاسة.. لم أعُد أستطيع التحمُل.. أريدُ دادي.. أنا أحتاجهُ
بجنون.. أحتاج لحنانه وحُبه والأهم حمايتهُ لي.. أريدُ أبي....
بكيت
وانتحبت بجنون ثم فجأة شعرت بيد تُمسد برقة على كتفي.. انتفضت بقوة ونظرت من بين
دموعي إلى الملكة الأم سات رع..
كانت
تقف بجانب سريري وهي تتأملني بحزن.. مسحت دموعي ووقفت أمامها باحترام وهمست من بين
شهقاتي
"
سمو الملكة.. آسفة لم أنتبه لوجودكِ في الجناح "
ابتسمت
لي برقة وقالت بنبرة حنونة
"
وكيف كنتِ سوف تستطيعين سماعي وسط شهقاتكِ ونحيبكِ ابنتي؟.. تعالي اجلسي لنتكلم
بهدوء "
جلست
بجانبها ونظرت إليها بحزن عندما كلمتني بحنان قائلة
"
منذ زمنٍ طويل كنتُ في مكانكِ وتقريباً في نفس ظروفكِ.. لقد تم إجباري على الزواج
من الفرعون زوسر الثالث.. والدي أجبرني على الزواج منه من أجل مصلحته ليكون وزيراً
ويستلم منصبه بعد زواجي "
نظرت
بتعجُب إليها وتوقفت نهائياً عن الشهيق والبكاء واستمعت بتركيز إلى حديث الملكة..
ابتسمت الملكة الأم بحزن ونظرت إلى البعيد وقالت بشرود
"
كرهت الفرعون جداً بسبب ذلك.. كرهته بجنون.. فكيف يكون أحبني من مُجرد نظرة واحدة
عابرة!.. وكرهته أكثر لأنه سيجبرني على الزواج منه رغماً عن إرادتي.. "
رفعت
رأسها عالياً وتنهدت بعمق وتابعت قائلة بحزن
"
كنتُ صغيرة جداً.. كنتُ في السادسة عشر من عمري فقط عندما أجبرني على الزواج منه..
هددته بقتل نفسي إن لمسني في ليلة زفافنا ولدهشتي لم يحاول امتلاكي بالقوة "
أخفضت
رأسها وتأملتني بحنان وتابعت قائلة
"
مضت الأيام وبدأت أتعرف على الملك الفرعون أكثر.. ودون أن أعلم وقعت بحبه.. وعرفت
بأنني أعشقه للموت.. ولم أندم للحظة واحدة على حُبي الكبير له.. لذلك كاريتا اسمحي
لي بأن أتكلم معكِ بصدق.. ابني زيروس حنون وعاطفي جداً.. ومثلما حصل لوالده
الفرعون حصل له.. لقد وقع بالحب من أول نظرة.. ما أن رأتكِ عينيه حتى عرف بأنكِ
امرأته وملكته "
أمسكت
بيدي اليسرى وضغطت عليها بخفة وتابعت قائلة بحزن
"
لا تُبعديه عنكِ.. اسمحي له بأن يتقرب منكِ.. افتحي له قلبكِ ولن تندمي أبداً.. ابني
يُحـــ ... "
وقفت
وقاطعتُها قائلة ببكاء وبحرقة
"
مستحيل أن أفعل ذلك وأسمح له بأن يتقرب مني.. أنا أختلف عنكِ جلالة الملكة.. أنتِ
خُلقتِ في هذا الزمن وفي هذا العصر.. أما أنا لا أنتمي بتاتاً إلى هذا الزمن.. كما
لدي والدي.. أبي حبيب روحي وقلبي.. هو يحتاجني وأنا أحتاج إليه.. لا أعلم كيف
ولماذا وصلت إلى هنا لكن الذي أعرفه بأنني لن أتزوج منه بإرادتي.. ولن أبقى هنا
مهما كان الثمن "
وقفت
الملكة وتأملتني بنظرات آسفة حزينة وقالت بحزن
"
للأسف سوف تخسرين قلب ابني ان عاندته كاريتا.. لا تتصرفي بتهور فقد تندمين.. فكري
ماليا ابنتي.. لن تخسري شيئاً إن أعطيتِ نفسكِ وابني فرصة.. ربما تجدين السعادة
والأمان.. ربما حينها قد ترغبين بالبقاء هنا إلى الأبد "
تأملتُها
بذهول وهتفت ببكاء وبغصة
"
مستحيل أن أفعل.. أنا من المستحيل أن أحبه.. فهو قاتل وخاطف.. لقد خطفني من والدي
وجلبني إلى زمنه رغماً عني.. أكرهه ومن سابع المستحيلات أن أحبه.. مهما فعل من
أجلي لن أحبه.. وسأفعل المستحيل لأجد طريقة أعود بها إلى زمني "
تجمدت
نظرات الملكة الأم بجمود وببرود إليّ ثم قالت بنبرة جافة
"
هذا مؤسف.. سوف تكونين الخاسرة الوحيدة هنا.. ودعيني أُخبركِ بشيء.. من المستحيل
أن تعودي إلى المستقبل.. لا يوجد طريقة.. الآلهة وحدها من تُقرر ذلك.. هي من جلبتكِ
إلى ابني.. آلهتي الآباء اختاروكِ لابني الفرعون.. ولا يوجد مجال للعودة من حيث
أتيتِ "
ارتعش
جسدي برعب بسبب تصريحها المُخيف وسمعتُها تتابع قائلة بجمود
"
غدا سآتي برفقة وصيفاتي ليتم تجهيزكِ بشكلٍ لائق لابني.. ولا تحاولي الهروب فلن
تستطيعي فعل ذلك.. ابني خططت لكل شيء برفقة قائد جيشه "
استدارت
ومشت باتجاه الباب وطرقته بخفة وفوراً فتحوا لها الحراس الباب.. ولكن قبل أن تخرج
التفتت وتأملتني ببرود قائلة
"
سوف تكونين زوجة ابني الملك في الغد.. لا أنتِ ولا أنا نُقرر ذلك.. فقط آلهتي
الآباء و ابني الفرعون يعود لهم القرار "
ثم
استدارت وغادرت وأقفلوا الحُراس بسرعة الباب.. رميت نفسي على السرير أبكي بتعاسة..
كنتُ مدمرة بالكامل.. حياتي انتهت.. لم يعُد لها معنى.. حياتي انتهت دون وجود
والدي الحبيب.. لقد انتهيت...
لم
أتوقف عن البكاء طيلة الليلة حتى في النهاية غلبني النوم بسبب اجهادي وتعبي
النفسي..
استيقظت
على أصوات قهقهة فتيات وهمساتهم.. فتحت جفوني وأول ما رأيته هو وجه الملكة
الأم.. ابتسمت لي بوسع وصفقت بقوة وقالت بمرح
"
أخيراً استيقظت ملكتنا الجديدة.. تحضروا فتيات لتجهيزها للملك الفرعون العظيم
"
انتفضت
جالسة برعب ورأيت بجانب سريري ستة فتيات يقفون ويتأملونني بنظرات غريبة.. حنوا
رؤوسهم لي بسرعة باحترام ورأيت الملكة الأم تقف ثم اقتربت من صينية مصنوعة من القش
وحملت كأس مصنوع من الذهب الخالص وقالت لي بحنان
"
اشربي هذه الأعشاب سوف تساعدكِ وتجعلكِ نشيطة "
نشيطة!!..
هذا بالضبط ما أحتاج إليه لأهرب من هنا قبل أن يتم إرغامي على الزواج من رجل مُختل
يكبرني بـ آلاف السنوات.. أمسكت بالكأس وتجرعته دفعة واحدة.. سعلت بقوة بسبب طعمه
الحاد ورأيت بتعجُب نظرات الفتيات المُندهشة..
لم
أعرهم أي اهتمام وسمحت لهم بمساعدتي بالاستحمام.. بعد مرور حوالي النصف ساعة
تقريباً بدأت أشعر بالخمول.. وأحسست وكأن جسدي انفصل عن رأسي وأصبح في مكان آخر..
سالت دموعي بحزن ونظرت إلى الملكة الأم بخيبة أمل وبخوف..
اقتربت
وداعبت خدي برقة بأناملها وهمست بأسف قائلة لي
"
لا تغضبي مني كاريتا.. فعلت ذلك من أجل ابني.. لا نريد فضيحة ثانية له في المملكة
وفي يوم زواجه.. فعلت ذلك من تلقاء نفسي.. ابني ليس لديه عِلم بما فعلته.. سوف
يسامحني لاحقا.. لا تخافي لقد وضعت لكِ خليط من الأعشاب صنعها لي كاهن الفرعون
الأول.. لن تؤذيكِ فقط سوف تجعلكِ مُسترخية ومطيعة "
سالت
دموعي أضعافا وعرفت بأنها خدعتني بذكاء.. لقد خدرتني.. خدرتني... كنتُ أتأمل
بتعاسة الفتيات وهم يساعدوني بارتداء ثوب الزفاف.. وتباهت الملكة الأم أمامي بأنه
ثوب زفافها وقد عدل عليه خياطها الملكي في الأمس ليناسبني..
وبعدها
تم وضع الكُحل في عيناي ثم سرحوا شعري ووضعوا لي التاج الملكي.. كنتُ فاقدة الإحساس بجسدي.. لم أستطع المقاومة أو حتى الاعتراض.. لم أستطع فتح فمي والشهيق..
عندما
انتهوا من تجهيزي أمسكت الملكة الأم بذراعي وجعلتني أمشي مثل المنومة مغناطسيا
وخرجنا من الجناح.. كنتُ أبكي بداخلي بمرارة.. صرخت بجنون واعترضت بداخلي لكن لم
يسمعني أحد.. حتى دموعي خزلتني.. لم أستطع التحكم بها والسماح لها بالهطول بعد
مرور وقت على مفعول تلك الأعشاب السحرية..
دخلنا
إلى صالة كبيرة لم أرى بها سوى كاهن وذلك القائد المُخيف وطبعاً الفرعون.. ابتسم
بوسع عندما رآني.. كان يرتدي زيه الملكي والذي اقتصر على نقبة قصيرة فوق الركبة
مثبت بحزام من الذهب عليه حبوب من الماس.. وكان يضع تاجه الملكي الأزرق..
جعلتني
الملكة أقف أمامه ورفعت يدي ووضعتها بكف يده اليسرى.. أمسك بيدي برقة وتأملني بنظرات حالمة وهمس قائلا لي
"
تبدين جميلة جداً محبوبتي "
بالطبع
لم أستطع أن أجيبه وأخبره بأن يذهب إلى الجحيم وبأنني أرفض رفضاً قاطعا الزواج
منه.. لكن بسبب الأعشاب لم أستطع النطق.. تأملني الفرعون بنظرات الشك لكن عندما
بدأ الكاهن يتلو صلواتهِ الغريبة عاد الفرعون ليبتسم بسعادة..
كنتُ
أنتحب بشدّة في داخلي.. كنتُ أبكي وأنوح وأصرخ رفضا.. لكن في الخارج كنتُ هادئة
وساكنة بشكلٍ غير طبيعي..
لا
أعلم كم مضى من الوقت حتى في النهاية سمعت بتعاسة الكاهن يقول
"
بمباركة من الأب رع الاله العظيم وبمُباركة جميع آبائنا الآلهة ومباركتي أُعلنكما
زوجاً وزوجة "
ابتسم
الفرعون بوسع ورأيته بفزع يقترب مني وأمسك برقة بطرف ذقني بأصابعه ورفع رأسي برقة
ونظر بحنان إلى عيوني الدامعة وهمس بسعادة
"
أشكركِ محبوبتي لأنكِ لم تعترضي على الزواج مني أمام الكاهن.. أعدُكِ لن تندمي
أبداً على ذلك "
وهنا
عرفت سبب ما فعلته بي الملكة الأم.. كان بإمكاني أن أعترض على هذا الزواج وأمنع
حدوثه.. لكنها بحقارة خدعتني.. خدعتني بطريقة خبيثة جداً.. وكرهتها بشدة بسبب ما
فعلتهُ بي..
أغمضت
عيناي وبكيت بحرقة بداخلي عندما شعرت بشفتيه على خاصتي.. حتى لم أستطع منعه عن
تقبيلي.. عندما توقف عن تقبيلي فتحت عيناي ونظرت إليه بحزنٍ عميق بينما هو تأملني
بذهول ثم توسعت عينيه بصدمة كبيرة ولعق شفتيه واحتقن وجهه وفورا تحركت نظراته
وتأمل والدته بنظرات قاتلة.. وهنا عرفت بأنه اكتشف ما فعلته أمهُ بي..
لم
يُبعد نظراتهِ الغاضبة عن أمه الخائفة وفجأة سمعت صوت جعل شعر رأسي يقف بصدمة
"
دعوني يا ملاعين.. لن أتزوج.. لن أفعل.. دعوني.. و... "
التفت
ببطء ورأيت بصدمة العمر أسينا يتم سحبها بعنف داخل الصالة من قبل ثلاث نساء.. وما
أن استقرت نظراتها عليّ حتى تجمدت بصدمة وتوقفت عن الصراخ ثم همست بذهول
"
كاريتا!!!!!.... "
ولكن
قبل أن تقترب مني رأيت القائد يركض ووقف أمامها وهمس لها بشيء.. دقائق قليلة ابتعد
عنها وأمسك بيدها بإحكام ونظر بانتصار إلى الكاهن بينما أسينا كانت تبكي بصمت وهي
تتأملني بألمٍ كبير..
أسينا!!..
أسينا هنا!!.. إليهي!!.. ما الذي يحدث؟!.. سيتوقف قلبي بسبب هذه الصدمة..
أحسست
بيد الفرعون تمسك بيدي بإحكام وجعلني أقف بجانبه ورأيت أسينا تمشي برفقة القائد
وتقف أمامي وأمام الكاهن.. لم أتوقف عن النظر إليها طيلة الوقت بينما الكاهن كان
يتلو صلواته.. وعرفت بأنه يقوم بتزويج صديقتي من القائد..
كانت
أسينا هادئة على غير عادتها وتبكي.. لم تتوقف للحظة عن البكاء.. ولم تتوقف للحظة
عن النظر إليّ بحزن وبتعاسة.. هل تم تخديرها مثلي؟!.. ربما!!..
وعندما
أعلنهما الكاهن زوجاً و زوجة شهقت أسينا بقوة ورأيتُها تكور قبضتيها بعنف بينما
القائد يقبلها.. هل هددها؟!!!... هل أجبرها على الزوج منه منذ قليل؟!.. يبدو ذلك..
شعرت
بألمٍ كبير وبوجع على حالها وحالي.. وعندما توقف القائد عن تقبيلها فتحت عينيها
وتأملتني بحرقة قلب.. أردت أن أتكلم معها لكن لم أستطع.. أردت أن أواسيها لكن لم
أستطع.. فجأة سحبني الفرعون خارج الغرفة وسمعت بألم أسينا تنده بحرقة باسمي..
خرجت
برفقة الملك الفرعون إلى احدى الشرفات و و رأيت جمع غفير من الناس يقفون في الساحة
وخارجها.. وما أن أطل الفرعون برفقتي حتى ساد السكون الأرجاء والجميع حنوا رؤوسهم لنا ثم
رفعوها وأطلقوا هتافات سعيدة والتمنيات لنا بالسعادة الأبدية..
"
آسف لما فعلته والدتي.. ما فعلتهُ بكِ لن أسامحها عليه بسهولة.. لم يكن لدي أدنى
فكرة بأنها تجرأت وأعطتكِ من خلطة الكاهن سيتو.. سوف أحاسبهما على ذلك بنفسي
"
على
من يضحك؟!!.. بالطبع هو سعيد لأن أمه خدرتني حتى أوافق على الزواج منه..
بعد
مرور ساعة تقريبا وقف الفرعون وأمسك بيدي وساعدني بالوقوف ثم توجهنا إلى جناحي..
كنتُ خائفة لحد اللعنة منه.. الآن يمكنه أخذ عذريتي مني بسهولة دون أي مقاومة مني..
لكن
لدهشتي ما ان دخلنا إلى جناحي ساعدني لأستلقي على السرير ثم نظر بحنان إلى عيناي
وهمس برقة
"
محبوبتي الجميلة.. نامي واستريحي قليلا.. لا تخافي مني لن ألمسكِ وأنتِ مُخدرة..
مستحيل أن أفعل ذلك بكِ "
نبض
قلبي بعنف لدى سماعي لما قاله.. تأملته بذهول إذ لم أستطيع تصديق ما قاله لي
للتو.. هل هو صادق فعلا؟!!.. ولدهشتي انحنى قليلا وقبلني على جبيني برقة ثم استقام
وقال بهدوء
"
استريحي محبوبتي "
رأيتهُ
بدهشة يستدير وما أن خرج من جناحي سمعتهُ برعب يهتف بجنون
"
أريد الملكة الأم و كاهني سيتو فوراً في غرفة العرش.. فهمتم؟.. أريدهما هناك وفي
الحال "
توسعت
عيناي بذعر وعرفت بأنه ينوي على مُحاكمة أمه والكاهن سيتو بسبب ما فعلاه بي..
إلهي!!.. هو فعلا كان صادقا بكل كلمة قالها لي.. والآن سوف يُعاقب والدته بسببي..
خفق
قلبي بعنف وحاولت أن أتحرك لكن لم أستطع.. أردت أن أذهب خلفه وأمنعه من أذية
والدته لكن لم أستطع فعل ذلك.. نظرت بفزع في الأرجاء وتمنيت من قلبي أن يرحم
والدته ولا يؤذيها بسببي... حتى لو خدعتني فهي فعلت ذلك محبةً لابنها.. وأنا لا
أستطيع السماح له بأذيتها فهي في النهاية أمه....
لم
أنم كما طلب مني.. وبعد مرور وقتٍ طويل بدأت أشعر بأطرافي وبجسدي.. جلست بصعوبة
وبينما كنتُ على وشك الوقوف رأيت الباب ينفتح ودخل الفرعون إلى الغرفة..
شهق
بدهشة عندما رآني أحول الوقوف وركض بسرعة وجلس بجانبي على طرف السرير وأمسك برقة
بكتفي وجعلني أتسطح على ظهري وقال بنبرة قلقة
"
لا تتحركِ.. تلك الأعشاب مفعولها يكون خطيراً أحياناً.. على تشعرين بالعطش؟..
للأسف لا يجب أن تأكلي أو تشربي للغد فهذا ليس جيداً لكِ في حالتكِ "
نظرت
إليه بقلق وهنا استطعت فتح فمي وهمست له بخوف بصوتٍ مخنوق
"
ماذا فعلتَ بوالدتك؟!.. أرجوك أخبرني بأنك لم تؤذيها!!.. أرجوك "
تأملني
بدهشة ثم بنظرات جامدة وأجابني بنبرة صارمة قائلا
"
استريحي الآن ونامي.. لا تفكري بما فعلته.. عليكِ أن تثقي بي وبأنني لا أظلم أحداً
عن قصد أو جُهلا.. في مملكتي كل من يظلم يأخذ جزاء أفعاله "
شهقت
بقوة وعرفت هنا بأنه أذى والدته بسببي.. أغمضت عيناي وبكيت بتعاسة.. للمرة الثانية
وفي أقل من يوم تم مُحاكمة أشخاص بسببي وخسروا حياتهم..
رائعة جداااااا حبيبتي 💕
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفتحفة كالعادة تسلم ايدك هفونتى روعة ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ردحذفأشكركِ حبيبتي
حذفجميله جدا ابدعتي بجد
ردحذفشكرااااااااااااااااااااااا
حذف💖💖💖💖💖💖💘💘💘💗💗💗💗💗💗💗💗💞💞💞💞💞💞💞💞💕💕💕💕💕💕💕💕💕
ردحذفتسلملي قلوبكِ حبيبتي
حذفتحفه بجد تحفه تسلم ايدك حبيبتي بالتوفيق الدائم
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفبارت بيجنن
ردحذفشكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
حذفواووووووووووووووو 😯😯😯😯😯😯😯😯😯👏🏻👌🏻👏🏻👌🏻👏🏻👌🏻👏🏻👌🏻👏🏻😍💖💗💝💝💗💝💗♥️💗💝💗💗💝💗💗💝
ردحذفبارت ولا أروع من كده تحفه ياقلبي تسلم ايدك
مستنيه البارت الجاي على ناااااااااار🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥♥️💗♥️♥️💖♥️💗💖💗💗💖💖💖👏🏻💖💖💗💗💖💖💗💗💗💖💝💖💗💝💖💖💝💗💝💖💝💝
حياتي أشكركِ جزيلا
حذفجميلة قلبي شكرا لكِ
تسلم ايدك حببتى انتى مبدعه
ردحذفشكراااااااااااااااااااااا
حذف❤️❤️😍😍😍😍😍😍😍
ردحذفحياتي
حذفكالعادة البارت تحفه ويجنن ❤❤ تسلم ايدك
ردحذفأشكركِ حبيبتي
حذفرائع هافن بجد روعه بس لاتتاءخرى علينا كتير
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفلن أتأخر أبدا يا قلبي
تسلم إيدك على هذا الإبداع ياقلبي البارت تحفة 😍😍😍😍😍😍😚😚😘😘😘😘
ردحذفأحلى لعنة😆❤️
ردحذف