رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. 💞💞💞💞😎👍😍😍💗💗💗❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  2. ❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  3. تحفه بكل المقاييس 😭😭😭💕💘💝💘💕💗💗💕💗💗💕💕💗💗💕💕💕💗💕💕💗💗💗💗💗💕💕💕💕💕💕💕💕💕💘💝💝💘💝💘💘💘💘💘

    ردحذف
  4. مبدعة كالعادة لكن أشعر أن الأمور أصبحت معقدة مع جميع شخصيات الراوية وتحديدا مع رومانوس وماريسا كيف يمكن أن يحل التسامح بينهم بعد كل هذا الظلم والاذى صعب جدا ...

    ردحذف
    الردود
    1. كلامكِ صحيح حبيبتي الأمور تعقدت جداً
      لكن ستعرفين قريباً جداً ما سيحدث وكيف سيجعل الماركيز ماريسا تعشقه

      حذف
  5. برافو كالعاده مبدعه حببت ردة فعل شارلي عاشت ايدها على الكف يستاهل ايثان🤍🔥😂

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حياتي
      وفعلا كان يستحق الصفعة

      حذف
  6. تسلم الأيادي🤍🤍🤍🤍 البارت جميييل كجمال روحك 🤍🤍

    ردحذف
  7. تسلم يدك فعلا الرواية تحفة جداا حماس في انتظارك ياقمر 💕💕

    ردحذف
  8. تسلم ايدك و عقلك على الافكار الابداعية🥰🥰🥰🥰
    اتمنى يكون التنزيل بسرعة الشوق و الفصول بيجنن ههه ❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي حبيبتي لأنكِ أحببتِ روايتي

      حذف
  9. روعة تسلم الأيادي 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹⚘🌹🌹🌹❤❤❤❤❤❤❤😘

    ردحذف
  10. الردود
    1. شكرااااااااااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  11. بنت ايلينا من وين اجت هي كانت عذراء من اغتصبوها وبعدها انتحرت! !!؟

    ردحذف
    الردود
    1. ستعرفين الإجابة قريبا يا قلبي

      حذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد



انتقام المارد




مونرو بيلاتشو**



كان يجلس على الأريكة المصنوعة من الجلد الفاخر والسوداء كسواد قلبه وهو يحمل بيده كأس الويسكي وهو يفكر بكرهٍ شديد..


وقف ونظر أمامه بكرهٍ شديد وبغضب حارق


رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد


 

ضغط على أسنانه بقوة حتى كاد أن يحطمهم ثم خرجت صرخة غاضبة حانقة و مخيفة من فمه ورمى بالكأس بعيدا وبقوة ناحية اليسار ليرتطم بالحائط ويتحطم مصدراً دويا قوياً وتناثرت قطع الزجاج على الأرض وافترشتها بينما سائل الويسكي لطخ الحائط بكامله... ثم نظر بكره أمامه وهتف بحدة وبحنقٍ كبير

 

" سأقتله لذلك السافل.. سأقتله.. كيف تجرأ على فعل ذلك بي؟.. أنا الزعيم بيلاتشو يتم ضربي وتهديدي من قبل ذلك القذر إيثان بوربون... أنا الزعيم مونرو بيلاتشو والذي يخافهُ الجميع يُعاملني إيثان بوربون بتلك الطريقة.. لقد حفر قبرهُ بيديه.. سأنتقم منه شر انتقام وسأجعلهُ يرى من يكون مونرو بيلاتشو "

 

عينيه أصبحت شديدة الاحمرار دليلا على غضبهِ الكاسح و سخطه و كرهه الكبير.. عاد وجلس على الأريكة وأغمض عينيه ثم ظهر طيف ابتسامة خبيثة على شفتيه وهو يفكر..

 

تلك الجميلة امرأة إيثان سأنالها مهما كلفني الأمر.. سأنال منها وأجعلها مُلكا لي حتى لو تطلب مني ذلك إشعال الحرب على إيثان بوربون..

 

فتحت عيناي ثم ابتسمت بخبث بينما كنتُ أتذكرُها.. جميلة وناعمة وتبدو بريئة لحد اللعنة.. فورا عندما وقعت عيناي عليها استطعت المعرفة بأنها مختلفة.. هي لا تبدو عاهرة بتاتا.. بدت كملاك بتلك الملابس الفاضحة والتي كشفت عن جمالها الأخاذ.. جسد صغير نحيف بتضاريس مثيرة جداً جعلت لعابي يسيل وعضوي الذكري انتصب في الحال لأجلها فقط..

 

شعرت بالرغبة لامتلاكها وأردتُها لي مهما كلفني ذلك من أموال.. دموعها ونظراتها المرتعبة جعلتني أشعر بالنشوة وبرغبة كبيرة حتى أجعلها مُلكاً لي..

 

بريئة جداً لتكون في هذا الملهى الليلي وبتلك الملابس وعلى تلك المنصة أمام العامود.. جميع الرجال انصبت نظراتهم عليها وهذا أغضبني.. أردتُها لي فقط.. ولم تُعجبني أبداَ فكرة أن يراها أحداً سواي بتلك الملابس..

 

اوه نعم لم تُعجبني أبداَ فكرة أن يراها أحداً سواي بتلك الملابس.. وبدأت أتخيل نفسي ألمسُ جسدها الصغير وأمطرُها بقبلاتي بينما أضاجعها بعنف وأجعلها تصرخ بقوة من المتعة وتتمنى مني المزيد والمزيد..

 

شعرت بالدهشة لدى سماعي بأن ذلك الحقير بوربون سمح ولأول مرة أن يتم شراء راقصة في ملهاه الفخم.. وفورا تهاتف الرجال وبدأوا يتقاتلون لشرائها لهذه الليلة.. وفكرة أن رجل غيري سوف يستمتع بها أغضبتني بشدة.. لذلك أمرت حارسي الشخصي بدفع مبلغ جداً ضخم لأجلها وعندما فعل وقفت وذهبت إليها..

 

كنتُ على وشك مضاجعتها في سيارتي لأنني لم أستطع الانتظار لحين وصولي إلى قصري.. أردتُها بجنون.. أردت امتلاكها رغم مقاومتها لي وبكائها المرير..

 

عرفت فوراً بأنها ليست إيطالية بل إنجليزية.. أنا أتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقة لكنني قررت أن لا أتكلم معها بلغتها وأتسلى قليلا.. من أين جلبها ذلك الحقير بوربون؟!.. ولماذا أراد بيعها في ملهاه تلك الليلة؟!.. أسئلة كثيرة شغلت تفكيري لكنني قررت اكتشاف الإجابة لاحقا..

 

لكن فجأة توقفت سيارتي ورأيت ذلك القذر بوربون أمامي.. بسبب دهشتي لم أستطع رد اللكمات له لقد باغتني القذر وحطم وجهي وهددني.. وأخذ مني فتاتي..

 

بعد ذهابه وأخذهِ لفتاتي معه توجهت إلى أقرب مستشفى وخضعت لعملية تجميلية في أنفي.. الحقير حطم أنفي وحطم لي فكي.. شهر بكامله وأنا أخطط للانتقام منه وأمرت رجالي بجلب كل المعلومات عن تلك الفتاة..

 

لكن لم يستطيعوا رجالي الأغبياء معرفة أي شيء عنها.. لذلك عينت تحرٍ خاص وأمرتهُ بجلب كل المعلومات عنها.. أردت معرفة كل شيء عنها لأنني أخطط لامتلاكها.. 


وبعد مرور شهر وثلاثة أسابيع على تلك الليلة أخيراً سأكتشف من تكون تلك الجميلة إذ اتصل بي منذ قليل ذلك التحري وقال بأنه سيأتي بعد نصف ساعة إلى منزلي.. وهنا علمت بأنه حصل على المعلومات التي أريدها منه..

 

انتظرتهُ بفارغ الصبر وأخيرا ها هو الأن يقف أمامي وفي يدهِ ملف..

 

" سيد بيلاتشو.. في هذا الملف ستجد كل المعلومات عنها.. لقد تطلب مني البحث عنها جُهدا كبيرا و.. "

 

نظرت إليه ببرود ثم حدقت بوجهه بملل وأشرت له بيدي ليصمت وفعل فورا.. وقفت ببطء وتقدمت نحو مكتبي وفتحت الدُرج الأول..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد


 

أمسكت بخمسة رزمات من المال ورميتُها على مكتبي أمامه..

 

نظرت إليه بنظرات جامدة وكلمته بحدة

" هذا المبلغ هو ضعف ما اتفقنا عليه.. أظنه يكفي "

 

رأيتهُ بامتعاض ينظر بحزن إلى تلك الرزمات ثم رفع نظراته وحدق ببراءة في وجهي قائلا  بحزن

 

" سيد بيلاتشو لقد دفعت الكثير وتكبدت مشقة كبيرة جداً حتى أجلب لك المعلومات عنها كما أنني سافرت إلى إنجلترا لمدة أسبوع كامل حتى أعـ... "

 

رفعت يدي عاليا وأشرت له ليصمت وفعل.. أمسكت برزمة ثانية ورميتُها على المكتب وقلتُ له بحدة

 

" كرمي انتهى هنا.. ضع الملف على مكتبي وانصرف قبل أن أُنهي حياتك بيدي "

 

بلع ريقه بخوف وحدق بتوتر إلى وجهي ثم اقترب وأمسك بالرزمات ووضع الملف على المكتب أمامي ثم شكرني قائلا قبل أن يغادر

 

" شكرا لك سيد بيلاتشو.. أسعدني جداً التعامل معك.. إن احتجتَ إلى خدماتي من جديد اتصل بي في أي وقت "

 

أشرت له بعدم اكتراث بيدي ليخرج وفعل.. بعد خروجه من مكتبي وقفت جامدا أنظر بشرود إلى الملف..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد


 

أخيرا سأعلم من تكون تلك الجميلة وخاصةً من تكون بالنسبة لذلك الحقير والقذر إيثان بوربون..

 

جلست بهدوء على الكرسي وفتحت الملف..

 

" شارلي ديكنز "

 

همست بشرود عندما قرأت اسمها.. اسمها فريد من نوعه بالنسبة لفتاة.. فريد جدا من نوعه مثلها تماماً.. ابتسمت برضا وتابعت قراءة الملف.. عندما انتهيت نظرت أمامي بشرودٍ تام وبصدمة..

 

هناك غموض كبير يلفُها.. هي صغيرة ومن عائلة بسيطة جداً.. وذلك الغبي التحري لم يستطع معرفة ما يجمعها بـ إيثان بوربون وما هي علاقتها به.. حتى أنه لم يستطع اكتشاف ما سبب جلبهِ لها إلى إيطاليا بسرية تامة.. والغريب أن ذلك القذر إيثان تكفل بعلاج والدتها ولكنها ماتت أثناء العملية والمدهش أنهُ تكفل بالجنازة.. 


لكن ما صدمي أكثر معرفتي بأن شارلي ديكنز تزوجت في الأمس من الطبيب المشهور والأخ الأكبر لـ إيثان بوربون.. كيف واللعنة تزوجت بهذه السرعة من ماركو بوربون؟.. بل كيف والجحيم سمح ذلك القذر إيثان بأن تتزوج فتاته من شقيقه ماركو؟..

 

لقد هددني وقال لي بوضوح بأن لا أقترب منها وأنها من ممتلكاتهِ الخاصة.. كيف واللعنة سمح لها بأن تتزوج شقيقه الكبير؟!.. تبا لا أستطيع إيجاد أجوبة مقنعة على أسئلتي.. لكنني سأكتشف الحقيقة قريبا.. و زواجها من ماركو لن يردعني عن امتلاكها مهما طال الزمن..

 

ابتسمت بخبث وأمسكت هاتفي.. اتصلت برئيس حرسي وعندما أجابني أمرتهُ بسرعة قائلا

 

" أرسل على الفور ثلاثة من رجالي لمراقبة قصر ماركو بوربون.. أريدهم أن يراقبوا لي زوجتهُ الصغيرة على مدار الساعة وليرسلوا لي التقارير يومياً.. أريد أن أعلم كل شيء عنها وبدقة "

 

أنهيت المكالمة وابتسمت بخبث.. شارلي ديكنز سأعرف قريبا ما هي حكايتكِ مع الأخوين بوربون وحينها سأجعلكِ لي بعد أن أُحطم الأخوين بيدي..

 

إيثان**

 

أغلقت الهاتف بوجه شارلي وشعرت بقلبي يعتصر بشدة لأجلها.. كلماتي القاسية معها ألمتني جداً.. أنا إيثان بوربون قاهر قلوب النساء أتألم بسبب خائنة لعينة أجادت اللعب في قلبي و بعواطفي..

 

" كم كنتُ غبي "

 

همست بأسى بينما كنتُ أتذكر كيف ابتعدت عنها بعد وفاة والدتها بسبب وعدي اللعين لأمها.. ابتعدت عنها لأنني أعلم جيداً بأنني لستُ مناسبا لها لأحميها وأهتم بها كما وعدت والدتها المرحومة.. لكن عندما قررت أن أخلف بوعدي وذهبت مثل الأحمق لأراها رأيتُها ترمي بشباكها على شقيقي الوحيد ماركو..

 

فكرة أنها سلمت نفسها له أحرقت روحي.. ألم الروح أعظم بكثير من ألام الجسد.. وأنا روحي تألمت بشدة بسبب شارلي ديكنز.. والآن عندما اتصلت بي قلبي الخائن نبض بعنف لأجلها.. نبض بجنون فقط لسماعي صوتها..

 

ماذا تريد مني بعد؟!.. هل تريدني أن أقتل شقيقي الوحيد من أجلها؟!!.. اللعنة عليها مستحيل أن أفعل ذلك.. سأتركهُ يستمتع بها لبعض الوقت ثم سأرميها خارج حياتنا لتلك العاهرة والساقطة إلى الأبد..

 

" حبيبي لماذا أنتَ غاضب؟.. ثم هل سنذهب إلى المطعم لتناول الغداء؟.. أشعر بالجوع وأرغب بتناول وجبة الغداء برفقتك "

 

سمعت أدريانا تهمس لي بدلال وهي تقترب مني.. جلست في حضني وحاوطت عنقي بكلتا يديها وبدأت تداعب بشرتي وشعري بأصابعها.. تأففت بملل ثم أمسكت بذراعيها وأبعدتهما عن عنقي وسحبتها لتقف بعيدا عني باشمئزاز ثم وقفت..

 

سمعتها تعترض لكنني لم أهتم بل أشرت لها بيدي حتى تتبعني وخرجت من غرفتي.. وطيلة اليوم كنتُ أفكر بـ شارلي مثل عادتي حتى أنني في المساء ضاجعت تلك القذرة وحاولت أن أتخيلها شارلي لكن لا مُقارنة بينهما.. شارلي سرقت عقلي وقلبي ومشاعري وكل شيء بداخلي..

 

في اليوم الثاني ذهبت مع تلك الحقيرة في الساعة الواحدة والنصف إلى مطعم فخم لتناول الغداء.. كنتُ أجلس شارد الذهن في المطعم وقد فقدت شهيتي تماما وأنا أفكر بـ شارلي وبسبب اتصالها بي في الأمس.. أمسكت بالشوكة وأخذت أحرك الطعام في الطبق الذي أمامي منتظراً بفارغ الصبر أن تسنح لي الفرصة حتى أُنهي هذا الغداء اللعين مع تلك الساقطة أدريانا وأعود بهدوء إلى منزلي وأستريح..

 

وقفت أدريانا وسمعتها تقول بأنها ستدخل إلى الحمام.. لم أهتم لها ولا لأي شيءٍ آخر إذ كنتُ أفكر بشرود ومثل العادة بـ شارلي.. رنين هاتف انتشلني من أفكاري.. هذه الرنة لا تعود لهاتفي!.. نظرت إلى الطاولة ورأيت هاتف أدريانا بجانب الطبق الخاص بها يضيء ويصدر صوتا مزعجا.. 


تأففت بانزعاج لأن الرنين لم يتوقف.. رفعت يدي وأمسكت بهاتفها وعندما كنتُ على وشك الضغط على الشاشة لفصل الاتصال تجمدت يدي ونظرت بدهشة كبيرة إلى الشاشة عندما رأيت الاسم..

 

" خادمة إيثان الحقيرة!!!!.... "

 

همست بذهول بالاسم عندما قرأته وفورا حدقت بالشاشة بجمود.. ضغطت على الشاشة ووضعت الصوت على المكبر..

 

" آنسة أدريانا.. يومين كاملين لم تستقبلي اتصالاتي بهم.. لا يمكنكِ تجنُبي أبدا وإلا فضحتكِ لدى السيد إيثان وأخبرتهُ كامل الحقيقة.. إياكِ أن تظني بأنني سأصمت.. سأتكلم وأخبرهُ بكل ما خططتِ له.. المبلغ الذي وعدتني به لم يتم تحويله أبداً إلى حسابي.. الأفضل لكِ أن تحولي المبلغ وأريدهُ الآن أضعافا عن السابق.. "


توسعت عيناي بصدمة كبيرة وسمعتُها تتابع قائلة بحدة 


" لقد ساعدتكِ وأخبرت السيد بتلك الأكاذيب عن شارلي كما اتفقنا وقد صدقني.. لذلك من مصلحتكِ أن تعطيني ما أريدهُ وفي الحال وإلا أخبرت السيد إيثان بأنكِ هددتني وأجبرتني على الكذب عليه وحينها سترين ما سيفعلهُ بكِ.. اعتربي كلامي كتهديدٍ لكِ.. ولا تستخفي بي أبداً.. أنا ربيكا موسيني يا أنسة أدريانا وعليكِ أن تخافي مني وإلا جعلت حياتكِ جحيما.. لديكِ فترة ساعتين فقط حتى تحولي لي كامل المبلغ على حسابي الشخصي وإلا اتصلت بالسيد وأخبرتهُ كل شيء ولكن طبعا سأجعل نفسي الضحية وصدقيني سأجعلهُ يقتلكِ بيديه.. الوداع "

 

ارتعشت يدي بقوة بينما كنتُ أنظر بصدمة كبيرة إلى الشاشة.. اشتد العصب في فكي من قوة ضغطي على أسناني ونفرت كل عروق جسدي بشكلٍ واضح.. شعرت بأنني سأنفجر من الغضب في هذه اللحظة.. ما سمعتهُ جدا خطير.. لقد تم التلاعب بي من قبل عاهرتين قذرتين لعينتين..

 

اشتدت قبضتي على الهاتف ورأيت شق كبير في وسط الشاشة ثم ضغطت قبضتي أكثر على الهاتف وأنا أتخيله عنق تلك القذرة أدريانا وعنق تلك الخادمة الساقطة.. تحطم الهاتف في قبضتي ورميتهُ بعنف على الطاولة وأصدر صوتا قويا جذب الأنظار نحوي..

 

" سأجعلهما يدفعان الثمن غاليا وجداً "

 

همست بحقد جعل دمائي تفور.. أغمضت عيناي ثم فتحتُها وابتلعت غصة مريرة تسد حلقي وضممت قبضتي يداي بقسوة بجواري وشعرت برغبة شديدة بلكم شيء بهما حتى أزيل حملا عما يعتمر بداخلي الأن من غضب وكره ونفور وسخط..

 

يا إلهي شارلي!!.. همست بعذاب بداخلي وأغمضت عيناي بقوة بينما كنتُ أتذكر ما فعلت بها.. كيف صدقت تلك الخادمة الحقيرة ولم أصدق جميلتي شارلي؟!... كيف واللعنة صدقتُها بغباء؟!!.. تبا لا بد أن شارلي قالت لـ ماركو بأنها تحبه لكن أظن أنها كانت تعني كشقيقٍ لها.. وأنا بسبب غيرتي وحماقتي لم أنتبه لذلك وصدقت تلك اللعينة.. فتحت عيناي وحدقت بحزن ثم بجمود أمامي

 

" لا أحد يتلاعب بي وينجو بفعلته.. لا أحد "

 

همست بكره وفورا أمرت النادل بجلب الحساب.. دفعت الحساب ووقفت واتجهت نحو حمام السيدات.. كانت تلك الساقطة تخرج من باب الحمام.. ابتسمت لي وهي تتقدم باتجاهي.. يا إلهي كم رغبت في هذه اللحظة بتحطيم وجهها ومسح تلك الابتسامة القذرة عن وجهها..

 

" حبيبي ماذا تفــ... آااااهه.. إيثان أنتَ تؤلمني.. إيثان ما بك؟!!.. توقف... توقف.. "

 

همست برعب عندما أمسكت بذراعها بقسوة وجذبتُها خلفي خارجاً من المطعم..

 

" إيثان هاتفي على الطاولة لقد نسيتهُ هناك يجـ.. "

 

سمعتها تهتف برعب لكنني سحبتُها نحو سيارتي ولم أهتم للموظف الذي فتح لها الباب إذ رميتُا بعنف إلى داخل السيارة ثم أغلقت الباب بقوة وأعطيت الموظف بقشيش ثم صعدت خلف المقود وبدأت أقود سيارتي بشكلٍ جنوني..

 

" إيثان.. خفف من سرعتك أنتَ تُخيفني.. إيثااااان أوقف السيارة أرجوك "

 

نظرت نحوها ورفعت يدي اليمنى وأمسكت بشعرها وجذبتُها نحوي بعنف.. بدأت تبكي وهي تهتف برعب

 

" هل فقدتَ عقلك إيثان؟!!.. دعني أنتَ تؤلمني "

 

رفعت رأسها عاليا ونظرت إلى عينيها الباكية بشر ثم حدقت نحو الطريق وقلتُ لها بفحيح

 

" أيتُها الساقطة القذرة لعبتِ لعبة قذرة من خلف ظهري مع تلك الخادمة الحقيرة.. ستدفعان الثمن غالياً.. لا أحد يستغفلني وينجو بفعلتهِ أيتُها العاهرة "

 

شهقت برعب ثم سمعتُها تبكي بقوة لكنني لم أهتم ولم أشفق عليها.. رميتُها بعيدا بقوة ثم أخرجت هاتفي واتصلت بـ لوكاس وفور تلقيه اتصالي أمرتهُ بسرعة قائلا

 

" اذهب في الحال إلى قصري واجلب لي تلك الساقطة المدعوة ربيكا.. ثم تعال مع الرجال إلى المستودع في شركة رومانوس.. لا تتأخر "

 

أنهيت المكالمة ونظرت أمامي بشرٍ كبير.. ثواني وسمعت رنين هاتفي.. ظننت لوكاس المتصل لكن رأيت رقم الماركيز الخاص.. يا ترى ماذا يريد رومانوس الآن؟!.. تساءلت بدهشة ثم هتفتُ بحقد على تلك القذرة وأمرتُها بحدة

 

" توقفي عن البكاء يا لعينة وإلا قتلتُكِ في الحال "

 

كتمت شهقاتها وأنينها وتلقيت اتصال رومانوس.. شتمت بغيظ لدى معرفتي بأن تلك الفتاة قد هربت وأنه يتوجب عليّ الذهاب إلى شمال دي فالكوني والبحث عنها مع الرجال..

 

" هذا ليس الوقت المناسب.. تبا لتلك الحمقاء سيقتلها رومانوس عندما يجدها "

 

همست بصوتٍ بالكاد يُسمع وتوجهت بأقصى سرعة إلى شركة رومانوس..

 

وصلت إلى الشركة وركنت سيارتي في الموقف السفلي.. أخرجت تلك الحقيرة وسحبتُها خلفي وتوجهت نحو المستودع.. رميتُها بعنف على الأرض وبدأت أمشي ذهابا و إيابا وأنا أفكر.. لحظات قليلة دخل لوكاس إلى المستودع برفقة الرجال وتلك الخادمة الحقيرة..

 

رماها لوكاس بجانب أدريانا ثم وقف أمامي وهمس قائلا

 

" لماذا جلبتهما إلى هنا؟!.. أنا متأكد بأنهما ارتكبتا شيئا فظيعا حتى رميتهما هنا؟! "

 

نظرت إليه ببرود قائلا

" يجب أن نذهب في الحال إلى شمال دي فالكوني.. الماركيز يحتاجنا.. وسأخبرُك عن هاتين العاهرتين وما أنوي فعلهُ بهما "

 

نظرت نحو ستة من رجالي وقلتُ لهم بأمر

" أنتم.. كبلوا هاتين العاهرتين واحرسوهم لغاية عودتي "

 

وخرجت من المستودع برفقة لوكاس وباقي الرجال.. وذهبنا للبحث عن فتاة الماركيز.. بعد مرور ثلاث ساعات اتصل بي رومانوس وقال لي أن أتوقف عن البحث لأنه وجدها.. وهكذا عدتُ من جديد برفقة لوكاس والرجال إلى المستودع..

 

وقفت أمامهم أنظر إليهم بنظراتٍ قاتلة متوعدة ثم انحنيت وسحبت شريط اللاصق عن فمهم وبدأوا يصرخون برعب ويطلبون النجدة ويتوسلان إليّ طلبا للرحمة.. تأففت بضيق وهتفت بوجههم بصوتٍ حاد وصارم

 

" توقفا عن البكاء والصراخ وإلا قتلتكما في الحال "

 

شهقتا برعب ونظرتا إلى وجهي بخوفٍ كبير.. التفت ناحية اليمين وأشرت لحارس حتى يجلب لي الكرسي.. جلبهُ ووضعهُ بجانبي.. أمسكت بظهر الكرسي وأدرتهُ عكسيا ثم خلعت سترتي وربطة عنقي وسلمتهم لحارس ثم بدأت ببطءٍ شديد أرفع أكمام قميصي قليلا وأنا أنظر إليهم بوعيد


رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد


 

التففت حول الكرسي القديم وجلست عليه ونظرت بطريقة مرعبة نحو العاهرتين أمامي سحبت نفسا عميقا متداركا غضبي الأسود الذي بدأ يتفاقم و يخرج عن سيطرتي قبل أن أزفر بكل ما يعتمل صدري المُتعب والهائج في هذه اللحظة و أردفت قائلا بلين مُصطنع ممتزج بغضبٍ مكبوت

 

" والأن ستتكلمان بهدوء وتُخبراني بالتفصيل الممل كيف تجرأتما ولعبتما بي ومن خلف ظهري أيضاً.. أريدُ أن أعلم كامل الحقيقة وإن كذبتما عليّ سيتم بتر قطعة جميلة من أجسادكم.. هل كلامي واضح؟ "

 

بدأوا بالبكاء والنواح بقوة وأشارتا لي بالموافقة.. وسمعت تلك الخادمة الحقيرة تقول ببكاء

 

" سيدي.. أرجوك ارحمني.. أنا لا ذنب لي.. هي السبب.. هي السبب صدقني.. هي أجبرتني على إخبارها بكل تحركاتك وما يحصل في قصرك و.. "

 

نظرت أدريانا إليها بصدمة وهتفت برعب

" كاذبة.. لا تصدقها حبيبي.. أنا لم أفـــ.. "

 

رفعت يدي أمامهم وهتفت بحنق

" توقفااااااااااا.. "

 

صمتا على الفور ولم يتوقفا عن البكاء والنحيب.. رفعت رأسي عالياً وتأملتهما بحقد


رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد



رفعت يدي اليسرى وأشرت بأصبعي السبابة نحو حارس ليقترب وفورا اقترب ووقف أمامي وسلمني سكين كبير وعاد ليقف بعيدا.. أمسكت بالسكين و بدأت أداعب نصله بإبهامي دون أن أتوقف عن النظر إلى عيون هاتين الساقطتين..

 

ابتسمت بخبث وأشرت بالسكين نحو الخادمة ربيكا وقلتُ لها بصوتٍ خشن

 

" تفوهي بكذبة أخرى وسأقطع لكِ أصابعكِ.. تفوهي بكذبة ثالثة وسأقطع لكِ لسانكِ القذر.. والأن تكلمي وأخبريني بالحقيقة وكيف حصل واتفقتِ مع تلك العاهرة "

 

ثم نظرت نحو أدريانا وقلتُ لها بسخط

" أما أنتِ.. إن تفوهتِ بحرف سأستمتع بتشويه وجهكِ الجميل بهذا السكين.. فهمتِ؟ "

 

أومأت برعب موافقة وابتسمت خبث وعادت نظراتي لتحدق بتلك الخادمة.. شهقت ربيكا بقوة وبكت بمرارة ثم قالت لي من بين شهقاتها

 

" سيدي لا تؤذيني أرجوك.. سأخبرُك بكامل الحقيقة.. سأعترف لك بكل شيء فقط لا تؤذيني أرجوك "

 

نظرت بحدة إليها وهمست بصوتٍ غاضب وبهدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة

" تكلمي قبل أن أفقد أعصابي "

 

ارتجفت برعب وبدأت تُخبرني بالتفصيل الممل كل ما حدث بينها وبين أدريانا... وبصدمة سمعت كامل اعترافها.. كم كنتُ أعمى عن رؤية حقيقة أدريانا المقرفة.. وكم كنتُ غبي لأنني صدقت تلك الخادمة العاهرة.. شارلي عفريتتي الجميلة بريئة جداً وأنا بغباء صدقت بأنها عاهرة..

 

أخبرتني ربيكا بأن شارلي كانت تعتبر ماركو كشقيقٍ لها وأنه لم يحدث شيئا بينهما.. وأخبرتني بأنها اتفقت مع أدريانا حتى تُخبرني بتلك الأكاذيب عن شارلي وأنها كانت تُحول لها مبالغ كبيرة على حسابها مقابل كل معلومة توصلها لها..

 

عندما انتهت ربيكا من قول كامل الحقيقة نظرت نحو أدريانا وعيناي تحدقان في عينيها بغضبٍ كاسح وقد فقدت القدرة على التحكم بأعصابي أخيرًا والتي مارست عليها ضغطا كبيرا حتى لا تنفلت مني طيلة هذا الوقت.. 


هبيت من مكاني واقفا بغضب لدرجة أن الكرسي وقعت على الأرض وتحطمت واندفعت نحوها وأمسكتُها من شعرها بقسوة ورفعت رأسها عاليا وهتفت بجنون وبحدة ضاغطا على أسناني بعنف وأنا أنظر إليها بعينين تقدحان شررًا

 

" كيف تجرأتِ أيتُها اللعينة على فعل ذلك بي؟.. تكلمي.. "

 

بكت أدريانا برعب وبدأت تتوسل مني الرحمة.. وضعت السكين على عنقها وهمست لها من بين أسناني

 

" كيف تصور لكِ عقلكِ القذر بأنه يمكنكِ اللعب من خلف ظهري دون أن أكتشف ذلك؟.. ستدفعين الثمن غاليا على ذلك "

 

نظرت إلى عيناي برعب وقالت ببكاءٍ مرير

" أنا أحبك إيثان.. أحبُك كثيراً.. فعلت ذلك لأنني رأيت كيف كنتَ تنظر إليها.. فعلت ذلك لأنني شعرت بالخوف من أن تسرقك مني.. فعلت ذلك لأنني أعشقك بجنون.. آااااااااااععههههه.. لا أرجوك توقف.. "

 

هتفت الحقيرة برعب وبألمٍ كبير في النهاية عندما مزقت فستانها عن الصدر بالسكين وحدقت بكره إلى عينيها قائلا

 

" أنتِ مجرد عاهرة بالنسبة لي.. هل تعلمين ما يعنيه ذلك؟.. أنتِ مجرد جسد أستمتع به وأرميه عندما أمل منه.. وإياكِ أن تقولي لي من جديد بأنكِ تُحبينني لأنني أشعر بالغثيان وبالقرف عندما تقولينها "

 

سحبت يدي باشمئزاز من شعرها ثم نظرت إلى حمالة صدرها وقطعتها بالسكين وظهر صدرها المحشو بالسيلكون أمامي.. نظرت إليه بقرف ثم رفعت السكين وحفرت على صدرها الأيمن علامة خطأ.. أي علامة إكس.. صرخت بقوة وحاولت المقاومة لكنني صفعتُها بعنف وعاودت حفر تلك العلامة على صدرها..

 

عندما انتهيت نظرت إلى دموعها باستمتاع وقلتُ لها

" هذه العلامة لن تزول بسهولة حتى لو أجريتِ خمسين عملية تجميلية.. هذه العلامة صنعتُها بيدي حتى تذكركِ لمدى الحياة أيتُها الساقطة بأنكِ أخطأتِ باللعب مع إيثان بوربون "

 

ثم استقمت ونظرت نحو تلك الساقطة الثانية وقلتُ لها

" أما أنتِ.... "

 

أجهشت ربيكا بالبكاء وبدأت تتوسل لأرحمها وأعفو عنها لكن طبعا لن أفعل ذلك.. تقدمت خطوتين وأمسكت بخصلات شعرها الطويل بقبضتي ورفعتهُ عاليا وقطعت شعرها بالسكين ورميتهُ في حضنها ثم داعبت نصل السكين على خدها وقلتُ لها بفحيح

 

" من يخون إيثان بوربون لن ينجو أبداً بفعلته.. لذلك... "

 

صرخت بشدة وبدأت تتوسل وتطلب الرحمة.. ابتسمت لها بشر ثم قذفتها لتنام على بطنها وأمسكت بيدها وقطعت لها أصبعها الخنصر.. أدرتُها لتنام على ظهرها ونظرت إليها باستمتاع وهي تبكي وتصرخ من شدة الألم.. رفعت أصبعها المقطوع أمام وجهها وقلتُ لها

 

" هذا هو ثمن خيانتكِ لي والتجسس عليّ.. حظكِ كبير لأنني لم أقطع أصابعكِ بأكملها "

 

رميت أصبعها في وجهها ثم استدرت وأعطيت السكين لواحد من حرسي ونظرت إلى الرجال.. كان في الغرفة لوكاس و خمسة وعشرين عُنصر من حرسي.. ابتسمت بخبث وقلتُ لهم

 

" والآن ستتناوبون جميعكم على اغتصابهم بالدور ليومين متتاليين.. وأنتَ لوكاس لأنك متزوج وتعشق زوجتك يمكنك الخروج من هنا "

 

رفع لوكاس حاجبه بامتعاض وقال لي بمزاح

" لماذا دائما هم يحصلون على المتعة وأنا لا لأنني متزوج؟ "

 

غمزته وقلتُ له بخبث

" يمكنك البقاء لكنني سأتصل بزوجتك وأخبرها "

 

رفع يديه باستسلام عاليا وقال لي

" لا داعي لذلك.. في الأصل أنا من المستحيل أن ألمس هاتين القذرتين حتى لو كنتُ أعزبا "

 

التفت نحو أدريانا و ربيكا الباكيتين واللتين كانتا تصرخان برعب وتقدمت نحوهما وقلتُ لهما

 

" إن تفوهتما بحرف أمام أحد سيتم جمع أشلائكم في كامل أنحاء دي فالكوني.. لحسن حظكما أنني لم أقطع أوصالكم "

 

ثم نظرت إلى ربيكا وقلتُ لها بحقد

 

" عندما ينتهون رجالي من التمتع بكِ لا أريدكِ أن تقتربي من قصري مجددا وإلا أمرت بقتل شقيقتكِ وكل من تبقى من أفراد عائلتكِ أمامكِ.. وسأحرص جيداً على أن لا يتم توظيفكِ في أي قصر في دي فالكوني "

 

ثم توجهت نظراتي نحو أدريانا الباكية بهستيرية وقلتُ لها بقرف

 

" عاهرة مثلكِ لن تُمانع بأن يضاجعها خمسة وعشرين رجلا.. ولكن عزيزتي إن تفوهتِ بحرف أمام أحد سأحرص على إنهاء مسيرتكِ في عالم الأزياء كعارضة وأجعلكِ تشحذين على الطرقات "

 

ثم نظرت إلى العلامة على صدرها وقلتُ بخبث

" أظن تلك العلامة ستُنهي مسيرتكِ المهنية.. حظا موفقا ستكونين أجمل عاهرة على الطرقات "

 

ابتسمت بسخرية لدى سماعي توسلاتها وبكاء ربيكا لكنني استدرت وخرجت بهدوء من المستودع وتركت رجالي يستمتعون بهما..

 

كانت الساعة العاشرة والنصف في المساء وقررت أن أذهب إلى قصر ماركو حتى أعتذر منه وخاصةً من جميلتي العفريتة شارلي.. قررت أن أعيدها إلى قصري بعد أن أطلب منها السماح..

 

ذهبت بمفردي إلى قصر ماركو وأوقفت سيارتي أمام البوابة لكن لدهشتي لم يتم فتحها لي من قبل الحارس.. خرجت بغضب وتوقفت أمام البوابة الضخمة ونظرت إلى الحارس وأمرتهُ بهدوء

 

" افتح لي البوابة في الحال "

 

نظر برعب إلى وجهي وأجابني باحترام وبخوف

" آسف سيد إيثان لدي أوامر من السيد ماركو بعدم السماح لك بالدخول إلى القصر "

 

أخذت عدة أنفاس لأعيد الدورة الدموية إلى رأسي وقد تأجج غضبي مجددًا لأرد على تصريحهُ ذاك بغضبٍ جنوني

 

" اسمع أيها الحقير.. ستفتح لي البوابة في الحال وإلا حطمتُها على رأسك.. افتحها أيها اللعين "

 

بلع ريقه برعب وقال من جديد

" آسف سيد إيثان لن أفعل فهذه أوامر السيد الكبير.. أرجوك اذهب وإلا اتصلت بالشرطة "

 

اشتد بي الغضب أضعافا لوقاحته وبدأت أخبط وأركل البوابة وأنا أهتف بجنون

" مااااااااااااااااااركو.. دع ذلك القذر يفتح لي البوابة وإلا قتلته.. ماااااااااااااااركو.. "

 

ثواني ورأيت ماركو يتقدم باتجاه البوابة.. هدأت وتوقفت عن الركل والصراخ ونظرت إليه بسعادة.. وقف ماركو أمامي ووضع يديه بجيب سرواله وقال ببرود

 

" ماذا تريد إيثان؟.. ما الذي جاء بك في هذه الساعة المتأخرة؟ "

 

هدأت أنفاسي المتسارعة وقلتُ له بهدوء

" افتح لي البوابة.. أريد أن أعتذر منك ومن شارلي.. أريدُ إعادتها إلى قصري و طلــ.. "

 

قاطعني ماركو قائلا بحزن

 

" للأسف تأخرت كثيراً.. لا أعلم لماذا غيرتَ رأيك ولكن شارلي لا تريد رؤية وجهك من جديد.. اذهب إيثان ولا تعد إلى هنا لأنه ليس مرحبا بكِ في قصري.. لقد خسرتني و خسرت شارلي بسبب غبائك.. الوداع "

 

كنتُ جامد أنظر إليه بصدمة كبيرة وهو يستدير ويمشي نحو القصر.. هتفت بجنون له ليعود وهتفت بجنون باسم شارلي لفترة ساعة كاملة لكن لم تأتي ولم يأتي ماركو من جديد..

 

شعرت بالأسى وبالإحباط ولكن قررت أن أعود إلى قصري وأتركها حتى تهدأ هي وماركو قليلا ثم سأطلب منهما السماح وأعيد شارلي إليّ..

 

شهر بكامله مضى وأنا أحاول أن أرى ماركو و شارلي ولكنه كان يتجنبني مثل الوباء ولم يسمح لي برؤيته حتى في المستشفى الخاص به.. شهر مؤلم مضى منذ تلك الليلة التي اكتشفت بها أنني ظلمت شارلي وشقيقي.. وتبعها أسبوع أيضا وما زال الحال كما هو..

 

شعرت بالبؤس وبإحباطٍ شديد طيلة هذه الفترة وبالكاد كنتُ أستطيع التركيز على عمل النادي الخاص بي وشركة رومانوس.. كنتُ أجلس في مكتبي الخاص في النادي عندما دخلت سكرتيرتي وهي تحمل بيديها ملف وجريدة.. ابتسمت بسعادة ثم وضعت الملف أمامي على الطاولة وقالت بفرح وبخجل

 

" ألف مبروك للسيد ماركو.. آسفة سيد إيثان لكن لم يكن لدي أدنى فكرة سابقا بأن السيد ماركو قد تزوج لذلك لم أقم بتهنئتك وتهنئته.. أتمنى له السعادة من كل قلبي "

 

رفعت رأسي ببطءٍ شديد وعقدت حاجباي وسألتُها بصدمة

" من تزوج؟!!... "

 

نظرت بدهشة إلى وجهي ثم عادت لتبتسم وقالت

 

" السيد ماركو هو من تزوج.. هناك خبر احتل كل عناوين الصحف اليوم بأن السيد ماركو بوربون قد تزوج بالسر منذ شهر تقريبا بفتاة إنجليزية اسمها شارلي ديكنز.. الجميع اندهش بالخبر ورجحوا كتمانه للموضوع بسبب صغر سن عروسته.. ولكن الجميع في إيطاليا فرح له ولا يهم سن العروسة فالحب لا يعرف العمر أو الفوارق الاجتماعية ولا يفرّق بين شخص كبير أو صغير أو غنيّ أو فقير أو حامل شهادات أو جاهل.. "

 

شعرت بجسدي أصبح كلوح من الجليد بينما تابعت سكرتيرتي قائلة بفرح

 

" أتمنى أن يعيشوا بسعادة لمدى العمر.. السيد ماركو يستحق السعادة بعد ما حصل معه منذ زمن.. بالإذن سيد إيثان سأذهب إلى مكتبي "

 

وضعت الجريدة أمامي وخرجت بهدوء بينما كنتُ جامد من هول صدمتي أنظر أمامي بعينين متسعتين بذهولٍ شديد.. شعرت بألمٍ رهيب في قلبي..

 

ألم لم أستطع احتماله وكأن سكين حاد دخل في وسطه وشقهُ لنصفين.. بدأت أنفاسي تتسارع بشكلٍ مُخيف وبهدوءٍ غريب أخفضت نظراتي نحو تلك الجريدة الموضوعة أمامي على المكتب وجحظت عيناي ونظرت بصدمة إلى العنوان المكتوب بخطٍ عريض في أول الصفحة..

 

الطبيب المشهور ماركو بوربون دخل القفص الذهبي من جديد...

 

اقشعر بدني من العنوان ورغما عني أخفضت نظراتي وبدأت أقرأ المقال بصوتٍ مهزوز

 

" في خطوة مفاجئة وبعد مرور ثماني سنوات على اغتيال والديه و زوجته, تزوج الطبيب ماركو بوربون منذ خمسة أسابيع وبسرية تامة في محكمة دي فالكوني بحبيبتهِ السرية والإنجليزية الأصل شارلي ديكنز والتي تبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة.. ورفض الطبيب المشهور إجراء مقابلة معنا لكنهُ ألمح الى أنه قد آن الأوان ليودع العزوبية، ويبني عش الزوجية..  وشهد على العقد المدرب الإيطالي الشهير ألبيرتو زاكيروني, ورجل الأعمال الكبير جيانو فاتشي, وهما أصدقاء مقربين جداً من الطبيب ماركو بوربون..

 

وأكد الطبيب بوربون أنه كان يتمنى أن يشاركهُ المُحبين وكل أصدقائه المقربين في يوم زواجه.. لكن بسبب ظروف خاصة وقاهرة اكتفى بعقد زواجه على حبيبته الصغيرة في المحكمة.. وأكدت مصادر خاصة بنا أن زوجتهُ شارلي ديكنز كانت قد توفيت والدتها أثناء خضوعها لعملية زراعة نخاع شوكي وذلك بسبب ضعف في القلب.. لذلك نظن أن تكتُم الطبيب بوربون على زواجه منها يعود لهاذا السبب وليس لصغر سنها "

 

شعرت بالأرض تهتز أسفلي وأحسست بدمائي تغلي بداخل شراييني بشكلٍ مُخيف... كان كل عرق في جسدي ينبض بشدة.. وكل خلية في جسمي كانت تنتفض بقوة.. أما قلبي شعرت بأنهُ أصبح خاويا لا روح فيه.. وبدأ قلبي يرتجف ثم أحسست بألمٍ مرعب به وكأن ألاف السكاكين غرزت به..

 

ضممت قبضتاي بقسوة وهبيت واقفا ورفعت رأسي عالي وهتفت بجنون

" شاااااااااااااااااااااااااارلي.... "

 

ارتجف جسدي بعنف وشعرت بأنني سأنفجر بأي لحظة.. كمية الغضب الأسود الذي سكنني كان قد فاق احتمالي.. أخفضت رأسي وبدأت أصرخ بجنون وأنا أرمي كل ما هو موجود عل سطح مكتبي بعيدا ثم استدرت وبدأت ألكم الحائط بلكمات متتالية دون أن أكترث للدماء التي بدأت تسيل بغزارة من يداي..

 

صوت شهقة خائفة جعلتني أتوقف عن لكم الحائط.. التفت إلى الخلف ورأيت سكرتيرتي تقف أمام الباب وهي تُحدق برعب نحوي وترتجف بقوة

 

" أخرجي من هنااااااااااااااا.. لا أريد رؤية أحد.. أخرجي حااااااااااااااالا..... "

 

هتفت بحدة وبغضبٍ مهول بوجهها وفورا استدارت وركضت خارجة كأن شياطين الأرض كلها تُلاحقها.. أخرجت منديلي من جيبي ومسحت الدماء عن يداي ثم أمسكت بهاتفي واتصلت بـ لوكاس.. سأجعلها تندم أشد الندم هي و ماركو.. أنا لا أتشارك ما هو مُلكاً لي مع أحد حتى لو كان أخي الوحيد..

 

أمرت لوكاس بجلب كل الرجال إلى نادي الخاص بي لأنني سأضع خطة محكمة لخطف شارلي.. سأقتحم قصره وأهدمهُ فوق رأسه وأخطف شارلي منه.. هل ظن بأنني غبي ولن أكتشف ما فعله!!.. هل ظن بأنني لن أكتشف أبداً بأنه سرق أملاكي وتزوج منها..

 

هل ظن بأنني لم أكتشف بأنه لم يغتصب فيليا.. الأحمق أخي المغفل لقد غاب عن باله أنني أرسلت الشرشف إلى المختبر وطلبت أن يتم إجراء تحليل الحمض النووي على الدماء به وأخذت فرشاة شعر فيليا من منزلي السري وفرشاة أسنان ماركو من قصري وسلمتهم للمختبر وتبين لي لاحقا بأن الدماء الموجودة على الشرشف تعود لأخي العزيز..

 

سأنتقم منه على طريقتي الخاصة الليلة.. وسأجعل شارلي تكون لي مهما كان الثمن..


 

شارلي**

 

" بموجب السلطة المخولة لي أعلنكما زوجاً و زوجة.. يمكنك تقبيل العروس سيد بوربون "

 

خفق قلبي برعب لدى سماعي للقاضي ينطُق بتلك الكلمات باللغة الإنجليزية.. شعرت بيدين ماركو تمسك بذراعي وأدارني برقة نحوه ثم وضع كلتا يديه على كتفي.. أغمضت عيناي وارتعش جسدي بقوة بينما كنتُ أترقب قبلتهُ على شفتاي.. صحيح زواجنا ليس سوى حبر على ورق كما اتفقنا سابقاً لكن رفضت فكرة أن يُقبلني رجلا آخر غير إيثان..

 

شعرت بشفتيه تطبع قبلة خفيفة على جبيني ورغما عني تنفست صعداء وبراحة لأنه لم يُقبلني على فمي.. فتحت عيناي ونظرت إليه بامتنان ثم بحزن.. ابتسم لي برقة وربت بخفة على كتفي ثم سمعت القاضي يتكلم بالإنجليزية قائلا

 

" ألف مبروك لكما.. والآن يجب أن توقعوا على عقد الزواج مع الشاهدين "

 

وقع ماركو أولا ثم سلمني القلم.. نظرت إلى القلم بيدي بحزن وجاهدت حتى لا تسيل دمعتي والتي كانت تُهدد بالذرف من عيني الدامعة طيلة الوقت.. وقعت على العقد بيدٍ مرتجفة ثم وضعت القلم جانبا وشاهدت أصدقاء ماركو يوقعان على العقد كشهود..

 

سلمني القاضي عقد الزواج وبارك لنا من جديد ثم بارك لنا أصدقاء ماركو وخرجنا بهدوء من المحكمة.. كنتُ أجلس بصمت في المقعد الأمامي في سيارة ماركو بينما هو كان يقود السيارة بهدوءٍ تام.. ضغطت بيدي على دفتر الصغير لعقد الزواج وبيدٍ مرتعشة وضعتهُ في محفظة يدي.. سمعت ماركو يتنهد بخفة ثم قال بنبرة حنونة

 

" سنصل بعد قليل إلى قصري.. ستحبينهُ جداً.. هو ليس بكبير مثل قصر والداي لكنه جميل فقد صممتهُ بنفسي وأشرفت على بنائهِ شخصياً.. كما لقد عينت حراس شخصيين لحماية القصر على مدار الساعة لذلك لا تقلقي من شيء.. وجميع الخدم والحراس يتكلمون اللغة الإنجليزية وقد سبق وطلبت منهم اليوم أن يتكلموا معكِ بها دائما.. و.. مممم.. وبالنسبة لغرفتكِ لقد أمرت صوفيا وهي رئيسة الخدم حتى تُجهز لكِ الغرفة الملاصقة لغرفتي.. وكذلك اتصلت بـ بلانكا وطلبت منها بتوضيب جميع ملابسكِ وترسلها بنفسها إلى قصري.. هي حاليا في قصري تنتظر قدومكِ لأنها ترغب برؤيتكِ "

 

نظرت إليه بامتنان وهمست بخجل

" شكراً لك ماركو على كل شيء "

 

التفت نحوي وابتسم لي برقة ثم عاد لينظر أمامه لكنه أبعد يدهُ اليمنى عن المقود ووضعها فوق يدي اليسرى وقال بهدوء

 

" لا داعي للشُكر شارلي.. أنا في النهاية أحمي طفل شقيقي الأحمق "

 

شعر ماركو بارتعاش يدي أسفل يده فسحبها بسرعة ووضعها من جديد على المقود.. نظرت بأسى إلى الطريق دون أن أرى أي شيء.. كنتُ منهارة وذهني مُشتت كلياً.. لم أستطع معرفة إن كان ما فعلتهُ صحيح أم أكبر خطأ ارتكبتهُ في حياتي.. لكني حاولت..

 

حاولت أن أعترف لـ إيثان بأنني حامل منه رغم ما فعلهُ بي وخاصةً كيف أزلني.. حاولت من أجل طفلي لكنهُ لم يستمع إليّ..

 

بعد مرور عشر دقائق أوقف ماركو السيارة أمام مدخل القصر الخاص به.. ترجل من السيارة ثم فتح لي الباب وساعدني بالخروج.. أمسك بيدي اليسرى وضغط عليها بخفة وبدأنا نصعد الدرجات القليلة التي تؤدي إلى المدخل الرئيسي للقصر.. فتح خادمين لنا الباب وبدأوا يباركان لنا ويتأهلان بنا باللغة الإنجليزية..

 

دخلت إلى القصر ورأيت جميع الخدم يقفون أمامنا وبدأ ماركو يُعرفني عليهم.. عندما انتهى رأيت بسعادة السيدة بلانكا تدخل ووقفت في وسط الصالون ونظرت بعاطفة كبيرة إليّ..

 

" بلانكا... "

 

هتفت بحرقة وبسعادة باسمها وأفلت يد ماركو وركضت باتجاهها.. عانقتُها بشدة ثم بكيت بصمت على كتفها بينما هي كانت تربت بحنية على ظهري ثم همست قائلة لي بحنان

 

"  تعالي يا طفلتي.. دعينا ندخل إلى غرفة المعيشة ونتكلم بهدوء معا "

 

ابتعدت عنها ومسحت دموعي بكف يدي و أومأت لها موافقة.. أمسكت بيدي وجذبتني بهدوء خلفها ودخلنا إلى غرفة كبيرة أثاثها كان جدا جميل لكن بسبب حزني وتعاستي لم أكترث بالنظر إليها جيدا.. أجلستني على كرسي أمام طاولة مستديرة ثم جلست أمامي وأمسكت بيداي وقالت بحزن

 

" أخبريني يا ابنتي كل ما حصل معكِ منذ البداية.. أرغب بمساعدتكِ وحمايتكِ بشدة لكن حتى أفعل ذلك يجب أن تُخبريني وبصراحة بكل شيء "

 

نظرت إليها بتعاسة وبدأت أخبرها بكل شيء.. كنتُ أبكي بشدة عندما انتهيت من سرد كل الحقيقة لها.. لكن الشيء الوحيد الذي لم أخبرها به هو كيف التقيت بـ إيثان.. كانت عيون بلانكا تذرف الدموع بصمت بينما هي تُحدق بوجهي بحزنٍ كبير.. شهقت بقوة ووضعت محفظتي بحضنها وقلتُ لها

 

" افتحيها بلانكا وأخرجي دفتر الصغير منها "

 

نظرت بدهشة إلى عيناي ورأيتُها تفتح محفظتي وأخرجت عقد زواجي من ماركو.. رأيتُها تنظر برعب إليه ثم فتحته وحدقت بصدمة إليه.. مسحت دموعي ورفعت يداي وبدأت أفركها بتوترٍ شديد..

 

كانت بلانكا جامدة وهي ما تزال تُحدق بصدمة وذهولٍ شديد إلى عقد الزواج المدني.. نظرت بخوف إليها وقلتُ لها

 

اضطررت لفعل ذلك بلانكا.. كنتُ خائفة ومنهارة.. إيثان لم يستمع إليّ ونعتني بالعاهرة و.. وقال كلمات فظيعة ألمت قلبي.. هو استغلني فقط.. كنتُ بالنسبة له مُجرد تسلية.. أخذ ما يريدهُ مني ورماني كخرقة بعيداً عنه "

 

رفعت بلانكا عينيها ونظرت إلى وجهي بذهول لكنني تابعت قائلة لها بقلبٍ مُحطم وبعذاب

 

" أنا حامل منه.. حامل منه.. كنتُ خائفة جداً.. أصبحت وحيدة بعد وفاة أمي وليس لدي أحد يستطيع مساعدتي.. ماركو الوحيد الذي أعرفهُ في هذا البلد.. أراد مساعدتي وأنا وافقت.. لم يكن أمامي حلا آخر سوى الموافقة والزواج منه من أجل طفلي.. صدقيني بلانكا أنا لم أتزوج من ماركو من أجل المال.. فعلت ذلك من أجل طفلي فقط "

 

أغمضت بلانكا عينيها وهمست بخوف

" يا إلهي... "

 

ثم فتحت عينيها ووضعت عقد الزواج ومحفظتي على الطاولة ثم رفعت يديها وأمسكت بيدي اليمنى وسحبتها نحوها وضمتها بقوة بكلتا يديها وقالت لي بخوفٍ واضح

 

" يا إلهي شارلي.. ما كان يجب أن تتزوجي بالسيد ماركو أبداً بينما أنتِ تُحبين أخاه.. ما كان يجب أن تفعلي ذلك خاصةً لأنكِ حامل من السيد إيثان "

 

ثم سالت دمعتها من ركن عينيها اليمنى وتابعت قائلة برعب

" إن عرف السيد إيثان بطفله سيهدُ الدنيا فوق رؤوسكم.. سيدمر شقيقهُ بيديه.. ستكون كارثة كبيرة إن اكتشف ما فعلتهِ شارلي وأنكِ أخفيتِ حقيقة ابنهُ عنه "

 

تملكني الخوف من كلماتها وحدقت برعبٍ كبير إلى وجهها.. وقفت بلانكا وسحبتني معها لأقف ثم وضعت كلتا يديها على وجنتاي وقالت بجدية

 

" اسمعي جيداً كلامي شارلي.. تجنبي قدر الإمكان السيد إيثان في هذه الفترة.. لا تدعيه يراكِ في أي مكان.. واطلبي من السيد ماركو أن يُخفي حقيقة زواجكما على إيثان والجميع.. في النهاية سيعرف السيد إيثان بأنكِ تزوجتِ من ماركو لكن حاليا لا تدعيه يعلم بذلك.. وأيضا والأهم لا تدعيه يعلم أبداً بأنكِ حامل على الأقل في هذه الفترة.. إن اكتشف الحقيقة ستقع مصيبة على رؤوسكم.. هل فهمتني يا ابنتي؟ "

 

أشرت لها موافقة بخوف فتنهدت بحزن وعانقتني وقالت

" فليكن اللّه معكِ يا ابنتي ويحميكِ أنتِ و طفلكِ و السيد ماركو "

 

ثم ابتعدت عني وقالت بحزن

 

" حتى وبهذه الظروف سأتمنى لكِ السعادة مع السيد ماركو.. لكن من ناحيتي لستُ مطمئنة أبداً.. وأنا لن أفتح فمي بحرف أمام السيد إيثان.. والآن يجب أن أذهب لا يجب أن يشك السيد بأي شيء.. سأعود إلى هنا للاطمئنان عنكِ وعن الجنين كلما سنحت لي الفرصة للخروج من القصر.. اعتني بنفسكِ جيداً يا ابنتي أراكِ قريبا "

 

بعد ذهابها رأيت ماركو يدخل إلى الغرفة ثم وقف أمامي وحدق بهدوء إلى وجهي الباكي.. ابتسم لي برقة ثم مسح دموعي بأصابعهِ بحنية.. أمسك بيدي وقال لي بتوتر

 

" هناك من أريد أن أعرفكِ عليه.. اتبعيني شارلي "

 

نظرت إليه بدهشة ثم أشرت له موافقة.. اقتربت من الطاولة و وضعت عقد الزواج في محفظتي ثم أغلقتُها وأمسكتُها بيدي وتبعت ماركو إلى الخارج واتجهنا نحو غرفة الاستقبال.. عندما دخلناها وقفت جامدة بأرضي عندما رأيت أمامنا فتاة رائعة الجمال لديها شعر طويل مائل إلى اللون الأشقر وعيون زرقاء رائعة ووجه ناعم بملامح بريئة جدا.. لدى دخولنا وقفت تلك الفتاة ونظرت إلى ماركو بسعادة كبيرة ولهفة واضحة..

 

تقدمت نحونا شبه راكضة لكن توقفت فجأة في منتصف الغرفة عندما انتبهت أخيراً لتواجدي ووقفت تُحدق بوجهي بدهشة..

 

أمسك ماركو بيدي اليمنى وضغط عليها بخفة وقال

" شارلي.. أريدُ أن أعرفكِ على فيليا "

 

ثم نظر إلى فيليا وقال لها

" فيليا.. هذه زوجتي شارلي.. سبق وكلمتكِ عنها سابقا "

 

رأيت عينيها تتسع بذهولٍ واضح وهي تنظر إلى وجهي بصدمة كبيرة.. ابتسمت لها أجمل ابتساماتي وقلتُ لماركو بفرح

 

" ماركو.. هل هي ابنتك؟!.. لماذا لم تخبرني سابقا بأن لديك ابنة رائعة الجمال؟ "

 

شهق ماركو بقوة ولكن قبل أن يتفوه بكلمة رأيت بدهشة عيون تلك الفتاة تلمع بالدموع وفجأة ركضت وخرجت من الغرفة كالإعصار..

 

نظرت إلى ماركو بتشوش لكنه ابتسم بتوتر قائلا

 

" يا إلهي شارلي.. هي ليست ابنتي.. إنها فتاة يتيمة ابنة رجل أعرفه.. و.. وأنا جلبتُها لتعيش هنا في قصري لأنه لم يتبقى لها أحدا في هذه الدنيا.. كما هي بكماء المسكينة لكنها ليست صماء "

 

وضعت يدي على فمي وهمست بخجل

 

" ياه.. أنا آسفة.. أنا.. أنا أعتذر لقد ظننت بأنها.. أنها... "

 

ابتسم برقة وقال

 

" لا بأس.. لا تعتذري شارلي.. تعالي لأرشدكِ إلى غرفتكِ الخاصة ثم سأذهب لأتكلم مع فيليا "

 

وهكذا صعدت برفقة ماركو إلى الطابق الثاني وأرشدني إلى غرفتي ثم تمنى لي ليلة سعيدة وذهب.. شعرت بالحزن على تلك الفتاة فيليا.. فتاة جميلة تبدو في الثامنة عشر بكماء ويتيمة أيضا المسكينة.. قررت أن أتعرف عليها أكثر وأكون بمثابة شقيقتها الكبيرة..

 

ارتديت قميص نوم وتسطحت على السرير وبكيت بصمت وأنا أنظر إلى خاتم زواجي.. كم تمنيت أن تأتي هذه اللحظة وأكون زوجة إيثان بوربون.. لكن للقدر رأي آخر دائما.. لو كنتُ أعلم ما يخبئهُ لي القدر كنتُ فضلت الموت على أن أصعد إلى ذلك الطابق في الفندق في تلك الليلة المشؤومة بسبب فضولي..

 

بكيت بحزن لساعات طويلة حتى في النهاية غلبني النعاس وغرقت بالنوم من دون أحلام..

 

 

فيليا**

 

 

قلبي الصغير لم يعُد يستطيع تحمُل نبضاتهِ المتسارعة بجنون بسبب الطبيب ماركو بوربون.. شعرت بأنني أطير في سابع سماء وأنا أنظر بعشقٍ كبير إلى وجهه.. هو أجمل بكثير من الصورة التي في حوزتي..

 

وفوق وسامتهِ المدمرة للقلوب هو رائع جداً.. إنسان نبيل الأخلاق وشهم ومُحترم جداً.. والموقف الذي اتخذهُ بخصوصي جعلني أذوب أضعافا بعشقهِ..

 

ظننتهُ سيوافق على اغتصابي لأنني ابنة من قتل والديه و زوجتهُ الحامل.. لكن كل ظنوني كانت خاطئة.. رفض رفضاً قاطعا لمسي وفعل ما لم أكن أتوقعه.. جرح يده ليوهم لوكاس و أخاه بأنه عاشرني.. ولكن رغم سعادتي بما فعله فور رؤيتي للدماء تذكرت مقتل أمي أمام عيناي وشعرت بجسدي يسقط على الأرض ورأيت الظلام حولي..

 

لكن عندما فتحت عيناي ورأيت السيد ماركو أمامي عانقتهُ بشدة وبكيت بسعادة لأنني لم أكن أحلم بأنني رأيتهُ أخيرا ولأنهُ لم يكرهني لأنني ابنة بالبوس فيسكونتي..

 

أخذني في الصباح الباكر إلى قصره.. وشعرت لأول مرة في حياتي بالسعادة.. أنا أخيراً حرة وبرفقة رجل أحلامي أيضا.. أرسل لي ملابس بعددٍ هائل واشترى لي لابتوب وعلمني بنفسه كيفية استخدامه واستعمال الأنترنت..

 

كنتُ سعيدة جدا رغم أنه لم يكن يأتي إلى القصر إلا نادرا ليطمئن عني.. كلمني عن فتاة اسمها شارلي وأخبرني بأنهُ يحاول مساعدتها حاليا.. لم يخبرني بالتفصيل كيف لكن شعرت بالفخر لأنه إنسان رائع وعطوف جدا وحنون..

 

شهر وأسبوع قضيتهم في القصر.. أحبني الجميع وكانت معاملتهم لي رائعة.. وكنتُ أتمنى دائما أن يشعر السيد ماركو ولو قليلا بالحب ناحيتي.. ليس كطفلة أو كشقيقة بل كامرأة له..

 

كنتُ أتصفح على اللابتوب ومثل عادتي عن أخبار ماركو... كنتُ أعشق قراءة معلومات عنه ورؤية صوره.. سمعت طرقات على الباب وفورا أغلقت اللابتوب وقفزت بحماس وركضت وفتحت الباب.. اختفت ابتسامتي السعيدة عندما رأيت السيدة صوفيا وهي رئيسة الخدم في قصر السيد ماركو تقف أمامي.. لوهلة ظننتُها السيد.. ابتسمت لها بخفة ورأيتُها تبتسم لي بحنان وقالت

 

" فيليا.. السيد هنا وهو يطلب رؤيتكِ في غرفة الاستقبال.. لا تتأخري "

 

لدى سماعي لما قالته أومأت لها موافقة بسعادة وبعد ذهابها سرحت شعري ووضعت القليل من أحمر الشفاه الزهري ونظرت إلى وجهي في المرآة بسعادة وركضتُ خارجة من غرفتي وتوجهت نحو غرفة الاستقبال..

 

عندما رأيتهُ أمامي خفق قلبي بشكلٍ جنوني وتوردت وجنتاي ومشيت نحوه شبه راكضة.. إلهي كم اشتقتُ له.. أردت أن أعانقهُ بقوة وأضمهُ بشدة وأقبل وجنتيه كما أفعل دائما.. هو يظن حركاتي طفولية لكنهُ لا يعلم بأن تصرفاتي تلك هي بفعل عشقي الكبير له..

 

لكن بينما كنتُ أتجه نحوه تجمدت بأرضي عندما رأيت فتاة سمراء جميلة جداً تقف بجانبه.. حدقت بدهشة إلى وجهها وشعرت بالخوف دون أن أعلم السبب.. ثم برعب رأيتهُ يمسك بيدها..

 

ولكن صدمتي الكبير كانت عندما سمعت السيد ماركو يقول

" فيليا.. هذه زوجتي شارلي.. سبق وكلمتكِ عنها سابقا "

 

زوجته؟!!!!... لا إلهي أرجوك... لا مستحيل أن يكون السيد ماركو قد تزوج!!!... لقد قال لي بأنهُ يساعدها.. هل كذب عليّ؟!!..

 

ارتعشت أوصالي بقوة وشعرت بالبرد الشديد رغم وجود التدفئة المركزية في القصر.. أردت لا بل تمنيت أن تنشق الأرض و تبلعني عندما سمعت زوجتهُ تقول له بسعادة

 

" ماركو.. هل هي ابنتك؟!.. لماذا لم تُخبرني سابقا بأن لديك ابنة رائعة الجمال؟ "

 

ابنته!!!!... لاااااااااااااا أنا لستُ ابنته.. لستُ ابنته.. لستُ ابنته.. هتفت بقهر وبعذاب بداخلي وترقرقت الدموع في عيناي وهددت بالانهيار في أي لحظة.. ركضت خارج الغرفة بأقصى سرعة أمتلكها وصعدت إلى غرفتي.. أغلقت الباب ورميت نفسي بانهيار على السرير وشرعت أبكي بتعاسة وبقلبٍ محطم..

 

قلبي الصغير تحطم بالكامل.. لقد تزوج.. تزوج.. تزوج بفتاة لا تكبرني سوى بخمس سنوات أو أقل بعدة أشهر.. لطالما كلمني عن شارلي لكنني لم أتخيل للحظة واحدة بأنهُ يحبُها وسيتزوجها.. انهارت أحلامي كلها وانهارت أمالي وسعادتي معها.. لماذا لم يتزوجني أنا؟!!.. لماذا لم يُحبني أنا؟!.. لماذا؟!!..

 

تساءلت بقهر وبحرقة قلب و أنا أبكي بهستيرية.. سمعت صوت طرقات خفيفة على الباب لكنني لم أكترث لفتحه.. لكن جسدي تخشب عندما سمعت صوت السيد ماركو

 

" فيليا.. هل يمكنني الدخول؟ "

 

انتفضت ومسحت دموعي بسرعة ونظرت نحو الباب برعب.. لا أريدهُ أن يراني منهارة بهذا الشكل ويرى أثار الدموع والبكاء المرير في عيناي.. سمعتهُ يقول من جديد

 

" فيليا.. هل تسمعيني؟.. حسنا سأدخل "

 

شعرت بالفزع وبسرعة رفعت الغطاء على جسدي وأغرقت رأسي بالوسادة وادعيت النوم.. دخل ماركو إلى الغرفة وسمعت خطواتهِ البطيئة على الأرض.. خفق قلبي بجنون عندما جلس بجانبي على السرير وأحسست بيدهِ تمسد شعري برقة.. ارتعش جسدي عندما سمعتهُ يهمس بحنان

 

" أحلاما سعيدة صغيرتي.. كنتُ أتمنى لو أنكِ مستيقظة.. أردت أن أخبركِ بأن شارلي لم تقصد الإساءة إليكِ عندما ظنت بأنكِ ابنتي.. أتمنى أن تصبحوا صديقتين مقربتين في أقرب وقت.. شارلي تحتاج إلى صديقة رائعة مثلكِ.. وكذلك أنتِ تحتاجين لصديقة مقربة تكون بمثابة الأخت لكِ "

 

توقف عن الهمس ثم شعرت بقبلة صغيرة على رأسي وأحسست به يقف وخرج بهدوء من الغرفة وأغلق الباب خلفه بخفة... شهقت بقوة وأجهشت بالبكاء المرير.. لم أنم طيلة الليل وأنا أبكي بتعاسة وبألم لا يُحتمل.. وكم تمنيت لو أنهُ لم يتزوج..

 

في الأسبوع الأول على وجود زوجتهِ شارلي في القصر كنتُ أحاول جاهدة أن اتفاد رؤيتها.. لكن رغم كل محاولاتي بفعل ذلك كنتُ أراها دائما أمامي وهي تبتسم لي بحنان وتحاول التكلم معي.. وعندما لم أكن أعيرها أي اهتمام كانت تنظر إلى وجهي بحزن وتعتذر وتصعد إلى غرفتها الخاصة..


نعم غرفتها الخاصة.. فهي لديها غرفة خاصة بها وهذا ما لم يستطع عقلي استيعابه.. لماذا تزوجت بالسيد ماركو؟!..

 

ولماذا هما في غرفتين منفصلتين؟!.. هي لا تبدو مُحبة للمال و وصولية.. اندهشت كثيراً لمعرفتي بأنها تنام بغرفة منفصلة ولكن رغما عني شعرت بالسعادة بذلك.. وسمعت بعض الخدم يتكلمون أن سبب ذلك هو عدم رغبة السيد بأن تشاركهُ زوجتهُ شارلي غرفته الخاصة حتى لا يتذكر زوجتهُ المرحومة..

 

لكن أنا لم أقتنع بذلك وحاولت أن أفكر بالسبب لكن لم أجده.. لو كنتُ زوجة السيد ماركو لم أكن سأنام بعيداً عن أحضانه لليلة واحدة..

 

حاولت أن أكرهها لكن لدهشتي لم أستطع فعل ذلك.. لم أستطع أبداً أن أكره شارلي.. كانت تبدو طيبة القلب جداً.. وبعد أسبوع إنهار عالمي عندما اكتشفت من الخدم بأنها حامل.. بكيت بجنون لثلاثة أيام متواصلة ورفضت رفضا قاطعا تناول الطعام برفقتها.. كنتُ أتناول كل الوجبات في غرفتي وعندما كان يأتي السيد ماركو لرؤيتي كنتُ أتصنع النوم دائما..

 

كرهت نفسي بسبب تصرفاتي تلك.. وكرهت نفسي أكثر لأنني أعشق بجنون رجل متزوج وأيضا سيصبح أباً عن قريب.. بعد مرور أسبوع آخر كنتُ أمشي شاردة الذهن في البهو في الطابق الأول.. لكن توقفت فجأة عندما رأيت شارلي تقف في وسط البهو جامدة بأرضها ووجهها شاحب جدا ثم رأيتُها بخوف تترنح وهي تضع يدها على رأسها..

 

دون أن أشعُر ركضت باتجاهها وخرج أنين مرتعب من فمي عندما رأيت جسدها يسقط على الأرض.. التقطها بيداي ونظرت بخوف إلى وجهها الشاحب.. رأيتُها تنظر إلى عيناي بضعف ثم أغلقتها وغابت عن الوعي..

 

حدقت بخوفٍ كبير بوجهها ثم بدأ أنين مرتعب يخرج بقوة من فمي.. لحسن حظي سمعتني السيدة صوفيا وركضت وانحنت أمامنا وسألتني بقلق

 

" ما بها؟!.. ماذا حصل مع السيدة؟ "

 

أنيت بخوف ثم رفعت يدي اليسرى وبدأت أشير لها بلغة الإشارات عما حصل.. بالطبع لم تفهم ما حاولت جاهدة إخبارها به لكنها توقعت في النهاية ما حدث.. هتفت برعب لخادمين وأمرتهم بحمل السيدة وأخذها إلى غرفتها واتصلت بالسيد ماركو..

 

بعد نصف ساعة كنتُ أقف بتوتر خارج غرفتها عندما وصل السيد ماركو.. نظر إليّ بقلق لكنه لم يتكلم معي بل سارع بالدخول إلى غرفة زوجته وترك الباب نصف مفتوح.. رأيت بحزن كيف جلس بجانبها وتكلم مع السيدة صوفيا بقلق وسألها عن زوجته وما حصل لها..  استدرت وذهبت بانكسار إلى غرفتي.. هو يحبها.. يحب زوجتهُ كثيراً..

 

في المساء كنتُ أقف أمام النافذة أنظر إلى الخارج بشرود.. سمعت طرقات خفيفة على الباب.. تنهدت بقوة واستدرت وتقدمت نحوه وفتحته.. نظرت بدهشة أمامي عندما رأيت شارلي تقف أمام باب غرفتي بقميص نومها الأسود والروب الخاص بها وهي تبتسم لي برقة.. وسمعتُها تهمس بخجل

 

" هل يمكنني الدخول؟ "

 

تنهدتُ بخفة وأفسحت لها الطريق وأشرت لها بيدي لتدخل.. ابتسمت بسعادة وشكرتني ودخلت ووقفت أمامي تنظر إلى وجهي بنظرات حنونة.. أغلقت الباب وأشرت لها بيدي لتجلس على الأريكة ولكنها ولدهشتي جلست على السرير وابتسمت لي بسعادة.. جلست على طرف السرير مقابلا لها ونظرت إلى وجهها.. اتسعت ابتسامتها وقالت لي بحنية نابعة من القلب

 

" فيليا.. أنا آسفة لأنني أتيت في هذه الساعة لرؤيتكِ في غرفتكِ الخاصة.. أقصد.. هو.. أنا أعلم بأنكِ تحبين الاختلاء بنفسكِ في هذا الوقت.. لكن أردت أن أراكِ حتى أشكركِ على مساعدتكِ لي اليوم.. وخاصةً حتى أعتذر منكِ لأنني ظننتكِ في البداية ابنة ماركو.. أنا لم أقصد أي إساءة أو.. أو.. هو.. أنتِ تفهمين مقصدي.. أنا حقا آسفة لسوء التفاهم الذي حصل بيننا في البداية.. أعتذر منكِ على ذلك "

 

أشرت لها بيداي بلغة الإشارات قائلة

" لا بأس.. لا داعي لتشكريني أو لتعتذري "

 

ابتسمت لي بخجل قائلة

 

" آسفة.. أنا لم أفهم ما ترغبين بقوله لي.. لذلك... "

 

رفعت يدها اليسرى نحوي ورأيتُها تحمل بها دفتر صغير سميك نسبيا ومُعلق به قلم من الحبر الأزرق.. نظرت إليه بغرابة ثم رفعت نظراتي نحوها ورأيتُها تبتسم بخجل وتابعت قائلة بحياء

 

" أنا لا أفهم لغة الإشارات.. لكن سأكون أكثر من سعيدة إن علمتني إياها حتى أستطيع التواصل معكِ بسهولة.. ولحين تعلُمي للغة الإشارات أتمنى أن تكتبي لي كل ما ترغبين بقوله.. و.. وأتمنى من قلبي أن نصبح صديقتين.. إن لم يكن لديكِ مانعاً "

 

نظرت بشرود إلى عينيها وفكرت بحزن.. إلهي أنا لا أستطيع أن أكرهها أبداً.. هي فعلا طيبة القلب ورقيقة جدا وتبدو صادقة.. ومهما حاولت أن أكرهها لأنها تزوجت من رجل أحلامي لم أستطع أن أفعل..

 

ابتسمت لها للمرة الأولى ابتسامة صغيرة نابعة من القلب ورفعت يدي وسحبت الدفتر من يدها ثم أمسكت بالقلم وكتبت لها في أول صفحة

 

" ليس لدي مانع أبداً أن نُصبح صديقتين.. وسأحب جدا أن أعلمكِ لغة الإشارات أيضا "

 

عندما انتهيت من الكتابة رفعت الدفتر وأريتُها ما كتبته.. اتسعت عينيها بدهشة وهي تقرأ ما كتبت لها ثم نظرت إلى وجهي وهتفت بحماس

 

" ياااااااه.. شكرا فيليا.. شكراً جزيلا لكِ "

 

ولدهشتي اقتربت ناحيتي وانحنت نحوي وعانقتني بشدة وهي تقول

" لطالما تمنيت أن يكون لي شقيقة.. وأنتِ ستكونين كذلك.. لقد أحببتكِ فور رؤيتي لكِ "

 

ابتعدت عني ونظرت بفرحٍ كبير إلى وجهي ثم صفقت بحماس وقالت

 

" ما رأيكِ أن تأتي معي إلى غرفتي ونتكلم براحتنا هناك؟.. أريد أن أريكِ الكُتب التي طلبتُها من ماركو.. كنتُ خجلة أن لا توافقي على تعليمي لغة الإشارات لذلك طلبت من ماركو أن يشتري لي البعض منها لكنه أحضر لي موسوعة كبيرة.. هل ترغبين برؤيتها الآن؟ "

 

ابتسمت بخفة على لطافتها وأشرت لها موافقة ولدهشتي أمسكت بيدي وساعدتني بالوقوف وأخرجتني من غرفتي واتجهنا نحو غرفتها في الطابق الثاني.. أنا غرفتي كانت في الطابق الأول فهناك غرف الضيوف..

 

وهكذا يوما عن يوم بدأت فعلا أتعلق بـ شارلي جدا.. كنتُ أقضي معظم الوقت لا بل كامل الوقت برفقتها دون أن أمل.. كنتُ أقوم بتعليمها لغة الإشارات وأضحك بشدة على تصرفاتها الغريبة.. رفقتها كانت مسلية ومريحة وممتعة.. لديها عادات غريبة جدا فهي دائما ما تتفوه بعفوية بما تفكر به دون أن تلاحظ ذلك.. شارلي لديها قلب ناصع البياض وطيبة الروح ومُحبة للجميع..

 

وأنا أحببت شارلي جدا في فترة قصيرة جدا واعتبرتُها كشقيقةٍ لي.. بالطبع لم أتدخل أبدا في حياتها الشخصية مع السيد ماركو.. لكن مع مرور الأيام اكتشفت بأنها تحبهُ جدا.. لكن ليس كحبيب بل كأخٍ لها..

 

وبعد مرور شهر على تواجدها في قصر ماركو تجرأت أخيرا وسألتها عن حقيقة علاقتها بالسيد ماركو.. تملكتني صدمة كبيرة عندما أخبرتني بحزن بكل الحقيقة.. شعرت بالصدمة عندما أخبرتني بأنها تُحب السيد إيثان وأن الجنين في بطنها هو منه وليس من السيد ماركو..

 

أحببت شارلي أكثر لأنها كانت صادقة معي ولم تكذب بأي شيء.. أخبرتني ما حصل معها منذ بداية قدومها إلى إيطاليا لحين يوم زفافها على السيد ماركو..

 

صحيح أنها امتنعت عن إخباري كيف جلبها السيد إيثان إلى إيطاليا.. لكن ما قالتهُ كان كافياً بالنسبة لي.. وأنا عاد قلبي ينبض بجنون وبدون ندم بعشق السيد ماركو.. وتمنيت لو تصطلح الأمور بينها وبين السيد إيثان حتى يكون لي مكان في قلب رجل أحلامي ماركو.. أعلم بأنني تمنيت بأنانية ذلك لكنني مجرد عاشقة تتمنى نظرة حُب صغيرة من رجل أحلامها..

 

كنتُ أحمل تفاحتين حمراوين واحدة لي والأخرى لـ شارلي وأنا أسير في البهو في الطابق السفلي بسعادة.. شارلي توحمت منذ قليل على التفاح الأحمر وبسرعة ركضت لأجلب لها واحدة رغم وجود الخدم في القصر..

 

انتفضت برعب عندما سمعت ضوضاء كبيرة في الخارج وأصوات عراك كبير.. ركضتُ مع صوفيا برفقة جميع الخدم ولكن قبل أن نخرج لنرى ما يحدث انفتح باب القصر على مصراعيه ورأيت برعب السيد إيثان يدخل وبرفقته لوكاس وأكثر من عشرين رجل..

 

نظرت إلى لوكاس برعب ورأيتهُ يشير لي بيديه بلغة الإشارات دون أن ينتبه أحد

" فيليا.. أهربي بسرعة واختبئي.. بسرعة "

 

شهقت برعب وسقطت التفاحتين من يداي على الأرض وفورا استدرت وبدأت أركض نحو السلالم.. أردت أن أذهب إلى غرفة شارلي وأحذرها لكن أنين مُرتعب خرج من فمي عندما أمسكت بي يدين بإحكام من خصري وتم رفع جسدي عاليا.. بكيتُ برعب وأنا أحاول الركل وتحرير نفسي من تلك اليدين.. فتحتُ فمي وحاولت الصراخ لتنبيه شارلي لكن مثل العادة صوتي لم يخرج بل خرج مثل الأنين والنشيج من فمي..

 

رماني الحارس أمام أقدام السيد إيثان.. نظرت برعب إلى وجهه وبسبب نظراتهِ المخيفة أخفضت رأسي بفزع ثم نظرت في أرجاء الغرفة.. رأيت جميع حراس السيد ماركو والخدم في القصر يجثون على ركبهم على الأرض وعدد كبير من حراس السيد إيثان يقفون أمامهم وهم يشهرون أسلحتهم نحوهم..

 

ارتعش جسدي بقوة وسالت دموعي بكثرة عندما أمسكني السيد إيثان من جذور شعري ورفع رأسي وحدق بوجهي بشكلٍ مرعب.. ابتسم بخبث وقال لي بصوتهِ الخشن المخيف

 

" أين هي زوجة أخي المصون؟.. تكلمي أيتُها الخرساء أين هي؟ "

 

أنيت بقوة وبكيت بشكلٍ هستيري.. خرج أنين متألم من فمي عندما صفعني على وجنتي بقوة وهتف بغضب قائلا

 

" أنا أعلم بأنكِ تستطيعين التكلم أياتُه اللعينة.. ادعائكِ هذا لم يعُد ينفع.. أين هو ماركو؟.. وأين هي شارلي؟ "

 

أنيت برعب وحاولت التكلم لكن لم أستطع.. صوتي اختفى منذ تلك الليلة.. الليلة التي قتل بها أمي وأبي أمام عيناي بدمٍ بارد.. رفع يده بنية صفعي من جديد لكن يدهُ تجمدت عالياً فجأة ورأيتهُ ينظر بدهشة خلفي..

 

التفت إلى الخلف ورأيتُ برعب شارلي تقف في أعلى السلالم بقميص نومها الأبيض القصير وهي جامدة وتنظر إلى إيثان برعبٍ كبير.. رفعت كلتا يداي وأشرت لها برعب بلغة الإشارات حتى تهرب وتختبئ..

 

" أشيحوا بنظراتكم أيها الملاعين "

 

هتف السيد إيثان بجنون على الرجال لأنهم كانوا يحدقون بجسد شارلي بذهول.. وفورا وبرعب أشاحوا بنظراتهم بعيدا عنها وتنهدت براحة عندما رأيت شارلي تستدير وبدأت تركض..

 

" شااااااااارلي... "

 

رماني بعنف على الأرض وهتف بحدة وبجنون باسمها وبرعب شل روحي رأيت السيد إيثان يركض ويصعد السلالم بسرعةٍ مخيفة خلف شارلي..


 

شارلي**

 

بكيت بمرارة بينما كنتُ أسمع إيثان يهتف بجنون باسمي وباسم ماركو.. لا أعلم سبب مجيئه الليلة إلى قصر ماركو في هذه الساعة المتأخرة.. لكنه هنا وهو يهتف بجنون باسمي وباسم ماركو..

 

بعد مرور يومٍ واحد فقط على زواجي من ماركو أتى إيثان إلى القصر في الليل وأراد رؤيتي.. لكن ماركو منعني من الخروج خوفا من أن يؤذيني إيثان.. طلب مني ماركو أن أبقى في غرفتي ولا أخرج منها أبداً وفعلت..

 

كنتُ سبق واتفقت مع ماركو أن لا نُخبر إيثان بأننا تزوجنا حتى نتجنب جنونه.. لم أفهم السبب فـ إيثان يكرهني في الأصل وهو استمتع بي وشعر بالملل ورماني بعيداً عنه.. لكن امتثلت لطلب ماركو ونصيحة بلانكا.. واتفقت مع ماركو أن أبقى متخفية طيلة فترة حملي ولا ندع إيثان يعلم بخصوص الطفل..

 

بكيت بحزن بعد ذهاب إيثان في تلك الليلة.. وحاولت أن أنساه..

 

حاولت جدا أن أتقرب من فيليا لقد أحببتُها جداً ورغبت أن نكون صديقتين مقربتين.. لكنها كانت تتجنبُني دائما.. لكن عندما ساعدتني في ذلك النهار عندما شعرت بدوارٍ رهيب بسبب حملي تغيرت فيليا معي وسمحت لي بالتقرب منها..

 

وفي وقتٍ قصير جداً أصبحنا مثل الشقيقتين.. بعد مرور شهر على زواجي من ماركو كنتُ مُتسطحة على بطني في وسط السرير في المساء وأنا أدرس بكتاب لغة الإشارات.. سمعت طرقات خفيفة على الباب وعرفت من الطرقة بأنها فيليا.. ندهتُ لها لتدخل وعندما دخلت نظرت إليها بسعادة وابتسمت لها

 

ابتسمت لي بوسع وأشرت لها بيدي لتجلس على السرير.. استقمت وجلست على الفراش ووضعت الكتاب على المنضدة بجانب السرير ونظرت إلى فيليا وأشرتُ لها بيداي بلغة الإشارات قائلة

 

" ما زلتِ مستيقظة؟ "

 

نظرت إليها بدهشة عندما بدأت تضحك بجنون.. ثم أشارت لي بيدها بلغة الإشارات لكنني طبعا لم أفهم ما قالته لأنني ما زلت أتعلم هذه اللغة.. سألتها بخجل

 

" لماذا تضحكين فيليا؟ "

 

توقفت عن الضحك وأمسكت بالدفتر الصغير الذي جلبتهُ لها وكتبت عليه ثم رفعته نحو وجهي.. اكتسى اللون الأحمر وجنتاي عندما رأيت ما كتبته

 

" شارلي.. لقد أشرتِ لي قائلة.. ما زلتِ عارية "

 

توسعت عيناي برعب وهتفت بصدمة

" يا إلهي!!.. آسفة.. يا للكسوف.. ظننت بأنني أشرت لكِ قائلة ما زلتِ مستيقظة.. لم أقصد "

 

كتبت لي أن لا أقلق ثم بدأت تعلمني إشارات جديدة.. بعد مرور ساعة تنهدت بتعب وقلتُ لها

 

" دعينا نتوقف الآن لقد تعبت "

 

أومأت موافقة ثم نظرت بخجل إلى وجهي وكتبت لي على الدفتر ثم سلمتني إياه.. نظرت إلى ما كتبته وقرأت بحزن جملتها

 

" آسفة لتطفلي.. لكن هل ترغبين بإخباري كيف التقيتِ بالسيد ماركو وكيف تزوجتم؟ "

 

أغلقت الدفتر وتنهدت بقوة ونظرت إليها بحنانٍ كبير 


رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد



وأجبتُها قائلة بصدق

 

فيليا.. أنتِ بالنسبة لي شقيقتي الصغرة.. أنا أثق بكِ ثقة عمياء لكن أتمنى أن لا تحكمي عليّ قبل أن أنتهي من حديثي كاملا.. سأخبركِ وبصراحة بكل ما حدث معي منذ مجيئي إلى إيطاليا لغاية زواجي بـ ماركو.. "

 

أشارت برأسها موافقة وبحزن بدأت أخبرها بكل شيء.. عندما انتهيت رأيتُها تنظر بجمود إلى وجهي ثم بصدمة كبيرة و بحزنٍ كبير.. نظرت بقلق وبخوف إلى وجهها وشعرت بالذعر من أن تكون قد كرهتني..

 

فجأة شهقت بقوة عندما عانقتني بشدة وبدأت تبكي بمرارة.. هطلت دموعي بصمت وبكينا معا لمدة طويلة ونحن مُتعانقتين.. في النهاية ابتعدت عني ومسحت دموعها ثم مسحت دموعي بأصابعها وأشارت لي قائلة

 

" أنا أحبكِ جداً "

 

أشرت لها قائلة

" أنا أحبكِ أكثر "

 

ابتسمت لي بحنان ثم أشارت لي بأن أنام وأستريح و بأننا سنتكلم عن ما حدث لاحقا.. قبلت جبيني برقة وخرجت بهدوء من غرفتي.. ابتسمت برقة وشعرت بالسعادة لأنها لم تُعلق وخاصةً لأنها لم تكرهني..

 

في اليوم الثاني تكلمنا عن الموضوع وقالت لي فيليا بأنني فعلت الصواب بزواجي من ماركو لأحمي طفلي.. لكنها كانت خائفة من السيد إيثان.. أخبرتني بأنهُ إن علم بطفله ستكون كارثة كبيرة.. بيني وبين نفسي تمنيت أن لا يعرف.. ولكن في النهاية سيعرف لكن أتمنى أن يظن بأن طفلي من ماركو وليس منه.. أتمنى ذلك من قلبي..

 

بعد مرور شهر وأسبوع على زواجي من ماركو كانت فيليا في غرفتي عندما اشتهيت تناول تفاحة حمراء وخرجت لجلبها لي.. كنتُ ابتسم برقة وأنا أجلس على الكرسي أمام المنضدة وأسرح شعري بالفرشاة.. تجمدت يدي فجأة ونظرت نحو الباب عندما سمعت ضوضاء وجلبة كبيرة في الخارج وفي القص..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 12 - انتقام المارد


 

" ما الذي يحدث في الأسفل؟!... "

 

همست بقلق وأنا أفكر بـ فيليا.. هل أصابها مكروه؟!.. وضعت الفرشات على المنضدة ووقفت ونظرت بخوف وبقلقٍ شديد نحو الباب.. ارتعش جسدي بخوف عندما استطعت سماع صرخات عديدة تعود للخدم.. خفق قلبي بعنف ودون أن أرتدي روب قميصي ركضت خارجة من الغرفة وحافية القدمين..

 

نزلت السلالم نحو الطابق الأول ثم نزلت نحو الطابق السفلي لكن تجمدت قدماي بأرضها عندما رأيت بصدمة كبيرة جميع الخدم وحراس ماركو يجثون على ركبهم في زاوية الصالون وهم يرفعون أيديهم عاليا ويشبكونها خلف عنقهم ويبكون برعب.. لكن شعرت بذعرٍ كبير عندما رأيت إيثان في وسط الغرفة وهو يصرخ ويهدد فيليا..

 

ارتعشت أوصالي برعبٍ شديد عندما رفع رأسهُ وحدق بوجهي بطريقةٍ مرعبة للنفوس.. لم أستطع التحرك من شدة خوفي ولم أستطع الهروب و الاختباء كما طلبت مني فيليا.. كنتُ في قمة خوفي خاصةً عندما هتف إيثان على رجاله حتى لا ينظروا إليّ.. وهنا أفقت من صدمتي وهمستُ برعب

 

" إلهي ساعدني أرجوك.. "

 

لا أعلم كيف استدرت وركضت بسرعة صاعدة إلى الطابق الثاني.. صوت صرختهِ المُرعبة باسمي جعلت دموعي تسيل بكثرة وتبلل وجهي وعنقي بذعرٍ كبير.. وبسبب خوفي دخلت إلى غرفة ماركو لكي أختبئ.. أقفلت الباب بالمفتاح واستدرت وركضت.. لكن قبل أن أصل إلى الحمام صرخت بفزعٍ مهول عندما سمعت صوت الباب يتحطم.. التفت ورأيت برعب إيثان يدخل إلى الغرفة وعينيه تقذف بشرارات من الحمم..

 

مشى فوق الباب المحطم ببطء وبدأ يقترب نحوي.. كنتُ أضع كلتا يداي على صدري وأنا أرتعش بجنون بينما كنتُ أحدق إلى عينيه برعبٍ كبير..

 

" ااااااااااااااااا.. لا دعني أرجوك "

 

هتفت برعب وأغمضت عيناي بشدة عندما وقف أمامي وأمسكني بذراعي وجذبني نحوه بعنف.. التصق جسدي الصغير بجسدهِ العضلي وأحسست بأنفاسهِ الدافئة تداعب أذني اليمنى.. كنتُ أبكي بمرارة وأنا أرتعش بين يديه وقلبي المسكين لم يتوقف للحظة عن النبض بسرعةٍ مخيفة.. هل اكتشف بأنني حامل منه؟!...

 

هذا السؤال أرعب كياني و روحي.. وشعرت بأنهُ سيغمى عليّ عندما همس قائلا بنبرة خشنة مخيفة

 

" تزوجتِ من أخي أيتُها اللعينة.. تزوجتِ منه وبالسر أيضا.. ستندمين شارلي.. فما أملكهُ يبقى مُلكاً لي إلى الأبد "

 

خرجت صرخة قوية من فمي عندما رماني بعنف على السرير وحاصرني بجسده.. فتحت عيناي ونظرت برعب إلى عينيه المُخيفة وقلتُ له ببكاء

 

" ماذا تريد مني بعد؟!.. أرجوك دعني أعيش بسلام.. ابتعد عني أرجوك "

 

أنيت بألم عندما أمسك بكلتا يداي ورفعهما فوق رأسي وثبتهما بقبضة يده اليسرى وبيده اليمنى أمسك بفكي بقسوة ورفع رأسي وهمس بفحيح

 

" ماذا أريدُ منكِ همممم!... أريدُ كل شيء.. كل شيء.. أنتِ لي شارلي ديكنز ولن تكوني لأخي أبداً "

 

شهقت بقوة عندما شعرت بشفتيه تسحق شفتاي بقبلة عنيفة مؤلمة جداً.. حاولت المقاومة وأنا أبكي بخوف وأتمنى أن يأتي ماركو وينقذني.. عندما لم أبادله القبلة جُن جنونه وهتف بحدة

 

" توقفي عن البكاء وإلا ضاجعتكِ هنا على سرير أخي العزيز "

 

نظرت إليه بحزن ثم اشتعل الغضب بداخلي وهتفت بقهر بوجهه

 

" أنتَ حقير وبلا أخلاق.. أنا زوجة شقيقك الكبير ماركو.. ثم أنتَ ستشعر بالغثيان وبالقرف إن لمستني.. لقد مللت مني أيضا.. أم نسيتَ ذلك!!.. ابتعد عني وإياك أن تلمسني أيها الحقير "

 

خرجت صرخة قوية من فمي عندما تلقيت منه صفعة على وجنتي اليسرى.. بكيت بألم وبرعب عندما ابتعد عني وسحبني من معصمي لأقف.. نظر بغضبٍ مخيف إلى عيناي وقال من بين أسنانه

 

" سترين ما سيفعلهُ هذا الحقير شارلي ديكنز "

 

وضع يدهُ اليمنى على عنقي وضغط على عرقي النابض بقوة.. تأوهت بألم وهمست بداخلي.. لا ليس مُجددا.. وأظلمت الدنيا بي..

 

فتحت عيناي ونظرت برعب أمامي.. كنتُ في تلك الغرفة مجددا.. غرفة النوم في ذلك المنزل الذي قضيت به ليلتين مع إيثان.. حاولت النهوض عن السرير لكن رأيت بخوف مزق أحشائي أن يداي مكبلتين بالقيود الحديدية على أعمدة السرير وكنتُ عارية تماما ولا شيء يغطي جسدي..

 

بكيت برعب وأنا أهتف باسم ماركو وأطلب منه أن ينقذني.. كنتُ خائفة جدا من إيثان وما ينوي أن يفعلهُ بي.. بكيت وبكيت حتى جفت دموعي.. شعرت بالإرهاق وبغثيان قوي.. كنتُ متعبة نفسياً وجسديا بسبب محاولاتي الكثيرة لتحرير يداي من تلك القيود..

 

انفتح الباب ورأيت بذعر إيثان يدخل إلى الغرفة.. وقف أمامي ونظر إليّ بطريقة مرعبة..

 

ارتعش جسدي بقوة ليس من البرد بل من شدة الخوف منه.. خرج أنين مرتعب من فمي وبدأت أبكي بعنف عندما رأيتهُ يخلع ملابسه قطعة تلو الأخرى حتى أصبح عاريا أمامي..

 

" لا أرجوك إيثان لا تفعل.. لا تفعل أرجوك.. أرجوك لااااااااااااااااااااااااااا... "

 

هتفت بجنون عندما حاصرني بجسده وبدأ يداعب صدري بيديه وهو يُقبل كتفي.. بكيت بجنون وتوسلت إليه حتى لا يفعل لكنه لم يستمع إلى توسلاتي له بل بدأ بتقبيل صدري ويمتص حلماتي بالدور.. صرخة من أعماق قلبي خرجت من فمي عندما اقتحمني بعضوه الذكري دفعةً واحدة وبدأ يضاجعني بعنف..

 

الرجل الذي أعشقهُ بجنون اغتصبني.. الرجل والذي أحببته بجنون والذي أنا حامل بطفله اغتصبني بوحشية.. لم يتوقف عن ممارسة الجنس معي لأيام لم أستطع عدها.. أيام بدت لي كسنين طويلة..

 

بكيت كثيراً وتحطم قلبي لأنه فعل ذلك بي.. لم يتفوه بحرف أمامي.. كان فقط يطعمني بالقوة ويمارس معي الجنس بعنف لساعات.. ولا يتوفق إلا عندما يغمى عليّ..

 

كرهتهُ بسبب ما فعلهُ بي.. كنتُ خائفة جدا على طفلي لذلك توقفت عن مقاومته حتى لا يكون عنيفا معي.. لكن دموعي لم تهدأ للحظة عيناي عن ذرفها.. ثلاثة أيام كالجحيم عشتهم برفقة إيثان.. ثلاثة أيام من الجحيم مضوا وأنا مكبلة على ذلك السرير أسيرة لذلك المارد المجنون..

 

في المساء حررني كالعادة من القيود وحملني وأدخلني إلى الحمام.. ساعدني بالاستحمام ولدهشتي كان رقيقا معي عندما مارس الجنس معي في الحوض.. ثم ساعدي بارتداء فستان أبيض بسيط وجميل.. كان بأكمام طويلة لديه فتحة على الصدر وهو طويل لأسفل الركبة..

 

حملني وأنزلني إلى الطابق السفلي وجعلني أجلس على كرسي أمام مائدة الطعام الفخمة وجلس على يميني.. خوفا منه تناولت العشاء بهدوء وبصمت.. ارتعشت يدي بقوة عندما سمعتهُ يسألني بهدوء

 

" لماذا تزوجتِ من ماركو؟.. ولا تقولي لأنكِ تحبينه لأنني أعلم جيدا بأنكِ لا تفعلين "

 

تنهدت براحة لأنه لا يعلم شيئا عن حملي.. نظرت إليه بغضب وأجبتهُ بحدة


" من أجل أمواله.. فهو ثري واستطعت أن أغريه بجسدي بسهولة وأجعلهُ غارقاً في عشقي.. فأنا عاهرة.. تذكر ذلك لأنك نعتني بهذا اللقب "


انتفض جسدي بقوة عندما خبط قبضتيه بقوة على الطاولة وحطم كل الأطباق عليها.. تأملتهُ بذعر عندما هتف بجنون بوجهي


" توقفي شارلي عن اللعب بأعصابي.. وأخبرني واللعنة بالحقيقة.. لماذا تزوجتِ من شقيقي ماركو؟ "


ارتعش فكي بقوة ونظرت إليه بحزن وقلتُ له

 

" لقد أحببته بسبب معاملتهِ الرائعة لي.. والآن أنتَ جعلتني أخونه رغما عني باغتصابك لي و... آاااه.. "

 

شهقت برعب في النهاية لأنه أمسك بطرف الطاولة ورفعها عالياً ورماها بعنف بعيدا لتطير وتتحطم بكاملها.. وقف بسرعة وأمسكني بذراعي وجعلني أقف.. نظرت إليه برعب عندما رأيته يتنفس بسرعة وصدره يعلو ويهبط بجنون..

 

" أنتِ من خانتني.. أنتِ من أحرقتِ قلبي بتزوجكِ منه.. يوم.. يوم فقط.. لو انتظرتِ يوما واحدا فقط بعد اتصالكِ بي كان كل شيء قد تغير.. لكنكِ لم تفعلي ذلك.. لم تفعلي "

 

نظرت بصدمة إلى وجهه إذ لم أفهم ما عناه بكلماته تلك.. جذبني أكثر إليه حتى التصق جسمي بجسده العضلي.. أمسك بذقني ورفع رأسي بخفة وهمس بحزن

 

" لو انتظرتِ يوما واحداً فقط كنتِ ستكونين لي إلى الأبد "

 

ارتعش جسدي بخفة وحدقت ببلاهة إلى وجهه وسمعتهُ يهمس بالإيطالية قائلا

 

" كنتُ سأطلب منكِ السماح ثم كنتُ سأطلب منكِ الزواج.. أنتِ الوحيدة التي أردتُها زوجةً لي.. الوحيدة.. لأنني أحبُكِ.. لكنكِ أحرقتِ قلبي و تزوجتِ من شقيقي "

 

لم أفهم ما قاله لكن قلبي الخائن نبض بجنون من أجله.. رفع إيثان يده وبدأ يداعب بأصابعه وجنتاي برقة وتابع قائلا بهمس بالإيطالية

 

" أحببتكِ من أعماق قلبي وكنتُ غبي لأنني صدقت تلك الخادمة.. قلبي يتمزق لأنكِ أصبحتِ لأخي.. روحي تتألم وتبكي لأنكِ أصبحتِ بعيدة المنال.. ارتكبت إثماً كبيراً عندما خطفتكِ وجعلتكِ لي بالقوة بينما أنتِ زوجة أخي "

 

صمت لثواني وتكلم بالإنجليزية قائلا

" سامحيني شارلي "

 

توسعت عيناي بصدمة وشهقت بقوة.. نظرت إلى عينيه بدهشة كبيرة إذ لم أفهم سبب طلبهِ السماح مني في هذه اللحظة.. لكنه تابع قائلا

 

" سامحيني.. وأعدكِ إن فعلتِ لن تري وجهي أمامكِ مرةً أخرى.. سأترككِ تعيشين بسلام مع ماركو إلى الأبد.. فقط سامحيني شارلي "

 

سالت دمعة من ركن عيني وشقت طريقها إلى وجنتي ثم خدي.. لم أفهم ما أصابه.. لكنهُ فعلا بدا صادقا.. إيثان بوربون يطلب مني السماح ويعدني بأنه سيبتعد عن حياتي إلى الأبد ويتركني أعيش بسلام!!... هذا الوعد أرعبني.. أرعبني جداً.. إلهي أنا أعشقهُ بجنون رغم كل ما فعله بي..

 

هطلت دموعي بكثرة وقررت أن أعترف له بكل شيء.. سأخبره بأنني حامل منه و بأنني أحبه وأن زواجي من ماركو ليس سوى حبراً على ورق فقط..

 

فتحت فمي وقلتُ له من بين شهقاتي

" لقد سامحتُك.. سامحتُك منذ زمن.. إيثان أنا أحبــ.. "

 

توقفت عن الاعتراف له عندما سمعت صوت طائرة هليكوبتر تقترب من المنزل.. أبتعد إيثان عني وقال بحزن

 

" أشكركِ شارلي لأنكِ سامحتني.. أخبري ماركو بأنني آسف واطلبي منه أن يسامحني على ما فعلته.. تعالي "

 

أمسك بيدي وسحبني إلى خارج المنزل.. لم أكن أفهم ما يحدث لكن رأيت الطائرة تقف في وسط ساحة المنزل.. شهقت برعب عندما رأيت ذلك الرجل المقنع يخرج منها ويقترب نحونا..

 

تذكرتهُ فور رؤيتي له.. إنه نفسه الرجل الذي كان يرتدي القناع في تلك الليلة المشؤومة ويحمل بين يديه فتاة ترتدي فستان زفافها وكان ملطخاً بالدماء..

 

شعرت بالخوف منه واختبأت خلف جسد إيثان.. وقف أمامنا وبدأ يتكلم بصوتٍ مبحوح مع إيثان باللغة الإيطالية.. كان يبدو غاضبا وهذا أرعبني أكثر.. بعد مرور أكثر من عشر دقائق توقفا عن الجدال باللغة الإيطالية ثم رأيت رجل المقنع يستدير ويمشي باتجاه الهليكوبتر.. استدار إيثان ونظر إلى وجهي بهدوءٍ مُخيف.. ثم رفع يده وأبعد خصلات عن وجهي ووضعها خلف أذني ثم أبعد يده وقال

 

" شارلي.. يجب أن تذهبي الآن برفقة الرئيس "

 

نظرت إليه بخوف وقلتُ له

" لا.. لا أريد.. إيثان أنا أحبــ.. "

 

قاطعني قائلا بغضب أرعبني

 

" اسمعني جيدا أيها الصبي.. لقد أخطأت وفعلت ما فعلته في هذه الأيام الثلاثة.. أخطأت لأنكِ زوجة أخي.. كنتِ مجرد نزوة لي فقط.. فهمتِ؟.. أنتِ مُجرد نزوة وأنا لن أُسامح نفسي بسببها.. أردت فقط أن أنتقم منكِ ومن شقيقي.. أنتِ لا شيء بالنسبة لي.. أعتذر عما فعلته والأن يمكنكِ الذهاب وأعدُك لن أجعلكِ ترين وجهي مجددا.. هيا اذهبي من هنا.. هيااااااااا اذهبي "

 

هتف بغضبٍ جنوني في النهاية عندما شاهد دموعي تسيل على وجنتاي.. شعرت بالذل وبالقهر.. أنا مجددا وبغباء صدقته بأنه ندم لكنه مجرد حقير وحيوان.. رفعت يدي وصفعتهُ بكامل قوتي على وجنته.. توسعت عينيه بصدمة ونظر بذهول إلى وجهي.. حدقت بكرهٍ شديد إلى عينيه وقلتُ له بحقد

 

" أكرهك أيها المغتصب الحقير.. أكرهُك وأكره الأرض التي تدوس عليها أيها القذر.. أتمنى أن تحترق في الجحيم أيها الحيوان "

 

ركضت بسرعة نحو الهليكوبتر وساعدني حارس بالصعود إليها.. لم أكترث لوجود ذلك الرجل المقنع بجانبي بل أغمضت عيناي وبكيت بصمت وبحرقة قلب و بتعاسة طيلة الرحلة.. حطت الطائرة في ساحة قصر ماركو.. خرجت منها ورأيت ماركو بانتظاري.. ركضت نحوه وبكيت على صدره بجنون..

 

حملني بين يديه وسار نحو الطائرة وسمعته يتكلم مع الرجل المقنع باللغة الإيطالية.. دقائق قليلة استدار ماركو ودخل إلى القصر وصعد بي إلى غرفتي..

 

في تلك الليلة غرقت بالنوم في أحضان ماركو.. لم أسمح له بتركي بل طلبتُ منه أن ينام بجانبي وفعل.. لم يتكلم معي فقط ظل صامت وهو يستمع بحزن إلى بكائي وشهقاتي المريرة..

 

في الصباح جلب لي الفطور وساعدني بتناوله.. عندما انتهيت طلب مني أن أخبره بما حصل.. وبحزن وبصراحة مثل عادتي أخبرتهُ بكل شيء.. عندما انتهيت أجهشت بالبكاء المرير في أحضان ماركو..

 

لكن شارلي لم ترى نظرات الغضب والكره والتصميم بالانتقام في عيون ماركو..

 

ماركو**

 

أيام هادئة مضت في القصر.. شعرت بالسعادة لأن شارلي و فيليا تقربتا من بعضهما وأصبحتا كالشقيقتين.. كنتُ بالخفاء أنظر إلى فيليا وأراقبها.. جميلة.. رقيقة.. بريئة جداً.. بدأتُ أشعر نحوها بمشاعر غريبة.. مشاعر جعلتني أقلق بسبها..

 

كتمتُ خبر زواجي عن الجميع خاصةً إيثان لأنه فجأة أتى بعد يوم من زواجي إلى قصري وطلب رؤية شارلي.. أخفيت يداي بجيب سروالي حتى لا يرى خاتم الزواج بأصبعي..

 

واندهشت بما طلبهُ مني.. للأسف تأخر كثيراً ليطلب السماح من شارلي ومني.. تأخر كثيراً..

 

لا أعلم أسبابه لكن قررت أن أجد حلا لهما قريباً.. لذلك طلبت منه الذهاب حتى أفكر بحل يناسب الجميع..

 

ولكن بعد مرور شهر وأسبوع على زواجي من شارلي أتى صحفي إلى المستشفى وطلب مقابلتي.. شعرت بالدهشة عندما سألني عن سبب تكتمي عن زواجي.. وهنا عرفت بأن الجميع في إيطاليا سيعلم بخبر زواجي من شارلي.. و إيثان سيرتكب مصيبة بكل تأكيد.. بعد ذهاب الصحفي اتصلت بالحراس وأمرتهم بمراقبة القصر جيداً ومنع أي أحد من الدخول إليه..

 

استيقظت في الصباح وطلبت من الحارس بشراء جريدة غلوبل نيوز وإرسالها إلى غرفتي.. عندما جلبها رأيت بقلق وفي الصفحة الأولى خبر زواجي من شارلي.. طويتُ الجريدة ونظرت إلى السقف بتفكيرٍ عميق..

  

ماذا عساي أن أفعل الآن؟!.. إيثان سيكتشف الحقيقة اليوم... وقفت ورميت الجريدة على المنضدة ومشيت نحو النافذة.. رفعتُ يدي عاليا وأسندتُها على الزجاج ثم أسندت جبيني عليها وفكرت..

 

إيثان سيفتعل مصيبة بكل تأكيد.. مستحيل أن لا يفعل.. تبا يجب أن أحمي شارلي منه.. فكرت كثيراً وفي النهاية أمرت الحراس حتى يتصلوا بي فورا في حال أتى إيثان ويمنعونه من الدخول إلى قصري مهما كان الثمن..

 

اضطررت للذهاب إلى المستشفى لأنه لدي الكثير من العمليات.. في المساء كنتُ أشعر بإرهاقٍ شديد عندما تلقيت اتصالا من رئيسة الخدم في قصري صوفيا.. نظرت إلى الهاتف برعب وهمست

 

" خطفها اللعين إيثان "

 

عرفت فورا حتى قبل أن أتلقى الاتصال.. كانت صوفيا تبكي وتهتف برعب بأن السيد إيثان اقتحم القصر مع رجاله وخطف شارلي.. شعرت بالخوف وبدأت أتصل بأخي الغبي لكن هاتفه مُغلق.. خرجت بسرعة من المستشفى وتوجهت إلى قصر إيثان لكنه لم يكن هناك.. استجوبت حراسهِ الملاعين لكن لم يفتحوا فمهم بكلمة واحدة..

 

توجهت إلى قصري و تفاجأت لرؤيتي للدمار الذي أحدثهُ إيثان.. بوابة القصر تم خلعها والباب الرئيسي للقصر كذلك.. وجميع حُراسي كانت وجوههم ممتلئة بالكدمات.. الخدم كانوا في حالة صدمة و فيليا كانت تبكي بهستيرية..


 حاولت تهدئة الجميع لكن دون جدوى.. ذهبت إلى مكتبي وحاولت أن أفكر أين يمكنني إيجاد شارلي قبل أن يؤذيها إيثان ويؤذي الطفل.. لكن لم أستطع.. لذلك اتصلت فورا وبالشخص الوحيد الذي يستطيع مساعدتي في الحال وهو الماركيز رومانوس..

 

بعد مرور ثلاثة أيام اتصل بي رومانوس قرابة الساعة الثامنة في المساء وقال لي

 

( بعد ساعة تكون زوجتك في القصر )

 

ثم أنهى المكالمة.. رغم شعوري بالارتياح إلا أنني أحسست بالخوف على شارلي.. في هذه الأيام الثلاثة لم أتوقف للحظة عن البحث عنها.. بالطبع لم أطلب مساعدة الشرطة لأن الخاطف ليس سوى شقيقي الأحمق إيثان.. لكن وعدت نفسي إن أذاها سأجعلهُ يندم أشد الندم.. سيرى الوجه الآخر لـ ماركو بوربون..

 

قلبي تألم عليها.. حزن كبير كسى قلبي عليها.. إيثان تخطى حدوده معها.. حتى لو كان زواجي بها حبراً على ورق ولكنها زوجتي وأصبح شرفها من شرفي.. عندما أخبرتني بعد تناولها الفطور ما فعلهُ بها تملكني غضب مهول.. غضب لا مثيل له.. خرجت من القصر وتوجهت إلى قصر إيثان..

 

" إيثاااااااااااااااان... "

 

هتفت بحدة وبغضبٍ عاصف بينما كنتُ أدخل إلى قصره وبدأت أبحث عنه كالمجنون..

 

كان يتناول الفطور في غرفة الطعام بكل هدوء.. وقفت أمامه وحدقت بكرهٍ كبير إليه.. ابتسم بخفة وتابع تناول طعامه بهدوء كأنني لستُ أمامه وكأن ما فعلهُ بزوجتي ليس بالأمر المهم.. غلت دمائي بشدة وأمسكته بسترته وسحبتهُ بعنف ليقف أمامي..

 

نظر إلى وجهي ببرود وقال بهدوء

" ماذا تريد ماركو؟.. ألا ترى بأنني أتناول فطوري؟ "

 

اصطكت أسناني بقوة وهتفت بحدة بوجهه

" أيها القذر الخسيس.. اغتصبت زوجتي أيها الحقيرررررررررر "

 

رفعت يدي ولكمتهُ بكامل قوتي على وجهه.. والغريب لم يُحرك ساكنا ليُدافع عن نفسه.. بل مسح ركن فمه من الدماء بكف يده ونظر ببرود إلى وجهي.. اشتعل بي الغضب أكثر وهتفت بغيظ وبكره

 

" إنها زوجتي أيها القذر.. زوجتي.. هي شرفي وعرضي.. تغتصب امرأة أخاك الكبير أيها الحقير.. كيف استطعت فعل ذلك بهااااااااا؟!.. "

 

وعدت ولكمتهُ بقوة.. لكمتهُ لكمة ثانية ثم ثالثة ثم رابعة ثم خامسة وسادسة ثم أخرى و أخرى وأخرى.. ولم أتوقف عن لكمه حتى شعرت بالتعب.. وهو ظل جامداً دون أي حركة.. أمسكتهُ من ياقة قميصه وجذبته نحوي وقلتُ له بكره

 

" لقد تخطيتَ حدودك.. منذ هذه اللحظة عليك أن تنسى بأنهُ لديك شقيق اسمه ماركو.. أنا لا يُشرفني أن يكون لي أخ قذر وحقير مثلك "

 

دفعتهُ بعيدا عني بقرف وخرجت من القصر بعاصفة..

 

مضت الأيام ثم أشهر.. وأصبحت شارلي مقربة جدا مني.. مشاعري نحوها عميقة لكنها ليست حُب رجل لامرأة.. أما الصغيرة فيليا تعلقت بها بقوة وقلبي كان ينبض بجنون بسببها دائما..

 

والأن شارلي أصبحت في شهرها الثامن.. أخفينا حملها عن الجميع إذ لم تكن شارلي تخرج من القصر أبدا رغم طلبي منها لتفعل لكنها كانت تخاف أن يعلم إيثان ويشك بأنها حامل منه.. في النهاية رضخت وتركتُها تفعل ما ترتاح له..

 

كنتُ منذ ثلاثة أشهر قد أخبرتُها بكل شيء عن الماركيز وما حدث في تلك الليلة في الفندق في إنجلترا.. أخبرتُها بكل شيء و بأنني كنتُ برفقة الماركيز أيضا.. صارحتُها بذلك بطلب من رومانوس شخصيا.. فهو من طلب مني أن أفعل ذلك والسبب لأنه غير من خطته وقرر إرسال ماريسا بعد ولادتها إلى إنجلترا لكي تتعالج.. أرادني أن أذهب برفقتها حتى أهتم بها شخصيا وطبعا أخبرته بأنني لن أذهب من دون شارلي لذلك طلب مني أن أصارحها بالحقيقة..

 

والليلة ها أنا برفقة زوجتي و فيليا و ماريسا النائمة بفعل المخدر نجلس في طائرة رومانوس الخاصة.. نظرت إلى فيليا ثم إلى شارلي و وجدتهما يحدقان بحزن إلى ماريسا النائمة..

 

" شارلي.. "

 

همست بخفة وفورا نظرت إليّ.. ابتسمت لها برقة وأشرت بأصبعي السبابة حتى تقترب وتجلس بجانبي.. جلست وتنهدت بإرهاق وهي تضع كلتا يديها على بطنها المنتفخ..

 

نظرت إليها بقلق قائلا بهمس

" هل أنتِ بخير؟ "

 

أومأت موافقة وقالت بهمس

" فقط مُتعبة قليلا.. لا تقلق أنا بخير "

 

تنهدت بخفة ثم تابعت قائلة بحزن وهي تنظر إلى وجه ماريسا الشاحب

" المسكينة.. صعب جداً ما مرت به.. ما فعلهُ صديقك بها قاسٍ جداً.. إنها أُم و إبعاد أطفالها عنها جداً قـ.... "

 

قاطعتُها قائلا بهمس حتى لا تسمعنا فيليا

" لا تتفوهي بحرف عن ما أخبرتكِ به أمام أحد خاصةً فيليا.. يجب أن تتكتمي عن الموضوع إلى الأبد "

 

أشارت لي موافقة بحزن ثم سألتني

 

" كيف سوف تستطيع مساعدتها ماركو؟!.. فكما فهمت منك لقد رأتك وأنتَ تُساعدها بالولادة.. ستعرف بأنك ذلك الطبيب.. ثم أنتَ طبيب جراح ولست طبيبا نفسيا.. هي ستحتاج وبشدة إلى طبيب نفسي المسكينة "

 

نظرت بحزن إلى ماريسا النائمة وقلتُ لـ شارلي بهمس

 

" رومانوس خطط لكل شيء.. أنا كنتُ أرتدي قناعا على وجهي لذلك لن تتعرف عليّ أبداً.. ثم صوتي كنتُ أجعله خشنا.. وأنا سأراقبها وأتابع حالتها مع الأطباء أصدقائي.. سوف تتحسن.. يجب أن تتحسن بسرعة "

 

نظرت شارلي إليّ بحزن وهمست قائلة

" لا أعتقد بأنها ستفعل.. لا أتخيل ما قد يحدث لي إن أبعد أحدا طفلي عني.. المسكينة ستتعذب كثيراً بسبب طفلها الذي لم تراه.. و الأصعب بأنها لا تعلم بأنها أنجبت توأم.. أتمنى أن تتحسن فهي تبدو طيبة ورقيقة وهشة "

 

لزمت الصمت طيلة فترة الرحلة إلى ديفون وأنا أفكر بخطة رومانوس.. أتمنى أن تنجح.. أتمنى من قلبي أن تنجح خطته وإلا تألم هو أكثر بكثير من هذه المسكينة ماريسا..

 

 

ماريسا**

 

 

فتحت عيناي ببطءٍ شديد ورمشتُ بقوة كي أعتاد على ذلك الضوء القوي.. والآن استطعت الرؤية بشكلٍ واضح.. أول ما رأيتهُ كان سقف أبيض تتدلى منه ثريا بلورية كبيرة تشبه الطبق.. أخفضت نظراتي ورأيت غرفة شبه خالية من الأثاث و كل حيطانها بيضاء اللون ولا نوافذ بها.. نظرت إلى جسدي ورأيت غطاء أبيض سميك يُغطي جسدي..

 

كنتُ نائمة على سرير أبيض يشبه سرير المستشفيات.. التفت نحو اليمين رأيت منضدة صغيرة بجانب السرير لم يتم وضع أي شيء عليها.. التفت نحو اليسار رأيت باب أبيض كُتب عليه 


" حمام "...

 

أبعدت الغطاء عن جسدي ورأيت نفسي أرتدي رداء أبيض خاص لمرضى في المستشفى..

 

" أين أنا؟!!!... "

 

همست بذهول بينما كنتُ أحاول الجلوس.. شعرت بألمٍ خفيف في أسفل بطني وفوراً وضعت يدي على بطني المتسطحة وبدأت أهتف برعب

 

" طفلي!.. طفلي!.. طفلي لاااااااااااااااااااااا.. "

 

بدأت أضرب الفراش بكلتا يداي وأنا أبكي وأهتف بمرارة وبحرقة قلب

" الشيطان أخذ طفلي.. أريدُ طفلي.. أعطوني طفلي أرجوكم.. طفلي.. طفلي.. أنا أريده.. أعيدوا لي طفلي "

 

شعرت بأيادٍ تمسك بذراعي وصوت امرأة تهتف بحدة

" بسرعة جهزوا حقنة المهدئ وارسلوا خلف الطبيب أغنوس "

 

حاولت التحرير منهم وأنا أصرخ بجنون

" دعوني.. أريدُ طفلي.. طفلي لم يمت.. لقد كذب.. الشيطان كذب عليّ.. أريدُ طفلي أعطوني إيااااااااااه.. "

 

حقنوني بالقوة بحقنة في ذراعي وما هي سوى ثواني وانغلقت جفوني وذهبت بنومٍ عميق مليء بالكوابيس عن الشيطان..

 

هذه كانت حالتي لفترة شهرٍ كامل.. كنتُ كلما أستيقظ تنتابني حالة من الهستيرية وأبدأ بالبكاء والصراخ بجنون وأطالبهم بجلب طفلي.. دموعي جفت.. وشعرت بأن روحي انتُزعت مني.. لقد انتزع الشيطان روحي مني عندما حرمني من طفلي..

 

بكيت كثيراً وتوسلت في كل لحظة حتى يعيدوا لي طفلي.. لكن لا يوجد من يساعدني.. لقد رماني الشيطان في مستشفى للأمراض العقلية.. اكتشفت ذلك بعد مرور يومين على تواجدي هنا..

 

سيطرت عليّ حالة من الصدمة بعد مرور شهر على تواجدي هنا وتوقفت عن التكلم والصراخ والبكاء.. لقد كسرني الشيطان.. انتزع مني روحي وقلبي وحياتي.. هو ربح وأنا خسرت... وأردت الموت..

 

التزمت الصمت بعد مرور شهر على تواجدي في المستشفى للمجانين.. كنتُ طيلة الوقت أحاول إيجاد خطة لأنهي بها حياتي.. وعندما كان يأتي الطبيب النفسي ليتحدث معي كنتُ ألتزم الصمت ولا أُجيب على أي من أسئلته..

 

حاولت الهروب طبعا لكن ذلك كان مستحيلا.. إذ لم يسمحوا لي بالخروج من الغرفة أبداً ولم يجلبوا أي معدات قد تشكل خطراً على حياتي مثل سكين أو شوكة أو كوب زجاجي.. كان كل شيء مصنوع من البلاستيك.. وفي كل فترات وجبات الطعام كانت تراقبني ممرضة وتحرص على أخذ كل ما جلبتهُ معها..

 

وبعد مرور شهرين على تواجدي في هذه المستشفى تم اصطحابي إلى حديقة المستشفى.. كانت الساعة تقارب الثانية والنصف ظهراً.. الجو مشمس وجميل..

 

فتحت لي الممرضة باب غرفتي لأعبر منه وأخرج ثم تلاه باب آخر.. وبعدها مشيت في ممر طويل.. كانت خطواتي ثقيلة وما زلتُ أشعر بالرغبة الملحة للهروب أو لقتل نفسي.. لكن كل ما حولي مقيّد بأبواب ضخمة حتى النوافذ كانت مغلقة وحراس يحرسون المكان من كل صوب..

 

كنتُ أسيرة في هذه المستشفى.. وأيضاً مقيدة من كل الجهات.. حتى النفَس مقيّد بأنفاس الحيطان من حولي في هذا المكان.. وحدها روحي بقيت حرة ولم يقدروا على أسرها أو تقييدها..

 

وها هي أول مرة أرى فيها الشمس بعد مرور كل تلك الأيام.. ما زلت أتذكر لحظة ولادتي لطفلي وأنا أمشي خطوة تلو خطوة متأملة المكان في حالة شرود تام.. كنتُ أحمل بيدي سترة المرضى المجانين وشعري متراخٍ.. حاولت ترتيبه قدر المستطاع لأنهم أخذوا الدبابيس مني بالإضافة إلى رباط حذائي..

 

كنتُ أمشي بهدوء برفقة الممرضة أو الحارسة الشخصية لي كما أعتبرها.. أمشي ببطء وأحاول أن أفكر بطريقة للهروب أو لقتل نفسي حتى أستريح من عذابي..

 

رأيت بحزن أمامي فتاة جميلة تجلس على مقعد أبيض وهي تتشاجر وتهتف بغضب بينما لا يوجد أي أحد برفقتها... ثم رأيت امرأة تبدو في الخمسين من عمرها تقف جامدة ثم بدأت ترقص وتغني بسعادة.. ورجل نحو اليسار كان يبكي تارةً وتارة أخرى يضحك بجنون.. يبدون عمومًا طبيعيين في المنظر لكن في السلوك لا..

 

مجانين.. الآن فهمت ما تعنيه هذه الكلمة.. كنتُ أسمع البعض من رفاقي في المدرسة وفي الجامعة يهزئون بالمجانين أو يصيفون بعضهم بالمجانين.. لكن لم يُفكر أحدا منهم مُسبقا لماذا هذه الفئة من الناس فقدوا عقولهم وأصبحوا مجانين..

 

لا أحد فكر سابقا ما حدث مع هذا المسكين من مأساة وظلم حتى فقد عقلهُ في النهاية وانتهى به الحال ليصبح مجنونا..

 

لو عرفوا الناس بالأسباب لتوقفوا عن الاستهزاء بهم.. شعرت بالحزن على حال المرضى هنا.. وشعرت بحزنٍ أكبر على حالي..

 

لا أحد يُفكر بالسبب.. ولا أحد أراد سماعي لمعرفة ما حدث لي.. رماني الشيطان هنا حتى أفقد ما تبقى لي من عقل.. اغتصبني في ليلة زفافي ثم قتل أخي ثم خطفني وعاد ليغتصبني ليلة تلو الأخرى والأخرى.. ثم في النهاية حرمني من طفلي ورماني هنا..

 

شعرت بالتوتر إذ كانت تُربكني فكرة اللقاء بالمرضى المجانين.. سمعت عنهم وأنا في غرفتي.. وشاهدت في بعض الأفلام عنهم.. وها أنا اليوم برفقتهم وسأتشارك معهم القيد والمعاناة والألم والحزن..

 

شعرت بالحرج الشديد في مكان جديد لم أتوقع يوماً أن أكون فيه.. مع مرضى مساكين شاهدوا مأسي في حياتهم حتى أصبحوا هنا.. وها أنا أقف معهم في حديقة شاسعة خلف أسوار و باب كبير مُحكم الإغلاق.. تمنيت لو أنني أحلم.. وفي الحقيقة كنت أشعر بأنني في حلم أو كابوس سيئ وسينتهي.. لكن يا ليت ما أريدهُ يتحقق فما اعيشه ليس سوى كابوسا حقيقياً مرعبا..

 

شرد ذهني إلى البعيد.. فكرت بعائلتي.. كنا عائلة جميلة جدا بأربعة أفراد فقط.. عائلة يملأها الحُب والدفء.. وتذكرت شقيقي ماثيو كم كان مراهقا خجولا ومُهذبا.. وبغصة استحوذت على قلبي وما زلتُ أشعرُ بمرارتها حتى الآن تذكرت بحزن كيف اغتصب ماثيو شقيقة الشيطان..

 

لم أستطع أن أصدق بأن أخي الحنون والنبيل والمهذب استطاع فعل ذلك بفتاة بريئة في ليلة زفافها.. لكن هو السبب.. أدم.. هو السبب الرئيسي لتعاسة أخي وفقداني إياه.. أدم هو السبب الرئيسي لتعاستي ودماري...

 

لكن الشيطان مهما كانت أسبابه أنا لا ذنب لي حتى ينتقم مني.. لقد سرق فرحتي وسعادتي وكل من أحب.. سرق مني أحلامي وتبخرت كل أمالي.. رماني جسداً بلا روح.. ورغم كل ما فعلهُ بي حرمني من طفلي.. سرق مني أمومتي.. حقدت عليه بجنون وكرهتهُ كُره لا أحد يستطيع وصفه..

 

أعادتني الممرضة إلى غرفتي وقالت لي

 

" غدا في الصباح سمح لكِ الطبيب أغنوس بالخروج أيضا إلى الحديقة.. لكن بعد أن تتناولين وجبة الفطور وأدويتكِ الخاصة "

 

لم أجيبها كعادتي فتنهدت بقوة وخرجت وأقفلت الباب بالمفتاح.. ومثل العادة أتى المساء وما أن أغلقت عيناي رأيت كابوسا مرعبا.. كابوسا عن الشيطان..

 

في الصباح كنتُ أمشي في الممر برفقة تلك الممرضة.. لفت نظري نافذة ناحية اليسار كانت مفتوحة.. تجمدت نظراتي عليها وأنا أمشي ببطء.. ودون أي تردد ركضت بسرعة نحو تلك النافذة.. أغمضت عيناي وهمست قائلة

 

" أمي.. أبي.. ماثيو.. طفلي.. أنا آتية انتظروني "

 

تسلقت الحاجز وأغمضت عيناي ووقفت عليه.. سمعت صرخات الممرضات والحراس لكنني لم أهتم.. سحبت نفساً عميقا وحبستهُ في رئتاي وقفزت.. قفزت إلى الأسفل.. قفزت لكي أستريح أخيرا من عذابي ومن الشيطان..

 

رومانوس**

 

رأيت قدميها على الأرض ثم شاهدتُها تقف أمامي.. نظرت نحوي وهتفت بسعادة وهي تركض باتجاهي..

 

" خالي.. خالي.. خالي.. خالي روم.. خالي رومانوس "

 

نظرتُ إلى الطفلة والتي تبلغ من عمرها سنتين وثلاثة أشهر تركض باتجاهي وهي ترفع يديها.. رفعتُ كلتا يداي وهتفتُ بسعادة لا توصف

 

" إيلينا.. إيلينا صغيرتي.. حبيبة قلب خالك "

 

وهنا وأخيرا احتضنت بين يداي صغيرتي إيلينا.. ابنة شقيقتي.. ابنة أختي الحبيبة إيلينا..

 

قبلتُها على وجنتيها بشوقٍ كبير ثم وضعت كلتا يداي على خديها الصغيرتين وقلتُ لها

 

" حبيبتي إيلينا.. أخيراً التقينا "

 

ابتسمت بسعادة وقالت لي بطفولية

" خالي لطالما كنتُ تراني على الهاتف عبر الفيديو كول.. جدي وجدتي كانا يمنعاني من الاتصال بك.. كانت جدتي تقول لي دائما بأن لديك أعمال كثيرة وتطلب مني أن أنتظر مكالمتك "

 

ثم قفزت بحماس قائلة

" هل هما هنا؟!.. جيف و مابيلا هنا؟ "

 

وقفت وحملتُها وثبتها على خصري وقلتُ لها وأنا أداعب شعرها

" نعم إنهما هنا.. تعالي وتعرفي عليهما "

 

استدرت ورأيت لوكاس ينظر نحونا بسعادة بينما كان يحمل كراسي الأطفال.. أشرت له ليقترب.. نظرت إيلينا بفرحٍ كبير إلى أطفالي وصفقت بحماس بيديها الصغيرتين وقالت بالإنجليزية

 

" خالي هل يمكنني اللعب معهما الآن.. ثم من هو جيف ومن هي مابيلا؟ "

 

ضحكت بخفة على لطافتها وقلتُ لها

 

" جيف من يرتدي الثياب الزرقاء و مابيلا ترتدي الثياب الزهرية.. ثم حبيبتي لا يمكنكِ اللعب معهما الآن فهما نائمين وما زالا صغيرين على اللعب.. لكن أعدكِ ستفعلين ذلك قريبا.. فأنتِ ستكونين بمثابة شقيقتهما الكبيرة "

 

نظرت إيلينا إلى عيناي ثم رفعت يديها ووضعتها على القناع.. بلعت ريقي بقوة وشعرت بالقلق من أن تسحب القناع عن وجهي وترى التشوه به وتخاف مني.. لكنني تجمدت عندما قالت لي

 

" متى ستزيل هذا القناع عن وجهك خالي؟ "

 

نظرت بحزن إلى عينيها قائلا بغصة

" قريبا صغيرتي.. قريبا جدا سأفعل "

 

ابتسمت بوسع ثم قبلتني على أنفي وقالت

" هل يمكننا أن نذهب الآن برفقة جيف و مابيلا لزيارة أمي؟ "

 

نظرت بحنان إليها وسألتها برقة

" هل ترغبين بزيارتها الآن؟ "

 

أومأت موافقة وأجابتني بسعادة

" نعم خالي.. لقد جلبت لها الورود.. الكثير منها "

 

تأملتُها بحزن وأجبتُها بغصة قائلا

" حسنا صغيرتي.. سنذهب جميعاً لزيارة والدتك "

 

التفت نحو لوكاس وطلبت منه أن يجهز الهليكوبتر.. سنذهب أولا لزيارة شقيقتي إيلينا وبعدها إلى المطار ثم إلى سويسرا..


 

إيثان**

 

حزن دفين أغرق قلبي وروحي.. أردت أن أعترف لها بكل شيء وفعلت لكن بالإيطالية.. الشجاعة خانتني لأول مرة.. فبسبب ما فعلت بها عرفت بأنها لن تتقبل مشاعري نحوها..

 

أردت أن أخطفها وأذهب بها إلى مكان لن يجدنا به أحد.. لكن بسبب اتصال رومانوس امتنعت عن فعل ذلك.. بعد مرور ثلاثة أيام على خطفي لها اتصل بي رومانوس من جديد.. لقد اكتشف مكاني وقال لي بأنه سيأتي شخصيا ليُعيد شارلي إلى أخي..

 

بالطبع رفضت واعترضت لكن جملة واحدة لفظها رومانوس جعلت عالمي ينهد فوق رأسي

 

" شارلي أصبحت زوجة أخيك.. زوجة شقيقك الوحيد ماركو.. لقد خسرتها إيثان.. فلا تخسر أخاك أيضا "

 

هذه الجملة دمرت كل أحلامي عن شارلي.. دمرت روحي... عرفت بأنني خسرتُها وعرفت بسبب ما فعلتهُ بها في هذه الأيام الثلاثة خسرت ماركو أيضا.. لذلك قررت أن أودعها على طريقتي الخاصة وأعترف لها بمشاعري نحوها بطريقة غير مباشرة..

 

عندما أتى رومانوس.. غصبا عني تفوهت بتلك الكلمات لها حتى تذهب.. تلك الكلمات قتلتني من الداخل.. قتلت قلبي و روحي وكياني..

 

أصعب شيء فعلتهُ في حياتي هو النطق بتلك الكلمات لها والتخلي عنها إلى الأبد..

 

أحببتُها.. نعم أنا أُحب شارلي بجنون.. اعترفت لنفسي بذلك عندما اقتحمت القصر ورأيتُها تقف على السلالم.. حُب.. غرام.. عشق.. هوس.. هو ما أشعر به نحوها.. لكنني خسرتُها إلى الأبد بسبب حماقتي.. وتركت ماركو يلكمني ويلكمني دون أن أدافع عن نفسي..

 

كنتُ أستحق تلك اللكمات منه.. وشعرت بقلبي ينقسم إلى جزئيين عندما قال لي بأنه لم يعد لي أخ اسمهُ ماركو..

 

مضت الأيام والشهور ببطءٍ مخيف.. وأتى اليوم الذي سأسافر به برفقة رومانوس والأطفال إلى سويسرا.. كنتُ أجلس على المقعد في المستشفى الخاص في سوسيرا أنتظر بفارغ الصبر طبيب رومانوس.. رنين هاتفي انتشلني من أفكاري الحزينة عن شارلي..

 

نظرت إلى الشاشة ورأيت أن المتصل ليس سوى أيلون وهو حارس لدي وقد سبق وأمرته بالخفاء عن رومانوس أن يراقب لي شارلي.. تلقيت اتصاله بسرعة قائلا بلهفة

 

" أيلون.. ماذا لديك من أخبار عنها؟ "

 

( سيد إيثان.. سأرسل لك الصور التي التقطها لها.. السيدة شارلي حامل وعلى وشك الولادة في أي لحظة أيضا.. لقد رأيت بوضوح بطنها البارز منذ أسبوع ونصف عندما كانت في المطار برفقة السيد ماركو.. اتصلتُ بك لكنك لم تتلقى المُكالمة لذلك سافرت إلى إنجلترا خلفهم كما طلبت مني أن أفعل سابقا وتأكدت بأنها فعلا حامل و... )

 

وقفت بسرعة ونظرت أمامي بصدمة كبيرة هاتفا بجنون

" شارلي حااااااااااامل!!!!!!.... "

 

كلمني أيلون لكن لم أسمع كلمة واحدة إذ طنين هائل أصم أذناي بينما جسدي كان يرتعش بقوة من هول الغضب.. شارلي حامل؟!!.. حامل!!!... إنه طفلي.. إنه طفلي بالتأكيد... طفلي أنا..

 

ارتعش فكي بقوة ثم هتفت بجنون

" سآتي في أقرب وقت وأقتلهما معا إن كان الطفل طفلي أنا.. راقبها جيدا ولا تدعها تختفي عن أنظارك "

 

أنهيت الاتصال ورفعت يدي ومسحت جبيني بقوة.. كنتُ أتنفس بسرعةٍ كبيرة وكل خلية في جسدي تصرخ من الغضب.. سأنتقم منها إن كانت حامل مني.. سأريها الويل إن كان الطفل مني.. هي ستلد في أي لحظة وهذا يعني!!!....

 

بدأت بِعَدْ الأشهر منذ بداية ممارستي للحب معها.. نعم واللعنة لم أمارس الجنس بل الحب معها لأنها امرأتي أنا.. توسعت عيناي بصدمة عندما اكتشفت بأن ثماني أشهر وبضعة أسابيع مضت على تلك الليلة.. هل حملت مني بهذه السرعة؟!.. نعم بالتأكيد فعلت..

 

" الطفل هو طفلي أنا... ابني.. هو ابني... "

 

سأجعلها ترى الجحيم بأم عينيها هي و ماركو.. سيرون انتقام المارد كيف يكون...


انتهى الفصل












فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©