أريدُ طفلي
رومانوس دي فالكوني**
المزيد
من المشاعر والأحاسيس المتراكمة في قلبي أغرقتني ببحر من القلق والتفكير العميق..
لماذا أشعر بالألم لأجلها؟!!.. لماذا قلبي لا يتوقف عن النبض بجنون عندما أراها
وأضمها في أحضاني؟!!... لماذا لم أعُد أستطيع الابتعاد عنها لثانية؟!.. لماذا أشعر بألمٍ رهيب في قلبي عندما أرى دموعها؟!..
أسئلة
كثيرة أربكت كياني وتفكيري بعد معرفتي بحملها.. تغيرت مُعاملتي لها كثيراً.. بعد
معرفتها بحملها بطفلي جُن جنونها وكرهت الجنين كثيراً وهذا ألمني جداً.. بالطبع لا
أستطيع لومها لأنها كرهت طفلي الذي ينمو في أحشائها.. فما فعلتهُ بها لا يمكن أن
تُسامحني عليه لمدى حياتها.. وهذا ألمني أكثر.. فكرة أنها لن تُسامحني أبداً
ألمتني لحد اللعنة..
وهنا
كل خُطتي السابقة لها قررت أن أنهيها.. ماريسا لودر لن أسمح لها بقتل نفسها بمسدسي كما فعلت إيلينا.. ماريسا لودر سوف تعيش.. وفكرت ماليا بما يجب أن أفعله واتخذت قراري
النهائي.. قرار لا رجوع عنه أبداً..
ماريسا
لودر ستكون لي إلى الأبد مهما كلفني ذلك...
مشاعر غريبة كانت تتملكني.. ودفء عجيب غرق به صدري والأهم قلبي.. قلبي والذي لم يتوقف لثانية عن النبض بسرعةٍ رهيبة من أجلها..
أردت
أن أتقرب منها قليلا علها تشعر بما يعتمل في صدري نحوها لكنها دائما كانت تصدني
وتبكي رُعبا مني.. هي تخافُ مني لحد اللعنة وأنا بدأت أخاف من فكرة ابتعادها عني
إلى الأبد..
لم
أستطع الابتعاد عنها وعدم ممارسة الجنس معها.. أصبحت مُدمناً عليها ولا أستطيع
التنفس والعيش من دونها.. لمسي لجلدها الناعم وتقبيلي لشفتيها وشعوري بها عندما
أقتحمها كانوا بمثابة الجنة بالنسبة لي.. هي جحيمي وهي جنتي وأنا شيطانُها المُرعب..
وفي
كل أسبوع تحديداً مساء الجمعة عندما كانت تنام كنتُ أحملها برقة وأخرج بها نحو الغرفة
الطبية.. نومها ثقيل وذلك ساعدني كثيراً.. كان ماركو يأتي دائما ويفحصها هي و الطفل بهدوء لكي لا تستيقظ.. وأجبرتهُ
ليضع قناع على وجهه دائما عندما يأتي إلى القصر في حال استيقظت ورأته لا تتعرف عليه.. لأنني
خططت جيدا لما سأفعلهُ معها بعد الولادة..
كانت
في شهرها الثالث وأحسست بالألم لرؤيتي لها ذابلة وتبكي طيلة الوقت وهي تهمس بعذاب
بأنها تكره طفلي ولا تريده.. لذلك قررت أن أجعلها تشعُر ولو قليلا بي..
قررت
أن أجعلها ترى جانبي الجيد والذي دفنتهُ منذ ليلة الحادث.. فقط من أجلها عاد جانبي
الآخر والحقيقي.. عاد رغما عني ليعصف بقلبي كالإعصار..
ماريسا أعادت الحياة إلى قلبي الذي مات.. أذابت الجليد عنه وجعلتهُ ينبض بتلك النبضات السريعة والدافئة من أجلها فقط.. وأردت من أعماق قلبي أن أجعلها ترى جانبي الجيد.. حقيقتي.. حقيقة الماركيز رومانوس دي فالكوني..
لذلك
اتصلت بـ لوكاس وأمرتهُ بشراء فساتين لها و كذلك طلبت منه أن يرسل لي وجبة عشاء فاخرة لأنني
سأدعوها الليلة إلى العشاء.. وكذلك أمرتهُ أن يجلب لي مجوهرات أمي من الخزنة في غرفتي
الخاصة في قصري الرئيسي في دي فالكوني.. مجوهراتها التي احتفظت بها فقط من أجل
عروستي..
وعندما
أتى لوكاس وسلمني ما طلبته جهزت كل شيء من أجل العشاء وعندما انتهيت صعدت إلى
غرفتها وفتحت الباب بالمفتاح ودخلت.. كنتُ عدتُ من جديد أقفل باب الغرفة عليها
خوفا من أن تهرب أو تؤذي نفسها.. رأيت ماريسا نائمة على ظهرها مثل عادتها تبكي
بصمت وهي تنظر بشرود إلى السقف..
حدقت إليها بألم رغما عني ثم اقتربت ووضعت الأغراض التي كنتُ أحملها بيدي على المنضدة
ثم مشيت ببطء نحو السرير.. وقفت وتأملتُها بنظرات حنونة ثم انحنيت قليلا وأمسكت بيدها..
ومثل العادة شهقت برعب وانتفضت ونظرت إلى عيناي بذعرٍ كبير.. تنهدت بخفة
وساعدتُها بالوقوف ودون أن أتكلم معها مثل عادتي جذبتُها ناحية الحمام وبدأت أزيل
عنها قميص نومها الزهري..
كانت
قد أصبحت مُطيعة جداً.. أصبحت كالدمية بين يداي.. تسمح لي دون أي اعتراض بفعل ما
أريدهُ بها.. لكنني بداخلي أردتُها أن تكون قوية وتغضب و تعترض و تقاومني.. لكنني
للأسف كسرتُها.. لقد حطمتُها.. هذا ما كنتُ أريدهُ في البداية لكن الآن بتُ أرغب العكس..
ساعدتُها
بالاستحمام ثم سرحت شعرها وجعلتُها ترتدي ثوباً كلاسيكي لونه بنفسجي فاتح أظهر
جمال صدرها والذي بدأ يزداد حجمه بسبب حملها.. ثم ساعدتُها بارتداء الحذاء..
ابتعدت عنها وأمسكت بعلبة مخملية سوداء وفتحتُها وأخرجت منها عقد الألماس ثم وقفت خلف
ماريسا ووضعتهُ على عنقها..
كانت
هادئة مثل عادتها وسمحت لي دون أي اعتراض بفعل ما أرغبه.. وضعت يداي على كتفيها
الصغرين ثم أخفضت رأسي وقبلت عنقها بقبلة رقيقة ثم قبلت كتفها..
أغمضت عيناي وسحبت نفساً عميقا أستنشق بهِ عطر بشرتها اللذيذ.. ومثل عادتي شعرت بالنشوة
وبرغبة جامحة لإخضاعها لرغابتي.. هي تجعلني أفقد عقلي.. تجعلني أرغب بها بجنون..
أرغبُها
وبقوة غصباً عني في كل ثانية وفي كل دقيقة وفي كل لحظة.. أرغب بامتلاكها دائما دون
أن أشعر بالملل أو الاكتفاء منها.. رفعت رأسي وأدرتُها بخفة وتأملت وجهها الناعم والجميل بنظرات حنونة رقيقة..
كانت
نظراتها جامدة لا تعبير بها ومع ذلك رفعت يدي اليمنى وأمسكت بخفة طرف ذقنها
ورفعت رأسها عاليًا ومع ذلك لم تنظر إلى عيناي بل كانت نظراتها موجهة إلى الأسفل..
لم
أستطع رغم جمودها بين يداي أن لا أقبلها.. أخفضت رأسي وقبلت شفتيها الشهيتين
برقة.. ومثل عادتها لم تُبادلني القبلة.. أنا أعلم جيداً بأنها لن تفعل ذلك أبداً
مهما تمنيت... مستحيل أن تُبادل الشيطان القبلة.. مستحيل أن تفعل ذلك..
توقفت
عن تقبيل شفتيها ثم قبلت رُكن شفتيها وابتعدت عنها.. أمسكت بيدها اليمنى
وخرجنا من الغرفة نحو الطابق السفلي ودخلنا إلى غرفة الطعام..
كنتُ
قد وضعت كل ما أرسله لوكاس على الطاولة حتى أنني أضئت الشموع عليها رغم أنني أضئت
الثريات الكريستالية في الغرفة.. حررتُ يدها الصغيرة من يدي وسحبت لها الكرسي
وساعدتُها بالجلوس عليه ثم جلست على الكرسي بجانبها..
هادئة..
هادئة جداً.. هادئة وصامتة مثل عادتها في هذا الشهر.. تبدو هادئة الملامح غامضة
كغموض زهرة بنفسج أنيقة.. إلا أنه كان لا أحد يسمع ذلك النحيب الذي في صدرها إلا
أنا و هي.. كنتُ أستطيع سماع نحيبها الداخلي المتألم دائما.. وقررت إخفاء هذا
النحيب الداخلي في صدرها مهما كلفني ذلك..
نظرت إليها بحزن وفكرت بمرارة.. هادئة
بطريقة مُخيفة.. مطيعة وبالكاد كانت تتكلم معي فقط حتى تطلب مني التوقف وعدم
إيذائها وتطلب مني أن أجعلها تُجهض ابن الشيطان.. كم كنتُ أحزن وأغضب لسماعي تلك
الكلمات منها.. وتمنيت أن يأتي يوم وتعشق طفلنا.. نعم طفلنا نحن الاثنان..
سكبت لها الطعام لأنها لم تُحرك ساكنا.. بدأت بهدوء أتناول العشاء ولكن عندما رأيتُها
جامدة تنهدت بحزن ثم قطعت بهدوء قطعة لحم مشوية ورفعت الشوكة نحو فمها.. فتحت
فمها بهدوء دون أن ترى ما أريد إطعامها إياه ثم بدأت تمضغ ببطء..
سكبت لها كأساً من النبيذ ثم لنفسي.. سبق وسألت ماركو إن كان النبيذ مُضراً لها لكنه
أجابني بالرفض ولكن نصحني بألا أجعلها تشرب منه الكثير من أجل الجنين.. رشفت القليل
من كأسي بينما كنتُ أراقبها لكن لدهشتي لم تلمسه.. أمسكت بالكأس ووضعتهُ بيدها..
لكنها لم تُحرك يدها وترفعها وتشرب منه بل ظلت يدها جامدة حول الكأس..
زفرت بقوة ورفعت يدها الممسكة بالكأس نحو شفتيها.. ومثل العادة بطاعة فعلت وشربت منه
القليل.. فجأة استدار رأسها إلى الجهة الأخرى وبدأت تسعُل بقوة.. وفورا أمسكت بكأس
الماء وساعدتُها بشربه وهمست بداخلي.. لا للنبيذ لها مُجددا فأنا لا أريدها أن
تختنق..
كما
يبدو لي هي لا تُحبه... بعد قليل أمسكت بدوري الكأس من يدها وشربتهُ دفعةً واحدة
واضعاً شفتاي حيث وضعت شفتيها..
ساعة
كاملة مضت على العشاء بصمت.. عندما انتهيت من إطعامها مسحت فمها برقة بمنديلي ثم
وقفت وأمسكت بيدها اليسرى وساعدتُها بالوقوف ومشينا ببطء نحو الصالة الضخمة في
القصر..
كانت
مضاءة بالكامل وسحبت ماريسا لتقف بوسط الصالة ثم تركتُها وتوجهت نحو اليسار حيث تم
وضع أحدث جهاز لتشغيل الأسطوانات الموسيقية على المنضدة الضخمة وأشغلتهُ وصدحت
الموسيقى الكلاسيكية عالياً في الصالة بالأنغام السيمفونية الرائعة..
استدرت
وتوجهت نحو ماريسا لأقف أمامها.. أمسكت بيدها اليمنى ووضعتُها على كتفي ثم أمسكت
بيدها اليسرى ووضعتُها على خصري ثم حاوط خصرها الصغير بكلتا يداي وبدأت أتحرك ببطء
على أنغام الموسيقى..
قربت جسدها أكثر إليّ حتى بات لا يفصلني عنها سوى إنش واحد.. كانت جامدة بالكاد تتحرك
ببطء على وقع تحركاتي معها... رفعت يدي اليمنى وأمسكت رأسها من الخلف وجعلتهُ
يستريح على صدري ثم ضممت جسدها الصغير إليّ.. وهكذا ولفترة نصف ساعة كاملة رقصت معها
على تلك الأنغام وأنا مُغمض العينين..
أردتُها
بجنون الآن.. ولم أعد أستطيع الصمود أمامها لذلك توقفت عن الرقص و حملتُها
كالعروسة بين يداي وصعدت بها نحو الغرفة..
في
هذه الليلة مارستُ معها الجنس برقة مُتناهية.. امتلكتُها بحنية وعبرت لها بقبلاتي
عن ما أشعرُ بهِ نحوها.. رغم ألمي لرؤيتي لدموعها الصامتة إلا أنني لم أستطع التوقف.. هي
لي.. لي أنا فقط.. ربما مع الأيام ستتقبل هذا الواقع وتتقبلني أيضا وتتقبل طفلنا
المنتظر..
وبعد
أسبوع كررت العشاء وجعلتُها ترتدي فستان أبيض نقي كنقاء قلبها.. كنتُ أرقص معها
عندما فجأة توقفت وأخفضت وجهي لكي أقبلها لكن رنين هاتفي منعني عن فعل ذلك..
ابتعدت عنها عدة خطوات وأخرجت هاتفي من جيب سترتي ونظرت بقلق إلى الشاشة عندما
رأيت المتصل ليس سوى ماركو..
لماذا
يتصل بي ماركو في هذا الوقت المتأخر؟!.. تساءلت بدهشة بداخلي ومشيتُ مبتعدا لكي لا
تسمع حديثي ماريسا رغم عدم معرفتها للغة الإيطالية.. تلقيت الاتصال وقبل أن أتفوه
بحرف سمعت ماركو يهتف بخوف وبقلقٍ كبير
(
رومانوس.. ليس لدي أحداً سواك يستطيع مساعدتي الآن.. إيثان.. إيثان خطف زوجتي
شارلي.. لقد خطفها.. ساعدني رومانوس.. ساعدني أرجوك.. أنتَ تعلم بحالتها.. هي حامل في شهرها
الثاني و إيثان لا يعلم بذلك.. قد يؤذيها ويؤذي طفله.. ساعدني بإيجادها أرجوك )
شتمت بغضب ثم همست بغيظ من بين أسناني
"
تبا لك ماركو.. لقد أخبرتُك منذ البداية بأن ما فعلتهُ خاطئ جداً.. كان يجب أن لا
تتزوجها وتأخذها منه.. كان يجب عليك أن تُخبرهُ بالحقيقة منذ البداية.. اللعنة ما
كان يجب أن أستمع إليك وأكتم سِرك وسِرها.. على إيثان أن يعلم بأنها حامل منه وفي
الحال و.. "
قاطعني
ماركو قائلا برعب
(
لا رومانوس لا تفعل أرجوك.. لقد أقسمت لي بكتم السر.. هو لا يُحبها.. هو فقط أخذ
ما يريدهُ منها ورماها عندما شعر بالملل منها.. إن اكتشف بأنها حامل منه سيقتلها ويقتلني
أيضاً.. ساعدني أرجوك.. إيثان أقفل هاتفه ولا أحد من حُراسهِ الشخصيين يعلمون أين
هو الأن وإلى أين أخذ شارلي.. ربما يعلمون لكنهم واللعنة مُخلصين له ولم يتفوهوا
بحرف أمامي.. عليك بمساعدتي.. شارلي في خطرٍ كبير مع أخي المجنون )
أغمضت عيناي بشدة وتذكرت ذلك القسم اللعين الذي أقسمتهُ لـ ماركو.. عندما أتى ورأى
ماريسا وأخبرني بأنها حامل اعترف لي بعدها بأنه تزوج من تلك الفتاة التي شاهدتنا في
تلك الليلة في الفندق في إنجلترا.. ثم اعترف لي بكل ما حصل مع تلك الفتاة و إيثان
ومعه.. رفضت رفضا قاطعا ما فعله.. ما كان يجب أن يتصرف ماركو بهذه الطريقة..
كان
يمكنني مساعدة تلك الفتاة شارلي دون أن يتزوجها ماركو لكنه غبي وتصرف دون أي
تفكير.. إيثان سيُشعل الأرض به و بتلك الفتاة عندما يكتشف الحقيقة وبأنها حامل منه..
بسبب
قسمي لم أعترف لـ إيثان بشيء ولم أتفوه بحرف أمامه عندما كان يأتي لرؤيتي في قصر
إيلينا.. تنهدت بخفة وأجبتهُ بهدوء
"
حسنا اهدأ سأتصرف.. أعدك سأجعل إيثان يُعيد زوجتك سالمة و مُعافاة.. فقط أمهلني
بعض من الوقت حتى أكتشف مكانه "
شكرني
بلهفة وأغلقت الهاتف ووضعتهُ بجيب سترتي.. إلهي أتمنى أن لا يكون إيثان قد أذاها..
"
تبا لك إيثان ولجنونك الكبير "
همست بغيظ واستدرت لأجحظ عيناي بصدمة كبيرة عندما لم أرى ماريسا أمامي..
"
اللعنة لقد هربت من جديد "
هتفت بغضب وركضت خارجا أبحث عنها كالمجنون.. رأيتُها فجأة أمامي تحاول الخروج من
الباب الرئيسي للقصر.. هو مُقفل ومن المستحيل أن تستطيع فتحه مهما حاولت.. اقتربت منها وأمسكت بذراعها وجذبتُها بعنف وأدرتُها باتجاهي بتصميم..
كانت
عيناي تحدقان في وجهها بدقة وبغضب.. أحنيت رأسي وأصبح وجهي قريبا جدا من وجهها
لتختلط أنفاسنا الحادة السريعة معًا ويكاد جسدي يلامس جسدها الصغير.. انتفضت
متراجعة للخلف ليصطدم ظهري بالعامود الضخم والذي أعاقها عن وضع أكبر مسافة ممكنة
بينها وبيني.. سحبت ذراعيها من بين يدي بخفة وأسندت نفسها على العامود..
حدقت
برعبٍ كبير إلى عيناي الغاضبة ورأيت وجهها أصبح شاحباً.. ارتعش فكها بقوة ليخرج
صوتها أخيرًا خافتًا ضعيفًا
"
أرجوك.. أنا.... "
توقفت
عن الحديث فجأة عندما اقتربت منها أكثر مُلتصقا بها وقد قيدت حركتها بوضع كلتا
يداي على خصرها..
"
أردتِ الهروب مني مُجدداً.. "
أغمضت
عينيها برعب وسالت دموعها على وجنتيها بكثرة ومع ذلك لم يرق قلبي عليها.. فكرة
أنها حاولت من جديد الهروب مني أغضبتني بشدة.. حدقت بغضبٍ مهول إلى وجهها الباكي
وقلتُ لها متوعداً بلهجة خشنة بصوتي المبحوح
"
لن تخرجي من هنا حتى في أحلامكِ... "
ضغطت
على أسناني بقوة حتى كُدتُ أن أحطمها قائلا من جديد بتهديد
"
لن تخرجي من هنا سوى بأمر مني فقط "
تنفست بقوة وقلت لها من بين أسناني
"
لن تستطيعي الهروب مني أبداً.. سأجدُكِ دائما مهما طال الزمن "
وقبلتُها
بشراسة ولم أهتم لأنينها المتألم والمُرتعب.. نهشت شفتيها الناعمتين بأسناني وقبلتُها قبلة حامية نارية سرقت بها أنفاسها الدافئة.. تأوهت باستمتاع بينما كنتُ أمتص شفتيها بجوعٍ كبير.. رائعة.. كل شيء بها يجعلني أفقد صوابي.. حتى نظراتها الخائفة تُفقدني عقلي.. هي لي.. لي إلى الأبد..
توقفت
عن تقبيلها ونظرت إليها بغضب أعمى.. رفعتُها من خصرها وحملتُها بين يداي وصعدت بها إلى الغرفة الخاصة بها.. وفي تلك الليلة نسيت كليا ما طلبهُ مني ماركو إذ
مارست الحب بجنون مع ماريسا لساعات دون أن أكترث لبكائها وأنينها المتألم
وتوسلاتها لي بتركها..
لم أستطع التوقف عن ممارسة الجنس معها بجنون.. فقدت الشعور بكل شيء وأردتُها بجنون.. أردتُها بجنون.. أردت إخضاعها ومُعاقبتها لأنها حاولت من جديد الهروب مني.. هي لي.. أردت جعلها
تعلم بأنها لي.. لي أنا.. لي إلى الأبد..
وفي
اليوم الثاني تذكرت ما طلبهُ مني ماركو وبدأت أتصل لمعرفة مكانه.. وأخيراً وجدته..
هذا المُغفل إيثان أعند مني لحد اللعنة.. رفض كليا تركها وإعادتها إلى ماركو.. وقال لي
بالحرف الواحد
(
هي لي.. لي أناااااااااااااا.. لن تكون لأخي أبدااااااااااااااااا.. أوصل له
رسالتي رومانوس.. الوداع ماركيز )
هذا
المجنون إيثان فقد عقله بسبب هذه المدعوة شارلي.. يبدو بأنهُ يُحبها.. لكن من أجل
الطفل قررت أن أخرج من القصر وأذهب بنفسي لأعيد شارلي إلى ماركو.. على إيثان أن
يتحمل فبسبب غبائه خسر من أحبها..
وهنا
بسبب تفكيري بذلك وقفت جامدا بأرضي.. أغمضت عيناي بشدة وهمست رفضا
"
لا.. أنا لا أفعل.. مستحيل أن أكون أحبــ.. لا مستحيل!.. أنا فقط من أجل طفلي
أُعاملها بحنية.. نعم فقط من أجل طفلي أفعل ذلك... هي فقط تُعجبني.. فقط لا غير...
"
فتحت عيناي بعد أن أنكرت ما بداخلي من مشاعر وقررت أن أتصرف بسرعة وأوقف إيثان عند حده....
بعد
ثلاثة أيام وجدت ذلك المجنون إيثان وبالقوة ورغما عنه أعدت شارلي إلى ماركو..
وأمرت إيثان رغما عني أن يتركها تعيش بسلام مع زوجها..
بيني
وبين نفسي عرفت بأنهُ لن يفعل ذلك أبداً بسبب نظراتهِ المتوعدة والغاضبة.. ولكن في
النهاية سيعرف بالسر وحينها إيثان بوربون سيحرق الأرض بالجميع..
ربما
لحين ذلك الوقت قد تكون ماريسا أنجبت طفلي وقد أستطيع مساعدة ماركو..
شهور
مضت وهي لم تتوقف للحظة عن كُرهها لي وللطفل.. شهور مضت و ماريسا لم تتقبلني أبدا
ولم تتقبل الطفل الذي كبر في أحشائها.. رغم كل ما فعلتهُ من أجلها حتى يرق قلبها
ولو قليلا على الطفل لكنها لم تفعل أبدا وهذا ألمني.. ألمني جداً.. لذلك عدلت
بخطتي واتخذت قراري النهائي والذي لا رجعة عنه أبداً..
حاولتُ
كثيراً الهروب من تلك الأحاسيس والمشاعر والتي كانت تُقيد قلبي وعقلي.. لكنني
كالمسحور غرقت بتلك المشاعر والتي رفضت رفضا قاطعا الاعتراف بها لنفسي.. تركت نفسي كالمسحور أغرق أكثر وأكثر وأكثر بتلك المشاعر الجميلة والمدمرة لقلبي..
مدمرة
لقلبي ولعقلي.. ماريسا لودر ببراءتها هدمت الحصون الضخمة التي بنيتُها في قلبي بعد
الحادث المرير.. وأعادت بالقوة الحياة إلى قلبي الذي مات.. واستسلمت رغما عني دون
أن أتجرأ أن أعترف لنفسي بما أشعرُ به نحوها..
فكرت كثيراً وأخيراً اتخذت قراري.. أتمنى
فقط أن تسامحني في يوم من الأيام على ما سأفعلهُ.. ما سأفعله ليس سوى رحمةً لها..
ما سأفعلهُ هو لأجلها فقط.. لأجلها هي فقط..
ماريسا**
مضت
الأيام وكبر طفلهُ في أحشائي يوما بعد يوم وأنا الآن حامل منه بشهري الخامس...
تمنيت الموت كثيرا وحاولت الهروب منه عدة مرات لكنني فشلت مثل العادة.. كرهتُهُ
أكثر للشيطان وكرهت الطفل الذي ينمو بداخلي طيلة هذه الفترة.. لكن بالسر ومنذ
أسابيع قليلة ومع الوقت وبعيداً عن أعين الشيطان تعلقت بطفلي وأحببتهُ.. أحببتهُ
جداً..
ولأجلهِ
فقط تعلقت بالحياة ولأجلهِ فقط صبرت وتحملت الشيطان..
في
غياب الشيطان كنتُ أتكلم مع طفلي وأخبرهُ كم أنني أحبه.. كنتُ أطلب منه السماح
لأنني أتكلم عنهُ بسوء أمام الشيطان.. فعلت ذلك خوفا من أن يحرمني من طفلي.. إن
عرف الشيطان بأنني أحببت طفلي سيحرمني منه كما حرمني من أخي ماثيو وكما حرمني من
سعادتي وضحكاتي وحياتي..
رغم
أنني في الشهر الخامس من الحمل لكن بطني كان بارز جدا أمامي.. كنتُ متسطحة على
السرير أفكر بهدوء.. أخفضت رأسي إلى الأسفل ونظرت إلى بطني بحنان.. وضعت يدي
اليسرى أسفل بطني وابتسمت برقة..
كنتُ
أبتسم بالخفاء عندما أنظر إلى بطني المنتفخ والمستدير دون أن ينتبه الشيطان لي
عندما يكون بجانبي..
تعلقت جدا بطفلي وتمنيت بالسر أن تكون فتاة تُشبهني.. لا أريدها أن تُشبه الشيطان بشيء..
أردتُها فتاة من أعماق قلبي.. كان لدي إحساس بأنها فتاة.. سأحبها جدا وسأتحمل
الشيطان بنفسه لأجلها فقط..
شهقت برعب عندما دخل الشيطان إلى الغرفة واقترب ليقف أمام السرير وهو يتأملني بهدوء..
أخافهُ.. أخافهُ بطريقة مُرعبة خاصةً عندما يأتي إلى الغرفة ويقف أمام السرير
ويتأملني بهدوء.. كنتُ أعلم من نظراتهِ المرعبة ما يريده... امتلاكي من جديد..
Così bella, ti voglio
سالت
دموعي بصمت عندما رأيتهُ يخلع ملابسه ليقف عاريا أمامي.. عندما انتهى اقترب وساعدني بالجلوس ورفع قميص نومي عاليا ورماها بعيداً.. ثم جلس على السرير وجعلني
أتسطح على ظهري وأخفض وجهه وقبل عيناي الباكية بخفة..
ارتعش
جسدي بقوة عندما بدأ يُمطر وجهي بقبلاتٍ رقيقة.. التقط شفتي السفلية وبدأ يمتصها
برقة بشفتيه الكريهة.. أغمضت عيناي وسالت دموعي بصمت وتركته يضاجعني بهدوء لساعة
كاملة بينما أنا كنتُ قد ذهبت بخيالي إلى عالم آخر بعيداً عنه وعن لماستهِ لي..
كنتُ دائما أذهب إلى عالمٍ آخر أرى نفسي برفقة عائلتي وشقيقي الحبيب ماثيو
وطفلتي.. كنتُ أذهب إلى عالم لا وجود للشيطان به أبداً..
عندما
انتهى وقذف سائلهُ بداخلي رفعني بخفة ووضع الغطاء حول جسدي ثم جعلني أقف.. وقف
خلفي ووضع يديه على بطني ثم اقشعر بدني عندما لفحت أنفاسه الحارة أذني..
همس
قائلا بصوته المبحوح
"
هل بدأ يركل أو يتحرك؟ "
نعم
بدأت أشعر بحركات طفلتي في داخلي لكنني لم أرغب أن أتشارك معه هذه المعلومة.. سالت
دمعتي ببطء على وجنتي وأنا أضع يداي حول بطني وهمست له بخوف
"
لا.. "
داعب
بطني برقة وقال مجددا
"
سيفعل قريبا.. وعندما يحدث ذلك أخبريني.. أريدُ أن أشعر به "
بالطبع
لن أخبره.. لا أريدهُ أن يتشارك معي هذه اللحظات السعيدة أبداً.. هذه اللحظات خاصة
بي وبطفلتي فقط.. ثم لم أفهم أبداً سبب تكلمهِ الدائم عن طفلي والإشارة إليه بأنهُ
صبي.. فليفعل ذلك لن أهتم أنا لدي إحساس بأنها طفلة..
كنتُ
في بداية الشهر التاسع عندما استيقظت وشعرت بألمٍ كبير في ظهري... بطني أصبح
كبيراً جدا وهذا أعاقني عن الحركة كثيراً.. كان الشيطان يساعدني بكل شيء والغريب بأنهُ في كل ليلة كان يُدلك لي قدماي المتورمة قبل أن أنام..
حاولت
الجلوس لكنني لم أستطع.. أطلقت صرخة قوية عندما شعرت بمغص جدا مؤلم في بطني...
أغمضت عيناي وبدأت أبكي برعب وبألم.. هل سألد طفلتي الآن؟!.. ما زال الوقت مبكراً
لذلك فأنا في بداية الشهر التاسع..
أنيت بقوة وأنا أحاول الجلوس.. صرخة قوية خرجت من فمي تبعها عدة صرخات متألمة.. أغمضت عيناي وشرعت أبكي بقوة.. سمعت صوت الباب ينفتح وخطوات الشيطان تقترب.. أمسكني
بكتفي وقال بنبرة قلقة
"
ماذا هناك؟!!.. ماذا حصل؟!!.. لماذا تبكين؟!.. هل تتألمين من شيء؟ "
كل
ما أعرفه أنني صرخت مجددا بقوة وهتفت برعب
"
أنا سألد طفلتي.. ساعدني أرجوك "
بدأ
يهتف بصدمة بكلمات بلغتهِ الإيطالية لم أفهم منها شيئا.. ثم حملني بين يديه بينما
أنا كنتُ أمسك بطني بكلتا يداي وأصرخ بألمٍ رهيب... ركض بي خارجا من الغرفة ولم
أهتم لمعرفة إلى أين يأخذني إذ ألمي كان لا يُحتمل..
شعرت به يضعني بخفة على الفراش.. فتحت عيناي ورأيت من بين دموعي غرفة كبيرة ممتلئة
بأجهزة طبية ثم رأيت الشيطان يتكلم عبر هاتفه وهو يهتف بجنون بلغته..
بكيت بشدة وأنا أره يرمي هاتفه بعيدا ثم اقترب وأمسك بكلتا يديه يدي اليمنى وهمس قائلا بتوتر
"
تحملي قليلا.. سينتهي كل شيء أعدُك.. خذي نفسا عميقا ثم أخرجيه بهدوء "
ضغطت بقوة على يديه وأطلقت صرخة قوية وأنا أبكي بجنون وأهتف برعب
"
ساعدني أرجوك.. ساعدني.. أنا أتألم جدا.. آااااااااااااعععععععععععععههههههه....
"
خرجت
صرخة من فمي بقوة وأغمضت عيناي وأجهشت بالبكاء عندما شعرت بشيءٍ رطب يُبللني
في الأسفل... لا أعلم كم مضى من الوقت وأنا أتشبث بيد الشيطان وأبكي بألمٍ رهيب..
فجأة سمعت صوت رجلٍ غريب يتكلم بقلق باللغة الإيطالية
"
ماذا حدث؟!.. ما بها؟!.. ما زال الوقت مبكرا لتلد "
فتحت عيناي ورأيت رجل في الغرفة يقف بجانب الشيطان وهو يرتدي قناع على وجهه وينظر إليّ
بعيونهِ الخضراء بقلق.. لا أعلم ما هتف به الشيطان بوجهه ولكن وفي أقل من دقيقة اقترب ذلك الرجل الغريب ورفع
ساقاي وفرقهما وثبتهما على السرير ثم رفع قميص نومي والذي أصبح مبتلا وبدأ يتكلم مع
الشيطان بالإيطالية..
ساعة
ونصف من الصراخ وأنا أحاول بكامل قوتي الدفع بقوة كما كان يطلب مني ذلك الرجل
والذي كما يبدو لي هو طبيب.. لكن بدأت قوتي تخور وسمعت الشيطان يتشاجر مع ذلك
الرجل.. علمت بأنني لستُ بخير مع طفلتي.. عرفت بأن هناك شيئا خاطئا.. رأيت ذلك
الرجل يحقنني بذراعي ورفع غطاء أبيض على صدري حتى لا أرى ما يحدث..
بعد
دقائق بدأت أشعُر بالتخدر في جسدي.. ضغطت بما تبقى لي من قوة على يد الشيطان والتي
كانت تمسك بيدي منذ البداية.. نظرت إليه قبل أن تُغلق عيناي وهمست قائلة له بضعف
"
أنقذ طفلتي... "
نظر
بصدمة إلى عيناي لكنني أغمضتُها وسالت دموعي ببطء على وجنتاي.. عرفت بأنني في خطر
مع طفلتي.. عرفت بأنني سأموت.. لذلك طلبت من الشيطان بأن ينقذ طفلتي.. طفلتي أهم من
روحي البائسة.. طفلتي تستحق العيش أكثر مني..
أغمضت عيناي وأصبحت بين الوعي ولا وعي.. بالكاد كنتُ أسمع أصواتهم.. بكيت بحزن لأنني لن
أرى طفلتي أبداً..
نبض
قلبي بجنون عندما سمعت صوت بكاء طفلتي.. طفلتي بخير.. بخير.. هي بخير.. لكن عندما
توقفت عن البكاء استطعت سماع همسات قلقة ومندهشة.. شعرت بالرعب وهتفت بذعر
بداخلي.. إلهي أرجوك خُذ روحي لكن احمي طفلتي.. أرجوك..
ثواني
وسمعت صوت بكائها من جديد.. صوت بكائها أفرح قلبي وهنا استسلمت للظلام.. استسلمت
أخيرا وذهبت إلى عالم الظالم رغما عني بعيداً عن طفلتي..
داعبت
أشعة الشمس جفوني المغلقة مُجبرة إياي على فتحهما رغمًا عني.. نظرت بدقة في أنحاء
الغرفة ثم ألقيت نظرة على ساعة الحائط لأجد انها تناهز الثامنة والنصف..
تأوهت بضعف عندما استطعت المعرفة بأن الوقت هو الصباح وأنني ما زلت في الغرفة المجهزة
بالمعدات الطبية في قصر الشيطان.. شعرت بالتخدر بيدي اليسرى وفوراً نظرت إليها
ورأيت أنه تم وضع محلول بها..
هنا
تذكرت بسرعة أنني أنجبت طفلتي في الأمس.. انتفض جسدي وحاولت أن أجلس لكنني تأوهت بألمٍ شديد إذ لم أستطع التحرك وألم رهيب أسفل بطني وظهري شعرتُ به.. ترقرقت
الدموع في عيناي وهمست بحرقة
"
أريدُ رؤية طفلتي.. أريدُ طفلتي.. أين هي؟.. أريدُ رؤيتها... "
ثم
فكرت ربما ليست طفلة ربما أنجبت صبي.. لذلك عاودت الهمس بألم وبحرقة
"
أريدُ طفلي.. أريدُ طفلي... أين هو؟!.. أعطوني طفلي أرجوكم.. "
ثواني
ورأيت الباب ينفتح ودخل رجل طويل ذو بنية جسدية قوية يرتدي ثيابا راضية ولكنه كان
يضع قناعا على وجهه يُخفي شكله وملامحه.. وقف أمامي وعندما تلاقت نظراتنا تذكرته..
إنه الطبيب الذي ساعدني في الأمس بالولادة.. سالت دموعي بكثرة وحدقت بتوسل إلى
عينيه وقلتُ له من بين شهقاتي
"
أين طفلي؟!.. أريدُ رؤيتهُ لو سمحت.. أريدُ طفلي.. أريدُ أن أراه.. هل هو صبي أم
فتاة؟!!.. أرجوك أخبرني.. هل طفلي بصحة جيدة؟!.. هل هو بخير؟!.. أخبرني أرجوك..
"
ظل
صامت لكن نظراتهِ كانت حزينة.. نبض قلبي بسرعةٍ جنونية إذ شعرت بالذعر أن يكون
مكروها قد أصاب طفلي.. وقبل أن أعود لسؤالهِ من جديد بفزع عن طفلي رأيتهُ يضبط
سرعة قطرات المحلول المعلق فوق رأسي ثم سحب من المنضدة بجانبه حقنة وحقنها بكيس
المحلول الشفاف ثم رمى الحقنة في سلة المهملات وعاد لينظر بحزن إلى وجهي..
سالت
دموعي عندما وضع يده فوق يدي فشعرت بها دافئة لكنني سحبت يدي بسرعة لأنني لا أريد
أن يلمسني أي رجل.. بكيت بخوف وسألتهُ بفزع وبحرقة قلب
"
أين طفلي؟!!.. أريدُ طفلي.. أريدُ طفلي.. أريدُ رؤيته.. أين هو؟!!.. أعطــ...
"
توقفت
فجأة عندما شعرت بالشيطان يدخل إلى الغرفة.. نظرت نحوه ورأيتهُ يقترب ليقف بجانب
الطبيب.. همس بشيء له وفورا خرج ذلك الطبيب بهدوء من الغرفة وأغلق الباب خلفهُ
بخفة..
نظرت
إلى الشيطان من بين دموعي وقلتُ له برجاء وتوسلت إليه بمرارة
"
أين طفلي؟!.. أريدُ رؤيتهُ لو سمحت.. أريدُ طفلي.. أريدُ أن أراه.. دعني أراه
أرجوك.. لطفا دعني أرى طفلي.. هل هو صبي أم فتاة؟!!.. أرجوك أخبرني.. أتوسل إليك
دع قلبي يطمئن عليه "
"
يجب أن تأكلي الآن "
قال
تلك الكلمات ببرود أعصاب وبصوتهِ المبحوح وفوراً أجهشت بالبكاء بهستيرية إذ عرفت
بأنه لن يسمح لي برؤية طفلي.. انهارت أعصابي كلها وبدأت أتخبط بجنون وأنا أهتف
بحرقة
"
لااااااااااااا.. أرجوك لا تفعل ذلك بي.. لا تفعل ذلك بي.. لا تحرمني من طفلي..
أريدُ ابني.. أين هو؟!!.. أين طفلي؟!!.. أنا أمهُ أرجوك.. أرجوك لا تفعل بي ذلك
سأموت إن أبعدتهُ عني.. ابنييييييييييييييي.. أريده أين هو طفلييييييييييي؟!!..
لاااااااااااااااااا... "
صرخت
في النهاية بملء صوتي عندما أمسكني الشيطان وهتف لذلك الطبيب ليدخل.. لا أعلم ما
حدث إذ كل ما شعرت به وخزة في ذراعي ثم هدأ جسدي وانغلقت جفوني وذهبت بنومٍ عميق..
أسبوع
مضى على إنجابي لطفلي.. الدموع لم تتوقف عيناي عن ذرفها للحظة.. صرخاتي وتوسلاتي
للشيطان حتى يجعلني أرى ابني لم تجعل قلبهُ يرق عليّ.. تركني حبيسة تلك الغرفة
المقرفة الشبيهة بغرفة العمليات ولم يسمح لي بالخروج منها طيلة الوقت..
عيناي
لم أعد أستطيع الرؤية بها بسبب الدموع.. جفوني تورمت ووجهي أصبح شاحبا مثل الأموات..
كنتُ
أنتظر طفلي بفارغ الصبر.. وكانت أحلامي وحياتي مُعلقة به.. لكن الشيطان حرمني
منه.. حرمني من رؤيته وضمه إلى صدري وتقبيله وشم رائحته.. في هذا الأسبوع أصبحت
نفسيتي سيئة جداً.. بدأت أشعر بخفقات قلبي السريعة طيلة الوقت.. وبالوهن والتعب
وعدم الرغبة في العيش.. لم أعد أشعر بمتعة في الحياة و للتنفس..
واستسلمت
وأردتُ الموت..
كنتُ
أبكي بتعاسة عندما دخل الشيطان إلى الغرفة.. ساعدني بالوقوف ثم حملني بين يديه
وأخذني إلى غرفتي القديمة.. ساعدني بالاستحمام ثم جعلني أرتدي فستان أزرق بسيط
وساعدني بالجلوس على الأريكة ووقف أمامي ينظر إليّ ببرود..
سالت
دموعي من جديد وبللت وجنتاي وخداي ثم عنقي.. حدقت في عمق عينيه برجاء وهمست قائلة له بحرقة
"
أين هو؟!.. أرجوك دعني أراه.. دعني أرى ابني وأضمهُ إلى صدري.. هو يحتاجني.. يجب
أن أرضعهُ.. دعني أراه أتوسلُ إليك "
لكنه
ظل جامدا وعينيه ظلت تتأملني ببرودٍ تام.. أجهشت بالبكاء وجثوت أمام قدميه على
ركبتاي وأمسكت بيده وبدأت أقبلها حتى أنها تبللت من دموعي.. رفعت رأسي وقلتُ له
ببكاء
"
دعني أراه أرجوك.. أرجوك دعني أرى طفلي.. أريدُ طفلي.. أريدُ أن أراه.. أريد رؤية
طفلي.. أرجوك "
سحب
يدهُ من يدي كأن لمستي أحرقته وحدق في عيناي وقال بصوتهِ المبحوح ودون أي مشاعر
"
لقد مات.. حتى في هذا فشلتي.. فشلتي بدفع الثمن لي.. لقد مات الطفل فور ولادته
"
شعرت
بأنفاسي تهرب من صدري على أثر إعلانه المخيف والمُرعب ذاك.. لأسمع صوته يتابع
بلهجة خشنة مُخيفة
"
حتى الطفل مات.. مات بعد لحظات من ولادته "
جحظت عيناي و هززت رأسي رفضا.. شعرت بضغط في صدري.. وضيق في التنفس شديد.. وقفت بقدمين
مرتعشتين وأمسكت بكلتا يداي قميصه الأسود ونظرت إلى عينيه من خلف القناع وهتفت بهستيرية جنونية
"
كااااااااااااذب.. أنتَ تكذب.. طفلتي بخير.. هي بخير.. لقد سمعتُها تبكي مرتين..
هي بخير.. أين هي طفلتي؟!.. أجبني أيها الشيطان.. أين هي؟!.. ماذا فعلتَ بطفلتي؟!!!..
"
بدأت
أضرب صدره بـ قبضتاي وأنا أشهق وبعدها بكيت بكاءً مريراً عندما سمعتهُ يهمس من جديد
قائلا
"
الطفل مات.. وأنتِ أصبحتِ حرة الآن.. لقد انتهيت منكِ.. انتهى انتقامي هنا "
واقفة
في مكاني متسعة العينين بدهشة وأنا أنظر إلى عينيه بذهن مشتت للحظات متسائلة
بداخلي.. هل ما قاله عن طفلي صحيح؟!.. هل مات فعلا؟!!. ألهذا السبب يريد تحريري
أخيراً؟!!.. لا طفلي لم يمُت.. لم يمُت.. لترتطم بي مجددا على أرض الواقع حقيقة ما
قاله وصرخت بهستيرية
"
لااااااااااااااااااااااااا.. لا أنتَ تكذب.. لقد أنجبت طفلة وهي لم تمُت.. أنا أشعر بها.. أشعر بطفلتي.. أيها الظالم وعديم الرحمة و القلب أعطني طفلتي.. أرجوك لا تحرمني منها.. أرجوك لا تُبعدني عن طفلتي "
هززت
رأسي بمرارة رفضا قاطعا.. أنا لم أصدقه.. قلبي يشعر بطفلي.. هو حيّ يتنفس.. وأنا متأكدة بأنها فتاة.. عاودت ضرب صدره وأنا أصرخ وأبكي.. فجأة أحسست بارتعاش ساقي.. شعرت بأنني سأسقط.. رفعت رأسي ونظرت إلى عينيه من خلف القناع وهمست له بوجع الروح
"
طفلي لم يمت.. أنا أستطيع الشعور به.. طفلي لم يمُت.. لم يمُت "
بكيت
وأنا أرتجف.. وكنتُ أرتعش كأن بي مس.. صرخت بجنون هستيري وتنفست بقوة لضيق التنفس
الذي أصابني.. حاول تهدئتي لكن شعرت بالغرفة تدور بي.. أغمضت عيناي وسقطت على
الأرض.. لكن قبل أن يرتطم جسدي بالأرض أمسكتني يدين بقوة وبعدها لم أشعر بشيء..
رومانوس**
احتضنت
جسدها بين يداي ونظرت إليها بوجعٍ كبير.. احتضنت جسدها بقوة لدرجة أنني كدتُ أن
أُحطم عظامها من قوة احتضاني لها.. أغرقت رأسي في عنقها وأغمضت عيناي وهمست لها
بعذابٍ كبير
"
سامحيني.. سامحيني أرجوكِ.. لكن يجب أن تكوني قوية.. يجب أن تعودي كما كنتِ في
السابق.. أعدُكِ سيكون كل شيء بخير.. سيكون كل شيء على ما يرام.. فقط سامحيني
أرجوكِ.. سامحيني "
قبلتُها
بجنون وشعرت بالدموع تحرق عيناي.. للمرة الثانية أبكي بعد مرور ثلاث سنوات تقريبا على
الحادث.. ولكن هذه الدموع لم تكن من أجل جيف و إيلينا.. بل كانت من أجل ملكتي..
ملكتي الوحيدة.. ماريسا..
يجب
أن أبتعد عنها يجب أن أفعل ذلك.. يجب أن أجعلها تتحسن.. لقد فقدت صوابها وأنا أعلم
جيدا بأنني حطمتُها.. لكن يجب أن أجعلها تتحسن.. كان يجب أن أفعل ما فعلتهُ لأجلي
ولأجلها..
رفعت رأسي عاليًا وهتفت بحدة وبجنون
"
ماريسااااااااااااااااااااا... "
ثم
شهقت بقوة وأخفضت رأسي وقبلت وجنتيها ثم شفتيها وبكيت... ولم أتوقف عن الهمس لها
حتى تسامحني.. دقائق طويلة لم أتحرك من مكاني بينما كنتُ أحتضنها بشدة إلى صدري..
سمعت باب الغرفة ينفتح وصوت ماركو يقول
"
طائرتين الهليكوبتر في الخارج.. يجب أن نذهب "
مسحت دموعي بكف يدي ثم التفت ونظرت إليه بأسى.. حملتُها بخفة وحدقت للمرة الأخيرة إلى
وجهها.. ثم أخفضت رأسي وهمست بأذنها
Mia regina
قلتُ
لها.. ملكتي
ثم
قلتُ لها بهمس من جديد
Mia regina per sempre
ملكتي
إلى الأبد
ثم
سمعت ماركو يهمس بحزن قائلا لي بالإيطالية
sei adorabile quando
sei innamorato
"
أنتَ بالفعل غارق لأذنيك في العشق "
رفعت رأسي ونظرت إليه بأسى.. تحاشيت الرد على سؤاله و قلتُ له بغصة
"
هل كل شيء جاهز كما أمرت؟ "
أجابني
فوراً
"
نعم رومانوس.. طائرتك الخاصة جاهزة في المطار.. لقد تكفلت بكل شيء لا تقلق "
أومأت له برأسي موافقا ثم تقدمت وخرجت من الغرفة.. وضعتُها برقة على المقعد الخلفي في
الهليكوبتر ونظرت إليها أحاول حفظ ملامحها في رأسي.. لكن فعلا ملامحها البريئة
انطبعت في مُخيلتي إلى الأبد.. قبلت شفتيها برقة ثم همست قائلا لها
"
الوداع ملكتي "
ابتعدت
عنها ووقفت بعيدا..
رأيت
ماركو يصعد إلى جانبها ثم حقنها بمنوم ولوح لي مودعا وشاهدت بأعين دامعة
الهليكوبتر تُحلق وترتفع عاليا في جو السماء وتتجه نحو المطار.. مشيت ببطء نحو
طائرتي الهليكوبتر الثانية والتي كانت بانتظاري مع الكابتن و ثلاثة من حراسي
الشخصيين..
كانوا
الحراس يقفون أمامي وهم يحملون غالونات من البنزين بأيديهم.. أشرت لهم برأسي نحو
القصر وأمرتهم قائلا
"
أفرغوها في الحال "
ذهبوا
باتجاه القصر ودخلوه.. و بعد دقائق خرجوا وتقدمت ببطء داخلا إلى القصر.. نظرت إليه
ببرود وهمست قائلا
"
منذ البداية كنتَ السبب بجحيمي وتعاستي.. منذ البداية كنتَ السبب في تعاستي وخسارتي
من أحب.. والآن أيضا أنتَ السبب لتعاستي من جديد ودمار قلبي "
أشعلت الولاعة ورميتها بعيدا.. رأيت خط النار يشتعل أمامي وبدأت النيران تلتهم كل شيء..
استدرت وخرجت من القصر ووقفت بعيدا أنظر إلى القصر بغضب وهو يشتعل بالكامل.. ولم
أتوقف عن النظر إليه حتى أصبح رماداً أمام عيناي..
استدرت
وتوجهت نحو الهليكوبتر.. صعدت إليها وحلقت الطائرة باتجاه قصري.. لدى وصولي إلى
القصر ذهبت بلهفة نحو الطابق الرابع ودخلت إلى الغرفة.. أشرت للخادمة بالخروج
وفعلت..
تقدمت
ببطء نحو الأريكة الضخمة ونظرت بحنان فائق وهمست بحب
"
أطفالي... "
نظرت
إلى جيف و مابيلا بعاطفة كبيرة.. أطفالي التوأم..
نعم
ماريسا ولصدمتنا أنا و ماركو كانت حامل بتوأم.. جلست بجانبهما وحدقت إليهما بكل
الحب الذي أشعرُ به نحوهما.. وتذكرت ما حدث منذ أسبوع في اليوم الذي أنجبت به
ماريسا أطفالي التوأم..
فلاش باك**
استيقظت
كعادتي في الصباح الباكر ونظرت بعاطفة إلى ماريسا.. بعد أسبوعين بالكثير ثلاثة سوف
تنجب طفلي.. طفلي الحبيب.. لقد اكتشفت في الشهر الرابع من حملها بأنها حامل بصبي.. فعندما
فحصها ماركو وهي نائمة أخبرني بأن جنس الجنين صبي.. شعرت بفرحة لا مثيل لها..
لطالما تمنيت أن يكون ابني البكر صبي.. وها قد حققت ماريسا حلمي هذا..
خرجت
بهدوء من غرفتها وتوجهت نحو غرفتي.. كنتُ أنهي بعض من أعمالي في الشركة لحين
استيقاظها.. لكن فجأة انتفض جسدي لا إراديا بخوف عندما سمعت صراخات متألمة قطعت هدوء المكان
و سكينته.. تجمدت برعب عندما سمعت صوت صرخات ماريسا المتألمة..
شل
الذعر تفكيري للحظات قبل أن أجد قدمايَّ تركضان دون إذن مني نحو غرفتها..
ستلد؟!!.. وهنا عندما عرفت ما بها هتفت برعب دون أن أنتبه بالإيطالية
"
كيف ستلدين؟!.. لم يحن الوقت بعد!!.. يا إلهي!.. "
أفقت من صدمتي لرؤيتي دموعها وسماعي صرخاتها المتألمة.. حملتُها بين يداي وركضت مُسرعا
نحو الغرفة الخاصة.. وضعتُها على الفراش ولا أعلم كيف استطعت الاتصال بـ ماركو..
وعندما أجابني هتفت برعب
"
تعال بسرعة.. هي.. هــ.. إنها.. إنها.. سوف تلد طفلي الآن "
لا
أعلم ما تفوه به ماركو إذ رميت هاتفي على المنضدة ووقفت بجانب السرير وأمسكت بكلتا يداي يدها الصغيرة وبدأت أحاول أن أساعدها وأخفف من ألمها ولو قليلا..
شعرت بالذعر لدى رؤيتي لسائل شفاف يشبه المياه يخرج من أسفلها ويبلل الفراش وقميصها..
ماذا أفعل؟!!.. ماذا يجب أن أفعل؟!!.. هتفت برعب بداخلي ومع ذلك لم أستطع إبعاد
يداي عن يدها.. لا أعلم كم من الوقت مضى لكن كل ما أعرفه أن قلبي كان يتألم مع كل
صرخة كانت تصرخها ماريسا..
فجأة
دخل ماركو وتنهدت براحة وبدأ يساعدها.. لكن لفترة ساعة ونصف من العذاب لم يخرج
الطفل و ماريسا بدأت تفقد قوتها.. فجأة هتف ماركو بالإيطالية بجنون
"
اللعنة الطفل يرفض الخروج... هناك خطر على حياتها وعلى حياة الطفل.. يجب أن أجري
ولادة قيصرية لها وفي الحال.. تبا لك أنا لستُ طبيب توليد.. كان يجب أن نأخذها إلى
المستشفى "
نظرت بخوف إلى ماركو وقلتُ له
"
يجب أن تنقذها هي وطفلي.. أنتَ أهم طبيب جراح في البلد.. وعملية قيصرية هي سهلة
جداً بالنسبة لك.. أنقذهما أرجوك "
تنهد
ماركو بقوة وأومأ موافقا وفورا حقنها بالمخدر ورفع الغطاء الأبيض فوق صدرها وثبته
بالأعمدة الخاصة بالسرير.. وهنا شعرت بيد ماريسا تضغط بخفة على يدي وسمعتُها تهمس
قائلة
"
أنقذ طفلتي... "
نظرت بصدمة إلى عينيها ثم أغلقتها.. عرفت بأنها الأن أصبحت تحت تأثير المُخدر.. لكن بسبب
كلماتها نبض قلبي بعنف.. لقد اختارت الطفل بدلا عنها.. هي تظن أن طفلنا فتاة..
تألمت لأنها صدمتني باختيارها لطفلي والذي كانت تكرهه بجنون ولا تريده.. ولكن ها
هي وفي حالة الخطر اختارت طفلي بدلا عنها..
شهقت بصدمة وأدمعت عيناي عندما سحب ماركو طفلي بين يديه.. رأيت ماركو يصفعه بخفة على
مؤخرته وفورا صدحت صراخات طفلي مع بكائه.. اللعين صفع طفلي.. سأنتقم منه بسبب هذه الصفعة لكن ليس
الآن.. أبعدت يدي عن يد ماريسا وأمسكت بمنشفة كبيرة وحملتهُ بين يداي ونظرت
بعاطفة إليه..
"
طفلي الجميل.. "
همست له بحنان وفورا هدأ وتوقف عن البكاء.. نظرت بقلق نحو ماركو عندما سمعتهُ يهمس
بصدمة
"
يا إلهي!!.. ما هذا؟!... "
لم
أفهم ما حدث فسألتهُ بذعر
"
ماذا هناك؟!.. هل هي بخير؟!.. ماذا حصل؟!!.. أجبني واللعنة "
نظر
بصدمة إلى عيناي وهمس قائلا بذهول
"
إنهما توأم!!.. توأم.. توأم... توأم غير متطابق "
حدقت بذهولٍ كبير إليه ورأيتهُ يُخرج الطفل وهو يسحبه من قدميه ويرفعهُ عاليًا.. نظرت
بصدمة وتوسعت عيناي بذهولٍ تام..
"
إنها طفلة.. إنها فتاة "
همس
ماركو بذهول ثم نظر إليّ وابتسم وصفع بخفة مؤخرة طفلتي وصدح صوتها عاليا.. سأنتقم
منه مرتين لأنه صفع مؤخرة طفلتي أيضا..
وضعت طفلي في السرير الخاص به حتى يفحصه ماركو بهدوء ثم حملت بين يداي طفلتي.. وهمست بسعادة
"
إلهي.. إنهما توأم.. توأم.. كيف لم نراها في صور السونار؟!.. كيف حدث ذلك؟!.. إنها
معجزة "
ابتسم
ماركو بينما كان يُقطب جرح ماريسا وقال بسعادة
"
يبدو أن الصغيرة كانت مختبئة خلف شقيقها.. لذلك لم ننتبه لها ولم تظهر في صور
السونار "
كانت
سعادتي لا توصف.. لدي توأم؟!.. توأم!!.. ماريسا لن تكُف عن مفاجئتي لآخر لحظة..
وشكرتُها بداخلي بقوة على هديتها الرائعة لي..
رغما
عني أرسلت التوأم إلى قصري.. يجب أن أنفذ خطتي إلى النهاية.. أما ماريسا كانت
نائمة ولم تستيقظ لليوم الثاني..
تشاجرت
مع ماركو بسببها بعد إرسالي لأطفالي إلى قصر.. إذ وقف أمامي وهتف بغضب بوجهي قائلا
"
لا يجب أن تُبعد الأطفال عن أمهم رومانوس.. ستقتلها بفعلتك.. فهمتني؟.. ستقتلها..
أنتَ تُحبها رومانوس.. يجب أن تعترف لنفسك بذلك.. أنتَ تُحبها.. أعطي نفسك فرصة..
أنتَ وتلك المسكينة ماريسا تستحقان السعادة.. دعها ترى جانبك الجيد.. دعها
تسامحك.. سوف تعشقُك بسهولة صدقني.. فقط تقرب منها ودعها تكون مع أطفالها.. صدقني
سيتغير كل شيء "
حدقت بحزن إليه ثم هتفت بحرقة وأنا أخلع القناع عن وجهي وأشير بيدي نحو التشوه في وجهي
"
أنظر.. أنظُر جيداً إلى وجهي القبيح.. كيف ستحبني وأنا بهذا الشكل المُقرف؟!!.. كيف
ستحب الشيطان الذي دمرها وقتل من تُحب؟!.. مستحيل أن تعشق الشيطان وتسامحه..
مستحيل أن تفعل ذلك.. لذلك أنا يجب أن أغادر.. يجب أن أسافر إلى سويسرا مع أطفالي
وأخضع إلى تلك العمليات اللعينة حتى أعود كما كنتُ عليه في السابق "
نظرت
بعذاب إلى ماركو وتابعت قائلا بأسى وبمرارة
"
وأنتَ يجب أن تُعيدها إلى إنجلترا وتجعلها تتعالج لأنها ستكون مدمرة نفسياً..
ساعدها لأجلي وأعدها إليّ مُعافاة "
أجابني ماركو قائلا بغصة
"
شارلي ستلد بعد شهر.. مستحيل أن أتركها بمفردها هنا وأذهب إلى إنجلترا لفترة
طويلة.. ما رأيك أن.. "
قاطعتهُ
برجاء قائلا بحرقة
"
لا ماركو.. لا يجب أن تعلم ماريسا بأنها كانت في إيطاليا كل هذه الفترة.. لا يجب
أن تكتشف ذلك أبداً.. ثم لن يضر السفر لساعتين ونصف بحمل زوجتك.. استشر طبيبها
وتأكد من صحة كلامي.. خُذ شارلي معك إلى إنجلترا واهتم بـ ماريسا لأجلي.. لو سمحت
ماركو وافق "
تنهد
ماركو بقوة ثم أجابني بصوتٍ خافت وبهدوء
"
حسناً.. موافق.. لكن سيتوجب عليّ أخذ فيليا أيضا "
أجبتهُ
قائلا بسرعة
"
لا مانع.. المهم أن تكون ماريسا بخير.. سأعود لأجلها كما كنتُ في السابق.. سأعود
لأجلها فقط الماركيز رومانوس دي فالكوني.. وليس الشيطان الذي عرفتهُ يوماً ودمرها
"
ربت
ماركو على كتفي وقال بحزن
"
أتمنى لو التقيتَ بها بظروفٍ مُختلفة "
ثم
أبعد يده عن كتفي وتابع قائلا
"
سأهتم بها وأجعلها تتحسن.. ستنسى الشيطان قريبا أعدُك "
انتهى الفلاش باك*
حدقت بسعادة إلى أطفالي ثم حملتهما بيداي وحضنتهما برقة وبدأت أقبلهما بخفة.. والأن حان
الوقت لتعود صغيرتي إلى أحضاني أيضا..
بعد
مرور يومين نظرت إلى السرير نحو أطفالي وابتسمت.. ما أجملهما.. جيف الصغير يشبهني
جدا.. لكن مابيلا تُشبه أمها كثيراً.. نسخة عن أمها تماما.. سمعت طرقات خفيفة على
الباب وسمحت للطارق بالدخول وسمعت لوكاس يقول
"
سيدي.. لقد وصلت الأنسة الصغيرة "
نظرت إلى الخلف نحوه بسعادة وقلتُ لهُ
"
أولا لوكاس توقف عن مناداتي بسيدي.. أنتَ صديقي ولا أريد ألقاب بيننا.. ثم هل تظن
بأنها ستخاف وتشعر بالخوف من القناع وتفُر هاربة مني؟! "
ابتسم لوكاس بخفة وأجابني بصدق قائلا
"
لا رومانوس.. لن تفر هاربة منك أبداً.. فهي تُحبك جداً "
ابتسمت بسعادة وأنا أضع الأطفال في الكراسي الخاصة بهم وسمحت لـ لوكاس بحملهم وخرجت من
الغرفة ومن القصر.. وقفت أمام السلالم أنظر إلى السيارة السوداء والمتوقفة في باحة
القصر أمامي.. فتح الحارس الباب وخفق قلبي بقوة.. كنتُ خائف وقلق.. نعم أنا
الماركيز الشيطان كنتُ خائف وقلق من ردة فعل صغيرتي..
رأيت قدميها على الأرض ثم شاهدتُها تقف أمامي.. نظرت إليّ بعينيها الجميلتين وهتفت بسعادة وهي تركض
باتجاهي..
"
خالي.. خالي.. خالي.. خالي روم.. خالي رومانوس "
نظرت إلى الطفلة والتي تبلغ من عمرها سنتين وثلاثة أشهر تركض باتجاهي وهي ترفع يديها
عاليًا.. رفعت كلتا يداي وهتفت بسعادة لا توصف
"
إيلينا.. إيلينا صغيرتي "
وهنا
وأخيرا احتضنت بين يداي صغيرتي إيلينا.. ابنة شقيقتي.. ابنة أختي الوحيدة و الحبيبة
إيلينا..
انتهى الفصل
روعه يا حبيبة ❤💖💖💖💖💖💖💖
ردحذفحبيبة قلبي سلمى شكرا لكِ حياتي
حذفرؤؤؤؤؤؤؤعاتك حبي هاڤن بارت بيجنن
ردحذفشكراً لكِ حياتي
حذفتسلم ايدك الأحداث نار❤️💫🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥 متحمسه للبارت الجاي بتمنى تنزليها بسرعه
ردحذفأشكركِ من قلبي حياتي
حذفنشرت بارت 12 أتمنى أن يعجبكِ
👏🏻♥️👏🏻♥️👏🏻👏🏻♥️👏🏻♥️👏🏻👏🏻♥️👏🏻
ردحذفروووووووعه ياقلبي بجد بارت مؤلم وصادم وتحفه وفيه كل الصفاااااات♥️👏🏻♥️👏🏻♥️👏🏻إنتي ملكه الإبداع 👑👑👑💎💗💎💗💎💝💖👑💕💘💘👏🏻👏🏻👏🏻👑💕💖💝💖💝💝💖💝💝💝💝💝💝💖💖💝💗💎💗💎💕💎💕💎💘💎💗💗💗💗💝💖👑💕💕💕
حياتي وقمرتي أحبكِ من أعماق قلبي
حذفأشكركِ من قلبي على محبتكِ الكبيرة لي ولرواياتي يا قلبي
رائع كتييير
ردحذفسؤال محيرني طب اذاي بنت اختوا المفروض انت اختو كانت عذراء وماتت يوم الفرح لما ضربت نفسها بالرصاص يبقي اذاي خلفت بنت
ردحذف