رواية ماركيز الشيطان - فصل 10 - دمية بين يديه
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. فصل رائع جدااااااا 💕 يسلمو الايادي ❤️

    ردحذف
  2. هافن الابداع كله ❤❤❤❤❤😘😘😘😘😘😘

    ردحذف
  3. عاشت ايدك في اليوم بارت واحد أو اثنين🤍🤍🤍💖💫

    ردحذف
  4. شارلي وماريسا انكسر قلبي عليهم💔💔

    ردحذف
  5. البارت يجنن 😍😍😍👍😘😘😘🌹❤️❤️❤️
    بس مو كان لازم تنزلي بارت رواية سحر فرعون اليوم ؟!!

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      كنت أجلت البارت لليوم الثاني

      حذف
  6. يسلم ايديك روعة جدا جدا اتمنى لك التألق الدائم

    ردحذف
  7. 👏🏻😘👏🏻😘👏🏻😘👏🏻😘👏🏻😘👏🏻😘
    تحفه رووعه رووعه رووعه 👏🏻💘👏🏻💘👏🏻💘👏🏻تسلم ايدك ياروحي بجد بارت أكتر رائع
    💖😍💘💖💝💘💖💝💘💖💝😍💖💝💘💖😘😍ابدااااااااااااااااااااااع فوق الوصف 👏🏻💝👏🏻💝👏🏻💝👏🏻💝💝👏🏻💝👏🏻💝👏🏻💝

    ردحذف
  8. تحفة البارت هافن روعه

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 10 - دمية بين يديه

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 10 - دمية بين يديه



دمية بين يديه




أدريانا ليماسو**



شعرت بسعادة لا مثيل لها عندما اتصل بي إيثان بوربون وطلب رؤيتي من جديد بعد مرور أشهر كثيرة على تجنبه لي... إيثان بطل العالم السابق في الملاكمة والفنون القتالية.. إيثان بوربون أوسم وأشهر رجل أعذب في إيطاليا وطبعا هو من أغنى وأرقى العائلات في البلد.. هو يكون عِشقي المستحيل.. أخيراً قرر رؤيتي بعد مرور كل هذا الوقت..

 

لم أستطع أن أصدق بأنهُ أخيراً قرر رؤيتي بعد أن شعر بالملل مني وقرر دعوتي إلى العشاء في قصره للمرة الأولى أيضا.. كنتُ في قمة السعادة إذ لطالما حلمت بذلك.. أن يعطيني فرصة ويسمح لي بالتقرب منه أكثر.. لطالما عشقتهُ بجنون لكنه لم يُبادلني مشاعري أبداً.. كنتُ فقط للتسلية له وعندما شعر بالملل مني توقف عن رؤيتي نهائيا..

 

لكن شعرت بالصدمة وبغضب لا حدود له.. فعندما كان يضاجعني على سريره همس بنشوة وهو يقذف سائله بالواقي باسم فتاة أخرى..

 

شارلي....

 

شعرتُ بالنار تكوي عظامي والغيرة نهشت قلبي.. أنا لستُ بغبية أبداً عرفت فوراً بأنهُ تخيلني امرأة أخرى وأن شارلي ليس سوى اسم امرأة لعينة.. هناك امرأة حقيرة حصلت على قلب أشهر عاذب في إيطاليا وأوسمهم... وقررت أن أكتشف من هي تلك العاهرة التي استطاعت خطف قلبه..

 

استيقظت في الفجر وقررت التكلم مع إحدى الخادمات وكشف من تكون هذه القذرة شارلي.. لا بُد أن يكون أحد من خدمه يعرف بها..

 

ارتيدت ملابسي وخرجت بهدوء من الغرفة ومن الجناح وتوجهت إلى الأسفل.. كانت رئيسة خدمهِ العجوز بلانكا أمامي وفوراً رأيت عينيها يكتسيها البرود.. لم تُحبني تلك القذرة.. في الأمس أثناء العشاء لاحظت ذلك بينما كانت تخدمنا.. مُجرد خادمة حقيرة لا قيمة لها.. عندما أتزوج من إيثان وأُصبح السيدة بوربون أول ما سأفعلهُ هو طردها لتلك العجوز القبيحة وبسعادة من قصري..

 

ابتسمت لها ابتسامة مصطنعة وأمرتُها قائلة بحدة

 

" أريدُ عصير البرتقال في الحال.. اجعلي إحدى الخادمات تجلبهُ لي في الحال "

 

رفعت حاجبيها ونظرت إلى وجهي ببرود قائلة

" صباح الخير أنسة أدريانا.. سأرسل لكِ العصير مع الخادمة ربيكا "

 

واستدارت ومشت بعنفوان باتجاه المطبخ

 

" حقيرة.. وعجوز شمطاء "

 

همست بكره وجلست على الأريكة أُخطط لكيفية اكتشاف حقيقة تلك المدعوة شارلي القذرة.. ثواني ودخلت خادمة شابة ووضعت لي العصير وهي تبتسم لي بسعادة.. يبدو بأنني وجدت من يمكنها مساعدتي.. ابتسمتُ لها أجمل ابتساماتي وقلتُ لها برقة

 

" شكرا لكِ عزيزتي.. أتعبتكِ معي "

 

ابتسمت بوسع وبدأت تتكلم معي وأخبرتني كم هي تُحبني وأنني أجمل عارضة أزياء والمفضلة لديها.. ابتسمت بخبث وبادلتُها الحديث وشكرتُها ثم سألتُها ببراءة

 

" على فكرة ربيكا.. هل تعرفين فتاة تُدعى شارلي لديها علاقة بحبيبي إيثان؟ "

 

وفورا تجهم وجهها وقالت بكره

 

" تقصدين تلك الحقيرة المسترجلة.. الجميع يكرهها هنا عدا طبعا العجوز بلانكا.. لا أعلم كيف استطاعت تلك المُسترجلة كسب محبة تلك العجوز الشمطاء.. المهم هذه شارلي تظن نفسها مهمة لأن السيد إيثان جعلها تنام في قصره.. لكنها قبيحة وعديمة الأنوثة.. ترتدي ملابس الرجال ولسانها سليط ومقرف مثل شكلها... سيدتي لقد رأيتِها في الأمس فهي من قدمت لكم النبيذ على العشاء.. لماذا تسألين عنها أنسة أدريانا؟ "

 

وهنا تجمدت بذهول عندما اكتشفت من تكون المدعوة شارلي... إيثان بوربون فضل عليّ أنا خادمة قبيحة لعينة قصيرة لا تمتلك أي أنوثة؟!!... جُن جنوني لدى معرفتي بذلك وقررت أن أتصرف..

 

وقفت واقتربت من تلك الغبية وقلتُ لها بهمس

" اسمعي جيداً ربيكا.. سأعقد اتفاقاً معكِ.. اتفاقاً مُربحاً للطرفين.. لي و لكِ "

 

استدرت وسحبت عن الأريكة محفظتي وأخرجت منها مبلغ ألفين يورو وبطاقة رقمي الشخصي ثم نظرت إلى تلك القذرة وقلتُ بهمس وأنا أضع المبلغ بكف يدها مع بطاقتي

 

" هذه دفعة على الحساب.. ألفين يورو لكِ.. وهذا رقمي الشخصي "

 

نظرت الغبية بذهول إلى المبلغ في يدها مع البطاقة ثم حدقت بوجهي وقالت بتلعثم

 

" أنسة أدريانا.. لماذا أعطيتني هذا المبلغ ورقم هاتفكِ الشخصي؟ "

 

ابتسمت لها ابتسامة مصطنعة رقيقة وقلتُ لها بهمس

" هذه دفعة على الحساب.. أريدُكِ أن تتصلي بي دائما وتُعلميني بكل ما يحدث بين هذه المدعوة شارلي و إيثان.. وكل معلومة تُخبريني بها سأدفع لكِ ضعف هذا المبلغ.. ارسلي لي رقم حسابكِ في البنك وسأحول لكِ مبلغ مُحترم على كل معلومة تُخبريني بها... و.. "

 

رفعت يدي وربت برقة على كتفها وتابعت قائلة

 

" وهذا طبعا سيكون سر بيننا.. سأكون جداً كريمة معكِ و سوف أتواصل معكِ دائما وأريدُكِ أن تُخبريني بالتفصيل الممل ما يحدث في القصر.. اتفقنا؟ "

 

ابتسمت ربيكا بخبث وخبأت المال وبطاقتي في صدرها ثم ابتسمت بسعادة وقالت بصوتٍ منخفض

 

" بالطبع أنسة أدريانا.. اتفقنا "

 

وهكذا بدأت تلك الحقيرة ربيكا تتصل بي بشكلٍ يومي وتُخبرني بالمستجدات.. كنتُ أحول لها الأموال على حسابها الشخصي في البنك.. تلك الخائنة سأستفيد منها حاليا لكن عندما أتزوج من إيثان سأطردها قبل بلانكا..

 

شعرت بالدهشة عندما أعلمتني بأن ماركو عاد ليعيش في القصر بسبب تلك العاهرة القبيحة.. ما هي حكايتها تلك القبيحة؟!.. كيف استطاعت كسب قلبين لأكثر رجلين وسيمين في إيطاليا وأشهرهم.. هذه القذرة سأفعل المستحيل حتى أتخلص منها..

 

بعد مرور أسابيع.. كنتُ أحاول الاتصال بحبيبي إيثان لكنه واللعنة لم يُجيب على كل اتصالاتي.. وفي ليلة تلقيت اتصالا من تلك الغبية ربيكا وأخبرتني بأن إيثان فقد صوابه بسبب تلك العاهرة لأنها خرجت برفقة ماركو..

 

شعرت بالغيظ وبالغضب.. هو يحبها!!.. إيثان بوربون أحب تلك القبيحة اللعينة.. وهنا بدأت أخطط فعليا للتخلص من تلك القذر ونفذت خطتي بمساعدة ربيكا..

 

وكانت سعادتي لا توصف عندما أخيرا اتصل بي حبيبي من جديد ودعاني إلى العشاء في منزله.. يبدو أن خطتي قد نجحت... قريبا جدا سأكون السيدة بوربون..

 

إيثان**

 

قراري بالابتعاد عن شارلي ألمني لحد اللعنة..

 

كنتُ كالضائع بعيداً عنها.. أفكر بها باستمرار في كل لحظة.. جافاني النوم كل تلك الليالي وأنا بعيد عنها.. وداهمني شوقي إليها.. أحلام رائعة تتدفق داخلي تكاد تغرقني النشوة لكني كنتُ أصحو على سكون الليل و أصحو على الواقع المرير.. أصحو ولا أرى شارلي في أحضاني..

 

تركت القصر منذ تلك الليلة.. ليلة وفاة أمها كلوي.. تركت القصر وذهبت إلى منزلي السري.. دفنت نفسي في غرفتي كل تلك الليالي.. أعانق بقوة وسادتها وأستنشق عبير شعرها.. وأتذكر بألم الليلتين اللتين قضيتهما برفقتها هنا..

 

لم أستطع مواجهتها.. وعدي لأمها كسرني.. ثم فارق العمر بيننا كبير جداً.. أنا لا أُصلحُ لها.. كيف سأحميها كما وعدت كلوي؟!.. كيف سأحميها من الشر ومن غدر الزمن؟!.. فأنا هو الشر بحد ذاته.. شارلي ليست لي.. هي تستحق من هو أفضل مني..

 

في حياتي كلها لم أختبر هذا الوجع الرهيب في القلب.. ألم فاق روحي على احتماله.. أصبحت مُدمناً على شارلي.. كم من ليلة منعتُ نفسي من الذهاب إلى القصر وأخذها في أحضاني وتقبيلها وجعلها لي مرارا وتكرارا..

 

كم من ليلة منعت نفسي من الذهاب إلى القصر لرؤيتها وأعترف لها كم أنا بحاجة ماسة إليها.. وأنها أصبحت كالهواء بالنسبة لي..

 

كم من ليلة منعت نفسي من الذهاب إلى القصر وأُخبرها بأنها ستكون بخير.. وأنني لن أتخلى عنها أبداً.. لكنني لم أستطع ببساطة فعل ذلك..

 

كنتُ أتصل يوميا وأتكلم مع بلانكا وأطمئن من خلالها على صغيرتي.. كانت تُخبرني بحزن عن حال صغيرتي العفريتة شارلي..

 

تألمت جداً لمعرفتي بأنها مريضة وحزينة.. وكم رغبت أن أذهب وأقبلها وأعدها بأنني سأظل معها إلى الأبد و بأنها ستكون بخير.. لكنني منعت نفسي من فعل ذلك بسبب وعدي لأمها.. أنا في بُعدي عنها أحميها من نفسي..

 

لكن اليوم كان قد طفح بي الكيل.. لا يمكنني الاستمرار وهي بعيدة عني.. لذلك قررت الذهاب إلى القصر ورؤيتها.. يجب أن أعتذر منها وأخبرها بأنني لن أتركها أبداً.. سأجعلها تعشقني رغم فارق السن الكبير بيننا.. سأدللها وأحقق كل أمنياتها.. فقط سأطلب منها أن تظل معي ولا تتركني أبداً.. سأطلب منها أن تُعطيني فرصة لأتقرب منها وأجعلها تُحبني..

 

أوقفت سيارتي أمام باب القصر وترجلت بسرعة منها.. كنتُ مُتحمساً جداً لرؤيتها و الاعتذار منها وضمها بشدة إلى صدري.. أردت بجنون إخبارها كم اشتقت لها كل تلك الأسابيع وأنني من المستحيل أن أتخلى عنها..

 

ركضت ودخلت إلى القصر وصعدت السلالم وأنا أقفز على درجاته كل ثلاثة معاً.. سمعت خادمة تنده لي بخجل لتكلمني

 

" سيد بوربون.. سيدي لو سمحت هل يمكنني التكلم معك؟ "

 

أشرت لها بيدي رفضاً وبعدم الاكتراث وتابعت الصعود نحو غرفة شارلي.. وقفت أمام باب غرفتها وأنا أبتسم بسعادة.. أخذت نفساً عميقاً و زفرتهُ بقوة.. أمسكت بمقبض الباب وفتحتهُ بهدوء إذ لا أريدُ إخافتها.. أردت مفاجأتها والاعتراف لها بما أشعر به نحوها..

 

صحيح بأنني لا أعلم ما هي تلك المشاعر التي تعصف في كياني لكن كل ما أريدهُ أن أعترف بمشاعري لصغيرتي العفريتة وأطلب منها فرصة أخيرة والسماح..

 

ما أن انفتح الباب قليلا تجمدت يدي فجأة وتخشب جسدي لدى سماعي لصوت ماركو يقول

 

" أنتِ جميلة جداً ونقية شارلي.. من لا يستطيع أن يُحبكِ؟.. توقفي عن البكاء ودعيني أطعمكِ.. يجب أن تأكلي وجبة عشاءكِ "

 

اختلست النظر إلى داخل الغرفة ورأيت بذهول ماركو يجلس على طرف السرير وهو يمسك بكلتا يديه يد شارلي اليمنى.. رأيت بوضوح دموعها الغالية على وجنتيها الرقيقتين.. كانت تنظر بطريقة غريبة إلى ماركو.. ثم فجأة خفق قلبي بعنف عندما ابتسمت شارلي لـ ماركو ورمت نفسها عليه وعانقتهُ بشدة وقالت له

 

" أحبك جداً ماركو.. أشكرك جزيلا على وقوفك بجانبي طيلة هذه الفترة.. شكرا لك "

 

شعرت بقلبي يعتصر بشدة حتى كاد أن ينزف دماءً.. ألم رهيب في صدري شعرت به واحترقت دمائي وأنا أرى ماركو يبادلها العناق.. هي تُحب ماركو؟!... شارلي تُحب ماركو!!..

 

ارتعش جسدي من هول الصدمة وببطء أغلقت الباب واستدرت ومشيت بانكسار مُنحني الظهر..

 

لكن إيثان لم يرى شارلي تبتعد عن حضن ماركو ولم يسمعها تقول له

 

" أنتَ بمثابة أخي الكبير.. أحترمُك وأُقدرُك جداً.. أنا فعلا شاكرة لك على كل ما فعلتهُ من أجلي.. أنتَ بالنسبة لي الأخ الذي لم تلدهُ أمي.. لا أعلم كيف أستطيع أن أكافئك وأرد لك جميلك عليّ "

 

مشيت بسرعة دون أن أرى شيئاً أمامي.. وهمست بوجعٍ كبير في داخلي.. لقد خسرتُها..

 

لقد خسرتُها.. خسرتُها... هتفت بداخلي بعذاب وبألم شديدين وكم رغبت بتحطيم القصر على رؤوس الجميع.. أردت أن أُفرغ من عذابي وأُعبر عن مدى الوجع في قلبي... لكنني لم أستطع... شقيقي الكبير ماركو ربح وأنا من خسِر..

 

" سيدي هل يمكنني التكلم معك لو سمحت؟.. الأمر بالغ الأهمية "

 

سمعت تلك اللعينة تتفوه بتلك الكلمات وهي تقف أمامي.. أردت رميها عن السلالم لأنني لم أرغب حاليا برؤية أحد والتكلم معه.. حدقت بغضب إلى وجهها وفتحت فمي بنية شتمها لكنني خرست عندما قالت بسرعة وبهمس

 

" الأمر عن شارلي والسيد ماركو "

 

عقدت حاجباي وحدقت بصدمة إليها.. يا ترى ما هو هذا الأمر البالغ الخطورة والذي تريد تلك اللعينة إخباري به؟!.. لكن بسبب نطقها باسم شارلي و ماركو قررت أن أسمح لها بالتكلم معي..

 

" اتبعيني "

 

أمرتُها ببرود واتجهت إلى مكتبي.. أغلقت الباب ونظرت إليها ببرود قائلا

 

" تكلمي "

 

بلعت ريقها بقوة وحدقت إلى وجهي قائلة

" سيدي أنا آسفة لتطفلي وطلبي المُلح بالتكلم مع حضرتك.. لكن هناك ما يجب أن تعرفه "

 

أشرت لها بعينيّ حتى تُتابع حديثها وكتفت يداي أمام صدري وسمعتُها تقول

 

" في غيابك كان السيد بوربون يهتم بالخادمة شارلي.. لكن شعرت بالريبة بعد أسبوع.. شارلي كما يبدو كانت تُخطط لتوقع بالسيد ماركو حتى تجعلهُ يتزوجها وتُصبح ثرية.. إذ بالصدفة وعندما كنتُ أنظف الغرفة المجاورة لغرفة شارلي.. سمعت.. سمعت "

 

قاطعتُها قائلا بنفاذ صبر و بغضب

" تكلمي واللعنة.. ما الذي سمعته؟ "

 

انتفضت برعب ثم قالت

 

" سمعت أصوات تأوهات و.. وقبلات.. وسمعتُها تصرخ للسيد ماركو بأنها تُحبهُ بجنون.. و سامحني سيدي بسبب ما فعلته إذ خرجت من الغرفة التي كنتُ أنظفها وتسللت واختلست النظر إلى غرفة شارلي و.. و رأيتُها تمارس الجنس مع السيد ماركو.. هي تجمعها علاقة مع السيد الكبير و.. "

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة وشعرت بأنفاسي تنسحب من رئتاي وأظلمت الغرفة من حولي.. لم أسمع كامل حديثها إذ كان عقلي قد توقف كُليا عن العمل.. تجمدت كل خلية في جسدي بينما كلماتها الأخيرة كانت تتكرر مرارا وتكرارا في ذهني..

 

رأيتُها تمارس الجنس مع السيد ماركو.. هي تجمعها علاقة مع السيد الكبير... رأيتُها تمارس الجنس مع السيد ماركو.. هي تجمعها علاقة مع السيد الكبير... رأيتُها تمارس الجنس مع السيد ماركو.. هي تجمعها علاقة مع السيد الكبير... رأيتُها تمارس الجنس مع السيد ماركو.. هي تجمعها علاقة مع السيد الكبير..

 

لا أعلم فعلياً كيف سيطرت على الغضب الجنوني الذي تملكني بالكامل وخرجت بعاصفة من القصر.. لو ظللت لثانية واحدة في القصر كنتُ ارتكبت جريمتين.. كنتُ قتلتُها وقتلت ماركو..

 

كنتُ أقود سيارتي بسرعةٍ جنونية وعيناي أصبحت حمراء من شدة الغضب.. ضغطت على المكابح بقوة وتوقفت السيارة بوسط الطريق.. كان صدري يعلو ويهبط بسرعةٍ جنونية.. وكنتُ أتنفس بقوة.. كل عرق في جسدي نفر وشعرت بدمائي تغلي من فورة جنوني..

 

ضربت المقود بكلتا يداي وأنا أهتف بحدة وبجنون

 

" غبي.. غبي.. غبي.. اللعنة عليها تلك العاهرة القذرة.. لقد استغفلتني.. أنا إيثان بوربون يتم استغلالي من قبل فتاة حقيرة لعينة؟!!.. سأقتلهاااااااااا..... سأجعلها ترى نجوم الظهر بأم عينيها "

 

أغمضت عيناي بقوة و أحنيت رأسي وأرحت جبيني على المقود.. أحسست بذلك الألم في صدري والذي كان من المستحيل أن أتحملهُ.. تألمت جداً لمعرفتي حقيقتها المقرفة.. براءتها كاذبة.. هي ليست سوى لعينة قذرة أجادت اللعب بشكلٍ جيد... يبدو أنها حافظت على عذريتها حتى تُسلمها لمن يستطيع الدفع لها بسخاء.. إذ ما أن ابتعدت عنها حتى سلمت نفسها لشقيقي وقالت له بأنها تُحبه..

 

وأنا مثل الغبي أردت أن أطلب منها السماح وأعترف لها بما أشعُر به نحوها..

 

رفعت رأسي وحدقت أمامي بكرهٍ لا يوصف.. سأدمرها.. سأجعلها تدفع الثمن غاليا.. لكن أولا يجب أن أجعلها تبتعد عن ماركو مهما كان الثمن.. يجب أن أنقذ أخي من براثن تلك العاهرة اللعينة..

 

لوكاس**

 

نظرت إلى طفلتي جولي وقبلتُها برقة ثم داعبت وجنتها بأصابعي بخفة ووضعتُها على سريرها الخاص.. خرجت بهدوء من غرفة طفلتي وتوجهت إلى الأسفل لأرى زوجتي مراميا تجلس على الأريكة وهي تشاهد إحدى الأفلام وتحتسي عصير البرتقال.. جلست بجانبها وبدأت أشاهد التلفاز معها وفكرت بحزن..

 

كم تغيرت الظروف بعد حادث الرئيس رومانوس.. ما حصل معه كان كارثة كبيرة جداً.. كارثة بكل ما للمعنى من كلمة.. صديقي الماركيز انقلبت حياته رأساً على عقب..

 

شعرت بالحزن يعتصر قلبي عليه.. للماركيز رومانوس فضل كبير عليّ ولأسرتي خاصةً.. فبفضله وبفضل إيثان خرجت من السجن بعد أن دخلتهُ ظلماً.. إذ تم اتهامي بالاختلاس في شركة والدي.. شقيقي الكبير نصب لي فخ ليخرجني من شركة والدي ونجح بذلك..

 

جعلني أمضي عقود مزورة وشيكات وبفعلها استطاع سحب أموال ضخمة من الشركة على إسمي.. أبي العزيز لم يصدقني وتم سجني ظلماً لكن إيثان تحرك وأخبر الماركيز.. وفوراً تحرك رومانوس ودفع كامل المبلغ لوالدي وأخرجني من السجن ثم ساعدني وجعلني مرافقه وسائقه الخاص لأنني رفضت العمل معه في شركته..

 

لم أتكلم مع عائلتي منذ ذلك الوقت.. وعندما أحببت مراميا اشترى لي الماركيز منزلا وتكفل بكامل مصاريف زفافي حتى أنه فتح لي حساب في البنك بمبلغ جداً ضخم.. رغم اعتراضي الكبير على ما فعله إلا أنه أصر وقال لي بأن هذه هديتهُ بمناسبة زواجي..

 

بفضله أنا أعيش الآن برخاء وبسعادة مع أسرتي الصغيرة.. لن أنسى أبداً فضلهُ الكبير عليّ.. لذلك مهما طلب مني هو و إيثان لن أستطيع الرفض أبدا.. ورفضت ترك العمل لديه كسائق و كمرافقه بسبب ولائي الكبير واحترامي ومحبتي له..

 

هم أصدقاء طفولتي منذ أيام المدرسة.. الماركيز بسبب ذكائه الحاد ولأنه كان عبقري جدا تخطى صفين وأصبح في الصف السابع معنا ومنذ ذلك الحين أصبحنا أصدقاء أنا و إيثان معه ولم نفترق عن بعض أبداً..

 

رنين هاتفي أخرجني من أفكاري.. حدقت بدهشة عندما رأيت المتصل ليس سوى إيثان..

 

شعرت بالتوتر إذ ظننت مكروها ما قد أصاب الماركيز وفورا أجبت عليه قائلا

" إيثان.. لماذا تتصل في هذا الوقت المتأخر؟.. هل أصاب الماركـ.. "

 

قاطعني قائلا بغضبٍ واضح

 

( لوكاس.. أرسل لي فوراً موكب الرئيس مع سيارته الليموزين.. سأرسل لك موقعي.. سيارتي اللعينة ثقب إطارها.. ارسل لي من يصلحهُ في الحال وبعدها أريدهم أن يوصلوا سيارتي إلى القصر.. ثم أريدك أن تتحرى لي وبالتفصيل عن تحركات ماركو اليوم.. أريدُ أن أعلم إلى أين أخذ شارلي خارج قصري وبالتفصيل الممل.. هل كلامي واضح؟.... ثم اذهب إلى منزلي السري وابقى به حتى أخبرك بما يجب أن تفعله )

 

نظرت بدهشة أمامي ولكنه أنهى الاتصال حتى قبل أن أسألهُ عن السبب لطلبهِ الغريب ذاك.. اللعنة ماذا يريد أن يفعل الآن بتلك المسكينة فيليا؟!!.. أخبرت زوجتي بالمستجدات وقررت تنفيذ أوامر إيثان... وفوراً تحركت واتصلت بالرجال وأعطيتهم التعليمات وخرجت مسرعا من منزلي باتجاه منزل إيثان السري..

 

كنتُ أقود سيارتي وقررت أن أتتبع هاتف ماركو وجهاز التعقُب في سيارته عندما أصل إلى وجهتي.. لكن إيثان اتصل بي من جديد.. شتمت بقوة إذ علمت بأنه سوف يسألني عن ما اكتشفته بخصوص ماركو.. أجبتهُ بسرعة قائلا

 

" إيثان لماذا تتصل بي؟.. أنا لم أبدأ بعد بالبحث عما فعلهُ ماركو اليوم.. ماذا تريد؟ "

 

وفوراً أجابني

 

( اسمع جيداً لوكاس ما سأقولهُ لك... اذهب في الحال إلى منزلي السري واجلب تلك اللعينة إلى قصري ودع ماركو يُضاجعها بالقوة.. لن تخرج إلا عندما ترى دماء عذريتها على شرشف السرير.. واخبره إن رفض فعل ذلك سأجعل جميع حُراسي يضاجعونها أمامه.. وأخبره بأن يأخذها في الصباح إلى قصره و بأنني أريدها أن تكون حاملا منه في أقرب وقت وإلا جعلت كل رجالي يستمتعون بها أمام عينيه.. نفذ فوراً ما أمرتُك به ولا تتصل بي إلا عندما تكتشف تحركاتهِ اليوم مع شارلي )

 

وأغلق الخط في وجهي.. كنتُ مثل الغبي أفتح فمي على وسعه من هول صدمتي.. ثم همست بحزن وأنا أفكر بتلك الطفلة المسكينة

 

" يا إلهي.. ماذا سيحدث الليلة لتلك المسكينة فيليا؟!.. هذه الطفلة البريئة يبدو بأنه حان الوقت لها لتدفع الثمن.. تبا لك إيثان "

 

تابعت القيادة بحزن حتى وصلت إلى منزل إيثان السري.. إلى المنزل الذي يُخبئ به تلك الطفلة البريئة... فيليا..

 

 

فيليا**

 

كانت الدموع ما تزال تملأ عيناي عندما وقع نظري على صورة عائلتي.. هي كل ما تبقى لي منهم.. مجرد صورة لا أكثر..

 

حملتُها بيداي الصغيرتين ونظرت إليها بحزن للمرة المليون.. وتساءلت بداخلي كالعادة.. ترى لو لم تحدث تلك الليلة المشؤومة أين كنتُ سأكون الآن؟!.. ترى كيف كانت ستصبح أمي الآن؟!.. ترى لو أبي لم يفعل ما فعلهُ هل كان سيزال على قيد الحياة؟!..

 

ترى هل كان أبي قد ندم على ما فعلهُ لو بقي على قيد الحياة؟!.. لكن لا يهم كل هذا.. لقد ماتوا على يد أكثر رجل مُخيف رأيتهُ في حياتي.. إيثان بوربون..

 

هذه الصورة بين يداي أعطاني إياها السيد إيثان بوربون بنفسه للذكرى.. ذكرى أخيرة لعائلتي الصغيرة..

 

خسرت أمي ونفسي بسبب جريمة أبي.. أبي بالبوس الوزير العظيم كان قد اغتال رئيس الوزراء السابق بيترو بوربون... اغتاله لأنهُ امتلك أدلة ضده تُدينه بالسرقة والاحتيال وإعطاء الرشاوي.. وأراد الرئيس بوربون الادعاء على أبي وجعله يتنحى عن منصبه ويسجنه.. لكن أبي تصرف قبل أن يفعل ذلك الرئيس بيترو وقتله.. قتلهُ مع زوجته و زوجة ابنه البكر الحامل..

 

كنتُ فقط في الثانية عشر من عمري عندما تم خطفي من قصر والدي.. كنتُ طفلة بريئة لا تعلم بمدى ظلم وسواد قلب والدها.. كنتُ مُجرد طفلة عندما تم خطفي مع أمي وأبي بالبوس.. كنتُ مُجرد طفلة عندما رأيت أمي وأبي يتم قتلهما أمام عيناي..

 

بسبب أخطاء وطمع أبي بالبوس خسرت أمي الحبيبة وخسرت نفسي وحياتي وصوتي..

 

فقدت النطق لدى رؤيتي لجسد أمي غارقا بالدماء.. ومنذ ذلك الحين أصبحت بكماء.. بكماء وسجينة للوحش إيثان بوربون..

 

لا أعلم إن كان لحُسن حظي أو لسوء حظي بأنهُ أشفق عليّ لأنني طفلة ولم يقتلني مع عائلتي.. فبعد قتلهِ لأمي وأبي أخذني وسجنني في هذا المنزل..

 

ثماني سنوات مضت قمتُ بِعَد الدقائق والساعات والأيام بها.. ثماني سنوات وأنا سجينة في هذا المنزل السري.. أصبحت في العشرين من عمري وأنا ما زلتُ حبيسة هذا المنزل..

 

لم أخرج منه طيلة هذه الفترة.. ولم أتوقف عن البكاء أيضاً طيلة هذه السنوات.. رغم أن معاملة السيد إيثان لي كانت جيدة إلا أنني أخاف منه لحد اللعنة..

 

لم أتواصل مع أحد من الحُراس والذين كانوا يحرسونني طيلة فترة خمس سنوات متتالية.. فقط تواصلت مع لوكاس.. لوكاس الوحيد الذي وثقتُ به وتقربت منه..

 

وبعد مرور خمس سنوات على سجني في هذا المنزل فجأة أمر السيد إيثان الحراس بترك المنزل وتركني بمفردي به.. لماذا لم أهرب هذا بسيط لأنهُ هددني بقتلي فور خروجي من عتبة المنزل وصدقته.. وكذلك لم أهرب لأن المنزل ممتلئ من الداخل ومن الخارج بكاميرات المراقبة ما عدا غُرف النوم..

 

وكان فعلا قد وظف بعض من حراسه بمراقبة الكاميرات.. إذ كان يتصل بي فوراً عندما كنتُ أحاول الخروج من المنزل.. في الأصل كان من المستحيل أن أفتح باب المنزل والنوافذ بسبب جهاز الإنذار والقفل المركزي والذي كان السيد إيثان يتحكم به... فقط لوكاس هو الوحيد من كان يستطيع الدخول والخروج بحرية..

 

لوكاس كان الونيس الوحيد لي في وحدتي وعزلتي هذه.. لولاه لم أكن سأعلم ما كان سيحدث لي.. لوكاس رجل رائع جداً.. كان كل يوم يأتي دون مُقاطعة لرؤيتي.. اشترى لي الكثير من الكتب لكي أتعلم لغة الإشارات.. حتى أنهُ تعلمها بنفسه حتى يستطيع التواصل معي..

 

كما أنهُ جلب الكثير من الكتب وأشرف على تعليمي بنفسه.. علمني اللغة الإنجليزية والفرنسية وأشياء كثيرة.. وكذلك كان يجلب لي الكثير من مجلات الموضة و الترفيهية.. أما كل ملابسي وأغراضي الشخصية تكفل السيد إيثان بها وعلمت من لوكاس أن زوجته مراميا من كانت تختارها لي..

 

أما مصيري لم يكن مجهولا أبداً بالنسبة لي.. إذ تكفل السيد إيثان بإخباري به في تلك الليلة.. ليلة انتقامه..

 

أنا سأكون البديل لزوجة السيد ماركو بوربون والتي قتلها أبي.. أخبرني بذلك بكل برود أعصاب.. سيجعلني وعاء للحمل في الوقت المناسب حتى أدفع ثمن ما فعلهُ أبي بشقيقه.. سيجعلني أحمل بطفل شقيقهُ.. يريدني أن أحمل في أحشائي بطفل ماركو.. طفل يكون بديلا عن الذي مات بسبب أبي.. ولكن قال لي أن ذلك سيحدث في الوقت المناسب..

 

كنتُ طفلة وشعرت بالذعر والخوف.. ولم أفهم في البداية ما قصده.. لكن بعد عدة سنوات فهمت.. السيد إيثان سيجعل شقيقهُ الطبيب المشهور يُضاجعني عندما أكبر حتى يجعلني حاملا منه وألد طفله.. بديل عن الطفل الذي خسرهُ بسب أبي بالبوس..

 

وعندما أصبحت في الثامنة عشر بكيت بخوف وبهستيرية إذ ظننت أن الوقت قد حان حتى يُنفذ السيد إيثان ما أخبرني به.. لكن لدهشتي لم يتم إخراجي من المنزل أبداً..

 

وفي يوم جلب لوكاس مجلة جديدة لي.. وعندما كنتُ أتصفح صفحاتها تجمدت عيناي على صورة لرجل جداً جميل.. يمتلك عيون خضراء مُدهشة وأنف مستقيم وعظام وجنتين عالية أضافت الثقة والقوة في مظهره مما جعلتهُ يبدو أكثر وسامةً.. مع شفاه ممتلئة وأكثر تناسقاً..

 

وفك سفلي عريض يُرمز للصلابة وهو من أكثر الملامح الرجولية تأثيراً في وجهه.. مع رقبة طويلة وجسد مثير جداً..

 

شردت عيناي بصورته واحسست بقلبي بنبض بسرعةٍ مُخيفة.. زفرت بخفة وأنا أتأمل ملامح وجهه الوسيم ثم أخفضت نظراتي وبدأت أقرأ بداخلي ما كُتب عن ذلك الرجل الوسيم في المقال..

 

افتتح مستشفى الدكتور ماركو بوربون مركزاً طبياً جديداً في شمال دي فالكوني يعمل على توفير خدمات الرعاية الصحية الشاملة للمجتمع و..

 

وهنا توقفت عن متابعة القراءة عندما انتبهت للاسم.. توسعت عيناي وهتفت بداخلي بصدمة.. الدكتور ماركو بوربون!!..

 

وحينها تعرفت على شقيق الكبير للسيد إيثان.. ماركو بوربون... ودون أن أعلم السبب مزقت الصفحة والتي بها صورته من المجلة واحتفظت بها..

 

ومنذ ذلك اليوم احتفظت بصورته وكنتُ أضعها دائما أسفل وسادتي.. وقبل أن أنام في كل ليلة كنتُ أُخرجها من أسفل الوسادة وأنظر بشرود إلى صورته..

 

تنهدت بحزن ووضعت صورة أمي وأبي في الدُرج في المنضدة ثم جلست أمام النافذة ونظرت إلى البعيد..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 10 - لعبة بين يديه


 

هل من الممكن أن تُغرم فتاة بصورة؟!.. صورة لرجل لم تراه أبداً.. رجل يبلغ ضعف عمرها!!.. هل يمكن أن تقع أي فتاة بعشق صورة لسنتين متواصلتين؟!!.. هل هو مسموح لفتاة بسيطة حبيسة في منزل لسنين طويلة أن تعشق شقيق الرجل الذي قتل عائلتها أمام عينيها ثأراً لمقتل والديه وزوجة أخيه؟!...

 

أسئلة كثيرة عصفت في رأسي وفي النهاية استسلمت للإجابة مثل عادتي.. أنا أحببت الطبيب ماركو بوربون فقط لرؤيتي له من خلال الصورة.. كيف استطعت الشعور بالحب نحوه؟!.. ففي النهاية هو ابن الرجل الذي قتلهُ والدي.. أبي قتل والده و والدته والأهم زوجته الحامل في شهرها الخامس... ثم هو شقيق السيد إيثان.. هو أخاه الكبير.. هو أخ الرجل الذي قتل عائلتي..

 

مسحت دمعة سالت على وجنتي وقررت تنظيف المنزل.. أوه نعم فهذه كانت أوامر السيد إيثان منذ البداية أن أنظف المنزل و أغسل ثيابي وأطبخ طعامي.. وبفضل لوكاس تعلمت فعل كل ذلك..

 

كنتُ أشاهد التلفاز في وقتٍ متأخر في الليل عندما سمعت صوت الباب الرئيسي ينفتح.. التفت ورأيت بسعادة لوكاس يدخل.. ابتسمت له بحنية وقفت وركضت نحوه وعانقتهُ بشدة ولم أنتبه بأنهُ لم يُبادلني العناق مثل عادته.. ابتعدتُ عنه وكلمتهُ بلغة الإشارات قائلة له

 

" لوكاس.. لماذا أنتَ هنا في هذه الساعة المتأخرة؟.. ظننت بأنك ستأتي غداً.. هل الطفلة جولي بخير؟.. و مراميا هل هي بخير؟ "

 

تنهد لوكاس بحزن ونظرت إلى يديه لكي أُتابع إشاراته لأرى إجابته.. رغم أنني أستطيع السماع لكنه كان يُفضل التكلم معي بلغة الإشارات..

 

" لا تقلقي فيليا.. مراميا و جولي بخير.. أنا آسف لكن يجب أن ترافقيني الأن إلى قصر السيد إيثان "

 

توسعت عيناي بدهشة وفورا رفعت نظراتي وحدقت بوجهه.. كان حزينا جداً وكان واضحا بأنهُ يتحاشى النظر إلى وجهي إذ كانت نظراتهِ مستقرة على يداي.. وفورا أشرت له بيداي قائلة

 

" تريدُ أخذي إلى قصر السيد إيثان؟.. لكن لماذا؟! "

 

ارتعش جسدي بخوف رغما عني عندما رأيتهُ يؤشر لي بتلك الكلمات

 

" لقد حان الوقت.. سامحيني فيليا.. سامحيني لأنني لا أستطيع مساعدتكِ.. لا أستطيع خيانة إيثان.. آسف "

 

حان الوقت؟!... فكرت برعب رغم أنني أخيراً سألتقي برجل أحلامي وجها لوجه.. كنتُ خائفة لأنني عرفت ما هو مصيري الليلة.. سالت دموعي بكثرة وبللت وجهي وعنقي.. اقترب لوكاس وضمني بشدة إلى صدره وقال لي هامسا في أذني

 

" لا تخافي فيليا.. ماركو رجل شهم ورائع جداً.. لن.. لن يؤلمكِ "

 

ثم شدد من عناقهُ لي وعاد وهمس بأذني قائلا

 

" سامحيني فيليا.. سامحيني أرجوكِ "

 

بكيت بخوف على صدره وأنا أحتضنه بكلتا يداي بشدة.. كنتُ خائفة جدا لأنني سأفقد عذريتي الليلة مع الرجل والذي لطالما حلمتُ به لسنتين متتاليتين.. كنتُ خائفة من رؤية الكراهية في عينيه عندما يكتشف من أكون.. كنتُ خائفة جدا بأن يُعاملني بقسوة ويكون كريها وعنيفا معي وليس كما حلمتُ به كل تلك الليالي.. كنتُ مُرتعبة من فكرة أن أراه شخصيا وجها لوجه..

 

وهكذا ذهبت إلى غرفتي وأخذت صورة أمي و أبي ثم صورة الطبيب ماركو ووضعتهم بجيب سترتي وخرجت من غرفتي.. رغم أنها كانت المرة الأولى التي أخرج بها منذ سنوات طويلة جدا خارج هذا المنزل إلا أنني لم أكترث.. كنتُ أجلس في المقعد الخلفي في السيارة منحنية الرأس أبكي بصمت.. وطيلة الطريق كنتُ أتمنى وأدعو بداخلي..

 

أتمنى أن يحن قلب الطبيب ماركو عليّ ولا يؤذيني ويُحطم قلبي الصغير.. أتمنى ذلك..

 

ماركو**

 

بفترة جداً قصيرة تعلقت بتلك الفاتنة شارلي.. نعم الفاتنة.. إذ استطعت رؤية جمالها والذي كانت تُخفيه عن الجميع.. ملامح وجهها الرقيق مُتناسقة وأنا أعلم جيداً إن استخدمت القليل من المستحضرات التجميلية وارتدت فستان وحذاء بكعبٍ عالي ستلتف جميع رؤوس الرجال إليها.. من بينهم أنا..

 

لكن فارق السن بيننا جداً كبير وحاولت جُهدي أن أتغاض النظر عن ما أشعر به من انجذاب نحوها.. واليوم قررت أن أجعلها سعيدة وأُخرجها من المنزل..اتصلت بصديقة عزيزة جداً على قلبي المصممة جورجينا أرمي وطلبت منها خدمة.. طبعاً أخبرتُها عن شارلي ولكن بالتأكيد لم أخبرها حقيقة كيف أتت شارلي إلى إيطاليا..

 

وافقت جورجينا فوراً على مُساعدتي وهكذا عندما وصلت إلى القصر أخذت شارلي فورا إلى الخارج دون أن أعير أي اهتمام لتهديد إيثان لي السابق بعدم التقرب منها.. يبدو بأن شقيقي الصغير بدأ قلبهُ ينبض عشقاً... فكرت بحزن لكن طبعا تمنيت أن أكون مُخطئ..

 

كانت صدمة كبيرة لي عندما رأيتُها تقف أمامي بذلك الفستان المثير.. تاهت عيناي بجمال وجهها الناعم وشعرها الأسود المسترسل بحرية على كتفيها.. والفستان الذي كان يبرز جمال جسدها الصغير وبشرتها الخمرية.. أخيراً ظهرت أنوثتها.. ظهرت الأنثى بداخلها مُعلنة عن نفسها بلمعة تشد الناظر إليها..

 

نظرت إلى شارلي بصدمة في البداية ثم بإعجابٍ كبير.. كان حدسي الداخلي وخبرتي كرجل يعلمان مُسبقاً بمدى جمالها وأنوثتها وهذا ما جذبني إليها منذ البداية..

 

قضيت أجمل ساعات معها.. شعرت بأنني عُدتُ مُراهقا بسبب شارلي.. كانت طيلة الوقت خجلة ومُحمرة الوجنتين بسبب نظراتي ونظرات جميع الرجال في المطعم المليئة بالإعجاب والشهوة لها..

 

في النهاية شعرت بالحزن لآن الأمسية انتهت لكنني وعدت نفسي بإخراجها مُجددا وأريها المناطق السياحية في إيطاليا والأهم حتى أقضي معها المزيد من الوقت..

 

ولكن عندما وصلنا إلى القصر خفق قلبي بجنون عندما عانقتني شارلي.. وأردت تقبيلها وتذوق طعم شفتيها الجميلتين.. لكن قبل أن أفعل ذلك سمعت شهقتها المُرتعبة.. فتحت عيناي ورأيت بصدمة إيثان يسحبها خارج السيارة.. وعرفت هنا أن كارثة ستحدث من دون شك الليلة..

 

" أتركوني أيها الملاعين "

 

هتفت بحدة بينما كنتُ أقاوم بعنف حُراس أخي.. وقبل وصولنا إلى غرفتي الخاصة استطعت في النهاية التحرر من قبضتهم وبدأت ألكمهم واحداً تلو الآخر.. حاولوا تجنب لكماتي لكنني استطعت النيل من بعضهم..

 

" هل لأنني طبيب تظنون أيها الملاعين بأنني لا أستطيع الدفاع عن نفسي وإبراحكم ضرباً؟.. سترون الآن غضب ماركو بوربون الحقيقي "

 

عاودت لكمهم لكن فجأة هجم عليّ ستة حُراس من الخلف وأمسكوا بيداي وكتفاي وخصري وبدأوا يسحبوني إلى داخل غرفتي في جناحي الخاص.. رغم مقاومتي لهم وشتمهم وتهديدي لهم لم يتركوني حتى أصبحت في غرفة نومي.. رأيت بصدمة واحدا منهم يسحب المفتاح من القفل وأشار للجميع بتركي والخروج..

 

وبالفعل ابتعدوا عني لكن قبل أن أتحرك كانوا قد خرجوا بسرعة من الغرفة وأقفلوا الباب اللعين عليّ.. ركلت ورفست الباب بكامل قوتي وأنا أهتف بجنون

 

" افتحوا الباب يا ملاعين وإلا قتلتكم.. افتحوا البااااااااااااااااااب... "

 

لكن لا رد.. وهذا الباب القذر متين جداً إذ لم أستطع تحطيمه.. جلست بعد فترة طويلة شبه مُنهار على السرير.. كنتُ خائف جداً على شارلي.. أنا أعلم جيدا بأنها ستنال عقاباً جداً قاسياً على يدين إيثان.. ما الذي فعلته؟!..

 

ما كان يجب أن أستخف بتهديد إيثان لي في الأمس.. لقد أتى إلى غرفتي وهددني بعدم الاقتراب من شارلي.. لكنني ظننتهُ يمزح.. إذ في حياتهِ كلها لم يهتم بنسائي.. في الحقيقة حتى شارلي لا يمكن تسميتها بامرأتي..

 

هي صحيح تُعجبني لكن أنا حاليا كل ما أشعر به نحوها هو رغبة شديدة في حمايتها.. صحيح أردت تقبيلها منذ قليل لكنني رجل في النهاية وضعفت أمام جمالها الأخاذ..

 

" اللعنة... "

 

لعنت بحدة وأنا أقف وبدأت أمشي في الغرفة بتوتر... أنا جداً قلق عليها.. أتمنى أن لا يحدث ما أفكر به.. أتمنى أن لا يفعل إيثان بها ما أفكر به.. يجب أن تكون شارلي قوية وتعرف كيفية حماية نفسها من أخي.. عليها ذلك.. إيثان لا قلب له..

 

بعد حوالي نصف الساعة سمعت ضجة في جناحي ثم صوت القفل يدور.. نظرت فورا باتجاه الباب الذي انفتح ورأيت بدهشة لوكاس يقف أمامي وخلفه ستة حراس ملاعين يقفون للحراسة..

 

رفعت حاجبي بدهشة عندما رأيت بجانبه فتاة صغيرة في السن تبدو في الثامنة عشر من عمرها أو العشرين.. كانت تُحدق في وجهي بطريقةٍ غريبة جداً كأنها خجلة و مصدومة وخائفة.. من هذه الفتاة وما اللعنة التي جلبت لوكاس إلى غرفتي معها؟!..

 

تساءلت بداخلي بدهشة وقبل أن أتكلم اقترب لوكاس ووقف أمامي وقال ببرود

" ماركو.. لقد حان الوقت "

 

توقف هنا وحدق بحزن إلى عيناي.. توسعت عيناي بدهشة وسألتهُ بعدم الفهم

" حان الوقت؟!.. ما الذي تتكلم عنه لوكاس؟!.. ثم من هذه الفتاة؟!.. ولماذا هي هنا في غرفتي؟!.. هلا شرحت لي ما اللعنة التي تحدث هنا؟ "

 

تنهد بقوة ثم نظر بحزن إلى تلك الفتاة والتي لغاية الآن منذ دخولها إلى غرفتي لم تُبعد عينيها عن وجهي.. حمحم بخفة ثم قال

 

" فيليا.. إنها فيليا ابنة الوزير الراحل بالبوس فيسكونتي.. وهي هنا بأمر من إيثان "

 

عقدت حاجباي ثم حدقت بذهول إليها.. تجمد جسدي كلوح من الجليد وقلبي نبض بنبضات سريعة متتالية وشعرت بأصابعي ترتعش بقوة.. مستحيل!!... هذا ما هتفت به في داخلي..

 

إذ من المستحيل أن تكون الابنة الوحيدة لذلك القاتل القذر ما زالت على قيد الحياة.. إيثان قتلهم جميعا في تلك الليلة لقد خطفهم من قصرهم وقتلهم في المستودع الخاص بشركة أبي ثم تم نقل أجسادهم ورميها في قصر ذلك النذل ثم إيثان أحرق القصر بكاملهِ بهم..

 

الشرطة عثرت على أجسادهم المحروقة مع رجال الوزير في تلك الليلة.. لكن طبعا لم يستطيعوا التعرف على جثة أحد منهم بسبب الحريق.. حتى لم يستطيعوا فعل التحليل للحمض النووي لأنه لم يتبقى شيئا منهم.. كيف واللعنة تكون هذه الفتاة ابنة بالبوس القذر والقاتل؟!!..

 

يبدو أن لوكاس فهم ما يدور في خلدي إذ سمعتهُ يقول بنبرة حزينة

" إيثان لم يقتلها معهم في تلك الليلة.. كانت في الثانية عشر من عمرها ولكن ذلك ليس السبب الرئيسي لتركهِ لها على قيد الحياة.. السبب الفعلي له كان... "

 

توقف عن التكلم ورأيتهُ ينظر إليها ثم أشاح بنظراتهِ إلى البعيد وتابع قائلا

 

" لقد اختارها إيثان لكي تكون بديلا لك عن جيفانا.. وهو يريدُك الآن أن تُضاجعها.. ولن أذهب قبل أن أرى دماء عذريتها على شرشف السرير.. ثم يتوجب عليك بأخذها في الصباح الباكر إلى قصرك.. ويريدُها أن تُصبح حاملا منك في أسرع وقت وإلا جعل كل رجاله يغتصبونها أمام عينيك و.. "

 

قاطعتهُ هاتفاً بصدمة كبيرة

" ماذا قلت؟!.. "

 

اقتربت منه وجذبتهُ بعنف من سترتهِ نحوي .. سمعت أنين مُرتعب يخرج من فم تلك الطفلة.. نظرت إليها ورأيتُها تختبئ خلف جسد لوكاس وهي ترتعش بوضوح وتُحدق بوجهي برعبٍ كبير.. أغمضت عيناي بشدة ثم فتحتُها ونظرت بغضب إلى لوكاس وقلتُ له من بين أسناني وحاولت جاهدا منع نفسي من الصراخ بجنون

 

" ما اللعنة التي تفوهت بها للتو؟!.. ما الجحيم الذي يريدني أخي أن أفعله؟!!.. كيف واللعنة يريدني أن أغتصب طفلة وأجعلها حاملا مني؟!.. مستحيل أن أفعل ذلك حتى لو كانت ابنة ذلك الحقير.. هل أصاب الجنون إيثان؟.. تبا له وتبا لك أيها القذر.. أعد هذه الطفلة إلى المكان الذي جلبتها منه.. أنا من سابع المستحيلات أن أفعل ذلك "

 

أبعدت يدي بقرف عنه واستدرت ورفعت كلتا يداي ومسحت بهما وجهي بتوتر.. أبعدت يداي عن وجهي وحدقت بصدمة أمامي عندما سمعت لوكاس يتكلم قائلا

 

" إن لم توافق سأجعل كل الحُراس في القصر يدخلون إلى الغرفة ويغتصبونها أمامك.. آسف ماركو.. هذه أوامر إيثان وأنتَ تعلم جيداً بأنني لا أستطيع عصيان أوامره.. لديك فترة ساعة فقط وبعدها سأدخل إلى الغرفة وأرى دماء عذريتها على الشرشف.. وعلى فكرة هي بكماء.. لقد فقدت النطق في تلك الليلة.. و إيثان سجنها في منزل مُنعزل طيلة هذه السنوات حتى يأتي الوقت المناسب ويقدمها لك.. الجميع يظن بأنها ماتت في تلك الليلة لذلك لا مكان لها حاليا.. والحل الأنسب بأن توافق على شروط إيثان ولا تدعهُ يأمُر رجالهِ حتى يغتصبونها أمامك "

 

لا الجميع فقد عقلهُ الليلة... فكرت بصدمة وأردت أن أهجم على لوكاس و أوسعهُ ضربا.. لكن عندما استدرت كان قد خرج من الغرفة وتم إقفال الباب بالمفتاح.. رأيت تلك الطفلة تقف أمامي وهي ترتعش بعنف من رأسها حتى أخمص قدميها.. حاولت الاقتراب منها لكنني امتنعت عن فعل ذلك بسبب خوفها الكبير مني..

 

ما هذه المصيبة التي حلت على رأسي الليلة؟!.. ماذا يجب أن أفعل؟!.. إيثان تخطى حدودهُ معي جداً.. أنا من المستحيل أن أشترك معهُ في هذا الانتقام القذر.. اللعنة إنها طفلة.. مُجرد طفلة.. كيف واللعنة يُريدني أن ألمسها و.. و..

 

" سأجعلك تندم أشد الندم إيثان.. انتظر وسترى.. "

 

همست بغضب وأمسكت بيد تلك الطفلة وسحبتُها خلفي نحو السرير..

 

قاومتني المسكينة وخرج من فمها أنين مُرتعب.. جعلتُها تجلس على السرير ووقفت أمامها وكتفت يداي أمام صدري ونظرت إليها ثم إلى وجهها..

 

كانت تبكي وتشهق وهي تحتضن جسدها بكلتا يديها.. لكن عندما أمعنت النظر إلى وجهها شعرت بالدهشة.. هي جميلة.. بل جميلة جداً.. وهي بهذا المنظر تبكي وتشهق جميلة.. فكيف إن كانت تبتسم أو تضحك!!..

 

هززت رأسي رفضا بسبب أفكاري ثم حمحمت وقلتُ لها بهمس لكي لا يسمعنا أحد من رجال أخي في الخارج

 

" لا تخافي مني.. أنا من المستحيل أن أؤذيكِ.. أنتِ في أمان معي فلا تخافي "

 

توقفت عن البكاء وحدقت بعيون مُتسعة من الدهشة إلى وجهي وبدأت تُحرك يديها وأصابعها بإشارات غريبة لم أفهمها.. نظرت بحنية إليها وقلتُ لها

 

" آسف يا صغيرة.. لم أفهم ما تحاولين إخباري به.. أنا لا أفهم لغة الإشارات.. لكن أريدكِ أن تطمئني أنا لن ألمسكِ.. سأجد طريقة لخداع لوكاس و إيثان وأوهمهم بأنني.. مممم.. حسنا بأنني فعلت ما أمر به أخي المجنون.. ثم في الصباح سوف أصطحبكِ معي إلى قصري.. أعدكِ سأهتم بكِ وأحميكِ من انتقام أخي.. اتفقنا؟ "

 

كانت جامدة تنظر بشرود إلى وجهي وخاصةً عيناي.. كانت تبدو كأنها تحلم بأحلام اليقظة.. ابتسمت بخفة لها لكنها ظلت شاردة تتأمل عيناي بطريقةٍ حالمة.. قهقهتُ بخفة ثم رفعت يدي ولوحت بها أمام وجهها.. اكتسى اللون الأحمر وجنتيها بشدة ورأيتُها تُخفض رأسها إلى الأسفل..

 

اقتربت خطوة منها وأمسكت برقة ذقنها بأصابعي ورفعت رأسها ونظرت إلى عينيها بحنية وقلتُ لها

 

" أنا لا أكذب فلا تخافي مني أبداً.. أنتِ طفلة بالنسبة لي ومن المستحيل أن أنفذ ما خطط له أخي.. من المستحيل أن أجعلكِ بديلا عن زوجتي الراحلة جيفانا "

 

أبعدت يدي عن ذقنها وتابعت قائلا

 

" سأفكر بحل.. يجب أن تثقي بي "

 

أومأت برأسها بخجل موافقة فابتسمت لها برقة ثم جلست بجانبها على السرير أفكر بحل.. فجأة عيناي استقرت على سلة الفاكهة الموضوعة على الطاولة الصغيرة في وسط غرفتي.. ابتسمت بسعادة وأنا أفق وأقترب من الطاولة.. أمسكت بالسكين الموضوع في السلة ونظرت إليه بشرود..

 

اقتربت من السرير ورأيت تلك المسكينة تتكور على نفسها وأجهشت بالبكاء رعبا مني.. تنهدت بقوة وجلست قرفصاء أمام قدميها المرتعشتين وقلتُ لها

 

" لا تخافي.. أنا لستُ بقاتل.. لذلك اهدئي وتوقفي عن البكاء واسمعي جيدا ما سأقول لكِ "

 

مسحت دموعها بكم قميصها ثم ابتسمت لي بخجل... داعبت وجنتها برقة بأصبعي وقلتُ لها بحنان

 

" سأجرح زندي بالسكين حتى يسيل دمي فوق الشرشف.. لا تخافي فأنا طبيب وأعلم جيدا ما أفعله.. هذه الطريقة الوحيدة لجعل لوكاس يصدق بأنني عاشرتكِ وأخذت عذريتك.. وهكذا سيصدق إيثان أيضا.. وهذا سيكون سرنا الصغير.. اتفقنا "

 

أومأت بخفة موافقة وهنا أمسكت بيدها وساعدتها لتقف ثم سحبت يدي وأمسكت بغطاء السرير وسحبته إلى الأسفل.. ثم خلعت سترتي ووضعتها جانبا ثم رفعت أكمام قميصي عن يدي اليسرى لفوق الزند وأمسكت بإحكام بيدي اليمنى بالسكين وقمت بجرح نفسي من الزند إلى الأسفل بخط مُستقيم.. وبدأت الدماء فورا تسيل وتتساقط على شرشف السرير..

 

ضممت شفتاي بقوة وسمعت شهقة خائفة صدرت من فم تلك الطفلة المسكينة.. نظرت إليها ورأيت وجهها أصبح شاحبا بينما كانت تنظر إلى الدماء المتساقطة على الشرشف.. وفجأة أغمضت عينيها ورأيت جسدها يسقط على الأرض أمام السرير..

 

" تباً.. "

 

همست بصدمة إذ غابت عن الوعي تلك الفتاة فور رؤيتها للدماء.. أمسكت بمنديل وضغطت على الجرح به وركضت نحوها.. كانت فعلا غائبة عن الوعي.. حملتُها وأنا أشتم ووضعتها على الأريكة ثم دخلت إلى الحمام وبدأت بتنظيف جُرحي ثم وضعت ضمادة طبية عليه ثم أسدلت الأكمام وذهبت لأرى فيليا..

 

عندما استيقظت ابتسمت لها بحنية ولدهشتي عانقتني فور رؤيتها لوجهي وأجهشت بالبكاء.. هذه الفتاة غريبة الأطوار فعلا.. وبعد فترة توقفت عن البكاء وساد الصمت بيننا.. أبعدتُها عني قليلا وهمست قائلا لها

 

" يبدو بأنكِ تخافين من منظر الدماء.. حسنا يجب أن أتذكر ذلك دائما "

 

ابتسمت بوسع لها ثم تابعت قائلا

" يجب أن تنجح خطتي وحتى يصدقنا لوكاس أكثر الأفضل أن يكون شعركِ مُبعثر و.. و تدعي الخوف مني و البكاء.. آسف ولكن يجب أن تفعلي ذلك حتى أستطيع مساعدتكِ وحمايتكِ "

 

والغريب أنها ابتسمت لي برقة.. هي فعلا غريبة الأطوار.. ابتعدت عنها وارتديت سترتي وهكذا بعد مرور نصف ساعة دخل لوكاس إلى الغرفة ورأيت بدهشة وجهه أصبح شاحبا عندما رأى الدماء على الشرشف.. سحبه بيده وضمه بقوة إلى صدره ثم همس باسم فيليا ورأيتهُ يضمها إلى صدره بشدة بينما هي كانت تبكي.. ولكن الغريب أنها كانت تبكي فعلا..

 

في هذه الليلة الغريبة والمؤلمة ظلت فيليا برفقتي في الغرفة.. تركتها نائمة على السرير بينما أنا تسطحت على الأريكة أفكر بها وبـ شارلي..

 

أولا كنتُ ما زلتُ أشعرُ بالقلق على شارلي وخائف عليها من إيثان.. أما فيليا فقد استحوذت لغاية الصباح على تفكيري.. لم أستطع أن أصدق في البداية ما فعلهُ أخي بها..

 

كيف له أن يسجنها طيلة هذه السنوات دون أن يرق قلبهُ عليها؟!.. وكيف والجحيم ظن بأنني سأستجيب لجنونه؟!.. حتى لو كانت ابنة من دمر حياتي من المستحيل أن أنتقم منها... ثم هي طفلة بالنسبة لي.. مُجرد طفلة بريئة لا ذنب لها بما ارتكبهُ والدها من جُرم..

 

في الصباح سمح لي الملاعين من الخروج من القصر برفقة فيليا وأخذتُها إلى قصري في ضواحي دي فالكوني.. طلبت من الخادمات بالاهتمام بها ثم أمرت رئيسة خدمي حتى تذهب إلى السوق وتشتري كل شيء قد تحتاجه فيليا من ثياب وملابس داخلية و أحذية ثم عدت إلى قصر إيثان لكي أطمئن على شارلي..

 

يومين كاملين لا أثر لـ شارلي ولشقيقي إيثان.. انتابني الخوف عليها حتى أنني بدأت بالبحث عنهما لكن طبعا لا أثر لهما في أي مكان.. في اليوم التالي وفي المساء شعرت بالصدمة عندما رأيت شارلي تقف أمامي وهي تبتسم..

 

إيثان لم يؤذيها وهذا أدهشني لكنني عرفت فوراً من احمرار وجنتيها بما حصل بينهما... شارلي ببراءة سلمت نفسها لشقيقي.. ولا أعلم أحسست بالغضب لدى معرفتي بذلك.. ولكن الصدمة الأكبر كانت عندما تلقيت اتصالا من المستشفى في إنجلترا واكتشفت بأن والدتها توفيت..

 

شهر وأسبوعين لم أستطع ترك شارلي في محنتها الصعبة.. المسكينة انهارت بالكامل وخسرت الكثير من وزنها وبالكاد كانت تسمح لي بإطعامها.. بدأت أشعر بالمسؤولية نحوها.. أحسست بمشاعر الأخوة نحوها وأردت مساعدتها وحمايتها.. أما أخي اللعين لم يسأل عنها أبداً ولم يهتم لمعرفة ما أصابها..

 

أما فيليا كنتُ أذهب دائما إلى قصري وأطمئن عليها.. أخبرتُها عن شارلي وأنني أحاول هذه الفترة مساعدتها.. ولكن عندما قررت العودة إلى قصر إيثان في المساء ورؤية شارلي شعرت بالصدمة عندما رأيتُها في الطابق السفلي تبكي بجنون وترتعش.. وفجأة غابت عن الوعي بين يداي..

 

حملتُها وركضت بها خارجا من القصر وقدتُ سيارتي بسرعةٍ جنونية إلى المستشفى الخاص بي..

 

" دكتور بوربون السيدة حامل.. لا تقلق عليها لقد فحصتُها وفحص السونار أكد لي ذلك.. هي حامل في أسبوعها السادس.. هي نائمة حاليا لذلك أظن من الأفضل أن تبقى هنا للغد "

 

عندما سمعت الطبيبة تُخبرني بذلك توسعت عيناي بصدمة كبيرة بينما كنتُ أتأمل وجهها.. ودون أي تردد خرجت مُسرعا من المستشفى وتوجهت إلى قصر إيثان.. اللعين عليه أن يُصلح خطأه ويتزوج بها في أسرع وقت وإن رفض سأقتله بيدي..

 

دخلت إلى القصر وأنا أهتف بجنون

" إيثااااااااااااااان.. أين أنت أيها القذر؟ "

 

رأيت الخدم ينظرون إليّ برعب ثم شاهدت بلانكا تهرول داخلة إلى البهو وتقف أمامي وهي تنظر إليّ بصدمة قائلة

 

" سيد ماركو.. السيد إيثان في جناحه مع تلك العارضة أدريانا.. هل شارلي بخير؟ "

 

لدى سماعي لما قالته تقدمت بسرعة وصعدت إلى جناح ذلك اللعين أخي.. دخلت إلى غرفة نومه دون استئذان ورأيته يستلقي على السرير وهو يشاهد تلك العاهرة ترقص له شبه عارية.. أمسكتُها من يدها ورميتُها بعنف خارج الجناح وأغلقت الباب في وجهها ولم أهتم بأنها في ثيابها الداخلية.. ثم عُدت ودخلت إلى غرفة النوم ووقفت أمام إيثان أتنفس بقوة من هول غضبي..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 10 - لعبة بين يديه

 


تأملني بنظرات غاضبة وسألني ببرود


" ماذا تريد ماركو؟.. لقد أفسدتَ ليلتي مع تلك العاهرة.. تكلم بسرعة ثم اذهب إلى قصرك واجعل ابنة ذلك الحقير تحمل منك وفي أسرع وقت "

 

أمسكت بذراعه وجذبتهُ بعنف ليقف أمامي ونظرت إلى عينيه بغضبٍ مهول.. كنا نُحدّق بأعيُن بعضنا بغضبٍ جنوني.. لكنني طبعا لم أخف من نظرات إيثان الملتهبة والمُشتعلة..

 

" ماذا فعلت بـ شارلي أيها اللعين؟!.. كيف استطعتَ رميها بعد أن مارست الجنس معها وجعلتها حامــ.. "

 

انتفض مبتعدا عني وقال بحدة مُقاطعا حديثي

 

" ليس من شأنك.. ثم هل أنتَ غاضب لأنني كنتُ الأول؟.. سبق وأخبرتُك سوف أضاجعها أولا ثم أرميها لك وقد فعلت ذلك.. هي عاهرة رخيصة تريد كسب المال عبر الزواج من رجل غني.. لكنني أخذت ما أريدهُ منها واكتفيت.. أو لنقل مللت منها.. لا تقلق أخي فهي ألقت بشباكها عليك.. استفد منها ثم إرميها خارجاً لأنني لا أريد رؤيتها مُجدداً في قصري.. الأفضل أن لا تجعلها تعود إلى هنا وإلا رميتُها في الشارع.. وانتبه جيداً منها لأنها ليست سوى وصولية ومُحبة للمال "

 

ارتعش جسدي إذ كنتُ في قمة غضبي وهتفت بحدة بوجهه

" أيها اللعين شارلي ليست بعاهرة بل أنت هو العاهر.. عليك أن تُصلح خطأك وتتزــ... "

 

قطعني قائلا بملل وببرود أعصاب

 

" هل تمزح معي ماركو؟.. سبق وأخبرتُك لقد مللت منها.. مللت.. هل فهمت؟.. ضاجعها كما يحلو لك ثم إرميها للكلاب لن أهتم فهي مُجرد باحثة عن الذهب وعاهرة.. لا تدعها تخدعُك ببراءتها المزيفة.. والأن أخرج من هنا لأنني أريد أن أستمتع مع أدريانا "

 

ثم اقترب مني ووقف على بُعد خطوة واحدة وقرب وجهه من وجهي وقال لي من بين أسنانه بحدة

 

" وإن رأيتُها هنا أمامي أو لفظت باسمها مجددا أمامي أعدُك يا أخي العزيز بأنني سأقتلها وأرمي جسدها قطعة قطعة إلى الكلاب لكي تلتذ بنهش عظامها.. هل فهمت؟.. والآن أخرج من هنا "

 

تملكتني نوبة الغضب بالكامل وهجمت ولكمتهُ بقوة على وجهه والغريب بأنهُ ضحك بقوة وهو يمسح بإبهامه الدماء من ركن شفتيه وقال بسخرية

 

" لحُسن حظك لا رغبة لي بقتلك الآن.. اذهب ماركو قبل أن أُغير رأيي بذلك "

 

نظرت إليه بكره وقلتُ له

 

" ستندم إيثان.. ستندم أشد الندم وقريبا جداً.. أعدُك بذلك "

 

وخرجت من جناحه ومن قصره وأنا أفكر بطريقة لمساعدة شارلي... وهكذا في الصباح ذهبت إلى المستشفى وصعدت إلى غرفة شارلي.. وفور رؤيتي لدموعها اتخذت قراري.. سأتزوجها وأحميها وأحمي طفل أخي..

 

لكن بعد طلبي الزواج منها خرجت من الغرفة وتوجهت إلى مكتبي حتى أستطيع التفكير بشكلٍ أفضل.. بعد دقائق تلقيت اتصالا من عاملة الهاتف في المستشفى وقالت

 

( دكتور بوربون.. آسفة على إزعاجك لكن الأنسة شارلي اتصلت بالاستعلامات منذ دقائق وطلبت أن نتصل بقصر السيد إيثان بوربون ونحول لها المكالمة.. هل هو مسموحٌ لي سيدي؟.. أعني أنا لدي الرقم ولكنهُ للطوارق وخاص بك دكتور.. ماذا تريدني أن أفعل؟ )

 

أجبتُها بهدوء

" نعم.. أعطها الرقم "

 

شعرت بالحزن على شارلي فهي ما زال لديها أمل بأن يحن قلب إيثان... ربما إن أخبرته بنفسها بأنها حامل منه قد يأتي ويراها و... ويتزوجها.. أتمنى ذلك..

 

وبعد ساعتين دخلت إلى غرفتها وسمعت جواب شارلي النهائي و الصادم

 

" موافقة "

 

أجابتني بحزن بتلك الكلمة الوحيدة.. خرجت بهدوء من غرفتها إذ لم أرغب بسؤالها بما حصل معها عندما اتصلت بالقصر.. لكن يبدو واضحا الجواب..

 

تنهدت بحزن واتصلت بالقاضي ريكاردو فهو في النهاية صديق مُقرب لي وطلبت منه بتجهيز أوراق الزواج في أسرع وقت اليوم..

 

في الساعة السادسة دخلت إلى المحكمة في دي فالكوني برفقة شارلي وتزوجنا... شارلي ديكنز أصبحت شارلي بوربون..

 

شارلي**

 

مشاعر حزينة ملأت قلبي وجعلتني أشعر بالضّعف والألم.. فلا أحد يشعر بمقدار هذا الحزن إلّا الشّخص نفسه.. لا أحد يستطيع معرفة ما أشعر به الآن من بؤس وحزن وألم سوى أنا.. كنتُ أتألم من الدّاخل وأدمع من صميم قلبي.. ألمني الحزن كسهمٍ يقطّع أحشائي.. تعجز الكلمات عن وصف ما أشعرُ به لكن دموعي الحارقة كشفته..

 

بعد خروج ماركو من الغرفة فكرت ماليا بطلبه... هل أوافق؟!.. ولكن ماذا عن إيثان؟!.. إن أخبرته بأنني حامل منه ربما.. ربما يرق قلبه و.. لكن أنا لا أريده أن يكون معي بسبب الطفل.. أنا أريدهُ أن يُحبني لنفسي.. لكن طفلي ماذا عنه؟!.. فهو يحق له أن يعيش مع والده الحقيقي..

 

أجهشت بالبكاء بتعاسة وأنا أفكر وأفكر وأفكر.. في النهاية اتخذت القرار الصحيح والأنسب.. على إيثان أن يعلم بأنني حامل بطفله.. ومهما كان قراره سأكون قوية من أجل طفلي فقط..

 

نظرت إلى الهاتف الموضوع على المنضدة بجانب السرير ودون تردد أمسكت بالسماعة ورفعتُها إلى أذني ثم ضغط على رقم الاستعلامات المكتوب أمامي على الهاتف وعندما أجابتني الموظفة طلبت منها حتى تتصل بقصر إيثان بوربون وتحول لي المكالمة..

 

دقائق وسمعت رنين الهاتف وفورا أجبت وسمعت الموظفة تقول

 

( أنستي سيتم تحويل المكالمة لكِ الأن )

 

خفق قلبي بقوة عندما سمعت صوت بلانكا تُجيب

 

( قصر إيثان بوربون.. من المتصل؟ )

 

ابتسمت بسعادة وهمست برقة

 

" بلانكا.. "

 

وفورا سمعتُها تهتف بقلقٍ كبير قائلة

( شارلي!... هذه أنتِ طفلتي؟!.. الحمدُ والشكر اللّه.. أين أنتِ؟.. وكيف حالكِ؟.. ماذا جرى لكِ يا ابنتي؟ )

 

قاطعتُها قائلة بحنية

" أنا بخير.. لا تقلقي عليّ.. أنا برفقة ماركو وهو يهتم بي جيداً.. فقط كنتُ متعبة "

 

بدأت تسألني بلهفة أين أنا حاليا و ما حصل معي منذ ليلة أمس ولكن قاطعتُها قائلة

" أنا بخير فعلا.. لكن أريدُ منكِ خدمة صغيرة لو سمحتي.. هل يمكنكِ أن تُعطيني رقم السيد إيثان الخاص.. أنا.. هو.. أنا أرغب بالتكلم معه بأمرٍ ضروري "

 

أجابتني موافقة وفورا أعطتني رقمه الشخصي ورددتهُ خلفها وحفظته بسهولة.. شكرتُها ووعدتُها بأن أتصل بها قريبا وأنهيت المكالمة.. كانت أصابعي ترتعش بينما كنتُ أضغط على الأرقام.. نبض قلبي بجنون عندما سمعت صوته في أذني

 

" ماركو ماذا تريد الآن؟.. ولماذا تتصل بي من رقم المستشفى؟ "

 

تكلم بنفاذ صبر وبلعت ريقي بقوة وشعرت بالخوف.. لكن من أجل طفلي همست قائلة بصوتٍ مهزوز

 

" إيثان... إنها أنا شارلي "

 

ساد الصمت للحظات وسمعت صوت أنفاسهِ المتسارعة بوضوح عبر السماعة.. فجأة سمعت صوت امرأة تهتف له

 

( حبيبي.. هيا بنا لقد تأخرنا )

 

هو معها.. هو مع تلك المرأة حبيبتهُ الجميلة... فجأة سمعتهُ يقول ببرودٍ مُخيف

 

( اسمعي جيداً ما سأقولهُ لكِ.. لقد اكتفيت منكِ.. اكتفيت.. ولكن طبعا أشكركِ على تلك الليلتين لقد استمتعت بهما جداً.. منذ زمنٍ بعيد لم أعاشر فتاة عذراء.. ولكني مللت منكِ وليس لي رغبة بمضاجعتكِ من جديد.. لذلك لا تتصلي بي مجددا أيتها العاهرة.. ثم أنا لدي حبيبة.. )

 

اقشعر بدني لدى سماعي بما تفوه به وشعرت بقلبي يتحطم لأجزاء لكن من أجل طفلي قلتُ له بصوتٍ مهزوز

 

" اسمعني أرجوك.. أنا حامـ... "

 

لكنه قاطعني قائلا بغضب وبحدة

 

( ألا تفهمين؟.. لقد مللتُ منكِ أيتُها القذرة.. ثم أنتِ قبيحة ولا أحد سيرغب بمعاشرتكِ.. احمدي حظكِ بأنني فعلت.. تبا شعرت بالغثيان بسببك لا أعلم كيف ضاجعتكِ في هذين اليومين... إياكِ ثم إياكِ أن تتصلي بي مجددا وإلا جعلتكِ ترين الجحيم.. ثم إياكِ أن تفكري بالعودة إلى قصري.. وإن تفوهتِ بكلمة عما رأيتهِ في الفندق في إنجلترا.. سأقتلكِ بنفسي أيها الصبي )

 

وأغلق الخط بوجهي... كنتُ جامدة ودموعي سالت بكثرة على وجنتاي وشهقاتي ملأت الغرفة بينما كنتُ ما أزال أمسك بالسماعة على أذني.. شعرت بألمٍ حاد ورهيب في قلبي وفي أحشائي وأنين ونشيج مؤلم خرجوا من أعماق روحي.. كم كنتُ ساذجة وغبية.. كيف أحببت رجل قذر مثله؟!.. كيف أمكنني أن أثق به وأسلمهُ نفسي بغباء بعد ما فعلهُ بي في تلك الليلة؟!...

 

وضعت السماعة واحتضنت جسدي بكلتا يداي وشرعت أبكي بهستيرية... هو لا يستحق أن يكون أباً لطفلي.. هو لا يستحق أن يعلم بوجوده.. سأوافق على طلب ماركو فقط من أجل مصلحة طفلي.. لأجله فقط سوف أوافق..

 

ماريسا**

 

استفقت في الصباح وشعرت بدوارٍ رهيب ورغبة قوية بالتقيؤ.. تأوهت بقوة وأنا أجلس على الفراش ثم شهقت بخوف عندما عاد جسدي ليسقط على الفراش بسبب ذلك الدوار الرهيب والغثيان.. سالت دموعي بخوف على وجنتاي إذ شعرت بالذعر من ما أصابني.. ربما بسبب ما فعلهُ بي في الأمس ذلك الشيطان المُخيف..

 

بكيت بحزن وأنا أتذكر كل تفاصيل ليلة الأمس.. كم كرهتهُ للشيطان وكرهت نفسي.. كرهت نفسي بسببه وبسبب ما فعلهُ بي.. ذكرى لماستهِ لي أشعرتني بالقرف وذكرى قبلاتهِ لجسدي جعلتني أشعر بالغثيان أكثر..

 

رفعت يدي ومسحت بها بعنف شفتاي.. كنتُ أحاول أن أُمحي أثار ذكرى قُبلاتهِ على شفتاي.. أحسست بالقرف منه.. كرهتهُ أكثر ولحد الجنون بسبب ما فعلهُ بي في الأمس..

 

ليلة الأمس كانت أسوء ليلة قضيتُها معه.. لقد اكتمل اغتصابه لي بالحرف الواحد.. في الأمس اغتصبني بالكامل.. لم يُشفق عليّ ولم يفهم سبب خوفي الكبير وهروبي منه.. كيف للشيطان أن يفهم ويشفق؟!.. فلا قلب له..

 

أثار لمساته وقبلاتهِ لجسدي جعلتني أشعر بالقرف من نفسي.. أبعدت الغطاء عن جسدي ورأيت نفسي أرتدي قميص نوم بيضاء.. لم أهتم بمعرفة أنهُ ولأول مرة لم يتركني شبه عارية بعد اغتصابهُ لي وألبسني قميص نوم.. مشيت ببطء بسبب ذلك الدوار ودخلت إلى الحمام..

 

ساعة كاملة حاولت مسح أثار لمساتهِ وقبلاتهِ عن جسدي حتى أصبح لون جلدي أحمر كالدماء.. وعندما شعرت بالرضا توقفت عن فرك جسدي بالليفة و بللت جسمي بالمياه الساخنة وأكثر سخونة استطاعت بشرتي تحملهُا.. ثم غسلت شعري وعندما انتهيت جففت جسدي وشعري بالمنشفة وارتديت روب الحمام الزهري ثم دخلت إلى الغرفة..

 

تجمدت برعب عندما رأيت الشيطان يقف أمام النافذة وهو يضع يديه بجيب سرواله الأسود الرسمي ودون أن يلتفت نحوي سمعتهُ يقول بصوتهِ المبحوح والمخيف

 

" لقد تأخرتِ "

 

لم أفهم ما قصده.. تأخرت بالاستحمام؟!.. وما همه إن فعلت!.. لم أكترث بالرد عليه.. حسنا أنا طيلة الفترة التي كنتُ بها سجينة لديه لم أتكلم معه أبداً.. فقط كنتُ أرجوه وأتوسل إليه ليتوقف ويتركني ويرحمني..

 

استدار ببطء وانتفضت برعب بسبب حركتهِ هذه.. في الحقيقة أي حركة أو التفاتة منه تجعلني أجفل بذعر.. كان يرتدي القناع الأسود على وجهه وبدأ يتأملني بهدوء بعينيه.. والغريب أن عينيه لم تكن مُخيفة بل كانت هادئة على غير عادة..

 

شهقت برعب عندما رأيتهُ يتقدم نحوي بخطواتٍ بطيئة.. ارتعش جسدي بقوة وأغمضت عيناي بقوة خوفا من القادم.. سيأخذني بالقوة من جديد كما فعل في الأمس.. فكرت برعب وأنا أحاول جاهدة السيطرة على نبضات قلبي المُرتعبة.. لكن لا شيء.. لم أشعر بشيء.. لم يلمسني.. كيف ذلك؟!..

 

فكرت بدهشة وفتحت عيناي ببطء ورأيتهُ يقف أمامي على بُعد خطوة مني وعينيه مُستقرة على بطني.. أخفضت رأسي إلى الأسفل لأرى ما الذي جذب انتباهه.. لكن لا شيء.. لم أفهم لماذا كان جامد أمامي وهو يُحدق في بطني بشرود.. رفعت يداي وضممتُها على صدري خوفا منه..

 

يبدو أن حركتي جذبت انتباهه لذلك رفع نظراتهِ بسرعة وحدق مباشرةً في عيناي.. ثم رفع يدهُ اليسرى ووضع كفه على خدي ورفع رأسي برقة عاليا لأنظر إليه.. وفوراً ترقرقت الدموع في عيناي رُعباً منه


رواية ماركيز الشيطان - فصل 10 - لعبة بين يديه



ثم سمعتهُ يُكلمني بهدوء

 

" الفطور جاهز.. تناوليه بالكامل ثم استريحي "

 

" هااااا!!.. "

 

همست بدهشة رغما عني عندما سمعتهُ يقول استريحي.. أمسك بذراعي وأبعدها عن صدري بخفة وجذبني بهدوء وجعلني أجلس على الأريكة.. لمسة يده لمعصمي أحرقتني.. لا أريدهُ أن يلمسني أبداً..

 

شهقت بخفة عندما جلس بجانبي على الأريكة عن غير عادته.. فهو دائما ما كان يقف أمامي ويراقبني أتناول الطعام.. أمسك بطرف الطاولة الصغيرة وسحبها نحونا قليلا ثم رفع يديه وفتح غطاء العلبة ثم بصدمة رأيتهُ يمسك بالشوكة وغمسها بالطعام ثم رفعها نحو فمي..

 

توسعت عيناي بذهول وحدقت بصدمة إلى الشوكة القريبة من فمي.. هو يريد إطعامي بنفسه؟!!!!... فكرت بصدمة ولكن بسبب نظراتهِ الباردة الآن فتحت فمي بطاعة وتركتهُ يُطعمني بنفسه..

 

رائحة البيض دخلت إلى أنفي وأحسست بالغثيان عندما استطعمت بطعمهِ في فمي.. وقفت بسرعة ووضعت يدي على فمي وركضت نحو الحمام وبدأت أتقيأ.. كنتُ أبكي وأنا مُنحنية الظهر و أتقيأ.. شعرت بخوفٍ كبير لأنني أعلم بأن الشيطان لن يسكت على ما فعلتهُ للتو.. سيظن بأنني تقيأت لأنه من أطعمني بنفسه..

 

مسحت دموعي ثم غسلت فمي ووجهي واستدرت ببطء لأرى الشيطان يقف أمامي وهو يسند بكتفهِ على إطار الباب الخشبي باسترخاء وقد التمعت عينيه بنظراتٍ قلقة.. قلقة؟!!!... لا بُد أنني أتخيل ذلك.. تساقطت دموعي خوفا منه عندما بدأ يقترب نحوي..

 

شهقت بقوة عندما أمسك بمعصمي وجذبني برقة نحوه و.. يا إلهي هل عانقني للتو برقة؟!..

 

" يبدو أن البيض لا يلائمكِ وطفلي.. سأطلب فوراً وجبة جديدة وفي أسرع وقت من أجلكما "

 

لم أفهم ما تكلم به بالإيطالية لكنني كنتُ أرتعش في أحضانه إذ ظننتهُ يريد مُعاقبتي

 

" أرجوك.. لا تفعل.. لم أقصد أن أتقيأ.. هو.. أنا.. آسفة أرجوك... "

 

همست له برعب عندما ابتعد عني وجذبني مُجددا لداخل الغرفة.. لكن لدهشتي أوقفني أمام السرير ومسح دموعي بأصابعه بخفة ثم قال بأمر

 

" استريحي سأجلب لكِ فطوراً آخر "

 

وهكذا ببساطة خرج الشيطان من الغرفة بعد أن حمل علبة الطعام معه.. كنتُ أفتح فمي على وسعه بسبب تصرفاتهِ الغريبة في هذا الصباح.. لكنني شكرت اللّه لأنه لم يُعاقبني و.. ويُعيد ما فعلهُ بي في الأمس..

 

ارتديت ثيابا داخلية وقميص نوم بسرعةٍ قسوة قبل عودته.. وبعد ربع ساعة دخل مجددا إلى غرفتي ولكن كان يحمل بين يديه علبة كبيرة.. وقف بجانب الباب وكبس على زر الإضاءة وأنارت الغرفة بالكامل.. يوجد كهرباء هنا؟!!.. فكرت بصدمة بينما تقدم الشيطان ووضع العلبة على الطاولة وسحب الغطاء وبدأ يضع ما بداخلها على الطاولة أمامي..

 

رأيت بدهشة كوب من الحليب وكوب من البرتقال وأنواع عديدة ومتنوعة من الأجبان وأصناف عديدة من الفاكهة و... توقفت عن النظر بدهشة إلى الفطور ورفعت نظراتي وحدقت بوجه بالشيطان..

 

اقترب وعاد ليجلس بجانبي ومثلما فعل سابقا بدأ يُطعمني بنفسه.. كنتُ خائفة منه لذلك أطعته وتناولت كل ما أطعمني إياه.. ماذا يخطط ليفعلهُ بي يا ترى؟!!.. تساءلت بخوف بداخلي وعندما انتهيت من تناول الطعام رأيتهُ يسحب منديلا من جيب سترته ومسح برقة فمي به..

 

كنتُ أنظر إلى عينه من خلف القناع كطفلة ضائعة لا تفهم شيئاً.. أفكاري تشوشت بالكامل بسبب مُعاملته الغريبة... وضب الصحون وحمل العلبة وخرج بهدوء دون أن يتفوه بكلمة..

 

لا يهمني بتاتا أن أعلم ما يخطط لفعله.. وطيلة اليوم فاجآني بسبب أفعاله.. في الظهيرة جلب لي وجبة الغذاء وأطعمني مجددا بنفسه وكذلك في المساء فعل ذات الشيء أطعمني العشاء بنفسه.. بعد ساعة دخل إلى الغرفة وهنا غرقت روحي بالخوف..

 

كنتُ متسطحة على السرير وفور رؤيتي له يدخل إلى الغرفة سالت دموعي على وجنتاي.. تكورت على نفسي عندما رأيتهُ يخلع سترته ثم قميصه ويضعهم على الأريكة وتقدم وجلس ناحية اليمن على طرف السرير..

 

" لا... لا.. لا أرجوك.. "

 

هتفت برعب عندما سحب الغطاء وجذبني نحوه بمعصمي.. كنتُ أنظر إليه من خلال دموعي بفزعٍ كبير.. لكنه ببساطة عانقني إلى صدره بشدة.. تجمدت بصدمة بين يديه..

 

لم أفهم ما يحدث له.. حاولت الابتعاد عنه لكنه أحكم ضم جسدي أكثر بكلتا يديه ودفن رأسي بصدرهِ العاري..

 

أغمضت عيناي واستنشقت عبير عطره.. شعرت برأسي يدور من جمال هذه الرائحة.. هذا العطر أنا أعرفه.. بالطبع أعرفه.. إنه نفسه.. نفس عطر ذلك الرجل الذي أنقذني من أدم في تلك الليلة..

 

إنه هو!.. هو من أنقذني من أدم.. الآن فهمت كيف عرف الشيطان بذلك وأخبر شقيقي الراحل بأن أدم حاول اغتصابي أيضا.. كم كنتُ غبية ولم أنتبه لرائحة عطره كل هذه الفترة.. لقد كان يراقبني إذاً!!... بكيت بصمت على صدر الشيطان بينما هو كان صامت ويداعب شعري بأصابعه..

 

كم رغبت بالابتعاد عنه والهروب من جحيمه.. لكن لا أمل لي بذلك.. فجأة أبعدني برقة عنه وجعلني أتسطح على ظهري ثم برعب رأيتهُ يخلع حذائه ثم سرواله وظل بلباسه الداخلي.. ارتعش جسدي بقوة وأنا أراه يتسطح بجانبي.. خرج أنين من فمي مُرتعب عندما أمسكني من خصري وجذبني نحوه..

 

أغمضت عيناي بشدة وأنا أنتظر بفزع أن يمزق لي قميصي ويُخضعني له ويأخذني بالقوة.. لكن لصدمتي كل ما فعلهُ أنه ألصق جسدي به واحتضنني بيده اليسرى ثم رفع الغطاء على جسدينا... كنتُ جامدة بلا حركة بين يديه حتى أنني لم أستطع التنفس من خوفي الشديد منه.. سحبت نفسا عميقا وزفرتهُ بهدوء وفتحت عيناي.. نظرت إلى الأعلى ورأيتهُ مغمض العينين وهو يتنفس بهدوء..

 

هل يريد النوم بجانبي فقط؟!!.. تساءلت بدهشة كبيرة بينما كنتُ أحاول الابتعاد عنه لكنه أحكم لف يده على خصري وسحبني أكثر نحوه.. كان رأسي على صدره وكنتُ أستطيع بوضوح سماع صوت دقات قلبه المتسارعة.. النوم في حضن الشيطان هو آخر ما أرغب به حاليا..

 

ظللت مستيقظة لساعات أحاول الابتعاد عنه لكن كلما تحركت كان يسحبني أكثر إليه.. في النهاية استسلمت وانتظرت أن ينام.. بعد مرور وقتٍ طويل رفعت رأسي ببطء ورأيتهُ نائم بعمق.. انسحبت بهدوء مُبتعدة عنه ثم وقفت ونظرت إلى ملابسه..


اقتربت ببطء وأمسكت سترته وبحثت عن مفتاح الغرفة لكن لم أجده.. رميت السترة ثم أمسكت بسرواله وبحثت داخل جيوبه ووجدت بسعادة المفتاح..


مشيت على رؤوس أصابعي وبيد مُرتعشة وضعت المفتاح في القفل وعندما سمعت صوته يفتح ابتسمت بسعادة وامسكت بالمقبض ولكن قبل أن أفتح الباب شهقت برعب عندما شعرت بيد توضع على كتفي وجسدي يستدير بعنف ورأيت بفزعٍ كبير الشيطان يتأملني بنظرات غاضبة قاتلة..


" لاااااااااااااا... دعني أرجوك "


هتفت بذعرٍ كبير عندما جذبني بعنف ليلتصق جسدي به وضمني بقوة إلى صدره وهمس بأذني بفحيحٍ مُخيف


" أنتِ لي.. متى ستفهمين ذلك؟.. لن تهربي مني أبداً ومهما حاولتِ لن تنجحي "


صرخت بألمٍ كبير عندما أمسك خصلات شعري ورفع رأسي عالياً ونظر بغضب إلى عيناي وهمس بفحيح بلغته الإيطالية


" أنتِ لي وإلى الأبد.. لن أسمح لكِ بالهروب مني أبداً خاصةً وأنتِ حامل بابني "


لم أفهم ما قاله لكن فجأة حملني بذراعيه ومشى نحو السرير ووضعني عليه برقة ثم حاصرني بجسدهِ الضخم..


انتباه مشهد حميم*


نظرت إليه برعب عندما رأيت نظراتهِ تستقر على صدري.. صرخة مُرتعبة مجنونة خرجت من حُنجرتي عندما مزق قميص نومي بعنف عن صدري.. ضربت صدره بكلتا يداي وقاومته بينما كان يمتص عنقي ويلعقهُ بطريقة مُقرفة..


أمسك بكلتا معصماي ورفعهما خلف رأسي وثبتهما بقبضة يدهِ اليسرى.. صرخت بجنون عندما شعرت بشفتيه تُقبل وتمتص حلماتي والتي كانت تؤلمني أصلا..


ركلته وحاولت أن أتوسل منه الرحمة لكن صوت تأوهاتهِ المستمتعة هي كل ما سمعتُها منه.. شعرت بيدهِ اليمنى ترفع قميص نومي من الأسفل نحو خصري ثم مزق سروالي الداخلي..


بكيت وانتحب بهستيرية عندما بدأ يُداعب منطقتي الحميمة بأصابعه.. ثم خرجت شهقة متألمة من فمي عندما شعرت برأس عضوه الذكري يقتحمني بهدوء..


شعرت بدوارٍ رهيب فأغمضت عيناي واستكنت أسفلهُ وتركتهُ يغتصبني للمرة المليون.. لكن هذه المرة وللعجب لم يكن قاسياً معي بل كان يدفع برقة وكأنه خائف من أن أتألم.. 


انتحبت بألم وبكيت بينما كان يستمتع بجسدي.. شعرت بالقرف من نفسي.. أردت الموت حتى أستريح من عذابي.. وعندما أحسست بشفتيه تُقبل شفتاي تمنيت لو كانت تلك الرصاصة التي دخلت في صدر شقيقي ماثيو دخلت في صدري بدلا عنه وأراحتني من عذابي..


انتهى المشهد الحميم*


عندما انتهى رفع رأسه ومسح دموعي عن وجنتاي وكلمني بصوتهِ المبحوح قائلا

" عليكِ أن تعلمي بأنكِ أصبحتِ مُلكاً لي.. جسداً و روحاً.. "


بكيت بتعاسة وبانهيار عندما سمعتهُ يتفوه بتلك الكلمات.. وتركتهُ يُنظف منطقتي الحميمة ثم جعلني أرتدي قميص نوم أخرى وبعدها تسطح بجانبي وضمني إلى صدره بقوة وهمس بأذني قائلا بالإيطالية


" نامي الآن.. فطفلي يجب أن ينمو بشكلٍ جيد في رحمكِ "


لم أفهم كعادتي ما تفوه به لكنني بكيت بصمت بينما جسدي كان يرتعش بين يديه.. تمنيت لو باستطاعتي قتله الآن.. لأول مرة في حياتي أتمنى الشر لأحد.. ولكنه ليس بأي أحد فهو الشيطان بنفسه..


وبعد وقتٍ طويل غرقت بالنوم بسبب إجهادي وتعبي النفسي والجسدي..

 

أسبوع كامل مضى بشكلٍ غريب بهدوءٍ كامل.. أسبوع كامل لم يلمسني به الشيطان ويُخضعني بالقوة لرغباته.. أصبحت تصرفات الشيطان غريبة جداً.. إذ كان يهتم جداً بغذائي ويُطعمني بنفسه طيلة الوقت.. وعندما كنتُ أتقيأ كان يحتضنني ويُكلمني باللغة الإيطالية والتي لا أفهم منها كلمة... وفي كل ليلة كان يأتي وينام بجانبي ويحتضنني إليه رغم مقاومتي له لكنه لم يسمح لي بالابتعاد عنه أبداً..

 

تنهدت بقوة وأنا أفرك عيناي الناعستين.. استيقظت منذ دقائق وكالعادة لم أرى الشيطان بجانبي.. كان دائما في الأسبوع المنصرم يستيقظ قبلي ويخرج بهدوء من الغرفة ويتركني نائمة بسلام لحين وقت وجبة الفطور..

 

جلست على السرير ثم فجأة أحسست بألم في معدتي.. ألم شديد لا يُحتمل.. تأوهت بقوة وأنا أُمسد على بطني.. يبدو أن دورتي الشهرية ستأتي قريباً.. فكرت بذلك وأنا أقف وقررت أن أبحث عن فوط صحية في الحمام.. سأشعر بخجلٍ رهيب إن لم أجدها..

 

كيف لي أن أطلب من الشيطان بجلب فوط صحية لي؟!!.. أتمنى أن أجدها في الحمام.. وقفت بسرعة وما أن حاولت السير سقط جسدي على السرير إذ شعرت بدوارٍ رهيب..

 

أغمضت عيناي وتنفست بسرعة وأنا أفكر.. دوار ثم غثيان الصباح ثم ألام البطن!!.. هذه ليست أعراض دورتي الشهرية أبداً!!!... فتحت عيناي بسرعة ونظرت إلى السقف بصدمة وهمست برعب

 

" مهلا لحظة.. متى آخر مرة أتت دورتي الشهرية؟!! "

 

بدأت أفكر برعب وأفكر وتذكرت بأن المرة الأخيرة كانت قبل أسبوعين من زفافي على أدم... انتفضت وجلست وهتفت بملء صوتي وبشكلٍ هستيري وأنا أضع كلتا يداي على وجنتاي

 

" لاااااااااااااااااااااااا... لااااااااااااااااااااا... لا لا لا لا لا.. لااااااااااااااااااااااااااااا.. لا مستحيل لااااااااااااااا.. "

 

رأيت باب الغرفة ينفتح ودخل الشيطان بسرعة إلى الغرفة ووقف أمامي وهو يُحدق بقلقٍ واضح إليّ وبدأ يتأملني بدهشة.. سالت دموعي بكثرة وبللت وجهي وبدأت أهز رأسي رفضاً بقوة وأنا أهتف بجنون

 

" لااااااااااا.. لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا!!!.. لا.. لا.. لا... لاااااااااااااا.. إلهي لا أرجوك.. لا تفعل بي ذلك "

 

حاول الشيطان إمساك يدي لكنني ابتعدت عنه ووقفت وهتفت بوجهه بهستيرية

 

" لا تلمسني أبدااااااااااااا.. أيها الشيطان اللعين... أنا أكرهُك.. أكرهُك من أعماق قلبي.. لقد زرعت بذرة الشيطان بداخلي.. لماذاااااااااا؟... لماذا أنا؟!.. ماذا فعلت لك لتفعل بي ذلك!!.. أنا لم أفعل لك شيئا.. لم أفعل لك شيئا "

 

كان يقف جامدا أمامي وهو يتأملني بعينيه ببرود.. جُن جنوني وهجمت عليه وبدأت أضرب صدره بكلتا يداي بكامل ما أمتلك من قوة وأنا أهتف بهستيرية

 

" لا أريده.. لا أريد ابن الشيطان بداخلي.. لا أريدهُ أبداً.. أنا أكره هذا الطفل بقدر ما أكرهُك.. لا أريدُه.. سأجهضه.. سأجهضه.. أنا لا أرغبُ به.. لا أريده.. لا أريــ.. آااااااااااااععععععععهه... "

 

خرجت صرخة قوية من فمي عندما التف رأسي ناحية اليمين بقوة بسبب صفعة الشيطان.. أمسكني بكتفي وهزني بقوة ثم هتف بصوتهِ المبحوح بغضبٍ كبير وبحدة

 

" إن أصاب طفلي أي مكروه سأُشعل الأرض بكِ وأجعلكِ تدفعين الثمن أضعافا.. ستهتمين بطفلي وتحرسين على إبقائه في أحشائكِ لحين ولادته.. وإن حاولتِ إيذاء نفسك أو طفلي سأغتصبكِ ليلا نهاراً وأجعلكِ حاملا من جديد وسأجعلكِ ترين لهيب جحيمي في كل ثانية وفي كل نفس تتنفسين.. ولن تعيشي بعدها لتري النور.. هل كلامي واضح؟.. تكلمي اللعنة عليكِ "

 

نظرت برعب إلى وجهه.. صحيح القناع كان يُخفي وجهه المحترق لكنه لا يُخفي نظرة عينيه القاسية والشرسة والمرعبة.. لا يُخفي نظرة الشيطان المُخيف والمجنون

 

" لاااااااااااااااااااااااا.. "

 

صرخت بهستيرية رفضا قاطعاً.. هذا كابوس مرعب وسأستفيق منه بكل تأكيد.. فكرت برعب ورفعت يداي ودفعتهُ بعيدا عني واستدرت وركضت بسرعة نحو الباب وخرجت.. ركضت وركضت بأقصى ما تستطيع قدماي الركض.. حاولت الفرار من الشيطان.. حاوت الفرار من كابوسي المقرف والمخيف.. لكن يدين قاسيتين أمسكتا بخصري وتم رفع جسدي عاليا.. وسمعتهُ يهمس بأذني بقسوة

 

" إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟ "

 

أغمضت عيناي بذعر و تدفقت دمائي بسرعةٍ مُخيفة في شراييني وبدأت أقاومه وأرفس بقدمي عاليا أحاول تحرير نفسي من قبضته

 

" لااااااااااااااااااااا.. دعني.. دعني.. لااااااااااااااااااا... "

 

فتحت عيناي وحدقت برعب أمامي عندما بدأ يمشي باتجاه الغرفة.. صرخت وهتفت بجنون ليتركني وقاومته بكامل قوتي لكنه لم يتركني.. دخل إلى الغرفة ورفس الباب بقدمه بعنف ليصدر صوتا مُخيفا وهو ينغلق.. وتقدم نحو السرير ورماني عليه بعنف..

 

انتفضت جالسة ونظرت إليه برعبٍ كبير.. كان يتنفس بسرعةٍ جنونية وصدره يعلو ويهبط بعنف.. حاولت الوقوف والفرار منه لكنه انحنى بسرعة والتقط خصلات شعري بيده وجمدني بقوة.. خرجت صرخة متألمة من فمي عندما رفع رأسي من شعري عاليا وصفعني بقوة على وجنتي..

 

أغمضت عيناي وانسابت دموعي وأحرقت بشرتي الملتهبة من صفعته..

 

أنيت بشدة وبألم عندما اشتدت قبضتهِ أكثر على شعري.. صرخة متألمة صرخت بها بقوة عندما جذبني من شعري لأقف على قدماي أمامه... فتحت عيناي ونظرت إليه برعبٍ مميت.. كنتُ بالكاد أصل إلى مستوى كتفيه وهذا أرعبني أكثر لأنني تذكرت بأنني لا أستطيع مقاومته والفرار منه..

 

أحنى رأسه نحو وجهي ولفحت أنفاسه وجنتاي.. حدق بشكلٍ مُرعب إلى عيناي وهمس بصوتهِ المُخيف

 

" ستدفعين الثمن غاليا.. فإغضاب الشيطان ليس بهذه السهولة "

 

حرر شعري من قبضته وحملني كالذبيحة بين يديه ورماني على الفراش وحاصرني بجسده وبدأ بتمزيق قميص نومي ثم ثيابي الداخلية حتى أصبحت أسفله عارية بالكامل..

 

" لاااااااااااااااااااا.... مممممممممممم..... "

 

كتم صرختي بقبلة متوحشة قاسية سحبت الروح من جسمي.. ثم توقف عن تقبيلي وبدأ يمتص عنقي.. حاولت الصراخ والاعتراض ومنعه.. لكن ماتت صراختي وكتمها عندما اقتحمني بعضوه الذكري.. نحيب وأنين خرجوا من فمي عندما بدأ يدفع بداخلي بينما كان يمتص ويُقبل صدري ويديه تلمس بجرأة مُنحنيات جسدي..

 

لكن الغريب لم يضاجعني بعنف.. لكنني لم أهتم لمعرفة سبب ذلك وتركته يعبث بجسدي كما يحلو له وسط دموعي وشهقاتي ونشيجي.. وعندما انتهى نظر بغضب إلى عيناي الباكية وهمس بفحيح


" ستلدين ابني وسيكون بصحة جيدة جداً.. وإن أصابه أي مكروه وأجهضته سأغتصبكِ ليلا نهارا وأجعلكِ ترين وجه الشيطان الحقيقي حينها "

 

ثم أمسك فكي بعنف بأصابعه ورفع رأسي عاليا وقبلني بوحشية لدرجة شعرت بأنه سحب روحي بقبلتهِ المتوحشة.. وعندما توقف لهث بقوة وهمس بالإيطالية


" أنتِ لي.. من أملاكي "


وتلك الكلمات والتي لم أفهمها كانت آخر شيء سمعتهُ قبل أن يلفني الظلام من جميع الجهات..


والشيطان جعلني دمية له.. نجح في تحطيم روحي نهائياً.. شهرين كاملين على تلك الليلة مضوا وأصبحت دمية بين يديه.. دمية خاصة به صنعها بيديه.. 


أصبحت مُجرد دمية يُطعمها ويساعدها بالاستحمام ويجعلها ترتدي ما يحلو له.. دمية يمارس معها الجنس في كل ليلة.. دمية استطاع إخضاعها بسهولة.. دمية جعلها حامل منه رغما عن إرادتها.. دمية مُحطمة الروح ولا حياة في قلبها...


انتهى الفصل



انتقل إلى الفصل 11 ᐸ








فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©