أنا أكرهُك
كاريتا**
استيقظت من النوم وأنا أشعر بالكسل والخمول.. الفراش كان
مُريحاً جداً مثل الريش.. وبسبب كسلي لم أفتح عيناي بل تنهدت بعمق وتململت بسعادة
على الفراش المُريح..
تنهدت بعمق وبسعادة ثم تجمدت حواسي عندما سمعت حركة في
غرفتي.. فتحت عيناي ورأيت الغرفة مُظلمة.. حسناً ليست مُظلمة تماماً إذ كان يوجد
ضوء خفيف بها.. نظرت بتعجُب إلى السقف الغريب فوق رأسي..
أدرت رأسي بسرعة وتوسعت عيناي بذهول عندما رأيت فتاة
غريبة في غرفتي..
من هذه الفتاة الغريبة؟!!.. ولماذا هي في غرفتي في
الفندق؟!!.. والأهم ما هذه الملابس الغريبة التي ترتديها؟!!..
أسئلة كثيرة دارت في خلدي دون أن أستطيع معرفة الإجابة
عنها.. كانت تلك الفتاة تنظر حولها بنظرات قلقة وهي تفرك يديها ببعضها بتوتر..
رفعت جسدي وجلست وتأملتُها بذهول ثم هتفت بتعجُب
" من أنتِ؟.. وماذا تفعلين في غرفتي في الفندق؟!
"
انتفضت تلك الفتاة برعب ثم نظرت باتجاهي وعندما تلاقت
نظراتنا أخفضت رأسها بسرعة إلى الأسفل وقالت باحترام
" سمو الملكة.. آسفة أزعجتكِ.. لكنني هنا في جناحكِ
الخاص بطلب من الملك الفرعون بنفسه.. أدعى نختار.. وسمو الملك العظيم اختارني
بنفسه لأكون خادمتكِ المُخلصة وكاتمة أسراركِ "
وهنا بعد أن سمعت ما تفوهت بهِ تلك المدعوة نختار انتفضت
بفزع ونظرت في الأرجاء.. شحب وجهي بشدة بينما كنتُ أرى برعبٍ كبير الغرفة
العجيبة.. لا!!.. لا!!.. أنا ما زلتُ بهذه الغرفة؟!.. ما الذي يحدث؟!!.. الحلم
اللعين لم ينتهي!!!!!...
فكرت بفزع وأبعدت الغطاء عن جسدي وقفزت واقفة على الأرض
وبدأت أنظر برعبٍ مُميت إلى الغرفة.. ارتعش جسدي بجنون وهمست بعدم التصديق
" لا لا لا لا لا لا!!!!... مستحيل!!!!!!... "
ركضت بسرعة باتجاه الباب الضخم وحاولت فتحه لكنه لم يفتح
بسهولة فاستخدمت كامل قوتي لأفتحه وعندما نجحت تجمد جسدي برعب عندما رأيت أمامي
حُراس يشبهون المُصارعين وتبدو عليهم القوة البدنية والشراسة والأهم كانوا يرتدون
فقط تنورة في الأسفل ويحملون أدوات حربية ورماح مُخيفة بأيديهم..
لم ينظروا إليّ بل فوراً حركوا أيديهم ورفعوا الرماح
وجعلوها على شكل حرف اكس لمنعي من الخروج.. بينما رؤوسهم ظلت جامدة إلى الأمام..
تأملتهم برعب وهتفت بجنون
" ابتعدوا.. أبعدوا هذا الشيء من أمامي.. أريد
العودة إلى الفندق وفي الحاااااااااااااال.... "
توسعت عيناي برعب عندما انتبهت بأنني أتكلم بتلك اللغة
الغريبة.. كيف ما زلتُ أتكلم بها بعد أن استيقظت من النوم؟!.. ولماذا ما زلتُ في
هذا المكان الغريب والمُخيف؟!!!...
فكرت بذعر شل روحي بالكامل ثم شهقت بفزع عندما سمعت تلك
الفتاة نختار تُكلمني بخوف قائلة
" أرجوكِ سمو الملكة أدخلي إلى غرفتكِ.. سوف يُعاقبني
الملك بسبب ما تفعلينه سموك.. أرجوكِ أدخلي.. لن يسمحوا لكِ من الخروج من هنا
أبداً.. فهذه أوامر الملك الفرعون "
انتفضت واستدرت ورأيتُها تقف أمامي وهي تبكي بذعر
وتتأملني بنظرات مُتوسلة.. تأملتُها بفزع وهتفت بشكلٍ هستيري بوجهها
" من أنتم؟.. وماذا تريدون مني؟!.. هل تريدون فدية
من والدي؟!.. لذلك قمتم باختطافي!!.. أعيدوني وفي الحال إلى والدي.. أعيدوني إليه
بسرعة "
تأملتني بصدمة ولكنني لم أهتم لها.. استدرت وأمسكت
بالرماح وحاولت ابعادها من أمامي لكن فجأة وبذعر رأيت ثلاثة حُراس يقفون أمام الرماح
وفعلوا حاجز أمامي لمنعي من الهروب.. تأملت ظهورهم الضخمة بذعر وهتفت ببكاء
" إبتعدوااااااااااااا.. أريدُ دادي.. أريدُ أبي..
أخرجوني من هنا أيها الخاطفون الملاعين.. أريدُ دادي.. ماذا فعلتم بي؟!.. ما هذه
اللغة التي أتكلمها؟!!!.. أين أنا؟!!.. أريدُ العودة إلى قصر والدي.. أريدُ الخروج
من هنااااااااااا.. ابتعدوا من أمامي أيها الملاعين والخاطفون.. ابتعدوااااا...
"
انهارت أعصابي بالكامل عندما رأيتهم مثل التماثيل لم
يُحركوا ساكنا.. حتى أن وجوههم ظلت جامدة إلى الأمام ونظراتهم كذلك..
انتحبت وبكيت بهستيرية ورفعت يداي وغطت بهما عيناي وبكيت
بجنون.. وما أن كان جسدي على وشك السقوط على الأرض بفعل انهياري التام شعرت
بذراعين تحاوطني بشدة وسمعت تلك الفتاة تقول ببكاء
" أرجوكِ سمو الملكة دعيني أساعدكِ.. لا تخافي مني
سموك.. "
تركتُها تساعدني بالمشي وعُدت إلى تلك الغرفة.. ساعدتني
بالجلوس ثم سمعتُها تقول ببكاء
" لا تبكي سمو الملكة.. لن يؤذيكِ أحد هنا.. فأنتِ سوف
تكونين زوجة الملك الرئيسية.. أي ملكة كمت العظيمة "
لم أعر أهمية لما قالته لكن استغربت من استمرارها
بمناداتي بالملكة.. مسحت دموعي ورفعت رأسي ونظرت إليها بخوف.. كانت جاثية أمامي
على ركبتيها ورأسها مُنحني إلى الأسفل ودموعها تتساقط على الأرض..
شهقت بقوة وقلتُ لها ببكاء
" لماذا خطفتموني؟!.. من أنتم؟!.. وأين أنا؟!.. وأين
هي صديقتي؟!.. ماذا فعلتم بي وبها؟!.. ولماذا تستمرين في مُناداتي بالملكة؟.. وكيف
أتكلم بهذه اللغة؟ "
شهقت نختار بقوة ودون أن ترفع رأسها أجابتني باحترام
قائلة
" سمو الملكة لم أفهم ما تقصدينه بأسئلتكِ.. لكن
أنا أنقذتــ.... "
فجأة توقفت عن التكلم عندما انفتح الباب على مصراعيه وسمعت
حارس يُنادي بملء صوته هاتفاً
" سمو الملك المُعظم.. "
توسعت عيناي برعب عندما رأيت ذلك المُنحرف الوسيم يدخل
إلى الغرفة.. تلاقت نظراتي المُرتعبة بنظراتهِ الغاضبة وسمعتهُ يأمر نختار قائلا
بأمر وبنبرة جامدة مُخيفة وهو يقترب بخطوات سريعة باتجاهي
" انصرفي "
وفورا وقفت نختار وهي منحنية الرأس وخرجت مُسرعة من
الغرفة.. مسحت دموعي ونظرت إليه بخوف.. تسارعت أنفاسي بينما كنتُ أنظر إليه
كالضائعة..
وقف أمامي ولم يُبعد نظراتهِ الحادة عن وجهي.. بلعت ريقي
بقوة وهمست بصدمة
" أنت؟... "
رفع رأسه بشموخ وكلمني بنبرة هادئة قائلا
" أخبرني رئيس خدمي بأنكِ تريدين الخروج من جناحكِ
الخاص.. وأخبرني بأنكِ تشاجرتِ مع حُراسي "
نظرت إليه بنظرات ضائعة مشوشة.. ما اللعنة التي تحدث
هنا؟!.. فكرت بخوف ورفعت رأسي عالياً ونظرت إليه بضياع كُلي..
أخافني.. هذه الكلمة الصحيحة التي يمكنني أن أصف بها
مشاعري الآن.. لقد أخافني بهيبته وتلك الهالة العظيمة التي تحاوطه.. هذا الموظف
يبدو فعلا مثل الفرعون.. ربما هو ليس بموظف ومدير الأهرامات!.. أظن بأنه رئيس
عصابة وهو خطفني ليطلب فدية من والدي.. لكن لماذا يرتدي مثل الفراعنة هو
وعصابته؟!..
فكرت بخوف وسمعتهُ بصدمة يُتابع قائلا بنبرة جادة وحازمة
" غير مسموح لكِ من الخروج من هذا الجناح.. وهذا
يعني بأنكِ لن تخرجي من هنا سوى بأمرٍ مني شخصياً.. كما لقد عينت الفاضلة نختار
لتكون وصيفتك الأولى وكاتمة أسراركِ.. لن يدخل هذا الجناح سواها.. حالياً..
ويمكنكِ أن تطلبي منها كل ما تريدينه فهي سوف تنفذ رغباتك وأوامركِ بسرعة "
سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة.. الحقير لقد خطفني
بالفعل...
انتفضت ووقفت أمامه وسالت دموعي على وجنتاي رغماً عني..
تأملتهُ بنظرات كارهة ومشمئزة وهتفت بوجهه بحدة
" أيها الخاطف وعديم الضمير.. أعدني إلى أبي في
الحال.. سأجعله يرميك في السجن لمدى الحياة أنتَ وكل أفراد عصابتك "
توسعت عينيهِ بذهول ولكن بسبب برود أعصابه فقدت عقلي
وهجمت عليه وبدأت أضرب صدره بكلتا يداي وأنا أبكي بهستيرية وأهتف بجنون
" أعدني إلى والدي أيها الخاطف.. أريدُ أبي داس..
أيها الخاطف اللعين سأمزق وجهك بأظافري... "
رفعت كلتا يداي نحو وجهه وأردت خدشه بأظافري لكنه بسرعة
أمسك بمعصمي وجذبني بعنف إليه.. بكيت بجنون وقاومتهُ برعب وأنا أهتف بوجهه بملء
صوتي
" لا تلمسني أيها الخاطف اللعين.. دعني.. أريدُ
أبي.. أريدُ أن أعود إليه.. لن أسمح له بأن يدفع لك فلساً واحداً.. أنتَ تستحق
السجن أيها الخاطف.. دعني في الحال "
شهقت بألم عندما ثبتَ يداي خلف ظهري بقبضة يدهِ اليسرى
ثم أمسك فكي بأصابعهُ الطويلة ورفع رأسي عاليا وجمده.. نظرت بخوف إلى عينيه
الزرقاء ورأيت من بين دموعي نظراتهِ الحزينة.. لماذا يتأملني بنظرات حزينة هذا
الخاطف الحقير؟!.. فكرت بذهول وسمعتهُ بصدمة يقول بنبرة حادة
" لم يتجرأ أحدا مُسبقا على شتمي.. لو فعلها أحد
غيركِ كنتُ قطعت له رأسهُ بنفسي.. عليكِ أن تحترميني من الآن وصاعدا.. فأنا
الفرعون الملك.. حتى لو كنتِ الملكة التي كنتُ أنتظرها بشوق إلا أنني لن أسمح لكِ
بإهانتي مرة أخرى.. فهمتِ؟ "
توسعت عيناي بذهول وتوقفت عن البكاء وتأملتهُ بصدمة
كبيرة.. هل هو مريض نفسي ويظن نفسهُ فرعون هذا المُغفل؟!!...
كان صدري يعلو ويهبط بجنون من جراء انفعالي.. فجأة ارتعش
جسدي بعنف عندما سمعتهُ يقول بحدة
" عليكِ أن تُجيبي بسرعة.. لن أهتم إن كنتِ انتقلتِ
عبر الزمن.. لن أهتم إن كنتِ من المستقبل.. لكنكِ الآن هنا.. أنتِ لي.. ملكتي..
وسوف تطيعيني وتحترمينني كما يفعل الجميع.. سامحتكِ على صفعي ولكن إن تكرر ذلك
سأعاقبكِ بنفسي ملكتي كاريتا "
كانت كل خلية في جسدي ترتعش بعنف بسبب تصريحهُ المجنون..
انتقلت عبر الزمن؟!!!!...
شحب وجهي بشدة.. وغرقت في بحر من الخوف.. هززت رأسي
رفضاً وهمست بصدمة
" لا.. لا!!.. أنتَ تكذب.. أنا.. أنا.. زمن..
لا!!.. لااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... "
هتفت بهستيرية في النهاية وانتفضت بقوة وابتعدت عنه..
نظرت في أرجاء الغرفة ورأيت أمامي شرفة كبيرة.. ركضت بسرعة ووقفت في وسط الشرفة
ونظرت برعب فاق تحمُلي إلى المدينة..
بدأ جسدي يهتز ويرتعش بقوة.. كنتُ أنظر برعبٍ شديد إلى
القرية أمامي.. فأمام باحة وبوابة القصر العملاقة رأيت منازل صغيرة من الطين وأرض
شاسعة مزروعة و.. نهر النيل..
سمعت خطوات خلفي وفوراً سألتهُ برعبٍ كبير
" ما هذا المكان؟.. أين أنا؟! "
توسعت عيناي بفزعٍ شديد عندما سمعتهُ يُجيبني بنبرة
هادئة
" كمت.. أرضي الحبيبة.. "
ارتعش جسدي بقوة وهمست بذعر وبعدم التصديق
" كمت؟!!!!... "
سمعتهُ بتعاسة يُجيبني بسعادة قائلا
" نعم.. كمت.. أي الأرض السوداء أو الأرض الخصبة..
تم تسميتها بذلك من آبائي الفراعنة.. البعض من أفراد شعبي يطلقون عليها اسم دشرت..
أي الأرض الحمراء "
بكيت بتعاسة عندما سمعت ما تفوه به.. لقد درست في أول
سنة لي في الجامعة عن أسماء مصر وعواصمها عبر العصور وخاصةً في زمن الفراعنة..
مستحيل أن يكون ما يحدث لي حقيقياً.. مستحيل!!...
كمت.. أطلق المصريون القدماء على مصر هذه التسمية..
وعندما سمعت هذا المُنحرف يُطلق هذا الاسم عليها احترق قلبي من الخوف..
وما أن أحسست
بيد تمسك بمرفقي انتفضت بقوة واستدرت ونظرت بكرهٍ كبير وبغضب أعمى وعاصف إلى ذلك
الحقير.. تملكتني مشاعر مزيج من الغضب والخوف والرعب والفزع.. وفقدت عقلي عندما
اكتشفت ما حدث لي..
" لاااااااااااااااااااااااااااااااا.. أريدُ أبي
داااااااااااااس.. لااااااااااااااااااا.. أعدني إلى المستقبل أيها المجنون.. أيها
الساحر والخاطف أعدني إلى أبي وبسرعة.. لا أريد البقاء هنا.. لا أريد.. لا أريد...
"
هتفت بجنون وبأعلى صوت تمتلكه حُنجرتي.. وبدأت أقاوم ذلك
المجنون وأضربه كيفما كان وأينما كان.. كان قلبي ينبض بسرعة مُخيفة لدرجة شعرت
بأنه سينفجر في صدري..
صرخت وصرخت وصرخت بعذاب و بخوف و بألم.. صرخت وقاومته
لذلك المجنون بكامل قوتي.. بينما هو كان يمسك ذراعاي بقبضته وبيدهِ اليمنى وضعها
على خصري وجذبني إليه بعنف..
" دعني ي ي ي ي ي.. دعني.. أريدُ أبي.. أريدُ أبي
دااااااااااااااس... أتركني.... "
هتفت ببكاءٍ مرير وبجنون بينما كنتُ أقاومه وأهز رأسي
يميناً ويساراً بقوة.. فقدت أعصابي بالكامل وشعرت بالاختناق.. كنتُ أختنق.. فقدت
أنفاسي ورئتاي لم يعد يصلها الأوكسيجين.. بدأت عيناي تزوغ وتنغلق.. فجأة توقفت عن
مقاومته وسالت دموعي الحارقة على وجنتاي وأحرقت قلبي وروحي معها..
رأيت بغباشة عينيه تتأملني بقلق.. وقبل أن أرى الظلام
أمامي همست بوجع وبحزن
" دادي.. أبي.. أحتاجُ إليك... "
وآخر ما شعرت به رأسي يسقط إلى الخلف وبعدها رأيت
الظلام...
" سمو الملك.. لا تقلق.. الملكة أصابتها الحمى..
سوف تطيب قريبا.. أعشابي سوف تساعدها... "
سمعت صوت رجل من بعيد يتفوه بتلك الكلمات.. شعرت بجسدي
يحترق.. يحترق بالكامل.. بينما رأسي كان يغلي من قوة الحرارة..
خرج أنين متألم من فمي وسمعت صوت رجولي يقول
" أنتَ متأكد بأنها ستكون بخير؟.. يومين كاملين وهي
على هذه الحالة.. إن تأذت ملكتي سأقطع رأسك طبيب حيتب.. أريدُها أن تطيب وبسرعة
"
حاولت فتح عيناي لكنني لم أستطع.. كل ما استطعت فعله هو
الأنين بألم.. رأسي يكاد أن ينفجر من ذلك الصداع الرهيب والذي يفتك به.. سمعت رجل
يقول بصوتٍ مُرتعش
" جلالة الملك والفرعون العظيم لن أسمح أبداً بأن
تتأذى الملكة بأي شكلٍ كان.. أعشابي سوف تُشفيها وبسرعة.. زوجتك الرئيسية سوف تطيب
سموك "
أبي.. أبي.. أين أنت؟!.. فكرت بألم بوالدي ثم عُدت وذهبت
إلى عالم الظلام...
فتحت عيناي بضعف وأول ما رأيته عيون زرقاء اللون تتأملني
بقلق ثم بسعادة.. أغلقت جفوني ثم فتحتُها ورمشت بقوة بسبب الضوء الساطع..
" ملكتي.. أخيراً تحسنتِ واستيقظتِ "
سمعت صوت رجل يهمس بسعادة بتلك الكلمات.. خرج أنين متألم
من فمي وهمست بضعف
" ماء... أريدُ ماء... "
رفعني برقة وأسند ظهري على الوسادة ثم شعرت بشيء يلمس
شفتاي.. نظرت إلى الأسفل ورأيت كوب من الذهب على شفتاي.. فتحت فمي وشربت المياه
الباردة بسعادة.. عندما انتهيت تنهدت براحة ونظرت إلى وجه ذلك المُنحرف..
رفع يده وداعب وجنتي برقة بأصابعه وسألني بحنان
" كيف تشعرين؟ "
نظرت إليه بحزن وأجبته بصدق وبصوتٍ ضعيف
" أشعر وكأن فيلا سقط على جسدي "
توسعت عينيه بدهشة وهمس بذهول
" فيل؟!!.. "
أشحت بنظراتي عنه وتأملت الغرفة بحزن.. لم يكن حُلماً كل
ما حدث معي.. لم أكن أحلم.. بطريقة ما انتقلت عبر الزمن إلى زمن الفراعنة.. تساقطت
دموعي بكثرة وبللت وجهي وعنقي.. أغمضت عيناي وشهقت بضعف وهمست برجاء قائلة له
" أرجوك سيدي أعدني إلى المستقبل.. أريدُ العودة
إلى والدي.. استخدم سحرك وأعدني أرجوك.. لا أريد البقاء هنا.. سأموت إن لم أرى
والدي.. و... و أبي لن يستطيع العيش من دوني.. أرجوك أعدني "
عندما لم أسمع إجابته فتحت عيناي ونظرت إليه.. كان
يتأملني بنظرات جامدة.. نظرات حادة مُخيفة.. شهقت بخوف عندما أمسك بيدي اليمنى
وحضنها بكلتا يديه وأجابني ببساطة قائلا
" لا.. لن تعودي.. مكانكِ هنا معي ملكتي.. ثم لستُ
أنا من جلبكِ إلى هنا بل آلهتي الآباء.. وهذا يعني بأنكِ لن تعودي أبداً إلى
المستقبل.. آلهتي الآباء اختاروكِ لتكوني ملكتي.. الملكة التي كنتُ أنتظرها بفارغ
الصبر لسنوات عديدة.. لذلك يجب أن تنسي عالمكِ ذاك وكل ما فيه "
تساقطت دموعي أضعافاً وشعرت بالخوف من هذا المجنون..
حاولت سحب يدي من قبضتيه لكنه لم يسمح لي بل جذبني إليه وعانقني برقة إلى صدره..
لم أستطع مقاومته بسبب ضعف جسدي..
بكيت بتعاسة على صدره العاري بينما هو كان يهمس لي بنبرة
حنونة كرهتُها
" لا تبكي ملكتي.. أعدكِ سوف أجعلكِ تنسين عالمكِ..
قريباً سوف تقعين بحبي وبعد أن نتزوج سنرزق بالكثير من الأطفال الأمراء.. أعدكِ
سأعتني بكِ جيداً ملكتي "
ما هذا الحظ السيء!!.. لقد وقعت بين يدين مُختل ومريض
نفسي.. فكرت برعب بذلك وبكيت بتعاسة على نفسي.. أبعدني قليلا عنه ومسح دموعي برقة
بأصابعه ثم همس بحنان
" ملكتي الجميلة.. "
رأيتهُ بذعر يُخفض رأسه وأغمض عينيه.. شهقت باعتراض
عندما قبلني على شفتاي.. سالت دموعي أضعافا على وجنتاي بينما كان يقبلني بشغف
رغماً عن إرادتي..
أردت أن أبتعد عنه وأصفعه لأنه تجرأ وقبلني للمرة
الثانية.. لكنني كنتُ ضعيفة جداً ولم أستطع مُقاومته..
يديه لمستني وأحرقت بشرة كتفاي وعنقي.. أردتهُ أن يتوقف
عن تقبيلي لكنه لم يفعل.. بكيت بفزع عندما جعلني أتسطح على ظهري واعتلاني دون أن
يتوقف عن تقبيلي قبلة ساخنة أفقدتني أنفاسي ونبضات قلبي..
حاولت مقاومته وضربه على صدره لكن بسبب ضعفي كل ما
استطعت فعله هو وضع كف يدي على صدرهِ العريض والعضلي..
سمعتهُ بخوف يتأوه بمتعة وعندما توقف عن تقبيلي فتحت
عيناي ونظرت من بين دموعي إلى عمق عينيه وهمست له ببكاء
" أكرهُك.. أنا أكرهُك.. أكرهُك لأنك حرمتني من
والدي.. وأكرهُك أكثر لأنك السبب في وجودي هنا.. وأكرهُك أكثر لأنك قبلتني رغماً عن
إرادتي.. أنا أكرهُك.. "
ارتعشت بخوف بين يديه عندما تأملني بنظرات صادمة في
البداية ثم بنظرات حادة.. استقام ونظر إليّ بجمود قائلا
" لن أسمح بأن تكرهينني ملكتي.. فأنتِ لي مهما
حاولتِ الإنكار.. وسأجعلكِ زوجتي قريباً.. بل قريباً جداً.. حينها لن يوقفني شيء
عن امتلاككِ وجعلكِ لي إلى الأبد.. سأجعلكِ ترتبطين بي إلى الأبد.. ولن يفرقنا سوى
الموت محبوبتي وملكتي الجميلة "
تأملته بذعر وسقط فكي إلى الأسفل بسبب وقاحتكِ.. يشبه
رجال الكهوف هذا المُنحرف.. هل فعلا يظن بأنني سأسمح له بلمسي وبأنني سأكون
زوجته؟!.. غبي فعلا..
وقف وتأملني بنظرات حنونة ثم هتف بأمر
" نختار.. اهتمي بملكتي جيداً وساعديها بالاستحمام..
وأي شيء تطلبهُ منكِ نفذيه فورا.. طبعا باستثناء خروجها من هنا "
شهقت بذهول بسبب حقارتهِ ووقاحته.. الحقير جعلني سجينة
هنا.. أكرهه بجنون.. أكرهه...
رأيتهُ يستدير وتقدم باتجاه الباب ثم طرق عليه بخفة
وفورا تم فتحه ليخرج اللعين من غرفتي ويتم إغلاق الباب من جديد..
بكيت بحزن على نفسي بينما كانت تلك الفتاة نختار تساعدني
بالدخول إلى الحمام.. هل قلت حمام؟!.. يبدو مثل مسبح داخلي كبير فخم.. أمرتُها
بتركي بمفردي.. حاولت الاعتراض لكنني أغلقت الباب بوجهها.. هذا ما كان ينقصني أن
تقوم فتاة بمساعدتي بالاستحمام ورؤيتي عارية..
بكيت بصمت وبتعاسة بينما كنتُ أزيل هذا الروب الشفاف عن
جسدي.. لقد أزلوا ملابسي القديمة عني ولا أعلم من جعلني أرتدي هذا الروب الشفاف
والذي بالكاد كان يستُر مفاتني..
اقتربت من الحوض الكبير وتعجبت بسبب جماله وطريقة
هندسته.. كان ممتلئ بالمياه وتم وضع الورود وأنواع من العطور بالماء.. فرائحة جميلة
جداً كانت تعبق في الغرفة..
جلست داخل الحوض وشهقت باستحسان بسبب شعوري بدفء الماء..
نظرت على حافة الحوض ورأيت أوعيّة من الفخار وأخرى من الذهب مصفوفة بترتيب أنيق
على حافة الحوض..
أمسكت بوعاء وفتحت بهدوء غطائه وفوراً أغمضت عيناي عندما
شممت تلك الرائحة الجميلة تفوح منه.. رائحة يمكنها نقلك إلى وقت أو مكان في لحظة
واحدة فقط.. تنهدت بسعادة بسبب هذا العطر الرائع والعجيب.. وبدأت أستنشق ما تم
وضعه في تلك الأوعيّة.. كانت كلها بها عطور و زيوت برائحة خلابة لا مثيل لها..
لكن طبعا لم أعرف بماذا أستخدمها.. أنزلت جسدي في المياه
لمستوى عنقي وندهت بقوة
" نختار.. هل يمكنكِ مساعدتي لو سمحتِ.. يمكنكِ
الدخول الآن "
وفوراً دخلت نختار وهي تبتسم لي بسعادة.. ابتسمت لها
بخجل وسألتُها
" نختار.. أين هو الشامبو؟.. أريد غسل شعري "
تأملتني بنظرات عجيبة مصدومة وهمست بذهول
" تغسلين شعركِ ملكتي؟!.. وما هو الشامبو؟ "
تنهدت بقوة وقلتُ له
" بماذا تنظفون الشعر نختار؟ "
تأملتني بنظرات مُتعجبة ثم أحنت رأسها إلى الأسفل وقالت
" سمو الملكة.. نساء قريتي يستخدمون ملح النطرون
والرماد للتنظيف.. هو يفيد الشعر ويجعله يطول.. أما في البلاط الملكي يحلقون
شعورهم ويرتدون الباروكة أي الشعر المُستعار.. فنحن الفقراء لا يمكننا ارتداء
الباروكة فهي غالية الثمن ملكتي لذلك نهتم بغسل شعورنا كل يوم لمنع تلك الحشرات من
الاقتراب منه "
سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة.. ملح النطرون
والرماد!!.. لا يوجد شامبو؟!!.. لااااااااااااااااااااااا!!!... هتفت بقهر بداخلي
وكنتُ على وشك البكاء لكن امتنعت عن البكاء في آخر لحظة عندما سمعت نختار تقول لي
بسعادة
" لكن لا تقلقي ملكتي فالملكة الأم أعطني خلطة سرية
يستخدمها الفرعون بنفسه لغسل شعره.. فهو لا يرتدي شعراً مستعاراً لأنه يعشق
شعرهُ.. وتم صنع تلك الخلطة خصيصاً من أجله وأمر بصنع المزيد منها لأجلكِ سمو الملكة..
هل ترغبين باستخدامها الآن؟ "
على الأقل يوجد شيء أستطيع استخدامه كشامبو.. أجبتها
موافقها ورأيتها تقترب وحملت وعاء الذهبي وفتحته وضعت القليل على يدها وقالت
باحترام
" الملكة الأم علمتني كيف يتم استخدامه لأساعدكِ
ملكتي.. سيجعل شعركِ رائعاً.. سمعت الجميع في قريتي يتكلمون عن جمال شعر الفرعون..
للأسف لم نراه أبدا حتى في الاحتفالات لآن الملك الفرعون يرتدي هيميس على رأسه ويُغطي شعره بكامله "
هيميس هو غطاء للرأس خاص بالفرعون.. بالطبع درست عنه في
أول سنة لي في الجامعة.. كان غطاء رأس مصنوع من القماش..
كانت الأطراف بدلاً من السقوط للأمام متشابكة على الظهر تغطي الأذنين.. غالبًا ما
كان يُصوَّر على شكل باروكة شعر مستعار ونادرًا ما كان يُصنع من قماش مخطط.. كانت
مجهزة بدائرة مزينة من الأمام بكوبرا ونسر يمثلان الأرضين..
نظرت
أمامي بحزن.. فما زال عقلي يرفض تماماً ما يحدث لي.. يجب أن أجد طريقة للهروب من
هنا والعودة إلى المستقبل بأي طريقة..
شعرت
بالراحة وأغمضت عيناي عندما بدأت نختار تغسل شعري بذلك المحلول العجيب ذو الرائحة
الساحرة.. وسمعتُها تكلمني بسعادة قائلة
"
عرفنا بأن شعر الفرعون جميل جداً بسبب بعض الخدم في البلاط الملكي.. ثم أنا أخيراً
تسنى لي رؤيتهُ شخصياً.. الفرعون ساحر بكل ما للكلمة من معنى.. أتمنى لكِ السعادة
الأبدية معه سمو الملكة.. فالفرعون الملك يُحبكِ "
فتحت
عيناي ونظرت أمامي بحزن.. يُحبني!!!.. فكرت بتعاسة بتلك الكلمة.. من أين له أن
يُحبني؟.. ماذا يعرف عني؟.. لا شيء.. هو فقط أراد استخدام سحره وجعلني بطريقة غامضة
أنتقل عبر الزمن.. سأجعله يندم أشد الندم لأنه فعل ذلك بي وأبعدني عن والدي.. أنا
أكرهه بشدة..
فكرت
بذلك بتصميم.. نعم سأنتقم منه وأجعلهُ يُعيدني إلى المستقبل بنفسه...
أسينا**
فتحت عيناي بضعف ورفعت رأسي ونظرت أمامي لأرى تلك
الغليظة تتأملني بنظرات سعيدة.. سحبت الغطاء عن جسدي وهنا شهقت برعب وبخوفٍ كبير
عندما رأيت نفسي عارية تماماً.. توسعت عيناي بذعر وتساقطت دموعي الساخنة وأحرقت
روحي قبل أن تُحرق وجنتاي.. لقد فعلها.. لقد اغتصبني الحقير..
رفعت الغطاء بسرعة وسترت به جسدي وانسابت دموعي بقهر
وبغضب وبحزن على وجنتاي.. سمعت تلك الغليظة بكاتا تُكلمني بنبرة قلقة قائلة
" بسرعة انهضي لأساعدكِ بارتداء ملابسكِ.. سمعت
القائد بيدوس يأمر خياطه بصنع ملابس ثمينة لكِ.. أنتِ محظوظة يا فتاة وجداً "
مسحت دموعي بقهر وهتفت بوجهها بعنف
" لا أريد مساعدتكِ.. أتركيني بمفردي وارحلي "
تأملتني بنظرات غاضبة وقالت بحدة
" اسمعيني جيداً.. أنتِ ما زلتِ عبدة هنا.. لا تظني
نفسكِ أعلى شأن مني.. صحيح القائد أمر بتجهيز جناح خاص بكِ ملاصق لجناحه.. لكن ما
زلتُ أنا المسؤولة عنكِ.. انهضي بسرعة قبل أن أؤدبكِ بنفسي "
شهقت بتعاسة وأبعدت الغطاء عن جسدي رأيت بكاتا تنظر بخبث
إلى الغطاء السفلي للفراش.. تبعت نظراتها ورأيت بصدمة بقعتين من الدماء عليه..
انتحبت بقوة وارتعش جسدي بعنف وتركتُها تمسكني من معصمي وبدأت تساعدني بارتداء ثوب
أبيض من الكتان فضفاض ذو حمالتين..
أخرجتني من الجناح ومشينا في رواق طويل وأدخلتني إلى
جناح كبير جميل.. ساعدتني في الاستحمام وكنتُ طيلة الوقت أبكي حزناً و غضباً..
كنتُ حزينة جداً لأنني خسرت عذريتي مع لعين قذر ومغتصب يُكبرني بألاف السنين..
وكنتُ غاضبة لحد اللعنة منه.. أردت قتله بنفسي بسبب ما
فعلهُ بي.. وبدأت أتخيل وأُخطط لقتله بنفسي..
عندما انتهت بكاتا تأملتني بنظرات حسودة تلك الغبية
وقالت
" تبدين الآن كالأميرة.. القائد سوف يُكافئني
جيداً.. تذكري جيداً أسعديه دائما وسوف يُغرقكِ بالذهب والملابس الفاخرة.. ولا
تحاولي الهروب إذ أمر القائد حُراسه بحراستكِ جيداً.. فهمتِ؟.. إياكِ أن تهربي فقد
يتم قطع رأسكِ على الفور "
بعد خروجها من غرفتي سقطت على الأرض أبكي و أنتحب
بجنون.. القذر الحقير استغل فقدان للوعي واغتصبني الحيوان.. أكرهه.. أكرهه بجنون..
وقفت بعد مدة ومسحت دموعي.. نظرت أمامي بحقدٍ كبير
واتخذت قراري.. قرار لا رجوع عنه أبداً.. سأقتل ذلك
السافل الحقير بنفسي الليلة.. سأقتله...
القائد بيدوس**
نظرت إليها بقلق عندما غابت عن الوعي.. حملتُها وركضت
إلى الداخل ووضعتُها على سريري.. جلست على طرفه وتأملت بسعادة أسينات.. أسينات
الجميلة خاصتي..
لم أستطع التصديق بأن الآلهة استجابت بسرعة لصلواتي
وقبلت قرابيني والتي أرسلتُها لها بواسطة كهنة المعبد.. كنتُ في قمة سعادتي لأنني
وجدت المرأة التي أريدها.. لكن كان يوجد عائقاً واحداً.. هي ليست من عالمي.. لقد
جلبتها الآلهة من المستقبل..
كيف سأجعلها تتأقلم في عالمي وتعشقني بسرعة؟!.. فكرت
بتوتر بذلك وقررت أن أصبر عليها وأجعلها تتعرف عليّ أكثر وتعشقني بجنون..
نظرت إلى جسدها الجميل وبدأت بإزالة الفستان.. بلعت ريقي
بقوة وتجمدت نظراتي بشوق وبهيام على جسدها الجميل ذو المنحنيات الرائعة.. استقرت
نظراتي على منطقتها الحميمة وتنهدت بعمق وانتصب عضوي الذكري فوراً..
أريدُها.. أريدُها الآن وبجنون وبرغبة متوحشة.. لكن أنا
في حياتي كلها لم أمتلك امرأة وهي فاقدة الوعي.. ليس أنا من يفعل ذلك.. فجميع
حريمي كانوا أكثر من راغبات.. لكن أسينات الجميلة ستكون لي وهي في كامل وعيها
ورغبتها..
تعرق جسدي بسبب شهوتي ورغبتي بها.. مسحت جبيني ورفعت
بسرعة الغطاء على جسدها ثم وقفت ونظرت أمامي بحدة..
قررت ترك فتاتي الشرسة نائمة على سريري.. لكن بكاتا لا
يجب أن تعلم بأنني لم أمتلك أسينات.. حينها جميع العاملين في البلاط الملكي
سيتكلمون عن ذلك.. وقد يتم مُعاقبة أسينات.. لذلك اتخذت قراري.. سأتصرف بنفسي
وبسرعة..
اقتربت بسرعة من الحائط من جهة اليسار ورفعت وجه التمثال
المصنوع من الذهب بجانبه والمثبت بالأرضية ثم أدرته نحو اليمين وفوراً تحرك الحائط
وبدأ يظهر أمامي الممر السري..
دخلت الممر ومشيت مُسرعا.. هذا الممر لا يعرف أحدا به
سوى أنا والفرعون فقط.. ممرات سرية تم صنعها لحمايتي الشخصية وطبعا في المقام
الأول لحماية الفرعون الملك..
وصلت إلى نهايته ورفعت المقبض الخشبي عاليا وبدأ الحائط
أمامي يعلوا ببطء.. خرجت بهدوء ونظرت بحذر في جميع الاتجاهات.. مشيت مُسرعا نحو
زريبة الحيوانات في القصر.. اخترت حمامة بيضاء وأمسكتُها من عنقها وخرجت راكضا
باتجاه الباب السري..
اضطررت لذبح تلك الحمامة ووضعت قطرات دمائها على غطاء
الفراش.. على بكاتا أن تراها غداً في الصباح لحماية أسينات.. صحيح بكلمة مني
أستطيع منعها من أن تتفوه بكلمة لكن حتى لا أضطر لقتلها إن تفوهت بحرف لاحقا ويتم
مُعاقبة أسينات لأنها لم تمتعني فعلت ما فعلته..
في قوانين مملكتنا على كل فتاة جديدة يتم اختيارها لجناح
حريمي أو حرم الفرعون يجب أن تكون عذراء.. وإن تم اكتشاف بأنها ليست عذراء يتم
مُحاكمتها وقتلها فوراً.. لذلك اخترت أن أوهم بكاتا بعذرية امرأتي فلا أريد لأحد
أن يعلم بأنه لم يحدث شيء بيننا والأهم لحمايتها..
بعد أن تخلصت من تلك الحمامة المسكينة خلعت ملابسي
وتسطحت بجانب أسينات الجميلة على سريري.. كنتُ سعيداً لأنني التقيت بها أخيراً فهي
المرأة المناسبة لي.. كنتُ دائماً أحلم بأن تكون امرأتي فتاة قوية الشخصية وشرسة..
فأنا تعجبني جداً المرأة القوية..
ولم أمل من النظر إليها أبداً حتى في النهاية غرقت
بالنوم والابتسامة تعلو ثغري.. استيقظت في الصباح وأمرت بسعادة تلك القبيحة بكاتا لتهتم
بلبوتي الشرسة وتضعها في جناح خاص بها قريب من جناحي الخاص وذهبت لرؤية الفرعون..
في المساء توجهت مُسرعاً إلى جناح لبوتي الشرسة.. أردت
رؤيتها بلهفة كبيرة مني.. وما أن اقتربت من جناحها فتح بسرعة الحراس الباب ووقفوا
جانبا لأدخل.. وما أن دخلت تم إغلاق الباب بسرعة خلفي..
توقفت جامداً بذهول بأرضي عندما رأيت لبوتي الشرسة تقف
أمامي وهي بهذا الجمال الأخاذ.. كانت تبدو جميلة جداً بهذا الفستان وزينتها.. نبض
قلبي بعنف بينما كنتُ أتأملها بإعجاب وبشهوة كبيرين..
جميلة.. جميلة وفاتنة.. لبوتي الجميلة..
ابتسمت برقة بينما كنتُ أتأملها لكن فجأة عقدت حاجباي
عندما رأيتُها تتأملني بكره.. وبخبرتي القتالية وغريزتي الدفاعية عرفت بأنها تنوي
على فعل شيء سيء.. وتأهبت حواسي كلها..
فجأة ركضت أسينات وهي تصرخ بجنون وترفع يدها اليمنى
عاليا
" سأقتلك أيها المغتصب الحقير والقذر والحيوان..
عليك أن تموت "
رأيتُها بدهشة تمسك بيدها برمح ذهبي اللون مصنوع من
الذهب.. وهذا الرمح كان تحفة فنية لتمثال موجود في جناحها..
" تباً... "
همست بقهر قبل أن تصل لبوتي الشرسة إليّ.. أنا مضطر
لمعاملتها بقسوة الآن فقد تخطت حدودها معي.. ثم هل فعلا تظن بأنها تستطيع قتلي
بهذا الرمح المصنوع من الذهب؟!.. غبية لبوتي..
وما أن اقتربت مني أمسكت بسهولة تامة الرمح ورفعتهُ
عالياً ثم أمسكت بذراعها اليسرى ولويتُها خلف ظهرها وجذبتُها بقوة ليلتصق صدرها
بصدري.. ثم سحبت الرمح من يدها اليمنى ورميتُه بعيداً وأمسكت بعنف بفكها ورفعت
رأسها عاليا وهمست بغضب بوجهها
" لبوتي الشرسة يجب أن تجدي طريقة أخرى لتقتليني
بها.. محاولتكِ كانت فاشلة جداً.. حاولي مرة أخرى وأبهريني أكثر.. أما الآن يجب أن
تنالي عقابكِ "
جذبت وجهها بعنف وألصقت شفتاي بشفتيها الرائعتين
وقبلتُها بوحشية.. وما أجمل هذه القبلة.. فقدت عقلي بسببها.. لشفتيها طعم خاص
وفريد لم أتذوق بجمال طعمها مُسبقاً..
سمعت أنينها المُختنق وشعرت بضربات يدها اليمنى على صدري
لكن لم أتوقف عن تقبيلها بشغف وبجوع.. وفي النهاية عندما احتجت للهواء قررت التوقف
عن تقبيلها..
فصلت القبلة ونظرت إليها بشهوة.. ولكن وسط ضياعي وسعادتي
بتلك القبلة لم أنتبه بأنها رفعت يدها اليمنى عاليا.. وإذ فجأة شعرت بلسعة حارة
على خدي وصوت صفعتها ملأ الجناح بكامله..
تجمدت عيناي بذهول على عينيها ثم بغضب أعمى.. سأجعلها
تدفع الثمن غاليا لأنها تجرأت وصفعتني.. دفعتها بقوة إلى الخلف بعيداً عني ثم رفعت
يدي وصفعتها بقوة لتسقط أمامي على الأرض..
رفعت رأسها وتأملتني بصدمة ورأيت دموعها تسيل على
وجنتيها..
" أيها الحقير كيف تصفعني؟.. أيها القذر والحيوان
أكرهك.. أنا أكرهك أيها المغتصب اللعين "
فار دمي الحامي بسبب شتمها لي ونعتي بالمغتصب.. واشتعلت
نيران الغضب بداخلي.. انحنيت وأمسكت خصلات شعرها ورفعتُها بعنف لتقف.. نظرت بحدة
وبغضب إلى عينيها وهمست من بين أسناني بغضب أعمى
" سأجعلكِ تندمين على ما فعلتهِ منذ قليل.. أنا
القائد بيدوس يتم صفعي من قبل لبوتي الشرسة المجنونة!.. اوه لا لبوتي لقد ارتكبتِ
أكبر خطأ في حياتك.. والآن سأجعلكِ ترين بنفسكِ كيف سيكون عقابكِ "
أمسكتُها من خصرها ورفعتها بسهولة عاليا ورميتُها على
كتفي.. ووسط بكائها ونحيبها وشتمها لي مشيت ورميتُها بعنف على السرير وحاصرتًها
بجسدي ثم أمسكت بمعصميها ورفعت يديها فوق رأسها ونظرت بغضب أعمى في عمق عينيها
الباكية ثم ابتسمت بخبث ونظرت إلى شفتيها وقبلتُها بوحشية...
فجأة توقفت عن تقبيلها بعنف عندما سمعت الحارس في الخارج يهتف قائلا
" سيدي القائد.. المُحترم سخنو هنا ويريد رؤيتك بأمر من الفرعون الملك "
توقفت عن تقبيل لبوتي ونظرت إليها بحدة وهمست لها بفحيح قائلا
" تم إنقاذكِ الآن من غضبي.. لكن لا تشعري بالسعادة كثيراً.. سأرى ما يريده الملك مني وبعدها سأعود لمتابعة ما توقفت عن فعله لبوتي الجميلة "
رغم شهقاتها ودموعها تأملتني بنظرات كارهة وحاقدة.. قبلت شفتيها بقبلة سريعة مُتملكة ثم قفزت مُبتعدا عنها ووضعت يدي على مكان صفعتها وقلتُ لها بخبث
" انتظري عودتي لبوتي.. لن أتأخر كثيراً عليكِ "
شتمتني بغضب وهي تشهق فاستدرت وابتسمت بخبث وخرجت مُسرعا من الجناح.. رأيت سخنو رئيس الخدم هنا يقف بانتظاري بتوتر.. وما أن وقفت أمامه حتى أحنى رأسه باحترام أمامي وهمس بخوف قائلا لي
" سيدي القائد.. مصيبة وقعت على رؤوسنا جميعاً.. الفرعون غاضب جداً.. لقد.. لقد.. "
نظرت إليه بذهول وهتفت بغضب بوجهه
" تكلم واللعنة ما به سمو الملك؟.. ماذا جرى الآن؟! "
رفع رأسه وتأملني بذعرٍ شديد وهمس بتلعثم و بذعر قائلا
" لقد.. هو.. جلالة الملك غاضب جداً.. سيتم قطع رؤوس كثيرة الليلة.. الجميع في البلاط الملكي خائفون من غضبه.. هو.. هي.. زوجتهُ الرئيسية هربت من القصر "
توسعت عيناي بصدمة كبيرة وتأملته بعدم التصديق.. الملكة كاريتا هربت!!... بحق الآلهة الآباء سيقتلنا الفرعون جميعاً الليلة...
انتهى الفصل
روعه يا قلبي ❤😘😘😘😘💞💞💞💖💖💖💖💖💖💖
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفاوه لا الفصل كل مرة ينتهى ع التشويق وننتظر اللى بعده ع احر من الجمر تسلم أيدك البارت اكثر من رائع 😍😘
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفأنا سعيدة لأنكِ أحببتِ الفصل
رائع كتييير
ردحذفشكرااااااااااااااااااا
حذفصراحه ماكو كلمات تعبر عن ابداعك هافن رووعه 😍😍😍
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفااااخ يا هافن. I'm in love with u girl.. this is so freaking hard 😭❤
ردحذفحياتي وأنا أحبكِ أيضا
حذفأشكركِ ن قلبي على محبتكِ الكبيرة لي ولرواياتي
بجد روووعه
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفتحفه بجد تحفه تسلم ايدك حبيبتي
ردحذفحياتي أشكركِ من قلبي
حذفالبارت روووعه ..... واكثر شي ضحكني من اسينا صفعت بيدوس وبيدوس رد الصفعه الهه تحسهم يتسابقون منو صفعته اقوه 😂😂😂😂😂 بس طلع الفرعون صبور اكثر من بيدوس لان من انصفع الفرعون ما رد الصفعه لكاريتا شهم 😍😂😂😂😂😂😂
ردحذفأنا سعيدة جدا لأنكِ أحببتِ البارت حبيبة قلبي
حذفوانتظري المزيد فلم تشاهدي بعد جنون أسينا والقائد هناك المزيد
😂👏🏻😂👏🏻💖🤣💕💖💝🤣👏🏻👏🏻💝👏🏻💖🤣👏🏻
ردحذفهههههههههههه عملتها كاريتا وهربت بس مش هتبعد يعني😉😂😂 متحمسه للي جاي اووي
شكرا لمجهودك ياقلبي بارت تحفه 💖💝🤗💖🤗🤗💖💝🤗
أحسنتِ قمرتي
حذفسنرى قريبا الأحد ما سيحدث معها
رووعة هيفن ❤❤❤
ردحذفأشكركِ حبيبتي
حذفواو اي الجمال دا
ردحذفشكراااااااااااااااااااااااااااااا
حذفرائعه تسلم اديكي كاتبتنا رائعه
ردحذفأشكركِ حياتي
حذفالمنحر.ف الوسيم 🤣🤣🤣 كاريتا تغلط وتمدح في نفس الوقت .....وعلاقة القائد بيدوس واسينا مثل توم وجيري 🤣🤣
ردحذفمعكِ حق علاقة القائد وأسينا تشبه توم و جري
حذفلم تُشاهدي شيء إنتظري المزيد من جنونهما
كالعادة البارت يجنن وتحفه والنهاية مشوقه جدا هروب كاريتا.....
ردحذفأشكركِ حبيبتي لأنكِ أحببتِ البارت
حذفاعتقد بأن اسينا والقائد هم نكهه الروايه
ردحذفهما كذلك فعلا
حذفأكثر من راءعة ابدعتي هافن
ردحذفابداعع 👏
ردحذفالبارت فخامة يجننننننن استمري بابداعك ياعمري هفون😍😍😍😍😘😘😘😘
ردحذفمبدعة هافن الرواية واضحة ومفيش اخطاء املاءية انا معجبة برواياتك كثير مبدعة بالتوفيق حبيبتي
ردحذف🥰😍🥰😍🥰😍🥰😍🥰🥰💝💝💝💝💝💝
ردحذفتصنعي لي الابتسامة رغماً عن كل شي بحروفكِ الرائعة🌼🦋.
ردحذف