رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. برڤووووووووو👏👏👏👏👏👏👏👏❤️❤️❤️❤️🥰🥰🥰

    ردحذف
  2. الردود
    1. 💕💕شكراااااااااااااااااا💕💕💕

      حذف
  3. 😯😯😯👏🏻👏🏻روووووووووووووووووعه♥️😘♥️😘♥️😘♥️😘♥️😘💯

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖

      حذف

رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم

 

رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم



سوف أحرقهم





نيكولاس**



تسعة أيام مضت على وجود أدلينا في قصر صديقي.. الكونت تغير جذريا.. هذه الكلمة لا تُعبر عن ما حدث لـ بلاكيوس.. صديقي تغير ولم يعُد ذلك الرجل الذي عرفتهُ منذ طفولتي..

 

كنتُ أقف في حديقة القلعة في المساء وأنا أفكر بصديقي بلاك.. انتشلني من أفكاري صوت أحد الحُراس وهو يهتف

 

" سيدي.. سيدي.. سيد نيكولاس.. "

 

التفت نحوه ونظرت إليه بقلق 


رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم


رأيتهُ يركض باتجاهي وعلامات الفزع ظاهرة على وجهه


" ماذا الآن؟!!... "

 

همست بغيظ إذ عرفت فورا أن كارثة جديدة قد حدثت.. وقف وهو يلهث أمامي وهو يُحدق بوجهي برعب


" تكلم يا رجل... ماذا هناك؟!... "

 

سألتهُ بنفاذ صبر وفورا قال لي وهو يُشير ناحية القلعة من الخلف

" سيدي لقد.. لقد.. لقد وجدنا زوجتك وهي تُحاول الهروب من الناحية الخلفية للقلعة سيدي "

 

اهتز جسدي بعنف وحدقت بغضبٍ عاصف نحو القلعة.. أرادت الهروب مني؟!!... مني أنا؟!!!!.. اشتعلت نيران الغضب بداخلي إذ لم أتقبل أبدا فكرة أنها أرادت الهروب مني بعد أن بدأت أعاملها برقة ولم ألمسها طيلة هذين اليومين وقررت أن أتقرب منها وأجعلها تعتاد عليّ...

 

" أين هي؟ "

 

همست بفحيح وبنبرة جعلت ذلك الحارس يرتجف من الخوف أمامي.. رفع يدهُ باتجاه القلعة وقال بخوف

 

" لقد أدخلها الجنود إلى قاعة الانتظار سيدي.. وهم برفقتها الآن "

 

مشيت بخطواتٍ سريعة غاضبة ودخلت إلى القلعة بعاصفة وتوجهت نحو القاعة.. عندما دخلت رأيت زايا تقف في وسط القاعة وهي تُكتف يديها بغيظ وعندما لمحتني أدخل نظرت إليّ بقهر وهي ترفع رأسها بكبرياء


رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم

 

وقفت جامدا أمام الباب أنظر إليها بطريقة تُرعب النفوس لكن لدهشتي لم يرف لها جفن..

 

" يمكنكم الانصراف  "

 

أمرت الجنود بحدة وعندما خرجوا أقفلت باب القاعة وتقدمت ببطء ووقفت أمام زايا.. رأيتُها تبلع ريقها وفكها ارتعش بخوف رغم أنها وقفت جامدة أمامي تنظر إلى عيناي بعنفوان...

 

إذا هي خائفة مني وتدعي الشجاعة.. فكرت بخبث وفورا كتفت يداي ونظرت إليها بوعيد

 

ابتسمت بمكر ثم قلتُ لها بنبرة باردة

 

" مدام طوليني.. هل يمكنكِ أن تُخبريني إلى أين كنتِ ذاهبة تتسللين في هذا الوقت المتأخر؟!.. أو دعينا نكون صريحين.. إلى أين كنتِ تهربين؟!.. هل حقا ظننتِ بأنه يمكنكِ الهروب من قلعة غوايتا دون أن يراكِ أحد؟!.. أجيبيني ي ي ي ي..... "

 

هتفت بغضب عاصف في النهاية وانتفضت زايا بقوة وأدمعت عينيها بينما كانت تُحدق بوجهي برعب..

 

" تكلمي قبل أن أرتكب جريمة وأقتلكِ فوراااااااااااا.. تكلمييييييييييي.... "

 

هتفت بحدة لأنها التزمت الصمت لكنها انتفضت مجددا وارتعش جسدها برعب وسارت خطوتين إلى الخلف بعيدا عني.. حدقت بوجهي بفزع ثم رفعت يدها اليمنى وأبعدت خصلات شعرها وثبتتها خلف أذنها ثم حدقت بعمق إلى عيناي وهمست قائلة

 

" لم أعُد أحتمل.. لا يمكنك أن تلومني على تفكيري من الهروب منك وإلى الأبد.. أنا أكرهُك ولا أرغب برؤية وجهك أمامي مجددا.. خطفتني و.. واغتصبتني ثـ.. ثم تزوجتني رغما عني.. ثـ.. ثم جعلـ.. ثم جعلــ... "


نظرت إليها بدهشة كبيرة بسبب جرأتها


رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم


 

هنا اشتعلت النار في صدري ولم أعد أستطيع الوقوف أمامها جامدا.. لم يُعجبني أبدا ما تفوهت به وشعرت بغصة مؤلمة في صدري عندما قالت لي أكرهُك.. انتفضت بقوة وركضت وأمسكتُها بكتفها وبدأت أهزُها بعنف وأنا أصرخ بغضبٍ جنوني بوجهها

 

" أنتِ زوجتي.. زوجتي.. لي.. لي إلى الأبد.. سوف تظلين زوجتي وإلى الأبد إن رغبتِ بذلك أو رفضته.. اكرهيني كما يحلو لكِ لا أهتم لكنكِ لي.. لي.. هل فهمتِ؟.. ثم هل تظنين أنهُ بإمكانكِ الهروب مني؟.. هاااااااااا.. أجيبي؟... في أحلامكِ لن تستطيعي الهروب مني.. سمعتِ.... "

 

انتفضت بعنف بين يداي وتوقفت عن هزها لتبتعد عني خطوة إلى الخلف وهي تبكي.. حملتُها على كتفي وبدأت تصرخ برعب لكنني لم أهتم وصعدت بها نحو غرفتي.. كان الغضب قد أعماني بالكامل وأردت أن أعاقبها لأنها تجرأت على الهروب وتركي..

 

" سوف تندمين.. سوف أجعلكِ تتذكرين في كل لحظة إلى من تنتمين الآن.. وسوف أجعلكِ تتذكرين في كل ثانية بأنكِ مُلكي وزوجتي إلى الأبد "

 

هتفت بعصبية مفرطة ورميتُها على السرير لكنها انتفضت ونزلت عنه ووقفت أمامي ورفعت رأسها وحدقت بوجهي بكره ألم روحي وقالت بهستيرية وببكاء

 

" أنا لم أفعل لك شيء.. ما ذنبي؟.. ما هو ذنبي حتى تنتقم مني؟.. اذهب وانتقم من لورينزو إن كان هو المذنب.. لقد اكتفيت منك ومن حقارتك.. أيها الحقير لقد جعلتني حامل منك.. سمعت؟.. أنا حااااااااااااامل منك أيها اللعين.. في أحشائي ينمو طفلك الذي أكرهه.. أنا لا أريدُ طفل منك يحمل دمائك القذرة.. كنتُ أريدُ الهروب وإجهاض ذلك الطفل اللعين.. لا أريدهُ لأنهُ منك.. منك أنت "

 

دون شعورٍ مني رفعت يدي عاليا وصفعة قوية هبطت على وجنتها جعلت رأسها يلتف بقوة ناحية اليسار وتتطاير شعرها وغط وجهها بكامله

 

" كيف تتجرئين حتى على التفكير بإجهاض طفلي؟... سوف أقتلكِ إن أذيتِ الجنين.. فهمتِ زاياااااااااا؟... "

 

هتفت بعنف ورأيتها ترفع رأسها وحدقت إليّ بنظرات مُرتعبة وهي تبكي وتحاول كتم شهقاتها قائلة

" أنا أكره هذا الطفل لأنه نتيجة اغتصابك لي... أكرهه بقدر ما أكرهُك "

 

تجمد جسدي ونظرت إلى وجهها بصدمة شلت روحي.. كانت أناملي ترتعش وشعورٌ غريب لف قلبي.. إذ فكرة أنها حامل مني أعجبتني.. في حياتي كلها تمنيت أن يكون لي ابن أحبهُ وأدلعهُ وأعطيه كل حناني وعطفي.. لكن أن يكون لي طفل من زايا هذه الحقيقة جعلتني أشعر بدفء يلف كياني..

 

لكن غصة مؤلمة أحرقت قلبي لمعرفتي بأنها تكره طفلي الذي ينمو في أحشائها.. حدقتُ بحزن كبير إلى عينيها ثم أخفضت رأسي ونظرت إلى الأرض أحدق بحزن وأفكر..

 

ماذا أفعل الأن؟!.. هي تكره طفلي!.. لا ألومها لأنني السبب.. لقد أفرغت غضبي عليها مع أنها بريئة وجعلتُها تكرهني بسبب أفعالي وقسوتي معها.. لكن طفلي ما ذنبه؟!!.. ماذا يجب أن أفعل حتى تتخلى عن فكرة إجهاض طفلي؟!!.. فكرت وفكرت حتى في النهاية اتخذت قراري.. رفعت رأسي ورأيتها تبكي بحرقة وهي تحدق بي بكره ألم قلبي..

 

حاولت أن أقترب منها لكنها رفعت يديها أمامي وقالت برعب

" توقف.. لا تقترب مني أكثر.. سوف أقتل نفسي إن لمستني مجددا.. سمعت؟.. سوف أقتل نفسي ي ي ي ي..... "

 

ألم رهيب أحسست به في قلبي وأحشائي.. وشعرت بالخوف بأن تُنفذ ما هددتني به.. أمسكت بيديها بإحكام ورغم مقاومتها العنيفة لي إلا أنني سحبتُها برقة نحوي وعانقتها بشدّة إلى صدري وبدأت أُربت على ظهرها بحنية وأنا أهمسُ لها بنبرة حنونة

 

" لو سمحتِ زايا اهدئي قليلا ودعينا نتفاهم... توقفي عن البكاء لو سمحتِ "

 

أحسست بجسدها يرتعش ثم توقفت عن المقاومة وأسندت رأسها على صدري وتابعت البكاء والنحيب.. شعرت بالضيق لسماعي لنحيبها وشهقاتها وبكائها المرير.. وبعد دقائق عندما هدأت قليلا أغمضت عيناي وحضنت جسدها أكثر إليّ وقلتُ لها برجاء

 

" أرجوكِ لا تؤذي الجنين.. سوف أفعل كل ما تريدينهُ لكن... لكن أرجوكِ لا تؤذي طفلي.. أعدُكِ زايا سوف أترككِ تذهبين بعد أن تلدي طفلي.. سوف أُحرركِ مني وأسمح لكِ بالذهاب بعد أن تلدي ابني.. سوف أشتري لكِ منزل كبير في أي بلدة تختارينها وأعطيكِ الكثير من الذهب.. أي شيء تريدينهُ سوف أعطيكِ إياه.. فقط احتفظي بالطفل وأنا سوف أهتم به وبتربيته.. لا تحرميني من ابني زايا أرجوكِ "

 

فتحت عيناي عندما شعرت بجسدها يتصلب بين يداي ثم رفعت رأسها ونظرت بعمق وبذهول إلى عيناي.. كنتُ أتوسل إليها بنظراتي حتى توافق.. ابتعدت عني ووقفت جامدة تُحدق بوجهي بتفكيرٍ عميق.. بعد لحظاتٍ طويلة همست قائلة لي

 

" هل هذه مكيدة منك؟!!.. أم أنتَ جاد بكلامك؟.. إن تركت الجنين وولدتُه وأعطيتهُ لك سوف تتركني أذهب وإلى الأبد دون أن تمنعني؟ "

 

أشرت لها برأسي موافقا ثم قلتُ لها بغصة

" نعم.. أنا لا أكذب.. أقسمُ لكِ عندما تليدين طفلي سوف أترككِ تذهبين.. وأي شيء تريدينهُ وترغبينهُ سأفعلهُ و أنفذهُ على الفور "

 

لمعت عيناها السوداوين وهي تقول بشك

" أي شيء.. أي شيء أريدهُ سوف تنفذهُ لي؟!... "

 

فأحبتُها بإخلاص وبصدق

" أي شيء تريدينهُ زايا سوف أنفذهُ.. فقط لا تؤذي الجنين.. لا تُجهضيه لو سمحتِ "

 

شردت وهي تُحدق في عيوني ثم فجأة كتفت يديها وقالت لي بصوتٍ جامد

" حتى أوافق لدي شروط.. "

 

نظرت إلى عينيها بصدمة لكنها لم تهتم وتابعت قائلة بإصرار

 

" نعم.. لدي شروط أيها الفارس وهي.. أولا سوف تتوقف عن النوم في هذه الغرفة وتتركني أنام بسلام.. أي أنتَ لن تلمسني مُجددا غصبا عن إرادتي ولن تُجبرني على النوم بجانبك.. ثانيا عليك أن تُلبي كل ما أطلبهُ منك لحين موعد ولادة الطفل.. وممنوعٌ عليك رفض طلباتي مهما كانت.. ثالثا عندما ألد الطفل يمكنك أن تحتفظ به ولكن سوف تتركني أذهب دون أي اعتراض.. رابعا أريدُك أن تطلقني فور ولادتي.. لا أرغب أن أبقى على اسمك ومتزوجة منك.. وخلال فترة حملي سوف تسمح لي بالتجول في القلعة والخروج منها ساعة ما أشاء.. ولك وعد مني بأنني لن أحاول الهروب أبدا قبل أن ألد الطفل.. لذلك لا أريد حُراس حولي منذ هذه اللحظة.. وحاليا لا أريدُ منك عملات ذهبية أو منزل لأنني أفكر بالعودة إلى منزلي الذي اشتراه لي بلاكيوس "

 

شعورٌ كئيب ومؤلم لا يضاهي كان يخنقني ويقبض على صدري.. شروطها لم تُعجبني لكن من أجل طفلي سوف أوافق على أي شيء تطلبهُ مني.. لذلك وبألم وبغصة كبيرة أجبتُها

 

" موافق لكن إن طلقتكِ سوف تصبحين منبوذة في المجتمع ولن يتكلم معكِ أحد ويــ... "

 

قاطعتني بسعادة قائلة وهي تستدير وتتوجه نحو الخزانة قائلة

 

" جيد.. وأنا لا أهتم إن أصبحت منبوذة عندما تطلقني.. أنا سبق ونبذني الجميع في سان مارينو لظنهم بأني مجرد عاهرة لـ لورينزو.. لا يهمني مطلقا كلام الناس عني ونبذهم لي.. ما يهمني أن أكون سعيدة و مرتاحة.. لذلك سوف تطلقني عندما ألد الطفل "

 

شعرت بألمٍ رهيب في صدري وهمست لها بحزن وبغصة ورغما عني

 

" موافق "

 

قهقهت بخفة ثم قالت

 

" إذا اتفقنا حضرة الفارس.. عليك بإرسال خادمة فورا إلى هنا حتى تبدأ بتوضيب ملابسك.. هذه الغرفة أصبحت لي منذ هذه اللحظة.. أي أنتَ لن تدخل إليها مجددا دون إذن مني.. "

 

وبدهشة رأيتها تُخرج ملابسي وترميها على الأرض.. وبغيظ كنتُ أُتابع رؤية رميها لملابسي دون أن أستطع فعل شيء بينما بصعوبة كنتُ أحاول لجم غضبي..

 

استدرت بغضب وخرجت من غرفتي وأمرت بغيظ الحُراس بالذهاب وعدم مراقبة زوجتي وطلبت منهم أن يرسلوا لي خادمتين بسرعة.. كنتُ أقف وأنا أستشيط من الغضب في صالون جناحي عندما دخلت الخادمتين ووقفوا أمامي وهم يحنون رؤوسهم لي باحترام..

 

" جهزوا لي الغرفة الملاصقة لغرفتي.. ثم أريد كل ملابسي وأغراضي الشخصية أن تكون موضبة في تلك الغرفة وبأسرع وقت.. "

 

رفعوا رؤوسهم وحدقوا بوجهي بصدمة.. اللعنة.. لقد وضعتني زايا في موقف مُحرج جدا.. الآن الجميع في القلعة سوف يكتشف بأنني أنام في غرفة منفصلة عن زوجتي.. تبا... لكن من أجل طفلي سوف أستحمل..

 

" هيااااااا.. اذهبوا وابدأوا بتنفيذ ما أمرتكم به.. عندما أعود أريدُ رؤية كل شيء تم ترتيبهُ جيدا "

 

خرجت من الصالون ومن جناحي وذهبت إلى مكتبي حتى أختلي بنفسي وأفكر... كنتُ أجلس على الكرسي وأنا أرتشفُ النبيذ من كأسي ببطء وأنظر بشرود أمامي.. ابتسمت بسخرية ناعمة ثم وضعت الكأس على مكتبي ثم رفعت يدي ومررت اصابعي في خصلات شعري ثم هبطت يدي لتستقر اصابعي على ذقني وأبدأ بفركه بنعومة وأنا أفكر...

 

سوف أُصبحُ أب قريبا.. من كان يتخيل الفارس نيكولاس سوف يُصبح أب؟!.. ومن كان يتخيل أن أتنازل عن أشياء كثيرة من أجله؟!.. حتى أنا بنفسي لم أتخيل ذلك.. لكن فكرة أن يكون لي طفل من لحمي ودمي.. أن يكون لي طفل أهتم به وأربيه وأعتني به وأعلمهُ بنفسي أشياء كثيرة.. أفرحت قلبي..

 

لكن أن تكون زايا تكره الطفل هذا شيء لم أتوقعهُ منها أبدا.. كيف لها أن تكرهه؟!.. تكره طفل ينمو في أحشائها!!.. صدمتني جدا لكن ربما أنا فعلا السبب.. لذلك سوف أتنازل وأفعل لها كل ما تريدهُ من أجل صغيري فقط..

 

نداء ألكسندر جعلني أنتفض وألتفت ناحية الباب متوقعا دخولهُ في أي لحظة.. دخل ألكسندر وتنهد براحة عندما رآني ثم أغلق الباب وتقدم ليقف أمام مكتبي وهو يتحدث بسرعة

 

" هل فعلا زايا حاولت الهروب منذ قليل؟.. لا تقل لي بأنك قتلتها وتجلس الآن هنا وأنت تحتسي النبيذ بسعادة؟.. سوف يقتلك بلاكيوس إن فعلت.. هل قتلتها نيكولاس؟.. أجبني بسرعة... "

 

ضحكت بخفة وأشرت له بالجلوس وعندما فعل نظرت إلى وجهه بسعادة قائلا

" سوف أصبح أب قريبا و... "

 

قاطعني ألكسندر بغضب دون أن ينتبه لما تفوهتُ به

 

" قتلتهاااااااااا!!!... تبا نيكولاس.. قتلت زوجتك وأنتَ تبتسم بسعادة و تُخبرني بفرح بأنك سوف تصبح أب قريبا و.... "

 

توقف عن التكلم وجحظ عيونه وحدق بصدمة إلى وجهي ثم هتف قائلا بصدمة كبيرة

 

" ماذااااااااااا؟!!... سوف تُصبح أب؟!!!.. من هي تكلم؟.. من هي المرأة التي ضاجعتها وجعلتها حاملا منك وأنتَ رجل متزوج أيها الغبي؟.. أو أرمل حاليا.. لا يهم.. تكلم قبل أن أفقد اعصابي.. "

 

ضحكت بشدّة بينما ألكسندر كان وجهه أحمر من شدّة الغضب.. عندما توقفت عن الضحك استقمت بجلستي وعرمت كتفي وقلتُ له

 

" ألكسندر.. لا تقلق أنا لم أقتل زايا مع أنني لن أنكر كنتُ على وشك فعل ذلك.. زايا بخير وهي المرأة التي ضاجعتُها وهي حامل مني.. أنا لم ألمس أي امرأة غيرها منذُ.. منذُ أن رأيتُها للمرة الأولى في منزلها "

 

ابتسمت بخفة عندما رأيت ألكسندر يفتح فمه على وسعه وهو يحدق بوجهي بذهول.. أضفت بهدوء قائلا

 

" هي حامل مني ألكسندر.. قريبا جدا سوف أصبحُ أب.. لكن... "

 

تحولت نظراتي السعيدة إلى حزينة وبدأت أُخبر ألكسندر كل ما حدث معي منذ قليل مع زايا وشروطها لي.. اكتسى الحزن وجهه ثم تجمدت ملامحه وقال لي بنبرة غاضبة

 

" أنا أعلم بأنك ألمتها وظلمتها.. وأعلم بأنك تغضب بسرعة وتتصرف دون تفكير.. لكن أنتَ صديقي رجل رائع.. بداخلك توجد حنية وعاطفة كبيرة وطيبة لا أحد يعرفُ بها سوى المقربين منك لأنك لا تُظهرها.. زايا سوف تندم على قرارها.. هي لا تدرك أي كنز حظيت به وتخلت عنه بغباء.. خاصةً أنها سوف تتخلى عن ابنها... "

 

وقف وتابع قائلا بحزن

 

" مبروك لك صديقي.. أنتَ تستحق أن تكون أب.. وأنتَ فعلتَ الصواب بالمساومة مع زايا من أجل طفلك.. إياك أن تندم في يوم على ذلك.. أراك غدا.. تُصبح على خير "

 

بعد ذهابه نظرت إلى اللوحة المعلقة على الحائط أمامي بشرود وأنا أتمنى بداخلي أن تُسامحني زايا على ما فعلتهُ بها ولا تتخلى عن ابننا أبدا...

 

وبعد وقتٍ طويل خرجت من مكتبي وصعدت إلى جناحي.. وقفت أمام باب غرفتي السابقة أنظر إليه بحزن.. لا أعلم لكنني لا أريد أن أبتعد عن زايا.. لقد تعودت على النوم بجانبها ومعانقتها إلى صدري حتى لو رغما عنها..

 

لا أعلم ما الذي يحدث لي.. لكنني اشتقت لها منذ الآن... تحركت بهدوء ودخلت إلى غرفتي الجديدة.. هذه الغرفة التي وضعت بها زايا بعد أن كذبت عليّ وقالت لي أنها زوجة لورينزو.. مشيت بخطواتٍ بطيئة وجلست على السرير ثم خلعتُ حذائي ثم استلقيت على الفراش وأغمضت عيناي وأنا أفكر بـ زايا...

 

في الصباح الباكر أتى خادم وقال لي أن الكونت بلاكيوس ينتظرني في قاعة الاستقبال.. توجهت نحو الأسفل بسرعة ورأيت ألكسندر يسير أمامي وأشار لي بيده حتى أقترب منه..

 

" هل طلبك بلاكيوس أيضا؟ "

 

سألني بهمس وأشرت له موافقا برأسي.. رفع حاجبه بدهشة ثم قال لي ونحن نتابع السير نحو القاعة

 

" أتمنى أن لا يكون قد اكتشف ما فعلتهُ بـ زايا.. رغم أنه لم يستعد ذاكرته بعد إلا أن بلاكيوس لن يسامحك أبدا على ما فعلتهُ بابنة عمه.. سوف تكون بورطة كبيرة إن اكتشف ذلك "

 

تبا... صحيح بأن بلاكيوس صديقي.. وصحيح أنه كونت ولديه مكانة وسلطة ونفوز في سان مارينو لا بل إيطاليا كلها إلا أنني أخاف أن أخسر صداقته إن اكتشف فعلتي الشنيعة.. لكنني لم أكن حينها أعلم بأنها ابنة عمه أندريا.. اللعنة.. كيف كان لي أن أعرف وهو أخفى عني وعن ألكسندر هذه الحقيقة لسنوات... وذلك الحقير لورينزو قال بأنها عاهرة.. سوف أقتلهُ بيدي على كل ما فعله بالكونت وبـ زايا زوجتي الجميلة...

 

دخلنا إلى القاعة ورأينا بلاكيوس يجلس على الأريكة وهو يحتسي قهوته الصباحية.. أشار لنا بيده حتى نجلس وفعلنا.. نظر نحوي وقال ببرود

 

" أريدُك أن تذهب فورا وتبحث لي عن فابيو ميديشي.. أريدهُ هنا في القلعة وفي أسرع وقت.. ولا تعود إلى القلعة إلا وهو معك "

 

ثم نظر نحو ألكسندر وكلمه.. بالطبع هو يريد ذلك القذر فابيو ميديشي بعد أن سجن تينو.. بلاك سوف ينتقم منهم أشر انتقام... وقفت وقلتُ له بثقة

 

" سوف أذهب للبحث عن فابيو.. وكُن متأكدا بلاك لن أعود إلى القلعة إلا وذلك الحقير معي "

 

وخرجت من الغرفة وصعدت إلى جناحي بعد أن أمرت أحد الضباط بتجهيز نفسه وكتيبة من الجنود لمرافقتي والبحث عن فابيو.. طرقت على باب غرفتي وانتظرت حتى تأذن لي زايا بالدخول.. عندما فعلت دخلت ورأيتُها تقف أمام منضدة الزينة تنظر نحوي ببرود.. اقتربت ووقفت أمامها وقلتُ لها بنبرة حنونة

 

" أنتِ حرة بالتجول في القلعة والخروج منها.. لكن من أجل سلامتكِ طلبت من حارسين بمرافقتكِ عندما ترغبين بالخروج من القلعة.. لن يتدخلوا بشيء فقط سوف يحمونكِ.. سوف أغيب لعدة أيام وربما أسابيع.. كما طلبت من الطباخ الخاص لـ بلاكيوس حتى يهتم بطعامكِ بنفسه.. يجب أن تتغذي جيدا من أجل الجنين و.. سوف أراكِ عندما أعود.. كوني بخير زايا واهتمي بنفسكِ وبطفلنا جيداً "

 

ارتفع حاجبا زايا عاليا وهي تحدق بدهشة إلى عيناي لكنها التزمت الصمت.. ثم هزت كتفها بعدم اكتراث وقالت لي ببرود

 

" لا يهم "

 

شعرت بطعنة في صدري وأنا أراها تستدير وتمسك بفرشات شعرها وتبدأ بتسريحهُ دون أن تكترث لي.. تنهدت بحزن وخرجت من غرفتها ودخلت إلى غرفتي...

 

أسبوعين كاملين بحثت عن فابيو في عدة قرى وبلدات حتى وجدت ذلك اللعين أخيراً في قرية دوفانيانو.. كاد أن يموت من الرعب عندما دخلت إلى منزله... لقد اشترى لنفسه منزل كبير ذلك القذر.. وكان قد غير كنيته من ميديشي إلى بالوكي وكأن ذلك سوف يمنعني من إيجاده..

 

الغبي لقد وجدتهُ فور دخولي إلى القرية.. كل شخص سألتهُ عن فابيو من سكان هذه القرية تعرف عليه وأخبروني جميعهم بأنه كان يتباهى بثرائه وأنه أرمل ويريد أن يتزوج من جديد.. كم هو قذر...

 

عندما اقتحمت منزله وقف جامدا أمامي ورأيت ساقيه ترتعش عندما اقتربت منه ووقفت أمامه وحدقت به بقرف قائلا

 

" فابيو بالوكي.. اوه لا.. بل فابيو ميديشي.. مرحبا بك في الجحيم... "

 

وفورا استدار وركض وحاول الفرار بينما أنا تثاءبت بملل وجلست على الأريكة ووضعت ساقاً فوق الأخرى وبدأت بملل أنظر إلى ما يفعله.. ركض فابيو نحو النافذة وفتح الزجاج ثم قفز خارجا من المنزل.. لحظات قليلة سمعت صرخاتهِ المرتعبة

 

" لااااااااااااااااااااااااا.. دعوني.. أنا بريء.. لم أفعل شيء.. دعونييييييييييييي.... "

 

رأيت جُنديين يدخلان إلى المنزل وهم يسحبون فابيو خلفهما.. رموه أمامي على الأرض ووقفا خلفه.. حدقت به بقرف إذ رأيتهُ يبكي وهو منحني الرأس أمام أقدامي ويرتعش بقوة


نظرت إليهِ بقرف وقلتُ له بحدة

 

" يا رجل.. توقف عن البكاء.. ألا تخجل من شيبتك؟.. إن كنتَ بريء كما تدعي لن أقتلك.. لكن إن اكتشفت بأنك متورط بذلك الكمين الذي كاد أن يوديّ بحياة الكونت.. حينها سوف أجعلك تتمنى الموت ولا تجده "

 

ازداد بكائه أضعافا وبدأت أضحك عليه.. رفع رأسه وقال ببكاء

 

" أنا لا دخل لي بشيء.. لورينزو هددني بقتل عائلتي إن لم أساعده و... "

 

قاطعت حديثه صارخا بغضب

 

" وكأنك تهتم لعائلتك أيها الكاذب.. جشعك لا حدود له.. الجميع يعلم بأنك قمتَ ببيع ابنتك وزوجتها لرجل مُسن يُصلح ليكون جدها.. وها أنتَ هنا في قرية دوفانيانو قد أصبحت أرمل ثري لا عائلة لك وتريد أن تتزوج من جديد.. أخبرني فابيو كم دفع لك لورينزو حتى تشترك معه بقتل الكونت؟.. أجب فورا قبل أن أقتلك... "

 

شهق بقوة وارتعش جسده بعنف وقال ببكاء

 

" أدلينا غبية وساذجة جدا.. لم أرغب أبدا أن يكون لي ابنة عاق مثلها.. لقد كانت عبئ عليّ وأردت أن أتخلص منها لذلك زوجتُها إلى جاكوبو.. ثم لورينزو أعطاني ثماني قطع ذهبية لكن هو من أطلق النار على الكونت.. لقد أمرنا جميعا في ذلك اليوم أن نترك الكونت له لأنه يرغب بقتلهِ بنفسه.. أنا لم أفعل شيء فقط وقفت بعيدا أشاهد ما يحصل.. صدقني و... "

 

انحنيت وامسكتهُ بياقة قميصه وجذبتهُ بعنف نحوي ونظرت مباشرةً إلى عينيه بكُره وغضب كبيرين وقلتُ له وأنا أصك على أسناني

 

" لذلك كان سيفك ممتلئ بالدماء وأنتَ تخرج من الغابة في ذلك اليوم.. لقد شاهدك فلاح وأخبرني.. أخبرني أن ملابسك وسيفك كانا ممتلئين بالدماء.. دماء جنودي الأبرياء الذين قتلتموهم... "

 

رميتهُ بعنف بعيدا ثم وقفت وأمرت الجنديين

" أخرجوه من هنا.. سوف نعود إلى سان مارينو بسرعة "

 

سحبوه جرا خلفهم وذهبنا إلى سان مارينو.. عندما وصلت رأيت حُراس الحدود أمامي مع الضابط المسؤول عنهم.. اقترب وتكلم معي وقال لي على انفراد

 

" سيد نيكولاس.. وصلتنا معلومات أن لورينزو ويتلي دخل أراضي سان مارينو.. لكن المدهش هو أنه حاليا يسكن مع الليدي فيرلا في قصر الكونت قرب شاطئ ريميني... "

 

تملكني غضب لا حدود له لدى سماعي لما تفوه به ودون تفكير أمرت الجميع بالذهاب إلى القصر.. لم أستطع أن أذهب إلى القلعة أولا وأرمي فابيو بالزنزانة بل أردت أن أقتل ذلك النذل لورينزو.. كيف تجرأ على دخول سان مارينو ذلك القاتل الحقير والوغد.. ابن السافلة سوف أريه الجحيم...

 

توجهت مُسرعاً نحو القصر دون أن أنتبه أن ألكسندر كان على حصانه برفقة جنوده وهو يهتف باسمي ويتبعني... سحبت سيفي من حزامه ودخلت إلى قصر بلاكيوس وأنا أهتف بغضبٍ قاتل


رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم


 

أين هو ذلك الحقيرررررررر... أريدُ قتله.. لورينزوووووووو.. أيها القاتل القذررررررررر.. أُخرج فورااااااااااااااا... "


بدأت أبحث في غرف القصر عنه وسمعت ألكسندر يهتف بفزع

 

" نيكولاس.. اهدأ لو سمحت.. سوف يغضب منك الكونت إن قتلتَ لورينزو.. ثم هو هنا بأمر من الكونت شخصيا "

 

جُن جنوني لدى سماعي ما تفوه به وتوقفت عن البحث وبدأت أصرخ بغضب بوجه ألكسندر كيف سمح بلاك لذلك القذر بالدخول إلى سان مارينو والعيش في قصره.. في النهاية همس ألكسندر وقال لي بأن بلاكيوس يخطط لشيء.. هدأت فورا ووضعت سيفي بحزامه على خصري ورأيت ألكسندر ينظر خلفي.. التفت ورأيت أدلينا ميديشي تقف خلفنا وهي تُحدق بنا برعب.. ابتسمت بسعادة لدى رؤيتي لها إذ حان الوقت حتى أكتشف حقيقة الماضي وتذكرت أن فابيو قال لي بأنها ساذجة جدا.. سوف تصدق بأنني اكتشفت شيئا عنها وتتكلم...

 

وكنتُ على حق.. إذ فور سحبي لها وإدخالها إلى مكتب بلاك هددتها وأمرتُها أن تُخبرني حقيقة ما حدث معها ومع الكونت في الماضي ولدهشتي بدأت تتكلم بعد أن أقسمت لها بشرف الفرسان بأن لا أتفوه بحرف للكونت...

 

صدمة كبيرة شعرت بها عندما انتهت.. وبسبب صدمتي ضحكت... اللعنة هذه المرأة غبية لدرجة كبيرة أو بريئة جدا لدرجة أنها لا تنتمي إلى هذا العالم..

 

لم أستطع أن أصدق ما سمعتهُ أذناي.. واكتشفت ما حدث في الماضي.. اكتشفت الحقيقة... قمتُ بهز رأسي رفضا لتصديق سذاجتها التي لا تحتمل.. بلاكيوس سوف يقتلها بيديه عندما يتذكر و يكتشف الحقيقة..

 

"  لا.. لا.. لا أستطيع التصديق.... أنتِ غبية ة ة ة ة ة ة!!... "


هتفتُ بعصبية ثم اقتربت منها وأمسكتُها بكتفها وجعلتها تقف وبدأت أهزها بعنف وأنا أصرخ بجنون

 

" هل أنتِ غبية؟... اللعنة عليكِ يا حمقاء.. كيف انتقمتِ منه؟.. كيف استطعتِ فعل ذلك به أيتها الحمقاء؟.. لقد دمرتهِ وشوهتهِ بسبب غبائكِ الشديد.. لقد صدقـــ "

 

لكن توقفت عندما دخل بلاكيوس إلى المكتب وبدأ يصرخ بغضب بوجهي حتى أتركها.. تبا!!.. هو يعشقها بجنون.. لكن إن تذكر سوف ينسى عشقهِ لها وينتقم منها على ما فعلتهُ به.. حتى لو كانت غبية إلا أنه لن يرحمها...

 

حرجت من المكتب حتى لا أتفوه بكلمة أمامه.. لقد أقسمت لتلك الغبية بأن لا أفعل.. والآن أنا أحترق بداخلي.. هناك غضب يتفجر بداخلي كالبركان لكن يجب أن أهدأ وأفكر ماليا كيف يمكنني أن أنقذ تلك الغبية من الموت على يدين بلاك عندما يتذكر ويكتشف بأنها انتقمت منه وهو بريء كلياً وتماماً...

 

" اللعنة.. سوف يقتُلها بلاك من دون شك "

 

تمتمتُ بغيظ وخرجت من القصر وذهبت إلى القلعة..

 

  

زايا***

  

كنتُ أتقيأ في الحمام وأنا أبكي برعب.. خمسة أيام متتالية بدأت أشعر بها بغثيان في الصباح.. وكنتُ أتقيأ تقريبا كل ما أتناولهُ وذلك الدوار اللعين لا يتركني طيلة الوقت..

 

غسلت فمي وأنا أبكي بخوف.. هل أنا حامل؟!!!... تجمدت بفزع لدى تفكيري بذلك وفورا همست بانهيار وبتوسل

 

" لا يا إلهي أرجوك لا تفعل ذلك بي... "

 

سقطت على الأرض جاثية على ركبتاي وأنا أبكي بتعاسة.. لا أريد.. لا أريد أن أكون حامل من نيكولاس..

 

" حسنا زايا.. اهدئي.. متى آخر مرة أتت دورتي الشهرية؟!.. اها!!.. تذكرت.. اهدئي زايا وابدئي بالعد.. "

 

همست لنفسي ثم رفعت يدي وبدأت بالعد

" لااااااااااااااااااااااااا... لا إلهي أرجوك لااااااااااااااااا... "

 

هتفت برعب عندما اكتشفت أن دورتي الشهرية تأخرت عشرون يوم عن موعدها المعتاد.. وهنا صفعتني الحقيقة المرعبة

 

" أنا حامل من نيكولاس!!!!!!.... "

 

همست برعب شل عالمي وبدأت أبكي وأنتحب بهستيرية.. الآن ربطني به وإلى الأبد.. الآن لن أستطيع أبدا أن أتحرر منه... بكيت بألم و بعذاب و بحسرة على ذاتي وعندما هدأت بعد ساعة وقفت ودخلت إلى الغرفة ونظرت حولي بتعاسة لا توصف..

 

ماذا يجب أن أفعل الآن؟!.. هذا الطفل هو قطعة مني.. لا أستطيع أن أكرهه.. صحيح بأنني أكره نيكولاس لحد اللعنة لكن ما ذنب طفلي... وقفت ووضعت كلتا يداي على معدتي وبدأت أمسدُها برقة وأنا أهمس لطفلي بحنان

 

" لن أتخلى عنك أبدا صغيري.. سوف أحميك بروحي.. لذلك يجب أن أهرب الليلة مهما كلفني ذلك.. إن اكتشف والدُك بأنك في أحشائي قد.. قد يكرهُك.. و.. وهو أصلا يكرهني لأنني ابنة غير شرعية وخاصةً لأنني شقيقة لورينزو.. لذلك صغيري يجب أن نهرب الليلة "

 

اتخذت قراري وفعلت.. حاولت الهروب في المساء لكني لم أفلح وقبض عليّ هؤلاء الملاعين الجنود واجبروني على الدخول إلى قاعة الانتظار.. ارتعش جسدي وشعرت بقلبي يصبح بين قدماي عندما دخل نيكولاس إلى القاعة..

 

وقف جامدا أمام الباب وهو ينظر إليّ بطريقة تُرعب النفوس لكن حاولت أن أُخفي خوفي الكبير منه وظللت أُحدق بعينيه بغيظ وكره

 

" يمكنكم الانصراف  "

 

أمر الجنود وعندما خرجوا أقفل باب القاعة وتقدم ببطء ووقفت أمامي.. كم تمنيت أن تحدث مُعجزة وتنشق الأرض أسفلي وتبلعني حتى أهرب منه.. كنتُ خائفة جدا من نيكولاس.. حسنا كلمة خوف لا تُعبر عن مدى الرعب والفزع الذي أعيشهُ الآن... بلعت ريقي بقوة وفكي ارتعش واصطكت أسناني من الخوف لكن رغم ذلك حاولت أن أقف جامدة أمامه ونظرت إلى عينيه بعنفوان...

 

كتف يديه ونظر إليّ بوعيد ثم ابتسم بمكر وقال لي بنبرة باردة جعلت الصقيع يلتف حول قلبي

 

" مدام طوليني.. هل يمكنكِ أن تُخبريني إلى أين كنتِ ذاهبة تتسللين في هذا الوقت المتأخر؟!.. أو دعينا نكون صريحين.. إلى أين كنتِ تهربين؟!.. هل حقا ظننتِ بأنه يمكنكِ الهروب من قلعة غوايتا دون أن يراكِ أحد؟!.. أجيبيني ي ي ي ي..... "

 

هتف بعنف في النهاية وانتفضت بقوة وأدمعت عيناي وأنا أُحدق بوجهه برعب..

" تكلمي قبل أن أرتكب جريمة وأقتلكِ فوراااااااااااا.. تكلمييييييييييي.... "

 

التزمت الصمت لكنني انتفضت مجددا وارتعش جسدي برعب وابتعدت خطوتين إلى الخلف بعيدا عنه.. ثم حدقت بوجهه بفزع ثم رفعت يدي اليمنى وأبعدت خصلات شعري وثبتُها خلف أذني ثم حدقت بعمق إلى عينيه وهمست قائلة له بمرارة

 

" لم أعُد أحتمل.. لا يمكنك أن تلومني على تفكيري من الهروب منك وإلى الأبد.. أنا أكرهُك ولا أرغب برؤية وجهك أمامي مجددا.. خطفتني و.. واغتصبتني ثـ.. ثم تزوجتني رغما عني.. ثـ.. ثم جعلـ.. ثم جعلــ... "

 

كنتُ أريد أن أخبرهُ بأنهُ جعلني حامل منه.. لكن الكلمات توقفت في حلقي ولم أستطع إخراجها والنطق بها.. كان يهزني بعنف وهو يصرخ بجنون بوجهي ويهددني..  ثم حملني على كتفه وصعد بي إلى غرفته.. دموعي لم تتوقف للحظة عن السيل وتبليل وجهي.. دقات قلبي الخائفة كانت سريعة جدا لدرجة أن قلبي بالكاد استطاع تحملها...

 

" سوف تندمين.. سوف أجعلكِ تتذكرين في كل لحظة إلى من تنتمين الآن.. وسوف أجعلكِ تتذكرين في كل ثانية بأنكِ مُلكي وزوجتي إلى الأبد "

 

هتف بعصبية مفرطة ورماني على السرير لكنني انتفضت ونزلت عنه ووقفت أمامه ثم رفعت رأسي وحدقت إلى وجهه بكره فاق تحملي وقلتُ لهُ بهستيرية وببكاء

 

" أنا لم أفعل لك شيء.. ما ذنبي؟.. ما هو ذنبي حتى تنتقم مني؟.. اذهب وانتقم من لورينزو إن كان هو المذنب.. لقد اكتفيت منك ومن حقارتك.. أيها الحقير لقد جعلتني حامل منك.. سمعت؟.. أنا حااااااااااااامل منك أيها اللعين.. في أحشائي ينمو طفلك الذي أكرهه.. أنا لا أريدُ طفل منك يحمل دمائك القذرة.. كنتُ أريدُ الهروب وإجهاض ذلك الطفل اللعين.. لا أريدهُ لأنهُ منك.. منك أنت "

 

احترق قلبي عندما تفوهت بتلك الكلمات أمامه.. طبعا كذبت عليه.. أنا من المستحيل أن أكره طفلي فلذة كبدي.. من المستحيل أن أكرهه وهو قطعة مني.. لكنني أردت أن أؤلم ذلك الشيطان زوجي كما ألمني سابقا.. لكن بصدمة كبيرة التف رأسي ناحية اليسار وتتطاير شعري وغطى وجهي بسبب صفعة نيكولاس القوية على وجنتي.. شعرت بأن رقبتي قد كُسرت ووجنتي كانت تؤلمني بشدّة أما أذني أصابها طنين مُخيف لكن صوته استطعتُ سماعه بوضوح لأنه كان يصرخ بملء صوته

 

" كيف تتجرئين حتى على التفكير بإجهاض طفلي؟... سوف أقتلكِ إن أذيت الجنين.. فهمتِ زاياااااااااا؟... "

 

رفعت رأسي وحدقت بوجهه برعب وأنا أبكي وأحاول كتم شهقاتي ثم همستُ لهُ بكُره قائلة

" أنا أكره هذا الطفل لأنه نتيجة اغتصابك لي... أكرهه بقدر ما أكرهُك "

 

أصابه الجمود والذهول كان واضح على معالم وجهه.. ولدهشتي عانقني وحاولتُ مقاومته وأنا أبكي..

 

" لو سمحتِ زايا اهدأي قليلا ودعينا نتفاهم... توقفي عن البكاء لو سمحتِ "

 

سكنت في أحضانه في النهاية وأطلقت العناء لدموعي وشهقاتي.. كنتُ أبكي على صدره بينما هو يربت بحنية على ظهري وهمس برجاء

 

" أرجوكِ لا تؤذي الجنين.. سوف أفعل كل ما تريدينهُ لكن... لكن أرجوكِ لا تؤذي طفلي.. أعدُكِ زايا سوف أترككِ تذهبين بعد أن تلدي طفلي.. سوف أُحرركِ مني وأسمح لكِ بالذهاب بعد أن تلدي ابني.. سوف أشتري لكِ منزل كبير في أي بلدة تختارينها وأعطيكِ الكثير من الذهب.. أي شيء تريدينهُ سوف أعطيكِ إياه.. فقط احتفظي بالطفل وأنا سوف أهتم به وبتربيته.. لا تحرميني من ابني زايا أرجوكِ.. "

 

بجسدي تصلب بصدمة ثم رفعتُ رأسي ونظرتُ بعمق وبذهول إلى عيونه الزرقاء.. عينيه كانت تتوسل إليّ حتى أوافق لكن دهشتي كانت أنه تقبل أن يكون لديه طفل مني ولم يشعر بالغضب لأنني حامل منه.. ابتعدت عنه ووقفت جامدة أُحدق بوجهه بتفكيرٍ عميق.. بعد لحظاتٍ طويلة همستُ قائلة له

 

" هل هذه مكيدة منك؟!!.. أم أنتَ جاد بكلامك؟.. إن تركت الجنين وولدتُه وأعطيتهُ لك سوف تتركني أذهب وإلى الأبد دون أن تمنعني؟ "

 

أشار لي برأسه موافقا ثم بدأ يترجاني حتى لا أؤذي طفلي ويساومني عليه.. كأنني سوف أؤذي طفلي وأوافق أن أساوم عليه.. لذلك قررت أن أجعلهُ يصدق بأنني سأتخلى عن ابني عندما ألده ووضعت له شروط..

 

أنا من المستحيل أن أتخلى عن طفلي.. نيكولاس غبي لأنه صدق بأنني وافقت على فعل ذلك.. هذا طفلي أنا.. أنا أمه.. سوف أحمله في أحشائي لمدة تسعة أشهر وأتألم عند ولادته.. هذا طفلي أنا ومن المستحيل أن أتخلى عنهُ للحظة.. لذلك قررت أن أوهم نيكولاس بأنني وافقت على التخلي عن ابني له وعندما يثق بأنني لن أهرب منه سأفعل.. نعم سوف أهرب منه ومن إيطاليا كلها مع طفلي ولن أدعهُ يجدنا أبدا...

 

ولكن طبعا ليس قبل أن أنتقم منه على كل ما فعلهُ بي.. سوف أنتقمُ من نيكولاس وأريه الويل.. وانتقامي بدأ منذ هذه اللحظة.. رميت ملابسهُ الفاخرة على الأرض وأمرتهُ بجلب خادمة حتى تُخرجها من الغرفة.. عليه أن ينتظر ويتحمل فهناك المزيد بانتظاره..

 

بعد خروجه من الغرفة بغضب سقطت على السرير وأنا أُقهقه بسعادة.. وضعت يدي على بطني وكلمت طفلي قائلة

 

" صغيري.. علينا أن نكون أقوياء هذه الفترة ونستمتع بالانتقام من والدك.. صحيح هو والدُك لكنه غبي.. لقد ألمني كثيرا وعليه أن ينال جزاء ما فعلهُ بي.. لذلك لا تكرهني صغيري فأنا أمُك وأنا أحبُك كثيراااااااا... "

 

لكن عندما أردت أن أنام بعد ساعة.. شعرت بالفراغ.. لقد تعودت رغماً عني على النوم في أحضانه.. تنهدت بحزن وامسكت بوسادته و استنشقت رائحتها.. أغمضت عيناي وحضنت الوسادة إلى صدري حتى أخيرا استطعت النوم بعمق..

 

في اليوم الثاني عندما دخل إلى غرفتي وقال لي بأنه سوف يغيب لعدة أيام وربما أسابيع شعرت بألمٍ كبير في صدري وحُزن عميق لم أعرف سببه.. وادعيت عدم اكتراثي لما تفوه به رغم حزني.. وعندما خرج من الغرفة نظرت بألم إلى الباب وهمست قائلة بحزن

 

" أتمنى أن تعود بسرعة وتكون بخير "

 

في الأسبوع الأول بدأت أتجول براحتي في القلعة ورأيت تلك الفتاة يولينا التي حاولت مساعدتي عندما حاولت الهروب في المرة الأولى.. تقربت منها وأصبحنا صديقتين بسرعة.. عندما أخبرتُها بأنني حامل بدأت تهتم بي وتُخبرني بأنها تمنت كثيرا أن تكون مع شقيقتها الكبرى في فترة حملها لكن شقيقتها رفضت ذلك ومنعتها للأسف من الذهاب إلى منزلها طيلة فترة حملها وكانت ترى يولينا في القرية..

 

هذا غريب.. لو كان لي شقيقة الأن كنتُ رغبت وبشدة أن تكون برفقتي طيلة الوقت.. يبدو أن شقيقتها الكبرى قاسية..

 

كنتُ أمضي معظم وقتي برفقتها ولاحظت بأن يولينا تعشق الفارس ألكسندر.. نظراتها العاشقة له كانت واضحة وتفضحها.. كانت حدقة عينيها تتسع عندما تتحدث عنه أو تُخبرني بأنها يجب أن تذهب حتى تغسل ملابسه.. وعندما يأتي إلى القصر يظهر الخجل والارتباك في نظراتها.. وكانت بصعوبة تستطيع إزالة عينيها عنه..

 

أما توماسو هذا الصغير عشقتهُ بسرعة.. إنه أجمل وأرق طفل رأيتهُ في حياتي.. رغم أن يولينا قالت لي بأنه ابن شقيقتها من الكونت إلا أنني أحسست بشعورٍ غريب بداخلي يمنعني من تصديق ذلك إذ وجدت صعوبة بتقبل أن توماسو هو ابن بلاكيوس.. توماسو لا يشبه بلاكيوس أبدا.. ربما يشبه والدته!!.. ولكن توم الصغير يذكرني بشخص!!.. لكن من لا أذكر...

 

عندما كانت يولينا تنشغل كنتُ أهتم بـ توماسو.. كنتُ أشعر بالسعاد معه وأنا أعلمه القراءة والكتابة أثناء غياب بلاكيوس.. وكنتُ ألعب معه طيلة الوقت.. لكن عندما يأتي بلاكيوس كان توماسو يمضي معظم الوقت برفقته...

 

بلاكيوس رائع جدا وحنون.. رغم عدم تذكره لي إلا أنه كان يعاملني برقة وبحنية ويسألني دائما إن كنتُ بخير أو أحتاج لشيء خاصةً عندما عرف بحملي..

 

وبعد مرور أسبوعين على غياب نيكولاس بدأت أقلق عليه.. لا أعلم سبب ذلك لكنني اشتقتُ له وقلقتُ عليه لأنه تأخر بالعودة.. حاولت بطريقة غير مباشرة أن أسأل ألكسندر عنه لكنه ابتسم لي بوسع وقال بأنه بخير وسوف يعود قريبا...

 

اللعنة على هرمونات الحمل ربما بسببها أنا اشتاقُ إليه وأفكر به كثيرا... و وسادته اللعينة لا أنام إلا وأنا أحتضنُها إلى صدري في كل ليلة..

 

وفي اليوم الثاني عاد.. نيكولاس عاد.. إذ في الظهيرة سمعت صوت البوق والحُراس والجنود يهتفون بسعادة مرحبين به.. ركضت بلهفة وخرجت من القلعة ووقفت بسعادة أنظر إليه وهو يجلس على حصانه ويبتسم للجميع ويُجيب على ترحيبهم الحار به..

 

نبضات قلبي تسارعت وفرشات كثيرة تطايرت في معدتي.. كنتُ أقف وأنا أضع يداي على قلبي وأُحدق بسعادة وبلهفة إليه.. لم أرى أمامي سواه.. ولم تسمع أذناي سوى صوته..

 

قفز عن حصانه ووقف جامدا عندما رآني.. كانت عينيه تتأملني وتتفحص ملامحي وعندما تلاقت نظراتنا شعرت بأنني أُحلق في عالم آخر.. كم هو وسيم وكم عينيه جميلة..

 

لم أنتبه على نفسي إذ فجأة شعرت بنفسي أركض باتجاهه.. أردت أن أعانقه و... توقفت فجأة بعيدة عنه بخطوتين إذ أفقت من جنوني.. ماذا كنت سأفعل؟!!.. هل جُننت؟!.. هل حقا أردت أن أعانقهُ؟!.. تجمدت ملامحه وهو يُحدق بوجهي بدهشة.. نظرت إليه بحزن وبضياع بسبب مشاعري الغريبة


رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم



لقد جُننت فعلا!!.. و دون أن أتكلم معه استدرت وركضت داخلة إلى القلعة.. أنا فعلا أصابني الجنون بسببه...

 

دخلت إلى غرفتي وأغلقت الباب وأسندت ظهري عليه وأغمضت عيناي.. ما الذي كنتُ أفكر به منذ قليل؟!... لا بُد أنني فقدت عقلي.. أنا أكرهُه.. نعم.. أنا أكرههُ وأريدُ الهروب منه مع طفلي..

 

فتحت عيناي وقررت أن أستحم وأرتاح قليلا... في المساء كنتُ أهبطتُ على السلالم وأنا أفكر بـ نيكولاس..

 

" ههههه.. الفارس نيكولاس سئم منها.. هو ينام في غرفة منفصلة عنها.. بالطبع سوف يسئم منها فهو زير نساء كان يُغير نسائه في كل اليوم.. هو رائع ووسيم وقوي وفاتن بينما هي لا يوجد بها شيء مميز.. فهي ليست جميلة وتبدو باردة ومتكبرة.. ثم هي لقيطة.. هي لا تُناسب الفارس نيكولاس أبداً.. "

 

تجمدت فجأة وارتعشت مفاصلي بقوة عندما سمعت خادمتين يتكلمان عني وعن نيكولاس

 

" هههههه.. معكِ حق.. الفارس نيكولاس رجل في كل ما للكلمة من معنى.. تبا عندما ضاجعني بقوة قبل أن تأتي تلك اللقيطة جعلني أطير وأُحلق فوق السحاب.. هو سئم منها فعلا فالسيد نيكولاس كالفراشة يُحلق من وردة إلى وردة إلى زهرة ولا يشبع من رحيقها ولا يثبت على واحدة.. سوف يتركها بالتأكيد.. هي ليست مناسبة لتكون زوجةً له.. في الأصل هي ليست من مستواه.. فهو ابن الــ.... "

 

لم أستطع سماع المزيد من حديثهم لأنهم ابتعدوا.. كانت دموعي تتساقط كالمطر على وجنتاي دون أن أشعُر بها.. كل ما أعرفه أن ألم رهيب لا يُحتمل أغرق قلبي.. استدرت وركضتُ عائدة إلى غرفتي.. انهرت ورميت نفسي على السرير أبكي بألم وبعذاب وجسدي يرتعش بالكامل وقلبي.. قلبي المسكين كان ينتفض ألماً...

 

" زايا.. زايا.. هل أنتِ بخير.. زايااااااااااا..... "

 

انتفضت بعنف وتوقفت عن البكاء عندما شعرت بيدين تمسك كتفي وترفعني.. لم أشعر به يدخل إلى الغرفة.. رأيت نيكولاس يحدقُ بوجهي بقلقٍ كبير.. حقير وكأنه يهتم... ابتعدت عنه ومسحت دموعي وقلتُ له بقهر

 

" من سمح لك بالدخول إلى غرفتي؟.. أخرج فورااااااااااا "

 

عقد حاجبيه وقال لي بهدوء

 

" لقد طرقت الباب وندهت لكِ لكنكِ لم تسمعي.. ظننت أن مكروها قد أصابكِ لذلك دخلت و.. و.. لماذا كنتِ تبكين زايا؟!.. هل يؤلمكِ شيء؟!... "

 

نظرت إليه بتعاسة وأردت أن أصرخ بوجهه قائلة.. نعم.. قلبي يؤلمني بسببك.. لكنني لم أستطع فعل ذلك بل أجبتهُ ببرود

 

" هل أنتَ خائف على طفلك؟.. لا تقلق.. أنا بخير.. يمكنك الذهاب الآن أريدُ أن أرتاح "

 

وقف وكتف يديه وقال لي بإصرار

" لن أذهب قبل أن تُخبريني لماذا كنتِ تبكين و... "

 

قاطعته هاتفة بقهر

" ليس من شأنك.. اذهب.. ثم رائحتك مقرفة لقد جعلتني أشعر بالغثيان.. اذهب واستحم "

 

جحظ عينيه ونظر إليّ بذهول وقال بصدمة

" رائحتي مقرفة؟!!.. لقد استحممت منذ قليل و... "

 

وقفت وقلتُ له بكُره

" لا أهتم.. اذهب واستحم مجددا.. رائحتك ألمت معدتي وطفلي المسكين يشعر بالغثيان بسببها "

 

رفع يدهُ اليمنى ووضعها خلف عنقه وبدأ يمسد عنقه وهو ينظر إليّ ببلاهة قائلا

 

" أوه.. حسنا.. فقط لا تغضبي.. سوف أذهب وأستحم من جديد.. هل تناولتِ وجبة العشاء؟.. أم... "

 

أمسكتهُ بمعصمه وسحبته ناحية الباب وقلتُ له بغيظ

 

" اذهب واستحم أولا.. لم أعد أحتمل رائحتك.. سوف أطلب من الخادمة حتى تجلب لي وجبة العشاء.. هياااااا اذهب "

 

فتحت الباب وأخرجته ثم صفعت الباب بوجهه.. بعد لحظات رفعت يدي وكتمت ضحكتي.. ههههه.. لقد صدق بأنني كرهت رائحته.. مسكين سوف أجعلهُ يُصاب بالجنون قريبا...

 

ابتسمت بمكر ثم نظرت أمامي بغضب وقررت أن أتقم من هاتين الخادمتين قريبا... عندما دخل بعد ساعة نيكولاس إلى غرفتي نظرت إليه بحزن قائلة

 

" هناك خادمتين قالا عني بأنني قبيحة و.. و طفلي سوف يكون قبيح مثلي وقالا بأنني لقيطة و.. "

 

تجمد نيكولاس بصدمة ثم هتف بغضب

" من هما هاتين الحقيرتين.. سوف أقتلهما.. كيف تجرأوا على قول ذلك.. من هما؟.. أخبريني فورا "

 

وبسعادة أخبرته عنهما وخرج بعاصفة من الغرفة.. تبعتهُ فورا ورأيته يمسك بالخادمتين ويضرب رؤوسهم ببعضها وهو يصرخ بهما بغضب عاصف

 

" كيف تتكلمان عن زوجتي وابني بهذه الطريقة يا ملاعين.. أنتم مطرودان.. لا أريد رؤية وجهيكما في القلعة مجددا وإلا قتلتكما.. لكن أولا عليكما أن تعتذرا من زوجتي يا قبيحات.. يا وجه البوم والقذارة... "

 

كنتُ أنظر بهيام إلى نيكولاس وهو يُعنفهم ويهزهم ويشتمهم.. كان يبدو وسيم وهو غاضب ويدافع عني.. أوه نعم شعرت بالإثارة وأنا أرى جسدهُ المفتول العضلات مُتصلب.. ياه طول قامته وعرض كتفيه وشعره الطويل.. هو وسيم جدااااااا..

 

أفقت من تحديقي به بهيام عندما رمى الخادمتين على الأرض أمامي وأمرهما قائلا بحدة

 

" قبلوا يديها واطلبوا منها السماح.. إن لم تسامحكما سوف أقطع رؤوسكما أمامها فورا.. هيا أطلبا منها السماح... "

 

كانت الخادمتين تبكيان ويتوسلان منه الرحمة لكنه لم يهتم لهما.. نظرت إليهما ببرود.. أنا لستُ شريرة لكنهما جرحاني جدا عندما تكلما عني بتلك الطريقة.. سمحت لهما بتقبيل يداي واعتذرا مني

 

" سامحينا ليدي زايا.. لن نُكرر فعلتنا.. نحنُ نعتذر.. لم نقصد... "

 

أجبتهما بهدوء بأنني سامحتهما ثم أمرهما نيكولاس بالوقوف وأمر حارسين برميهم خارج القلعة.. ثم اقترب مني نيكولاس وقال لي برقة

 

" إن أهانكِ مجددا أي شخص.. سوف يكون حسابي معه أليما... و... "

 

نظرت إليه بمكر وقلتُ له بدلال

" أريدُ عصير البرتقال.. أنا أشتهيه "

 

ابتسم بسعادة وقال بسرعة

" فورا.. سوف أطلب من احدى الخادمات بتحضيره لكِ و... "

 

قاطعته قائلة بحزن

" لا.. أنتَ حضرهُ لي "

 

توسعت عينيه بصدمة وهمس بذهول

" أناااااا؟!!!.. "

 

أشرت له برأسي موافقة وقلتُ له

" نعم أنت.. طفلي يريدهُ من يديك.. اعصر لي البرتقال واجلبه لي إلى الغرفة.. لا تتأخر أنا أنتظر العصير "

 

استدرت وصعدت إلى غرفتي وأنا أقهقه بخفة عليه.. نيكولاس طوليني سوف يُصيبُك الجنون قريبا.....

 

 

لورينزو***

 

 

كنتُ أبتسم بخبث وأنا أجلس برخاء على الأريكة في قصر بلاكيوس.. ذلك القصر الذي بناه بسرية تامة من أجل امرأة.. امرأة يبدو بأنه لم يستطع أن يكسب قلبها لأنها لم تظهر في حياته أبدا... من يهتم بذلك.. المهم أن كل شيء يسير كما خططتُ له..

وقفت عن الأريكة ونظرت أمامي بحقد وفكرت بعمق


رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم


 

خطتي نجحت بالكامل وكما توقعت.. أولا فيرلا عادت من جديد إليه.. والمدهش أنها عندما ذهبت إلى القلعة لم يكن بلاكيوس هناك وشعرت بالإحباط لكن لحظنا الجيد أخبرها خادم أن الكونت ذهب إلى قصره قرب شاطئ ريميني.. وهكذا ذهبت فيرلا إلى هناك وأنا كنتُ من بعيد أراقب تحركاتها...

 

كنتُ أعلم أن تلك المرأة والدة ابنه سجنها بلاكيوس في قصره.. لذلك قررت أن أراقب تحركاتها أيضا.. كنتُ أخطط حتى يخطفها بعض من رجالي من القصر وأن أنقذها منهم.. أما الخطة الثانية إن خرجت هي من القصر أو إن هربت سوف أخطفها بمساعدة رجالي وأظهر فجأة وأكون الفارس الشجاع وأنقذها منهم..

 

وعشيقتهُ الحقيرة  سهلت عليّ المهمة.. تلك الغبية سهلت عليّ وبسرعة الأمور.. إذ كنتُ أراقبها من بعيد عندما خرجت برفقة بلاكيوس.. وعرفت فورا سبب وجودهم أمام بيت القضاة في وسط سان مارينو واشتعل الغضب بداخلي.. الحقير بلاكيوس يريد أن يعترف بذلك الطفل اللقيط.. ولكن لسعادتي ودهشتي هربت تلك المغفلة منه قبل أن يدخلوا...


 وهنا أتى دور بطولتي عندما رأيتُها من بعيد تقع عن الشجرة وتأذت.. ذهبت بسرعة وجلبت ثلاثة من رجالي وعدنا إلى الغابة وأنقذتها منهم.. ههههه.. من كان يصدق بأن يأتي بلاكيوس ويراني جاثيا أمام قدميها.. كنتُ أخطط لأخذها بنفسي إلى قصره لكنه سهل عليّ الكثير...

 

وذلك الغبي حتى وهو فاقد لذاكرته يبقى غبي وضعيف الشخصية.. سامحني بسرعة وسمح لي بالعيش في قصره.. بمنتهى السهولة سوف أحقق كل ما أبتغيه.. ولكن ما أزعجني معرفتي أن ذلك الغبي ابن عمي يُحب تلك الفلاحة.. حُبه لها واضح كالشمس.. الأعمى فقط لن ينتبه.. لذلك أصريت على فيرلا حتى تتكلم معه عن حملها وتجبره بأسرع وقت على الزواج منها.. ولدهشتي وافق بسرعة عندما فعلت وتكلمت معه.. حتى أنه حدد حفل الخطوبة..

 

كنتُ في قمة سعادتي أخيرا سوف أحصل على كل شيء.. وفي ليلة بينما كنتُ أخرج متسللا من غرفة حبيبتي فيرلا سمعت شهقة قوية متفاجئة تخرج من فم تلك الفلاحة القذرة وعرفت بأنها رأتني.. لذلك طلبت من فيرلا في الصباح أن تتكلم مع بلاكيوس عندما يأتي وتُخبره بأنها رأتني أنزل عن السلالم الملحق للبرج.. ربما يقتل تلك الفلاحة ونستريح منها إلى الأبد لكن لشدّة ذهولي قالت لي فيرلا بأنه لم يكترث ولم يُعر الأمر أهمية..

 

بلاكيوس الحقير أصبح غامضا.. إذ بعد فترة أسبوعين على تواجدي في القصر مع فيرلا أمرنا القذر بالخروج والذهاب إلى القلعة.. ورفض رفضا قاطعا أن نبقى في القصر.. شعرت بالريبة لكن فيرلا قالت لي أن الغبي بلاكيوس لا يتذكر شيء وهو فقط يريدنا ببساطة أن نعيش في القلعة..

 

لكن من يعيش في القلعة؟!.. بالطبع الفارسين الحقيرين ألكسندر وذلك البغيض نيكولاس... نيكولاس القذر تزوج من تلك العاهرة زايا وهذا ما أدهشني عندما عرفت.. لقد أخبرته بأنها مجرد عاهرة فكيف تزوج منها؟!.. حسنا أمرها لا يهمني ولكن ربما أستفيد منها قبل أن تتزوج فيرلا من بلاكيوس..

 

وفي أول يوم لنا في القلعة طلبت من فيرلا أن تتقرب من ذلك الطفل اللقيط وتكتسب محبته.. لكن ذلك الطفل القذر لم يُحب فيرلا وكان يعضها أو يركل ساقها.. وبغيظ كانت فيرلا تبتسم وتطلب من بلاكيوس كي لا يُعاقب الصغير..

 

أما شقيقتي اللعينة زايا قررت بعد أسبوعين من عودتي إلى القلعة أن أبدأ بالاستفادة منها.. كانت تتجنبني دائما وترفض التكلم معي.. ولكن شعرت بالغضب وقررت أن أضع حدا لتلك اللقيطة أيضا لذلك بعد أن تأكدت بأن نيكولاس خرج من القلعة صعدت إلى غرفتها وأنا أبتسم بشر..

 

دخلت إلى غرفتها دون استئذان ورأيتها تجلس على الأريكة وهي تضع يدها على بطنها وتبتسم بحنية.. رفعت رأسها وشهقت بقوة عندما رأتني واكتسى وجهها معالم الغضب وصرخت بوجهي وهي تُشير بيدها نحو الباب

 

" كيف دخلت إلى غرفتي؟.. أخرج حالا قبل أن أطلب من الحُراس برميك خارجا "

 

اقتربت ووقفت أمامها أنظر إليها بحزن مصطنع قائلا

" ألمتِ قلبي زايا.. هل هكذا تتكلمين مع شقيقكِ الوحيد؟.. هذا مُحزن "

 

وقفت ونظرت إليّ بكُره قائلة

 

" أصمت.. أنتَ لستَ بشقيقي.. الأخ لا يقول عن أخته بأنها عاهرة.. لقد تخليتَ عني بسهولة ونكرتني.. من أجل ماذا؟!.. مصالحك ربما.. ثم أنا لا يُشرفني أن يكون لي أخ قاتل.. لقد حاولت قتل بلاكيوس.. بلاكيوس الذي ساعدك وحماك واهتم بك ودفع ديونك كلها.. لقد طعنته بظهره وأردتَ قتله.. لماذا؟!.. حتى ترثه... أنا أكرهُك لورينزو.. أنا ليس لي أخ بعد الآن و... آااااااااااااعععععههههه.. دعني.. دعني ي ي ي ي ي..... "

 

جذبتها من شعرها وقررت أن أنتقم من تلك اللقيطة ابنة العاهرة....

 

 

زايا***

 

 

صرخت بألمٍ كبير في النهاية عندما أمسك لورينزو بشعري بقبضته وجذبني نحوه بعنف وقال لي بنبرة جعلت جسدي يرتعش خوفا منه

 

" اسمعي أيتها اللقيطة.. أنا ليس لي شقيقة.. أنا وحيد لدى أهلي.. أنتِ عاهرة مثل أمكِ تلك الساقطة.. لقد استغلت أبي الأحمق وحملت منه.. أنتِ عار على عائلة ويتلي العريقة.. أنتِ لعنة حلت علينا منذ ذلك اليوم عندما والدي الغبي اعترف لنا عن وجودكِ وأراد أن يعترف بكِ.. هههههه.. أمي قتلته حتى لا يفعل وأنا غطيت على فعلتها.. أمي قتلت أبي الأحمق قبل أن يعترف بكِ في ذلك اليوم "

 

خرجت شهقة عنيفة من فمي وبدأت أبكي ألما وحزنا على أبي أندريا المسكين.. ضربت لورينزو بكلتا يداي على صدره وأنا أهتف بألم وبغضب و بكره

 

" قتلى.. أنتم قتلى.. قتلتم أبي يا ملاعين.. أنا أكرهُك.. أكرهُك.. آاااااااااااااعععععععععههههه.... "

 

صرخت بألمٍ كبير عندما جذب شعري عاليا ورفع رأسي وأجبرني على النظر إلى عينيه... ضحك بخفة وقال بسخرية

 

" للأسف لم أقتله بل أمي من فعلت.. كان من المستحيل أن تسمح له بالاعتراف بكِ.. كان الغبي يريد أن يذهب إلى القاضي بعد أن تحسن حتى يُسجلكِ على اسمه ويعترف بكِ كابنة له.. لقد سممته أمي بسم الجرذان.. ههههههه.. فضلت قتله على أن يجلب العار إلى عائلتنا وننفضح.. بلاكيوس الغبي كان موافق على أن يعترف والدي بكِ.. بالطبع سيفعل فهو أضعف مخلوق رأيتهُ في حياتي.. وبعد وفاة والدي أندريا طلب بغباء من أمي أن تعترف بكِ لكنها بالطبع رفضت.. "

 

رماني على الكُرسي وهو يضحك بشر أرعب روحي وعندما توقف عن الضحك تابع قائلا

 

"  أما أنتِ يا لقيطة سوف تنفذين جميع أوامري وإلا أخبرت نيكولاس زوجكِ بأنني وجدتكِ على هذا الفراش في أحضان أحد رجاله.. وصدقيني سوف أجعل ذلك الحقير نيكولاس يصدقني لأن لدي طُرقي الخاصة.. لذلك سوف تنفذين كل ما أطلبهُ منكِ.. "

 

ارتعش جسدي بعنف وسالت دموعي ولطخت وجهي وعنقي.. لم أستطع أن أصدق بأن هذا الإنسان الذي يقف أمامي هو شقيقي.. شقيقي الذي ظننت بغباء مسبقا بأنه لطيف.. شعرت بالخوف من تهديه وسألته بتلعثم

 

" مـ.. ماذا ترـ.. تريد مني؟!... "

 

ابتسم بخبث وقال بهدوء

 

" أريد الكثير والكثير من العملات الذهبية التي يحتفظ بها زوجكِ العزيز هنا في مكانٍ ما.. فزوجكِ العزيز هو ابن اللورد روبيرتو طوليني.. أشهر تاجر حرير في المكسيك وإسبانيا وطبعا إيطاليا.. زوجكِ هو وريثه الشرعي.. لقد ورث منه الملايين بعد وفاة والده.. زوجكِ يا حمقاء من أثرى أثرياء إيطاليا.. وأنا أرغب أن أستفيد منه.. لذلك عليكِ بجلب الكثير والكثير من العملات الذهبية لي وإلا نفذت تهديدي لكِ "

 

وضع أنامله على ذقني ورفع رأسي أكثر وتابع قائلا

" إياكِ أن تحاولي خداعي زايا لأنني لن أرحمكِ حينها.. سوف أعطيكِ فترة ثلاثة أيام فقط حتى تجدي لي العُملات الذهبية.. "

 

نفضت رأسي وأبعدته عن يدهِ القذرة ووقلتُ له بكُره

" أنتَ أحقر مما تصورت.. أتمنى أن تتعفن قريبا وتحترق في الجحيم... آااااااااااااااااااااه.. "

 

تأوهت بقوة عندما صفعني على خدي الأيسر.. أغمضت عيناي ورغما عني سالت دموعي بألم وأنا أسمع لورينزو يضحك وهو يقول

 

" هاهاهاهاهاهههه.... لا مانع لدي.. لكن قبل أن أتعفن وأحترق في الجحيم سوف أجعل زوجكِ العزيز يُرسلكِ إليه قبلي.. الوداع شقيقتي "

 

بعد خروجه رميت نفسي على السرير أبكي بحرقة.. كيف سوف أسرق من نيكولاس الآن؟!.. مستحيل أن أفعل ذلك.. مستحيل.. إلهي ساعدني أرجوك.....

 

 

بلاكيوس***

 

 

 

" أيتها اللعينة الكاذبة والحقودة.. أنا لم أغتصبكِ في حياتي كلهاااااااااااا.. بل لم ألمسكِ حتى قبل فقداني لذاكرتي.. تكلمي يا لعينة.. من هو والد توماسوووووووووو.. من والدهُ الحقيقي قبل أن أقتلكِ.. لماذا جعلتني أظن بأن توماسو هو ابني أيتها الحقيرة؟.. لماذا كذبتِ عليّ و اتهمتني بأنني اغتصبتكِ يا قذرة.. تكلمي... تكلمي قبل أن أقتلكِ.. تكلمييييييييييييي...... "

 

وكل ما سمعتهُ عندما توقفت عن هزها هو بكائها الشديد ورؤيتي لعيونها تحدق بوجهي برعب فاق تحملها... عليها أن تخاف مني لأنني أنوي على قتلها بعد أن أوهمتني بأنني مغتصب وأن توماسو هو ابني... عليها أن تخاف مني لأنني سوف أحول حياتها إلى جحيم....

 

أحكمت إمساك معصميها بيداي وقلتُ لها بغضب و بقهر و بعذاب

 

" تكلمي يا امرأة قبل أن أرتكب جريمة في حقك وأقتلكِ.. أنا تذكرت كل شيء.. كل شيء.. أنا لم أراكِ في حياتي كلها سوى أريع مرات في سوق سان مارينو.. أنا حتى.. اللعنة.. أخبريني.. لماذا انتقمتِ مني وأنا بريء كليا من كل اتهاماتكِ الباطلة في حقي.. لماذا فعلتِ ذلك بي؟!!.. لماذااااااااا؟!.. ماذا فعلت لكِ حتى تنتقمي مني بتلك الطريقة؟!!... تكلمي؟.... "

 

فتحت عينيها بضعف ونظرت إلى عيناي بألم وانكسار وهمست قائلة ببكاء

" أنتَ سمعتَ ما قالته يولينا واستنتجته.. لم ترغب بسماعي ومعرفة الحقيقة الكاملة.. "

 

شعرت بقلبي يريد الخروج من صدري بسبب سرعة نبضاته.. كان جسدي كله ينتفض وعروقه نافرة.. أعصابي لم تعُد تتحمل.. رفعت يدي وأمسكت بفكها بعنف وأجبرتها على النظر إلى عيناي وسألتها بغضب أعمى بصيرتي

 

" هل توماسو ابني؟!.. تكلمي؟.. هل هو ابني أنا أم كذبتِ؟.. انطقي اللعنة عليكِ.. أخبريني حالا.. هل كذبتِ عليّ بخصوصه؟ "

 

سالت دموعها بكثرة وارتعش جسدها بعنف لكنني لم أكترث وسمعتها تهمس مجددا قائلة

" لا.. أنا لم أكذب.. توماسو هو ابنك من لحمك ودمك "

 

ما زلت تكذب!... كيف واللعنة يكون ابني وأنا لم ألمسها في حياتي قبل أن أفقد ذاكرتي؟!.. اشتعل بي الغضب ووصل إلى ذروته.. ابتعدت عنها وصفعتها بقوة لتقع أمام أقدامي على الأرض.. أمسكت بخصلات شعرها ورفعتها ثم صفعتها من جديد وصرخت بعنف وبجنون بوجهها

 

" كاذبةةةةةةةةةةة.. كاذبة.. أنتِ كاذبة.. كيف يكون توماسو ابني وأنا لم ألمسكِ في حياتي كلها قبل الحادث؟.. تكلمي كيف؟... "

 

نظرت إليها بغضب أعمى وانتظرت بحرقة سماع الحقيقة منها


رواية الكونت - فصل 22 - سوف أحرقهم



مسحت الدماء عن فمها وأنفها بيدها المرتجفة وقالت ببكاء و بمرارة

" هو ابنكُ أنت.. أنا لا أكذب.. لكنه ليس مني.. ليس مني.. ليس مني أنااااااااااا.. أنا لستُ والدة توماسو الحقيقية.. "

 

نظرت إليها بصدمة كبيرة وشعرت بأنني سأفقد عقلي بسبب ما قالته.. تجمدت كل خلية في جسدي من جراء الصدمة.. أدلينا ليست والدة توماسو؟!!!!.. كيف ذلك واللعنة!!!؟...


شهقت أدلينا بعنف عندما أمسكت بكتفها و هزيتها بقوة هاتفا بجنون بوجهها

" كيف يكون ابني لكن ليس منكِ؟.. أريدُ الحقيقة الكاملة الآن و حالااااااااااا.. أريدُ أن أعرف كل الحقيقة.. هيا تكلميييييييييي... "

 

توقفت عن هزها ورميتها بعنف على الأرض.. خرجت صرخة متألمة من فمها وأغمضت عينيها وبدأت تتحدث وهي تبكي

 

" توماسو نتيجة اغتصاب.. أنا لم أكذب عندما أخبرت يولينا بذلك.. لكن.. لكن.. ليست أنا من اغتصبتها.. بل.. بل صديقتي.. "

 

تجمدت بأرضي أنظر إلى الأسفل نحوها بصدمة فاقت تحملي.. لم أستطع أن أستوعب كلماتها ولكن صدمتي الكبرى كانت عندما تابعت حديثها قائلة

 

" ليست أنا من اغتصبتها بل صديقتي.. لقد اغتصبتها وريمتها في حظيرة للحيوانات بعد أن استغليت ضُعفها وعشقها لك.. كانت مريضة منذ طفولتها بالقلب.. لقد كانت صديقتي الوحيدة.. وعندما اكتشفت بأنها حامل منك بعد شهر حاولت أن تذهب إلى قلعتك وتتكلم معك لكن تم رميها من قبل جنودك خارج القلعة وأهلها اكتشفوا حملها.. ضربها والدها وكاد أن يقتلها في ذلك اليوم لكنها هربت وأتت إلى منزلي.. لقد ماتت بسببك.. ماتت وهي تلد توماسو.. ماتت وهي تلفظ بأنفاسها الأخيرة بأنك من اغتصبها بعد أن توسلت إليها أن تُخبرني من هو والد توماسو ومن هو  السبب في معاناتها.. "

 

حريقٌ رهيب لف قلبي وأحشائي.. تجمدت بصدمة.. لم أستطع أن أرمش أو حتى أُحرك أصبعا واحداً.. ما تفوهت به ألم قلبي.. إذ تذكرت.. تذكرت ما حدث في الماضي بوضوح...

 

سادت لحظات طويلة من الصمت والجمود.. فقط بكاء ونحيب أدلينا الوحيد كان مسموع في الغرفة..

 

" هل جوفانا شيليني هي صديقتكِ؟ "

 

سألتُها وبداخلي أمل بأن تنفي ذلك.. لكن ألم كبير عصف بداخلي عندما أجابتني ببكاء

" نعم.. هي صديقتي.. هي والدة توماسو الحقيقة.. وأنتَ هو والده "

 

ارتعشت أناملي بعنف وصرخت بوجهها بعذاب فاق تحملي

" هل أخبرتكِ وبالحرف والواحد بأنني من اغتصبهااااااااا؟.. تكلمي.... "

 

تجمدت ملامح أدلينا وتوقفت عن البكاء وشردت قليلا وهي تتذكر.. رفعت رأسها وأجهشت بالبكاء ووضعت يديها على عينيها وهي تنتحب بقوة وتشهق..

 

رفعت يدي اليمنى  ومررت أصابعي بعصبية بين خصلات شعري وقلت لها قبل أن أذهب

 

" لعنة الله عليكِ أيتها الحقودة.. أنا لم أعد أستطيع أن أصدق كلمة واحدة تتفوهين بها.. أنا المذنب من البداية لأنني انخدعت بـ براءتكِ المزيفة.. سوف ترين الجحيم على يدي.. لن تخرجي من هنا أبدا.. ولا تحلمي برؤية توماسو مجددا لأنكِ لستِ أمه.. توماسو والدتهُ الحقيقة ماتت منذ زمن "

 

خرجت من غرفتها ورأيت ألكسندر ينتظرني أمام السلالم وهو جامد ويحدق بوجهي بصدمة.. أقفلت باب غرفتها بالمفتاح وأمرت ألكسندر قائلا

 

" اتبعني "

 

توجهنا نحو الطابق الأول ورأيت نيكولاس ينتظرنا أمام باب مكتبي ويبدو القلق عليه.. دخلت إلى المكتب ووقفت وأشرتُ لهما بالجلوس أمامي على الأريكة وعندما جلسا كتفت يداي خلف ظهري وقلتُ لهما

 

" أولا لا أريدكما أن تقاطعا حديثي حتى أنتهي.. ثانيا أنا تذكرت كل شيء.. لقد استعد ذاكرتي اللعينة "

 

ابتسما بسعادة وعندما أراد نيكولاس التكلم أشرت له بيدي ليصمت وقلتُ لهما

 

" دعوني أولا أخبركما بما حدث.. أدلينا ميديشي أقذر امرأة عرفها التاريخ.. امرأة كاذبة حقودة مثل والدها تماما.. بقذارة انتقمت مني بينما أنا بريء كليا.. هل تتذكران جوفانا شيليني؟ "

 

نظرت إلى ألكسندر ثم نيكولاس ورأيت معالم الدهشة على وجه ألكسندر أما نيكولاس كان يبدو قلقا ومتوتراً.. تنهدت بعمق وتابعت قائلا لهما بحزن

 

" توماسو هو ابن جوفانا شيليني.. هذه الفتاة المسكينة التي بحثت عنها لفترة شهرين كاملين بعد أن أتى والدها وأخبرني بما حدث معها.. هذه الفتاة المسكينة تم اغتصابها فعلا وحملت بـ توماسو.. بحثت عنها في تلك الأثناء في كامل أنحاء سان مارينو ولم أجدها حينها.. لأنها كانت عند أدلينا في منزلها في الغابة قرب حدود سرفالي.. "

 

أغمضت عيناي ثم فتحتها وحدقت بأصدقائي بحزن وقلتُ لهما

 

" توماسو ليس ابني.. بل هو ابن لورينزو.. "

 

شعرت بألمٍ كبير بسبب ذلك.. تمنيت أن يكون توماسو ابني.. تمنيت وبقوة أن يكون كذلك لكنه ليس ابني للأسف.. تابعت بغصة قائلا

 

"ذلك القذر لورينزو اغتصب جوفانا ورماها في حظيرة والمسكينة حملت منه وتم نبذها من أهلها والتجأت إلى أدلينا.. عندما أتى والدها وأخبرني بأن لورينزو اغتصب ابنته وبأنها حامل منه لم أصدقه خاصة عندما أنكر لورينزو أنه فعل ذلك عندما سألته.. ومع ذلك ضميري لم يسمح لي بترك تلك الفتاة وأردت أن أجدها لذلك طلبت منكما أن نبحث عنها بسرية ونجدها في أسرع وقت.. وللأسف لم نجدها وظننت بأنها ذهبت من سان مارينو إلى الأبد.. لكن ما يُحيرني أن أدلينا قالت لي أن جوفانا قالت لها بأنني من اغتصبها.. وبالطبع لم أصدقها.. لماذا امرأة على فراش الموت سوف تكذب؟!.. مستحيل أن تفعل.. "

 

كان نيكولاس يُحدق بحزن إلى وجهي أما ألكسندر بصدمة كبيرة.. أخذت نفسا عميقا ونظرت أمامي بحقد فاق تحملي..

 

حقد أشعل جحيمي ولم أرى سوى لهيبه في عيناي.. همست بإصرار ودون أي تردد

 

" لورينزو ويتلي.. وفيرلا و.. أدلينا ميديشي.. سوف أحرقهم بيدي على كل ما فعلوه بي.. سوف أجعلهم يندمون على الساعة التي ولدوا بها.. سوف أحرقهم بجحيمي الخاص.. سوف أحرقهم بنفسي... "

 

وبدأت أخبرهم بكل ما أنوي فعله معهم ولم أهتم لرؤية نظراتهم المندهشة والمصدومة.. بلاكيوس ويتلي الحنون والطيب والعطوف لم يعُد له وجود.. والآن على الجميع رؤية بلاكيوس ويتلي الكونت الذي لا رحمة في عالمه بعد الآن....

 

 

فيرلا**

 

 

كان قد فاض بي الكيل من ذلك الطفل القذر.. واتفقت مع لورينزو أن أنهيه اليوم قبل الغد.. على ذلك الطفل أن يموت.. كم أكرهه فهو شيطان ملعون لم ينخدع بي.. كان يكرهني ويرفض أن أتقرب منه..

 

فكرة تسميمه أزلتها من رأسي لأن الخدم الملاعين في المطبخ  يظلون طيلة الوقت به لذلك لم أستطع أن أُسمم طعام ذلك الطفل الغبي.. في النهاية خطرت فكرة جُهنمية برأسي وحبيبي لورينزو وافق عليها بسرعة..

 

ولحُسن حظي تأخر الغبي بلاكيوس بالعودة إلى القلعة مع أصدقائه الأحمقين وقررت أن أنفذ خطتي فورا.. تسللت من غرفتي في المساء بعد أن تأكدت أن لا يراني أحد وصعدت نحو جناح بلاكيوس.. الغبي وضع الصغير بغرفة في جناحه حتى يبقى قريبا منه

 

كان قلبي يطرق بعنف وأنا أفتح باب الجناح ببطء.. دخلت ثم أقفلته.. وذهبت نحو غرفة ذلك الصغير الملعون.. فتحت باب غرفته بهدوء ودخلت إلى الغرفة  ثم أغلقت الباب خلفي.. كان هناك شمعتين مضيئتين استطعت من خلالها أن أرى ذلك الطفل اللقيط نائم بعمق على سريره..

 

ابتسمت بخبث واقتربت وجلست على طرف السرير ونظرت إلى توماسو بكرهٍ كبير

 

" للأسف حياتك كانت قصيرة يا صغير.. سوف تموت وأنتَ فقط في الرابعة من عمرك.. خُسارة لكن أنا لا أستطيع تركك تتنفس.. سوف ترث زوجي عندما أقتله "

 

همست بكُره ثم أمسكت بوسادة بكلتا يداي وحدقت بقرف إلى وجه الصغير النائم وقلتُ له

" الوداع.. لا تقلق.. سوف تلتقي بوالدك قريبا في السماء لأنني سأقتله كذلك "

 

وجهت الوسادة فوق رأسه وببطء بدأت أخفضها حتى أخنقه بها..

" الوداع يا صغير... "

 

همست بخبث وحقدٍ كبير وضغطت الوسادة على وجهه حتى أخنقه....



انتهى الفصل 

فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©