رواية الكونت - فصل 23 - العودة إلى الماضي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. صور البارت روعه وفيها إلهام تسلمى اديك
    ❤️❤️❤️❤️👏👏❤️🥳🥳🥳🥳💥💥

    ردحذف
  2. هو الفصل الجديد من شرطيه المرور هينزل امتي انا مستنياه من بدري 🥲🥺🥺🥺🥺+❤❤❤❤

    ردحذف
  3. أحسن كاتبة الله على رواياتك صارت إدمان بالنسبة لي ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  4. كالعادة ابداع 😍😍

    ردحذف
    الردود
    1. 💝💝💝💝تسلمي حياتي💝💝💝💝

      حذف
  5. بارت تحفه تسلم ايدك ياقلبي 👏🏻💯👏🏻💯👏🏻💯♥️😘♥️😘♥️😘♥️

    ردحذف
    الردود
    1. 💞💞💞💞💖💖💖حبيبتي شكرااااااااااااااااااااااا💖💖💖💖💖💗

      حذف
  6. أمتي البارت الجديد

    ردحذف
  7. حببتي برغم اني قراتهاقبل كدا بس بقرائهاتاني تسلم ايديكي ابدعتي ❤️

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 23 - العودة إلى الماضي

 رواية الكونت - فصل 23 - العودة إلى الماضي






العودة إلى الماضي




العودة إلى الماضي قبل زواج أدلينا من جاكوبو***

 

 

أدلينا***

 

كنتُ أُسرح شعر يولينا وأنا أبتسم برقة ثم  كلمتُها بحنان

 
" يا ليتَ شعري لونهُ مثل لون شعركِ يولينا.. شعري الأحمر غريب ولا يوجد في سان مارينو كلها سوى أنا و أمي نمتلك شعر أحمر "

 
التفتت يولينا ونظرت إليّ بعدم التصديق وقالت بدهشة

" أدلينا.. هل جُننتِ؟!.. شعركِ رائع وخلاب.. هو مميز جدا كما أنه يليقُ بكِ جدا.. أنتِ جميلة جدا شقيقتي وشعركِ يزيدُكِ جمالا "

قبل أن أجيبها سمعت أمي تنده لنا قائلة بحنان

 
" بنات.. هيا لنذهب قبل أن يستيقظ والدكم ويرى بأننا ما زلنا في السوق ويغضب.. هيا صغيراتي يجب أن نذهب "

 
تأففت بضيق عندما سمعت والدتي كارين تهتف لنا بقلق.. لا أفهم لماذا تخاف من والدي الحقير إلى هذه لدرجة!.. همست بغيظ وأنا أضع فرشاة الشعر جانبا..

 
" أبي فابيو.. أحيانا كثيرة أشعرُ بالكُره نحوه.. يغضب لأتفه الأسباب علينا.. وأمي ضعيفة ولا تستطيع حماية نفسها وحمايتنا "

 
سمعتني يولينا وقالت بهمس وبنبرة حزينة

 
" لا ذنب لأمي أدلينا.. تعلمين في مجتمعنا لا يُسمح للزوجة بالتطاول على زوجها.. يجب أن تكون مطيعة.. هذه هي العادات.. ثم ربما يوما ما قد يتغير أبي ويصبح متفهما ويعاملنا بحنية "

 
قهقهت بخفة وعانقتُها ثم قبلت وجنتها برقة وقلتُ لها

 
" أنتِ ملاك شقيقتي.. أبي فابيو من المستحيل أن يتغير.. هيا يجب أن نذهب قبل أن تتركنا أمي في المنزل ويستيقظ أبي ويضربنا مثل عادته "

 
أمسكت بيدها وخرجنا من الغرفة ومن المنزل برفقة ماما كارين.. شعرت بالسعادة عندما وصلنا إلى سوق القرية


رواية الكونت - فصل 22 - العودة إلى الماضي




ولكن بعد مرور ربع ساعة كنتُ أشعرُ بالملل الشديد بينما أمي و يولينا يشترون الخضار.. فجأة سمعت جلبة كبيرة أمامنا.. نظرت بحشرية ورأيت أمامي شاب أسمر وسيم.. وسيم جدا يمتطي حصان أسود حالك لم أرى بجماله مسبقا.. كان يرافقه جنود وعرفت بأنه من الطبقة الأرستقراطية.. أي هو من الطبقة الاجتماعية التي في قمة النظام الاجتماعي في مُجتمعنا..

 
لم أعرف في البداية من يكون.. كنتُ أتأمل وجهه الوسيم بذهول وفجأة تلاقت نظراتنا.. وهنا شعرت بقلبي يكاد أن ينفجر في قفصي الصدري بسبب سرعة دقاته...

رأيته يقفز عن حصانه الجميل دون أن يتوقف عن النظر إليّ.. ابتسمت له بخجل ورأيته يبتسم لي بوسع ابتسامة ساحرة


رواية الكونت - فصل 22 - العودة إلى الماضي



احمر وجهي بشدة من جراء الخجل وشعرت بفرشات تُحلق في معدتي.. وقلبي المسكين كاد أن ينفجر بسبب دقاتهِ السريعة.. 



بلاكيوس***



 
" ما أجمل الصباح في سان مارينو.. "

 
همست بسعادة لـ ألكسندر ونحنُ نتوجه برفقة جنودي إلى سوق القرية.. ابتسم ألكسندر بسعادة قائلا

 
" نعم.. جميل جدا.. خاصة أنك تُجبرني على الذهاب برفقتك كل يوم إلى سوق.. أنا محظوظ جداً "

 
نظرت إليه بدهشة وقلتُ له بحزن مصطنع

" ماذا؟!.. ألا تُحب رفقتي ألكسندر؟!.. ألستُ صديقك المقرب؟!.. قلبي تألم الآن... "

 
قاطعني بسرعة قائلا

" بلاكيوس.. كنتُ أمزح.. ياه صديقي أنتَ تعلم جيداً مدى محبتي وإخلاصي لك.. كما أنا أعشق أن أكون برفقتك دائما.. لا تحزن مني "

 
ابتسمت له ابتسامة نابعة من القلب وقلتُ له

" ألكسندر.. كنتُ أمزح.. أنتَ و نيكولاس أغلى شخصين على قلبي و.. و لورينزو أيضا.. "

 
اكتسى الحزن وجهي وتابعت قائلا له

 
" لورينزو أصبح غريب الأطوار مؤخرا.. أصبح يخرج كثيرا من القلعة دون أن يعلم أحد إلى أين يذهب وعندما يعود يكون ثمل.. وأشعر بأنهُ أصبح يكرهني دون أن أعلم السبب.. وعندما أسأله يغضب ويقول لي بأنه ليس طفلا حتى أتصرف معه بتلك الطريقة.. أنا أقلق عليه ألكسندر.. قلق جدا.. لقد وعدت نفسي عندما توفى عمي أندريا أن أهتم به وأحميه.. لكنهُ لا يسمح لي بفعل ذلك.. لا يسمح لي بمعرفة ما يؤلمه ويحزنه "

 
تجهم وجه ألكسندر وقال لي ببرود

 
" هو مغرور ومتكبر.. هو يحسدُك بلاكيوس.. لا تحزن مني لكن هذه هي الحقيقة.. أنتَ ناجح ورائع والجميع يُحبك.. بينما هو مُجرد فاشل لا يجلب لك سوى المتاعب والمشاكل.. لقد خسر كل أملاك والدهُ بسبب القمار والنساء وأصبح مدين بالكثير من الذهب للدائنين وأنتَ ذهبتَ ودفعتَ كل ديونه.. كان عليك أن تُجبره على العمل فكل ما يفعلهُ هو النوم والتباهي بنفسه وعمل المصائب "

 
نظرت أمامي بحزن.. في الحقيقة ألكسندر مُحق لورينزو فعلا مغرور ومتكبر لكنهُ ابن عمي ويجب أن أحميه وأقف بجانبه مهما فعل.. تنهدت بعمق وقلتُ بمرارة وبحزن عميق

" كلامك صحيح ألكسندر.. لكن لورينزو يبقى ابن عمي ومن واجبي حمايته ومساعدته.. كل ما يهمني أن يكون بخير وبصحة جيدة "

تأملني ألكسندر بتقدير وأجابني باحترام قائلا

" أنتَ شهم وخلوق وتمتلك قلب نبيل وطاهر.. أتمنى أن يعرف لورينزو قيمتك قريباً ويتغير ولو قليلا بمعاملتهِ معك "

 
وصلنا إلى سوق سان مارينو وبدأ الناس يرحبون بي بسعادة.. كنتُ أبتسم للجميع باحترام وبمحبة وأُجيب على ترحيبهم بي لكن فجأة رأيتُها.. رأيتُها وتجمدت على ظهر بلاكي ونظرت أمامي بذهولٍ كبير عندما رأت عيناي أجمل فتاة قد أراها في حياتي كلها.. وخفق قلبي بعنف لدرجة أنه ألمني من سرعة خفقاته..

 
لقد رأيت فتاة لا اعرفها ولكنها سحرتني بجمالها.. وعينيها.. رأيت أجمل عينين في حياتي كلها.. رأيت عينين وكأنهما بحر كبير أمواجه متناغمة.. مياهه صافية.. صافية الخضار.. عينيها الزمردية صافية ونقية نقاء الروح... نظرك إلى تلك العينين يزيدك تعطشا للمزيد من النظر إليهما.. هما عينان لفتاة ولكنهما ليستا كأي عينين فسبحان الخالق البديع فما فيهما من الرقة والتعبير والدلال والجمال وحسن المنظر والابتهاج يدلان على أنهما ليستا كأي عينين هما عينان إذا رأيتهما للحظات تنسى كل هموم حياتك وتكاد أن تنسى كل ما يدور حولك من جمالهما..

 
أما جفناها العجيبان فكانا بالنسبة لي كالدنيا بأسرها تفتح ذراعيها وتغلقهما أمامي في كل حركة منهما.. وابتسامتها التي لا تفارق زوايا عينيها تزيدها سحرا وجاذبية..

 
أما شعرها الأحمر فهو حكاية أخرى.. شعرها الأحمر كجمر الشتاء جعل قلبي يحترق.. أما أنفها الصغير والجميل كان يُظهر نعومة وجهها.. وشفتيها... ياه على شفتيها الكرزية والرائعتين هما من أجمل ما رأيت.. أما ذقنها الصغير وفكها كانا يظهران جمال وجهها المستدير..

 
وعندما تلاقت نظراتنا شعرت كأن العالم تجمد حولنا.. غرقت في بحر عينيها الزمردية.. غرقت ولم يعد يستطيع أحد مساعدتي وانتشالي من أعماقهم..

 
فتاتي الجميلة.. أسميتُها بهذا اللقب لأنني أردت وفورا أن تكون لي.. تكون فتاتي.. وتكون امرأتي إلى الأبد..

قفزت عن حصاني ومشيت كالمسحور خطوتين إلى الأمام ووقفت عندما رأيتُها تبتسم لي ابتسامة بريئة خجولة.. ابتسامتها أغرقتني في عمق بحار قلبي النابض.. ودون شعور مني ابتسمت لها بوسع وبسعادة كبيرة..

 
ولكن تلك اللحظة انتهت بسرعة عندما أمسكت بيدها وادارتها إلى الخلف امرأة كبيرة قليلا في السن تبدو والدتها لأن فتاتي الجميلة تشبهها.. وبحزن تابعتُها بنظراتي وهي تبتعد وكم رغبت أن أمنعها عن الابتعاد عني..

 
نورتنا بوجودك سيدي الكونت.. مرحبا بالكونت بلاكيوس.... "

 
أفقت من شرودي عندما بدأ الناس يهتفون عاليا مرحبين بي.. استدرت واقتربت من حصاني وسمعت ألكسندر يهمس لي بقلق

 
" بلاكيوس.. هل أنتَ بخير؟!.. تبدو سارحاً.. ماذا يَجول في ذهنك؟!.. ما الذي يُقلقك؟!... "

 
نظرت إليه بسرعة وقلتُ له

" لا.. لا شيء.. لا تقلق ألكسندر "

 
تابعت تفقد الجميع وبعد ساعتين ذهبت إلى القلعة.. أسبوعين كاملين لم أستطع أن أتوقف عن التفكير بفتاتي الجميلة.. تبدو صغيرة في السن.. أتمنى أن تكون في الثامنة عشرة حتى أتزوجها بسرعة.. أتمنى من أعماق قلبي أن لا تكون قاصر..

 
نعم لقد قررت أن أتزوجها إذ أصابني سهم عشقها في صميم قلبي.. لقد أحببتُها من النظرة الأولى دون أن أعرف اسمها ومن تكون وكم عمرها.. لم أهتم إن كانت من عائلة عريقة أو متوسطة أو فقيرة.. لآن ذلك لا يهمني.. ما كان يهمني هي فقط.. وقررت أن أبدأ ببناء قصر خاص لها حتى عندما أطلب يدها من والدها سوف أُهديه لها وأكتبه باسمها كهدية لها بمناسبة زفافنا..

 
لذلك ودون تفكير بدأت فورا ببناء قصر لها في أرضي الواقعة قرب شاطئ ريميني.. كنتُ أشعر بالحماس و بالسعادة.. لم أذهب لأفتش عنها لأنني أعلم بدقائق سوف يجدها لي أصدقائي الفرسان.. وقررت عندما أبني نصفه سوف أذهب وأطلب يدها فورا..

 
شعر أصدقائي بالدهشة من سعادتي وأنني قررت أخيرا أن ابني قصرا لي.. لكنني أخبرت ألكسندر بأن هذا القصر أبنيه من أجل فتاتي الجميلة.. هو لها.. لها فقط..

 
لكن بعد مرور خمسة أشهر.. رغم أنني كنتُ دائما أتلهف لرؤيتها في السوق لكنني لم أراها أبدا.. قررت بأنه حان الوقت حتى أذهب وأجدها وأطلب يدها..

 
لذلك خرجت في الصباح الباكر دون أن يرافقني ألكسندر وذهبت فورا إلى كنيسة القرية حتى أتكلم مع الكاهن دون مارينو روزي.. بالتأكيد هو يعرفها لأنه كاهن القرية ويعرف الجميع.. كنتُ متحمس جدا حتى أسأله عنها وأطلب منه أن يرافقني حتى أطلب يدها من أهلها..

 
رأيت الكاهن خارج الكنيسة يتكلم مع امرأة.. انتظرته حتى انتهى وفورا ترجلت عن حصاني واقتربت منه

" أب مارينو.. كيف حالك؟ "

 
التفت نحوي بدهشة ثم ابتسم بسعادة وقال

" سيدي الكونت.. كيف حالك؟!.. "

 
ابتسمت له وقلت له بلهفة

" أنا بخير.. أب مارينو أريدُ أن أطلب منك طلبا صغيرا لو سمحت.. أتمنى أن لا ترفض طلبي.. هل يمكننا أن نتكلم في مكتبك آبتي "

 
رفع حاجبه ونظر إليّ بدهشة ثم قال

" من يستطيع أن يرفض طلبا للكونت؟.. تعال بُني "

 
سار أمامي نحو منزله وفتح الباب ثم أشار لي بالدخول.. دخلنا إلى مكتبه وجلست أمامه على الكُرسي بينما هو جلس على الكرسي المقابل لي.. ابتسم لي بحنية قائلا

 
" بماذا يمكنني أن أخدمك سيدي الكونت؟!.. "

 
حدقت إليه وسألته بلهفة

" هل تعرف فتاة في القرية شعرها أحمر طويل وعينيها خضراوين؟ "

 
رفع حاجبيه بدهشة وفورا قال لي

" هل تسأل عن أدلينا ميديشي؟!.. فهي الوحيدة في القرية من تمتلك شعر أحمر ناري.. لقد ورثته من أمها كارين.. هي تشبهها كثيرا.. ثم لماذا تسأل عنها سيدي؟ "

 
شعرت بسعادة لا توصف وقلتُ له

" نعم هي من أسأل عنها.. إذا اسمها أدلينا!!... "

 
كم هو جميل اسمها.. أدلينا... رائع ويناسب فتاتي الجميلة.. يُناسب ملاك مثلها... كانت سعادتي وفرحتي لا توصف لأنه عرفها فورا.. وبسرعة تابعت قائلا بلهفة

 
" سألتُك عنها لأنني أرغب أن أطلب يدها من والدها.. أريدُ أن أتزوجها.. و.. وأريدُكَ أن تُرافقني آبتي حتى أطلب يدها.. هل يمكنك تلبية طلبي آبتي؟!.. هل أنتَ موافق؟! "

 
خفق قلبي بعنف عندما رأيت الحزن يظهر على عينيه وتعابير وجهه.. حدق الكاهن بوجهي بحزنٍ كبير ثم وقف أمامي وقال بنبرة حزينة

 
" يا ليتني أستطيع سيدي.. أدلينا ميديشي تزوجت منذ ثلاثة أشهر من جاكوبو باسانو.. آسف سيدي الكونت لكنك تأخرت كثيرا.. كان من دواعي سروري أن أراك تتزوج منها ويصبح لديك عائلة وأطفال.. لكن للأسف عليك أن تجد فتاة غيرها.. لا تحزن فهذا القدر.. ولا تفقد الأمل أبدا ربما قريبا تلتقي بفتاة مناسبة لك "

 
تجمدت روحي عندما سمعت ما تفوه به وانهار عالمي أمام عيناي وأنا أردد في رأسي بتعاسة لا توصف.. تزوجت؟!... فتاتي الجميلة تزوجت؟!!... تزوجت؟!...

 
لا أعلم كيف استطعت أن أقف ثم شكرت الكاهن وخرجت من منزله.. كانت صدمتي كبيرة والحُزن الذي شعرت به أحرق قلبي وأحشائي.. تألمت كثيرا لمعرفتي بأنني تأخرت في البحث عنها.. تألمت كثيرا لمعرفتي بأنني خسرتُها.. وتألمت كثيرا لأنها أصبحت لغيري...

 
لمتُ نفسي لأنني لم أبحث عنها فور رؤيتي لها.. ولمتُ نفسي لأنني تأخرت بسبب بنائي لذلك القصر.. يا ليتني لم أفعل.. يا ليتني بحثت عنها فورا وجعلتُها لي...

 
توقفت عن الذهاب إلى القصر ومتابعة الإشراف على بنائه وكسى الحزن عالمي.. وبعد أسبوع منذ ذلك اليوم دخل حارس إلى مكتبي وقال

 
" سيدي الكونت.. هناك رجل يدعى جاكوبو باسانو يريد رؤيتك.. وهو يصر على رؤيتك شخصيا سيدي "

 
خفق قلبي بسرعة مخيفة عندما سمعت باسم ذلك الرجل.. بالطبع تذكرته فهو الرجل الذي سرق مني فتاتي الجميلة.. هو الرجل الذي تزوجها وأبعدها عني... وقفت بسرعة وأمرت الحارس قائلا

 
" أدخله بسرعة "

 
بعد دقائق رأيت بصدمة رجل يبدو في العقد السادس من العمر يدخل إلى مكتبي.. هل هذا زوجهااااااااا؟!... هتفت بداخلي بصدمة وأنا أراه يقف أمامي وهو يحني رأسه قائلا

 
" سيدي الكونت.. أنا أدعى جاكوبو باسانو وأنا مُمتن جدا لأنك سمحتَ لي برؤيتك "

 
كانت صدمتي قوية ولم أستطع الرد عليه.. أشرت له بيدي حتى يجلس وعندما فعل جلست بهدوء على الكرسي خلف مكتبي وحدقت إلى وجهه بصدمة.. لم أتخيل أبدا أن تكون فتاتي الجميلة قد تزوجت من هذا الرجل.. هو يًصلح ليكون جدها....

 
" سيدي أنتَ الأمل الوحيد الذي تبقى لي.. أنا أحتاج مساعدتك سيدي الكونت.. لقد تزوجت منذ فترة قصيرة وزوجتي متطلبة جدا.. طلباتها لا تنتهي وأنا رجل نبيل ولا أستطيع رفض طلباتها و.. "

 
لا أعلم لكن لم أرتح له أبدا وشعرت بالغضب منه عندما تكلم عن جميلتي بهذه الطريقة وأحسست بأنه يكذب.. لذلك قاطعته ببرود قائلا

 
" ما الذي تريدهُ مني.. تكلم مباشرة فليس لدي الكثير من الوقت "

 
بلع ريقه بصعوبة وقال بتوتر

" أنا سيدي أتيت حتى أطلب منك أن تقرضني خمسين عُملة ذهبية مقابل أن أرهن لك جميع أملاكي "

 
 توسعت عيناي بصدمة بينما كنتُ أحدق بوجهه بدهشة كبيرة.. وفورا سألته

" لماذا تحتاج إلى خمسين قطعة ذهبية جاكوبو؟ "

 
ظهر التوتر على ملامحه وقال

" أنا في الرابعة والستين من عمري وزوجتي في السادسة عشر و... "

 
وقفت بسرعة وضربت قبضة يدي على سطح مكتبي بعنف وهتفت بغضب

" ماذا قُلت؟!... هي في السادسة عشررررررررر؟!... كيف تزوجتها وهي تًصلح لتكون حفيدتك؟!!!.. "

 
حدق بوجهي بخوف وبذهول وارتعش جسده وقال بتلعثم

" هـ.. هي أحبتني و.. و أغوتني سيدي.. أنا رجل في النهاية و.. و ضعفت أمامها... "

 
جُن جنوني في تلك اللحظة ولم أستطع أن أتمالك نفسي.. اقتربت منه وأمسكتهُ من ذراعه وسحبته إلى خارج مكتبي ورميته بعيدا قائلا بصراخٍ غاضب

 
" أخرج ولا تعُد إلى قلعتي مجددااااااااااا... "

 
ثم أمرت الجنود برميه خارج قلعتي ودخلت إلى مكتبي وصفعت الباب بعنف خلفي.. لم أستطع أن أحتمل وأصدق ما تفوه به عن جميلتي.. شعرت بالألم وشعرت بقلبي ينقسم.. لا!!.. فتاتي الجميلة من المستحيل أن تكون قد فعلت ذلك.. مستحيل!!..

 
لم أنم طيلة الليل وأنا أفكر بها وأنه ربما هو يحتاج للمال من أجلها.. وربما هي ليست بخير.. أردت رغم كل ما قاله أن تكون هي بخير وسعيدة.. لذلك في اليوم الثاني طلبت من ألكسندر أن يبحث عن جاكوبو باسانو ويجلبه إلى القلعة بأسرع وقت.. وهكذا أتى جاكوبو بعد ساعة برفقة ألكسندر ووافقت على إعطائه العُملات الذهبية مقابل أن يرهن لي كل أملاكه ومن بينهم ذلك المنزل قرب حدود سرفالي.. ولكن أعطيته مهلة سنة حتى يدفع لي أو تصبح أملاكه كلها مُلكاً لي قانونيا..

 
سألت جاكوبو أين يسكن حاليا مع زوجته وأخبرني أنه يسكن معها في ذلك المنزل قرب حدود غابة سرفالي.. لذلك وسريا اشتريت المنزل من جاكوبو وكتبتهُ فورا مع الأرض المُلحقة به باسم أدلينا.. وأخبرته بأنه يستطيع العيش في المنزل مع زوجته دون أي مقابل.. وطبعا جاكوبو لم يعرف بأنني حولت مُلكية المنزل والأرض إلى أدلينا..

 
ومع الأيام حاولت أن أنساها لكن قلبي رفض وعقلي كذلك.. لم أستطع أن أنساها للحظة رغم جهودي ومحاولاتي المستمرة بنسيانها.. وكل ليلة قبل أن أنام كنتُ أفكر بها وأتمنى من أعماق قلبي أن تكون هي سعيدة في حياتها مع زوجها..

 
بعد مرور سنة ونصف كنتُ برفقة ألكسندر ونيكولاس في السوق.. كنتُ أضحك بمرح على شكل نيكولاس وهو يحمل السلة الممتلئة بالخبز الطازج والتي ابتعتها للتو وأمرته أن يوزع الخبز مجانا على الجميع.. توقفت فجأة عن الضحك عندما خبط بي جسد بقوة.. وفورا رفعت يداي وحاوط خصر ذلك الشخص.. أخفضت رأسي حتى أرى من في أحضاني وتجمدت...

 
 آاااااااااه.. "

 
سمعت صوتها العذب فصمت لساني عن الكلام وفقدت قدرتي على التعبير ووجدت نفسى مذهولا مما أسمع فلم أسمع يوما صوتا وكأني أراه نعم أحسست بأني أرى صوتها.. أراه ألوانا هادئة متناغمة تعزف على وتر قلبي سيمفونية من الحركات المتداخلة التي جعلتني في دنيا غير دنيانا هذه.. دنيا لا أعرفها ولم أعرفها قبل هذا اليوم.. لم أسمع غير صوت دقات قلبي التي تعالت شيئا فشيئا.. لم أستطع أن أصدق عيناي.. إنها هي.. فتاتي الجميلة...

 
همست بنبرة حنونة قلقة قائلا

 هل أنتِ بخير أنستي؟!.. آسف لم أنتبه لكِ.. "

 
رفعت رأسها وتلاقت نظراتنا ومثل العادة تجمد العالم من حولي وأنا أحدق بعمق في بحر عينيها..

 
ظللنا نظر إلى بعضنا البعض لدقائق دون أن نشعر بشيء حولنا.. لم أستطع أن أنبس بكلمة ولم أستطع أن أتحرك وأبعدها عني..

 
بلاكيوس.. بلاكيوس لقد تأخرنا... "

 
أفقت من شرودي عندما سمعت ألكسندر يهتف لي.. ابتسمت برقة وقلتُ لها بهمس

آسف أنستي.. أتمنى أن لا أكون قد أذيتُكِ؟.. "

 
أشارت رأسها بالرفض فهمست لها من جديد برقة

" الوداع أنستي... "

 
اخفضت رأسي قليلا باحترام  ثم استدرت وذهب نحو ألكسندر.. رغما عني تركتُها.. فهي ليست لي.. ليست لي...

 
وبعد مرور شهرين أتى جاكوبو يطلب مني المزيد من الوقت حتى يدفع لي لكنني رفضت عندما قال أن زوجته طلباتها لا تنتهي وهو لا يستطيع رفض طلباتها.. رفضت لأنني عرفت بأنه يكذب.. ألكسندر سبق وراقبه وأخبرني بأنه ينفق الذهب على العاهرات والشراب والقمار..
 

وبعد أسبوع رأيت أدلينا برفقة فتاة في السوق.. أردت أن أقترب منها وأكلمها لكن عندما رأيت أن معها فتاة امتنعت عن فعل ذلك ثم ذكرت نفسي بأنها متزوجة ويجب أن أنساها...

 
وبعد ثلاثة أشهر أتى فلاح اسمه روبيرتو شيليني إلى قلعتي وقال لي أن لورينزو اغتصب ابنته وهي حامل منه.. في البداية لم أستطع أن أصدقهُ وأخبرتهُ أنه لا بد يوجد سوء تفاهم لكنه قال لي بأن لورينزو كان يستغل ابنته وأوهمها بحبهِ لها لكن عندما رفضت أن تستسلم له اغتصبها ورماها في حظيرة وهي حامل منه الآن..

 
صدمتي كانت كبيرة وفورا طلبت من ألكسندر و نيكولاس أن نذهب للبحث عن جوفانا شيليني لكن لم نجدها أبدا.. وبسرية ذهبت إلى منزل روبيرتو شيليني وأعطيته الكثير من العُملات الذهبية حتى لا يفضح لورينزو لحين اكتشاف الحقيقة وقلتُ له إن كان فعلا اغتصبها سوف أُجبرهُ على الزواج منها.. لكن لم نجد تلك الفتاة أبدا ووالدها سافر من إيطاليا بعد مرور شهرين دون أن يسأل عن ابنته وما حصل لها..

 
 وبعد مرور ثلاثة أشهر رأيت بالصدفة أدلينا قرب شاطئ البحر ولكن كان بطنها أمامها..


رواية الكونت - فصل 22 - العودة إلى الماضي



 
هي حامل!!!... هتفت بداخلي بصدمة كبيرة وهنا رفعت رأسها ونظرت إليّ بدهشة.. كنتُ أنظر إليها وهي كذلك دون أن نتفوه بكلمة.. وبعد لحظات عديدة استدرت بغصة وعدت إلى قلعتي أشعر بحزنٍ كبير وبألم عميق في صدري.. وهنا قررت أن أسافر إلى إسبانيا حتى أنساها وأنسى عشقي لها.. وهناك تعرفت على فيرلا فاسيلي...

 
 

أدلينا***



 
سعادتي كانت لا توصف عندما مات ذلك الحقير جاكوبو.. شعرت بالحرية وبالفرح.. كنتُ جدا سعيدة والسعادة لا تساعني.. كنتُ أنظف الحظيرة وأنا ابتسم بفرح عندما سمعت صوت ضعيف في الخارج

 
" أدلينا.. أدلينا ساعدني أرجوكِ... "

 
تجمدت بخوف إذ عرفت من في الخارج.. وفورا ركضت خارجة من الحظيرة ورأيت برعب صديقتي جوفانا جالسة على الأرض أمام عتبة منزلي وهي تبكي...

 
" جوفانااااااااااا... "

 
هتفت بفزع باسمها وركضت نحوها وجثوت أمامها على ركبتاي وبدأت أتأملها بقلق وأنا أهمس لها بخوف

 
" حبيبتي.. جوفانا.. لماذا تبكين؟!.. أرجوكِ أخبريني.. جوفانا ماذا حصل معكِ؟!.. لا تُخيفيني أرجوكِ "

 
رفعت رأسها ونظرت إليّ.. شعرت بالخوف بينما كنتُ أحدق بذهول بالعلامات المخيفة على وجهها.. كان وجهها متورم وأنفها ينزف و وجهها كله لونه أرجواني..

 
" من فعل بكِ ذلك؟!... من تجرأ على لمسكِ؟!... "

 
هتفت برعب وأنا أمسح دموعها وأبكي معها.. شهقت جوفانا وقالت لي ببكاء

" أبي.. إنه والدي من فعل بي ذلك أدلينا... "

 
حدقت إلى عينيها بصدمة كبيرة.. لم أستطع أن أصدق أن والدها الحنون فعل ذلك بها.. لكن لماذا؟!.. قررت أن أهتم بها أولا وأساعدها ثم أسمع ما حكايتها.. وقفت وساعدتُها بالوقوف وأدخلتُها إلى منزلي.. عندما اهتممت بجراحها وكدماتها نظرت إليها بحزن وسألتها

 
" جوفانا.. توقفي عن البكاء لو سمحتِ.. هذا يُضر بصحتكِ.. "

 
نظرت بحزن إليّ وقالت

 
" لا أستطيع أدلينا التوقف عن البكاء.. لقد انتهيت.. أنا أتعس فتاة في العالم الآن.. خسرت نفسي و خسرت عائلتي وخسرت شرفي بسبب ذلك الحقير.. "

 
أخفضت رأسها وتابعت البكاء بعنف.. كنتُ جامدة بذهول أنظر إليها دون أن أفهم أي شيء.. همست لها بحان

 
" حبيبتي اهدئي ودعيني أفهم ما حدث معكِ.. ربما أستطيع مساعدتكِ!... "

 
رفعت رأسها وقالت لي بحرقة

" لا أحد يستطيع مساعدتي.. لا أحد.. لم يتبقى لي في الحياة سواكِ أدلينا.. ساعديني أرجوكِ... أنا أحتاج لمساعدتكِ "

 
عانقتها برقة وقلتُ لها بحزن

" سوف أساعدُكِ حبيبتي.. لن أترككِ أبدا.. فقط اهدئي واخبريني ما حدث معكِ... "

 
وضعت رأسها على كتفي وقالت لي

 
" لقد استغلني أدلينا.. استغلني وأوهمني بأنه يحبني.. لم أستطع أن أصدق أن رجل نبيل مثله وثري يُغرم بفتاة مثلي أنا.. فقيرة مُعدمة ومريضة.. صدقيني أدلينا حاولت أن أتجاهله وابتعد عنه لكنه كان يتبعني أينما ذهبت ويُخبرني بأنه يعشقني وأنه يريد أن يتزوج بي.. "

 
فتحت عيناي بصدمة وأنا أسمعها.. عن من تتكلم؟!.. فكرت بذهول ولكن تركتُها تتابع حديثها

 
" حاول أن يلمسني لكنني رفضت وقلتُ له أنه لن يحصل عليّ إلا بعد الزواج.. غضب واتهمني بأنني لا أحبه.. لكنني أحبه جدا.. أتى منذ شهر وأسبوعين إلى السوق ورأيته وقال لي بأنه آسف ويرد أن يأخذني حتى يعرفني على ابن عمه.. وافقت لأنني حمقاء وصدقته.. لكنه أخذني إلى حظيرة بعيدة قرب الغابة و.. و... واغتصبني.. اغتصبني أدلينا.. اغتصبني لعدة مرات ولساعتين.. لم يشفق عليّ ولم يستمع إلى توسلاتي له.. و.. وتركني هناك شبه فاقدة للوعي وعارية وممتلئة بدماء عذريتي... "

 
ارتعش جسدي بعنف لدى سماعي لما تفوهت به وسالت دموعي بكثرة.. عانقتها بشدة وأجهشت بالبكاء معها.. بكينا لساعة كاملة وعندما هدأنا حاولت أن أعرف منها من هو ذلك القذر الذي اغتصبها لكنها رفضت أن تخبرني كي لا أطورت بشيء معه وأتأذى.. ثم بصدمة قالت لي

 
" أنا حامل منه أدلينا.. حامل منه.. والدي اكتشف ذلك اليوم لكنه ضربني ورماني خارج المنزل وهتف أمام الجميع بأنني عاهرة وعاود ضربي لكنني استطعت الهروب منه قبل أن يقتلني.. لم يصدقني أدلينا بأنه تم اغتصابي.. بل ظن بأنني عاهرة وسلمتُ نفسي بسهولة... "

 
احترق قلبي عليها وحاولت مجددا أن أكتشف منها من هو ذلك النذل الحقير لكنها رفضت إخباري لحمايتي.. وقالت لي

 
" قد يؤذيكِ أدلينا.. من الأفضل أن لا تعرفي من هو.. ثم أنا سوف أموت عندما ألد.. الطبيب منذ صغري حذر أهلي بأنني لا أستطيع الإنجاب بسبب ضعف قلبي.. لن أحتمل ألام الولادة.. لذلك أريدُكِ أن تهتمي بابني أدلينا.. ابني لن يكون ولد غير شرعي إن ربيته أنتِ وأعطيته نسب زوجكِ الراحل.. أرجوكِ أدلينا اهتمي بطفلي واعتبريه كأنه ابنكِ و.. "
 

قاطعتها قائلة ببكاء وأنا أهز رأسي رفضا

 
" لا جوفانا... أنتِ سوف تعيشين.. سمعتِ؟.. سوف تعيشين وتربين ابنكِ معي هنا.. منزلي هو لكِ.. سوف أهتم بكِ وبطفلكِ حبيبتي.. أنا لن أتخلى عنكما أبدا.. ونعم معكِ حق.. حتى لا يكون الطفل غير شرعي ما رأيكِ أن أوهم الجميع بأنني اكتشفت بأنني حامل من جاكوبو بشهر قبل أن يموت؟.. التوقيت مناسب وسوف يُصدق الجميع ذلك.. وهكذا الصغير سيكون شرعي ونربيه سويا "

 
عانقتني بشدّة وهي تبكي وتشكرني.. ثم رفعت رأسها وقالت لي

" إن لم أعش بعد الولادة سميه لأجلي توماسو.. هذا كان حلمي وأنا صغيرة.. أن يكون لي طفل وأسميه توماسو "

 
سالت دموعي بحزن على وجنتي وأشرت لها موافقة برأسي ثم همست لها ببكاء

" سوف نسميه معا توماسو.. أنتِ ستكونين بخير.. "

 
وهكذا ذهبت في اليوم الثاني إلى القرية وأخبرت الكاهن بأنني اكتشفت بأنني حامل من جاكوبو.. شعرت بالحزن لأنني كذبت عليه لكن من أجل جوفانا سأفعل.. وبعدها ذهبت لكي أرى يولينا دون أن تعلم أمي وأبي وأخبرتُها بأنني حامل وأمرتُها بعدم الذهاب إلى منزلي أبدا وأنني سوف أتي لرؤيتها عندما أستطيع...

 
لم أرد أن تأتي إلى منزلي وترى جوفانا.. لا يجب أن يعرف أحد بأن توماسو ليس ابني.. وهكذا مضت الشهور وكنتُ أعتني بـ جوفانا وأذهب لكي أرى يولينا.. كنتُ أضع وسادة وأربطها على بطني حتى أوهمهم بحملي.. وفي يوم كنتُ أتنزه على الشاطئ أفكر بحزن بتدهور صحة جوفانا عندما فجأة رأيت الكونت أمامي...

 
كنتُ أقف مثل الحمقاء أنظر إليه وقلبي يكاد ينفجر من سرعة نبضاته.. اشتقت لرؤيته.. أوه نعم اشتقت لرؤية وجهه الوسيم.. لا أعلم ما الذي يحدث لي عندما أراه إذ أقف مثل التمثال ولا أستطيع أن أزيل عيناي عن وجهه الوسيم.. شعرت بالحزن عندما استدار وغادر دون أن يتفوه بحرف.. وبتعاسة عدتُ إلى المنزل...

 
مضى الوقت بسرعة واليوم جوفانا تلد.. كنتُ خائفة جدا فأنا لم أستطع الحصول على قطع نقدية فضية حتى أجلب لها طبيب ويساعدها بالولادة.. كنتُ أبكي وأنا لا أعرف ماذا أفعل حتى أساعدها..

 
صرخاتها ألمت قلبي ورؤيتي لها تتألم أحرقت روحي.. وكاد أن يُغمى عليّ عندما رأيت رأس الطفل يخرج من فتحتها وعندما أخرجته وسمعت صوت بكائه عانقته إلى صدري بكيت بسعادة.. لكن توقفت فجأة عن البكاء عندما رأيت جوفانا تتنفس بصعوبة وصدرها يعلو ويهبط بشكلٍ مخيف

 
" جوفاناااااااا... "

 
هتفت برعب وفورا لفيت الطفل بالمنشفة ووضعته في سلة القش وركضت وجلست بجنب جوفانا وأنا أبكي برعب

 
" جوفانا.. أرجوكِ.. اهدئي.. تنفسي بهدوء أرجوكِ حبيبتي... "

 
فتحت عينيها بضعف وقالت لي بأنفاس متقطعة

 
" توـ.. توماسو.. هـ.. هو.. ابنكِ.. إهتــ.. إهتمي بـ.. به.. و.. وأحبيه كـ..  كابنكِ.. أنا آسفة.. أنا أموت.. أدـ.. أدلينا.. "

 
أشرت لها برأسي رفضا وقلتُ لها بحرقة

" لا لن تموتِ.. لن تموتيِ... من هو السبب؟!!!.. من هو والد توماسو؟!!.. أرجوكِ جوفانا.. أخبريني أرجوكِ... "

 
سالت دمعتها وقالت لي بأنفاسها الأخيرة

" هـ.. هو... ابــ... عــــ.. الكوــ الكونت ت ت ... "

 
وأغمضت عينيها وتوقف تنفسها وهدأت ورأيت بذعر يدها تسقط بجانبها.. حدقت بها برعب وبدأت أهزها برقة ثم بعنف وأنا أصرخ بجنون

 
" الكونت؟!.. هو ابن الكونت؟!!.. جوفانااااااااااا؟!.. جوفانا رُدي عليّ... جوفاناااااااااااااااا.. لاااااااااااااااااااااااا.. لا تموتي.. لا تموتي صديقتي.. لا تموتي أرجوكِ.. لااااااااااااااااااااا....... "

 
بكائي التعيس امتزج مع صرخات توماسو الصغير.. وضعت رأسي على صدرها وبكيت بألم و بتعاسة و بحزن وبعذاب.. لم أستطع أن أصدق أنها ماتت وأن توماسو هو ابن الكونت...

 
وبألم أضررت أن أحممها واحمم الصغير وقبل أن أذهب إلى الكاهن حتى يساعدني حملت توماسو الصغير إلى صدري ونظرت بألم إلى جوفانا وقلتُ لها

 
" أعدُكِ حبيبتي.. سوف أنتقم منه.. سوف أنتقم منه مهما كلفني ذلك.. سوف أنتقم منه شر انتقام لأنه ألمكِ وكذب عليكِ واغتصبكِ ورماكِ.. سوف أنتقم منه أعدُكِ.. سأنتقم منه من أجلكِ ومن أجل توماسو...  "

 
وذهبت إلى القرية وأنا أحمل توماسو وأبكي بتعاسة على خسارتي لأعز صديقة لي...



انتهى الفصل










فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©