رواية الكونت - فصل 24 - أنا أحبُك
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. غدا يوجد بارت من الكونت او لا ؟

    ردحذف
  2. روووووعة جزء خرافي دائما القفلة تكون حماس ..تسلم ايدك في انتظارك 💕💕

    ردحذف
  3. عاشت أيدج حبيبتي يجنننن البارت استمري متحمسه ايمتى راح يسامح الكونت ادليناويرجعوا مثل قبل وأحسن🤍🤍

    ردحذف
    الردود
    1. ❤️❤️❤️❤️❤️ تسلمي يا قلبي ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

      حذف
  4. كمان اعتقد ادلينا حامل 🙂🙂

    ردحذف
    الردود
    1. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

      حذف
  5. تسلمى ❤️❤️❤️🥰😍😍🥰🥰

    ردحذف
    الردود
    1. ❤️❤️❤️❤️حياتي ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

      حذف
  6. تسلم ايدك ياروحي البارت تحفه كالعاده 😘♥️😘♥️😘♥️😘♥️😘♥️😘♥️😘♥️😘😘♥️

    ردحذف
    الردود
    1. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️ حبيبة قلبي ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

      حذف
  7. بارت رائع هفونة مشكورة على تعبك معانا موفقة حبيبتي ❤❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. ❤️❤️❤️❤️ تسلمي يا قلبي أنتِ ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

      حذف

رواية الكونت - فصل 24 - أنا أحبُك

رواية الكونت - فصل 24 - أنا أحبُك





أنا أحبُك




فيرلا**


وجهت الوسادة فوق رأسه وببطء بدأت أُخفضها حتى أخنقه بها..

 

" الوداع أيها الصغير... "
 
همست بخبث و بحقد وأنا أضغط الوسادة على وجهه وأخنقه....
 
انتفضت برعب عندما سمعت صوت الباب ينفتح وفورا رميت الوسادة على الأرض والتفت ناحية الباب ورأيت بفزع تلك الحقيرة الفلاحة المُعدمة يولينا تدخل إلى الغرفة.. تفاجأت عندما رأتني ثم اشتعلت عينيها بالغضب وركضت لتقف أمامي وهي تحدق في وجهي بحقد قائلة بهمس وهي تصك على أسنانها بغيظ

 
" أنتِ.. ما الذي تفعلينهُ هنا في غرفة توم؟!.. "

 
تنفست براحة إذ عرفت بأنها لم ترى بأنني كنتُ على وشك خنق هذا الطفل القذر.. تبا لها لقد كنتُ على وشك قتله وهي أفشلت مُهمتي.. ثم رأيتُها بتوتر تُخفض نظراتها إلى الأسفل وفورا انحنت وأمسكت بالوسادة ورفعتها واستقامت ونظرت بغضب إلى وجهي وقالت بحقد وهي تُلوح بالوسادة أمام وجهي

 
" لماذا هذه الوسادة كانت على الأرض؟!.. هيا تكلمي... "

 
قلبت عيناي بعدم اكتراث لكن فجأة تأوهت بألم وأنا أهمس باستنكار

" آاااااااااااااااه.. ماذا تظنين نفسكِ فاعلة؟!.. دعيني... "

 
إذ هذه الحقيرة وضعت الوسادة على السرير ثم أمسكت بذراعي ورفعتني حتى أقف ثم سحبتني خلفها إلى خارج الغرفة.. أغلقت الباب وتابعت سحبي حتى دخلنا إلى  صالون الجناح ثم وقفت وحررتني ثم كتفت يديها على صدرها وحدقت بوجهي بغضب وقالت بأمر

 
" تكلمي فورا.. ماذا كنتِ تفعلين في غرفة توم؟!.. ولماذا الوسادة كانت على الأرض؟.. هيااااااااا تكلمي... "
 
انتفضت بقوة إذ صرخت بعنف بوجهي وهي تشملني بنظرات غاضبة حاقدة.. بلعت ريقي بخوف ثم حدقت ببراءة إلى وجهها وقلتُ لها بنبرة هادئة

 
" كنتُ أتفقد الصغير إن كان بخير.. هل لديكِ مانع؟.. ثم الوسادة كانت على الأرض وببساطة تركتها... "

 
وضعت يدي على بطني المنتفخة ومسدتُها بحنان وتابعت قائلة لها

 
" كما ترين بطني كبيرة وأنا لا أستطيع أن أنحني وأرفع الوسادة عن الأرض لذلك تركتُها في مكانها.. كما أنا أحب توماسو فهو بمثابة شقيق طفلي القادم لذلك أتيت حتى أطمئن عليه وأرى إن كان نائم و... "

 
رفعت يدها اليمنى ووجهت اصبعها السبابة نحوي وقاطعت حديثي وقالت لي بتهديدٍ واضح
" أنتِ اسمعيني جيدا.. أنا لا اصدقكِ ولن أصدقكِ أبدا لأنكِ أفعى تتخفى خلف جلدها المُتخفي "

 
ثم اقتربت مني ودارت حولي وتابعت قائلة

" أنا لا أصدقكِ.. وحدسي يُخبرني بأنكِ كنتِ تنوين على شر.. وحدسي الأنثى لا يخطئ أبدا.. "

 
ثم عادت لتقف أمامي وقالت لي بكُره

" سأكرر سؤالي للمرة الأخيرة.. .. ماذا كنتِ تفعلين في غرفة توم؟!.. ولماذا الوسادة كانت على الأرض؟!.. تكلمي... "
 
 
رفعت رأسي بشموخ ونظرت إليها بكبرياء وقلتُ لها بنبرة كارهة

" اسمعي أيتُها الخادمة.. التزمي حدودكِ مع أسيادك.. سوف أُصبح قريبا سيدة هذه القلعة أي سأكون الكونتيسة ويتلي قريباً.. وعليكِ أن تحترميني أيتُها الفلاحة المُعدمة.. وأنا غير ملزمة بتبرير تصرفاتي لواحدة مثلكِ دون مستوى.. سوف أُخبر بلاكيوس عن وقاحتكِ معي وأطلب منه أن يطردكِ ويرميكِ من حيثُ أتيتِ "

 
حاولت أن أستدير وأذهب لكنها أمسكت بمعصمي بشدة ومنعتني عن السير..


" أتركيني فورا قبل أن أطلب بجسنكِ يا لعينة.... "

 
هتفت بغيظ وأنا أحاول أن أُحرر معصمي منها لكنني تجمدت عندما قربت وجهها مني وقالت
 
" اسمعي جيدا ياااااا.. ليدي.. إن رأيتكِ مجددا قريبة من توماسو أو حتى أمام باب غرفته أو حتى عينيكِ القبيحة نظرت إليه.. سوف أفقأ عينيكِ وأطعمُها للكلاب ثم أثبت فردتيّ حذائي مكانهما.. "

 
ثم قربت وجهها أكثر إلى وجهي وحدقت برعب إلى عينيها عندما همست بفحيح مخيف

 
" وصدقيني سوف أفعل ذلك ولن أهتم إن كنتِ ليدي وحامل.. ولن أهتم إن كنتِ سوف تتزوجين من الكونت أو غيره.. والآن أُخرجي من هنا ولا تفكري بالعودة ومن الاقتراب من توماسو لأنني سوف أُنفذ تهديدي لكِ.. أنا مجنونة ياااااا.. ليدي.. وصدقيني سأفعل ذلك بكِ وأنا أضحك بسرور "

 
خرجت صرخة مُرتعبة من فمي وعندما أفلتت معصمي هتفت بكره لها قبل أن أفر هاربة منها

 
" مجنونة.. مجنونة.. سوف أُخبر بلاكيوس عنكِ وأطلب منه أن يطردكِ.. سترين... "
 
هرولت مسرعة إلى غرفي وأنا أشتم وأتوعد لتلك القذرة الحقيرة.. سوف أُريها من أكون.. سترى.. وعلى لورينزو الآن أن يقتل هذا الصبي الغبي....

 
 

ألكسندر***


 
" أخرجوني ي ي ي.. أنا لا ذنب لي بشيء.. أنا الوصي الشرعي على تلك العاهرة ولي كامل الحق ببيعها كما أريد.. أخرجوني من هناااااا... "
 
ابتسمت بقرف لدى سماعي لصرخات ذلك الحقير تينو وأنا أدخل إلى السجن في القلعة.. وقفت أمام باب زنزانته وخرس فورا وهو ينظر  إلى وجهي بخوف

 
" سيدي الفارس.. لقد وجدنا كيسين من الذهب معه.. ماذا تريدنا أن نفعل بها؟! "
 
سمعت أحد الحُراس يكلمني ودون أن أنظر إليه أجبته

" إنها للكونت.. سلمني إياهم.. ثم تابع عملك "

 
أعطاني الكيسين وعندما ذهب الحارس اقتربت ونظرت بحقد إلى تينو ثم قلتُ له بقرف

" أنتَ لا تعلم ما الذي أدخلت نفسكَ به.. "

 
ثم رفعت كيسين الذهب نحو وجهه وقلتُ له بنبرة آسفة مصطنعة

" للأسف عاد الذهب إلى صاحبه الأصلي.. وأنتَ لن تستمتع بهم.. أظن بأنك سوف تتعفن هنا لآخر يوم في حياتك "
 
قهقهت بخفة ثم تابعت قائلا له
 
" مسكين.. هل ظننت بأنه يُمكنك اللعب مع الكونت؟.. أنا أُشفق عليك من غضب بلاكيوس.. تحضر لجحيمك الخاص "
 
رفعت حاجبي بدهشة عندما بدأ بالبكاء وهو يتوسل إليّ

" أرجوك.. أخرجني من هنا.. أتوسل إليك أخرجني.. أخرجني.. "

 
حدقت بوجهه بقرف قائلا

" مُجرد جبان حقير... "

 
استدرت وخرجت من الزنزانات باتجاه مكتب بلاكيوس.. تركت الذهب في خزانته وخرجت وصعدت إلى غرفتي.. توقفت في وسط السلالم عندما رأيت يولينا تنزل وهي تمسك بيد توماسو...
 
" عمي ألكسندر.. عمي ي ي ي... "
 
ركض توماسو وقفز عليّ لألتقطه وأحملهُ عاليا وأنا أضحك بفرح ثم قبلت وجنته ودغدغتهُ وأنا أقول له دون أن أُبعد نظراتي عن يولينا
 
" كيف حالك توم؟!.. هل اشتقتَ لي أيُها المشاغب؟ "
 
رفع يديه وحاوط عنقي بها ثم قبل خدي قبلة صغيرة وقال وهو يضحك بينما جميلتي يولينا كانت تقف وتنظر إليّ بخجل وبسعادة
 
" طبعا اشتقت لك عمي كما اشتقت لعمي نيكولاس.. ثم أين هو؟!.. لقد وعدني بأنه سيجلب لي هدية "
 
نظرت إليه بحزن مصطنع وقلتُ له

" إذا أنتَ اشتقتَ إلى نيكولاس أكثر مني لأنه وعدك بهدية؟.. هذا محزن.. أنتَ لا تحبني مثلما تُحب نيكولاس.. "
 
نظر توماسو إلى عيناي بدهشة قائلا بخجل

" لااااااا عمي.. أنا أحبك جدا كما تفعل خالتــ.. "

فجأة هتفت يولينا بذعر وبتوتر قائلة
 
" توماسوووووووووو... لقد تذكرت.. أنتَ.. هو.. يجب أن نذهب فورا فوجبة غدائك جاهز و.. ولقد تأخرنا سوف يبرد.. نعم.. يبرد.. أقصد الطعام... "
 
نظرت إلى يولينا بدهشة وريتُا تقترب مني بسرعة وأخذت توماسو من بين يداي لتحمله وهي تتجنب النظر إلى وجهي.. وقالت بتوتر وهي تنظر إلى لبعيد
 
" بالإذن سيد ألكسندر.. "
 
وهبطت بسرعة وهي تُكلم توماسو بهمس.. كنتُ أنظر إليها بدهشة من تصرفاتها الغريبة حتى اختفت من أمامي.. 


رواية الكونت - فصل 24 - أنا أحبُك



حركت كتفي بعدم كتراث وصعدت إلى غرفتي حتى أرتاح...
 
أصبحت أعشق الصغير توماسو أنا و نيكولاس وكنا نتنافس عليه مثل الأطفال... من يلعب معه ومن يضحكهُ أكثر ومن يحبهُ توم أكثر.. لكن الصغير ذكي جدا وكان يقول بأنهُ يُحبنا بالتساوي..
 
كنتُ أحزن عندما يسألني عن والدته ومثل العادة أُخبرهُ بأنها سوف تأتي قريبا.. أما نيكولاس الملعون كان دائما يُدلل توماسو ويجلب له الهدايا.. من كان يتخيل أن يعشق نيكولاس توماسو الصغير رغم تأكيده الدائم والمستمر بأن توماسو ليس ابن بلاكيوس..
 
أما يولينا فهي حكاية أخرى.. نظراتها الغريبة لي وتحديقها المستمر بي رغم ظنها بأنني لا أنتبه لها جعلتني أشعر بالسعادة.. وبدأت أفكر.. يا ترى هل بدأت تُعجب بي؟!.. أو تُحبني؟.. أتمنى ذلك من قلبي..
 
ابتعدت عنها هذه الفترة بسبب انشغالي المستمر مع بلاكيوس.. فبعد مرور أسبوعين أخذنا تينو إلى منزل أدلينا.. أو بالأصح إلى ما تبقى منه وهنا بدأ انتقام الكونت..
 
لم أتخيل أبدا أنه سيقطع يده.. كنتُ أظن بأنهُ يريد إخافتهُ لكن كنتُ مخطأً.. أما نيكولاس ذهب ليبحث عن ذلك الحقير فابيو ميديشي.. وأثناء غيابه حاكم بلاكيوس تينو وتم سجنه مؤبد.. أصدر القاضي الحُكم المؤبد عليه بعد أن شهد بلاكيوس شخصيا على كل أفعاله وأنه أحرق منزل أدلينا وأجبرها على البصم وأنه خالف القانون ببيعها بالمزاد وأنه حاول أن يغتصبها..
 
وطبعا لأنه الكونت بلاكيوس ويتلي لم يطلب القاضي بحضور أدلينا شخصيا إلى المحكمة.. وهكذا تم رمي تينو بالسجن إلى الأبد..
 
ولدهشتي أمر بلاكيوس ببناء منزل كبير في أرض أدلينا وأشرفت شخصيا على كل شيء حتى يبدأ البناء.. ولكن دهشتي الكبيرة كانت عندما أتى نيكولاس وبرفقته فابيو ميديشي.. لم أتخيل أبدا أن يفعل بلاكيوس به ما فعله...
 
عندما عاد بلاكيوس في المساء إلى القلعة طلب مني ومن نيكولاس أن نتبعه إلى الزنزانات.. وقفنا أمام زنزانة فابيو وأمر بلاكيوس الحارس بفتحها... عندما فعل أشار لنا أن ندخل ثم دخل ووقف أمام فابيو وقال له بكُره
 
" إن كنتَ رجل ذكي عليك أن تُخبرني بكل الحقيقة وكيف غدر بي لورينزو وخاصةً ما فعلته بابنتك أدلينا.. تكلم منذ البداية وبالتفصيل الممل.. ربما يخف الحُكم عليك "
 
رفع فابيو رأسه وقال له ببرود

" ما الذي يضمن لي بأنك لن تقتلني؟ "
 
نظر بلاكيوس إليه ببرود قائلا

" ابني هو حفيدُك.. لذلك لن أقتلك.. كلمتي هي ضمانتك الوحيد.. والآن تكلم "
 
ضحك فابيو بمكر وحدقنا إليه جميعا بقرف عندما بدأ يتكلم بغرور  
 
" أنا انظلمت بسبب زواجي من تلك اللعينة كارين.. أجبرني والدها على الزواج منها.. وكرهتُها وكرهت بناتي بسبب ذلك.. وابنتي أدلينا الغبية تخلصت منها وزوجتُها إلى ذلك العجوز المقرف والبخيل جاكوبو.. لم أتخيل أبدا أن تُصبح عشيقتك وتحمل منك وتنجب لك طفلا.. ههههه.. من كان يتخيل ذلك؟... ههههه.. لا أحد.. "
 
غضب بلاكيوس وأراد أن يهاجمهُ لكن نيكولاس أمسك به وقال له

" اهدأ بلاك.. لا تدعهُ يُغضبك.. دعهُ يتكلم أولا "
 
كان بلاك يتنفس بغضب وجسده متصلب ولكن فابيو لم يهتم وتابع قائلا وهو يضحك

" هاهاهاهاهههه.. هل غضبت سيدي الكونت؟.. ولكنها الحقيقة.. ابنتي عاهرة ذو مستوى رفيع جدا و.. "
 
وهنا هجم عليه بلاكيوس وبدأ يلكمه وهو يصرخ بجنون
 
" أيها الحقير إياك أن تتكلم عنها بهذه الطريقة وإلا قتلتُك.. أنتَ لا تستحق أن تكون ادلينا ابنتك.. لا تستحق أيها القذرررررر... "
 
أبعدنا بلاك عن فابيو بصعوبة بعد أن دمر وجهه.. وفورا أخرجناه من الزنزانة وطلبت من الحارس أن يهتم بـ فابيو واتجهنا إلى مكتب بلاك..
 
" بماذا كنتَ تفكر بلاكيوس؟!.. لقد دمرت وجهه مثلما فعلت بـ رومانو.. رومانو صديق طفولتنا كدت أن تقتلهُ أيضا بسبب أدلينا.. عليك أن تهدأ وتتوقف عن محاولة قتل كل من يقترب من أدلينا أو يتكلم عنها بسوء "
 
هتف نيكولاس بغضب وهو يقف أمام بلاك ويكتف يديه على صدره.. نظر بلاك إليه بغضب وقال
 
" أنا لا أتذكر أحد.. لا أحد.. ذاكرتي اللعينة انمحت.. و رومانو إستي بالنسبة لي غريب وهو حاول أن يلمس أدلينا لذلك ضربته.. "
 
قاطعهُ نيكولاس قائلا بحزن
 
" إذا هذا يعني بأنني و ألكسندر غرباء عنك أيضا!.. اللعنة كم أصبحت أتمنى أن تسترجع ذاكرتك حتى تعود صديقي الذي أعرفه "
 
وغادر نيكولاس المكتب بغضب وهو يشتم.. نظرت بحزن إلى بلاكيوس


رواية الكونت - فصل 24 - أنا أحبُك


 وقلتُ له
 
" لا تغضب منه.. نيكولاس رجل رائع.. هو فقط يتألم لأنك لا تتذكر كل من يُحبك بصدق.. ويتألم لرؤيتك غاضب ولا تفكر سوى بالانتقام.. أنا شخصيا أفهمُك بلاك لكن يجب أن تصبر قليلا.. وغدا سوف نستجوب فابيو ونعرف منه حقيقة ما فعلهُ لورينزو "
 
حدق بلاك بأسف إلى وجهي ثم قال
 
" أنا قلق ألكسندر.. قلق أن لا تعود ذاكرتي أبدا.. فعليا الجميع غريب عني.. أحاول جاهدا أن أتذكر لكن لا شيء.. هي كصفحة بيضاء بالنسبة لي.. ثم معك حق يجب أن أصبر قليلا وغدا سوف أعود لأستجوب فابيو "
 
ابتسمت له بامتنان ثم خرجنا من المكتب.. صعدت إلى غرفتي وعندما فتحت الباب رأيت يولينا ترتب لي ملابسي في الخزانة.. لم تنتبه لوجودي لذلك اقتربت منها ووقفت خلفها وأغمضت عيناي واستنشقت رائحة شعرها.. همممم رائحته مثل الليمون والورد و...

وهنا استدارت يولينا وهتفت برعب
 
" آااااااااااعه.. يا إلهي.. أخفتني سيد ألكسندر... "
 
جسدها كان قد ارتطم بجسدي وفورا حاوطت خصرها بكلتا يداي وفتحت عيناي ورأيتُها تضع يدها على صدري وهي ترفع رأسها وتُحدق بوجهي بفزع وهي تلهث..
 
" اللعنة... "
 
 يولينا همست بقهر ودون تفكير أو تردد رفعت يدي اليمنى ووضعتُها خلف عنقها ثم أخفضت رأسي وأغمضت عيناي وقبلتُها... شهقت بصدمة وبسبب ذلك استطعت أن أُدخل لساني وأتحسس وأستكشف فمها ولسانها.. شعرت بيديها الصغيرتين تحاول دفعي من صدري لكن ثواني قليلة شعرت بقلبي سيقفز من مكانه عندما توقفت عن دفعي ورفعت يديها وحاوطت عنقي بها وبدأت تداعب شعري وبادلتني القبلة..
 
قبلتنا تحولت من هادئة إلى قبلة شرسة متعطشة جائعة وشهوانية.. لم أعد أحتمل وشعرت بعضوي الذكري ينتصب  ودون تفكير رفعت يولينا عاليا من خصرها وفورا حاوطت خصري بقدميها دون أن نتوقف عن تقبيل بعضنا بجوع..
 
مشيت ببطء وعندما أصبحت أمام السرير انحنيت ووضعت يولينا برقة عليه وجثوت فوقها وحاصرتُها بجسدي.. فصلت القبلة وبدأت بتقبيل ذقنها ثم عنقها وأنا أتأوه وأهمس باسمها بهيام
 
" آااااااه.. يولينا.. يوليناااا... "
 
عندما كنتُ على وشك أن أُخفض فستانها عن كتفها انتفضت فجأة بعنف وصرخت برعب
" لااااااااا.. توقف.. توقفففففففف.. "
 
رفعت رأسي ونظرت إليها بحزن.. كانت خائفة جدا.. نظراتها الخائفة والمرتعبة أحزنتني جدا.. هي تخاف مني... استقمت ووقفت وقلتُ لها قبل أن استدير وأدخل إلى الحمام
 
" آسف لم أقصد.. "
 
فكرة أنها تخاف مني أحزنتني جدا.. يبدو بأنها لا تشعر بشيء نحوي..
 
لم أستطع النوم طيلة الليل وأنا أفكر بـ يولينا.. عندما أشعُر بأنها تتقرب مني أجدُها فجأة تبتعد عني بكل الوسائل.. الخيبة التي أشعُرُ بها والمرارة التي أتنفسُها الآن ألموا قلبي.. هل سوف تُحبني يوما ما يولينا؟!..
 
في الصباح ذهبت برفقة بلاكيوس و نيكولاس مُجددا إلى زنزانة فابيو وهنا كانت الصدمة عندما بدأ يتكلم فور دخولنا
 
" مرحبا سيدي الكونت.. ومرحبا بفرسانك المُخلصين.. لقد فكرت ماليا وقررت أن أعترف لك بكل شيء مُقابل أن لا يتم إعدامي.. "
 
عندما وافق بلاك على شرطه تابع فابيو قائلا
" لا أحد يستطيع أن ينصب لك كمين إلا من يعرف تحركاتك جيداً.. "
 
ثم نظر إلينا بتمعن وتابع قائلا
 
" كنتُ أعرف ابن عمك لورينزو جيدا.. كنتُ أُنفذ له بعض من الأمور العالقة مُقابل بعض من العُملات الفضية.. وقبل أسبوع من الحادث بعد أن نفيته التقيت به خارج حدود سان مارينو وهناك طلب مني أن أجد له رجال من قطاع الطرق حتى ينصب لك كمين مُحكم.. وكانت الخطة أن يدخل هو إلى سان مارينو ويراه حُراس الحدود وعندما تأتي إلى الغابة نحاوطك ونقتل الجنود برفقتك وطبعا أصدقائك الفارسين وقال لي بأنه سيدفع لكل رجل ستة عملات ذهبية أما لي ثمانية.. وطلب أن لا يلمسك أحد لأنه يرغب أن يقتلك بنفسه.. لكن ويا للصُدف العجيبة فُرسانك لم يكونا برفقتك عندما دخلت إلى الغابة برفقة جنودك "
 
توقف عن تكملة حديثه عندما رأى نظرات الدهشة على عيوننا.. ضحك بخفة وقال
 
" ههههه.. لا تستغربوا.. لورينزو يحقد جدا على الكونت وحُلمهُ الوحيد أن يكون في مكانه.. صدق سيدي الكونت.. لورينزو ابن عمك لم يشعر بالندم للحظة واحدة عندما أطلق عليك النار وأصابك.. وعندما هربت على حصانك بعد أن قتلنا الجميع تبعك وأراد أن يفجر لك رأسك لكن الفارس نيكولاس كان قد دخل إلى الغابة وبدأ بالبحث عنك.. لذلك دفع لورينزو للجميع وأمرنا بالفرار.. ولا أعلم كيف وجدتك ابنتي أدلينا وأنقذتك.. لكن صدقني ذلك جعل لورينزو يحترق بنار الحقد أكثر.. لذلك احترس منه فمن يعلم ما الذي يُفكر بفعله بك الآن.. "
 
انهى فابيو حديثهُ وكان بلاكيوس يرتجف من شدّة الغضب وخرج وأشار إلينا حتى نتبعه.. مشى مُسرعا نحو المخرج ودخل الرواق ثم وقف منتظراً بجانب الباب الخارجي للسجن وما أن وقفنا أنا و نيكولاس أمامه حتى قال لنا بأمر
 
" لا يجب على أحد أن يعلم بأن فابيو هنا في السجن وخاصةً لورينزو.. والأن سوف يبدأ حسابي مع لورينزو وكل من أذاني "
 
وغادر بغضب مُسرعا.. نظرت بأسف إلى نيكولاس وقلتُ له
 
" أخيرا سوف أستمتع برؤية بلاكيوس ينتقم من ذلك القذر والحقود لورينزو.. وطبعا مع فيرلا.. لكن أدلينا ميديشي يا ترى ما الذي ينتظرُها من بلاكيوس؟ "
 
نظر نيكولاس بشرود إلى البعيد وهمس قائلا

" فليرحمها الله ويكون في عونها.. إن عادة ذاكرة بلاك إليه قريبا لا أعتقد بأنها سوف تنجو من غضبه المميت "
 
نظرت إليه بدهشة وسألته

" ما الذي تعنيه نيكولاس؟!.. هل تعرف شيئا وتُخفيه عني؟!.. "
 
حدق إلى عيناي لثواني ثم بدأ يسير مبتعدا وهو يقول

" سوف تعرف قريبا.. انتظر وسوف ترى مدى غباء تلك المسكينة أدلينا ميديشي "
 
تبعته وأنا أهتفُ لهُ بصدمة

" منذُ متى أصبحت أدلينا ميديشي مسكينة بالنسبة لك؟.. نيكولاس... نيكولاس انتظرني.. تكلم.. أنا صديقك ألكسندر لا تُخفي عني أسرار.. نيكولاس... "
 
لكنه طبعا لم يخبرني حتى في النهاية وبعد ثلاثة أسابيع تذكر بلاكيوس واكتشفت الحقيقة المرعبة وما فعلتهُ أدلينا....
 
 

يولينا***



 
تلك الأفعى تُخطط لفعل شيء بـ توماسو.. فكرت بغضب وأنا أدخل إلى غرفة توم بعد ذهابها.. منذ ثلاثة أسابيع طلب مني الكونت بلاكيوس شخصيا أن لا أترك توماسو للحظة واحدة وخاصةً في الليل.. وأمرني أن أنام بغرفة توم ولا أدع أحد يدخلها وخاصة تلك الحقيرة فيرلا وحتى لورينزو..
 
طبعا لم يقل الكونت عنها حقيرة لكن شعرت بالدهشة بأن يطلب مني فعل ذلك وخاصةً أن لا أدع زوجتهُ المستقبلية تقترب من توم..
 
تسطحت بجانب توماسو على الفراش وعانقته إلى صدري بقوة.. من الجيد أن نومه عميق ولم يستيقظ.. شعرت بالخوف و بالغضب لدى رؤيتي لتلك الأفعى هنا.. سوف أُخبر الكونت غدا بما حدث الليلة..
 
في الصباح استيقظت على قبلات وصوت توماسو الحبيب..

" خالتي.. خالتي.. خالتي... هيا استيقظي.. "
 
تثاءبت وأنا أرفع يداي عاليا وسحبت توماسو وعانقته إلى صدري وقبلت رأسه قائلا

" صباح الخير يا حبيب خالتك.. "
 
ضحك بخفة وقبلني على وجنتي وقال بسعادة

" صباح الخير خالتي.. هل يمكنني أن أتناول وجبة الفطور مع عمتي زايا؟.. لقد وعدتُها في الأمس أن أفعل.. كما أنا أشعر بالجوع الشديد "
 
جلست ووضعت توماسو على حضني وبدأت أداعب شعره بيدي وقلتُ له بحنان
 
" بالطبع توم.. أولا سوف تستحم ثم سنذهب إلى غرفتي حتى أقوم بتبديل ملابسي ونصعد إلى غرفة عمتك زايا وتتناول وجبة فطورك معها كما وعدتها.. اتفقنا؟ "
 
قهقهت بسعادة عندما أغرق رأسه في عنقي وهو يضحك بسعادة قائلا

" أحبكِ جدا خالتي.. "

" وأنا أحبُك أكثر "
 
همست له بحنان وهكذا حممت الصغير وطلبت أن يتم إرسال فطوره إلى غرفة ليدي زايا.. عندما صعدت طرقت بخفة على باب غرفتها لكن توماسو فتح الباب ودخل وهو يهتف بلهفة
 
" عمتي.. عمتي.. لقد أتيت كما وعدتُكِ "
 
رأيت زايا تقف في وسط الغرفة وهي تبتسم بسعادة ثم حملت توماسو ودارت به وهي تقبله.. توقفت بعد لحظات وقالت وهي تلهث وتضع توم على الأرض
 
" ياااه.. لقد انتابني الدوار الأن.. هيا توم اجلس على الأريكة وتناول فطورك "
 
تقدمت ووقفت أمامها وقلتُ لها بقلق

" ليدي زايا.. أنتِ حامل.. تذكري ذلك.. لا يجب أن تحملي توماسو قد تؤذين نفسكِ "
 
ابتسمت لي برقة وقالت

" لا تقلقي يولينا.. أنا بخير.. ثم لقد اتفقنا مسبقا بأن تناديني بـ زايا فقط.. لا ليدي بعد الآن "
 
ابتسمت لها بوسع وسألتُها بهمس

" هل فعلتِ بالفارس نيكولاس كما اتفقنا بالأمس؟ "
 
قهقهت بخفة وهمست قائلة بخبث
 
" لقد فعلت.. أمرتهُ أن يحلق ذقنه ثلاث مرات في الأمس وفعل ذلك.. ههههه.. ثم طلبت منه أن يحملني وينزل بي إلى الحديقة في المساء.. وفعل.. هههه.. لو ترين نظرات الخدم والحُراس المصدومة وهم يرون فارسهم النبيل يحملني بين يديه كالعروسة ويمشي بي في الحديقة في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. هههه.. وعندما عاد بي إلى غرفتي أمرتهُ أن يفرك لي قدماي لأنها تؤلمني وفعل دون أن يُجادلني حتى "
 
قهقهت بخفة و هززت رأسي بأسف وقلتُ لها

" مسكين.. لكن زايا لا تجعليه يفقد عقلهُ بسرعة تفنني بتعذيبه "
 
ضحكت زايا بسعادة ثم قالت لي

" من هذه الناحية لا تقلقي.. هيا تعالي وتناولي فطوركِ معنا "
 
عندما انتهينا من تناول وجبة الفطور طلبت من زايا أن يبقى توماسو معها لأنني لا أثق بأحد في هذه القلعة سوى بها.. تركت توم معها وخرجت وأنا أبتسم براحة.. زايا أصبحت أعز صديقة لي بوقتٍ قصير جدا.. هي طيبة جدا وحنونة ورائعة.. لم تُعاملني كخادمة بل تقربت مني وشكرتني على مُحاولتي لمساعدتها.. وبدأت تتكلم معي كلما رأتني وتقربت من توم وعشقتهُ بسرعة.. أصبحنا أصدقاء وأخبرتُها عن سبب وجودي في القلعة وهي أخبرتني ما حدث معها..
 
شعرت بالحزن لأجلها وبدأت أعطيها بعض من الأفكار الشريرة حتى تنتقم من زوجها.. لكن قلبي تعاطف معه فهو وكما يبدو لي تغير كثيرا وبدأ يُحب زايا.. أما أنا لم أستطع رغم ثقتي بها أن أعترف لها بأنني أعشق ألكسندر..
 
ألكسندر حبيبي الطيب.. لقد غرقت بعشقه منذ تلك الليلة التي بكيت بها على صدره.. اكتشفت عشقي له بعد أسبوع من تلك الليلة.. وأصابني الخوف والحزن.. فكيف لفارس ثري ونبيل أن يُحب فتاة مثلي فقيرة ولا تعرف الكتابة والقراءة ولا تعرف كيف تتصرف مع النبلاء؟.. حُبي له مستحيل...
 
تنهدت بحزن ووقفت أمام مكتب الكونت وقبل أن اطرق الباب تجمدت برعب عندما سمعت الكونت يهتف بملء صوته وبغضب
 
" توقف نيكولاس عن الدفاع عنهاااااااااا.. أدلينا ميديشي مجرد كاذبة حقودة وصولية.. هي شخصية تُحبُ نفسها حُب مفرط متكبرة ومتعالية وأنانية وابتزازية وصولية تكسب على حساب الغير............غير متعاطفة مع الاخرين تحب نفسها فقط.......شخصية .. مخادعه وتكذب كثيرا غيورة وحقودة وحسودة تتميز بالانتقام.. الانتقام من الذي يقف في طريقها.. لا تشكر معروف يسدى لها ابدا وتدمر كل من يدخل إلى حياتها وتستنزفه نفسيا وتتظاهر بأنها بريئة لكنها شيطانة..  وهذا ما فعلتهُ بي أناااااااااااااااا... "
 
نظرت برعب إلى الباب وسمعت الفارس نيكولاس يقول له
 
" واووو.. كل هذه الصفات لها؟!.. بلاك اسمعني لو سمحت.. أدلينا ساذجة وبريئة جدا .. لقد أخبرتني ما حدث معها في الماضي.. إنها طيبة وبريئة جدا.. لقد ساعدت صديقتها جوفانا في محنتها رغم ظروفها السيئة.. ساعدتها وادعت بأنها حامل أمام الجميع في القرية حتى تحمي صديقتها وابنها.. وأدلينا بغباء ظنت بأنك من اغتصب جوفانا.. لذلك أرادت أن تنتقم منك.. هي ما زالت تظن بأن توماسو هو ابنك و... "
 
" حااااااااااااااااااااه... "
 
خرجت شهقة مُرتعبة مصدومة من فمي وأعتقد بأنهم سمعوها إذ توقف الفارس نيكولاس عن التكلم ورأيت برعب باب المكتب ينفتح ويتم سحبي من معصمي إلى داخل الغرفة.. كنتُ أقف أمامهم وأنا أفتح عيناي على وسعها وأنظر إليهم بصدمة كبيرة وبرعب..
 
كان الكونت يقف أمامي وعلى يمينه ألكسندر وعلى يساره نيكولاس.. نظرت بفزع إلى وجه الكونت وهززت رأسي رفضا وتساقطت دموعي على وجنتاي وهمست له ببكاء
 
" شقيقتي ليست والدة توماسو؟!!.. ليست والدته؟!!!... هل صحيح جوفانا هي والدة توماسو؟!.. و.. وأنتَ لستَ والده؟!!.. أرجوك سيدي أخبرني.... "
 
حدق ببرود إلى عيناي قائلا
 
" نعم.. ما سمعتهِ صحيح.. شقيقتكِ أدلينا كذبت على الجميع منذ البداية.. لكن توماسو هو ابني أنا ولن يتغير ذلك.. توماسو هو ابني.. وعلى شقيقتكِ الآن أن تدفع ثمن كل ما فعلتهُ بي "
 
ارتعش جسدي بقوة وسقطت على ركبتاي أمامه وبدأت أبكي وأنتحب بشدّة وأنا أتوسل الكونت قائلة
 
" لا.. أرجوك سيدي.. أدلينا ساذجة وبريئة جدا.. لا بُد أن هناك سوء تفاهم قد حدث معها.. ثم.. ثم أنا رأيتُها كثيرا طيلة فترة حملها.. كان بطنها أمامها.. كيف.. كيف يكون توماسو ابن جوفانا؟!.. "
 
قهقه الكونت بغيظ وقال
 
" لقد أخبرت نيكولاس بأنها كانت تضع وسادة حتى توهم الجميع بحملها.. لم يعد يهم الآن.. انتبهي جيدا يولينا لا أريد لمخلوق أن يعلم بما سعتهِ للتو.. لا أحد وخاصة لورينزو و فيرلا يجب أن يعلموا بذلك وأيضا لا يجب أن يعلموا بأنني استعدت ذاكرتي.. "
 
ثم نظر نحو ألكسندر وقال له

" ساعدها وأخرجها من هنا ولا تدع أحد يراها منهارة بهذا الشكل حتى لا يشعروا بشيء "
 
اقترب ألكسندر وأمسكني برقة بذراعي ورفعني ثم همس قائلا بنبرة حنونة
 
" هيا يولينا.. يجب أن نخرج "
 
جسدي كان متجمد وعقلي كان في عالم آخر.. لم أشعر بنفسي وأنا أسير برفقة الفارس ألكسندر ولم أرى إلى أين يأخذني.. ما اكتشفته مُخيف.. مُخيف جدا.. توماسو.. توماسو ليس ابن الكونت وابن شقيقتي.. و.. و أدلينا لا بد أنها فهمت خطأ من جوفانا.. أدلينا ساذجة وطيبة جدا.. لا بد أن هناك سوء تفاهم كبير!!... 
 
سالت دموعي دون توقف من عيناي بصمت وأنا أتحسر على شقيقتي وما ينتظرها من عذاب على يدين الكونت...
 


أدلينا***


 
" لعنة الله عليكِ أيتها الحقودة.. أنا لم أعد أستطيع أن أصدق كلمة واحدة تتفوهين بها.. أنا المذنب من البداية لأنني انخدعت ببراءتكِ الكاذبة.. سوف ترين الجحيم على يدي.. لن تخرجي من هنا أبدا.. ولا تحلُمي برؤية توماسو مجددا لأنكِ لستِ أمه.. توماسو والدتهُ الحقيقة ماتت منذ زمنٍ بعيد "
 
خرج بلاكيوس وتركني منهارة ابكي بتعاسة..
 
" يا ليتك حبيبي لم تغتصب جوفانا.. يا ليتك حبيبي لم تفعل... أنا خائنة لأنني أحببت مُغتصب صديقتي.. خائنة.. خائنة.. سامحيني جوفانا.. سامحيني لأنني أعشق من ألمكِ واغتصبكِ.. سامحيني "
 
همست بحرق وأجهشت بالبكاء.. خسرت توماسو وخسرت حبيبي وخسرت قلبي معهم وروحي.. خسرت كل شيء...
 
بعد ساعات وساعات من البكاء غرقت بالنوم على الأرض دون أن أكترث لبرودة الأرض.. واستيقظت في الصباح على صوت سيدة كاميلا تهتف بغضب
 
" هيا استيقظي.. لا أعلم أي لعنة أنتِ.. كنتُ بدأت أشفق عليكِ لكن في الأمس كدتِ أن تقتلي سيدي الكونت أيتها اللعينة... هيااااااا قفي "
 
فتحت عيناي بضعف ونظرت إليها بإرهاق نفسي وأنا أحاول الوقوف فجأة انتابني دوار عنيف.. تمسكت بسرعة بعامود السرير وأغمضت عيناي حتى يختفي ذلك الدوار..
 
" ما الذي تنتظرينه؟!.. هيااااااااا سيري أمامي ولا تحاولي الهروب.. الكونت أمر جميع الخدم من جديد بالخروج من القصر في الأمس.. والأن عليكِ بتنظيف جناحه بالكامل.. هذه هي أوامر الكونت.. وبعدها عليكِ أن تُجهزي نفسكِ له في المساء.. فهمتي؟ "
 
فتحت عيناي بضعف ونظرت إليها بحزن وأشرت لها برأسي موافقة وحاولت السير أمامها دون أن أقع بسبب إرهاقي وذلك الدوار الغريب المستمر...
 
حدقت السيدة كاميلا بوجهي بحزن عندما رأت مدى شحوب وجهي وأنا أنزل السلالم برفقتها ببطء وقالت لي
 
" لماذا تفعلين ذلك بنفسكِ؟.. لماذا تُغضبينه؟!.. أنا سعيدة لأنه استرجع ذاكرته.. لكنه كان غاضب جدا منكِ.. هو لن يرحمكِ بسبب شيء فعلتهِ.. لا أعلم ما الذي اقترفته لكن احترسي جيدا أدلينا.. الكونت عندما يغضب إلى هذه الدرجة ويتوعد بالانتقام لن يرحم أبدا.. لن يكون هناك رحمة بداخله.. في الأمس سلمني مفتاح غرفتكِ وأمرني أن أُخرجكِ من غرفتكِ حتى تنظفي جناحه "
 
تنهدت بقوة ثم قالت
 
" أحاول جاهدة أن أساعدكِ ولو قليلا وأتقرب منكِ لكنني أبتعد وأمتنع عن مساعدتكِ عندما أرى الكونت غاضب بسببكِ.. ارحمي نفسكِ وكوني مُطيعة له هذه الفترة.. لا تعترضي أوامره والتزمي الصمت "
 
تابعت السير وهي تهز رأسها بأسف بينما أنا كنتُ أنظر أمامي بحزن.. ماذا ستفعل إن اكتشفت ما فعلت بسيدها عندما كان في منزلي بعد الحادث الذي تعرض له؟!.. ربما تقتلني إن عرفت..
 
تناولت وجبة الفطور من دون شهية وشعرت بالغثيان بسبب رائحة البيض المسلوق وخرجت مسرعة من المطبخ إلى الحمام حتى أتقيأ كل ما أكلته.. تبا سوف أمرض بسبب إرهاقي هذه الفترة.. فكرت بخوف وأنا أدخل إلى المطبخ وشربت كوب من الماء ثم حملت أدوات التنظيف وصعدت إلى جناح حبيبي..
 
ما ان دخلت حتى شهقت بتعجُب.. كان هناك على الأرض قرب الخزانة حقيبتين فاخرتين.. اقتربت ولدهشتي رأيت بها الكثير من ملابس النوم النسائية والفاضحة وكلها من الحرير.. هل هذه ملابس فيرلا؟!.. هل هي هنا لأنها سوف تُصبح زوجتهُ المستقبلية؟!..
 
شعرت بألمٍ رهيب في قلبي وقررت أن أتركها ولا أوضبها في الخزانة.. بدأت بتنظيف الغرفة لكن بعد فترة قصيرة انتابني من جديد ذلك الدوار وجلست على السرير وأنا أغمض عيناي..
 
ما الذي يحدث لي؟!.. أنا خائفة.. هل أنا مريضة؟!... فكرت برعب وقررت أن أتسطح قليلا على السرير وأستريح.. لكنني غفوت دون أن أشعر...
 
" آااااااااااااااااااه..... "
 
استيقظت مرعوبة وأنا أتأوه بألم عندما تم جذبي من شعري بعنف ورفعي.. فتحت عيناي ورأيت برعب بلاكيوس أمامي.. عيونه كانت مُخيفة لدرجة أنني شعرت بدمائي تنسحب من عروقي واجتاح جسدي رجفة برد من أثر الرهبة والتوتر والخوف..
 
" كيف تنامين في سريري دون أن تُنظفي جناحي كما أمرت؟! "
 
ارتعش فكي بينما كنتُ أحدقُ بوجهه بخوف.. رماني بعنف على السرير ثم وقف وبدأ يزيل ملابسه قطعة تلو الأخرى وعندما أصبح عاريا اقترب وامسك بفستاني عن الكتف وسحبه بعنف إلى الأسفل.. شهقتُ برعب عندما تمزق الفستان وبدأ بلاكيوس يقطعه ويرمي بالقطع على الأرض..
 
حاولت النهوض والفرار منه لأنه كان مُخيف.. كان يبدو مُخيفا وهو يحدق بي بتلك النظرات المرعبة لكن صرخة قوية خرجت من فمي وسقطت بعنف على السرير إثر صفعتهِ لي.. وضعت يدي على خدي الأيسر أمسحهُ برقة مكان صفعته وأنا أرتجف وأحاول أن لا أبكي
 
" إياكِ أن تحاولي الاعتراض أو التفوه بكلمة عاهرتي.. سوف أجعلكِ تدفعين الثمن غاليا على كل ما فعلتهِ بي.. والآن دعيني أستمتع بجسدكِ "
 
جثى فوقي وبدأ يمتص عنقي بشكلٍ عنيف.. كنتُ أرتجف بين يديه وأنا أغمض عيناي بقوة.. يديه بدأت تتحسن مفاتني بطريقة قاسية وبدأ يداعب صدري ويقرص حلماتي بعنف..
 
" آااااااااااااااااعهههههه.. هذا مؤلم.. أرجوك.. أنتَ تؤلمني "
 
همست له بضعف وبألم عندما بدأ يمتص حلمتي.. كانت حساسة جدا هذه الفترة وتؤلمني جدا وهو كان يمتصها بعنف وشعرت بأنه سيقتلعها من مكانها..
 
أنيت بألم وأنا أرفع رأسي عاليا وأحاول أن أتحمل مداعباته وتقبيله لحلماتي العنيف... فرق ساقاي بيده وبدأ يلمس مهبلي ثم خرجت شهقة عنيفة من فمي عندما أدخل أصابعه الثلاثة في فتحتي دفعة واحدة..
 
" جميل.. دائما ما تكونين مبتلة لأجلي أدلينا.. هل تحبين ممارسة الجنس بعنف؟.. همممم.. أجيبي؟... "
 
همس لي بغضب وهو يُقبل بطني نزولا إلى فخذاي
" آاااااااااااااعععععهههه.. أرجوككككك.. توقف "
 
صرخت بألم ورفعت جسدي قليلا عندما امتص فخذي بعنف وعضه بقوة حتى كاد أن يقتلع لحمي بأسنانه.. حاولت إبعاد رأسه بيداي لكنه استقام وصفعني لأنهار بضعف وأبدأ بالبكاء بألم.. أحسست به يجلس بجانبي ثم أمسك بكلتا يداي ورفعها عاليا وشعرت بشيء يلتف على معصم يداي..
 
فتحت عيناي ورفعت رأسي لأرى برعب بلاكيوس يربط يداي من المعصم بحبل ثم بدأ يلف الحبل على أعمدة السرير ويربطه
 
" مـ.. مــ.. ماذا تفعل؟! "
 
همست له برعب لكنه لم يكترث بالرد عليّ وعندما انتهى أمسك فكي بأنامله بعنف وأدار وجهي حتى أواجهه وقال لي بنبرة خشنة مُخيفة
 
" اخرسي ودعيني أستمتع قليلا مع عاهرة مثلكِ "
 
ألمني.. ألمني كثيرا بكلماته وقررت أن أغمض عيناي ولا أنظر إليه.. والتزمت الصمت.. التزمت الصمت وتركته يُمارس معي الجنس ويفرغ شهواتهُ بي..
 
كنتُ ولفترة ساعة ونصف أبكي بحزن بينما هو كان يضاجعني بقسوة.. إنها المرة الأولى التي يمارس بها الجنس معي بهذه الطريقة المؤلمة..
 
أفرغ سائله بي للمرة الثانية وكان الألم والإرهاق والحزن قد استنزفا طاقتي ولم أعد أستطيع حتى البكاء والأنين.. أحسست به يقف وحرر يداي ثم شعرت بجسدي يرتفع ليحملني ويسير بي ناحية الحمام..
 
وضعني برقة داخل الحوض وجلس خلفي وبدأ يلمس جسدي بيديه برقة.. فجأة وضع يديه على صدري وهمس بأذني
 
" حلماتُكِ منتصبة جدا.. تجعلني أرغب وبشدّة بعضها وامتصاصها دون أن أشبع منهما... أريدُكِ أدلينا.. أريدُكِ وبشدّة "
 
شعرت بعضوه الذكري ينتصب وشهقت بخوف عندما رفعني وأدخل قضيبه في فتحتي.. لكنه جعلني أجلس وبدأ يرفع جسدي برفق ويخفضهُ على قضيبه بينما كان يمتص عنقي من الخلف وكتفي..
 
هذه المرة كان رقيقا.. وعندما أفرغ سائلهُ بي غسل جسدي ثم شعري وعندما انتهى وقف وحملني وجعلني أقف أمامه.. كنتُ أنظر بحزن إلى عينيه بينما هو كان يتأمل علامات قبلاته وعضاته على جسدي.. ابتسم برضا ثم أمسك بمنشفة وجفف جسدي ثم شعري ثم جفف نفسه وحملني وأدخلني إلى الغرفة وأجلسني على السرير..
 
رأيته يقترب من الخزانة وأخرج منها ملابس له وبدأ يرتديها وعندما انتهى رأيتهُ يُخرج ثيابا من الحقيبتين ثم سار ووقف أمامي وبدأ يساعدني بارتداء ما اختراه..
 
" سوف نذهب بعد قليل.. سرحي شعركِ وعندما تنتهين أريدُكِ أن تنتظريني أمام مدخل القصر "
 
وذهب دون ان يكترث لدهشتي.. إلى أين سنذهب؟!.. إلى قلعته يا ترى؟!.. هل سوف أرى أخيرا توماسو؟!!.. شعرت بالسعادة ووقفت لتخرج مني شهقة قوية إذ شعرت بالألم أسفل عامودي الفقري وفي مهبلي وساقاي.. لكنني تحاملت واقتربت من منضدة الزينة وأمسكت بفرشاة الشعر وسرحت شعري وأنا أبتسم بسعادة..
 
سوف أرى ابني توماسو أخيرا.. إلهي كم اشتقت له... سوف أرى صغيري وأضمهُ إلى صدري وأقبله وأشتم رائحته الجميلة أخيرا..
 
ابتسمت بسعادة لا توصف وتفقدت مظهري في المرآة أمامي بسرعة لأجد أن الثوب الذي جعلني بلاكيوس أرتديه يُظهر انحناءات جسدي بأناقة رغم أنه فاضح ويظهر الكثير من صدري الا أنه يبدو جميلا وشعرت بالثقة تغمرني فعلى الأقل سوف يراني توماسو بشكلٍ أنيق أخيرا وتلك العقربة فيرلا لن تنظر إليّ باحتقار بسبب مظهري الرث..
 
خرجت مُسرعة من الجناح لأصل إلى قمة الدرج ملتقطة أنفاسي بصعوبة لأشعر بأن قلبي قد فقد نبضة من نبضاته وأنا أرى بلاكيوس يقف في الأسفل ينظر نحوي منتظرًا مجيئي بصبر نافذ
 
" تأخرتِ.. هيا بسرعة "
 
تقدمت أهبط أول درجه من السلم ببطء وأنا لا أجرؤ على النظر نحوه لأشعر بالرعب من مُجرد التفكير بأنه قد يُغير رأيه ولا يأخذني إلى القلعة لأرى توماسو..
 
عندما أصبحت أمامه أمسك بيدي وسحبني خلفه بنفاذ صبر وخرجنا من القصر.. رأيت عربة فاخرة تجُرها أربعة أحصنة سوداء بانتظارنا.. فتح الخادم لنا باب العربة وأشار لي بلاكيوس حتى أصعد.. صعدت وألقيت نظرة سريعة عليها.. إنها جميلة جدا.. جلست على المقعد وأنا أنظر إلى النافذة بلهفة.. شعرتُ بـ بلاكيوس يجلس بجانبي.. استغربت لأنه لم يجلس في المقعد الذي أمامي.. لكن لم أهتم وتابعت النظر خارج النافذة بلهفة..
 
تحركت العربة وبدأت بذهول أنظر إلى الأراضي المحيطة بالقصر.. هو جميل جدا وموقعه خلاب ويسحر العيون.. بعد فترة أحسست بالريبة عندما بدأت العربة تسير خارج حدود سان مارينو.. التفت ونظرت إلى وجه بلاكيوس بقلق وهمست له بخوف
 
" نحن.. هو.. إلى أين نحن ذاهبان؟!.. أعني.. لن نذهب إلى القلعة حتى أرى توماسو؟! "
 
حدق إليّ ببرود ثم أدار رأسه إلى الجهة المعاكسة ونظر إلى البعيد من النافذة وقال
 
" أنا لم أقل لكِ بأننا سنذهب إلى القلعة.. ثم سبق وأخبرتُكِ بأنه لم يعُد لديكِ ابن.. لذلك إنسيه لأنني لن أسمح لكِ برؤيته أبدا "
 
شعرت بقلبي يحترق واختفى حماسي وتملكني الغضب بسبب كلماته.. انتفضت وهتفت باعتراض
 
" لااااااااااااا... لا وألف لااااااااااااا.. توماسو هو ابني أنا.. سمعت.. ابني.. هو ابني ولن تستطيع أن تحرمني منه و.... آاااااااااااااااه.. "
 
تأوهت بألم عندما التفت بلاكيوس وحدق بوجهي بغضب وأمسك بذراعي وجذبني نحوه لأقع في حضنه وعلى صدره.. ثم بيده الثانية أمسك شعري ورفع رأسي بعنف وقال وهو يصك على أسنانه
 
" اسمعيني جيدا أدلينا.. أنتِ لستِ أمه ولن تكوني أبدا.. امرأة حقودة مُختلة مثلكِ وعاهرة لا تُصلح لتكون أم لـ توماسو.. إياكِ أن تتحديني أو تصرخي مجددا بوجهي بذلك وإلا قطعت لكِ لسانكِ.. هل فهمتِ؟ "
 
شهقت بألم وهمست له موافقة بضعف.. حرر شعري وأبعدني عنه بعنف ورفعت يداي بسرعة أمامي وتشبثت بمسند المقعد حتى لا يخبط جسدي بالباب أو أقع..
 
أغمضت عيناي بحزن وأنا أحني رأسي وأبكي بصمت لكي لا أُزعجه.. حبيبي إدوارد اختفى وتحول إلى الكونت الشيطان بسببي.. دموعي سالت وأحرقت بشرة وجهي وأنا أتذكر بتعاسة حبيبي إدوارد الحنون والرقيق والطيب والعطوف والذي كان يخاف عليّ من نسمة الهواء.. إدوارد رحل.. رحل إلى الأبد ولن يعود مجددا...
 
غفوت مجددا دون أن أشعُر ورأيت حلما جميلا.. رأيت إدوارد يعانقني ويهمس لي بأنه هنا وبأنه يحبني ويطلب مني أن أبادلهُ مشاعره وأن أسامحهُ لأنه يؤلمني..
 
" أدلينا.. أدلينا.. أدلينااااا... "
 
فتحت عيناي بضعف على صوت يناديني.. رأيت نفسي نائمة على حضن بلاكيوس.. توسعت عيناي برعب وفورا استقمت لأشهق بقوة وأنا أغمض عيناي إذ أحسست بدوارٍ رهيب.. وضعت يدي على رأسي وسمعت بلاكيوس يقول بنبرة قلقة واضحة
 
" هل أنتِ بخير؟!.. "
 
أبعدت يدي عن رأسي عندما اختفى الدوار وفتحت عيناي وحدقت إلى وجهه القلق بحنية.. كم يبدو وسيما وهو يحدق بي بتلك النظرات القلقة.. ابتسمت له بخجل قائلة
 
" أنا بخير.. فقط شعرت بدوار خفيف "
 
عقد حاجبيه وحدق بوجهي بعدم الرضى وقال
 
" أنتِ لا تتغذين جيدا.. كاميلا أخبرتني.. ثم أصبحتِ تنامين كثيرا وهذا دليل على عدم انتظام طعامكِ.. سوف أتأكد بنفسي بأن تتناولين طعامكِ بانتظام.. ثم لقد وصلنا.. "
 
نظرت إليه بدهشة ثم انتبهت بأن العربة متوقفة ورأيت بابها مفتوح ورأيت أمامي قصر جميل جدا.. خرج بلاكيوس من العربة ثم أشار لي بالخروج وفعلت.. وقفت بجانبه أنظر بانبهار إلى القصر وقبل أن أتفوه بكلمة تقدم خادمين واحنوا رؤوسهم أمام بلاكيوس ثم رفعوها ورحبوا به بالدور ثم قال واحد منهم
 
" سيدي الكونت.. لقد تم تجهيز كل ما طلبته في رسالتك كما أمرت.. هل تريدني أن أرافق السيدة إلى المنزل الــ... "
 
قاطعه بلاكيوس قائلا بأمر
 
" لا ماروكو.. سوف تذهب السيدة برفقتي.. ولا أريد لأحد أن يزعجنا "
 
أحنى الخادم راسه باحترام قائلا
" كما تأمُر سيدي الكونت "
 
ثم استدار ورأيت الخادم يُشير بيده إلى البعيد وفورا رأيت رجل يتقدم وهو يمسك بحبل الرسن لحصان أبيض جميل يسير خلفه.. وعندما وقف أمامنا شهقت برعب عندما رفعني بلاكيوس من خصري ووضعني على ظهر الحصان ثم قفز ليجلس خلفي وقال لهم بأمر
 
" ارسلوا حقيبتي إلى المنزل وضعوها أمام الباب.. وممنوعٌ على أحد من الاقتراب من المنزل حتى نهاية الأسبوع.. "
 
وركل الحصان بخفة وبدأ يعدو بخفة بينما أنا كنتُ مثل الحمقاء أنظر أمامي ببلاهة.. اقشعر بدني عندما أحسست بأنفاس بلاكيوس الدافئة تُداعب أذني وسمعته يهمس لي قائلا
 
" هذا القصر مُلك لصديقي نيكولاس.. ورثه عن والده المرحوم.. تعلمين أدلينا عندما ضربتني بتلك المزهرية بنية قتلي لم تنجحي.. بل لسوء حظكِ استعدت ذاكرتي.. ولكن لسوء حظكِ السيء بدأ جحيمُكِ منذ هذه اللحظة.. "
 
خفق قلبي بعنف وارتعش جسدي عندما قبل شحمة أذني وعضها بخفة بأسنانه ثم تابع قائلا بهمس
 
" سوف أنتقم منكِ وأستمتع برؤيتكِ تتعذبين أمام عيناي كما فعلتِ بي.. وفي الأسبوع المقبل سوف تكون خطبتي على الليدي فيرلا وآخر الشهر سوف أتزوج منها وأنسى بأنني في يوم من الأيام التقيت بامرأة حقودة سافلة وعاهرة مثلكِ و... "
 
انتفضت بين يديه وقد تملكتني الهستيرية من مُجرد تفكيري بأنه سوف يتزوج من تلك العقربة فلم أهتم لشتائمه لي ووصفي بالعاهرة.. وبدأت أقاومه وأضرب صدره بكلتا يداي وأنا أصرخ وأبكي بجنون
 
" لااااااااا.. لا.. لا... لا.. لا لا لا لا لا لا لا...لاااااااااااا... لاااااااااا.. لن تتزوجهااااااااااا.. لن تفعل.. لا لا لا لا لااااااااااا... "
 
أحكم إمساك جسدي بقوة وقال بصراخ
 
" وما همكِ إن فعلت؟.. هذا ليس من شأنكِ.. اجمدي قبل أن تقعي عن الحصان أيتها الغبية و... آااااااااه... "
 
تأوه بالنهاية بصدمة عندما صفعته على خده الأيمن ثم صفعته على خده الأيسر وصرخت دون أن أعي
" لاااااااااااااااا.. أنتَ من شأني.. أنتَ لي.. أنا أحبُك.. أنا أُحبكككككككككككك.. أُحبُك.. أُحبُك.. أُحبُك.. أُحبُك..... "
 
كنتُ أتنفس بسرعة رهيبة ولم أنتبه لما تفوهت به إلا بعد فوات الأوان.. رأيت برعب بلاكيوس يتجمد من هول الصدمة بسبب اعترافي له وارتخت يديه وتصلب جسده وتوسعت عينيه بذهول وهو يحدق بوجهي بعدم التصديق.. حاولت برعب أن أبتعد عنه لكن ولحظي السيء انزلقت عن ظهر الحصان وسقط  جسدي على الأرض..
 
رفعت بسرعة يداي أحمي بها وجهي وأنا أصرخ برعب
" بلاكيوسسسسسسسسسسسس....... "
 
" أدلينااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..... "
 
صرخة حبيبي بلاكيوس  باسمي هي آخر شيء سمعتهُ بينما جسدي كان يدور ويدور على الأرض الترابية إلى الأسفل وغرقت في عالم الظلام.... 


انتهى الفصل 










فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©