رواية الكونت - فصل 21 - تذكرت
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. هافن هو حصل حاجة امبارح

    ردحذف
    الردود
    1. كنتُ مشغولة فقط كان لدي مناسبة خاصة عائلية يا قلبي

      حذف
    2. البارت تحفه دائما روعه منتظرين الجديد على ناااااااار

      حذف
  2. البارت رائع جدا 💕💕💕💕💕😘

    ردحذف
  3. 😯😯😯😯👏🏻♥️♥️♥️👏🏻♥️بارت رووووووووووعه 😗😘👏🏻
    بدأ عذابك أدلينا لازم تدوقي من نفس كاس العذاب إللي دوقتيه لبلاكي😈😈😈😏😏

    ردحذف
    الردود
    1. 😂😂😂😂🤣😁😁😍شريرة حبيبتي

      حذف
  4. البارت أكثر من رائع تسلمي هفونة ❤❤

    ردحذف
  5. 😘😘😘🤗🤗🤗🤗💖💖💖💖 حياتي الشكر لكِ على محبتكِ الكبيرة لي ولرواياتي ودعمكِ الدائم لي 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖

    ردحذف
  6. أمتي بارت اليوم؟؟؟

    ردحذف
  7. في انتضار البارت القادم حبيبتي

    ردحذف
  8. فين البارت القادم🥺🥺🥺🥺

    ردحذف
  9. احسنت ياقمر😍😍😍😍😍

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 21 - تذكرت

 

رواية الكونت - فصل - 21 - تذكرت



تذكرت





بلاكيوس**



كنتُ أقف في غرفتي في القلعة وأنا أسند يدي على زجاج النافذة وأفكر بحزن

 

رواية الكونت - فصل - 21 - تذكرت

 
 

لم أتصور أبدا مقدار العذاب الذي قد يسبّبه لي الحُبّ..  غرقت في حُبّ أدلينا ونسيت نفسي وعالمي بسببه ولم أكن أعلم بأنّهُ مؤلم إلى هذه الدرجة..

 

أعطيتُها قلبي وحبّي وعطفي وحنيتي.. لكنها أضاعت كل شيء.. وأصبحت في موقف لا أُحسد عليه أبدا.. من الصعب جدا أن أختار بين الحُبّ والكرامة.. والأصعب أن أكون مجبراً على التنازل عن أحدهما.. لأنني عندما أختار عشقي لها قلبي يحنُّ عليها ولكن عندما أتذكر ما فعلتهُ بي فأعود لأكرهها من جديد..

 

ما أصعب أن أعيش في هذه الدوامة وفي هذا الكم الهائل من العذاب بداخلي.. والأصعب أن أعاني من هذا الجرح في قلبي.. جرح عميق.. جرح مؤلم.. جرح عنيد.. جرح من المستحيل أن يداويه أي طبيب...

 

من المؤلم جدا أن أتظاهر أمامها وأمام الجميع بما ليس في داخلي كي أحافظ على كرامتي وكبريائي.. حاولت أن أقتل عشق أدلينا في قلبي وروحي وكياني لكنني لم أستطع فعل ذلك..

 

تحملت منها الذّلّ والألم والعذاب لأجل عينيها وما زلت أفعل لغاية الأن.. هي سعادتي وهي دماري..

 

" أدلينا.... "

 

همست بحرقة قلب باسمها بينما كنتُ أتذكر ما فعلتهُ بها في قصري.. عشرة الأيام مضت على وجودها في قصري.. عشرة أيام مؤلمة لي.. في كل ليلة كنتُ أظهر لها مدى عشقي لها في السرير.. لم أستطع أبدا أن أكون عنيفا معها وأنا أمارس معها الجنس.. بل مارستُ معها الحب حتى غرقتُ به وأغرقتها معي..

 

لكنني عندما أنتهي أعود لأتذكر بداية عذابي معها وأعود لأعاملها ببرود وكعاهرة لي..

 

جُن جنوني عندما دخلت إلى القصر في ذلك اليوم ورأيت رومانو إستي معها وسمعتهُ يقول بأنهُ كان ذلك الرجل في نزل مدام بورجو.. شياطين الأرض كلها خرجت وسكنت بداخلي ولم أستطع التوقف عن ضربه.. كنتُ أريدُ قتلهُ لأنه لمسها وقبلها.. أردت أن أقتلهُ لأن عينيه رأت ما هو مُلكا لي..

 

ورغم أنها أخبرتني بأنهُ لم يلمسها بعد أن فقدت وعيها إلا أنني لم أستطع أن أصدقها.. للأسف أنا لم أعُد أصدقها بأي كلمة تتفوه بها.. منذ البداية كذبت عليّ وتابعت كذبها عليّ لأخر لحظة..

 

كيف لي أن أصدقها بعد كل ما فعلتهُ بي؟!.. وهذا ما كان يؤلمني.. أنه لم يعد باستطاعتي تصديقها.. لكن في اليوم الثاني ذهبت وتكلمت مع رومانو وأخبرني بكل ما حدث في تلك الليلة بينه وبين أدلينا.. اشتعلت نار الغيرة بي رغم أن قلبي سكن ألمه قليلا لأنه فعلا لم يلمسها.. لكن فكرة أنه رآها عارية جعلت دمائي تفور.. وهددته بعدم الاقتراب منها مجددا والتحدث معها.. وعندما يتحسن أمرتهُ بالعودة إلى قلعتي...

 

أما بخصوص والدها القذر فابيو و تينو قررت أن أنتقم منهما لأجلها شر انتقام.. ما ينتظرهما على يدي لن يتخيله أي عقل البشري.. سوف أحرق أرواحهم وأجعلهم يبكون بدل الدموع دماء.. لا أحد يؤذي جنيتي الحمراء وينجو بفعلته..

 

" يجب أن أتذكر الماضي وفي أسرع وقت.. أنا لم أعُد أحتمل... "

 

همست بغضب وخرجت من غرفتي إذ حان الوقت لكي أنتقم من الجميع..

 

نزلت على السلالم وتوجهت إلى قاعة الاستقبال وأمرت الخدم قائلا

 

" أريدُ الفارسين ألكسندر و نيكولاس هنا في أسرع وقت "

 

جلست على الأريكة وأنا أحتسي فنجان الشاي بهدوء عندما دخلوا الفارسين ووقفوا أمامي.. أشرت لهما بيدي حتى يجلسا وعندما فعلا وضعت فنجاني على المنضدة ونظرت إلى نيكولاس وقلتُ له

 

" أريدُك أن تذهب فورا وتبحث لي عن فابيو ميديشي.. أريدهُ هنا في القلعة وبأسرع وقت.. ولا تعود إلى القلعة إلا وهو معك "

 

ثم نظرت نحو ألكسندر وتابعت قائلا بمر

" ستذهب برفقتي إلى زنزانة ذلك المقرف تينو.. ثم سنذهب إلى القصر "

 

وقف نيكولاس وقال لي

" سأذهب فوراً لأبحث عن فابيو.. وكن متأكدا بلاك لن أعود إلى القلعة إلا وذلك الحقير معي "

 

وخرج من الغرفة ثم وقف ألكسندر وقال لي

 

" أتمنى أن لا تقتل تينو قبل أن يتم مُحاكمته.. تعلم القاضي الجديد عين له محاكمة بعد أسبوعين.. لكن حتى لو قتلته لن يلومك أحد.. فما فعلهُ تينو بوالدة ابنك توماسو لا يغتفر.. "

 

ابتسمت بخفة بينما عيوني كانت تلمع ببريقٍ ماكر وأجبته

 

" ألكسندر.. من هذه الناحية لا تقلق.. لقد تكلمت مع القاضي وتفاهمت معه.. تينو لن يموت قبل محاكمتهِ ولكن سوف أجعلهُ يندم على الساعة التي فكر بها بأن يؤذي أدلينا.. "

 

رفع ألكسندر حاجبيه عاليا ثم ضحك ومشى أمامي وهو يقول

" أصبحت مُخيف صديقي.. فقط لا تجعل الزنزانة مليئة بدمائه وتذكر لورا ليست هنا حتى تهتم به "

 

وصلنا إلى السجن في القلعة ودخلنا إلى زنزانة تينو.. كان يجلس على الأرض وهو مكبل الساقين بالسلاسل الحديدية وكان يبكي.. عندما تنبه لوجودنا انتفض بقوة وبدأ يرتعش وهو يتأملني برعبٍ كبير..

 

" قف "

 

أمرتهُ ببرود وبدأت باستمتاع أشاهدهُ وهو يحاول بجُهدٍ كبير الوقوف على قدميه المرتعشة.. عندما وقف حدقت إلى وجهه.. كان متورم وممتلئ بالكدمات وأنفه متورم جدا إذ قد كُسر وتحطم بالكامل..

 

قهقهت بخفة على شكلهِ وندهت للجُنود بالدخول إلى الزنزانة.. عندما دخلوا أمرتهم قائلا

 

" اجلبوه.. سوف نذهب في نزهة جميلة اليوم "

 

تفاجأ ألكسندر لكنني أشرت له حتى يتبعني وخرجت من الزنزانة وسمعت ألكسندر يسألني بذهول

 

" نزهة؟!... ما الذي تُخطط لفعله بلاكيوس؟!.. "

 

أجبتهُ بسرعة

 

" ستعرف قريبا.. "

 

ثم وقفت واستدرت ونظرت إلى ألكسندر وقلتُ له

" اذهب إلى غرفتي واجلب لي سيفي.. سوف أنتظركُ في باحة القلعة "

 

تابعت السير وخرجت من القلعة وأمرت بتجهيز بلاكي.. كنتُ أقف بجانب حصاني في الباحة وخلفي الجنود مع تينو الباكي.. ذلك الجبان لم يتوقف عن البكاء للحظة واحدة منذ خروجه من الزنزانة.. سوف أجعلهُ يبكي أكثر قريبا..

 

خرج ألكسندر ووقف أمامي وسلمني سيفي.. أشرت له حتى يمتطي حصانه وطلبت من الجنود أن يتقدموا.. قفزت على ظهر بلاكي وبدأ يعدو وخلفي ألكسندر والجنود على أحصنتهم بينما تينو كان مكبل اليدين بحبل وأحد الجنود كان يمسك بالحبل و تينو يركض خلف حصانه..

 

عندما وصلت أمام حُطام منزل أدلينا أوقفتُ بلاكي وقفزت عن ظهره ووقفت بحزن أنظر إلى الدمار.. رفعت يدي وأشرت للجنود بجلب تينو أمامي..

 

وقف أمامي وهو يبكي وينتحب مثل الفتيات.. اقتربت منه خطوتين ووقفت أحدق إليه بقرف وغضب كبيرين.. ثم كلمتهُ بسخرية قائلا

 

" توقف عن البكاء أنا لم أبدأ بعد.. وفر دموعك سوف تحتاجها بعد قليل "

 

ضحكت بقوة عندما ارتعش جسدهُ بشدّة وجثى أمامي على ركبتيه وهو يبكي برعب ويتوسل قائلا ببكاء

 

" أرجوك سيدي الكونت ارحمني.. أنا نادم.. نادم.. سامحني أتوسل إليك.. لا تقتلني.. فابيو هو السبب.. هو من أجبرني على فعل ذلك بابنته أدلينا.. و... آاااااااااااااااااااععععععععههههههههههه... "

 

صرخ بألمٍ كبير عندما ركلته على معدته وسقط على ظهره على الأرض ثم انحنيت ولكمت وجهه بقوة ثم أمسكت بياقة قميصه ورفعتهُ عاليا حتى أصبح وجهه أمام وجهي وهمست له بفحيح

 

" إياك أن تنطق باسمها مجددا على لسانك القذر..  سأقتلع لسانك من مكانه إن فعلت.. فهمت أيها الحقير؟ "

 

أشار برأسه بقوة موافقا برعب بينما أنفه كان ينزف بكثرة.. رميتهُ بعنف على الأرض وأشرت لـ ألكسندر حتى يجعلهُ يقف أمامي.. أمسكهُ ألكسندر وأوقفهُ بعنف من ذراعيه وثبته حتى لا يقع.. سحبت سيفي من الحزام ووجهته أمام تينو.. خرج أنين مرتعب من بين شفتيه وبذهول رأيتهُ يبلل نفسهُ في الأسفل وبدأت أضحك بشدّة..

 

ضحك الجميع عليه وقال ألكسندر بمرح

" هاهاهاهاهاهاههههه... بلاكيوس.. هل تصدق؟.. ذلك الغبي بلل نفسه وأنتَ لم تبدأ بعد... "

 

ابتسمت بمكر وقلتُ له

" سأجعلهُ يتغوّط على نفسه أيضا... انتظر وسترى "

 

رفعت سيفي أمام وجه تينو الباكي وقلتُ له بكُره

 

" سبق وحذرتُك إن اقتربتَ من أدلينا سوف أقطعُكَ إلى أشلاء وأطعم أشلائك إلى الحيوانات في الغابة.. لكن يبدو بأنك لم تأخذ كلامي على محمل الجد.. لذلك.... "

 

نظرت ناحية الجنود وأمرتهم

" أشعلوا النار.. "

 

وعندما أشعلوا بعض من الحطب أمامنا وشاهد تينو جُندي يقوم بتسخين قضيب من الحديد على النار بدأ يبكي ويتوسل مني الرحمة لكنني حدقت بوجهه بقرف قائلا

 

" أتيتَ وأرعبتَ أدلينا ثم أجبرتها حتى تُبصم على تلك الوثيقة ثم أحرقت منزلها وقمتَ ببيعها كعاهرة في ذلك النزل ثم تجرأت على بيعها كعاهرة في المزاد... لا أحد.. وأنا أعنيها أيها الحقير.. لا أحد يلمس أملاكي وينجو بفعلته "

 

أشرت بيدي لـ ألكسندر قائلا

" ألكسندر.. ارفع يدهُ اليمنى.. "

 

 

هتف تينو برعب وهو يبكي بشكلٍ هستيري

 

" لاااااااااااااااااااااااا... سامحني سيدي الكونت.. أتوسل إليك ارحمني.. ارحمني.. أنا آسف.. آسفففففففففف.. سامحني أرجوك سيدي... "

 

كان يبكي و يشهق و يتوسل مني لأرحمه لكن قلبي لم يرأف به.. إذ تخيلت جنيتي الحمراء وهي تبكي وتتوسل إليه بينما هو يضحك ويستهزئ بدموعها.. رفع ألكسندر يد تينو اليمنى نحوي وخرجت من فمي صرخة غاضبة ودون تردد رفعت سيفي وقطعتُ يدهُ من المعصم..

 

صرخ تينو بملء صوته وبدأ يبكي بجنون.. لكنني لم أشفق عليه بل انحيت وأمسكت بيده المقطوعة ثم استقمت ورفعتها أمام عينيه وقلتُ له بفحيحٍ مرعب

 

" هذه اليد قطعتها لك لأنها تجرأت ولمست ما هو لي... "

 

فاحت رائحة مقرفة منه ورأيت ألكسندر ينظر إلى مؤخرة تينو ثم بدأ يضحك بجنون قائلا

" هاهاهاهاهاههههه.. لقد تغوّط في سرواله.. اللعنة كم رائحتك مقرفة يا رجل... هههههههه... "

 

ابتسمتُ بمكر ثم أشرت للجُندي الذي كان يسخن القضيب ليقترب.. وقف أمام تينو وأمسك بيده والتي كانت تنزف بقوة ووضع القضيب الحامي مكان الجرح حتى يكويها وفورا صرخ تينو بقوة وغاب عن الوعي.. أشرت لأحد الجُنود بجلب مياه من البئر ورميها على تينو حتى يستفيق.. وعندما استفاق ذلك القذر أمرت الجنود بإطفاء النيران وعاود تينو البكاء..

 

دخلنا الغابة ورميت بيد تينو بعيدا على الأرض ثم أمرت الجميع بالتوقف والمراقبة.. فجأة شاهدنا ذئبين يقتربان بهدوء وما هي سوى لحظات حتى شرعا يتقاتلان على تناول يد تينو المقطوعة..

 

كان يقف أمامي وهو يبكي ويشاهد الذئبين يأكلان يده المقطوعة.. نظرت إليه بحقارة وقلتُ له بحقد

 

" توقف عن البكاء.. لقد رحمتُك ولم أقطع لك يدك الثانية أو قدميك.. اعتبر هذه بادرة رحمة مني.. لأنني كنتُ أخطط إلى تقطيع قدميك أيضا.. "

 

شهق بقوة وأحنى رأسه وأمرت الجميع بالعودة إلى القلعة ويرموا تينو بالزنزانة ويعطوه ملابس نظيفة ثم طلبت من ألكسندر حتى يتبعني إلى قصري...

 

التزم ألكسندر الصمت طيلة الطريق ولكن عندما وصلنا إلى القصر أوقف حصانه وقال لي

 

" لم أتخيل أبدا أنك ستقطع يده.. إنها المرة الأولى التي أراك بها تؤذي إنسان و.. "

 

قاطعتُ حديثه قائلا ببرود

 

" تينو ليس بإنسان.. ما فعلهُ بـ أدلينا لا يمكنني أن أسامحهُ عليه.. أولا حاول أن يغتصبها عندما كنتُ أعيش معها في منزلها.. لو لم أصل في الوقت المناسب كان قد نال منها في ذلك اليوم.. لكنني أنقذتُها منه وأعطيتهُ فرصة حتى لا يكرر فعلته ويندم لكنه لم يفعل بل عاد وأحرق منزلها وخطفها وأجبرها على فعل أشياء لا تريدها وباعها كعاهرة.. كيف تريدني أن أقف جامدا دون أن أتصرف بعد كل ما فعلهُ بوالدة ابني؟.. لذلك ألكسندر لا تستغرب ما فعلت به منذ قليل.. لقد استحق القذر أن أقطع يده وأطعمها للحيوانات في الغابة.. والآن دعنا منه وهيا لندخل إلى القصر أريدُ التكلم معك بأمرٍ ضروري  لا يمكن تأجيله "

 

ترجلنا عن أحصنتنا ودخلنا إلى القصر.. وقفت جامدا بأرضي عندما رأيت أدلينا تمسح التحف من الغبار.. أشرت لـ ألكسندر حتى يدخل إلى صالون الشرف وينتظرني وعندما ذهب اقتربت ووقفت خلف أدلينا والتي كانت شاردة ولم تنتبه لوجودي خلفها.. أغمضتُ عيناي وقربت وجهي من شعرها أستنشق رائحتهُ الجميلة..

 

كل شيء جميل بـ أدلينا.. وجهها.. شعرها.. رائحة جسدها.. رائحة شعرها.. ضحكتها.. ابتسامتها.. حتى دموعها المتبلورة جميلة.. كل شيء بها أعشقهُ إلا كذبها وعدم مبادلتي الحُب.. فتحت عيناي وتنهدت دون أن أنتبه فانتفضت أدلينا وهي تصرخ برعب وتستدير لترى من خلفها وهي تضع يدها على قلبها..

 

عندما التقت نظراتنا حدقت بعمق عيناي بدهشة ثم بخجل وهمست بصوتٍ مرتجف خجول

 

" سيدي الكونت!!.. آسفة لم أنتبه لوجودك.. كنتُ.. كنتُ... "

 

رفعت يدي اليمنى ووضعت طرف أناملي على شفتيها الكرزية و الشهية أوقفها عن التكلم.. شعرت بشفتيها ترتعش تحت ملمس أناملي وكم رغبت بتقبيلها بشغف ومص ولعق شفتيها بجنون.. لكن قررت أن أترك ذلك للمساء.. أبعدت يدي مرغما عن شفتيها وقلتُ لها بنبرة جامدة

 

" اسكبي كأسين من النبيذ وتجلبيهم إلى صالون الشرف.. سأكون برفقة ألكسندر هناك.. ثم يمكنك متابعة التنظيف "

 

" حاضر سيدي "

 

أجابتني بنبرة حزينة أحرقت قلبي مثل العادة ثم استدرت وذهبت إلى الصالون.. جلست بجانب ألكسندر على الأريكة وقلتُ له

 

" أريدُك أن تذهب إلى القاضي اليوم وتخبره بأنني غدا سأذهب لزيارته برفقة أدلينا.. أطلب منه أن يقوم بتجهيز أوراق التبني.. أنا أريد أن أعترف بـ توماسو وأعطيه كنيتي ونسبي و.. "

 

قاطعني ألكسندر وهو يهتف بصدمة

 

" ماذاااااااا؟!.. هل جُننتَ بلاك؟!... كيف تريد أن تعترف بـ توماسو وتعطيه كنيتك وأنتَ لم تتذكر بعد الماضي؟.. ماذا لو لم يكن توماسو هو ابنك؟.. ماذا لو كانت أدلينا تكذب؟.. لا يمكنك  فعل ذلك على الأقل حاليا.. انتظر حتى تسترجع ذاكرتك وبعدها اعترف بالصغير إن كان فعلا ابنك "

 

لم أغضب من ألكسندر لأن كلامه منطقي لكنني أجبتهُ بتصميم

 

" ماذا لو لم أتذكر أبدا الماضي ألكسندر؟.. ماذا أفعل لو لم أسترجع ذاكرتي اللعينة؟.. أنا أحب توماسو كثيرا وليس لدي مانع أن أعترف به كابن لي حتى لو لم يكن كذلك.. حتى لو كانت أدلينا تكذب بأن توماسو ابني أنا سوف أعطيه نسبي وكنيتي وهذا قراري النهائي.. لذلك أريدُك أن تذهب وتُخبر القاضي حتى يُجهز الأوراق القانونية للغد.. سأعترف بـ توماسو وأجعله ابني قانونيا و وريثي الشرعي "

 

ولكن قبل أن يتفوه ألكسندر بكلمة رأينا امرأة جميلة جدا تدخل إلى الصالون.. وقفنا أنا و الكسندر ننظر بدهشة إلى تلك المرأة وشعرت بصدمة كبيرة عندما هتفت بفرحٍ كبير قائلة

 

" حبيبي بلاكيوس.. بلاكيوس.. حبيبي... "

 

وتملكتني الدهشة أكثر عندما ركضت وعانقتني وقبلتني على شفتاي لكنني لم أبادلها.. بالطبع لن أفعل.. ما اللعنة؟!.. من هذه المرأة؟!.. فكرت بصدمة وقبل أن أتحرك لأبعدها عني بقرف توقفت هي عن تقبيلي ووضعت يديها على ووجنتاي وقالت بسعادة

 

" الحمد لله أنك بخير حبيبي.. لا تعلم كم شعرتُ بالخوف عندما علمت أنهُ تم اختطافك.. ولكن والدي منعني من القدوم إليك لأنني حامل منك وشعر بالخوف عليّ إن أتيت أن يتم خطفي أيضا "

 

ماذااااااااااا؟!!!!... هتفت بداخلي بذهولٍ كبير بسبب ما تفوهت به تلك المرأة.. اللعنة هي حامل مني؟!!!.. كيف حصل ذلك والجحيم؟!!!... سمعت صوت قوي لشيء تكسر وتهشم على الأرض وفورا أبعدت تلك المرأة عني ونظرت نحو أدلينا..

 

تبا... هتفت بداخلي بغضب عندما رأيت أدلينا تقف جامدة أمامي والصدمة واضحة على وجهها..

 

" من هذه حبيبي؟! "

 

حبيبي؟!... ما اللعنة التي تحدث هنا؟!... فكرت بغضب لكنني لم أهتم للرد على تلك المرأة إذ رأيت برعب جسد أدلينا يترنح ودون أي تردد ركضت بسرعة وأمسكت بها قبل أن تقع على الأرض فوق الزجاج المحطم وحملتها بين يداي وهتفت لـ ألكسندر بخوف لم أستطع إخفائه

 

" ألكسندر.. بسرعة ارسل لورا فورا إلى غرفتي... "

 

وركضت دون أن أعير أي اهتمام لتلك المرأة وتوجهت نحو جناحي ووضعت أدلينا برفق على فراشي وجلست بجانبها بينما كنتُ أنظر إليها بقلقٍ كبير وأنا أحتضن يدها اليسرى بيداي برقة...

 

" بلاكيوس.. ماذا حدث؟.. أوه.. هل هي بخير؟.. "

 

سمعت لورا تهتف بقلق وهي تدخل إلى غرفتي وفورا طلبت منها دون أن أزيل عيناي عن أدلينا

 

" لورا.. افحصيها بسرعة.. لقد غابت عن الوعي.. لا أعرف السبب وما حدث لها "

 

وقفت لورا أمامي وبدأت تفحص أدلينا ثم طلبت مني الخروج لكنني اعترضت لكنها لم توافق وقالت بأنها لن تسطيع فحصها إن كنتُ متواجدا.. وغصبا عن إرادتي خرجت من الغرفة لكنني وقفت كالتمثال جامدا أنظر إلى الباب بخوف و بقلقٍ كبير..

 

" بلاكيوس... "

 

التفت ناحية اليسار ورأيت ألكسندر يقف وهو يحدق بي بتساؤل.. أجبته على سؤاله الصامت

 

" لورا معها.. طلبت مني أن أخرج حتى تستطيع فحصها.. أنا.. أنا... "

 

كنتُ أريد أن أقول له بأنني خائف على أدلينا.. خائف جدا عليها.. ويبدو أن ألكسندر فهمني إذ وضع يده على كتفي وربت عليه قائلا لي بهدوء

 

" لا تقلق عليها بلاك.. لورا طبيبة ماهرة وستهتم بـ أدلينا جيداً "

 

ثم أبعد يده عن كتفي وقال ببرود

" تلك المرأة في الأسفل هي فيرلا.. لا أنصحك بلاكيوس أن تثق بها.. وعليك أن تُبعدها عن القصر فورا أنا.... "

 

قاطعت حديثه وقلتُ له بدهشة

" هي فيرلا؟!.. تبا لذلك.. لكن ألكسندر هي حامل مني.. لماذا لم تخبرني أنتَ ونيكولاس بذلك؟!.. ما الذي تخفونه عني أيضا؟.. "

 

نظر ألكسندر إلى وجهي بحزن قائلا

" نحن نشك أن تكون فيرلا فعلا حامل منك.. سوف أخبرك باختصار ما فكر به نيكولاس..... "

 

كنتُ أستمع بذهولٍ كبير إلى حديث ألكسندر وهو يُخبرني بما قال له نيكولاس وأن من الممكن أنني اكتشفت خيانة فيرلا مع لورينزو في ذلك اليوم وأنها حامل منه لذلك بارزته ثم نفيته خارج سان مارينو وطردت فيرلا من قلعتي.. وسمعتهُ يقول لي بجدية

 

" إياك أن تثق بها بلاكيوس.. هي أفعى ذو ذيلين.. ربما سَمعت فيرلا بأنك فقدت ذاكرتك لذلك عادت حتى تستغلك.. كنتُ تريد في ذلك اليوم أن تطلب يدها للزواج منك لكن انتهى ذلك اليوم بذهابها ونفيك لـ لورينزو.. وأنتَ لم تُخبرنا ما حدث ثم حصل لك الحادث عندما ذهبت للنيل من لورينزو واختفيت.. أرجوك بلاكيوس فكر ماليا ولا تدعها تخدعُك من جديد "

 

كورت قبضة يدي بشدة وحدقتُ أمامي بغضب ثم ابتسمت بمكر وهمست قائلا لـ ألكسندر

 

" لا تقلق ألكسندر.. منذ هذه اللحظة الجميع سوف يلعب على طريقتي الخاصة الآن.. أريدك أن تطلب من كاميلا أن تُجهز لـ فيرلا غرفة.. أفخم غرفة للضيوف.. وتدعها تستريح بها "

 

" هل فقدت عقلك بلاكيوس؟!.. "

 

ثم تابع قائلا بصدمة

" آسف.. لكن كيف سوف تسمح لتلك الأفعى أن تبقى هنا؟!.. هي تنوي على فعل شيء سيء و... "

 

قاطعته قائلا بثقة

 

" لا تقلق.. أنا لستُ بغبي ألكسندر.. لن أسمح لأحد بعد الأن أن يستغلني.. سوف أستغل كل من أذاني وأنتقم منهم على طرقتي الخاصة.. لدي مفاجآت كثيرة بانتظارهم.. من كان السبب بذلك الحادث سوف أجعله يندم أشد الندم على فعلتهِ تلك.. ثم من الأفضل أن أترك عدوي في داري حتى أستطيع مراقبة خطواته عن كثب.. حالياً هذا أفضل حل "

 

ظهر الارتياح على وجه ألكسندر ثم قال

 

" يحقُ لك أن تنتقم منهم.. سأكون بجانبك وأدعمك لا تنسى ذلك.. متى احتجتني أنا موجود في الخدمة .. أما الآن سوف أذهب وأطلب من كاميلا أن تُجهز لها غرفة ثم سأذهب لرؤية القاضي.. أراك قريبا صديقي "

 

بعد ذهابه بدقائق فتحت لورا الباب وأشارت لي بالدخول.. وقفتُ أمام السرير أنظر بحزن إلى أدلينا وسمعتُ لورا تتحدث بصوتٍ منخفض

 

" هي بخير لا تقلق.. مجرد إرهاق.. لقد فحصتها وتأكدت بأنها لا تشكو من شيء.. هي مرهقة بلاك جسديا ونفسيا.. جسديا لأنها تنظف القصر بفردها وهذا يتطلب منها مجهود جدا كبير.. أما نفسيا لأنك تؤلم أنوثتها في المساء وكبريائها وأيضا لأنك تُبعد ابنها عنها "

 

نظرت إليها وعقدت حاجبي وسألتُها

" ما الذي تقصدينه بأنني أؤلم أنوثتها وكبريائها في المساء؟.. وضحي لي أكثر لورا... "

 

تنهدت بحزن وقالت لي بينما كانت تحدق بوجه أدلينا

 

" كاميلا و أدلينا لم يتفوها بحرف أمامي عما تفعلهُ بالمسكينة في المساء.. أنا أعلم جيدا بلاكيوس بأنك تُعاشرها في الليل وتُعاملها  معاملة سيئة.. لقد رأيتُها لعدة ليالي في هذا الأسبوع تصعد على السلالم نحو البرج بعد منتصف الليل وهي تبكي و.. وشعرها منفوش وفي معظم الأحيان ثيابها تكون ممزقة.. "

 

ثم حدقت بوجهي بطرف عينيها وقالت بحزن

 

" بلاكيوس أنتَ لستَ هذا الشخص الشرير.. أعلم بأنها استغلت فقدانك لذاكرتك ولكن لا أعرف ما فعلتهُ بك أدلينا عندما اختفيت.. لكن أرجوك لا تحرمها من طفلها.. هي في النهاية أم.. هي والدة توماسو.. هي والدة ابنك.. ارحمها بلاكيوس و... "

 

قاطعتُها قائلا بهمسٍ غاضب وأنا أصك على أسناني

 

" وأنا من رحمني؟!.. هااااااااا... أجبيني لورا.. من رحمني؟!.. رغم طيبتي وحناني مع الجميع استغلوني وظنوا بأنني أحمق وضعيف... وأدلينا لم تشفق عليّ بينما كنتُ مُصاب وأتألم.. لم تشفق عليّ بل جعلت حياتي معها جحيم لا يُحتمل.. كما أنها استغلت ضعفي وحالتي وجعلتني خادم لديها.. أنظري.. هيا أنظري... "

 

أمرتُها بغضب وأنا أشير لها بأصبعي السبابة ناحية وجهي وتحديدا على الندبة.. وتابعت قائلا لها بغصة

 

" أنظري ودعي عينيكِ ترى ما فعلتهُ بي.. لقد شوهت وجهي بالسكين فقط لأنني أردت أن أعرف حقيقة كُرهها لي.. أنا لم أؤذيها طيلة فترة وجودي معها في منزلها.. تحملت منها ما لا يستطيع إنسان تحملهُ من شتائم وذُل وعذاب.. وفي النهاية أكتشف بأن توماسو هو ابني ولم تكتفي بذلك بل اتهمتني بأنني اغتصبتها ولم تكتفي أيضا بذلك بل.. بل... "

 

وهنا صمت ولم أستطع أن أنطق ما يؤلمني أكثر.. بأنها سلمتني نفسها برخص حتى أغض النظر عن أفعالها إن اكتشفت الحقيقة.. رأيت لورا تبكي بحزن وهي تحدق بالندبة في وجهي بألم.. لم أحتمل شفقتها استدرت وقلتُ لها قبل أن أخرج من الغرفة

 

" لا تلوميني أبدا على تصرفاتي معها.. ما أفعلهُ بها الأن هو نقطة في بحر ما فعلتهُ بي.. عندما تستيقظ ساعديها بالذهاب إلى غرفتها وأخبريها بأن تستريح.. اليوم لن تعمل في القصر "

 

خرجت من غرفتي وأنا أشعر بألمٍ كبير في قلبي.. وزاد تصميمي على الانتقام منها.. يجب أن تدفع ثمن كل ما فعلته بي.. يجب عليها ذلك....

 

ولكن في المساء ذهبت إلى القصر وصعدت إلى غرفتها في أعلى البرج.. أمرت بوضعها في تلك الغرفة لأنني لم أستطع أن أجعلها تنام في الإسطبل كما فعلت بي.. لم أستطع تركها تنام في الإسطبل وخاصة لمعرفتي بوجود العمال والحُراس حولها.. أردت أن تكون أمنة ولا تشعر بالخوف و بالبرد.. لذلك اخترت لها غرفة في أعلى البرج..

 

ومثل الغبي ذهبت إلى غرفتها وظللت طيلة الليل جاثيا على ركبتاي أمام سريرها أُحدق بها وأتأمل وجهها الجميل بحزن...

 

رواية الكونت - فصل - 21 - تذكرت

 

" سامحيني على ما سأفعلهُ بكِ غدا... سامحيني حبيبتي... "

 

نظرت إليها بتعاسة وتابعت قائلا لها بهمس

" سامحيني جنيتي الحمراء.. كل ما أريدهُ منكِ أن تبادلني الحُب بصدق.. عليكِ أن تحاولي أن تصبري عليّ.. فقلبي مجروح جداً.. لقد جرحتِ قلبي من الصميم.. قلبي الذي أحبكِ من النظرة الأولى.. قلبي الذي عشقكِ لحد الجنون دون أي شروط ودون أي مقابل.. قلبي الذي يهواكِ جرحته وأحرقتهِ وهو ينزف الآن.. ينزف بشدة.. وأنا خائف.. خائف جداً.. خائف إن عادة ذاكرتي إليّ أن أكتشف بأنكِ لم تكذبي بخصوص اغتصابي لكِ.. حينها سأقتل نفسي لأنني فعلت ذلك بكِ.. سأقتل نفسي لأنني أذيتكِ في الماضي.. بل يجب أن أطلب منكِ أن تقتليني بنفسكِ بسبب ما فعلته بكِ "

 

وظللت طيلة الليل أتأملها بحزن و بألم.. وقبل الفجر ذهبت وعدت إلى قلعتي...

 

 

 

أدلينا***

 

استيقظت ولكن لم أتجرأ على فتح عيناي عندما سمعت لورا تطلب من بلاكيوس أن يرحمني.. وبألمٍ كبير وندم لا يوصف سمعت كل كلمة تفوه بها بلاكيوس.. الندم أحرق روحي وكياني وقلبي.. لقد ارتكبت أكبر حماقة في حياتي والتي أندم عليها الآن أشد الندم.. تلك الحماقة التي ارتكبتُها عندما أتيحت لي الفرصة.. والآن أنا أعيش في شقاء و همّ وندم بسبب هذه الحماقة..

 

بعد خروجه من الغرفة أطلقت العنان لشهقاتي ودموعي ولم أكترث لوجود لورا.. كل كلمة تفوه بها شعرت بها كالسكاكين تحفر في قلبي.. هو مُحق.. أنا مذنبة.. صحيح بأنني انتقمت منه بسبب ما فعلهُ في الماضي لكنني نسيت وسامحته بعد أن عشقتهُ لحد الجنون.. لكن هو.. هو.. كيف سوف ينسى؟!.. كيف سوف ينسى ويسامحني على أفعالي؟!.. ربما مع الأيام قد يفعل.. لذلك يجب أن أكون قوية وأتحمل انتقامه مني.. ربما يوما ما قد يُسامحني و.. ويُحبني كما أحُبه.. ربما!!!...

 

" أدلينا.. توقفي عن البكاء لو سمحتِ.. سوف ترهقين نفسكِ.. "

 

سمعت لورا تهمس بحزن بتلك الكلمات ثم أمسكتني من كتفي وساعدتني بالجلوس وجلست بجانبي وسألتني

 

" سمعتِ حديثه؟ "

 

أشرت لها برأسي موافقة بتعاسة وأجهشت بالبكاء.. عانقتني وربتت على ظهري بخفة وقالت

 

" الكونت رجل رائع.. هو طيب وحنون جدا.. سوف يسامحكِ.. لكنه يحتاج لبعض الوقت حتى يفعل ذلك.. تذكري ما زال جرح كرامتهِ ينزف.. الأيام سوف تكون كفيلة حتى تجعلهُ ينسى ويسامحكِ.. ثم أنتِ مرهقة جدا وكما يبدو لي أنتِ لا تتغذين بشكل جيد.. عليكِ أن تهتمي أكثر بتناول الطعام بانتظام.. ثم.. اممممم.. أريدُ أن أسالكِ سؤال شخصي.. لا تفهميني خطأ فأنا طبيبة.. هل عاشركِ الكونت عندما كان معكِ في تلك الأشهر الثلاثة؟.. أعني ربما تكونين حامل و... "

 

قاطعتُها قائلة بحزن

 

" لا.. أنا لستُ حاملا منه.. لقد انتهيت من دورتي الشهرية منذ خمسة عشر يوما "

 

حمحمت لورا بخجل ثم قالت لي

 

" هذا يعني بأنكِ لستِ حامل.. هذا جيد.. لكن عليكِ أن تتوخي الحذر حتى لا تحملي منه في.. أممممم.. أعني.. تفهمين ما أقصده... "

 

أجبتها بخجل موافقة ثم وقفت لورا وساعدتني بالوقوف وقالت بنبرة حنونة

 

" تعالي.. لقد سمعتهِ عندما تستيقظين يجب أن أساعدكِ بالصعود إلى غرفتكِ حتى تنامي وتستريحي.. لا عمل لكِ اليوم.. ثم سوف أطلب من السيدة كاميلا أن تجلب لكِ وجبة لذيذة و.. "

 

قاطعتهُا بسرعة قائلة

" لا أرجوكِ.. لا تطلبي منها فعل ذلك.. هي لا تحبني وأنا لا أريدها أن تكون مُجبرة على الصعود إلى البرج "

 

ابتسمت لورا بخفة وقالت

" لا بأس.. سأفعل ذلك بنفسي.. ولا تعترضي.. "

 

شكرتُها بهدوء وذهبنا إلى غرفتي.. كانت طيلة الوقت لورا تصعد لتطمئن عني  حتى أنها جلبت لي الغداء والعشاء بنفسها.. هي طيبة جدا ولكن بسبب خجلي لم أستطع أن أسألها كيف أصبح شقيقها رومانو.. عندما خرجت لورا من غرفتي أغلقت عيناي وتنهدت بقوة.. فكرة أن أكون حامل من الكونت لم تُخيفني بل على العكس تمنيت لو كنتُ كذلك ربما تتغير معاملته القاسية لي ويعود مثل السابق الرجل الذي أحببته وربما.. ربما يُحبني ولو قليلا..

 

ولكن عندما تذكرت تلك المرأة الجميلة سالت دموع القهر على وجنتاي.. هذه المرأة حامل من حبيبي.. لا بد أنهُ كان يحبها قبل أن يفقد ذاكرته!.. هي جميلة ومن عائلة نبيلة ومثقفة و.. حامل منه.. يا إلهي!!.. ماذا سأفعل لو قرر أن يتزوجها؟!...

 

أجهشتُ بالبكاء فقط من مجرد تفكيري بأنهُ قد يتزوج من تلك المرأة.. سوف أموت إن فعل.. سوف أموت إن قرر أن يتزوج منها.. بكائي وأنيني وشهقاتي لم تتوقف لساعات حتى في النهاية غرقت بالنوم من كثرة الإجهاض النفسي الذي أعيشه... غرقت بالنوم من دون أحلام حتى في النهاية رأيت نفسي أعود إلى ذلك اليوم منذ أربع سنوات وخمسة أشهر تقريبا... وهذا تحديدا هو عمر توماسو صغيري..

 

" لااااااااااااااااااااااااا... لاااااااااااااااااااااا.... ليس هو لاااااااااااااااااااااا.... "

 

استيقظت برعب وأنا أهتف بجنون بتلك الكلمات... وبدأت أحاول السيطرة على نفسي.. كان جسدي يرتعش بقوة كما حدث لي في ذلك اليوم عندما ولدَ توماسو..

 

أغمضت عيناي ومسحت جبيني بتوتر.. ثم فتحتها ونظرت ناحية النافذة.. لقد أشرقت الشمس.. تبا.. سوف تقتلني مدام كاميلا لأنني تأخرت عن العمل.. وقفت وبسرعة ارتديت فستان أزرق كانت قد سلمتني إياه مدام كاميلا مع عدة فساتين حتى ارتديهم.. رغم بساطتهم إلا أنني أحببتهم جدا..

 

كنتُ أهبط السلالم بسرعة حتى وصلت إلى الطابق الأول وأنا ألهث بقوة وكدتُ أن أخبط بجسد أحدهم.. ابتعدت بسرعة واعتذرت فورا إذ ظننت بأنها السيدة كاميلا

 

" أنا آسفة لم أنتبه لــ.. "

 

خرست ونظرت بذهول إلى تلك المرأة.. من كانت تقف أمامي ليست سوى تلك المرأة التي رأيتها في الأمس.. تلك التي قالت بأنها حامل من حبيبي.. كانت تحدق بوجهي باشمئزاز واضح وكأنها على وشك التقيؤ.. شعرت بدمائي تغلي في عروقي كُرها لها.. لم أسترح لتلك المرأة أبدا وطبعا لم تُعجبني وطبعا شعرت بالغيرة القاتلة منها..

 

لعنة الله عليها.. هي جميلة جدا وثيابُها أجمل منها حتى.. شعرت بالقهر وكشرت بغيظ عندما بدأت أقارنها بي.. تبا لحظي المقرف.. أبدو كالشاحذين أمامها.. أما هي تبدو مثل الأميرات..

 

" أنتِ.. جهزي لي الفطور فورا.. أريدُ بيضتين مسلوقاتين لمدة ثلاث دقائق مع شاي أخضر وقطعتين من السكر وأريد شرائح لحم الخنزير المقلية مع شرائح الكعك وكوب من عصير البرتقال الطازج.. إرسلي فطوري إلى صالون الشرف.. هيا تحركي "

 

فنحت فمي بصدمة بينما كنتُ أحدق بوجهها بعدم التصديق.. استدارت تنوي الذهاب لكنني أفقت من صدمتي وقلتُ لها بغيظ

 

" عفوا.. هل كنتِ تتكلمين معي؟.. "

 

استدارت بهدوء وحدقت بوجهي بغضب وقالت بنبرة متعالية غاضبة

" هل أنتِ غبية؟.. لا يوجد هنا خادمة حقيرة سوكِ.. اسمعي أيتها الخادمة.. عليكِ بتحضير فطوري فورا وإلا أخبرت حبيبي عن قلة أدبكِ.. اذهبي قبل أن أتطردكِ بنفسي من قصري "

 

توسعت عيناي بصدمة ثم اشتعلت نيران الغضب بداخلي.. حبيبي؟!.. عقربة حقيرة.. بلاكيوس لي أنا.. هو حبيبي أنا فقط.. أوه هذه اللعينة لا تعلم ما سأفعلهُ بها..

 

كتفت يداي ونظرت إليها بحقد وقلتُ لها بحدة

" آسفة لتخييب أملكِ لكنني لستُ خادمتكِ.. اذهبي وجهزي فطوركِ بنفسكِ "

 

ولكن ما أن حاولت السير أمسكت بذراعي بعنف وجذبتني ناحيتها ثم أفلتتها ولصدمتي التف رأسي ناحية اليمين بقوة إذ تلقيت منها صفعة قوية على خدي الأيسر.. تجمدت بذهول وأنا أضع يدي على خدي مكان صفعتها.. لقد صفعتني الحقيرة.. أدرتُ رأسي ببطء ونظرت إليها بغضبٍ كاسح لدرجة أنني شعرت بعينيّ تحترق من نار الغضب ورأيت نظراتها الخائفة وهي تحدق في عيناي.. 

 

أبعدت يدي عن خدي وتحركت بسرعة وأمسكت بذراعها بقوة وجذبتُها لتقترب مني وهمست لها بكُره فاق احتمالي

 

" لو لم تكوني حامل وبطنكِ بارز أمامكِ كنتُ جعلتكِ تندمين على صفعي أيتها اللعينة.. إياكِ أن تحاولي الاقتراب مني أو حتى التكلم معي فحينها لن أهتم بأنكِ امرأة حامل بل سأجعلكِ تدفعين الثمن غاليا "

 

تأملتني بدهشة بينما كنتُ أنظر بقرف إلى شعرها المُسرح بتسريحة أنيقة وقلتُ لها بحقد

" إن لمستني مرة أخرى سأقلع شعركِ من جذوره وأجعلكِ صلعاء أيتها المعتوهة "

 

توقفت عن شتمها وتهديدها عندما رفعت رأسها عاليا وبدأت تضحك بشدّة.. هل هذه المرأة مجنونة؟!.. تساءلت بداخلي وأنا أحدق بوجهها بصدمة.. عندما هدأت سحبت ذرعها من قبضتي ونظرت إليّ باشمئزاز وقالت

 

" اسمعي أيتها الخدمة القذرة.. لا تُكلمي أسيادكِ بهذه الطريقة.. أنا الليدي فيرلا وقريبا جدا سوف أصبح الكونتيسة ويتلي.. لذلك تكلمي معي بأدب وإلا سأطلب من حبيبي الكونت أن يطردكِ.. والآن جهزي لي فطوري وفي الحال "

 

اصطكت على أسناني بغضب ورفعت يدي بنية صفعها.. ولكن قبل أن يهبط كف يدي على خدها تجمدت يدي إذ تم إمساكها بعنف من المعصم.. وبذهول رأيت تلك المرأة تبكي وهي تحتضن بلاكيوس وتضع رأسها على كتفه وهي تقول ببكاء

 

" آااااااه حبيبي.. هذه الخادمة فظيعة.. لقد أهانتني وهددتني بقتلي وجعلي أجهض طفلي وأرادت صفعي فقط لأنني طلبتُ منها أن تُحضر لي فطوري "

 

لم يستوعب عقلي في تلك الأثناء ما يحدث وأنا أرى بلاكيوس يقف أمامي بجسده الضخم ممسكا بيدي وهو يحدق بوجهي بنظرات شلت روحي من الخوف.. بينما يدهُ الثانية كانت تحيط خصر تلك المرأة والتي لم أستطع رؤية وجهها في تلك اللحظة لأسمع صوت نحيبها وشهقاتها الكاذبة..

 

نظرت إلى بلاكيوس بخوف وقلتُ له بتوتر

 

" لا تصدقها سيدي.. أنا لم أهددها بذلك ولـ... "

 

قاطعني بنبرة حادة وهو يلقي يدي بعيدا من قبضته بعنف

" كيف تجرأتِ على إهانة ضيفتي؟.. بل كيف تجرأتِ على تهديدها؟.. تذكري جيداً بأنكِ خدمة تعمل هنا في قصري..  اعتذري منها فورا واذهبي وجهزي لها الفطور.. هيا اعتذري من الليدي فيرلا "

 

حدقتُ إليه بصدمة ثم ألقيت نظرة مختلسة على تلك العقربة ورأيت وجهها الأحمر المنتفخ وهي تحاول كتم ضحكاتها..

 

" اعتذري منها وفي الحال "

 

انتفض جسدي بقوة عندما هتف بلاكيوس بعنف في وجهي.. نظرت إلى عينيه بحزن ولكن لم أستطع أن أنكسر له أمام تلك العقربة فيرلا لذلك رفعت رأسي بعنفوان وقلتُ له بصدق

 

" لن أعتذر منها.. أنا لم أوجه لها أي إهانة ولم أهددها.. ثم هي من بدأت.. هي من أهانتني وهددتني بطردي من قصرها.. وهي من صفعتني أولا.. أنا لن أعتذر منها و... "

 

بلعت ريقي بخوف عندما قاطعني بلاكيوس بصوت خشن وبعصبية

 

" سوف تعتذرين منها وفورا لأنني أمرت بذلك.. ثم سوف تحترمين الليدي فيرلا وتلبين جميع طلباتها لأنها ضيفة مهمة بالنسبة لي.. و لأنها قريبا جدا سوف تصبح سيدة هذا القصر "

 

لا أعلم شهقة من كانت الأقوى.. شهقتي أم شهقة تلك المدعوة فيرلا.. ارتعش جسدي وشعرت بقلبي يحترق.. وأدمعت عيناي بينما كنتُ أنظر إلى حبيبي بصدمة و ألم و بتعاسة لا حدود له.. سوف يتزوجها!!!... لا!!.. أرجوك حبيبي لا تفعل... هتفت نفسي بيأس وبتوسل بينما كنتُ أحدق إلى عينيه برجاء

 

" هيا اعتذري ي ي ي ي... "

 

هتف بعنف وأغمضت عيناي بقوة وحاولت جُهدي حتى لا أبكي أمامهما.. فتحت عيناي ونظرت إلى تلك الحقيرة وقلتُ لها بصوتٍ مرتعش ومنخفض

 

" أنا أعتذر "

 

ارتعش قلبي وأحسست بألمٍ رهيب في أحشائي عندما قال بلاكيوس وبأمر

 

" لم تسمعكِ.. اعتذري منها مجددا وبصوتٍ أعلى "

 

حدقتُ في عمق عينيه الغاضبة بحزن وفتحت فمي وقلتُ لها بصوتٍ واضح وبنبرة عالية

" أنا أعتذر "

 

رأيتُها بطرف عيوني تبتسم بخبث ثم ابتعدت عن بلاكيوس وأمسكت بيده وقالت له بدلال

 

" لا بأس حبيبي.. لقد سامحتُها.. ثم هي مجرد خادمة لديك لا تعطيها أهمية أكبر من حجمها.. هيا لندخل حبيبي إلى الصالون ونتكلم بهدوء "

 

كنتُ أحبس دموعي وأنا أنتظر أوامره.. رأيتهُ بغصة يبتسم لتلك المرأة قائلا

" أنتِ مُحقة هي مجرد خادمة.. "

 

شعرت بلسعة حارقة في عمودي الفقري واستدرت فورا بنية الذهاب لكنني تجمدت بأرضي أنظر أمامي بحزن عندما سمعت بلاكيوس يقول لي بأمر بصوتٍ هادئ مخيف

 

" جهزي لها الفطور بسرعة وعندما تنتهين اذهبي واستحمي وارتدي فستان نظيف.. سوف تخرجين برفقتي "

 

لم أستطع أن أسأله إلى أين يريد أخذي لكنني همستُ له قائلة

" حاضر سيدي "

 

ومشيت منحنية الرأس إلى المطبخ.. عندما دخلتهُ انهرت على الأرض وأجهشت بالبكاء وأنا أغطي وجهي بكلتا يداي.. سوف يتزوجها... سوف يتزوجها... سوف يتزوجها... كررتُ هاتين الكلمتين في رأسي بانهيار وأنا أنتحب بقوة..

 

" أدلينا.. توقفي عن البكاء فهو لن يفيدُكِ.. لقد حضرت وجبة الفطور بنفسي لليدي فيرلا كما طلبت.. ارسلي لها فطورها بسرعة قبل أن يبرد واصعدي إلى غرفتكِ وجهزي نفسكِ كما طلب سيدي الكونت منكِ.. لا تدعيه يغضبك منكِ.. اسمعي نصيحتي ولن تندمي "

 

رفعت رأسي وأبعدت يداي عن وجهي ورأيت السيدة كاميلا تقف أمامي وهي تحدق بي بنظرات حزينة وبقليل من الشفقة.. وقفت وشكرتها ثم مسحت دموعي وحملت صينية الطعام وخرجت من المطبخ.. مع كل خطوة كنتُ أقترب منها من الصالون كنتُ أسمع بغصة صوت ضحكاتهما المستمتعة..

 

هو يشعر بالسعادة معها ويضحك لها... فكرت بحزن وأنا أدخل إلى الصالون ودون أن أنظر إليهما وضعت الصينية على الطاولة أمامها وخرجت مسرعة وصعدت إلى البرج..

 

كيف لي أن أتحمل رؤيتهُ برفقتها؟!.. بل كيف لي أن أتحمل فكرة أن يتزوج منها.. لم أستطع التوقف عن البكاء وأنا أستحم وعندما انتهيت.. ارتديت ملابسي وتوجهت ناحية الأسفل..

 

كانت السيدة كاميلا تنتظرني أمام السلالم في الطابق الثاني وفور رؤيتها لي أمسكت بيدي وسحبتني خلفها وأدخلتني إلى غرفة نوم متوسطة الحجم.. أفلتت يدي واقتربت من الخزانة ثم أخرجت منها شيء وأقفلتها وتقدمت ووقفت أمامي ووضعت على كتفي وشاح سميك وقالت لي

 

" البرد قارس في الخارج وقد تمطر اليوم.. سوف تبردين لا تزيلي الوشاح عن كتفك.. هيا اذهبي قبل أن يغضب الكونت هو ينتظرك أمام باب القصر "

 

ثم أمسكت بقبعة ووضعتها على رأسي وقالت بنبرة حنونة

" هذه القبعة تليق بالوشاح.. هيا أسرعي بالنزول ولا تتأخري أكثر على الكونت.. تجنبي اغضابه أدلينا "

 

أومأت لها موافقة وشكرتها وابتسمت لها بامتنان وخرجت.. السيدة كاميلا تبدو طيبة أحيانا.. لم أفهم لماذا تغيرت معي اليوم ولكني كنتُ ممتنة لذلك.. رأيت بلاكيوس ينتظرني في الخارج وهو يقف أمام عربة جميلة جدا يجرها حصانين.. أشار لي بيده حتى أصعد إلى العربة وفعلت.. وطبعا لم يغب عني رؤية جنود خلفنا على أحصنتهم..

 

التزمت الصمت طيلة الطريق وهو كذلك.. رغم أنني كنتُ أحترق لمعرفة أين يأخذني إلا أنني كنتُ أتمنى أن يكون يريد أخذي لأرى ابني توماسو.. لكن لدهشتي عندما توقفت العربة ونزلت منها رأيتُ نفسي أقف أمام مبنى القضاة في وسط سان مارينو.. نظرتُ إلى بلاكيوس بدهشة وقلتُ له

 

" لماذا نحن هنا؟!!... "

 

وقف أمامي بجسده الضخم يحدق بوجهي بنظرات جامدة وبعد لحظات قال

 

" القاضي ينتظرنا في الداخل.. سوف تتنازلين عن حضانة توماسو لي بالكامل.. أريد أن أسجلهُ على إسمي.. وأعترف أمام الجميع بأنه ابني "

 

خفق قلبي بجنون وارتعشت أناملي بينما كنتُ أنظر إليه بصدمة مهولة.. اغرورقت عيناي بالدموع وفورا بدأت تتساقط على خدودي وقمت بهز رأسي رفضا وقلتُ له ببكاء

 

" لا.. لا... لا.. أرجوك لا تفعل بي ذلك... أنا لا أريد أن أتنازل عن ابني.. أعطه كنيتك لكن لا تُجبرني على التنازل عن أمومتي له.. أرجوك لا تفعل بي ذلك.. أرجوك "

 

ظل صامت لبرهة وهو يحدق بوجهي بتمعن ثم قال بنبرة مخيفة

" لن أتراجع عن قراري.. سوف تدخلين وتبصمين على كل الوثائق التي يضعها أمامكِ القاضي "

 

هزيت رأسي رفضا ثم شهقت بقوة وأمسكت بكلتا يديه بيداي ووضعت رأسي على خده وتحدثت ببكاء أتوسل بحرقة

 

رواية الكونت - فصل - 21 - تذكرت

 

" لا أرجوك.. أنا أمه.. أنا من ربته منذ نعومة أظافره.. لا تحرمني منه أتوسل إليك.. افعل بي ما تشاء.. لكن لا تُبعدني عن توماسو.. أتوسل إليك.. سأموت إن فعلت.. أرجوك... أرجوك لا تفعل ذلك بي.... "

 

أبعدني عنه ثم استدار قائلا بنبرة حادة

" لا... سوف تفعلين كما أمركِ.. هيا اتبعيني... "

 

نظرت إلى ظهره بصدمة وارتعش جسدي بعنف وهتفت بقوة

" لا لن أفعل.. لن أفعل.. أنا لن أتخلى أو أتنازل عن ابني توماسو أبدا... "

 

ودون أن أتراجع استدرت وبدأت أركض هاربة منه ومن جنوده.. سمعتهُ يهتف بغضبٍ قاتل باسمي وهو يأمرني حتى أتوقف لكنني لم أستمع له وبدأت أركض وأتسلل بين الناس والمنازل دون أن أعلم إلى أين أتجه.. صمعت حوافر الأحصنة وعرفت بأن جنوده يتبعوني.. نظرت حولي ورأيت الغابة على يميني وفورا توجهت نحوها.. سقطت قبعتي لكنني لم أكترث لها وتابعت الركض..

 

غرق قلبي بالخوف عندما سمعت صوت بلاكيوس الغاضب يطلب منهم عدم إضاعتي وجلبي له فورا.. نظرت برعب حولي.. كنتُ في قلب الغابة.. أين يمكنني أن أختبئ؟!!.. وفورا قررت وفعلت.. ركضت نحو شجرة ضخمة وبدأت أتسلقها.. لحُسن حظي كانت أغصانها ضخمة سوف تتحمل ثقلي.. تسلقتها حتى وصلت إلى رأسها وتشبثت بغصنها حتى لا أقع.. أغمضت عيناي برعب واستطعت أن أسمع صوت بلاكيوس الغاضب

 

" أين ذهبت؟!.. جدوها لي حالااااااااااااااااااااااا.. أدلينااااااااااااااااااا... أدليناااااااااااااااااااا... "

 

كان يهتف باسمي بصوتٍ أرعب روحي.. وعلمت بأنهُ سوف يقتلني إن وجدني... وعندما سمعت صوت حوافر الأحصنة تبتعد انتظرت لنحو نصف ساعة حتى قررت أن أنزل.. عندما وصلت إلى منتصفها انزلقت قدمي وخرجت صرخة مرتعبة من فمي بينما كنتُ أسقط بعنف نحو الأسفل... تمزق فستاني عن الكتف وأنا أسقط وتلقيت ضربات مؤلمة جدا على ظهري وكتفي وساقاي..

 

سأموت.. هذا ما فكرت به وارتطم جسدي بقوة على العشب.. شهقت بألم وسالت دموعي بكثرة.. ساقي التوت ولم يعد باستطاعتي تحريكها والوقوف.. كم أنا غبية...

 

ولمدة ساعة ظللت في مكاني أبكي وأنتحب وأنا أصرخ وأطلب النجدة.. لكن من سوف يسمعني في هذه الغابة؟!.. لا أحد... بكيت بحسرة على نفسي وأنا أندب حظي كالمعتاد وفجأة سمعتُ صوت حوافر أحصنة قادمة.. لقد عادوا.. تنهدت براحة وبدأت أهتف لهم وأنا أبكي بسعادة لكن عندما رأيت من وقف أمامي توقفتُ عن البكاء وشعرت برعبٍ كبير...

 

كان يقف أمامي ثلاث رجال ملثمين يرتدون السواد ونظراتهم مرعبة جدا... وبرعب قتل روحي سمعت أحدهم يقول

" أنظروا ما لدينا هنا... ما رأيكم أن نستمتع بها؟ "

 

أجابوه موافقين وهم يقفزون عن أحصنتهم ليقفوا و يبدأوا بالاقتراب مني

 

" لااااااااااااااااااااااااا... دعوني يا ملاعين يا سفلة.. أتركوني لااااااااااااااااااااا.. بلاكيوس النجدةةةةةةةةةةةةةةة.. ساعدني أرجوككككككككك... "

 

هتفت بفزعٍ كبير عندما وقفوا أمامي وحاصروني وأمسك بي رجل بقدمي والثاني انحنى وأمسك بيداي وثبتهم خلف رأسي..

 

" لااااااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

صرختُ بهستيرية عندما مزق لي الرجل الثالث فستاني على الصدر ولكن عندما حاول أن يخفض رأسه ويقبلني شهقتُ براحة بينما كنتُ أبكي عندما سمعت صوت رجل غريب يأمرهم قائلا

 

" ابتعدوا عنها فورا قبل أن أقوم بتفجير رؤوسكم... "

 

ولسعادتي ابتعدوا عني وفورا زحفت إلى الخلف وسترت عُري صدري بالمشلح رغم أنني كنتُ أرتدي ملابس داخلية إلا أنني لم أتقبل فكرة أن يرونني بها.. وبخوف رأيت هؤلاء الرجال يتقاتلون مع ذلك الرجل لكنه استطاع التغلب عليهم وفي النهاية ركبوا أحصنتهم وفروا هاربين..

 

أحكمت إمساك المشلح على صدري وأنا أنظر بقليل من الخوف إلى ذلك الرجل.. اقترب ووقف أمامي ثم ابتسم لي بوسع


رواية الكونت - فصل - 21 - تذكرت

 
 

نظرت إليه بترقب ولكن شعرت بالدهشة عندما كلمني بصوتٍ حنون

" لا تخافي مني أنستي... أنا لن أؤذيكِ.. هل تستطيعين الوقوف؟ "

 

ابتسمتُ له بخفة ووثقتُ به إذ شعرت بانه فعلا لن يؤذيني وأجبتهُ قائلة

" شكرا لأنك أنقذتني سيدي.. ولا.. أنا لا أستطيع الوقوف لقد التوى كاحلي.. "

 

جثى على ركبته أمام قدماي وقال لي

" هل تسمحين لي برؤية كاحلكِ؟ "

 

أجبتهُ موافقة وعندما أمسك بفستاني وأراد رفعهُ قليلا ليرى قدمي المصابة تجمدنا عندما سمعنا صهيل وحوافر أحصنة عديدة قادمة وبذهول رأيت بلاكيوس أمامي وخلفه جنوده.. عندما شاهدني بذلك المنظر وأمام أقدامي رجل اشتعلت عينيه بنيران الغضب وهتف بعنف لدرجة أن شعر رأسي وقف خوفا منه

 

" ابتعد عنهاااااااااااااااااا... "

 

قفز بلاكيوس عن حصانه وركض نحونا لكنني بسرعة هتفت له بفزع

" لا تؤذيه أرجوك سيدي.. لقد أنقذني منذ قليل من ثلاث رجال ملثمين.. أرجوك لا تؤذيه "

 

توقف بلاكيوس أمام ذلك الرجل الذي وقف ونظر بمرح إليه وقال بهدوء

 

" مرحبا بلاكيوس.. من الجيد أن أراك بصحة جيدة.. كنتُ قلق عليك عندما سمعت بذلك الحادث الذي تعرضتَ له يا ابن عمي العزيز "

 

فتحت فمي بصدمة عندما عرفت بأن ذلك الرجل الذي أنقذني للتو ليس سوى ابن عم الكونت.. تجمدت ملامح بلاكيوس وهو يحدق بوجه ذلك الرجل ثم قال له

 

" أنتَ لورينزو ابن عمي؟ "

 

أجابه الرجل قائلا

 

" بشحمهِ ولحمهِ.. إن أردتَ قتلي لأنني تجرأت على الدخول إلى أراضي سان مارينو لن أمنعك.. على الأقل استطعت أن أنقذ تلك السيدة من هؤلاء المغتصبين قبل أن أموت "

 

نظر بلاكيوس نحوي بصدمة ثم عاد ونظر إلى ابن عمه وقال له

" شكرا لأنك أنقذت والدة ابني.. لذلك أنا مدين لك.. لن أقتلك.. كما أنهُ مسموح لك بالدخول إلى سان مارينو والعيش معي في قلعتي من جديد "

 

" شكرا لك بلاكيوس.. لا تعلم كم أنا سعيد لأنك أعفيت عني وسامحتني.. كان سوء تفاهم منذ البداية الذي حدث يبننا.. سوف أخبرك بالحقيقة قريبا "

 

أجابه لورينزو بسعادة ثم عانق بلاكيوس وابتعد قائلا له

" عليك أن تُخبر فرسانك بأنك عفيت عني.. وإلا قتلوني.. هل يمكنني مرافقتك؟ "

 

نظرات بلاكيوس الباردة لم تُخفى عني ولم أستطع تفسير ما بداخلها.. وافق بلاكيوس على أن يرافقه لورينزو ثم إقترب وشملني بنظراتهِ الغاضبة وحملني ثم وضعني على ظهر حصانه وجلس خلفي.. وقبل أن نصل إلى القصر اقشعر بدني عندما لفحتني أنفاس بلاكيوس الحارة على عنقي ثم سمعتهُ يهمس في أذني قائلا

 

" سوف تعاقبين أدلينا.. هل كنتِ تظنين فعلا أنه باستطاعتكِ الهروب مني؟.. مؤسف لكِ.. تحضري لعقابي أدلينا.. تحضري لهُ جيدا "

 

نظرت إلى القصر برعب وعرفت أنه لن يرحمني الأن مهما توسلتُ إليه وترجيته...

 

عندما وقفنا أمام القصر ترجل عن الحصان وحملني ودخل القصر وتوجه ناحية البرج... دخل إلى غرفتي ثم وضعني على السرير.. كنتُ أرتعش رعبا منه وأنا أحدق إلى عينيه بفزعٍ كبير لم أستطع إخفائه.. شهقت برعب عندما انحنى ورفع فستاني في الأسفل.. تنهدت بارتياح عندما رأيتهُ يفحص قدمي المصابة..

 

" لقد التوى كاحلك والآن قدمكِ تورمت.. "

 

استقام ونظر إليّ بجمود

" آااااااااااااااااه.... "

 

خرجت شهقة مع صرخة متفاجئة من فمي عندما صفعني بقوة على خدي الأيسر.. ارتعش جسدي بعنف بينما كنتُ أنظر إليه بذهولٍ كبير بسبب صفعته.. خرج أنين متألم من فمي عندما أمسك بذراعاي وهزني بقوة وهو يهتف بغضب جنوني بوجهي

 

" حاولتِ الهروب مني اليوم أدليناااااااا.. لاااااااااا.. لن أسمح لكِ بذلك أبداااااااااااااا.. أنتِ لي فهمتِ.. أنتِ من أملاكي.. أنتِ لي أناااااااااااا.. وغدا سوف يأتي القاضي إلى القصر وبطاعة سوف تبصمين على أوراق التنازل عن ابني توماسو.. وعندما تُشفى قدمكِ سوف تعودين لتكوني خادمة لي.. خادمة في قصري.. مجرد خادمة في النهار وعاهرة لي في المساء.. لأنكِ مجرد رخيصة لا تصلح سوى لتكون عاهرة.. وعندما أمل منكِ وشفقة مني سوف أترككِ خادمة هنا وإلى الأبد... "

 

عندما توقف عن هزي رماني بعنف على السرير.. لم أكن أعرف بأن دموعي كانت تسيل على وجنتاي لكنني لم أهتم ولا أعلم كيف اتتني القوة وانتفضت جالسة ونظرت إليه بغضب وصرخت بملء صوتي

 

" لااااااااااااااااااا.. أنا لستُ عاهرة لك.. لستُ عاهرة... "

 

ثم رفعت يدي اليمنى ووجهت أصبعي السبابة نحوه وقلتُ له ببكاء

 

" تذكر.. تذكرررررر.. تذكر الماضي وأرح قلبي.. لقد اكتفيت منك.. أنا لن أسمح لك بجعلي عاهرة لك وبالقوة.. عليك أن تتذكر الماضي.. سمعتني؟.. عليك أن تتذكر الماضي وتعترف بأخطائك.. أنا انتقمتُ منك لأنك تستحق ذلك.. كنتَ تستحق كل ما فعلتهُ بك.. أكرهك.. سمعتني؟.. أنا أكرهُككككككك... آااااااااااعههههههه.. لا دعني.. دعني ي ي ي ي ي... لااااااااااا... "

 

صرخت برعب كبير في النهاية عندما أمسك بكتفي ورفعني ورماني بوسط الفراش واعتلاني وثبت يداي خلف رأسي بيده اليسرى وبيده اليمنى أمسك فكي بقوة ورفع رأسي ونظر إليّ بطريقة جعلت روحي تنسحب من جسمي ووجهي شحب عندما همس بفيح مخيف

 

" إذا.. أنا اغتصبتكِ أدلينا ميديشي في الماضي؟.. ما الذي يمنعني الأن من تكرار فعلتي مجددا؟.. هممممم... أجيبني؟.. م الذي يمنعني من اغتصابكِ الآن؟ "

 

ارتعش جسمي بأكمله وحدقت بعينيه برعب.. عينيه كانت تقذف ألسنة النار أما عنقه كانت عروقه كلها ظاهرة.. وفكهُ كان مشدود.. منظره كن مروعاً ومخيفاً.. أغمضت عيناي وسالت دموعي بكثرة وهمست له

 

" لا تفعل أرجوك.. لا تفعل ذلك بي.... "

 

كنتُ أستطيع سماع دقات قلبي المتسارعة وكنتُ أستطيع الشعور بارتعاش سجده.. فجأة حرر يداي وابتعد عني وخرج من الغرفة وصفع الباب خلفه بعنف.. تكورت على نفسي وأجهشت بالبكاء المرير..

 

لا أعلم ما الذي فعلته حتى أستحق كل هذا العذاب.. فبعد هروبي عاد بلاكيوس ليتجنبني مثلما كان يفعل عندما شوهت وجهه.. لكنه فعل كما وعدني.. في اليوم الثاني أتى القاضي إلى القصر وأجبرني بلاكيوس على البصم على وثائق تنازلي عن توماسو له.. أصبح توماسو ابنه الشرعي الآن.. وأنا لم أعد أمه..

 

صحيح أن بلاكيوس هو والدهُ الحقيقي لكنهُ أحرق قلبي لأنهُ أجبرني على التنازل عن ابني.. بكيت كثيرا وفي كل ليلة لمدة ثمانية أيام تعيسة..

 

ثمانية أيام مضت على تنازلي عن ابني لوالده الحقيقي.. وعندما شُفيت قدمي عدتُ لأعمل خادمة في القصر بمفردي.. وخادمة لتلك العقربة فيرلا..

 

اللعينة كانت تفتعل المشاكل معي وعندما يأتي بلاكيوس تتهمني بأنني من تهجمت عليها وتمثل بأنها خائفة مني وتبكي أمامهُ.. وهو مثل الغبي كان يصدقها ويعاقبني بتنظيف طوابق معينة من القصر مجددا.. أما ابن عمه لورينزو كان هادئ طيلة الوقت وكأنه يفكر بشيء مهم جدا بالنسبة له...

 

أكرهها.. لا بل أكره الأرض التي تسير عليها تلك الشيطانة والعقربة الكاذبة.. ولكن ما رأيتهُ في الأمس جعلني أفكر أكثر.. ففي الأمس عندما انتهيت من تنظيف الطابق الثاني في المساء وتحديدا قرابة الساعة العاشرة والنصف ليلا رأيت بصدمة وأنا أصعد إلى البرج لورينزو يخرج من غرفة فيرلا وهو يتسلل ويذهب إلى غرفته..

 

لماذا كان في غرفتها؟!.. بل لماذا كان يتسلل أصلا؟!.. واقتنعت في النهاية بأنهما يخفيان شيئا.. يا ترى هل تجمعهُ علاقة بها؟!!.. لا.. مستحيل.. لا أظن ذلك.. لكنني قررت أن أراقبهم أكثر حتى أكتشف سرهما..

 

وقفت في المطبخ أمام الطاولة وأنا أقطع الخضار وأحضر السلطة.. بلاكيوس لم يلمسني منذ ذلك اليوم الذي هربتُ به.. رغما عني اشتقتُ له.. رغم حزني منه بسبب ما فعلهُ بي وما يفعلهُ حاليا إلا أنني ومثل الغبية اشتقتُ له..

 

" أين هو ذلك الحقيرررررررر... أريدُ قتله.. لورينزوووووووو.. أيها القاتل القذررررررررر.. أخرج فورااااااااااااااا... "

 

انتفضت برعب عندما سمعت صوت الفارس نيكولاس الغاضب.. رميت بالسكين على الطاولة وركضت ووقفت جامدة بصدمة عندما رأيت الفارس نيكولاس يحمل سيفه ووجه أحمر من شدّة الغضب ويركض في غرف القصر يبحث عن لورينزو.. وبذهول رأيت الفارس ألكسندر يركض خلفه وهو يهتف

 

" نيكولاس.. اهدأ لو سمحت.. سوف يغضب منك الكونت إن قتلت لورينزو.. ثم هو هنا بأمر من الكونت شخصيا "

 

وقف نيكولاس ونظر إلى ألكسندر بغضبٍ مرعب للنفوس وقال له

 

" لقد حاول قتل بلاكيوس وتريدني أن أهدأ؟.. بسببه فقد ذاكرته.. لا أفهم ما اللعنة التي حدثت مع بلاك حتى يسمح له ولتلك الخائنة اللعينة فيرلا حتى يحتلوا قصره بعد كل ما فعلوه به؟.. وأنتَ كيف أخفيتَ عني أن لورينزو اللعين هناااااااااا؟.. تكلم؟.. "

 

تنهد ألكسندر بعمق وقال له

" بلاكيوس من أمرني بذلك.. لقد طلب مني كي لا أخبرُك بأن لورينزو هنا "

 

ثم همس له قائلا

" بلاكيوس يخطط لشيء.. لا تُفسد مخططاته.. "

 

وكالسحر هدأ الفارس نيكولاس وعندما رأى ألكسندر ينظر نحوي التفت وحدق إليّ بغضب.. تبا هو مخيف جداً.. همست بداخلي وأنا أنظر بخوف إلى الفارس نيكولاس فهو يُخيفني جدا.. ولكن لذهولي الشديد ابتسم بوسع وركض ليقف أمامي وقال لي بأمر

 

" أنتِ.. تعالي معي بسرعة "

 

وبصدمة أمسك بيدي وسحبني خلفه حتى وصل إلى مكتب بلاكيوس.. دخل وجعلني أجلس على الكرسي ووقف أمامي بعد أن أغلق الباب وقال لي بأمر وهو يكتف يديه

 

" تكلمي.. أريدُ أن أعلم حقيقة ما حدث في الماضي معكِ ومع الكونت بلاكيوس ويتلي.. "

 

رفع يده اليمنى ووجه أصبعهُ السبابة نحوي وقال

 

" لقد وجدت والدكِ بعد عناءٍ طويل.. هو في الخارج الآن مُحاط بالجنود.. وصدقيني ما سمعت منه من اعترافات لن يفرحكِ أبدا.. تكلمي قبل أن أفضحكِ أمام بلاكيوس.. وخاصة أنا أعرف سركِ.. أنتِ تعشقين الكونت منذ زمنٍ طويل.. هيا تكلمي... "

 

ارتعش جسدي بقوة وسالت دموعي لتحرق وجنتاي.. أمسكت بيده بكلتا يداي وبدأت أتوسل إليه ببكاء

 

" أرجوك.. لا تخبر بلاكيوس بشيء.. سوف يقتلني.. سيقتلني.. سأخبرُك بكل شيء لكن أقسم لي بشرف الفرسان بأنك لن تفضح سري له.. أرجوك.. أرجوك... "

 

سحب يده ونظر إليّ بهدوء ثم قال بجدية

" أقسم بشرف الفرسان بأنني لن أخبره.. لكن أريدُ منكِ كل الحقيقة.. الحقيقة الكاملة لما حدث في الماضي.. "

 

مسحت دموعي بيدي ثم نظرت إليه بتعاسة وبدأت أخبرهُ بكل ما حدث في الماضي.. وبعد مرور وقتٍ طويل عندما انتهيت كنتُ أبكي وأنتحب وأنا أرتجف بعنف بينما الفارس نيكولاس كان يقف أمامي جامدا بصدمة.. فجأة ضحك بقوة وعندما هدأ هز رأسهُ نفيا وقال بعدم لتصديق

 

" اللعنة.. لا.. لا.. لا أستطيع التصديق.... أنتِ غبية ة ة ة ة ة ة!!... "

 

أمسكني بكتفي ورفعني وهزني بعنف وتابع صارخا

 

" هل أنتِ غبية؟... اللعنة عليكِ أيتها الحمقاء.. كيف انتقمتِ منه؟.. كيف استطعتِ فعل ذلك به أيتها لغبية؟.. لقد دمرتهِ وشوهتهِ بسبب غبائكِ الشديد.. لقد صدقـــ "

 

" نيكولاس دعها فورااااااااااا.. "

 

توقف نيكولاس عن هزي والصراخ عندما دخل بلاكيوس إلى المكتب هاتفا بغضب طالبا منه التوقف.. اقترب وسحبني بعنف من بين يديه وجعلني أقف خلفه وهتف بوجه نيكولاس بحدة

 

" كيف تتجرأ على الصراخ بوجهها؟.. أخرج فورا من القصر وخذ فابيو ميديشي إلى السجن في القلعة.. هياااااااا أخرج... "

 

نظر نيكولاس نحوي وأشرت له برأسي رفضا.. كنتُ أستطيع رؤية بأنه يحاول جاهدا عدم البوح لـ بلاكيوس بما سمعهُ مني.. تنهدت براحة عندما أحنى رأسه للكونت وذهب خارجا بسرعة من المكتب..

 

استدار بلاكيوس ونظر إليّ وقال بأمر

" ماذا فعلتِ له حتى أغضبتهِ إلى تلك الدرجة؟ "

 

نظرت برعب إلى عينيه وقلتُ له بتلعثم

" طلـ.. طلبت منهُ.. أــ.. أن يشفق على.. على أبي فابـ.. فابيو "

 

" غبية صحيح.. "

 

همس بلاكيوس بذلك وشعرت بالحزن لكن فجأة تحولت نظراته إلى غاضبة وقال

" اصعدي إلى غرفتكِ في البرج ولا تخرجي منها إلا عندما أسمح لكِ بذلك.. فهمتِ؟ "

 

نظرت إليه بدهشة ثم سألته باستنكار

" لكن لماذا؟!.. ماذا فعلت حتى تحبسني بتلك الغرفة؟.. ثـ.. آااااااااه.. أنتَ تؤلمني.. أتركني.. أتركني.... "

 

صرخت بقوة عندما أمسك بيدي وسحبني خارجا من المكتب وصعد متجها نحو البرج.. ولم يترك يدي إلى عندما أدخلني بعنف إلى غرفتي.. وقفت أمامه أنظر إليه بألم وأنا أفرك معصم يدي المسكينة..

 

" اسمعي كلامي أدلينا.. ستظلين هنا حتى أقرر عكس ذلك "

 

وبرعب رأيته يستدير ويسحب المفتاح من القفل ويخرج من الغرفة ويقفل الباب خلفه.. ركضت وحاولت فتح الباب لكنني لم أنجح.. بدأتُ أطرق عليه بكلتا يداي وأنا أصرخ له بقوة

 

" افتح لي الباب.. افتح لي الباب.. افتحه أرجوك.. ماذا فعلت؟!.. لا تذهب.. سيدي لا تذهب أرجوك... "

 

لكنه لم يستمع إليّ.. ولفترة يومين كانت السيدة كاميلا تأتي إلى غرفتي برفقة حارس وتفتح الباب لترسل لي الطعام ويسمحوا لي بالدخول إلى الحمام والاستحمام.. ولم تتفوه بحرف أمامي عندما كنتُ أسألها أين هو بلاكيوس..

 

كان الوقت ليلا وكنتُ أقف أمام النافذة أنظر بحزن إلى السماء ونجومها المضيئة عندما سمعت صوت القفل يدور.. التفت ورأيت بلاكيوس يدخل إلى الغرفة ويبدو عليه التعب والإرهاق الشديد..

 

" سيدي الكونت!... "

 

همست له بذهول إذ لم أكن أتوقع أن أراه الليلة.. اقترب ووقف أمامي وأمسك بذقني بأنامله ورفع رأسي ببطء.. أخفض رأسه قليلًا وقرب وجهه مني ليطبع قبلة ناعمة على شفتاي.. شفتيه كانت تتحرك بمثالية على شفتي السفلية.. وشعرت بالثمالة من طعمها اللذيذ.. شعوري بشفتيه على خاصتي جعلني أضيع وأغرق في سحرها..

انتباه مشهد حميم*

 

أحسست به يزيل سترته ولكن لم أهتم لفتح عيناي بل تابعت تقبيله.. حملني بخفة وهنا نظرت إليه ودون أن يتوقف عن النظر بعمق عيناي اقترب نحو السرير ووضعني بخفة عليه.. وعاد ليقبل شفتاي ويمتصها.. .. قبلتنا الرقيقة تحولت بعد ثوانٍ لتصبح شهوانية جائعة متعطشة.. ودون أن يتوقف عن تقبيلي رفع يده ومزق قميص نومي ثم سحبها ورماها بعيدا.. فصل القبلة وخرج من فمي أنين مستنكر.. شعرت بالخجل لكنه ابتسم لي برقة وبدأ يزيل ملابسه قطعه تلو الأخرى ويرميها بعيدا حتى أصبح عاريا أمامي..

 

ارتعش جسدي برغبة حارقة عندما بدأ بلاكيوس يقبل عنقي نزولا ثم كتفي ثم عنقي.. بدأ تدرجيا يمتص بشرتي نزولا إلى صدري.. أمسك صدري الأيمن بأصابعه وضغط عليه بخفة وخرج أنين مستمتع من فمي عندما بدأ يمتص حلمتي ويعضها بخفة بأسنانه ويلعقها بلسانه.. 

 

 

كنتُ أرتعش بشدّة من قبلاته وامتصاصه لحلمتي ولسانه الذي كان يداعب حلمتي المنتصبة.. بينما يده الأخرى كانت تتجول على كامل جسدي لتستقر على مؤخرتي ويقرسها بخفة ثم تعود يده لتستقر على مهبلي وبدأ يداعبه بأصابعه.. تأوهتُ بقوة وهمستُ بشهوة دون أن أنتبه

 

" بلاكيوس.... آاااااه.. بلاكيوس... "

 

رفع رأسه بسرعة ونظر بعمق إلى عيناي ثم أغمضها وعاود فتحها وهمس لي بشهوة قائلا

" أعيدي لفظ اسمي.. هيا أدلينا.. تأوهي بمتعة ورغبة باسمي.. باسمي أنا.. "

 

أخفض رأسه وامتص ترقوتي ثم بدأ يمتص كل إنش من صدري نزولا إلى معدتي وتأوهاتي بدأت تزداد أكثر فأكثر فأكثر فأكثر..

 

" آاااه بلاكيوس.. بلاكيوس.. بلاكيوس... أنا أحتاجُك.... "

 

عضني بخفة على معدتي وعاد يقبلني ويمتصني نزولا إلى مهبلي.. فرق ساقاي عن بعضها وشعرت بسائل يسيل خارجا من مهبلي.. لقد ابتليت من أجله.. أغمضت عيناي وأمسكتُ بالوسادة خلف رأسي بقبضتي أعتصر الوسادة بقوة عندما شعرت بلسان بلاكيوس يلحس منطقتي ثم بشفتيه تقبل كل إنش منها..

 

آاااااااااااه.. بلاكيوس.... "

 

تأوهت وهمست بشهوة باسمه عندما أدخل لسانه في مهبلي وبدأ يلعقه بينما بإبهامه كان يداعبه من الخارج.. أنيت بقوة لشعوري بلسانهُ بداخلي وكانت ساقاي ترتعش بقوة من شدة استمتاعي وشهوتي..

 

توقف فجأة عن تقبيل مهبلي وجثى على ركبتيه واقفا بين ساقاي.. نظرتُ إليه ورأيت أنه قد وصل الى اقصى درجات انتصابه.. كان قضيبه منتصب بشدّة والعروق النافرة كانت واضحة على كامل قضيبه الطويل و كأنها ستنفجر في أي لحظة.. انحنى وهو يمسك قضيبه بيده ووجهه نحو فتحتي.. ارتعش جسدي عندما أحسست برأس قضيبه على فتحتي وتأوهتُ بقوة عندما بدأ يدفعهُ إلى الداخل برقة... ثم اقترب ومزج شفتيه بشفتي وبدأ يقبلني بعنف وهو يداعب صدري بيديه وجعلني مثارة لحد الجنون.. أبعد وجهه عني فجأة وهو يتنفس بقوة بينما أنا كنتُ ألهث بشدة وبدأ برقة يدفع قضيبهُ بداخلي..

 

شعوري بكل إنش من عضوه الذكري يدخل بي جعلني أرتعش بإثارة وأقذف سائلي حول قضيبه وجدران مهبلي تضغط وتعتصر قضيبه.. تأوه بلاكيوس بقوة لشعوره بي وبدأ يمتص عنقي وهو يدفع قضيبه بشكلٍ أسرع وهنا تأوهاتي لم أستطع أن أوقفها أبدا حتى باتت أشبه بالصراخ..

 

في هذه الليلة مارس بلاكيوس معي الحب بطريقة ساحرة جميلة لفترة ثلاث ساعات وعندما أفرغ سائله بداخلي للمرة الرابعة.. كان جسدي منهك ولم أعد أستطيع التحرك.. 

 

انتهى المشهد الحميم*

 

حملني بلاكيوس وأدخلني إلى الحمام لكن عندما رأى بأنه لا يوجد مياه ساخنة عاد ودخل إلى الغرفة وساعدني بارتداء قميصه ثم ارتدى سرواله والسترة وحملني من جديد بينما كنتُ أضع كلتا يداي خلف عنقه ورأسي يستريح على كتفه ونزل إلى الأسفل وتوجه نحو غرفته وأدخلني إلى الحمام ووضعني برقة داخل الحوض ثم جلس خلفي وبدأ يحممني..

 

 كنتُ قد غرقت بالنوم ولم أشعر بحبيبي يخرجني من الحوض ويجفف جسدي وشعري ثم يضعني على السرير عارية وينسطح بجانبي ويعنقني وينام بجانبي..

 

في تلك الليلة ولأول مرة أنام في أحضان حبيبي طيلة الليل..

 

ولفترة أسبوع كامل كان حبيبي في كل ليلة يأتي إلى غرفتي ويمارس معي الحُبّ ثم يأخذني إلى غرفته ونستحم وننام طيلة الليل في أحضان بعضنا.. لم نكن نتفوه بكلمة كنا فقط نتأوه بمتعة بأسماء بعضنا وفقط عيوننا تتكلم مع بعضها بلغة خاصة بها..

 

وبعد هذين الأسبوعين سمح لي بلاكيوس بالخروج من غرفتي في النهار.. كنتُ أظن بأنني سوف أُتابع عملي كخادمة لكنني اندهشت عندما قالت لي السيدة كاميلا ببرود أن الكونت طلب منها أن تجعلني أستريح وتلبي جميع طلباتي..

 

شعرت بدهشةٍ كبيرة عندما رأيت القصر مليء بالعمال والخدم.. لكنني حزنت عندما اكتشفت أن لورا و رومانو قد غادرا القصر وعادا إلى القلعة.. 

 

ولكن شعرت بسعادة لا توصف عندما اكتشفت أن تلك العقربة فيرلا أرسلها بلاكيوس أيضا إلى القلعة مع لورينزو.. وطبعا كنتُ شاكرة لأن الفارس نيكولاس لم يفضح سري للكونت كما وعدني.. يبدو فعلا بأنه شخص شهم..

 

لكن شعور بالخوف تملكني نحو توماسو.. أنا أعلم بأن تلك المرأة الكريهة لن تُحب ابني أبدا.. وانتابني إحساس بالقلق.. وقررت أن أتكلم مع بلاكيوس بخصوص هذا الموضوع عندما يأتي..

 

أثناء الظهيرة كنتُ أقف أمام باب القصر أنظر بسعادة مثل الأطفال إلى الحديقة.. الحراس لم يتكلموا معي أو حتى نظروا نحوي ومع ذلك لم أتجرأ لأخرج إلى الحديقة بل فضلت الوقوف ومشاهدتها من بعيد..

 

رأيت بوابة القصر يتم فتحها من قبل الحراس ثم رأيت بسعادة بلاكيوس يدخل وهو على ظهر حصانه وخلفه الفارسين نيكولاس و ألكسندر.. كنتُ أنظر إليه بهيام.. كان يبدو وسيماً مثل عادته ورجولي جداً وهو يرتدي تلك البدلة الجميلة والتي تظهر عرض كتفيه وعضلات جسده.. تنهدت بقوة وأنا أحدق به بعشق فاق تحملي.. أوه نعم لقد زاد عشقي له أضعافا في هذين الأسبوعين..

 

صحيح هو يبقى صامتا وبالكاد يتفوه بكلمة أمامي لكن معاملتهُ لي تغيرت.. أصبح أقل غضبا وعاد ليكون حبيبي الذي عرفته قبل أن يكتشف بأنه الكونت.. عاد ليعاملني في المساء وكأنني امرأته وحُب حياته.. وكم تمنيت أن يبادلني الحُب كما أفعل معه..

 

لا أريد شيئا في هذه الحياة سواه هو وابني توماسو...

 

دخلت إلى القصر وانتظرت دخول بلاكيوس.. عندما دخل برفقة فارسيه كان يكلمهم بلغة غريبة لا أعرفها.. ورأيت الفرسان يحدقان بي بقليل من الشفقة.. مهلا لماذا ينظران إليّ هكذا؟!..

 

توقف بلاكيوس عن التكلم معهما بتلك اللغة والتي لم أفهم منها حرف ونظر نحوي بتساؤل.. حمحمت بخجل وسألته

 

" هل يمكنني التكلم معك على انفراد سيدي؟.. لو سمحت "

 

رفع حاجبه بدهشة ثم أشار لي بيده حتى أتبعه.. تبعته وأنا أنظر بعشق إلى جسده الجميل وعندما دخلنا إلى مكتبه أغلق الباب ثم اقترب ووقف بجانب المنضدة ووضع يدهُ عليها وحدق بي بتمعن

 

رواية الكونت - فصل - 21 - تذكرت

 

ثم قال لي بنبرة باردة كالجليد

" ماذا تريدين مني أدلينا؟.. هيا تكلمي.. "

 

حدقت بوجهه الجميل وأنا أبلع ريقي بقوة ثم أجبتهُ بتوتر

 

" أنا.. أنا خائفة عليك بلاكيوس من وجود تلك المرأة في قلعتك.. هي ليست طيبة كما توهمُك.. أنا لا أرتاحُ لها.. أظنها تخطط لشيء مع قريبك لورينزو.. منذ عدة أسابيع رأيت لورينزو يخرج من غرفتها في الليل ويتسلل عائدا إلى غرفته.. وعندما أردت أن أراقبهما حبستني في غرفتي و.. "

 

توقفت عن التكلم عندما بدأ بلاكيوس يضحك بقوة.. حدقتُ به بتعجُب وكأنه تابع الضحك وعندما هدأ أخيرا إقترب مني وأخفض رأسه ونظر مباشرة إلى عيناي وقال

 

" غريب.. هل تعلمين بأن فيرلا أخبرتني بأنها رأت لورينزو ينزل السلالم بعد أن كان في البرج وفي غرفتكِ.. ثم خوفكِ على توماسو لا مبرر له فيرلا تعشقه ثم شقيقتكِ يولينا معه.. وأيضا لن أسمح لكِ مجددا بالتكلم عن فيرلا بسوء فهي سوف تصبح زوجتي قريبا ثم بعد أسبوع سوف أقيم حفلة خطوبتي عليها هنا في القصر "

 

أظلمت الدنيا أمامي وشعرت بقلبي يسقط أسفل قدماي.. فتحت فمي بصدمة وهمست بتلعثم بينما عيوني امتلأت بالدموع

 

" سـ.. سوف.. تتـ.. تتزوجها؟!...و.. و.. خُطـ.. خُطبتك عليها في.. في.. الأسبوع القادم؟!!!... "

 

رفع بلاكيوس رأسه وقال ببرود وبصوتٍ بارد كالثلج

" نعم.. سوف أتزوجها.. سأتزوج ليدي فيرلا.. وحفل خطوبتنا الأسبوع القادم.. هل لديكِ أي اعتراض أدلينا؟ "

 

تجمدت في مكاني وقد اتسعت عيناي برعب وارتعش جسدي بعنف.. شعرت بالنار تكوي عظامي وتحرق روحي بداخلي.. سالت دموعي وبللت وجهي بالكامل.. شعرت بأنني أنهار وانتابني غضب لا حدود له.. أمسكتُ بقميص إدوارد بكلتا يداي بعنف وصرخت ببكاء قائلة له

 

" نعمممممممم.. نعم لدي إعتراض.. لماذا كنتُ تمارس معي الجنس طيلة هذين الأسبوعين وأنتَ تخطط للتزوج من تلك العقربة الحقودة؟.. لماذا فعلتَ ذلك بي؟!.. لماذاااااااااا؟!!.. لماذااااااااااا؟!!... "

 

أبعد يداي عن قميصه ونفضها بغضب وقال ببرود

" أنتِ مجرد عاهرة عندي أستمتع بجسدها كما يحلو لي.. لا تنسي من أنتِ والتزمي حدودكِ معي.. "

 

ارتعش جسدي بقوةٍ أكبر وأنا أراه يستدير ليخروج من المكتب.. لم أحتمل وبلحظة غضب وجنون نظرت حولي ورأيت مزهرية  على يساري.. ركضت وأمسكت بها وركضت نحو بلاكيوس وقبل أن يلتفت نحوي ضربته بها على رأسه وأنا أصرخ بحرقة قلب

 

" حقيرررررررررررر.. أنتَ مجرد حقير لعين وقذرررررررر... "

 

خرجت شهقة منه عندما تحطمت المزهرية على رأسه بعنف وبصدمة رأيتهُ يترنح وسقط على الأرض جامدا دون أن يتحرك 

 

رواية الكونت - فصل - 21 - تذكرت

 

وبفزعٍ كبير رأيت الدماء تتدفق من رأسه بغزارة...

 

بلاكيوسسسسسسسسس.. حبيبي ي ي ي ي ي.... "

 

صرخت بجنون وأنا أجثو على ركبتاي أمامه وبدأت أبكي وأصرخ طلبا للنجدة وأنا أحاول رفعه حتى أحتضنه.. سمعت صوت صرخات قوية غاضبة وأحسست بيدين تمسك بذراعي وترفعني بعيدا عن جسد إدوارد.. بدأت أتخبط بجنون وأنا أبكي وأصرخ بهستيرية

 

" لاااااااااا.. دعوني.. لقد قتلته.. قتلتُه.. بلاكيوسسسسسسس.. لا تموت أرجوكككككككك... "

 

رأيتُ الفارس نيكولاس يفحص رأس بلاكيوس ثم رفعه وحمله على كتفه وهتف بأمر

" أبعدها من أمامي قبل أن أقتلهااااااااااااا.. احبسها في غرفتها وانتظر أوامري ألكسندر "

 

وهكذا حملني ألكسندر وحبسني في غرفتي وتركني منهارة أبكي بألم و بعذاب كبرين..

 

" لقد قتلت حبيبي بيدي.. قتلته... "

 

وهذا ما كنتُ أردده قبل أن أسقط على الأرض بانهيار أبكي بتعاسة وبعذاب كبير...



 

بلاكيوس***

 

كان كل شيء يسير حسب ما خططت له.. مفاجآت كثيرة بانتظار أعدائي.. كنتُ سعيد وأنا أفكر بذلك بينما كنتُ أقف برفقة الفارسين أمام قصري..

 

أدلينا جنيتي الجميلة كم اشتقتُ لها رغم أنها كانت برفقتي في الأمس.. توقفت عن الانتقام منها ولكن كنتُ أريدها بعيدة في هذه الفترة حتى لا تفسد مخططاتي.. قلبي العاشق لها يسامحها مهما فعلت بي..

 

كنتُ أتكلم مع ألكسندر و نيكولاس عندما دخلت إلى القصر بالفرنسية حتى لا يفهم أحد حديثنا.. رأيتُ أدلينا تقف أمامي ويبدو عليها الخجل..

 

شعرت بألم شديد في قلبي لأنني خائف أن أجعلها تتألم عندما تكتشف أن خطبتي على فيرلا في الأسبوع المقبل.. بدأت أشعر في هذه الفترة أنها بدأت تحبني.. وكم تمنيت أن تفعل..

 

تبعتها إلى مكتبي واضطررت أن أتكلم معها بقسوة.. شعرت بالألم عندما رأيتها تبكي وتصرخ بقهر بوجهي.. وأردت الخروج بسرعة حتى لا أرى دموعها التي تحرق قلبي.. لكن فجأة شعرت بشيء صلب يضرب رأسي من الخلف ورأيت السواد أمامي وسقطت على الأرض ولم أعد أشعر بشيء...

 

فتحتُ عيناي بضعف وخرج أنين متألم بسبب ذلك الألم في رأسي.. تبا يكادُ رأسي ينفجر من شدّة الألم..

 

" الحمد لله بأنك بخير.. أقلقتنا عليك بلاكيوس كثيرا.. لولا السيدة كاميلا لم أكن أعلم ما سأفعل.. فهي من داوت جرحك واهتمت بك "

 

نظرت ناحية اليسار ورأيت نيكولاس يجلس بجانبي على طرف السرير وهو يبتسم براحة.. عقدت حاجباي وتأملته بإرهاق وهمست قائلا بتعجُب

 

" نيكولاس!!.. "

 

ابتسم بوسع وقال

" بشحمهِ ولحمهِ صديقي.. كيف تشعر؟.. هل تتألم؟ "

 

حاولت الجلوس لكنني لم أستطع رفع رأسي.. نظرت إلى نيكولاس وسألته بتعجُب

" ماذا حدث لي؟!.. لماذا رأسي يؤلمني بشدّة؟.. "

 

ثم حدقت في الأرجاء وسألتهُ بدهشة

" أين أنا؟!.. "

 

شهق نيكولاس بقوة ثم قال بنبرة قلقة

" أنتَ في القصر قرب شاطئ ريميني.. ألا تتذكر بلاكيوس؟!.. لقد ضربتك تلك الشيطانة أدلينا بالمزهرية على رأسك.. إن رأيتها سوف أريــ..... "

 

لم أعد أسمع كلمة من نيكولاس إذ جحظتُ عيناي ونظرت بصدمة كبيرة أمامي.. إذ تذكرت.. تذكرت.. تذكرت.. تذكرت كل شيء.. 

 

لقد تذكرت ما فعلهُ لورينزو بي هو و فيرلا.. وتذكرت الكمين.. لكن شهقة عنيفة خرجت من فمي عندما تذكرت الماضي.. الماضي اللعين..

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة وهتفت بملء صوتي بحدة وبجنون وبنبرة هستيرية

" أدليناااااااااااااااااااااا.. سأقتلهااااااااااااااا.... "

 

كان قلبي على وشك أن ينفجر بسبب سرعة دقاتهِ.. تذكرت.. تذكرت الماضي كله.. وشعرت بأنني أختنق بسبب اكتشافي للحقيقة.. رفعت رأسي عاليا وهتفت بجنون

 

" أدليناااااااااااااااااااااا... سوف أقتلكِ أيتها الكاذبةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة... أين هي نيكولاس؟!.. سوف أقتلهاااااااااااااااااا... "

 

جلست بصعوبة بينما نيكولاس كان ينظر إليّ بذهول وهو لا يفهم ما يحدث لي الآن.. وقفت وتمايل جسدي لكنني تحاملت وأمرت بصراخ نيكولاس حتى يأخذني فورا إلى تلك اللعينة..

 

" خذني إليهاااااااااااا حالاااااااااااااااا... "

 

أجابني نيكولاس بتوتر وبعدم الفهم قائلا

 

" اهدأ بلاكيوس.. ماذا حدث لك؟!.. هي في البرج في غرفتها.. أمرت ألكسندر بوضعها هناك وعدم السماح لها من الخروج.... "

 

لم أنتظر أكثر وفورا خرجت وبدأت أصعد باتجاه غرفتها.. لم أعد أرى أمامي شيء سوى لهيب الجحيم والذي أنوي بإرسال أدلينا إليه.. هذه المرة سأقتلها بيدي ولن أرحمها تلك الكاذبة اللعينة...

 

وصلت إلى غرفتها ورأيت ألكسندر يحرس الباب

" اذهب "

 

أمرته بنبرة هادئة لا تصف ما يختبئ بداخلي من براكين على وشك الانفجار.. فتحت الباب ودخلت ثم صفعته خلفي بعنف.. رأيت أدلينا تجلس على الأرض وهي تبكي وتنتحب.. رفعت رأسها وعندما رأتني توقفت عن البكاء ومسحت دموعها ووقفت وهمست بسعادة

 

" بلاكيوس.. أنتَ بخير.. إلهي شكرا لك.. أنتَ بخير.. بخير.. بخير.. "

 

ركضت نحوي وعندما كانت على وشك معانقتي صفعتها بعنف لتسقط على الأرض من قوة صفعتي.. نظرت إلى وجهي بدهشة لكنني لم أكترث بل أمسكتُها من خصلات  شعرها ورفعتها بعنف ثم صفعتها مجددا بأقسى قوة أمتلكها حتى سالت الدماء من فمها ثم أمسكتها من معصميها بشدّة وبدأت أهزها بعنف وأنا أصرخ بها بجنون

 

" أيتها اللعينة الكاذبة والحقودة.. لقد تذكرت.. تذكرت.. تذكرت الماضي كله.. أنا لم أغتصبكِ في حياتي كلهاااااااااااا.. بل لم ألمسكِ حتى قبل فقداني لذاكرتي.. تكلمي يا لعينة.. من هو والد توماسوووووووووو.. من والدهُ الحقيقي قبل أن أقتلكِ.. لماذا جعلتني أظن بأن توماسو هو ابني أيتها الحقيرة؟.. لماذا كذبتِ عليّ و اتهمتيني بأنني اغتصبتكِ أيتها القذرة.. تكلمي... تكلمي قبل أن أقتلكِ.. تكلمي ... لماذا كذبتِ عليّ؟.. لماذا انتقمتِ مني بينما أنا بريء؟!... "

 

وكل ما سمعتهُ عندما توقفت عن هزها هو بكائها الشديد ورؤيتي لعيونها تحدق بي برعب فاق تحملها... عليها أن تخاف مني لأنني أنوي على قتلها بعد أن أوهمتني بأنني مغتصب وأن توماسو هو ابني... عليها أن تخاف مني لأنني سوف أحول حياتها إلى جحيم....



انتهى الفصل











فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©