رواية الكونت - فصل 14 - أنتِ كاذبة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية الكونت - فصل 14 - أنتِ كاذبة

رواية الكونت - فصل 14 - أنتِ كاذبة

 



أنتِ كاذبة




إدوارد / بلاكيوس**




كنتُ أجلس بتوتر أمام باب الحظيرة أنتظر بخوف رجوع سيدتي إلى المنزل.. تنهدت بقوة وتذكرت بغضب ذلك الحقير الذي حاول أن يغتصبها..


حاول القذر أن يغتصبها مرتين.. لقد عرفت من أثار العضة على يده بأنه هو من حاول اغتصابها في ذلك اليوم..

وتضاعف غضبي أضعافا عندما اكتشفت ذلك.. لم أنتبه لما تفوه به الحقير لأن غضبي أعماني عن رؤية وسماع أي شيء.. وكم رغبت بقتله بكلتا يداي لأنه لمسها.. أردت تقطيع يديه التي لمستها.. وأردت اقتلاع عينيه التي نظرت إلى جسدها العاري.. وأردت قتله بشدة.. لكن بسبب سيدي الصغير لم أفعل وتركتهُ يذهب.. لكن إن عاد من جديد سوف أقتلهُ دون أي تردد..


لم أستطع تحمُل رؤيتها بهذا الشكل خائفة ومنهارة.. كم أردت أن أعانقها وأخبرُها بأنني لن أسمح لأحد بأذيتها طالما أنا أتنفس..

 

أحبُها لدرجة لا توصف.. وسأتحمل أي شيء تفعلهُ بي فقط من أجلها.. ومن أجل أن أبقى بجانبها وأحميها هي وابنها..

 

حُبي لها تخطى العشق بأشواط كثيرة.. رغم كل ما فعلتهُ بي إلا أنني لا أستطيع التوقف عن حُبها.. هي حياتي وجنيتي الحمراء الجميلة..


سمعت الحصان يصهل بقوة.. التفت إلى الخلف ونظرت إليه بقلق


رواية الكونت - فصل 14 - أنتِ كاذبة

 

  

تنهدت بقوة وكلمتهُ قائلا

" أنتَ أيضاً قلق على جنيتي الحمراء؟.. ستأتي لا تخف.. هي بخير.. سوف تأتي.. جنيتي ستأتي.. سوف تكون بخير.. هي بخير.. "


لكن رغم كلماتي تلك شعرت بغصة أليمة في صدري وعرفت بأنها ليست بخير.. وقفت واقتربت من الحصان وداعبت رأسه بيدي وكلمتهُ برقة قائلا


" إذا أنا صاحبُك... لذلك أنتَ تُحبني جدا أيها الجميل.. حسنا.. بما أنك حصاني وبما أنك قلق على جنيتي الجميلة يجب أن نذهب معاً ونبحث عنها.. فقط سنطمئن عليها من بعيد ثم سنعود إلى هنا دون أن تشعُر بنا سيدتي الجميلة.. ما رأيك؟ "


صهل الحصان بخفة وهز رأسه موافقاً.. نظرت إليه بتعجُب وقلتُ له بهمس


" أنتَ حصان ذكي جداً.. كيف استطعت أن أحصل عليك؟.. كما أنك فرس أصيل ولا بُد أنك تُكلف ثروة طائلة!!.. "


تأملني الحصان بنظرات هادئة فحركت رأسي بالرفض وقلتُ هامسا بتفكير

" كيف أعرف معلومات عن الأحصنة الأصيلة؟!.. وكيف حصلت عليك؟!.. ربما لاحقاً سأحاول فك هذا اللغز..  والآن دعنا نرى إن كنتُ أعرفُ فعلا كيفية امتطاءك... "


نظرت أمامي نحو القش وتنهدت بعمق


رواية الكونت - فصل 14 - أنتِ كاذبة

 
 
ثم نظرت إلى حصاني وقفزت بسهولة على ظهره وباحترافية تامة.. لم أستغرب عندما اكتشفت بأنني أجيد ركوب الخيل ولكن لم أفكر بالأمر كثيراً وذهبت لأبحث عن جنيتي الحمراء.. 


شعرت بأنني أختنق عندما رأيتُها تغرق في البحر.. تمنيت الموت على أن أراها بهذا المنظر.. ودون أي تردد قفزت عن الحصان وركضت باتجاه البحر.. لا شعريا بدأت أسبح بمهارة باتجاهها.. وعرفت بأنني ماهر بالسباحة..


لم أهتم بذلك وسبحت بقوة باتجاه سيدتي.. لم أهتم لبرودة المياه ولم أهتم للأمواج كان كل همي أن أصل إليها وأنقذها من الغرق والموت المُحتم..

 

وعندما حملتُها بذراعي ومشيت على الشاطئ أردت بقوة أن أقبلها وأجعلها تتوقف عن البكاء.. دموعها أحرقت قلبي و روحي.. دموعها أحرقت كياني وحاولت تهدئتها وحضنتُها بيدي بينما كنت على ظهر حصاني..

 

وعندما تأكدت بأنها أمنة وبخير خرجت من منزلها وتوجهت نحو الحظيرة.. حملت بذراعي ملابس نظيفة ومنشفة وخرجت وتوجهت نحو البحيرة لكي أستحم..


في المساء شعرت بنظراتها وتحديقها المستمر عليّ.. شعرت بالارتباك وتجنبت النظر إليها.. لم أفهم سبب هدوئها الغريب ونظراتها الغريبة لي..


وقفت وشكرتُها على الوجبة اللذيذة وخرجت نحو الحظيرة.. 


كنتُ نائم على اللحاف فوق القش أنظر إلى سقف الحظيرة بشرود وأفكر بجنيتي الحمراء الجميلة.. سأعمل جاهداً على حمايتها و توماسو ولن أسمح بأن يصيبها وابنها أي مكروه..


شعرت بحركة في الحظيرة وفورا أخفضت نظراتي ورأيت سيدتي تقف أمامي وهي ترتدي قميص نوم أبيض شفاف.. خفق قلبي بشدة عندما استطعت رؤية منحنيات جسدها الجميل أسفل ذلك القماش بفعل ضوء القمر..


ظننت نفسي أهلوس بأنني أراها أمامي وبهذا الجمال الملائكي.. واشتعل جسدي بحمم من الرغبة.. لكنني سيطرت على نفسي احتراماً لها.. فأنا أحترمُها جداً ولا أستطيع استغلال ضعفها في هذه اللحظات..


رفضت ما قدمتهُ لي بإرادتها رغم أنني كنتُ أحترق من أجلها.. رفضت استسلامها لي لأنني لا أريد أن أستغلها وأستغل ضعفها.. بنظري هي نقية وطاهرة ولم أرد أن تُرخص من نفسها لتشكرني على انقاذها..


ولكن عندما صفعتني أردت مُعاقبتها لأنها رفضت احترامي لها.. وما أن لمست شفتاي شفتيها الرقيقتين والجميلتين حتى اشتعل جسدي بنار الرغبة والحُب..


شعرت بالجنة بينما كنتُ أقبلها.. حُلمي تحقق بأن ألمسها وأقبلها.. قبلتها كانت أجمل بكثير من ما كنتُ أتخيل.. عروق جسدي كلها اشتعلت من أجلها حتى قلبي النابض احترق شوقاً لها..


لكنني قررت التوقف.. لا يجب أن أستغل ضعفها الآن.. حاولت بكامل قوتي التوقف لكنني ضعيف أمامها.. ضعفت.. أعترف لقد شعرت بالضعف أمامها.. لم أستطع التوقف خاصة عندما جذبتني وقبلتني بعدم الخبرة على شفتاي..


عرفت بأنها لا تُجيد التقبيل.. صحيح استغربت ذلك لأنها أرملة لكنني شعرت بالسعادة لاكتشافي بأنني أول من سيعلمها التقبيل..


و يا إلهي كم شعرت بالخوف بأن تندم في الصباح عندما تستيقظ.. كنتُ خائف بأن تطردني وتكرهني لأنني استغليت ضعفها.. لذلك لم أنم طيلة الليل بل ظللت أتأملها بحنان وأهمس لها برجاء


" أرجوكِ جنيتي لا تكرهينني عندما تستيقظين.. سأموت إن فعلتِ ذلك.. قلبي لن يتحمل رفضكِ له من جديد.. لن أتحمل أن أبتعد عنكِ.. أرجوكِ لا تندمي.. فأنا أحبكِ بجنون.. ولن أتخلى عنكِ أبداً لأنكِ أصبحتِ لي "


قبلت يدها برقة ثم شفتيها وعانقتُها بشدة إلى صدري.. كنتُ سعيد جداً لأنها أصبحت لي ولكن لم أستطع التوقف عن الخوف بأن تكرهني عندما تستيقظ في الصباح..

 

ولم أتوقف عن التفكير بذلك لساعات الفجر الأولى.. وبينما كنتُ أقبلها بعشقٍ كبير استيقظت.. نبض قلبي بعنف ولكن عندما رأيت نظراتها الرقيقة شعرت بالسعادة لأنها لم تنفر مني.. ومارست معها الحُب بجنون.. جنون مُطلق..


سيدتي لي.. سوف أعترف بمشاعري نحوها قريبا وأطلب يدها للزواج مني.. فشرفها أصبح من شرفي الآن.. أريدُها أن تكون لي بالحلال.. ولن أسمح بأن يتكلم عنها أحد بسوء..


ثلاثة أيام مضت وكنتُ بها أعيش أجمل أيام حياتي وأسعد الأوقات.. كنتُ أظن بأنني أحلم وكم تمنيت أن لا ينتهي هذا الحُلم أبدا وأستيقظ منه.. حُبي لها تضاعف أضعافا ولم يعُد باستطاعتي الابتعاد عنها للحظة.. ولم أهتم لتحليل تغيرها المفاجئ معي.. سيدتي بدأت تُخبني.. أنا متأكد من ذلك.. هي بدأت تحبني.. فتصرفاتها معي تغيرت كلياً..


قررت في المساء بعد أن أمارس معها الحُب أن أعترف لها بمشاعري وأطلب منها الزواج.. أتمنى أن توافق.. من أعماق قلبي تمنيت ذلك بينما كنتُ أعمل في الحقل وابتسم بسعادة..


توقفت عن العمل عندما رأيت من بعيد فتاة تركض نحو المزرعة.. نظرت بدهشة إليها خاصةً عندما رأيتُها تتأملني برعب وبفزع وبصدمة لا حدود لها.. من هذه الأنسة يا ترى؟!!.. فكرت بذلك ولكن طبعا عرفت من تكون عندما هتف توماسو باسمها وبأنها خالته..


جنيتي الحمراء لديها شقيقة!!.. لماذا لم تُكلمني عنها يا ترى؟!.. فكرت بذلك ودخلت إلى الحظيرة بينما كنتُ أحمل توماسو وأنا أنظر أمامي بتفكيرٍ عميق.. 


هذه الفتاة يولينا شقيقة أدلينا قالت لي سيدي ولكن أدلينا قاطعتها عن تكملة ما كانت ستقوله لي.. هناك سر بينهما.. لقد كانت شقيقتها خائفة جدا.. وكذلك أدلينا.. لقد لاحظت جيدا خوفها الشديد وقلقها ورعبها الواضح.. يجب أن أكتشف ما يُخيف معشوقتي وجنيتي الحمراء.. يجب أن أكتشف ما تخبئهُ عني..


وضعت توماسو على الأرض وقلتُ له

" سيدي الصغير.. أريدُك أن تبقى هنا ولا تخرج أبدا من الحظيرة حتى أعود.. يجب أن أتكلم مع والدتك.. اتفقنا؟... "


هز رأسه موافقا ثم قال لي برجاء

" هل يمكننا غدا أن نذهب في نزهة مع حصانك الجميل إدوارد؟ "


قبلت جبينه وقلت له بحنان

" نعم توماسو سنذهب في نزهة غداً.. لكن فقط إن وعدتني بأن تبقى هنا "


ضحك بفرح وهتف بحماس قائلا

" أجللللللللل.. اتفقنا "


ابتسمت له بوسع ثم خرجت وأغلقت باب الحظيرة خلفي واتجهت ناحية المنزل ودخلته بهدوء..


" تكلمي؟... لماذا الكونت بلاكيوس ويتلي هنا في منزلكِ ويعمل كخادم عندكِ؟!!.. لماذاااااااا والجحيم هو يبدو مثل المشردين؟!.. لماذا أغنى رجل في سان مارينو ونصف إيطاليا يعمل لديكِ؟!.. والجحيم تكلمي؟.. تكلمي؟؟؟.. لماذا وجهه مشوه؟!.. تكلمييييييييييي.. "


تجمدتُ في أرضي عندما سمعت صوت صُراخ تلك الفتاة على أدلينا.. وفتحت عيناي على وسعها بسبب ما قالته.. لا أعرف كيف تابعتُ السير وتسمرت بجمود أمام باب غرفة أدلينا أستمع إلى حديثهما بصدمة كبيرة....

 

رواية الكونت - فصل 14 - أنتِ كاذبة

 
 

أنا الكونت بلاكيوس ويتلي؟!!!!!... أنا كونت؟!!..  أنا أغنى رجل في... في... لا!!!... لا!!.. هي لا تتكلم عني بالتأكيد؟!!!.... فكرت بصدمة كبيرة بينما كنتُ أحاول أن أنكر هذه الحقيقة في عقلي...


شحب وجهي بشدّة وتلاحقت أنفاسي بسرعة بينما كنتُ أستمع إلى حديثهما بأكمله.. ارتعشت أناملي بشدة عندما سمعت تلك الفتاة تهتف بغضبٍ كبير قائلة


" ماذا فعل لكِ الكونت حتى تُعاملينهُ بهذه الطريقة القذرة؟!!!.. ماذا فعل لكِ تكلمي؟!.. ما هو السبب اللعين الذي جعلكِ تنتقمين منه بهذه الطريقة المنحلة والقذرة؟... لماذا أقدمتِ على فعل ذلك به؟... ماذااااااااا فعل؟.. تكلمي قبل أن أقتلكِ بيداي هاتين... تكلمييييييييييي... "


كونت!!!.. أنا كونت؟!!.. لا!!.. لا لا لا لا لا.. مستحيل ذلك!!.. وبصدمة كبيرة جدا سمعت أدلينا تقول


" لأنه والد توماسو.. هل استرحتِ الآن؟.. إنه الأب الحقيقي لـ توماسو.. هو.. هو والد طفلي توماسو.. "


توسعت عيناي بصدمة لا حدود لها وهتفت بداخلي بحرقة وبدمار كُلي.. لا!!.. لا!... لا!!.. كيف ذلك؟!.. مستحيل!!.. مستحيل!... توماسو هو ابني؟!!!.. ابني أنا!!!!... توماسو الصغير ابني أنا!!!!!!!...


كنتُ مذهولا من معرفتي بهذه الحقيقة والتي لم تخطر على بالي أبدا.. وفكرت بصدمة كبيرة شلت جسدي بأكمله.. كيف يكون توماسو ابني؟!.. كيف؟!... لكن الصدمة الحقيقية والكبيرة والمُخيفة لي كانت عندما سمعت أدلينا تقول ببكاءٍ مرير


" أنا لستُ رخيصة كما تتخيلين.. أنا لم أخُن ذلك القذر جاكوبو أبداااااااااااا.. توماسو.. توماسو.. توماسو كان ثمرة نتيجة اغتصاب.. اغتصاب ب ب ب ب... هل سمعتِ؟.. ثمرة اغتصاااااااااااااااااااااااااااااب.... "


ارتعش جسدي بعنف ونظرت إلى الباب بذهولٍ شديد.. لا!!.. لا لا لا لا لا لا لا!!!... لاااااااااااااااااااااااااا!!!!!... هتفت بداخلي بقوة وشعرت بالأرض تدور حولي... أغمضت عيناي بشدة وسالت دمعة ساخنة متألمة من ركن عيني.. شعرت بها كأنها خنجر يطعن في صدري.. أنا من المستحيل أن أكون قد اغتصبت حبيبتي وعشقي وملاكي وجنيتي الجميلة!!... مستحيلللللللللل!!!...


رغم معرفتي بمن أنا وبهويتي الحقيقية وبما فعلتهُ بي وبسبب معاملتها القاسية والسابقة لي إلا أن خبر اغتصابي لها هد عالمي بأكمله.. واحترق قلبي ألما عليها وعلى نفسي.. ثم فتحت عيناي ونظرت أمامي بصدمة كبيرة بسبب ما سمعته


" أيتُها القذرةةةةةةةةةةةةةة.. سلمتهِ نفسكِ مثل الساقطة ظنا منكِ بأنه إن عادت إليه ذاكرتهُ سوف يغض النظر عما فعلتهِ به وسوف ينسى بأنكِ أخذتِ أمواله!!.. أنتِ أحقر من ما كنتُ أظن وأغبى بكثيررررررر... هل جُننتِ؟...... سلمتهِ نفسكِ مثل العاهرة!.. هل تظنين حقا بأنه سوف يعفو عنكِ عندما يتذكر من هو لأنكِ مارستِ معه الجنس؟.. أنتِ جُننتِ فعلااااا.. سوف يقتلكِ بيديه عندما تعود إليه ذاكرته.. أنتِ ميتة لا مُحال.. يا إلهي!!.. يا إلهي!!... الفارسين ألكسندر ونيكولاس قلبا الأرض رأسا على عقب بحثا عنه.. و... "


لم أسمع ما تبقى من الحديث لأن جسدي اشتعل بنار الجحيم... كم كنتُ مغفل وغبي!!.. كم كنتُ أحمق!!... أنا لا أصدقها.. لا أصدقها.. هي تكذب.. أنا أعرف نفسي جيدا حتى لو كنتُ قد فقدت ذاكرتي.. أنا من المستحيل أن أكون قد اغتصبتها.. ومعرفتي بأنها سلمتني نفسها حتى أغض النظر عما فعلتهُ بي عندما أسترجع ذاكرتي جعلت شياطين الأرض بأكملها تسكنني..


لقد استغفلتني واستغلتني.. لقد ذلتني.. لقد قامت باحتقاري والكذب عليّ.. كانت تعلم منذ البداية من أكون ولكنها لم تُخبرني بالحقيقة.. بل انتقمت مني بأبشع طريقة بسبب شيء أنا متأكد جيدا بأنني لم أقترفه... لقد جعلتني خادما لديها و شوهت لي وجهي ولم تكتفي بذلك بل عاملتني بحقارة ثم أخفت عني أن توماسو هو ابني.. وفجأة سلمتني نفسها... وأنا ماذا؟!!.. مثل الغبي ظننت بأنها بدأت تُحبني.. مثل الغبي تمنيت بهذه الأيام الثلاثة أن تعشقني مثلما أفعل.. مثل الغبي تمنيت أن تظل هكذا معي وإلى الأبد.. ومثل الغبي تمنيت أن تكون امرأتي إلى الأبد وأم أطفالي..


احتقن وجهي بالدم الثائر وامتلأت عيناي بغضبٍ مرعب.. الموقف الذي كنتُ به رهيب.. رهيب جدا.. شعرتُ بكبريائي وكراماتي تداس في الوحل.. كرامتي طالها العبث.. كنتُ مثل الغبي سابقا أسكت على أفعالها لظني بأنني أذيتُها قبل أن أفقد ذاكرتي وخاصة لأنني عشقتُها حتى النخاع.. ولكن أن تخفي ابني عني و تتهمني بأنني اغتصبتها!!!.. لا وآلف لا.. أنا لن أقبل اتهاماتها القذرة.. هذا لأنني متأكد بأنني لم أفعل ذلك بها أبداااااااا..


لو أنها أخبرتني الحقيقة منذ يومين كنتُ سوف أسامحها على كل ما فعلتهُ بي.. لو كانت صادقة معي كنتُ سوف أسامحها على كل شيء.. لكنها استغلتني لآخر لحظة.. سلمتني نفسها بالرخص حتى أتغاضى عن أفعالها.. وها هي تتهمني أيضا بأنني اغتصبتها منذ سنوات..


ضممتُ قبضتاي بشدّة وسارت رعشة قوية في بدني بينما كنتُ أنظر إلى الباب بشرٍ وكرهٍ كبيرين...


رواية الكونت - فصل 14 - أنتِ كاذبة


 
 

لطالما تصوّرت أن تلك الأمور لا تحدث سوى للأخرين.. فأنا لم أتخيل أن يأتي يوم وأُهان فيه بهذه الطريقة البشعة.. خاصة أنني كما يبدو إنسان مثقف ومدرب على احترام نفسي والغير.. والتي جلبت لي العار والإذلال امرأة اسمها أدلينا..
 المرأة التي عشقتُها بغباء.. المرأة التي أحببتُها بجنون تتهمني زورا بأنني اغتصبتها.. كما أنها أخفت عني ابني منذ سنوات.. يا ليتني لم أتعرف عليها يوما ولم أراها.. يا ليتها لم تنقذني من الموت.. الموت كان أهون لي من اكتشاف حقيقتها المقرفة.. كنتُ أظنها ملاك.. لكنها ليست سوى شيطان ملعون...


هل جرب الإنسان الهبوط من مكان مرتفع إلى مكان منخفض؟... كان هذا شعوري تماما.. قلبي سقط من بين أضلعي وسقط بين قدماي..


شعرت بالصقيع يلف قلبي وبشرخٍ كبير يحدثُ به.. لقد اكتفيت.. والآن حان وقت انتقامي..


انفتح الباب ورأيت شقيقتها تقف أمامي وشهقت برعبٍ كبير عندما رأت نظراتي الغاضبة الشيطانية.. ارتجف جسدها بقوة وابتعدت من أمامي عندما صرخت أدلينا برعبٍ كبير....


 

أدلينا***

 

سيطر عليّ الاضطراب الشديد و بداخلي فزع كبير هدّ أوصالي وأعاق أنفاسي عن الخروج وقفز قلبي مرتعدا بين أضلاعي.. كنت أحدق إليه خائفة مذعورة ثم أحسست كأن عمودا من الثلج قد جمدني في مكاني.. وصرت في ذروة خوفي وقد تجمدت دمائي في عروقي.. لقد سمع كل شيء... لقد اكتشف الحقيقة.. لقد خسرتُ إدوارد وإلى الأبد....

 

رأيت يولينا تبتعد من أمامه وتفسح له المجال للدخول بينما كانت تنظر إليّ ثم إليه برعبٍ كبير وهي تضع يديها على فمها وتبكي بصمت..


ارتعش جسدي بعنف عندما دخل إلى الغرفة وهو يسير ببطءٍ شديد بينما عيناه والتي كانت تقدح شرارات من الغضب جعلت جسدي يشتعل من شرارتها رعبا.. وقف أمامي بعيدا عني بخطوتين وقال بنبرة باردة مخيفة


" أعيدي ما قلته وبالحرف الواحد... "

 

انتابني فزع وألم أشد من كل ألم.. يا إلهي لقد سمعنا!!.. سمعنا!!..

سالت دموعي بألم بينما كنتُ أنظر إليه برعبٍ كبير.. لم أتخيل ولو للحظة واحدة بأن يعرف الحقيقة بهذه الطريقة وأنا أقف أمامه في هذا الموقف الأليم خائفة حتى النخاع منه.. خوف شعرتُ بأنه يقتلني وأنا أتنفس.. لقد انتهيت.. لقد دنى أجلي...


لزمتُ الصمت ولم أستطع أن أتفوه بحرف أمامه من شدة رعبي.. لم استطع أن أخبرهُ بالحقيقة فهو لن يتقبلها ولن يصدقني.. لم أستطع التحرك والتكلم.. فقط كنتُ أبكي بخوف وألمٍ كبيرين وأرتعش بجنون..


كان يقف بجمود أمامي.. ظل هكذا للحظاتٍ طويلة حتى فجأة تحرك واقترب مني بسرعة وأمسك بيديه كتفي.. فتجمدت أطرافي ووقفت غصة في حلقي وتوقفت أنفاسي.. أغمضتُ عيناي بشدّة وخرجت صرخة مرتعبة من فمي عندما بدأ يهزني بقوة وهو يصرخ بغضبٍ كبير شل روحي


" تكلمي يا امرأة.. هل صحيح ما سمعته؟... تكلمي.. هل صحيح أن توماسو هو ابني؟.. هو ابني؟.. أنا اغتصبتكِ؟... تكلمي؟... تكلمي؟... "


توقف عن هزي ولم أستطع فتح عيناي بينما كنتُ أرتعش بشدّة بين يده.. همستُ له ببكاء وبحرقة

" نــ.. نــ.. نعم.... "


" أااااااااااااااااااااعععععععععععععععععععهههههههههه... "


صرخ بقوة رهيبة لدرجة أنني شعرت بروحي تنسحب من جسدي بسرعة ودفعني بقوة إلى الخلف بعيدا عنه.. تمسكت برعب بالمنضدة خلفي وسقط كيس الخاص بـ إدوارد على الأرض وتناثرت العُملات الذهبية على الأرض وافترشتها..


" يا إلهي.. إنها عُملات الكونت.. لقد أخذتها.. يا إلهي الآن فهمت من أين حصلتِ على تلك العُملات!!!... "


توسعت عيناي برعب عندما سمعت يولينا تهتف بذعر بتلك الكلمات.. نظرت بفزع إلى إدوارد ورأيتهُ يتأمل بجمود العُملات على الأرض ورفع نظراتهِ ببطء وحدق في عمق عيناي باشمئزاز وكره كبيرين..


ارتعشت بشدة خوفا منه وقلتُ له بصوتٍ مهزوز

" أستطيع الشرح لك.. أرجوك اسمعني.. سأخبرك بكل شيء.. أنا لم أخذ سوى ثلاثة من عملاتك فقط و هي دين عليّ.. و.. أنا لم أخدعك فــ.. "


ارتعشت برعب عندما قاطعني هاتفا بغضبٍ أعمى

" اخرسي.. لا أريد سماع أكاذيبكِ بعد الآن.. ما أريدهُ هو الحقيقة فقط "


اقترب مني بسرعة وامسكني بكتفي وعاد يهزني بعنف وهو يهتف بجنون بوجهي

" كاذبة.. أنتِ كاذبة.. كاذبة.. أنتِ كاذبة... كاذبة وكاذبة.. لا تُجيدين سوى الكذب والخداع... "


وهزني بقوة أكبر وعاد ليهتف بشكلٍ جنوني بوجهي بينما دموعي لم تتوقف عن الهطول من عيناي


" أنتِ كاذبة.. أنا من المستحيل أن أكون قد اغتصبتُكِ.. مستحيل أن أفعل ذلك خاصةً بكِ.. أنا أعرف نفسي جيدا... رغم فقداني لذاكرتي إلا أنني أعلم أيتها الشيطانة بأنني من المستحيل أن أغتصبكِ أو أغتصب أي امرأة أخرى.. مستحيل أن أكون قد فعلت ذلك بكِ.. أنتِ ماذا!.. من ماذا أنتِ مصنوعة؟.. أي شيطان أنتِ؟.. حرمتني من ابني لسنوات ولم تكتفي بما فعلتهِ بي والآن تريدين اتهامي بأنني مجرد مغتصب لعين؟... أنا لا اصدقكِ... سمعتِ؟.. لا أصدقكِ.. أيتها الكاذبة... تكلمي؟.. أخبريني بالحقيقة أيتها الملعونة... تكلمي.... "


كنتُ أبكي وأنتحب بجنون عندما توقف عن هزي وأبعد يديه عني بقرف.. نظر إليّ بكره ألم قلبي وأحرق روحي وتابع قائلا بينما كان يلهث بقوة


" أنتِ ماذا؟.. الشيطان ليس مثلكِ.. كيف استطعتِ فعل ذلك بي؟... كيف استطعتِ خداعي بسهولة؟.. كيف استعطتِ فعل ذلك بي بينما أنا لا أتذكر شيئا عن الماضي؟.. كيف تتهميني بشيء أنا متأكد بأنني لم أفعله؟.. وكيف استطعتِ إخفاء ابني عني طيلة تلك السنوات؟!.. أنتِ الشيطان بنفسه.. "


شهقت بعذاب وسالت دموعي الحارقة أكثر وبللت وجنتاي وخداي وعنقي.. رأيتهُ بعذاب ينظر إليّ بحقدٍ كبير وقال بهدوء مرعب


" لم تكتفي بما فعلتِ بي بل بعتني نفسكِ بثمن بخس.. الآن أصبحتُ أعرف حجمكِ الحقيقي.. أنتِ لا تصلحين لتكوني أما لابني توماسو.. "


شهقت بقوة ونظرت إليه برعبٍ كبير وبدأت أهز رأسي رفضا وقلتُ له بمرارة

" لا إدوارد.. غير صحيح.. لا تفعل.. لا تفعل ذلك بي.. أرجوك اسمعني.. أنا أحُــ... "


قاطعني صارخا بغضب مهول جعل قلبي يقفز من مكانهِ رعباً

" لا تُناديني مجددا بذلك الاسم الغبي.. إسمي هو بلاكيوس.. الكونت بلاكيوس بالنسبة لكِ "


ثم شملني من رأسي حتى أخمص قدماي بنظراتٍ كارهة مشمئزة غاضبة وعادت عينيه لتستقر على وجهي وتابع قائلا


" سوف أذهب من هنا مع توماسو.. أنا لن أترك ابني بين يدين امرأة شريرة حقودة كاذبة وشيطانة مثلكِ "


دب الرعب والفزع والهلع بداخلي وبدأتُ أتوسل إليه بجنون وببكاءٍ مرير

" لااااااااااااااااااااا.. أرجوك لا تفعل.. سوف أموت إن أبعدتَ توماسو عني.. سأموت من دونه.. أرجوووووووووووك.... "


صرخت بهستيرية في النهاية وعندما حاولت أن أقترب منهُ رفع يدهُ اليمنى ووجهها ناحيتي وقال لي بأمر


" إياكِ أن تقتربي مني مجددا .. هل فهمتِ؟.. لا أريدُكِ أن تقتربي مني بعد الآن "


تسمرت برعب في مكاني بينما كنتُ أنتحب بجنون وأنظر إليه بتوسلٍ كبير.. رفع يده وبدأ بعصبية كبيرة يُبعد خصلات شعره الطويلة إلى الخلف.. رأيتُ يولينا تركض ووقفت أمامه وجثت على ركبتيها وأمسكت بقدميه بكلتا يديها وقالت له ببكاء وبتوسل


" أرجوك سيدي الكونت.. أرجوك.. ارحم شقيقتي.. ارحمها.. لا تحرمها من طفلها.. إنها أمه.. هي أم طفلك.. ارحمها أرجوك.. هي.. هي لم تقصد أن تفعل بك ما فعلته.. هي مظلومة.. مظلومة.. أرجوك.. أتوسل إليك سامحها.. أدلينا باعها والدي وهي صغيرة جدا لرجل يُصلح بأن يكون جدها وجعلها تتزوجه.. ورماها ذلك اللعين جاكوبو في هذا المنزل وجعلها ترى الجحيم على يديه.. شقيقتي لا تعرف كيف تتصرف.. ربما هناك سوء تفاهم.. أنا.. أنا حللتُ الأمور بشكلٍ خاطئ.. طبعا ما سمعتني أقولهُ لها مُجرد تحليل خاطئ.. أرجوك ارحمها.. سامحها أتوسل إليك.. "


ابتعد عنها خطوة إلى الخلف وقال لها بنبرة جعلت شعر رأسي يقف من شدة الرعب


" هي لم ترى شيئا بعد من الجحيم.. ما فعلتهُ بي لا يُغتفر... والآن هي تكذب وتقول بأنني... المهم أنا أعلم جيدا بأنني لم أفعل ما تفوهت به.. و.... "


توقف عن تكملة حديثه عندما سمعنا حوافر كثيرة للخيول تقترب من المنزل وصوت الفارس نيكولاس يصرخ بقوة


" بلاكيوسسسسسسسسسسس... "


وقفت يولينا ونظرت باتجاه النافذة وكذلك فعل إدوارد.. أدرتُ رأسي ببطء ناحية النافذة وتوقف قلبي عن الخفقان للحظات ثم بدأ ينبض بشكلٍ مُخيف عندما رأيت الكثير من الجنود أمام منزلي...


" من هؤلاء؟... "


سمعت إدوارد يسأل يولينا بأمر.. وجهتُ نظراتي ناحيتها ورأيتُها تبكي بشدّة وهي تنظر برعبٍ كبير إلى الخارج قائلة

" إنهم جنودك بقيادة الفارسين أصدقائك سيدي الكونت.. و.. و.. هذه كتيبة من جنودك هنا... "


ثم رفعت يدها اليمنى والمرتعشة وأشارت له قائلة

" هذا الفارس نيكولاس.. و.. و.. هذا الفارس ألــ.. ألكسندر... "


" بلاكيوسسسسسسسسسسس... "


سمعنا صرخة الفارس ألكسندر هذه المرة وعندما رأيت ابني يخرج من الحظيرة ويقترب من حصان أحد الفرسان.. وكاد ذلك الحصان أن يدهس ابني بقوائمه.. صرخت بهستيرية كبيرة


" لااااااااااااااااا... ابني توماسوووووووووووووو..... "


ركضت بسرعة خارجة من الغرفة ولم أنتبه أن إدوارد كان قد سبقني بالخروج...




انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©