رواية الكونت - فصل 11 - مشاعر غريبة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. يعمري انتي 😘😍☺😍😘😘😳❤❣️💝💕

    ردحذف
  2. روعه روعه روعه روعه

    ردحذف
  3. هافن حبيبتي ليه كل ما ادخل علي الموقع معرفش بيوقف مش بيفتح 🥲🥲😭😭

    ردحذف
  4. ماتتأخري انشري الكل ناطرين على احر من الجمر

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 11 - مشاعر غريبة

 

رواية الكونت - فصل 11 - مشاعر غريبة



مشاعر غريبة





زايا**



بعد ذهاب الفارس نيكولاس أجهشتُ بالبكاء لوقتٍ طويل ولم أتناول الطعام الذي جلبهُ لي ذلك الحارس الغليظ والمُخيف.. كنتُ أشعر بحزنٍ عميق وبالخوف والرعب.. لم أتخيل أبدا أن يحدث لي ذلك.. أين أنتَ بلاكيوس؟!!.. أتمنى أن تكون بخير وتظهر في أسرع وقت.. لا أحد يُحبني ويعطف عليّ في هذه الحياة سواك.. يا ابن عمي الحبيب اشتقتُ لك جدا ولرؤية ضحكتك الجميلة.. ساعدني أرجوك...


بعد وقتٍ طويل أغمضت عيناي وذهبت بنومٍ عميق..


" آااااااااااااااااااااااعه... "


استفقت برعب وشهقت بقوة عندما شعرت بيد باردة خشنة تُمسد وجنتي بخفة.. فتحت عيناي وارتعشت بخوف وانتفضت مبتعدة وجلست على السرير وتكورت على نفسي و نظرت برعب شل روحي وكياني إلى الحُراس الواقفين أمامي داخل زنزانتي.. كانوا ينظرون إليّ بطريقة جعلت جسدي يرتعش بعنف من شدة الفزع.. وابتسامة شريرة كانت مرسومة على ثغورهم..


بدأ جسمي يرتجف بشكلٍ هستيري بينما كنتُ أنظر إليهم برعبٍ كبير.. ضحك ذلك الحارس بشر والذي كان يقف قرب السرير ثم نظر إلى رفاقه وقال لهم بصوته المُخيف


" ماذا تنتظرون يا أغبياء؟.. هيا بنا لنستمتع بها.. مضى وقتٌ طويل لم نرى به امرأة فائقة الجمال إلى هذا الحد.. سوف أبدأ أنا أولا وبعدها تتناوبون على مضاجعتها.. اتفقنا.. "


جحظت عيناي ونظرت إليه بخوفٍ كبير فاق قدرتي على التحمل.. سمعت الحُراس يضحكون بشر ووافقوا على كلامه..


" لاااااااااااااااااااااااااااااا.... "


صرخت بهستيرية عندما انحنى وأمسك بذراعي وجذبني إليه.. لا أعلم كيف أتتني القوة لكنني بدأت أقاومه وأضربهُ وأركلهُ بأقصى قوةٍ أمتلكها بينما هو كان يضحك باستمتاع... فجأة ابتعد عني ووقف وهو يشتم بغضب عندما خدشت خدهُ بأظفاري..


" أيتها العاهرة اللعينة والقذرة و الساقطة سوف أريكِ... "


أمسكني من خصلات شعري بقوة ألمتني جدا ورفعني لأقف على قدماي ثم رفع يدهُ وصفعني بقوة على خدي الأيمن.. بدأتُ أبكي بخوف وألم مزقا روحي بينما كنتُ أحاول أن أتحرر منه..


" النجدةةةةةةةةةةةة.. أرجوكم ساعدونييييييييي.. أرجوكممممممممممم... "


هتفت بهستيرية عندما مزق فستاني من الكتف إلى الأسفل وظهر صدري الأيمن له.. بدأتُ أتخبط بين يديه وأنا أبكي بتعاسة ورعب كبيرين.. سمعتهُ يضحك ثم بفزعٍ كبير شعرت بيده تمسك صدري الأيمن


" لاااااااااااااااااااااااا... لاااااااااااااااااااا.. أيها الحقيرررررررررررر.. لا تلمسني.. النجدةةةةةةةةةةةةةةةة.. ساعدونييييييييييي... "


صرخت برعبٍ كبير حتى شعرت بألمٍ شديد في حنجرتي بينما دموعي كانت تسقط من عيناي دون توقف.. ودون أن أدري رفعت يدي وصفعته على وجنته بقوة.. ابتعد عني ونظر إليّ بصدمة بينما كنتُ أحاول بيدي المرتعشة ستر صدري من نظراتهم الجائعة والشهوانية.. ابتعدت عنه خطوة عندما سمعتهُ يشتم بغضب.. فجأة أمسك بذراعي ورماني بقوة على الأرض وجثى فوقي وهو يقول


" يا رجال.. لقد غيرت رأيي.. فلنستمتع بها جميعا.. هيا اقتربوا "


جحظتُ عيناي برعب وسمعت رجل يقول لهم بخوف

" لا أظنها فكرة جيدة.. الفارس نيكولاس سيقتلنا إن اكتشف ما سنفعله الآن "


قهقه ذلك الحقير المُخيف وأجابه بحدة


" أيها الجبان أنتَ الخاسر الوحيد إن رفضتَ مضاجعتها الآن.. اذهب واحرس الباب بينما نستمتع.. لن تتفوه هذه الجميلة بكلمة للفارس نيكولاس وإلا قتلناها.. الفارس لن يعرف بفعلتنا.. ربما كانت عاهرته وشعر بالملل منها.. لن يهتم بأمرها "


شتم ذلك الرجل وفر هاربا من الزنانة.. وهنا برعب شل روحي سمعت ذلك القذر يقول

" والآن حان الوقت لنستمتع بها "


 توسعت عيناي أكثر برعب وهتفت بذُعر مزق أحشائي

" لاااااااااااااااااااا... أرجوكم لا تفعلوا... لاااااااااااااااااا.. لا تلمسوني يا كلاب.. لاااااااااااااااا... "


وبدأت أصرخ بهستيرية وأنا أبكي بفزع عندما رأيتهم يقتربون مني وجثوا على ركبهم حولي.. بدأوا بتمزيق فستاني كله ورموا قطع القماش بعيدا.. كان ذلك اللعين قد أمسك يداي وثبتهم فوق رأسي بيده بينما آخر كان يمسك بقدميّ ويثبتها لكي لا أركل..


كنتُ أبكي بشدة وأنتحب و أنا أهز رأسي رفضا إذ لقد أصبحتُ مكشوفة أمامهم.. كنتُ فقط بسروالي الداخلي.. شعرت بأيادٍ كثيرة تلمس جسدي وبدأت أصرخ بهستيرية وأنا أحاول التحرر منهم لكن دون جدوى..


" لالالالالالالالالالالالالالالا.. أرجوك.. لااااااااااااااااااااا... "


هتفت بلوعة عندما شعرت بشفتين قذرة تقبل عنقي وكتفي... بدأت أشهق وأبكي ولم أتوقف عن الصراخ بهستيرية حتى صمت فجأة عندما سمعت صوت صرخة غاضبة مُرعبة للنفوس جعلت قلبي ينبض بسرعة أكبر ويكاد يخرج من جسدي


" ابتعدوا عنهااااااااااااااااااااااااااااااا.. حالاااااااااااااااااااااااا.... "


فتحت عيناي بضعف ورأيت الجميع ينظرون برعبٍ كبير إلى بعضهم البعض ثم انتفضوا واقفين وهم يرتجفون بشدة


" سيد نيكولاس.. نحن لـــ.... "


" آاااااااااااااااااااااااععععععععه..... "


صرخت بفزعٍ كبير عندما رأيت نيكولاس يقطع رأس ذلك الحارس الذي تكلم معه بالسيف دون أن يجعلهُ يُكمل كلامه.. وبصدمة كبيرة رأيت رأسهُ يطير عاليا وسقط أمامي.. 


وضعت كلتا يداي على فمي بينما جسدي بأكمله كان يرتعش بشكلٍ مخيف.. كنتُ سوف أتقيأ من هول المنظر المُخيف والمقرف.. وبرعب شل روحي رأيت الفارس نيكولاس يركل جسد ذلك الحارس الذي قطع رأسهُ من أمامه ويهجم عليهم واحدا تلو الأخر وبدأ بتقطيع أجسادهم بمهارة لم تتطلب منه أقل من ثواني معدودة.. 


وبفزعٍ كبير رأيت يد مقطوعة تطير وتسقط على بطني.. 


" ااااععععععععععععععععععه..... "


صرخت بفزعٍ لا يوصف وأنا أرميها بعيدا عني ثم جلست وبدأت أسحب نفسي إلى الخلف حتى ارتطم ظهري بالحائط.. تكورت على نفسي وأنا أرتجف بقوة بينما كنتُ أشاهد برعب كيف كان يقتل نيكولاس هؤلاء الحُراس من دون رحمة..


ثوانٍ قليلة اختفت صرخات الحراس وتوسلاتهم المريرة وعم السكون الزنزانة.. كان صوت شهقاتي وتنفسي السريع الوحيد المسموع بالزنزانة.. وكانت الدماء قد ملأت أرجاء المكان.. وأشلاء كثيرة وجثث مقطوعة ومشوهة غطت الزنزانة بأكملها..


سمعت خطواتٍ كثيرة تقترب وصوت نيكولاس الغاضب يقول


" توقفوا... لا تدخلوا و أشيحوا بنظراتكم بعيدا.. و أنت.. أعطني سترتك حالا وخذ سيفي واطلب من أحد الخدم بإرسال لورا إلى جناحي فورا وضع سيفي هناك "


كنتُ أرتجف من رأسي إلى أخمص قدماي بينما الدماء كانت تلطخ كامل جسدي و أنا أنظر إلى الأشلاء أمامي برعبٍ كبير..


" لاااااااااااااا... لا تؤذيني أرجوك.. أرجوككككككككك... "


هتفت بخوف شل روحي عندما شعرت بيد تمسك بذراعي.. سترت صدري بكلتا يداي وتكورت على نفسي وأغمضت عيناي وأجهشتُ بالبكاء..


" زايا.. هذا أنا نيكولاس.. أنا لن أؤذيكِ.. فقط سوف أضع السترة عليكِ وأخرجُكِ من هنا "


لقد أخافني أكثر بكلماته تلك.. هو سوف يقتلني ويُقطعني إلى أشلاء مثلما فعل مع هؤلاء الحراس.. سوف يقتلني.. سوق يقتلني... هذا ما دار في رأسي بخوفٍ شل روحي بالكامل وعندما شعرت بيديه تمسك ذراعي ويرفعني وأحسست بصدري يلمس صدره العاري وهنا هتفت برعبٍ كبير وحاولت مقاومته لكن فجأة ارتخى جسدي وسقطت بين يديه غائبة عن الوعي...


" نيكولاس.. أيها الغبي.. كيف تركتها في الزنزانة مع حُراس ملاعين متعطشين لمضاجعة امرأة؟!!.. لو كان الكونت بلاكيوس هنا لم يكن سوف يوافق على فعلتك هذه أبدا.. لو لم يأتي ذلك الحارس ويُخبرك كانت كارثة حلت على تلك المسكينة.. "


بدأت أستيقظ على صوت همسات غاضبة تعود لفتاة.. كانت تؤنب الفارس نيكولاس بشدة..


" لورا.. هلا توقفتِ عن لومي حاليا.. أخبريني كيف حالُها.. هل هي بخير؟.. هل.. هل تأخرتُ بإنقاذها؟.. هل لمسوها و... "


سمعت نيكولاس يسألها بتوتر ثم قاطعتهُ تلك الفتاة قائلة


" أيها الغبي.. عندما جلبتها إلى غرفتك ورأيتُها كانت ما زالت ترتدي سروالها الداخلي.. اطمئن لم يغتصبوها لحُسن حظها.. لقد أنقذتها في الوقت المناسب يا بطل يا شهم.. شهامتك رهيبة.. ترمي فتاة بريئة بين الضباع "


" توقفي عن لومي لورا.. و أخبريني ما بها؟.. لماذا غابت عن الوعي؟ "


" حقا تسألني هذا السؤال الغبي؟!.. الصبر إلهي.. بالطبع سوف يُغمى عليها من كثرة الرُعب لقد قطعتَ أمامها ثمانية حراس ملاعين.. ماذا تنتظر أن تضحك لك مثلا؟.. "


" لورااااااا.. توقفي عن السخرية مني وأخبريني كيف هي الآن.. وهل أنتِ متأكدة بأنهم لم يلمسوها؟... "


" ياه نيكولاس.. أنتَ فعلا خائف عليها!!.. حسنا اطمئن.. رغم أنها كانت ترتدي سروالها الداخلي لكنني قمتُ بفحصها لك.. هممم.. لكن غريب!!.. ألم تقل لي بأنها زوجة لورينزو؟!!.. "


" نعم هي زوجته.. لماذا أنتِ متفاجئة؟!... "


خفق قلبي بشدة من جراء الخوف عندما سمعتهم يتكلمون عن ذلك.. يا إلهي لقد عرفت هذه المرأة.. عرفت بسري.. لقد اكتشفت كذبتي.. شحب وجهي بشدة عندما سمعتُها تقول لـ نيكولاس


" هي فعلا زوجة لورينزو!!.. هذا غريب لأنني عندما فحصتُها.... "


" لااااااااااااااااااااااااا... "


انتفضت جالسة وأنا أصرخ برعبٍ كبير.. فتحت عيناي ونظرت حولي وعندما رأيت تلك الفتاة جالسة على السرير بجانبي رفعت يدي بسرعة وأمسكت بيدها وضغطت عليها بشدة وأنا أنظر إليها بتوسلٍ كبير.. نظرت إليّ بدهشة كبيرة ثم ضغطت على شفتيها وأشارت لي بعينيها موافقة..


يبدو أنها فهمت ما أريدهُ منها.. أن لا تُخبر نيكولاس بأنني ما زلتُ عذراء.. شعرت بيد تمسك بيدي الأخرى وفورا أدرت رأسي ونظرت ناحية اليسار.. لكن عندما رأيت نيكولاس صرخت برعبٍ كبير وفورا أبعدت يدي عنه وانتفضت بقوة وعانقت تلك الفتاة وبكيت بخوفٍ كبير وارتجفت بقوة..


كنتُ خائفة منه بجنون.. منظرهُ وهو يقتل هؤلاء الحُراس لم يغب عن بالي وعقلي أبدا.. كنتُ أراه في عقلي وهو يُقطعهم إلى أشلاء من دون رحمة بسيفه.. صحيح أنهُ أنقذني منهم لكنهُ أخافني جدا.. لا بل أرعبني حتى الموت..


" نيكولاس.. لو سمحت أخرُج من الغرفة قليلا حتى تهدأ المسكينة.. إنها خائفة منك "


" ماذاااااااا؟.. ولماذا ستخاف مني؟!.. لقد أنقذتُها للتو.. ثم هذه غرفتي و... "


قاطعتهُ تلك الفتاة قائلة


" تفهم موقفها لو سمحت نيكولاس.. فهي تعرضت لصدمة كبيرة الليلة.. أخرُج قليلا.. سوف نتكلم لاحقا "


تأفف بضيق ثم سمعته يقول بغيظ

" حسنا لورا.. اهتمي بها لأجلي.. نتكلم لاحقا "


ثم سمعت خطواته الغاضبة تبتعد وصوت انغلاق الباب بخفة بعدها.. ربتت على ظهري بحنية وسمعتُها تقول

" زايا.. لقد خرج.. توقفي عن البكاء.. "


رفعت رأسي وابتعدت عنها ومسحت دموعي ثم نظرت إليها بحزن.. ابتسمت لي برقة ثم قالت بنبرة حنونة


" أنا لورا.. الحكيمة الخاصة في القلعة.. أنتِ بخير لا تقلقي.. لقد تعرضتِ لصدمة كبيرة.. سوف تتحسنين.. يجب أن تشربي القليل من هذا المحلول لكي تتحسني "


ثم رأيتها تمسك بكوب وجهته ناحيتي وقالت بحنان

" اشربي.. هذه خلطة من الأعشاب أمرت بصنعها لكِ.. سوف تجعلكِ تسترخين قليلا وتريح أعصابكِ.. اشربيها لا تخافي "


أمسكت بالكوب ونظرت إليها بامتنان وبدأت أشرب السائل رغم مرارته.. عندما انتهيت أخذت مني الكوب ووضعته على المنضدة ثم نظرت إليّ وقالت


" حسنا زايا.. أريدُ أن أعلم منكِ لماذا كذبتِ على الفارس نيكولاس وقلتِ لهُ بأنكِ متزوجة من لورينزو؟.. فكما أعلم جيداً أنتِ ما زلتِ عذراء ولم يتم لمسكِ.. لقد أخبرني نيكولاس بسبب وجودكِ هنا.. هناك سر تخبئينه.. يا ترى ما هو؟!.. "


نظرت إليها بتوتر وقلتُ لها برجاء


" أرجوكِ لا تُخبريه بذلك لو سمحتِ.. أنا.. أنا لستُ زوجة لورينزو.. أنا.. لقد.. لقد كذبت عليه حتى لا يلمسني و.. و.. لأنه ظن بأنني عاهرة لورينزو.. أرجوكِ لا تخبريه بالحقيقة أتوسل إليكِ لا تفعلي.. و أعدُكِ سوف أخبركِ لاحقا بالحقيقة الكاملة.. أعدُكِ بذلك.. فقط لو سمحتِ لا تُخبريه "


رقت نظراتها وتأملتني بعاطفة ثم أمسكت بيدي وضغطت عليها بخفة وقالت بنبرة حنونة


" لا تقلقي.. أنا لن أتفوه بحرف أمامهُ.. سركِ في أمان معي.. اتفقنا؟.. يمكنكِ القول أن سركِ في بئر عميق معي.. والآن نامي واستريحي قليلا.. سوف نتكلم لاحقا "


ابتسمت لها بامتنان وشكرتها ثم تمددت على الفراش وأغمضت عيناي....


 

نيكولاس***

 

شعرت بغضبٍ كبير وأنا أرى زايا على الأرض عارية الصدر وهؤلاء الملاعين يلمسونها.. جُن جنوني بالكامل وهتفت بهم بجنون بينما جسدي كان يشتعل من شدة الغضب


" إبتعدوا عنهااااااااااااااااااااااااااااااا.. حالاااااااااااااااااااااااا.... "


وفورا وقفوا وارتعشوا من شدة الخوف لكنني لم أهتم وفورا رفعت سيفي وقطعت رأس ذلك الملعون ثم بدأت أقتلهم واحدا تلو الأخر وأنا أُقطع لهم أيديهم التي لمستها ثم أغرز السيف في قلوبهم و أقطع رؤوسهم..

 

عندما انتهيت كنتُ أتنفس بسرعةٍ رهيبة بينما كنتُ أنظر إليها بحزن.. كانت شاحبة والرعب واضح على ملامح وجهها الجميل ودماء هؤلاء الملاعين تُلطخ جسدها.. كنتُ أنوي على الاقتراب منها وتهدئتها لكن سمعت صوت خطوات كثيرة تقترب من الزنزانة.. تقدمت خطوتين ناحية باب الزنزانة وقلتُ بأمر للجنود


" توقفوا... لا تدخلوا و أشيحوا بنظراتكم بعيدا.. و أنت.. أعطني سُترتك حالا وخذ سيفي واطلب من أحد الخدم بإرسال لورا إلى جناحي فورا وضع سيفي هناك "


عندما سلمني ذلك الجندي سُترته استدرت وتقدمت ناحية زايا.. كانت جامدة على الأرض بصدمة وكان جسدها يرتجف بعنف.. شعرت بغصة أليمة في صدري ثم انحنيت وأمسكت بذراعها لكنها انتفضت وتكورت على نفسها تغطي صدرها العاري بكلتا يديها وقالت لي برعب


" لاااااااااااااا... لا تؤذيني أرجوك.. أرجوككككككككك... "


ثم أغمضت عينيها بشدة وأجهشت بالبكاء المرير والهستيري.. شعرت بقلبي يعتصر بشدة.. أنا السبب بما حصل لها الآن.. يا ليتني لم أتركها هنا.. نظرت إليها بأسف قائلا


" زايا.. هذا أنا نيكولاس.. أنا لن أؤذيكِ.. فقط سوف أضع السترة عليكِ وأخرجُكِ من هنا "


لكن عندما وضعت السترة عليها و أمسكت بكلتا ذراعيها ورفعتها وعانقتها انتابها الرُعب وحاولت مقاومتي ثم أغمى عليها بين يداي.. انتابني قلقٌ رهيب عليها وفورا حملتُها وركضت بها مُسرعاً إلى جناحي..


نصف ساعة كنتُ أسير أمام باب جناحي بقلقٍ رهيب عندما أخيرا فتحت لورا الباب وأشارت لي بيدها بالدخول.. دخلت بسرعة ورأيت بحزن زايا ما زالت غائبة عن الوعي.. سمعت لورا تقول لي بهمس


" لقد نظفت لها جسدها من الدماء.. وكشفت عليها.. هي بخير لا تقلق.. لقد تعرضت إلى صدمة كبيرة لذلك غابت عن الوعي "


تأملت لورا بتوتر وسألتُها بصوتٍ مُختنق

" هل.. هل لمسوها؟.... "


تنهدت لورا بخفة وهزت رأسها بأسف ونظرت إليّ بغضب قائلة


" نيكولاس.. أيها الغبي.. كيف تركتها في الزنزانة مع حُراس ملاعين متعطشين لمضاجعة امرأة؟!!.. لو كان الكونت بلاكيوس هنا لم يكن سوف يوافق على فعلتك هذه أبدا.. لو لم يأتي ذلك الحارس ويُخبرك كانت كارثة حلت على تلك المسكينة.. "


نظرت إليها بدهشة كبيرة.. إنها المرة الأولى التي تُكلمني بها لورا بهذه الطريقة.. تأففتُ بضيق وقلتُ لها بنفاذ صبر


" لورا.. هلا توقفتِ عن لومي حاليا.. أخبريني كيف حالُها.. هل هي بخير؟.. هل.. هل تأخرت بإنقاذها؟.. هل لمسوها و... "


أجابتني بالنفي وتشاجرت معها بصوتٍ منخفض حتى في النهاية استيقظت زايا وارتعبت مني وقامت لورا بطردي من غرفتي..


أسبوع كامل مضى وأنا أحاول أن أتقرب من زايا وأجعلها تنسى خوفها مني.. كنتُ أرسل لها الورود بمختلف الألوان مع فطورها في الصباح.. وفي المساء عندما أعود من البحث عن الكونت كنتُ أذهب إلى غرفتها الملاصقة لجناحي وأطمئن عليها..


في هذا الأسبوع مشاعر غريبة بدأت تجتاح كياني وقلبي.. كنتُ أتلهف لرؤية زايا وأشعر بالسعادة عندما أراها.. ولكن الحزن كان يُغرق كياني عندما أتذكر بأنها زوجة ذلك الحيوان لورينزو.. 


في البداية كانت زايا تخافني وتتحاش النظر إليّ والتكلم معي.. وأخيرا ومنذ ليلة الأمس بدأت تتكلم معي دون أن تنظر إليّ برعبٍ كبير.. خرجت من غرفتها أشعر بالسعادة لكنني تجمدت عندما رأيت ألكسندر يركض ناحيتي وهو يناديني.. وقف أمامي وقال لي بغضب


" لن تصدق من يوجد هنا في صالون الشرف في القلعة؟ "


نظرت إليه بتعجُب وقلتُ له بنفاذ صبر

" تكلم ألكسندر.. ليس لدي الوقت للتُرهات.. من يوجد في الصالون؟ "


كشر بضيق وقال بغضبٍ مكبوت

" لورينزو ويتلي هنا برفقة حـــ... "


وقبل أن أسمع كامل حديثه أبعدتهُ عن طريقي وركضت بسرعة وبغضبٍ عاصف إلى الأسفل.. دخلت إلى الصالون ورأيت لورينزو يقف أمامي...


وقفت ونظرت إليه ببرودٍ وغضب بينما كنتُ أحاول السيطرة على نفسي بعدم سحب سيفي وقطع رأسه.. لكن يجب أن أعرف مكان الكونت أولا قبل أن أقتلهُ لهذا العاهر


رواية الكونت - فصل 11 - مشاعر غريبة
 

رأيتهُ يبلع ريقه بخوف وتصنع الشجاعة ونظر إليّ ببرود وبكبرياء



 

ثم ابتسم بخبث الحقير وقال موجهاً حديثهُ لي بنبرة مُتعجرفة

" الفارس نيكولاس بشحمه ولحمهِ هنا.. مرحبا نيكولاس.. هل هناك جديد في بحثك عن ابن عمي الكونت؟ "


حاولت الاقتراب منه ومُهاجمته لكن فجأة أمسك ألكسندر بذراعي ومنعني عن فعل ذلك.. نظرت إليه بغضب وصرخت بوجه ألكسندر قائلا


" دعني حالاااااااا.. أريدُ أن أقتل ذلك النذل الجبان والخائن بيدي "


أشار لي ألكسندر برأسه بالرفض ثم أشار لي بعينيه ناحية الشمال وقال لي بهمس

" أنظر من برفقته "


التفت ناحية الشمال وعقدت حاجبي عندما رأيت حُراس القاضي يقفون بجمود أمامي.. نظرت إلى لورينزو بقرف وقلتُ له بحدة


" لماذا حرس القاضي برفقتك أيها الخائن اللعين؟ "


ضحك لورينزو بقوة وعندما هدأ أخرج ورقة من سُترته ورماها نحوي.. التقطتُها بسرعة ونظرت إليها بتعجُب وسمعت لورينزو يقول بشماتة


" معك فترة عشرُ دقائق فقط أنتَ والفارس ألكسندر بتوضيب أمتعتكم والخروج من القلعة و إلى الأبد.. فالورقة التي بيدك الآن هي مرسوم أصدرهُ القاضي بوفاة الكونت بلاكيوس ويتلي وبأنني أنا لورينزو ويتلي وريثهُ الشرعي والوحيد لكل أملاكه.. لذلك سوف أكون كريما معكما و أمهلكُما عشرُ دقائق فقط حتى تخرجوا من القلعة نهائيا وإلا أمرتُ بسجنكم فورا "


نظرت أنا و ألكسندر بدهشة إلى بعضنا ثم فتحت الورقة وقرأت بصدمة قرار القاضي.. اللعين والقذر لقد أصدر الحكم بوفاة بلاكيوس وأن لورينزو هو وريثهُ الشرعي....


 

أدلينا***

 

كنتُ أبكي بتعاسة في غرفتي على ما صنعتهُ العاصفة من خراب ودمار في مزرعتي وكل زرعي.. لم يتبقى شيء.. لا شيء.. كل زرعي اختفى.. كيف سوف نعيش لما تبقى للشتاء.. أنا لا أستطيع لمس عُملات الذهبية الخاصة بـ إدوارد.. يكفي أنني مدينة له بقطعتين ذهبية.. بكيت بتعاسة و بألم حتى جفت دموعي..


وقفت بانهيار أنظر إلى غرفتي بحزنٍ عميق.. المؤن في القبو لن تكفي سوى لأسابيع قليلة فقط.. ماذا عساي أن أفعل؟!!... خرجت من الغرفة ورأيت توماسو يجلس على الكرسي في المطبخ وهو يبتسم بسعادة.. ابتسمت له بحنية وتقدمت ووقفت أمامه وسمعتهُ بدهشة يقول


" ماما لا تبكي مجددا.. إدوارد ذهب وسوف يعود قريبا "


عقدت حاجبي ونظرت إليه بقلق قائلة

" إدوارد ذهب؟!!.. لكن إلى أين؟!!.. "


نظر توماسو إلى الأسفل وهز كتفيه.. شعرت بقلقٍ رهيب وفورا خرجت من المنزل وبدأت أبحث عنه في الأرجاء.. لم أجدهُ حول المنزل.. لا أثر له في أي مكان.. أين هو؟!.. يا إلهي.. ماذا سأفعل لو رآه أحد وتعرف عليه؟!!.. سوف أنتهي بكل تأكيد....


انتظرت وانتظرت عودته بقلقٍ شديد وأنا أشعر بالرعب من القادم.. فجأة رأيته يخرج من الغابة من ناحية اليسار وتنهدت براحة لدى رؤيتي له..


في البداية لم أنتبه لما كان يحمله على كتفه من شدة قلقي وتوتري ولكن شعرت بالصدمة عندما رمى أمامي غزال كبير الحجم على الأرض.. لقد اصطاد غزال من أجلي!!!...

 

شعرتُ بدفءٍ كبير في قلبي وبسعادة لا توصف وشكرتهُ على ذلك.. لكن عندما قال لي أنهُ سوف يربطه بالحصان تملكني الرعب.. بالطبع لن أوافق على أخذ الحصان معي فالجميع في سان مارينو بل في كل القرى المجاورة يعرفون جيدا حصان الكونت..


لم أوافق على أخذ الحصان معي وتكبت بعناء سحب الغزال خلفي.. وصلت إلى سان مارينو بعد جهدٍ كبير.. كنتُ أقف أمام خيمة بائع اللحوم وأنا في قمة إرهاقي.. رأيتُ الرجال ينظرون إليّ بغرابة ثم بدهشة كبيرة إلى الغزال لكنني لم أكترث لهم.. اقتربت من بائع اللحوم وقلتُ له


" مرحبا.. أريدُ أن أبيع غزالي.. هل أنتَ مهتم بشرائه؟ "


أشار للرجال بالذهاب بيده وفعلوا.. اقترب ووقف أمامي وقال لي بعملية

" بالطبع أهتم.. إنه أكبر غزال رأيتهُ مسبقا.. كم تريدين ثمنا له سيدتي؟ "


تنهدت براحة وقلتُ له

" كم ستدفع مُقابلا له؟ "


في الحقيقة لم يكن لدي أدنى فكرة عن كم يساوي الغزال لذلك سألته كم سيدفع.. شعرت بدهشة كبيرة عندما سمعتهُ يقول

" سوف أدفع لكِ مقابلهُ ثلاثة قطع ذهبية "


عرفت هنا أن الغزال يساوي أكثر من ذلك بكثير.. شعرت بسعادة كبيرة.. سوف أساومهُ ليدفع أكثر.. ادعيت الغضب وقلتُ له


" لا.. لستُ موافقة.. هو يساوي أكثر من ذلك بكثير.. النبلاء سوف يدفعون لك بسخاء من أجل الحصول عليه.. أريدُ أربع قطع نقدية وعشرة قطع فضية "


كشر بامتعاض وبدأ يُجادلني على السعر حتى في النهاية وافقتُ معهُ على دفع ثلاثة قطع ذهبية وعشرون قطعة فضية.. ثم ولحظي العاثر سمعتهُ بخوف يقول


" أحسنتِ باصطيادهُ أنستي.. لا أحد في سان مارينو كلها يستطيع أن يصطاد الغزال بهذه الطريقة سوى الكونت بلاكيوس ويتلي.. هو لديه شهرة كبيرة بذلك.. فهو الوحيد الذي يستطيع أن يصطاد غزال بطلقة واحدة فقط وفي وجهه وبين عينيه مباشرةً.. لو لم يكن المسكين الكونت قد تم اختطافه كنتُ ظننت بأنهُ من اصطاد لكِ ذلك الغزال "


ارتعش عامودي الفقري بشدة وتعرق جبيني.. ابتسمت بتوتر وقلتُ له بسرعة لأتخلص منه بأسرع وقت

" لقد حالفني الحظ فقط.. أعطني العملات لو سمحت "


تنهدت براحة عندما ابتسم وهو يسلمني ثمن الغزال.. ابتسمت بسعادة وأنا أسير مبتعدة.. وضعت القطع الذهبية في جيب ردائي والقطع الفضية وضعتها في جوربي ومشيت بسعادة خارجة من سان مارينو ناحية الغابة..


دقائق قليلة خرجت صرخة مرتعبة من فمي عندما أمسكت بذراعي يد وتم سحبي إلى الخلف بعنف.. نظرت برعبٍ كبير عندما رأيت تينو أمامي


" مرحبا بزوجة أخي المرحوم.. كنتُ أنوي بزيارتكِ اليوم.. لكن يبدو أنكِ هونتي عليّ تكبُد العناء بالذهاب إلى منزلكِ المنعزل في الغابة.. كما أنه بحوزتكِ ثروة أيضا "


ارتعش جسمي بقوة وحاولت أن أُحرر يدي من قبضته لكنني لم أنجح.. ادعيت الشجاعة وقلتُ له بغضب

" أتركني أيها الحقير والخسيس.. ثم عن أي ثروة تتكلم؟ "


ضحك بشر وضحكتهُ تلك جعلت الدماء تتجمد في شراييني من شدة الرعب.. تأملني بنظرات مُرعبة قائلا


" لاااااااااه.. لا تدعي الغباء أمامي أدلينا.. لقد رأيتكِ وأنتِ تقومين ببيع ذلك الغزال للبائع.. لا بد أنه دفع لكِ ثمنا باهظا له.. فذلك الغزال يساوي خمسة قطع ذهبية لامعة جميلة.. أين هي؟!.. سلميني إياها وإلا كان لي تصرف آخر معكِ "


يا إلهي... لقد تم خداعي بسعر الغزال.. لكن لم أكترث لذلك لآن خوفي من تينو كان أعظم بكثير من أن أهتم لذلك البائع النصاب.. بلعت ريقي بصعوبة ثم نظرت إليه بقرف قائلة


" أنتَ سافل ومنحط.. ابتعد عني وإلا... "


قاطعني قائلا بغضب وهو يسحبني إليه أكثر حتى ارتطم صدري بجسده

" وإلا ماذا يا أرملة أخي المصونة؟!!.. "


قرب وجهه مني وبدأ يستنشق شعري بهيام وتابع قائلا

" كم أرغب بمضاجعتكِ الآن وبعنف.. سوف أفعل ذلك لكن ليس قبل أن أخذ منكِ ما قبضتهِ ثمنا لذلك الغزال "


انتفضت مبتعدة عنه ورفعت يدي وصفعتهُ بقوة على خده وهتفت بغضبٍ جنوني بوجهه

" إياك أن تلمسني أيها الوغد والنذل و الحقير و المنحط.. أنتَ أوسخ من شقيقك.. أتمنى أن تتعفن مثلهُ في الجحيم قريبا "


استدرت وحاولت الركض والهروب لكنه أمسك بشعري وجذبني إلى الخلف بعنف ناحيته.. صرخت بألمٍ كبير وأنا أحاول تحرير شعري من قبضة يده ثم وبصدمة أحسستُ بيدهِ الثانية تدخل إلى جيب فستاني وأخرج منها القطع الذهبية..


" لاااااااااااااااا.. أعدها لي.. لااااااااااااااااا.. "


هتفت بهستيرية وأنا أحاول أن أسحب القطع من يده لكنه أفلت يده من شعري وأدارني وصفعني بعنف على خدي.. وقعت على الأرض وبدأت أبكي خوفا.. حاولت النهوض لكنه فجأة حاصرني بجسده وأحكم إمساك يداي بيدهِ ونظر إلى عيناي قائلا بنبرة جعلت شعر رأسي يقف من كثرة الرعب


" ثلاثة قطع ذهبية ثروة جميلة.. والآن دعينا نستمتع.. لطالما حلمت بمضاجعتكِ وسحق مهبلكِ بقضيبي.. سوف تكونين لي أخيرا.. أخيرا لي أنا.. "


" لااااااااااااااااااا... "


صرخت برعب أحرق كياني عندما بدأ يمتص عنقي بقوة.. حاولت ركله لكن ثوبي اللعين منعني عن فعل ذلك.. حاولت أن أحرر كلتا يداي من يده لكنه رفعها ووضعها خلف رأسي وبيده الثانية بدأ يمزق لي فستاني.. كنتُ أصرخ بهستيرية و أنا أهز رأسي بجنون بينما هو كان يمتص عنقي ثم صدري


" لالالالالالا.. لاااااااااااااااااااا.. تقوف أيها القذررررررررررر... لاااااااااااااااااااا... "


صرخت بجنون عندما بدأ يمتص بشرة صدري.. بكيت وانتحبت بهستيرية.. لماذا يحدث لي ذلك دائما؟!!... لماذاااااااااا؟!!!!... فكرت بأسى وأنا أبكي وأتخبط بين يديه بهستيرية.. فجأة رفع وجهه وأمسك بإحكام فكي وسحق شفتاي بقبلة عنيفة..


" مممممممممممممم.... ممممممممممممممممممم... "


صرخت بصوتٍ مكتوم بألم عندما كان يقبلني ويمتص شفتاي بعنف.. شعرت بالقرف من قبلته ولمساته المقرفة لصدري.. بكيت بتعاسة و أنا أحاول أن أبتعد عنه.. فتحت فمي وعضيت له شفتهِ السفلية بقوة حتى استطعمت بطعم الدماء في فمي.. أبعد وجهه عني وبسرعة بصقتُ دمائه في وجهه ثم مسحت فمي بقرف بيدي ثم انتفضت وعضيت له يدهُ اليمنى بقوة حتى اقتلعت له لحمه..


صرخ بألم وابتعد عني.. وقفت بسرعة وركلتهُ على ساقه بأقسى ما لدي من قوى وأنا أشتمهُ

" حيوان.. قذررررررررر.. منحط.. عاهر.. إن لمستني مجددا سوف أقتلك ك ك ك... "


لكن عندما رأيتهُ يحاول النهوض استدرت بسرعة وفريت هاربة وأنا أركض بسرعةٍ رهيبة كأن شياطين الأرض كلها تُلاحقني...


بعد فترة وعندما تأكدت بأنه لم يتبعني.. سقطت على ركبتاي أبكي بتعاسة.. ماذا فعلت حتى يحدث لي كل ذلك؟!!.. ما هو ذنبي؟!... رفعت قماش فستاني بيدي المرتعشة وسترت بها صدري وعاودتُ البكاء بألم وحزنٍ كبير.. 


بعد لحظات وقفت وتابعت الركض وأنا أبكي.. كنتُ خائفة أن يلحق بي ويُكمل فعلتهُ الشنيعة.. ركضت وركضت حتى رأيت أمامي منزلي..


لم أتوقف عن البكاء رغم شعوري بالراحة لرؤية منزلي و إدوارد.. لم أهتم بأن تينو قد أخذ القطع الذهبية كان كل همي أنني استطعت النفاذ منه.. ركضت ناحية المنزل لكن إدوارد اقترب ووقف أمامي.. حاولت الفرار منه لكنه منعني إذ أمسك بذراعي وجذبني إليه.. كنتُ خائفة منه بشدة ولم أتوقف عن البكاء والنحيب..


" من فعل بكِ ذلك؟ "


سمعتهُ يهمس بغضبٍ جعل دمائي تفور في شراييني رعبا منه.. رفعت رأسي ونظرت إليه بخوفٍ كبير ثم بدأت أضربهُ على صدرهِ برعب


" أتركني.. أتركني... كلهُ بسببك وبسبب غزالك اللعين... أكرهُك.. هل سمعت؟.. أنا أكرهُك أيها الحقير.. أكرهُكككككككك.... "


انتفض قلبي بفزعٍ كبير عندما رأيتهُ ينظر إلى صدري المكشوف له بوضوح أمام عينيه.. شعرت بخوفٍ رهيب إذ ظننت أنه سوف يقوم بالاعتداء عليّ أيضا.. بدأت أتخبط بين يديه وأضربه بكلتا يداي بعشوائية بينما كنتُ أصرخ بشكلٍ هستيري.. فجأة هزني بعنف وهو يصرخ بغضبٍ شل روحي


" يكفيييييييييييييي.. توقفي عن البكاء و مهاجمتي.. أنا لن أؤذيكِ.. أخبريني من فعل بكِ ذلك و فوراااااااا "


تجمدت وأنا أنظر برعبٍ كبير إلى جُرح وجهه الذي انفتح من جديد والدماء التي كانت تخرج منه بغزارة..


" أنتَ السبب.. أنتَ السبب بكل ما أعانيه.. أنتَ السبب في مُعاناتي.. أنتَ السبب.. أنتَ... أنتَ السبب.. أنت.... "


همست له بصدمة بينما كنتُ أرتعش بشدة.. دائما ما كانت الدماء تُخيفني.. عندما كان جاكوبو يضربني ويعتدي عليّ وأرى الدماء تخرج من جسدي كنتُ دائما أهرب من ذلك بالإغماء.. كنتُ دائما ما أرحب بذلك العالم بعيدا عن معاناتي وآلامي وعذابي..


شريط كل ما حدث لي من مُعاناة مر في رأسي.. أصابني الجمود ولم أعي ما يحدث لي.. لم أنتبه أن إدوارد حملني بين يديه وأدخلني إلى المنزل ووضعني على الأريكة.. فقط شعرت بأنني أشرب المياه ثم تم وضع رأسي برفق على وسادة الأريكة..


كنتُ جامدة أنظر إلى السقف وأبكي بصمت.. ثم أغمضت عيناي وفقط شهقاتي الحزينة والمتألمة كانت مسموعة في الغرفة.. وغفوت بعد مدة دون أدري...


استيقظت ورأيت نفسي ما زلت نائمة على الأريكة وضوء الشموع ينير المنزل.. لقد حل الليل.. جلست بإرهاق ثم رفعت اللحاف عن جسدي ورفعت فستاني من الأسفل قليلا.. نظرت إلى جوربي وتنهدت براحة.. على الأقل لم يسرق مني ذلك الحقير تينو القطع الفضية.. سوف أذهب غدا وأشتري ما يلزمني من حبوب للزرع... لكن القطع الفضية لا تكفي لشراء ما يلزمني...


أغمضت عيناي بحزن وأنا أفكر.. كنتُ سوف أرد لـ إدوارد القطعتين الذهبية التي أخذتُها وأعطيتُها لوالدتي كارين.. والآن لن أستطيع إعادتها له... ماذا سأفعل؟!.. القطع الفضية والتي بحوزتي لا تكفي لشراء ما أحتاجهُ الآن.. سوف يتوجب عليّ أخذ قطعة ذهبية أخرى من إدوارد حتى أستطيع شراء ما يلزمني.. والآن سوف أكون مدينة لهُ بثلاثة قطع ذهبية.. ما هذا الحظ العاثر؟!!!...


وقفت ودخلت إلى غرفتي.. نظرت بحزن إلى توماسو النائم..

" ملاكي الصغير "


همست بألم وتمنيت لو كان باستطاعتي أن أجعلهُ يعيش بسعادة و برخاء كما يستحق.. بدلت ملابسي ثم أمسكت بفستاني الممزق ونظرت إليه بألم.. لا أستطيع رميه الآن فأنا ليس عندي ملابس كثيرة.. سوف أحاول غدا أن أصلحهُ.. رميتهُ على الكرسي وخرجت من الغرفة بهدوء وتوجهت ناحية المطبخ.. كنتُ أشعر بالجوع وبدهشة نظرت إلى الطاولة.. كان يوجد طبق به ثلاث بيضات مسلوقة وطبق به الكثير من الفاكهة


" من أين جلب هذه الفاكهة؟!... "


همست بغرابة لأنني لم أزرع الموز والبرتقال والتفاح في أرضي.. هل قطفها وجلبها من الغابة؟!.. يبدو ذلك... ابتسمت برقة وجلست على الكرسي وبدأت أتناول البيض.. عندما انتهيت أمسكت بموزة وأزلتُ القشرة عنها وأكلتُها باستمتاع.. وقفت وتقدمت ناحية النافذة ونظرت ناحية الحظيرة.. الغريب أنني رأيت إدوارد يجلس على الأرض أمام باب الحظيرة وهو ينظر إلى البعيد..


هل هو يحرس المنزل؟!.. فكرت بدهشة وشعرت برعشة لذيذة تضرب عامودي الفقري وخفق قلبي بنبضات سريعة.. وضعت يدي على قلبي دون أن أستطيع إبعاد نظراتي عن إدوارد.. كان ضوء القمر ينير المنطقة و وجه إدوارد.. وبحزن رأيت بوضوح الجُرح على وجهه من ناحية اليسار..


لا أعلم كم مضى من الوقت وأنا أتأمله حتى شعرت في النهاية بألم في قدماي.. استدرت ودخلت إلى غرفتي بحزن.. نعم بحزن لأنني وببساطة شوهت لهُ وجهه الوسيم..


استيقظت في الصباح ورأيت إدوارد ينظف في الخارج و ابني برفقته.. أمسكت بجرة الفخار وسكبت المياه بقدر وبدأت بتسخينها في موقد الحطب.. أردت أن أستحم وأزيل لمسات وقبلات ذلك القذر تينو عني..

 

كنتُ أستحم بهدوء وأنا أستمع بحزن إلى ضحكات ابني توم و إدوارد.. وعندما انتهيت كنتُ غارقة بأفكاري الحزينة.. بحثت عن المنشفة وتذكرت بأسى بأنني نسيت جلبها..


ارتعش جسدي من البرد وخرجت مُسرعة نحو غرفة نومي

" هااااااااااااااااااااااااااااااااه... "


شهقت برعب عندما ارتطم جسدي فجأة بجسد صلب.. حاوطتني يدين على ظهري كي لا أقع وفورا رفعت رأسي ونظرت برعب في البداية إلى وجه إدوارد المصدوم..


ثواني مضت شعرت بها كأن الوقت قد تجمد وكل شيء حولنا تجمد.. نظراتي تجمدت بشرود في عمق عينيه الجميلتين.. أما جسدي احترق بنار غريبة بسبب التصاقه بجسد إدوارد العضلي..


قلبي كان يؤلمني بسبب سرعة نبضاته ولكن عندما رفعني إدوارد قليلا وألصقني إليه أكثر ارتعشت بالكامل في أحضانه.. 


" سيدتي... "


همس إدوارد بتلك الكلمة ورأيه يُغمض عينيه ويُقرب وجهه من وجهي قليلا.. كنتُ مستسلمة بين يديه بطاعة غريبة.. لم أنفر من معرفتي بأنهُ يرغب بتقبيلي..

 

أغمضت عيناي وانتظرت الشعور بشفتيه الجميلتين.. انتظرت.. ثم انتظرت.. ثم انتظرت.. لكن لا شيء..


فتحت عيناي قليلا ورأيت أنفه على وشك أن يلمس أنفي.. لكن شعرت بالحزن لأنه كان جامد.. هل أرفع رأسي وأقبله بنفسي؟!!..


فكرت بذلك دون أن أنتبه لنفسي.. ولكن قبل أن أتخذ قراري سمعت برعب توماسو يهتف من الخارج

" إدوارد.. لماذا تأخرت؟!.. المكنسة بجانب الموقد "


شهقت بخوف وابتعدت عن إدوارد وسترت صدري بيداي وركضت نحو غرفتي وأغلقت الباب خلفي بعنف.. وقفت وأنا أرتجف أنظر أمامي بصدمة كبيرة.. كبيرة جداً.. 


" إلهي.. كنتُ على وشك أن أقبله.. ماذا أصابني؟!.. "


همست برعب وتحركت نحو الخزانة.. وبينما كنتُ أرتدي ملابسي شعرت بجسدي يرتعش لفكرة بأنه رآني عارية تماما اليوم.. ثم لماذا لم أخف منه؟.. لماذا؟.. أنا يجب أن أخاف منه وبشدة..


مضى أسبوع بهدوء تام.. في اليوم الأول ذهبت واشتريت كل ما يلزمني من سان مارينو وقطعتُ وعد على نفسي أن أعيد لـ إدوارد القطع الذهبية الثلاث مهما كلفني ذلك.. ثم بدأ إدوارد بتنظيف الأرض و فلاحتها من جديد و زراعتها.. من دون مساعدته لم أكن أعرف ما كان سيحدث لي أنا و توماسو..


كان غاضب مني وبشدة خاصةً عندما لم أخبره من حاول الاعتداء عليّ.. تشاجرتُ معه ونعتهُ بالغبي وقلتُ له أن يهتم بشؤونه ولا يتدخل بحياتي.. كما قلتُ له أن لا يقلق لأنه لم يتم الاعتداء عليّ وأن من حاول مهاجمتي تلقى عضة في يده اليمنى واقتلعتُ لهُ لحمه وأن عضتي سوف تترك أثرا كبيرا على يده..


لا أعلم سبب قلقه وخوفه.. لكن عندما أخبرتهُ بذلك هدأ غضبهُ قليلا وعاد مثل السابق لا يتكلم معي إلا للضرورة وذلك أحزنني.. شعرت بالحزن لأنه عاد لبرودته معي.. ورغم ذلك اهتممت بجرحه وكنتُ أضع له الأعشاب في كل ليلة حتى ختم جرحه من جديد..


 شعرت بالندم الكبير لأنني تسببت له بندبة كبيرة وأبدية في وجهه.. فخلال هذا الأسبوع جرحه كان يلتئم ويتحسن.. فبسبب أعشابي لم يأخذ وقتًا طويلًا للالتئام والتعافي.. لكن للأسف لن يختفي أثره أبدا على وجهه..


ولكن الغريب أن الندبة جعلتهُ يُصبح أكثر وسامة من ذي قبل.. الندبة أعطته وسامة متوحشة وجعلتهُ يبدو مثيرا جدا كالجحيم.. وبدأت تنتابني رغبات وأحاسيس غريبة جدا لم أشعر بها مسبقا.. ومثل الحمقاء كنتُ أذهب خلفهُ كل يوم إلى البحيرة وأراقبهُ كالعادة وهو يستحم...


وها أنا هنا بعد مرور شهر ونصف كاملين على وجود إدوارد معي منذ اليوم الأول الذي أنقذتهُ به من أجل توماسو.. كنتُ أقف خلف الشجرة وأراقبه وهو يستحم بمياه البحيرة الباردة.. 


رواية الكونت - فصل 11 - مشاعر غريبة


 

كنتُ أراقب عضلات ظهره وذراعيه بهيام..


لقد نمت عضلاتهِ أكثر في الآونة الأخيرة بسبب عملهِ الشاق في الحقل والحديقة.. كنتُ أراقبهُ وبدأت أتخيل يديه الخشنة والكبيرة تسرح على جسدي ومفاتني كلها.. بدأت أتخيلهُ وهو يقبل صدري وحلماتي ويسحق جسدي أسفله بثقل عضلاته.. 


بدأت أتخيل نفسي أقبلُ له ندبتهُ الجميلة.. اوووه نعم.. نُدبتهُ الجميلة لأنها وسحقا زادته وسامة أكثر من السابق.. بدأت أتخيل نفسي وأنا أقبلُ له ندبتهُ وألعقُها بلساني بينما يداي تتجول على عضلات ذراعيه وكتفيه وظهره.. أثارتني أفكاري بشدة وجعلتني أرتعش..


 اشتعلت وجنتاي بشدة من جراء الخجل وأنا أراه يخرج قليلا من مياه البحيرة و.. يا للهول!!!.. يا للهول!!!... عضوهُ الذكري منتصب... منتصب وبشدة.... تبا عضوهُ الذكري أكبر وأضخم بكثير من قضيب ذلك الملعون زوجي المقرف.. عضوهُ جميل.. جميل جدا.. إنهُ فائق الرجولة..


كنتُ ألتهمُ جسدهُ العضلي ورجولته بنظراتي و تأوهت بشهوة رغما عني وفورا وضعت يدي على فمي أكتمها واختبأت خلف الشجرة وأنا أرتعش بقوة..


" من هناك؟!!!... "


خفق قلبي بعنف عندما سمعتهُ يهتف بذلك.. تبا كم أنا غبية.. إلهي أرجوك.. لا تدعهُ يراني... ماذا سوف أفعل إن وجدني أراقبه؟!.. سوف أموت من شدة العار... غبية.. غبية.. أنا غبية.. ما الذي يحدث لي؟!.. يجب أن أتوقف عن مراقبتهِ وهو يستحم و.. و يجب أن أتوقف عن التخيل بتلك الطريقة.. أنا لستُ عاهرة.. لستُ عاهرة.. أنا أم لطفل عمرهُ أربع سنوات.. يجب أن أكون عاقلة.. أفيقي أدلينا قبل فوات الأوان...


عندما سمعت صوت ارتطام جسده بالمياه مجددا تنفستُ براحة وفريت هاربة من هناك.. لقد بدأت أشعر بأحاسيس غريبة في الآونة الأخيرة.. بدأتُ أشعر بمشاعر غريبة تكتسح قلبي وجسدي وتفكيري.. حتى عندما أنام لم أعُد أرى الكوابيس عن جاكوبو مثل السابق بل تحولت كوابيسي إلى أحلام جميلة وكلها تتمحور حول إدوارد.. سوف أُجن.. سوف يصيبني الجنون بسببه..


لذلك عندما وصلت إلى المنزل قررت أن أتجنب إدوارد قدر المستطاع ولا أعود أبدا إلى تلك البحيرة وأراقبهُ وهو يستحم.. وقررت أن أتجنبهُ قدر الإمكان..


جلست على الأريكة وبدأت أفكر بتعاسة.. أمور كثيرة تغيرت منذ حادثة وجهه.. بدأت أشعر بأحاسيس ومشاعر غريبة لا أعرفها.. كما أنني وبغباء سمحتُ لابني توماسو بالتكلم مع إدوارد والتقرب منه.. لكنني كنتُ خائفة أن يأتي يوم وأندم على ذلك.. لقد سمحت لابني توماسو بالتكلم مع إدوارد واللعب معه.. كما أننا ذهبنا منذ أيام إلى البحر..


نعم ذهبنا ولعبنا على شاطئ البحر في ريميني.. كيف؟!.. هذا سهل لآن بحر ريميني يُحاوط سان مارينو كلها.. لذلك ذهبت معهم في طريق عبر الغابة لا يسلكها الأخرون وذهبنا إلى الشاطئ من ناحية الشمال.. هنا على هذا الشاطئ خلف الصخور لا يأتي أحدا من سكان سان مارينو إليه.. دائما ما كنتُ أتي إلى هنا مع توماسو حتى نلعب.. وطيلة ذلك النهار كنتُ أراقب توماسو يلعب مع إدوارد بسعادة كبيرة...


تنهدت بحزنٍ عميق ورفعت رأسي عاليا

" يا ليتهُ لم يفعل ما فعلهُ في الماضي.. يا ليته... "


همست بحزن ثم وقفت ودخلت إلى المطبخ..


في اليوم الثاني كنتُ قد انتهيت من تحضير الغداء.. نظرت إلى الأطباق وتنهدت بسعادة


لقد طبخت يخنة بالبطاطس مع أرز بالخضار لآن إدوارد يُحبها.. عرفت بذلك عندما تناولها منذ أسبوع وقال لي بأنهُ أحبها كثيرا وشكرني عليها.. وها أنا مثل الغبية قد طبختُها لهُ من جديد لأنهُ أحبها..


جلست على الكرسي ووضعت يدي على خدي أفكرُ بحزن و أنا أبتسم بكآبة.. لا أعلم ما الذي يصيبني هذه الفترة؟!.. لكنني بدأتُ أشعر بالخوف من مشاعري الجديد..


" ماماااااااااااااااااااااا... "


أخرجتني من شرودي صرخة توماسو القوية.. انتفضت واقفة وركضت خارجة من المنزل وأنا أنظر بهلع إلى توماسو الواقف أمامي في باحة المنزل


" ماذا؟!.. ماذا حدث؟!!.. "


سألتهُ برعب لكن هدأت عندما رأيتهُ يركض وهو يضحك بسعادة ويقف أمامي قائلا

" أمي.. أمي.. لقد وجدت أنا و إدوارد كلب.. المسكين ساقهُ مجروحة.. هل يمكننا الاحتفاظ به؟.. أرجوكِ... "


نظرت إليه بدهشة ثم خلفه.. رأيت إدوارد يقترب ناحيتنا وهو يحمل بين يديه كلب بُني اللون متسخ جدا وساقهُ الأمامية اليمنى تنزف.. أشرت بيدي ناحية الكلب وهمست بدهشة


" إنه كلب؟!!!.. "


ابتسم إدوارد بخفة وبدأ يُكلمني.. لكنني واللعنة لم أسمع كلمة واحدة مما كان يتفوه بها لأنني كنتُ أنظر بشرود إلى صدره العاري.. بلعت ريقي بصعوبة وأنا أتمنى بغيظ أن أكون مكان ذلك الكلب اللعين في أحضانه.. وشعرت بالغيرة من ذلك الكلب اللعين.. مهلا لحظة!!!!.. هل للتو اعترفت لنفسي بأنني أشعر بالغيرة من ذلك الكلب؟!!!...


فتحت فمي بصدمة كبيرة بسبب ما شعرت به وما اكتشفته.. أحسست بيد توماسو تمسك بيدي وبدأ يهزها.. نظرت إليه وقلت لهُ بغباء


" هاااااه!!!... "


" أمي.. هل توافقين.. أرجوكِ... "


لم أعرف عن ماذا كان يتكلم ولكنني بغباء قلتُ له بهمس دون تفكير

" أوه.. نعم.. نعم موافقة... "


لا أعلم على ماذا وافقت للتو لكنني لم أرد أن يعلم إدوارد بأنني كنتُ شاردة بتفكيري ونظراتي به.. رأيت بدهشة توماسو يصفق بيديه بسعادة وهو يقفز ويشكرني دون أن أعلم على ماذا يشكرني.. ثم اقترب من إدوارد وقال له بفرحٍ كبير


" لقد وافقت.. ماما وافقت.. يمكننا الاحتفاظ بالكلب.. "


" ماذااااااااااا؟!!!.. "


هتفت بصدمة كبيرة ورأيتهم ينظرون إليّ بدهشة.. حمحمت بتوتر وقلتُ لهما بتلعثم

" أعني.. هو.. طبعا.. يمكنكما الاحتفاظ به.. لقد.. لقد وافقت... "


ابتسم إدوارد ابتسامة رقيقة و يا إلهي.. يا لها من ابتسامة.. جعلت قلبي يرقص بداخلي.. كنتُ أنظر إلى شفتيه بشرود وعندما نبح الكلب بقوة انتفضت برعب وانتبهت على نفسي.. همست بداخلي بغضب.. كلب وقح.. أكرهه..


أشحت بنظراتي بعيدا وقلتُ لهما


" لن يدخل هذا الكلب إلى منزلي وهو مُتسخ.. نظفوه جيدا ثم اهتموا بجرحه ولكن بعد أن تتناولان وجبة الغداء "


ودخلت إلى المنزل وأنا ألعن غبائي وحماقتي.. تبا سوف يُصبح منزلي مأوى للحيوانات.. كيف لم أنتبه ووافقت دون أن أعلم على ماذا أوافق؟!!.. غبية أدلينا...


تناولنا الغداء بصمت ثم شكرني إدوارد ببرود وخرج برفقة توماسو من المنزل.. كان قد ارتدى قميصه وذلك جعلني أشعر بالإحباط.. كما أن برودهُ معي يقتلني... فكرت بتعاسة بينما كنتُ أنظف الطاولة.. سمعت ضحكات إدوارد و توماسو السعيدة في الخارج.. نظرت ناحية النافذة ثم اقتربت منها ونظرت نحوهما..


كان إدوارد يقف أمام باب الحظيرة وهو يحمل بين يديه ذلك الكلب الملعون و توماسو يقف بجانبه وهو يضحك قائلا


" أنا جدا سعيد إدوارد.. ماما وافقت أن نحتفظ بالكلب.. أين سوف نُحممه الآن؟ "


سمعت إدوارد يقول له


" سوف نذهب إلى البحيرة وننظف هذا المسكين.. البحيرة جميلة جدا.. هل تعلم أن جنية تمتلك شعر أحمر اللون تسكنُ قرب تلك البحيرة؟.. وهي دائما ما تُراقبني عندما أذهب إلى هناك لكي أستحم "


فتحت عيناي على وسعهما ونظرت برعبٍ كبير إلى إدوارد.. سمعت توماسو يقول له بدهشة

" حقاااااا؟.. يوجد جنية لديها شعر أحمر في البحيرة؟.. لماذا هي تُراقبُك إدوارد وأنتَ تستحم؟ "


خرجت شهقة مرتعبة من فمي عندما سمعت إدوارد يقول لابني

" ربما حتى تتأكد بأنني لن أغرق بمياه البحيرة بينما أستحم "


رأيتهُ يدير رأسهُ ببطء ناحية منزلي وقبل أن يراني رجعت بسرعة إلى الخلف برعب وتعثرت بثوبي وسقطت على مؤخرتي بقوة على الأرض.. وضعت يدي بسرعة على فمي أكتمُ صرخة الألم التي خرجت من فمي.. احمر وجهي بشدة من كثرة الخجل.. يا إلهي!!.. لقد عرف!.. لقد عرف!!.. لقد عرف بأنني كنتُ أراقبهُ وهو يستحم طيلة هذه الفترة....


كم أنا غبية وحمقاء.. أين كان عقلي عندما كنتُ أذهب لكي أراقبه؟!!.. لقد انفضحت.. تبا كم أنا غبية... كيف سوف أنظر إليه الآن؟!.. غبية.. غبية أدلينا.. غبية وحمقاء..


أنبت نفسي بقسوة وأنا أشتم غبائي وتهوري.. عندما تأكدت بأنهما ذهبا إلى تلك البحيرة قررت أن أستحم وأرتاح قليلا..


مضت ثلاثة أشهر كاملة على وجود إدوارد معنا.. توماسو أصبح أكثر سعادة بوجود إدوارد هنا.. بينما أنا أصبحت حزينة و أكثر تعاسة.. ووحيدة.. وحيدة كليا...


كان إدوارد يتجنبني باستمرار منذ حادثة تشويهي لوجهه.. و أنا فعلتُ المثل حاولت أن أتجنبهُ أيضا خاصة عندما عرفت بأنه اكتشف مراقبتي له وهو يستحم في البحيرة.. ومع ذلك كنتُ أراقبهُ من بعيد وهو يلاعب توماسو ويعمل في الأرض..


أحلامي عنه لم تتوقف أبدا.. وكنتُ أعشق النوم في المساء حتى أراه في حلمي.. كُرهي له قد تبخر بالكامل.. رغما عني.. وكنتُ أشعر بالعار من نفسي بسبب ذلك.. ومشعاري الغريبة نحوه بدل أن تزول ازدادت أضعافا عن السابق..


كنتُ أجلس أمام المدفأة أنظر بسعادة إلى طفلي وهو يلعب مع دوغي..

 

لقد سمى إدوارد الكلب بهذا الاسم الغريب.. أصبح توماسو متعلق جدا بـ إدوارد وهذا ما كان يُخيفني.. وما كان يُرعبني أكثر إن استعاد إدوارد ذاكرته... ماذا لو عادت ذاكرته قريبا؟!!.. ماذا سأفعل حينها؟!.. لماذا لم أفكر مسبقا بذلك؟!!.. كنتُ خائفة جدا أن يحدث ذلك.. وكنتُ طيلة الوقت أتمنى أن لا تعود ذاكرتهُ أبدا..


عندما رأيت توماسو نائم على دوغي.. وقفت وحملتُ طفلي بخفة ودخلت إلى غرفتي ووضعتهُ على الفراش.. ثم وقفت أمام النافذة أنظر بشرود إلى الحظيرة.. لقد رفض إدوارد أن ينام في المنزل بعد أن شُفي وجهه.. وظل يسكن في الحظيرة مع الحيوانات.. اليوم لم أراه كثيرا كان جدا منشغل في الحقل.. لقد اشتقتُ له... اشتقتُ لرؤية وجهه...


ومثل العادة دون أن أفكر استدرت وخرجت بهدوء من الغرفة ومن منزلي.. تابعتُ السير حتى وصلت إلى الحظيرة.. فتحتُ الباب على أقل من مهلي ودخلت ثم أغلقتهُ بهدوء.. كان المكان مظلم جدا فقط ضوء القمر لكن بشكلٍ خفيف يأتي من النافذة في الزاوية ومع ذلك لم أرى جيدا.. كم أنا غبية.. كيف سوف أرى الآن؟!.. فكرتُ بحزن وعندما حاولت أن أستدير وأعود إلى المنزل خرجت شهقة مرتعبة من فمي عندما أمسكت بي يد بذراعي بعنف ويد على فمي وتم سحبي إلى أخر الحظيرة بقوة..


" ممممممممممممم... مممممممممممممممممممم.... "


صرخت برعبٍ كبير وأنا أغمض عيناي بشدة عندما تم قذفي بعنف على القش وحاوطني جسد ثقيل فوقي منعني من التحرك.. سالت دموعي برعب وأنا أحاول أن أحرر نفسي.. فجأة هدأتُ بالكامل عندما سمعت صوت إدوارد يقول لي باعتذار وهو يحرر ذراعي من قبضته العنيفة لكن يدهُ الأخرى كانت ما زالت على فمي


" آسف سيدتي.. لا تخافي.. أنه أنا إدوارد.. لقد ظننت أن لص دخل للسرقة.. آسف "


أبعد يدهُ ببطء عن فمي.. فتحتُ عيناي ونظرتُ إليه.. استعطت أن أرى وجههُ من خلال ضوء القمر بوضوح.. إلهي.. كان قريب جدا.. جدا قريب من وجهي.. أنفه يكاد يلمس أنفي.. بينما أنفاسهِ الحارة كانت تداعب فمي ببطء.. أغمضتُ عيناي بينما كنتُ أتنفس بسرعةٍ غريبة وصدري يعلو ويهبط بجنون أنتظر قبلتهُ..


يا إلهي.. سوف تكون قبلتي الأولى رغم أن ذلك اللعين تينو سرقها مني عندما قبلني في الغابة رغما عني.. نعم الأولى.. الشيء الوحيد الذي لم يغتصبهُ جاكوبو بي هو شفتاي.. لم أسمح له أبدا بتقبيلي.. وعندما كان يحاول فعل ذلك كنتُ أتقيأ بوجهه قبل أن يفعل.. أما الآن فها أنا مستعدة لتلقي قبلتي الأولى من إدوارد.. الأولى لأنها سوف تكون بكامل إرادتي وبرغبتي..


"هااااااااااااااااااااااه... "


خرجت شهقة متفاجئة من فمي عندما أحسست بـ إدوارد يبتعد عني ويقف وأمسك بذراعي وسحبني لكي أقف.. ماذااااااااااا؟!!!.. لماذا لم يقبلني؟!!...


فكرت بصدمة ثم شعرت بالحزن.. بالطبع لن يفعل.. بعد كل ما فعلتهُ به أنتظر منهُ أن يقبلني.. كم أنا غبية... غبية وملعونة أيضا..


" سوف أرافقكِ إلى الخارج وأتأكد بأنكِ سالمة في المنزل سيدتي "


سمعتهُ يهمس لي بسرعة كأنه متشوق لأبتعد عنه.. لم أستطع النظر إليه بل كنتُ أنظر إلى صدره العاري من الأعلى و الذي كان ظاهرا من قميصه المفتوح بعدة أزرار ويظهر بعضا من شعر صدره الخفيف.. بلعتُ ريقي بصعوبة وأومأت موافقة بحزن..


 أفلت ذراعي وما أن استدار ليمشي حاولت رفع قدمي لكي أسير لكن خرجت شهقة من فمي مرتعبة إذ تعثرت بثوبي وقبل أن أسقط على القش أمسكت بذراع إدوارد وسحبتهُ معي إلى الأسفل


" آااااااااااااااااااااااه.. "


تأوهت بألمٍ شديد وأنا أغمض عيناي عندما سقط إدوارد بكل ثقله عليّ..

" آسف.. هل أنتِ بخير سيدتي؟ "


فتحت عيناي ونظرت إليه.. كان يحدق بي بخوفٍ كبير وبسرعة رفع جسده عني وجلس على القش ثم أمسك بكتفي ورفعني بسرعة وجعلني أجلس في حضنه.. أظن أنهُ لم ينتبه لما فعل لأنه كان يتفحصني بقلقٍ شديد بعينيه.. أما أنا كنتُ غارقة في عالمٍ آخر خاص بي.. كان إدوارد قريب جدا مني.. دفئ جسده كان يغمرني.. ورائحة شعره كانت جميلة.. أما رائحة بشرته.. ياه جعلتني أغرق في عالمٍ آخر.. أغمضت عيناي وهمست باسمهِ بهيام دون أن أنتبه لنفسي


" إدوارد.... "


شعرت بجسده يتصلب.. فتحت عيناي وتلاقت نظراتنا ببعضها.. كان يحدق بعمق في عيناي وبشرود دون أن يستطيع أن يزيح عينيه عن خاصتي.. و أنا كذلك.. كنتُ مثل المسحورة أنظر إلى عينيه.. وبضياعٍ كُلي همستُ لهُ مجددا بهيام


" إدوارد.... "


أغمض عينيه وبدأ يُقرب وجهه مني ببطءٍ شديد.. سوف يُقبلني... فكرت بسعادة وبفرحٍ كبير ولم أغمض عيناي حتى أتأكد بأنهُ سيفعل.. لامس أنفه أنفي بينما كنتُ أنظر إلى شفتيه حتى تُلامس شفتاي و أستقبلها بشغف.. وهنا تجمد العالم حولنا عندما شعرت ورأيت بشفتهِ العلوية تلمس شفتي


لكن ولشدة تعاستي وقبل أن تلمس شفتيه الاثنتان خاصتي أبعد وجهه بسرعة وأشاح نظراتهِ إلى البعيد ثم أمسك بخصري بكلتا يديه ورفعني عاليا وجعلني أجلس على القش ثم وقف وقال لي ببرود وهو يتوجه نحو الباب ويفتحه


" لقد تأخر الوقت.. سوف أرافقكِ حتى مدخل المنزل سيدتي "


شعرت بالعار بسبب رفضه لي الواضح.. أخفضت عيناي أنظر إلى الأسفل بحزنٍ كبير بينما وجنتاي اشتعلا بنيران لاسعة.. وقفت وركضت خارجة من الحظيرة نحو منزلي دون أن أنتظره.. أغلقت باب منزلي بهدوء وسقطت على الأرض أمامه جاثية على ركبتاي أبكي بحرقة.. شعرت بطعناتٍ حادة تخترق قلبي وبحزنٍ عميق أغرق روحي..


ماذا فعلت؟!!.. اللعنة عليّ كم أنا غبية؟!!.. كم أنا حمقاء.. لقد أهنت نفسي فقط... أطلقت العنان لدموعي الساخنة وبدأت تنهمر فوق خدودي بكثرة.. كنتُ أبكي بصمت أتحسر على نفسي وغبائي.. وقفت وألقيت بجسدي على الأريكة قرب المدفأة وتركت دموعي تُعبر عن مدى حزني.. كنتُ أشعر بالاختناق يُحيطُ قلبي و روحي و كياني.. دفنت رأسي في الوسادة ثم استسلمت للنوم أخيرا بعد ساعات من البكاء المرير...


استيقظت بإرهاق على صوت توماسو ينادي بإسمي برقة و أنا أتأوه بقوة بسبب الصداع اللعين في رأسي

" ماما أدلينا.. ماما.. ماما.. استيقظي... "


فتحت عيناي بضعف ورأيت توماسو يقف أمامي.. ابتسمت له بضعف وقلتُ له

" صباح الخير حبيبي.. "


انحنى وعانقني بشدة ثم قبل وجنتاي ثم استقام وقال لي بدهشة

" لماذا أنتِ نائمة هنا ماما؟ "


تنفست بعمق وقلتُ له

" لم أنتبه صغيري.. لقد غلبني النوم دون أن أشعُر "


ابتسم لي وقال بفرحٍ طفولي

" ماما إدوارد يريد أن يأخذ الحصان لكي ينظفه في البحيرة.. هل يمكنني الذهاب معه؟.. أرجوكِ "


" هممم.. نعم يمكنك توم.. لكن لا تبتعد عنه وابقى بجانبه "


أجابني موافقا وخرج مسرعا من المنزل قبل أن أقول له بأن يأخذ دوغي معه.. سمعتهم يبتعدون ولم أستطع أن أهتف لهم أن يتوقفوا ويأخذوا الكلب دوغي معهم بسبب إرهاقي الشديد.. نظرت إلى الكلب والذي كان يجلس على الأرض أمامي يرمقني بتمعن


" ماذا؟!.. ألا تُحبني أنتَ أيضا؟!!!.. ليس ذنبي إن لم يتذكروك.. أنا مُرهقة جدا ورأسي يؤلمني بشدة.. إياك أن تنبح وإلا رميتُك خارجا.. "


حسنا رغم تهديدي له إلا أنني أُحب هذا الكلب اللطيف.. تعلقت به بعد فترة قصيرة من تواجدهِ معنا.. بعد مدة خرجت برفقة دوغي من المنزل.. نبح بوجهي بقوة فنظرت إليه وتنهدت بعمق ثم قلتُ له


" لن يعودا قريبا.. ستذهب برفقتي "


نبح من جديد بوجهي فوضعت يدي على خصري وقلتُ له

" أنتَ تحبهما أكثر مني.. أعلم بذلك.. أيها الخائن فأنتَ تنام في منزلي وتأكل من طعامي ومع ذلك تُحب إدوارد أكثر مني "


رأيت بدهشة الكلب يغطي عينيه بخجل


رواية الكونت - فصل 11 - مشاعر غريبة

 
 

قهقهت بقوة وقلتُ به

" أوه نعم.. الحقيقة تجرح وتُخجل.. تعال دوغي لقد سامحتُك "


وبدأت أسير برفقته وأنا شاردة الذهن..


كنتُ أفكر بما يحدث لي وما هي تلك المشاعر الغريبة التي تعصف بقلبي و كياني.. مشاعر غريبة كانت تعصف في كياني وقلبي وتجعلني أرتعش من الخوف منها.. فجأة جحظتُ عيناي ونظرت حولي برعبٍ كبير وهمست بدمار نفسي


" أنا.. أنا أحبهُ... "


تجمدت قدماي في محلها ونظرت بصدمة كبيرة أمامي وهمست مجددا بخوفٍ كبير

" أنا أحب إدوارد.. أحبُه.. يا إلهي!!!... "


سقطت على الأرض وبدأتُ أبكي برعبٍ كبير.. أنا خائنة.. خائنة.. كيف أحببت ذلك المُغتصب.. كيف؟!!!!...


بكيت بتعاسة وبألم وبدأت أطلب السماح بسبب خيانتي العُظمة.. كيف أحببتهُ بعد كل ما فعلهُ؟!!.. كيف؟!!!.. كم أنا غبية... اقترب دوغي مني ولحس يدي بلسانه ونبح بحزن.. عانقتهُ إلى صدري وعاودت البكاء بتعاسة لا توصف وأنا أندب حظي التعس... بعد مدة طويلة وقفت وعاودت السير وأنا أفكر..


يجب أن أكون قوية.. أنا لستُ ضعيفة أبدا.. أنا قوية ويجب أن أتحمل نتيجة مشاعر قلبي الغبي.. ثم إدوارد لن يعرف أبدا بأنني وقعتُ في حُبهِ بحماقة ولن أخبرهُ أبدا بسبب كُرهي السابق له.. لن يعرف أبدا الحقيقة مهما حدث.. فقط أتمنى أن لا تعود إليه الذاكرة أبدا ويبقى معي ومع توماسو إلى الأبد.. بعد دقائق تمددتُ على الأعشاب وبجانبي دوغي..


رواية الكونت - فصل 11 - مشاعر غريبة

 

كنتُ أنظر بسعادة إلى السماء.. أنا امرأة عاشقة الآن.. امرأة عاشقة حتى النُخاع.. الشعور بالحب شيء جميل لم أختبرهُ مسبقا.. ابتسمت برقة بينما كنتُ أفكر بـ إدوارد.. يا ترى هل فقدان الذاكرة قد غيره وجعل منهُ إنسان رائع؟!.. إن كان كذلك أتمنى أن لا يسترجع ذاكرتهُ أبدا..


بعد مرور بعض من الوقت عدتُ برفقة دوغي إلى المنزل.. رأيت باب المنزل مفتوح.. ابتسمت بسعادة وركضت ودخلت إلى المنزل و أنا أهتفُ بسعادة


" توماسو.. توماسووووو.. أين أنتَ حبيبي؟ "


انتفضت برعبٍ كبير عندما رأيت تينو يقف أمامي.. حاولت أن أستدير وأهرب منه لكنه أمسك بمعصمي وسحبني نحوه وحاوط يديه على ظهري وسحق جسدي به.. بدأت أتخبط بين يديه برعبٍ كبير وأنا أصرخ به


" دعني أيها الحيوان.. دعنيييييييييييي... "


سمعت دوغي ينبح بقوة وفجأة صرخ تينو بقوة بألم.. أفلتني ورأيت بسعادة دوغي يعضهُ بساقه اليمنى.. حاولت الهروب منه لكنه أمسك بذراعي اليمنى بشدة وقال بغضب شل روحي


" إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة أدلينا؟.. أنتِ لي الآن... "


رأيتهُ يركل الكلب بساقه الأخرى لكن دوغي لم يتركه.. بخوفٍ كبير رأيتهُ يُخرج خنجر من حزام في خصره بيده اليسرى وطعن رأس دوغي به


" لاااااااااااااااااااااااا... دوغي لااااااااااااااااااااااا... لقد قتلته.. لقد قتلته أيها القذرررررررررررر... "


هتفت بهستيرية و أنا أرى الدماء تخرج من رأس دوغي ويقع على الأرض جثة هامدة.. كنتُ أبكي و أنتحب بشكلٍ جنوني ولم أشعر بـ تينو يسحبني إلى غرفتي.. شهقة مُرتعبة خرجت من فمي عندما رماني بعنف على السرير.. حاولت النهوض لكنني تلقيت منه صفعتين قويتين جعلت الدنيا تدور من حولي.. ارتخى جسدي على الفراش وأنا أحاول أن أخفف من ذلك الدوار الذي لف عالمي.. عندما فتحت عيناي رايتهُ برعب قد أزال سترته وقميصه وأصبح عاري الصدر..


حاولت النهوض والفرار لكنه أمسكني بكتفي ورماني مجددا بعنف على السرير وجثى فوقي وبدأ بتمزيق ثوبي..


" لاااااااااااا.. إدوارد.. إدواردددددد.. النجدةةةةةة.. أنقذني أرجوككككككك.. إدوارددددددددد... "


تلقيت صفعة قوية على وجنتي جعلت الدماء تخرج من زاوية فمي وأخرستني.. أغمضت عيناي بضعف وأنا أسمعهُ يقول بكره بينما تابع تمزيق فستاني


" من هذا إدوارد أيتُها الساقطة؟.. هل هو عشيقُكِ؟.. تكلمي؟... هل أصبح لديكِ الآن عشيق أيتُها العفيفة؟.. سوف أدمرُكِ.. سوف أغتصبكِ وأدمر جسدكِ بالكامل.. سترين... "


كنتُ منهكة فأنا لم أنام جيدا ليلة الأمس ثم بسبب صفعاتهِ عاد الصداع بقوة يجتاحُ رأسي.. لم أستطع مقاومتهُ عندما شعرت به يرفع يداي ويربطها بقماش فستاني الممزق على أعمدة السرير.. كنتُ أبكي بخوفٍ كبير وأنين متألم يخرج من فمي.. همستُ له بإرهاق وبعذاب


" أرجوك تينو.. لا تفعل.. أرجوك.. أنا أرملة شقيقُك الكبير.. أرجوك لا تفعل بي ذلك.. أرجوك.. أتوسل إليك لا تفعل بي ذلك.. "


لكنه لم يهتم وضحك بشر ورأيت برعب يديه تفك حزام سرواله ثم الأزرار وبفزعٍ كبير رأيتهُ يُخرج عضوهُ المقرف والمنتصب أمامي وبدأ يُمسدهُ بيده


" سوف أمتعُكِ.. سوف تشعرين بالنشوة والسعادة معي أدلينا.. قضيبي أكبر بكثير من قضيب أخي العجوز والقذر.. سوف تكونين لي أخيرا "


تملكني الجنون عندما بدأ يُزيل عني سروالي الداخلي.. منعتهُ عن فعل ذلك إذ بدأتُ أركلهُ لكنه وقف جاثيا على ركبتيه أمام ساقاي ولم أعد أستطيع ركله.. حاولت تحرير يداي من الأربطة لكنني لم أنجح.. صرخاتي المرتعبة ملأت المنزل بأكمله بينما كنتُ أبكي بشدة


" لاااااااااااااااااااااااا... إدوارددددددددددد... ساعدني أرجوكككككككككك... إدوارددددددددد.... "


بدأت أهز رأسي رفضا وأنا أتابع الصراخ بينما كان يمزق لي سروالي الداخلي...

" إدوارددددددددددددددددد... "


خرجت صرخة مُعذبة متألمة من أعماق قلبي وروحي عندما أصبحت مكشوفة أمام تينو بالكامل... وعندما شعرت برأس عضوه الذكري على فتحة مهبلي.. سمعتُ بصدمة كبيرة ركلة قوية على الباب وصوت إدوارد الغاضب


" أيها القذرررررررررر.. ابتعد عنهاااااااااااااااا... سأقتلك.. سوف أقتلككككككككك... "


" إدوارد... "


همست بسعادة وارتخى رأسي إلى الخلف على الوسادة وأنا أرى إدوارد يمسك تينو من عنقه ثم رفعهُ عاليا ورماه بعنف على الحائط.. نظر إليّ يقلق وغضبٍ كبير.. كانت عينيه مُخيفة.. لأول مرة أراهُ غاضبا إلى هذه الدرجة ورغم ذلك بريق من القلق ظهر بها وهو يتفحصني ويشملني بنظراته.. لم أهتم لأنه شاهدني عارية بالكامل.. بل كنتُ سعيدة وأنا أبكي لأنه أنقذني من تينو..


رأيت فكهُ يرتعش وعروق رقبته نفرت بشكلٍ مُخيف.. استدار فجأة وزمجر بغضبٍ مهول جعل جسدي يرتعش من الخوف.. ثم هجم على تينو والشبه الفاقد الوعي على الأرض وجلس على معدته وبدأ يوجه له لكمات متتالية على وجهه


" سوف أقتلُك.. سوف أقتلك.. سأقتلك أيها الحقير.. لمستها أيها النذل... من سمح لك بلمسها أيها اللعين.... من سمح لك؟.. كيف تجرأت يا حقير على لمسها... سوف أقتُلك.. "


كانت الدماء تسيل بكثرة من أنف وفم تينو.. لكن فجأة خرجت شهقة من فمي عندما رأيت توماسو يقف أمام الباب وهو ينظر برعب إليّ ثم بفزعٍ كبير إلى إدوارد و تينو.. أجهش توماسو بالبكاء وصرخ برعبٍ كبير


" لااااااااااااااا.. لا تقتله.. إنه عمي تينو.. أرجوك توقف... "


تجمد إدوارد وتوقف عن ضرب تينو ورأيتهُ ينظر إليه بصدمة كبيرة.. فتح تينو عينيه المتورمة ونظر بدهشة كبيرة ثم برعبٍ كبير إلى إدوارد وسمعتهُ بصدمة يقول لهُ بهمسٍ متلعثم


" سـ... ســ.. يدي... الــ.. الكـــ.. ونت... "


فتحت عيناي على وسعها ونظرت بفزعٍ كبير شل روحي وعقلي وجسدي بالكامل إلى إدوارد و تينو.. لا!!... لا لا لا لا لا... يا إلهي لااااااااا!.. لقد رأى الكونت... لقد عرفه.. تينو رأى إدوارد و.. وتعرف عليه بأنه الكونت بلاكيوس ويتلي.. ارتعش جسدي بجنون واغمضت عيناي بشدة وسالت دموعي كالنهر على وجنتاي الشاحبتين إذ لقد عرفت.. لقد عرفت بأنني خسرت إدوارد الآن و إلى الأبد....



انتهى الفصل








 

فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©