رواية الكونت - فصل 4 - آسف سيدتي الجميلة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية الكونت - فصل 4 - آسف سيدتي الجميلة

رواية الكونت - فصل 4 - آسف سيدتي الجميلة




آسف سيدتي الجميلة






فيرلا**



كنتُ أمشي بتوترٍ كبير في وسط الصالون وأنا أعتصر يداي ببعضها.. وقفت ونظرتُ إلى لورينزو بتوترٍ شديد ثم جلست على الأريكة بانهيار وأنا أفكر بخوف..

رواية الكونت - فصل 4 - آسف سيدتي الجميلة



 
نظرت إلى لورينزو وقلتُ له بتوتر

" هل أنتَ متأكد بأنكَ قتلتهُ حبيبي؟!!.. لقد مضى ثلاثة عشر يوما على اختفاء الكونت القذر ولم يجدوا أصدقائهُ الملاعين جثتهُ لغاية الآن.. كيف لم يجدوهُ وأنتَ تركتهُ بجانب حدود الغابة جثة هامدة على الأرض؟!!.. سوف أُجن.. أنا خائفة أن يكون أحدا ما قد وجدهُ وأنقذ ذلك القذر.. لكن الغريب لماذا لم يُبلغ حتى هذه اللحظة عن وجد بلاكيوس لديه؟!!... "

وقف لورينزو واقترب ناحيتي وأمسك بيدي وضغط عليها بحنية قائلا


" لقد قتلته بنفسي حبيبتي.. مُستحيل أن ينجو.. ربما حيوانات الغابة أكلت جثتهُ.. سوف ننتظر قليلا وبعدها سوف أذهب وأُطالب بميراثي.. أنا وريثهُ الوحيد والشرعي.. سوف أرثهُ وعندها سوف أطرد أصدقائه الفرسان من القلعة ونعيش معا للأبد ببذخ وسعادة "


أفلت يدي منهُ ونظرت إليه بغضب قائلة

" هل جُننت لورينزو؟.. لن يحدث ذلك بهذه السهولة.. الملك أرسل فرقة دعم إلى سان مارينو حتى يتم التفتيش عن بلاكيوس.. والقذر الملك أصدر بيان أن الكونت قد تم اختطافه.. هم يظنون بأنه تم اختطافه لذلك الغبي.. وهذا يعني بالنسبة لنا.. لا جثة لا إرث... إن لم يجدوا جثتهُ المتعفنة علينا أن ننتظر فترة ثلاث سنوات كاملة على اختفائه حتى يتم إعلانهُ ميت وعندها سوف يحقُ لك أن ترثهُ.. ونحن لا يمكننا أن ننتظر ثلاثة سنوات لعينة حبيبي.. أنا حامل منك إن نسيتَ ذلك ونحن نحتاج للذهب وبشدة.. صحيح ما أعطاني إياه ذلك الغبي بلاكيوس كثير لكنه لا يكفينا لسنة لأننا أنفقنا نصف المبلغ وأعطيناه لقطاع الطرق الأغبياء.. والآن حبيبي ماذا سنفعل إن لم يجدوا جثتهُ؟!.. أنا قلقة جدا الوقت ليس في حليفنا.. لقد سمعت أنهم فتشوا سان مارينو كلها عنه وبدأوا بالبحث في حدود سيرفالي.. ولم يجدوه بعد.. ماذا لو كان على قيد الحياة؟!!.. حينها سوف يتم سجنك والحكم عليك بقطع رأسك "

رأيت الرعب في عيون لورينزو وشعرت بالتوتر والخوف عندما همس بفزع

" مستحيل أن يكون بلاكيوس ما زال على قيد الحياة!!... مستحيل!!.. إن كان.. هذا.. هذا يعني نهايتي "

تنهدت بقوة وبدأت أفكر بحل... جلس لورينزو على الأرض أمامي وأراح رأسه على مسند الأريكة.. اقتربت منه ووضعت يدي على صدره ونظرت إلى البعيد أفكر بقلق
 

رواية الكونت - فصل 4 - آسف سيدتي الجميلة



 
 
في النهاية لمعت فكرة في رأسي وابتسمت بخبث وقلتُ له

" سوف ننتظر أسبوعين.. إن لم يجدوه سوف تذهب إلى سان مارينو وتكتب طعن بالقانون وترسلهُ للقاضي حتى يُعلن وفاة بلاكيوس وحينها سوف ترثه.. لا حل آخر لدينا.. ما رأيُك حبيبي؟ "


وقف لورينزو وساعدني بالوقوف ثم حاوط خصري بيديه وقبلني بوحشية على شفتاي وعندما ابتعد ابتسم بخبث وقال بفخر

" أنتِ أذكى امرأة رأيتُها في حياتي.. أحبُكِ فيرلا "


ابتسمت له بسعادة وقلتُ له
" اثبت لي حُبك إذا "


ضحك بقوة وحملني بين يديه وصعد بي إلى غرفتنا ومارسنا الحب بعنف وشغف...


 

ألكسندر***


 
ذهبت برفقة ثلاثين جُندي إلى منزل ذلك الحقير فابيو ميديشي.. كان الغضب يُحرق عقلي وكياني لمعرفتي بأن القذر كان مع قطاع الطرق عندما هاجموا الكونت.. سوف أجعلهُ يدفع الثمن غاليا بعد أن يعترف لي إلى أين أخذوا الكونت وما فعلوا به...


وقفنا أمام باب منزله وأشرت لمجموعة من الجنود ليُحاصروا المنزل من كل الجهات والبقية انتظروا أوامري.. ترجلت عن حصاني واقتربت من الباب.. أمسكت سيفي ورفعته وأشرت لجنديين بجانبي بخلع الباب.. ركل الجُندين الباب وانفتح بقوة على مصراعيه وأصدر صوتً مرعبا.. دخل الجنود إلى المنزل وسمعت صرخة نسائية مُرتعبة تلاها صوت فتاة تهتف برعب


" أمي ي ي ي ي ي... "


دخلت إلى المنزل دون أن أهتم لخوفهم ولكن تجمد جسدي فورا عندما رأيت فتاتي أمامي.. يولينا ميديشي هي ابنة ذلك القذر فابيو؟!!!!.. فكرت بصدمة بينما كنتُ أنظر إليها بدهشة وهي برعبٍ كبير..


كانت تُعانق جسد والدتها وهما ينظران إلينا بفزعٍ كبير.. حاوطوهم جنودي ورفعوا سيوفهم ناحيتهم بانتظار أوامري.. عندما استفقت من دهشتي نظرت بحزن إلى يولينا وأعدت وضع سيفي في حزامه .. لم أتوقع أبدا أن تكون يولينا ابنة ذلك النذل.. تنهدت بهدوء وأمرت الجنود قائلا بصوتٍ صارم


" أخفضوا سيوفكم.. سوف أستجوبهم أولا وبعدها سأقرر مصيرهم "


ثم أشرت لثلاثة جنود بيدي ليتحركوا وأمرتهم
" أنتم.. فتشوا المنزل فورا.. وجدوا لي ذلك الحقير فابيو "


عندما بدأوا بالتفتيش اقتربت من يولينا والمرأة التي بجانبها.. أظن بأنها والدتها.. نظرت إلى يولينا بهدوء.. كانت ترتعش بقوة وهي تنظر إليّ برعب.. شعرت بقلبي يعتصر بشدة وشعرت بالحزن لأنها خائفة مني..


" اللعنة على ذلك... "


همست بقهر بتلك الكلمات لأنني لا أريدُ من فتاتي أن تخاف مني أكثر.. ثوانٍ قليلة مضت وقف الجنديين أمامي وقال لي واحد منهما


" سيدي.. لا أثر لـ فابيو في المنزل.. هو ليس هنا "


شعرت بالغضب الشديد لأنني الآن يتوجب عليّ بأخذ رهينة منهما.. يولينا أو والدتها.. وهذا ما لا أريدهُ لأن يولينا سوف تكرهني.. لكن من أجل بلاكيوس سأفعل وأدوس على قلبي.. نظرت إلى والدة يولينا وقلتُ لها بنبرة هادئة
" أتمنى أن تُخبريني فورا أين هو زوجكِ فابيو سيدة ميديشي.. وأريدُ أن أعرف إن كنتِ تعلمين بأنه كان مع قطاع الطرق في ذلك اليوم الذي تم به اختطاف الكونت.. "


شهقت يولينا بقوة بينما والدتها جحظت عيونها ونظرت إليّ برعبٍ كبير.. رفعت حاجبي بدهشة وسألتُها بنبرة جامدة
" ماذا؟!!.. لا تقولي لي بأنكِ لم تكوني تعلمين بتحركات زوجكِ فابيو؟.. لن أخرج من هنا قبل أن تعترفي بكل شيء "
استدرت وأمسكت بمقعد خشبي قديم جداً ثم وضعته أمامهما وجلست ونظرت إليهما ببرود.. كتفت يداي وكلمت والدتها قائلا


" تكلمي.. أنا أستمع... "


ارتعشت بقوة أمامي وابتعدت عن ابنتها قليلا وقالت بتلعثم
" ســ.. ســ.. سيد ألكسندر.. أنا لا أعرف شيئا صدقــ.. صدقني.. زوجي فابيو اختفى فجأة بعد يومين من اختفاء الكونت "


نظرت إليها بغضب وهتفت بحدة بوجهها
" لا تكذبي ي ي ي... اعترفي الآن أين يختبئ زوجكِ و إلاااااااااااا... "

نظرت إلى يولينا وتابعت قائلا بهدوءٍ مُرعب
" و إلا أخذت ابنتكِ رهينة لدينا حتى تتكلمي.. أو حتى يظهر زوجكِ النذل ويعترف بكل شيء "

نظرت يولينا إليّ بفزع وبذهول تام.. وتساقطت دمعتين من عينيها الجميلتين.. 
 
 
رواية الكونت - فصل 4 - آسف سيدتي الجميلة



تحركت والدتها وركضت وجثت أمامي على ركبتيها وقالت لي ببكاء

" لا أرجوك لا تفعل.. لا تأخذ ابنتي كرهينة.. لقد سبق وخسرت ابنتي الكبرى بسبب غبائي ولا أريدُ أن أخسر صغيرتي أيضا.. أتوسل إليك خذني بدلا عنها.. لكن لا تأخذ ابنتي يولينا.. أرجوكككككككك لا تأخذها.. صدقني نحن لا نعرف شيئا عما فعلهُ زوجي النذل.. صدقني أرجوكككككككككك.. أرجوك سيد ألكسندر صدقني.. أنا لا أكذب "

وقفت وأشرت لجندي لكي يُبعد والدتها عني.. وفورا أمسك بها وجعلها تقف وأبعدها من أمامي وسحبها إلى زاوية الغرفة.. كانت تبكي وهي تهتف بلوعة عندما رأتني أقترب من ابنتها يولينا..

" لااااااااااااااااا.. أتوسل إليك لا تقترب من ابنتي.. أرجوك.. لا تأخذ ابنتي.. أرجوككككككككك لا تفعل.. لا تلمس ابنتي "

لم أكترث لها بل اقتربت أكثر من يولينا والتي كانت جامدة كالتمثال أمامي تنظر إليّ برعبٍ كبير.. وقفت قريبا جدا منها ونظرت برقة إلى ملامح وجهها البريء والذي أعشقهُ بجنون.. رفعت يدي اليمنى ولمست خدها الأيمن برقة بأصابعي وفورا شعرت بنعومة بشرتها الحريرية والناعمة.. ارتعشت يولينا بقوة وهي تنظر إليّ بفزعٍ كبير ثم أبعدت وجهها بعنف بعيدا عن ملمس يدي.. نظرت إلى يدي ثم إليها وقلتُ لها بهدوء

" يولينا ميديشي.. إذن أنتِ ابنة ذلك القذر فابيو!.. من كان يتخيل ذلك؟!.. لقد اندهشت فعلا.. كيف لحقير مثلهُ أن ينجب ملاك مثلكِ!!.. هذا غريب!.. "

كانت تتأملني بخوف ولكنها حاولت أن تُخفيه عني ونظرت إليّ بشجاعة وبكره وسمعتُها تقول بغضب
" أنتَ هو القذر والحقير هنا.. إياك أن تشتُم والدي بتلك الألفاظ.. أنتم النبلاء من حولتموه إلى ذلك الشخص.. أنا أكرهُك وأكره كل طبقتكِ الراقية المنحطة.. أنتم أقذر من ما كنتُ أتخيل "

كنتُ جامد بذهول ولم أستطع تصديق ما تفوهت به للتو.. وفي أقل من ثانية شعرت بشيءٍ لزج يُغطي وسط وجهي وسمعت الجنود يشهقون بصدمة.. لقد بصقت على وجهي!.. لقد أهانتني أمام جنودي وبصقت بوجهي أيضا.. 
اشتعلت نيران الغضب في صدري وبهدوءٍ مخيف أخرجت منديل من جيب سترتي ومسحت وجهي من لُعابها.. كانت تنظر إليّ بغضب وكرهٍ كبيرين ولكن رغم ذلك كان جسدها الجميل يرتعش بوضوح أمامي..

ابتسمت بخبث ووضعت المنديل بجيبي ودون أن أفكر رفعت يدي وصفعتُها بقوة على وجنتها اليمنى
" لاااااااااااااااااااااا.. ابنتي ي ي ي ي ي... لا تضربها أرجوككككككككككك.... "

هتفت والدتها بهستيرية بينما يولينا كانت تضع يدها المرتعشة على وجنتها وجسدها يهتز بقوة.. ولكن وبدهشة رأيتُها تُبعد يدها بسرعة عن وجنتها وأخرجت شيئا من جيب ردائها وصرخت بغضب وقفزت بكامل قوتها عليّ لأقع على الأرض بقوة وهي فوقي تجلس على معدتي..

كانت تضع نصل الخنجر على عنقي وهي تجلس على معدتي وتنظر إليّ بكرهٍ كبير.. اللعنة إنها رائعة.. فكرت بدهشة وأنا أنظر إليها بإعجابٍ تام.. رأيتُ جُندي يقف خلفها وهو يرفع سيفه ناحيتها.. رفعتُ يدي بسرعة وأشرت له حتى يتوقف ويبتعد.. وابتعد فورا عنها.. نظرت إلى يولينا وقلتُ لها بهدوء

" هل تعلمين.. لقد أدهشتني فعلا بشجاعتكِ.. ألا تعلمين من أنا وما يمكنني فعلهُ بكِ الآن؟ "

نظرت إليّ بكره وضغطت نصل الخنجر أكثر على عنقي وقالت من بين أسنانها بحدة
" لا يهمني من أنت وماذا تستطيع فعلهُ.. لا يحقُ لك أن تدخل إلى منزلنا وتقوم بإرهابنا.. سوف تخرج من منزلي فورا أنتَ وجنودك وإلا قتلتك "

ضحكت بخفة وقلتُ لها بخبث وبإعجاب
" أنا الفارس ألكسندر أنسة يولينا.. لقد قمتُ بتدريب ألاف الجنود يوميا على المحاربة وكيفية استخدام السيف والمبارزة.. خنجركِ هذا لن ينفعكِ بشيء "

وفي ثانية أصبحت هي نائمة على الأرض وأنا فوقها أحاصرها بجسدي وخنجرها الصغير بيدي.. نظرت إليّ بصدمة كبيرة بينما كنتُ ابتسم لها بخفة وأنا ألوح بيدي بخنجرها الصغير أمام وجهها..

" مؤسف أليس كذلك؟... "

قلتُ لها بهمس ورميت خنجرها بعيدا ثم قفزت بسرعة ورفعتها لتقف ثم حملتُها من خصرها ووضعت جسدها على كتفي وأمرت الجنود قائلا

" فلنخرج من هنا سوف نعود إلى القلعة فورا "

ثم نظرت إلى والدتها وقلتُ لها
" ابنتكِ سوف تكون بضيافتي في القلعة حتى يظهر زوجكِ أو تقرري الاعتراف بما تعرفينهُ وخاصة عن مكان فابيو الحالي.. الوداع سيدة ميديشي "

خرجت من المنزل وأنا أضحك بمرح على ركل وضرب يولينا لي بعنف وخاصةً على شتمها لي.. يبدو أن إقامتها في القلعة سوف تكون مثيرة جدا....


 

يولينا***

 
كنتُ أنظف المنزل وأنا أفكر بحزنٍ كبير.. منذُ ثمانية أيام ذهب والدي في الصباح الباكر وأخذ معهُ سيفه.. شعرتُ بالقلق أنا و والدتي كارين.. ولكن طمأنتها أنه لا بد يريدُ بيعه في سوق القرية لأنه مدين لذلك القذر تينو.. تينو القذر وهو يكون شقيق زوج أدلينا المقرف.. أتمنى أن تكون الشياطين تُعذبهُ لـ جاكوبو في الجحيم على كل ما فعلهُ بشقيقتي المسكينة أدلينا..

ترقرقت الدموع في عيناي بينما كنتُ أضغطت على قلادتي بقبضتي وبشدة..

رواية الكونت - فصل 4 - آسف سيدتي الجميلة

 
 
هذه القلادة رغم أنها ليست ثمينة ومصنوعة من الحديد إلا أنها هدية لي من أدلينا.. هديتها الوحيدة لي والتي تساوي كنوز العالم بنظري.. انسابت دمعة حزينة على خدي ومسحتُها بسرعة لكي لا تراها والدتي.. 

أدلينا شقيقتي تكبرني فقط بثلاث سنوات وهي تُشبه أمي كثيرا من حيثُ الشكل ولون الشعر.. أما أنا لا أشبه والدتي بل والدي اللعين.. أشكر الله بأنني أشبههُ فقط بالشكل وليس في العقل وأخلاقهِ المقرفة وهذا لحُسن حظي.. 

تنهدت بحزن وأنا أفكر.. ما عانتهُ أدلينا على يد ذلك النذل زوجها كثير والآن شقيقهُ الحقير تينو لا يتركها بسلام.. تنهدت بحزن بينما كنتُ أنظر إلى والدتي.. أمي المسكينة.. لقد بكت وانتحبت وتحملت الكثير منذُ تلك الليلة التي أتى بها ذلك الحقير جاكوبو أثناء الليل في أول يوم زواجه وطلب من أمي أن تأتي برفقته لأمرٍ ضروري..

كنتُ طفلة ولم أفهم حينها ما يحدث.. فبعد عودة والدتي من منزل ذلك الحقير سمعتُها تبكي وهي تهتف بلوعة وبتصميم بوجه أبي.. أغمضتُ عيناي بشدة وتذكرت ما حدث في تلك الليلة...


العودة إلى الماضي*


كنتُ نائمة عندما عادت والدتي إلى المنزل واستيقظت برعب عندما سمعتُها تهتف بغضب وببكاء على والدي فابيو

" أيها الحقيررررررررر.. لقد بعت ابنتي فلذة كبدي إلى عجوز نذل و مُنحط و مريض.. لقد اغتصب طفلتي بوحشية وكادت أن تموت الليلة.. آااااااااااااااااه يا طفلتي.. طفلتي المسكينة لم تكن تعرف ما يحدث معها.. طفلتي أنا طلبت مني وتوسلت إليّ حتى أُعيدها معي وأنا ماذا فعلت.. قلتُ لها بحقارة بأنني لا أستطيع لأنك سوف تغضب مني.. أنا أكرهُك.. أكرهُك.. لقد دمرتَ ابنتي ودمرتني.. لو ترى كيف كانت تنظر إليّ بصدمة بعد ما تفوهت به.. تمنيتُ أن أموت فورا.. تمنيتُ الموت على أن أرى ابنتي أدلينا تنظر إليّ بتلك الطريقة.. لقد اكتفيت منك ومن شرك وحقارتك.. سوف أذهب الآن إلى منزل الكاهن وأخبرهُ بكل شيء.. سوف أطلب مساعدتهُ حتى ينقذ طفلتي من أيدي ذلك العجوز المنحط جاكوبو.. أريدُ ابنتي أن تعود إلى حضني.. أريدُ حمايتها.. سوف أطلب منها السماح لآخر يوم في حياتي لأنني كنتُ جبانة وتركتُك تبيعها لذلك المغتصب اللعين "

نزلت عن السرير بسرعة ووقفت أمام باب غرفتي بصدمة وأنا أرى والدي يركض ناحية أمي ويمسكُها بعنقها وهو يهتف بوجهها بغضبٍ مرعب

" سوف أقتلكِ أيتها اللعينة إن فعلتِ ذلك.. لقد أعطاني قطعتين من الذهب مقابل أن أسمح له بالزواج منها.. هي زوجته ويحقُ لهُ أن يفعل بها ما يريد.. ولا أهتم بما فعلهُ بها.. إن تكلمتِ مع الكاهن وأخبرته سوف أبيع يولينا إلى أقذر رجل في سان مارينو وبعدها سوف أقتلكِ "

قاومتهُ أمي كارين وابتعدت عنه.. كان وجهها أحمر مثل الدم وكانت تسعل بقوة وعندما هدأت نظرت إليه بكره وقالت له

" لن تتجرأ على فعل ذلك لأنني لن أسمح لك.. هل سمعت؟.. لن أسمح لك.. سوف أقتلك.. بناتي ليسوا للبيع.. لقد تحملت طيلة عمري معك الضرب والإهانات والعذاب.. ولكني لن أسكت بعد الآن.. لن أسكت.. لقد طفح الكيل بي.. أنا السبب لما عانته طفلتي الليلة على يد جوزها الحقير.. يا ليتني رفضت وعارضتك على تزوجيك لها لكنني كنتُ جبانة لعينة.. لكن سوف يتغير كل شيء الآن لأنني لم أعد أخافُك.. سوف أشتكِ عليك وأعيد ابنتي إليّ.. إنها ابنتك أيضا يا لعين.. وأنتَ لستَ مهتم بما فعلهُ بها زوجها القذر.. آااااااااااااااه... "

صرخت أمي بألم في النهاية عندما أمسكها أبي بشعرها ورماها على الأرض وبدأ يركلها بقوة.. هتفت برعبٍ كبير وركضت وأمسكت بذراع والدي حتى أبعدهُ عن أمي لكنه رماني بعيدا وسقطت بقوة على الأرض لكن رأسي تلقى ضربة قوية وشعرت بشيء لزج يخرج منه وفقدت الوعي بعدها...

استفقت بعد مدة طويلة ورأيت نفسي نائمة على الأرض في غرفة المعيشة.. تأوهت بألم وأنا أضع يدي على رأسي من الخلف.. شعرت بدماء متجمدة على شعري ولكن صرخة مُرتعبة خرجت من فمي عندما رأيت أمي غائبة عن الوعي والدماء تبلل وجهها وثيابها.. وقفت بسرعة ورغم ألمي ركضت نحوها وجلست على ركبتاي بجانبها وبدأت أبكي برعب وأنا أهتف لها بخوفٍ مميت

" أمي.. أمي ي ي ي.. استيقظي.. أميييييييييي.. افتحي عينيكِ أرجوكِ.. أمي ي ي ي ي..... "

أبي لم يكن في المنزل وكان ما زال الوقت ليلا.. حاولت أن أجعل أمي كارين تستفيق لكنني فشلت وبسرعة خرجت من المنزل وذهبت إلى منزل حكيمة القرية وترجيتها حتى تأتي معي وترى والدتي..

في تلك الليلة كن أبي قد فعل الفظائع بأمي.. كان قد كسر لها ضلع ويدها اليسرى.. ولم يعد يظهر من ملامح وجهها سوى القليل.. وجسدها كان ممتلئ بالرضوض والجروح.. وبالكاد استطاعت الحكيمة مساعدتها..

وعندما استفاقت أمي وعدتني بأننا سوف نهرب ونذهب لجلب أدلينا ونهرب من سان مارينو إلى الأبد.. وبعد شهر عندما تحسنت أتت الليلة التي سوف نهرب بها وننقذ أدلينا.. لكن والدي شعر بما ننوي فعلهُ و......

 

العودة إلى الحاضر*


وهنا فتحتُ عيوني بعد تذكري لما حدث وبكيت بصمت.. في ليلة هروبنا عرف والدي وطعن أمي بالسكين في كتفها بعد أن تلقت منه ضرب لا يستطيع إنسان أن يتحمله.. وضربني أيضا بشدة.. وهددنا إن حاولنا الهروب مجددا سوف يلحق بنا ويقتلنا جميعا حتى لو كان هذا آخر شيء سوف يفعلهُ في حياته...

وهنا عندما ساعدت الحكيمة أمي وذهبت نظرت والدتي إليّ بانكسار وطلبت مني أن لا أُخبر أدلينا بما حدث وجعلتني أقسمُ لها بذلك وأنها آسفة لأنها عجزت عن مُساعدتي وبالأخص عن مُساعدة أدلينا والهروب.. وعندما كانت أدلينا تهرب من منزل زوجها في الغابة وتأتي لرؤيتي حاولتُ إخبارها بما حدث لكن بسبب وعدي لأمي التزمتُ الصمت.. وشعرت بالحزن لآن أدلينا باتت تكره أمي بكثرة وترفض رؤيتها.. فقط لو تعرف ما عانتهُ والدتي كانت سوف تُسامحها..

منذ ذلك الوقت تغيرت أمي كثيرا وباتت تحميني بروحها من والدي ولا تسمح له بضربي أو إهانتي وأعطتني خنجر وطلبت مني أن أحمله دائما حتى أحمي نفسي من أبي فابيو.. كنتُ كل يوم أسمعها في الليل عندما كانت تظن بأنني نائمة تبكي وتطلب السماح من أدلينا..

مسحتُ دموعي لدى تذكري لك تلك المآسي.. ثم نظرت حولي وتذكرت ما حدث منذ ثمانية أيام و بالتحديد في ذلك النهار الذي عرفت به أن الكونت بلاكيوس قد اختفى...

 

منذ ثمانية أيام ماضية*


كنتُ أنظف غرفة المعيشة عندما توقفت واستدرت ونظرت إلى والدتي.. كانت تُحيك لي غطاء من الصوف.. اقتربت منها وقلتُ لها بحنية

" ماما.. ماذا ترغبين بتناوله على الفطور؟ "

ضحكت بداخلي بحزن فكل ما يوجد لدينا الآن من طعام في المنزل هو البيض فقط وبعض من الخبز.. رفعت أمي نظرها وابتسمت لي بحنية قائلة

" لقد أكلت حبيبتي قبل أن تستيقظي.. توقفي عن التنظيف وتناولي وجبة فطوركِ "

ابتسمت لها بوسع وقبلت جبينها وذهبت إلى المطبخ.. غسلت يداي ونظرت في الخزانة وتنهدت بحزن.. أربعة بيضات ما زالت موجودة في مكانها.. أمي كذبت ولم تتناول شيء.. يبدو أنها لا تعلم بأنني أعرف كم لدينا من البيض في المنزل... تنهدت بحزن وأمسكت بيضتان وقمتُ بصلقها ثم قطعتها إلى قطعٍ صغيرة في طبق من فخار وأخذت رغيف خبز ودخلت إلى غرفة المعيشة.. ابتسمت وأنا أضع الطبق أمام أمي على المنضدة وقلتُ لها

" لقد شبعت.. ما رأيكِ أن تأكلي ما تبقى من وجبتي؟ "

نظرت إليّ بتمعن ثم تنهدت بخفة وقالت بشك
" حقا شبعتي يولينا؟ "

أشرت لها موافقة وبسعادة رأيتها تمسك بالطبق وتضعه على حضنها وبدأت تأكل.. عندما انتهت أخذت الطبق منها وغسلته ثم دخلت إلى الغرفة ونظرت إليها بقلق عندما رأيت والدي الحقير فابيو يدخل إلى المنزل بعاصفة وهو يلهث ويبدو عليه الخوف والقلق.. والغريب وجهه كان شاحب جداً.. شهقت بدهشة عندما رأيت ثيابه مُلطخة بالدماء.. أتمنى أن يموت.. همست بداخلي ولكنني لم أعر أهمية له..

تبادلنا نظرات الشك أنا وأمي بين بعضنا عندما بدأ يُسدل الستائر عن النوافذ.. ثم نظر إلينا وقال بكره
" إن تفوهتم بحرف أمام أحد سوف أقتلع رؤوسكم من مكانها "

ثم دخل إلى غرفته وخرج بعد ساعتين من المنزل.. لم نهتم له أنا و والدتي ولكن في الظهيرة شاع خبر اختطاف الكونت في القرية وشعرت بالريبة.. وعرفت أن والدي متورط باختفائه وخاصةً لأن والدي فابيو خرج بعد يومين من المنزل ولم يعُد أبدا..

 

العودة إلى الحاضر*


عندما تذكرت ما حدث نظرت إلى والدتي وقلتُ لها

" أمي.. لقد مضى ثمانية أيام على اختفاء الكونت.. لقد اختفى في نفس اليوم الذي أتى به والدي إلى المنزل وهو يحمل سيفه وثيابه ممتلئة بالدماء.. هل تظنين بأنهُ متورط باختفائه؟!.. حاصة لأنه ذهب من المنزل بعد يومين من اختفاء الكونت ولم يعد لغاية الآن.. أظنهُ هرب وأنا متأكدة بأنه متورط بعملية اختفاء الكونت "

نظرت والدتي إليّ بتفكيرٍ عميق ثم تنهدت وقالت
" أتمنى ذلك.. أتمنى أن يكون متورط حتى أتخلص منه إلى الأبد ونستريح من قرفه "

ابتسمت لها وتابعت تنظيف المنزل.. بعد ساعة شعرت برعبٍ كبير إذ سمعت حوافر كثيرة للخيول قرب منزلنا وبأقل من ثانية سمعت خبطة مُرعبة على الباب ورأيتهُ ينفتح بقوة على مصراعيه وجنود بعددٍ هائل يدخلون إلى منزلنا دون استئذان وحاصرونا..

" أمي ي ي ي ي ي... "

هتفت برعب واحتضنت أمي بشدة ونظرنا بفزعٍ كبير إليهم.. ثواني ورأيتُ رجل يدخل إلى منزلنا.. توقف قلبي عن النبض للحظة ثم خبط بقوة داخل صدري وبدأ ينبض بسرعةٍ جنونية.. إنه الفارس ألكسندر.... فكرت بذهول وأنا أنظر إليه بخوفٍ كبير..

إلهي.. إنه رجل أحلامي!!.. رجل أحلامي يقف أمامي وفي منزلي.. فكرت بدهشة رغم خوفي منه.. لقد التقيت به منذ ستة أشهر في سوق سان مارينو.. كان حينها برفقة الكونت.. أتذكر جيدا ما شعرت به عندما تلاقت نظراتنا.. كنتُ أقف مثل الغبية أتأملهُ من بعيد بهيام.. معظم نساء سان مارينو واقعون وبشدة بالكونت.. صحيح الكونت وسيم جدا لكن الفارس ألكسندر هو من جذبني أكثر.. كان فائق الوسامة بطوله وعضلاته وعرض كتفيه وشعره ووجه الوسيم و عيونه.. آاااااااااه من تلك العيون الزرقاء ما أجملها... لم أصدق نفسي عندما نظر إليّ وابتسم لي ابتسامة صغيرة..

وبعد ذلك النهار كنتُ ألتقي به دائما في السوق.. شعرت بالخوف من مُحاولاتهِ الكثيرة بالتقرب مني.. هو فارس ونبيل بينما أنا من عامة الشعب وفقيرة.. وعرفت بأنهُ يريد أن يستغلني ولم أخبرهُ سوى باسمي ورفضت بعدها التكلم معهُ وكنتُ أتحاشى أن ألتقي به أو أنفرد به..

ولكن ها هو الآن في منزلي وهو يُخيفني لأنني لا أعلم السبب... و يا ليتني لم أعرف السبب.. شعرت بالحزن والغضب عندما عرفت أنه يظن بأنني و أمي نعرف بما فعله والدي وأين هو مُختبئ الآن.. عندما شتم ألكسندر والدي لم أهتم لكنني دافعتُ عن والدي فابيو رغما عني ليس لمحبتي الكبيرة له ولكن رفضت فكرة أن يُهيننا في منزلنا..

و يا لحظي التعس شعرت بالرعب عندما أصبح فوقي بعد أن هاجمتهُ مثل الغبية وهددتهُ بخنجري.. اقشعر بدني بقوة بسبب قربهُ الشديد مني وشعرت بصدمة كبيرة عندما رأيت خنجري بيده.. كيف سحبهُ من يدي وكيف أصبحتُ أسفلهُ؟!!.. لا أدري كيف... 

فجأة حملني على كتفه وخرج بي من المنزل وهنا بدأتُ أبكي برعب وأنا أسمع صرخات والدتي وتوسلاتها له المريرة حتى لا يأخذني.. كنتُ خائفة على أمي وبكثرة.. من سوف يعتني بها ويجلب لها الطعام؟!.. كنتُ بالخفاء أبيع الفساتين التي كانت تحيكها لي حتى أجلب لها الطعام دون أن تعلم وكنتُ أقول لها أن أدلينا أعطني إياهم.. رغم أن شقيقتي أدلينا كانت تُعطيني الكثير من الفاكهة والخضار في كل مرة أذهب لزيارتها في منزلها..

" أتركني ي ي ي ي.. دعني أيها الهمجي... "

سمعتهُ برعب يضحك بقوة ثم وقف فجأة وأنزلني على الأرض لكنه حاصر خصري بيديه.. كان قربه مني يجعلني أرتعش بقوة وخاصة عندما رأيت كيف كان يشملني بنظراتهِ الجائعة والغريبة.. حاولت أن أبتعد عنه لكنه جذبني إليه أكثر وهمس بأذني قائلا

" لا تُقاومي يولينا.. لأنني لن أسمح لكِ بالابتعاد عني أو الهروب "

فتحتُ فمي بدهشة لكنه لم يُعطني الوقت عن أعترض إذ فجأة ابتعد وقفز على ظهر حصانه وبلمحة عين أمسك بكتفي ورفعني وجعلني أجلس أمامه على الحصان.. نظرت ناحية المنزل وانسابت دموعي بكثرة وأنا أرى والدتي تبكي وتصرخ وتتوسل لذلك الهمجي ألكسندر لكي يتركني ويأخذها بدالا عني.. أدرت رأسي ونظرت إلى الفارس ألكسندر بحزن وقلتُ له ببكاء

" لن أقاوم ولن أحاول الهروب منك أعدُك.. لكن أرجوك دع أحدا يهتم بأمي ويرسل لها الطعام.. هي.. هي وحيدة وأنا سندها الوحيد الآن بعد أن هرب والدي "

نظر ألكسندر إليّ بعمق ثم أبعد رأسه و أشار لأحد جنوده ليقترب وأمرهُ قائلا
" أنت.. منذ الغد سوف تأتي صباحا ومعك كل ما تحتاج إليه سيدة ميديشي من طعام وخضار وفاكهة.. ولن تتوقف عن فعل ذلك إلا إذا أمرتك حتى تفعل "

ثم نظر إلى الجنود وقال
" هيا بنا إلى القلعة "

ثم ركل حصانه بخفة بقدمه وبدأ الحصان يعدو بسرعة كبيرة بينما كنتُ ابكي بلوعة وأنا أنظر إلى الخلف ناحية والدتي المنهارة....


 

بلاكيوس***


 
" مامااااااااااا.. مامااااااااااااا... "

نهضت بسرعة دون أن أبالي بألمي وركضت بخطوات حاولتُ جلها سريعة وأنا أشعر بالخوف عليها.. لقد حدث شيء لها بالتأكيد.. خفق قلبي بشدة بسبب خوفي عليها ودخلت إلى المنزل دون استئذان ثم اقتربت برعب من باب غرفتها وفتحته..

وهنا وقفت بأرضي جامدا بصدمة كبيرة بسبب ما رأيته.....

كانت أدلينا شبه عارية وهي مُتسطحة على الأرض وتمسك بقدمها اليمنى بيد وبيدها الأخرى تمسح بها كاحلها المتورم.. لم أهتم لعريها بل شعرت بالقلق والخوف عليها عندما رأيت إصابة كاحلها.. ركضت نحوها وجلست على ركبتاي أمامها وقلتُ لها برقة

" دعيني أساعدُكِ سيدتي "

و يا ليتني لم ألفظ تلك الكلمات.. إذ فجأة تجمد جسد أدلينا ورأيتها ترفع رأسها ببطء وشاهدت بذهول نظراتها المُرتعبة.. كانت تتأملني بطريقة جعلت قلبي يعتصر بداخلي بشدة.. الرعب والخوف الكبير كان ظاهرا على ملامحها وعيونها الكبيرة.. رفعت يدي بهدوء نحوها وقلتُ لها برقة

" لا تخافي مني سيدتي.. أنا لن أؤذيكِ.. اسمحي لي بمساعدتكِ سيدتي "

كانت جامدة كليا فقط الخوف والرعب الكبير هو كل ما كان يظهر في عينيها الجميلتين.. أخفضت رأسي وتحاشيت النظر إلى جسدها الشبه عاري ونظرت إلى كاحلها.. وما أن رفعت يدي اليمنى ووضعتها بخفة على كاحلها حتى انتفضت بعنف وبدأت تهتف بهستيرية عجيبة

" لااااااااااااااااااااااا.. لا أرجوك.. ابتعدددددددددددددد.... "

نظرت إليها بذهول ورأيتها تبكي وهي ترتجف بعنف وترفع يديها تغطي بها ما برز من صدرها من ثيابها الداخلية.. اقتربت منها وقلتُ لها برقة حتى تهدأ

" لا تخافي مني أرجوكِ.. فقط سوف أساعدكِ "

هزت رأسها رفضا وهتفت بفزع
" لالالالالالالالا... لااااااااااااااااااااااااا... دعني أرجوكككككككككككككك.... "

هي منهارة كليا بسبب خوفها من قربي منها.. ما الذي فعلتهُ بها حتى أصبحت تخافني إلى هذه الدرجة؟!!!... وقفت وانحنيت ورفعت جسدها بيداي.. رغم الألم الرهيب في كتفي وحصري إلا أنني تحملته لأجلها وما أن كنتُ على وشك السير وقفت جامدا إذ لصدمتي الكبيرة بدأت تتخبط بين يداي وتركل بجنون وهي تهتف برعب

" لاااااااااااااااااااااا.. لا أرجوك لا تفعل.. أرجوككككككككك.. دعني أرجوكككككككككك... "

نظرت إليها بصدمة وسمعت الصغير توماسو يبكي برعبٍ كبير.. نظرت إليه وقلتُ له بحنان
" سيدي الصغير.. لا تخف.. توقف عن البكاء.. أنا لن أؤذي والدتك "

نظر إليّ برعب وكتم شهقاته وهز رأسه موافقا.. نظرت إلى سيدتي أدلينا وقلتُ لها بهدوء
" لا تخافي مني.. أنا لن أؤذيكِ سيدتي "

لكنها بدت كأنها في عالم آخر وكأنها لم تسمعني.. لم تتوقف عن التحرك والركل بساقها السليمة وضربي بيديها وهي تهز رأسها بجنون.. شعرت بالحزن وفجأة تأوهت بألم عندما خدشت عنقي بأظافرها وصفعتني على خدي الأيسر بقوة ثم أمسكت بخصلات شعري وجذبته بشدة.. شعرت بلسعة حارقة في عنقي وبألم بسبب سحبها لشعري بقوة بالإضافة إلى الألم الرهيب الذي فتك بخصري وكتفي ولكنني تحاملت لأجلها ومشيت بهدوء ناحية السرير ووضعتها بخفة عليه..

انتفضت بقوة ورفعت الغطاء على جسدها تستره وبدأت تهز رأسها رفضا وهي تبكي وتصرخ بجنون

" لا تلمسني ي ي ي ي... ابتعد.. لااااااااااااااااااااا... "

جلست بجانبها على السرير وقلتُ لها برقة
" أرجوكِ اهدئي.. أنا فقط أريدُ مساعدتكِ "

لكنها للأسف لم تتجاوب معي وبدأت تصرخ وتتخبط بجنون خاصة عندما أمسكت كتفها حتى أجمدها وأجعلها تسمعني.. فجأة ارتخى جسدها بين يداي ورأيت بدهشة رأسها يرتخي إلى الخلف وتوقفت حركتها بالكامل..

" ماماااااااااااااااااااااا... "

هتف الصبي برعبٍ كبير وركض ووقف بجانبي وبدأ يبكي بشدة.. نظرت بحزنٍ شديد إليه ثم إلى أدلينا.. أخفضت جسدها برقة على الفراش وسترتها مجددا بالغطاء ثم تنهدت بحزن والتفت ناحية الصغير وأمسكته برقة من خصره ورفعته ووضعته على حضني ومسحت له دموعه بيدي بحنية وقلتُ له

" توقف عن البكاء سيدي الصغير.. أمك بخير "

حضنته إلى صدري بخفة وربت على رأسه بحنية وعندما هدأ بعد قليل أبعدتهُ قليلا ونظرت إليه بحزن قائلا

" ما الذي حدث لوالدتك؟! "

نظر إليّ بخوف وقال لي وهو يشهق

" لقد.. لقد.. أحزنتُ أمي.. إذ قلتُ لها بأنك طيب وبأنني أريدُ اللعب معك.. غضبت مني و.. و.. وقعت وتأذت بسببي "

وعاد وأجهش بالبكاء المرير.. شعرت بغصة مؤلمة في صدري وحاولت أن لا أفكر بسبب كرهها الكبير لي حاليا إذ يجب أن أساعدها وأجعل الصغير يهدأ.. مسحتُ دموع الصغير وابتسمتُ له برقة قائلا

" أنتَ شُجاع جدا سيدي الصغير.. لا تبكي ودعنا نساعد والدتك.. ما رأيك؟ "

ابتسم لي بطفولية قائلا
" أنا شجاع حقا؟ "

ابتسمت له بوسع وقلتُ له وأنا أمسح برقة دموعه بإبهامي
" نعم.. أنتَ أشجع طفل رأيتهُ في حياتي.. والدتك تعتمد عليك لحمايتها و.. "

قاطعني قائلا بسعادة
" نعممممممم.. لقد سبق وأنقذتها من ذلك البشع تينو.. هو يقول بأنه عمي ويريد أخذي من أمي بالقوة.. أتى منذ مدة قبل أن أراك وحاول أن يقبل أمي لكنها صرخت به وأنا هجمتُ عليه وركلتهُ في ساقه.. لقد أنقذت ماما منه "

نظرت إليه بتعجُب وعقدتُ حاجبي وسألته بقلق
" لديك عم؟.. وهو حاول تقبيل والدتك؟.. هل حدث ذلك سابقا؟.. أعني هل حاول أن يقبلها سابقا؟ "

كشر توماسو بطفولية وقال
" نعم لدي عم اسمه تينو.. هو يقول بأنه عمي لكن ماما تقول لي بأنه يحلم بأن يكون عما لي.. ونعم لقد حاول كثيرا تقبيل ماما سابقا "

انتابني الغضب لدى سماعي لما قاله الصغير وسألته باستغرابٍ شديد
" لم أكن هنا حتى أحميها و أدافع عنكما؟ "

هز توماسو رأسه رفضا وقال
" لا لم تكن.. أنا وجدتك وانقذتك.. أنا شجاع "

نظرت إليه بحنية وقبلت جبينه برقة ثم ابتعدت وقلتُ له
" حسنا سيدي الصغير والشجاع.. أريدُك أن تجلس بجانب والدتك حتى أرى إصابة كاحلها "

رغم ذهولي بما قاله الصبي إلا أنني فكرت أنه لا بد لم أكن في المنزل عندما هاجمها ذلك الحقير شقيق زوجها الراحل.. وقررت أنني عندما أراه سوف أجعله يندم على لمسهِ لها بالقوة وتهديدها.. 

شهقت بذهول بينما كنتُ أنظر أمامي بصدمة عندما عانقني الصغير بشدة وهو يحاوط عنقي بيديه.. شعرت بلسعة حارقة بسبب خدوش عنقي لكنني لم أهتم وعانقت الصغير بدوري.. ابتعد عني وجلس بجانب والدته وقال لي
" هل ماما نائمة؟! "

نظرت إليها بحزن وأبعدت بأنمالي خصلات شعرها النارية عن وجهها وقلتُ له
" نعم.. هي نائمة "

لم أرد أن أخيف توماسو لذلك لم أخبره أن والدته فقدت وعيها من شدة رعبها مني.. تنهدت بخفة ورفعت قليلا غطاء السرير في الأسفل حتى أرى كاحلها.. كان قد انتفخ وتورم بشدة.. لقد أصيبت بالتواء في الكاحل..
" يجب أن أربطه لها بسرعة قبل أن يتورم أكثر "

همست بحزن ثم شعرت بالدهشة.. كيف عرفت بما يجب أن أفعلهُ؟!!!.. فكرت بذهول لكنني لم أجد إجابة لذلك لم أُشغل تفكيري بذلك وطلبت من توماسو أن يجلب لي قماش نظيف.. عندما سلمني القماش دلكت كاحلها برقة ثم ربطت القماش عليه حتى تساعد بتثبيت المفاصل ومنع حركتها المفرطة عندما تستيقظ حتى لا تتألم ثم ربطت بإحكام القماش..

نظرت إليها برقة بعد أن غطيت ساقها بالغطاء ثم نظرت إلى توماسو وقلتُ له
" حان موعد نومك سيدي الصغير "

ضحك بخفة وقال لي
" لماذا تُناديني بسيدي الصغير؟.. أنت أكبر مني بكثير كثير كثير كثير... "

ابتسمت له بحنية وقلتُ له
" لأنني عامل لدى والدتك.. لذلك أنتَ سيدي الصغير.. هيا تسطح بجانب والدتك.. يجب أن تنام "

أمسك بيدي وقال لي بينما كان ينظر إليّ برجاء

" لا تتركنا أرجوك.. ابقى معنا حنى أنام و.. و إدوارد عدني بأنك لن تتركنا أبدا "

نظرت إليه برقة ومسحت وجنته بإبهامي بخفة قائلا
" لن أتركك و والدتك أبداً.. أنا أعدُك بذلك.. سوف أظل معكما ولن أذهب لأي مكان "

عانقني مجددا وبادلته العناق ثم أبعدته قليلا وقبلت جبينه ثم حملته ووضعته بجانب والدته وأحكمت وضع الغطاء عليه وهمست قائلا له

" أحلاما سعيدة سيدي الصغير "

ابتسم بنعاس قائلا
" أحلاما سعيدة عمي إدوارد "

عندما تأكدت من أنه غرق في النوم جلست على الأرض بجانب أدلينا وأمسكت بيدها بخفة وقلتُ لها بهمس

" أنا آسف سيدتي الجميلة.. آسف على ما فعلتهُ بكِ سابقا.. رغم أنني لا أتذكر أي شيء لكن أعدُك بأنني سوف أحاول المستحيل حتى أجعلكِ تسامحيني.. سوف أفعل المستحيل حتى أحميكِ.. ولن أدع أحد يؤذيكِ أنتِ وطفلكِ طالما أنا معكما "

لم أنم طيلة الليل وأنا أجلس على الأرض بجانبها وأمسك بيدها وأتأملها بحزن.. لا أعلم لماذا أشعر بقلبي ينبض بجنون بمجرد النظر إليها؟!.. ولا أعلم ما هو هذا الدفء الذي يغرق به جسدي لمجرد لمسي ليدها؟!..

ظللت لساعات أتأملها دون ملل وأنا أحاول أن أتذكر أي شيء عن الماضي لكن دون جدوى.. في النهاية وقفت ببطء وبألم وكتمت شهقتي المتألمة إذ شعرت بألمٍ رهيب في خصري وكتفي وعنقي.. 

استدرت ومشيت ببطء ونظرت إلى المرأة الصغيرة الموضوعة على المنضدة من ناحية اليمين ورأيت الدماء قد جفت على عنقي مكان خدشها لي بأظافرها.. تحسست عنقي وقطبت حاجبي بسبب الألم.. أمسكت بمنديل موضوع على المنضدة وخرجت بهدوء من الغرفة وتوجهت ناحية المطبخ ووقفت أمام الطاولة وبللت المنديل بالماء الموجود في قدرٍ فخاري كبير وبدأت أنظف عنقي من الدماء.. عندما انتهيت احتفظت بالمنديل وقررت أن أغسله لاحقا وأعيده لها حتى لا تغضب..

خرجت من المنزل بهدوء ودخلت إلى الحظيرة وتسطحت على القش ونظرت إلى السقف وأنا أفكر بحزن... قلبي يؤلمني لمجدر أن أتذكر كيف ارتعبت مني سيدتي وغابت عن الوعي لشدة خوفها من قربي لها ولمسها.. أتمنى فقط أن لا أكون قد أذيتها.. مجرد أن أفكر بأنني أذيتُ ملاكي الجميلة أشعر بانقباض شديد في صدري..

" أتمنى فقط أن لا أكون قد فعلتُ بها ما أفكر به "

همست بحزن ثم أغمضت عيناي أحاول أن أنام وأتوقف عن التفكير...

" أيها القذر والحيوان ن ن ن ن... أيها النذل الحقيررررررررررررررر... "

" هاااااااااااااااااااااااااه... "

شهقت بقوة عندما شعرت بمياه باردة تسقطت عليّ وبللتني بالكامل.. انتفضت جالسا ونظرت أمامي بدهشة عندما رأيت سيدتي أدلينا تقف أمامي وهي تحمل جرة من الفخار بيديها وهي تتأملني بكرهٍ كبير وغضب عظيم.. نظرت فورا إلى كاحلها وتنهدت براحة عندما رأيتها لم تفك الرباط عنه

" قف أيها النذل القذر والمنحرف.. قف حالاااااااااااااااااا... "

أبعدت الغطاء المبلل عني ووقفت أمامها أنظر إليها بترقب.. رأيتها تنحني وتضع الجرة جانبا ثم استقامت ونظرت إليّ بكره وهتفت بوجهي بشكلٍ جنوني

" من سمح لك بالدخول إلى منزلي وإلى غرفتي أيها المنحرف القذر؟.. كيف تجرأت على الدخول؟ "

التف رأسي فجأة ناحية الشمال إذ تلقيت منها صفعة قوية على خدي الأيمن.. أدرت رأسي ببطء ونظرت إليها بدهشة ثم التف رأسي ناحية اليمين عندما تلقيت منها صفعة أخرى أقوى من سابقتها ناحية خدي الأيسر..

" أخرج من منزلي وأرضي نهائيا لأنني لم أعد أرغب برؤية وجهك القذر أمامي مجددا.. أُخرج حالاااااااااااااااااااااااااااا... "

نظرت إليها بذهول وشعرت بألمٍ كبير في صدري لأنها طردتني من منزلها ومن حياتها.....



انتهى الفصل














فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©