رواية الكونت - فصل 6 - الفطر السام
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. انت رائعه يا هاڤن تحية كبيرة ليكى👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏💓💓💓💓💓💓💓💓🥳🥳🥳🥳🥳😘🥳😘🥳

    ردحذف
  2. انتي الجمال كله والله والرقه والروعه يافراشه 🥰😍😘

    ردحذف
  3. هل 6 برتات يالي نزلتي فقط متى راح تنزلي البارت 7

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 6 - الفطر السام

رواية الكونت - فصل 6 - الفطر السام




الفطر السام






زايا**



خمسة أيام مضت وكنتُ خلالها خائفة ومُرتعبة كثيراً من الفارس نيكولاس.. كنتُ في كل ليلة أحاول النوم قبل عودته في المساء.. كنتُ أخجل من فكرة أن أنام بجانب رجلٍ غريب عني.. رغم أنهُ لم يحاول أبدا أن يلمسني إلا أنني كنتُ أخاف من قربهُ الشديد مني.. كنتُ أخافُ منه.. رغم وسامتهِ المدمرة إلا أنني كنتُ أخافه وبشدة...


كان طيلة هذه الأيام هادئ.. وهدوئهُ هذا كان يُخيفني جدا.. أنا أعلم بأنهُ هدوء ما قبل العاصفة.. وكان إحساسي في محله..


عندما دخل الغرفة في المساء كنتُ أتحضر للنوم.. وقفت أمامهُ أرتعش من شدة الرعب بينما كنتُ أنظرُ إليه بترقب.. وعندما سألني من جديد عن مكان لورينزو وما فعلهُ بالكونت بلاكيوس دافعت عن لورينزو.. نعم فعلت لأنني لم أستطع أن أصدق بأن لورينزو متورط باختفاء بلاكيوس.. مستحيل أن يكون بتلك الحقارة ويؤذي أحن وألطف إنسان في سان مارينو و إيطاليا كلها..


جُن جنونه عندما دافعت عن لورينزو.. وكلمت يا ليت لم تعُد تنفع.. بكيت وقاومتهُ بضراوة وعرفت ما مصيري معهُ الليلة.. حاولت وحاولت أن أقول له بأنني لستُ عاهرة وعشيقة لورينزو لكنه لم يصدقني.. لقد انتهيت.. صفعاتهِ لي ألمت قلبي قبل أن تؤلم وجهي..


" إن لم تكوني عاهرة.. إذا ماذا تكونين لذلك الجبان لورينزو؟.. تكلمي أيتُها الملعونة المنحطة.... "


تألمت بسبب كلماتهِ الجارحة لي.. شهقت بقوة ثم أدرت رأسي ونظرت إليه بانكسار وقالتُ له من بين شهقاتي

" أنا لستُ عاهرة.. أنا.. أنا.. أنا زوجتُه.. أنا زوجة لورينزو وايتلي "


نعم.. لقد كذبت.. كذبت حتى أحمي نفسي وأحمي أخي من نيكولاس.. لورينزو وايتلي هو أخي من أبي.. أبي يكون أندريا وايتلي وهو عم الكونت بلاكيوس.. أبي خان زوجتهُ مع أمي.. لقد أحبها وأمي أيضا أحبته.. وقبلت أن تكون عشيقتهُ لمدة خمسة سنوات.. ولكن عندما ولدتني عانت من سلسلة مضاعفات ومشاكل في الصحة وتوفيت بعد أسبوع من ولادتي.. أبي اشترى منزلا صغيرا في سان مارينو و عين نانا جوليا حتى تهتم بي.. وكنتُ سرهُ الدفين منذ البداية.. لكن عندما أصبحت في سن الرابعة عشر مرض والدي أندريا وأرسل لي رسالة يُخبرني بها أنه اعترف لزوجته وابنهُ الوحيد وابن شقيقهُ الكونت بلاكيوس بوجودي.. وقال لي بأنهُ سوف يعترف بي بعد أسبوع.. لكن الموت خطفهُ مني قبل أن يفعل ذلك..


بعد موته لم يزرني أحد سوى بلاكيوس.. كنتُ سعيدة جدا عندما أتى وتقبلني كابنة عمه.. اشترى لي منزلا كبيرا ولم يدعني أحتاج لشيء وكان يزورني باستمرار مرتين في كل أسبوع بسرية تامة.. لماذا بسرية؟.. لأن زوجة عمي رفضت رفضا قاطعا عندما قال لها بلاكيوس بأنه يريد أن يعترف بي كابنة عمه في المجتمع.. ولكن زوجة والدي قالت له بأنني عار على العائلة.. لذلك طلب مني بلاكيوس بحزن أن أبقى مُتخفية ولا يعرف بي أحد حتى يُقنع زوجة أبي أن تعترف بي كابنة لزوجها..


طبعا لم توافق حتى ماتت في النهاية.. أما أخي لورينزو بدأ يزورني منذ ثلاث سنوات تقريبا.. في البداية شعرتُ بالسعادة لأنهُ تقبلني لكن بعدها شعرت بالحزن الشديد لمعرفتي بأنه لم يأتي ليتعرف عليّ سوى لأعطيه الذهب والكثير منه.. رغم الحقيقة الجارحة إلا أنني تقبلتُ الواقع.. رؤيتي له أفضل من لا شيء.. فهو أخي في النهاية...


نظرت برعب إلى نيكولاس ورأيتهُ يتأملني بدهشة كبيرة.. بلعت ريقي بصعوبة وقلتُ له بغصة


" أرجوك.. لا تلمسني.. أنا زوجته.. أتوسل إليك صدقني.. لو كنتُ أعلم أين هو كنتُ أخبرتُك.. صدقني... "


ابتعد عني ووقف وبدأ يمشي بتوتر وهو يُبعد بيده خصلات شعره إلى الخلف.. سترت جسدي بالشرشف السرير الحريري ونظرت إلى الفارس نيكولاس برهبة و بترقب و برعب.. فجأة توقف عن السير ونظر إليّ بطريقةٍ جعلت وبر جسدي يقف وسألني بغضب


" اللعنة.. أنتِ زوجة ذلك الحقير لورينزو؟!... "


هززت رأسي موافقة بينما جسدي بأكمله يرتعش.. احمر وجههُ بشدة ورفع يدهُ اليمنى ووجه أصبعهُ السبابة ناحيتي وهتف بغضب وبتهديد


" مستحيل!!.. إن كنتِ تكذبين عليّ سوف أجعلكِ تدفعين الثمن غاليا.. سوف أتحرى عن الموضوع بنفسي وإن اكتشفت بأنكِ تكذبين لن أرحمكِ.. هل فهمتِ؟ "


بكيت بخوف ومجددا هززت رأسي بقوة وأشرت له موافقة.. نظر إليّ بكره ثم خرج من غرفته بعاصفة صافعا الباب خلفه بعنف أفزعني.. 


لم أكن أعلم بأنني كنتُ أحبس أنفاسي طيلة هذه المدة حتى شهقت بقوة وأخذت نفسا عميقا.. أغمضتُ عيناي وتمنيت بشدة أن لا يكتشف أبدا كذبتي البيضاء تلك... فبسبب كذبتي هذه جعلتهُ يتوقف عن ما كان ينوي فعلهُ بي..

 

بكيت بخوفٍ شديد بينما كنتُ أحتضن الوسادة بيدي

رواية الكونت - فصل 6 - الفطر السام

 

كنتُ جدا خائفة من أن يكتشف أمري الفارس نيكولاس.. رغم وسامته المُدمرة إلا أنهُ مُخيف.. كاد أن يغتصبني منذ قليل فهو يظنني مُجرد عاهرة.. إن اكتشف بأنني لستُ زوجة لورينزو سيقتلني حينها.. 


مسحت دموعي بكف يدي ونظرت أمامي بخوف وهمست برجاء


" إلهي.. أرجوك لا تدعهُ يكتشف الحقيقة.. أرجوك.. لقد كذبت عليه لكي أُخلص نفسي منه.. ساعدني إلهي أرجوك "


تكورت على نفسي وأجهشت ببكاءٍ شديد أندبُ حظي العاثر....


 

يولينا***

 

لم أتوقف عن البكاء بصمت طيلة الطريق وأنا أفكر بأمي وما قد يحدث لها في غيابي عنها.. إنها المرة الأولى التي أبتعد بها عن أمي وبالغصب..


أمي كارين لن تتحمل خسارتي أيضا.. فهي بالكاد استحملت خسارة أدلينا وما حدث لها.. فكيف الآن؟!!.. لن تتحمل.. خرج أنين متألم من بين شفتاي وارتعش جسدي بقوة عندما شعرت بيد الفارس ألكساندر تضغط بقوة على خصري


" توقفي عن البكاء يولينا.. فهو لن ينفعكِ بشيء.. أنتِ أسيرتي الآن حتى يظهر والدكِ ويعترف بكل شيء "


همس ألكسندر بأذني وشعرت بالخوف.. أنا سأبقى أسيرتهُ على هذه الحال إلى الأبد.. فأبي الملعون لا يهتم لي وبأمي.. أبي فابيو لا يهمهُ سوى نفسه.. أبعدتُ رأسي عن أنفاسهِ الحارة وملمس شفتيه عن أذني وقلتُ له بغصة


" أنتَ تتوهم.. أبي فابيو لن يظهر أبدا.. عليك أن تعلم بأنهُ لا يهتمُ بي ولا بأمي وما قد يحدث لنا بسببه.. أعدني أرجوك إلى منزلي وأعدُك عندما يأتي إلى المنزل سوف أُعلمُك على الفور.. فقط دعني أعود لكي أهتم بأمي أرجوك "


أغمضت عيناي بحزن عندما سمعتهُ يُقهقه بخفة.. هو لم يصدقني!!.. كيف سوف يصدق أن أبي أحقر أب في الدنيا؟!.. بالطبع لن يُصدقني الفارس ألكسندر مهما قلتُ له....


سمعت صوت بوق يدوي في السماء.. رفعتُ رأسي ونظرت برعبٍ كبير أمامي.. القلعة!!.. قلعة لاروكا الصارمة.. قلعة الكونت بلاكيوس.. لقد وصلنا.. فكرت برعب وارتعشت أناملي بقوة عندما رأيت الجنود يفتحون بوابة القلعة الضخمة أمامنا... أوقف ألكسندر الحصان وقفز بخفة على الأرض ثم نظر إليّ وقبل أن أعترض أمسكني بخصري ورفعني بسهولة و أنزلني...


كانت ساقاي ترتعش ولم أستطع الوقوف بثبات وتشبثتُ بيداي بقميص ألكسندر لكي لا أقع أمام أقادمه.. أظنه شعر بذلك إذ رأيتُ نفسي وبذهول أرتفعُ عاليا وبتُ الآن أرى ظهرهُ العريض... لقد وضعني على كتفه!!... كنتُ متفاجئة من فعلتهِ تلك وسمعتهُ يأمر الحراس قائلا


" غدا سوف نُعاود البحث عن الكونت.. يمكنكم أن تستريحوا الآن "


عندما استفقت من دهشتي بدأتُ أضرب ظهره بكلتا يداي وأنا أهتفُ بغضب

" أنزلني يا همجي.. أنزلني ي ي ي ي ي.... "


بدأتُ أركله وسمعتهُ يتأوه بصوتٍ خافت ثم تجمد جسدي بصدمة عندما شعرت بلسعة حارقة في مؤخرتي... هل صفعني للتو على مؤخرتي؟!!!... فكرتُ بذهول وشعرت بغضبٍ كبير.. عاودت ركلهُ وضربهُ وهتفت بغضب عليه


" همجي.. حقير.. لعين.. أنزلني.. أنزلني أيها الغبي... "


فجأة شعرت بجسدي يطير لأقع على مؤخرتي بقوة على أرضٍ صلبة.. أغمضتُ عيناي بألم وتأوهت بقوة وبدأت أفرك مؤخرتي بكلتا يداي وأنا أشتمهُ


" نذل.. حقير.. وغد.. همجي غبي... لعين.. مُنحط.. "


" إن لم تتوقفي عن شتمي سوف أضطر لأجعلكِ تصمتين على طريقتي الخاصة... "


هتف بغضبٍ كبير وجعلني أنتفض بقوة في جلستي.. فتحتُ عيناي أنوي الرد عليه بقساوة لكنني خرست عندما رأيت أنني أجلس على الأرض وسط غرفة نوم فاخرة وكبيرة لم أرى مثلها من قبل..


" أين أنا؟!!... "


همست له بذهول بينما كنتُ أنظر إليه بقليل من الخوف.. ابتسم بمكر وأجابني بخبث قائلا

" في غرفتي.. غرفة نومي داخل جناحي الخاص "


توسعت عيناي بصدمة وهتفت برعب بينما كنتُ أقف

" ماذااااااااااااااااا؟؟!!!!!... لماذا أنا في غرفة نومك يا همجي؟!!!.. "


اقترب ووقف أمامي بينما شرارات الغضب تتطاير من عينيه.. حاولت أن لا أبتعد عنه ولا أدعهُ يرى مدى خوفي منه بل ظللت واقفة أمامهُ و أنا أنظر إليه بتحدٍ.. ابتسم بمكر وقال لي بنبرة هادئة مُخيفة جعلت دمائي تنتفض في شراييني


" أولا إسمي هو سيد ألكسندر وليس همجي.. ثانيا إن قمتِ بشتمي مرةً أخرى سوف أعاقبكِ.. ثالثا لا تخافي فأنا لن أمسكِ بسوء.. إن ظللتِ هادئة ومُطيعة و مُهذبة لن أعاقبكِ.. هل اتفقنا؟ "


أمعنتُ النظر إلى عينيه ورأيت بها صدق كلامه.. أظن فعلا أنه لن يؤذيني.. نظرت إليه بترجٍ وقررت أن أستعطف قلبه فقلتُ له بتوسل


" إذا أرجوك دعني أعود إلى منزلي.. أمي تحتاجني.. أرجوك "


تنهد بقوة ثم أدار لي ظهره واقترب من الطاولة وأمسك بإبريق وبدأ يسكب المياه في كوب.. وضع الإبريق على الطاولة ثم أمسك بالكوب وشربهُ دفعةً واحدة.. وضعهُ على الطاولة والتفت ناحيتي وقال بهدوء


" لا.. لن تذهبي إلى أي مكان... انتهى النقاش بهذا الموضوع.. أما والدتكِ لا تقلقي من ناحيتها سوف يتم الاهتمام بها وجلب كل شيء تحتاجهُ.. سوف أهتم بذلك بنفسي وأتأكد بأن لا ينقصها شيء "


شعرت بالغضب يتأجج بداخلي.. نظرت إليه بحدة ثم وضعت يدي على خصري وقلتُ له بكبرياء


" أنا لا أحتاج لشفقة منك.. لذلك أُفضل أن أعمل هنا كخادمة حتى أسدد لك ثمن ما تُرسلهُ إلى والدتي.. وأريدُ غرفة خاصة بي.. لا يهمني إن كانت في القبو.. ستظل أفضل من غرفتك اللعينة.. أنا لن أبقى هنا.. هل فهمت؟ "


خفق قلبي بشدة لحظة رؤيتي لعيونه الزرقاء تلمع بغضبٍ مُخيف.. تقدم خطوة مني وأمسك بذراعي بقوة وسحبني بعنف إليه.. أغمضت عيناي وأنا أرتعش برعب خاصة عندما أصبح لا يفصلني عنه سوى إنشات قليلة.. سمعتهُ بذعر يهتف بحدة بأذني قائلا


" إياكِ أن تتكلمي معي مجددا بهذه الطريقة.. التزمي حدودكِ يولينا.. عليكِ أن تتذكري من أكون وتلجمين لسانكِ السليط.. لا أحد مسبقا تجرأ على التكلم معي بهذه الطريقة.. وأنا لن أسمح لكِ مجددا بفعلها.. أشكري حظكِ بأنني لم أرميكِ في الزنزانة حيثُ الجنود والحراس مُتعطشين للمس امرأة.. إن كررتِ فعلتكِ لن أتوانى عن رميكِ بها وليحصل لكِ ما تستحقينه... "


ارتعشت مفاصلي بشدة بينما كنتُ أنظر إليه بخوفٍ كبير.. حسنا إن كان يريد أن يجعلني أخافُ منه لقد نجح بفعل ذلك.. لأنني واللعنة أرتعش بين يديه الآن من شدة الرعب.. شعرت بالانكسار والحزن والخوف و الأسى.. نظرت إليه برجاء وقلتُ له بانهزام


" لا تفعل أرجوك.. "


ثم أغمضت عيناي وسالت دمعة على خدي ببطء وتابعت قائلة له بتعاسة

" لا ذنب لي بما فعلهُ والدي.. لا ذنب لي أنا و أمي "


شهقت بقوة عندما شعرت بإصبعه يمسح دمعتي برقة.. فتحتُ عيناي ونظرت إليه بحزن.. كان يتأملني بطريقةٍ غريبة ويبدو عليه أنه يفكر بشيء.. هل سوف يُعيدني إلى المنزل؟!.. أرجو ذلك.. اشتعل بصيص الأمل بداخلي عندما قال لي بهمس


" معكِ حق لا ذنب لكِ بأفعاله "


ابتسمت له برقة لكن تجمدت ابتسامتي كليا وانهار بصيص الأمل بداخلي عندما تابع قائلا

" لكن للأسف هذا لن يغير شيئا.. أنتِ أسيرتي حتى يظهر والدكِ ويعترف "


ابتسم بخبث عندما رأى دهشتي وخيبة املي وتابع قائلا


" ثم لدينا هنا في القلعة آلاف العمال والخدم.. لن نحتاج خدماتكِ بالتأكيد.. لكن حتى أكون عادلا معكِ وافقتُ على طلبكِ.. سوف تكونين خادمتي الخاصة "


جحظتُ عيوني ونظرت إليه بصدمة ثم اشتعل الغضب بداخلي وهتفت بوجهه بحنق


" ماذاااااااااااااااااا؟!.. في أحلامك أيها الهمجي.... أنا لن أكون خادمتكَ الخاصة حتى في أحلامك.. سوف أخرج من هنا ولا يهمني إن أمرت بقتلي.. لعين همجي وحقير.... "


تخطيته واتجهت ناحية الباب..

" آاااااااااااااااااااااااااااااااعه.. دعني.. دعني أيها الحقيرررررررررررر.... "


هتفت برعب عندما أمسك بذراعي وأدارني بعنف وخبط جسدي به.. بدأت أضربهُ بيداي على صدره وأنا أحاول تحرير نفسي من قبضته...


" لقد سبق وقلتُ لكِ أن لا تشتميني يولينا وإلا عاقبتكِ.. تحملي ما سيحدث لكِ الآن "


فجأة ابتعد عني وسحبني خلفه إلى اليسار ورأيتهُ يفتح باب ودخل وتابع سحبي.. نحن في الحمام؟!!!.. فكرت بذهول وقبل أن أعي ما يفعله حملني بين يديه بخفة ورماني في حوض الاستحمام والمليء بالمياه...


" هاااااااااااااااااااااااااااااه.... "


شهقت بقوة وأنا أرفع رأسي فوق المياه وبدأت أتنفس بقوة وأنا أُبعد بيدي خصلات شعري المبتلة عن وجهي.. نظرت إليه بكره بينما كان يقف أمامي وهو يضحك بشدة


" أيــ.. أيها اللـــ... "


كنتُ أريدُ شتمهُ لكنهُ توقف عن الضحك ورفع يده ووجه أصبعهُ السبابة ناحيتي وقال لي بتحذير

" لا أنصحُكِ بشتمي مجددا يولينا "


وبفورة غضب ودون أن أعي ما أفعله رفعت جسدي وأمسكت بيده وسحبته ناحيتي بكامل قوتي.. اختلى توازنه ووقع فوقي في الحوض...


" آاااااااااااعه.. ابتعد عني.. أنتَ ثقيل.. لقد طحنتني يا غبي.. سحقت جسدي يا همجي.. ابتعد... "


هتفت بألمٍ كبير بوجهه وأنا أحاول أن أُبعد ثقل جسدهِ عني ولم أنتبه لقرب وجهه مني.. فجأة تجمدت عندما شعرت بأنفاسهِ الحارة على أنفي وشفتاي.. نظرت إلى شفتيه وكانت قريبة جدا مني.. لا أعلم ما حدث لي لكن شعرت برغبة كبيرة بأن يُقبلني و أتذوق طعم شفتيه.. أغمضت عيناي وأنا أتنفس بسرعةٍ مُخيفة أنتظر الشعور بشفتيه....


ماذا؟!.. ما به؟!.. فكرت بذهول عندما لم أشعر بشيء.. فتحت عيني اليسرى قليلا أسترق النظر إليه ورأيتهُ يبتسم بمرح وهو يتأملني بنظراتٍ ماكرة.. تبا كم أنا غبية!!!... فكرت بغضب ورفعت يداي وأبعدت وجهه عني قائلة


" ابتعد قبل أن أتقيأ عليك بسبب قربك مني.. ابتعد.... "


شهقت برعب عندما أمسك بفكي بحدة ورفع رأسي وقال لي بغضب

" سوف تتقيئين همممم!!.. لم يكن يبدو عليكِ ذلك منذ لحظات.. كنتُ تريدين هذا.... "


توسعت عيناي بفزع وقبل أن أصرخ مُعترضة أخفض رأسه وسحق شفتاي بشفتيه بقبلة همجية

" هامممممممم... "


حاولت الصراخ وابعاده عني لكنه انقضى على شفتاي وبدأ يقبلها بجوعٍ مُخيف.. حاولت مقاومته لكن عندما تحولت قبلته من عنيفة إلى رقيقة استكنت بين يديه و أغمضت عيناي وتركتهُ يقبلني.. كانت شفتيه تلتهم خاصتي برقة.. أحسست بأنني أحلق عاليا.. شفتيه كانت ناعمة رائعة ومذاقها رهيب.. أول قبلة لي مع فارس أحلامي في حوض الاستحمام...


ليست أبداً كما كنتُ أحلمُ بها وتخيلها.. لطالما تخيلت بأن يقبلني أمام شاطئ البحر في وقت الغروب...


رفعت يداي دون أن أشعر ووضعتها خلف عنقه وبدأتُ أداعب بشرته بأناملي.. خرج أنين مستمتع بين شفتاي عندما شعرت بيديه تتجول على جسدي.. لكن عندما داعب صدري بيده فتحت عيوني بصدمة ونظرت إلى وجهه برعبٍ كبير.. ماذا أفعل؟!!. كيف تركتهُ يقبلني ويداعب جسدي و..!!!!... انتفضتُ بعنف أسفله وأبعدت رأسي عنه ودون أن أشعر رفعت يدي وصفعته...


نظر إليّ بصدمة ثم بخوفٍ كبير رأيت عينيه تتحول لتصبح مرعبة.. كان يرمقني بغضبٍ مهول جعل كل فرائصي ترتعش.. أمسكني بكتفي ورفعني قليلا وبدأ يهزني بقوة وهو يهتف بوجهي بغضبٍ كاسح


" سوف تندميننننننننن... "


كانت المياه تتخبط حولنا وملأت أرض الحمام.. توقف عن هزي ثم سحق شفتاي بشفتيه بقبلة قاسية عنيفة أفقدتني أنفاسي.. لم يتوقف عن تقبيلي بهمجية حتى استطعم بطعم المالح لدموعي.. فجأة ابتعد عني وقال لي بهمسٍ مخيف


" في المرة القادمة لن أتوانى عن تأديبكِ.. إياكِ أن تتجرئي على شتمي مجددا.. ورحمةً مني سوف أسامحُكِ الآن.. لكن صدقيني سيكون عقابكِ كبيرا إن قمتِ بشتمي مجددا يولينا.. "


استقام ووقف خارج الحوض وقال لي


" أخرجي وجففي نفسكِ سوف أُرسل لكِ خادمة حتى تأخذكِ إلى غرفتكِ الجديدة.. ابتداءً من الغد سوف تكونين خادمتي الخاصة وتنفذين أوامري بدقة.. هل فهمتِ؟ "


لم أستطع الرد عليه من شدة رعبي منه فقط استطعت أن أهز رأسي له موافقة

" جيد.. "


أجابني برضا ورأيته يخرج من الحمام.. تكورت على نفسي وبدأت أبكي بصمت.. كم أنا غبية لأنني أعجبتُ بهمجي مثلهُ.. حقير وقذر.. أنا أكرهه.. فكرت بحزن ومسحت دموعي وخرجت من الحوض.. أمسكت بمنشفة وبدأت أجفف شعري ثم وجهي.. ثم أمسكت بأخرى وحاولت أن أجفف ملابسي بها..


بعد دقائق سمعت طرقاتٍ خفيفة على الباب.. نظرت إليه وهمستُ قائلة

" أدخل "


رأيتُ فتاة جميلة ترتدي زي رسمي للخدم تدخل إلى الحمام وهي تحمل بيدها بعض من الملابس.. ابتسمت لي برقة وقالت لي بتهذيب


" مرحبا.. أنا بلينا أعمل خادمة في القلعة.. لقد أمرني سيد ألكسندر بجلب بعض من الملابس لكِ.. سوف أنتظركِ في الخارج حتى تنتهين من ارتدائها وبعدها سوف أرشدكِ إلى غرفتكِ الخاصة "


استلمت منها الملابس وابتسمت لها برقة وشكرتُها.. عندما خرجت وضعت الملابس على المنضدة وبدأت أزيل ملابسي المبللة.... نظرت إلى المرآة أمامي وابتسمت براحة.. كانت بلينا قد جلبت لي ملابس داخلية وفستان أخضر اللون بسيط وجميل.. سرحت شعري بأناملي وخرجت من الحمام.. لم أرى ألكسندر بالغرفة وهذا جعلني أتنهد براحة لأنني لم أرغب برؤيتهِ حاليا.. كانت بلينا تنتظرني أمام الباب وقالت لي


" أنا سعيدة لآن ثوبي لائمكِ.. تبدين جميلة به.. على فكرة ما هو اسمكِ؟ "


خرجنا من الغرفة وقلتُ لها

" إسمي يولينا.. أشكركِ بلينا على إعارتي فستانكِ سوف أعيدهُ لكِ قريبا و.. "


قاطعتني قائلة بمرح


" لا يولينا.. احتفظي به فهو أصبح لكِ الآن.. كما أن السيد قال بأنه سوف يُرسل لكِ ثيابا جديدة غدا.. كم أنتِ محظوظة لأنكِ سوف تكونين الخادمة الخاصة للسيد ألكسندر.. هل تعلمين كم فتاة هنا تحلم بأن تكون في مكانكِ؟.. إلهي جميعنا نرغب بذلك.. السيد ألكسندر رائع و.... "


كانت تثرثر ولكن لم أعد أسمع ما تقولهُ إذ كنتُ أفكر بحزن.. يا ليتها فقط تعرف السبب الحقيقي لوجودي هنا... دخلنا إلى غرفة صغيرة مرتبة وأثاثها بسيط لكن جميل ونظيف.. سمعتُ بلينا تقول لي


" هذه غرفتكِ.. هذا الطابق مخصص لغرف الخدم.. به مئة وخمسون غرفة.. غرفتي ملاصقة لغرفتكِ أي أننا جيران.. ولا تقلقي لن تتوهي سوف تتعودين سريعا على القلعة.. أتمنى لكِ إقامة وعمل ممتع هنا.. سوف أترككِ حتى تستريحي وعندما يحين وقت الغداء سوف أخبركِ بذلك "


شكرتُها بهدوء وعندما خرجت انهرت وركضت ورميت نفسي على السرير أبكي بتعاسة....


خمسة أيام لعينة مضت وذلك الحقير ألكسندر يقوم باستعبادي.. صحيح أنني لا أراه لغاية المساء بسبب ذهابه وبحثه عن الكونت طيلة النهار لكن عندما يأتي في المساء لا يدعني أنام إلا لوقتٍ متأخر بسبب طلباتهِ الغبية والكثيرة.. وقح وعديم المشاعر و غبي.. أكرهه.. وبشدة..

 

نظرت إلى ثيابهِ بغيظ وأنا أصعد على السلالم.. اللعين أوامرهُ لا تنتهي.. همست بكره وأنا أقلدهُ بغيظ


" يولينا أريدُ العشاء فورا اجلبيه إلى غرفتي.. يولينا اغسلي لي ملابسي.. يولينا أطلبي من الطباخ أن يحضر لي حلوى المفضلة لدي.. يولينا أقطفي لي الورود الحمراء من الحديقة وضعيها بمزهرية في غرفتي.. يولينا أريدُ تفاح أخضر وليس أحمر اجلبيه فورا.. يولينا أريدُ مياه للشرب.. يولينا أندهي للخياط أحتاجه فورا.. يولينا.. يولينا.. يولينا.. لعين أحمق و كريه وهمجي غبي... "


" من هو الهمجي الغبي؟!... "


" آااااااااااااااااااعه... "


صرخت برعب وانتفض بقوة ودون أن أنتبه رميتُ الملابس التي كنتُ أحملها بيدي على ألكسندر.. نظر باستنكار إلى ملابسه على الأرض وقال بغضب


" ماذا فعلتِ يا حمقاء؟.. لقد أفسدتِ ملابسي... "


قاطعتهُ قائلة بغيظ

" أنتَ السبب.. لو لم تُخيفني لما أفسدت ملابسك الثمينة والباهظة "


قطب حاجبه بغضب ثم لانت ملامحه وبلعت ريقي بصعوبة عندما ابتسم بمكر وقال لي

" التقطي الملابس و أعيدي غسلها من جديد.. أريدها الليلة هل فهمتِ؟ "


نظرت إليه بدهشة وهمست باستنكار

" لكن.. لكن هي نظيفة وجافة.. لقد غسلتُها اليوم و... "


قاطعني قائلا بغضب قبل أن يستدير ويذهب

" افعلي كما أقول لكِ.. إياكِ أن تُعارضي أوامري يولينا وإلا..... "


ذهب وهو يقهقه بخفة بعد أن رآني ألتقط ثيابه عن الأرض بغيظ...

" همجي لعين... "


همست بكره وتوجهت نحو الأسفل لكي أُعيد غسل ثيابهُ من جديد..


في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كان التعب قد نال مني.. كنتُ بالكاد أستطيع فتح عيناي عندما أخيرا انتهيت من ملابس ذلك اللعين.. طويتها وأمسكتها بيداي وتوجهت ناحية غرفته...


كنتُ أترنح من شدة الإرهاق عندما طرقتُ على باب غرفته.. سمعتُ ضوضاء بالداخل وعرفت بأنه مستيقظ لكن اللعين لم يسمح لي بالدخول.. طرقت مجددا وأخيرا سمعتهُ يقول


" أدخلي "


فتحتُ الباب بهدوء ودخلت إلى غرفته.. لكن تجمد جسدي فجأة وشعرت بالدموع تترقرق في عيناي عندما رأيت فتاة جميلة جدا تجلس على فراشه بينما ألكسندر مُتمدد على سريره نائم على بطنه ولا يرتدي قميص.. ابتسمت الفتاة له وقالت


" أراك غدا في المساء كالعادة.. لا تُرهق نفسك كثيرا ألكسندر.. "


استقام ألكسندر ووضع يده فوق يد تلك الفتاة وقال لها بنبرة حنونة لعينة

" حسنا لورا.. أراكِ غدا "


ابتسمت له تلك المدعوة لورا ووقفت ثم خرجت بهدوء من الغرفة.. كنتُ جامدة كالتمثال أنظر إليه بدهشة وحزن وخيبة أمل كبيرة.. لا أعلم لكنني شعرت بقلبي ينقسم إلى نصفين.. وسالت دمعتي ببطء على وجنتي

رواية الكونت - فصل 6 - الفطر السام

 
 

الفارس ألكسندر لديه حبيبة!!.. هو لديه حبيبة!.. و.. وقبلني اللعين وسرق قبلتي الأولى مني.. أكرهه.. فكرت بحزن وبغضب بينما كنتُ أرتعش بقوة دون أن أعي ذلك


" يولينا.. أنتِ بخير؟!... "


همس بقلق ورأيته يُبعد الغطاء عن جسده.. هيهههه.. على الأقل هو ليس عارٍ بالكامل فهو يرتدي سرواله الداخلي.. على الأقل تذكر أن يرتديه بعد أن ضاجع تلك العاهرة اللعينة...


وقف واقترب مني ولكن قبل أن يلمس يدي ابتعدت خطوة إلى الخلف وهتفت بوجهه بغضبٍ مهول

" لا تلمسني أيها العاهر... "


نظر إليّ بدهشة كبيرة ثم احمرت عيونه بغضبٍ مرعب وأمسك بذراعي وجذبني إليه وهو يهمس من بين أسنانه بغضب


" أعيدي ما قلتهِ لي وبالحرف الواحد "


حاولت أن أُحرر نفسي منه لكن لم أستطع.. نظرت إليه بتحدٍ وقلتُ له بحدة

" أبعد يديك القذرة عني فورا و.. وإلا... "


سحبني إليه أكثر وقال لي بهمسٍ مرعب

" و إلا ماذا يولينا؟... همممم!!... "


نظرت إليه بغضب ورميت ملابسه التي كنتُ أحملها على الأرض ثم رفعت يدي اليسر بسرعة وصفعتهُ بكامل قوتي على خده.. ابتعد عني خطوتين إلى الخلف وخرجت شهقة قوية من فمه وهو يتأملني بذهولٍ تام.. ارتعش جسدي بعنف عندما رأيت وجههُ تكسوه حُمرة الغضب.. لقد هُلكت... همست بداخلي برعب واستدرت بسرعة وحاولت الركض والفرار منه...


" لاااااااااااااااااااااااااااا.. دعني.. دعني أيها الهمجي اللعين.. دعني ي ي ي ي.... "


صرخت بخوفٍ كبير مزق روحي عندما أمسكني بذراعي وأدارني وحملني على كتفه.. كنتُ أضربه بيداي و أركله لكنه لم يتأثر اللعين

" سوف تندمين... "


قال بفحيحٍ مرعب مزق روحي ورماني بقوة على سريره.. حاولت الهروب لكنه بلمحة عين أصبح فوقي وحاصرني بجسده


" لااااااااااااااااااااااا.. أتركني أيها النذل الحقير والقذر و...و آااااااااااااه... "


تأوهتُ بألم عندما أطبق بأصابعه على فكي بشدة ورفع رأسي عاليا.. نظرتُ إليه برعب عندما سحق شفتيه بشفتيّ بقبلة عنيفة متملكة قاسية.. حاولت تحرير نفسي ومنعهُ من تقبيلي لكن كان ذلك مستحيل خاصة لأنني أشعر بإرهاقٍ كبير.. سالت دموعي بكثرة عندما شعرت بيده تداعب صدري.. بدأت أنفاسي تنقطع ولم يعد باستطاعتي التحمل أكثر.. ارتخى جسدي وأغمضتُ عيناي ولم أعد أعي شيئا وحاوطني الظلام من كل الجهات.....


 

بلاكيوس / إدوارد***

 

عدتُ إلى المنزل قبل أن تغيب الشمس.. دخلت إلى الحظيرة ورأيت على الأرض صينية من الخشب تم وضع العشاء بها.. ابتسمت برقة ووضعت ثيابي المبللة على حبل حتى تجف ثم جلست على الأرض وبدأت بتناول الطعام..


عندما انتهيت نظفت الصينة والطبق والكوب ثم وضعتهم جانبا وقررت أن أسلمها إياهم غدا.. خرجت من الحظيرة وجلست على الأرض أحرس المنزل.. نعم لقد قررت أن لا أنام حتى أحرس المنزل والأرض ربما أتى ذلك المدعو تينو وحاول أن يتحرش بسيدتي الجميلة...


كنتُ أنظر أمامي أراقب وأنا أفكر..

" سيدتي الجميلة... "


همست برقة و أنا ابتسم.. هي جميلة جدا.. جدا... رغم مُعاملتها القاسية لي إلا أنني لا أستطيع أن أكرهها.. لا أستطيع.. عينيها تأخذني إلى عالم آخر وأجدُ نفسي ضائعا بها.. و أجدُ بها الأمان.. وكم أتمنى لو بإمكاني أن أظل طيلة العمر أنظر إلى عمق عينيها الساحرة..


تنهدت بخفة وظللت طيلة الليل أفكر بها.. وقبل طلوع الفجر أغلقتُ عيناي وذهبتُ بنومٍ عميق...

" آاااااااااااااااه... "


انتفضت برعب وأنا أشهق بقوة عندما تم سكب مياه باردة على رأسي.. فتحت عيناي ورأيت سيدتي أدلينا تقف أمامي وهي في قمة غضبها وتمسك بيدها جرة الفخار.. لقد رشقتني بالمياه مجددا.. 


شعرت بالحزن بسبب نظراتها الغاضبة لي.. نظرت حولي ورأيتُ نفسي ما زلتُ نائم على الأرض جالسا خارج الحظيرة.. ثم حطت نظراتي على قدمها المصابة.. كانت قد غيرت رباطها.. سمعتُها بحزن تشتمني بغضب قائلة


" أيها اللعين.. أنا لا أُطعمُك لكي تنام وتحلم بأحلام اليقظة... هيا انهض أيها الكسول.. هناك الكثير من العمل في انتظارك.. هيا تحرك... "


وقفت بسرعة وأرجعت خصلات شعري المبتلة إلى الخلف ثم مسحت وجهي بكم قميصي وقلتُ لها باحترام وبتهذيب

" آسف لم أنتبه سيدتي.. لن يتكرر ذلك.. أنا آسف "


رمت الجرة ناحيتي وشعرت بألمٍ شديد في جرح خصري إذ ضربت الجرة به بقوة.. عقدت حاجبي وكتمت شهقة الألم وسمعت سيدتي تقول بحدة


" لماذا كنتَ نائم خارج الحظيرة يا أحمق؟!!.. هل تريد أن تأكلك حيوانات الغابة المفترسة يا غبي! "


نظرت إليها بحزن وأجبتُها بهدوء

" لم أستطع النوم في الداخل لذلك قررت أن أنام هنا.. آسف سيدتي "


شملتني بنظراتها الكارهة وقالت بسخرية

" توقف عن الاعتذار.. تبدو كالأحمق وأنتَ تعتذر طيلة الوقت لي.. اعتذارك لا ينفعني.. غبي.. حتى لا يوجد رجولة بك "


نظرت إليها بصدمة وارتعش فكي بقوة.. لن أغضب.. لن أغضب منها.. اهدأ إدوارد.. لا يجب أن تغضب منها بسبب إهانتها لك.. اهدأ... حاولت أن أهدئ نفسي وتحاشيت النظر إليها.. كنتُ أمسك بالجرة بقوة وأنا أضغط يداي عليها بشدة.. أخفضت نظراتي إلى الأسفل ونظرت بجمود إلى الأسفل

رواية الكونت - فصل 6 - الفطر السام


 

شعرت بألمٍ شديد في قلبي عندما سمعتُها تقول بسخرية

" عديم الرجولة.. وغبي لحد اللعنة "


ارتعشت يداي بشدة وحاولت أن أتماسك أمامها ولا أغضب.. وبحزن سمعتُها تقول


" هيا ماذا تنتظر؟.. خُذ الجرة وملأها في البئر وابدأ بسقي الزرع.. عندما يجهز الفطور سوف أنده لك "


بعد ذهابها أغمضت عيناي بشدة ثم فتحتها وقررت أن أبدأ العمل حتى لا أجعلها تغضب أكثر.. وقررت أن لا أفكر بإهاناتها لي.. لو أحدا غيرها تفوه بتلك الكلمات لي كنتُ قتلته.. لكن هي.. أنا لا أستطيع أذيتها.. لا أستطيع أذيتها أبداً...


كانت مهمة شاقة لي بسقي الزرع.. الجرة كانت كبيرة وحملي لها جعل كتفي المصاب يؤلمني.. لم أهتم لآلامي بل تابعت تعبئة الجرة من البئر وسقي الزرع لساعتين كاملتين..


" عمي إدوارد.. "


التفت إلى الخلف ورأيت الصغير توماسو يقف أمامي وهو يبتسم لي بسعادة.. ابتسمت له ابتسامة نابعة من قلبي ثم وضعت الجرة على الأرض وقلتُ له


" سيدي الصغير.. ماذا تفعل هنا؟.. يجب أن تدخل إلى المنزل قبل أن تراك أمك وتغضب.. نحن لا نُريدُها أن تُعاقبُك مجددا "


هز كتفه بعدم اكتراث وقال لي برجاء

" هل يمكنني أن أراقبك وأنتَ تسقي الزرع عمي إدوارد؟.. لن أزعجُك فقط سوف أراقبك ولن أقوم بإزعاجك "


انحيت أمامه ولمست بيدي خده برقة وقلتُ له بحنان

" سوف تغضب أمك سيدي الجميل.. و.. "


وقبل أن أكمل جملتي تفاجأت عندما سمعت صوت سيدتي الغاضب.. رفعت رأسي ورأيتُها تخرج من المنزل بغضب وهي تهتف بحدة


" توماسو... توماسووووووووو... "


أبعدت يدي بسرعة عن خد الصغير واستقمت ورأيت بحزن الصغير يرتعش بخوف وهو ينظر إليها برعب.. تقدمت أدلينا بخطوات بطيئة عرجاء وبصدمة وقفت أمامي وضربت صدري بقوة بكلتا يديها ثم رفعت يدها اليمنى وصفعتني على خدي بقوة.. التف رأسي إلى ناحية اليسار وفورا أغمضتُ عيناي وتجمدت بالكامل


" أيها الخسيس.. سبق وقلتُ لك أن لا تقترب من ابني؟... عُد إلى عملك فورااااااااااا "


لم أتفوه بحرف ولم أنظر إليها.. استدرت وأمسكت بالجرة وذهبت ناحية البئر.. نظرت إلى داخل البئر بحزن بينما كنتُ أسمعُها تؤنب الصغير بشدة.. شعرت بألمٍ شديد في صدري عندما سمعت توماسو يبكي.. ما كان يجب أن أتكلم معهُ.. أنا السبب ببكاء الصغير الآن..


 تابعتُ العمل رغم إرهاقي الشديد ولدهشتي لم تنده لي حتى أتناول وجبة الفطور وعرفت بأنها لم تفعل ذلك عقابا لي لأنني تكلمت مع ابنها توماسو...


في الظهيرة وقفت وقررت أن أستريح قليلا بينما العرق كان يتصبب من جبيني وجسدي بكثرة.. مسحت عرقي بكم قميصي ونظرت بدهشة ناحية الحظيرة عندما رأيت سيدتي أدلينا تدخل إليها.. بعد لحظات خرجت ووقفت أمامي وهي تضع يدها على خصرها وتنظر إليّ بغضب شديد مثل العادة.. ماذا فعلت الآن؟!.. فكرت بذهول وأنا أنظر إليها بترقب


" أيها الغبي.. ماذا فعلت بفضلات البقر؟... أجبني... "


تنهدت بخفة وقلتُ لها بهدوء

" سيدتي.. لقد نظفت الحظيرة في الأمس و أخرجت الفضلات وطميتُها بحفرة خلف الحظيرة "


نظرت إليّ بكره قائلة

" لا حدود لغبائك.. ألا تفكر قليلا برأسك الفارغ؟... أرني أين طميتها حالاااااااااااا... "


الصبر... همست بداخلي بحزن ومشيت أمامها وتوجهت ناحية الحفرة.. وقفت أمام الحفرة وأشرت لها بأصبعي ناحيتها وقلتُ لها

" لقد وضعت الفضلات هنا سيدتي "


" أخرجهم فورا "


قالت لي بأمر ونظرت إليها بذهول.. هل تُريدني أن أُخرج الفضلات من الحفرة؟.. لكن لماذا؟!.. فكرت بدهشة وسمعتُها تقول بأمر


" الم تسمع؟.. أخرجها فورا "


أومأت لها موافقا وانحنيت وبدأت أحفر في الأرض حتى ظهرت الفضلات.. استقمت ونفضت التراب عن يداي وانتظرت أوامرها.. وبدهشة كبيرة رأيتُها تنحني وأمسكت بيدها بعض من الفضلات ثم استقامت ورمتها بوجهي..

 

أغمضتُ عيناي بسرعة وشعرت بالفضلات تُغطي وجهي بأكمله.. كانت أناملي ترتعش بقوة وحاولت أن لا أغضب منها.. كل ما كنتُ أفكر به حاليا.. لماذا رمت الفضلات بوجهي؟!.. ماذا فعلت لها حتى غضبت؟!!!...

 

سمعتُها بألم تُكلمني بحدة قائلة


" أيها الغبي.. في المرة القادمة سوف تجمع الفضلات وتضعها هنا أمام الشمس حتى تتخمر وتنشف ثم تأخذها وتستخدمها كسماد للزرع.. هل فهمت أيها الغبي أم أُعيد كلامي؟ "


فتحتُ عيناي ببطء وشعرت بحريقٍ بها.. مسحت بيدي الفضلات عنها وقلتُ لها بنبرة هادئة

" آسف سيدتي.. يبدو أنني لم أتذكر أننا نستطيع استخدامها كسماد للزرع.. أعتذر "


نظرت إليّ ببرود وقالت

" أخرجها وافعل كما أمرتُك.. ثم أغسل وجهك القذر وادخل إلى المنزل كي تأخذ وجبة طعامك "


" حسنا سيدتي.. "


أجبتُها بحزن ورأيتُها تنظر إلى وجهي بقرف وباشمئزاز ثم استدارت وعادت إلى المنزل... نظرت بحزن إلى المنزل وهمست بأسى


" لماذا؟!.. لماذا ازدادت معاملتها القاسية لي؟!.. ما الذي فعلتهُ لها لكي تكرهني إلى هذه الدرجة؟!.. "


مسحت وجهي بقميصي ثم أخرجت الفضلات من الحفرة وفعلت كما طلبت مني.. 


استيقظت باكرا اليوم وقررت أن أبدأ باقتلاع الأعشاب السامة من بين الزرع قبل أن تستيقظ سيدتي.. لا أعلم كيف عرفت بتلك الأعشاب بينما كنتُ أسقي الزرع في الأمس!!.. حتى أنني همست بأسماء البعض منها.. يبدو بأن ذاكرتي بدأت تعود تدرجيا..


بينما كنتُ أعمل سمعت صوت سيدتي تنده بحدة لي قائلة


" إدوارد.. ماذا تفعل يا أحمق؟.. هل تزيل الحشائش يا غبي؟.. أترك ما بيدك واتبعني في الحال.. توماسو طلب مني أن أطهو له حساء الفطر اليوم.. لذلك ستذهب برفقتي إلى الغابة لنجمع الفطر.. تحرك بسرعة "


رفعت رأسي ورأيت سيدتي تقف أمام باب المنزل وهي تحمل بيدها سلة من القش وترتدي فستان لونه أحمر باهت.. رغم أن لون الفستان كان باهت إلا أن سيدتي بدت جميلة جداً به.. فشعرها الأحمر الناري كان يتوهج كألسنة من اللهب وعينيها الخضراء كانت مُشرقة وتنبضان أكثر بالحياة من أي وقت مضى.. كانت تبدو فاتنة وجميلة جداً..


نبض قلبي بنبضات مُتسارعة واستقمت بوقفتي ونفضت ملابسي ثم مسحت يداي بسروالي وتبعتُها بسرعة حتى لا تغضب.. كنتُ أمشي خلفها في الغابة عندما فجأة وقفت سيدتي وسمعتُها تُكلمني قائلة بأمر


" هيا ابدأ بجمع الفطر.. هذا الفطر صالح للأكل.. حاول أن تجمع كمية كبيرة منه وضعها في السلة "


رأيتُها تضع السلة على الأرض ثم انحت وبدأت تجمع حبات الفطر المنتشرة أمامنا.. ولكن نظراتي فورا استقرت على مؤخرتها.. بسبب انحنائها ارتفعت مؤخرتها ناحيتي.. توسعت عيناي بدهشة وفورا أشحت بنظراتي إلى البعيد وبلعت ريقي بقوة وبدأت بجمع الفطر..


بعد مرور دقائق طويلة سمعت سيدتي تناديني قائلة بأمر

" إدوارد.. تعال بسرعة إلى هنا "


وضعت ما أحمله من فطر بيدي في السلة ثم نظرت باتجاه سيدتي وتقدمت نحوها.. وقفت بجانبها ورأيتها تتأملني ببرود وقالت لي وهي تشير بيدها نحو الأمام


" اجمع هذا الفطر يبدو شهيا "


نظرت بالاتجاه الذي أشارت لي به وعقدت حاجبي عندما رأيت نوع الفطر الموجود أمامي

رواية الكونت - فصل 6 - الفطر السام

 

لا أعرف ما حدث لي إذ فجأة سمعت نفسي أقول لها باعتراض وبثقة تامة


" سيدتي.. هذا الفطر غير صالح للأكل.. إنه فطر أمانيت الذباب أو عيش غراب الذباب والذي يشتهر باسم غاريقون الذباب.. هو ينمو أسفل أشجار الصنوبر لكنه خطير جداً وسام.. فهو يسبب الحمى والهلوسة "


تجمدت بذهول ونظرت إلى سيدتي بصدمة عندما سألتني بتعجُب وبسخرية قائلة


" وكيف عرفتَ بذلك أيها الغبي؟.. هذا الفطر ليس سام.. اجمعه بسرعة ولا تعترض يا أحمق "


نظرت إليها بدهشة كبيرة وفكرت بذهول.. كيف عرفت ما هو نوع ذلك الفطر واسمه؟!!.. هذا غريب!!.. لكنني متأكد بأنه سام وغير صالح للأكل..

 

نظرت إلى الفطر بجمود وقلتُ لسيدتي بتصميم

" آسف سيدتي.. أنا متأكد بأن ذلك الفطر نوعه سام.. هو يُسبب الحمى والهلوسة.. وإن تم تناول كمية كبيرة منه يُسبب الموت.. لا يجب أن نجمعه و.. هااااااااه.... "


شهقت بدهشة عندما فجأة تم دفعي بعنف من ظهري.. كدتُ أن أقع لكنني تداركت نفسي بسرعة وثبت قدماي على الأرض لكي لا أقع.. التفت إلى الخلف ورأيت سيدتي أدلينا تتأملني بغضبٍ شديد وهي تضع يديها على خصرها.. تأملت وجهي بكره وهتفت بحدة قائلة


" أيها اللعين إياك أن تعصي أوامري.. هل تظن نفسك ذكي أيها الأحمق؟.. لقد عشتُ هنا لمدة طويلة وأعرف جيداً كل أنواع الفطر السام.. اجمعهُ في الحال وضعه في السلة "


نظرت إليها برجاء قائلا

" أرجوكِ سيدتي صدقيني أنا لا أكذب.. لا أعلم كيف أعرف بأنه سام لكنني متأكد من ذلك.. هذا النوع من الفطر سام جداً وغير صالح للأكل "


احمر وجهها من شدة الغضب وهتفت بعنف وبحدة بوجهي


" لا تعترض أوامري أيها الحقير.. ولأنك فعلتَ ذلك يا أحمق عليك أن تقطف واحدة وتتناولها في الحال لكي أتأكد بنفسي بأنه سام.. هيا تحرك "


 نظرت إليها بذهولٍ تام لكنها دفعتني بعنف وبكامل قوتها بكلتا يديها على كتفي المصاب فتأوهت بألم بينما كنتُ أرجع عدة خطوات إلى الخلف.. وسمعتُها بحزن تأمرني بكره قائلة


" هيا يا أحمق.. تناول واحدة بسرعة "


ارتعشت يداي بشدة وفكرت بحزن.. إن لم أتناول واحدة أمامها الآن ستطلب مني بجمعها.. وإن قامت بطهي الفطر السام قد تتأذى هي وسيدي الصغير.. ولذلك اتخذت قراري.. سأتناول واحدة أمامها لترى بنفسها بأنها سامة بالفعل..


استدرت ببطء ثم انحنيت وبيد مرتعشة سحبت حبة فطر ونظرت إليها بجمود.. استقمت ثم استدرت نحو سيدتي ونظرت إليها بجمود ورفعت يدي اليمنى نحو فمي وتناولت حبة الفطر..


كنتُ أمضغها ببطء بينما دقات قلبي كانت تتسارع بشكلٍ عنيف.. بلعت بقوة ونظرت بحزن إلى سيدتي.. دقيقة ثم أخرى ورأيت سيدتي تبتسم بطريقة ساخرة وقالت بعجرفة


" الفطر سام همممم... غبي فعلا.. هل رأيت أيها الأحمق؟.. هي ليست سامة.. اجمعها بسرعة و..... "


وهنا بدأت أرى سيدتي تبتعد عني ثم تقترب ناحيتي بشكلٍ سريع.. وبعدها لم أعد أستطيع سماع أي شيء.. شعرت بجسدي يترنح وحاولت أن أتماسك لكي لا أقع على الأرض..


فتحت عيناي على وسعها عندما بدأت أرى أشياء غريبة أمامي.. طيور وعصافير حمراء تطير أمامي.. فجأة رأيت طير يطير أمام وجهي وبصدمة وجهه تحول إلى وجه سيدتي..


نظرت إليها بتعجب وهمست لها قائلا

" ســ.. سيدتي... أنتِ تحولتِ إلى طير؟!! "


شعرت بجسدي يرتعش بشدة ثم سقطت على ركبتاي على الأرض.. سمعت صوت بعيد ينده باسمي.. وطنين غريب أصم أذناي بعدها.. شعرت بجسدي يرتفع عن الأرض وصوت قلق يهتف لي بذعر


" إدوارد.. إدوااااارد.. هل تسمعني؟.. بسرعة أركض.. سأمسك بيدك لا تفلتها "


نظرت باتجاه الصوت ورأيت ملاك بشعر أحمر يشتعل بألسنة من اللهب وتتطاير الألسنة منه من كل الجهات.. شعرها يحترق دون أن تتأذى شعرة واحدة منها!.. هذا غريب!!.. ولكنها بدت جميلة جداً...


فكرت بتعجُب بينما كنتُ أنظر إلى شعرها الجميل والمُشتعل.. ابتسمت بوسع عندما رأيت ملاك تمسك بيدي وتسحبني خلفها.. شردت عيناي عليها وعلى أجنحتها البيضاء الكبيرة.. لديها أجنحة جميلة جداً..


" هل تستطيعين التحليق عاليا في السماء ملاكي؟ "


سمعت شهقتها المُندهشة ولكن ملاكي لم تُجيب على سؤالي.. تركت ملاكي تأخذني عاليا نحو السماء بينما كنتُ أشعر بجبيني يتعرق وجسدي يحترق بشدة..


بدأت الرؤية تُصبح ضبابية أمامي وأخر ما شعرت به قبل أن أرى الظلام جسدي يرتعش بجنون ثم ملاكي تساعدني في الاستلقاء وبعدها لم أرى شيء...


 

أدلينا***

 

" إلهي ساعدني.. ماذا فعلت به؟!.. سيموت.. سيموت بسببي "


همست برعب بتلك الكلمات بينما كنتُ أمسك بيد إدوارد وأركض نحو منزلي.. لا أعلم كيف لكن وصلنا وبسرعة ودخلت بعاصفة إلى المنزل وساعدت إدوارد ليستلقي على الأريكة أمام المدفأة..

 

تأملت وجهه بخوف ورأيت لونه يتحول إلى اللون الأحمر وبدأت حُبيبات العرق تتساقط من جبينه.. رفعت يدي ولمست جبينه.. توسعت عيناي بذعر وهمست بخوفٍ شديد


" لا لا لا لا لا.. ماذا فعلت؟!.. هو يحترق.. لقد أصابته الحمى.. تبا لعنادي.. الفطر مسموم.. كان معه حق "


أبعدت يدي عن جبينه المُلتهب وركضت نحو المطبخ وبيدين مرتعشتين بدأت أسكب الماء من الجرة بقدر ثم أخذت قطعة قماش نظيفة وركضة وجلست على ركبتاي أمام الأريكة ورأيت بفرعٍ مهول إدوارد يرتعش بجنون من رأسه إلى أخمص قدميه..


شعرت بالرعب وبدأت بتبليل قطعة القماش ووضعها على جبينه.. 

" سيموت.. سيموت بسببي.. يجب أن أتصرف وبسرعة "


همست برعب ثم نظرت نحو باب غرفتي ورأيت توماسو يخرج بهدوء منها وهو يفرك عينيه بيديه الصغيرتين.. نظر إليّ وابتسم لي بسعادة قائلا

" صباح الخير ماما كـ.. ياه!!.. إدوارد هنا؟!!.. "


نظرت بذعر إلى توماسو ورأيته يقترب ويقف بجانبي ونظر بجمود إلى إدوارد.. سمعت ابني يسألني بدهشة


" ماما.. إدوارد يرتعش بقوة.. هل هو مريض ماما؟.. ساعديه أرجوكِ "


بلعت ريقي بقوة وأزلت قطعة القماش عن جبين إدوارد والتي أصبحت ساخنة جدا ووضعتُها بالقدر ونظرت إلى ابني بخوف قائلة


" توم صغيري.. سوف أساعد إدوارد.. لكن يجب أن أخرج إلى الغابة لأجلب عُشبة مضاضة للسُم.. لقد.. هو.. أنتَ يجب أن تبقى معه وتبلل القماشة وتضعها على جبينه لغاية عودتي.. إياك أن تتركه بمفرده.. سأعلمك كيف تُبلل القماشة وتعصرها وتضعها على جبينه "


أومأ لي موافقا وفسرت له كيفية تبليل القماشة وكيف يضعها ثم وقفت وقبلت جبينه وقلتُ له بأنفاس لاهثة


" لن أتأخر.. سأعود بسرعة.. اتفقنا صغيري؟ "


أجابني توماسو بهدوء قائلا

" لا تخافي ماما لن أترك عمي إدوارد بمفرده.. سوف أساعده بنفسي.. أنا بطل وشجاع "


ابتسمت له بحنان وقلتُ له قبل أن أركض خارجة من المنزل

" أحبك جداً بطلي الشجاع.. لن أتأخر صغيري "


ركضت بأقصى سرعة أمتلكها نحو الغابة وبدأت أبحث بتوتر عن عشبة الترياق وهي عشبة صفراء اللون وهشة جدا ولها شبه كبير للخشب حيث تشبه المسواك.. وهي مادة تستخدم في تخليص الجسم من السموم..


" وجدتُهاااااااااا... "


هتفت بسعادة لدى رؤيتي للعشبة وفورا قطفت منها الكثير وركضت بسرعة نحو منزلي.. وما أن دخلت إلى المنزل رأيت برعب توماسو يبكي بذعر.. رميت الأعشاب على الطاولة وركضت نحو ابني وسألته بفزع


" ما بك صغيري؟.. لماذا تبكي حبيبي؟ "


مسح دموعه وعانقني بشدة وقال لي ببكاء

" إدوارد ليس بخير ماما.. كان يبكي منذ قليل وهو يهمس باسم لوليزو أو لولريزو.. لا أدري.. لكنه كان يبكي ويرتعش بشدة.. أنا خائف عليه ماما.. هو مريض جداً "


هل تذكر؟!!.. فكرت برعب بينما كنتُ أحتضن ابني بشدة وأنظر إلى الكونت بفزع.. مستحيل أن تكون ذاكرته قد عادت إليه!!.. مستحيل ذلك!!..


قبلت ابني على جبينه وابعدته عني قليلا وقلتُ له بحنان

" لا تخف سيكون بخير.. لقد أحضرت عشبة سوف تساعده "


وقفت وركضت إلى المطبخ وبدأت بطحن الأعشاب ثم غليتُها بقدر فخاري في المدفأة.. أمسكت بكوب من الفخار وجلست على ركبتاي أمام إدوارد.. نظرت برعب إلى وجهه الشاحب وهمست برجاء


" لا تمت.. أرجوك لا تمت.. عليك أن تعيش.. أنا لستُ بقاتلة "


رفعت رأسه بيدي اليسرى وقربت الكوب من شفتيه وجعلته يشرب الترياق بكامله.. وطيلة اليوم كنتُ أعتني به وحاولت أن أخفف من خوف ابني..


في المساء كان الإجهاد قد تملكني بالكامل.. ابني نام في غرفتي بعد أن اطمئن على صحة إدوارد.. لم أستطع وضع لقمة واحدة من الطعام في فمي منذ الصباح.. كنتُ خائفة بأن يموت الكونت حينها سأكون قاتلة لعينة..


أنا لا أريده أن يموت.. على الأقل على يدي أو بسببي..

 

تنهدت بإرهاقٍ شديد وجلست على الأرض أمام الأريكة بعد أن غطيت جسده بغطاء سميك.. نظرت إلى الكونت بقلق في البداية لكن نظراتي شردت بعدها على ملامح وجهه الوسيم

رواية الكونت - فصل 6 - الفطر السام


 

كان يبدو مثل الملاك وهو نائم بهذا الشكل.. ودون شعور مني رفعت يدي اليمنى وبدأت بأناملي ألمس خده ثم أنفه لتستقر أصابعي بخفة على شفتيه..

 

ارتعش جسدي بقوة عندما شعرت بأنفاسهِ الحارة تُداعب أناملي بخفة.. أنفاسهُ أحرقت بشرة أصابعي وجعلت قلبي ينبض بعنف..


" فيرلا.. لـ.. لماذا؟!!... "


توسعت عيناي وتأملتهُ بصدمة عندما سمعتهُ يهمس بتلك الكلمات.. أبعدت يدي بسرعة عن شفتيه ونظرت إليه بغضب وهمست بغيظ


" فيرلا؟!..من تكون؟!.. هل هي حبيبتك أيها القذر؟! "


لا أعلم لماذا شعرت بغصة أليمة في صدري.. لم تعجبني أبداً فكرة أن يكون لديه حبيبة لعينة..


وقفت بسرعة ونظرت بذعر أمامي وفكرت بتوتر.. ولماذا أهتم إن كان لديه حبيبة؟!.. لا يهمني الأمر.. فحقير مثله لا يهمني أمره أبداً..

 

نظرت إلى المدفأة وأمسكت بقطعة قماش وحملت القدر الفخاري وتوجهت نحو الغرفة الصغيرة بجانب المطبخ.. سكبت المياه الساخنة بقدرٍ كبير ثم أضفت بعض من المياه الباردة لأعدل سخونتها.. خلعت ملابسي وبدأت أستحم بهدوء..

 

عندما انتهيت أمسكت بمنشفة وبدأت أجفف شعري ثم جسدي..


" أااااااااااععععععععععهههههههه.... "


هتفت بذعرٍ شديد فجأة عندما شعرت بيدين تحاوطان خصري ويتم سحب جسدي العاري إلى الخلف.. انتفضت بفزع وبدأت أقاوم بجنون وسالت دموعي بفزع إذ ظننت تينو شقيق زوجي القذر قد دخل إلى منزلي.. فتحت فمي لأصرخ برعب لكنني تجمدت بصدمة عندما شعرت بأنفاس حارة على أذني وصوته يهمس لي بحنية قائلا


" حبيبتي.. لا تخافي.. لا تخافي حبيبتي "


خفق قلبي بجنون عندما سمعت كلمات إدوارد لي.. تجمدت بين يديه الدافئة واقشعر بدني عندما شعرت بشفتيه تُقبل كتفي العاري برقة.. شهقت برعب عندما أدارني إلى الخلف.. كنتُ عارية بالكامل في أحضانه لكنه كان ينظر إليّ بطريقة غريبة في عيناي..


عرفت بأنه ليس بكامل وعيه فعينيه كانت زائغة وحمراء بسبب الحمى.. جسدهُ الحامي كانت نيرانه تخرج منه و تحاوطني بدفئها.. شعرت بالدفء بين ذراعيه ونسيت بأنني عارية أمامه..

 

لا أعلم كيف مشينا معا نحو الأريكة دون أن نبتعد عن بعض.. كنتُ أتبع خطواته البطيئة بهدوء تام دون أن أتوقف عن النظر في عمق عينيه العسلية والجميلة كالمسحورة..

 

فجأة تمايل جسده وسقط بثقله عليّ.. شهقت بذعر بينما كنتُ أسقطت على الأريكة وجسدهُ فوقي.. خرج أنين متألم من فمي بسبب ثقل جسده عليّ.. حاولت ابعاده عني لكنني لم أستطع فعل ذلك..

 

نظرت إليه بخوف ورأيت بقهر بأنه قد غاب عن الوعي.. نظرت بشرود إلى وجهه وفكرت بغيظ.. هل تخيلني حبيبته تلك عندما همس قائلا لي حبيبتي؟!!!.. يبدو ذلك...


شعرت بالإحباط وبمشاعر غريبة بداخلي لم أستطع تفسيرها.. شعرت بالغضب من نفسي وحاولت إبعاد جسده عني لكنني لم أستطع.. كنتُ مرهقة جدا ولا قوة لدي.. تنهدت بقوة ورفعت الغطاء بيدي على جسدينا وهمست بغيظ


" سأنام أسفلك الليلة يا لعين.. لكن سوف أستيقظ باكراً وأجعلك تدفع الثمن غاليا على ذلك.. في الصباح سأفعل ذلك.. أحلاما بائسة لك أيها الحقير "


كان رأسه اللعين يستريح على صدري العاري.. رفعته بكلتا يداي بضعف ليستقر على كتفي وأغلقت عيناي وبسبب إرهاقي الشديد غرقت فورا بنومٍ عميق..


أنفاس دافئة تداعب وجهي جعلتني أستيقظ من نومي.. كنتُ أحتضن بشدة جسد ضخم ولكن دافئ.. هممت باعتراض عندما حاول التحرك ليبتعد عني وحاوطته بقوة بكلتا يداي..

 

فتحت جفوني ببطء ثم رمشت بقوة وأول ما رأيته عيون عسلية تتأملني بذهولٍ شديد.. وهنا توسعت عيناي برعب عندما رأيت الكونت يحاوطني بجسده وهو يحاول رفع نفسه بيديه والابتعاد عني.. وفورا تذكرت ما حصل في ليلة الأمس.. شهقت بقوة وأخفضت رأسي إلى الأسفل ورأيت صدري العاري بوضوح


" اااااااااااااااااااااععععععععععععهههههه... "


هتفت بقوة بفزع وبردة فعل عفوية أبعدت يداي عن ظهره وأمسكت باللحاف ورفعته علينا.. سقط إدوارد عليّ بثقله ولكن لصدمتي شفتيه استقرت على عنقي.. تجمدت أسفله واشتعل جسدي فورا بنار حامية.. استكنت أسفله وأغمضت عياني باستلام بسبب شعوري بشفتيه على بشرة عنقي.. وارتعش جسدي بعنف وكنتُ أستطيع سماع دقات قلبي في أذناي...


" إدوارد.... "


همست دون شعور مني باسمه ورفعت رأسي عاليا لأسمح له بتقبيل عنقي بحرية تامة.. ولكن......






انتهى الفصل


















فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©