رواية الكونت - فصل 7 - وقعت في عشق مُعذبتي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية الكونت - فصل 7 - وقعت في عشق مُعذبتي

رواية الكونت - فصل 7 -  وقعت في عشق مُعذبتي





وقعت في عشق مُعذبتي












إدوارد / بلاكيوس**



فتحتُ عيناي بضعف وشعرت بالبرد وبالقشعريرة والارتجاف وبصداع فظيع وبآلام رهيبة في عضلات جسمي كلها.. أغمضت عيناي وقررت أن أريح رأسي قليلا على الوسادة الناعمة.. لكن ما ان فعلت حتى استنشقت عطر برائحة صابون الأزهار جعلت جسدي يتصلب بالكامل..


فتحتُ عيناي ونظرت أمامي بتعجُب لكن نظراتي تجمدت بصدمة كبيرة على...

" اوه لاااااا!!!!.... "


همست بذهول تام عندما رأيت رأسي يستريح على صدر سيدتي.. كنتُ أستطيع رؤيتهُ بوضوحٍ تام أمامي.. أغمضتُ عيناي وفتحتُها لعشرات المرات ظنا مني بأنني أتخيل ما أراه الآن.. لكن المشهد لم يتغير.. 


شهقت بصدمة عندما شعرت بجسدها الصغير أسفلي.. جسدها الصغير و العاري بالكامل أسفلي.. فيداي كانت تستريح على معدتها وخصرها الصغير والنحيف...


توسعت عيناي أكثر عندما سمعتُها تتأوه بنعومة وهي تحاوطني بكلتا يديها الصغيرتين على ظهري وبشدة.. وخدها الناعم كان يستريح على رأسي..


أبعدت نظراتي بعيداً عن صدرها العاري احتراما لها ولأنني لم أرغب باستغلال اللحظة وأتأملها وهي عارية.. 


رفعت بجهد رأسي إلى الأعلى قليلا ونظرت إلى وجهها وفكرت بصدمة.. كيف حصل ذلك؟!.. لماذا أنا نائم بجانبها.. لا ليس بجانبها بل حرفياً عليها!!.. وهي عارية تماما!!!.. كيف حدث ذلك؟!!..


حاولت أن أتذكر ما حصل ولكن تحركت سيدتي قليلا وجذبتني بشدة بيديها ليقع رأسي بخفة على صدرها.. أغمضت عيناي بسرعة لكي لا أرى صدرها الجميل.. أوه كم هو جميل.. جميل للغاية..


فكرت رغما عني بذلك وشعرت بجسدي يتعرق ويحترق.. شعرت بسخونة في كامل أنحاء جسدي.. كنتُ أشتعل بشدة بسبب قربها الشديد مني..


رفعت رأسي قليلا ونظرت إلى وجهها بطريقة حالمة.. لأول مرة أكون بهذا القرب الشديد منها.. كانت تبدو جميلة جدا وهي نائمة.. شعرها الأحمر الناري كان يفترش وسادة الأريكة وجعل سيدتي تبدو كالملاك الناري وهي نائمة..


تأملت وجهها بنظرات حنونة ودون شعور مني رفعت يدي اليسرى ولمست بخفة خدها الناعم والدافئ.. أغمضت عيناي وهمست بحلم قائلا


" سيدتي.. كم أنتِ جميلة.. جميلة جداً "


أبعدت يدي عن خدها لأنني لا أريد لمسها حتى وهي نائمة.. أنا أحترمُها جداً وأشعر بالعذاب الشديد بسبب معرفتي بكرهها الشديد لي.. أنا أعلم بأنها تكرهني.. وطبعا لسبب.. يبدو بأنني قد أذيتُها وبشدة قبل أن أفقد ذاكرتي.. 


تنهدت بخفة وهمست بحزن قائلا


" لا أعلم ماذا فعلته حتى أصبحتِ تكرهينني وبشدة.. ولكن الذي أعرفه بأنني أتمزق بشدة من الداخل بسبب كرهكِ لي ومعرفتي بأنني قد أذيتُكِ سيدتي الجميلة.. سامحيني "


وهنا فتحت عيناي وتذكرت ما حصل في الأمس.. حتى أحميها وابنها تناولت الفطر السام وهلوست.. وبسبب حرارة جسدي عرفت بأن الحمى قد أصابتني كذلك.. توسعت عيناي على وسعها بصدمة عندما تذكرت كيف أصبحت سيدتي أسفلي بهذه الطريقة.. لقد هلوست و مشيت بجانب المطبخ ورأيتُها عارية في الغرفة الصغيرة حيث كانت تستحم.. 


شهقت بذهول وهمست بقلق وبتوتر

" ياه!!.. ماذا فعلت؟!.. ستكرهني أكثر الآن.. كيف لم تقتلني بسبب ما فعلته؟.. كيف فعلت ذلك بها ولم أحترمها؟! "


نظرت إليها بأسف وحاولت النهوض والابتعاد عنها قبل أن تستيقظ وتكرهني أكثر وتشعر بالخجل مني وبالعار لأنها نامت أسفلي عارية تماما غصبا عنها..


لكن ما أن تحركت حتى حركت سيدتي يديها عليّ أكثر وجذبتني إليها.. كنتُ فعليا أحترق بنار حامية بسبب شعوري بجسدها الصغير والناعم أسفلي.. صدري كان يلتصق حرفيا بصدرها الجميل.. لكنني تحاشيت النظر إليه احتراما لها و تأملت وجهها بتوتر خاصة عندما رأيتُها تفتح عينيها الجميلتين..


تلاقت نظراتنا وشعرت بجسدي يرتعش من الرغبة.. لا إدوارد.. إياك.. إنها سيدتك.. كما أنها أنقذتني من الموت.. لا يجب أن أشعر بتلك الطريقة.. 


شعرت بالألم في قلبي بسبب الندم.. هتفت سيدتي بذعر لدى رؤيتها لي فوقها.. ولكن نظراتها المُرتعبة هدأت فجأة وسرحت رغما عني في بحر عينيها الخضراوين.. فجأة رفعت الغطاء لفوق كتفي وسقط وجهي واستقرت شفتاي على عنقها..


ما أن لمست شفتاي بشرتها الناعمة حتى ارتعش جسدي من حمى الرغبة.. أردت تقبيله.. بل رغبت وبجنون بأن أتذوق بشرتها الناعمة لكنني لم أستطع.. لا أريدها أن تخاف مني وتطردني من منزلها بعيداً عنها... 


" إدوارد.... "


سمعت سيدتي تهمس بنعومة باسمي ورفعت رأسها عاليا لتسمح لي بتقبيل عنقها بحرية تامة.. ولكن انتفضت بكامل قوتي ونهضت مُبتعداً عنها وأدرت رأسي باتجاه باب المنزل وقلتُ لها بهمس


" سامحيني سيدتي.. كنتُ أهلوس و.. وأصابتني الحمى.. أعدكِ لن يتكرر ما حدث في الأمس.. سامحيني "


نظرت بدهشة أمامي عندما شعرت بيديها تمسك بذراعي اليسرى وأدارتني بعنف حتى أواجهها.. رأيتُها تقف أمامي وهي تستر جسدها بالغطاء.. فجأة التف رأسي ناحية اليمين إذ صفعتني بكامل قوتها على خدي الأيسر.. 


أغمضت عيناي بشدة وسمعتُها بحزن تهتف بفحيح وبحقد قائلة


" أيها الحقير.. قذر ومُتخلف.. أنتَ مُقرف ورائحتك الكريهة جعلتني أفقد الوعي في الأمس وإلا كنتُ قتلتك بنفسي بسبب ما فعلته.. حتى لو كنتَ محموما في الأمس إياك أن تفكر بأنني سأغض النظر عن حقارتك.. لا يهمني إن كنتَ ما زلتَ محموما الآن.. ستخرج من منزلي وتفلح الأرض بكاملها خلف المنزل وتزرع البصل والثوم والطماطم.. ولن تتناول أي وجبة طعام اليوم.. أخرج فوراً وابدأ بالعمل يا حقير "


أومأت لها موافقاً دون أن أنظر إليها.. استدرت ورغم حرارة جسدي المرتفعة بسبب الحمى خرجت من منزلها وقررت تنفيذ أوامرها..


كان جسدي يرتجف بشدة بينما كنتُ أعمل في الأرض.. الرؤية كانت ضبابية وبالكاد كنتُ أستطيع الوقوف على قدماي.. أصابني إعياء شديد وكنتُ أحارب الإغماء بكامل قوتي.. ورغم مرضي وتعبي تمالكت نفسي ونفذت طلباتها..


ولكن في الظهيرة استسلمت.. شعرت بأنني سأموت.. توقفت عن العمل وبقدمين ترتعشان توجهت نحو الحظيرة وسقط جسدي المرتعش على القش ورأيت السواد أمامي..


" إدوارد.. إدوارد.. هل تسمعني؟ "


سمعت صوت سيدتي تناديني ولكنني لم أستطع فتح عيناي.. ثم سمعتُها تقول بنبرة قلقة

" حاول أن ترفع جسدك قليلا.. يجب أن أزيل قميصك فهي مبتلة بالكامل.. هل تسمعني إدوارد؟.. انهض.. "


خرج أنين متألم من فمي إذ شعرت بألمٍ شديد في كامل أنحاء جسدي.. كنتُ أستطيع الشعور بجسدي يرتجف بقوة من البرد بينما أسناني كانت تصطك بشدة.. حاولت أن أتحرك لكنني لم أستطع.. 


شعرت بيديها تمسكان بكتفي وحاولت جاهدا رفع وسطي.. بعد أن أزالت قميصي عني شعرت بشيءٍ بارد على صدري.. فتحت عيناي بضعف ونظرت إلى الأسفل.. رأيت سيدتي تجلس بجانبي على القش وهي تضع قطعة من القماش المبلول على عنقي وصدري.. سمعتُها بدهشة تسألني بحزن بينما كانت تُمرر القطعة على صدري وكتفي


" لماذا تناولتَ الفطر السام ما دمتَ تعلم بأنه سام؟.. لماذا فعلتَ ذلك يا أحمق؟ "


تأوهت بضعف وأجبتُها بصدق قائلا بأنفاس مُتقطعة

" لو لم أفعل ذلك كنتِ.. كنتِ ستجبرينني على قطفه و.. وكنتِ ستتناولينه مع السيد الصغير.. لم أرد أن تتأذي سيدتي مع ابنك "


سمعتُها تهمس بحزن قائلة

" أنتَ غبي لأنك فعلتَ ذلك وتناولته.. لم أكن سأطبخه.. أنا.. أنا.. لا تفعل ذلك مرة أخرى "


 أغلقت عيناي بضعف وذهبت بنومٍ عميق بسبب ضعفي.. في اليوم الثاني استيقظت باكراً.. رأيت نفسي نائم على القش في الحظيرة وقطعة قماش شبه جافة على جبيني.. كنتُ بمفردي في الحظيرة.. أبعدت القطعة عن جبيني ووضعتُها جانبا وجلست بهدوء..


الحمى كانت قد اختفت و شعرت بالتحسن وبأنني قادر على النهوض.. أبعدت اللحاف عن جسدي ورأيت بأنني عاري الصدر.. ابتسمت برقة إذ عرفت بأنني لم أكن أحلم في الأمس عندما رأيتها تعتني بي..


فجأة انفتح باب الحظيرة ورأيت سيدي الصغير يركض داخلا ويقف أمامي وهو يتأملني بسعادة قائلا

" عمي إدوارد.. هل تشعر بالتحسن؟.. لقد كنتَ مريضا جداً.. وماما كانت قلقة عليك جداً.. لقد أمرتني بعدم الخروج من المنزل لتذهب وتعتني بك "


ابتسمت له بحنان قائلا

" أنا بخير سيدي الصغير.. لقد تحسنت "


ابتسم بوسع وجلس بجانبي ورفع يده اليمنى وقال لي بهمس

" لقد جلبت لك تفاحة دون أن تعلم أمي.. أنتَ لم تأكل شيئا وعرفت بأنك جائع.. لا تُخبر ماما بأنني أعطيتك تفاحة كي لا تغضب مني "


شعرت بغصة بداخلي فحتى الصغير يعرف بكره والدتهُ لي.. أخذت منه التفاحة وشكرتهُ قائلا بحنان

" شكرا لك سيدي الصغير.. ولا تقلق لن أخبر والدتك بسرنا الصغير "


شهقت بدهشة عندما عانقني توماسو بشدة وقال لي 

" أحبك جدا إدوارد.. صحيح ماما منعتني من التكلم معك.. لكن يمكننا أن نفعل ذلك دون أن تعلم.. هل أنتَ موافق؟ "


بادلته العناق وقلتُ له بحزن

" بالطبع سيدي.. لا مانع لدي.. لكن... "


ابتعد توماسو عني قليلا ورفع رأسه ونظر إليّ برجاء قائلا

" لا ترفض إدوارد.. أعدك ماما لن تكتشف سرنا الصغير أبداً "


ابتسمت له بحنان وأومأت له موافقا.. قهقهت بخفة عندما قفز توماسو واقفا وهتف بسعادة قائلا


" شكرا إدوارد.. سوف أجلب لك الكثير من التفاح بالسر عن ماما.. والآن يجب أن أذهب قبل أن تكتشف ماما بأنني تسللت من النافذة لكي لا تراني أتسلل للمجيئ لرؤيتك "


نظرت إليه بعاطفة بينما كان يركض خارجا من الحظيرة.. نظرت إلى التفاحة بيدي وابتسمت بحنان.. خبأت التفاحة في القش وقررت الخروج والبدئ بالعمل..

 


أدلينا***



" إدوارد.... "


همست دون شعور مني باسمه ورفعت رأسي عاليا لأسمح له بتقبيل عنقي بحرية تامة.. ولكن فجأة انتفض مبتعدا عني ووقف وهو يدير ظهره لي وسمعتهُ بصدمة يقول


" سامحيني سيدتي.. كنتُ أهلوس و.. وأصابتني الحمى.. أعدكِ لن يتكرر ما حدث في الأمس.. سامحيني "


انتابني الغضب بسبب رفضه لي.. من هو حتى يرفضني اللعين!!.. لا بل من يظن نفسه الحقير.. سترت جسدي باللحاف ووقفت.. صفعته ثم أهنته وأمرته ليخرج ويعمل رغم مرضه.. 


" أكرهه.. أكرهه.. أنا أكره هذا الكونت اللعين.. أكرهه.. "


همست بغضب بينما كنتُ أرتدي ملابسي.. كان جسدي يحترق من إهانتهُ لي ورفضي.. لا أعلم ما أصابني؟!!.. كنتُ مستسلمة للحقير.. مستسلمة له وبالكامل.. وذلك أغضبني أضعافا.. 


وقررت فعلا أن لا أطعمه وأطلب منه أن يتوقف عن العمل ويستريح.. كنتُ أراقبه من نافذة المطبخ وهو يعمل ببطء ويكاد يقع على الأرض.. لم أشعر بالشفقة عليه إذ كنتُ غاضبة جدا منه.. استدرت وجلست على الطاولة ونظرت إلى الأسفل بحزن


 

رواية الكونت - فصل 7 -  وقعت في عشق مُعذبتي

 

الغبي كان سيموت بسبب تناوله للفطر السام.. لماذا أكله ما دام يعلم بأنه سام؟!.. كونت لعين وغبي.. أنا صدقته طبعا عندما قال لي بأنه سام.. لكنني أردت أن أتحداه.. ظننت بأنه سيرفض تناوله ويطلب مني جمع نوع آخر من الفطر.. كنتُ سأصفعه وبعدها أدعي الغضب ونعود للمنزل لكن الغبي فعل وتناول حبة..


خفق قلبي بعنف بينما كنتُ أتذكر كيف غفوت أسفله عارية.. لماذا لم أشعر بالخوف منه؟!.. حتى أنني أردته أن يقبلني..


نهضت بغضب وأزلت تلك الأفكار من رأسي.. رأيت إدوارد يمشي مُترنحا إلى الحظيرة.. لقد ترك العمل اللعين.. فكرت بكره وخرجت مُسرعة من المنزل وتوجهت نحو الحظيرة..


دخلتُها بغضب ولكن فجأة استكان غضبي عندما رأيت إدوارد نائم على القش وجسده يرتعش بشكلٍ مُخيف

" إدوارد... "


همست باسمه بخوف وركضت وجلست بجانبه.. لمست جبينه بيدي وأحسست بحرارته المُرتفعة.. ومثل عادتي ساعدته بخوف وحاولت خلع سترته عنه..


كان نائم بينما كنتُ أحاول التخفيف من حرارة جسده.. نظرت إلى يدي الممسكة بقطعة القماش على صدره العضلي الصلب والجميل.. عيناي سرحت على صدرهِ الجميل.. كانت بشرة صدره تلمع بسبب قطرات الماء والعرق.. أبعدت القماش وبدأت ألمس صدره بخفة بأصابعي..


خفق قلبي بعنف بينما كنتُ أمرر أصابعي بهدوء وبخفة على عضلات معدته ثم صدره.. ارتعشت يدي بقوة عندما مررت ابهامي على حلمة صدره الأيسر.. 


وهنا توسعت عيناي بصدمة ونظرت إلى وجه الكونت بخوف.. ما الذي أفعلهُ الآن؟!.. لقد فقدت عقلي تماما.. فكرت برعب بذلك وقررت العودة إلى المنزل وتركه نائم بهدوء..


ولكن في المساء مثل الغبية ذهبت لكي أطمئن عليه.. كان ما زال نائما فاعتنيت به لمدة ساعتين في النهاية وضعت قطعة القماش المبلولة على جبينه وقررت الذهاب إلى منزلي لكي أنام وأستريح.. 


مضى يومين بهدوء تام.. كنتُ أطهو وجبة الغداء وعندما انتهيت نظرت باتجاه النافذة إلى الخارج.. رأيت مثل العادة إدوارد يعمل بنشاط.. 


ارتعش جسدي بلذة عندما رأيت صدره المتعرق.. كان قد فتح عدة أزرار من قميصه وظهر صدره العضلي بوضوح.. بلعت ريقي بقوة ورفعت نظراتي وتأملت وجهه.. كان وسيم وجذاب جدا رغم الأتربة على وجهه وشعره المنكوش.. شعرت بالخوف عندما بدأت أفكر بماذا سيحدث لي إن عادت إليه ذاكرته.. استدرت وجلست على الكرسي مُنحنية الرأس وأسندت رأسي بكف يدي

 

رواية الكونت - فصل 7 -  وقعت في عشق مُعذبتي

 

لا.. لن تعود إليه ذاكرته أبداً.. وإن حصل ذلك سوف أهدده وأقول له بأنني سأخبر الجميع بأنه كان يسكن في منزلي رغما عني وبأنني سأفضحه أمام جميع سكان سان مارينو وأخبرهم بما فعل في الماضي.. نعم سأفعل ذلك به وحينها لن يتفوه بحرف.. سوف يشعر بالخوف ويلتزم الصمت ولن يتجرأ على فضحي.. هكذا سأكون انتقمت منه أكثر..


سوف أذله وأهينه.. سيكون الكونت خادمي الحقير.. سأمرغ رأسه في الوحل وأجعله يدفع ثمن كل أخطائه..


شهقت بقوة ووقفت وندهت لابني ليأتي ويتناول وجبة غدائه.. عندما انتهى توماسو من تناول طعامه تأملته بحنان قائلة بينما كنتُ أسكب الطعام لـ إدوارد


" اسمعني صغيري.. سأخرج قليلا وأتنزه بجانب البحيرة.. أريدك أن تبقى في المنزل ولا تخرج منه لحين عودتي.. وإياك أن تفتح الباب لأحد خاصةً لـ إدوارد "


أومأ لي موافقا ودخل إلى غرفتنا.. كنتُ أشعر برغبة مُلحة للابتعاد من هنا.. أردت أن أكون بمفردي لأفكر بهدوء.. خرجت من المنزل ودون أن أنظر إلى إدوارد هتفت له قائلة بنبرة حادة


" إدوارد.. إنه وقت الغداء.. تناول طعامك وبعدها يمكنك العمل.. أنا مشغولة قليلا حاليا.. لا تسمح لأحد برؤيتك وإياك أن تتكلم مع ابني.. هو في غرفتي يلعب.. لن اتأخر بالعودة "


وضعت له الطبق على المقعد الخشبي ومشيت بهدوء.. 

" سيدتي انتظري قليلا لو سمحتِ "


سمعت إدوارد يهتف لي بقلق بتلك الكلمات.. وقفت والتفت إلى الخلف.. رأيته يركض باتجاهي ووقف أمامي وقال بنبرة قلقة


" أين ستذهبين سيدتي؟.. أعني.. أنتِ لم تخرجي مُسبقا من المنزل في.... "


قاطعته بغضب قائلة

" وما دخلك يا أحمق.. إياك أن تتدخل بشؤوني يا قبيح وعديم النفع.. تناول وجبتك وعُد لعملك.. أنا لا أطعمُك لتتسلى هنا.. عليك أن تعمل بجهد مُقابل السقف الذي يأويك والطعام الذي يدخل إلى معدتك اللعينة.. غبي وقبيح "


تأملني بذهول ولكنني لم أهتم له بل استدرت ومشيت مسرعة داخلة إلى الغابة.. وصلت إلى البحيرة ووقفت أتأملها بحزن.. لقد تعبت.. تعبت منه ومن مشاعري الغريبة.. رغم مُعاملتي القاسية له هو لا يُظهر أي ردة فعل متوقعة منه.. لا غضب.. لا شتائم.. لا مُعاملة عنيفة لي.. لا شيء.. لا شيء على الإطلاق..


" مستحيل أن يكون فقدان الذاكرة قد غير من طبعه الحقير!.. أكرهه "


همست بمرارة وجلست على العشب لساعة وأكثر أنظر أمامي بشرود وبحزن.. في النهاية قررت أن أنزل المياه الدافئة قليلا علها تُريح من تشنج أعصابي وعروقي وتزيل الأفكار من رأسي.. نظرت في الأرجاء وتنهدت براحة فلا أحد من سكان المدينة يأتي إلى هذه الجهة.. خلعت فستاني وملابسي الداخلية ودخلت المياه.. 


أنا لا أعرف السباحة لذلك وبحرص شديد حاولت أن لا أبتعد كثيراً لكي لا أغرق.. عندما وصلت المياه إلى حدود كتفي توقفت ونظرت بسعادة إلى المياه الجميلة.. بللت شعري ثم سحبت نفسا عميقا وأخفضت رأسي في أسفل المياه..


فجأة شعرت بيد تمسك كتفي وتم رفع جسدي بعنف...

" هاااااااعععععععااااااااااااههههههههمممممم.... "


صرخت بذعر بينما كنتُ أتخبط بعنف وأحاول ابعاد تلك اليد عني.. لكن توقفت عن المقاومة فجأة عندما تم احتضان جسدي بقوة وسمعت صوت إدوارد يهتف بذعر قائلا


" لا تخافي سيدتي.. أنتِ بخير.. لقد أنقذتكِ.. أنقذتكِ من الغرق... لا تخافي "


دفن رأسي بصدره المبتل وسمعت صوت دقات قلبه المتسارعة.. هل ظن الغبي بأنني كنتُ أغرق؟.. فكرت بذلك ولكنني لم أستطع الابتعاد عن حضنه.. حتى أنني لم أتحرك عندما أمسكني من خصري ورفعني عاليا وحملني كالعروسة بين يديه.. 


رفعت رأسي ونظرت إليه بصدمة.. نظرت إليه بصدمة بسبب استسلامي الكامل له في هذه اللحظات.. رأيتهُ يُخفض رأسه ونظر إليّ بخوف قائلا


" لا تخافي سيدتي.. أنا هنا.. أنتِ بخير.. لقد أنقذتكِ "


خرج راكضا من المياه وعندما وقف أخفض رأسه من جديد وهنا تأملني بالكامل وتجمدت نظراته على جسدي العاري بين يديه...


 

إدوارد / بلاكيوس***

 

مضى يومين بعد حادثة الفطر السام.. كالعادة مُعاملة سيدتي لي كانت جدا قاسية.. كُرهها لي يزداد يوما عن يوم.. والألم في قلبي كان يزداد أكثر يوما عن يوم..


لم أفهم سبب وجعي.. ولم أفهم سبب صمتي على إهانتها لي المتكررة وصفعها الدائم لي.. كنتُ أعلم بأنها تشعر بالسعادة بإذلالي وإهانتي.. كانت تعشق صفعي وشتمي كلما سنحت لها الفرصة بفعل ذلك.. لكنني لزمت الصمت احتراما لها.. لم أدافع عن نفسي أمامها لأنني أعلم جيداً بأنني ألمتُها بطريقة ما قبل أن أفقد الذاكرة.. وكم تمنيت لو أعرف السبب..


كنتُ أنظف الحديقة والحقل أمام المنزل.. وقفت أمام رزمات القش بإرهاق أتنفس بسرعة والتفت إلى الخلف لأرى براحة كيف أصبح المكان نظيفا..

 

رواية الكونت - فصل 7 -  وقعت في عشق مُعذبتي



جروحي تحسنت بشكلٍ أفضل.. بل تعودت على شعوري بالألم طيلة الوقت.. وبات أمر عادي أن أتألم إن كان بسبب جراحي أو معاملة سيدتي لي.. 


وما أن كنتُ على وشك الدخول إلى الحظيرة سمعت سيدتي تكلمني بنبرة حادة.. هي ستخرج من المنزل!!!.. لكن إلى أين؟!!.. شعرت بالخوف عليها وحاولت الاطمئنان عنها وربما قد تسمح لي بمرافقتها.. لكنها طبعا شتمتني وأهانتني كعادتها..


نظرت إليها بحزن وبقلق بينما كانت تمشي مبتعدة عن المنزل وتدخل الغابة المجاورة.. ربع ساعة مضت.. ثم نصف ساعة.. ثم ربع ساعة أخرى.. كنتُ أقف مثل المغفل أنتظر عودتها بحرقة وبخوفٍ شديد.. كنتُ خائف عليها وبشدة ولذلك قررت أن أدخل إلى المنزل وأتكلم مع توماسو..


دخلت إلى المنزل وندهت لسيدي الصغير.. ثواني قليلة خرج توماسو من غرفته وركض وعانقني بشدة قائلا

" هل يمكنني اللعب معك إدوارد.. لقد مللت من اللعب بمفردي.. أرجوك "


أبعدته عني قليلا وجلست القرفصاء أمامه ونظرت إلى وجهه بحنان قائلا

" سيدي الصغير سامحني لا أستطيع اللعب معك الآن.. لكن أعدك سنلعب غدا دون أن تعلم والدتك بنا.. والآن أريدُ أن أسألك عن والدتك.. هل أخبرتك إلى أين هي ذاهبة؟ "


ابتسم لي ببراءة قائلا

" لا تقلق إدوارد.. ماما ذهبت إلى البحيرة.. لقد أخبرتني بذلك وبأنها لن تتأخر كثيرا "


لكنها تأخرت وكثيراً.. همست بخوف بداخلي وحتى لا أجعل توماسو يخاف ابتسمت له وكلمته بهدوء قائلا


" سيدي الصغير.. أريدك أن تعود إلى غرفتك وتلعب بهدوء.. سأذهب لكي أطمئن على والدتك وسأعود بسرعة.. لا تخبرها بأنني تركتك بمفردك هنا قد تغضب مني.. أنا فقط سأذهب وأتأكد بنفسي بأنها بخير ثم سأعود بسرعة.. لا تفتح الباب لأحد.. ولا تخرج من غرفتك.. اتفقنا سيدي "


ابتسم لي بوسع وأجابني موافقا.. بعد أن تأكدت بأنه دخل إلى الغرفة ركضت خارجا من المنزل وتوجهت نحو البحيرة.. لكن عندما وصلت إلى البحيرة نبض قلبي بسرعة جنونية لأنني لم أرى سيدتي.. سقط قلبي بين أقدامي عندما رأيت بفزع ثيابها مرمية على الأعشاب..


ركضت بذعر أنظر إلى البحيرة وفجأة شحب وجهي بشدة عندما رأيت شعرها الناري أسفل المياه.. توسعت عيناي وهتفت بجنون

" لااااااااااااااااااا.. حبيبتي لااااااااااااااااااااااااا... "


لم أنتبه بما تفوهت به بسبب ذعري الشديد عليها.. ركضت ودخلت المياه وسبحت بسرعة باتجاهها.. لا أعرف كيف وصلت إليها بسرعة إذ ما أن أصبحت بجانبها حتى أمسكت بذراعها وسحبتُها عاليا من المياه..


كنتُ أبكي دون شعور مني بينما كنتُ أحتضن جسدها بقوة إليّ.. احترق قلبي من شدة الألم وخوفي عليها.. كانت تغرق.. حبيبتي كانت تغرق.. كانت ستموت..


" لا تخافي سيدتي.. أنتِ بخير.. لقد أنقذتكِ.. أنقذتكِ من الغرق... لا تخافي "


هتفت لها بلهفة بينما كنتُ أحملها بين يداي وأخرج من البحيرة اللعينة تلك.. وقفت وأخفضت رأسي ونظرت إليها وهنا تجمدت ملامحي ونظراتي على جسدها العاري بين يداي..


تسارعت أنفاسي وارتفعت حرارة جسدي لدى رؤيتي لجمال جسدها ومنحنياته و.. وما أن شعرت بعضوي الذكري ينتصب حتى توسعت عيناي بصدمة كبيرة وأنزلتها بسرعة لتقف على قدميها واستدرت ونظرت أمامي بذهول قائلا لها بتلعثم


" آسف سيدتي.. كنتِ تغرقين و.. أنا.. أنا.. أنتِ تأخرتِ و.. كنتِ تغرقين.. أنا أعتذر.. أرجوكِ لا تتأخري بالعودة إلى المنزل "


ركضت بسرعة باتجاه المنزل وتركت سيدتي خلفي.. وما أن وصلت إلى المنزل دخلت إلى الحظيرة.. أغلقت الباب خلفي وسقطت على ركبتاي ووضعت يدي على صدري المتألم وبكيت بشدة..


" أنا أحبها.. أحبُها.. أحب سيدتي "


همست بعذاب وسالت دموعي بتعاسة على وجنتاي.. أنا رجل وأبكي بتعاسة بسبب مشاعري نحو سيدتي.. كيف أحببتها وبهذه السرعة؟!.. كيف؟!... لقد وقعت في عشق مُعذبتي وبجنون..


فكرت بمرارة ومسحت دموعي بسرعة.. لقد اكتشفت مشاعري نحوها عندما رأيت ملابسها على الأرض وشعرها أسفل مياه البحيرة.. أحسست بروحي تحترق لظني بأنها ماتت.. شعرت بأنني أختنق من شدة خوفي عليها..


" أيها العاااااااااهر.. أين أنت يا حقيرررررررررر؟.... "


سمعت سيدتي تهتف بحدة وهنا مسحت دموعي بسرعة ووقفت.. هي غاضبة مني.. يحق لها ذلك.. لقد رأيتها للمرة الثانية عارية أمامي.. 


استدرت بسرعة نحو الباب عندما انفتح بعنف ودخلت سيدتي إلى الحظيرة.. نظرت إليها بحزن ولم أتحرك ساكنا عندما رأيتها ترفع يدها لتصفعني.. 


التف رأسي ناحية اليمين وسمعتها بألم تهتف بجنون قائلة

" أيها المنحرف الحقيررررررررر.. أيها القذر و الخسيس والحقير.. عاهر لعين وتستحق الموت.. كيف تجرأت يا قذر؟ "


وانهالت تصفعني بشكلٍ هستيري على رأسي.. صدري.. جبهتي.. وجنتاي.. عنقي.. لم تترك مكانا لم تصفعني به.. وتركتها تفعل.. تركتها تصفعني كيفما تريد.. ربما صفعها لي يُمحي ألمها ولو قليلا.. ربما....


فكرت بحزن بذلك بينما كانت تصفعني دون أن تشعر بالتعب.. سمعت الحصان يصهل بجنون ويضرب الأرض بقوائمه بغضب.. الحيوانات في الحظيرة كلها ارتعبت بسببه.. 


فجأة توقفت سيدتي عن صفعي وظننت بأنها اكتفت لكنني كنتُ مخطئا.. إذ سمعتُها بصدمة تقول وبفحيح وهي تلهث بعنف


" سوف أقوم بتربيتك من جديد يا لعين.. هل تظنني عاهرة مثلك أيها الحقير؟.. سترى كيف سأعاقبك الآن.. سيكون درسا لك لن تنساه في حياتك يا قبيح.. سأجعلك تتعلم كيف تحترمي يا شبه رجل "


رفعت نظراتي ورأيتُها بصدمة تسحب السوط المُعلق في الحائط ثم استدارت ونظرت إليّ بكراهية لا حدود لها.. وهنا علمت بأنها في أعلي مراحل الغضب.. طبعا عرفت ما ستفعله بي.. وطبعا كنتُ أستطيع بسهولة سحب السوط منها وأريها مدى رجولتي.. لكنني وقفت بهدوء أمامها أنظر إليها بملامح جامدة وهادئة..


رأيتُها تقترب لتقف أمامي بغضب ورفعت يدها اليمنى عاليا وهوت بها ناحيتي بكامل قوتها.. لسعة حارة وحارقة أشعلت كتفي عندما احتك السوط بها.. لقد مزق قميصي ومزق جلدي بعمق..


أغمضت عيناي بشدة ولم أصرخ بألم بل كتمت صرخاتي بداخلي وتركتها تجلد ظهري و كتفي وذراعاي وساقاي حتى شعرت بالتعب.. 


كنتُ مُغمض العينين وأعض شفتي السفلية بشدة بأسناني.. جسدي كان ينزف بكامله من الدماء.. حريق وآلام لا حدود لها شعرت بها في كل إنش من جسمي الممزق.. 


سمعت سيدتي تشهق برعب وهنا فتحت عيناي بضعف ونظرت إليها بعينين خاويتين لا روح بهما.. رأيتُها تنظر إلى جسدي الممتلئ بالدماء بفزع ورمت السوط من يدها وفرت هاربة من الحظيرة..


سقطت على الأرض بانهيار وهنا أطلقت العنان لأنيني المتألم.. جسدي كان يشتعل من الألم.. كنتُ أنزف بشدة وشعرت بالغرفة تدور حولي.. أغمضت عيناي وسالت دمعة حزينة متألمة من ركن عيني وغرقت بعدها بالظلام...


بعد وقتٍ طويل شعرت بشيء بارد على ذراعي اليسرى وكتفي وظهري.. فتحت عيناي بضعف ورأيت نفسي نائم على بطني على القش.. حاولت الحركة وهنا تجمدت بالكامل عندما سمعت سيدتي تكلمني بهمسٍ حزين قائلة


" لا تتحرك إدوارد "


نبض قلبي بسرعة عندما شعرت بأناملها تلمس ظهري.. استطعت الشعور بارتعاش أناملها بينما كانت تمررها على إحدى جروحي.. شعرت بالراحة عندما أحسست بشيءٍ بارد على ظهري وسمعت سيدتي تقول بحزن


" أنا.. أنا أضع لك أعشاب على جــ.. هو.. إنها أعشاب مُفيدة سوف تُخفف من الالتهاب وتجعل جراحك تختم بسرعة.. لا تزيلها الليلة عن جسدك.. كما.. أنا.. سأترك البعض منها لتضعها على ساقيك "


شعرت بها تقف وسمعتُها تضع شيئا بجانبي ولكن قبل أن تتحرك لتخرج همست لها بسرعة قائلا

" لماذا تكرهينني سيدتي؟.. ماذا فعلت لكِ؟ "


ساد الصمت للحظات طويلة.. طويلة جداً لدرجة أنني ظننتُها قد خرجت.. لكن فجأة سمعتُها تهمس قائلة لي بهدوء

" أنا لا أكرهُك إدوارد "


ثم سمعت خطواتها السريعة تبتعد.. أغمضت عيناي بضعف وهمست بألم أحرق قلبي

" هي تكذب "


احترقت روحي من العذاب الذي أعيشه.. عذاب قلبي وعذاب روحي.. يبدو بأنني كنتُ غارق في عشق مُعذبتي قبل أن أفقد الذاكرة.. لذلك عُدت وبسهولة وقعت في عشقها.. يا ترى هل كانت تُعاملني بذات الطريقة كما تفعل الآن؟!.. أم أنني فعلت لها شيئا سيئا حتى باتت تكرهني إلى هذه الدرجة؟!..


تألمت كثيرا بسبب تفكيري المستمر.. لا أظن بأنني أستطيع أذيتها حتى لو أردت فعل ذلك.. عشقي لها لا يسمح لي بأذية شعرة  واحدة من رأسها..


" سأتحمل.. سأتحمل من أجلها عذاب الجحيم.. من أجلها فقط "


همست بحزن بتلك الكلمات ونظرت إلى البعيد أفكر بمُعذبتي...


جرت الأيام ببطء ومضى أسبوع منذ حادثة الفضلات والفطر السام وضربها لي بالسوط.. تحسنت جراحي بصعوبة وهذا جيد فعلى الأقل بات بإمكاني العمل بسهولة أكبر.. ولكن المحزن لقد أصبحت معاملة السيدة لي أفظع من السابق.. كانت جدا قاسية معي وتلومني على أتفه الأسباب وكانت تُحاول دائما أن تجد فرصة حتى تشتمني بأقبح الألفاظ وتتهمني بأنني مخطئ بكل شيء.. 


حاولت كثيرا أن أصبر عليها وحاولت كثيرا أن أتقرب منها وأحاول سبر أغوارها وأكتشف سبب كُرهها لي.. لكن دون جدوى.. والأسوأ أنني اكتشفت بأنني غبي فعلا كما كانت تقول.. لماذا؟!... لأنني وبكل غباء أحببتُها بجنون.. نعم أنا أحب سيدتي الجميلة وبجنون.. أنا وبغباء وقعتُ في عشق مُعذبتي.. 


عشقي لها لن يرى النور أبدا لأنه مُستحيل ولا أمل له.. ولأنهُ من طرفٍ واحد... عذابي تضاعف أضعافا عن السابق بسبب عشقي الكبير لها.. رؤيتي لمدى كُرهها لي كل يوم يؤلمني حتى النخاع.. كم كنتُ غبي لأنني أحببتُها... غبي لأنني عشقت مُعذبتي...


كنتُ أمسك بيدي المجرفة أحفر الأرض به عندما سمعت صوت ضحكات سيدي الصغير خلفي.. التفت إلى الخلف ونظرت إليه وأنا ابتسم له برقة.. كنا طيلة الأسبوع الذي فات نتكلم مع بعضنا في الخفاء دون أن تعلم سيدتي.. لقد تقربت منه رغم تحذير سيدتي الجميلة لي.. أصبح توماسو السبب الوحيد لابتسامتي هنا.. لولاه كنتُ سأفقد ما تبقى من عقلي..


" إدوارد.. أمي تنظف غرفة النوم الآن.. ما رأيك أن تلعب معي قليلا؟.. أرجوك "


ابتسمت له بحنية وقلتُ له برقة

" آسف سيدي الصغير.. لكن يجب أن أُكمل فلاحة الأرض وإلا غضبت والدتك مني.. اذهب واللعب أمام المنزل ولا تقترب من البئر.. اتفقنا... "


تنهد بملل وقال لي بحزن قبل أن يستدير

" حسنا إدوارد "


راقبتهُ حتى رأيتهُ يقف أمام باحة المنزل ثم استدرت وتابعت حفر الأرض بالمجرفة.. بعد دقائق شعرت بقلبي ينكمش.. توقفت ورميت المجرفة بجانبي ونظرت في الأرجاء بقلق.. لا أدري لكن كان هناك شيء يضغط على صدري بشدة.. التفت إلى الوراء ناحية الباحة ولم أرى توماسو.. خفق قلبي بشدة وبدأت أبحثُ عنه.. فجأة تجمدت الدماء في عروقي وارتعشت مفاصلي واهتز جسدي بقوة عندما رأيت سيدي الصغير يقف على حافة البئر وهو ينظر إلى داخله...


" توماسوووووووووووووو..... "


هتفت بفزعٍ كبير عندما رأيتهُ يترنح وبدأ يقع لداخل البئر..

" توماسوووووووووووووو..... "


هتفت برعب و بأقوى صوتٍ أمتلكه وأنا أسمع صرخات الصغير المرتعبة.. ركضت بأقصى سرعةٍ أمتلكها وأنا أنظر برعب شل روحي إلى جسد الصغير يسقط داخل البئر....

 


أدلينا***

 

كنتُ أجلس على السرير وأنا أنظر بأسى أمامي.. ماذا يحدثُ لي؟!.. أنا خائفة.. خائفة جدا.. خائفة لا بل مُرتعبة بسبب هذه المشاعر الجديدة التي أشعرُ بها.. أسبوع من الجحيم عشتهُ.. كنتُ خائفة وغاضبة بسبب ما أشعرُ به.. و إدوارد هو السبب.. هو السبب بخوفي..


إلهي ما يحدث لي مُخيف.. مُخيف جدا.. كلما أنظر إلى عينيه أشعر بالنار تكوي روحي.. أشعر بقلبي يريدُ الخروج من جسدي بسببه.. أشعرُ بأشياءٍ غريبة في معدتي.. أشعرُ بدمائي تخفق في شراييني.. أشعرُ بقشعريرة تكتسح كامل عامودي الفقري.. أشعرُ برغبة كبيرة بأن أبقى بجانبه.. ومثل الغبية كنتُ كل يوم أتبعهُ مثل المراهقة وأسترق النظر إليه بينما هو يستحم في البحيرة..


وبسبب خوفي هذا حولت حياتهُ إلى جحيم.. كنتُ غاضبة منه.. غاضبة لأنني بسببه بدأت أشعر بتلك المشاعر الغريبة.. كان قلبي يتألم بشدة مع كل صفعة و إهانة وجهتُها له.. وهذا ما أرعبني.. لماذا أتألم؟!.. يجب أن أكون سعيدة لأنني أنتقمُ منه.. يجب أن أكون فرحانة وأشعر بالرضى على إيلامه لأنه يستحق.. لكن وللعجب لستُ سعيدة.. بل حزينة.. حزينة جدا...


كم بكيت تلك الليلة التي قمتُ بجلدهِ بها.. بكيت بحزن وبتعاسة بسبب ما فعلت به.. أحشائي تمزقت ألما بينما كنتُ أبكي وأنا أداوي جراحه.. وعندما استيقظ حاولت كتم شهقاتي كي لا يعلم بأنني أبكي بسببه وندما على ما فعلت به..


أحنيتُ رأسي ووضعت يداي على كلتا وجنتاي وتنهدت بأسى.. ماذا يحدث لي؟!!.. لماذا أتألم على مُعاملتي القاسية له.. هو شيطان.. شيطان لعين.. هو يستحق كُرهي وانتقامي منه.. ولكن الغريب أنهُ لم يتفوه بكلمة واحدة مسيئة لي.. لم يعترض حتى على مُعاملتي المقرفة له ونعتي لهُ بشبه رجل..


شبه رجل!!.. إلهي هو رجل بكل ما للكلمة من معنى.. هو كامل الرجولة.. هو رجل وسيد الرجال.. هو.. هو...

" لا أدلينا.. هو شيطان.. شيطان حقير.. أخرجيه من رأسك.. أفيقي.. أفيقي قبل فوات الأوان "


همست بحزن وفجأة رفعت رأسي ونظرت بخوف ناحية النافذة عندما سمعت إدوارد يصرخ برعبٍ كبير لابني

" توماسوووووووووووووو..... "


وقفت بسرعة ونظرت إلى إدوارد بخوف شل روحي وأنا أراه يركض باتجاه البئر وهو يصرخ مجددا باسم ابني

" توماسو.... "


همست بصدمة وفورا ركضت بسرعة خارجة من الغرفة والمنزل ووقفت جامدة برعب وأنا أرى إدوارد يقفز عاليا ويمسك بالحبل ليقفز بعدها بداخل فتحة البئر..


خفق قلبي بجنون ووضعت كلتا يداي على وجنتاي وهتفت بهستيرية


" توماسوووووووووووووو... لااااااااااااااااااااااااااا..... "




انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©