رواية شرطية المرور - فصل 6 - اتفاقية العُمر
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. انت قدها ياهاڤن 💪💪💪💪😘😘😘💥💥

    ردحذف
  2. اني منا اكره الولد وداكرهم بزايد حاليا 😂

    ردحذف
  3. بجد انا كرهت ام بوني جدا خنزيرة 🤬🤬🤬🤬

    ردحذف
  4. ومتحمسة اوي اوي اوي لي اخيليو 😂😂😂 وهو بينقذها

    ردحذف

رواية شرطية المرور - فصل 6 - اتفاقية العُمر

رواية شرطية المرور - الفصل 6 - اتفاقية العُمر








 اتفاقية العُمر




إيلا***




 

" أووه.. رأسي... "


همهمت بألم وأنا أفتح جفوني ثم أغمضتُها بسبب الصداع القوي في رأسي.. كان حلقي جاف وشعرت بالعطش الشديد.. حاولت التحرك لكن لم أستطع تحريك قدماي..


تأوهت بألم ورفعت يدي ووضعتُها على جبيني ومسدتهُ بخفة علا ذلك الألم يختفي من رأسي لكن دون جدوى.. فتحتُ عينيّ بضعف ثم أغمضتُها.. رفعتُ رأسي ببطء وأنا أحاول تحريك جسدي لأنهض بعيداً عن السرير ولكن سرعان ما رميتُ مجدداً رأسي على الوسادة بفعل الألم الرهيب الذي شعرتُ به ينخرُ أنسجة دماغي..


أغمضتُ عينيّ بشدّة وأنا أضع كفي علي جبهتي وأفركها محاولة تخفيف الألم وذلك الصداع المؤلم كالجحيم.. لعقتُ شفتاي ودفعتُ جسدي للأمام لكي أنهض متجاهلة الألم الذي شعرتُ به جراء ذلك وخاصة في قدمي اليسرى وتحديدا في كاحلي.. كان هناك ثقل غريب بها وكأنها مُكبلة بسلسلة..


فتحتُ عيناي ببطء وخمول ولم أكن متأهبة لاستقبال الضوء الخيف.. فتأوهت بألم وفركتُها بكف يدي علني أعتاد على ذلك الضوء المزعج..


لذلك لم أزعج نفسي بفتحها بل تحركت ثم استقمت ووقفت.. ولكن الغريب سمعت صوت سلسلة من حديد وما كدتُ أخطو خطوة حتي شعرتُ بملمس الأرضية الخشن يرتطم برأسي .. تأوهت بألمٍ شديد واستندت بمرفقي ورفعتُ جسدي قليلاً لأنهض مُترنحة..


لم أقف بتوازن في البداية بسبب ذلك الألم الفظيع الذي تمكن من رأسي ومنعني من الوقوف باعتدال.. فتحتُ عيناي بضعف وخرجت شهقة مصدومة من فمي عندما رأيت أنني موجودة داخل غرفة واسعة مظلمة لا يُنيرها سوى ضوء واحد خفيف في السقف..


ارتعشت مفاصلي من البرد والخوف واقشعر بدني من منظر هذه الغرفة المُرعبة..


" أين أنا؟!!... "


همست بخوف وحاولت التحرك لكن مجدداً شعرت بثقل كبير في قدمي اليسرى.. أخفضت رأسي وجحظتُ عيناي ونظرت بفزع إلى تلك السلسلة الحديدية الضخمة والتي كانت تُكبل كاحل قدمي.. تتبعتُ حلقاتها برعب ورأيت أنها مثبتة على عامود من الباطون في وسط الغرفة.. تزاحمت الأفكار في رأسي وفجأة تذكرت ما حصل معي والأهم موت والدتي..


سقطت على الأرض جالسة على مؤخرتي وشرعت أبكي بهستيرية وأنا أحاول فك تلك السلسلة عن كاحلي بكلتا يداي.. وبعد مرور وقتٍ طويل شعرت باليأس من فكها و بكيت بجنون وانتحبت وأنا أصرخ بانهيار


" أخرجوني من هناااااااااااااا.. أريدُ توديع أمي أرجوكم.. أرجوكم أخرجوني.. أريدُ أمي.. أميييييييييي.. أنا أريدُ أمي أرجوووووكم... أريدُ رؤيتها وتوديعها أرجوووووووووووووووكم... "


ولكن طبعاً لم يسمعني أحد.. وقفت بانهيار ومشيت مُترنحة نحو الحائط وعندما وصلتُ إليه أخيراً استندت عليه بضعف ومشيت بثقل بسبب السلسلة نحو الباب.. عندما وصلت إلى الباب رفعت كلتا يداي وبدأت أطرق عليه بعنف بقبضتي وأنا أهتف ببكاء وبدمار


" أخرجوني من هناااااااااااا.. أريدُ أمي.. أمي بمفردها في المنزل.. هي بمفردها وتحتاجُ إليّ.. أخرجووووني.. أتوسل إليكم دعوني أخرُج من هنا أريدُ توديعهااااااااااااااا.. أريدُ أمي فهي تحتاجُ إليّ.. هي تحتاجُني... "


لم أتوقف عن الصراخ والبكاء حتى اختفى صوتي ولم تعُد حُنجرتي تسمحُ لي بالصراخ.. تنهدت بثقل وسقطت جالسة على الأرض الباردة وتكورت على نفسي وأرحت رأسي على الباب وأغلقت عيناي وسمحت لدموعي الحارقة بالهطول بحرية على وجنتاي وبكيت كأنني لم أبكي منذ سنوات وسنوات طويلة..


تأوهاتي الضعيفة كانت مسموعة بوضوح في تلك الغرفة المُرعبة وتطرقت لأذني وزادت أوجاع قلبي وروحي أضعافاً..


كنتُ أرتعش بقوة وأنا أنتحب وأبكي بدمار كُلي على خسارتي لوالدتي ولنفسي.. لم أكترث بالتفكير أين أنا و بما سيحدث لي.. كان همي الوحيد هو أمي..


لا أعلم كم مضى من الوقت إذ ظللت جالسة بوضعيتي على الأرض أمام الباب وأنا أبكي بهستيرية وبدمار نفسي كبير.. في النهاية انسدلت جفوني وذهبت في نومٍ عميق بسبب إرهاقي الجسدي والنفسي..


تأوهت بخفة عندما شعرت بيد توضع خلف عنقي وبيد على ظهري وشعرت بجسدي يتم رفعه..


" أبي!.... "


همست بتلك الكلمة بين الوعي ولا وعي وأرحت رأسي على صدره ولم أشعُر برغبة بفتح جفوني.. تم وضعي بخفة على الفراش وسمعت صوت حلقات السلسلة.. وهنا استفقت من غفوتي وبرعب تذكرت أين أنا وعرفت بأن من حملني ليس بـ.. أبي!!....


ارتعش جسدي بقوة خاصة عندما سمعت صوت صرير كُرسي وشخص يتنهد بقوة وبعدم الرضا.. فتحتُ جفوني ونظرت أمامي وصرخة مُرتعبة خرجت من فمي عندما رأيت آخر شخص أرغب برؤيتهِ يجلس على كُرسي بجانب السرير وهو يتأملني بطريقة مُرعبة جعلت قلبي ينبض بنبضات مُتسارعة وفرائصي كلها ارتعدت من شدّة الخوف


 

رواية شرطية المرور - الفصل 6 - اتفاقية العُمر

 

شحب وجهي بقوة بسبب نظراتهِ المُخيفة.. انتفضت بعنف وتكورت على نفسي وضممت جسدي بكلتا يداي ونظرت إليه بخوفٍ شديد.. كنتُ أرتعش بشدّة من رأسي إلى أخمص قدماي بينما كنتُ أنظر إليه بفزعٍ كبير..


رأيتهُ بذعر يبتسم تلك الابتسامة الشريرة وهو يقف أمامي ثم نظر إلى يديه ورفع قليلا أكمام قميصه على ساعديه

 

رواية شرطية المرور الفصل 6 - اتفاقية العُمر


وعندما انتهى نظر إليّ بجمود وبحقارة وبكرهٍ واضح.. جعل دموعي تسيل ببطء على وجنتاي الشاحبة بسبب خوفي الشديد منه.. ارتعش جسدي بعنف عندما سمعته يقول بصوتهِ الأجش العميق والذي أظهر بوضوح قوته وهيمنته ورجولته


" عجباً.. عجباً.. عجباً!!.. أخيراً استيقظت الأميرة النائمة.. كنتُ على وشك التصديق بأنكِ لن تستيقظي إلا بقبلة عميقة مني "


توسعت عيناي برعب ونظرت إليه بذعرٍ شديد بينما هو بدأ يُقهقه باستمتاع بسبب رؤيته لردة فعلي وخوفي الشديد منه..


" أااااااااااععععععععععععععهههههههههههه.. دعني أرجوووووووووك... أتركني...... "


هتفت برعبٍ مهول وبكيت بجنون عندما فجأة توقفت قهقهته واقترب بلمحة عين مني وأمسكني بمعصمي وجذبني بعنف لأقف على ركبتاي على الفراش ثم أمسك بيدهِ الأخرى بخصلات شعري ولفها بقبضته ورفع رأسي عاليا بعنف وحدق إلى عيوني الباكية بكره وقال لي من بين أسنانه بحقدٍ جعل كل خلية في جسدي ترتعش


" دجالة وسارقة لعينة قذرة.. إياكِ أن تصرخي بوجهي أو حتى تطلبي مني أن أترككِ.. لأنني وبكل بساطة أحصل دائماً على ما أشتهيه و أرغبه وبسهولة تامة "


تجمدت برعب أنظر إلى عينيه المُخيفة بصدمة كبيرة.. ثم لا أعرف من أين أتتني القوة وأجبتهُ بكره فاق تحملي


" أنتَ مريض نفسي.. تكره النساء بسبب شيء ما حدث لك في الماضي.. ونصيحة مني لك اذهب وتعالج عند طبيب نفسي في أسرع وقت.. وإن أردتَ تحقيق العدالة لأنني سرقت مجوهرات السيدة مارينا غوميز.. الأفضل لك أن تُخرجني من هنا وتسلمني للشرطة.. لم أعُد أهتم لشيء فلقد خسرتُ أمي و نفسي و حياتي.. أما أبي اللّه وحده يعلم أين هو الآن.... "


توقفت عن التكلم لأنني شعرت بغصة وألم كبير في صدري.. شهقت بقوة ونظرت بتحدٍ إلى عينيه لذلك الجاموس وتابعت قائلة بألم وبعذاب


" أنا لستُ بسارقة.. أنا لم أسرق بقصد السرقة.. فقد دفعني مرض والدتي لأن أضل طريق الصواب وأترك حلمي كمحامية.. ولم أندم للحظة واحدة لأنني فعلت ذلك من أجل أمي التي أنجبتني و ضحت و سهرت على تربيتي بدموع عينيها.. فأنا الآن لصة بنظرك.. لكنني بطلة بنظر أمي.. صحيح لم أستطع مُساعدتها و.... "


سالت دموعي بغزارة على وجنتاي الشاحبة وشهقت بقوة وتابعت قائلة له بغصة وبحزن ووجعٍ كبير


" وماتت قبل أن أساعدها وأتبرع لها بكلية.. لم يعُد يهمني شيء في هذه الحياة بعد خسارتي لها.. افعل بي ما تشاء لكن أرجوك اسمح لي بدفنها وتوديعها الوداع الأخير.. ودعني أرى والدي وأطمئن عليه ثم افعل بي ما تريده فلن أهتم وأكترث "


توسعت عيناي بصدمة ورعبٍ شديد عندما حرر خصلات شعري ومعصمي من قبضتيه وشرع يضحك بجنون.. نظرت إليه بخوف وبعدم الفهم لكن فجأة توقف عن الضحك و صرخة متألمة خرجت من فمي عندما أمسك فكي بأصابعه بعنف ورفع رأسي عاليا وقال بحدة


" هل تظنين بأنني غبي يا لعينة؟.. أنا أعلم جيداً الدافع خلف سرقتكِ لمجوهرات خالتي.. صحيح فعلتِ ذلك من أجل أمكِ رحمها اللّه ولكن عندما أرغب بشيء أحصل عليه بسهولة تامة وعلى الفور"


ارتعش جسدي بعنف وكدتُ أن أقع على السرير لو لم يكن يمسك بفكي بقسوة.. نظر مُباشرةً إلى عيناي وقال لي بصراحة تامة أفزعتني


" في الحقيقة عندما رأيتكِ في العربة في ذلك اليوم قررت أن أجعلكِ عشيقة لي.. عشيقة أستمتع بجسدها وعندما أمل منها أرميها بعيداً.. لكن لم أتوقع أبداً أن تكوني ابنة ذلك الخائن الغبي جوني توباس والسارقة التي سرقت مجوهرات خالتي.... "


توسعت عيناي برعب بسبب كلماتهِ تلك وغرق جسدي بالذعر إذ عرفت ما ينوي على فعلهُ بي.. لكن فجأة توقف قلبي عن النبض للحظة ثم شرع ينبض بشكلٍ جنوني في قفصي الصدري عندما أخفض وجهه ونظر بعمق إلى عيناي وتابع قائلا بخبث وبحدة


" ووالدكِ الخائن خسر حياته بسبب غبائه.. لقد ماتَ في الأمس على يد آخيل الشيطان لأنه خانه.. لا تقلقي.. فحسب معلوماتي سيتم دفنه بسرية تامة بجانب قبر والدتكِ.. لقد أصبحتِ وحيدة دون أب وأم.. ولكن لا تقلقي سوف أُبلسم جراحكِ وأجعلكِ تنسين أحزانكِ على فراقهما "


توسعت عيناي بعدم التصديق وظننت في البداية بأنني أحلم وأن ما أراه وأسمعه ما هو سوى كابوس مخيف سوف أستفيق منه في أي لحظة.. ولكن نظراتهِ الخبيثة وتأملاتهِ لي وأنفاسهِ الحارة والتي أحرقت وجنتاي كانت حقيقة.. وعرفت بأن الأمر حقيقاً وما تفوه به ليس سوى الحقيقة..


سالت دموعي أضعافا على وجهي وبللتهُ بالكامل.. نظرت إليه بصدمة وبعجز كُلي بينما هو ظل يتأملني بنظرات حقودة باردة لا حياة بها.. حرر فكي واستقام بوقفته دون أن يتوقف عن تأمل ردة فعلي الصادمة..


كنتُ جامدة أنظر إليه بذهول وبصدمة لا حدود لها.. حركت رأسي بخفة رفضا وهمست قائلة بصوتٍ مبحوح


" ما الذي تقوله؟!.. أبي مات؟؟؟!!.. لا!!!.. لا مستحيل!!.. أنتَ تكذب.. أنتَ بالتأكيد تكذب.. أنا لا أصدقُك.. لا أصدقُك "


لوى فمه بحقارة وقال بعدم اكتراث


" أنتِ حرة أن تصدقي كلامي أو تُكذبيه.. لكن نعم والدكِ مات بطريقة.. همممم!!.. دعيني أقول بطريقة راقية على يد الزعيم الشيطان.. لقد خسِرَ حياته لأنه خان الزعيم من أجلي.. ولنقل بأنني بطريقة ما أنقذتكِ من بين يدين الزعيم إذ كان سيقتلكِ أمام والدكِ حتى يتكلم.. ولكن والدكِ جوني مدين لي بملغ جداً ضخم بسبب خسارتهِ في القمار.. ودينه أصبح على عاتقكِ الآن.. وهذا يعني بأنه يتوجب عليكِ دفع الدين بكامله لي حتى أخر فلس "


نظرت إليه بصدمة كبيرة وذرفت الدموع بغزارة.. الأمر كان أكبر من طاقتي على احتماله.. فسقطت على الفرشة وانتحبت بهستيرية بسبب خسارتي لأهلي.. لماذا؟!!!.. لماذا؟!!!... هتفت بداخلي بوجعٍ كبير وأنا أنتحب وأبكي بشكلٍ هستيري.. لقد خسرت أمي و أبي ونفسي بيومٍ واحد.. ماذا فعلنا لنتلقى هذا الجزاء!!.. فكرت بتعاسة وببؤس وأنا أبكي وأشهق بجنون..


صرخة متألمة خرجت من فمي عندما أمسكني ذلك الجاموس الحقير بخصلات شعري ورفعني بعنف لأعود وأجلس على ركبتاي.. رفع رأسي عاليا وهتف بحقد


" افتحي عينيكِ وانظري إليّ واسمعي جيداً ما سأقوله لكِ أيتُها اللعينة "


فتحتُ بضعف عيوني المتورمة ونظرت بذعر إلى عينيه والتي كانت مُظلمة كظلام قلبهِ الأسود.. لوى فمه بتهكم وقال بحدة


" أنتِ مدينة لي بحياتكِ وبمبلغ كبير من المال.. وعليكِ منذُ هذه اللحظة بدفع دينكِ لي.. ستظلين سجينة هنا وتُنفذين كل رغباتي وأوامري وبطاعة عمياء.. وعندما أُقرر بأنكِ سددتِ كامل الدين حينها سأفكر بتحريركِ "


توسعت عيناي بذعرٍ شديد وهمست بصوتٍ مهزوز


" أنتَ مجنون!!... أنا من المستحيل أن أبقى للحظة واحدة هنا في هذه الغرفة.. أنتَ تنتهك القانون.. لقد خطفتني وتسببت بموت أمي و أبي.. سأشتكي عليك وأجعلك تتعفن في السجن لمدى حياتك.. من تظن نفسك حتى تفعل ذلك؟!!.. أنتَ السبب في موت أمي و أبي.. أنتَ السبب يا حقير و... اااااااعهههههههه.... "


صرخت بألمٍ رهيب في النهاية إذ تلقيت منه صفعة قوية على وجنتي اليسرى جعلتني أرى الظلام لثواني وأبكي بعنف من جراء الألم والخوف.. أحكم شدّ قبضتهِ على خصلات شعري وهتف بحنق وبحدة بوجهي


" هيه!.. طالبة الحقوق بدأت بممارسة مهنتها عليّ.. إياكِ أن تصرخي بوجهي أو حتى تتكلمي معي بتلك الطريقة مرة أخرى.. أنتِ لن تتكلمي إلا بأمر مني وعندما أسمح لكِ بفعل ذلك "


نظرت إليه بكرهٍ شديد وهتفت بحدة بوجهه


" أنتَ تحلم بذلك.. سأتكلم ولن أسكُت أبداً.. من تظن نفسك لتفعل ذلك بي؟.. أنا لن أسمح لك بسجني هنا وجعلي... لن أسمحَ لك أبداً.. أنا لن أكون ضحية أخرى لك.. يكفي ما فعلتهُ بأبي و بأمي.. أُفضل دخول السجن لمدى الحياة على أن أظل معكَ لدقيقة واحدة أخرى "


كنتُ أرتعد بشدّة بسبب خوفي منه ولكن لن أسمح له بمعرفة ذلك.. نظرت إليه بكبرياء ثم قلتُ له وسط ذهولهِ الكبير


" لو كنتَ أصلا رجُلا لما حبستني هنا.. لو كنتَ رجل بكل ما للمعنى من كلمة كنتَ سلمتني للشرطة بتهمة السرقة وتركت القضاء يأخذ مجراه.. لكنك أشبه برجل إذ تركتَ نفسك تتفوق على فتاة لا حول لها ولا قوة ولا تمتلك من قوة لمواجهتك.. جعلتني أخسر والداي وسجنتني هنا وبقذارة نفس تُهددني.. أنتَ أحقر مما كنتُ أتصور "


ارتعدت مفاصلي عندما رأيت شرارات وألسنة اللهب تتطاير من عينيه المُلتهبة.. واحتقن وجهه وجز على أسنانه بحنق ونفرت عروق يديه وعنقه.. واستطعت برعب رؤية تصلب عضلات جسده وصدره.. ثم أفلت خصلات شعري وكور قبضتيه..


ارتعشت كل خلية في جسدي رعباً منه إذ عرفت بأنني تخطيت حدودي وجداً معه.. وصرخة متألمة فزعة خرجت من فمي عندما هجم عليّ بوحشية ورفع يده عالياً ثم صفعني بقوة على وجنتي.. ثم شبك أصابعه في خصلات شعري وجذبني بعنف لدرجة أنني شعرت بأن شعري سيُقتلع من جذوره.. رفع رأسي عاليا وحدق بكره إلى عيناي وقال بفحيح جعل وبر جسدي يقف


" سأريكِ كيف أكون شبه رجل يا ساحرتي "


رماني بعنف على الفراش وحاصرني بجسده الضخم وقبلني على شفتاي بوحشية مفرطة لدرجة أنه مزق شفتاي بقبلته الهمجية..


أنيت برعب وحاولت أن أتخلص منه ومن قبلته المتوحشة ولكنه كان كالوحش الكاسر.. بكيت بخوف وبذعرٍ شديدين وتخبطت بجنون أسفله لكنه لم يتوقف عن عض ومص شفتاي بوحشية مقرفة..


غرزت أظافري في كتفيه أحاول إبعادهُ عني لكنه توقف عن تقبيلي ورفع رأسه وحدق بكراهية إلى عيوني الباكية ثم رفع يده وصفعني على خدي بعنف.. التف رأسي ناحية اليمني وانتحبت بقوة عندما أمسك بطرف قميصي وسحبهُ بعنف ليتمزق عن كتفي..


" لاااااااااااااااااا.. توقف أرجوكككككككككك..... "


هتفت برعب عندما بدأ يمتص عظمة ترقوتي البارزة أسفل العنق وأعلى الصدر.. تخبطت بجنون أسفله وأنا أحاول جاهدة إبعاده عني وركله.. رفعت رأسي وعضيت أذنه اليمنى بقوة بأسناني حتى كُدتُ أن أقتلعها من مكانها..


توقف عن مص ولعق ترقوتي وصرخ بألم وابتعد عني.. استغليت الفرصة وقفزت بسرعة وركضت نحو الباب بصعوبة بسبب تلك السلسلة.. كنتُ أبكي برعب وأنا أحاول فتح ذلك الباب اللعين لكن صرخة حادة خرجت من فمي عندما أمسكني ذلك الجاموس الحقير من شعري وجذبني بعنف لأستدير..


" سأقتلكِ أيتها اللعينة..... "


هتف بجنون وبغضب عارم بوجهي ورفع يده اليمنى عالياً وهوت بقوة على وجنتي.. ورغم أنه يمسك شعري بيده اليسرى إلا أنني سقطت على الأرض أمام قدميه بسبب قوة صفعته وصرخة حادة متألمة خرجت من فمي..


سالت الدماء من أنفي وانتحبت بعنف عندما رفعني بعنف من شعري لأقف لكني سقطت على الأرض من جديد لأن قدماي كانت ترتعش بشدّة ولم تقوى على حملي.. ولكن لصدمتي انحنى فجأة ووضع يد أسفل ركبتاي ويد خلف ظهري ورفعني بسهولة وحملني..


نظرت إلى وجهه من بين دموعي بصدمة ثم صرخت بجنون عندما بدأ يقترب نحو السرير


" لااااااااااااااااااااااا.. دعني أيها الحقيرررررررررر.. أتركني.... "


ضربت صدره بقبضتيّ الصغيرتين وبدأت أركل قدماي في الهواء وأنا أحاول النزول والفرار منه.. لكنه لم يتأثر مُطلقاً بضرباتي وصراخاتي وشتمي له بل ألقاني بعنف على الفراش.. حاولت التحرك والنزول عن السرير لكنني تجمدت برعب في مكاني عندما هتف بجنون وبحدة وبغضبٍ مُرعب


" إياكِ... سأقتلكِ إن تحركتِ من مكانكِ "


نظر إليّ بنظرات غاضبة متوعدة حاقدة وأصابني الشلل من جراء خوفي الكبير منه.. وبصدمة كبيرة رأيتهُ ينزع قميصه السوداء ورماها بعيداً.. انتحبت بجنون عندما رأيتهُ يفك أزرار سرواله.. أغمضتُ عيناي وحاولت التحرك لكن فجأة صرخة عميقة خرجت من فمي وسقطت بعنف على السرير بسبب صفعتهِ القاسية التي تلقيتُها على خدي..


شهقت بقوة عندما شعرت بجسده الضخم يعتليني ويحاوطني.. أصبحت أسيرة أسفله وعرفت مصيري معه الآن.. بكيت بهستيرية وقاومته عندما بدأ بتمزيق قميصي.. رفعت يدي وخدشت صدره بأظافري وهنا صرخ كالوحش وصفعني بقوة.. استكنت أسفله بضعف وتركتهُ يُزيل ويمزق سروالي الجينز عني حتى أصبحت أمامه بملابسي الداخلية فقط..


شهقت بقوة وأغمضت بشدة عيوني ثم فتحتُها بصدمة عندما رأيت الشهوة في عينيه ورغبة حيوانية لا حدود لها.. ارتعشت بشدّة عندما لعق شفتيه بلسانه وتأوه باستحسان بسبب رؤيته لجسدي الشبه عاري.. بدأت أبكي متوسلة وأنا أضع كلتا يداي حول صدري لستر عريه عن نظراتهِ المُخيفة.. لكنه ابتسم لي ابتسامة شيطانية مُرعبة وشرعت أبكي بهستيرية لأنني عرفت أن لا مفر لي منه الليلة أبداً..


زمجر بغضب لدى رؤيته لي أستر صدري عن نظراتهِ المُخيفة فأمسك بذراعي وأبعدهما بالقوة ثم شعرت بيديه تلمس صدري.. وهنا صرخت بجنون وأنا أبكي بعنف


" لا تلمسني أيها الحقير.. ابتعد عني..... "


حاولت أن أحمي نفسي منه وبدأت أقاومهُ من جديد بما تبقى لي من قوة.. صرخت بجنون وركلت ساقيه وابتعد قليلا عني.. زحفت بمرفقي إلى الخلف وعندما حاولت الجلوس والفرار أمسك بقدمي اليسرى وجذبني إلى الأسفل بعنف..


" دعني.. ساعدوني.. النجدة.... "


هتفت بجنون وأنا أحاول تحرير قدمي من قبضته.. رفعت قدمي اليمنى وركلت رأسه بقوة.. زمجر بغضب وأرخى قبضته على ساقي وهنا حاولت الفرار لكنه دفعني بعنف بكلتا يديه على صدري فشهقت بألم وأنا أسقط على الفراش..


" لاااااااااااااااااااا.. أرجوك توقف لم أقصد.. أرجوك لا تفعل.... "


هتفت برعب مزق أحشائي عندما أمسك معصماي بيده اليسرى ورفع يداي عاليا خلف رأسي وحدق بكره وبغضب إلى عيناي الباكية وقال بفحيح


" لا تقلقي سوف أريكِ فقط مدى رجولتي.. حينها لن يكون لديكِ أي أدنى شك عن رجولتي كما سوف تستمتعين جداً ساحرتي.. والآن استرخي وتوقفي عن الصراخ لأنه لن يسمعكِ أحد فالحيطان عازلة للصوت.. كما لن يساعدكِ أحد هنا فأنتِ في عرين الأسد "


بكيت بشدّة وهتفت له بحرقة وبخوفٍ شديد


" أرجوك لا تفعل.. لااااااااااااااااااااا...... "


انتباه: مشهد قاسي قد لا يتقبله البعض*


صرخت برعبٍ مهول عندما رأيتهُ ينظر إلى شفتاي بشهوة وأخفض رأسه

وانقض بفمه على شفتاي لكني سحبت شفتاي إلى الداخل أمنعهُ من تقبيلي لكنه لم يستسلم وبدأ يمتص شفتاي بقوة محاولا تحريرهما من داخل فمي.. ولكن عندما لم ينجح زمجر بغضب جعل قلبي يسقط بين قدماي وأحسست بيدهِ اليمنى تحاوط فكي وضغط عليه بعنف حتى صرخت آلما وهنا استغل الفرصة وقبلني بوحشية..


صرخت بألمٍ شديد بسبب عنف قبلتهُ المتوحشة إذ كان يلتقط شفتاي بالدور بأسنانه ويعضها ثم يمتصها بهمجية حتى سلخ جلدها الرقيق وسالت قطرات الدماء منها واستطعمت بها في فمي.. انهمرت دموعي كالنهر وحاولت التنفس بينما كان يلعق شفتاي الدامية بلسانه ويمتص دمائي بنهم وبوحشية..


فجأة حرر شفتاي الدامية وسمعتهُ يقول بأنفاسٍ لاهثة


" هممم.. لذيذ... حتى طعم دمائكِ كالسُكر.. "


نظرت إليه بتوسل قائلة ببكاءٍ مرير


" أنا أعتذر.. أرجوك توقف.. أعدُك سأعمل حتى أخر يوم في حياتي وأُعيد لك كل ما يدين لك به والدي.. ولن أُخبر أحداً عما حصل.. أرجوك أتركني "


قهقه بخفة ثم نظر في عمق عيناي الباكية قائلا بصوتٍ مبوح


" ساحرتي اللصة أنتِ أصبحتِ مُلكاً لي.. ولن أترككِ حتى أمل منكِ "


ارتعشت بقوة أسفله وجحظتُ عيناي برعبٍ شديد بسبب كلماته وصرخة متألمة خرجت من فمي عندما أخفض رأسه وانقض على عنقي ينهش بشرتي بأسنانه وعضاته و قبلاتهِ الهمجية.. حاولت التخبط أسفله وحركت رأسي لأضرب بذقني رأسه لكنه زمجر بغضب وقضم جلدي بعنف وصرخت بألمٍ مهول بسبب عضته..


بكيت وانتحبت بعنف بينما كان يُخطط عنقي بعضاته وقبلاتهِ.. وسمعتهُ يهمس بنشوة قبل أن يعاود مص وعض بشرتي


" همممم.. رائحة بشرتكِ وطعمها تقتلني و تجعلني أفقد صوابي "


صرخت بجنون عندما أمسك حمالة صدري في الوسط وشقها بعنف وقطعها في الوسط ثم أبعدها وظهر له صدري.. حاولت ركله والتخبط أسفله عندما أخفض رأسه وبدأ بتقبيل صدري بشراهة..


بكيت بهستيرية وأنا أتوسل الرحمة منه وتركي لكن لا وجود للرحمة في قلب ذلك الجاموس الحقير.. تقوس ظهري ورفعت رأسي عاليا وبكيت بهستيرية عندما نهش حلمة صدري بأسنانه حتى كاد أن يقتلعها.. أغرق حلمة صدري بشفتيه وبدأ يمتصها ويلعقها بلسانه بوحشية فائقة..


لم أتوقف عن التخبط أسفله وحاولت ركله ومنعه ولكن في النهاية خارت قواي ولم أعُد قادرة على مقاومته.. صرخت بألم وبحزن وبعذاب كبير عندما أحسست بيده اليمنى تمسك سروالي الداخلي وسمعت بذعر صوت تمزق القماش..


صرخت بهستيرية عندما شعرت بأصابعه تلمس منطقتي الحميمة وبدأ يُحرك أصابعه بسرعة وهو يداعب مهبلي من الخارج..


مع كل توسلاتي له وبكائي المرير وصرخاتي الجنونية لم يهتم بل كان مُستمتع وهو يُقبل ويمتص صدري ثم عنقي.. شهقة قوية خرجت من فمي عندما شعرت برأس عضوه الذكري على فتحة مهبلي..


انقطعت أنفاسي عندما بدأ عضوه الذكري يحتك بأنوثتي.. شعرت بانتصابه ونظرت بصدمة إلى سقف الغرفة.. صرخة عميقة خرجت من فمي عندما وضع ركبته بين ساقاي وضغط بعنف عليهما وفرقهما ثم جلس على ركبتيه بينهما..


جحظتُ عيناي وأخفضت نظراتي المرتعبة إلى الأسفل ورأيتهُ بفزع يمسك بيده عضوه الذكري المنتصب ويمسدهُ بسرعة وهو يتأوه بشهوة..


" لااااااااااااااااااااااا.. لا تفعل أرجوك.. لااااااااااا.. اااععععععععععععععهههههههههه..... "


أطلقت صرخة عميقة من أعماق روحي عندما أدخل عضوه الذكري المتحجر كالصخر دفعةً واحدة بفتحتي.. تصلبت كل عضلة في جسدي وتقوس ظهري ورفعت رأسي عاليا وصرخت بجنون وأنا أبكي.. ومثل الوحش بدأ يدفع قضيبهُ المنتصب بداخلي وهو يتأوه بمتعة..


لقد اغتصبني......


همست بعذاب بداخلي وارتخى جسدي أسفله وبكيت بهستيرية بسبب ذلك الألم الفظيع الذي شعرتُ به.. بينما هو كان يغتصب جسدي بعنف دون أن يهتم لمشاعري و أنوثتي و حُرمة جسدي.. غريزتهُ الحيوانية تحكمت به.. أراد إشباع غريزتهُ الحيوانية حالهُ كحال أي حيوان...


بكيت بحزن.. بكيت بتعاسة.. بكيت بألم.. بكيت بوجعٍ كبير وبدمار كُلي بينما جسدي كان يتحرك بعنف إلى الأعلى وإلى الأسفل بسبب حركة دفعاتهِ العنيفة مع جسده..


دموعي الحارقة والمُعذبة والمتألمة بللت الوسادة أسفل رأسي.. وشهقاتي لم تتوقف للحظة بينما هو كان يتأوه بمتعة وبشهوة.. وبدأ يمتص ترقوتي ثم صدري دون أن يتوقف عن الدفع بسرعة جنونية..


لا أعلم كم من الوقت ظل ينتهك جسدي حتى في النهاية أخرج عضوه وقذف سائله المنوي على بطني وصدري.. 


انتهى المشهد**




ثم حرر يداي ورمى جسده بجانبي وأمسك بطرف ذقني بأصابعه بحدة وأدار رأسي وقال بغضب وهو يلهث بقوة


" توقفي عن البكاء والعويل فكلانا يعلم جيداً بأنها لم تكن مرتكِ الأولى بممارسة الجنس.. فأنتِ لم تفقدي عذريتكِ معي ساحرتي العاهرة.. ولكن أنتِ ضيقة لحد اللعنة وذلك أعجبني.. لن أمل منكِ بسهولة ساحرتي.. يمكنكِ أن تستحمي الآن.. يوجد حمام في الغرفة وماء ساخن "


ثم قبل شفتاي بقبلة متملكة قاسية وحرر فكي ثم وقف وقال بهدوء وهو يرتدي سرواله الداخلي ثم سرواله وحذائه


" سأترك لكِ قميصي حتى ترتدينه وغداً سأعود لأستمتع معكِ.. فما زال أمامكِ دين كبير عليكِ بتسديدهُ لي.. أحلاماً سعيدة ساحرتي "


وخرج من الغرفة وهنا خرجت شهقة متألمة من أعماق قلبي وتكورت على نفسي ودفنت رأسي في الوسادة وبكيت من آلام جسدي الذي انتهكهُ للتو ذلك الحقير الجاموس.. وبكيت بدمار كُلي.. بكيت حُزنا على موت أمي و أبي.. وبكت ألماً وعذاباً على نفسي.. ولم أتوقف عن البكاء والنحيب لساعات طويلة حتى في النهاية غرقت بالنوم دون أن أدري....


 

كارتر***

 

لم أتوقع أبداً حدوث ذلك.. آخيل كعادته فاجئني بقراره الغريب ولكن في النهاية هو الزعيم والقرار يعود له..


خرجت من مكتبه وأول ما فعلته أمرت الرجال بجلب تقرير شامل عن إستيرا جونز.. ثم طبعا طلبت منهم أن يجلبوا لي تقريرا مُفصلا عن سمرائي..


وبعد مرور ساعتين وصلني تقرير عن سمرائي وتفاجأت عندما قرأته..


" راهبة!!!!.... ما اللعنة!!!!!... "


هتفت بصدمة كبيرة وتابعت قراءة الملف.. لم أستطع التصديق بأن امرأة مثلها وفي سنها ما زالت عذراء.. فهي لم تخرج في موعد واحد مع رجل أو شاب سابقا.. حياتها كلها روتين وملل.. منزل مدرسة ثم دير ثم خرجت منه وبعدها منزل وعمل..


ولكن لفتَ نظري جملة في التقرير.. والدتها أماندا ما زالت لغاية الآن تلومها وتتهمُها بأنها السبب خلف موت والدها.. وحاليا والدتها في مدينة جاكسونفيل عند شقيقتها..


فكرة أن أترك سمرائي تعود إلى حياتها المملة دون أن أنال منها لم تمضي مرور الكرام عليّ.. صحيح هي أكبر مني بسنة واحدة ولكن لا يهمني ذلك.. لقد أعجبتني وأريدُها.. وأنا دائما ما أحصل على ما أريده.. والآن بعد أن قرأت المعلومات عنها أصبحتُ أرغبُها أكثر..


نظرت إلى رقم هاتف أماندا والدة سمرائي وفوراً سحبت هاتفي وطلبت رقمها وابتسمت بخبث عندما سمعتُها تسأل من على الهاتف.. أجبتُها بسرعة وأنا على يقين بأنها لن ترفض ما سأعرضهُ عليها


" مرحباً سيدة أماندا.. معكِ كارتر أدامز.. وأنا لدي عرض لكِ مستحيل أن ترفضيه "


ساد الصمت للحظات قليلة ثم سمعتُها تُجيبني قائلة


( كارتر أدامز!!.. هممم... كلي أذان صاغية سيد أدامز.. ما هو عرضك لي؟ )


اتسعت ابتسامتي الخبيثة وتكلمت معها ثم أنهيت الاتصال وهمست بمكر


" بوناتيلا توماس أصبحتِ في قبضتي "


أغلقت الملف ثم وقفت وأشرت للحراس حتى يتبعوني وخرجت بهدوء من المبنى وصعدت إلى سيارتي الفورد موستانغ وقدتُها بسرعة جنونية على الطريق...


وفي الظهيرة ذهبت وحررت سمرائي و أمرت رجالي بإعادتها إلى منزلها.. وفي الساعة السادسة كان رجالي قد سلموني ملف تلك الشرطية وشعرت بالصدمة عندما عرفت من تكون والدتها.. شتمت بغضب إذ عرفت بأن ذلك لن يُعجب آخيل أبداً..


ورغم أنني أثق برجالي إلا أنني ذهبت بنفسي لكي أتأكد من تلك المعلومات واكتشفت بأن كل المعلومات صحيحة وخاصة اسم والدتها وأنها نفسها العقيد لومينا كربيس.. كيف والجحيم لم يكتشف العم جورجيو أن لدى العقيد لومينا ابنة وعمرها بالتحديد خمسة وعشرين سنة وتسعة أشهر!.. وهنا قررت أن أذهب لأرى آخيل وأسلمهُ الملف بنفسي.. عليه أن يعلم من هي والدة إستيرا وفي أسرع وقت...


وكما توقعت انصدم آخيل وشحب وجه بشدّة وتطاير الشرر من عينيه.. ولم أستغرب أبداً عندما رأيته يتصل بعمه جورجيو والذي كالعادة لم يرُد على اتصال آخيل.. رمى آخيل هاتفه على الطاولة وهتف بغضب


" لم يتلقى اتصالي كعادته ذلك العنيد "


ثم جلس وعاد ليقرأ الملف عن تلك الشرطية.. ابتسمت بخفة عندما رأيت عينيه تتوسع بدهشة.. وعندما انتهى من قراءة الملف ظل جامداً للحظات ينظر إليه بدهشة كبيرة ثم رفع نظراتهِ وحدق إليّ وسألني بصدمة


" ما اللعنة المكتوبة هنا!!.. كيف يصفها الجميع بالغبية والحمقاء؟! "


رفعت حاجبي وقلتُ له بهدوء


" الجميع يفعل ذلك.. لقد تأكدت بنفسي من صحة كل كلمة مكتوبة في التقرير.. إستيرا جونز فتاة ساذجة شخصيتها بسيطة تفتقر إلى الخبرة في الحياة.. لا تعرف الخداع وتثق بالأشخاص الآخرين المحيطين بها بإفراط.. ولا تحتفظ بأسرارها أو خصوصيتها.. وتفتقد آليات الحنكة والتعامل الذكي مع الآخرين.. وهي سريعة التصديق لكلّ ما يُقال لها.. باختصار مُفيد إستيرا جونز شخصية بريئة جداً غير ضارة وهي طيبة بفطرتها.. كما المصائب تُلاحقها أينما ذهبت "


رأيت بصدمة كبيرة آخيل يبتسم بخفة ثم سمعتهُ بذهول يقول


" وهذا ما يجعلها في نظري مميزة "


عقدت حاجبي وتأملته بدهشة خاصة عندما نظر إليّ قائلا بهدوء


" أريدُك أن تجد لي شقة بسيطة قريبة من منزلها.. أريدُها بسيطة جداً وبأثاث جداً عادي "


جحظت عيناي وهتفت بصدمة لا حدود لها


" كيف؟؟؟؟!!!.. آخيل هل أنتَ جاد في كلامك؟ "


أجابني ببرود موافقا وهنا فقدت ما تبقى من عقلي وهتفت بغضب


" لم أعُد أفهمك آخيل.. لماذا تريد شقة بسيطة قريبة من منزلها؟.. هل تريد أن تُعرض نفسك إلى الخطر؟.. ستكون مكشوفا للجميع حينها.. بحق الجحيم أخبرني ماذا تنوي على فعله! "


ابتسم بخفة وأخبرني ببساطة بخطته.. فتحتُ عيناي على وسعها وسقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة.. الزعيم فقد عقله بسبب تلك الشرطية الغبية.. حاولت الاعتراض لكنه رفع يده أمام وجهي وقال بهدوء


" وفر على نفسك عناء إقناعي بالعدول عن فكرتي لأنني لن أُغير رأيي كارتر.. لقد اتخذت قراري وانتهى الموضوع.. وبخصوص صديقتها لقد عرفت بأنك أعدتها إلى منزلها في الظهيرة.. ما هو السبب!.. ولماذا فعلتَ ذلك دون إعلامي أولا؟.. ثم ماذا لو اتصلت إستيرا بها!.. ستكتشف فوراً من أكون "


ابتسمت بخبث واستقمت بجلستي وقلتُ له بمكر


" من هذه الناحية لا تقلق.. بوني لن تستطع التكلم مع إستيرا.. أولا هاتفها ما زال بحوزتي وثانيا.... "


أخبرت آخيل بخطتي الكاملة وعندما انتهيت من سردها قهقه بخفة وقال لي وهو يقف


" إذا الفتاة تُعجبُك!.. هذا جيد.. "


ثم تقدم ليقف أمامي ووضع يديه بجيب سرواله ونظر إليّ بجمود قائلا


" هذا جيد ولكن لا أريدُك أن تُفسد مُخططاتي كارتر.. إن فعلتَ ذلك لن أرحمك "


نظرت إليه بدهشة كبيرة فهذه المرة الأولى التي يُهددني بها.. يبدو فعلا أن تلك الشرطية تُعجبهُ.. لم أستغرب من ذلك لأن إعجابهُ بتلك الشرطية واضح ولا يحتاج إلى أي دليل.. وقفت وقلتُ له بجدية


" أنا كارتر أدامز صديقي.. مُستحيل أن أفسد شيئاً وخاصة ما يخصك.. ولكن هذه الشرطية ليست مناسبة لك آخيل.. لا تجعلها تُصبح نقطة ضعف بالنسبة لك.. قد يستغلها أعدائك إن اكتشفوا أمرها.. خاصة العم جورجيو.. إن اكتشف وجودها لن يسمح لك بالاقتراب منها.. تذكر جيداً كم أصبح يكره والدك والمنظمة كلها بسبب موت العقيد لومينا.. ربما عدم ردهِ على اتصالك يعود لمصلحتك حاليا.. أظن أن الأنسب لك أن لا تخبرهُ عن إستيرا "


تأملني آخيل بجمود ثم كلمني ببرود قائلا


" لا مكان للحب في حياتي كارتر.. هذه أول قاعدة لي.. حتى تكون إستيرا جونز نقطة ضعف لي عليها أولا أن تمتلك قلبي وهذا ما لن يحدث أبداً.. وعمي جورجيو هو الخاسر الوحيد هنا لأنه لم يتلقى اتصالي بسبب عناده الكبير.. ثم ما قصة زوجة والدها تلك؟.. رأيت في التقرير أنها حاولت بيعها لذلك القذر ويسلي.. ثم كيف تزوجها الضابط جوناسن؟.. كيف لم يكتشف ماضيها وما هو عملها؟ "


نظرت إليه بتفكيرٍ عميق ثم أجبته


" أظن أنها استطاعت خداعهُ بشكلٍ جيد.. تلك المرأة أذكى بكثير مما كنتُ أتصور.. على الأقل استطاعت إستيرا الهروب قبل أن تبيعها تلك الساقطة لذلك الحقير ويسلي.. وعلى فكرة الأرملة كارمن ما زالت تعمل في مجال عملها السابق "


عقد آخيل حاجبيه وتأملني بعدم الرضا ثم قال لي بجمود


" لا يهمني أمرها.. ما يهمني الآن أن تتصرف بحكمة ولا تدع بوني ترى إستيرا أو تتكلم معها في الوقت الحالي "


ابتسمت بخبث ثم قلتُ له بثقة عمياء


" لن تفتح فمها بحرف ثق بكلامي.. سأذهب الآن وأتصرف وفي الغد سأبحث لك بنفسي على شقة لعينة آمنة.. أراك غداً "


وهكذا حملت حقيبة الجلدية بيدي اليسرى وخرجت وطلبت من خمسة من الحراس حتى يتبعوني وصعدت إلى سيارتي وتوجهت إلى مكان كان من الضروري أن أذهب إليه الليلة قبل أن أتوجه إلى منزل سمرائي...


 

بوناتيلا***

 

صدمة كبيرة تملكتني وخوف لا حدود له.. لأول مرة في حياتي يلمسني رجل بتلك الطريقة ويراني شبه عارية.. ونوبة ذعر تملكتني للمرة الأولى في حياتي..


بكيت بألم وبحزن كبير على نفسي وعلى إستيرا.. عرفت بأننا لن ننجو وأنني و إستيرا وقعنا تحت براثن المافيا.. بكيت بعذاب عندما أجبرني ذلك الرجل بخيانة صديقتي الوحيدة.. لكنه هددني وغصبا عني فعلت ذلك..


وبعد ذهابه بكيت بهستيرية وحاولت طلب المساعدة وحاولت الفرار لكن لم أنجح.. لم أنم طيلة الليل وأنا أصلي وأطلب الرحمة والمساعدة والحماية من اللّه.. في النهاية غرقتُ بنومٍ عميق ولم أستيقظ إلا عندما شعرت بيد تُمسد شعري ثم خدي..


فتحتُ عيناي بضعف ثم شهقت بخوفٍ شديد وانتفضت مُبتعدة إلى أعلى السرير وأنا أمسك بعنف بغطاء السرير وأرفعهُ حتى حدود ذقني.. تأملني باستمتاع وهو يقف أمامي ويبتسم بخبث..


اقشعر بدني عندما سمعتهُ يقول بنبرة صوتهِ الخشنة الرجولية


" يبدو واضحاً أنكِ سهرتِ لطلوع الفجر ولم تنامي سوى متأخرة.. لقد أصبحت الساعة الثانية والنصف ظهراً وما زلتِ نائمة سمرائي.. هل حلمتِ بي يا ترى! "


توسعت عيناي برعب وقمتُ بهز رأسي بعنف رفضا وأنا أحكم امساك الغطاء جيداً وستر جسدي عن نظراتهِ الفاحصة.. قهقه بمتعة ثم رفع يده اليمنى عاليا باتجاهي وانتبهت هنا بأنهُ يحمل كيس لماركة ثياب عالمية..


رمى الكيس على السرير وقال بملل


" ارتدي ما بداخله.. لديكِ فترة خمسُ دقائق فقط حتى تتجهزي.. للأسف الشديد سوف تعودين إلى منزلكِ "


شهقت بدهشة وابتسمت بفرحٍ كبير لأن صلواتي قد استجيبت.. رأيتهُ يبسم بخبث ثم استدار وتوجه نحو الباب وقبل أن يخرج التفتَ إلى الخلف وتأملني بجمود قائلا


" خمس دقائق فقط أمامكِ حتى تتجهزي.. وإلا غيرت رأيي ودخلت وساعدتكِ بارتداء ملابسكِ بنفسي سمرائي "


قهقه بقوة عندما شاهدني أنتفض برعب وأنظر إليه بفزعٍ شديد.. ثم بهدوء خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه.. وهنا رميت الغطاء بعيداً و بسرعة قفزت عن السرير وفتحت ذلك الكيس وسحبت منه أجمل فستان زهري اللون قد تراه عيناي.. رغم بساطتهِ إلا أنه بنظري كان جميل جداً والأهم أنهُ مُحتشم.. والغريب أنني وجدت أيضا بداخل الكيس علبة حذاء..


خلعت رداء نومي الممزق بسرعة وارتديت ذلك الفستان ثم فتحت علبة الحذاء ورأيت حذاء أبيض اللون بكعب سطحي وهو من ماركة مشهورة والغريب أنه بمقاص قدمي.. كيف عرف مقاص قدمي الصغيرة؟!.. تساءلت بدهشة بداخلي لكنني لم أهتم إذ فكرة أنني سأكون حرة وبعيدة عنه جعلتني لا أفكر بشيء سوى أنني سأخرج من هنا بخير وبسلامة..


ارتديت الحذاء ووقفت مُحتارة ماذا أفعل.. اقتربت من الباب وطرقت عليه بخفة وبسرعة انفتح الباب وشهقت برعب عندما رأيت ذلك المُخيف كارتر أدامز يقف أمامي..


رفعت رأسي عالياً.. حسناً عالياً جداً حتى أستطيع النظر إلى وجهه.. ليس ذنبي فهو طويل.. طويل جداً..


رأيتهُ بخوف يتأملني بعيون غامقة وببطءٍ شديد وبتمعُن.. كان ينظر باستحسان إلى الفستان الذي اشتراه لي.. وكردة فعل سريعة ورغم أن الفستان لا يُظهر شيئا من مفاتني إلى أنني رفعت يدي ووضعتُها على صدري أما يدي اليمنى وضعتُها على عنقي وارتعشت بخوف أمامه..


رأيتهُ يبتسم بخبث ثم فجأة أمسك بيدي اليسرى وجذبني بعنف إليه ليلتصق جسدي الصغير به.. شهقت بفزع وحاولت الابتعاد عنه لكنه وضع يده خلف ظهري وأخفض رأسه وهمس بأذني قائلا بتهديد


" لا تتحركي سمرائي.. وتوقفي عن مقاومتي إن أردتِ العودة بسلامة إلى منزلكِ "


تساقطت دموع الخوف من عيناي وأومأت له برعب موافقة.. شهقت بقوة عندما رفع يده الأخرى ووضع غطاء من قماش لونه أسود على رأسي وحجب عني النظر.. سيقتلني!!.. هتفت بداخلي بفزعٍ شديد وعندما كنتُ على وشك الهلع أبعدني عنه وأمسك بيدي اليمنى بإحكام وقال بجمود


" لا تخافي.. هذا فقط حتى لا ترى عينيكِ ما لا يجب أن ترينه.. وإياكِ أن تزليه وإلا خسرتِ حياتكِ "


تساقطت دموعي من جراء الخوف منه ومن تهديده الواضح لي وجذبني للمشي معه.. ثم شعرت بأننا ندخل إلى مصعد وتأكدت من ذلك عندما سمعت رنة خاصة به.. لم أكن أعلم إن كنا ننزل أو نصعد لكن عندما توقف المصعد جذبني من جديد ووقفنا بعد لحظات وسمعته يأمر أحدا قائلا


" خذوها إلى منزلها وحينها أزيلوا عن رأسها الغطاء "


أجابوه باحترام موافقين ولكن قبل أن أصعد إلى السيارة شكرته بهدوء قائلة


" شكراً لك سيدي لأنك صدقتني وأعدتني إلى منزلي.. وأعدُك لن أتفوه بكلمة واحدة أمام أحد عما حصل معي "


شعرت بالخوف أن أسأله عن إستيرا وعن هاتفي الخلوي.. وقررت أن أتصل بها فور عودتي إلى المنزل من الهاتف الأرضي.. لكن لدهشتي شعرت بأصابعهِ تضغط بخفة على أصابعي ثم سمعتهُ يهمس بأذني قائلا


" الوداع سمرائي.. "


اقشعر جسدي من كلماته تلك وجذبني بخفة لأجلس في مقعد السيارة ثم سحب يده من يدي بخفة وسمعت صوت الباب ينغلق.. شعرت بأحد يجلس بجانبي فتكورت على نفسي ولم أتجرأ على الحركة.. تنفست براحة عندما أقلعت السيارة وشكرتُ اللّه بداخلي لأنني نجوت بسهولة من بين يدين أخطر رجل في البلد..


وبدأت بخوف أفكر بـ إستيرا وأنا أتمنى أن تكون بخير وبسلامة.. وبعد وقتٍ طويل توقفت السيارة وسمعت صوت الباب بجانبي ينفتح ثم شهقت بخفة عندما تم سحب الغطاء عن وجهي.. فتحتُ عيناي بضعف ثم ابتسمت بسعادة لا حدود لها عندما رأيت أمامي منزلي..


" أخرجي بسرعة "


أمرني ذلك الحارس الضخم وهو يرمي حقيبة يدي في حضني.. أمسكتُها بسرعة وفوراً ترجلت من السيارة ولم أكترث بالنظر خلفي وإلى الحارس الذي كان يجلس بجانبي بل ركضت بسرعة نحو الباب وفتحت حقيبتي وأمسكت بيدين مُرتعشتين بالمفتاح وفتحت الباب ودخلت وأغلقتهُ خلفي واسندت ظهري عليه وأغمضت عيوني وتنهدت براحة..


فتحتُ عينيّ ونظرت إلى حقيبة يدي وبحثت عن هاتفي لكنني لم أجده.. فجأة تجمدت بصدمة كبيرة عندما سمعت صوت شقيقتي الصغيرة جينيفر تهتف بسعادة


" بووووني.. لقد أتيتِ باكراً من العمل "


شهقت بصدمة ونظرت أمامي ورأيت حبيبة قلبي تركض وهي تفتح يديها ثم رمت بنفسها عليّ وعانقتني بشدّة


نظرت إليها بدهشة كبيرة ثم رميت حقيبتي على الأرض وعانقتُها بقوة وهمست لها بحنانٍ شديد


" جيني صغيرتي أنتِ هنا؟!.. اشتقتُ لكِ بجنون حبيبتي "


رفعت رأسها عن صدري ونظرت بسعادة إليّ قائلة


" أمي فجأة قررت أن نعود في الصباح إلى منزلنا.. وأنا لم أعترض لأنني اشتقتُ لكِ جداً بوني.. ثم اليوم الأحد لماذا توافقين على العمل في هذا النهار؟.. إنه يوم فرصتك "


ابتسمت لها برقة ثم قبلت وجنتيها وحضنتُها إلى صدري وهمست قائلة لها


" وأنا اشتقتُ لكِ جداً وبعمق صغيرتي.. وكما تعلمين عندما تُسافر السيدة تايلر أُضطر للعمل في الشركة أيام الأحد "


ابتعدت جيني عني قليلا وأمسكت بيدي وقالت لي وهي تجذبني نحو غرفة المعيشة


" ماما تبدو غريبة الأطوار اليوم فهي سعيدة جداً... "


توقفت جينيفر عن المشي ثم أشارت لي بيدها لكي أُخفض رأسي قليلا وفعلت ذلك.. وضعت يدها على خدي وهمست بأذني قائلة


" منذُ الصباح وماما أماندا تهتف بسعادة بأن حياتها ستتغير أخيراً وإلى الأبد.. لقد أخافتني وهي تُخطط لشراء منزل جديد وسيارة جديدة و ملابس فخمة "


أبعدت رأسي عن جيني ونظرت إليها بذهول وأنا أعقد حاجباي.. ثم هززت رأسي بعدم الاكتراث وهمست لصغيرتي قائلة


" أمي دائما ما تحلم بأن تربح اليناصيب.. لا بُد أنها اشترت كعادتها أوراق اليانصيب وتُخطط كالعادة بتحقيق أحلامها "


قهقهت جيني بخفة وابتسمت لها برقة ثم غمزتُها وسألتُها بهمس


" أين هي الآن؟ "


أجابتني بسرعة قائلة


" في غرفتها تضع جميع ملابسها في أكياس حتى ترميها في القمامة.. ولقد طلبت مني أن أُعلمها بسرعة فور عودتكِ إلى المنزل "


نظرت بصدمة إلى جينيفر وشعرت بداخلي بأن هناك شيء غير صحيح يحدث.. جلست قرفصاء أمام جيني وداعبت خدها بأصابعي وقلتُ لها بحنان


" اذهبي إلى غرفتكِ والعبي قليلا.. سأذهب لأرى والدتنا وأتكلم معها "


أومأت لي موافقة ثم قبلت خدي وركضت مُبتعدة نحو غرفتها.. استقمت ونظرت أمامي بتفكيرٍ عميق ثم قررت أن أرى أمي بسرعة وأكتشف الجنون الذي أصابها فجأة..


طرقت باب غرفتها كعادتي قبل أن أدخل ولكن هذه المرة اندهشت عندما فتحت أمي لي الباب بنفسها وهتفت بسعادة


" بوناتيلا أخيراً أتيتِ "


ثم أمسكت بيدي وجذبتني لأدخل إلى غرفتها وأجلستني على سريرها.. نظرت إليها بدهشة ثم تأملت الغرفة وشهقت بذهول عندما رأيت كل ملابسها في أكياس كبيرة سوداء.. نظرت بصدمة إلى أمي وسألتُها


" أمي.. ما الذي يجري هنا؟! "


وقفت أمامي ورأيتُها تتأملني من رأسي حتى أخمص قدماي لتعود عينيها وترتفع وتستقر على عيناي.. وبذهولٍ شديد رأيتُها تبتسم لي ثم داعبت وجنتي بأصابعها بخفة وسحبتها بسرعة قائلة لي بنبرة حنونة لم أسمعها منها منذ ثماني سنوات مضت


" بُنيتي لا تُشغلي بالك.. قررت أن أتبرع بملابسي فهي لم تعُد مناسبة و تنفعني "


رفعت حاجبي وتأملتُها بدهشة ثم سمعتُها تقول


" اذهبي إلى غرفتكِ واستحمي جيداً ثم.. "


شهقت بقوة عندما اقتربت وأمسكت بطرف فستاني ورفعتهُ عاليا ونظرت إلى ساقاي وقالت بامتعاض


" وأزيلي الشعر عن قدميكِ.. أنتِ امرأة في الرابعة والثلاثين من عمرك.. كيف تسمحين لنفسكِ بترك شعر قدميكِ يطول؟.. غبية.. اذهبي في الحال واستحمي وأزليه بالكامل.. كما أريدكِ أن تُزيلي الشعر عن مهبلكِ العفيف.. لا أريدُ رؤية وبرة واحدة فيه.. فهمتِ؟ "


توسعت عيناي بصدمة كبيرة وتأملت والدتي بعدم التصديق.. إنها المرة الأولى التي تهتم بها أمي بنظافتي الشخصية.. أعني إنها المرة الأولى لها التي تفعل بها ذلك.. ومثل عادتي وبطاعة أجبتُها


" حاضر ماما سأفعل.. لكن لماذا عدتِ إلى سانت سيمونز قبل الفترة المحددة؟.. أعني ما زال أمام جيني شهر وأسبوعين حتى تبدأ مدرستها بعد انتهاء الترميم.. هل أزعجتكِ خالتي بشيء!.. أم أن المال الذي حولتهُ لكِ على حسابكِ في البنك انتهى؟!.. كان يُمكنكِ الاتصال بي وكنتُ سأسحب سُلفة من معاشي وأرسـ.. "


قاطعتني أمي قائلة بغضب


" توقفي عن التحليل وسؤالي تلك الأسئلة الغبية.. هيا اذهبي واستحمي بسرعة وأزيل الشعر اللعين عن ساقيكِ ومهبلكِ العُذري.. ثم لا أريدكِ أن تخرجي من غرفتكِ أبداً لأنني لا أريد رؤية وجهكِ أمامي "


نظرت إليها بحزن وترقرقت الدموع في عيناي.. وقفت بهدوء وأجبتُها بطاعة عمياء كعادتي


" كما تريدين أمي "


ثم خرجت بهدوء من غرفتها وسالت دموعي بصمت على وجنتاي.. كنتُ أتفهم سبب كُرهها لي جيداً ولكن لطالما تمنيت أن تتغير مُعاملتها القاسية لي وتعود لتُحبني من جديد كابنة لها.. لكن لن أعترض فعلى الأقل هي تُحب جينيفر و تُعاملها بحنية وهذا يكفيني..


توجهت نحو الصالون إذ قررت أن اتصل بـ إستيرا قبل أن أُنفذ أوامر أمي.. اقتربت نحو المنضدة وتجمدت بذهول عندما رأيت الهاتف الأرضي مُحطم بالكامل وتم وضعه في مكانه..


" أوه لا!!!!.. كيف سأتصل بـ إستيرا الآن؟!!!.. "


همست بذعر وحاولت تركيب قطع الهاتف المحطمة لكن لا أمل أبدا بإصلاحها وتركيبها.. كيف تحطم الهاتف؟!!.. فكرت بذهول وأنا أتأمل قطعه وعرفت بأن والدتي من فعلت ذلك.. لكن لماذا؟!!..


ربما غضبت من شيء وحطمته بالخطأ.. فكرت بحزن بذلك وتوجهت نحو غرفتي.. سأحاول التكلم مع أمي عندما أنتهي من الاستحمام وأطلب منها الإذن بالخروج لكي أذهب إلى منزل إستيرا وأطمئن عليها..


دخلت إلى الحمام الصغير في غرفتي وخلعت ملابسي ووقفت جامدة وأنا أتذكر ذلك الرجل المُخيف.. احمرت وجنتاي بشدّة عندما تذكرت بخجل وبحزن كيف قبلني ولمس صدري و.. وقبل حلمتي..


خجلت من نفسي بسبب تفكيري ذلك و هززت رأسي بقوة أزيل تلك الأفكار الخاطئة من رأسي.. لكنني لم أستطع إزالة صورة كارتر أدامز من رأسي..


هو مُختلف جداً عما كنتُ أتصوره.. كنتُ أظنهُ عجوز قبيح وسمين بملامح مُخيفة جداً.. لكنه عكس ذلك كُلياً.. فهو رجل يتمتع بجمال حاد وجاذبية مُفرطة.. لكن رغم وسامته إلا أنه رجل شرير جداً..


فكرت ببراءة بذلك ثم استحممت وفعلت ما طلبتهُ مني والدتي.. ارتديت ملابسي وسرحت شعري وعندما كنتُ على وشك التقدم نحو الباب انفتح فجأة ودخلت والدتي إلى الغرفة..


وقفتْ أتأمُلها بدهشة كبيرة لأنها لم تدخل إلى غرفة نومي منذ عودتي من الدير منذ ثماني سنوات تقريبا.. وقفت أمامي وأشارت لي بأصبعها السبابة نحو الأعلى قائلة بأمر


" ارفعي طرف فستانكِ بسرعة "


حدقت إليها بذهولٍ تام لكنني أطعتُها بسرعة ورفعت فستاني إلى الأعلى نحو ركبتاي.. همهمت أمي برضا تام عندما رأت بأنني أزلت الشعر عن قدماي كما طلبت مني.. ثم بصدمة سمعتُها تقول لي بأمر


" ارفعي فستانكِ إلى أعلى خصرك و أخفضي سروالكِ الداخلي.. أريدُ أن أرى إن نفذتِ أوامري "


نظرت إليها بصدمة كبيرة واحمرت وجنتاي بشدّة وقلتُ لها بتلعثم


" أمي.. أنــ.. هــ.. هو.. أنا.. أنا... اااععههه... "


تأوهت بألم وبصدمة عندما اقتربت بسرعة وصفعتني على وجنتي ثم دفعتني بكلتا يديها ورمتني بعنف على السرير وقالت بحقد وبغضب


" قاتلة لعينة.. عليكِ أن تطيعيني يا غبية دون أي تردد فأنا والدتكِ يا قبيحة "


شهقت بذعر عندما رفعت فستاني إلى الأعلى وأمسكت بطرف سروالي الداخلي وأخفضته بعنف إلى الأسفل.. بكيتُ بذل وبخوف من تصرفاتها الغريبة والقاسية وسمعتُها تقول باستهزاء


" من الجيد بأنكِ نفذتِ أوامري وإلا كنتُ عاقبتكِ يا قبيحة.. هااه.. وأنا متأكدة بأنني الوحيدة التي رأت مهبلكِ العُذري يا قبيحة.. "


بكيت بصمت بينما كنتُ أرتعش بخوفٍ شديد منها ومن تصرفاتها الغريبة معي اليوم..


" توقفي عن البكاء وقفي "


أمرتني بحدة وفورا أطعتُها.. مسحتُ دموعي بكف يدي ثم رفعت سروالي الداخلي وأخفضت فستاني إلى الأسفل ووقفت أمامها أرتعش بوضوح.. رأيتُها تستدير بنية الذهاب لكنني رفعت يدي وقلتُ لها بغصة وبخوف


" أمي انتظري لو سمحتِ.. أريدُ أن أطلب منكِ طلب صغير "


استدارت ببطء وتأملتني بحدة ثم قالت بنفاذ صبر


" ماذا تريدين؟ "


بلعت ريقي بصعوبة وأجبتُها بصوتٍ مهزوز


" أريدُ طلب الإذن منكِ لأذهب إلى منزل إستيرا الآن.. أريدُ أن أطمئن عليها "


ارتعش جسدي بعنف عندما رأيت عينيها تحتقن ثم هتفت بغضب بوجهي


" تلك الغبية اللعينة لا تجلبُ لكِ سوى المصائب والمتاعب.. غبائها الشديد لعنة سقطت على رأسها.. كما أنكِ تصرفين عليها من مالكِ الخاص يا غبية.. هل تظنين بأني لا أعلم بذلك؟ "


شهقت بخوف ثم بكيت بألم عندما أمسكت بمرفقي وضغطت عليه بعنف وقالت بحدة


" أنا لن أسمح لكِ بصرف أموالنا على تلك الغبية المُعدمة.. ولن أسمح لكِ بالذهاب ورؤيتها بعد الآن.. في الأصل أنتِ لن ترينها من جديد بعد الآن.. لذلك وفري دموع التماسيح تلك لأنني لن أسمحَ لكِ بالخروج من المنزل اليوم.. فهمتِ كلامي أيتُها القاتلة؟ "


أشرت لها برعب موافقة وكتمت شهقاتي بينما أمي أماندا ابتسمت بخبث ثم حررت مرفقي من قبضتها واستدارت ومشت نحو الباب.. توسعت عيناي برعب عندما رأيتُها تسحب المفتاح من القفل وخرجت من الغرفة وسمعت برعب صوت القفل يدور..


ركضت نحو الباب وحاولت فتحه لكن دون جدوى.. طرقت على الباب وهتفت بخوف لوالدتي


" أمي أرجوكِ افتحي لي الباب.. أتوسل إليكِ افتحيه.. أعدُك لن أتأخر سأذهب لدقائق فقط لكي أطمئن على إستيرا وسأعود بسرعة.. أرجوكِ أمي افتحي الباب.. إستيرا تحتاجُني الآن.. أمي لا تفعلي ذلك بي أرجوكِ.. لن أرفض لكِ أي طلب فقط اسمحي لي أن أرى إستيرا.. أمييييييييي.. أرجوكِ لا تذهبي.. أمي!!!..... "


سقطت على الأرض أبكي بخوف وبحزنٍ كبير.. كنتُ خائفة من تصرفات أمي الغريبة اليوم ولكني خائفة أكثر على إستيرا.. انتحبت بشدّة وانهمرت دموعي على وجنتاي وبللتها بالكامل..


كنتُ خائفة جداً على صديقتي وكان لدي إحساس بداخلي بأن أمي تُخطط لفعل شيء سيء اليوم.. وقفت بعد مدة طويلة ونظرت بأسى إلى غرفتي الصغيرة.. هذه الغرفة كانت مخزن لتخزين الطعام في المنزل ولا يوجد بها نوافذ فقط حمام صغير كان مُعطل.. لكن بعد خروجي من الدير أمي حولتها إلى غرفة نوم لي وأخبرتني ببرود بأنها غرفتي الجديدة..


لم أعترض على ذلك بل شعرت بالسعادة لأن غرفتي السابقة أصبحت لشقيقتي جينيفر.. وعندما كبرت جيني اعترضت على نومي هنا لكنني أخبرتُها بحنان بأن هذه رغبتي..


أخفيت كُره أمي لي عن شقيقتي طيلة هذه السنوات.. حتى أمي كانت تتصرف بحذر معي أمامها.. وجينيفر لم تكتشف أبداً سوء مُعاملة أمي لي إذ كانت غرفة نومها في الطابق العلوي وكان من المستحيل أن تسمع إهانات والدتنا لي ورؤية قسوتها عليّ..


تحملت كُرهها ولومها لي على موت والدي طيلة هذه السنوات وتفهمت أسبابها.. لكنني اشتقتُ بشدّة إلى أمي السابقة.. أمي الحنونة والمحبة والعطوفة..


جلست بانهيار على السرير وبكيت بحزن لساعات.. وفي الساعة الثامنة ليلا سمعت جينيفر تسأل أمي عني وبغصة سمعت والدتي تقول لها


" لقد خرجت لرؤية صديقتها وستتأخر.. هيا طفلتي تناولي عشاءكِ وبعدها عليكِ أن تخلدي إلى النوم "


وهنا أصدرت معدتي الخاوية صوتاً غريباً.. تنهدت بحزن وجلست مُنحنية الرأس أبكي بصمت.. وبعد مرور ساعة ونصف سمعت صوت جرس الباب وانتفضت بعنف..


" إستيرا أتت!!!.. "


همست بسعادة إذ لا أحد يأتي إلى منزلنا سواها.. وقفت وركضت نحو الباب ووضعت أذني عليه لكي أسمع صوتها وأستريح من خوفي عليها.. لكن أصابتني الدهشة عندما سمعت صوت خطوات كثيرة وصوت رجل يتكلم مع أمي بالكاد استطعت سماعه..


عقدت حاجباي بدهشة واستغربت ذلك.. يا ترى من هو ذلك الرجل؟!.. وقفت جامدة أحاول استراق السمع أكثر لكن الأصوات اختفت وعرفت بأنهم دخلوا إلى الصالون فهو بعيد عن غرفتي الواقعة بجانب المطبخ..


وقفت حوالي عشرُ دقائق ولكن فجأة انتفضت مُبتعدة عن الباب عندما سمعت صوت خطوات وقفل الباب يدور.. انفتح الباب ورأيت أمي تقف أمامي وهي تبتسم بسعادة.. نظرت إليها بدهشة خاصة عندما قالت لي


" بوناتيلا لديكِ زائر مهم "


زائر لي أنا؟!!!.. تساءلت بدهشة بداخلي ولكنني تبعتُها بصمت نحو الصالون.. وما أن دخلت حتى تجمدت قدماي ووقفت كالتمثال أنظر برعبٍ كبير إلى الحُراس الواقفين جانبا في الغرفة وهم يكتفون أيديهم أمام صدورهم ويحملون مسدسات مع كاتم للصوت..


لكن ارتعش جسدي بكامله وبعنف عندما استقرت نظراتي على الرجل الواقف أمامي

 

رواية شرطية المرور - الفصل 6 - اتفاقية العُمر


نظراتهِ أخافتني بشدّة وجعلت كل خلية في جسدي ترتعد رعباً منه.. ارتعشت بجنون أمامه بينما كنتُ أنظر إليه بفزعٍ شديد.. التصق لساني في حلقي ولم أستطع التفوه بحرف بسبب صدمتي لرؤيتهِ في منزلي.. وشحب وجهي بشدّة وشعرت بأنني على وشك الوقوع على الأرض لآن قدماي كانت ترتعش بقوة..


" هي لك سيد أدامز كما اتفقنا.. يمكنك أخذها ساعة ما تشاء "


شهقت بصدمة كبيرة عندما سمعت والدتي تتفوه بتلك الكلمات.. أدرت رأسي بسرعة ناحية اليسار ونظرت إليها برعبٍ كبير بينما كنتُ على وشك الوقوع على الأرض.. لا أعرف كيف تحركت وأمسكت بيد أمي ونظرت إلى عينيها بتوسل وبرعبٍ فاق تحملي..


سالت دموعي بصمت على وجنتاي وهمست لها بصوتٍ مُرتعش كارتعاش جسدي


" أمي.. ما الذي يحدث هنا؟!!.. هـ.. هل تعرفين هذا الرجل؟.. إنه.. إنه... "


أمسكت بيدي وأبعدتها عن يدها بقرف وهتفت بغضب


" لا تلمسيني.. "


ثم ابتسمت بخبث وتابعت قائلة


" ونعم أيتُها الراهبة أنا أعرف السيد أدامز جيداً.. لقد اتصل بي في الصباح وعقدت معه اتفاقية العُمر "


نظرت إليها بصدمة كبيرة وهمست بذهول


" اتفاقية العُمر!!!.. لم أفهم أمي!!.. "


سالت دموع الخوف والرعب على وجنتاي ونظرت إليها بتوسل وقلتُ لها برجاء دون أن أهتم لوقوف ذلك الرجل الخطير أمامي


" أمي عن أي اتفاقية تتكلمين؟!!!.. هذا الرجل هو كارتر أدامز ثاني أخطر رجل في البلد.. لقد أذاني أمي.. أخرجيه من منزلنا أرجوكِ.. أتوسل إليكِ لا تتورطي معه.. إن لم يكن من أجلي افعلي ذلك من أجل جيني و... "


توقفت عن التكلم عندما أطلقت أمي ضحكة صاخبة ثم نظرت إليّ بكره قائلة


" فات الأوان لذلك.. لقد عقدت مع السيد أدامز اتفاقية العمر.. مستحيل أن أرفضها مهما بكيتِ وتوسلتِ إليّ.. على الأقل سأستريح من العبء الذي أحملهُ على كتفي والذي هو أنتِ.. كما سأعيش برخاء طيلة عمري مع ابنتي الوحيدة جينيفر "


شهقت بصدمة وجحظتُ عيناي على وسعها وهنا أطلقت العنان لدموعي الحارة.. بكيت بشكلٍ مُخيف وأنا أرتعش بقوة من رأسي حتى أخمص قدماي.. وبألم فاق تحملي سمعت بصدمة والدتي تقول


" لقد اتفقت مع السيد أدامز وانتهى الموضوع.. كما أنني وقعت على عقد معه ولم يعُد باستطاعتي التراجع.. هذا إن فكرت بذلك "


ثم نظرت إلى السيد أدامز وقالت له ببرود


" هي أصبحت من أملاكك الخاصة سيد أدامز.. يمكنك أخذها الآن.. ومن ناحيتي سألتزم بالصفقة ولن أتفوه بحرف أمام أحد.. وسأقول للجميع ما اتفقنا عليه "


ارعشت شفتاي بقوة وترنحت في وقفتي ثم وقعت على ركبتاي على الأرض أمام أقدام أمي ورفعت رأسي عاليا ونظرت إليها من بين دموعي الغزيرة وقلتُ لها بذعرٍ كبير وبصدمة


" لا أمي.. لا تفعلي ذلك بي.. لا تبعيني له.. أنا ابنتُكِ من لحمكِ ودمكِ.. أشفقي عليّ ماما.. أعدُك سأكون مُطيعة أكثر ولن أُعارضكِ بشيء وسأنفذ كل ما تريدينه.. لكن أتوسل إليكِ لا تدعيه يأخذني "


لم تنظر إليّ للحظة واحدة بل رأيت بفزع نظراتها تستقر على حقيبة سوداء فاخرة موضوعة على الطاولة بوسط الغرفة..


بكيت بهستيرية وأمسكت بكلتا يديها وبدأت بتقبيلهما وأنا أتوسل لها ببكاء وبفزعٍ كبير


" ارحميني أمي أرجوكِ.. لا تبيعيني له.. أتوسل إليكِ اشفقي عليّ.. أنا ابنتكِ البكر و... "


سحبت يديها بعنف من قبضتاي ومسحتها بقرف بقميصها وقالت لي بحدة بينما ذلك الرجل المُخيف ظل صامت دون أن ينبس بكلمة واحدة


" لا تلمسيني يا غبية.. ثم أنا لم أبيعكِ للسيد كارتر.. كما تعلمين أنتِ لستِ قاصر بل عانس غبية في الرابعة والثلاثين من عمرها.. لكن أنا وافقت على بيع صمتي للسيد مُقابل مبلغ خمسة ملايين دولار نقداً.. وسوف أستلمها فور خروجكِ معه من المنزل "


سقطت إلى الخلف جالسة على مؤخرتي على الأرض ونظرت بصدمة لا حدود لها إلى وجه والدتي.. ثم ارتعشت بجنون عندما سمعتُها تقول


" إن لم توافقي على الخروج معه برضاكِ حينها سيأخذ شقيقتكِ جينيفر بدلا منكِ "


توقف قلبي عن النبض وشعرت به يتمزق من ذلك الألم الرهيب الذي فتك به.. شهقت بقوة ووضعت كلتا يداي على فمي و هززت رأسي رفضا وبكيت بشدّة لدرجة أن عيوني ألمتني..


استقمت جالسة على ركبتاي وأمسكت بساق والدتي و أخفضت رأسي أمامها وبكيت بعنف وقلتُ لها من بين شهقاتي


" لا أمي لا تفعلي ذلك بي.. أرجوكِ لا تُجبريني على ذلك.. أنا لم أرفض لكِ طلباً واحداً طيلة حياتي.. كنتُ مطيعة لكِ دائماً.. حتى أنني دخلت إلى الجامعة ودرست تصميم الأزياء لأنكِ طلبتِ مني ذلك.. كان حُلمكِ وأنا حققتهُ لكِ.. لكني هربت بعد تخرجي إلى الدير لأن هذا كان حُلمي منذ الصغر.. لم أقصد أن أُحزن والدي وأتسبب له بالموت.. يا ليتني مُت بدلا عنه.. أرجوكِ أمي لا تسمحي له بأخذي.. سأموت.. سأموت... "


ركلتني بخفة لأسقط على الأرض ثم انحنت ورفعت يدها بنية صفعي.. أغمضتُ عينيّ بشدة وانتظرت أن أتلقى صفعتها.. لكن لم يحدث شيء.. سمعت صوت شهيق والدتي وأنينها المتألم.. فتحتُ عيناي ورفعت رأسي عاليا وتجمدت بذهول عندما رأيت كارتر أدامز يمسك بقبضة يده اليمنى عنق أمي وهو يخنقها بينما هي تحاول إبعاد يده عن عنقها..


" إلى هنا يكفي.... "


هتف بفحيح ثم سحب والدتي من عنقها إليه ونظر بحدة إلى عينيها المرتعبة وتابع قائلا بحدة من بين أسنانه


" من تظنين نفسكِ حتى تصفعي ما هو مُلكاً لي.. أيتُها الجشعة اللعينة سأكسر عنقكِ و... "


شهقت برعب ووقفت بسرعة مُترنحة ووقفت أمامه وأمسكت بيده وحاولت إبعادها عن عنق أمي.. ثم رفعت رأسي عاليا وقلتُ له بذعرٍ شديد


" أرجوك لا تقتلها.. أتوسل إليك لا تفعل.. ســ.. سأذهب معك برضاي الكامل فقط لا تؤذيها هي وشقيقتي.. أرجوك... "


نظر إليّ بجمود ثم شهقت برعب عندما أمسك بذراعي بيده اليسرى وسحبني إليه ليرتطم جسدي الصغير به.. ثم حاوط خسري بتملك بيده وأرخى قبضة يده على عنق والدتي لأسمعها تشهق بقوة ثم تسعل.. لكنهُ لم يُبعد يده اليمنى عن عنقها بل قال لها بتهديدٍ واضح جعلني أرتعش بشدّة


" إن اكتشفت بأنكِ تفوهتِ ولو بكلمة واحدة صغيرة وخالفتِ اتفاقيتنا.. حينها لا تلومي سوى نفسكِ.. لأنني سأجدكِ أينما كنتِ وأُقطع جسدكِ إلى أشلاء وأطعمُها لجُرذان الشوارع.. ثم ابنتكِ الكبيرة أصبحت من أملاكي الخاصة وهذا يعني إن لمستها أو حتى اقتربتِ منها في يوم من الأيام سأحول حياتكِ إلى جحيم حقيقي.. فهمتِ؟ "


هتف بحدة في النهاية وانتفضت برعب وتمسكت بسترته لكي لا أقع لكنه أدهشني عندما أحكم مسكي من خصري بقوة لكي لا أقع وسمعت بألم والدتي تهمس له بأنفاس مُتقطعة


" فهمت سيد أدامز "


زفر بحنق وتابع قائلا بحدة


" أحسنتِ.. وتذكري جيداً أنتِ لم يعُد لديكِ ابنة اسمها بوناتيلا توماس.. لن تحاولي وتحت أي ظرفٍ كان البحث عنها و رؤيتها أو حتى التواصل معها.. هل كلامي واضح؟ "


أنيت بحرقة قلب عندما سمعتُها تقول له بأنفاسها المتقطعة


" فهمت سيدي.. من الأساس أنا لا أعتبرُها ابنة لي "


ارتخت قدماي وعندما كنتُ على وشك الوقوع شعرت بيده تمسك ظهري بإحكام ثم يده الأخرى على كتفي ورفعني بخفة وحملني كالعروسة بين يديه..


سمعت والدتي تسعُل وهي تتنفس بقوة.. أغمضت عيوني بشدّة وأخفيت وجهي في سترته وبكيت بصمت وأنا أرتعش بقوة بين يديه خاصة عندما سمعتهُ يأمر حُراسه قائلا


" اتبعوني "


نبض قلبي بجنون عندما استدار وبدأ بالمشي.. رفعت رأسي ونظرت إلى وجهه من بين دموعي وهمست له برجاء


" أرجوك.. دعني أودع شقيقتي.. أرجوك! "


لم يتكبد عناء النظر إليّ.. فقط همس بغضب من بين أسنانه قائلا بحدة


" لا "


ارتجف جسدي بقوة وأخفضت رأسي خوفا منه وبكيت بقهر وبحزنٍ كبير خاصة عندما تابع قائلا لي بتهديد


" إن صرختِ أو حاولتِ طلب المساعدة من أحد شقيقتكِ الصغيرة ستموت أمام عينيكِ "


أنيت برعب بسبب تهديدهُ لي المُخيف وبكيت بهستيرية.. هو ليس بإنسان.. مستحيل أن يكون كذلك.. هددني بشقيقتي وحتى لم يسمح لي بتوديعها.. كنتُ خائفة جداً منه وأرتعش بين يديه خاصة عندما خرج من المنزل..


سمعت بخوف باب سيارة ينفتح وشهقت برعب عندما ضمني بشدّة إلى صدره وانحنى ثم جلس على المقعد ووضعني في حجره.. لم أفتح عيناي خوفاً منه ولكني حاولت الابتعاد عنه لكني تجمدت بصدمة عندما سحقني إلى صدره وهمس بتهديد بأذني قائلا


" إياكِ أن تتحركِ "


تجمدت برعب وضممت كلتا يداي على صدري وارتعشت أكثر بين يديه.. فجأة سمعتهُ يأمر بهمس قائلا


" تشاك.. لا تدير السيارة واخبر الجميع بفعل ذلك بسرعة "


شعرت بالدهشة بسبب طلبهِ ذاك وسمعت ذلك المدعو تشاك يتواصل عبر الجهاز مع الجميع وأخبرهم بعدم التحرك.. ظننت لوهلة بأنه غير رأيه وسيتركني في سبيل حالي لكنني بكيت بذعرٍ كبير عندما شعرت بشفتيه الباردة تلمس شحمة أذني وهمس قائلا لي بأمر


" إياكِ أن تتحركِ أو تتفوهي بحرفٍ واحد "


أومأت له برعب موافقة وفجأة وبصدمة كبيرة سمعت صوت إستيرا خارج السيارة تقول


" واووووووو.. يا لها من سيارة رائعة.. لمن هذه السيارة يا ترى؟!.. ولماذا هي أمام منزل بوني؟!!.. "


فتحتُ عيناي بذعر ونظرت نحو النافذة ورأيت بقهر زجاجها مُفيم.. وصدمتي الكبيرة كانت لدى رؤيتي لـ إستيرا تلصق رأسها في الزجاج وتنظر إلى الداخل دون أن تنتبه لوجودي.. فتحت فمي لأصرخ لها بالهروب لكن أنفاسي كُتمت عندما غطت يدهُ الكبير فمي وأنفي بقسوة مؤلمة..


رفعت كلتا يداي وحاولت إبعاد يده عن فمي لكنه نظر إليّ بنظرات تتطاير منها شرارات الغضب العاصف وهمس لي بفحيح في أذني


" كلمة واحدة وسوف تكلفكِ حياة أمكِ القذرة و شقيقتكِ الصغيرة.. فهمتِ؟ "


سالت دموعي كالنهر على وجنتاي وأشرت له بعينيّ موافقة برعب.. نظرت إلى النافذة ورأيت بحزن إستيرا تمسك هاتفها وبدأت تلتقط لها سلفي مع السيارة وهي تضحك بسعادة..


شعرت بالاختناق بسبب كتمهُ لأنفاسي بيده وشعر بذلك ولدهشتي أخفض يده عن أنفي وسمح لي بالتنفس.. نظرت إليه ورأيتهُ يبتسم بخبث وهو ينظر إلى إستيرا وهي تلتقط الصور مع السيارة.. ثم سمعتُها بقهر تضحك بحماس قائلة


" سأنده لـ بوني حتى تخرج وألتقط لها صور مع هذه السيارة الجميلة "


ثم شهقت إستيرا بدهشة وهتفت بإعجاب


" واوووووووو.. وأيضا يوجد سيارات رباعية الدفع مُفيمة.. ياه كم هي جميلة "


رأيتُها بغصة تركض إلى الأمام نحو السيارة المتوقفة أمامنا وبدأت تلتقط لها صور وهي تقف أمام الصندوق..


" هذه صديقتكِ غريبة الأطوار جداً "


سمعت ذلك المُخيف يهمس بذلك ثم قهقه بخفة.. سالت دموعي أكثر وتمنيت أن تحدث مُعجزة وتنتبه إستيرا لي وتنقذني ونهرب معاً.. لكن طبعاً ذلك لم يحدث إذ رأيتُها تركض نحو مدخل منزلي وطرقت على الباب.. شاهدت بحزن والدتي تفتح لها الباب ونظرت إلى إستيرا بصدمة ثم رفعت والدتي نظراتها نحونا ورأيتُها بحزن تسحب إستيرا من ذراعها وتُدخلها بسرعة إلى المنزل وتُغلق الباب خلفها..


" انطلق بسرعة "


سمعتهُ يهتف بأمر للسائق وفورا أدار المحرك وانطلق بسرعة وتبعنا رجاله خلفنا.. أبعد يده عن فمي وشعرت بأصابعه تمسح دموعي برقة عن وجنتاي ثم سمعتهُ بذعر يقول


" تبدين مثيرة جداً عندما تبكين سمرائي "


نظرت إليه بفزع ثم شهقت برعب وصرخت بخوفٍ كبير


" لااااااااااا...هاااممممممممممممم..... "


ولكنه كتم صرختي عندما هجم على شفتاي وبدأ يُقبلني بوحشية.. رفعت كلتا يداي وحاولت إبعاد رأسه عني لكن لم أستطع فعل ذلك وشعرت بأنفاسي تنسحب بسبب قبلتهِ العنيفة.. سالت دموعي وأحرقت وجنتاي.. كنتُ منهكة نفسياً وجسدياً ولم أستطع أن أتحمل المزيد من الخوف والألم.. ثواني قليلة وشعرت بيداي تسقط إلى الأسفل وأغمضت جفوني وحاوطني الظلام من كل الجهات....


 

إستيرا***


 

كنتُ ابتسم بطريقة حالمة وأنا أقود سيارتي ميمي باتجاه مركز الشرطة عائدة إليه.. فجأة صرخت بقهرٍ شديد


" أعععععععععععههههههههه.. لااااااااااااااااااااااااا.. لماذااااااااااااااا؟!!!!!... "


صفعت جبهتي بقهر وتملكني الحزن الشديد إذ تذكرت بأن نادلي الوسيم لم يُعطيني رقم هاتفه.. شعرت بالاستياء الشديد وتنهدت بأسى ثم همست بقهر


" كم أنا حمقاء.. الآن هو لن يتصل بي أبداً كما فعل غيره.. كيف لم أنتبه لكي اسأله عن رقمهِ الخاص؟!!.. تباً لي... "


زميتُ شفتاي بقهر ثم فكرت بأمل.. سيتصل بي.. أوه نعم هو سيتصل بي.. ثم هتفت برجاء


" أاااااااعههههههه.. أرجوك إلهي دعه يتصل بي.. أعدُك لن أطلب منك أي أمنية أخرى بعد اليوم فقط هذه الأمنية.. دعهُ يتصل بي لو سمحت.. لقد أعجبني.. أرجووووووووووك حقق لي هذه الأمنية فقط "


نظرت أمامي بحزن ثم همست بحُلم


" أخيليو.. أاااه كم أنتَ وسيم.. أرجوك اتصل بي.. أرجوووووووووك.... "


أوقفت سيارتي ميمي جانباً وسحبت هاتفي من محفظتي ونظرت بحزن إلى الشاشة.. لم يتصل بي.. كسى الحزن معالم وجهي ثم فكرت.. إستيرا لا تتسرعي.. لقد رافقتِ فارس أحلامكِ منذ قليل إلى منزله.. لن يتصل بي بهذه السرعة طبعا.. لكن أتمنى أن يفعل ذلك..


وضعت هاتفي في حضني وعدتُ لقيادة سيارتي ميمي بهدوء.. وكنتُ بين لحظة وأخرى أنظر إلى هاتفي عله يرن في أي دقيقة ويكون فارس أحلامي أخيليو على الخط..


لكن وصلت إلى مركز الشرطة ولم يتصل بي.. تنهدت بحزن ثم ركنت سيارتي في الموقف وتنهدت براحة عندما لم أرى هؤلاء الأغبياء خارجاً.. نظرت في الموقف وتنهدت براحة لأن سيارتهم الخاصة بالشرطة ليست موجودة وهذا يعني بأنهم خرجوا في دوريات..


ترجلت من سيارتي ميمي وأغلقت الباب بهدوء وكلمتُها بحنان قائلة


" لن أتأخر عزيزي.. سأعود بسرعة "


ثم قبلت سقفها بخفة وركضت داخلة إلى المركز.. نظرت إليّ الشرطية خلف مكتب الاستعلام وقالت بحدة


" لقد تأخرتِ جداً إستيرا.. الشريف ينتظركِ منذ ساعة "


شكرتُها بخجل وركضت نحو مكتب الشريف مايكل.. رأيت بسعادة الحارس داني يقف أمام الباب كعادته للحراسة وفور رؤيتهُ لي ابتسم برقة لي وقال بهمس


" مرحباً إستيرا.. كيف حالكِ؟ "


ابتسمت له بوسع فهو الوحيد هنا الذي يعاملني باحترام دائما.. اقتربت وصافحته وأجبته بصوتٍ مُنخفض


" أنا بخير كما ترى.. وكيف حالكُ داني؟ "


اتسعت ابتسامته وأجابني كالعادة بأنه بخير ثم همس قائلا لي


" الشريف بدأ يقلق لأنكِ تأخرتِ.. أدخلي بسرعة ولا تدعيه ينتظر أكثر "


شكرتهُ وطرقت على الباب بهدوء وسمعت عمي مايكل يقول


" أدخلي إستيرا "


طبعا شاهدني على كاميرات المراقبة في المركز.. للأسف الشديد لا يوجد كاميرا أمام الموقف حيثُ ينتظرني دائما هؤلاء الملاعين ويتنمرون عليّ.. دخلت إلى المكتب وأغلقت الباب خلفي.. ابتسم الشريف براحة وأشار لي لكي أجلس على الكرسي أمامه.. جلست ونظرت إليه بترقب..


" لماذا تأخرتِ لأكثر من ساعة كاملة إستيرا؟! "


سألني بقلق بينما كان يفحصني بعينيه ليتأكد إن كنتُ أشكو من شيء.. تململت في جلستي وأجبتهُ بتوتر


" استيقظت متأخرة سيدي.. آسفة "


ابتسم لي بحنان ثم تنهد بخفة وقال لي بنبرة جادة


" كنتُ سأتصل بكِ لأنني شعرت بالقلق عليكِ.. تذكري بضبط المُنبه على ساعة مُبكرة لكي لا تتأخري على عملكِ.. سوف تعودين لمزاولة العمل منذ الغد "


رغم أنني كنتُ أعلم بأنهُ سيعيدني إلى العمل إلا أنني شهقت بسعادة وهتفت بفرح قائلة له


" شكرا لك عمي.. أشكركُ على إعطائي فرصة جديدة.. أعدُك لن أتأخر عن دوامي ولن أتسبب لك بمصيبة.. سأعمل بجُهد وبجدية تامة "


ابتسم لي برقة ثم همس قائلا


" أرجو ذلك "


ثم وقف وتقدم ليقف أمامي وقال لي بجدية


" إستيرا أصغي جيدا يا ابنتي لما سأقولهُ لكِ.. العالم الذي نعيشُ به مليء بالذئاب.. عالم مليء بالوحوش و بالأشرار.. يجب أن تعلمي أنكِ تعيشين في عالم ليس برائع أو جميل أو ورديّ كما تتخيلين.. ليس جميع الناس يمتلكون براءتكِ وطيبة قلبكِ.. كثيرون هم الذين يلبسون أقنعة البراءة.. والصدق.. وهم من الداخل متى سنحت لهم الفرصة أخذوا ينهشون لحمنا ونحن لا ندري.. "


نظرت إليه بذهولٍ شديد بسبب كلماتهِ تلك لكنه نظر إليّ بحزن وتابع قائلا


" أنتِ إنسانة بريئة جداً.. تعيشين بصدق و تُحبين بصدق وتتعاملين مع الجميع بصدق وبمحبة.. لكن يجب أن تعلمي أنه عليكِ توخي الحذر من الغرباء ولا تثقي بكل شخص تلتقين به.. أنتِ تعلمين جيداً بأنني أعتبركِ كابنة لي.. لكن أنا لن أكون معكِ في كل مكان حتى أحميكِ من غدر الزمن ومن الأشرار.. لذلك كل ما سأطلبهُ منكِ أن تثقي بي وتحترسي جيداً ولا تتكلمي مع أي شخص غريب.. والأهم أن لا تقتربي من فندق غراند غولدن أبداً.. وإن تعرضتِ لمعاملة سيئة من أي شخصٍ كان أرجوكِ أخبريني بذلك فور حدوث ذلك "


شعرت بغصة في داخلي لأنني تذكرت والدي الحنون.. كان يقول لي نفس الكلمات التي تفوه بها للتو الشريف مايكل.. وشعرت بالحزن لأنني لا أمتلك من الجرأة ما يكفي حتى أخبره عن معاملة زملائي لي القاسية.. في الحقيقة لا أستطيع لأن الشريف سيطردهم وحينها سينتقمون مني وقد يقوموا بأذيتي أكثر..


التزمت الصمت كعادتي عن تصرفاتهم معي وابتسمت بامتنان للشريف وقلتُ له باحترام وبتقدير


" أشكرك من قلبي على مساعدتي عمي مايكل و وقوفك بجانبي دائما.. أنا أعتبرك بمثابة الأب لي.. وأعدُك بأنني سأحترس أكثر في تعاملي مع الناس ولن أثق بسهولة بأي أحد "


طبعا لم يصدقها الشريف إذ نظر إليها بحزن وتنهد بقوة ثم قال لها بحنان


" أتمنى ذلك يا ابنتي.. والآن يمكنكِ الانصراف والذهاب إلى قسم الملابس سوف تُسلمكِ هايدي بدلتكِ الخاصة.. أما دوامكِ ما زال كما في السابق.. ثلاثة أيام في النهار و يومين في المساء كما لديكِ خدمة واحدة نهار أحد في الشهر "


ابتسمت له بسعادة ووقفت ومثل عادتي قبلت بعفوية خده وشكرته وخرجت بسعاد من مكتبه.. رأيت داني ينتظرني بقلق أمام الباب.. أمسكت بكلتا يديه وقفزت بسعادة قائلة له بلهفة


" داني.. داني.. داني.. لقد أعادني الشريف إلى العمل من جديد ومنذُ الغد.. لقد أعفى عني.. أليس هذا رائعاً؟! "


ابتسم لي برقة وقال بهمس


" أخفضي صوتكِ قد يسمعنا الشريف.. ونعم هذا رائع وأنا سعيد من أجلكِ "


ابتسمت له بوسع وبعفوية عانقته بشدة ثم ابتعدت عنه وقلتُ له بفرحٍ كبير لكن بصوتٍ هامس


" أراك غدا صديقي.. أتمنى لك يوما سعيداً "


وخرجت راكضة بسعادة من المركز..


لكن إستيرا لم تنتبه لجمود داني التام ونظراتهِ الدافئة والهائمة والعاشقة لها..


جلست في مقهى قريب وفكرت بحزن بصديقتي بوني.. منذ ساعة وأنا أحاول الاتصال بها لكن خطها مُغلق.. ربما هي في عملها ومشغولة قليلا.. نظرت بحزن إلى البعيد وفكرت من جديد بصديقتي الوحيدة

 

شرطية المرور - الفصل 6 - اتفاقية العُمر


لولا بوني لا أعلم ما كان سيحدث لي!.. هي الوحيدة من ساعدتني ووقفت بجانبي.. منذُ الصغر وأنا أعتبرها بمثابة أم وشقيقة وأعز صديقة لي في الحياة.. محبتي لها تفوق التصور.. أنا مدينة لها لمدى العُمر على محبتها لي ووقوفها إلى جانبي..


أمسكت بهاتفي ونظرت إليه بحزن.. أخيليو لم يتصل بي لغاية الآن!.. حسنا ربما لديه عمل!!.. نعم ربما!.. أو ربما هو يبحث عن عمل جديد المسكين!..


فكرت بذلك ثم شهقت بقوة وهتفت بداخلي.. ربما كان يجب أن أدفع له المال تعويضا على خسارته لعمله!!.. كان طبعاً اتصل بي الآن.. ااااعععععععع.. تباً لحظي..


تنهدت بقوة ثم طلبت رقم بوني وكالعادة مُغلق.. اتصلت بالهاتف الأرضي في منزلها ولكن لا رد.. ربما هي في الشركة.. حسنا سأذهب في المساء لرؤيتها..


شربت قهوتي وعندما انتهيت وقفت وذهبت نحو سيارتي.. كنتُ أقود سيارتي بهدوء في الشوارع وأنا أفكر بسعادة بفارس أحلامي.. كم هو مثير أخيليو.. ابتسمت بغباء وأنا أتذكر تقبيلي له ومُبادلتهُ لقبلتي في الصباح..


تنهدت بحُلم ثم تأوهت بقوة وهمست بهيام قائلة


" ما أجمل شفتيه وطعمها الحُلو.. وما أجمله.. اااه يا قلبي "


أوقفت سيارتي ميمي جانبا وترجلت منها ومشيت بهدوء نحو الشاطئ.. جلست على الرمال ابتسم برقة وأنا أفكر بـ أخيليو.. وظللت لساعات جالسة أتأمل البحر وأتذكر لون عيون أخيليو الساحرة..


في الساعة السابعة توجهت إلى شقتي.. قررت أن أستحم وارتدي ملابسي وبعدها أذهب لرؤية بوني.. لكن صرخت بقهر عندما رأيت بأنني نسيت رفع مفتاح تشغيل سخان مياه الحمام الكهربائي قبل خروجي من المنزل صباحا كعادتي.. رفعتهُ بغيظ وانتظرت ساعة كاملة حتى يسخن لكي استحم..


اتصلت بـ بوني لكن خطها ما زال مُغلق.. انتابني القلق الشديد عليها وقررت أن أستحم وأذهب بسرعة لرؤيتها.. لكن طبعا حمامي استغرق ساعة كاملة لأنني أعتني بشعري وأضع له بلسم خاص حتى يظل شعري صُحي وجميل ولامع..


عندما انتهيت من الاستحمام وارتداء ملابسي كانت الساعة حوالي التاسعة والأربعون دقيقة..


" لقد تأخرت كثيراً "


همست بغيظ ثم أمسكت بهاتفي وخرجت مُسرعة من منزلي.. نزلتُ بسرعة على السلالم وركضت خارجة من المبنى وتابعت الركض حتى نهاية الشارع ثم دخلت المنعطف باتجاه منزل بوني ووقفت بدهشة عندما رأيت أمامي أجمل سيارة فورد موستانج..


وقفت بصدمة أمام السيارة وأنا أهتف بسعادة كم هي جميلة ورائعة وأتساءل لمن تعود.. اختلست النظر لداخل السيارة لكن للأسف لم أرى شيئاً بسبب زجاجها المُفيم.. قهقهت بخفة وأمسكت بهاتفي وقررت أخذ صور لي مع السيارة الجميلة..


التقطت العديد من الصور لي مع تلك السيارة الرائعة ثم قفزت بسعادة عندما انتبهت لسيارات سوداء مفيمة رباعية الدفع.. وهذه السيارات كانت الفائزة بالمركز الأول ضمن قائمة أجمل وأفخم و أفضل موديلات الدفع الرباعي لهذا العام..


ركضت بسعادة نحو أول سيارة وتسلقت غطاء مُحركها وبدأت التقطت صور سلفي لي معها.. ثم قررت رؤية بوني وأخذ صور لها بجانب تلك السيارات..


ركضت نحو منزلها وطرقت الباب بقوة.. ثواني وانفتح الباب ورأيت بذهول السيدة أماندا تقف أمامي..


" واااه.. سيدة أماندا متى عُدتِ من جاكسونفيل؟!.. "


رأيتهُا تتأملني بخوف ثم نظرت خلفي وشهقت بقوة وفجأة أمسكتني بذراعي وسحبتني إلى الداخل بعنف وأغلقت الباب.. وقفت جامدة أنظر إليها بذهول ثم لفتَ نظري احمرار غريب في عنقها..


رفعت يدي وأشرت لها بأصبعي السبابة نحوه وهتفت بقلق


" سيدة أماندا.. لماذا عنقكِ عليه علامات حمراء؟!.. تبدو كأنها علامات خنق و... "


قاطعتني بعصبية قائلة وهي ترفع يدها وتضعها على عنقها


" إنها حساسية.. ماذا تفعلين هنا إستيرا؟.. الوقت مُتأخر جداً "


نظرت إليها بخجل وقلتُ لها


" أتيت لزيارة بوني.. هي في غرفتها؟.. سأدخل لرؤيتها.. شكراً لكِ سيدة أماندا "


استدرت وما أن حاولت المشي حتى أمسكت السيدة أماندا بذراعي وأدارتني بعنف لكي أواجهها وقالت بتوتر


" بوني ليست هنا.. لم تُخبركِ بأنها سافرت اليوم إلى باريس؟ "


توسعت عيناي بذهول وهمست بصدمة كبيرة


" بوني سافرت إلى باريس؟!!!.. لكن كيف؟!!!.. "


حدقت السيدة أماندا بجمود إليّ وقالت بحدة


" بالطائرة طبعا.. وكيف ستذهب إلى باريس بنظرك أيتها الغبية! "


نظرت إليها بحزن وقلتُ لها بألم


" لم أقصد ذلك سيدتي.. بل قصدت كيف ذهبت دون أن تودعني أو حتى تتصل بي "


أبعدت السيدة أماندا يدها عن ذراعي وقالت بحدة


" هذا أفضل.. فأنتِ لا تجلبين لها وللجميع سوى المشاكل.. ابتعدي عن ابنتي يا حمقاء فأنتِ لستِ مناسبة كصديقة لها.. ثم السيدة تايلر اتصلت بها في الصباح وطلبت منها القدوم في أسرع وقت إلى باريس حتى تبقى معها كمساعدة لها طيلة فترة ستة أشهر أو أكثر.. وطبعا بوني اتصلت بي وقررت العودة إلى منزلي "


ثم مشت نحو النافذة وأبعدت الستائر قليلا ونظرت إلى الخارج ثم توجهت نحو الباب وفتحته ونظرت إليَ بحقد وقالت بحدة


" والآن اذهبي ولا تعودي إلى هنا "


ترقرقت دموع الحزن في عيناي و أحنيت رأسي إلى الأسفل وخرجت من المنزل.. مشيت بانكسار وبألمٍ شديد في الشارع ولكن قبل أن أصل إلى المنعطف فجأة توقفت سيارة سوداء أمامي وخرج منها خمسة رجال..


وبذعرٍ شديد تعرفت عليهم.. إنه ديفيد مع أربع من زملائي في العمل.. كانوا ينظرون إليّ بشكلٍ مُخيف جعل روحي تنسحب من جسدي.. رأيتهم بذعر يتقدمون مني ببطء وبدأت بقدمين مُرتعشتين أسير إلى الخلف ببطء مع كل خطوة يتقدمونها مني..


" الشرطية الغبية بمفردها أخيراً دون عشيقها الحقير.. لنرى الآن من سينقذكِ من بين يدينا يا عاهرة "


صرخت برعب واستدرت وبدأت أركض بجنون لكن صرخة عميقة خرجت من فمي عندما أمسك ديفيد بخصلات شعري وسحبني إلى الخلف ليرتطم ظهري به.. فتحت فمي لأصرخ لكنهُ وضع يده على فمي وكتم صرختي..


بكيت بعنف وأنا أحاول مقاومته وأتلوى بجنون وأركل بعنف أمامي.. لكن كل مقاومتي ذهبت سُداً وتجمدت برعب عندما قهقه بخفة وهمس بأذني قائلا


" تؤ تؤ تؤ.. لا تقاوميني عاهرتي.. سأضاجعكِ الليلة أنا وأصدقائي وأنتِ لن تتفوهي بكلمة واحدة.. وستعرفين السبب قريبا "


بكيت بعنف عندما بدأ يسحبني نحو سيارته وهمس للجميع قائلا


" بسرعة اصعدوا "


رماني بعنف في المقعد الخلفي وانتفضت بسرعة وحاولت فتح الباب وأنا أصرخ بجنون


" النجدةةةةةةةةةةةةةةة... ساعدوني... ساعــ......... "


توقفت عن الصراخ عندما شعرت بضربة قوية على رأسي وحاوطني الظلام من جميع الجهات....




انتهى الفصل














فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©