رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. الباااارت جميل جدا و مشوق اكثر ي ريت يكون البارت القادم مثله و قريب جدا

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      أتمنى أن تنال اعجابكِ الأحداث القادمة

      حذف
  2. مبدعة هافن ❤️💋❤️ خلي البارتات تنزل قريب

    ردحذف
  3. سأجن اريد الوصول لبارت النهااااية، ككككفوووو ارثررررر💥💥💥🔥

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة



الحقيقة








 

إريكا**

 

كنتُ أجلس على طرف السرير بجانب أنطونيو وأنا أمسك بيده وأبكي بحزن على حاله.. المسكين لقد تلقى رصاصتين في كتفيه.. وعندما يستفيق سوف يتألم كثيراً عندما يكتشف بأن ذلك الحقير قد خطف معشوقته..

 

طوني مغرم بصديقتي سولينا حتى النخاع.. لقد عرفت بذلك ما أن رأيت كيف ينظر إليها ويهتم بها كأنها شيء ثمين ونادر.. المسكين حبه لها لن يرى النور أبداً لأن سولينا لا تراه كحبيب بل كصديق..

 

انتفضت برعب عندما أمسك أحد بكتفي برقة.. أدرت رأسي ورأيت حبيب قلبي يقف خلفي.. مسحت دموعي بسرعة وابتسمت للطبيب مايكل برقة ولكن ابتسامتي اختفت بسرعة عندما رأيته يتأملني بنظرات غاضبة مُخيفة جداً..

 

نظرت إليه بتوتر وفكرت بخوف.. ما به؟!!.. ما الذي فعلته حتى جعلتهُ يغضب؟!..

 

أزال مايكل يدهُ عن كتفي وشعرت بالحزن على فعلتهِ تلك... لطالما تمنيت أن يلمسني بيديه ولو حتى بمصافحة يد.. وقفت بتردد وهمست قائلة بارتباك

 

" دكتور مايكل.. طوني لم يستيقظ لغاية الآن.. هل تريد أن أساعدك بشيء؟! "

 

تأملني بنظرات باردة وحادة وذلك قتلني..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة

 

نظرت إلى عينيه بضياع


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة

 

ثم تأملتهُ بنظرات حزينة وفكرت بألم..

 

لماذا يكرهني؟!!.. لماذا هو غاضب مني إلى تلك الدرجة؟!.. ولماذا لا يشعر بي؟!.. أنا لا أجذبه؟!!.. هل أنا قبيحة إلى هذه الدرجة؟!..

 

ترقرقت الدموع في عيناي.. رمشت عدة مرات بقوة كي أمنعها من الهطول.. فأنا لا أريده أن يعرف بأن نظراتهِ الباردة لي وتصرفاتهِ الغريبة معي تجعلني أبكي وتقتلني..

 

نظراتهِ الغاضبة أربكتني أكثر.. ثم ارتعش جسدي قليلا عندما كلمني الطبيب مايكل بنبرة قاسية قائلا

 

" إريكا.. ما الذي تفعلينه هنا في غرفة طوني؟.. سبق وطلبت منكِ بل أمرتكِ كي تذهبي وتستريحي في غرفتكِ قليلا.. لماذا خالفتِ أوامري؟ "

 

نظرت إلى الأرض بحزن وهمست قائلة

 

" آسفة دكتور.. ولكنني قررت البقاء برفقة طوني حتى يستيقظ.. لــ.. لأطمئن عليه.. أعتذر "

 

اقترب خطوة ووقف قريبا جداً مني.. رفعت نظراتي ونظرت إليه بدهشة عندما أمسك بأصابعهُ الجميلة طرف ذقني برقة ورفع رأسي عاليا ونظر في عمق عيناي بتمعن وهمس بنبرة حادة

 

" لماذا كنتِ تبكين؟!.. هل تحبينه؟ "

 

احمر وجهي من الإحراج.. إلهي.. لقد رآني وأنا أبكي.. كيف دخل إلى الغرفة ولم أشعر به؟!.. تبا هو يظنني أُحب طوني..

 

بلعت ريقي بقوة وأجبته بدون تفكير قائلة

 

" لا.. لا.. لا.. لا.. لا.. أنا لا أحبهُ دكتور.. هو فقط صديق بالنسبة لي "

 

أزال أصابعهُ بسرعة عن ذقني وقال بعدم التصديق

 

" صديق!!.. هو بالنسبة لكِ كصديق!.. هل تظنين بأنني أحمق؟.. من يراكِ وأنتِ تبكين بتعاسة منذ لحظات وتمسكين بيده يظن بأنكِ تبكين على حبيبك.. لا تكذبي عليّ إريكا.. فأنا أكره الكذب والكاذبين "

 

نظرت إليه بدهشة وفكرت بتوتر.. ما به الآن؟!!.. فهو يكلمني وكأنهُ يغار.. يغار؟!!!.. إلهي أرجو ذلك... نظرت إلى يدي بخجل بسبب تفكيري.. وقلت له بحياء

 

" لا دكتور مايكل.. أنا لا أكذب.. أنطونيو فقط صديق بالنسبة لي.. أنا.. أنا لستُ مغرمة به "

 

سمعتهُ يُهمهم وقال بعصبية

 

" ممممممم.. حسناً.. لا يهمني.. وأتمنى من مشاعركِ تلك أن لا تُلهيكِ عن مهامكِ.. أريدكِ أن تذهبي وتتكلمي مع المحقق في الخارج فهو ينتظركِ.. وبعدها اذهبي وتفقدي جميع المُصابين.. هل فهمتِ؟  "

 

شعرت بألمٍ كبير في صدري عندما قال بأنهُ لا يهتم.. لقد جرحني وجرح كبريائي كامرأة.. أغمضت عيناي بحزن وسالت دموعي الساخنة على وجنتاي..

 

استدرت وركضت بسرعة باتجاه الباب.. أردت الخروج من الغرفة بعيداً عنه وعن قساوته.. ولكن عندما أردت فتح الباب والخروج أمسكت يد بقوة بمعصمي وأدارتني بعنف ليرتطم جسدي الصغير بجسدهِ الضخم..

 

لم أكن أريده أن يراني أبكي بسببه.. لذلك بدأت أقاومه ليتركني.. أخفضت رأسي وقلت له من بين شهقاتي

 

" أرجـ.. أرجوك... دكــ.. دكتور.. دعني أذهب.. "

 

حاوط ظهري بذراعه وسمعتهُ يهمس بنبرة حزينة

 

" إلهي.. إريكا.. لم أقصد أن أجعلكِ تبكين.. أنا آسف "

 

توقفت فجأة عن مقاومته عندما أمسك ذقني ورفع رأسي برقة.. نظرت إلى عينيه بصدمة بينما دموعي لم تتوقف عن الهطول من عيناي..

 

نظرت إليه بدهشة عندما رفع يده وبدأ يمسح دموعي برقة فائقة بأصابعه.. أبعد يده ورأيته بصدمة يُخفض رأسه وهو يغمض عينيه.. وهنا عرفت بأنهُ سيقبلني..

 

رفعت كلتا يداي ووضعتهما على كتفيه ثم أغمضت عيناي بانتظار قبلة أحلامي منه..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة

 

وعندما شعرت بشفتيه تلمس برقة شفتاي.. نبض قلبي بسرعة مُخيفة ودون شعور مني فرقت شفتاي قليلا حتى أسمح له بتعميق القبلة..

 

لطالما حلمت بأن يُقبلني فتى أحلامي والرجل الذي أعشقهُ بجنون.. والآن.. وفي هذه اللحظة.. تحقق حُلمي..

 

إلهي.. أنا أحلم بالتأكيد.. مايكل جونز الطبيب المشهور والأكثر شهرة في البلد.. الطبيب الذي أعشقه بجنون يقبلني الآن!!.. أنا أتخيل بالتأكيد..

 

استسلمت بسعادة لقبلته.. قبلتهُ التي جعلتني أفقد أنفاسي ودقات قلبي معها.. عمق مايكل القبلة وبدأ يمتص شفتاي بقوة وبشغفٍ أكبر.. حاولت أن أتبع حركة شفتيه لأنني لا أعرف كيف أفعل.. فهذه كانت قبلتي الأولى.. ومع من؟.. مع عشقي الوحيد مايكل جونز..

 

كان يمتص شفتي ويعضها بينما يحيط وجنتاي بكلتا يديه.. حينها شبكت يداي بخصلات شعره وبدأنا نتبادل القبل بشغف..

 

وبعد وقتٍ طويل توقف مايكل عن تقبيلي وأبعد وجهه قليلا عن وجهي.. نظرت إليه بخجل وبضياع بينما كنتُ أتنفس بسرعة.. تأملني مايكل بنظرات جعلتني أذوب عشقاً بها.. وهمس بحنان قائلا

 

" شفتيكِ طعمهما مُذهل مثلما كنتُ أتخيل "


عندما سمعت ما قاله توسعت عيناي بذهول ثم احمر وجهي بكامله وشعرت بسعادة لا مثيل لها.. كنتُ سعيدة لدرجة أنني توقفت عن التنفس.. وصرخت في رأسي بسعادة.. لقد أحب طعم شفتاي.. أنا أعجبه.. هو مُعجب بي.. أنا أعجبه...

 

ووسط سعادتي وضياعي بأفكاري السعيدة جذبني مايكل أكثر حتى التصق صدري بصدره.. ووضع يده حول عنقي وأخفض رأسه ودمج شفتيه بشفتي وبدأ يقبلني برقة أذابت قلبي.. بادلتهُ القبلة بخجل فأمسكني بكتفي و ألصقني على الحائط و ألصق جسدهُ الضخم بي وقبلني قبلة مُشتعلة أشعلت قلبي وكياني.. أحسست بصدره يلتصق بنهدي و يضغطهما كثيراً.. تبا أنا أتخيل بالتأكيد..

 

فصل مايكل القبلة ثم قبلني على أنفي برقة وهمس قائلا

 

" أنتِ تقبلين مثل فتاة مراهقة خجولة وكأنها قبلتكِ الأولى.. هل هذه أول قبلة لكِ جميلتي؟ "

 

نظرت إليه بخجل ثم أخفضت رأسي وفكرت بحزن.. لم تعجبه قبلتي!!.. إلهي.. هل أنا فاشلة بالتقبيل إلى تلك الدرجة؟.. لقد فشلت حتى بتقبيله.. سوف يضحك عليّ إن عرف أنني في السادسة والعشرين من عمري ولم أقبل أحد مسبقا..

 

رفعت رأسي قليلا ونظرت إليه بخجل وأجبته بحياء

 

" أنا.. أنا.. لم يقبلني أحد مسبقا.. لا.. لا أعرف كيف.. كيف.. ااه... "

 

تأوهت بصدمة عندما قاطع حديثي له وضغط شفتيه على خاصتي وبدأ يقبلني برقة..

 

" تبا.. مايكل!!.. ماذا تفعل يا رجل؟!.. "

 

انتفض مايكل وابتعد عني بسرعة.. بينما أنا نظرت إليه برعب عندما سمعنا صوت طوني الضعيف وهو يهتف بدهشة بتلك الكلمات..

 

احمر وجهي بقوة عندما قال طوني بنبرة خبيثة

 

" أوه.. يمكنكما المتابعة والتقبيل.. أنا أعتذر أخفتكما وقاطعت قبلتكما "

 

نظرت إلى الطبيب مايكل بخجلٍ كبير.. وشعرت بوجنتي تحمران بشدة.. ماذا فعلت؟!!.. لقد تركته يقبلني.. بل اعترفت له بأنه لم يقبلني أحد مسبقا.. لن يصدقني.. كيف سيفعل بينما تركته وسمحت له بتقبيلي مثل الحمقاء... ابتعدت عنه ببطء ومشيت باتجاه الباب وقلت لـ طوني بتلعثم دونَ أن أنظر إليه

 

" الـ.. الحمد لله.. على.. ســ.. سلامتك طوني.. بلــ.. بالإذن.. يجب أن أذهب "

 

وخرجت بسرعة قصوى من الغرفة هاربة من طوني وخاصة من الطبيب مايكل...

 

 

 

طوني** 

 

استيقظت وأنا أشعر بالتخدر في كامل أنحاء جسدي.. نظرت أمامي وعرفت أنني موجود في غرفتي.. حاولت أن أرفع يدي اليمنى ولكن ألم رهيب أعاقني عن فعل ذلك.. ضغطت شفتاي ببعضهما كي أكتم صرخة الألم..

 

لكن فجأة تجمدت بصدمة عندما سمعت صوت تأوهاتٍ هامسة.. نظرت حولي وتجمدت نظراتي على ظهر مايكل.. ماذا يفعل هذا المنحرف؟!.. هل يستمني هذا المنحرف على حائط غرفتي؟!!..

 

نظرت إليه بتسلية همست قائلا بضعف

 

" تبا.. مايكل!!.. ماذا تفعل يا رجل؟!.. "

 

انتفض مايكل مرتعبا وعندها رأيت جسد إريكا الصغير أمامه.. وهنا فهمت ما كان يفعلهُ صديقي.. ابتسمت بخفة وقلت لهما بخبث

 

" أوه.. يمكنكما المتابعة والتقبيل.. أنا أعتذر أخفتكما وقاطعت قبلتكما "

 

ولكن اريكا المسكينة أصبح وجهها مثل الطماطم.. بعد خروجها غمزت مايكل وقلت له بتسلية

 

" أيها المنحرف.. تقبلها في غرفتي بينا أنا نائم!.. "

 

توقفت عن التكلم ونظرت بخبث إلى انتصاب عضوه الذكري الواضح من سرواله.. قهقهت بخفة ثم تابعت قائلا بخبث

 

" وسروالك المسكين سوف يتمزق بسبب انتصابك الواضح.. لو لم أستيقظ وأُقاطع قبلتكما كنتَ ضاجعتها أمام حائط غرفتي أيها المنحرف "

 

شتمني مايكل بغضب ثم ضحك بمرح واقترب وجلس على طرف السرير وقال بنبرة حنونة

 

" أنت تعرف جيداً أنني لطالما تمنيت فعل ذلك.. فهي في النهاية معشوقتي.. وأنا سعيد لأنك بخير صديقي "

 

ابتسمت برقة ثم حاولت النهوض ولكنني لم أستطع.. فجأة توسعت عيناي بذعر وهتفت بقلق بينما كنتُ أمسك يد مايكل

 

" لا.. لا!.. لا.. لا... فيكتور كان هنا.. سولينا.. سولينا أين هي؟!!.. هل أخذها؟!!.. مايكل.. أين هي سولينا؟.. أخبرني أرجوك.. هل هي بخير؟! "

 

عندما رأيته ينظر بعيدا بحزن صرخت بأعلى صوتٍ تمتلكه حنجرتي

 

" لاااااااااااااااا... لقد أخذها..... لااااااااااااا... كله بسببي.. كله بسببي.. لم أستطع حمايتها "

 

تأملني مايكل بنظرات حزينة وقال

 

" اهدأ صديقي.. فصراخك لن ينفعها الآن.. آرثر حالياً يقلب الدنيا رأساً على عقب ليجدها.. سوف ينقذها منه.. لذلك لا تقلق.. عليك أن تهدأ ولا تتحرك كثيرا فجراحك بدأت تنزف.. سوف أغير ضمادات جروحك الآن.. ولكن عليك أن تهدأ ولا تنفعل "

 

نظرت إليه بحزن وقلت له بألم قطع قلبي إلى نصفين

 

" كيف تريدني أن اهدأ وأنا أعرف بأنها في خطر مع ذلك الحيوان.. سوف يؤذيها.. مايكل أنتَ لا تفهم ما أشعر بهِ الآن.. فيكتور مارسن كان هنا.. وأخذ سولينا.. وكله بسببي لأنني لم أستطع حمايتها و.. "

 

قاطعني مايكل هاتفاً بغضب وهو يسحب يدهُ من قبضتي

 

" يكفي.. تبا طوني... ما حصل ليس بسببك.. لا ذنب لك.. لقد تلقيت رصاصتين أيها الأحمق وبشق الأنفس استطعت إنقاذك وفي آخر لحظة.. والأن اخرس ودعني أُغير على جراحك "

 

أغمضت عيناي بحزن ولأول مرة بعد وفاة والدتي أبكي..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة

 

بكيت بصمت على حبيبتي سولينا.. وأسئلة كثيرة ومرعبة بدأت تجول في رأسي.. هل هي بخير؟.. هل أذاها؟.. هل لمسها؟.. سأقتل ذلك القذر.. سوف أقتله إن لمسها..

 

بعد دقائق سمعت مايكل يتنهد بحزن ثم قال بجدية

 

" انتهيت.. عليك أن تنتبه جيداً.. فجراحك لن تلتئم بسرعة "

 

سمعته يلعن ثم سألني بجدية

 

" أنتَ تحبها طوني.. أليس كذلك؟ "

 

فتحت عيني ونظرت إليه بأسى ولم أستطع الاعتراف له.. تنهد مايكل بقوة وقال بحزن

 

" أنتَ غبي صديقي.. سبق وقلتُ لك هي ليست متاحة لك.. ولكنك لم تستمع إليّ.. آرثر يحبها.. هل تعرف ذلك وتعرف ما يعني أن يكون آرثر عاشقاً لها؟ "

 

نظرت إليه بصدمة وسألتهُ بهمس

 

" هل.. هل اعترف لك بذلك؟ "

 

تأملني مايكل بنظرات غاضبة ثم أجابني بنبرة مُعاتبة قائلا

 

" لا.. لم يفعل.. أنت تعرف آرثر جيداً.. هو لا يخبر أحد بمشاعره وما يحزنه ويؤلمه.. ولكن لو رأيته منذ ساعة كنتَ عرفت على الفور بمدى حبه لـ سولينا.. لقد أرعب الجميع بصراخه وغضبه الكبير.. كان مثل المجنون يتكلم ويتخبط حول نفسه من أجلها.. هو واقع بحبها حتى النخاع صديقي.. وعليك أن تعرف جيداً أنه لن يسمح لك بالاقتراب منها إن عرف بمشاعرك نحوها.. لذلك عليك أن تتوخى الحذر إن أردتَ أن تراها وتساعدها لتُشفى من شللها النفسي "

 

نظرت إليه ببرود وأجبته بتحدٍ

 

" أنا لا أهتم إن عرف آرثر جيانو بمشاعري نحو سولينا.. ومع ذلك أتمنى أن ينقذها في أسرع وقت لأن حالتي اللعينة لا تسمح لي بالذهاب معه برفقة ستيف والرجال لأخلصها من ذلك القذر وأقتله.. وأعدك سوف أحترس ولن أجعل آرثر جيانو يكتشف مشاعري نحو سولينا.. وذلك فقط حتى أساعدها بالشفاء و.... "

 

طرقات على الباب قاطعت حديثي ودخلت السيدة ليلي وهي تحمل بيدها صينية الطعام وعيونها منتفخة وحمراء بوضوح تام من كثرة البكاء.. وقف مايكل بسرعة واقترب منها وأخذ منها الصينية وقال لها برقة

 

" سيدة ليلي.. اذهبي واستريحي قليلا "

 

تنهدت ليلي بحزن وأجابته

 

" لا أستطيع فعل ذلك بينما عقلي مشغول بطفلتي المسكينة سولينا.. هل اتصل بك السيد؟.. هل وجدها؟ "

 

شعرت بالعجز بينما كنتُ أسمع مايكل يُجيبها بحزن

 

" لا.. لم يتصل بي آرثر لغاية الآن.. ولكن ثقي به.. فهو سوف يجدها مهما كلفهُ ذلك.. سيدة ليلي كوني على ثقة بأن آرثر لن يُغمض له جفن حتى يجد سولينا.. والآن اذهبي واستريحي قليلا "

 

نظرت ليلي إليّ بحزن دفين.. ثم ابتسمت برقة وقالت

 

" الحمد لله على سلامتك بني.. أنا سعيدة لأنك بخير.. و آسفة على خسارتك لرفاقك.. أتمنى أن تتعافى بسرعة حتى تساعد سولينا بالشفاء.. لأن السيد سوف يجدها بالتأكيد وينقذها من ذلك العفن "

 

شعرت بالغيرة القاتلة من آرثر.. وكم تمنيت لو باستطاعتي الوقوف والسير والذهاب لإنقاذ المرأة التي أحبها.. ولكن للأسف لا أستطيع..

 

أجبت ليلي بحزن

 

" أشكركِ سيدة ليلي "

 

أومأت برأسها ثم خرجت من الغرفة..

 

بعد أن أجبرني مايكل على تناول كل الطعام الذي جلبته ليلي جلس بجانبي وقال بنبرة هادئة

 

" سوف أتركك قليلا لتستريح.. يجب ان أذهب لأتفقد الرجال "

 

ابتسمت بامتنان وأجبته

" أشكرك لأنك أنقذتَ حياتي مايكل "

 

ضحك بخفة وقال

 

" عليك أن تشكر إريكا.. فهي من أنقذت حياتك البائسة صديقي "

 

نظرت إليه بخبث وسألته بمكر

 

" هل اعترفتَ لها بمشاعرك؟ "

 

مسد مايكل رقبته بارتباك واضح.. وقال بتوتر

 

" إلهي.. طوني.. توقف عن سخريتك اللعينة.. لقد دخلت إلى غرفة نومك لأراك وأطمئن عليك.. ولكنني رأيتها تمسك بيدك وهي تبكي.. لا أكذب عليك لقد شعرت بالغيرة وظننتها تحبك.. ولذلك تكلمت معها ببرود وبغضب وجرحت مشاعرها.. لا تلومني.. لقد تألمت عندما ظننت بأنها تُحبك.. فأنا أحبها منذ سنوات وهي دائما تتجنبني.. و.. "

 

قاطعت حديثهُ هاتفاً بغضب

 

" أيها الأحمق.. إنها تحبك.. إريكا تُحبك بجنون.. وهذا واضح مثل نور الشمس.. هل رأيت كيف كانت تنظر إليك منذ قليل؟.. إنها غارقة في حُبك أيها الغبي.. هيا اذهب إليها واعترف لها بمشاعرك نحوها.. هيا اذهب.. ماذا تنتظر أيها الأحمق؟ "

 

ابتسم مايكل بسعادة وقال

 

" أنتَ هو الأحمق أيها اللعين.. ثم هل تظن ذلك؟.. هي فعلا تُحبني؟.. إلهي.. أتمنى ذلك.. إنها باربي خاصتي.. أتمنى أن تكون إريكا تبادلني مشاعري وإلا قتلتك وأرسلتك إلى الجحيم "

 

نظرت إليه بذهول.. ثم أجبته بسخرية

 

" بل أنا من سيفعل بك ذلك إن لم تذهب إليها فوراً وتعترف لها بأنك تُحبها "

 

وقف مايكل بحماس وقال بسعادة قبل أن يخرج

 

" ادعي لي صديقي بالتوفيق.. سأذهب وأعترف بحبي لها ولن أتراجع هذه المرة.. شكراً لك طوني "

 

" أحمق "

 

همست ضاحكا بعد خروجه ثم نظرت أمامي بحزن وأنا أفكر بمحبوبتي....

 

 

آرثر**

 

مشيت باتجاه غرفة مكتبي بينما كنتُ أفكر..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة

 

جلست على الكُرسي خلف مكتبي مُفكراً بعمق وبدأت بالتخطيط بما سأفعله بتلك العاهرة جوي.. لقد اتصلت بصديقي الكولونيل ليون منذ قليل وطلبت منه أن يتحرى عن ماضي جوي بيرس الحقيرة ويُرسل لي تقريراً عن كافة المعلومات التي سيكتشفها عن ماضيها.. تلك الحقيرة لا تعرف ما ينظرها..

 

لمعت فكرة جُهنمية في رأسي وفوراً أمسكت هاتفي الخلوي واتصلت بصديقي ماكس باين.. وذلك اللعين لم يجب على اتصالي إلا بعد عدة محاولات.. وما أن تلقى أخيراً مكالمتي له هتفت بحنق

 

" أيها اللعين.. أنا أتفهم بأنك ما زلتَ في رحلة شهر عسلك مع زوجتك الجميلة.. ولكن على الأقل جب على مُكالماتي أيها العاشق "

 

ابتسمت برقة عندما أجابني ماكس بغضب

 

( ماذا تريد آرثر؟.. لقد عرفت بأنك أنقذتها وهي معك حاليا.. ما الجديد الآن؟.. لقد استعدت سولينا وهي في أمان معك.. هل أمسكوا بذلك الحقير فيكتور؟.. إن كنتَ تتصل بي كي تشكو لي مجدداً بأنك انتقمتَ منها بينما هي بريئة سوف أنتقم منك وأفعل بك ما فعلتهُ بي الآن.. سأتصل بك وأنتَ في شهر عسلك أيها اللعين وأقاطعك عن ممارسة الحـــ.. )

 

ضحكت بقوة ثم قاطعتهُ بسرعة قائلا

 

" تبا لك ماكس.. لا أريد أن أعرف ما كنتَ تفعلهُ الآن مع غابي خاصتك.. وذلك اللعين ما زال حراً طليقاً.. أنا أريد خدمة منك.. لذلك اتصلت بك "

 

تنهد ماكس برقة.. وتوسعت عيناي بذهول عندما سمعتهُ يُقبل زوجته ثم يعتذر منها لأنهُ سيتوقف عن ممارسة الحب معها ليتكلم معي.. وسمعتهُ بذهول يشتمني أمامها قائلا بغضب

 

( آسف حبيبتي.. لا تحزني.. صديقي اللعين آرثر يريد خدمة مني.. أعدُكِ بأنني سأنتقم منه عندما نعود إلى البلد.. أحبكِ غابي.. لن أتأخر حبيبتي.. سأعود بسرعة ونمارس الحب بجنون )

 

كتمت ضحكتي وسمعتهُ يتحرك ثم كلمني بحدة قائلا

 

( تكلم.. أنا أسمعُك )

 

تنهدت بقوة وكلمته بجدية قائلا

 

" أريدك ان تتصل بصديقك رالف رئيس الوكالة التي تعمل بها جوي.. اطلب منه أن يفسخ عقدهُ معها.. وأنا سأدفع البند الجزائي عنه.. وقل له أيضا أنني سأدفع له بسخاء كي لا تقبل بها كل الوكالات الأخرى.. وطبعا أريدهُ أن يتصل بجميع المصممين وأصحاب الشركات التجميلية كي لا يتعاملوا معها "

 

وفوراً هتف ماكس بسعادة قائلا

 

( أخيراً.. لا أستطيع التصديق!.. أخيراً سوف تتخلص من تلك اللعينة.. يا ترى لمن أدين بالشكر لفعلتك تلك؟ )

 

أجبته بجدية

 

" يتوجب عليك أن تشكرها هي بنفسها.. لقد أخبرني ليون منذ قليل أنه اكتشف من داتا الاتصالات الخاصة بهواتف ذلك القذر فيكتور بأن جوي كانت تتصل به وبشكلٍ يومي حتى قبل أن أتعرف عليها بسنة ونصف "

 

صمت ماكس للحظات.. ثم فجأة صرخ بغضب هائل أصم أذني

 

( تلك العاهرة الحقيرة.. سوف أقتلها من أجلك.. لطالما شككنا بها أنا و ليو.. تلك القذرة والعاهرة سأجعل كلاب الشوارع كلها في المدينة تبتعد عنها عندما تُصبح مُشردة في الشوارع )

 

ضحكت بخفة وقلت له بجدية

 

" لا مانع لدي بأن تفعل ذلك بها.. ولكن أريدك أن تتصل فورا بصديقك رالف.. فأنا أخطط لأفعل بها المزيد "

 

سألني ماكس بسرعة

 

( ما هي خططك؟.. أخبرني بها.. وبخصوص رالف.. سأتصل به الآن.. وكُن على ثقة بأنهُ سوف يُنفذ ما سأطلبهُ منه )

 

أجبته بامتنان

 

" سوف تعرف ما خطط لهُ قريبا.. شكرا لك ماكس.. ويمكنك متابعة ما أوقفتك عن فعله.. وداعا.. أرسل سلامي لزوجتك.. ولا تُرهقها أيها المُنحرف في شهر العسل "

 

ضحكت بمرح عندما سمعتهُ يشتم قبل أن أُنهي المُكالمة.. الملعون لم يخبر حبيبته أن أهلها خارج البلد.. سوف تنقلب الأرض فوق رأسه عندما تعرف زوجتهُ بذلك.. أحمق..

 

بعد مرور ربع ساعة.. اتصل بي ليون وأخبرني بما اكتشفه عن ماضي جوي بيرس.. ثم أرسل لي رسالة نصية بالتقرير..

 

عندما قرأت التقرير اتصلت بـ ستيف وأمرته لينتظرني برفقة جميع حُراسي لأنهُ لدينا الليلة حفلة جميلة.. ثم اتصلت بتلك الحقيرة جوي.. وأجابت بسرعة على مُكالمتي قائلة بنبرة حنونة

 

( حبيبي.. أين أنت؟.. لقد اشتقتُ إليك كثيراً )

 

نظرت أمامي بغضب ثم كلمتها محاولا قدر المستطاع كي لا تلاحظ نبرة القرف في صوتي

 

" وأنا أيضا اشتقتُ إليكِ.. وكثيراً.. "

 

سمعتُها بحقد تهتف بسعادة بأنها تُحبني بجنون وترغب برؤيتي.. قلبت عيناي بقرف وأجبتُها بسرعة

 

" أنا في الشركة حالياً.. ولكنني فكرت بكِ وقررت أن نتناول العشاء الليلة سوياً.. ما رأيكِ؟ "

 

أجابتني بسرعة

 

( بالتأكيد حبيبي فأنا متفرغة الليلة.. إلى أين سوف نذهب؟ )

 

أجبتُها بهدوء بينما كنتُ أنظر أمامي بحقد وبوعيد

 

" إنها مفاجئة.. أتمنى أن تُعجبكِ "

 

ضحكت جوي بسعادة وقالت برقة

 

( سوف أحبها مهما كانت.. لأنها منك حبيبي )

 

ابتسمت بخبث وقلت لها

 

" أرجو ذلك.. أراكِ الليلة.. وداعا "

 

مُقرفة عن صحيح.. وقفت وخرجت متوجها نحو غرفة نومي.. ولكن وقفت بصدمة عندما سمعت صوت قهقهة سولينا والطفلة الصغيرة.. إلهي إنها المرة الأولى التي أسمع بها صوت ضحكاتها الجميلة.. ابتسمت بسعادة وقررت ترك تلك الصغيرة معها.. يبدو أنها تجعل ملاكي سعيدة...

 

 

جوي**

 

شعرت بغضب أعمى بصيرتي.. ذلك اللعين خطيبي يكذب عليّ.. اتصلت بالحقير فيكتور وعلى الفور استقبل مكالمتي قائلا بلهفة

 

( هل عرفتِ أين أخذها ذلك الحقير آرثر؟.. تكلمي واللعنة.. هل عرفتِ أين هي سولينا؟ )

 

نظرت أمامي بحقد وأجبته

 

" طبعا عرفت.. ولماذا أتصل بك الآن؟.. ولكن فيكتور.. عليك أن تعدني بأنك سوف تسلمني ذلك الشريط الذي بحوزتك قبل أن أُخبرك أين أخذها آرثر "

 

ضحك فيكتور بقوة.. وعندما هدأ أجابني بجدية قائلا

 

( سوف أتلفه.. لقد أعطيتكِ كلمتي.. فأنا لن أُخاطر بالذهاب ورؤيتكِ.. قد يتم القبض عليّ من قبل عناصر الشرطة.. والأن أخبريني أين هي سولينا؟ )

 

نظرت أمامي بغضب وأجبته

 

" لقد كنتُ أبحث عن آرثر منذ ساعات.. ولكنه ليس في شركته ولا في قصر والدته.. أو في أي مكان آخر ذهبت إليه.. ولكنه اتصل بي منذ دقائق وقال لي بأنه في الشركة.. وهنا عرفت على الفور أين أخذها.. إنها في شقته الخاصة.. فيكتور.. سولينا في شقة آرثر في المبنى العملاق الذي يمتلكهُ.. الدخول إلى المبنى شبه مستحيل.. فهو مُحصن بعددٍ كبير من الحُراس.. كما لا يمكنك الدخول إليه قبل أن تمر من تلك البوابة المُصفحة والتي يتم حراستها من قبل عشر حراس مسلحين.. كيف ستدخل إلى المبنى وتأخذ امرأتك؟ "

 

سمعتهُ يسألني بنبرة حادة وغاضبة

 

( وكيف تأكدتِ من ذلك أيتها الغبية؟.. فهو لم يسمح حتى لكِ بالدخول إلى مبناه وشقته هذه.. كيف... )

 

قاطعته بغضب هاتفة

 

" بالضبط.. هو فعلا أخذها إلى هناك حتى لا يعرف أحد بذلك.. لا يوجد مكان آخر ليأخذها إليه سوى شقتهِ تلك "

 

سمعت بذهول فيكتور يُجيبني

 

( أحسنتِ جوي.. سأرسل من يراقب تلك الشقة لي حتى تسنح لي الفرصة لأخذ حبيبتي من جديد )

 

نظرت أمامي بذهول وهتفت بدهشة كبيرة

 

" فيكتور.. هل جننت؟.. لم تسمع ما اخبرتُك به؟.. لن تستطيع الدخول إلى المبنى فهو ممتلئ بكاميرات المراقبة والحراس يحرسون المبنى من جميع الجهات.. وخاصة بوابة المبنى فهي لا تفتح إلا من قبل الحراس من الداخل.. كيف سوف تخطفها منه؟ "

 

ضحك ذلك اللعين بشر وقال

 

( سوف تخرج من تلك الشقة قريبا.. فهي لن تبقى بها إلى الأبد.. وعندها سوف أستغل هذه الفرصة وأجلبها إليّ.. واعتبري ذلك الشريط قد تم اتلافه )

 

انهى المُكالمة ذلك الأحمق وهو يضحك بسعادة.. حتى الآن لم أفهم ما الذي يريده من تلك العاهرة؟.. هل يحبها؟... لا يهم المهم أن يبعدها عن آرثر.. وأتمنى أن يتلف ذلك الشريط الذي يهددني به ذلك القذر..

 

رنين هاتفي أفاقني من شرودي.. رفعته ورأيت سكرتيرة الوكالة التي أعمل بها تتصل بي.. ماذا تريد هذه الآن؟.. لا بد أن لي جلسة تصوير قريبة أو عرض أزياء لمصمم مشهور.. أتمنى أن لا يكون لهذه الليلة.. ضغطت على الشاشة واستقبلت مكالمتها

 

( أنسة جوي.. أتمنى أن تأتي شخصيا الأن وعلى وجه السرعة إلى الوكالة.. لأن محامي الشركة يريدكِ لأمر مهم )

 

ابتسمت بسعادة إذ عرفت أنه يريدني ليعدل بالعقد ويرفع من أجري كي لا أترك الوكالة عندما ينتهي عقدي معهم..

 

أجبتها بسعادة وبثقة

 

" لن أتأخر.. ربع ساعة وأكون هناك "

 

أنهيت المكالمة وتوجهت إلى الوكالة بسرعة قصوى..

 

صراخاتي الغاضبة ملأت الطابق بأكمله بينما كنتُ أقف أمام المحامي

 

" كيف تُنهي الوكالة عقدها معي؟!!.. ما هو السبب؟!... أنا جوي بيرس.. هل تسمع؟.. أنا جوي بيرس والتي جميع الوكالات تتقاتل عليها.. تريدون إنهاء العقد معي!!.. سوف أقاضيكم و.. "

 

قاطعني محامي الشركة ببرود قائلا وهو يرفع يده اليمنى نحوي والتي كان يمسك بها ورقة بيضاء مربعة صغيرة

 

" لا داعي لذلك أنسة جوي.. تفضلي هذا شيك بقيمة البند الموجود في العقد في حال أرادت الوكالة إنهاء خدماتكِ معها قبل المدة المُحدد في العقد.. أظن بذلك وفرنا عليكِ إقامة دعوى قضائية وإلى ما هناك.. أرجو أن توقعي على هذه الورقة التي أمامكِ وتأخذي الشيك.. وأنا آسف فأنا لا أعرف السبب ولكن هذه كانت الأوامر "

 

نظرت إلى الشيك.. حسنا قيمته خيالية ولن أنكر فأنا سعيدة لقد حصلت على مبلغ لا أحلم به وهؤلاء الحمقى خسروني لأنني في لمحة عين سأجد وكالة أهم وبعقد يساوي الملايين.. قمتُ بتوقيع الورقة وأخذت الشيك وخرجت متجهة نحو المصرف لأضعه في حسابي وقررت غدا أن أتصل ببعض من معارفي لأجد وكالة أخرى.. الليلة لدي موعد مع خطيبي الكاذب والوسيم.. وعليه أن يعوض غيابهُ عني..

 

 

آرثر**

 

 

أصبحت الساعة الثامنة مساءً عندما وقفت أنظر في المرآة إلى انعكاس صورتي بها..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة


ابتسمت برقة عندما تذكرت كيف دخلت إلى الغرفة وأعطيت ملاكي وسولي عشاءهم فلقد طلبوا بيتزا ولم أستطع رفض طلبهم.. ولكن سولينا تجمدت عندما رأتني أُخرج ثيابا من خزانة الملابس وعرفت على الفور بأنني سأخرج واشتعل الخوف بها وبصعوبة أقنعتها بأنني لن أغيب كثيراً وبأن لا أحد يستطيع دخول المبنى وخاصة الشقة..

 

نظرت إلى بدلتي وشتمت بقهر وقررت تبديل ملابسي بسرعة.. ارتديت قميص أسود وسروال أسود.. وقبل أن أخرج نظرت إلى المَرايا أمامي..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة

 

يا إلهي.. كم تمنيت تقبيلها والبقاء بقربها ولكن ذلك مستحيل.. وطفلة ذلك المزعج تريد النوم بجانبها الليلة وهذا أغضبني أكثر.. حسنا عندما تأتي إريكا سأجعلها تنام معها في الغرفة المخصصة للضيوف حتى يتسنى لي البقاء مع ملاكي...

 

خرجت من غرفة الملابس ودخلت إلى غرفة النوم.. فتحت الباب على مهل ونظرت بحنان باتجاه السرير عندما رأيت سولينا تمسد بيدها برقة على رأس الطفلة النائمة بجانبها.. تنبهت لوجودي وأبعدت يدها عن رأس الطفلة وقالت بخجل

 

" هل أنتَ ذاهب الآن سيدي؟ "

 

اقترب ووقفت أمامها بجانب السرير وقلت لها بهمس

 

" نعم.. ولا تقلقي لأن رون لن يفتح الباب لأحد سواي.. هل تريدين أن أجلب لكِ شيئا قبل أن أذهب؟ "

 

احمر وجهها بخجل وقالت بصوتٍ مُنخفض بالكاد استطعت سماعه

 

" لو سمحت أنا.. أنا أريد دخول الحمام "

 

ابتسمت  برقة ثم اقتربت منها وقبل أن أحملها قبلت خدها بنعومة ثم همست في أذنها بنبرة حنونة

 

" هذه القبلة لأنكِ ناديتني بسيدي ملاكي "

 

احمر وجه سولينا بقوة وأشاحت نظراتها بعيداً عني.. ابتسمت بسعادة وحملتها بخفة وفاجأتني عندما وضعت يديها حول عنقي.. نظرت إليها بسعادة ولكنها أشاحت بنظاراتها عني وهذا أحزنني.. أدخلتها إلى الحمام ثم خرجت وانتظرتها بحزن أمام الباب حتى تنده لي..

 

تبا.. كيف سأجعلها تتقرب مني؟... هي بالكاد تتكلم معي.. يجب أن تشفى أولا من شللها اللعين هذا وبعدها سأفعل المستحيل حتى تسامحني وتحبني..

 

سمعت شهقة رعب تخرج من فمها وتأوهات متألمة خفيفة ولكنني سمعتها بوضوح.. دب الرعب في قلبي وبدأت أطرق الباب بخفة وهمست لها بخوف شل أطرافي

 

" سولينا.. هل أنتِ بخير؟!!. سولينا.. أجبيني أرجوكِ.. ما الذي حصل؟!!... هل أستطيع الدخول؟!!.. "

 

ولكنني لم أسمع سوى شهقاتٍ خفيفة وأنين خفيف يصدرُ منها.. هي تتألم من شيء.. هي ليست بخير.. وبرعب نهش قلبي قلتُ لها

 

" سولينا.. كلميني أرجوكِ.. هل أدخل؟!!.. تبا.. أنا سأدخل "

 

فتحت الباب وتجمدت في مكاني بذهول عندما رايتها تحمل محرمة بيدها عليها دماء وهي جالسة على كرسي الحمام تبكي بحزن.. نظرت إليّ بدهشة عندما تنبهت لدخولي وعلى الفور خبأت المحرمة بيدها وشهقت برعب وقالت بخجلٍ كبير وبتلعثم واضح

 

" سيــ.. سيدي!!.. ما الذي تفعله هنا؟!!.. أخــ.. أخرج لو سمحت.. اذهب.. أرجـ.. أرجوك.. أنا لم أنتهي.. "

 

اقتربت منها بسرعة وأمسكت معصم يدها اليمنى ورفعتها وأخرجت المحرمة من قبضتها.. نظرت إلى تلك المحرمة بذهول وهمست بقلق قطع قلبي

 

" إنها دماء!!.. أنتِ تنزفين!!... "

 

رميت المحرمة في سلة المهملات ثم غسلت يداي وبعدها أمسكت كتفيها وبدأت أتفحص جسد سولينا برعب وأنا أقول بتوترٍ كبير

 

" أين جرحتِ نفسكِ؟!.. أخبريني أرجوكِ حتى أساعدكِ.. أنتِ تنزفين ملاكي.. أين جرحتِ نفسكِ؟ "

 

ولكنها لزمت الصمت ولم تقل شيئا.. فجأة نظرت إليها وتجمدت بصدمة عندما رأيتها تنظر إليّ بدهشة ثم اكتسى اللون الأحمر كامل وجهها.. رفعت يديها وأزاحت يدي عن كتفها وقالت بخجل وبصوتٍ مُرتعش

 

" أنا لا أشكو من شيء سيدي "

 

غضبت لأنها تكذب عليّ.. نظرت إليها بقلق وقلتُ لها بهمسٍ غاضب

 

" لا تناديني سيدي بعد الآن.. فقط آرثر.. ولا تكذبي غليّ سولينا.. لقد كان هناك دماء على المحرومة.. أين جرحتِ نفسكِ؟.. وكيف؟ "

 

أمسكت يديها وقبلتُها برقة ثم بدأت أتأملها وأديرها يمينا ويساراً ولكن لم أرى شيء.. لا يوجد جُرحاً بها.. سحبت سولينا يديها وأخفضت رأسها وقالت بخجل

 

" إنها.. إنها فقط.. دورتي.. دورتي الشهرية.. لقد.. أتت... "

 

استقمت بوقفتي ونظرت إليها بدهشة كبيرة.. ثم سألتُها بعدم الفهم

 

" لم أفهم!!.. دورتكِ الشهرية أتت؟!!.. ما معنى ذلك؟!!.."

 

رأيت سولينا ترفع كلتا يديها وتضعهما على وجنتيها الحمراوين.. وأشاحت نظراتها بعيداً عني وقالت بحياء

 

" إنها.. أنا.. دورتي الشهرية.. لقد حان موعدها "

 

هنا استوعبت ما قالته وتنهدت براحة ونظرت إلى ملاكي الخجولة بحنان.. نظرت إليها بعشق وهمست برقة

 

" أوه... لقد فهمت.. "

 

رغم أن رأسها كان مُنخفض إلا أنني لاحظت احمرارهُ الشديد.. رفعت يدي وأمسكت طرف ذقنها برقة ورفعت رأسها لكي تنظر إليّ.. ولكنها أغمضت عينيها الجميلتين بخجل وقالت ببكاء

 

" لا يوجد فوط صحية.. أنا أحتاج إليها "

 

ابتسمت برقة وقلت لها بنبرة حنونة

 

" سولينا.. لا داعي للخجل مني والبكاء.. هذا شيء طبيعي.. سوف.. احممم.. أنا.. أوه.. أنا سأذهب الآن بنفسي لأشتري لكِ فوط خاصة.. هل تريدين نوعا معينا؟.. أنا لا أفهم بها ولكن إن أردتِ نوعا خاصا أخبريني "

 

أغضت عينيها بشدة  بسبب خجلها مني وقالت بهمس

 

" لا يهم.. سوف.. أنتظرُك هنا "

 

تركت ذقنها وقلت لها أنني لن أتأخر وخرجت لأشتري لها تلك الفوط.. تفاجئ ستيف عندما قلتُ له أننا سنذهب أولا إلى أقرب صيدلية وبعدها أعود إلى شقتي ونذهب لاحقا إلى مهمتنا..

 

أوقف السائق سيارتي المُصفحة أمام صيدلية.. لم أنتظره ليفتح لي الباب بل فتحته بنفسي وخرجت.. ولكن قبل أن أخطو خطوة واحدة باتجاه الصيدلية سمعت بغيظ ستيف يهتف قائلا بمرح

 

" سيد آرثر.. النظرات الشمسية.. ليست مناسبة لتضعها في هذا الوقت.. إن أردت يمكنني أن أدخل وأبتاع لك الدواء الذي تريده "

 

نظرت إليه بحدة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة

 

ثم هتفت بغيظ

 

" الأفضل لك أن تلتزم الصمت.. مهمتك هي حراستي فقط وليس القاء النصائح لي.. وغد لعين "


اعتذر ستيف بمرح وبدأ يضحك بسعادة.. نظرت إليه بحدة وأزلت نظراتي الشمسية.. ترجل ستيف من السيارة ووقف خلفي برفقة خمسة من حُراس أمني.. وقفوا أمام الباب لحمايتي بينما كنتُ أدخل إلى الصيدلية.. وما أن دخلت طلبت مساعدة المرأة أمامي قائلا بتوتر

 

" مساء الخير.. لو سمحتِ.. أريد فوط صحية خاصة للنساء "

 

ابتسمت المرأة بطريقة غريبة وبدأت تتأملني بنظرات الاعجاب والتفهم.. ثم قالت برقة

 

" هل زوجتك تستخدم نوعا معينا؟ "

 

تبا ما هذا الاحراج.. أجبتها بسرعة لإخفاء توتري

 

" لا أعرف.. أعطتني أفضل نوع.. من الأفضل أن أبتاع لها عدة أصناف.. أريدُ الأفضل "

 

ابتسمت المرأة بوسع وذهبت وجلبت لي عدة أكياس وقالت أنها الأفضل ولا تسبب الحساسية.. وضعتهم بكيس وسلمتني إياه.. دفعت الحساب ولكن قبل أن أخرج تجمدت في مكاني بذهول عندما سمعت المرأة تقول بنبرة حالمة

 

" زوجتُك محظوظة جداً.. أحسدُها.. فأنتَ أول رجل يبتاع لزوجته فوط صحية ولا يخجل من فعل ذلك.. زوجتُك محظوظة جداً بك "

 

ابتسمت بوسع وأجبتُها بصدق

 

" بل أنا هو المحظوظ لأنها زوجتي "

 

فكرة أن تكون سولينا زوجتي أعجبتني جداً.. وتمنيت لو هي فعلا زوجتي.. قريباً ستكون.. سأتزوج منها ونعيش بسعادة إلى الأبد..

 

خرجت عائدا إلى الشقة وهنا عصفت بي فكرة أحزنتني.. تبا هي ليست حامل.. بيني وبين نفسي كنتُ أتمنى حصول ذلك حتى أجد عذراً قوياً لأجعلها تبقى معي وأجبرها على الزواج بي.. ولكن للأسف هذا لم يحصل.. تبا لذلك...

 

دخلت إلى شقتي وتوجهت بسرعة نحو الحمام وسلمتها الكيس وقلت لها برقة

 

" عندما تنتهين اندهي لي ملاكي.. سأكون أمام الباب بانتظارك "

 

بعد مرور خمس دقائق دخلت بعد أن نادتني وحملتها بذراعي ووضعتها برفق على السرير وقلت لها بينما كنتُ أقف

 

" أنا لن أتأخر الليلة.. إن احتجتِ لأي شيء فقط أطلبي من رون كي يتصل بي ويضع الاتصال على مكبر الصوت حتى تسمعيني.. اتفقنا؟ "

 

كانت تشيح نظراتها بخجل بعيدا عني.. وسمعتُها تُجيبني بخجل

 

" أشكرك.. سأنام الأن بجانب سولي "

 

اقتربت وانحنيت قليلا أمامها.. ودونَ شعور مني رفعت رأسها وقبلتها برقة على خدها وهمست قائلا برقة

 

" أحلاما سعيدة لكِ ملاكي "

 

احمر وجهها بشدة ولزمت الصمت.. نظرت إليها بنظرات عاشقة وذهبت لأن الوقت قد حان لمُحاسبة تلك العاهرة جوي.. وخاصة بعد أن تلقيت بعد الظهر ظرف به دليل قاطع على فسقها...

 

جلست جوي بجانبي في السيارة وهي تثرثر بغباء دون توقف.. رفعت هاتفي وقرأت الرسالة التي وصلتني للتو من ستيف

 

** سيد آرثر.. عشر دقائق ونصل إلى وجهتنا **

 

أخرجت منديل من جيبي ونظرت إلى جوي برقة مصطنعة قائلا

 

" عزيزتي.. كي لا أفسد المفاجأة أريد أن أغمض عينيكِ بهذا المنديل.. هيا استديري قليلا ودعيني أضعه على عينيكِ الجميلتين "

 

صفقت الغبية بسعادة وبحماس.. وأدارت لي رأسها قائلة

 

" أنا متشوقة ومتحمسة جداً للمفاجئة حبيبي.. سأحب مفاجئتك مهما كانت "

 

ربط المنديل وابتعدت عنها وأنا أنظر إليها بسخط وقلت له بهمس واعد

 

" سوف تعجبكِ جداً لدرجة أنكِ لن تصدقي ما يحصل "

 

هتفت جوي بحماس وعادت لثرثرتها المزعجة.. كان يجب أن أُكمم لها فمها القذر أيضا..

 

وصلنا إلى ذلك الشارع القذر وترجلنا من السيارة.. أشرت لرجالي كي يسبقوننا وأمسكت بيدها و قلت لها برقة مصطنعة

 

" المكان الذي سنذهب إليه للعشاء لا يوجد به مصعد لذلك علينا أن نصعد السلالم.. هيا بنا سوف أساعدكِ "

 

ابتسمت تلك الغبية بينما كنا ندخل إلى المبنى المهجور من سكانه والمتهالك أيضا.. وبدأنا نصعد السلالم حتى وصلنا الطابق الرابع.. كان ستيف برفقة ثمانية من حُراسي ينتظرونني في الشقة.. دخلنا وأوقفتها أمامي وأغلقت الباب ثم أمسكت يدها وجعلتها تجلس على الكرسي أمامي وسمعتها تقول بغرابة

 

" آرثر.. لماذا هناك رائحة عفنة ونتنة؟!.. أين نحن؟!!.. هل أستطيع أن أرى الآن؟!!.. "

 

 وقفت أمامها وكتفت يداي على صدري.. وقلتُ لها بصرامة

 

" ارفعي المنديل جوي "

 

أزالت المنديل عن عينيها وهي تبتسم ولكن ابتسامتها تجمدت فجأة وبدأت شفتيها ترتعشان بوضوح وجحظت عينيها برعب وهي تتفحص الغرفة حولها وبدأ جسدها يرتعش بعنف..

 

نظرت إليها بقرف.. وصرخت بوجهها بغضب جعلها تنتفض في جلستها من الرعب

 

" أهلا بكِ في شقتكِ القديمة أيتها العاهرة.. فراقصة التعري قد كُشِفَ سرها وأخيراً "

 

نظرت إليّ بصدمة وقالت برعب

 

" أنا لا أفهم!!.. ما.. ما الذي تقصدهُ آرثر ؟!!.. لماذا جلبتني إلى هنا؟!.. ومن هي راقصة التعري و.. "

 

اقتربت منها وصفعتها بقوة ثم أمسكت عظام وجنتها وأدرت رأسها لتواجهني وهتفت بغضب أعمى

 

" أيتها الساقطة والحقيرة.. هل ظننتِ أنه يمكنكِ خداعي بهذه السهولة؟.. لقد كشفت جميع أسراركِ أيتها القذرة.. والأن حان وقت الحقيقة.. عليكِ الاعتراف وأمامي الآن.. عليكِ أن تعترفي أمامي بالحقيقة.. وإن لم تفعلي سأضطر لاستخدام طريقة أخرى لأجعلكِ تتكلمين.. تكلمي.. أريد كامل الحقيقة وكيف تعرفتِ على ذلك القذر "

 

نفضت وجهها بقرف عندما سالت دموعها على يدي.. أمسكت منديلي ومسحت دموعها بقرف عن يدي وسمعتها تقول وهي تشهق باكية

 

" آرثر.. أنتً تُخيفني.. أنا.. أنا لا أفهم ما الذي تتكلم عنه! "

 

نظرت إليها بغضب جعلتُها تنكمش برعب.. وخاطبت ستيف قائلا بأمر

 

" ستيف.. ضع القرص الذي استلمته اليوم وشغله حتى ننعش ذاكرتها قليلا "

 

شغل ستيف القرص ونظرت جوي إلى شاشة التلفاز بصدمة وبفزع عندما رأت نفسها في السرير مع فيكتور وهما يمارسان الجنس ويضحكان بسخرية عليّ لأنني وضعت خاتم الخطوبة في أصبعها قبل ليلة..

 

اقتربت منها عندما بدأت تهتف صارخة أن ذلك الفيديو مفبرك وليس حقيقياً.. صفعتها وأنا أصرخ بوجهها

 

" أيتها المنحطة والقذرة.. حقارتكِ لا حدود لها ولكن دعيني أخبركِ شيئا.. أنتِ لن تخرجي على قيد الحياة إن لم تبدئي بإخباري حالا بكل ما حصل وبالتفصيل الممل "

 

ولكنها ظلت تنكر وهذا جعلني أغضب بشدة.. أشرت لـ ستيف بعيني وفهم على الفور ما أريده وأخرج من الحقيبة التي بحوزته زجاجة البولي إيثيلين وناولني إياها..

 

اقتربت من جوي وأمسكت وجهها ورفعته وأشرت لها بيدي قائلا

 

" هل تعرفين ما يوجد داخل هذه الزجاجة؟ "

 

هتفت جوي برعب

 

" لا أعرف.. لا أعرف.. أرجوك.. لا تؤذيني "

 

ضحكت بتسلية على منظرها ثم ابتعدت وأخذت من ستيف قفازات خاصة وارتديتها ثم فتحت غطاء الزجاجة وقطرت على الأرض بضع قطرات.. وهنا سمعت جوي تشهق برعب عندما رأت بلاط الأرض بدأ يتأكل ويتفتت ويذوب..

 

ضحكت بخفة وقلت لها بحقد

 

" الأسيد.. أو حمض الهيدروفلوريك.. هو مركب كيميائي غير عضوي وخطير للغاية.. وهو حمض له صفة التآكل والإتلاف بدرجة عالية.. ويمكن أن يتسبب بحروق خطرة للجلد والعيون والأغشية المخاطية.. إن وضعت قطرات قليلة على وجهكِ أو يدكِ أو أي مكان أرغب به سوف يذوب جلدكِ الناعم عزيزتي أولا وبعدها تتحلل مكونات جسدكِ من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والأحماض النووية.. ياه.. هل تتخيلين المنظر كم سيكون مقرفا! "

 

جثت جوي أمامي على ركبتيها وبدأت تبكي بشكلٍ هستيري وقالت ببكاء

 

" سأخبرك.. لا تفعل ذلك بي.. أرجوك.. سوف أخبرك بكل شيء.. سأعترف.. لكن لا تؤذيني أرجوك "

 

أمرتُها بحدة هاتفاً

 

" توقفي عن البكاء وقفي  "

 

ونفذت بسرعة ما أمرتُها به.. وقفت أمامي وهي ترتعش بوضوح وتبكي.. نظرت إليها بقرف وأمرتُها بحدة

 

" أخبريني بكل شيء منذ البداية ودون كذب "

 

أومأت برأسها موافقة وقالت وهي تشهق

 

" لقد كنتُ أسكن في هذه الشقة بمفردي وأعمل كراقصة تعري في ملهى ليلي.. وهناك تعرفت على فيكتور مارسن.. كان يدفع لي بسخاء لأرقص له وحده.. و.. وفي يوم طلب الخروج معي وحصلت بيننا علاقة.. كنتُ أعرف بأنه متزوج ولديه طفلة ولكن ذلك لم يهمني فأنا لم أكن مغرمة به.. وفي أحد الأيام طلب مني أن أترك عملي في الملهى وأنه سيجعل مني عارضة أزياء مشهورة جداً ولكن بشرط "

 

توقفت جوي عن الكلام وهي تبلع ريقها بصعوبة.. فأشرت لها بعيني كي تتابع الكلام.. نظرت إليّ بخوف وتابعت قائلة بصوتٍ مهزوز

 

" شرطهُ الأول كان أن أفعل له كل ما يطلبهُ مني.. والثاني قال لي بأنني سأعرفه عندما أُصبح جاهزو بنظره.. وجعلني أوقع له على أوراق بهذه الاتفاقية كي لا أخلف بوعدي له.. تركت عملي وجلب أخصائيين لتدريبي وعرفني على مصور وهكذا بدأت أعمل كعارضة أزياء وأخرجني من فقري.. بعد مرور عشرة أشهر طلب رؤيتي في فندق وذهبت لرؤيته.. وعندها قال لي أنني يجب أن أذهب إلى حفلة خاصة لافتتاحية فندق.. وجلب لي دعوة وأراني صورتك.. وقال لي أنك ستكون هدفي الجديد لأجعلك خاتم في أصبعي وتطلب يدي للزواج.. وطلب مني أجلب له جميع أخبارك وخاصة ما يختص بأعمالك وصفقاتك الجديدة.. حاولت كثيراً لكن لم أستطع.. فأنتَ كنتَ كتوماً جداً ولا تسمح لي بالذهاب كثيراً إلى شركاتك لكنه لم يصدقني.. ولكنني أحببتك آرثر.. صدقني.. أحببتك بشدة و.. "

 

صرخت بقرف بوجهها ولم أتأثر بدموعها النجسة تلك

 

" اخرسي.. كيف تقولينها وبعد يوم واحدٍ فقط من خطبتنا تذهبين وتمارسين معه الجنس أيتها القذرة؟ "

 

سالت دموعها على وجنتيها وقالت ببكاء

 

" كنتُ خائفة منه ولم يكن لي خيارا آخر سوى الخضوع لرغباته.. لم أكن أعرف أنه يضع كاميرة ويصور ما نفعله.. لقد هددني بذلك الشريط يوميا كي أجلب له أخبارك وأسرار عملك ولكن لم أفعل.. لا أنكر حاولت ولكن لم أعرف شيء ولم يصدقني فيكتور "

 

نظرت إليها بسخط وبقرف.. ثم هتفت بأمر

 

" ستيف.. اجلب الأوراق "

 

سلمني ستيف الأوراق القانونية.. وهنا قلت لـ جوي بحقد

 

" عزيزتي جوي.. كانت الجرائد دائما تكتب عن كرمكِ الكبير بالتبرع للجمعيات الخيرية.. ولكن صديقي ليون تحرر عن ذلك وقال لي بأنكِ لم تتبرعي بدولار واحد لأي جمعية خيرية في حياتك.. يا للعار.. ههههه.. سوف نصحح ذلك فوراً.. فأنتِ الآن سوف توقعين على هذه الأوراق وهي قانونية مائة في المائة عزيزتي.. هذه أوراق تنازلكِ عن جميع حساباتكِ المصرفية وفيلتكِ ومجوهراتكِ العزيزة وحتى سياراتكِ إلى الجمعيات الخيرية.. سوف توقعين عليها بكل رحابة صدر حتى أترككِ وشأنكِ ولا نستعمل هذه الزجاجة الجميلة.. ما رأيكِ؟ "

 

كانت تبكي بصدمة وأرادت أن تعترض لكنها ارتعبت عندما ذكرت ولمحت لها أنني سأستعمل الزجاجة إن لم توقع..

 

أمسكت جوي الأوراق وبدأت توقعها وعندما انتهت سلمت الأوراق لـ ستيف وطلبت منه أن يخرج برفقة الشباب.. بعد خروجهم رأيت جوي تجلس على الأرض وهي تبكي وتنوح.. ابتسمت باستهزاء وقلت لها بسخرية

 

" لو كنتِ حقا تحبينني كنتِ أخبرتني منذ البداية بالحقيقة.. لا أعرف ولكن ربما كنتُ سامحتكِ.. ولكنكِ لا تحبين أحداً سوى نفسكِ.. لن تستطيعي الذهاب إلى الفيلا خاصتكِ بعد الآن.. فلم تعد من أملاككِ.. ولكنني لستُ بظالم.. فقد استأجرت لكِ هذه الشقة لمدة ستة أشهر ووضعت لكِ على الطاولة مبلغ نقدي صغير يكفي لكي تبتاعي القليل من الثياب والطعام لمدة شهر.. والأن الوداع.. والأفضل لكِ أن لا تجعليني أرى وجهكِ مجددا.. وإلا أخفيت معالمهُ الجميلة إلى الأبد "

 

خرجت وأنا أسمعها تصرخ بهستيرية وبغضب جنوني

 

" أنا جوي بيرس.. هل تفهم؟.. سوف تتقاتل عليّ جميع الوكالات غدا حتى أمضي معها عقد ولن أعود فقيرة كما كنتُ سابقا.. هل تسمعني؟.. سترى.. أنا جوي.. جوي.. سوف أرفع دعوى قضائية عليك بالخطف والتهديد وسرقة أموالي تحت تهديد السلاح.. وسترى ما سأفعلهُ بك آرثر جيانو "

 

 

خرجت من المبنى وأنا أضحك بمرح.. فتلك الحمقاء لا تعرف ما ينتظرها صباحا.. لأن جميع الوكالات سوف تغلق أبوابها أمام وجهها....

 

 

هايلي جيانو**

 

طيلة النهار كنتُ أفكر بحزن وبقلق.. لقد أصبحت الساعة السابعة والنصف ولم أتوقف عن التفكير.. لماذا كذب عليّ ابني آرثر؟!!.. لقد أخذ تلك المسكينة وحبسها في الجزيرة بعد خروجها من السجن..

 

لقد عرفت على الفور أن إيفلين تكذب.. فمن المستحيل أن تكون سولينا عاملتها وعاملت ليلي باحتقار.. تلك الفتاة المسكينة كم تعذبت.. كان يجب أن أعترف لابني آرثر بما عرفته واكتشفته.. لكنني شعرت بالخوف وارتعبت إن عرف الحقيقة فهو سوف....

 

إلهي.. ماذا يجب أن أفعل؟!!!..

 

أسندت جسدي على الحائط وترقرقت الدموع في عيناي بينما كنتُ أتذكر الماضي..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 37 - الحقيقة

 

الندم والخوف والقلق أحرقوا قلبي.. تخيلت بخوف ما قد فعلهُ آرثر بتلك المسكينة سولينا.. وهنا قررت أن أتصرف بسرعة..

 

أمسكت هاتفي الخلوي واتصلت بالعزيزة ليلي.. وسألتُها إن كانت سولينا في الجزيرة.. وسمعت بحزن ليلي تبكي وقالت بأن أحداث جداً مؤلمة قد حصلت في الجزيرة.. ولكنها لم تخبرني بها.. وعرفت منها أن سولينا ليست في الجزيرة..

 

ليلي كتومة ولم تعترف لي بأكثر من ذلك.. أنهيت المكالمة وفكرت بحزن..

 

إلى أين أخذها ابني آرثر؟.. فكرت وفكرت حتى في النهاية قررت الذهاب إلى شقته الخاصة ربما هي هناك.. أتمنى ذلك..

 

تنهدت بحسرة ودخلت إلى غرفتي وفتحت الخزنة وأخرجت دفتر مذكرات ابنتي غريس.. عانقت الدفتر إلى قلبي وسالت دموعي بكثرة..

 

إلهي... إن اكتشف آرثر ما أخفيتهُ عنه لسنوات طويلة سوف يغضب مني.. سوف يكرهني.. يجب أن أذهب لأرى سولينا.. يجب أن أتكلم معها حتى لو كان آرثر في الشقة..

 

غادرت القصر وطلبت من السائق أن يتوجه إلى شقة آرثر في المدينة.. كانت الساعة العاشرة عندما ترجلت من السيارة ووقفت أمام باب المبنى وفتح لي الحارس الباب بسرعة..

 

حسنا.. الجيد في الأمر أن آرثر سمح لي فقط بالذهاب إلى شقته ولكنني لم أفعل ذلك مسبقا.. دخلت المصعد الكهربائي وضغطت الزر في اللوحة.. تنهدت بقلق عندما بدأ المصعد بالصعود... أتمنى أن تكون سولينا هنا.. خرجت من المصعد وأنا أمسك بحقيبة يدي بقوة..

 

وقفت أمام الباب وقلت بهدوء

 

" رون.. أنا هايلي جيانو.. افتح لي الباب "

 

سمعت براحة رون يُجيبني

 

" تم التعرف على الصوت.. أهلا بكِ سيدة هايلي "

 

انفتح الباب ودخلت وكانت الشقة مُظلمة.. سحبت نفساً عميقاً وتكلمت بهدوء

 

" رون.. أشعل الأضواء "

 

" حسنا سيدتي "

 

اشتعلت الأضواء في كامل الشقة.. تنهدت براحة إذ يبدو أن آرثر ليس هنا.. اقتربت من غرفة نومه وفتحت الباب بهدوء.. وما أن دخلت وقفت بسرعة وشهقت عندما رأيت سولينا تمسك بالمبادير بوضعية الدفاع وهي جالسة على السرير وبجانبها طفلة نائمة..

 

نظرت إليها بأسف بينما هي كانت تتأملني بصدمة وهمست بدهشة كبيرة

 

" سيدة هايلي!.. هل هذه أنتِ؟! "

 

بلعت ريقي بقوة وأجبتُها بغصة

 

" نعم.. إنها أنا "

 

اقتربت من السرير ووقفت أمامها.. ثم حركت يدي وأخذت منها لمبادير ووضعته على المنضدة وقلت لها بهمس

 

" هل نستطيع أن نتكلم خارج الغرفة.. كي لا تستيقظ الطفلة "

 

نظرت إليّ بحزن وأجابتني بهدوء

 

" أنا لا أستطيع فعل ذلك.. لقد.. لقد لويت كاحلي ولا أستطيع النهوض.. يمكننا أن نتكلم هنا.. لا تقلقي سيدة هايلي الطفلة لن تستيقظ "

 

ابتسمت برقة وجلست على طرف السرير بجانب سولينا.. ثم نظرت إليها بحزن وسألتها

 

" ما سأقوله لكِ قد يصدمكِ قليلا.. ولكن أريدكِ أن تعرفي بأن سكوتي كان بسبب أنني أم.. لطالما أنبني ضميري ولكنني لم أستطع أن أخبرهُ الحقيقة.. صدقيني سولينا "

 

نظرت سولينا إليّ بغرابة وبعدم الفهم وسألتني بتعجُب

 

" أنا لا أفهم ما تقصدينه سيدتي! "

 

أغمضت عيناي بحزن وسألتها السؤال الذي لطالما شغل تفكيري

 

" سولينا.. هل تعرفين كيف تم وضع الأكياس في خزانتكِ في الجامعة؟!.. هل استطعتِ معرفة من وضعها؟!! "

 

سمعتها تسألني بدهشة كبيرة

 

" كيف عرفتِ بأن هناك من وضع هذه الأكياس في خزانتي؟!.. هل أخبركِ السيد؟.. يبدو ذلك.. لقد عرفت مؤخراً.. لقد كانت بيلا.. هي من فعل ذلك بالاتفاق مع عميد الجامعة "

 

فتحت عيناي بصدمة وقلت لها بدهشة كبيرة

 

" ماذا؟!!!!.... كيف.. كيف عرفتِ؟!.. هل ساعدكِ ابني؟!!!!.. ولكن كيف؟! "

 

أجابتني بسرعة قائلة

 

" لقد ساعدني السيد آرثر وأثبت براءتي "

 

نظرت إليها بدهشة وقلت بعدم التصديق

 

" ابني ساعدكِ!!!!.. ولكنه سجنكِ في جزيرة فينوس و.. وأراد أن ينتقم منكِ.. كيف أثبت براءتكِ؟.. كيف استطاع فعل ذلك؟ "

 

تأملتني سولينا بحيرة وسألتني بدهشة

 

" سيدة هايلي.. كيف عرفتِ بأنني بريئة إن كان السيد آرثر لم يخبركِ بذلك؟!.. مستحيل!.. هل كنتِ تعرفين ببراءتي منذ البداية؟! "

 

أغمضت عيناي وشعرت بالعجز.. وسالت دمعة حزينة على وجنتي.. تنهدت بعمق وهمست قائلة بأسفٍ كبير

 

" لقد عرفت ببراءتكِ بعد مرور شهرٍ واحدٍ فقط على وفاة ابنتي غريس وبعد سجنكِ والحكم عليكِ.. سامحيني سولينا.. لقد عرفت بأنكِ لستِ مذنبة بإدمان ابنتي وموتها.. ولكن الذي حيرني أنهم وجدوا كمية كبيرة من الممنوعات في خزانتك.. لم أستطع مساعدتكِ.. ولم أستطع اخبار ابني بما عرفته "

 

أمسكت سولينا يدي اليمنى وضغطت عليها برقة وسمعتها تقول برجاء

 

" سيدة هايلي.. كيف عرفتِ ببراءتي؟.. أخبريني.. أرجوكِ "

 

فتحت عيناي ونظرت إليها بألمٍ شديد وأجبتُها بصدق

 

" لقد وجدت دفتر مذكرات غريس في غرفتها وفتحته في ذلك النهار.. وبدأت بقراءة مذكراتها اليومية.. لقد.. إلهي.. لقد ذكرت ابنتي بأنها أخذت من فتاة تكرهها ما يريحها وينسيها ألم قلبها على فراق حبيبها روبيرت.. وذكرت بأنكِ لا تعرفين بما يحصل معها وأنها سوف تحاول جاهدة كي تُشفي نفسها من الإدمان من أجلكِ ومن أجلي ومن أجل شقيقها آرثر.. ولكنها لم تستطع.. أنا آسفة.. آسفة.. سامحيني سولينا لأنني التزمت الصمت بما اكتشفته "

 

تجمدت سولينا أمامي وبدأت الدموع تنساب بكثرة من عينيها.. وقالت بانكسار وعتاب كبير

 

" لماذا؟.. لماذا لم تخبري آرثر بذلك؟!!.. أخبريني أرجوكِ.. لماذا سمحتِ لابنكِ بأن يؤلمني وينتقم مني إن كنتِ تعرفين بأنني بريئة؟ "

 

أمسكت بيديها وقلت لها بندم وبخوف

 

" أنا لم أفعل.. صدقيني.. عندما عرفت بأن لا ذنب لكِ بكل ما حصل كان الأوان قد فات وتم سجنكِ لفترة سبع سنوات.. وظننت أنه ربما أنتِ أيضا من المروجين.. ومع ذلك طلبت من آرثر أن ينسى انتقامه منكِ بل توسلت إليه كي ينسى فكرة الانتقام.. ولكنه كما يبدو لم يستمع إليّ.. "

 

توقفت عن التكلم وبدأت أبكي بندم بسبب تكتمي عن الحقيقة.. وتابعت بغصة قائلة

 

" لم أستطع أن أخبره بأن شقيقته كانت تتعاطى المُخدرات بكامل إرادتها.. ولم أستطع إخباره بأن غريس هي من أرادت أن تتعاطى بعد أن أقنعتها بذلك فتاة حقيرة ولكنها لم تذكر اسمها في مذكراتها.. لم أستطع أن أقول له أن شقيقته البريئة فعلت ذلك بكامل إرادتها كي تنسى حبها لروبيرت وفقدانها لطفلها منه "

 

نظرت سولينا إليّ بصدمة وهمست برعب

 

" طفل؟.. عن.. عن أي طفل تتكلمين؟ "

 

أغمضت عيناي وهمست بأسى وبعذاب قائلة

 

" ابنتي غريس كانت حامل من روبيرت عندما توفي.. وبسبب حزنها الكبير عليه فقدت طفلها.. وهذا ما جعلها تدخل حالة اكتئاب.. لقد فقدت حبيبها وطفله الذي كان ينمو في أحشائها.. لقد كان أملها الأخير بالسعادة.. فهو سوف يذكرها به لأنه قطعة منه ولكنها خسرته أيضا.. وهذا ما جعلها تتعاطى المخدرات لتنسى ألمها.. لم أستطع أن أُخبر ابني آرثر بذلك فهو يظنها طاهرة نقية.. "

 

توقفت عن التكلم وشهقت بقوة وتابعت قائلة ببكاء

 

" عرفت بكل تلك الحقائق من مذكراتها.. فأنا لم أكن أعرف بأن ابنتي كانت تحمل في أحشائها طفل وفقدته.. ولم أشك بشيء.. لم أكن أعرف كم تألمت ابنتي وتعذبت بصمت.. وهذا ألمني أكثر لأنها لم تصارحني وتخبرني بما يحصل معها.. يا ليتها أخبرتني.. كنتُ ساعدتها ووقفت بجانبها.. وأظن أنها لم تفعل بسبب خوفها من أن أُخبر آرثر بذلك.. طفلتي المسكينة تألمت لوحدها وبصمت.. لم استطع التفوه بالحقيقة لابني.. هو لن يسامحني إن عرف الأن خاصةً.. لو أعطيته مذكرات غريس كانت ستكون صدمة عمره.. لم أستطع أن أخبره كي لا يكره شقيقته.. افهميني سولينا.. و.... "

 

توقفت عن التكلم وجحظت عيناي برعب عندما سمعت صرخة مصدومة خلفي

 

" ماذا قلتِ أمي؟!!!! "

 

انتفضت برعب أنا و سولينا عندما انفتح الباب فجأة ودخل آرثر وهو يهتف بغضب أرعبنا بتلك الكلمات.. وجعل تلك الطفلة تستيقظ من نومها وهي تصرخ برعب..

 

نظرت إلى آرثر المصدوم بفزع.. وعرفت من نظراته أنه سمع حديثي بكامله مع سولينا.. وعرفت أن ابني آرثر لن يسامحني أبداً على إخفاء هذه الحقائق عنه طيلة هذه السنوات.......

 

انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©