رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. البارت رووعه كما عودتينا هافن 💗 سلمت يداكي 🌹🌹🌹اعتقد إن بانكشاف حقيقه جوي خطيبه أرثر و هروب فيكتور ستتصاعد الأحداث 🔥 🔥🔥

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      ونعم الأحداث سوف تشتعل الآن

      حذف
  2. سلمت يداك هافن كالعادة بارت مميز ونتمنى عقوبة مميزة لجوي و أشد منها بكثير لفيكتور وأوقات جميلة ورومانسية لسولينا وارثر ❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ يا قلبي لأنكِ أحببتِ البارت والأحداث
      سنرى ما طلبته قريبا عزيزتي.

      حذف
  3. جميل تسلم ياغالي ❤❤❤

    ردحذف
  4. صحيح فعلتك بشعه ارثر لكن لاتقارن نفسك مع ذلك الحقير فكتور....عملك الان جعل سولي تشفى وتسامحك.
    فيكتور بالعكس انت لاتعرف مع من لعبت  وأدخلت نفسك في مشكله نهايتها موتك ايها السافل.
    حبيبتي سولي لو فقط تركزين قليلا سوف ترين السيد ارثر قد غرق في حبك وحبكم سوف يرى النور في الوقت المناسب عندما تشفي فعلا جسديا ونفسيا سوف تشاهدين ارثر ثاني سوف ترين ارثر الحقيقي.
    😂😂😂😂😂 ماكس انت رائع وانتقامك أروع ههههههه وخاصه بذلك الحقير ههههههههه.
    ارثر سوف تكون ابأ رائع 😁😁 أنها طفله اعتني بها جيدا هي وسولي.
    ايفلين فوق ماانتي حقيرة هههههههه غبيه أيضا هل تتوقعين بفعلتك ارثر سوف يتأثر هههههههه ولكن لا تقلقي سوف تدفعين الثمن.
    جوي 😂😂😂😂😂😂😂😂 لقد انتهيتي الان.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي على هذه الرسالة الجميلة وما كتبته
      أحببت جدا رسالتكِ قلبي
      وأتمنى أن تنال الأحداث القادمة إعجابكِ.

      حذف
  5. البارت قمةفي الروعة و الحلاوة 😘😘😘

    ردحذف
  6. كالعادة رغم ان الرواية شارفت على الانتهاء الا ان افكاركِ الجنونية لا تنتهي (ما شاء الله) 🖤✨

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36 - الطفلة



الطفلة








 

آرثر جيانو**

 

 

كنتُ أنظر إلى ملاكي بنظرات حنونة وعاشقة بينما كنتُ أراقبها وهي نائمة بعمق بجانبي.. لم أتجرأ على الاقتراب منها ومُعانقتها.. ولم أتجرأ على وضع رأسها على صدري حتى لا أجعلها تستيقظ..

 

مسدت يدها برقة ثم رفعتها وبدأت بتقبيل أناملها واحداً تلو الآخر.. أغمضت عيناي وفكرت بعذاب.. إلهي.. لو تأخرت لثانية واحدة فقط كان ذلك الحقير امتلكها..

 

لقد جُن جنوني عندما رأيته على وشك أن يدخل عضوه الذكري القذر النجس بها.. أردت قتله بكلتا يداي ولكن أنينها المرتعب هو ما أوقفني عن فعل ذلك..

 

فتحت عيناي ونظرت إلى وجهها بحزنٍ عميق.. ملاكي كم ظلمتكِ وكم كنتُ أحمق وألمتكِ.. رفعت يدي اليسرى والتي كانت ترتجف ومسدت بعطف وحنان على خصلات شعرها المُنسدلة.. وأزلت خصلات المتناثرة على مساحة وجهها لتتضح لي معالمهُ الشاحبة والمُنهكة..

 

تنهدت بحزن.. وهمست بصوتٍ مُنخفض

 

" أنا أعرف ملاكي.. أعرف جيداً.. مهما فعلت ومهما توسلت إليكِ لن تسامحينني أبداً.. ولكن أنا أترجاكِ كي ترفقي بقلبي لأنه يعشقكِ ملاكي.. سأفعل أي شيء لأعوضكِ عن كل ما فعلتهُ بكِ سابقًا.. وسأفعل المستحيل حتى تسامحيني.. وأعدكِ لن أيأس أبدا حتى أنال غفرانكِ لي وأكسب حبكِ و... "

 

صوت رنين هاتفي الخليوي قاطع حديثي.. سحبت يدي بخفة من يدها وأخرجت هاتفي لأرى أن المتصل ليس سوى ليون.. عقدت حاجبي وتلقيت المُكالمة.. وسألتهُ بسرعة وبهمس

 

" ليون.. ماذا هناك؟ "

 

سمعتهُ يتنفس بسرعة.. وأجابني بنبرة غريبة

 

( أنا آسف صديقي لأنني من سيخبرك بهذا الخبر.. لقد هرب فيكتور.. لم نجد ذلك الحقير في الغرفة.. ونحن نطوق المكان ونحاول البحث عنه حاليا )

 

نظرت بصدمة أمامي.. وغضب عنيف هز كياني.. ولم أستطع السيطرة على غضبي إذ صرخت دون أن أشعر بملء صوتي

 

" كيف واللعنة لم تجدوه في الغرفة؟!!!... كيف هرب ذلك الحقير دون أن تنتبهوا له؟!!!... "

 

وعندها شعرت بجسد سولينا ينتفض وما هي سوى لحظات حتى امتلأت السيارة بصراخاتها المُرتعبة..

 

نظرت إليها بقلق وسمعت ليون يقول باعتذار

 

( آسف آرثر.. لقد استطاع الهروب ذلك الحقير.. سوف نجده و... )

 

قاطعت حديثه وصرخت بحدة

 

" لا تتصل بي مجددا إلا عندما تجدونه وترميه داخل السجن "

 

أنهيت المُكالمة ونظرت إلى ملاكي بحزن وقلبي اعتصر ألما وخوفا عليها.. اقتربت منها ورفعت جسدها المرتعش ووضعتها على حضني ثم أمسكت وجنتيها بيدي ورفعت رأسها.. ورؤيتي لدموعها زادت من ألم قلبي..

 

تنهدت بقوة وهمست بحزن

 

" توقفي عن البكاء سولينا.. أنا هنا بجانبكِ.. ولن أترككِ أبداً.. سوف أحميكِ مهما كلفني ذلك.. ولكن أرجوكِ توقفي عن البكاء.. لن أسمح له من الاقتراب منكِ بعد اليوم.. ثقي بي ملاكي "

 

أزلت يدي عن وجنتها ثم حضنتها بقوة بذراعي كأنني أخبرها عن تواجدي بقربها وأن لا تخاف أبداً من ذلك اللعين فيكتور..

 

ازداد بكائها المرير وصوت شهقاتها كانت تزيد من ألم قلبي.. شعرت بالندم لأنني نسيت نفسي وصرخت عندما عرفت أن ذلك القذر قد هرب.. والآن أصبحت ملاكي تعرف بهروب فيكتور.. وذلك ليس جيداً.. فصحتها متدهورة أصلا وهذا سيساهم في تأزمها أكثر..

 

لعنت نفسي للمرة المليون على فعلتي تلك.. وفجأة اعتلت علامات الحيرة والدهشة ملامح وجهي عندما عانقتني سولينا بشدة ودفنت وجهها في صدري وبالكاد سمعت صوتها الهامس وهي تقول

 

" لا تتركني.. أرجــ.. أرجوك "

 

إلهي هي تتوسل إليّ حتى لا أتركها.. أنا أحقر من فيكتور بمليون مرة.. فلقد فعلت بها الفظائع  ومع ذلك ها هي تطلب مني كي لا أتركها.. عانقتُها بتمُلك وتنهدت بأسى وأجبتُها بصدق

 

" لن أترككِ أبداً ملاكي.. ثقي بي لو سمحتِ.. سأحميكِ من الجميع.. خاصةً مني "

 

كنتُ أضمُها إلى قلبي وأمسح على ظهرها بحنان.. وبحزنٍ عميق كنتُ أستمع إلى بكائها وشهقاتها...

 

 

فيكتور**

 

استيقظت وأنا أتأوه بألم على صوت صفرات الإنذار لسيارات الشرطة والتي تقف أمام قصري.. لقد باغتني ذلك القذر آرثر وحطم أنفي ومنعني من تحقيق حُلمي.. سوف أُنهي حياتهُ الملعونة بيدي..

 

وقفت وأخذت منديلا ومسحت دمائي بغضب ثم رفعت سحابة بنطالي وأمسكت قميصي واقتربت من الخزانة وأخرجت سترة سوداء.. ارتديت ملابسي وخرجت بسرعة من الغرفة ولكن قبل أن أخرج لفت نظري مسدس به كاتم للصوت على الأرض.. ابتسمت بخبث وحملت المسدس ووضعته على خصري وهمست بوعيد

 

" آرثر جيانو.. سوف أقتلك بمسدسك اللعين.. انتظر وسترى "

 

ابتسمت بشر ثم صعدت إلى الطابق الثالث ودخلت إلى مكتبي.. فتحت الخزنة وأخرجت حزم المال ووضعتها بجيوب سترتي ثم وقفت أمام لوحة وأزحتها وكبست الزر في الحائط وفتحت الباب السري..

 

ههههههه.. آرثر الغبي.. إنه حقاً غبي إن ظن أن باستطاعته الإمساك بي ويرميني في السجن.. هههههه.. أحمق عن صحيح.. كان عليه أن يقتلني عندما سنحت له الفرصة.. ولكنه أغبى مما ظننت..

 

أزحت اللوحة وأعدتُها لمكانها ودخلت الممر وأغلقت الباب وبدأت أنزل السلالم حتى وصلت إلى الباب الذي يؤدي إلى الغابة.. أخذت الدراجة النارية والتي كنتُ أحتفظ بها هنا لحالة طارئة كهذه.. وذهبت وأنا أتوعد بالجحيم لذلك اللعين آرثر جيانو..

 

وبدأت بوضع خطة جديدة لأستعيد بها سولينا.. لأنها لي.. لي وحدي.. وإن لم تكن لي لن تكون لأحد غيري...

 

 

آرثر جيانو**

 

ترجلت من السيارة وأنا أحمل سولينا بذراعي.. كانت تتشبث بقميصي وكأنها طوق نجاتها.. ولم يغب عن ذهني صوت أنينها الضعيف وتنفسها الغير المُنتظم..

 

دخلت شقتي وأمرت بهدوء

 

" رون أشعِل الأضواء "

 

" حاضر سيدي "

 

أجابني رون وعلى الفور شعرت بجسد سولينا يتشنج وعرفت السبب.. ابتسمت برقة وكلمتُها بهدوء قائلا

 

" لا تخافي ملاكي.. لا يوجد أحد هنا.. إنه رون نظامي الإلكتروني.. سوف أُسجل نبرة صوتكِ في النظام حتى يستمع لأوامركِ أيضا.. ونحن هنا في شقتي الخاصة ولا أحد يجرؤ على دخولها من دون إذني.. لذا لا تقلقي "

 

استرخى جسدها وسمعتُها تتنهد براحة.. مشيت بهدوء ودخلت إلى غرفة نومي.. وضعتها برفق على سريري وما أن هممت لأبتعد عنها أمسكت سولينا ذراعي اليمنى بيديها وقالت بصوتٍ مهزوز

 

" أنا أريد أن أستحم لو سمحت.. أريد أن أزيل لمسات ذلك القذر.. عن.. عن.. جسدي.. و.. و.. "

 

شعرت بالغضب وبالنار تحرق قلبي وكياني.. لقد تأخرت بإنقاذها.. إلهي لا!!.. لقد فعلها.. فعلها وهي لم تعترف لي بذلك حتى لا أقتله..

 

جلست بجانبها وعانقتها بشدة ووضعت رأسها على كتفي وبدأت أمسد شعرها بيدي حتى أجعلها تستريح..

 

نظرت أمامي بتوتر وسألتها بنبرة هادئة لمحاولة معرفة إن كانت مخاوفي صحيحة واغتصبها ذلك الحقير وهي لم تعترف لي بذلك.. أنا أعرف أنني أنقذتها منه اليوم ولكن ما شغل بالي.. هل فعلها في الأمس؟!!..

 

" أرجوكِ ملاكي.. أريحي قلبي وأخبريني الحقيقة.. هل.. هل فعلها؟.. هل لمسكِ في الأمس عندما خطفكِ؟.. أخبريني الحقيقة ملاكي.. أرجوكِ "

 

وعندما حركت رأسها بالرفض تنهدت براحة وبدأت بتقبيل رأسها قبلات لا تحصى ولا تُعد.. وشكرت اللّه بداخلي لأنه لم يسمح لذلك الحقير فيكتور بفعل ذلك بملاكي..

 

ابتعدت عنها قليلا ونظرت إلى عينيها والتي أصبحت ذابلة من كثرة البكاء.. مسحت دموعها بأصابعي برقة وهمست بحنان قائلا

 

" ملاكي.. سامحيني لأنني تأخرت ولم أنقذكِ بسرعة.. وسامحيني لأنني ظلمتكِ و.. ولأنني سرقت عذريتكِ بطريقة متوحشة ومُقرفة.. سامحيني لأنني ظلمتكِ وألمتكِ كثيراً "

 

رفعت سولينا عينيها وتأملتني بنظرات حزينة ألمتني جداً.. لم استطع النظر إلى عينيها الحزينتين ورؤية الحزن والألم بهما..

 

أغمضت عيناي وهمست بألمٍ كبير قائلا

 

" أعرف بأنكِ لن تستطيعي نسيان ما فعلتهُ بكِ ومسامحتي.. ولكن أتمنى أن يأتي يوم وتُسامحيني به على كل ما فعلتهُ بكِ "

 

وقفت ونظرت أمامي بتوتر وتابعت قائلا بغصة أليمة

 

" سوف أُجهز لكِ الحمام لتستحمي.. وعندما تنتهين اندهي لي حتى أساعدكِ "

 

رأيت احمرار طفيف على وجنتيها وعرفت بأنها خجلت.. انحنيت قليلا وقبلت وجنتيها برقة وابتعدت عنها ودخلت إلى الحمام..

 

بعد دقائق.. رأيتها تتأمل الغرفة.. اقتربت منها ورأيتها تنظر إليّ بضياع وببعض الخجل.. حملتها بحركة سريعة ودخلت بها إلى الحمام.. وضعتها برفق على الكرسي وأغمضت عيناي وقلت لها بنبرة حزينة

 

" انا حقا آسف بسبب ما فعلتهُ بكِ.. آسف لأنني كنتُ وحشا معكِ.. آسف لأنني ظلمتكِ.. آسف على كل ما مررتي به بسببي.. وأسف لأن ذلك الحقير قد خطفكِ.. ولكن أتوسل إليكِ دعيني أعوضكِ وأُكفر عن كل ذنوبي التي اقترفتُها بحقكِ.. اسمحي لي بتعويضكِ ولو قليلا "

 

نظرت إليّ بحزن وبدأت تبكي.. كانت دموعها تنهمر كالشلال من عينيها.. شاقة طريقها حول محيط بشرتها الناعمة... تأملتني سولينا بنظرات جعلت قلبي يحترق من الألم.. وهمست قائلة من بين شهقاتها

 

" لا.. أريد.. أن.. "

 

قلبي اعتصر من الوجع عليها وعلى نفسي.. هي لا تريد مسامحتي.. لم أعد قادرا على سماع صوت بكائها وشهقاتها أكثر.. لأنني أشعر بأن فؤادي يتمزق معها في كل ثانية..

 

قاطعتها قائلا بحزن

 

 " اهدئي.. أنا أتوسل إليكِ لتهدئي كي لا تمرضي أكثر.. توقفي عن البكاء ملاكي.. ولا تجهدي نفسكِ بالتفكير.. سيتغير كل شيء.. أعدكِ بذلك.. والأن سوف أستدير حتى تزيلي سترتي عنكِ وغطاء السرير.. وعندما تنتهين سأغمض عيناي وأحملكِ وأضعكِ في حوض الاستحمام.. وعندما تنتهين اندهي لي لأساعدكِ "

 

وفعلت كما قلتُ لها.. وعندما انتهت من الاستحمام دخلت ورفعت جسدها وأنا أحاول جاهدا حتى لا أنظر إلى جسدها الجميل.. ساعدتُها بارتداء روب الاستحمام الخاص بي وجلبت لها احدى قمصاني لكي ترتديها ثم سرحت لها شعرها رغم اعتراضها.. وحملتها ووضعتها على السرير وعندما أردت النهوض لأذهب لكنني تفاجأت بها عندما أمسكت بيدي ﻭ منعتني من الذهاب..

 

نظرت إلى عينيها بدهشة إذ رأيت نظرات الترجي والخوف بداخلهم.. نظراتها كانت تخبرني بعدم الذهاب وأن أظل برفقتها..

 

ابتسمت لها بوسع وقلت لها بنبرة حنونة حتى أُبعد عنها مخاوفها

 

" لن أترككِ.. سأنام على الأريكة هنا "

 

ولكن لدهشتي قالت بسرعة

 

" لا تبتعد.. أرجوك "

 

نظرت إليها بحيرة إذ لم أعرف كيف أتصرف.. هي تريدني أن أنام بجانبها.. إلهي هذا قمة العذاب لي.. كيف تريدني أن أنام بجانبها؟!.. لن أستطيع كبت رغبتي بها.. الرحمة...


 

سولينا**

 

كنتُ خائفة أن يتركني ويذهب.. لم أرد أن يبتعد عني أبداً.. عندما طلب مسامحتي منذ قليل أردت ان أخبره أنني لا أريده أن يتوسل مسامحتي له ولا أريده أن يذكرني بمعناتي الآن.. ولكنه قاطعني ولم يسمح لي بالتكلم..

 

وحاليا بسبب حبي له أفكاري مشوشة ولا أستطيع التفكير بشكلٍ صحيح.. وعندما أراد تركي أمسكت بيده برجاء وتوسلت إليه بعيني كي لا يبتعد ويتركني.. وطلبت منه حتى لا يبتعد عني..

 

اكتشافي بأن فيكتور مارسن قد استطاع الهروب هزني بالكامل.. أصبح كابوساً مُرعباً لي..

 

زفرت براحة عندما أزال قميصه عنه واستلقى بجانبي على السرير وأسدل الغطاء على جسدينا.. أمسكت بيده كي أتأكد بأنه لن يتركني ويذهب عندما أنام.. ولكن لدهشتي الكبيرة قربني إليه ووضع رأسي على صدره..

 

لم أخف منه بل على العكس شعرت بالراحة بينما كنتُ أستمع إلى دقات قلبه الرتيبة.. وطوقني بذراعه الأخرى..

 

لا أدري سبب تصرفه هذا رغم أنه يكرهني.. ولكنني فقط أحسست بالسعادة وبالأمان والدفء لقربهُ مني.. هو الوحيد الذي لم أعد أهابه رغم أنه يظل جلادي ومعذبي..

 

ولكن حبي له يجبرني على الاحتماء به.. حبي له والذي لن يعرف به أبداً.. حبي له لن يرى النور أبداً.. وغفوت وأنا أتمنى بحزن  لو أنني التقيت به بطريقةٍ أخرى.. لو أن الزمن لم يغدر بي.. و يا ليته صدق براءتي منذ البداية كان كل شيء قد تغير بالتأكيد...



غابرييلا**

 

 لقد مضى يومين وأنا موجودة في قصر ماكس.. هذا القصر الذي قمتُ بالتوقيع عن تنازلي عليه.. هذا القصر الجميل حبيبي كتبه باسمي سابقا كهدية لزفافنا.. إنه أكثر من رائع..

 

عرفت من الخدم أنه تم تعينهم للاهتمام بالقصر قبل زفافنا بأسبوع منذ خمس سنوات ونصف.. وعرفت بأن ماكس لم يخطو دعسة واحدة به بعد يوم زفافنا الذي لم يكتمل..

 

كنتُ في غرفة النوم الرئيسية وهي أجمل غرفة رأيتها في حياتي.. أنا سعيدة جدا لأنه أرسلني إلى هنا.. عندما استيقظت في الصباح بعد انهياري في تلك الليلة رأيت نفسي في هذه الغرفة وتملكني الرعب لظني بأن ماكس سلمني إلى رودولف..

 

ولكن لدهشتي عندما فتحت باب الغرفة لم يكن مقفلا.. وعندما تجولت في القصر عرفت فوراً أنه يعود إلى ماكس.. لأنني رأيت لوحة كبيرة له في الردهة مما أراحني..

 

صحيح كنتُ حرة في التجول في كامل القصر ولكن كان ممنوعاً عليّ الخروج منه أو استعمال الهاتف الذي تم إخفائه في جميع الغُرف..

 

تعرفت على الخدم وخاصة على لورا.. إنها فتاة رائعة.. أحببتها كشقيقة لي ورغم رفضي القاطع بأن لا تناديني سيدتي لم توافق.. أظن بسبب ماكس فهم يهابونه بشدة إذ عرفت بذلك عندما أخبرتني لورا بأن ماكس في أخر مرة أتى بها إلى القصر كان في يوم زفافه.. ولكنهم ارتعبوا منه لأنه حطم جميع أثاث القصر في ذلك النهار.. وعرفوا السبب عندما نشرت الصُحف الخبر عن فضيحة الزفاف..

 

وسمعتها بغصة وهي تشتم الفتاة التي تخلت عن ماكس في يوم زفافه وكانت السبب بتعاسته.. ولم أستطع أن أعترف لها بأنني هي تلك الفتاة.. لم أرد أن تكرهني هي وجميع العمال في القصر..

 

ولكن ما يشعرني بالقلق أنني لم أرى ماكس ولم يُكلمني طيلة هذه الفترة.. هل هو بخير؟!.. هل أمه عرفت بأنه عرف مكاني ومنعته من رؤيتي؟!. وما أرعبني أكثر خوفي على شانتال شقيقتي.. هل جين والدة ماكس نفذت تهديها لي؟!..

 

" سيدة غابرييلا.. لقد اتصل السيد ماكس منذ قليل وطلب أن تتجهزي لأنه سيأتي بعد نصف ساعة إلى القصر.. وأعلمني بأنه سوف يأخذكِ معه.. وعليكِ أن تتأنقي.. ولقد أرسل لكِ هذه الملابس حتى ترتدينها "

 

أفقت من شرودي ونظرت إلى لورا بخوف وسألتها بتوتر

 

" هل.. هل قال لكِ إلى أين سيأخذني؟ "

 

ابتسمت لورا بحنان وقالت

 

" لا سيدتي.. لم يفعل.. ولكن السيد طلب مني.. لا بل أمرني لأساعدكِ لتتجهزي بسرعة "

 

هنا انتبهت إلى الثوب الرائع والذي كانت تحمله بيدها وسمعتها تقول

 

" لقد تم ارسال هذا الفستان لكِ خصيصا من أشهر دور الأزياء مع حذائه "

 

ابتسمت برقة وتركتها تساعدني.. وعندما انتهت.. نظرت بدهشة إلى انعكاس صورتي في المرآة.. لقد تغيرت جداً وأصبحت أشبه نساء المجتمع المخملي..

 

شكرتها وخرجت من القصر والقيت نظرة عليه وهمست بدهشة وبإعجاب

 

" ياه.. إنه رائع "

 

القصر كان يتألف من ستة طوابق وله بوابة ضخمة وثلاث بوابات في محيطه.. وتحيط به البساتين وبيت خاص بالعمال وبيت للبستاني.. حول هذا القصر ساحة واسعة وحوض للسباحة.. ومدخل القصر الرئيسي من الجهة الشرقية عبارة عن ممر مبنيّة فيه مقاعد حجرية مزينة بزخارف حجرية رائعة الجمال مخصّصة لجلوس الحراس..

 

جلست على درجة أمام المدخل أنتظر وصول ماكس بفارغ الصبر..

 

ثواني قليلة رأيت سيارة ماكس تقترب من القصر.. ثم وقفت السيارة أمامي ورأيت ماكس يترجل منها وبدأ يتأملني بنظرات مُندهشة ثم تحولت إلى إعجاب واضح..

 

ابتسمت بخجل وشعرت بقلبي سيخرج من قفصي الصدري لسرعة دقاته..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36 - الطفلة


اقترب مني وأمسك بيدي وساعدني لأقف.. أخفض رأسه وقبل يدي برقة وعلى الفور شعرت بتيار كهربائي يسير في كامل أنحاء جسدي..

 

" تبدين رائعة غابي.. جميلة جداً "

 

احمرت خدودي من جراء الخجل.. ونظرت إلى يده التي ما زالت تمسك بيدي.. وهمست بحياء

 

" شكراً لك.. أنتَ كذلك تبدو وسيماً "

 

تأملني بنظرات غريبة ثم وضع نظراتهِ الشمسية على عينيه وابتسم برقة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36 - الطفلة

 

وقال بحزن مُصطنع

 

" فقط وسيم؟.. قلبي يتألم الآن "

 

ابتسمت بخجل واحمر وجهي أكثر ولم أعرف بما سأجيبه..

 

قهقه ماكس بمرح ثم فاجأني إذ أمسك معصمي وجذبني إليه وعانقني بحنان.. ثم قبلني على جبيني برقة وهمس قائلا

 

" لون الأبيض يليق بكِ غابي.. يظهر لون عينيكِ ويزيدكِ رونقا جميلتي "

 

ابتعد عني وساعدني بالدخول إلى السيارة في المقعد الخلفي وجلس بجانبي ولكنه التزم الصمت ولم يكلمني طيلة قيادته للسيارة..

 

نظرت إليه بطرف عيناي أتأمله.. وتأوهت بداخلي بهيام بسبب جماله الأخاذ.. كان يبدو في قمة الجمال والرجولة في ملابسه السوداء العصرية.. ثم نظرت إلى وجهه.. لاحظت بأنهُ شارد بأفكاره.. وهذا ما جعلني أشعر بقليل من الخوف بسبب عدم معرفتي إلى أين أنا ذاهبة وخاصة لأنه لم يحاول النظر إليّ والتكلم معي..

 

بعد حولي نصف ساعة وصلنا إلى المدينة ووقفنا أمام مبنى المحكمة.. نظرت إليه بدهشة وسألته بقلق

 

" ماكس.. لماذا نحن هنا؟ "

 

نظر إليّ بتوتر ثم بجمود وقال بنبرة جادة

 

" غابي.. أمي عرفت بأنني رأيتكِ و... "

 

ارتجف جسدي بأكمله من الرعب ودون تفكير أمسكت بيده وقاطعت حديثه هاتفة بفزع

 

" لا.. شانتال في خطر.. أتوسل إليك ساعد شقيقتي.. احميها من أمك.. سأفعل أي شيء تطلبهُ مني.. ولكن أرجوك احميها.. أرجــ.. "

 

سحب ماكس يده من قبضتي ورفع يديه وأمسك بهما وجنتي برقة.. ثم رفع رأسي ونظر في عمق عيناي الدامعتين وقاطع حديثي قائلا برقة

 

" هش.. اهدئي.. لن يصيبها أي مكروه.. هذا إن وافقتِ أن نتزوج الأن "

 

جحظت عيناي ونظرت إليه بدهشة كبيرة.. وعندما كنتُ على وشك أن أعترض تابع ماكس قائلا بسرعة

 

" قبل أن تعترضي.. لقد فكرت مالياً بالموضوع غابي.. أنا لن أستطيع حمايتها لمدى العمر.. سوف يأتي يوم وتنفذ أمي تهديدها وما وعدتكِ به.. والحل الوحيد لأحمي شقيقتكِ هو بأن نتزوج مدنيا.. حاليا.. إن تزوجنا الآن لن تستطيع أمي لاحقا أذيتها.. بل لن تتجرأ على فعلها "

 

أغمضت عيناي بعجز وفكرت.. إنه مُحق.. هو لن يضمن لي حماية شقيقتي إلى الأبد من أمه الحقودة.. وزواجي به هو الحل الوحيد والأنسب..

 

لن أنكر أنه حلمي أن أتزوج من ماكس وأصبح له لمدى الحياة رغم كل ما فعله بي في الأسابيع الفائتة.. ولكنني سامحته لأني أعشقه بجنون.. يا ليتَ عرضه للزواج بي مجددا كان بطريقة أخرى وبظروف مختلفة..

 

ماكس عرض عليّ الزواج ليحمي شقيقتي فقط..

 

فتحت عيناي ونظرت إليه بحزن وهمست قائلة بألمٍ كبير

 

" ألا يوجد طريقة أخرى تحمي بها شقيقتي دون أن أُجبرك على الزواج بي؟ "

 

نظر إليّ بخيبة أمل ثم أبعد يديه عن وجهي وقال بجدية

 

" عليكِ أن تعرفي أن لا خيار آخر لدينا.. إما الزواج أو تنال أمي من شقيقتك "

 

فرت دمعة حزينة من رُكن عيني ومسحتها بسرعة.. إنه مُجبر على الزواج مني.. إلهي.. هل هذا ما يحزنني الآن؟!!.. أنه أُجبر على هذا الزواج حتى يحميني ويحمي شقيقتي؟!..

 

نظرت إليه بحزن وانكسار ولم أستطع التفوه بحرف فأشرت له برأسي موافقة.. تنهد ماكس براحة وهو يبتسم برضا.. ثم أمسك يدي وقال بنبرة حنونة

 

" هيا لندخل إلى المبنى.. القاضي ينتظرنا "

 

 ترجلت من السيارة ودخلت برفقة ماكس إلى المبنى..

 

كنتُ أقف أمام القاضي الذي زوجنا منذ قليل وقام بتسليمي وثيقة الزواج وهو يبتسم بسعادة.. شكرته بهمس ثم نظرت بغصة إلى الخاتم الذي وضعه ماكس في أصبعي..

 

إنه نفس الخاتم الذي صممه من أجلي.. من أجل زفافنا السابق.. لقد احتفظ به كل تلك السنوات.. ولكن الذي جعلني أشعر بألمٍ أكبر هو أنه ألبسني خاتم الخطوبة في يدي اليمنى والذي أرسلته له مع الرسالة في ذلك النهار اللعين.. لقد احتفظ بالخاتمين..

 

خرجنا من المبنى ودخلت السيارة وأنا أشعر بالخجل والسعادة.. فرغم ظروف زواجنا إلا أنني سعيدة لأنني أصبحت غابرييلا باين..

 

 

ماكس باين**

 

لم يكن أمامي خياراً آخر سوى أن أكذب عليها بخصوص شقيقتها حتى ترضخ وتقبل بالزواج.. لم أستطع أن أخبرها أن أهلها سافروا خارج البلاد منذ زمن.. لقد فكرت ماليا والحل الوحيد لتوافق عليه غابي كان أن أستخدم شقيقتها كعذرٍ لي..

 

ولقد نجحت.. فأخيراً غابرييلا خاصتي أصبحت لي وإلى الأبد.. والآن حان الوقت لأنهي حساباتي مع الجميع وخاصة ذلك القذر رودولف.. وصلنا أمام قصري الأخر في العاصمة وترجلت من السيارة ولكنني طلبت من غابي أن تنتظر قليلا في السيارة حتى أطلب منها الدخول...

 

دخلت القصر وكلمت حراسي

 

" أين هما؟.. وهل استيقظ ذلك القذر؟! "

 

أجابني دانيال رئيس حرسي الشخصي

 

" إنهما في الصالون كما أمرتَ سيدي.. أما رودولف فقد استيقظ منذ بعض الوقت.. وكل شيء جاهز سيدي كما أمرت.. والطبيب مايكل هنا أيضا وهو ينتظرك في مكتبك "

 

ابتسمت برضا تام.. وكلمت حُراسي

 

" رائع.. كل واحد منكم يعرف ما يتوجب عليه فعله الآن "

 

دخلت إلى الصالون ونظرت ببرود وباشمئزاز تام إلى والداي.. وقفت أمي بسرعة وابتسمت بسعادة ثم اقتربت وعانقتني بقوة وهي تقول

 

" ولدي الحبيب.. اشتقتُ إليك كثيراً..  "

 

لم أُبادلها العناق مثل عادتي.. وظلت ملامح وجهي خالية من أي تعبير.. وعندما انتبهت لجمودي وعدم مبادلتي لها العناق ابتعد عني وهي تنظر إليّ بدهشة..

 

ولكن والدتي جين نظرت إلى والدي برعب عندما هتف بغضب على رجالي

 

" ما اللعنة.. أبعد يديك عني أيها القذر.. ماكس!.. بُني.. ما الذي يحدث هنا؟!!.. أطلب من رجالك أن يبتعدوا عني بسرعة "

 

نظرت جين إلى والدي والذي كان يحاول تحرير نفسه من رجالي والذين أمسكوا بذراعيه بإحكام.. تأملتني جين بعدم الفهم.. وسألتني بنبرة حادة

 

" ماكس.. ما الذي يحدث هنا؟!!.. لماذا جميع رجالك هنا؟.. ولماذا ثلاثة منهم يمسكون والدك؟.. أبعدهم عن والدك وبسرعة "

 

نظرت إليها بحدة.. ثم نظرت إلى والدي بقرف واقتربت منه ووقفت أمامه.. وهتفت بحقد وبغضب

 

" أبي.. أوه لا الكلمة الصحيحة هي جيوف.. فأنتَ لا تستحق أن أناديك بأبي.. وكذلك والدتي العزيزة.. أقصد جين "

 

اقتربت أمي ووقفت بجانب والدي ونظرت برعب إليّ.. وسألتني بتوتر

 

" ما الذي تقوله ماكس؟!.. هل جُننت؟.. كيف تخاطبنا بهذه الطريقة؟!.. نحن والديك وعليك أن تحــ.... "

 

قاطعتها هاتفاً بغضب أعمى

 

" ليس لي الشرف بأن تكونان والداي.. لقد حطمتم ابنكم الوحيد.. وجعلتموني أعيش بتعاسة لأكثر من خمس سنوات.. كيف تجرأتم على فعل ذلك بي؟!.. أنا ابنكم الوحيد من لحمكم ودمكم ولم تهتموا بي وبما قد يحصل لي بعد فعلتكم الشنيعة تلك.. "

 

توقفت عن الصراخ وسحبت نفساً عميقاً وتابعت هانفاً بغضب

 

" دمرتما حياتي بكاملها.. ودمرتما حياة حبيبتي لأجل مصالحكم اللعينة.. نحن لم نكن أغنياء في الأصل ومع ذلك لم نكن بفقراء.. ولكنني أنا من جعلتكما تعيشان بالبذخ والرفاهية التي تعيشونها الآن.. لأنني عملت منذ مراهقتي بجُهد وتعلمت وتخرجت من الجامعة.. وكنت أبيع تصميماتي لمعظم المحلات حتى استطعت مفتح أول متجر لي.. فعلت كل شيء لإسعادكم.. ولكن بالمقابل دمرتم حياتي وحياة حبيبتي غابرييلا.. "

 

توقفت عن التكلم ورأيت وجه أمي يصيبه الشحوب.. أما والدي جيوف توسعت عينيه بذعر وتأملني بنظرات مُرتعبة..

 

نظرت إليهما باشمئزاز.. وتابعت قائلا بحقد

 

 " بالمُقابل دمرتم المرأة الوحيدة التي أعشقها.. ودمرتم حياتي بكاملها "

 

نظرت إلى جيوف وهتفت بوجهه بحقد وبغضب جنوني

 

" ماذا فعلتَ لابنك الوحيد جيوف باين؟.. دمرتهُ بنفسك..  طلبتَ من ابن خالتي القذر كي يخطف  حبيبتي ويغتصبها "

 

شهقت جين برعب وبدأ جسدها يرتجف.. نظرت إليها وهتفت بتعاسة

 

" وأنتِ.. أنتِ الذي يجب أن تكوني الأم الصالحة والحنونة.. دمرتني.. دمرتِ ابنكِ الوحيد ووقفتِ بعيداً تُشاهدين كم يتعذب ويتألم.. ذهبتِ قبل ليلة من زفافي برفقة رودولف وهددتِ غابي وسمحتِ لابن شقيقتكِ القذر باغتصاب حبيبتي في يوم زفافنا.. أي أم تفعل ذلك بابنها وبحبيبته؟.. أي أم أنتِ؟.. أنتِ لا تستحقين لقب الأم.. ولا تستحقين أن تكوني أم "

 

توسعت عينيها برعب بينما كانت تنظر إليّ بفزع.. ابتسمت بمرارة وتابعت قائلا بهدوء

 

" لقد خسرتما ابنكم الوحيد بسبب قذارة أفعالكم.. لن أسامحكم لمدى العمر.. فأنتما لا تستحقان المسامحة "

 

نظرت إليهم بقرف ورأيت نظراتهم المُرتعبة.. إذ عرفا الآن بأنني اكتشفت الحقيقة..

 

سمعت والدتي تقول بهدوء تام

 

" إذا.. لقد عادت إليك تلك المُعدمة الساقطة.. وأخبرتك بما فعلناه "

 

تملكني غضب جنوني لم أستطع السيطرة عليه.. اقتربت منها بسرعة وأمسكت ذراعها وهززتها بعنف وصرخت بكامل قوتي

 

" إياكِ أن تنعتيها وأمامي بتلك الكلمة مرة أخرى.. إنها أشرف منكما.. واشكري اللّه بأنكما أهلي.. مع الأسف.. وإلا كنتُ قتلتكم وأخفيتكما من الوجود "

 

شحب وجهها بشدة وحررت ذراعها بقرف وانا ألهث من الغضب.. وتابعت قائلا بحدة

 

" لقد أوقفت جميع حساباتكم المصرفية.. لن أقوم بعد اليوم بصرف دولاراً واحداً عليكما.. كما الأن يتم إخراج مقتنياتكم من قصري الذي تسكنون به.. ولا أريد رؤيتكما بعد اليوم.. لا أريد أي صلة بكما.. لقد خسرتما ابنكما الوحيد وإلى الأبد "

 

حاولت جين الاقتراب مني والتكلم ولكن أشرت بيدي لحارس ليقترب بسرعة ويمنعها من الاقتراب مني.. أمسك بها حارسي ورأيت جين تبكي.. ولكن قبل أن تتكلم قلت لها ولـ جيوف بتصميم

 

" لقد انتهى كل شيء الآن.. أنتما خسرتما ابنكما الوحيد وإلى الأبد.. وهذا عقاب تستحقانه.. عندما تخرجان من قصري سوف تجدون حقائب ملابسكم أمام الباب.. خذوها وانصرفوا على الفور.. ولكن قبل ذلك أريدكما أن تأخذا معكما حيوان لعين.. لذلك سوف أستضيفكم لبعض الوقت هنا حاليا.. والآن أعذروني يجب أن أذهب "

 

وما أن استدرت لأغادر هتف جيوف برجاء

 

" ماكس.. ابني.. لا تفعل ذلك بنا.. سامحنا أرجوك.. لقد أخطأنا.. سامحنا "

 

التفت ونظرت إليه ببرود.. وأجبته بحدة

 

" الندم لن ينفعكما الآن "

 

أبعدت جين الحارس عنها واقتربت وجثت أمامي وقالت وهي تبكي

 

" سامحني ماكس.. كنتُ غبية.. لقد شعرت بالخوف عليك منها.. هي فقيرة ومحبة للمال.. هي لم تحبك في يوم.. لقد قبلت بمبلغ المال الكبير الذي قدمته لها حتى لا تذهب إلى الزفاف.. لذلك سمحت لـ رودولف بمعاشرتها.. هي امرأة ساقطة.. هي... "

 

" يكفي... "

 

صرخت بجنون عليها وأمسكت كتفيها ورفعتها بغضب وهززت جسدها ثم صرخت بجنون

 

" ما زلتِ تكذبين.. إلهي.. أنتِ هي الطماعة ومحبة للمال والسلطة.. أنا أقرف من نفسي لأنني ناديتك طيلة حياتي بأمي.. أنتِ لستِ أم.. أنتِ شيطانة.. لا أريد رؤية وجوهكم لثانية واحدة أمامي.. وإلا أمرت بعدم إعطائكِ مجوهراتكِ العزيزة على قلبكِ أيضا.. لقد كنتُ كريما معكما بما يكفي وتركت لكِ بعضا منها.. ولكن صدقيني إن تفوهتِ بكلمة واحدة مسيئة عن حبيبتي لن أترك لكِ شيئاً حتى ملابسكِ "

 

نظرت إليهم بسخط وهتفت بحدة

 

" ولن تخرجوا من هنا إلا عندما أسمح بذلك.. الوداع  "

 

خرجت من الصالون وأمرت حارسي ليذهب إلى مكتبي ويطلب من مايكل بأن يرافقه.. واتجهت إلى القبو لأرى ذلك الحيوان رودولف.. وبينما كنتُ أبتعد سمعت جين تصرخ بلوعة وهي تنادي باسمي وتطلب السماح مني.. ولكن قلبي تحجر نحوهما وهما السبب بذلك..

 

دخلت إلى القبو ورأيت مايكل وصديقي الكاتب العدلي وبعض من حراسي يقفون وسط القبو بينما ذلك القذر رودولف مربوط على الكرسي وهو يبكي برعب..

 

اقتربت من الكاتب العدلي وسألته

 

" هل قام بتوقيع جميع المستندات على تنازله بكل أملاكهِ لي؟ "

 

ابتسم بوسع وسلمني ملف.. وقال بثقة

 

" لقد فعل ذلك.. ماكس.. الأن جميع الأملاك أصبحت لك.. وهذه أوراق تنازله عن جميع أملاكه بما فيها الفندق والقصر وحساباته المصرفية بأكملها "

 

نظرت برضا إلى الملف ثم فتحته وتأكدت من توقيعات ذلك القذر.. ثم نظرت إلى أحد رجالي وأمرته بهدوء

 

" أعطني الحقيبة "

 

اقترب مني وسلمني الحقيبة وسلمتها بدوري إلى الكاتب العدلي وقلت له شاكراً

 

" أشكرك صديقي.. وهذا عربون شكري لك.. ولا تقلق هو لن يتفوه بحرف.. لأنهُ في الأصل كل ما يمتلكه هو من عرق جبيني.. يمكنك الذهاب صديقي "

 

أخذ الحقيبة وشكرني بسرور وذهب.. نظرت إلى مايكل وسألته

 

" هل جلبتَ حقيبتك؟ "

 

تأملني مايكل بنظرات الاستحسان وقال بجدية

 

" نعم.. ولكن هل أنتَ متأكد بأنك تريد فعل ذلك به؟ "

 

وقفت أمامه وأجبته بصدق

 

" لن أتراجع عن قراري.. لن أستطيع أخذ حق غابي منه بالقانون.. لذلك سأحكم عليه بعدالتي.. هو يستحق كل ما سيحصل معه.. لذلك أتمنى أن لا تُشفق عليه لأنه لم يُشفق عليّ ولا حتى على غابرييلا "

 

تنهد مايكل بخفة.. ثم أومأ موافقا.. استدار وبدأ يخرج أدواته من حقيبته.. ثم أمسك بإبرة واقترب من رودولف ورفع كم قميصه وحقنه بالإبرة.. بينما ذلك اللعين كان يصرخ ويحاول فك قيوده ولكنه فجأة هدأ وبدأ يتوسل ببكاء قائلا

 

" ماكس.. ماذا ستفعل بي؟.. أرجوك لا تؤذيني.. أتوسل إليك سامحني.. أمك هي السبب.. هي من أقنعتني بخطف غابرييلا وشقيقتها من فندقي.. خالتي هي من طلبت مني أن اغتصب حبيبتك.. لقد كانت فكرة والدك أيضا.. سامحني أرجوك.. لا تؤذيني "

 

نظرت إليه بقرف وهتفت بحقدٍ كبير

 

" اخرس أيها القذر.. فأنتَ مُجرد حيوان لا قيمة له.. كما أنا أقوم بإهانة الحيوانات لأنني وصفتك بهم "

 

أمرت رجالي بحدة

 

" كمموا له فمه فأنا لا أريد سماع صوته القذر.. وفكوا قيوده وضعوه على السرير حتى يبدأ مايكل بعمله.. أظن قد بدأ مفعول المُخدر "

 

وفعلوا كما أمرتهم وبعد أن وضعوا رودولف على السرير أزالوا عنه بنطاله وسرواله الداخلي وكبلوا يديه وساقيه..

 

انتظر مايكل ربع ساعة حتى تأكد من أن المخدر أخذ مفعوله على جسد رودولف.. ثم نظر إليّ وقال

 

" أشكرك ماكس لأنك سمحتَ لي بتخديره أولا.. هو صاحٍ ويستطيع سماعنا.. ولكنه لن يشعر بالألم.. سوف أبدأ الآن بالعملية "

 

ابتسمت بوسع.. وأجبته بصدق

 

" أنتَ صديقي طبيب.. وقلبك لم يطاوعك بأن تخصي ذلك اللعين دون أن تخدره.. لذلك فقط وافقت.. وليس شفقة عليه كي لا يتألم.. هيا ابدأ باستئصال خصيتيه "

 

جلست على الكرسي وبدأت أُشاهد بسرور وبسعادة مُطلقة مايكل يُجري عملية استئصال الخصيتين لذلك القذر.. هذا كان انتقامي منه.. أن أجعلهُ فقيرا كما كان وأجعلهُ شبه رجل.. فهو يستحق ذلك..

 

عندما انتهى مايكل شكرته ونظرت إلى ذلك القذر والذي كان يبكي بتعاسة.. أزلت شريط الاصق عن فمه وقلت له بسخرية

 

" أهلا بك يا شبيه رجل.. الآن لن تستطيع أن تغتصب أي فتاة بريئة بعد الآن.. أوه وكيف نسيت!!!.. ههههه.. أنتَ يا أخي العزيز لن تستطيع معاشرة أي فتاة بعد الآن.. هههههه.. توقف عن البكاء.. على الأقل لستُ بقاتل.. ولم أنهي حياتك القذرة هذه.. سوف تخرج برفقة جين و جيوف بعد قليل "

 

استدرت وأنا أضحك على بكائه المرير وطلبت من حراسي بإدخال حبيبتي إلى القصر....

 

 

غابرييلا**

 

لقد مضى وقت طويل وأنا أجلس هنا في السيارة مثل الحمقاء وشعرت بالحرارة تلفني رغم أن المكيف الخاص بها كان شغال.. لماذا تأخر ماكس بالقدوم؟!!.. ماذا يفعل؟!..

 

حاولت فتح الباب لكنه كان مقفل.. تأففت بملل وطرقت على الزجاج الفاصل وعندما فتحه السائق سألته بقلق

 

" افتح الباب لو سمحت.. أريد الخروج "

 

أجابني باحترام دون أن ينظر إليّ

 

" آسف سيدتي.. لكن لدي تعليمات بعدم السماح لكِ من الخروج من السيارة إلا عندما يأمر السيد بذلك "

 

واغلق الزجاج بعدها.. نظرت بحزن أمامي وهمست بتوتر

 

" ماكس.. فاذا تفعل؟ "

 

لقد تخشب جسدي من الجلوس.. وبعد مرور ساعة أخرى كان صبري قد نفذ.. وما أن هممت لأصرخ على ذلك السائق انفتح باب السيارة فجأة ورأيت أحد الحراس أمامي وأردف قائلا

 

" السيد يطلب حضورك سيدتي "

 

تنهدت براحة وخرجت من السيارة وتبعت الحارس.. دخلت ورأيت ماكس بانتظاري في الردهة.. اقترب وأمسك بيدي وقبلها بنعومة وهو ينظر بهيام إلى عيني.. ثم قبل جبيني برقة وابتعد ووقف بجانبي وأمسك بيدي اليسرى وطلب من حراسه قائلا

 

" أجلبوهم "

 

انكمش جسدي من الرعب عندما رأيت جيوف وجين يقفان أمامي.. ولكن الذي أرعبني أكثر رؤيتي لـ رودولف.. لقد كان يتم جره من قبل حارسين وهو يبدو أنه لا يستطيع المشي.. نظرت إلى ماكس برعب وحاولت افلات يدي من يده والهروب إذ ظننت أنه سوف يسلمني لهم.. ولكنه أحكم امساك يدي وهمس بنبرة حنونة

 

" لا تخافي حبيبتي.. هم لن يستطيعوا أذيتكِ بعد الآن "

 

كلماته أرسلت الطمأنينة إلى عقلي.. واقتربت منه أكثر أحتمي به.. ولكنني لم أستطع النظر إليهم.. ولكن لدهشتي الكبيرة سمعت ماكس يقول

 

" قبل ذهابكم نهائيا خارج حياتي.. أريد أن أعرفكم على زوجتي وحبيبة قلبي.. غابرييلا بلوم باين.. لقد تزوجنا صباحا زواجا مدنيا.. ولكنني أخطط لعمل زواج أسطوري لها قريبا.. أوه.. وطبعا أنتم لستم مدعوين إلى زفافنا "

 

نظرت إلى ماكس بدهشة كبيرة ثم إلى اهله عندما سمعت جين تشهق برعب.. كان والده منحني الرأس وأمه تنظر بدهشة ودموعها تسيل بكثرة على وجنتيها الشاحبتين.. وذلك اللعين رودولف توقف عن بكائه وبدأ ينظر إلى ماكس بصدمة كبيرة..

 

ثم قال ماكس بحقد

 

" لقد كنتُ كريما معكم واشتريت الشقة التي كانت تستأجرها وتسكن بها حبيبتي طيلة هذه الفترة.. لقد أصبحت مسكنكم الحالي.. وسوف أتكرم أكثر وأجعل سائقي يرسلكم إلى هناك.. والآن أعذروني فأنا عريس جديد ويجب أن نلحق بالطائرة أنا وحبيبتي من أجل شهر العسل.. وخاصة لأن زوجتي لا تحب رؤية وجوهكم المقرفة أمامها "

 

ووسط ذهولي الكبير استدار ماكس وأخرجني من القصر بينما لم يفتني سماع بكاء والدته ونحيبها المؤلم.. وفي طريقنا إلى المطار سألت ماكس عن ما فعله بهم.. وعندما أخبرني ورغم ظلمهم الكبير لي إلا أنني شعرت بالشفقة عليهم..

 

 

آرثر جيانو**

 

استيقظت وفتحت عيوني على أجمل ملامح ملائكية قد تراها عيني.. ابتسمت لا إراديا ونظرت إلى ملامح وجهها.. وظللت لفترة زمنية شاردا في ملامحها وتفاصيل وجهها الرائع..

 

رفعت يدي اليسرى وبدأت ألمس بشرتها مرورا بجبينها ثم بحاجبيها ثم عينيها وأنفها وصولا إلى شفتيها الكرزيتين..

 

اقتربت دونَ شعور مني طابعا قبلة دافئة على وجنتها.. حتى أنني فقدت رشدي و اقترب وقبلتها قبلة رقيقة على شفتيها.. ابتعدت عنها مجبرا نفسي وسحبت يدي بهدوء من أسفل رأسها ثم وقفت بهدوء مماثل حتى لا أجعل ملاكي النائمة تستيقظ من نومها العميق..

 

اتجهت إلى الحمام لأستحم ثم دخلت الغرفة والقيت نظرة على ملاكي لأراها ما زالت نائمة بعمق.. ارتديت ملابسي ثم خرجت بهدوء ودخلت إلى المطبخ لأجهز الفطور بنفسي.. فهذا أول ما تعلمته عندما سكنت بمفردي هذه الشقة..

 

وعندما انتهيت.. أمسكت هاتفي واتصلت بستيف.. وسمعتهُ فوراً يقول

 

( صباح الخير سيدي )

 

سألتهُ بسرعة

 

" ستيف.. هل تم القبض عليه؟ "

 

سمعتهُ يُجيبني

 

( آسف سيدي.. لا أثر له حتى الآن.. والسيد ليون يقول لك أنه لن يهدأ حتى يجده.. وسيدي هناك أمر آخر يجب أن تعرفه )

 

كورت قبضتي بعنف وسألته

 

" ما هو هذا الأمر ستيف؟.. تكلم.. "

 

أجابني بسرعة قائلا

 

( ابنة ذلك الحقير لم تتوقف عن البكاء منذ أن استيقظت.. وهي تنادي باستمرار تريد والدتها.. إنها خائفة سيدي هل تريدني أن أرسلها إلى قصر السيدة هايلي؟ )

 

نظرت أمامي بشرود وتذكرت بأنني طلبت من ليون في الأمس بأن يُسلم ابنة ذلك الحقير لرئيس حراسي.. وطبعا ستيف جلبها معه إلى المبنى الذي أمتلكه..

 

سألتهُ بهدوء

 

" أين هي الطفلة الآن؟ "

 

أجابني بسرعة بأنهُ وضعها في غرفة الحُراس هنا في المبنى.. ثم عاد وسألني إن كنتُ أرغب بإرسال الطفلة إلى قصر والدتي هايلي.. تنهدت بقوة وأجبته

 

" لا.. إياك أن تفعل ذلك.. أنا لا أريد أن تعرف والدتي بشيء حاليا.. تبا هذا ما كان ينقصني.. ابنة ذلك الحقير.. أرسلها إلى شقتي حاليا.. واطلب من رجالي بجلب الممرضة إريكا إلى هنا في أسرع وقت "

 

قال ستيف بدهشة

 

( حسنا سيدي.. كما تأمر )

 

طبعاً شعر ستيف بالدهشة.. يحق لهُ ذلك.. فالجميع يعرفون بأنني لا أسمح لأحد بالدخول إلى شقتي.. ولكن من أجل سولينا سأفعل أي شيء.. وربما وجود تلك الطفلة معها و إريكا قد ينسيها ألمها قليلا.. أنهيت المكالمة وقررت تسخين الطعام لاحقا عندما تستيقظ سولينا..

 

وجلست بهدوء على الأريكة أنتظر وصول تلك الطفلة والتي ستكون مزعجة مثل والديها.. ثواني قليلة سمعت طرقات خفيفة على الباب.. أمرت رون بفتح الباب ورأيت ستيف يدخل وبرفقته طفلة جميلة جداً..

 

نظرت بحدة إلى الطفلة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36 - الطفلة

 

ورأيتُها تتأملني بخوف ثم اختبأت خلف ستيف وبدأت تبكي.. نظرت إلى ستيف بحدة عندما قهقه بخفة.. ولكنه توقف بسرعة وحمحم بتوتر.. ثم قال بهدوء

 

" لقد أخفتها سيدي بنظراتك.. ربما يجب أن تتأملها بنظرات أخف حدة قليلا "

 

قلبت عيناي وأمرته بحدة

 

" يمكنك الانصراف الآن "

 

غادر ستيف الشقة بينما الطفلة وقفت أمامي ترتعش من الخوف وتبكي.. حاولت أن أنظر إليها بنظرات أخف حدة كما طلب مني ستيف لكنني لم أستطع.. تباً لا أحد يلومني.. فهي ابنة ذلك اللعين فيكتور..

 

تنهدت بقوة وأمرتُها بحدة

 

" اقتربي.. وتوقفي عن البكاء "

 

ولكن لدهشتي الكبيرة تأملتني الفتاة بفزع وفتحت فمها وصرخت بذعر وبدأت تبكي بشكلٍ غريب..

 

شعرت بالارتباك.. وقلقت بأن تجعل هذه الطفلة سولينا تستيقظ من نومها.. وقفت بسرعة وحملت الطفلة وركضت بها إلى المطبخ وأغلقت الباب..

 

الفتاة أصبحت ترتجف برعب بين ذراعاي.. تنهدت بقوة ثم ضممتُها إلى صدري ومسدت شعرها الأشقر وهمست برقة

 

" توقفي عن البكاء.. لن أؤذيكِ.. هيا أيتها الصغيرة.. توقفي عن البكاء.. إن فعلتِ ذلك سوف أعطيكِ قطعة كبيرة من الحلوى "

 

لدهشتي الكبيرة توقفت الطفلة عن البكاء ومسحت دموعها ثم قالت ببراءة

 

" هل لديك حلوى بالشوكولا سيدي؟ "

 

نظرت إليها بدهشة كبيرة ثم ضحكت من أعماق قلبي.. والطفلة الصغيرة بدأت تضحك معي..

 

عندما توقفت عن الضحك نظرت إلى وجهها بحنان وأجبتُها بنبرة حنونة

 

" نعم أيتها الصغيرة.. لدي الكثير من الحلوى بالشوكولا "

 

نظرت إليها بذهول تام عندما وضعت يدها على خدي وقالت بخجل

 

" هل يمكنني تناول البعض منها سيدي؟ "

 

تأملتُها بنظرات حنونة وقلتُ لها برقة

 

" بالطبع أيتُها الصغيرة "

 

وسمعتُها بذهول تقول بخجل

 

" اسمي سولينا.. وأنتَ سيدي.. ما هو اسمُك؟.. عمي ستيف قال لي بأنهُ سيأخذني إلى عمي آرثر.. هل أنتَ عمي آرثر؟ "

 

توسعت عيناي بذهول وفكرت بغضب.. أنا عمُها!!.. سأقتل ستيف بنفسي.. لو كان فيكتور الحقير شقيقي كنتُ قتلت نفسي منذ طفولتي..

 

حمحمت بغضب وأجبت الفتاة بنبرة حاولت جعلها هادئة حتى لا أُخيفها

 

" أنا لستُ عمكِ طبعاً.. أقصد لستُ شقــ.. ما أعنيه أنا العم آرثر.. نعم.. أنا هو آرثر.. ولا تُناديني بعمي.. آرثر تكفي.. اتفقنا؟ "

 

خجلت الفتاة واحمر وجهها بكامله.. وسمعتُها بيأس تُجيبني ببراءة قائلة

 

" ولكن نانا آني كانت تقول لي دائماً بأن لا أنادي الكبار في السن بأسمائهم.. فهذا غير لائق "

 

هل أنا كبير في السن إلى هذه الدرجة؟!.. أستسلم..

 

تنهدت بقوة وأجبتُها بينما كنتُ أضعها على الكُرسي

 

" لستُ كبيراً في السن إلى تلك الدرجة أيتُها الصغيرة.. كما لقد سمحت لكِ بأن تُناديني باسمي فقط.. والآن حان الوقت للحلوى "

 

جلست بهدوء أتأمل الطفلة بسعادة وهي تأكل قطعة كبيرة من الحلوى.. تذكرت كيف كنتُ أعتني بشقيقتي غريس عندما كانت طفلة..

 

ولم أستطع منع نفسي من أن أشعر بالعطف نحو هذه الطفلة الجميلة....

 

 

سولينا**

 

استيقظت وحركت كلتا يداي وتنهدت براحة.. فتحت جفوني ببطء لأشهق بقوة عندما رأيت عيون زرقاء تنظر إليّ بتمعن..

 

رمشت بقوة.. وبعد عدة محاولات تأكدت بأنني فعلا أرى أمامي طفلة جميلة جداً..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36 - الطفلة

 

من هذه الطفلة؟!!!.. لقد كانت تنظر إلى وجهي بتمعن وهي متسطحة بجانب السرير وتريح رأسها على الفراش وتنظر إليّ بإعجاب..

 

أنا لا أتخيل.. فأمامي بالفعل طفلة رائعة الجمال لا تتعدى السابعة من عمرها.. غريب هي تشبه أحد أعرفه.. لكن من؟!!..

 

ابتسمت برقة وبدأت أرفع جسدي بذراعي حتى جلست.. وهمست قائلة برقة

 

" مرحبا "

 

استقامت الطفلة بسرعة وابتسمت بسعادة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36 - الطفلة

 

ثم هتفت بحماس

 

" هل حقا أنتِ خالتي كما قال لي عمي آرثر؟ "

 

" هاه!!!.... "

 

شهقت بدهشة ولكن أصابني الذهول عندما صعدت الطفلة على السرير ورمت بنفسها عليّ وعانقتني بقوة وهي تقول بسعادة

 

" خالتي.. أنا أحبكِ جداً.. أنتِ جميلة جداً.. أنا سعيدة جداً لأنني معكِ.. لقد كنتُ أبكي عندما أتيت إلى هنا ولكن عمي الوسيم آرثر قال لي كي لا أخاف.. وأطعمني قطعة كبيرة من الحلوى بالشوكولا.. ثم قال لي بأنكِ هنا وسمح لي بالدخول لأراكِ بعد أن وعدته بأنني لن أبكي إن رأيتكِ.. ماما لم تخبرني عنكِ سابقا.. هل صحيح اسمكِ سولينا مثل اسمي؟ "

 

تشنج جسدي على الفور عندما عرفت من تكون هذه الطفلة.. إنها ابنة بيلا وذلك الحقير فيكتور.. ولكن لم أستطع عدم مبادلة هذه الطفلة لعناقها الحار..

 

وبينما كنتُ أعانق الطفلة فكرت بتعجُب.. لماذا جلبها آرثر إلى هنا؟!!.. ولماذا قال لها بأنني خالتُها؟!!..

 

أبعدت الطفلة عني برقة ونظرت إلى وجهها.. إنها تشبه أمها كثيراً.. وهذا أفضل لأنها لم تأخذ ملامح ذلك القذر.. ابتسمت لها بنعومة وقلتُ لها برقة

 

" نعم صحيح.. أنا خالتكِ واسمي سولينا.. مثل اسمكِ "

 

صرخت الصغيرة بحماس وعانقتني من جديد.. وبدأت بتقبيل خدي الأيمن بقبلات عديدة.. تنهدت برقة وبادلت هذه الطفلة الجميلة العناق.. إلهي.. هذه الطفلة رائعة.. لم أستطع سوى أن أحبها وبسرعة؟؟ ولم أكترث ابنة من تكون.. فهي لا ذنب لها بما فعلاه والديها بي..

 

ابتعدت سولي عني وجلست في حضني وسألتني بحماس وبسعادة

 

" خالتي.. لماذا لم تأتي لزيارتي سابقاً في قصر والدي؟ "

 

شحب وجهي واختفت ابتسامتي بسرعة.. وحتى لا تُلاحظ الطفلة توتري أجبتُها بسرعة وبغصة

 

" كنتُ مسافرة "

 

ابتسمت الطفلة بوسع وسألتني قائلة بحماس

 

" هل أنتِ فعلا حبيبة عمي آرثر؟ "

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة وبدأت أسعل بقوة.. شهقت بعنف وسألت سولي بصوتٍ مُختنق

 

" ماذا قلتِ؟.. من أخبركِ بذلك؟.. طبعاً أنا لستُ حبيبته "

 

تأملتني سولي بنظرات غريبة وقالت وكأنها تتكلم مع نفسها

 

" ولكن سمعت عمي يتكلم عبر الهاتف ويقول حبيبتي هنا.. ربما سمعته بطريقة خاطئة.. "

 

نظرت إليها بحزن وفكرت بأن آرثر كان يتكلم مع خطيبته.. سمعت الطفلة تقول بسعادة

 

" عمي منعني من مُناداته بعمي.. هههههه.. وطلب مني أن أناديه باسمه فقط.. كما وعدني بأنهُ سيجلب لي الكثير من الألعاب إن جعلتكِ سعيدة.. وأنا وعدتهُ بأن أكون هادئة وأجعلكِ سعيدة خالتي "

 

نظرت إليها بحنان وهنا عرفت ما هو سبب وجود الطفلة هنا.. آرثر جلبها إلى هنا حتى يعتني بها.. ولكن هل تم القبض على بيلا!!.. هل اعترفت بما فعلتهُ بي؟.. يبدو ذلك...

 

 

إيفلين**

 

الكره هو كل ما أشعر به نحو الجميع وخاصة نحو ذلك الحقير آرثر.. سأجعله يندم على طرده لي.. وخالي اللعين ليو لم يجب على جميع اتصالاتي منذ فترة.. وطلبت من والدتي أن تتصل به ولكن كل ما قالته لي أن خالي مشغول ولا يريد من أحد أن يزعجه..

 

أسابيع مضت وكنتُ أنتظر بخوف ردة فعل خالي ليو على ما فعلته.. ولكن لحُسن حظي يبدو بأن آرثر جيانو لم يُخبره بما فعلتهُ..

 

واليوم قررت أن أنتقم من ذلك المعتوه آرثر.. لقد رفضني ورفض حُبي له.. سأجعلهُ يندم طيلة عمره على  ذلك..

 

أوقفت سيارة أجرة وأعطيته عنوان تلك الحقيرة وهمست بشر

 

" آرثر جيانو.. تحضر جيداً.. سوف ترى اليوم ما أستطيع فعله.. سأقلب الدنيا رأساً على عقب فوق رأسك الجميل حبيبي.. سأنتقم منك لأنك أهنتني "

 

بعد مدة وصلت إلى وجهتي وطلبت من السائق أن ينتظرني بعد أن دفعت له بسخاء.. ترجلت من السيارة ووقفت أمام منزل تلك الحقيرة جوي بيرس.. لقد أخذت منها موعد بعد أن اتصلت بها في الأمس وأخبرتها أن ما سأقوله لها بالغ الأهمية  ولا أستطيع التكلم على الهاتف.. ولقد تكرمت تلك القذرة وأعطتني موعدا اليوم في منزلها.. فتحت خادمة لي الباب وطلبت مني الدخول وقالت

 

" الأنسة جوي تنتظركِ في الصالون.. تفضلي معي لو سمحتِ "

 

تبعت الخادمة ودخلت إلى الصالون ورأيت جوي تجلس على الأريكة باسترخاء ولم تُكلف نفسها تلك الحقيرة عناء الوقوف واستقبالي بطريقة لبقة.. ضحكت بداخلي لأن استرخائها هذا سيتحول إلى جنون عندما تسمع ما سأخبرها به..

 

تأملتني الحقيرة بعدم الاهتمام وقالت بهدوء

 

" تفضلي إيفلين اجلسي.. وأتمنى أن تخبريني بسرعة عن الموضوع المهم والذي لا يمكنكِ التكلم به عبر الهاتف.. وقتي ضيق ولدي جلسة تصوير بعد قليل.. لو لم تكوني ابنة شقيقة ليو لما وافقت على استقبالكِ "

 

نظرت إليها بحقد وجلست على الأريكة المقابلة لها.. وكلمتُها ببرود قائلة

 

" جيد.. لندخل مباشرةً في صلب الموضوع.. لأنني أيضا يجب أن أذهب إلى مكان آخر.. هل تعرفين من تسكن في جزيرة فينوس؟.. ومن تمتلك قلب وعقل آرثر جيانو الآن وتبعدهُ عنكِ؟ "

 

استقامت جوي بسرعة ونظرت إليّ وهي تعقد حاجبيها.. وسألتني بسرعة

 

" ما الذي تقصدينه بكلامكِ؟!.. من يوجد في جزيرة فينوس؟!!.. تكلمي؟ "

 

ابتسمت بغرور وأجبتُها ببرود أعصاب

 

" هو جلب عشيقته إلى فينوس.. وهو يخبأها هناك كي لا يعرف أحد بها.. وخاصةً أنتِ عزيزتي "

 

وقفت جوي بسرعة وكسى وجهها اللون الأحمر من شدة الغضب وصرخت هاتفة بغضب أعمى

 

" أنتِ تكذبين.. آرثر لا يخونني.. أخرجي من منزلي فورا "

 

وقفت وأمسكت حقيبة يدي وقلتُ لها ببرود

 

" لم تتساءلي لماذا ترككِ في سهرة الافتتاحية.. ولا يُجيب على جميع مُكالماتكِ له؟.. هههه.. سأقول لكِ السبب.. لأن عشيقته سولينا غران كانت مريضة.. وجُن جنونه عندما عرف بذلك وأتى بسرعة ليراها وليكون بجانبها.. ربما تتساءلين لماذا أخبرُكِ بذلك.. لأنني شعرت بالأسف نحوكِ.. فهو يُخطط بفسخ الخطبة ورميكِ خارج حياته.. ويريد الزواج من عشيقته الجميلة.. وقررت إعلامكِ بذلك قبل أن تخسريه.. لذلك أنصحكِ بالتصرف وبسرعة.. الوداع حبيبتي "

 

خرجت من منزلها وأنا أضحك على منظرها المصدوم.. وقررت الذهاب إلى قصر هايلي جيانو..

 

كنت أقف بغيظ أمام بوابة القصر.. فالحراس الملاعين منعوني من الدخول قبل أن تسمح لي السيدة هايلي بذلك.. لم أفهم لماذا كل هذه الحراسة المشددة؟!!.. لقد تأخرت لأسابيع عديدة بسبب أنني كنتُ أضع خطة مناسبة لانتقم من الحقير آرثر.. وكيف سأنتقم من الجميع وخاصة من سولينا غران.. أتمنى ان لا أكون تأخرت كثيرا..

 

تنهدت براحة عندما فتحوا الحُراس البوابة.. وقال لي أحد الحراس

 

" السيدة هايلي سمحت لكِ بزيارتها.. وهي تنتظركِ.. تفضلي أنسة إيفلين "

 

دخلت إلى القصر وعندما رأيت السيدة هايلي تصنعت البكاء وركضت وعانقتُها بشدة وقلتُ لها ببكاء

 

" سيدة هايلي.. لقد ظلمني السيد وطردني بسبب فتاة "

 

أبعدتني هايلي عنها وقالت بحزن

 

" إيفلين.. حبيبتي.. ما الذي تقولينه؟!.. اهدئي أولا.. وتعالي اجلسي بجانبي واخبريني بكل ما حصل معكِ "

 

جلست بجانبها على الأريكة ومسحت دموع وهمية على وجنتاي ولكن فركت عيناي دون أن تلاحظ حتى تحمر ثم نظرت إليها بحزن وكلمتُها بحزن

 

" لقد جلب السيد فتاة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر وتركها في فينوس.. أه لو تعرفين من تكون تلك الفتاة وما فعلته بي وبالجميع.. بعد ذهاب السيد جعلت تلك الفتاة السيدة ليلي تمرض و أكلت عقول الجميع بمن فيهم الشيف ديفيد.. وكانت تخرج من فينوس وتحتفل في جزيرة أخرى.. وهددتني إن أخبرت السيد آرثر بما تفعله سوف تقول له بأنني ساعدتها بذلك.. والسيد عندما علم بخروجها من الجزيرة طردني وقام بطرد الجميع بسببها "

 

تصنعت البكاء بمرارة وهنا أمسكت هايلي بيدي وقالت بحزن

 

" توقفي عن البكاء إيفلين.. وأخبريني الآن من هي تلك الفتاة.. ولماذا جلبها آرثر إلى جزيرته فينوس؟ "

 

نظرت إليها بحزن وأجبتُها

 

" إنها سولينا غران سيدتي "

 

تجمدت نظرات هايلي على وجهي وتأملتني بصدمة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36 - الطفلة

 

ثم وقفت وبدأت تمشي يتوترٍ ملحوظ  ذهابا وإيابا بينما كنتُ أنظر إليها بسعادة إذ لقد حققت مبتغاي الآن.. كانت تهمس بعدم التصديق قائلة

 

" مستحيل!!.. لا!.. لا!.. آرثر لم يفعل ذلك.. إلهي.. ساعدني أرجوك.. "

 

ابتسمت بخبث.. ثم وقفت هايلي فجأة في مكانها ونظرت إليّ بشك وقالت بحدة

 

" إيفلين.. هل أنتِ متأكدة من أنها هي؟.. أعني تلك الفتاة على الجزيرة.. هي سولينا غران "

 

نظرت إليها بحزن مُصطنع وأجبتُها

 

" نعم سيدتي أنا متأكدة.. فالسيد نبهنا جميعُنا منها.. وقال لنا أنه جلبها ليجعلها خادمة في قصره حتى ينتقم منها.. ولكنها كانت تعيش برخاء وكانت ترفض العمل و... "

 

قاطعتني هايلي قائلة بعصبية وبغضب

 

" فهمت.. لقد فهمت.. إيفلين.. يمكنكِ مُغادرة قصري الآن.. سوف أتصرف "

 

خرجت بغيظ ولكن على الأقل فعلت ما خططت له.. وتمنيت لو أستطيع رؤية وجه آرثر جيانو عندما يعلم بأن خطيبته الجميلة وأمه قد عرفا بوجود سولينا في جزيرتهِ الساحرة.. هههه.. على الأقل انتقمت منه ويجب أن أجد الآن رجل غني أحمق أستطيع استغلاله وجعله خاتم في أصبعي الجميل....

 

 

جوي**

 

بعد خروج تلك الحقيرة من منزلي استيقظت من الصدمة وصرخت بغيظ وبغضبٍ كبير.. وبدأت بتحطيم كل ما تراه عيناي أمامي.. وعندما هدأت قليلا أمسكت هاتفي الخلوي واتصلت بذلك الحقير.. ولكنه لم يجب كعادته على اتصالي.. ما به ذلك اللعين لا يُجيب؟.. ربما يجب أن اتصل به على رقمه الآخر.. وهذه المرة استقبل مكالمتي وقال بحدة

 

( ماذا تريدين يا عديمة النفع؟ )

 

قلبت عيناي بغيظ وهتفت بوجهه قائلة

 

" كيف واللعنة فيكتور لم تعرف بأن آرثر جيانو لديه عشيقة؟.. افرح عزيزي.. هو يخطط لتركي وفسخ الخطبة والتزوج من تلك العاهرة عشيقته "

 

صرخ فيكتور بغضب أرعبني

 

( على جثتي.. هو لن يتزوجها أبداً.. فهمتِ؟.. وإياكِ أن تقولي عنها عاهرة مجددا وإلا قطعت لكِ لسانكِ القذر.. وأنتِ أيتها الغبية اكتشفتِ الحقيقة متأخرة.. عديمة النفع عن صحيح )

 

أصابني الذهول بسبب ما قاله.. لماذا يُدافع فيكتور عن تلك العاهرة؟!..

 

نظرت أمامي بحدة وهتفت بعصبية

 

" فيكتور.. لا تجعلني أفقد عقلي.. هل كنتَ تعرف بوجودها ولم تُعلمني بذلك؟ "

 

سمعتهُ يصرخ بنفاذ الصبر.. ثم هتف بغضب

 

( لقد عرفت منذ عدة أيام.. ولم أهتم لأعلامكِ.. فأنتِ عزيزتي لم تعودي تنفعين بشيء.. حتى لتجلبي لي أسرار شريكاته لم تستطيعي فعل ذلك.. وإياكِ أن تصرخي وأنتِ تتكلمين معي.. فأنتِ لا شيء.. مُجرد حشرة غبية.. لقد كنتِ مجرد عاهرة في إحدى الملاهي الليلية؟؟ وأنا من أخرجتكِ من هناك وجعلت منكِ عارضة أزياء مشهورة.. وأنا من تدبر بأن تتعرفي على ذلك الحقير آرثر.. لا تنسي ذلك عزيزتي فأنا أستطيع تدميركِ في دقائق وإعادتكِ إلى الجحيم الذي كنتِ تعيشين فيه.. فأنا ما زلتُ أمتلك شريط مصور يُظهر كيف كنتُ أضاجعكِ بعنف.. وأنتِ كنتِ ترتدين خاتمهُ عزيزتي في أصبعكِ.. وفي الأمس أخذ آرثر حبيبتي مني.. والآن لا تتصلي بي مجددا قبل أن تعرفي إلى أين أخذ سولينا.. هل فهمتِ؟.. وإلا أرسلت الفيديو إلى آرثر ليرى مدى عُهركِ حبيبتي.. الوداع )

 

بلعت ريقي بخوف وقبل أن أُجيبه أقفل الخط بوجهي.. تبا كم أكرهه.. لولا وجود ذلك الشريط الذي يفضحني معه كنتُ ركلته منذ زمن.. ذلك القذر والمُنحط فيكتور لديه دليل قاطع على خيانتي لـ آرثر.. والآن كيف والجحيم سأعرف أين آرثر جيانو يُخبئ سولينا؟!..

 

وعلى الفور لمعت فكرة جُهنمية في رأسي.. وابتسمت بسعادة بينما كنتُ أنظر أمامي بانتصار....

 

 

آرثر**

 

ابتسمت براحة وأغلقت باب غرفتي بهدوء بعدما رأيت ذلك المنظر أمامي.. كنتُ قلق من ردة فعل سولينا عندما ترى ابنة ذلك القذر.. ولكنني لم أندهش عندما رأيت ملاكي تُعانق الطفلة وتتحدث معها بحنان وهي تبتسم بسعادة.. إنها ملاك عن صحيح..

 

وهذه الطفلة المسكينة أصبحت من دون أهل الآن.. وحملت نفسي مسؤوليتها رغم معرفتي أن لا ذنب لي بأفعال والديها.. ولكن هي أيضا لا ذنب لها.. وعندما رأيتها مرتعبة مني لم أستطع أن أكرهها..

 

عاملتُها بحنان مثلما كنتُ أُعامل شقيقتي غريس.. وأخبرت الطفلة عن وجود سولينا.. وقلتُ لها بأن سولينا تكون خالتها وهي هنا بانتظارها.. ولقد أدهشتني تلك الصغيرة عندما عانقتني وقبلت خدي وطلبت مني إدخالها حتى ترى خالتها..


ولكن قبل أن أسمح للطفلة سولي بالدخول إلى غرفة سولينا رن هاتفي وكان المُتصل مايكل.. كان قلقاً عليّ وأراد أن يطمئن إن كنتُ بخير وإن كانت سولينا بخير.. طمأنته عني.. ولكن وبزلة لسان ودونَ أن أنتبه قلتُ له بأن حبيبتي هنا.. وصديقي مايكل لم يتوقف عن الصراخ بسعادة بأنني أخيراً أصبحت رجل يعشق بجنون.. واضطررت لإنهاء المُكالمة بعد أن طلبت منه كتم هذا السر.. ثم بتوتر رافقت الصغيرة إلى غرفة ملاكي..

 

دخلت إلى الصالون ونظرت أمامي.. كانت النافذة الممتدة من الأرض حتى السقف تفتح على شرفة تطل على منظر خلاب للمدينة.. أشعة الشمس كانت تتسلل إلى الغرفة وتضيء وجهي بلطف..

 

خرجت إلى الشرفة حيث كان الهواء النقي يلامس وجهي وجعلني أشعر بالحياة.. لكن الهدوء الصباحي لم يكن كافيًا لكبح عواصف مشاعري الداخلية.. كان قلبي ينبض بشدة.. ورأسي كان مليئًا بأفكاري المُشتتة..

 

رفعت يدي ووقفت بضياع أنظر أمامي


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 36 - الطفلة

 

شعرت بأنني أختنق بسبب مشاعري نحو سولينا.. كانت تلك المرأة الرائعة هي سبب وجودي في هذا المأزق.. كنتُ ضائع بين رغبتي بالانتقام وتحطيم فيكتور وزوجته بيلا.. وكنتُ ضائع بملاكي.. ملاكي والتي جعلتني أكتشف أن الانتقام لا يجلب سوى التعاسة لصاحبه..

 

ولكن الآن أدركت أن هناك شيئًا أكبر من الانتقام يجب أن أسعى إليه.. رغبتي الكبيرة في الانتقام من فيكتور مارسن وزوجته بيلا كانت موجودة في عقلي منذ أن اكتشفت الحقيقة.. لكن رغبتي تلك بدأت تتلاشى تدريجياً بسبب ملاكي..

 

أدركت أن الانتقام لن يجلب لي السعادة ولن يعيد لي ما فقدته.. الانتقام لن يُعيد لي شقيقتي.. ولن يُعيد ما فقدته سولينا.. ولن يُعيد لها سنوات عمرها التي قضتها في السجن..

 

انتقامي من ملاكي علمني الكثير.. أعاد لي إنسانيتي.. ملاكي جعلتني أفهم بأن الانتقام ليس سوى للضعفاء.. وأنا لستُ بضعيف..

 

سولينا علمتني الحُب.. وعلمتني التسامح.. وعلمتني أن لا أتسرع في قراراتي.. والأهم علمتني أن أكون إنسان..

 

قررت أن أترك العدالة تأخذ مجراها ولا أتدخل في حياة فيكتور وبيلا.. كنتُ أعلم أن هذين الشخصين سوف يُعانيان بالفعل من عواقب أفعالهم ولن أحتاج إلى إضافة مزيد من الألم لهما..

 

بيلا و فيكتور سوف يحترقان في الجحيم التي فتحا أبوابها.. بيلا الآن تم القبض عليها.. وسأضع أفضل فريق من المحامين لجعلها تتعفن لمدى حياتها في السجن..

 

أما فيكتور.. يجب أن أجدهُ بسرعة وأُسلمهُ بنفسي للعادلة.. يستحق الإعدام لأنهُ أحرق حياة الكثير من الشباب الأبرياء بسبب تجارته بالمخدرات.. ويستحق الإعدام بسبب ما فعلهُ بملاكي..

 

ولكن أهم من ذلك كله.. قررت أن لا أنتقم منهما بسبب سولينا.. ملاكي.. وحبيبتي سولينا جعلتني أفهم أن الانتقام لا ينفع.. وأن الحقد والكراهية لا يجلبان سوى المزيد من الدمار.. سولينا كانت النور الذي تسلل إلى حياتي المظلمة وألقت بظلالها على كل مشاعري..

 

والآن.. وفي هذه اللحظة الحاسمة.. أقسمت في قلبي أنني سأترك الانتقام جانباً.. وبدلاً من ذلك سأسعى لبناء علاقة مستدامة مع سولينا.. كانت هذه هي الخطوة الوحيدة التي ستؤدي إلى السعادة الحقيقية والشفاء لي ولجروح سولينا العميقة..

 

سأفعل المستحيل لإسعادها.. وسأفعل المستحيل لأجعلها تُسامحني.. وربما في يوم من الأيام قد تفتح لي قلبها وتُحبني..

 

أغمضت عيناي وهمست بحزن وبرجاء

 

" أحبيني ملاكي.. وسامحيني أرجوكِ.. أعدُكِ ملاكي لو تبقى من عمري يوم سأفعل أي شيء لأحصل على مسامحتكِ.. أعشقكِ ملاكي "

 

نظرت أمامي بأمل.. ثم دخلت إلى المطبخ وأنا أبتسم بسعادة وبدأت بتسخين الطعام.. وضعت الطعام على صينية وما أن هممت لأحملها رن هاتفي.. أخرجته من جيب بنطالي ونظرت إلى الشاشة بسعادة عندما رأيت أن المتصل ليس سوى الكولونيل ليون.. يبدوا أنهم أمسكوا بذلك اللعين..

 

ضغطت على الشاشة ووضعت الهاتف على أذني وهتفت بسعادة

 

" ليون.. هل أمسكتم بذلك اللعين؟ "

 

سمعتهُ يُجيبني بغصة

 

( صديقي.. للأسف لا.. لم نفعل بعد.. ولكن أنا أتصل بك لأمر آخر ومهم جدا ومُحير )

 

أغمضت عيناي وشعرت بالقهر.. ثم نظرت أمامي وتنهدت بقوة وسألته

 

" خيراً ليون.. ما هو هذا الأمر؟ "

 

أجابني ليون بسرعة

 

( لن يعجبك أبدا ما عرفتهُ منذ قليل.. لقد راقبت هاتف فيكتور الشخصي وأخذت داتا اتصالاته.. آرثر.. اسمعني جيداً.. ما اكتشفته سوف يصدمك )

 

سألتهُ بتوتر

 

" ليون.. أنتَ تجعلني أتوتر.. تكلم بسرعة.. أخبرني ما الذي اكتشفته؟.. فصبري بدأ ينفذ "

 

سمعتهُ يقول بتوتر

 

( جوي.. خطيبتك.. كانت تتصل بالعميد فيكتور مارسن باستمرار منذ ما يقارب الأربعة أعوام.. أي قبل أن تتعرف عليها بسنة صديقي )

 

نظرت أمامي بدهشة.. وهتفت بصدمة كبيرة

 

" ما الذي تقوله؟!!.. "

 

أجابني ليون بثقة

 

( آسف لإعلامكِ بذلك.. ولكن كما يبدو جوي كانت تتصل به بشكلٍ يومي طيلة هذه الفترة.. الأمر واضح آرثر.. جوي خطيبتك تعمل مع فيكتور بالتأكيد.. وأظن هي على علاقة معه.. ما أعنيه قد تكون عشيقته.. آسفة آرثر )

 

تجمدت نظراتي وتصلب جسدي عندما سمعت ما قالهُ ليون.. وأجبته بسرعة بنبرة هادئة

 

" شكرا لإعلامي ليون "

 

أنهيت المُكالمة ونظرت بشر أمامي.. تلك العاهرة جوي كانت تستغلني طيلة فترة معرفتي بها.. هذا جميل..

 

نظرت باتجاه غرفة نومي وهمست برقة

 

" ملاكي.. اسمحي لي بأن انتقم من تلك العاهرة.. انتقام صغير جداً.. أعدُكِ بأنني لن أؤذيها جسدياً.. وسيكون هذا انتقامي الأخير.. هذا وعد مني لكِ.. في الحقيقة لن يكون انتقام.. بل يمكنني القول بأنهُ استرداد ما هو لي.. لذلك لن أخلف بقسمي الذي أقسمتهُ لنفسي اليوم "

 

ثم نظرت أمامي بنظرات حادة.. وهمست بوعيد

 

" عزيزتي جوي.. سوف أُعيدُكِ إلى الجحيم الذي أتيتِ منه.. لا أحد يستغل ويستخف بـ آرثر جيانو "

 

انتهى الفصل















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©