رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. فيكتور اول شي قتلت اخت ارثر والان خطفت حب حياته تخيل فقط ماذا سوف يحدث لك عندما يجدك هههههههههه صراحه لا تستطيع ان تتخيل ماذا سوف يفعل بك 😂😂 الجحيم قادم لك.
    حبيبتي سولي انتي ملاك ولكن الباقي ليس كذلك واولهم بيلا الغيره والحقد جعلوها تفعل هذا والان هي تدفع الثمن غاليا.
    وقعو بالحب من النظره الاولى والان كل واحد سوف يفكر أنه حبه من طرف واحد.
    ليو ايها الشقي هههههههههه تزوجتها انت سريع جدا.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. أحببت جداً ما كتبته يا قلبي عن الشخصيات
      الله يسلمك حبيبتي
      أتمنى أن تنال إعجابكِ الأحداث القادمة.

      حذف
  2. مبدعة هافن كالعادة لكن ارثر لما لم تقتل فيكتور يبدو أنه هرب وسوف يسبب المشاكل والخوف لسولينا مجددا لكن متأكدة انك ستقتله هذه المرة عليه اللعنة حقا يستحق الموت وسولينا تستحق أن ترتاح وتعيش بأمان وحب معك اتمنى أن يحدث ذلك

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي جميل ما كتبته جدا
      أتمنى أن تنال الأحداث القادمة إعجابكِ.

      حذف
  3. اااااء الفصل يجننننننن، وفيكتور الحيوان لم نتخلص منه، اشكري ربك هيندا احلى عقاب😂😭 آرثر الحقيقي😍....

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لكِ يا قلبي لأنكِ أحببتِ البارت وأجداثه.

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي



ملاكي








 

 

فيكتور مارسن **

 

 

كان فيكتور يجلس في الغرفة الفسيحة المظلمة في قصره.. كان ينظر بفارغ الصبر إلى هاتفه النقال الذي وضعه على الطاولة أمامه.. كان ينتظر اتصالًا مهمًا من رجاله.. الذين كانوا مسؤولين عن مراقبة الجزيرة التي يمتلكها آرثر جيانو.. تمتلك هذه الجزيرة الساحرة الكثير من الأسرار.. وكان فيكتور مستعدًا لفعل أي شيء لكشف تلك الأسرار..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

فجأة.. بدأ هاتفي يرن بصوت عالٍ.. سارعت بالإمساك به ورفعته إلى أذني بسرعة.. وهتفت بلهفة كبيرة

 

" نعم مارك.. تكلم.. هل هي هناك؟.. أخبرني واللعنة "

 

أجابني مارك بصوت متوتر

 

( سيد فيكتور.. راقبنا الجزيرة لفترة أسبوع.. سولينا غران في الجزيرة.. ولكن آرثر جيانو وجميع حُراس أمنه كذلك موجودين على الجزيرة.. كــ.. )

 

رغم شعوري بالسعادة المُطلقة لأنني وجدت أخيراً حبيبتي إلا أن غضب أعمى تملكني عندما عرفت بأن ذلك القذر جيانو ورجاله على تلك الجزيرة.. قاطعتهُ هاتفاً بغضب جنوني

 

" ذلك القذر والحقير.. ما الذي يفعلهُ هناك على جزيرته؟.. هل تستطيعون اقتحام الجزيرة وقتله مع جميع رجاله؟ "

 

أجابني مارك بتوتر

 

( ذلك مُستحيل سيدي.. عددنا قليل.. لن نستطيع اقتحام جزيرته وقتلهم.. أحتاج إلى عدد أكبر من المُسلحين لنتغلب على آرثر جيانو ورجاله.. ثم سيدي.. رأيت شيئاً غريباً على الجزيرة )

 

نظرت أمامي بحقد وهتفت بعصبية مُفرطة

 

" ماذا رأيت؟.. تكلم واللعنة "

 

سمعت مارك يُجيبني بصوتٍ مُرتعش وكأنهُ خائف من ردة فعلي لدى سماعي بما سيقوله

 

( الأنسة سولينا.. هي.. أصبحت.. مُقعدة )

 

كنتُ أنتظر بفارغ الصبر لسماع الأخبار.. ولكن لم أكن مستعدًا لسماع هذا الخبر الصادم..

 

تجمدت نظراتي بذهول أمامي.. وشحب وجهي بعنف.. وأصابتني الصاعقة.. كان هذا الخبر أسوأ مما يمكن أن أتخيله.. سولينا.. حبيبتي.. لم تعد تستطيع المشي..

 

كل شيء تغير في لحظة واحدة الآن.. جميع خطتي انهارت..

 

بلعت ريقي بقوة وهمست بصدمة كبيرة لم أستطع تحملها

 

" لا.. هذا ليس صحيحًا.. كيف حدث ذلك؟.. ما الذي حدث بالضبط؟.. كيف حدث ذلك لحبيبتي؟ "

 

سمعتهُ يُجيبني

 

( أنا لا أعلم بالضبط ما حدث معها.. لكنها لا تستطيع السير سيدي.. وآرثر جيانو لا يتركها بمفردها للحظة واحدة )

 

نظرت أمامي بغضب أعمى وهمست بفحيح

 

" سأجعلهُ يدفع الثمن غالياً ذلك الحقير آرثر جيانو.. هو بالتأكيد من تسبب لها بذلك الشلل.. "

 

ضغطت يدي بقوة على الهاتف وكلمت مارك بثقة

 

" سوف أُدمره.. تابعوا مراقبة الجزيرة عن كثب.. ولا تجعلوا أحد يلاحظكم.. سأجعل آرثر يخرج من جزيرته مع حُراسه.. وحينها سأذهب بنفسي وأجلب حبيبتي "

 

أنهيت المكالمة وابتسمت بشر بينما كنتُ أتصل برئيس العصابة المكسيكي والذي يبيعني المخدرات.. وما أن تلقى مكالمتي طلبت منه أن يُجهز لي أفضل المُقاتلين لديه في أسرع وقت وطبعا مع الكثير من الأسلحة..

 

ورغم أن القذر طلب مبلغاً كبيراً من المال مُقابل هذه الخدمة إلا أنني وافقت بسرعة..

 

وبعدها لفترة ثلاثة أيام فكرت جيداً كيف سأجعل آرثر يخرج من جزيرته مع حُراسه.. وحينها خطرت فكرة جُهنمية في رأسي ستجعل آرثر يضيع ويبتعد عن حبيبتي سولينا لوقتٍ طويل..

 

ونفذت العملية برفقة حراسي.. أحرقت مصنع آرثر جيانو الجديد لتصنيع اليخوت.. ولكن طبعا أمرت بقتل جميع حُراس المصنع لأنني لا أريد أي شهود..

 

وبعدها ذهبت برفقة المسلحين إلى جزيرة فينوس.. اضطررت لأنتظر فترة ستة أيام كاملة حتى أضع خطة ذكية لكيفية مهاجمة الجزيرة..

 

راقبت الجزيرة مع مارك واستطعنا تحديد عدد الحراس وتحركاتهم.. وحتى استطعت معرفة عدد سُكانها..

 

واليوم أعطيت أوامري بالهجوم على جزيرة فينوس.. ووقفت من بعيد أتأمل بسعادة كيف تم قتل جميع حُراس الجزيرة.. رأيت من بعيد أحد حراس آرثر يقتل مارك الغبي.. ابتسمت بخبث وتسللت واقتربت من ذلك الحارس وأطلقت النار عليه ورأيته يسقط على الأرض..

 

وهنا توقف نهائياً اطلاق النار وساد الهدوء على الجزيرة.. نظرت إلى القصر بسعادة وهمست بانتصار

 

" أخيراً سوف تكونين لي سولينا غران "

 

ودخلت إلى القصر وبدأت أبحث عن جناح ذلك القذر.. لأنني كنتُ أعلم بأن حبيبتي هناك.. وما أن دخلت إلى جناحه وقفت ونظرت باتجاه السرير


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

عرفت بسرعة بأن حبيبتي تختبئ أسفل السرير.. فهي لا يمكنها المشي.. كما لا يوجد أحد معها في الغرفة.. ولكن أردت التأكد أولا بأنهُ لا يوجد شخص آخر في الغرفة..

 

وعندما تأكدت بعدم وجود أحد قررت أخذ حبيبتي....

 

 

سولينا**

 

 

كنتُ أجلس على سرير ذلك القذر في غرفة نومه الخاصة في يخته.. وكنتُ ما زلتُ تحتَ تأثير الصدمة مما جرى في الأمس.. وكنتُ ما زلتُ عاجزة عن استيعاب ما قاله لي.. بل ما اعترف لي به..

 

نظرت أمامي بنظرات جامدة.. وسالت دموعي ببطء على وجنتاي


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

كانت لحظات الصمت تُخيم على الغرفة.. فكان الوحيد الذي كان يملأ الهواء هو صوت مياه البحر وهي تلامس جدران اليخت الفاخر..

 

أصبحت الذكريات تقذفني بلا رحمة.. وكان ألمي ينمو كلما تذكرت تلك اللحظة المروعة عندما أخبرني فيكتور بما فعلته بيلا بي.. الفتاة التي كنتُ أعتبرها كصديقة لي.. دمرتني ودمرت حياتي وعائلتي..

 

ضاقت عيناي وتمعّنت في نقاط الجدران بينما كنتُ أحاول التركيز وتذكر كلماته بدقة.. والتي أعدت تردادها في ذهني الآن..

 

وفي هذه اللحظة عندما تذكرت اعتراف فيكتور لم أستطع سوى أن أنهار.. دموعي بدأت تتساقط بلا توقف.. رفعت كلتا يداي وغطيت بها وجهي كمحاولة يائسة لإخفاء حزني ودموعي الساخنة المتألمة.. تمزق قلبي إلى أشلاء.. وكان الألم يعصف بي بلا رحمة..

 

كيف استطاعت بيلا فعل ذلك بي؟!.. ماذا فعلت لها حتى تقوم بتدمير حياتي؟!!...

 

حزن.. حزن دفين أغرق قلبي.. وألم عميق فتك في روحي..

 

شهقت بقوة وحاولت عبثاً لملمة نفسي واسترجاع كرامتي وشجاعتي والتوقف عن البكاء بهستيرية عنيفة.. ولكن شعرت في هذه اللحظات بأنني فقدت الإحساس بأي شيء حولي.. و روحي باتت تحلق عالياً في مكان بعيد عن المكان الذي أجلس فيه الآن..

 

أردت.. بل تمنيت أن أزيل الضعف والخوف والألم النفسي الذي تملك قلبي وعقلي منذ سنوات طويلة لغاية اليوم.. ولكن لم أستطع.. وبات اليأس حاجزا منيعا بنيته بين نفسي وبين الدنيا..

 

العيش بسعادة وراحة البال أصبحا حُلماً لا أمل لي به..

 

أخرجت صورة آرثر من جيب قميص نومي وبدأت ألمس بأناملي المرتعشة وجهه.. ثم أجهشت في البكاء مجددا وأنا أهمس برجاء

 

" أين أنت؟!!!... أرجوك ساعدني.. لماذا تأخرت؟.. لا أحد يستطيع إنقاذي من فيكتور المجنون سواك.. أرجوك سيدي لا تتركني معه.. ساعدني "

 

في هذه اللحظة.. شعرت بأنني عاجزة.. ليس فقط جسديًا ولكن أيضًا نفسيًا.. صحيح بأنني لا أستطيع السير أو الهروب أو حتى السباحة.. لكن الشلل الحقيقي كان في قلبي.. كنتُ الآن أُحتضر ببطء داخل هذا اليخت الذي تحول إلى سجن لا يمكنني الهروب منه..

 

كنتُ أتساءل وأُفكر بيأس كيف أمكن لصديقتي بيلا أن تفعل شيئًا كهذا..  كيف يمكن للخيانة أن تدمر حياتي بهذا الشكل.. كنتُ أشعر بالغضب والحزن.. وفكرت بمرارة إذا ما كان يمكنني في يوم من الأيام أن أغفر وأسامح بيلا على ما فعلته بي وبصديقتي غريس..

 

وسط هذا البحر من الألم واليأس.. جلست على السرير في يخت فيكتور أبكي بحرقة.. ومع كل دمعة تساقطت من عيناي نمت قوة إصراري على مواجهة الجحيم الذي وقع عليّ..

 

شهقت بقوة وتذكرت بألم ما فعله فيكتور في الظهيرة عندما حملني وصعد بي إلى يخته...

 

العودة إلى اليوم السابق**

 

مع كل خطوة كان يبتعد بها فيكتور عن القصر كان قلبي يبكي من الخوف والرعب..

 

دموعي لم تتوقف للحظة عن الهطول من عيناي.. ورعشة جسدي تضاعفت أكثر..

 

سمعت صوت رجل يتكلم مع فيكتور قائلا بتوتر

 

" سيد فيكتور.. لقد رصدت أجهزتنا والرادارات زوارق عديدة قادمة.. يبدوا أنهم خفر السواحل سيدي "

 

شعرت بالسرور لدى سماعي بما تفوه به.. ولكن تشنجت مفاصلي عندما قال فيكتور بنبر ة خبيثة

 

" إنهم هم طبعاً.. لقد فكرت مُسبقا بأن حُراس القذر جيانو قد يطلبون الدعم من الشرطة في جزيرة تايلي.. لذلك سوف نستغفلهم ونذهب من خلف الجزيرة ونذهب بالاتجاه المُعاكس.. أعرف بأننا سنبتعد أكثر عن وجهتنا ولفترة يومٍ كامل.. ولكننا سنكون بعيدين عن حدودهم البحرية ولن يستطيعوا تتبُعنا "

 

شعرت بالإحباط وفقدت الأمل بأن يتم إنقاذي.. وبتعاسة سمعت فيكتور يُتابع قائلا

 

" اطلب من الرجال في اليخت الآخر أن يتبعوا مسارنا.. ثم هل دمرتم كاميرات المراقبة الموجودة على الجزيرة؟ "

 

أجابه ذلك الرجل بسرعة

 

" نعم سيدي.. لقد دمرناها قبل نزولنا من الزوارق.. القناص تدبر أمر تدميرها كلها "

 

أغمضت عيناي برعب ودموع حزينة سالت منها بكثرة.. إذ عرفت أن الشرطة و آرثر لن يستطيعوا معرفة من خطفني.. ولن يستطيعوا إنقاذي أبداً.. يا إلهي!!.. ما هذا الكابوس الذي أعيشه؟!!!.. لا أقوى على منع نفسي من التفكير في الجحيم الذي سيحل بي وأنا بين يدين فيكتور الآن..

 

سمعت بذعر فيكتور يقول بنبرة سعيدة

 

" جيد.. هكذا لن يعرفوا أبدا من اقتحم الجزيرة.. والآن أريد أن أستريح ولا أرغب أن يزعجني أحد "

 

تحرك فيكتور بخطوات هادئة وثقيلة.. ثم دخل إلى غرفة فاخرة.. وكانت على وجهه ابتسامة خفيفة تعكس مدى سعادته..

 

أغلق الباب بعناية وتجول في الغرفة قليلاً.. محاولاً أن يمنح نفسه بعض الوقت للاستمتاع بلحظة الفوز.. ثم.. اقترب ببطء من السرير ووضعني عليه برفق ثم جلس على طرف السرير وقال بصوتٍ هادئ وساحر

 

" سولينا... "

 

اهتز جسدي من الرعب بينما كان فيكتور يتأملني بنظرات أرعبتني بشدة.. حاولت الزحف إلى الخلف بعيدا عنه لكنه أمسك ساقي بيديه ومنعني من الابتعاد عنه.. ورغم عدم شعوري بلمسة يده على ساقي إلا أنني شعرت بالقرف والنفور منه..

 

رأيت بذعر أحرق أحشائي فيكتور ينظر بشهوة واضحة إلى ساقاي العارية بسبب ارتفاع قميص نومي قليلا.. وسألني فجأة بغضب

 

" من فعل بكِ ذلك؟!!.. هل هو ذلك القذر آرثر جيانو؟ "

 

بلعت ريقي بقوة ولم أتفوه بحرف أمامه.. وعندما لم أجيبه أمسك معصمي بشدة وجذبني إليه وهتف بغضب

 

" تكلمي.. هو من فعل بكِ ذلك؟! "

 

ولدهشتي أجبته بتلعثم

 

" لـ.. لا.. لقد.. لقد.. وقـ.. وقعت.. عن.. السـ.. السلالم "

 

لا أعرف لماذا كذبت عليه.. ولكنني فقط لم أرغب أن يكتشف فيكتور الحقيقة..

 

رقت نظرات فيكتور وأزال يده عن معصمي ولمس وجنتي برقة.. وبردة فعل سريعة أبعدت رأسي إلى الخلف بسرعة بعيداً عن لمستهِ المثير للاشمئزاز.. وحركتي تلك لم تعجب فيكتور أبداً إذ تملكهُ الغضب وتسطح فوقي وثبت يداي خلف رأسي بينما كنتُ أتلوى بين يديه وأبكي بخوف..

 

ووسط دموعي وشهقاتي سمعتهُ يهمس بفحيح أرعبني

 

"  لن تُبعديني عنكِ بعد الآن سولينا.. أنتِ ملكي الآن.. لن تذهبي من هنا أبدًا.. أنتِ حلمي.. لي.. إلى الأبد.. "

 

توقف عن التكلم وأنين مُرتعب خرج من فمي عندما قربَ فيكتور وجهه مني وبدأ يستنشق عنقي بطريقة مُخيفة.. أغمضت عيناي بشدة وبدأت أرتعش بجنون..

 

سمعتهُ يُتابع قائلا بلهجة تخفي خلفها السحر والمكر

 

" هل تعرفين كم تعذبت في بُعدكِ عني؟.. في البداية لم أكن أعرفكِ إذ لم أراكِ مُسبقا رغم العمل المشترك الذي كان بيني وبين والدك.. ولكن كنتُ أعرف أن السيناتور سيزار غران لديه ابنة فائقة الجمال.. وعندما عرفت بأنها أصبحت طالبة في جامعتي لتدرس الطب وضعت خطة جميلة تخدم مصالحي.. وهي أن أتقرب منكِ وأجعلكِ تُغرمين بي.. وبعدها أتزوجكِ لأحصل على دعم والدكِ ونفوذه.. "

 

توقف فيكتور عن التكلم وقبلني على عنقي قبلة صغيرة جعلتني أشعر بالغثيان.. وتابع قائلا بنبرة حالمة

 

" ولكن عندما رأيتكِ تدخلين حرم الجامعة في أول يوم.. أبهرتني بجمالكِ ورقتكِ وظننتكِ ملاك.. لا بل أنتِ ملاك سولينا.. ولقد أُغرمت بكِ فوراً.. لقد كان حُب من أول نظرة.. "

 

توقف فيكتور عن التكلم.. ثم صرخة متألمة خرجت من فمي عندما أمسك فيكتور خصلات شعري بقبضته ورفع رأسي بعنف عاليا..

 

نظرت إليه بذعر من بين دموعي ورأيتهُ يتأملني بنظرات غاضبة مُرعبة.. وتابع قائلا بحدة

 

" ولكنكِ كنتِ عنيدة ومُتكبرة.. لم تسمحي لي من الاقتراب منكِ أبداً.. ورفضكِ لي جعلني أغضب بشدة.. لذلك خططت بعد ذهابي من حفلة عيد ميلادكِ بأن أخطفكِ وأجعلكِ تتزوجين بي وبالقوة.. وأهددكِ بقتل والدكِ إن لم توافقي.. ولكن موت تلك الغبية غريس جيانو بجرعة زائدة من المخدرات أفشلت جميع خطتي.. وتلك اللعينة بيلا انتهزت الفرصة "

 

أصبت بالصعق الكهربائي جراء كلماته وتجمدت فجأة ونظرت إلى وجهه بصدمة لا مثيل لها.. ثم شحب وجهي بعنف عندما تابع فيكتور قائلا

 

" تلك الحقيرة بيلا تسللت وتبعتنا في ليلة حفلة ميلادكِ.. وسمعت حديثنا في الحديقة.. ولكن بعد ذهابي سمعت بيلا كذلك حديثكِ مع آرثر جيانو القذر.. ونهار الاثنين عرفت سبب تصرفهِ الحقير معكِ.. فهو كان يشك بكِ بأنكِ من علم شقيقته على تعاطي المخدرات "

 

ارتعش جسدي بعنف وبدأ فيكتور يضحك ضحكة جنونية أرعبتني.. رفع يدهُ اليسرى وداعب خدي برقة بأصابعه.. ورغم أنهُ كان يمسك خصلات شعري بقوة إلا أنني حركت رأسي بعنف لأُبعد أصابعه عن خدي..

 

توقف فيكتور عن الضحك وأمسك عظام فكي بقبضته بعنف جعلني أشهق من الألم.. تأملني بنظرات أرعبتني للموت وتابع بغضب قائلا

 

" آرثر الغبي ظن بأنكِ من كان يبع شقيقتهُ الحمقاء تلك الممنوعات.. وتلك العاهرة بيلا هي من اتصلت به وأخبرته بأنكِ الفاعلة وأنكِ السبب في موت شقيقته "

 

توقف فيكتور عن التكلم ونظر يتمعن إلى وجهي ليرى ردة فعلي.. وكان يحق له فعل ذلك..

 

أخذ فيكتور نفسًا عميقًا قبل أن يتحدث مرة أخرى قائلا بحقدٍ مُخيف

 

" بيلا.. صديقتكِ.. هي من دمرت حياتكِ "

 

لم أستطع تصديق ما سمعته.. شهقت بقوة وارتعشت شفتاي بعنف.. وشحب وجهي أكثر.. نظرت إليه بصدمة كبيرة لم أشعر بها في حياتي كلها.. ارتعشت بقوة أمامه وهمست باعتراض وبإنكار

 

" ماذا تعني؟.. بيلا ليست كذلك.. لقد كانت صديقتي.. لا يمكنها فعل شيء من هذا القبيل.. مستحيل أن تفعل ذلك بي.. من المستحيل أن تكون بيلا هي المسؤولة عن ما حدث لي "

 

تأملني فيكتور بنظرات هادئة.. وقال بثقة

 

" لدي دلائل قاطعة.. سولينا.. بيلا كانت تعمل معي في تجارة المخدرات.. وقد كانت هي التي باعت المخدرات لـ غريس جيانو.. و غريس تناولت جرعة زائدة.. مما أدى إلى وفاتها "

 

انهرت تمامًا عندما سمعت هذه الكلمات.. بدأت دموعي تتدفق بلا توقف بينما كنتُ أنظر إلى فيكتور بصدمة لا مثيل لها.. ورغم إحساسي بأنهُ يقول الحقيقة إلا أن عقلي رفض تصديقها..

 

حرر فيكتور خصلات شعري وفكي من قبضتيه وجلس بهدوء يتأمل ردة فعلي.. شهقت بقوة وهززت رأسي بتردد وهمست بألمٍ كبير

 

"هذا غير ممكن.. أنتَ تكذب.. بيلا لا تستطيع فعل ذلك "

 

قال فيكتور بصوتٍ هادئ ومُريب

 

" لا حبيبتي.. بيلا الحقيرة هي من دمرت حياتكِ.. "

 

رفع يدهُ ووضعها فوق يدي المرتعشة.. سحبتُها بعنف وضممت كلتا يداي على صدري.. تنهد فيكتور بعمق وتابع قائلا

 

" بيلا هي من دمرتكِ ودمرت حياتي كذلك.. وتجرأت بعدها بالدخول إلى مكتبي وتهديدي إن لم أوافق على خطتها ثم الزواج منها سوف تعترف للشرطة بأنني أُتاجر بالمخدرات وبأنها من كانت تبيع هذه الممنوعات في حرم الجامعة.. لقد كانت تملك أدلة ضدي وهددتني بتسليمها للشرطة إن لم أوافق "

 

شحب وجهي بشدة.. وكنتُ تحتَ تأثير الصدمة بسبب اعترافه الذي سمعته للتو.. لدرجة أن عدستا عيني اتسعتا بشكلٍ كبير..

 

تجمد جسدي مثل التمثال دون أية حركة أو ردة فعل.. ولم أستطع أن أرمش.. وظللت لعدة ثواني أنظر بصدمة إلى وجهه لأنني لم أستطع تصديق ما سمعته أذناي..

 

في بادئ الأمر لم أستطع استيعاب أن ما تفوه به ليس سوى الحقيقة.. كمية خفية من الطاقة تسربت إليّ و جعلتني انتفض في مكاني.. وبدأت بهز رأسي بعدم التصديق.. ثم هتفت بوجهه بحرقة قلب

 

" مستحيل.. أنتَ تكذب.. بيلا لن تفعل ذلك بي وبـ غريس.. لقد دافعت عني في المحكمة.. كيف تفعل ذلك إن كانت من وضعني في هذا الموقف؟!!!.. أنت تكذب.. تكذب... "

 

أمسك فيكتور عظام فكي بقبضته وأجبرني على النظر إليه.. وقال بحدة

 

" لا حبيبتي.. أنا لا أكذب عليكِ.. بيلا هي من دبرت هذه المكيدة لكِ لتُبعد الشُبهات عنها وعني.. بعد أن مات والدكِ شعرت الحمقاء بتأنيب الضمير ولم تستطع أن تشهد ضدكِ.. لذلك صدقيني هي السبب بما حصل لكِ ولعائلتكِ "

 

توقف فيكتور عن التكلم وحرر فكي من قبضته.. وتابع قائلا بحقد

 

" بسبب طمعها أرادت الحصول عليّ كذلك.. واضطررت للزواج بها رغم كُرهي لها الكبير.. خاصةً لأنها أبعدتكِ عني.. بسبب خطتها خسرت الملايين لأنني كنتُ شريكا لوالدكِ في عدة مشاريع.. ولكن ذلك لم يؤثر بي.. المهم أنني لم أدخل إلى السجن.. وتجارتي في الممنوعات عوضت جميع خسائري "

 

صدمة تلوى الأخرى والأخرى كنتُ أتلقاها الآن..

 

انفجرت في البكاء بشدة.. لم أستطع تصديق ما سمعته.. ولم أستطع تحمُل هذه الحقيقة المؤلمة.. كانت هذه الصدمة أكبر بكثير مما يمكن أن أتحمله.. فقدت صديقتي غريس.. ثم فقدت والدي الذي كان دائمًا معي وعائلتي الوحيدة.. وفقدت حياتي ومستقبلي.. وفقدت وجزءً من نفسي أيضًا بعد خروجي من السجن..

 

تجمدت حياتها في لحظة واحدة.. تلك اللحظة التي قررت بيلا أن تُدمرني بها..

 

انهرت على السرير أبكي بحرقة.. ورفضت تصديق أن الصديقة التي أحببتُها ووثقت بها قد خذلتني بهذا الشكل ودمرت حياتي وحياة غريس..

 

وبينما كنتُ أبكي وأشهق بشكلٍ هستيري سمعت فيكتور يُتابع قائلا بغرور

 

" لا تبكي حبيبتي.. فقد انتقمت من بيلا شر انتقام.. جعلتُها ترى الجحيم طيلة فترة سجنكِ حبيبتي.. حتى ابنتي من تلك العاهرة قمتُ بتسميتها سولينا.. وذلك لقوة عشقي لكِ.. لو أنكِ تدركين عمق احاسيسي ومشاعري تجاهكِ كنتِ عرفتِ  بأنني أراكِ في كل شيء حولي.. ياه كم أعشقكِ سولينا.. لا شيء يهم بعد الآن.. فأنتِ معي.. ولن يفرقنا أحد سوى الموت "

 

هو مجنون.. فيكتور مجنون.. فكرت بذعر بذلك وبكيت أضعافاً.. حاول لمس ذراعي لكنني أبعدتُها بعنف.. لا أريدهُ أن يلمسني.. ولا أريده بالقرب مني ذلك المُجرم والمجنون..

 

سمعتهُ يتنهد بقوة.. ثم قال بنبرة حنونة جعلتني أقرف منه

 

" ارتاحي حبيبتي قليلا.. فغدا سوف نصل إلى المنزل الذي بينته خصيصاً من أجلكِ.. سوف يعجبكِ.. وبعدها سوف أطلب الطلاق من تلك الحقيرة ونتزوج.. سوف أعوضكِ عن كل شيء ونعيش بسعادة مع أطفالنا "

 

لم يكن ينقصني الآن سوى هوسه وجنونه.. شعرت بالخوف منه.. خوف مزق وأحرق روحي.. وبينما كنتُ أبكي وأشهق بمرارة تمنيت أن يأتي آرثر وينقذني من هذا المُجرم..

 

شعرت بـ فيكتور يقترب وقبل رأسي بخفة.. ثم ابتعد وأطفأ الضوء وخرج من الغرفة.. ولكن ما أن أغلق الباب سمعت أحد رجاله يتكلم معهُ قائلا

 

" سيد فيكتور.. لقد أتيت على وجه السرعة لأُعلمك بخبر لن يسرك أبداً.. آرثر جيانو تحرك أسرع مما نظن "

 

عندما سمعته ينطق اسم آرثر توقفت عن البكاء بسرعة واستمعت بتركيز إلى حديثهم.. سمعت فيكتور يصرخ بغضب

 

" ماذا فعل ذلك اللعين الأن؟.. تكلم "

 

أجابه ذلك الرجل بخوف

 

" رجال آرثر جيانو اقتحموا قصرك في العاصمة.. وخطفوا السيدة بيلا وابنتك سولينا.. سيدي.. زوجتُك وابنتك أصبحا في قبضة آرثر جيانو " 

 

نظرت بصدمة باتجاه الباب.. وفكرت بذهولٍ شديد.. آرثر خطف بيلا و ابنتها!!.. لماذا فعل ذلك؟..

 

مسحت دموعي ونظرت بسعادة أمامي.. إذ عرفت بأن آرثر لن يتركني مع هذا المجنون.. عرفت بأنهُ يريد إنقاذي..

 

ولكن اختفت ابتسامتي بسرعة ونظرت إلى الباب بصدمة لا مثيل لها بسبب ردة فعل فيكتور العجيبة.. إذ شرع يضحك بجنون وعندما هدأ سمعته يقول بلا مبالاة

 

" دعه يأخذهما.. لا أهتم.. سولينا حبيبتي معي وهذا ما يهمني أكثر "

 

شهقت بذعر عندما تفوه بتلك الكلمات.. وعرفت بأن فيكتور فقد عقله تماماً..

 

أجابه الحارس بتوتر

 

" ولكن سيدي الأنسة الصغيرة... "

 

هتف فيكتور بغضب أعمى

 

" اخرس.. لقد قلتُ لك لا يهمني أمرهما أيها الغبي.. واذهب فوراً من أمامي قبل أن أقتلك "

 

ارتجف جسدي برعب ووضعت يدي على فمي أكتم بها شهقتي.. فيكتور ليس طبيعي.. كيف لا يسأل عن ابنته وزوجته؟!!.. إنه مريض.. مريض.. إلهي ساعدني... بكيت وبكيت لساعات حتى غرقت في النهاية بالنوم بسبب إرهاقي الشديد وخوفي...

 

العودة إلى الحاضر**

 

تنهدت بحزن ومسحت دموعي بعد تذكري لكل ما حصل في الأمس.. توقفت عن البكاء ونظرت إلى باب الحمام وتنهدت بأسى.. أريد أن أقضي حاجتي.. ماذا أفعل؟!.. كيف سأهرب منه وأنا كسيحة؟!..

 

لقد استيقظت منذ ساعة ولم أرى فيكتور في الغرفة وهذا ما جعلني أرتاح قليلا فأنا أكرهه ولا أرغب برؤية وجهه المُقرف.. فجأة دخلت فتاة تبدو في الثلاثين من عمرها ووضعت صينية الطعام أمامي وأردفت قائلة

 

" سيدتي.. أنا خادمتكِ الخاصة تامي.. طلب مني السيد فيكتور لأهتم بكِ.. تناولي وجبة الفطور أولا.. وبعدها سوف أساعدكِ بالدخول إلى الحمام والاستحمام.. ليس أمامنا الكثير من الوقت.. فبعد ساعة سوف نصل لوجهتنا وعليّ أن أجهزكِ "

 

نظرت إليها برجاء وتوسلت قائلة

 

" أرجوكِ ساعديني بالهروب.. لقد خطفني.. ساعديني أرجوكِ.. مهما كان المبلغ الذي يدفعه لكِ فيكتور سيدفع لكِ آرثر الضعف إن ساعدتني بالهروب.. أرجوكِ.. ساعديني "

 

جلست على الكرسي بجانب السرير وكتفت يديها وأمرتني ببرود قائلة

 

" عليكِ أن تأكلي.. وتوقفي عن التكلم معي قبل أن أُخبر السيد فيكتور بما طلبتهِ مني "

 

نظرت إليها باحتقار ثم نظرت إلى الصينية و باشرت بتناول الطعام لأنني لم أتناول أي شيء منذ اختطافي أي منذ الأمس.. ويجب أن أكون في أتم الاستعداد لمواجهة ذلك القذر فيكتور...

 

وبينما كنتُ أُراقب تلك المرأة استغليت شرودها وأخرجت صورة آرثر وخبأتها أسفل الوسادة دون أن تلاحظ ذلك تلك الحقيرة تامي..

 

وبعد أن انتهيت من تناول وجبتي أدخلتني تامي إلى الحمام وساعدتني تلك الحقيرة في الاستحمام وساعدتني بارتداء فستان أزرق اللون وسرحت شعري.. ثم ساعدتني بالتسطح على السرير وبدأت فجأة أشعر بالخمول في كامل أنحاء جسدي وجفوني بدأت ترتخي..

 

نظرت إلى تامي بدهشة عندما سمعتها تضحك وقالت قبل أن تخرج

 

" لقد كانت أوامر السيد فيكتور أن نضع لكِ منوما في الطعام.. حتى عندما يرسو اليخت لا تفتعلي مشاكل هو بغنى عنها.. أحلاما سعيدة سيدتي "

 

بعد خروجها سالت دمعة حزينة من ركن عيني.. وبجهد أخرجت صورة آرثر من أسفل الوسادة وخبأتها في سروالي الداخلي ثم أرحت رأسي على الوسادة بأسف وأغلقت جفوني بألم....

 

 

" ما الذي تقوله؟!!... تلك اللعينة زوجتي دخلت إلى قصري الثاني في العاصمة منذ ساعة برفقة آرثر جيانو والشرطة وأدخلتهم إلى مكتبي؟!.. وأين الحراس الحمقى؟.. كيف لم يمنعونهم من الدخول؟.. ماذا!!.. لقد تم القبض عليهم جميعا؟!!!... هو لن يجدني أبداً ولن يأخذ سولينا مني مهما فعل.. أتلف كل الأدلة في مكتبي في الشركة حالا وهرب الأموال النقدية الموجود في الخزنة.. وبعد ساعتين نلتقي في المكتب السري.. هل فهمت؟.. جيد أسرع ولا تخذلني "

 

كان صوت فيكتور يصل الى أذناي وأنا في عالم اللاوعي.. فتحت جفوني ونظرت أمامي.. حاولت الجلوس من الفراش الذي كنتُ نائمة عليه ولكن لم أستطع.. لقد كان الخمول يسيطر على جسدي بكامله..

 

وبعد عناء جلست بصعوبة ونظرت حولي.. وعلى الفور شعرت بالخطر يقترب مني في كل ثانية بينما كنتُ أجلس على هذا السرير الوثير.. القيت نظرة على يميني لأجد أن الظلام كان حالكا جداً وضوء خفيف ينبعث من لمبادير الموجود على المنضدة الصغيرة القريبة من السرير.. كنتُ داخل غرفة تختلف كلياً عن غرفة النوم في يخت فيكتور..

 

فجأة انفتح الباب وتم إشعال الضوء في الغرفة ودخل منه كابوسي المرعب..

 

وقف أمام السرير وتأملني بنظرات جعلتني أرتعش من الخوف


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

ثم قال بنبرة هادئة

 

" لقد استيقظتِ حبيبتي أخيراً  "

 

تأملتهُ بنظرات مُرتعبة وشعرت بالغثيان عندما قال حبيبتي.. اقترب فيكتور عدة خطوات ووقف أمامي وقام بخلع سترته ورماها على الأرض وبدأ يفتح أزرار قميصه ببطء وهو يتأملني بنظرات شهوانية..

 

شهقت بصدمة وأنا أحاول أن أتماسك ولا أنهار وأنا أتخيل العواقب الوخيمة التي من الممكن أن تحدث وأنا مع هذا الشيطان فيكتور في غرفة نومه..

 

حاولت تحريك ساقي لكن دون جدوى.. بدأت بذعر أزحف على السرير أحاول الابتعاد قدر المستطاع عنه.. وهتفت برعب عندما رمى قميصه وبدأ بفك حزام بنطاله

 

" ماذا تفعل؟!!.. ما الذي تريده مني؟!! "

 

قهقه بمرح.. ولكن قهقهتهِ الشريرة أرعبتني.. تأملني بنظرات مُرعبة وقال بهدوء

 

" أريدُكِ سولينا.. لقد مللت الانتظار.. سأحصل عليكِ أخيراً.. سوف تكونين لي.. لقد حلمت كثيراً بهذه اللحظة.. ولكن للأسف لقد سبقني وحصل عليكِ ذلك الحقير آرثر.. ولكن لا بأس.. سأجعلكِ تنسين لماستهِ وقبلاتهِ لكِ.. أنتِ لي.. وأخيرا أنا الذي أهنته أكثر من مرة ورفضتِ حبهُ لكِ لأكثر من مرة.. وركلتِ حُبي لكِ بساقيكِ الجميلتين هاتين.. سأحصل عليكِ وسوف تكونين لي إلى الأبد.. ما أريده هو أنتِ.. وسوف نرى كيف سوف ترفضيني هذه المرة حبيبتي  "

 

" أنتَ مريض "

 

هتفت بذعر بينما كنتُ أزحف حتى وصلت إلى حافة السرير.. ولكن أمسك فيكتور ساقي وبدأ يلمسها ببطء.. صرخت برعب وحاولت إزالة يده عن ساقي ونجحت بفعل ذلك.. ولكنني وقعت بعدها بعنف على الأرض.. تأوهت بألمٍ شديد وبدأت أبكي بفزع عندما شعرت بيديه على خصري وقام برفع جسدي ورماني على السرير وحاصرني بجسده الضخم..

 

لمس كتفي وبأصابعه المُقرفة.. حاولت مقاومته ولكنني فشلت.. بدأت أضربه على صدره بكلتا يداي وأنا أهتف بفزع

 

" لا.. لا.. دعني أيها القذر.. ابتعد عني.. دعني... "

 

حاولت الابتعاد عنه لكنه أمسك بكلتا يداي وثبتهما فوق رأسي بقبضته ثم رمى بثقله عليّ.. كنتُ تحت سيطرته وأنا أحاول الخلاص منه لكنه كان ثقيلاً جداً والخمول الذي أُعاني منه والألم في جسدي بسبب الوقعة حال دون ذلك..

 
أطلقت عدة صرخات مدوية بينما كنتُ أحاول تحرير يداي ولكن دون جدوى.. وعندما سمعت صوت تمزق لقماشة الفستان صرخت بقوة دون أن أشعر

 

" آرثر.. آرثر.. ساعدني ي ي ي ي ي ي... اعععععععععععععهههه... "

 

صرخت بألمٍ شديد في النهاية عندما تلقيت صفعة قوية على خدي.. وسمعت ذلك القذر يصرخ بجنون وهو يلمس سروالي الداخلي ويخرج صورة آرثر ويلوح بها أمام وجهي

 

" تستنجدين به.. وتحملين صورته معكِ.. أيتها العاهرة الرخيصة... وليس هذا فقط بل تقولين لخادمتي تامي بأن آرثر جيانو سيدفع لها الضعف إن ساعدتكِ بالهروب؟!.. أصبحتِ شقية سولينا.. وأنا لن أسامحكِ على ذلك.. تكلمي.. هل تحبينه؟!!.. اعترفي.. هل تحبين ذلك القذر آرثر؟!! "

 

توقفت عن مقاومته ونظرت إليه بحقد.. ثم هتفت بملء صوتي دونَ أن أنتبه لنفسي

 

" نعم أحبه.. أنا أحبه.. وأنتَ هو القذر.. لقد أحببت آرثر جيانو من النظرة الأولى.. أحببته منذ لقائي الأول به.. أحببته عندما رأيته منذ سبع سنوات في ليلة حفلة عيد ميلادي.. أنا أحبه أيها المُختل عقليا.. وهو يختلف عنك.. هو لم يرميني في السجن ولم يُحرق حياتي كما فعلتَ بي أيها اللعين.. و.. اعععععععععععععععع.. "

 

صرخت بألم عندما تلقيت صفعة أخرى كانت أقوى من السابقة.. وعندها حرر فيكتور يداي من قبضته وبدأ يمزق صورة آرثر إلى قطع صغيرة ورمى القطع على وجهي.. وصرخ بجنون أرعبني

 

" تحبينه أيتها اللعينة؟!!!.. أنتِ تُحبين آرثر جيانو!.. سوف أريكِ كيف تتجرئين على الاعتراف أمامي بذلك.. أنا سأمنح جسدكِ اللذة التي يستحقها.. أنا أنوي على استعباد جسدكِ وامتلاكه.. سأُمحي كل لمسة وقبلة تابعة للحقير آرثر على جسدكِ.. وسأُمحي حبكِ له نهائياً من عقلكِ.. وسيكون اسمي وحده الذي سوف تُرددينه بينما أُمارس معكِ الحب.. فهمتِ؟.. أنتِ ستكونين لي جسدا وروحا إلى الأبد سولينا "

 

عندها استوعبت ما اعترفت به أمام فيكتور وما لفظتهُ شفتاي منذ لحظات قليلة.. وقعت تحتَ تأثير صدمة عنيفة.. وبدأت أهمس بضياع وأنا غافلة عن لمسات ذلك القذر لجسدي

 

" لا!!!.. لا!!.. مستحيل.. هذا ليس صحيحًا.. ليس صحيحًا.. لا.. أنا لا أفعل.. لا.... "

 

انتشلني من ضياعي صوت فيكتور وهو يهمس بنبرة شهوانية

 

" اوه.. ما أجمل نعومة بشرتُكِ.. ستكونين لي وحدي.. لقد انتظرت هذه اللحظة لفترة طويلة جداً.. وقد حان لانتظاري بأن ينتهي "

 

" لااااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

صرخت بجنون عندما مزق ملابسي الداخلية وعراني بالكامل وشرع يقبل صدري بشراهة بعد أن أحكم مجدداً امساكه لـ معصماي بقبضة يده اليمنى.. وعندها هستيرية عجيبة تملكتني.. وفقدت ما تبقى لي من السيطرة.. وبدأت أصرخ برعبٍ مخيف وبملء صوتي

 

" لا.. لا.. لا... أرجوك.. لا تفعل.. توقف.. لا تلمسني أيها الحقير..  "

 

صرخت.. وصرخت.. وبكيت.. وتوسلت إليه ليتوقف ويبتعد عني.. ولكنهُ لم يفعل.. شعرت بالقرف من نفسي بسبب لمساته على جسدي.. وشعرت بأنني أحترق في الجحيم لأنهُ سوف يمتلكني رغما عن إرادتي..

 

بكيت بجنون.. وتذكرت بعذاب تلك الليلة التي امتلكني بها آرثر..

 

في تلك الليلة.. ورغم رفضي وخوفي.. إلا أن جسدي كان يتقبل لمسات آرثر وقبلاته.. لأنني أحبه.. لقد أحببته منذ البداية.. والآن حتى اكتشفت مشاعري الحقيقية نحوه..

 

صرخت وحاولت المقاومة.. لم أكن سأستلم لذلك المُجرم.. رفضت أن يتم تدنيس جسدي من قبله.. رفضت أن يمتلكني رجل آخر..

 

شعرت به يخرج عضوه الذكري المنصب من بنطاله ويوجهه إلى فتحة مهبلي.. وهنا صرخت بجنون وبيأس تام

 

" آرثر... ساعدني.... "

 

 

آرثر جيانو**

 

نظرت إلى ليون بتوتر.. ثم هتفت بغضب أعمى

 

" اللعنة.. ما الذي يؤخرهم؟.. لن أنتظر أن تصل طائرتي الهليكوبتر.. سأذهب الآن إلى المطار "

 

أمسكت هواتفي ووضعتُها في جيب سروالي.. ثم وضعت نظراتي الشمسية على وجهي وركضت خارجاً من مكتبي بينما ليون كان يهتف بدهشة كبيرة

 

" تباً.. آرثر.. انتظرني أيها المجنون "

 

نظرت إلى ستيف وأمرتهُ بحدة

 

" اتبعني برفقة جميع رجالي إلى المطار "

 

ما أن خرجت من مدخل شركتي رأيت ستيف يركض ويفتح بنفسه الباب الخلفي لسيارتي الرباعية الدفع.. وعندما جلست دخل ليون وجلس بجانبي وأغلق باب السيارة وهتف بغضب

 

" سأفقد عقلي بسببك آرثر.. ماذا سيحدث لك إن انتظرتَ قليلا وصول الهليكوبتر؟.. مــ.. "

 

نظرت إليه بحدة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

وهتفت بعصبية وبغضب أعمى

 

" سولينا في خطر.. اللعنة.. ما الذي لا تفهمهُ ليون؟.. هي في خطر.. وكله بسببي.. إن حصل وأخذها ذلك القذر لن أُسامح نفسي أبداً "

 

وبينما كان الموكب الخاص بي يتجه بسرعة جنونية إلى المطار حاول ليون جعلي اهدأ..

 

رنين هاتفي المستمر جعلني أشتم وأتوقف عن الحديث مع ليون.. نظرت إلى الشاشة برعب عندما رأيت أن إريكا هي من كانت تتصل بي من هاتفها.. ونبض قلبي بقوة إذ عرفت أنني خسرت ملاكي..

 

وبيدي المُرتعشة أمسكت الهاتف ووضعته على أذني.. وكلمتُها بسرعة

 

" إريكا.. لا تقوليها.. هو لم يأخذها.. لم يأخذ ملاكي.. لا تقوليها لي.. "

 

نبض قلبي بعنف عندما سمعتُها تقول ببكاء

 

( سيدي.. لقد.. لقد.. أخذها.. لقد أخذ الأنسة سولينا )

 

أغمضت عيناي بقوة وشعرت بقلبي يحترق.. انقطع الهواء من أمامي.. ولم يعد باستطاعتي التنفس..

 

نظرت إلى السائق وهتفت بعنف

 

" أوقف السيارة حالا "

 

حاولت التنفس.. وحاولت السيطرة على رجفة جسدي.. وضعت يدي على رأسي وهمست بحرقة

 

" ملاكي.. سامحيني.. لم أستطع حمايتكِ.. سامحيني "


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

سمعت ليون يسألني بقلق

 

" آرثر.. ماذا حدث؟.. هل أخذها فيكتور؟ "

 

لم أستطع التفوه بكلمة واحدة.. فتحت الباب وخرجت من السيارة وهتفت بخوف أحرق روحي على ملاكي

 

" سولينااااااااااااااا.. أنا آسف.. آسف ملاكي... "

 

انهرت كلياً.. ولم يعد باستطاعتي الوقوف.. أسندت جسدي بعجز على السيارة.. وشعرت بقلبي يتقلص حجمه.. إذ كنتُ أتخيل بعذاب مؤلم ما حصل معها.. تخيلت الآن كم هي خائفة.. وتخيلت دموعها تتساقط بذعر على وجنتيها الناعمتين..

 

شهقت بقوة.. وحاولت السيطرة على نفسي.. أخذت نفسا عميقا وزفرته ورفعت هاتفي وكلمت إريكا بصوت جامد

 

" كم مضى من الوقت على ذلك؟.. وهل رجالي بخير؟.. أين هو طوني؟ "

 

أجابتني إريكا ببكاء

 

( سيد آرثر.. لقد أخذها وغادر الجزيرة منذ عشر دقائق.. و طوني لم يمت.. لكن إصابتهُ خطيرة جداً.. ولقد مات أربعة من الحُراس والبقية بوضعٍ حرج.. وأنا أحاول مع السيدة ليلي والعُمال في الجزيرة إسعافهم.. سامحني سيدي لم أستطع حمايتها.. لقد سمعت ما فعلهُ بها ولم أستطع مساعدتها.. سامحني )

 

كنتُ أرغب بالصراخ بجنون وتحطيم أي شيء أراه أمامي.. خلعت نظارتي الشمسية ورميتُها بعيداً.. ثم مسحت وجهي بعنف ونظرت أمامي بعجزٍ كبير.. وبغصة مؤلمة سألتُها

 

" اهدئي إريكا.. واخبريني بالتفصيل بما حصل "

 

وبعد أن أخبرتني بالذي حدث.. ضغطت على أسناني بعنف ثم صرخت بعصبية هادرة

 

" ماذا قلتِ؟!!... قبلها وضربها ذلك الحقير!.. سأقتله.. سأقتلهُ بنفسي لذلك العاهر.. سأرسله إلى الجحيم بيدي.. أنا قادم إليكم.. لا تخافي إريكا.. اسمعي جيداً ما سأقولهُ لكِ.. اتصلي بصديقي مايكل حتى يخبرك بكيفية إسعاف طوني.. هل فهمتِ؟... ولا تخافي.. مايكل سيأتي لمساعدتكم "

 

أنهيت المكالمة ونظرت إلى ليون والذي كان يقف بجانبي وهو ينظر بدهشة كبيرة إليّ.. ثم قال بنبرة حزينة

 

" آرثر.. أنا آسف.. ولكن هذا ليس الوقت المناسب للغضب.. علينا التصرف فورا "

 

نظرت إليه بحزن نخر عظامي وقلتُ له بعصبية

 

" لقد قبلها في غرفتي وعلى سريري وأخذها ليون.. ملاكي معه.. إلهي.. هي عاجزة عن الدفاع عن نفسها.. هي ضعيفة ليون.. سولينا لن تتحمل صدمة جديدة.. سوف أريه ما هي عواقب فعلته.. سأدمرهُ بنفسي لذلك السافل فيكتور مارسن "

 

نظرت أمامي ورأيت ستيف يقف برفقة خمسة حُراس على الطريق بانتظاري ولحمايتي طبعاً.. كان قد تم قطع الطريق بسيارات حُراسي لمنع أي سيار ة من الاقتراب..

 

نظرت إلى ستيف وأمرته بالذهاب إلى قصر ذلك اللعين وجلب زوجته وابنته إلى قصري في العاصمة.. وأمرتهُ أن ينتظرني برفقة جميع حُراسي في القصر.. وطلبت منه أن يتصل بالمحقق ألبرت الذي عينته ليكشف لي الحقيقة حتى يأتي ويبدأ باستجواب بيلا زوجة ذلك الملعون السافل..

 

بعدها أمسكت هاتفي واتصلت بصديقي مايكل.. أخبرته بما حدث على جزيرتي وطلبت منه أن يذهب بسرعة إلى جزيرتي..

 

عندما انهيت المكالمة مع مايكل كان ليون ينظر إليّ بدهشة.. وقال بعدم الرضا

 

" أنتَ تُخالف القانون بفعلتك هذه.. دع الجهات القانونية تتكفل بإعادتها لك وسجن فيكتور.. لقد سبق وطلبت مساعدة الشرطة في الجزر المجاورة لـ فينوس.. سوف نعلم فورا أين يتجه يخت فيكتور ونتبعه "

 

نظرت إليه بغضب وقلتُ له بتصميم

 

" سولينا لا تمتلك الكثير من الوقت.. يجب أن أجدها وبسرعة.. هيا بنا.. سوف نذهب إلى فينوس.. مايكل سبقني مع طاقم طبي ليُسعف طوني والحراس.. سوف أرى ما حصل على جزيرتي وبعدها سأذهب لأتكلم مع زوجة ذلك الحقير.. وأعرف بمكانهِ منها وأنقذ سولينا "

 

بعد مرور ساعتين ونصف*

 

كنتُ أقف بصدمة على شاطئ فينوس وأستمِع بدهشة إلى كلمات المُحقق والذي أتى برفقة خفر السواحل.. نظرت إليه بغضب وهتفت بوجهه بعصبية

 

" ما الذي تعنيه بأن ملامح وجهه ليست واضحة في كاميرا المراقبة الوحيدة التي لم يتم تدميرها؟!!.. هل تريد أن يُصيبني الجنون؟.. إنه هو.. فيكتور من خطفها.. والحقير مارك الذي وجدتم جثته لم يعد يعمل لدي.. لقد طردته منذ أشهُر.. وهذا الخائن يبدو أنهُ كان يعمل لدى فيكتور بعد طردي له.. وكيف واللعنة تقول لي أن جُثث المُسلحين والذين اقتحموا جزيرتي لا تعود لحُراس ذلك اللعين فيكتور بل هم مرتزقة؟ "

 

أمسك ليون بذراعي وضغط عليها بخفة ليجعلني اهدأ.. وقال بنبرة جادة

 

" اهدأ آرثر.. هو يخبرُكَ بما يعرفه.. الجثث العائدة للرجال الذين اقتحموا فينوس هم مجرمون يتم استئجار خدماتهم لعمليات اغتيال وخطف.. هم ليسوا من حُراس فيكتور مارسن.. وللأسف الكاميرا الوحيدة التي لم يتم تدميرها كانت منزوية ولم تُظهر وجه الشخص الذي قام بخطف وضرب سولينا "

 

صرخت بغضب أعمى على ليون

 

" لا أريد سماع هذه التفاهات.. أنتَ أدرى الناس بأن فيكتور من استخدمهم وأرسلهم ليهجموا على جزيرتي ويقتلوا حُراسي.. و فيكتور القذر كان هنا.. ولا تنسى لدينا شاهدة.. إريكا رأته وهو يحمل سولينا ويخرج بها من الغرفة وسمعت حديث سولينا معه.. إريكا رأته.. ولا مزيد من النقاش بهذا الموضوع.. أريدُك أن تأمر بإرسال مذكرة توقيف بحقه.. ومذكرة تفتيش في جميع أملاكه في البلد.. انتهى النقاش معي هنا "

 

وعندما هممت لأستدير وأذهب خرج مايكل من القصر واقترب مني وقال بسعادة

 

" طوني لم يمت.. حالتهُ مستقرة وسيكون بخير.. سوف يستيقظ بعد ساعة أو ساعتين.. اذهب آرثر وأنقذ سولينا "

 

أومأت له موافقاً ثم شكرته.. وصعدت إلى الهليكوبتر برفقة ليون.. والتي أمرت بجلبها إلى جزيرتي لأتنقل بسرعة بها.. وذهبنا إلى المطار في جزيرة تايلي ثم إلى منزلي في العاصمة...

 

كانت بيلا في مكتبي تقف وبجانبها حارسين..  بينما ستيف والمحقق ألبرت يقفون أمامها.. دخلت واقتربت منها ونظرت إليها ببرود.. كان وجهها شاحب وأثار دموعها واضحة على وجنتيها.. وعندما شاهدتني أقف أمامها تأملتني بنظرات مُرتعبة وبدأت ترتجف بعنف..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

لقد انقضى يوم كامل ولم أجد ملاكي بعد.. رغم جهود رجال الشرطة ورغم معرفتنا بأن يخوت ذلك الحقير قد رست في الميناء شمال البلد ولكن لم نجد له ولملاكي أي أثر.. كأن الأرض قد انشقت وبتلعتهم..

 

وقفت ونظرت إلى بيلا بحقد.. وكلمتُها بنبرة جامدة قائلا

 

" مرحبا سيدة مارسن.. أخيرا التقينا "

 

ارتعش جسدها بوضوح من جراء خوفها.. تأملتها بنظرات كارهة وسألتُها بحدة

 

" فيكتور.. أين هو؟ "

 

ارتعشت بيلا من الخوف أمامي ولم تتفوه بحرف.. عرفت بأنها خائفة مني لدرجة الموت.. عليها أن تخاف.. لأنني لن أرحمها ولن أرحم زوجها الحقير..

 

نظرت  إلى المُحقق ألبرت وسألته

 

" هل تكلمت؟ "

 

أجابني ألبرت بسرعة

 

" نعم سيد آرثر.. لقد اعترفت بكل شيء.. وهي سوف تتعاون معنا وتذهب إلى مركز الشرطة للاعتراف.. الأنسة سولينا غران بريئة كليا من جميع الاتهامات التي أدانتها سابقاً.. والمجرمة الحقيقية هي السيدة مارسن وزوجها فيكتور.. لقد سجلت جميع اعترافاتها.. ولكن السيدة بيلا لديها شيء لتخبرك به أيضا سيد آرثر "

 

استمعت بصدمة إلى ما قاله المُحقق الآن.. شكوكي كانت صحيحة.. ملاكي بريئة.. بريئة جداً..

 

نظرت إلى الأرض.. ووجهي خالٍ من أي تعبير..  سمعت الحقيقة الصادمة.. حقيقة ما فعلهُ فيكتور وزوجته بملاكي سولينا.. الفتاة التي كنتُ أعتبرها مذنبة وقاتلة ومروجة مُخدرات.. ليست سوى فتاة تم ظلمها بلا رحمة.. ذهبت سولينا إلى السجن لفترة طويلة جداً.. وقد فقدت والدها وعائلتها وحياتها كلها في لمح البصر..

 

كانت الصدمة تملأ قلبي.. أغمضت عيني لثواني وفتحتهما لأنني شعرت بالغضب والقرف من نفسي.. بسبب ما اقترفته بحق ملاكي.. لن تسامحني سولينا أبداً.. لن تفعل...

 

إلهي كم كنتُ غبي واعتقدت بأنها مُجرمة.. وندمي لن ينفعني الآن.. فملاكي لن تسامحني أبداً..

 

سمعت المُحقق يُخبرني بما اعترفت بهِ بيلا أمامه.. سمعت بعذاب ما فعلته بشقيقتي وكيف استغلت حُزن غريس وجعلتها تتعاطى تلك المُخدرات السامة..

 

وسمعت بعذاب كيف ألقت التهمة بسهولة على سولينا..

 

حاولت السيطرة على نفسي وعدم قتل بيلا مارسن في هذه اللحظة وأمام الجميع..

 

نظرت باحتقار إلى بيلا وأمرتها بغضب

 

" تكلمي.. ما هو الشيء المهم الذي تردين قوله لي؟ "

 

شهقت بيلا بقوة ثم مسحت دموعها وقالت بصوتٍ مُرتعش

 

" سيد آرثر.. سولينا.. إنها في خطر.. يجب أن تساعدها.. فيكتور خطفها.. أنقذها منه في أسرع وقت.. فذلك اللعين لا يعرف معنى الرحمة.. هو مهووس بـ سولينا منذ سنوات.. ورغم عشقه لها هو لن يرحمها.. لقد عشتُ معه في الجحيم طيلة هذه السنوات.. إنه شيطان بهيئة إنسان.. "

 

لم أستطع الشعور بالشفقة عليها رغم أنها كانت تبكي وتبدو فعلا بأنها نادمة.. هي لا تستحق الشفقة مني ومن أحد.. لقد دمرت عائلي.. ودمرت سولينا وعائلتها.. لن أتهاون معها مهما توسلت إليّ..

 

تابعت بيلا قائلة ببكاء وبندم

 

" أستحق كل ما حصل لي.. أنا أعرف ذلك جيداً.. فما فعلته بشقيقتك وبـ سولينا لا يُغتفر.. وأنا لا أخبرُكَ بذلك حتى تُشفق عليّ بل حتى أُريح ضميري.. أنا أعرف مهما قلت ومهما فعلت لن أستطيع تعويض سولينا وتعويضك لخسارة شقيقتك.. ولذلك يجب أن تذهب حالا إلى قصر فيكتور الثاني في العاصمة وتدخل إلى مكتبه.. فهو يمتلك خزنة سرية أعرف مكانها جيداً.. ولكن لا أعرف كيفية فتحها.. ولكن سوف تجد بداخلها جميع الملفات والأدلة التي تدينه "

 

مسحت بيلا دموعها من جديد وقالت ببكاء

 

" سيد آرثر.. صدقني أنا لا أعرف زوجي إلى أين أخذ سولينا.. ولكن منذ ستة سنوات اشترى أرضا في الريف وسمعته يقول أنه سيبني منزلا لحبيبته عليها.. وعلمت فورا أنه قصد سولينا بكلمة حبيبته.. لذلك عليك أن تتحرى على السريع أين تقع تلك الأرض.. لأنه بالتأكيد سوف يأخذها إلى هناك "

 

نبض قلبي بجنون عندما سمعت ما تفوهت به للتو بيلا.. ولكن لدهشتي الكبيرة ركضت بيلا وجثت على ركبتيها أمامي ثم أمسكت بكلتا يديها ساقي ورفعت رأسها ونظرت إليّ بتعاسة.. ثم قالت بتوسُل

 

" سامحني أرجوك.. سامحني على ما فعلته بشقيقتك غريس.. أنا من جعلتها تدمن وأنا من باعها المخدرات.. سولينا لا دخل لها بكل ذلك.. أنا نادمة.. نادمة.. سأعترف للشرطة بكل شيء.. ولكن لدي طلب أخير منك .. أرجوك لا ترفضه "

 

سأكذب إن قلت أنني لم أرد قتلها على الفور بسبب ما تفوهت به.. هي السبب بموت شقيقتي وبعذاب سولينا.. هي جعلت مني مغتصب نذل..

 

أشرت لـ ستيف بيدي ليُبعدها عني بسرعة.. وما أن أبعدها عني.. نظرت إليها بحقد وصرخت بوجهها بغضب أعمى

 

" كيف تتجرئين؟.. كيف تريدين طلب شيئا مني وأنتِ السبب بكل مُعناتنا؟.. أتعرفين كم أضغط على نفسي الآن كي لا أقتلكِ وفي هذه اللحظة "

 

بدأت بيلا تشهق بكثرة ثم أبعد ذراع ستيف عنها وعادت وجثت أمامي على ركبتيها وأخفضت رأسها وقالت بندم واضح

 

" سامحني أرجوك.. أنا لم أكن أعرف أن غريس ستموت بجرعة زائدة.. لم أكن أعرف أن والد سولينا سيموت.. كنتُ غبية وطائشة جداً.. لذلك سوف أقوم بتسليم نفسي للشرطة.. وسأعترف لهم بكل شيء وأقوم بتبرئة اسم سولينا.. أطلب منها أن تسامحني.. وأرجوك اسمع ما سأطلبهُ منك "

 

نظرت إليها بشفقة رغماً عني.. ورغم كُرهي لها الكبير قررت أن أسمع ماذا تريد مني.. سألتُها بنبرة هادئة

 

" تكلمي.. ما هو طلبكِ؟ "

 

" طلبي هو أن تهتم بابنتي سولي.. فهي ليس لديها أحد غيري أنا ووالدها المُجرم.. أرجوك اعتني بابنتي ولا تدعهم يأخذونها إلى الميتم.. أتوسل إليك سيد آرثر.. لا تدع طفلتي يتم رميها في أحد المياتم.. أتوسل إليك أن توافق على هذا الطلب.. طفلتي بريئة.. لا ذنب لها بأفعالي وبأفعال والدها "

 

" قفي "

 

أمرتها بصرامة.. وبعد أن ساعدها ستيف لتقف.. كلمتُها بنبرة هادئة قائلا

 

" أنا لستُ بظالم مثلكِ ومثل زوجكِ القذر.. كوني على ثقة بأن ابنتكِ لن يُصيبها أي مكروه.. والأن لا أريد تضيع الوقت.. سولينا تحتاج  إليّ.. سنذهب إلى قصر زوجكِ الثاني ونأخذ الأدلة فورا من خزنته "

 

ثم نظرت إلى ألبرت وقلت له

 

" تحرى بسرعة.. أريدُك أن تجد لي أين يقع منزل فيكتور الريفي في أسرع وقت.. وبعدها تذهب برفقة ليون وتُسلم بيلا للشرطة "

 

نظر ليون إليّ وقال بنبرة هادئة

 

" مذكرة التفتيش جاهزة.. وعناصر الشرطة سوف تقتحم القصر في أي لحظة.. آرثر.. علينا الذهاب الآن "

 

بعد مرور نصف ساعة**

 

 كنتُ أقف في مكتب ذلك القذر وخبير الشرطة يحاول فتح الخزنة.. وعندما نجح بفتحها شعرنا بالذهول لدى رؤيتنا لكمية الأموال النقدية وأكياس المخدرات الموجودة بداخل الخزنة..

 

وبدأ الفريق المُختص بتصور وإخراج البضائع.. ثم بدأوا بإخراج ملفات صفقاته المشبوهة..

 

" يبدو أن فيكتور مارسن سوف يتعفن في السجن حتى أخر يوم في حياته "

 

قال ليون وهو ينظر إلى الملفات التي بين يديه.. سألته بنفاذ صبر

 

" هل وجدتَ شيئا يدلنا على مكانه في الريف؟! "

 

نظر إليّ وقال بهدوء

 

" ليس بعد.. للأسف.. ولكن رجالي يحاولون معرفة مكانهِ حاليا "

 

أغمضت عيناي وحاولت أن أتمالك نفسي بصعوبة.. نظرت إلى ليون وقلت له بينما كنتُ أتنفس بقوة لأنني وجدت صعوبة في احتواء غضبي

 

" سولينا في خطر.. لقد وضع فيكتور يدهُ عليها.. يجب أن أنقذها وعلى الفور.. يجب أن نجد مكان منزلهُ اللعين وبسرعة "

 

نظر ليون إليّ بدهشة عندما شاهدني أستدير واتجه نحو الباب.. سمعتهُ يهتف قائلا بقلق

 

" آرثر.. إلى أين تذهب؟ "

 

وقبل أن أخرج من الباب استدرت ونظرت إليه بغضب.. وقلت له بعصبية

 

" أنا لن أبقى واقفا مكتوف اليدين وأنتظر رجالك حتى يعلموا بمكان ذلك القذر.. يجب أن أتصرف.. حياة سولينا على المحك.. وأنا سأفقد عقلي بينما أتخيل ما قد يفعلهُ بها ذلك القذر "

 

سألني ليون بتوتر

 

" ما الذي ستفعله؟!.. أنتَ لن تتمكن من مواجهة فيكتور وحراسه بمفردك.. هل جننت؟.. سوف يقتلك هذا إن وجدته قبلي "

 

أغمضت عيناي بألم واعترفت لنفسي بألم.. أنا أحبها.. أحبها..

 

إلهي لقد أحببت سولينا من اللحظة الأولى التي وقعت عيناي عليها لأول مرة.. أنا أعشق سولينا غران وبجنون..

 

فيكتور سيقتلني بلمح البصر هو ورجاله ما أن يراني.. وأنا لا مانع لدي بتاتاً بأن يقتلني طالما يعني ذلك إبقاء سولينا حية وبأمان..

 

إن مُت في سبيل إنقاذها لا يهم.. لأن حياتي لا معنى لها من دونها.. ما المغزى من أن أخسرها وقد أدركت للتو بأنني أحبها؟.. لا بل أعشقها لحد النخاع.. وأنا لم أعش سابقا إلا عندما رأيتها.. إن كان موتي هو ثمن إنقاذها فلا بأس.. سأموت من أجل ملاكي وإنقاذها..

 

فتحت عيوني ونظرت إلى ليون وقلت له بجدية

 

" اسمعني جيدا ليون.. دع أولا رجالك يأخذون بيلا إلى مركز الشرطة.. وثانيا مهما حدث لي أريدك أن تعتني بأمي و بـ سولينا.. خذها بعيداً إلى مكان لا يعرفه أحد.. وعالجها حتى تشفى من شللها.. أنتَ ستحميها لأجلي وأنا لا أستطيع طلب ذلك من أصدقائي لأن فيكتور إن نجى وهرب سوف يُفكر بهم أولا "

 

تأملني ليون بنظرات مصدومة ولكن لم أهتم بل تابعت قائلا بجدية

 

" ولا تخف عليّ حالياً.. سأذهب برفقة ستيف وجميع حُراسي للبحث عن سولينا.. وعليك أن تعدُني.. ما أن تعرف بمكان فيكتور ارسله لي على الفور.. وإن وصلت قبلك وقتلني افعل ما طلبته منك ليون.. رجاءً لا تخذلني "

 

هز ليون رأسه موافقاً وغصة مؤلمة تعترض حلقه بينما هو يرى نظرة التصميم الواضحة في عيني.. وقال بهمس

 

" حسنا.. أعدك صديقي.. ولكن عدني أولا أنك سوف تلتزم الحذر مع رجالك.. لا تسمح لذلك الحقير بقتلك "

 

أجبته موافقاً وخرجت بهدوء.. وأول مكان بدأت البحث به في الريف الشمالي.. لأن يخوت فيكتور رست في المرفأ الشمالي للمدينة..

 

حل الظلام وبدأ القلق ينهش قلبي.. فجأة.. رن هاتفي وأجبت على الفور لأن ليون كان المتصل

 

( آرثر.. رغم كل تحرياتنا والمعلومات المتوفرة لدينا عن فيكتور مارسن إلا أننا لم نعرف ولم نستطع تحديد المكان الذي يختبئ به في الريف.. ولكن سكرتيرته الجميلة اعترفت لنا منذ قليل عن المكان.. لولاها لما عرفنا بوجود هذا المكان أبداً.. سوف أرسل لك الموقع على الفور وسأذهب فورا إلى هناك مع عناصر الشرطة.. وأتمنى أن أراك حيا أيها اللعين عندما أصل )

 

تنفست براحة.. وأجبته بسعادة

 

" شكراً لك ليون.. أنا مدين لك بخدمة "

 

انهيت المكالمة وما هي سوى ثواني معدودة وصلتني رسالة من ليون بإحداثيات المكان.. أرسلتها على الفور لرئيس حرسي ستيف وأمرت الجميع بالذهاب فورا إلى ذلك الموقع..

 

أوقف آرثر جيانو سيارته بعيداً قليلا أمام تلك الملكية الواسعة التي تقع في أقاسي شمال الريف.. ووقفت خلف سيارته خمسة عشر سيارة رباعية الدفع تابعة لحراسه.. وترجل الجميع ووقفوا بانتظار أوامر آرثر..

 

ترجلت من السيارة ونظرت أمامي.. المنزل كان ضخم جداً ومحاط بأسوار عالية كأنه حُصن.. ولاحظت فورا وبدقة انتشار رجال فيكتور في كل متر في المكان وهم مسلحين..

 

تفحصت المكان وخاصة النوافذ بتمعن ورأيت في الطابق الثاني إحدى الغُرف مُضاءة.. وعلى الفور شعرت بالدماء تفور داخل شراييني والأدرينالين ارتفع بسرعة جنونية.. ملاكي في تلك الغرفة بالتأكيد.. فقط لو أستطيع رؤيتها والاطمئنان عليها وأتأكد بأن ذلك القذر لم يلمس شعرة واحدة من رأسها.. إلهي لا أستطيع التفكير بذلك..

 

" سيدي أرجو منك أن تأخذ هذا السلاح.. إنه كاتم للصوت مثل أسلحتنا.. نحن لا نريد لـ فيكتور ورجاله أن يكتشفوا وجودنا هنا "

 

نظرت إلى ستيف وأخذت منه المسدس وبدأنا نخطط بسرعة كيفية مهاجمتهم..

 

دقائق قليلة كنتُ قد تحركت.. ركضت في الأمام وأشرت لرجالي بيدي ليتفرقوا.. ولكن ستيف ظل بجانبي لحمايتي رغم أنني طلبت منهُ أن لا يفعل..

 

وما أن اقتربت من البوابة الخارجية بدأ الاشتباك بين رجالي ورجال فيكتور.. أصبت خمسة منهم ولكنني أصبتهم في أكتافهم وساقيهم.. لم أرغب بقتل أي أحد سوى فيكتور فقط.. ولكن ستيف كان يتأكد من قتلهم حتى يحميني..

 

استطعنا القضاء على عددٍ كبير منهم دون حتى أن يتسنى لهم برفع سلاحهم.. والبقية استطاعوا رجالي ضربهم وأخذ أسلحتم وتطويقهم..

 

دخلت إلى القصر برفقة ستيف.. فجأة ظهر رجل ملثم أمامي وعلى الفور رفعت سلاحي وأطلقت النار عليه..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

أصبته في كتفه ولكن رصاصة ثانية دخلت في عينه اليمنى جعلته يسقط على الأرض جثة.. إنهُ ستيف طبعاً..

 

وقبل أن التفت إلى الخلف وأنظر إليه.. فجأة جسد أحد رجال فيكتور وقع على يميني.. نظرت بدهشة ورأيت ستيف يرفع حاجبه عاليا باستهزاء وقال بغرور

 

" لا داعي لتشكرني سيدي لأنني أنقذت حياتك للتو.. سأكون خلفك وأحميك دائماً.. عليك أن تساعد الأنسة سولينا الآن "

 

ابتسمت له بامتنان وأومأت له موافقاً.. نظرت حولي متأملا الردهة الواسعة والسلالم على يمينها وعلى الفور صعدت السلالم.. وما أن أصبحت في الطابق الأول حتى سمعت صرخات سولينا الواضحة..

 

نبض قلبي بقوة ولا إراديا بدأت أركض بكامل قوتي صاعدا إلى الطابق الثاني.. وبدأت بجنون أفتح كل باب أراه أمامي وأبحث عنها برعب..

 

أخيرا فتحت باب وتجمدت في مكاني بصدمة.. رفعت المسدس وصرخت بجنون

 

" فيكتوووووووووور... أبعد يديك عنها على الفور أيها الحثالة.. سأقتلك...  "

 

انتفض فيكتور بذعر مُبتعداً عن ملاكي قليلا والتفتَ ونظر إليّ بصدمة كبيرة.. ورأيت بغضب أعمى بأن ملاكي عارية وتبكي وترتعش بجنون أسفل ذلك الحقير..

 

رفعت مسدسي أمام وجهه وضغطت على الزناد.. ولكن للأسف كان قد فرغ من الرصاص..

 

رميت مسدسي على الأرض وانتفضت مزمجراً بجنون

 

" سوف أقتلك.. سأقتلك أيها العاهر "

 

وهجمت عليه ورميتهُ بكامل قوتي على الأرض وبدأت ألكمهُ بجنون وبكامل قوتي...

 

 

 

سولينا**

 

 

وقبل أن يدخل فيكتور عضوه الذكري بداخلي جحظت عيناي بصدمة عندما سمعت صوت آرثر الغاضب  يصرخ بقوة لدرجة شعرت أن قلبي قد توقف

 

" فيكتوووووووووور... أبعد يديك عنها على الفور أيها الحثالة.. سأقتلك...  "

 

 ورأيت آرثر مثل الثور الهائج يركض ويمسك فيكتور ويرفعه عاليا بعيداً عني ويرميه على الأرض أمامه وانهال عليه بالضرب المبرح وبكامل قوته.. لدرجة لم تعد ملامح وجه فيكتور واضحة.. وغطت الدماء وجهه بالكامل وأغمي عليه بين يديه..

 

أمسكت بغطاء السرير وسترت به عُري جسدي بينا كنتُ أبكي وأضحك في الوقت نفسه بسعادة.. آرثر أتى.. أتى من أجلي.. لقد أنقذني..

 

شعرت بحركة أمام الباب.. نظرت بسرعة وبخوف باتجاهه.. ولكن هدأت عندما رأيت ستيف يقف وهو ينظر بذهول إلى آرثر.. ثم ما ان استقرت نظراتهِ على وجهي حتى استدار وخرج بهدوء من الغرفة..

 

شهقاتي المُرتعبة جعلت آرثر يتوقف عن ضربه.. نهض آرثر من فوقه وهو يلهث بقوة.. ثم نظر إلى فيكتور بعيون حمراء غاضبة ثم بصق عليه واستدار ببطء وتلاقت عيوننا....

 

كانت سولينا خائفة فلقد أرعبها منظر آرثر الغاضب.. لم يسبق أن رأته في تلك الحالة.. حتى في ذلك النهار عندما جلدها بحزامه لم يكن غاضبا إلى هذه الدرجة..

 

الصمت القاتل لف المكان.. بينما علامات الرعب كانت مرتسمة على ملامح وجهي لأنني لم أستطع النطق بحرفٍ واحد..  ظننت بأنني أحلم بكابوس و سوف أستيقظ منه في أية لحظة..

 

ظننت بأنني أهلوس وأرى آرثر أمامي.. دماغي توقف عن التفكير.. و منظر العراك لم يفارق مُخيلتي.. و بالأخص آرثر الواقف أمامي وهو ينظر إليّ كأنه يحلم ولا يصدق بأنني أمامه..

 

" سولينا.. ملاكي.. "

 

همس آرثر برقة بتلك الكلمتين.. واقترب من السرير ببطء وهو ينزع سترته بدون تفكير ووضعها على كتفاي.. وجلس بهدوء على السرير بجانبي..

 

أغمضت عيناي لظني بأنني أحلم أنه هنا بجانبي.. وأنه أنقذي للتو من ذلك المريض فيكتور.. وشعرت بالخوف إن قمتُ بفتح عيناي قد أرى وجه فيكتور أمامي..

 

لكن تشجعت وفتحت عيناي.. لكن هذه المرة على وجه حبيبي ومُنقذي.. ومن ملك قلبي..

 

شهقت بقوة وهمست بسعادة

 

" آرثر.. لقد أتيت.. أنتَ هنا.. هنا... "

 

رفع آرثر كلتا يديه وأمسك رأسي وجذبهُ قليلا إلى الأمام وبدأ يُقبلني في كل مكان على وجهي وهو يهمس بسعادة

 

" ملاكي.. أخيراً وجدتكِ.. ملاكي.. نعم أتيت.. أتيت من أجلكِ.. سامحيني.. سامحيني لم أستطع حمايتكِ "

 

ثم فجأة استقرت شفتيه على شفتاي وقبلني.. تجمدت بين يديه للحظة ثم استسلمت له.. سمحت له بأن يُقبلني تلك القبلة الجميلة والساحرة..

 

عرفت بأنهُ لم ينتبه على ما يفعله.. إذ توقف عن تقبيل شفتاي وعاد ليقبلني على خدودي ووجنتاي.. وكان يهمس باسمي بسعادة..

 

عندما توقف عن تقبيل وجنتاي نظرت إليه بانكسار وارتميت بين أحضانه دافنة رأسي في صدره وكأنني أحتمي به.. ودموعي كانت تنهمر بكثرة.. وضربات قلبي في تسارع مع الزمن.. وجسدي كان يرتعش بشدة.. وصوت شهقاتي ارتفع أكثر وأصبح  مسموعاً.. وتنفسي كان مضطرب..

 

بكيت بحزنٍ عميق بسبب ما حصل لي واكتشافي للحقيقة.. ولكن كنتُ سعيدة لأن آرثر كان بجانبي..

 

 

 ولكن سولينا لم تعرف بأن بكائها وأنينها وشهقاتها جعلوا قلب آرثر يغرق في بحر من الحزن والندم.. وكان يشعر بعاصفة تضرب كيانه.. بدأ يمسح على رأسها بحنان في محاولة ليُخفف من ذعرها.. وهمس لها برقة

 

" أنا هنا ملاكي.. أنتِ بأمان الآن.. انتهى كل شيء.. أنا آسف لأنني تأخرت بالقدوم.. وآسف لأنني تركتكِ في الجزيرة دونَ حمايتي.. سامحيني ملاكي "

 

كلماته المطمئنة لها جعلتها تغوص في أحضانه وتتمسك بقميصه لأنه ملجأ الأمان بالنسبة لها الآن.. ﻭ ازدادت حدة بكائها ودموعها بسبب رقته الغير معهودة معها.. وبكت أكثر لأنها عرفت أن حبها له لا أمل به فهو حب من طرف واحد..

 

كيف لم تعرف سابقا بمشاعرها نحوه؟!!.. كيف لها أن تحب جلادها ومن قام باغتصابها بأبشع طريقة؟!!.. ولكن سولينا عرفت بأنها أحبته منذ البداية.. منذ أول لقاء بينهما.. والآن هو أنقذها للتو من فيكتور.. إنه بطلها..

 

أبعدها آرثر عنه قليلا وبدأ يمسح دموعها بإبهامه برقة.. فتحت سولينا عيونها ببطء لتواجه عينيه العسليتين والمليئتين بنظرات الحنان والعطف.. أحست بالطمأنينة تتسرب إليها من خلالهما.. فظلت مُركزة نظراتها عليهما..

 

شهقت سولينا بنعومة عندما مزج آرثر شفتيه بشفتيها الناعمتين.. قبلها بحنان وبعطف وبعشق.. قبلها بشغف وبرقة.. و سولينا سمحت له للمرة الثانية بتقبيلها..

 

فجأة توقف آرثر عن تقبيلها وقال بتوتر

 

" آسف ملاكي.. لا تخافي مني.. أرجوكِ "

 

تجمدت نظرات سولينا في عمق عينيه.. لم تستطع التفوه بكلمة واحدة.. سمحت فقط لقلبها بأن ينبض بجنون من أجل آرثر..

 

وظلا شاردين بهيام ينظران إلى عيون بعضهما كأنهما متاهة لا نهاية لها.. حتى عادا إلى وعيهما عندما سمعا صوت صفرات الإنذار لسيارات الشرطة القادمة..

 

حاول آرثر أن يبتعد عني ولكن هنا تمسكت به ودفنت رأسي في صدره وبكيت بخوف.. كنتُ خائفة إن ابتعد عني أن يختفي وأرى أمامي فيكتور المجنون..

 

ضمني آرثر برقة ومسح على ظهري بنعومة.. ثم همس بنبرة حنونة

 

" ملاكي.. توقفي عن البكاء.. أنا لن أترككِ أبداً.. كما يجب أن نخرج من هنا.. سوف أحملكِ لأنه يتوجب علينا الذهاب.. لا تخافي.. أنا لن أتخلى عنكِ أبداً "

 

ظللت على حالتي المزرية تلك أبكي و أشهق بخوف وأنا أحتضن جسد آرثر بقوة خوفاً من أن يبتعد عني من جديد..

 

بعد عدة محاولات من آرثر توقفت عن البكاء داخل أحضانه الأمنة والدافئة.. أبعدني عنه قليلا وأمسك بسترته وأزالها عن كتفي.. ثم أمسك بغطاء السرير وأراد ابعاده عن جسدي.. لكنني تمسكت به بقوة وأغمضت عيناي وهمست بخوف

 

" أنا عارية.. "

 

سمعت آرثر يتنفس بقوة.. ثم سألني بصوتٍ مُختنق

 

" هل.. هل.. هل تأخرت؟.. هل استطاع أن... "

 

فهمت ما يريد معرفته.. أشرت له بعنف باعتراض.. ثم همست بخجل

 

" لا.. لم تتأخر.. لقد أنقذتني منه قبل أن.. أن... "

 

أمسكني آرثر بكتفي وجذبني إليه وضم رأسي بحنان إلى صدره.. سمعتهُ يهمس براحة وبسعادة

 

" الحمدُ الله.. شكراً إلهي.. شكراً لك.. "

 

ثم فجأة أبعدني آرثر عنه قليلا ونظر إلى وجهي.. هنا انتبه للكدمة الكبيرة على خدي.. تجمدت نظراتهِ على خدي وهمس بنبرة أخافتني

 

" القذر.. لقد ضربكِ.. سأقتله... "

 

ما أن كان سيبتعد عني ليهجم على فيكتور الفاقد الوعي على الأرض أمامنا.. أمسكت بذراع آرثر وهتفت بخوف

 

" لا تقتله.. أرجوك.. لا أريدُك أن تتحول إلى قاتل بسببه "

 

تأملني آرثر بنظرات حنونة وعاد ليضمني إلى صدره بقوة.. وسمعتهُ يهمس بحنان

 

" أنتِ فعلا ملاك.. ملاك.. أنتِ ملاكي "

 

أغمضت عيناي وسمعت براحة نبضات قلب آرثر السريعة.. شعرت بالأمان معه.. عرفت بأنهُ سيحميني دائماً.. ولن يُصيبني أي مكروه طالما هو معي..

 

وبعد أن استنزفت كامل قوتي استرخيت بهدوء وتنهدت بسعادة.. وقف آرثر وحملني بلطف ثم خرج من الغرفة ومن المنزل...

 

كان رأسي يستريح على كتفه الأيسر بينما كنتُ أستنشق رائحته الجميلة.. سمعت آرثر يتكلم مع  ستيف ورجل اسمهُ ليون

 

" ليون.. اذهب برفقة ستيف إلى الطابق الثاني.. ذلك القذر ما زال هناك.. سأذهب إلى شقتي الخاصة.. ولا أريد لأحد أن يتصل بي لفترة يومين "

 

ثم وضعني برفق على المقعد الخلفي في سيارته وجلس بجانبي وهو يمسك يدي اليمنى برقة.. وضعت رأسي على الزجاج ونظرت إلى الخارج بهدوء و علامات البهجة مستقرة على ملامحي.. آرثر أنقذني.. لقد أتى الليلة من أجلي.. أغلقت عيناي وﺃﺧﺬني ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ...

 

استيقظت برعب على صوت صرخات آرثر الغاضبة

 

" كيف واللعنة لم تجدوه في الغرفة؟!!!... كيف هرب ذلك الحقير دون أن تنتبهوا له؟!!!.. اللعنة عليه ذلك الحقير.. كيف استطاع الهروب؟ "

 

وهنا عرفت على الفور أن فيكتور مارسن قد هرب.. ورعب حقيقي اجتاح كياني وبدأت أصرخ بهستيرية مخيفة....

 

 

هيندا**

 

كنت أبكي وبكائي هز المكان بأكمله.. جلست على الأرض بانكسار أبكي بلوعة بينما جسدي يرتجف بشدة ليس من البرد بل من كثرة الخوف والرعب الذي أشعر به الآن..

 

نظرت أمامي بذعر وهمست بيأس

 

" غبية.. غبية.. غبية هيندا.. كيف أعجبني ذلك المحتال والقذر؟.. إنه صديق السيد.. يا للمصيبة.. إنه صديقه.. أبي سيقتلني إن عرف بذلك... يا ترى ماذا فعل معهم السيد؟!.. أبي خالف أوامره بل الجميع فعلوا ذلك بمن فيهم العجوز ليلي.. يا ترى ماذا حصل لهم؟!!!... السيد آرثر لن يرحمهم بالتأكيد "

 

بكيت أكثر بحرقة عندما تذكرت ما فعله بي ليو في الأسبوع الذي مضى..

 

العودة إلى الماضي**

 

الرجل الذي أعجبني على جزيرة تايلي.. كان يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات أرعبتني للموت..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

تجمدت في مكاني أنظر إليه بصدمة كبيرة.. وفكرت بخوف.. ليو هنا؟.. كيف سمحوا له رجال السيد بالدخول إلى الملهى؟..

 

ارتعشت شفتاي بقوة وهمست بذهول

 

" ليو!!.... "

 

اقترب ووقف أمامي.. ثم أخفض رأسهُ وهمس في أذني بنبرة أخافتني

 

" مرحباً جميلتي.. حان الوقت لنذهب "

 

رمشت بقوة إذ لم أفهم ماذا قصد بكلماتهِ تلك.. حان الوقت لنذهب!!!!... كنتُ مُستغربة لماذا لم يتم منعهُ من الدخول إلى  الملهى.. ووسط ضياعي وخوفي فجأة حملني ليو على كتفه وخرج بي من الملهى وهو يضحك بفرح.. وسمعتهُ يهتف لـ ستيف قائلا

 

" أخبر آرثر بأنني سأذهب إلى جزيرتي "

 

توسعت عيناي بذعر وهنا صعقتني الحقيقة.. ليو هو صديق السيد آرثر.. إنهُ صديق السيد.. بدأت أبكي برعب خوفا منه خاصةً عندما أجبرني على الدخول إلى سيارته..

 

تحركت بسرعة والصقت جسدي بالباب عندما جلس ليو بجانبي.. نظرت إليه برعب بينما كنتُ أرتجف بجنون.. رأيته يتأملني بنظرات أرعبتني جداً رغم أنها كانت حنونة..

 

سالت دموعي أضعافاً بينما كنتُ أفكر بذعر.. ماذا سيفعل بي؟!!.. إلى أين يأخذني؟!.. دخل سائقه وفتح الزجاج الفاصل وسلمه حقيبتي ثم أغلق الزجاج الفاصل من جديد.. نظرت إلى حقيبة يدي والتي كان يحملها ليو.. ورأيته يضعها على المقعد على يمينه وبدأ يقترب مني ببطء..

 

انكمشت على نفسي أكثر ثم صرخت بفزع عندما أمسكني من خصري ورفعني.. بدأت أقاومه ورفعت يدي وحاولت فتح الباب لكنه كان مقفل..

 

وضعني ليو لأجلس على حضنه.. وهنا بدأت أبكي بخوف وهتفت بفزع

 

" دعني أرجوك دعني.. ماذا تفعل؟!.. أتركني أرجوك.. أنا لم أفعل لكَ شيئا.. أتركني ي ي ي ي ي... "

 

قهقه ليو باستمتاع بينما كنتُ أحاول الابتعاد عن حضنه.. ولكنهُ جعلني أجلس بالقوة في حضنه وكل محاولاتي بالإفلات منه بائت بالفشل..

 

" أععععععععععه... "

 

صرخت بألم عندما أمسك كلتا يداي وثبتهما بقبضته خلف ظهري ثم أمسك عظام وجنتي بيده اليمنى وأجبرني على النظر إليه.. كان وجهه قريب جدا من وجهي.. ارتعش جسدي بشدة رعبا منه وسألته بخوف

 

" أتركني سيدي.. أتوسل إليك "

 

تأملني بنظرات جعلت قلبي ينبض بجنون.. ابتسم ليو برقة وقال بجدية

 

" هممممم... ناديتني سيدي!.. ماذا حصل لـ ليو؟!.. ألا تريدين مناداتي به بعد الآن؟ "

 

أخفض نظراته وبدأ يتأمل شفتاي برغبة واضحة.. بلعت ريقي بصعوبة وأجبته بهمس وبتلعثم

 

" أنــ.. أنــ.. أنتَ.. أنتَ.. صــ.. صديق السيد آرثر..  "

 

رفع ليو نظراته عن شفتاي ونظر في عمق عيناي.. وقال بجدية

 

" وإن كنتُ صديقه.. هذا لا يمنع بأن تناديني باسمي فقط "

 

كنتُ أنظر إلى عينيه الرائعة وشعرت بقلبي توقف عن النبض.. ارتعش جسدي بأكمله وقلتُ له بخوف و بصوتٍ مهزوز

 

" لا يجوز أن أناديك باسمك فقط.. أنا لم أكن أعرف سابقا بأنك صديق السيد آرثر.. أنا آسفة.. سامحني.. أرجوك دعني أذهب إلى جزيرة فينوس.. أريد أن أرى عــ... "

 

قاطعني بسرعة قائلا

 

" لا صغيرتي.. لن تذهبي إلى أي مكان.. سوف تبقين معي "

 

فتحت عيوني على وسعهما ونظرت برعب إلى عينيه.. بدأت أنتفض بين يديه وصرخت بقوة بوجهه

 

" أنتَ مُتخلف.. ما تفعله يُسمى بالاختطاف.. أرجوك.. دعني أعود إلى فينوس.. أريد أبي وأمي.. أرجوك دعني أذهب إليهما.. دعــ... هامممممممممــ... "

 

ضغط قبضتهُ الممسكة بفكي بقوة ومزج شفتيه بشفتي.. تجمدت بصدمة بين يديه وأنا لا أستطيع تصديق بأنه تجرأ وقبلني وسرق أول قبلة لي..

 

فتحت فمي لأعترض ولكن لدهشتي أدخل لسانه داخل فمي وبدأ يمرره على لساني ليلتقطه بأسنانه ويخرجه وبدأ يمتصه بعنف..

 

كانت دموعي تنهمر على وجنتاي كالمطر.. ولم أستطع أن أوقفه عن فعلته تلك أو حتى مقاومته.. أفلت لساني وعاود تقبيله لشفتي ولكن برقة..

 

توقف فجأة عن تقبيلي وشعرت به يبتعد عني وحرر فكي من قبضته ثم ذراعاي..

 

حركت جفوني ببطء ونظرت إليه بدهشة.. ابتسم بنعومة وقال بنبرة هادئة

 

" لقد وصلنا إلى المرفأ "

 

نظرت من النافذة ورأيت المرفأ أمامنا..

 

فتح أحد حراسه باب السيارة ووقف ينتظرنا لنخرج.. حاولت أن أقف عن حضنه لكن ليو فاجأني عندما وضع ذراعه تحت ساقي وذراع خلف ظهري ثم التف وخرج من السيارة ليقف وهو يحملني بين ذراعيه.. وقال لحارسه بأمر

 

" اجلب حقيبتها معك "

 

تمسكت برقبته بقوة بكلتا يداي.. فأنا لم يحملني أحد مسبقا بهذه الطريقة.. وبعدها صعد إلى الزورق وجعلني مجددا أجلس في حضنه.. كنتُ أنظر إلى حراسه بخجل وعندما اقتربنا من يخته.. أجبرني على الصعود إليه وحبسني داخل غرفة نومه وذهب بعد أن أقفل الباب بالمفتاح...

 

اقتربت من الباب وبدأت أطرق عليه بكلتا يداي وأنا أصرخ طلبا للنجدة.. بكيت وصرخت وطلبت النجدة.. ولكن لم يسمعني أحد..

 

وبعد فترة هدأت وفكرت بحزن.. كم أنا حمقاء.. من سوف يساعدني هنا؟!.. لا أحد.. إلى أين سيأخذني؟!..  وفجأة شعرت باليخت يتحرك.. وعندها انهرت وجلست على الأرض وبكيت بصمت بينما كنتُ أحترق من الخوف


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 35 - ملاكي

 

فكرت بصديقتي سولينا.. بدأت دموعي تسيل بكثرة على وجنتاي إذ عرفت بأن السيد آرثر لن يرحم سولينا لأنها خالفت أوامره.. وعرفت بأننا وقعنا في مصيبة كبيرة.. تكورت على نفسي وبكيت بحرقة..

 

بعد وقتٍ طويل.. مسحت دموعي ووقفت أنظر إلى الغرفة بحزن.. اقتربت من السرير وجلست عليه وفكرت بخوف مزق أحشائي.. ماذا سيحصل لي؟!.. إلى أين يأخذني السيد ليو؟!!.. كم كنتُ غبية لأنني أُعجبت به.. يا إلهي إنه صديق السيد آرثر.. كم كنا أغبياء..

 

إلهي سولينا والجميع ماذا فعل بهم السيد؟!..  وأبي وأمي؟!!.. لا بُد أنهما خائفين عليّ الآن.. تسطحت على السرير ودفنت وجهي بالوسادة وتكورت على نفسي وبكيت بخوف حتى جفت دموعي وغلبني النوم دون أن أشعر..

 

استيقظت فجرا ورأيت نفسي على سريرٍ مختلف.. انتفضت برعب ونظرت حولي أتأمل الغرفة.. لقد كنتُ داخل غرفة نوم مربّعة الشكل وواسعة جدا وبيضاء اللون وتطل على منظر خلاب للبحر.. وبجانب السرير خزانة صغيرة فوقها مزهرية وعلى يمين السرير خزانة كبيرة من الخشب داخل الجدار متعدّدة الأدراج ذات مصراعين سوداء اللون وعلى يساره منضدة كبيرة..

 

أما مقابل السرير حائط زجاجي يطل على أجمل منظر للمحيط رأيته في حياتي.. أبعدت الغطاء عن جسدي ووقفت واتجهت ناحية النافذة وقفت أنظر أمامي بدهشة.. أنا في جزيرة ولكن لستُ في فينوس.. أين أنا؟!!..

 

" مرحبا بكِ في جزيرتي هيندا "

 

استدرت وانكمش جسدي برعب ودب الخوف في قلبي عندما رأيت ليو يقف أمامي وهو ينظر إليّ بنظرات الاعجاب.. ابتسم بوسع واقترب وأمسك بيدي وقال بجدية

 

" تبدين جميلة رغم شحوب وجهكِ.. تعالي صغيرتي.. بالتأكيد أنتِ جائعة "

 

حاولت سحب يدي من قبضته لكنهُ ضغط على يدي وقال بنبرة حادة

 

" لا تفكري بسحبها وإلا قبلتكِ "

 

احمرت وجنتاي بشدة خاصةً عندما تذكرت كيف سرق قبلتي الأولى.. رفع ليو يدهُ الثانية ووضعها على وجنتي ورفع رأسي قليلا ونظر في عمق عيناي وهمس بنبرة حالمة

 

" كنتُ أبحث عنكِ لوقتٍ طويل هيندا.. بينما أنتِ كنتِ تسكنين جزيرة صديقي.. لا تُحاولي الابتعاد عني بعد الآن.. لأنني لن أسمح لكِ بفعل ذلك "

 

نظرت إليه ببلاهة إذ لم أفهم ما قصدهُ بأنهُ كان يبحث عني.. رأيت ليو يبتسم برقة وعاد وهمس بنبرة حنونة

 

" أنتِ بريئة جداً صغيرتي.. وهذا ما يُعجبني "

 

وبخوف وبخجل رافقته إلى الطابق الأرضي وتناولت وجبة الفطور برفقته.. ولفترة أسبوع كامل كان يعاملني ليو كالأميرة.. حتى تجرأت اليوم ولكثرة غبائي حاولت الهروب بزورق تابع لأحد عماله.. وعندها رأيت الوجه الآخر له..

 

العودة إلى الحاضر**

 

ليو عاقبني بأشد عقاب.. وعقابه ألمني جداً... تراكمت الأفكار واحدة تلوى الأخرى في ذهني الذي كان سينفجر كأنه قنبلة تهدد بالانفجار في أي لحظة...

 

مسحت دموعي بينما كنتُ أتذكر كيف عاقبني ليو عندما حاولت الهروب منه اليوم.. ودموعي لم تتوقف للحظة واحدة عن الهطول من عيناي وإحراق قلبي معها....

 

لقد أجبرني على الزواج منه.....

 

انتهى الفصل


















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©