رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. صدمة حقا هل يعقل تمكن من اخذها بهذه السهولة هل كان ينقصها أن يخطفها هذا الحقير ويضربها أيضا حقا مؤلم ما يحدث لها لكنني اتوقع نهاية سيئة لفيكتور على يد أرثر سيندم كثيرا على مافعل وأتمنى أن يحدث ذلك في البارت القادم لأننا لن نحتمل ما يحصل مع سولينا و ارثر حقا

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي لا تحزني
      سنرى قريبا ما سيحدث مع الجميع

      حذف
  2. رجل الاعمال أصبح عاشق ولهان مراهق صغير يركض من أجل قبله هههههههههه صحيح مافعلته سيء ارثر ولكن نعرف جيدا انك لست سيئا وغضبك جعلك ترتكب الأخطاء لذلك سولي عليك أن تحميها دائما......عرف الان أنه وقعت في حبها من اول لحظه شاهدها.
    طوني حبك لسولي سوف يؤذيك فقط لانريد خسارتك.....وشكرا لقتلك لمارك كان واحد حقير يستاهل الموت هكذا.
    سولي حبيبتي 😭😭😭😭 مكتوب عليها الحزن والألم دائما ولكن لاتقلقي ارثر سوف يجدك لن يسمح ابدا لذلك الحقير بلمسك.
    فيكتور استعد لقد لعبت مع الشخص الخطأ الان وقت العقاب والحساب.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلمك يا قلبي
      شكرا على رسالتكِ الجميلة
      أتمنى أن تنال الأحداث القادمة إعجابكِ يا قلبي

      حذف
  3. مشوقه جدا واثاره ورومانسيه انتي فعلاااا ملكة الإبداع والتميز 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻

    ردحذف
  4. ياااااي، من ايمتى صاير أرثر كيوتتتت؟ هل هو فعلاً زير نساء؟ تبًا له، ولكن إريكا مخطئة هو لم ينظر لأحد غير سولينا منذ أخذها... وطوني صح انت زودتها حبتين لكن لا اريد ان يموتتتت لاااء، هافن اجعليه يحب شخص اخر رجاءً فهو رغم كل شيء يستحق بس حب البنت الغلط.... وووواتوقع مايكل رح يموت من الخوف لما يسمع بالخبر، متحمسة...

    ردحذف
    الردود
    1. أتمنى أن تنال الأحداث القادمة إعجابكِ يا قلبي.

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي



أنتِ لي








 

 

آرثر جيانو**

 

جلست بهدوء أنظر إلى هاتفي محاولاً جاهداً التأقلم مع الأحداث الصادمة التي حدثت منذ ساعات الفجر.. مصنعي الذي احترق نصفه.. والأهم منه حُراس الأمن الذين فقدوا حياتهم في تلك الحادثة الرهيبة.. كانت هذه اللحظات من أصعب اللحظات في حياتي.. وقررت أنه لا بد لي أن أتكلم مع صديقي الكولونيل ليون للبحث عن إجابات..

 

نظرت إلى هاتفي وضغطت على رقم الكولونيل ليون.. تمر الثواني كالساعات والدقائق بالنسبة لي.. حتى أجاب الكولونيل ليون أخيرًا.. وصوته الثابت والقوي ظهر من الجهة الأخرى.. وبصوتٍ ينبعث منه الاهتمام والقلق سألني

 

( آرثر.. هل أنتَ بخير؟.. هل ما زلتَ في جزيرتك فينوس؟ )

 

أجبته بصوتٍ مكسور

 

" نعم ليون.. أنا بخير.. وما زلتُ هنا على الجزيرة "

 

سمعت ليون يتنهد بقوة.. ثم قال بنبرة حزينة

 

( يبدو واضحاً بأن ليو اتصل بك وأخبرك بما حدث لمصنعك وحُراس أمنك.. آسف آرثر.. لم أستطع الاتصال بك شخصيا وإعلامك بنفسي عن هذه الكارثة.. لذلك اتصلت بصديقك ليو تومسون )

 

لحظات صمت قصيرة مضت وبعدها بدأ الكولونيل ببطء في سرد تفاصيل الحادثة المأساوية.. عندما انتهى. سكت الكولونيل للحظة ثم قال بصوتٍ هادئ وثابت

 

( آرثر.. هذا الحريق لم يكن عرضياً.. بل هو مُفتعل )

 

نظرت أمامي بحزنٍ كبير.. وسألتهُ بصوتٍ مخنوق

 

" هل أنتَ متأكد بأن الحريق كان مُفتعل؟ "

 

وهنا سمعت الكولونيل يُجيبني بثقة قائلا

 

( "نعم.. أنا متأكد.. هناك دلائل تشير إلى أن هذا الحريق تم تخطيطه بعناية.. وقد تم تشريح جثث الحراس الخمسة عشر الذين فقدوا حياتهم في الحادث.. وتبين أنهم قتلوا قبل أن تشتعل النيران بشكل كبير.. يجب عليك أن تكون حذرًا جداً.. آرثر.. يبدو أن هناك من يريد أذيتك )

 

انتفضت بعنف وقفزت واقفاً ونظرت أمامي بصدمة كبيرة.. ثم هتفت بعدم التصديق وبصدمة كبيرة

 

" ماذا قلت؟.. تم قتل رجالي قبل أن تشتعل النيران؟.. إلهي.. إلهي!!.. من فعل ذلك بهم؟.. لماذا قتلوا رجالي؟.. ومن يريد أذيتي؟ "

 

سمعت ليون يقول بنبرة جادة

 

( آرثر.. ليس لدي إجابات بعد.. ولكن عليك أن تحذر وتشدد الحراسة.. لقد بدأت التحقيق في الحادث.. يجب أن تأتي على الفور إلى العاصمة.. وهناك سوف أُطلعك على كل شيء.. لا تتأخر آرثر.. أنا في انتظارك )

 

أجبته بقلبٍ ممتلئ بالقلق والاستعداد لمواجهة ما قد يأتي

 

" شكراً لك ليون.. لن أتأخر.. سأغار الجزيرة الآن "

 

عندما انتهت المكالمة.. غمرتني أمواج من الحزن والقلق.. كنتُ أعلم بأنهُ يجب عليّ أن أكون قوياً وأكشف عن الحقيقة وراء هذا الحادث الرهيب..

 

وضعت كلتا يداي في جيب سروالي وأخفضت رأسي ونظرت بحزن وبشرود أمامي..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي

 

عرفت في هذه اللحظة المؤلمة بأن سولينا تحتاج لحمايتي لها أكثر من أي وقتٍ مضى..

 

استدرت ودخلت إلى غرفة النوم.. كانت سولينا جالسة على السرير تنظر في اتجاهي بعيون مليئة بالخوف والتوتر..

 

اقتربت منها بحذر.. ووقفت أمامها وأخذت أنظر إليها بنظرات حنونة.. لم يكن هناك حاجة للكلمات في هذه اللحظة.. فقد كان الصمت ينقل مشاعري بشكل أفضل من أي كلمة يمكن أن أقولها.. تأملت في وجهها الجميل.. وازداد شعوري أكثر بحمايتها..

 

لم أكن أرغب بالابتعاد عنها.. ولكنني كنتُ مُجبر على الذهاب.. ولم يكن باستطاعتي أخذها معي.. فهنا على جزيرتي فينوس ستكون سولينا بأمان أكثر..

 

سمعتُها تسألني بتوتر

 

" سيدي.. أنتَ بخير؟ "

 

ابتسمت لها ابتسامة ضعيفة.. ولوحت لها بيدي مشيراً لها بأنني بخير.. سولينا أدركت تمامًا ما قلته بدون أن أنطق بكلمة واحدة..

 

 

ثم.. ببساطة ودون أن أتكلم عن ما حصل لمصنعي وموت حُراسي.. جلست على طرف السرير وقبلت جبينها بلطف ورفعت يدي برفق حتى وصلت إلى وجنتها..

 

نظرت إلى وجهها الجميل واستقرت نظراتي في عمق عينيها.. ابتسمت برقة وبصوتٍ مُختنق قليلا قلتُ لها

 

" توقفي عن مُناداتي بسيدي.. "

 

بلعت ريقي بقوة وتابعت قائلا لها بغصة

 

" سوف أُغادر الجزيرة بعد قليل.. أريدُكِ أن تنتبهي جيداً لصحتكِ.. ولا تخافي من شيء.. أعدُكِ بأنني سأُصلح كل ما فعلته "

 

تجمدت سولينا في جلستها بينما كانت تتأملني بنظرات ضائعة وخائفة.. سحبت يدي عن وجنتها وتنهدت بحزن.. ثم قلتُ لها بصدق

 

" كنتُ أتمنى أن أُغادر جزيرتي بعد أن أنال مُسامحتكِ لي.. ولكن لن أفقد الأمل ملاكي.. سأفعل ما في وسعي لأحصل على مُسامحتكِ لي.. وأعدكِ بأنني لن أتأخر في العودة.. لم يعُد باستطاعتي الابتعاد عن ملاكي "

 

توسعت عينيها وتأملتني بذهولٍ شديد.. ثم احمر وجهها بكامله.. أخفضت سولينا نظراتها ورأيتُها تضم يديها ببعضهما وتفركهما بتوتر..

 

وضعت يدي فوق يديها وهمست برقة

 

" إنها الحقيقة ملاكي.. لم يعُد باستطاعتي الابتعاد عنكِ.. وسأفعل المستحيل حتى أنال مسامحتكِ.. سامحيني ملاكي.. سامحيني لأنني ارتكبت أكبر خطأ في حياتي مع ملاك مثلكِ.. أنا فعلا لا أستحق المُسامحة.. ولكنني أطمع به من ملاك مثلكِ "

 

سحبت سولينا يديها وسمعتُها تقول بهمس وبنبرة متوترة

 

" أنــ.. أنا.. أنا... "

 

قاطعتُها قائلا بنبرة حنونة

 

" لا تقولي شيئاً ملاكي.. دعي الأيام تمضي وتُثبت لكِ بأنني صادق وندمي حقيقي "

 

رفعت يدي وأمسكت بأصابعي طرف ذقنها ورفعت رأسها بلطف.. نظرت إلى عينيها ورأيتُها ترمش بقوة ثم تأملتني بنظرات خجلة متوترة..

 

ابتسمت بحنان وهمست برقة

 

" سوف أشتاق إليكِ ملاكي.. وسوف أشتاق لسماع كلمة سيدي منكِ.. وسوف أشتاق لمُعاقبتكِ عليها وتقبيلكِ في المكان الذي أريده "

 

أغمضت سولينا عينيها وتسارعت أنفاسها.. نظرت إلى شفتيها.. وهنا تسارعت نبضات قلبي أكثر.. وكم رغبت بتقبيلها قبلة ناعمة وبشغف.. ولكن لم أستطع فعلها..

 

أبعدت يدي عن ذقنها وأمسكت بيدها ورفعتُها قليلا.. أخفضت رأسي وقبلت يدها بنعومة ثم حضنتُها بكلتا يداي وهمست برقة بينما كنتُ أنظر إلى سولينا بحنان

 

" نعم ملاكي.. سأشتاق إليكِ بشدة.. ومنذ هذه اللحظة "

 

ظلت سولينا مُغمضة العينين.. وشعرت برجفة يدها بين قبضتاي.. تنهدت بخفة وهمست

 

" سولينا... "

 

هنا حركت ملاكي جفونها ببطء وفتحت عينيها وتأملتني بنظرات خجلة وخائفة مثل عادتها.. ابتسمت بوسع حتى أجعلها تطمئن وقلت بنبرة هادئة

 

" كوني بخير ملاكي.. وإن احتجتِ لأي شيء لا تترددي بطلبه من ليلي و إريكا "

 

أومأت سولينا بخفة موافقة.. وهنا ابتعدت عنها ووقفت.. لدقائق وقفت أتأملها وكأنني أُشبع نظراتي بها.. كنتُ أوعدها على طريقتي الخاصة.. أحفظ وجهها بدقة.. في الأصل سولينا أصبحت في عقلي وفي مخيلتي..

 

وأخيراً قررت الذهاب.. تنهدت بقوة وقلت بنبرة جادة

 

" الوداع ملاكي.. لا.. لن يكون هناك وداعاً بيننا.. لذلك إلى اللقاء القريب ملاكي.. سأعود من أجلكِ.. كوني بخير "

 

انتظرت أن تقول لي سولينا إلى اللقاء.. ولكنها لزمت الصمت.. وهذا أحزنني.. تأملتُها بنظرات حزينة واستدرت ومشيت عدة خطوات باتجاه الباب.. ولكن فجأة توقفت في مكاني عندما سمعت سولينا تهمس بنبرة خجولة قائلة

 

" إلى اللقاء سيدي "

 

استدرت بسرعة وتأملتُها بنظرات سعيدة.. ثم ركضت باتجاه السرير وسرقت قبلة سريعة على خدها وجبينها.. ووسط نظراتها الخجولة ابتعدت عنها وغادرت القصر وأنا أبتسم مثل الأحمق بسعادة...

 

اجتمعت مع حُراس الجزيرة الجُدد وأمرتهم بحراسة الجزيرة جيداً وخاصةً ملاكي.. وطلبت منهم أن يتصلوا بي بسرعة إن شعروا بوجود أي خطر..

 

وبعدها غادرت الجزيرة برفقة ستيف وحُراسي الشخصيين.. وبينما كان يخت جيانو يُبحر مُبتعداً عن جزيرة فينوس.. وقفت على سطح اليخت أنظر إلى الجزيرة بحزن..

 

وبتصميم قلت بصوتٍ مُرتفع لنفسي

 

" سأعود.. سأعود إليك سولينا.. وبسرعة.. وسأعيد العالم إلى مكانه.. سأعيد الضحكة إلى وجهكِ.. وسأحصل على مُسامحتكِ لي.. لا يمكن لأحد أن يفصلكِ عني.. بل لن أسمح لأحد بفعل ذلك.. أصبحتِ أنفاسي ملاكي.. أنتِ لي.. لي أنا.. ملاكي.. سولينا "

 

ثم أعاد آرثر نظره إلى الأفق وبدأ في التفكير في المهمة الصعبة التي كان متعهدًا بها.. سيعمل بكل قوته وذكائه لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة.. لأجل رجاله المساكين والذين خسروا حياتهم بطريقة مؤلمة جداً.. سوف يجد من فعل ذلك ويُدمره بنفسه..

 

تابع يخت جيانو مواصلة رحلته إلى العاصمة.. أما آرثر كان يغمرهُ الحزن على فراقه لملاكه وموت رجاله.. وفي عقله.. كان يحمل صورة سولينا ووعدًا لن يخونه..

 

بعد مرور عدة أيام**

 

دخلت إلى شركتي الرئيسية في العاصمة وأسرعت نحو مكتبي الفخم بينما كنتُ أشتم بغضب.. وطلبت من مساعدتي إيما أن تدخل في الحال إلى مكتبي..

 

جلست على الكرسي خلف مكتبي بينما كنتُ أشتعل من الغيظ والغضب..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي

 

ستة أيام مضت.. ستة أيام طويلة مؤلمة مضت ولم أستطع معرفة من هو الذي تجرأ على حرق نصف مصنعي الجديد وقتل رجالي..

 

لقد بدأت أعمال الترميم في المصنع منذ يومين.. أنا لم أهتم بتاتا عن الخسائر المادية.. فأنا أستطيع بناء مائة مصنع جديد غيره.. ولكن الذي أحزنني وأغضبني بشدة هو ما حدث اليوم..

 

اليوم كان دفن جميع حُراسي الذين لقوا حتفهم في حادث المصنع.. وأنا لم أستطع تحمل رؤية عائلاتهم وأصدقائهم يتألمون ويبكون بهذا الشكل في مراسم الدفن..

 

صحيح أنني طلبت إعطاء كل عائلة مبلغاً كبيراً من المال كتعويض لهم.. واتفقت مع المحامي الخاص بي بتعليم جميع أبنائهم على نفقتي حتى يتخرجوا من الجامعة.. ولكن هذا لا يعوضهم خسارتهم وفقدانهم من يحبون..

 

أرجعت رأسي إلى الخلف وأغمضت عيناي وشعرت بالعجز وبالإحباط الشديد.. تنهدت بعمق وفكرت مجددا من عساه يكون الفاعل.. ولماذا؟!!...

 

وقفت بهدوء ومشيت باتجاه غرفة الباب الجانبي في مكتبي.. وفتحته ودخلت إلى غرفتي الخاصة حيث أستريح بها في معظم الوقت من ضغط العمل عندما أكون في الشركة..

 

وهي غرفة عبارة عن أريكة ضخمة وجهاز تلفاز كبير على الحائط.. وخزانة ضخمة لملابسي.. غيرت بدلتي الرسمية وارتديت قميص سوداء وسروال أسود اللون..

 

وما أن خرجت من الغرفة.. انفتح الباب ودخلت إيما وهي تحمل في يدها اليمنى عدة ملفات وفي يدها اليسرى صينية القهوة.. وضعتهم على مكتبي وأردفت قائلة باحترام

 

" كيف حالك سيدي؟.. أنا آسفة بسبب ما حدث.. وتعازي الحارة لك سيدي "

 

نظرت إليها بامتنان وشكرتُها.. ابتسمت إيما بحزن وقالت

 

" قبل أن نتحدث بجدول الأعمال سيدي.. كولونيل ليون في الخارج يطلب رؤيتك لأمر ضروري وفورا.. لقد جلبت له فنجان قهوة مسبقا.. أما بخصوص العمل لقد جلبت لك ملف تكلفة ترميم المصنع الجديد.. وأيضا ملف صفقة بيع وصيانة الطائرات الجديدة.. عليك بتوقيعهم سيدي بعد أن تقرأ الملفات بعناية "

 

نظرت إليها بجدية وأمسكت فنجاني وارتشفت من قهوتي اللذيذة.. ثم قلتُ لها بهدوء

 

" دعي الكولونيل يدخل بسرعة.. وبعد خروجه سأرى الملفات وأوقعها "

 

أومأت إيما موافقة.. ثم سألتني بتهذيب

 

" أي شيء آخر سيدي؟ "

 

أجبتُها بسرعة

 

" حاليا لا.. سوف أناديكِ إن احتجت لأي شيء "

 

خرجت إيما من مكتبي وبعد لحظات قليلة دخل الكولونيل ليون وصافحني وجلس أمامي.. ثم قال

 

" آرثر.. أنا آسف على خسارتك الكبيرة وخاصة لوفاة حراسك.. لم أستطع أن أعزيك لأنني انشغلت شخصيا بقضية المصنع.. لقد جلبت لك تقرير الطب الشرعي وتقرير الأجهزة الأمنية.. والمباحث الجنائية والتحريات.. وتقرير المعمل الجنائي.. "

 

توقف ليون عن التكلم وتأملني بنظرات غريبة.. ثم تابع بجدية قائلا

 

" لكن أولا عليك أن ترى هذا القرص "

 

وقف وأخرج ليون من جيب سترته علبة مربعة الشكل وصغيرة.. أخرج منها قرص ووضعه أمامي.. وتابع قائلا

 

" عليك الاطلاع وبسرعة على مضمون هذا القرص.. وبعدها تقرأ التقارير "

 

أمسكت القرص ووضعته على جهاز الحاسوب الخاص بي.. وتجمدت نظراتي على الشاشة بتركيز.. وبينما كنتُ أشاهد المحتوى حدث ما جعلني أقع في صدمة كبيرة..

 

فما حصل في مصنعي شيء لا يُصدق.. لقد اقتحم المصنع في الساعة الرابعة فجراً أكثر من ثلاثين رجل.. وجميعهم كانوا ملثمين ويرتدون السواد.. وطبعاً كانوا مُسلحين.. وقاموا بغفلة عين بإعدام حراسي بالرصاص في رؤوسهم.. وبعدها أحرقوا المعمل بقوارير البنزين وخرجوا بسرعة من المكان.. ومن بشاعة المنظر أغمضت عيناي بحزن وكورت قبضتاي واشتعل الغضب بداخلي..

 

فتحت عيناي ونظرت إلى ليون بدهشة وبغضبٍ مكتوم.. وسألتهُ

 

" هل توصلت لمعرفة من هم الفاعلون؟.. ومن أرسل هؤلاء الملاعين لقتل رجالي وحرق مصنعي؟ "

 

أجابني ليون بسرعة

 

" لا آرثر.. للأسف لم نعرف حتى الآن من هو الرأس المُدبر لهذه العملية.. ولم نكتشف من هم هؤلاء الرجال.. أو لصالح من يعملون.. نحاول البحث في كاميرات القريبة من المصنع الموجودة على الطرُق.. حينها سنعرف وجهتهم ونحاول تتبعهم.. وتقرير الطب الشرعي أكد ما حصل في المصنع.. إذ الجميع تلقوا رصاصة في الرأس من سلاح أوداف "

 

تنهد ليون وتابع حديثه قائلا بجدية

 

" آرثر.. ما سأقوله لك ليس بحكم خبرتي بل هو واضح كوضوح الشمس.. من ارتكب هذا العمل الشنيع يكرهك بشدة.. ربما هو أحد منافسيك.. هل تفكر بأحد مُعين قد يكون هو الفاعل؟ "

 

وقفت وتقدمت ناحية النافذة أنظر بشرود وبتفكير عميق.. ثم استدرت ونظرت إلى ليون وأجبته

 

" هذا ما يحيرني.. فمهما حاولت أن أعرف من فعل ذلك أفكر عن سببه الرئيسي لفعلته تلك وعندها تنغلق جميع الأبواب أمامي ولا أتوصل لمعرفة السبب وما هو غرضه من ذلك "

 

تأملني ليون بتمعُن.. ثم قال

 

" ربما فعل ذلك كي يُلهيك عن أمرٍ ما.. لقد فكرت مالياً بذلك.. ربما يكون فيكتور مارسن من فعل ذلك "

 

نظرت إليه بدهشة ثم ضحكت بقوة.. وبعد أن هدأت أجبته بثقة

 

" فيكتور الجبان لن يُقدم على فعل ذلك بي.. لا.. لا أظن بأنهُ الفاعل.. ولماذا يريد إلهائي وقتل رجالي؟!.. ما هي غايته؟!!.. ربما هــــ... "

 

فجأة تذكرت شيئا جعلني أتجمد في مكاني.. وجعل قلبي يحترق بنيران القلق وعدم التصديق والخوف.. نظرت إلى ليون بصدمة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي

 

ثم صرخت بعنف وبملء صوتي

 

" مستحيل!!.. سولينا!!... لا.. لا.. لااااا.. "

 

اقتربت من مكتبي بسرعة وما أن أمسكت هاتفي الخلوي لأتصل بـ طوني حتى رن هاتفي.. نظرت إلى الشاشة بتوتر وبخوف عندما رأيت أن المُتصل ليس سوى طوني ديمر..

 

سمعت ليون يسألني بقلق

 

" آرثر.. أنتَ بخير؟.. ماذا حدث لك؟ "

 

لم أجب ليون بل ضغطت على  شاشة هاتفي ووضعته على أذني وهتفت بقلقٍ شديد

 

" طوني.. سولينا بخير؟.. تكلم.. أخبرني بأنكم و سولينا بخير  "

 

عقدت حاجباي ونظرت بذهول أمامي عندما لم أسمع صوت طوني


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي

 

بل سمعت الممرضة إريكا تهتف بذعر وهي تبكي بشكلٍ هستيري

 

( سيدي.. سيد آرثر.. لقد حدثت كارثة على الجزيرة.. لقد ماتوا جميعهم.. سنموت جميعنا هنا.. اعهههههههههههه.... )

 

توقف قلبي عن النبض وارتعش جسدي بعنف.. وعاد قلبي لينبض بسرعة مُرعبة بينما كنتُ أنظر أمامي بصدمة كبيرة..

 

سمعت إريكا تبكي بهستيرية وهي تهتف بذعر

 

( لقد مات الجميع.. الجميع.. لقد ماتوا )

 

لا أعرف ما أصابني.. ترنح جسدي قليلا ثم أسندت ثقل جسدي على ظهر الأريكة بجانبي.. وهمست بصوتٍ مُرتعش

 

" ماذا الذي تقولينه إريكا؟.. من مات؟.. عن أي هجوم تتكلمين؟.. ملاكي!!.. أين هي ملاكي؟.. أين هي سولينا؟.. تكلمي "

 

سمعتُها تهتف بذعر وببكاء

 

( أنا آسف سيدي.. لكننا نتعرض لهجوم مُسلح الآن في الجزيرة.. هناك أكثر من ثلاثين مسلح اقتحموا الجزيرة والقصر.. وهم يطلقون النار على الجميع.. لن نستطيع الصمود لأكثر من خمس دقائق سيدي.. والأنسة سولينا في غرفتها.. لكن معظم حُراس الجزيرة قد ماتوا.. أنا خائفة جداً.. ساعدنا سيدي )

 

عرفت بسرعة ما يحدث على جزيرتي.. في هذه اللحظة اكتشفت من أحرق مصنعي وقتل رجالي.. ذلك الحقير فعلها..

 

شتمت بغضب أعمى وكلمت إريكا بسرعة قائلا

 

" اللعنة عليك فيكتور.. إريكا.. أين هو طوني؟.. تكلمي "

 

أجابتني بأنهُ بجانبها وهو يطلق النار على المسلحين من النافذة.. تنهدت بقوة وطلبت منها أن تُسلم الهاتف للحارس طوني.. ثواني قليلة سمعتهُ يُجيبني بتوتر

 

( نعم سيد آرثر )

 

أمرتهُ بسرعة قائلا

 

" اسمعني جيدا طوني.. خبئ جميع الموظفين في القبو حالا.. واحمي سولينا مهما كلفك الأمر.. لا تدع ذلك القذر يأخذها.. هل فهمت؟.. لا تسمح له بأخذ سولينا مهما كلفك ذلك.. سأحاول مساعدتكم وبسرعة.. فقط احمي الجميع أرجوك "

 

أجابني طوني بسرعة

 

( سأفعل سيدي.. سوف أحميها والجميع )

 

نظرت أمامي بتوتر وأمرته بحدة

 

 " اتصل فورا بمركز الشرطة التابع لجزيرة  تايلي.. وأعلمهم بأنكم تتعرضون لهجوم مُسلح.. وقل لهم اسمي.. ثم أطلب منهم ليأتوا بالطوافات.. واطلب دعم خفر السواحل حتى يحاصروا المياه ولا يدعوه يهرب.. هل فهمتني طوني؟ "

 

أجابني بسرعة

 

( نعم سيدي )

 

تنهدت بقوة وقلت له قبل أن أُنهي المكالمة

 

" لا تدع أي مكروه يُصيب سولينا والجميع.. أخبرها بأن لا تخاف.. وقل لها بأنني آتٍ من أجلها "

 

انهيت المكالمة وكورت قبضتاي بعنف..

 

وقف ليون واقترب مني وسألني بقلق

 

" ما الذي يحصل؟.. آرثر!.. ماذا حدث؟ "

 

نظرت إليه بعجز ورفعت يدي ومسدت رقبتي بعنف.. شعرت بالغضب من نفسي وبالخوف الشديد على ملاكي.. شعرتي بأنني عاجز كلياً في هذه اللحظة.. ملاكي في خطر وأنا لا أستطيع حمايتها..

 

نظرت إلى ليون وأجبته

 

" إنه هو.. فيكتور مارسن.. إنهُ هو من أحرق مصنعي وقتل رجالي.. وهو الآن في جزيرتي فينوس برفقة رجاله المُسلحين.. لقد اقتحم جزيرتي ذلك اللعين وهو يهاجم رجالي بينما نتكلم الآن في هذه اللحظة.. كل ذلك بسبب هوسه بـ سولينا.. كم كنتُ غبي.. يجب أن أذهب.. يجب أن أذهب وأنقذها على الفور "

 

وضع ليون يده على كتفي لكي يجعلني أهدأ.. وقال بجدية

 

" سوف تتأخر.. لن تصل لنجدتها في الوقت المناسب.. دعني أولا أقوم باتصالات مهمة لمساعدتك.. وننتظر ما سيحصل.. وبعدها نتحرك.. وخلال هذا الوقت عليك أن تخبرني من تكون سولينا؟.. ولماذا يريدها فيكتور؟ "

 

ابتعدت عنه وهتفت بوجهه بغضب

 

" أنتَ لا تفهم.. سولينا في خطر.. ذلك اللعين ما زال مهووسا بها.. كيف غفلت عن ذلك؟.. كيف لم أربط الأحداث ببعضها؟.. أرادني أن أبتعد عن الجزيرة حتى يتمكن من أخذها.. ولقد نجح بذلك ليون.. لقد نجح بفعلته.. سوف يأخذ ملاكي مني.. سوف يؤذيها.. إلهي.. ملاكي لن تتحمل ذلك.. لن تتحمل المزيد.. يجب أن أساعدها.. يجب أن أذهب إليها فورا.. لا أستطيع أن أتحمل فكرة أن تكون بين يديه.. افهمني "

تأملني ليون بنظرات غريبة وقال بتفهم

 

" حسنا صديقي.. دعني أولا أجري بعض المُكالمات الضرورية لمساعدتك.. وبعدها نذهب معا إلى جزيرتك.. وفي طريقنا عليك أن تخبرني بقصتها الكاملة "

 

تنهدت بأسى ثم اتصلت برئيس حرسي ستيف وطلبت منه تجهيز الهليكوبتر الخاصة بي وإرسال جميع رجاله إلى فينوس بأقصى سرعة.. وبعد أن أنهى ليون مُكالماته خرجنا من الشركة باتجاه المطار...

 

 

 طوني**

 

كنت أرتشف قهوتي الصباحية في غرفتي وأنا أبتسم بسعادة.. لقد أصبحت سولينا تثق بي وبدأت تكلمني براحة..

 

بعد ذهاب السيد من الجزيرة لاحظت بأن سولينا كانت حزينة.. وعندما صعدت لأتكلم معها.. أول ما قالته لي أنها تريد الذهاب والجلوس على الشاطئ..

 

ابتسمت بسعادة.. على الأقل بدأت تُكلمني.. في البداية كانت رافضة فكرة الجلوس على الكرسي المتحرك وكانت في كل صباح تريد الجلوس أمام الشاطئ وسمحت لي أن أحملها دائما..

 

لا أنكر أن ذلك جعلني أشعر بسعادة لا توصف.. فشعوري بها في أحضاني جعل قلبي ينبض بسعادة.. وعندما سألتها عن سبب رفضها بالجلوس على الكرسي المتحرك قالت لي أنها تكرهها فهي تذكرها بعجزها..

 

ومع مرور الأيام بدأت تخبرني عن والدها وصديقتها غريس.. وأخبرتني بحزن ما حصل معها قبل دخولها إلى السجن..

 

حينها سألتها ما هو السبب الذي جعل السيد آرثر تنتابه الشكوك ويُلقي اللوم عليها بما حدث لشقيقته.. هنا أخبرتني سولينا بأنها سمعت السيد آرثر يقول أن هناك فتاة اتصلت به  وأخبرته أنها السبب بكل ما حصل مع غريس..

 

عندما توقفت سولينا عن التكلم بدأت تبكي.. وتوقفت عن إخباري بالمزيد.. ولم أرد الضغط عليها أكثر.. وفي الأمس اقتنعت من إريكا أن تجلس على الكرسي المتحرك.. عندما دخلت إلى غرفتها شعرت بالدهشة بسبب ذلك.. ولا أنكر شعرت بالحزن لأنني لن أستطيع حملها واستنشاق رائحتها العطرة مجددا..

 

اقتربت من النافذة ونظرت إلى البحر.. تجمدت بصدمة عندما رأيت أربعة زوارق ترسوا على الشاطئ وبها رجال ملثمين بعددٍ كبير..

 

أمسكت هاتفي واتصلت بالحراس على الجزيرة لينتبهوا ويتحضروا للهجوم.. ثم ركضت وهتفت للخدم ليختبئوا جميعهم.. وطلبت من السيدة ليلي حتى تحمي الجميع وينزلوا إلى القبو..

 

ثم أمسكت سلاحي وبدأت بإطلاق النار من النافذة على هؤلاء الرجال.. سمعت صرخة ذعر خلفي.. التفت ورأيت إريكا تختبئ خلف أريكة وهي تبكي بذعر.. هتفت لها حتى تهدأ بينما كنتُ أحتمي خلف الجدار بجانب النافذة..

 

" إريكا.. لا تخافي.. أين هي سولينا؟.. لماذا تركتها؟ "

 

قالت ببكاء

 

" هي في جناح السيد نائمة.. نزلت لجلب فاكهة وعصير البرتقال.. وسمعت إطلاق النار.. ماذا سنفعل طوني؟ "

 

سحبت هاتفي ورميتُه باتجاهها.. التقطته إريكا بسرعة.. وهنا هتفت قائلا لها وسط إطلاق النار الكثيف في الخارج

 

" اتصلي بالسيد آرثر وأخبريه بما يحدث هنا.. وقولي له بأننا لن نستطيع الصمود لأكثر من خمس دقائق.. لقد هجم على الجزيرة أكثر من ثلاثين مُسلح.. ثم اصعدي إلى جناحه وأقفلي الباب.. ولا تتركي سولينا.. ولا تفتحي الباب لأحد سواي.. فهمتِ؟ "

 

أومأت إريكا موافقة ورأيتُها تتصل بالسيد آرثر.. ثم رمت الهاتف لي وركضت صاعدة إلى الأعلى.. وبعد أن تكلمت مع السيد اتصلت بمركز الشرطة في تايلي وأعلمتهم بالوضع..

 

ثم فعلت ما طلبه مني السيد.. ركضت وتأكدت بأنهم في أمان في القبو.. ثم رميت المفتاح للسيدة ليلي وطلبت منها أن تُقفل الباب ولا تفتحه لأحد.. بعدها صعدت إلى الطابق الأرضي وطلبت من الحراس حماية القصر.. ثم ركضت بسرعة هائلة أصرخ على الجميع حتى  يتأهبوا لإطلاق النار وحماية أنفسهم..

 

وقفت بجانب النافذة أترقب تقدم المُسلحين من القصر وبدأ إطلاق النار المتبادل بيننا والعنيف.. كنتُ أقتل كل من أراه يقترب من القصر ولكن عندما أُصيب أربعة من حُراس الجزيرة.. خرجت وبدأت أتفقدهم.. لقد مات اثنان منهم أما الأخرين كانت إصاباتهم خطيرة..

 

اختبأت خلف شجرة النخيل.. وبدأت بإطلاق النار على هؤلاء الملثمين.. فجأة رصاصة اخترقت كتفي الأيمن..

 

صرخت بألمٍ ونظرت خلفي.. رأيت بذهول مارك الحارس السابق لدى آرثر جيانو كان يقف خلفي بابتسامة شريرة على وجهه.. وقبل أن يطلق النار عليّ رفعت ذراعي المُصابة والتي أحمل مسدسي بها.. كنتُ أسرع منه وأطلقت النار عليه وأصبته برصاصة مباشرة في وسط جبينه..

 

رأيتهُ يسقط على ركبتيه أمامي ثم سقط إلى الخلف جثة لا حياة بها.. نظرت إليه بقرف وهمست بحقد

 

" مُت أيها الخائن القذر.. أتمنى لك أجمل إقامة في الجحيم أيها الخائن والحقود "

 

أمسكت كتفي مكان إصابتي.. صرخت بألم أكبر عندما رصاصة أخرى أصابت كتفي الأيمن.. وقبل أن أسقط على الأرض وتنغلق عيناي.. همست بحزن وبألم

 

" سامحيني.. سامحيني سولينا.. "

 

ودخلت إلى عالم الظلام.....

 

 

سولينا**

 

كانت تجلس على كرسيها المتحرك خلف الباب الزجاجي الكبير للشرفة تنظر بشرود إلى البحر.. لطالما أحبت وعشقت البحر منذ صغرها.. كل ما حصل معها منذ دخولها إلى السجن حتى الآن لم يفارق تفكيرها ودمعت عيناها وكعادتها سالت على وجنتيها برقة وحزن.. أفاقت من أفكارها على صوت إريكا ممرضتها الخاصة تدخل إلى الغرفة كعادتها في الصباح قائلة لها بمرح

 

" صباح الخير سولينا "

 

رفعت سولينا عيناها في محاولة لإخفاء أثر الدموع ورفعت يدها الرقيقة المطلية أظافرها بعناية بلون الأحمر معيدة شعرها الكثيف الى الوراء.. فـ إريكا هي من وضعت لها طلاء الأظافر.. إريكا تهتم بها جيدا.. تساعدها في الاستحمام وارتداء الملابس وتسريح شعرها.. لقد أصبحت بفترة زمنية قصيرة جداً صديقتها المقربة وعزيزة على قلبها..

 

التفتت ونظرت إلى إريكا بنظرة تفيض حنانا ورقة.. ثم أدرت الكرسي باتجاهها وكلمتُها بنعومة

 

" مرحبا عزيزتي.. صباح الخير لكِ أيضاً "

 

منحتني إريكا إحدى أجمل ابتساماتها الرائعة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي

 

وقالت بنبرة حنونة

 

" أعتقد؟.. لا بل أقسم أنني وبالتأكيد الوحيدة التي تحصل على تلك الابتسامة منكِ سولينا.. ذلك المسكين طوني يموت ألف ميتة في كل يوم حتى يحصل على ابتسامة صغيرة منكِ مثل هذه الابتسامة "

 

نظرت إليها نظرة عتاب مداعبة.. وفي محاولة مني للهروب من الإجابة سألتها

 

" هل أنتِ معجبة به؟ "

 

كانت إريكا تختلف عن سولينا كثيراً.. تتمتع بملامح فاتنة بشعرها الكستنائي بخصلات شقراء وقد قصته على احدث صيحات الموضة واسترسل بتدريج رائع حول وجهها وعيناها الخضراوين وبشرتها الوردية وانفها الرقيق الذى يعلوه بعض النمش الخفيف والذي لا تراه العين بسهولة.. منتشرا اعلى وجنتيها وممتدا الى سائر بشرتها الرقيقة.. وقامتها كانت قصيرة نوعا ما..

 

رفعت إريكا يدها الرقيقة بكسل ترجع بعض الخصلات من شعرها خلف أذنها وتنهدت قائلة

 

" لا طبعاً.. هو لا يُعجبني.. هو ليس من نوعي رغم وسامته الفائقة "

 

ابتسمت برقة.. وسألتها بفضول

 

" ما الذي يجذبكِ بالرجال؟.. أقصد ما هي صفات رجل أحلامكِ؟ "

 

رأيت عينها تنظر بهيام وبشرود أمامها.. وأجابتني بحلم

 

" أحب رجلي أن يمتلك شعرا أشقر وعيون خضراء اللون.. وقامته معتدلة وليس طويلا مثل طوني.. وأحب أن يكون طبيب جراح ويُقدر عملي ويُحبني لذاتي.. فأنا أعرف بأنني عادية المظهر ولستُ بجميلة أبدا "

 

نظرت إليها بدهشة وهتفت بصدمة

 

" ولكنكِ جميلة جداً عزيزتي.. لا تقللي من نفسكِ أمامي.. فأنتِ تُدرين رؤوس الرجال بجمالكِ ورقتكِ.. وهل يا ترى صفات رجل أحلامكِ تنطبق على دكتور مايكل؟ "

 

وقفت إريكا جامدة في مكانها ونظرت إليّ بصدمة.. ثم كسى وجهها ملامح الحزن.. وقالت بغصة

 

" أنتِ مُحقة.. مواصفات رجل أحلامي تنطبق على دكتور مايكل.. لكن للأسف أنا لا أجذبه.. كيف سوف يلاحظني بينما أنا مُجرد ممرضة تافهة في مستشفى السيد آرثر جيانو.. والطبيب مايكل هو مديرها وأكبر وأهم طبيب جراح في البلد.. أنا شبه معدمة.. بينما هو من أغنى وأرقى العائلات في البلد "

 

تنهدت إريكا بحزن وتابعت قائلة

 

" تعرفين جيداً عزيزتي أنني كنتُ أُفضل أن أكون بتلك البشرة الرائعة مثلكِ التي تحسدكِ عليها الكثير من النساء.. على أن أكون أتمتع ببشرة باهتة اللون... والنمش الذى يوحي بأنني طفلة لا تكبر أبدا.. كنتُ أتمنى أن أحصل على ملامح امرأة فاتنة مثلكِ...لا طفلة شقية وغير ناضجة.. هو لن ينظر إليّ أبدا.. هذا مجرد حلم "

 

كنتُ أنظر إليها بدهشة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي

 

ثم قلتُ لها بجدية وبصدق

 

" لا تقولي ذلك عن نفسك.. أنتِ جميلة جدا تذكريني بـ مارلين مونرو.. مع اختلاف بسيط بلون العيون والنمش فهي تدفي عليكِ سحرا أخاذاً.. أنتِ جميلة جدا إريكا من الخارج والداخل.. ثم النمش في وجهكِ بالكاد نراه.. وهو ما يزيد من سحركِ.. أتمنى أن يتحقق حلمكِ ويحبكِ مايكل.. سوف تشكلان ثنائي رائع.. ولا تتمني أن تكوني مثلي فما النفع من ذلك.. حظي في الحياة مقرف وأنا مقعدة كذلك.. ولكن أريد أن أسألكِ.. أنتِ تعملين في مستشفى يمتلكها آرثر؟.. كيف ذلك؟!.. فأنا لم أكن أعرف أنه يمتلك مستشفى "

 

اقتربت إريكا ووقفت أمامي وقالت بجدية تامة

 

" السيد آرثر رجل رائع وشهم ونبيل.. الجميع يحبونه ويحترمونه.. هو صارم في عمله.. هذا صحيح لن أنكر.. ولكن ذلك ما جعله ينجح في حياتهِ المهنية.. ونعم هو يمتلك أضخم مستشفى موجودة في البلد.. لقد كان لديه شقيقة تدعى غريس.. كانت للأسف مدمنة على المخدرات.. وذات يوم جلبوها إلى المستشفى التي أعمل بها منذ سنتين ونصف تقريبا... "

 

تجمدت نظراتي عليها وشحب وجهي بينما كنتُ أسمع ما تقوله إريكا.. وسمعتُها تتابع قائلة بجدية

 

" صديقاتي الممرضات أخبروني بما حدث منذ سبع سنوات.. ولكن للأسف كان قد فات الأوان لإسعافها.. حاول الأطباء المستحيل لمساعدتها ولكنهم لم ينجحوا.. وبعد وفاتها اشترى السيد آرثر المستشفى وحول الطابق الثالث والذي تم وضع غريس  به مركزا لعلاج المدمنين مجانا.. وبعد تخرج الطبيب مايكل سلمه إدارة المستشفى.. في البداية رفض الطبيب مايكل المركز لعدم خبرته ولكن السيد آرثر أصر عليه ولم يقبل الرفض منه.. ومع مرور الوقت أثبت الطبيب مايكل جدارته وتفوقه.. أما بخصوص وضعكِ سولينا لا يجب أن تيأسي فهو مؤقت ليس شللا دائما سوف تشفين منه "

 

ثم نظرت إليّ بنظرات عابثة وسألتني

 

" ما رأيكِ بالسيد آرثر؟ "

 

نبض قلبي بشدة ولم أعرف السبب.. نظرت حولي أتأمل الغرفة لأهرب من نظراتها الماكرة.. وسألتها بصوتٍ ضعيف ومرتعش

 

" لما تسألينني هذا السؤال؟.. أنا لا أهتم له "

 

سمعتُها تقول بنبرة عابثة

 

" حقا!!.. حسنا سألتكِ لأنني رأيت كيف كان ينظر إليكِ طيلة الوقت.. ورأيت أيضا نظراتكِ له سولينا.. أنا أعرف هذه النظرات جيداً.. إنها نظرات العشق حبيبتي "

 

نظرت إليها بصدمة ثم بغضب.. وهتفت برفضٍ قاطع

 

" مستحيل... هذا ليس صحيحاً.. هو لا يُعجبني بتاتاً.. كما أنا أكرهه.. وأتمنى أن لا أراه مجددا.. لا تقولي ذلك مرة أخرى "

 

عبست إريكا ونظرت بتعجب إليّ.. ثم قالت بنبرة هادئة

 

" حسنا اهدئي صديقتي.. لم أقصد أن أجعلكِ تغضبين.. أنا فقط أردت أن انصحكِ.. فالسيد آرثر مشهور بعنادهُ وصرامته و نجاحه الكبير في التفاوض وإدارة الأعمال.. هذا اذا تغاضينا عن وسامته المدمرة وشخصيته الفريدة.. فهو أيضا زير نساء من الدرجة الأولى رغم امتلاكه لخطيبة.. لذلك أردت أن أنصحكِ كي لا تفكري به.. فهو بعيد المنال عنكِ حبيبتي.. ولا أريدكِ أن تتألمي وتحزني بسببه.. ولكن ما دام من ناحيتكِ لا تشعرين بشيء نحوه فهذا أفضل "

 

تجمدت الدماء في عروقي وتشنج جسدي بالكامل.. وهمست دون أن أشعر

 

" لديه خطيبة؟!!... لقد نسيت ذلك كلياً.. كيف نسيت بأن لديه خطيبة؟! "

 

سمعت إريكا تقول

 

" نعم لديه خطيبة وليست بأي امرأة.. إنها جوي بيرس.. أشهر عارضة أزياء في العالم.. ومع ذلك لا أظنها مناسبة له.. أنا شخصيا لا أحبها وأشعر بأنها خبيثة "

 

شعرت بغصة مؤلمة في صدري ولم أعرف سببها.. ولكن الذي عرفته معرفتي بوجود خطيبة له لم يعجبني سابقاً ولم يُعجبني الآن.. وهذا ما أخافني..

 

بلعت ريقي بقوة وسألتها بهمس

 

" هل قابلتها شخصيا؟ "

 

أجابتني إريكا بسرعة

 

" طبعاً لا.. ولكن قرأت الكثير عنها.. ورأيت الكثير من صورها في الجرائد والإعلانات.. فلا تخلو صفحات جرائد الموضة من صورها.. سوف أريكِ صورتها الأن "

 

أمسكت هاتفها وشرعت تضغط على الشاشة بتركيز ثم سلمتني الهاتف وقالت بحماس

 

" هذه هي جوي بيرس.. خطيبة السيد "

 

أمسكت الهاتف بيدي المرتعشة ونظرت بدهشة إلى صورتها..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي

 

بلعت ريقي بقوة وشعرت بوجعٍ غريب في قلبي.. إنها رائعة بحق.. جميلة جداً لا بل خلابة.. كيف عاشرني ذلك اللعين بينما يمتلك خطيبة رائعة الجمال؟!!.. مهلا لحظة.. هل أنا غاضبة لأنه عاشرني بينما يمتلك خطيبة؟!!!... حمقاء.. حمقاء سولينا.. أنا أكرهه لقد اغتصبني الحقير..

 

وما أن شعرت بالدموع تهدد بالنزول سلمتها الهاتف.. وقلت لـ إريكا بصوتٍ مبحوح

 

" إريكا.. أريد أن أنام قليلا لو سمحتِ.. فأنا أشعر بالنعاس.. من بعد إذنكِ.. أخبري طوني بأنني لن أذهب إلى الشاطئ اليوم مثل العادة.. أريد أن أرتاح قليلا.. أما بخصوص وجبة الفطور سوف أتناولها لاحقا "

 

بعد أن ساعدتني إريكا بالتسطح على السرير أسدلت الستائر وأطفأت الأنوار وخرجت من الغرفة.. أرحت رأسي على الوسادة وتنهدت بحزن.. كيف يكون له خطيبة ويفعل بي ذلك؟!!!.. كيف طاوعه قلبه على معاشرتي بالقوة وهو يحب امرأة أخرى؟!!!..

 

إلهي هو يحبها بالتأكيد وإلا لماذا خطبها منذ البداية؟!!... سالت دمعة حزينة على وجنتي ومسحتها على الفور بعنف.. لماذا أبكي الآن؟!!.. هل جننت؟!.. أنا لا يهمني إن كان لديه خطيبة يُحبها.. لا يهمني أبداً.. أغمضت عيناي وذهبت بسبات عميق..

 

أفقت برعب على صوت إطلاق نار كثيف وصرخات مُرعبة.. جلست بصعوبة ونظرت بخوف في الغرفة.. ما الذي يحصل؟!.. ما الذي يجري هنا على الجزيرة؟!!..

 

" أععععععععععع.... "

 

صرخت برعب عندما انفتح الباب بشدة وانغلق بعنف.. وضعت يدي على قلبي أستشعر نبضاته المتسارعة وتنهدت براحة لدى رؤيتي لـ إريكا أمامي ولكنني شعرت بالرعب عندما رأيتها تقفل الباب بالمفتاح لتستدير وعلامات الرعب على وجهها وهي تركض باتجاهي وتهتف بفزع

 

" سولينا.. عليكِ أن تختبئي بسرعة.. سوف أساعدكِ "

 

اقتربت مني وبدأت تساعدني بإنزال ساقي عن السرير.. فسألتها برعب

 

" ما الذي يجري إريكا؟!!!... أرجوكِ أخبريني "

 

أمسكت كتفاي بيديها وضغطت بخفة عليهما لكي تجعلني اهدأ رغم نظراتها المرتعبة بوضوح.. وقالت بأنفاس متسارعة

 

" لا أعرف.. كل الذي أعرفه أنني كنت أنزل إلى الطابق الأرضي لأجلب فاكهة وعصير عندما سمعت صوت طلقات نارية كثيفة.. ركضت إلى الصالون ورأيت طوني وهو يحمل سلاحه وأمرني بالذهاب إلى غرفتكِ وأقفل الباب بالمفتاح ونختبئ.. طلب مني أن أحميكِ.. لا أعرف أين يمكنني جعلكِ تختبئين.. ولكنه طلب أن لا نتفوه بحرف ولا نسمح لأحد أن يدخل إلى الغرفة "

 

أصوات طلقات الرصاص الكثيفة أرعبتنا مجدداً وبدأنا بالبكاء أنا و إريكا.. حضنا بعض بشدة وقلتُ لها بصراخ دون أن أشعر

 

" أريد آرثر.. آرثر سيحميني.. أين هو؟.. أرجوكِ اتصلي به ليأتي على الفور.. أرجوكِ "

 

أبعدتني إريكا عناها قليلا ومسحت دموعي ثم دموعها وقالت بثقة

 

" لقد اتصلت بالسيد آرثر من هاتف طوني منذ قليل.. سوف يأتي السيد ويحمينا.. لا تقلقي.. وكذلك اتصل طوني بمخفر الجزيرة القريبة من فينوس لذلك لا يجب أن نخاف سوف نكون بخير "

 

بكيت مجددا وأمسكت بيد إريكا.. وهتفت برعب

 

" سيتأخر آرثر بالقدوم.. فهو في العاصمة.. لن يستطيع مساعدتنا.. لن يستطيع الوصول إلى الجزيرة بسرعة وحمايتنا.. وتلك الجزيرة تايلي تُبعد ساعة ونصف عن فينوس.. إن أتت الشرطة بالزوارق واليخوت لن يصلوا في الوقت المُحدد.. سوف يتأخرون بالقدوم.. ماذا نفعل؟!.. من هجم على الجزيرة؟!!.. وماذا يريدون؟!!... أنا خائفة جدا.. أريد آرثر.. يجب أن يأتي وبسرعة "

 

ضغطت إريكا على يدي وقالت بهدوء مصطنع

 

" لا أعرف من هم وماذا يريدون.. ولكن الذي أعرفه سنكون بخير.. فهمتِ سولينا؟.. والآن علينا أن نهدأ وأضعكِ في مكان لا يجدكِ أحد به "

 

وما أن لفظت بذلك ساد السكون الجزيرة بشكلٍ مرعب.. إذ لم نعد نسمع صوت طلقات الرصاص.. نظرنا إلى بعضنا البعض برعب كبير عندما بدأنا نسمع صوت غريب يهتف عاليا وينادي باسمي قائلا

 

" سولينا.. أين أنتِ؟.. أخرجي أين ما كنتِ.. لأنني سأجدكِ.. سوليناااااااااا "

 

نظرت برعب إلى إريكا.. وارتعش جسدي بعنف عندما همست إريكا بذعر

 

" بحق ملكوت الرحمة.. من هو الذي ينادي باسمكِ سولينا؟ "

 

ارتعش جسدي أكثر ونظرت إليها بخوف مزق أحشائي.. وقلت لها بصدمة بينما دموعي لم تتوقف عن الهطول من عيناي

 

" لا أعرف من هو؟!!.. أين طوني والجميع؟!.. هل قتلهم؟!!.. أريد آرثر.. أريد آرثر.. أنا خائفة.. أريد آرثر... "

 

عانقتني إريكا بقوة وفجأة ابتعدنا عن بعضنا بصدمة عندما حاول أحد فتح الباب.. نظرنا إلى بعضنا برعبٍ مُميت وهمست لها على الفور قائلة

 

" إريكا اختبئي في إحدى الخزائن على الفور.. وإياك أن تخرجي منها مهما حدث.. لا أعرف من هو.. لكنه يريدني.. ولا أريده أن يقتلكِ "

 

سمعنا ذلك الرجل يصرخ بغضب هاتفا باسمي مجددا وهو يضرب الباب بنية خلعه..

 

همست إريكا بخوف وباعتراض تام

 

" لا.. لن أترككِ سولينا مستحيل.. و... "

 

مسحت دموعي ونظرت إليها بجدية وهمست بتصميم

 

" سوف يقتلكِ.. لن أسمح بذلك.. هل فهمتِ؟.. أنتِ لن تموتي بسببي.. والآن اختبئي في الخزانة داخل غرفة ملابس آرثر.. ولا تخرجي منها أبدا مهما حصل.. سوف أختبئ أسفل السرير.. ادعي أن تكون الشرطة قادمة لنجدتنا.. هيا اذهبي.. سوف يُحطم الباب ويدخل في أي لحظة "

 

أومأت برأسها موافقة وعانقتني بقوة ثم قبلت خدي وركضت لتختفي داخل الغرفة الخاصة المخصصة لثياب آرثر..

 

امسكت بإطار صورة آرثر الموضوعة على المنضدة القريبة من السرير وأخرجت صورته وخبأتها بجيب رداء منامتي.. لماذا فعلت ذلك؟!.. لا أعرف!!!..

 

أعدت الإطار إلى مكانه ثم رفعت ذراعاي وتمسكت بطرف السرير لأنزل على الأرض بروية وبدأت أزحف حتى اختبأت أسفل السرير وعندها سمعت صوت ركلة قوية وتحطم الباب بعنف..

 

انتفض جسدي من الرعب ونظرت بصدمة عندما رأيت من دخل فهو لم يكن سوى عميد جامعتي.. فيكتور مارسن..

 

إلهي.. إنه هو.. هو من اقتحم الجزيرة.. ما الذي يريده مني؟!..  وضعت يدي على فمي أكتم شهقاتي بينما كامل جسدي كان يرتعش بشدة.. توقف قلبي عن النبض عندما اقترب لوسط الغرفة وقال

 

" سولينا.. سولينا.. أنا أعرف بأنكِ هنا.. هيا أخرجي أينما كنتِ.. فأنتِ لن تستطيعي الهروب.. سولينا.. لا تخافي مني جميلتي "

 

بدأ يفتح بابا تلوى الآخر ويبحث في الأرجاء.. وعندما اتجه نحو غرفة الملابس شهقت بقوة زائدة لغبائي وسمعني.. رأيته يقف في مكانه قبل أن يدخل إلى غرفة الملابس..

 

استدار وبدأ يقترب من السرير ببطءٍ مُخيف.. بدأت أبكي بكثرة إذ عرفت بأنه اكتشف مكاني.. وقف أمام السرير ونظرت بذعرٍ شديد إلى حذائه الأسود


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي


تقدم خطوة ووقف.. كنتُ أضع كلتا يداي على فمي أكتم أنفاسي.. بينما جسدي كان يرتعش بعنف..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 34 - أنتِ لي

 

فجأة انحنى ونظر إلى وجهي بابتسامة سعيدة على وجهه.. نظرت إليه برعب وصرخت بقوة عندما أمسك معصمي وبدأ يسحبني ويخرجني من أسفل السرير

 

" لاااااااااااااااا.. دعني.. لااااااااااا.. أرجوك "

 

تأملني بنظرات سعيدة وهمس برقة

 

"هشششش.. لا تخافي سولينا "

 

بدأت أبكي وحاولت صفع يده ومقاومته ولكنهُ رفعني بسهولة وحملني بين بذراعيه.. نظر إليّ بنظرات هائمة أخافتني.. وقالة بنبرة عاشقة وبشوق واضح

 

" أخيراً وجدتُكِ حبيبتي.. أخيرا وجدتكِ.. أنتِ لي أخيراً.. أنتِ لي.. لي وحدي "

 

كنتُ أنظر إليه برعب ودموعي لم تتوقف عن السيل بكثرة على وجنتاي.. بينما جسدي كان يهتز بعنف بين يديه..

 

شهقت بقوة عندما دفن رأسه بين حنايا رقبتي وبدأ يقبلني ويستنشق رقبتي بقوة.. شهقت بفزع وحاولت إبعاد رأسه بيدي لكنه فجأة وضعني على السرير وتسطح فوقي وأمسك خصلات شعري بعنف ورفع رأسي لأنظر إليه بينما كنت أصرخ بألم

 

" دعني.. أتركني.. أرجوك توقف.. "

 

تأملني بنظرات غاضبة وصرخ بوجهي

 

" أنتِ لي.. هل تفهمين؟.. أنا لم أتكبد عناء حرق مصنع ذلك الحقير وقتل حراسه السافلين حتى أجدكِ لترفضيني.. أنتِ لي.. لي أنا سولينا غران "

 

نظرت إليه بذعر وصرخت بجنون

 

" لا.. أنا لستُ لك أيها المجنون.. دعني.. لااااااااااا.. هامممممــــ.. "

 

قبلني بعنف بينما كنتُ أحاول جاهدة ضربه بكلتا يداي وإبعاد وجهه المقرف عني.. لكن من دون جدوى.. شعرت بالقرف بسبب تقبيله لي.. وبدأت مقاومتي له تخف شيئا فشيئا.. ابتعد عني وأزاح روب ورداء منامتي عن كتفي الأيسر وبدأ يقبلني على كتفي بجنون..

 

بكيت بشكلٍ هستيري.. وشعرت بالقرف الشديد منه ومن قبلاته.. ودون شعور مني صرخت بقوة رهيبة لدرجة شعرت بألمٍ شديد في حنجرتي

 

" آرثر.. آرثر.. ساعدني ي ي ي ي ي ي ي..... "

 

توقف فيكتور عن مصه وتقبيله لكتفي ونظر إليّ بشر.. ثم استقام ووقف وصفعني بقوة على وجنتي.. التف رأسي بعنف نحو اليسار وبدأت أبكي بمرارة.. أمسكت وجنتي المُلتهبة وبدأت ألمسها برقة وبدأت أبكي بشكلٍ هستيري..

 

أمسكني فيكتور بكتفي وبدأ يهزني بجنون.. وسمعته يصرخ بغضبٍ مُرعب

 

" تطلبين مساعدة ذلك الحقير الآن؟.. هممممم.. تكلمي؟.. هل أصبحتِ عشيقة ذلك القذر آرثر جيانو؟.. هل سمحتِ له بمضاجعتكِ مثل العاهرات؟.. سمحتِ لهُ بلمسكِ أيتها العاهرة.. سوف أقتله.. لا تقلقي.. فأنا لن أسمح له بالعيش بعد أن لمسكِ.. أنتِ لي وحدي.. لي أنا "

 

رفعني ووضعني على كتفه وخرج بي من الغرفة.. وأثناء خروجه رأيت إريكا تحاول الخروج من الخزانة.. أشرت لها بيدي كي لا تخرج وتتبعنا.. وآخر ما رأيته قبل خروجنا دموع الخوف وملامح الرعب على وجهها..

 

 خرج فيكتور من القصر وبدأ يمشي باتجاه الشاطئ..

 

" لااااااااا.. طوني!!.. لاااااااا.. لقد مات.. لقد قتلته أيها الحيوان "

 

صرخت برعب وبحزنٍ دفين عندما رأيت جثة طوني على الأرض في الحديقة وهو ينزف الكثير من الدماء.. بكيت أكثر عندما رأيت جُثث حراس الجزيرة منتشرة في كل مكان أمامي.. أغمضت عيناي وبدأت أضرب ظهر ذلك القاتل القذر بكلتا يداي.. وصرخت بقوة

 

" لقد مات الجميع بسببي.. أنا أكرهك.. أيها القاتل القذر.. تستحق الموت أيها الحقير.. وأتمنى أن يقتلك آرثر بنفسه "

 

عندما سمع فيكتور ما قلته توقف عن المشي ورمى جسدي على رمال الشاطئ.. وبدأ يصفعني بعنف صفعات لا تحصى ولا تُعد.. وكان يهتف مثل المجنون

 

" تريدينه أن يقتلني إذا؟.. ولكن أنا من سيقتله حبيبتي أولا.. سوف أريكِ.. سأقتله أمامكِ وأجعلكِ تنسينه لاحقا "

 

توقف عن صفعي وهو يلهث بقوة.. بصقت الدماء من فمي بينما رؤيتي بدأت تتشوش.. ودوار وصداع عنيف لف رأسي..

 

حملني فيكتور من جديد وتابع سيره.. فتحت عيناي بضعف ونظرت إلى القصر ثم أغمضت عيناي وهمست بعذاب وبألم وبخوفٍ كبير

 

" آرثر.. ساعدني "

 

عرفت بأن عذابي لن ينتهي أبداً.. عرفت بأنني سأتعذب الآن أضعافاً مع هذا المجنون.. عرفت بأنني الآن بين يدين قاتل ومجرم وأقذر مخلوق على وجه الأرض..

 

وعرفت بأنه لن ينقذني منهُ أحد.. وعرفت بأنني لن أرى آرثر مرة أخرى..

 

دمعة حارقة وحزينة سالت ببطء على وجنتي المُلتهبة.. وتمنيت لو يأتي آرثر وينقذني الآن من هذا المجنون..

 

ففي هذه اللحظة اكتشفت بأن آرثر جيانو هو شيطاني ومُخلصي.. وهو أماني الوحيد...

 

انتهى الفصل















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©