رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. يبدو أن الرواية ستكون مؤلمة جدا لكنها اكيد ستكون ممتعة مادمت انت الكاتبة مبدعتنا هافن ❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ تسلمي
      ونعم الرواية ستكون جدا مؤلمة وبها أحداث قاسية
      ولكن ستكون رومانسية جدا لاحقا

      حذف
    2. كان في حاجات تحسيها متكروتها في النسخه القديمه في قصص الحب بتاعة صحابه ياريت تطولي فيه 🥺

      حذف
  2. أخيراااً... حقيقي مقدر أوصف لك كيف الايام بدون كتاباتك ناقصة😭🖤🖤 أحس الرواية رح تكون رائعة ومؤلمة، ومن هلا بدأ الغموض...

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ
      أتمنى أن تنال اعجابكِ الرواية وأحداثها

      حذف
  3. حياتي اهلا بعودتك بروايه جديده لقد اشتقنا لكي كثيرا ولرواياتك الجميله.
    بداية جميله ولكن واضح من العنوان راح يكون في الم وحزن كثير.
    تسلم ايدك على البارت ❤️.

    ردحذف
  4. أخيرا حياتي سجن وعذاب من أكتر الروايات إللي بحبها♥️♥️♥️♥️شكرا على التنزيل 😍😍😍💝💝💝💝

    ردحذف
  5. كويس ان انت غيرت الاسمي كده احسن
    ❤❤❤❤❤وكمان تسلمي ايدك ❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنا سعيدة لأنكِ أحببتِ التغيير

      حذف
  6. اشكرك جدا جدا ديه اول روايه اقراها ليكي
    وهيه اللي خلتني تتعلق بيكي وطريقه السرد الرائعه بتاعتك
    وفعلا كان نفسي اقراها تاني🥰🥰🥰

    ردحذف
  7. تسلم ايدك
    ديه اول روايه اقراها ليكي وهيه اللي خلتني تتعلق بيكي وطريقه السرد الرائعه بتاعتك
    وكان نفسي جدا اقراها تاني😍😍

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب



الغريب







 


سولينا**


فتحت سولينا عينيها الجميلتين.. تلألأت قزحية عينيها ببريقٍ مُشع بينما كانت تنظر إلى السقف.. وامتلأت قلبها بالسعادة والتفاؤل.. كانت تشعر بالحماس يتوالد في صدرها.. فقد كانت الليلة هي ليلة عيد ميلادها المنتظرة بفارغ الصبر..

 

انبعثت السعادة في قلبها وتفجرت في جسدها مثل الشهاب.. فقد حانت ليلة عيد ميلادها الحادي والعشرين.. وكانت تعلم أنها ستمضي يومًا مليئًا بالمفاجآت والابتسامات العميقة..

 

في هذا الوقت الثمين شعرت سولينا بأن عيد ميلادها ليس فقط مُجرد تاريخ في التقويم.. بل هو يوم خاص يُعبر عن حب والدها لها وتواجدها الدائم.. كانت تعلم أن هناك قصة جديدة ستكتبها حياتها في هذا العام الجديد.. ولكن هذا الصباح.. في هذا المشهد الجميل والمفعم بالحب.. ستبقى دائمًا الفصل الأول الذي ستعود إليه بسعادة وامتنان..

 

قفزت سريعًا من فراشها وهي تضحك بسعادة.. وعلت ضحكتها الجميلة تعبيرًا عن سعادتها العارمة.. لم تتمالك نفسها من الشعور بالانتعاش والفرح.. ركضت باتجاه الشرفة ورفعت الستار الذي يغطي الباب الزجاجي ودعت أشعة الشمس الدافئة تدخل إلى غرفتها.. فتناثرت الضوء الدافئ على وجهها الجميل..

 

قفزت بحماس واندفعت إلى الحمام لتغسل وجهها وتُحضر نفسها لهذا اليوم الخاص..

 

 

عندما ارتدت الفستان نظرت إلى المرآة وأطلقت شعرها البني الطويل ليتدلى بأناقة على كتفيها وظهرها.. ابتسمت بفرح وابتسامتها جعلت وجهها الجميل يُشرق كالشمس المُنيرة..

 

استدارت سولينا وهرولت خارجة من جناحها الفخم وركضت عبر الممرات المرصوفة بالسجاد الناعم لتصل إلى جناح والدها الكبير والذي يحتل الطابق الثالث بكامله من القصر.. كانت تريد أن يكون والدها الحبيب أول من يرى فرحتها في يوم عيد ميلادها..

 

دققت عينيها في الباب لترى صورة والدها سيزار في مُخيلتها.. الرجل الذي تفهمها ويشاركها أحاسيسها وأحلامها.. الرجل الذي قام بتربيتها بنفسه واعتنى بها منذ ولادتها..

 

وقفت عند باب الغرفة وصفقت بفرحة عارمة.. فتحت الباب بحذر ودخلت إلى الجناح فوجدت والدها الحبيب سيزار غران يقف أمامها وهو يبتسم بسعادة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب

 

تحولت عيناه إلى ابتسامة واسعة عند رؤية ابنته الحبيبة.. تحرك بسرعة ليحتضن ابنتهُ الصغيرة سولينا وقال بصوتٍ هامس مفعم بالحب والحنان

 

" صباح الخير سولينا.. عيد ميلاد سعيد يا ابنتي الغالية.. أتمنى لكِ سنة جديدة مليئة بالسعادة والنجاح وأن تُحققي جميع أحلامكِ أميرتي الجميلة "

 

احتضنت سولينا والدها بقوة وبدت على وجهها السعادة الحقيقية.. في حضن والدها شعرت بالأمان والحنان الذي طالما جعلها تشعرُ به..

 

تنهدت سولينا بسعادة وقالت بفرحٍ كبير

 

" شكرًا لك أبي.. أنتَ الشخص الوحيد الذي يفهمني حقًا ويدعمني في كل شيء.. أحبك كثيرًا "

 

مسح سيزار دمعة فرحة تتلألأ في عينيه واحتضن ابنته بحنان أكثر.. لقد أدرك أن رحلتهما معًا كانت مليئة بالتحديات.. ولكن حبه الأبدي لابنته سولينا وسيكون دائمًا موجودًا لدعمها وإلهامها..

 

ابتعدت سولينا عن والدها ثم ابتسمت بشغف وهي تنظر إلى وجه والدها.. ثم بدأت تضحك بصوت عالٍ ومليء بالحماسة.. كانت هذه الضحكات هي صوت الفرح والتفاؤل الذي يعبق بالغرفة.. وكانت تعكس السعادة التي تملأ قلبها.. ثم قالت لوالدها وهي تبتسم بعمق

 

" أبي.. صحيح بأن عمري الآن الواحد والعشرون.. لكنني أشعر بأنني لا زلتُ طفلة صغيرة تحتضن حلمًا كبيرًا "

 

قهقه سيزار بسعادة ثم أشار لابنته لتظل واقفة واستدار ومشى باتجاه المنضدة.. أمسك علبة مُخملية حمراء صغيرة ثم استدار وتأمل ابنتهُ بحنان


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب

 

 

اقترب سيزار من ابنته ووقف أمامها وقال بحنان مُطلق

 

" هذه هديتي لكِ.. أتمنى أن تُعجبكِ "

 

أمسكت سولينا العلبة وفتحتها وكشفت عن هدية مفاجئة.. خاتم جميل جداً من الذهب مزين بحبات الماس اللامعة الكبيرة..

 

شهقت سولينا بذهولٍ شديد ما أن رأت الخاتم الجميل والنادر.. رفعت نظراتها وتأملت وجه والدها الحبيب والذي ابتسم بنعومة وقال بسعادة

 

" هذا الخاتم نادر جداً.. اخترتهُ بنفسي لكِ من أجل هذه المناسبة.. أتمنى أن يكون قد أعجبكِ.. عيد ميلاد سعيد ابنتي الغالية "

 

ترقرقت دموع الفرح في عينيها الجميلتين.. شهقت سولينا بقوة وقالت بسعادة

 

" إنهُ رائع.. لقد أحببتهُ كثيراً.. شكرًا لك على هذه الهدية الثمينة وعلى حبك الذي يملأ قلبي.. شكراً لك أبي.. أنتَ أثمن وأجمل هدية تلقيتُها في حياتي "

 

احتضن سيزار ابنته بلطف وعيناه المليئتان بالفخر والسعادة لم تفارق وجهه.. في هذه اللحظة المشرقة.. شعرت سولينا بأنها محظوظة لأنها ليست وحيدة.. بل لديها والد يحبها ويدعمها في كل خطوة تخطوها..

 

ابتعد سيزار عن ابنته وراقبها وهي تضع الخاتم في أصبعها البنصر.. غمرها بنظرة فخرية ومليئة بالاعتزاز.. لقد رأى نضوج سولينا على مدار السنوات وأصبحت امرأة رائعة..

 

ابتسم برقة وقال بحنان

 

" أنتِ مصدر فخري.. انتقلتِ من الشباب إلى البلوغ بأناقة وكرم.. أنا مؤمن بقوتكِ وقدرتكِ على تحقيق أحلامكِ "

 

احتضنت سولينا والدها مرة أخرى.. وهذه المرة كان العناق يحمل الشكر والتقدير لكل الحب والعناية التي قدمها لها على مر السنوات..

 

فحُب سولينا لوالدها سيزار غران لا يُقدر بثمن..

 

وبعد وقتٍ طويل خرجت سولينا من القصر وذهبت برفقة سائقها الخاص وحارسين إلى صالون مزينة الشعر العالمية ماندي..


 

 

آرثر جيانو**

 

في مكان آخر..  وتحديداً في ولاية كاليفورنيا أمام البحر والذي يُعرف باسم المحيط الهادئ والذي يمتد على طول الساحل الغربي للولاية.. والذي يُعتبر الجزء الشمالي منه جزءًا من خليج سان فرانسيسكو.. ويشمل خليج مونتيري وخليج سان بيديرو.. ويُعرف الجزء الجنوبي باسم خليج كاليفورنيا ويشمل مدن مثل سان دييغو ولوس أنجلوس.. هناك وفي الساعة الثامنة صباحاً في قصر المُحيط.. وقف آرثر جيانو يتأمل البحر والمناظر الجميلة بجانبه بشرود


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب

 

تنهد براحة ثم ابتسم بسعادة.. كان يشعر بالسعادة لأنهُ حصل أخيراً على صفقة العُمر.. لقد حصل أخيراً في الأمس على توقيع أهم شركة أميركية في قطاع الخدمات المصرفية.. سوف يتعاملون مع شركتهِ للأمن والتي يمتلكها من بين خمسة عشر شركة مُتعددة الخدمات..

 

في هذه اللحظة.. أحس آرثر بأنه على قمة العالم.. لقد أثبت لنفسه وللجميع أنه قادر على تحقيق أهدافه وتجاوز توقعاته.. شعر بالثقة القوية تملأ قلبه وروحه.. وهو يدرك أن هذا النجاح ليس مجرد صفقة تجارية بل هو تتويج لجهوده وتفانيه..

 

تنهد بعمق ثم استدار وجلس على الكُرسي يُفكر بأعماله.. صوت رنين هاتفهُ الخلوي انتشله من أفكاره.. سحب آرثر الهاتف من جيب سترته ونظر إلى الشاشة..

 

ابتسامة رقيقة وحنونة ظهرت على ثغره عندما رأى اسم والدتهُ هايلي على شاشة هاتفه.. تلقى المُكالمة وقال بنبرة حنونة

 

" صباح الخير أمي.. كيف حالـــ.... "

 

توقف عن التكلم عندما قاطعتهُ والدتهُ.. وبصدمة كبيرة سمعها تبكي وتخبرهُ خبراً سيئاً جداً.. خبر تمنى من أعماق قلبه أن لا يسمعهُ في حياتهِ كلها..

 

نبض قلبهُ بنبضات سريعة جداً.. وشحب وجهه بشدّة.. قفز آرثر عن كرسيه والتي وقعت بقوة على الأرض بسبب قفزتهِ القوية..

 

وقف جامداً في مكانه وتوسعت عينيه بصدمة كبيرة بينما كان يسمع ما تفوهت به والدتهُ ببكاء


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب

 

ارتعش جسدهُ بقوة وسقط الهاتف على الأرض وصرخة متألمة وحارقة وجارحة خرجت من أعماق قلبه

 

" لاااااااااااااااااااااااااااا.. لا إلهي أرجوك.... "

 

وتساقطت دموعه بكثرة على وجنتيه.. ثم سقط على الأرض جاثياً على ركبتيه بانهيار وهو يبكي بوجعٍ كبير وبحرقة قلب...

 

 

في المساء**

 

سولينا**

 

 

" ذلك الرجل لا يتوقف عن ملاحقتكِ بنظراته سولينا "

 

علقت بيلا بمرح لكن كان عقلي مشغول بشيءٍ أخر.. أين هي غريس؟.. لماذا لم تأتي لغاية الآن إلى حفلة عيد ميلادي؟.. فالجميع قد هنأني في عيد ميلادي الواحد والعشرون وهي لم تأتي..

 

نظرت أمامي بقلق وأجبت بيلا بتوتر

 

 " اعقلي بيلا.. أنا لا وقت لي لهذا الهراء.. هل رأيتِ غريس؟.. أنا لا أراها في أي مكان!!.. لماذا لم تأتي؟ "

 

قلبت بيلا عينيها وامتقع وجهها بسبب سؤالي لها.. حسنا لا أستغرب.. مع أنهما أعز صديقتين لي إلا أن بيلا و غريس هما كالزيت والماء لا يختلطان أو يتفقان مع بعض أبدا.. فصديقتي غريس لم تكن ترتاح لـ بيلا أبداً.. ودائما ما كانت تحذرني منها...

 

و طبعا عرفت على الفور عن أي رجل تتكلم بيلا.. إنه عميد جامعتي وصديق لأبي فيكتور مارسن وأنا أعرف جيداً أنّ بيلا تكن للعميد إعجابا كبيرا رغم عدم إفصاحها عن مشاعرها أمامي..

 

كنت أجامل العميد فيكتور فقط إكراما لوالدي فلديهما أعمال مشتركة.. والعميد فيكتور يكون من العملاء المهين لدى والدي..

 

أبي غير شركاته العقارية التي يمتلكها هو سيناتور في مجلس الشيوخ والجميع يحبونه ويحترمونه.. ومنذ شهر فاجئني فيكتور بعرضه للزواج بي.. طبعا رفضت رغم أنه وسيم و يبلغ ستة وثلاثون سنة فقط..

 

ولكن الوقح لم يكتفي إذ قرر وضعي بموقف حساس.. إذ طلب يدي من جديد أمام والدي فهو يعرف أنني لا أرفض أي طلب له... ولكنه بهذا كان مُخطئاً فعندما فاتحني وأبي بالموضوع أجبته بقسوة ورفضت عرضه السخيف..

 

فأنا من المستحيل أن أوافق على الزواج من العميد.. هو لا يعجبني بتاتا كرجل.. ما أعنيه رغم وسامتهِ ونفوذه إلا أنهُ ليس رجل أحلامي..

 

ولقد أعجبني والدي برده عليه قبل خروجي إذ قال للعميد فيكتور

 

" فيكتور.. إذا أردت أن توقف تعامُلك معي في الشركات فكما تريد.. لكن ضع برأسك جيدا أنني لن أزوجك ابنتي بعد رفضها لك.. الموضوع انتهى هنا "

 

لا عجب أنني أُسمى ابنة المليونير والسيناتور سيزار غران المُدللة.. مع أنهُ لديّ شقيقة واحدة وهي أكبر مني بما يقارب العشر سنوات.. لين غران..

 

شقيقتي لين هي اليد اليمنى لوالدي وهي متزوجة من ليون ولديهم ابنة تلك الملاك الصغيرة صوفي.. ستبلغُ عامها الأول بعد مرور شهر..

 

ولحظة التي استدرت بها لأذهب وأبحث عن صديقتي غريس رأيت جميع الأنظار موجهة باتجاه مدخل القصر..

 

نظرت لأرى ما الذي يحصل.. رأيت عدداً كبيراً من الحراس يقفون بجانب مدخل قصر والدي ليدخل بعدها رجل أراه لأول مرة في حياتي..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب


تجمدت نظراتي على ذلك الرجل الوسيم


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب

 

هو وسيم جداً.. وليس كأي رجل.. يبدو جاداً وواثق بنفسه وقاسٍ إلى أبعد حد.. إنه أوسم رجل في العالم.. سحره الأخاذ ووسامته الطاغية بجسد يغوي به الراهبات وشعرا أسود حريرياً وبعض خصلات هذا الشعر تزين جبينه.. وعينين عسليتين لامعة وشفاه كبيرة شهوانية وذقن صلب يوحي بالعناد والتصميم وبشرته الداكنة الذهبية..

 

حدقت بطول قامته وإلى طقم ملابسه الأسود الجذاب بشكل مُلفت.. كان كل شيء به يوحي بالقوة وبأنه رجل مهم..

 

ولأول مرة أنا.. سولينا غران.. تمنيت تقبيل هذه الشفاه وأن ألمس شعره الأخاذ وأن ألمس هذا الجسد الممشوق والعضلي الذي أمامي وأن تحتضنني هاتين اليدين ذو الوشوم الغريبة...

 

حدقت بعينيه ورأيته يتأملني.. كانت عيناه تمران صعودا ونزولا عليّ وبعد أن طافت عيونه على كامل جسدي ملأني الإحساس بالوخز كما لو كان قد لمسني.. سحبت طرف فستاني لأغطي الفتحة التي تكشف عن ساقيّ.. إلا أن عينيه عادتا مرة أخرى لتلتقطا عينيّ وتحاصرها دون أن تترك لها مجال للفكاك..

 

نظراته جعلتني أرتعد.. فلقد رأيت تعبيرا عن الاشمئزاز بها.. غريب ماذا به؟.. فأنا لا أعرفه ولكن مما رأيت لا يجرؤ أحدهم على الجدال في شخصيته لا رجال ولا نساء.. فهو استطاع أن يُجبر الناس أجمع على احترامه وتقديره لدى دخوله.. وأظنه يفعل ذلك في أي مكان يضع قدمه به رغم صغر سنه فهو شاب في الخامسة أو السادسة والعشرين.. ولا يمكن تصنيفه بشاب بل هو رجل بكل ما للكلمة من معنى..

 

استدرت لأرى والدي يبتسم بسعادة لدى رؤيتهِ لذلك الرجل الغريب..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل الأول - الغريب

 

رأيت والدي سيزار يتكلم مع شقيقتي لين.. ثم تحركا بسرعة واقتربا من المدخل واستقبلا شخصياً ذلك الرجل الغريب..

 

بلعت ريقي بقوة ثم رفعت يدي وأخذت كأسا من الشمبانيا من أحد الخدم الذين انتشروا في كل مكان يقدمون المشروبات للضيوف.. أخذت أرتشف الشمبانيا ببطء وأنا أتأمل المكان حولي...

 

كانت سولينا غافلة عن النظرات الشهوانية من الرجال التي تلاحقها ونظرات الكره والغيرة من بعض النساء وخاصة من المدعوة بيلا.. فهي كالملاك بشعرها البني الحريري الطويل والذي يصل لخصرها كانت قد صففته بتسريحة أنيقة جداً.. وعيناها الزرقاوان تعتبران كبيرتا الحجم مقارنة مع ملامح وجهها المستدير الصغير وأنفها المستقيم والجميل وثغرها المرسوم ببراعة وشفتيها المكتنزتين وقوامها الرشيق والمعتدل الطول..

 

كانت ترتدي ثوبا أبيض اللون طويل بشقة واسعة جريئة لفوق ركبتها بإنشات.. ضيق على الخصر والصدر وظهره مكشوف بالكامل.. كان ثوبها يُفصل جسدها ويجعله أكثر إغراء وبساطته كانت تزيدها جمالا.. لم تكن ترغب بارتدائه فهي تفضل ملابسها مُحتشمة أكثر ولكن الفستان كان هدية من والدها.. فهو جلبه خصيصا لها من أشهر دور الأزياء العالمية لترتديه لهذه المناسبة وطبعا لم تستطع إلا تلبية طلب حبيب قلبها والدها سيزار..

 

عاشت سولينا في مستوى عالي.. أباها لم يبخل عليها هي وشقيقتها لين بشيء..

 

أما والدتها لورا فلم تعرفها أبدا إلا من خلال الصور وكلام والدها عنها.. فأمها حملت بها مع أن الأطباء حذروها من الحمل مجددا فهو خطر على صحتها وقلبها الضعيف لكنها لم تهتم واختارت الحفاظ على طفلتها رغم معارضة الجميع...

 

وعانت لورا مضاعفات كثيرة أثناء حملها بطفلتها الثانية.. وقلبها لم يحتمل.. وأثناء الولادة توفيت والدتها مما جعل الأطباء يشقون بطنها لإخراج الطفلة في أسرع وقت.. وقال طاقم الأطباء أن الطفلة ضعيفة جداً وستموت خلال ساعات فلا أمل لبقائها حيّة.. ولكنه لدهشتهم الطفلة نجت ولذلك والدها سماها.. سولينا.. ومعناه الفتاة المناضلة..

 

لطالما لامتها شقيقتها لين على وفاة أمها ولم تكن أبدا مُقربة منها... وذلك أحزن سولينا بشدة ومازال.. ولكن والدها سيزار عوضها عن غياب والدتها وبُعد شقيقتها عنها إذ كان يدللها بكثرة ولم يبخل عليها بشيء.. ورغم ذلك لم تكن سولينا أنانية أو مدللة أو فاسدة.. بل كانت كالملاك..

 

لم تذكر أنها في يوم من الأيام مرت بظروف سيئة لأن والدها سيزار كان دائما بجانبها.. لم يكن لديها أصدقاء كثيرين.. صديقتها الوحيدة كانت غريس جيانو.. فهي تعرفت عليها في أول سنة لها في كلية الطب وبعدها تعرفت على بيلا رغم اختلاف أفكارهم إلا أن سولينا رحبت بها كصديقة عكس غريس تماما والتي لم ترتح لها أبدا..

 

أما أباها سيزار غران فهو رجل عصامي شهم له اسم كبير في مجال العقارات وهو سيناتور في مجلس الشيوخ.. رجل مثالي فريد من نوعه وطوال المدة السابقة التي خدم بها لم يجدوا منه غير الإنسانية والاحترام والقيادة بكفاءة و وفاء.. وطبعا يعود الفضل لشخصيته الرائعة التي تجعل الجميع يحبه ويحترمه..

 

وقفت أنظر بتوتر إلى الضيوف.. نظرات ذلك الرجل الغريب الكارهة لي أربكتني جداً.. لم أفهم صدقاً لماذا ينظر إليّ بتلك النظرات الحاقدة..

 

تنهدت برقة وهمست بحزن

 

" ربما لم أُعجبه!.. لكنهُ لا يعرفني.. يا ترى من هو هذا الغريب؟ "

 

قررت تجاهلهِ تماماً.. فبدأت أتحدث مع بيلا وأنا أنتظر بشوق وبلهفة وصول صديقتي الحبيبة غريس..

 

ولكن سولينا لم تكن تعلم بأن هذه الليلة هي بداية رواية حياتها الجديدة والأليمة....



انتهى الفصل














فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©