رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. احسه يفكرها بيلا يمكن، وووغريس يمكن صار لها شي او ماتت، ما أعرف بس التشويق ألف... لا تطولي علينا هافن🖤

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي تسلمي
      ستعرفين قريبا ما حدث

      حذف
  2. متشوقه لقراءه البارت القادم سلمت اناملك هافن ❤️

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلمك حبيبتي
      الرواية أحداثها قاسية جدا
      لذلك توجب أن أخبركِ

      حذف
  3. البارت روعه ياقلبي تسلم ايدك بجد مش قادرة استنها الفصول كل واحد أحلى وأروع من إللي قبلو والأحداث ااااااااااااااااا

    ردحذف
  4. والأحداث مشوقه وممتعه كمان ❤❤💔♥️♥️♥️

    ردحذف
  5. واضح قد حدث شي لغريس أو تكون قد ماتت وهو شكله يعتقد هي السبب وفي سوء فهم.
    مع ذلك لايحق له أن يتعامل معها هكذا.....ولين حتى لو حزينه لخسارتها لامها لقد ملأت قلبها بكره اختها.
    تسلم ايدك ❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلمك يا قلبي
      كلامكِ صحيح
      لكن ستعرفين قريبا ما حدث ولماذا ألقى اللوم على سولينا
      ولأسف لين حقودة قليلا

      حذف
  6. ماهذه الرواية يبدو أننا سنشاهد ونشعر بوجع كبير في هذه الرواية وهناك سوء فهم كبير جددا مع البطلة لكن البارتات قصيرة جدا ليست كعادتك هافن . أرجو أن تكوني بخير ❤️🌹💋

    ردحذف
    الردود
    1. هذه الرواية ستكون قاسية جدا
      من أقسى وأجمل الروايات التي كتبتها
      في البداية فقط البارتات قصيرة قليلا ولكنها بعدها ستكون البارتات طويلة جدا يا قلبي

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة



الإهانة








سولينا**


 

اقتربت من وسط القاعة الكبيرة في قصر والدي سيزار حيث يتم تنظيم حفلة عيد ميلادي الواحد والعشرون.. نظرت حولي بابتسامة رقيقة مرسومة على ثغري.. حاولت إخفاء قلقي الذي يتصاعد تدريجيًا..

 

كنتُ أسير بين الحشود أتلقى التهاني والتبريكات.. لكن هناك فراغ يعلو في قلبي.. كنتُ قلقة على صديقتي غريس..

 

وما أن استدرت لأصعد إلى غرفتي واتصل بها من هاتفي الخلوي رأيت بيلا تقف أمامي وهي تبتسم ابتسامة غريبة.. وقالت بنبرة جادة

 

" سولينا.. تبدين متوترة.. هل أنتِ بخير؟ "

 

تنهدت بقوة وأجبتُها بقلق

 

" كنتُ سأصعد إلى غرفتي وأتصل بـ غريس.. أشعر بالقلق الشديد عليها.. لقد وعدتني في الأمس بأنها ستأتي "

 

تأملتني بيلا بنظرات باردة غريبة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة

 

ثم أجابتني بعدم مبالاة

 

" لم أرى غريس بعد.. ربما تأخرت قليلاً حتى تتأكد من أنها في كامل أناقتها.. لا تقلقي عليها.. ستظهر قريبًا "

 

رغم نبرة بيلا الباردة إلا أن كلماتها عززت الأمل الخافت في قلبي.. لكن القلق لم يفارقني..

 

فجأة أمسكت بيلا بمعصمي وأدارتني إلى الخلف ثم حررت معصمي وتأملتني بنظرات غريبة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة


وقالت بحماس وبخبث

 

" أنظري إلى ذلك الرجل الوسيم والذي يتكلم الآن مع والدكِ وشقيقتكِ لين.. لم يُبعد نظراتهُ عنكِ لثانية واحدة.. أظنهُ معجباً بكِ "

 

نظرت بتوتر أمامي ورأيت ذلك الرجل الغريب ينظر إليّ بنظرات جعلتني أرتبك

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة

 

لكن ما أن تلاقت نظراتنا حتى تحولت نظراتهِ إلى كارهة.. نبض قلبي بعنف وارتعش جسدي بسبب نظراته..

 

لم أستطع رغم خوفي منه أن أُبعد عيناي عن وجهه.. شعرت بشعورٍ غريب.. طاقة غريبة كانت تنبعث من ذلك الرجل الغريب وتتحكم بي بقوة..

 

شهقت بقوة وأغمضت عيناي عندما هتفت بيلا بحماس

 

" رأيتِ.. لقد أخبرتكِ.. هذا الرجل سيأكلكِ بنظراته.. يبدو فاحش الثراء.. أنظري إلى عدد حُراس أمنه.. وهو يرتدي بدلة وساعة رولكس وخاتم من الماس.. الخاتم بنفسه يساوي ثروة كبيرة.. هل تعرفينهُ سولينا؟ "

 

فتحت عيناي ونظرت إليها بحدة وأجبتُها بتوتر

 

" بيلا.. لو سمحتِ.. توقفي.. أولا أنا لا أعرف ذلك الرجل.. ولا يهمني أمره.. والآن استأذن منكِ "

 

مشيت مُبتعدة عنها واتجهت نحو ركنٍ هادئ في القاعة أبحث عن مكان للاسترخاء وتصفية أفكاري المشوشة.. وقفت في الزاوية الخلفية ونظرت إلى أضواء الشموع التي ترقص بنعومة على الطاولات.. وتناثرت زهور الورد في جميع أنحاء القاعة.. ولكن لا يمكن لسحر الديكورات أن يُلهيني عن همي الحقيقي..

 

نظرت في الأرجاء أبحث عن غريس وفكرت بقلق..  أين ممكن أن تكون هذه الفتاة؟... لقد جعلتني أقلق عليها كثيراً.. لقد تغيرت كثيرا منذ وفاة خطيبها روبرت بحادث سير مفجع منذ ما يقارب السنة.. في ذلك الوقت كنتُ خارج البلاد في رحلة استجمام إلى هاواي برفقة والدي لذلك لم أستطع الوقوف بجانب صديقتي في محنتها القاسية والمؤلمة وحضور الجنازة..

 

وبعد عودتي رأيت غريس أخرى.. لم تعد صديقتي المرحة والبشوشة التي أعرفها.. أصبحت منطوية حزينة وهالات السوداء تحت عيونها لا تفارقها أبدا.. وأصبحت كثيرة الشرود وخاصة في الجامعة..

 

لاحظت عليها في الفترة الأخيرة بعض التصرفات الغريبة والمُقلقة.. تأتي صباحا حزينة وتعيسة ثم تدخل إلى الحمام وتخرج بعدها تضحك على أتفه الأسباب.. لا أفهم ما الذي يحصل معها!!!!..

 

ولكن لماذا لم تأتي اليوم؟!.. رغم أنها صديقتي المُقربة إلا أنني لا أعرف جيدا عائلتها.. فقط تعرفت على والدتها هايلي من خلال زياراتي القليلة لقصرهم ..

 

أما أخاها المدعو آرثر  لم أراه أبدا.. لطالما قالت لي غريس أنها تعشق أخاها الوحيد.. ولكنها تخاف منه وتهابه في نفس الوقت وهو دائم الانشغال بشركاته ولا يأتي إلى القصر إلا نادراً لأنه يمتلك قصر خاص به في الولاية.. وهذا ما حيرني أكثر.. لماذا تخاف منه غريس؟..

 

ولكنني لم أسألها عن التفاصيل أو أتدخل فهذه حياتها الخاصة.. ولكن وضعها الأن يقلقني.. فكلما حاولت سؤلها عما يحصل معها تتهرب من الإجابة وتتحدث بموضوع أخر..

 

تنهدت بعمق ووقفت أنظر إلى الخارج من النافذة العملاقة الزجاجية أمامي..

 

كم أتمنى الانسحاب من هذا الحفل.. فأنا لا أحب الحفلات كثيراً.. كنتُ أتمنى أن أقوم بالاحتفال بمفردي برفقة والدي.. كنتُ بالتأكيد سأشعر بالسعادة أكثر.. ولكن والدي في كل سنة كان يصر على الاحتفال بعيدي ميلادي وعمل حفل ضخم لي.. ومع ذلك كنتُ أُفضل الأن الذهاب ورؤية غريس.. فهي صديقتي المقربة و عزيزة جداً على قلبي..

 

شعرت بحركة خلفي وسمعت بغيظ بيلا تقول مثل عادتها

 

" سولينا.. إلهي.. سولينا.. هل كنتِ تعلمين بأن ذلك الرجل الوسيم والجذاب للغاية الذي دخل منذ قليل ولابد أنه ثري جدا أيضا يركز نظاراته عليكِ لغاية هذه اللحظة.. كان على وشك أن يقترب منكِ لكنني وقفت أمامه ومنعته من الاقتراب منكِ.. حاولت التكلم معه.. كنتُ سأوقعه في شباكي لكن يبدو بأنهُ يريدكِ.. لقد تأملني بنظرات غاضبة وتركني بمفردي دون أن يعتذر مني.. ياااه.. إنه يصرخ بالرجولة.. ويبدو واضحا بأنهُ مُعجب بكِ "

 

أخرجني تعليق بيلا من أفكاري المُقلقة حول غريس.. استدرت ونظرت إليها بملل وأجبتُها ببرود

 

" إذا كان يعجبكِ وتريدينه اذهبي إليه بيلا.. سبق وقلتُ لكِ.. أمرهُ لا يهمني "

 

مشيت مُبتعدة عنها ولكن وقفت في مكاني عندما ركضت بيلا وقالت بنبرة خبيثة

 

" أنتِ تعلمين سولينا أنه مهتم بكِ.. لم ينزع نظراتهُ عنكِ منذ قدومه للحفل "

 

تنهدت بعمق ونظرت إلى بيلا بنفاذ الصبر.. لقد مللت فعلا من حديثها عن ذلك الرجل.. تنفست بعمق وأجبتُها بحدة

 

" حقا!!.. خُسارة.. أنا لستُ مهتمة و إطلاقاً به "

 

كذبت لأنني كنتُ مهتمة وجداً به.. فنظرات ذلك الرجل أربكتني.. ولكي أتوقف عن التفكير  به بدأت بشرب كأسي الثاني من الشمبانيا وقررت الانخراط في أجواء الحفل.. ففي النهاية هذا حفل عيد ميلادي..

 

سألتني بيلا بدهشة

 

" إلى أين أنتِ ذاهبة سولينا؟ "

 

أجبتُها دون أن أنظر إليها

 

" سأنخرط مع المدعوين.. والأفضل لكِ أن تتخلي عن عبثكِ معي بيلا واستمتعي بالحفل "

 

توجهت مباشرة نحو زاك وهو قريبي.. فهو يكون ابن عمي بول وهو يكبرني بأربع سنوات.. وقف زاك أمامي وتأملني بنظرات حنونة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة

 

ثم قال بمرح

 

" أهلا سولينا الجميلة.. يا ابنة العم العزيزة.. مثل العادة أنتِ رائعة الجمال.. وتبدين ساحرة في هذا اليوم المميز لكِ.. لقد كبرتِ سنة وأصبحتِ أكثر فتنة وإغراء "

 

غمزني  بمرح وأخذ يدي بيده ولثمها برقة.. لم أعترض فهو بمثابة شقيقي.. ولقد تعودت على تصرفاته الصبيانية مع أنه جعلني الأن أخجل من كلامه..

 

حرر يدي من قبضته وقال بمرح

 

" أتعلمين سولينا.. لم أتوقع أن يأتي إلى حفلة عيد ميلادكِ إمبراطور المال والتجارة.. هذا أدهشني جداً.. وعمي العزيز سيزار يعرفه.. هذا رائع "

 

وضع زاك يده على خصري ومشينا معا.. فكرت بكلماته وسألته

 

" عن من تتكلم زاك؟.. فــ.. "

 

قاطع حديثي له وقوف فيكتور أمامنا وطلبه للرقص معي


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة

 

" هل تسمحين لي بهذه الرقصة أنسة غران؟ "

 

قلبت عيناي بملل وما أن كنتُ على وشك رفض عرضهُ السخيف تحرك زاك بسرعة وأمسك بيدي وأخذ الكأس مني ثم وضع يدي بيد فكتور وقربني منه وقال بمرح

 

" هيا ابنة العم.. عليك افتتاح الحفلة بالرقصة الأولى "

 

نظرت إليه بعدم التصديق ولكن فيكتور كان قد سحبني إلى منتصف حلبة الرقص في الصالة وأشار للموسيقيين بيده لتتوقف الموسيقى الكلاسيكية الهادئة  وصدحة الموسيقى اللاتينية  تستفز كل قدراتي في الرقص..

 

وضع فيكتور يدهُ على خصري وهنا هتفت بحدة بوجهه

 

" ما الذي تظن نفسك فاعلا أيها العميد؟.. فأنا أريد أن تكون أول رقصة لي مع والدي "

 

ابتسم بخبث وقال بانتصار

 

" اهدئي سولينا.. سوف ترقصين معي .. فوالدكِ مشغول مع حوت المال الأن.. هيا استرخي "

 

نظرت بطرف عيناي باتجاه والدي ورأيتهُ فعلا مشغولا بالتكلم مع ذلك الرجل..

 

استعدت توازني وثقتي بنفسي وبدأت أرقص مع فيكتور.. وفي الوقت نفسه كنتُ عاجزة عن توقف تفكيري بذلك الغريب وإن كان يراقبني في هذه اللحظة أم لا..

 

أغمضت عيناي وتخيلت نفسي أرقص مع ذلك الغريب الذي احتوى كامل تفكيري وعقلي.. رقصت بمهارة من دون خجل لأول مرة في حياتي.. وعندما انتهت المعزوفة فتحت عيناي على تصفيق حاد من المدعوين..

 

كان جميع الضيوف قد توقفوا لمراقبتي أنا ورفيقي أثناء رقصتنا.. ثواني وعادت الموسيقى الهادئة تصدح في القاعة كما عاد المدعوين كل لشأنه الخاص.. في حين وجدت نفسي عالقة بين ذراع فيكتور وهو يُخرجني من باب القصر باتجاه الحديقة..

 

بعد أن أفقت من صدمتي على جرأته تلك تملكني الغضب و نظرت إلى يده التي تلتف حول خصري والتي تجذبني بطريقة بدت حميمة لمن لا يعرف الاشمئزاز الذي أشعر به نحوه.. انتفضت بغضب وابتعدت عنه ونظرت إلى عينيه بصرامة وكلمتهُ بحدة

 

" ما الذي تحاول فعله سيد فيكتور؟.. عليك أن تقبل رفضي لك.. وتفهم ما تعنيه كلمة لا.. يجب أن تتقبل رفضي لك القاطع لو سمحت "

 

ابتسم بخبث وقال بتحدٍ

 

" أنتِ لي سولينا غران.. وسوف تتزوجين بي.. هل أملتِ بأن رفضكِ ذاك كفيل بتغيير رأيي؟.. لا عزيزتي.. سوف تكونين لي وبأي ثمن "

 

توسعت عيناي بذهول وهتفت بصدمة كبيرة وبغضب

 

" هل جُننت؟.. يبدو بأنك فقدتَ عقلك سيد فيكتور.. عليك تقبل كلمة لا وترسخها في عقلك.. فأنا إكراما لوالدي ما زلت أحترمك.. هذه الوقفة السخيفة قد طالت بما يكفي.. لا بُد أن والدي ينتظرني لأذهب إليه "

 

حاولت الابتعاد عنه لكنهُ وقف أمامي وقال بحدة

 

" أنا لم أفقد عقلي سولينا.. ولكن يجب أن تعرفي.. ما أريده أحصل عليه دائماً "

 

 حاولت جاهدة البقاء هادئة.. تأملتهُ بنظرات ساخرة وأجبتهُ ببرود وبصوتٍ هادئ وثابت

 

" أنا أُقدر صراحتك.. ولكن عليك أن تفهم أن لديّ حق في اختيار حياتي الشخصية.. أنا لا أشعر بأي مشاعر نحوك.. ولا يمكنني أن أُقدم نفسي لشخصٍ لم أجد مشاعر الحب والانجذاب والاحترام نحوه "

 

شهقت بذعر عندما أمسك فيكتور بمعصم يدي وجذبني إليه ونظر في عمق عيناي المصدومة وقال بثقة وبحزم

 

" أنتِ لي سولينا.. أنا أحبكِ بجنون.. أنا عاشق لروحكِ وجمالكِ.. أرجوكِ.. أعطيني فرصة لأثبت لكِ حُبي.. وأنا سأجعلكِ سعيدة بجانبي.. سأجعلكِ تُحبينني كما أحبكِ بجنون "

 

تسارعت أنفاسي بينما كنتُ أنظر إليه بذعر.. حاولت أن أتمالك أعصابي وعدم إظهار خوفي منه الكبير.. فنظرت إليه بكبرياء ثم حررت يدي من قبضته وابتعدت عنه وأجبته بحدة وبحزم

 

" الحب يجب أن يكون شيئًا يشعر به الاثنان بالتساوي.. وبصراحة.. أنا لا أشعر بنفس المشاعر تجاهك.. أنا لا أرغب في أن أكون زوجتك سيد فيكتور.. يجب أن تتقبل حقيقة أن لدينا اختلافات في الرؤية والمشاعر.. وأتمنى أن تحترم وتتقبل رفضي لك.. أتمنى لك السعادة والتوفيق في البحث عن المرأة المناسب لك.. انتهى النقاش بيننا.. الوداع "

 

ابتعدت عنه غير مُبالية له.. وهمست بغضب بينما كنتُ أمشي بسرعة

 

" غبي... "

 

ولكن سولينا لم ترى الغضب الأعمى يرتسم في عينيه الزرقاوين وخروجه من القصر بسرعة البرق وكأن شياطين الأرض تلاحقه..

 

بينما كنتُ أمشي مُسرعة باتجاه مدخل القصر الرئيسي فجأة وجدت ذلك الرجل الغريب الذي لم يفارق تفكيري يقف أمامي وكان يسد عليّ الطريق..

 

كانت دقات قلبي تتسارع لقربه مني.. ونظراتهِ أرعبتني


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة

 

كان يقف أمامي بوقفة حازمة.. يحجب طريقي وينظر إليّ بعينين غاضبتين تنطقان بالقوة والسلطة.. شعورًا بالتوتر والفزع انتابني.. وقلبي كان ينبض بقوة وانتابني خليط من الخوف والإثار..

 

رفعت رأسي ونظرت إلى عينيه..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 2 - الإهانة

 

وجدت فيهما لهيبًا يتأجج وسط الظلام.. شعرت نفسي  محاطة بالقوة العتيدة والسحر الذي ينبعث منه..

 

نبض قلبي بسرعة وشعرت بجميع حواسي تنتشل إلى عالمٍ مُختلف.. استنشقت عطره الساحر الذي غمر المكان برائحةٍ مُنعشة ومُغرية.. شعرت بكل خلية في جسدي تتفاعل مع هذا العطر.. مما عزز من وهج اللقاء والتوتر الممزوج بالإثارة..

 

تأملت عيونه ووجدت فيها الجمال الأعمق والسحر الأكثر جاذبية.. أبحرت في عمقها وشعرت بأنني أكتشف عوالم جديدة ومذهلة تتسع أمامي.. ونسيت كلياً الخوف والرهبة.. وجدت نفسي مستسلمة لسحر هذه اللحظة ولجاذبية عيونه الساحرة..

 

تأرجحت مشاعري بين الرغبة في الابتعاد والإغراء بالبقاء.. شعرت بالجاذبية التي تنبعث منه والتي تحاول أن تلمسني وتمتلكني بشكلٍ أعمق.. وجدت نفسي محاطة بالشغف والتساؤلات بينما كنتُ أنظر بضياع إلى عينيه الساحرتين..

 

وعجزت كلياً عن مقاومة جاذبيته الساحقة..

 

تساءلت عن قصة هذا الرجل الغامض وعن الشغف الذي يشتعل بداخلي.. شعرت برغبةٍ حارقة لأقترب منه.. ولأكتشف المزيد من سحره وروعته..

 

ولكن قسوة نظراتهِ جعلتني أعود إلى أرض الواقع.. بلعت ريقي بقوة وهمست بصوتٍ مُرتعش

 

" هل تسمح أريد الدخول "

 

فاجئني إذ تقدم مني خطوة وأخفض رأسه  وهمس بحدة بأذني

 

" معكِ حق.. فهو غبي لأنه فكر بالارتباط بفتاة ذو وجهين.. مستهترة وأنانية ومُحبة للمال و مُتعجرفة مثلك "

 

صدمني بكلماته القاسية لي وأحسست بالدموع تهدد بالنزول من عيناي.. نظرت إليه بذهول بسبب كلماتهِ القاسية والتي عبرت بصدق عن مدى كرههُ لي..

 

لماذا يكرهني؟!.. ماذا فعلت له؟!.. ولماذا يتكلم معي بتلك الطريقة القاسية والمُهينة؟!!..

 

الكثير من الأسئلة شغلت تفكيري في هذه اللحظة.. ولكن بسبب الإهانة التي وجهها لي للتو شعرت بغضبٍ هائل..

 

من يكون ليحكم عليّ دون أن يعرفني؟.. سأريه من تكون سولينا غران..

 

حركت يدي بنية صفعه ومسح تلك الابتسامة الساخرة والمُستحقرة لي عن وجهه ولكنه أدرك نيتي وتمكن من القبض على يدي بقسوة قبل أن ينفضها بعيداً بقوة وبقرف من يده التي أمسكتني..

 

ارتعش جسدي بخوف وفركت معصمي مكان قبضتهِ.. إذ ألمني جداً وكاد أن يُحطم لي عظام معصمي لو لم يُحررها بسرعة..

 

تأملني بنظرات كارهة وأضاف بلؤم كبير أرعبني

 

" إياكِ ولا تجرئي أن تُعيدي المُحاولة.. أنتِ لا تعرفين مع من تتعاملين ومن أكون.. عليكِ أن تكوني شاكرة للرب أنني أوقفتكِ قبل أن تصفعيني.. لو صفعتني سأهينكِ وأدمركِ بطريقة لم تعهديها من قبل.. و عليكِ الابتعاد عن فتيات العائلات المُحترمات وعدم مصادقتهم أيتُها الفاسقة "

 

شهقت برعب عندما أمسكني بكتفي وجذبني نحوه بقوة ليرتطم صدري بصدرهُ العضلي والعريض..

 

قلبي كان سينفجر من الخوف والإثارة الذين شعرت بهما وبقوة.. لم أستطع فتح فمي وطلب النجدة.. لم أستطع مقاومتهُ أو حتى دفعهُ بعيداً عني..

 

بطريقة غريبة كان يتحكم بكل خلية في جسدي..

 

ارتعش جسدي بقوة عندما نظر إليّ بحقدٍ كبير وقال بفحيحٍ مُخيف من بين أسنانه

 

" سوف أدمركِ.. وسوف أُدمر عالمكِ إن كنتِ السبب.. سأحرص على حرق روحكِ بينما تتنفسين.. سأحرص جيداً بأن أجعلكِ تعيشين في الجحيم "

 

صرخة صغيرة خرجت من فمي عندما دفعني بعنف بعيداً عنه.. ولكن تداركت خطواتي قبل أن أقع..

 

رفعت رأسي ونظرت إليه بذعرٍ كبير لكنهُ ببساطة استدار وغادر قبل أن أقول أي كلمة.. كنتُ أرتعد من الخوف منه وكلماتهِ القاسية.. من يكون؟!!.. لماذا يحتقرني؟؟.. ماذا فعلت له؟؟..

 

أحسست بدموعي تجري على وجنتاي وقلبي يعتصر من الأم .. مسحت دموعي بيدي وقررت أن أهدأ قليلا وأدخل إلى القصر وأنخرط بأجواء الحفلة كي لا يراني والدي بهذا المنظر التعيس ويقلق أو يحزن بسببي.

 

دخلت إلى القصر وأنا أحمل بداخلي حزنًا عميقًا يشتعل كالنيران في صدري.. تقدمت خطواتي بثقل بينما عيوني المملوءتين بالدموع حاولت بجهد أن أمسحها قبل أن تلتقطها أعين الضيوف.. قلبي كان ينغصه الألم الناجم عن إهانة الرجل الغريب لي في الحديقة.. وعجزت كلياً عن فهم دوافعه وسبب انتقاده اللاذع لي ونعتهُ لي بالفاسقة..

 

بينما كنتُ أنظر حولي في القاعة الفسيحة رأيت الجميع يستمتعون في الحفلة.. شعرت بتناقض كبير بين حالتي الداخلية المحطمة والأجواء المرحة التي تحيط بي.. وفكرت بسرعة في كيفية إخفاء حُزني والتصرف بشكل طبيعي أمام الضيوف وخاصةً والدي سيزار.. لأنني لا أريد أن يشعر والدي بالقلق أو الحزن بسببي..

 

بدأت بالتفكير في ذلك الرجل الغريب الذي أهانني.. تساءلت عن دوافعه وما الذي يجعله يحكم عليّ بناءً على مظهري الخارجي فحسب.. هل أنا محط تهديد له؟.. أم أنني كنتُ ضحية لاستخفافه وتحجيمه لي؟..

 

توقفت عن التفكير بذلك الرجل عندما رأيت شقيقتي لين تقترب لتقف أمامي.. تأملتني لين بنظرات باردة وقالت بسخرية

 

" لقد كبرتِ سنة.. أصبحتِ في الواحدة والعشرين من عمرك.. ولسخرية القدر اليوم هو ذكرى وفاة والدتي لورا.. والتي ماتت بسببكِ "

 

تأملت شقيقتي بنظرات حزينة متألمة.. وارتعش فكي بقوة وترقرقت الدموع في عيناي عندما تابعت لين قائلة بحقد

 

" أنتِ هنا تستمتعين في حياتكِ على حساب أمي.. أتمنى أن تحترقي في الجحيم "

 

سقطت دمعة متألمة مجروحة على وجنتي وسمعت بألمٍ كبير شقيقتي لين تضحك بمرح ثم قالت بحقد

 

" دموع التماسيح هذه لن تجعلني أُشفق عليكِ.. أكرهكِ بجنون.. وأنتِ تعرفين ذلك جيداً.. بسببكِ خسرت أمي الحنونة وجعلتني يتيمة الأم وأنا في العاشرة من عمري "

 

مسحت دمعتي بسرعة عن وجنتي وسمعتُها بتعاسة تتابع قائلة بحقدٍ كبير

 

" في كل سنة وفي هذا اليوم بالتحديد أتمنى من أعماق قلبي أن تموتي.. فأنتِ لم تسرقي مني أمي فقط.. بل سرقتِ والدي مني "

 

احترق قلبي من الألم وسمعتُها تقول وهي تضحك بسعادة

 

" أتمنى أن تختفي من هذا العالم وإلى الأبد.. والآن استمتعي في حفلتكِ سولينا "

 

ابتعدت عني وهي تضحك بينما أنا كنتُ على وشك الانفجار بالبكاء..

 

في كل سنة في يوم عيد ميلادي تقف لين أمامي وتهتف بحقد بهذه الكلمات.. لكن الليلة كان وقع كلماتها عليّ مُختلفة.. فأنا كنتُ مُحطمة من إهانة ذلك الرجل الغريب لي وتهديداته.. والآن أتت شقيقتي وفجرت كلماتها الكارهة أمامي كالمعتاد.. لم أستطع تحمُل كلماتها الجارحة لي لأنني لم أكن في حالة مزاجية جيدة بعد تعاملي مع ذلك الرجل الغريب في الحديقة..

 

شعرت بحزنٍ عميق يجتاح قلبي كالعواصف الجوية التي تجتاح البحر.. دائما ما تُظهر لين كُرهها لي بوضوح.. ودائماً أنا أُخفي ذلك عن والدي سيزار..

 

ومثل العادة سيطرت على حُزني وآلامي.. حاولت جاهدة أن أُظهر ابتسامة على وجهي بينما كنتُ ألتقط أنفاسي وأُعيد ترتيب أفكاري.. حاولت قدر الإمكان تجاهل الحزن الذي يغزو قلبي وركزت على المشاعر الإيجابية..

 

تنهدت بعمق وهمست بتصميم

 

" لا تحزني سولينا.. غداً سيكون أفضل "

 

وبينما تُتابع سولينا الاحتفال والمرح الجاري حولها.. حافظت على سر الرجل الغريب وشقيقتها لين في قلبها.. حافظت على السر بعيداً عن والدها الحبيب..

 

ولكنها لا تعلم بأن الغد لن يكون أفضل....


انتهى الفصل





















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©