رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 39
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. فعلا ستيف أنه شيطان ويجب أن نتأكد من وفاته.
    سولي صحيح انتي لطيفه وملاك ولكن بصراحه انتي غبيه وقتنعتي بكلام طوني بسرعه ولكن رجاءا لا تتزوجي لا تفعلي ذلك.
    وانت طوني فعلا شخص اناني وجبان تستغل خوفها ووضعها لمصلحتك ولكن تأكد انها لن تحب ولن تكون لك ابدا.
    ارثر عليك أن تكون قوي وتعود لأجل سولي وطفلكم.
    تسلم ايدك ❤️😘.

    ردحذف
  2. بالتوفيق يا قمر تسلم ايدك يا ملكه الابداع 🤎🤎🤎

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من أعماق قلبي عزيزتي الغالية.

      حذف
  3. هاااافن كمية الصدمات في هذا البارت لا تحتمللللل، رغم اني اختلست النظر لنهاية البارت الاخير، سأبكي بل بكيت فعلااا، طوني لمَ تفعل هذا اااااء؟ ارثر اعلم انك لن تموت لكن لا تمت ارجوووك، مايكل وليو وماكس ااخ، مفاجأة ماكس كيوت، انا حنهار مش حقدر اكمللل بقى💔😭

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 39

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 39 - هو الشيطان



هو الشيطان








 

 

 

غابرييلا**

 

على أرجوحة ناعمة ومزهرة في حديقة قصر زوجها.. جلست غابرييلا وسط أشجار الزهور الفاتنة وأوراق الشجر الرقيقة.. كان وجهها يعكس حزنًا عميقًا.. وعيناها تستمر في التأمل في الأفق..

 

في هذه اللحظة.. غمرتها الذكريات بقوة.. بدأت بالتفكير في شقيقتها الصغيرة شانتال.. التي غادرتها بالقوة عندما تدخلت جين وأحرقت حياتها بكاملها في ذلك النهار..

 

تنهدت غابي برقة وفكرت بحزن.. لقد اشتاقت لشقيقتها.. اشتاقت لسماع أصوات ضحكاتها وعناقها الدافئ.. واشتاقت لوالدتها وكيف كانت تعاملها بحنان.. وكانت  دائمًا موجودة لدعمها وإلهامها.. وكيف كانت والدتها تهتم بها بعمق وتقف بجوارها في كل لحظة تحتاجها..

 

نظرت أمامي بشرود وفكرت بعمق.. لقد مضى ثلاثة أشهر على زواجي من حبيبي ماكس.. وطيلة هذه الفترة كنتُ أطلبُ منه دائماً أن يبحث عن عائلتي لأنني أريد أن أراهم.. ولكنه كان دائما يقول لي.. قريبا حبيبتي.. وبعدها يغير الموضوع.. أو يهرب إلى مكتبه ليعمل..

 

تنهدت بحزن بينما كنتُ أُفكر بشقيقتي شانتال.. هل هي بخير؟!!.. هل أكملت دراستها؟!!.. هل أبي يُعاملها معاملة حسنة؟!!.. هل أمي تهتم بها؟!...

 

في هذا الوقت الصامت.. وبينما كنتُ أسترجع ذكرياتي.. جاءت نسمة هواء خفيفة تلطف وجهي.. اهتز شعري الطويل وقبعتي الكبيرة من القش بسهولة.. رفعت يدي إلى الأعلى وثبتت قبعتي بقوة على رأسي كي لا تطير..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 39 - هو الشيطان

 

أخفضت رأسي ونظرت إلى معدتي ثم ابتسمت بسعادة.. أنا حامل في شهري الأول.. كانت فرحة ماكس لا توصف عندما اكتشف بأنني حامل..

 

نظرت إلى بطني بحنان وهمست لطفلي بينما كنتُ أمسح برقة على معدتي المُسطحة

 

" لا أستطيع الانتظار حتى أراك في أحضاني.. أنا لدي شعور بأنك ولد.. أما والدُكَ العنيد يقول بأنكَ فتاة.. هل تعلم بأنني سوف أحبك بقوة وأهتم بك ملاكي الصغير "

 

رفعت رأسي ثم ابتسمت برقة عندما تذكرت ما فعلته منذُ أسبوع عندما علمت بذلك...

 

العودة لفترة أسبوع**

 

كنتُ أبكي من كثرة الخوف.. لقد كانت الشكوك تراودني بأنني حامل وذهبت واشتريت اختبار للحمل المنزلي وكانت النتيجة إيجابية..

 

جلست على السرير أبكي بخوفٍ كبير بينما كنتُ أفكر.. ماكس سيقتلني.. فهو لم يرد مني أطفالا.. وكان واضحا معي عندما بدأ يعاشرني ويعطيني حبوب لمنع الحمل رغم أنه بعد أن علم الحقيقة وتزوجني لم يجبرني أبداً على أخذ تلك الحبوب..

 

ماذا لو كان ما زال رافضا بأن أنجب له طفلا؟!.. ارتعبت وارتعش جسدي من شدة الخوف عندما دخل ماكس إلى الغرفة وهو يبتسم.. لكن ابتسامته اختفت فجأة وظهرت معالم القلق على وجهه عندما رآني منهارة وأنا أحمل بيدي اختبار الحمل..

 

وقف أمامي وقال بخوف

 

" غابي.. لماذا تبكين؟!!.. هل أنتِ مريضة؟!!.. ما الذي يؤلمكِ؟.. أخبريني؟ "

 

نظرت إليه بتوتر وهمست ببكاء وأنا أشهق

 

" سامحني.. لم.. لم أكن أعرف.. صــ.. صدقني... "

 

تأملني ماكس بخوف وبعدم الفهم.. ثم نظر في عمق عيناي الباكية وقال بحزن

 

" غابي.. حبيبتي.. أنا لم أفهم!!.. لماذا تبكين؟.. لماذا أنتِ خائفة؟ "

 

ثم نظر إلى يدي وسألني بسرعة

 

" ما هذا الشيء؟!!.... "

 

وقبل أن أخبئه تحرك ماكس بسرعة وأمسك بمعصمي ورفع ذراعي  وسحب الاختبار من يدي ونظر إليه بصدمة..

 

وقفت بسرعة وابتعدت عن ماكس بخوف رجعت بخطواتٍ بطيئة إلى الخلف.. وقلتُ لهُ ببكاءٍ مرير

 

" صدقني.. لم أُخطط لفعل ذلك.. أنا.. أنا لم أكن أعرف بأنني حامل و.. ااهههههههه... "

 

تأوهت برعب عندما رأيته يقترب مني بسرعة وفوراً خبأت وجهي بكلتا يداي من الخوف إذ ظننتهُ سوف يصفعني.. ولكن شهقت بصدمة عندما أمسكني ماكس من خصري ورفع جسدي عاليا وبدأ يلتف ويدور بي وهو يصرخ بفرحٍ كبير

 

" سوف أُصبح أب.. أنتِ حامل حبيبتي.. سوف نرزق بطفل.. شكراً لكِ حبيبتي.. شكرااااااااااااا... "

 

أزلت يداي عن وجهي ونظرت إلى ماكس بصدمة كبيرة.. ثم بدأت أضحك بسعادة وعانقته بشدة وهتفت بقوة

 

" ماكس.. أنزلني.. لقد بدأت أشعر بالدوار "

 

أنزلني برفق وهو يعانقني ولم يبتعد عني.. وبدأ يقبلني على وجنتاي وهو يصرخ بسعادة مع كل قبلة

 

" أنا آسف.. ولكنني في قمة سعادتي.. أشكركِ حبيبتي على هذه الهدية الرائعة.. أشكركِ.. أحبكِ بجنون "

 

قبلني على شفتاي برقة ثم ابتعد عني وقال بنبرة حنونة

 

" لماذا كنتِ خائفة وتبكين حبيبتي؟ "

 

نظرت إليه بخجل وأجبته بصدق

 

" لقد كنتُ خائفة.. إذ ظننت بأنك لا تريد أطفالا مني و... "

 

قاطعني بدهشة قائلا

 

" مستحيل!!.. كيف لا أريد أطفالا منكِ؟!... إنه حلمي حبيبتي.. ما الذي جعلكِ تفكرين بذلك؟ "

 

نظرت إليه بحزن وأجبته

 

" في البداية عندما.. أنتَ.. لقد أعطيتني حبوب لمنع الحمل.. وقلتَ لي بأنك لا تريد أطفالا مني و.... "

 

وضع يدهُ على وجنتي برقة وهو ينظر إليّ بأسف.. وقاطعني قائلا بندمٍ كبير

 

" آسف حبيبتي.. لقد كنتُ غبياً.. لم أقصد ما قلتهُ لكِ في ذلك اليوم.. سامحيني غابي.. سامحيني لأنني ظلمتكِ وألمتكِ حبيبتي "

 

أمسكت يده الموضوعة على وجنتي وأبعدتُها قليلا وقبلتها برقة.. ثم نظرت إليه بهيام وقلتُ له

 

" لقد سامحتك في تلك الليلة.. لأنني أحبك.. رغم مرور كل هذه السنوات وبُعدك عني حُبي وعشقي لك كان يزداد يوما بعد يوم "

 

قبلني على شفاهي برقة.. ثم أبعد وجهه قليلا وأسند أنفه على أنفي وأغمض عينيه.. وهمس ماكس بسعادة

 

" وأنا رغم مرور هذه السنوات كلها لم أتوقف عن حُبي لكِ.. لم أتوقف عن حُبي لكِ حتى بينما كنتُ أعتقد بأنكِ تركتني من أجل رجلٍ آخر.. بل كان عشقي لكِ يسير في دمائي "

 

عانقتهُ بقوة ووضعت رأسي على صدره وهمست له بهيام

 

" أحبُك ماكس باين.. أحبك إلى الأبد "

 

بادلني ماكس العناق.. وقال برقة

 

" وأنا أعشقكِ غابي.. وسأظل أعشقكِ حتى آخر نفس لي "

 

العودة إلى الحاضر**

 

بعد تذكري لكل تلك الأحداث قررت أنه حان الوقت حتى أذهب وأزورهم.. قلبي لم يحتمل أن لا أتصرف وأساعدهم.. خاصة عندما سمعت في الأمس أحد حراس ماكس يخبرهُ بأنهم تعساء ووضعهم ليس جيد أبداً..

 

وقفت عن الأرجوحة ثم دخلت إلى القصر.. بدلت ملابسي وأخذت حقيبتي ومفتاح سيارتي التي أهداني إياها ماكس.. وطلبت من لورا أن تُجهز وجبة الغداء لأنني لن أتأخر بالعودة..

 

أوقفت سيارتي على طرف الطريق أمام ذلك المبنى القديم ونظرت بحزن إليه.. ترجلت من السيارة ودخلت إلى المبنى وبدأت أصعد السلام بهدوء..

 

وقفت وأنا ألهث أمام الباب.. أخذت نفسا عميقا وزفرته بهدوء وطرقت على الباب.. انفتح الباب ونظر رودولف بصدمة كبيرة إليّ.. ثم نظر إلى يده الممسكة بقبضة الباب بخجل وهمس بدهشة واضحة

 

" غابرييلا!!.. ماذا تفعلين هنا؟ "

 

لا أنكر شعرت بالخوف الشديد منه.. لكنني تمالكت خوفي إذ تذكرت بأنهُ لن يستطيع أن يؤذيني مرة أخرى..

 

رفعت رأسي بكبرياء وقلت له بنبرة هادئة

 

" مرحبا رودولف.. هل السيدة جين هنا؟ "

 

أخفض رأسه بخجل وقال بتوتر

 

" نعم.. هي هنا "

 

سألتهُ ببرود بينما كنتُ أضغط أناملي بقوة على حقيبتي

 

" هل يمكنني الدخول لرؤيتها؟ "

 

أجابني رودولف بتلعثم واضح وهو يبتعد إلى الخلف ويفتح الباب أمامي

 

" نــ.. نعم.. بالــ.. بالتأكيد.. تفضلي بالدخول "

 

دخلت ووقفت في وسط الغرفة الصغيرة.. نظرت إلى أثاث الغرفة القديم بحزن وسمعت جين تهتف قائلة

 

" من على الباب رودولف؟!!.. أوه.... "

 

دخلت جين ووقفت جامدة أمامي وهي تنظر بصدمة كبيرة إليّ.. وهنا قال رودولف بتوتر

 

" لقد أتت لتراكِ.. أنا.. ســ.. سأكون في غرفتي "

 

وغادر رودولف بسرعة وتركنا بمفردنا..

 

اقتربت من جين ووقفت أمامها.. تأملتُها بتوتر وكلمتُها بنبرة هادئة

 

" مرحباً سيدة جين.. لقد أتيت اليوم إلى هنا لأنني أرادت رؤيتكِ.. لــ.. "

 

قاطعتني جين قائلة بحزن وبمرارة

 

" هل أتيتِ حتى تشمتِ بنا؟.. هل أردتِ أن تشاهدي بنفسكِ كيف تحولت حياتنا إلى جحيم؟.. هاه... لو اتصلتِ بي كنتُ أخبرتكِ ووفرت عليكِ عناء المجيء إلى هنا.. كما ترى عينيكِ نحنُ نعيش في بؤس وفي الجحيم "

 

رفعت يديها وأشارت بهم إلى كامل أنحاء الغرفة وقالت بحزن

 

" لقد أصبحت حياتنا مثل الشحاذين.. ننتظر أن يقبض رودولف راتبهُ من المقهى الذي كنتِ تعملين به سابقاً حتى نبتاع ما يكفي من الطعام لنا وندفع الفواتير.. وأنا أمسح وأنظف المنزل وأطبخ.. وزوجي مريض جداً.. بالكاد يستطيع رودولف دفع ثمن أدويته من البقشيش الذي يأخذه من الزبائن في المقهى.. فهو يعمل الآن كنادلٍ هناك "

 

بدأت جين تبكي وتنوح وحالتها أحزنتني.. أمسكت يدها وضغطت عليها برقة.. وقلت له بحنان

 

" أنا آسفة.. أنا أتيت حتى أساعدُكِ سيدة جين و... "

 

سحبت يدها من يدي وقالت وهي تشهق

 

" هل أرسلكِ ابني ماكس إلى هنا؟ "

 

أجبتُها بصدق

 

" لا.. لقد أتيت دونَ علمه.. وخاصة لأنني أريد أن أخبركِ أنكِ سوف تصبحين جدة قريبا "

 

نظرت جين إلى وجهي بدهشة كبيرة ثم نظرت إلى بطني بذهولٍ شديد.. سالت دموعها بكثرة على وجنتيها وجلست بانهيار على الأريكة..

 

نظرت إليها بحزن ثم اقتربت منها وجلست بجانبها.. سالت دمعة حزينة على وجنتي بينما كنتُ أنظر إلى دموعها.. وكلمتُها بحنان

 

" لا تبكي أرجوكِ.. أنا أتيت حتى أخبرُكِ بأنني أحمل حفيدكِ في أحشائي.. وأردت أن نطوي جميع الخلافات التي بيننا.. لأنني أريد لطفلي أن يتعرف على جديه وجدتيه.. سأبحث عن عائلتي وأجدهم و... "

 

قاطعتني جين وهي تقول بدهشة

 

" لم يخبركِ ابني ماكس بأن أهلكِ هاجروا منذ سنوات خارج البلد؟ "

 

تجمدت بصدمة أمامها وفتحت فمي بدهشة وهمست برعب أحرق قلبي

 

" ما الذي قلته؟!! "

 

توقفت جين عن البكاء وتأملتني بنظرات متوترة.. ثم قالت بتلعثم

 

" لم.. أنا.. هو.. لا شيء.. يبدو أن الأمور تلخبطت في رأسي.. و.. لا تُعيري أهمية لكلامي..  "

 

أمسكت ذراعها وسألتُها برجاء

 

" أرجوكِ.. أخبريني الحقيقة.. أين هم أهلي؟!!!.. إن كنتِ تعرفين أخبرني عن مكانهم "

 

نظرت جين إلى عيناي بأسف وقالت بهمس

 

" لا تلومي ابني أرجوكِ.. هو فعل ما فعلهُ بسببي أنا.. لو لم أفعل ما فعلتهُ بكِ في ذلك النهار لم يكن ماكس تصرف بتلك الطريقة معهم.. أنا المذنبة الوحيدة بما حصل للجميع.. ابني لا ذنب له "

 

سالت دموعي بكثرة على وجهي.. إذ عرفت بأن ماكس فعل شيئاً سيئاً لعائلتي.. نظرت إليها بخوف وسألتُها بحرقة قلب كبيرة

 

" أرجوكِ سيدة جين.. أخبريني ما الذي فعلهُ ماكس بعائلتي؟.. وأين هم الآن؟.. أخبريني الحقيقة لو سمحتِ "

 

نظرت جين إليّ بعجز وقالت بندم

 

" لقد عرفت من رودولف في تلك الأثناء ما فعله ابني ماكس بهم.. لا تلوميه.. أرجوكِ غابرييلا.. ابني لا ذنب له.. هو فعل ذلك لأنه كان يتألم.. كان يتألم لأنه ظنكِ هجرتهِ في نهار زفافكم.. ماكس طيب القلب وحنون جداً.. سامحيه.. أتوسل إليكِ "

 

هززت ذراعها وهتفت بخوف وبعذاب

 

" أخبريني.. ما الذي فعلهُ بهم؟... تكلمي "

 

أغمضت جين عينيها بحزن ثم رفعت يديها وأمسكت بكلتا يداي وأبعدتهم عن كتفها ثم ضمتهم إلى صدرها.. وقالت بندم وبأسى

 

" ما حصل كلهُ بسببي أنا.. سامحيني غابرييلا.. ابني ماكس لا ذنب له بشيء.. كان يبحث عنكِ كالمجنون لأنهُ أحبكِ أكثر من نفسه.. لذلك راقب منزل عائلتكِ لشهور طويلة.. وحاول أن يعرف من والديكِ عن مكان وجودكِ.. لكنهما طبعاً لم يعرفوا مكانكِ.. لذلك ابني تصرف بطريقة لا تعكس طيبته ومبادئهُ..  لقد طرد والدكِ من كل وظيفة عمل بها.. حتى في النهاية أخذ والدكِ أمكِ وشقيقتكِ وسافروا خارج البلد.. آسفة.. كله ذنبي أنا.. أنا المُلامة الوحيدة لما حصل معكما أنتِ وابني ماكس.. أنا الوحيدة التي يجب أن تُحملينها هذه الذنوب "

 

وقفت وأنا أترنح.. ترقرقت الدموع في عيناي بينما كنتُ أنظر إلى جين بصدمة كبيرة...


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 39 - هو الشيطان

 

فجأة سمعت صوت رودولف الباكي يقول

 

" سامحينا غابرييلا.. لقد أخطأنا بحقكِ وبحق عائلتكِ.. وخاصةً بحق ماكس.. وأرجوكِ سامحيني على ما فعلتهُ بكِ.. أنا نادم أشد الندم على ما اقترفته بحقكِ.. ماكس لا ذنب له بما فعلهُ مع عائلتكِ.. نحنُ المذنبون الحقيقين.. سامحينا "

 

استدرت ونظرت إليه بدهشة عندما تابع قائلا

 

" لا تلومي ماكس بسبب ما فعلهُ بعائلتكِ.. فكما قالت لكِ خالتي هو ليس ذنبه.. لقد جعلناهُ يعتقد بأنكِ هربتِ مع رجل وهو فقط أراد.... "

 

هتفت بمرارة وبوجعٍ كبير

 

" كفى.... "

 

قاطعت حديثه وأنا أبكي بلوعة ثم فتحت محفظتي وأخرجت مبلغا كبيراً من المال ووضعته على الطاولة بجانبي وخرجت من المنزل مُنهارة..

 

لقد كذب عليّ!!... ماكس كذب عليّ وأوهمني بأنه يريد أن يتزوج بي حتى يحمي شقيقتي من والدتُه وهو يعلم جيداً بأنها خارج البلاد.. لقد كذب عليّ!!...

 

قدتُ سيارتي بسرعةٍ جنونية عائدة إلى القصر.. وعندما وصلت دخلت إلى القصر وأنا أستشيط من شدة الغضب.. فجأة رأيت ماكس يقف أمامي بتوتر وقال بقلقٍ واضح

 

" حبيبتي.. أين كنتِ؟!!.. لم تخبري أحداً إلى أين ذهبتِ.. وقلقت عليكِ كثيراً.. ثم لدي مفاجأة لكِ و... "

 

امتدت يدي تلقائيا وصوت صفعة مدوية ملأت أرجاء الغرفة.. وضع ماكس يده على خده يلمسهُ بصدمة بينما كان يتأملني بذهولٍ شديد..

 

نظرت إليه بغضب.. وصرخت بملء صوتي

 

" أيها الكاذب.. لقد وثقتُ بك.. وأنتَ ماذا فعلت؟!!!!.. كذبت َ عليّ.. لقد كذبتَ عليّ بخصوص أهلي وشقيقتي.. وأوهمتني بأنك خائف عليها ولا تستطيع حمايتها من أمك إلا إذا تزوجتَ مني.. وأنتَ ماذا؟!!!.. وأنتَ تعلم جيداً أنهم خارج البلد منذ سنوات.. أيها الحقير.. أريدُ الطلاق.. لا أريد البقاء معك لثانية واحدة بعد الآن "

 

نظرت إليه بغضب بينما هو كان يقف بجمود وينظر بصدمة كبيرة إلى وجهي.. استدرت وركضت باتجاه السلالم.. صعدتهُ راكضة ودخلت إلى غرفتي وأنا أبكي.. ثم دخلت إلى الغرفة المُخصصة للثياب.. أمسكت حقيبة السفر وبدأت أضع بعشوائية وبغضب ملابسي بداخلها..

 

دخل ماكس الغرفة وهتف بحزن

 

" غابرييلا.. ماذا تفعلين؟ "

 

استدرت ونظرت إليه بغضب وهتفت بحدة وبقهر

 

" أنتَ كاذب و مُخادع.. وأنا أكرهُك.. إياك أن تتكلم معي مرة أخرى.. لأنني لن أتكلم مع رجل كاذب مثلك "

 

مسحت دموعي عن وجنتاي بقهر.. فجأة اقترب مني ماكس وعانقني بشدة وهو يضحك... هو يضحك؟!!... الملعون والسافل.. يضحك أمامي بينما أنا أشتعل من الحزن والغضب..

 

بدأتُ أتخبط بين ذراعيه حتى يتركني لكنه حملني فجأة على كتفه وقال بمرح وهو يخرج من الغرفة

 

" أولا حبيبتي لن يحصل طلاقاً بيننا.. فأنتِ زوجتي لمدى الحياة.. ولا أدري كيف عرفتِ بما فعلتهُ بعائلتكِ!.. ولكن كنتُ أخطط حتى أخبرُكِ بالحقيقة قريبا.. كما أنني جهزت لكِ مفاجأة.. وصدقيني لقد أهلكتني هذه المفاجأة "

 

ركلتهُ بقدمي وضربت كتفيه وظهره بكلتا يداي.. ثم هتفت بغضبٍ شديد

 

" دعني.. أتركني أيها الكاذب... لا أريدُ مفاجأة منك.. أنا أكرهك "

 

قهقه ماكس بمرح.. وتجمدت عندما قال بسعادة

 

" لا تُجهدي نفسكِ حبيبتي.. فهذا ليس جيداً للجنين.. قد يُصيبكِ الدوار.. كما أن مفاجأتي لكِ سوف تسعدُكِ كثيراً "

 

شتمتهُ بغضب وبدأت أضرب ظهره بقبضتي بينما كان ماكس يدخل إلى الصالون.. أنزلني برفق عن كتفه وجعلني أقف أمامهُ.. نظرت إليه بغضب وصرخت بغيظ وبحدة

 

" لن تُسعدني أي مفاجئة منك.. أنا أكــ... "

 

توقفت عن الصراخ فجأة وتجمدت بصدمة عندما سمعت صوت رقيق وناعم يقول

 

" غابرييلا!!.... "

 

استدرت ببطء ونظرت بدهشة كبيرة أمامي.. ارتعش جسدي بعنف عندما رأيت من كانت تقف أمامي.. ارتعش فكي بقوة.. ولا أعرف كيف تحركت خطوتين ووقفت أمامها.. رفعت كلتا يداي ووضعتهما على وجنتيها وهتفت بذهول

 

" شانتال!!.. هذه أنتِ حبيبتي؟ "

 

ابتسمت شقيقتي بسعادة وسالت دموع الفرح من عينيها.. ثم رمت نفسها عليّ وعانقتني بقوة.. بادلتُها العناق بقوة وأجهشت بالبكاء بينما كنتُ أُردد اسمها بلوعة غير مصدقة بأنها أمامي..

 

بعد وقتٍ طويل.. سمعت صوت همهمات.. رفعت رأسي ورأيت أمي ووالدي يقفان أمامي وقاموا بعناقنا سوايا أنا وشقيقتي شانتال وبدأنا نبكي بفرح..

 

ابتعدوا عني ونظرت بحنان إلى شقيقتي.. رفعت يداي ولمست خديها برقة وبحنية.. وقلتُ لها بينما لم أتوقف عن البكاء

 

" اشتقتُ إليكِ يا عمري.. اشتقتُ لكِ بجنون.. لقد كبرتِ حبيبتي.. وأصبحتِ رائعة الجمال "

 

عانقتها مجدداً غير مُصدقة بأنها أمامي بشحمها ولحمها.. وبدأت بتقبيل وجنتيها وخديها بجنون.. ابتعدت عنها ومسحت دموعها بأناملي.. ثم اقتربت من أمي وأجهشت بالبكاء عندما عانقتُها....

 

 

ماكس**

 

تريدُ الطلاق؟!!!... عصفت هذه الكلمة في رأسي بجنون ولكن بدل أن أغضب منها لأنها صفعتني ابتسمت بمرح.. وفجأة طلبت زوجتي الجميلة بكل وقاحة مني أن أُطلقها.. وهنا بدأت أضحك بقوة..

 

حبيبتي المجنونة.. هل حقا امتلكت الشجاعة وطلبت مني أن أُطلقها!!... لقد أرهقت نفسي ورجالي والمُحقق الذي عينته حتى يجد لي عائلتها لفترة شهرين ونصف.. وأخيرا وجدتم وأرسلت محامي الخاص بي لجلبهم من أجلها ومفاجأتها..

 

لقد أردت أن أخبرها بالحقيقة الكاملة بما فعلتهُ بعائلتها وأنهم خارج البلد.. ولكنها عرفت بما فعلته.. ورغم ذهولي من كيفية معرفتها للحقيقة إلا أنني لم أكترث..

 

دخلت إلى الصالون حيث كانت عائلتها بانتظارنا.. وعندما أرادت أن تبدأ بشتمي تفاجأت بوجود شقيقتها التي قاطعتها عن شتمي..

 

حسنا سوف أحاسبها على شتمي بطريقتي الخاصة لاحقا..

 

شعرت بالحزن بينما كنتُ أرى غابي تبكي وهي غير مُصدقة لوجودهم أمامها.. هنا تذكرت أمي ووالدي.. وشعرت بألمٍ كبير يفتكُ قلبي.. فهما جعلاني أبعدُهُم عني بسبب ما اقترفاه بحق حبيبتي وبحقي..

 

عندما استيقظت غابي من صدمتها ومعانقتها لوالديها.. استدارت وتوجهت نحوي ووقفت أمامي.. فاجأتني عندما عانقتني بقوة وأجهشت بالبكاء.. حضنتها إلى صدري بقوة وهمست بنبرة حنونة

 

" لا تبكي حبيبتي.. أنا آسف.. لم أقصد أن أكذب عليكِ.. ولكنني أردتُكِ زوجة لي بأي ثمن.. وفعلت المستحيل حتى أجدهم وأجلب عائلتكِ من أجلكِ حبيبتي.. سامحيني بسبب ما فعلتهُ في الماضي "

 

أبعدت وجهها ونظرت في عمق عيناي بسعادة وهمست برقة

 

" أحبك ماكس "

 

وقبلتني برقة على شفتاي.. وما أن كنتُ على وشك تعميق القبلة  سمعت صوت حمحمات.. ابتعدت عنها قليلا ونظرت إلى والدتها وشقيقتها التي كانت تنظر إليّ بخجل.. ضحكت غابي بسعادة وهي تُغرق وجهها في عنقي..

 

أثناء تناولنا لوجبة الغداء أخبرت والديها بأنني اشتريت لهما منزلا قريبا من قصري.. وطلبت منهما أن تبقى شانتال معنا في القصر هنا.. لأن ذلك ما تريدهُ زوجتي.. وشعرت بسعادة لا توصف عندما هتفت غابي بسعادة ثم وقفت وبدأت تقفز بفرح وحماس كبير... وطبعا في المساء عاقبتها على طريقتي الخاصة في الفراش...

 

بعد مرور أسبوع على تواجد شانتال معنا في القصر.. كنا نتحضر للحفلة التي كان يقيمها آرثر على شرف سولينا بعد أن ربح الدعوى القضائية لصالحها..

 

كنتُ أنظر بهيام إلى غابي ونحن ننتظر أمام مدخل الفندق وصول آرثر و سولينا.. بينما ليو وزوجته هيندا كانا يتهامسان بسعادة وهما يقفان بجانبنا

 

" أخيراً.. لقد وصل آرثر "

 

هتف ليو بحماس بتلك الكلمات بينما كان يُعدل ربطة عنقه.. ترجل آرثر من السيارة ولم أندهش عندما رأيته يحمل سولينا ويضعها على الكرسي المُتحرك أمام الجميع...

 

سمعت غابي تُكلمني بذهول قائلة

 

" ياه.. المسكينة.. ماكس.. حبيبي.. سولينا مُقعدة!!.. لماذا لم تخبرني بذلك؟.. ولكنها رائعة الجمال بالفعل... يبدو واضحا كوضوح الشمس بأن صديقك آرثر يحبها "

 

نظرت إليها وأنا أبتسم برقة.. وسمعت الصحفيين ينهالون على آرثر بالأسئلة.. قبلت يد غابي وقلتُ لها

 

" لا حبيبتي.. آرثر لا يحب سولينا.. بل يعشقها حياتي.. وهي سوف تُشفى من شللها النفسي قريبا.. آرثر يفعل المستحيل حتى يحدث ذلك  "

 

قبلت خدها وما أن أدرت رأسي باتجاه آرثر حتى جحظت عيناي ونظرت أمامي برعب لا يوصف عندما رأيت ذلك اللعين فيكتور مارسن يوقف دراجته النارية في ساحة الفندق ويصرخ بقوة وهو يحمل مسدساً بيده

 

" آرثر جيانو.. أنتَ ستموت قبل أن تحصل عليها "

 

وفي تلك اللحظة سمعت صوت الرصاص.. وبسرعة خبأت جسد غابرييلا خلف جسدي بينما كنتُ أشاهد بصدمة كبيرة ثلاث رصاصات تخترق جسد آرثر ليقع على الأرض جثة هامدة مضرجة بالدماء..

 

شحب وجهي بعنف وصرخت برعب أنا وليو بملء صوتنا

 

" آرثر.. لاااااااااااااااااا.. آرثر.... "

 

وبدأت أسمع دوي الرصاص والصيحات المذعورة وصرخات النساء.. ورأيت بذهول ذلك الحقير يُحرك دراجتهُ النارية ويهرب بها مبتعدا..

 

نظرت بسرعة إلى غابرييلا والتي كانت ترتعش من الرعب وبدأت تبكي بهستيرية.. فجأة رأيت حراسي وحراس آرثر يطوقون المكان.. أبعدت غابي عني رغم اعتراضاتها وخوفها.. وطلبت من حراسي بإدخالها إلى الفندق هي وزوجة ليو التي أغمى عليها من الرعب..

 

نظرت أمامي بغضب وهتفت لـ ستيف وللحارس طوني وبعض من رجالي ليتبعوا ذلك القذر رغم أن الكولونيل ليون والشرطة قد فعلوا ذلك.. وأمرت باقي الحراس بإبعاد الصحفيين وطلب الإسعاف..

 

ركضت أنا و ليو نحو آرثر وأبعدنا حُراسه عنه.. تجمدت في مكاني ونظرت بصدمة إلى المشهد أمامي..

 

كانت سولينا تعانق جسد آرثر وهي مغمى عليها وفستانها امتلأ بالدماء.. بينما مايكل كان يبعد جسدها عن آرثر بحذر وبدأ يفحصه وهو يضغط بيديه على جراحه حتى يوقف النزيف..

 

سالت دموعي على وجنتاي عندما رأيت صديق عمري مُضرج بدمائه ووجه شاحب شحوب الموتى.. ارتعش جسدي بخوف وشعرت بأنني أختنق..

 

كنتُ جامد بصدمة كبيرة بينما كنتُ أنظر إلى آرثر بفزع.. شعرت بالخوف بأن أكون قد خسرت صديقي إلى الأبد..

 

نظر مايكل إليّ بتوتر وهتف بقوة

 

" ماكس.. ساعدني بسرعة.. اضغط على معدته بيديك على الجرح.. وامنع الدماء من التدفق أكثر.. سوف نخسره.. ساعدني بسرعة "

 

لا أعرف كيف تحركت وجلست على ركبتاي بجانب جسد آرثر وضغطت بيدي على الجُرح في معدته.. وبينما كنتُ أبكي سمعت مايكل يهتف لحبيبتهُ إريكا والتي كانت تقف بجمود وذهولٍ كبير أمامنا

 

" إريكا... تحركي بسرعة وافحصي سولينا إن أصابتها رصاصة.. فستانها مليء بالدماء.. ولا أعرف إن كانت دمائها أو دماء آرثر "

 

نظرت إلى وجه آرثر الشاحب بحزن وبدأت أبكي بمرارة بسبب رؤيتي له بهذا الشكل.. كان شاحباً شحوب الموتى وبقعة كبيرة من الدماء تتجمع أسفله.. بينما ثيابه كانت مبللة بالكامل بدمائه..

 

كنتُ أضغط على بطنه مكان إصابته وانكمش قلبي برعب وأنا أرى دمائهُ تتدفق من بين أصابعي.. كان ليو يجثو بجانبي وهو يبكي ويهتف بفزع لـ مايكل و برجاء حتى ينقذ آرثر.. ثم بدأ يصرخ بسعادة عندما سمع صوت صفرات الإسعاف.. ولكنه صمتَ فجأة بينما أنا تخشب جسدي عندما صرخ مايكل برعب

 

" لا!!...لااااااااااااااااا.. آرثر.. لا تمت.. أنتَ لن تموت هنا.. لن تموت.. هل سمعتني.. لااااااااااااااااا.. آرثر "

 

 بدأ مايكل يبكي بينما كان يحاول إنعاش قلب آرثر مرة أخرى.. ثم رفع رأسه وصرخ على الجميع بغضبٍ عاصف

 

" أين هم المسعفون؟.. يجب أن أُنعش له قلبه فورااااااااااا... لقد توقف عن النبض.. واللعنة هو ينزف بشدة سوف نخسره.. أجلبوهم  بسرعة "

 

ثم طلب مني الابتعاد ورأيته يضع يديه على جانب قفص آرثر الصدري.. ثم وضع يده فوق راحة يده الأخرى جاعلا أصابع كلتا يديه في وضع تشابك.. ثم باشر في إجراء الضغط على عظام صدره..

 

وقفت بجانب ليو وبدأنا نبكي معاً بخوف وبقلق.. لم نتمالك نفسنا بينما كنا هذا المشهد المؤلم أمامنا.. صديق عمرنا توقف قلبه عن النبض..

 

فكرة أن نخسر آرثر جعلتنا نبكي بحرقة وبعذاب.. لم أستطع تقبُل هذه الفكرة.. أن يموت صديق عمري أمامي بسبب وغد لعين اسمهُ فيكتور مارسن..

 

سمعت بفزع مايكل يهتف بتوتر

 

" هيا آرثر.. عليك أن تعود إلينا.. هيا صديقي تنفس.. أرجوك.. اجعل قلبك ينبض.. لا تتركنا صديقي.. أرجوك "

 

وبعد عدة محاولات تنهد مايكل براحة وتوقف عن الضغط على صدر آرثر.. رأيتهُ يبكي بسعادة وسمعتهُ يهتف براحة

 

" أحسنتَ صديقي.. تنفس.. سوف أنقذ حياتك "

 

في تلك اللحظة اقتربوا المسعفون من آرثر وتم إبعادي أنا وليو.. ولكنهم تركوا مايكل لأنهم عرفوا من يكون.. وشاهدت بحزن كيف حملوا جسد آرثر ووضعوه على السرير النقال ثم أدخلوه بسرعة إلى عربة الإسعاف.. وباشر مايكل بإسعافه وأمرهم بأخذه إلى مستشفى غريس الخاص...

 

 


سولينا**

 

حركت جفوني بضعف.. ثم فتحتُها بتثاقل.. الرؤية كانت غير واضحة أمامي.. وحاولت عبثا أن أُميز الصورة المبهمة في عيناي.. لكن دون جدوى..

 

رمشت قليلا.. وبعد عدة محاولات نجحت في تحديد الرؤية أمامي.. رأيت سقف أبيض.. وأزكمت أنفي رائحة المُطهرات.. وعرفت فورا أين أنا..

 

أغمضت عيناي وفكرت بدهشة بينما كنتُ أشعر بالتخدر في كامل أنحاء جسدي ولم أقوى على الحركة أو الشعور بأطرافي.. .. أنا في المستشفى!!!.. لماذا؟!!..

 

فجأة فتحت عيناي على وسعها.. وقوة غريبة تملكتني إذ جلست بسرعة وصرخت بشكلٍ هستيري

 

" آرثر.. آرثر... لقد مات.. مات.. لااااااااااااااااا!!!!.... "

 

شعرت بقلبي يعتصر.. وضاق قفصي الصدري وارتعش جسدي بقوة.. وتساقطت دموعي بكثرة وبللت وجنتاي..

 

نظرت أمامي بوجعٍ كبير وهمست بألم لم أستطع تحمله بينما كنتُ أشهق وأهز رأسي رافضة هذه الفكرة

 

" لا.. آرثر لم يمت!!.. لم يمت.. أريدُ أن أراه.. يجب أن أراه.. أريدُ حبيبي.. أريدُ رؤيته حالا "

 

أمسكت بالغطاء الأبيض الرقيق ورفعتهُ عن جسدي ورميتهُ بعيداً.. ودونَ أن أنتبه حركت ساقاي ونزلت عن السرير ووقفت مُنحنية الظهر..

 

وضعت يدي بسرعة على جبيني لأن الدوار قد بدأ يتلاعب برأسي.. كنتُ أرتدي رداء الأبيض الخاص بالمرضى ولكنني لم أهتم.. نظرت أمامي ورأيت باب بني ضخم..  اقتربت بخطى بطيئة منه وأنا أترنح وفتحته..

 

تأوهت بحزن عندما رأيتُ الحمام.. استدرت بضعف ورأيت بابا آخر أكبر منه في الجهة المقابلة لي.. مشيت خطوتين وفجأة شعرت بساقي ترتعشان ولم تعد تقوى على حملي.. وسقطت على الأرض بقوة..

 

تأوهت بألم ونظرت إلى ساقاي بدهشة كبيرة وتجمدت في مكاني.. لأن الحقيقة عصفت في عقلي فجأة..

 

تسارعت أنفاسي ونبض قلبي بسرعة غريبة.. ابتسمت بسعادة وهمست بصدمة كبيرة

 

" لقد شُفيت من الشلل!!!... لقد شُفيت!!!... "

 

بكيت بسعادة وصرخت بفرحٍ كبير

 

" أنا أستطيع المشي مجدداً... يجب أن أذهب لأرى آرثر وأخبره.. سيفرح حبيبي عندما يكتشف بأنني شُفيت من شللي النفسي "

 

حاولت الوقوف لكن ساقاي عاندتني ولم أستطع الوقوف.. حاولت وحاولت الوقوف مجدداً لكنني كنتُ أسقط عاجزة تماما.. انفجرت بالبكاء وأنا أحاول النهوض وأفشل..

 

لم أستسلم لضعفي لأنني كنتُ أريد رؤية آرثر والاطمئنان عنه.. زحفت باتجاه الباب وبكيت أكثر وهمست بحرقة

 

" كيف سأفتح هذا الباب؟ "

 

نظرت بعجز أمامي بينما كنتُ أشهق بكثرة.. لكن عندما رأيت منضدة صغيرة قريبة مني ابتسمت وأمسكتها وبدأت أزحف وأنا أدفعها أمامي..

 

وضعتها بجانب الباب واتكأت بثقلي عليها.. رفعت جسدي قليلا ثم رفعت يدي اليسرى بسرعة وأمسكت بمقبض الباب وفتحته.. زحفت خارجة من الغرفة.. نظرت أمامي ورأيت أنني في وسط بهو كبير ولم أرى أحداً به..

 

تابعت الزحف وتوقفت عندما سمعت دردشة وهمسات كثيرة تأتي من خلف الكونتوار أمامي.. شحب وجهي بسرعة وارتعشت شفتي السفلية بعنف وتخشبت مفاصلي بسبب ما سمعته

 

" مسكين الرئيس جيانو.. ما زال شابا.. مؤسف أنه مات... "

 

أغمضت عيناي وشعرت بأنهُ سيغمى عليّ في هذه اللحظة.. ولكن شهقت روحي بنفس الحياة عندما سمعت فتاة تقول بسرعة

 

" لم يمت بعد.. ولا تكوني متشائمة.. لقد أنعش له قلبه للمرة الثانية منذ قليل الطبيب مايكل.. هو يُشرف على العملية بنفسه مع خمسة من أفضل وأقوى الأطباء لدينا.. سيد آرثر المسكين تلقى رصاصة في كليتيه ورصاصة في معدته وأخرى قرب القلب.. أتمنى أن ينجو.. فهو لا يستحق الموت بهذه الطريقة البشعة والشنيعة "

 

بكيت بوجعٍ كبير على حال حبيبي.. كانت روحي تتألم من أجله.. وقبل أن أسأل الممرضتين عن حبيبي.. فجأة دخل البهو ركضا ثلاث ممرضات وهن يصرخن بحزن

 

" لقد مات.. سيد آرثر توفى منذ قليل.... "

 

رفعت رأسي بصدمة وشحب وجهي وارتعش جسدي بقوة.. وتوقف قلبي عن النبض..

 

شعرت بأحشائي تتمزق.. احترقت روحي.. حرفياً كنتُ أشعر بقلبي وروحي تحترقان..

 

نظرت إلى الممرضات بصدمة كبيرة.. وصرخت بهستيرية

 

" لاااااااااااااااااااااااااااااا... آرثر...... "

 

 بدأت أبكي وأشهق بطريقةٍ غير معهودة.. وشعرتُ بروحي تحاول الخروج من جسدي الضعيف.. شعرت بأيادِ تمسك بجسدي.. أغمضت عيناي وبدأت أتخبط بجنون حتى يتركوني.. لأن كل تفكيري كان منحصر بشيء واحد..

 

آرثر مات.. كيف لي أن أعيش من دونه!!!... فهو قلبي الذي ينبض.. وهو الهواء الذي تتجرعه رئتاي.. وهو نور عيناي وعمري.. وهو أغلى ما أملك في هذه الدنيا..

 

يجب أن أذهب وأراه فهم مُخطئون هو لم يمت... آرثر لن يتركني.. لن يموت ويتركني بمفردي في هذا العالم..

 

لم يأبى دماغي استيعاب ما سمعته منذ قليل.. فتحت عيناي وبدأت أتلوى بعنف وأعض كل يد أراها أمامي.. سمعت إحدى الممرضات تصرخ من شدة الألم وأخرى تهتف برعب

 

" كيف خرجت من غرفتها دون أن تنتبهوا لها؟.. احملوها بسرعة حتى نضعها في غرفتها "

 

قاومتهم بعنف وبدأت أصرخ عليهم بجنون

 

" أتركوني... أريدُ أن أرى آرثر... هو لم يمُت.. هو لن يتركني ويرحل مثلما فعل والدي.. لن يتركني آرثر أبداً.. دعوني.. أريدُ رؤيته... "

 

فجأة سمعت صوت طوني الغاضب يصرخ بعنف

 

" دعوهااااااااااا... "

 

ابتعدوا عني الممرضات.. وفجأة أحسست بيد تمسك بكتفي برقة وسمعت طوني يقول بقلق وبنبرة حنونة

 

" سولينا.. أنا هنا لا تخافي.. سوف أحملكِ وأعيدكِ إلى الغرفة حتى تستريحي "

 

رفعت رأسي ورأيت طوني والذي كان يجثو على ركبتيه أمامي.. نظرت إليهِ بألم بعيونٍ غارقة بالدموع وأنا أشهق بكثرة.. رفعت كلتا يداي المرتعشتين وأمسكت بيده وحركتُها بضعف.. وكلمتهُ بألم و بحرقة وبصراخ

 

" أرجوك طوني.. قل لي بأن آرثر لم يمت وتركني بمفردي.. هو الوحيد الذي تبقى لي في هذه الدنيا.. لا يمكن أن أخسرهُ كما خسرت والدي وصديقتي غريس.. أنا أترجاك.. أرح قلبي وقل لي بأنه لم يمت.. قلبي لن يحتمل خسارته.. لن أستطيع تحمُل عذاب فقدانه.. بالله عليك أخبرني بأنه يتنفس وحيٌّ يرزق.... "

 

تجمد طوني أمامي ورأيت الدموع في عينيه بينما كان يتأملني بنظرات غريبة مصدومة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 39 - هو الشيطان

 

شهق طوني بقوة ورأيتهُ يتأملني بحزنٍ كبير.. نظرت إليه بصدمة كبيرة.. واهتز جسدي وبدأتُ أنظرُ حولي بضياع..

 

" لاااااااااااااااااااااا.... "

 

صرخة واحدة خرجت من حنجرتي كانت كفيلة بزعزعة قلوب الجميع.. إذ تملكتهم الدهشة وكسى الحزن وجوههم وخرج أهالي المرضى من غرفهم ووقفوا وهم ينظرون إليّ بأسى وبحزن وبشفقة..

 

سمعت إحدى الممرضات تقول لـ طوني

 

" سيد طوني.. أرجوك أدخلها إلى غرفتها بسرعة.. لقد أزعجت بصراخها المرضى وأهاليهم.. سوف أنادي الطبيبة التي كشفت عليها حتى تراها "

 

لم يكترث لها طوني بل ظل جامدا دون حراك أمامي.. اقتربت منه وأمسكت بأكتافه وحركته يمينا ويساراً وأنا أصرخُ بوجهه بشكلٍ هستيري

 

" أجبني؟... قل لي بأن آرثر لم يمُت... أجبني أرجوك.... "

 

لكنه كان مثل التمثال جامداً أمامي وعيونه تنظرُ في عمق عيناي بنظرات خاوية ومتألمة..

 

ابتعدت عنه وبدأت أهز رأسي رفضا للواقع.. ثم أرخيت جسدي على الأرض الباردة.. أغمضت عيناي وأجهشت ببكاءٍ مرير..

 

آرثر لم يمت.. أنا أشعر به في قلبي.. أشعر بأنفاسه.. أستطيع سماع نبضات قلبهِ الجميلة.. هو لم يمُت.. حبيبي لن يتركني.. ما زال على قيد الحياة لأن قلبي سيتوقف عن النبض ويموت إن مات هو...

 

شعرت بيدين تلتف حول ظهري وساقاي وترفع جسدي.. بكيت بعذاب بينما كان طوني يدخل إلى الغرفة التي كنتُ بها..

 

وضعني طوني على السرير برقة وقال بحزن

 

" سولينا.. توقفي عن البكاء فالسيد لم.... "

 

" ما الذي يحدث هنا؟!!.... ما بها مريضتي؟!!.. اوه.. سيد طوني.. أنتَ هنا!.. لماذا أحزنتَ مريضتي؟.. فهذا ليس جيداً لحالتها "

 

فتحت عيناي بضعف ورأيت طوني يقف أمام امرأة متوسطة الحجم ترتدي رداء الأبيض الخاص بالأطباء.. سمعت طوني يسألها بقلق

 

" ليس جيداً لحالتها؟!!... ما الذي تقصدينه دكتورة؟ "

 

ابتسمت الطبيبة برقة وقالت بنبرة حنونة

 

" من خوفك عليها يبدو بأنها حبيبتُك... تهانينا لكما.. سولينا حامل في أسبوعها التاسع.. عندما أتت وهي مغما عليها فحصتها وأخضعتُها لصورة سونار "

 

ثم رأيتها بصدمة تخرج صورتين من جيب ردائها وسلمت واحدة لـ طوني المذهول ثم اقربت مني وهي تبتسم بسعادة.. بينما أنا كنتُ قد توقفت عن البكاء بصدمة وكنتُ جامدة بذهول..

 

قالت الطبيبة بمرح وهي ترفع الصورة أمام وجهي

 

" مبروك لكِ أنسة سولينا.. سوف تصبحين أم.. طفلكِ الآن يزن أربع غرامات.. وكما ترين ذراعيه وساقيه يشهدان نموا كبيرا مع نمو الرقبة.. طول جنينكِ ثلاثون مليمترا.. وبدأت تظهر هيئته البشرية.. عليكِ أن تتغذي جيداً.. فأنتِ نحيفة جداً.. احرصي على تناول البروتين وقدرٍ كافٍ من الكالسيوم.. حوالي 700 إلى 800 ملغم يومياً لمساعدة نمو ومتانة عظام و أسنان جنينُكِ و أسنانكِ أيضا "

 

سلمتني الصورة وأمسكتها بيدٍ مُرتعشة.. ابتسمت الطبيبة برقة وقالت

 

" لقد قالوا لي بأنكِ أصبتِ بانهيار عصبي.. وأتيت على الفور لأطمئن عليكِ.. ولكن كما أرى أنتِ بخير.. يجب أن تستريحي ولا تُرهقي نفسكِ.. كما الانفعال ليس جيداً للجنين.. كما يجب أن تستشيري طبيبكِ الخاص قريبا.. والآن أستأذن لأن المستشفى في فوضى عارمة.. فالشرطة والصحفيين يطوقون المبنى بسبب السيد آرثر.. المسكين وضعه خطير جداً "

 

انتفض جسدي بقوة وشعرت بالسعادة لسماعي ما قالته.. وأحسست بالأمل يُزرع داخل قلبي.. هو لم يمت.. هو سيشفى عما قريب..

 

ابتسمت بسعادة وهمست بفرح

 

" الحمدُ لله.. هو لم يمت.. آرثر لم يمت... "

 

سمعت الطبيبة تتنهد بحزن.. نظرت إليها بسرعة عندما قالت بحزن

 

" لقد توقف قلبه لمرتين.. ولكن الطبيب مايكل جونز استطاع إنعاشهُ من جديد.. ولكن حالتهُ خطيرة مع الأسف.. سأذهب وأوقع على إذن خروجكِ للغد.. وسأطلب منهم أن يرسلوا لكِ العشاء.. وسأسمح لك طوني أن تبقى لساعتين معها فقط.. وبعدها ترحل حتى تستريح مريضتي قليلا وتنام "

 

ارتعش جسدي بقوة على وقع كلماتها.. وبدأت دموع الخوف تسيل بكثرة على وجنتاي..

 

سمعتُ طوني يقول للطبيبة

 

" دكتورة.. أتمنى أن لا تخبري أحد عن حمل سولينا.. فنحن نريد أن نفاجئهم "

 

أجابته الطبيبة وهي تضحك برقة

 

" بالطبع طوني لا تقلق "

 

كانت دموع الخوف تسيل بكثرة على وجنتاي بعد خروجها.. فحبيبي آرثر ما زال في مرحلة الخطر.. نظرت إلى معدتي وبدأت أمسح عليها برقة بيدي اليسرى.. بينما بيدي اليمنى رفعت الصورة وبدأت أنظر إلى طفلي بحنان..

 

أنا حامل بطفل آرثر!!.. إلهي.. لا يجب أن يعرف أحد بذلك حالياً..

 

انتفضت برعب عندما صرخ طوني بغضب أرعبني

 

" سولينا.. هل أصابكِ الشلل بسببه؟!.. هل تعدى عليكِ في ذلك النهار؟!!.. أخبريني الحقيقة والآن "

 

نظرت إليه بفزع وبدأت أبكي بصمت.. جلس طوني بجانبي وعانقني بقوة.. ثم همس برقة

 

" أنا آسف.. لم أقصد أن أُخيفك.. أخبريني الحقيقة سولينا.. هل اغتصبكِ في الجزيرة وأصابكِ الشلل بسبب ذلك؟ "

 

ابتعدت عنه قليلا.. وأجبتهُ بصدق

 

" نعم.. "

 

ضغط طوني على أسنانهِ بقوة.. ثم  واحمر وجهه من شدة الغضب.. وسمعتهُ يشتُم بغضب وبقهر

 

" النذل و الحقير و الجبان و القذر.. سأقتــ.... "

 

وضعت يدي بسرعة على فمه أوقفهُ عن متابعة حديثه.. نظرت إليه بحزنٍ دفين وقلتُ له بصدقٍ وبخجل

 

" صحيح هو فعل ذلك بي.. ولكنني لم أحمل منه في.. في تلك الليلة.. بل.. بل عندما كنا في ماهي.. لقد سلمتهُ نفسي برضاي.. ولكنهُ كان محموماً ولم يتذكر ما حصل بيننا في تلك الليلة.. أنا.. أنا أحبه طوني.. أنا أُحب آرثر جيانو "

 

جحظ طوني عينيه وتأملني بصدمة كبيرة.. بدأت أبكي بتعاسة.. وهتفت بألمٍ كبير

 

" أنا غبية.. أعلم.. أنا لم أستطع أن أكرهه رغم كل ما فعلهُ بي.. ولحماقتي أغرمتُ به.. أنا أعشقهُ طوني.. ولا أستطيع أن أتحمل فكرة أنهُ بين الحياة والموت بسببي.. وخاصةً لأنني حامل بطفله.. ذلك الحقير فيكتور أراد قتلهُ بسببي.. أنا المذنبة.. أنا المُذنبة بما حدث له الليلة.. لا تكره آرثر بسببي.. أرجوك "

 

لم يتحمل طوني أكثر.. اعتراف سولينا أمامهُ فاق قدرة تحملهِ وطاقته.. فحبيبته التي يعشقها تحب من اغتصبها.. والأفظع أنها حامل منه..

 

أمسكني طوني من ذراعاي وهزني بعنف.. ثم هتف بوجعٍ كبير وبغضب

 

" يكفي جنونا سولينا و استيقظي.. استيقظي من هذا الجنون.. لقد خطفكِ وعذبكِ واغتصبكِ وأصابكِ الشلل النفسي بسببه.. وأصبحتِ حامل بطفلٍ منه.. وتقولين لي بكل بساطة بأنكِ تحبينه!!!.. هذا جنون بحد ذاته.. لا تزيدي من قهري.. فقلبي يعتصر ألما عليكِ.. و أنتِ لستِ الوحيدة من تتعذب و تكوى بالنار.. فأنا.. أنا أحبكِ.. أحبكِ بصدق.. لا بل أعشقكِ.. أنا أحبكِ سولينا.. وأتألم بشدة من أجلكِ.. وأتألم أكثر بسبب اعترافكِ لي بحبكِ له "

 

توقف عن هزي وعانقني بقوة بينما كنتُ أنظر أمامي بصدمة كبيرة.. ثم أبتعد طوني عني ووضع يديه على وجنتاي بخفة ورفع رأسي وهمس قائلا بجدية

 

" تزوجيني سولينا "

 

جحظت عيناي برعب وحاولت أن أبتعد عنه.. لكنه لم يسمح لي بذلك.. رفع وجهي أكثر وقال بحزن

 

" كنتُ أريد أن أخبركِ بأن السيد لم يمت.. لكنني وقعت تحتَ تأثير الصدمة بسبب خوفكِ عليه.. تزوجيني.. وأنا سأحميكِ وأحمي طفلكِ.. سأعترف به كابنٍ لي "

 

نظرت إليه بذهول وهززت رأسي رفضاً.. تأملني طوني بنظرات متوترة.. وتابع قائلا

 

"إن عرف السيد آرثر بحملكِ قد يأخذ الطفل منكِ بعد أن تلديه.. حتى في حال أنه مات والدتهُ هايلي لن تهدأ حتى تحصل على حضانة حفيدها إن عرفت بحملكِ.. إن تزوجتني لن يعلم أحد بأن طفلكِ ليس مني.. سوف أُقدم استقالتي لـ ستيف فورا وأخرجكِ من هنا وأخذكِ إلى مكانٍ بعيد لن يعرف به أحداً ونتزوج.. وافقي سولينا "

 

كنتُ أنظرُ إليه بذهولٍ تام وأنا جامدة في مكاني على السرير دون أي حركة.. أحسست بالاختناق في صدري... هو محق.. إن عرف آرثر أو أي أحد من عائلته بأنني حامل سوف يأخذون ابني مني ويبعدونه عني عندما ألدُه.. ولكنني لا أريد أن أتزوج من طوني...

 

اهرت بالكامل وبدأت أبكي بخوف.. ثم همست برجاء

 

" لا تدعهم يعرفون بحملي طوني.. أتوسل إليك ساعدني.. أخرجني من هنا قبل أن يعلموا بوضعي "

 

عانقني طوني برقة حتى هدأت تماما في حضنهِ.. ثم ابتعد عني عندما دخلت ممرضة وهي تدفع عربة أمامها.. ابتسمت الممرضة برقة وقالت وهي تضع طاولة صغيرة أمامي وضعت عليها صينية الطعام

 

" هذه وجبة عشاءكِ أنسة غران.. ستاك مشوي مع سلطة الملفوف والجزر بالمايونيز وعصير ليمون.. بالهنا والشفا "

 

بعد خروجها بدأت أتناول وجبتي دون شهية.. وعندما انتهيت نظرت إلى طوني بحزن.. ابتسم برقة وقال بهدوء

 

" سولينا.. أريدكِ أن تفكري مالياً بموضوع زواجنا.. أنا لا أريد أن أضغط عليكِ حاليا.. و... "

 

قاطعته قائلة بخجل

 

" طوني.. أنا.. أنا لا أريد أن أستغل حُبكَ لي.. أنتَ إنسان رائع وتستحق من هي أفضل مني.. كما أنا أعتبركَ صديقا لي.. لقد قبلت مساعدتك لي.. لآنه ليس لدي أحد في هذه الدنيا سواك.. ولكنني لن أقبل أن أستغل طيبتك.. كما أنا أحب آرثر.. ولا أريد أن أخدعك.. ما تطلبهُ مني مستحيل.. آسفة "

 

أمسك  طوني يدي برقة وقال بتوسل

 

" لا ترفضي طلبي الآن.. فقط فكري ماليا به.. غدا صباحا سأذهب وأُقدم استقالتي لـ ستيف.. وبعدها سأخرجكِ من هنا حتى لا يشك أحد بنا.. إريكا برفقة مايكل في غرفة العمليات الآن.. لذلك هي لن تأتي إلى هنا.. سأذهب حتى لا يتساءل أحد عن غيابي.. والآن نامي واستريحي "

 

بعد خروجه أطلقت العنان لدموعي.. آرثر سوف يعيش.. أريدُ أن أراه الليلة مهما حدث وأودعه..

 

أغمضت عيناي بأسى فحبي له ينمو يوماً بعد يوم في قلبي.. كيف سأبتعد عنه ولا أراهُ مجدداً؟!!.. ولكنني مضطرة.. مضطرة للابتعاد عنه..

 

بعد دخول إحدى الممرضات إلى الغرفة وأخذها لصينية الطعام سألتُها بلهفة كبيرة

 

" أرجوكِ.. هل تعلمين إن كان السيد آرثر جيانو بخير؟ "

 

نظرت إليّ بحزن وأجابتني

 

" هل أنتِ من أقربائهِ؟ "

 

أومأت لها موافقة.. وهنا تابعت الممرضة قائلة بحزن

 

" حالتهُ حرجة جداً مع الأسف.. الطبيب مايكل أخرج الرصاصة القريبة من صدره.. والحمد لله بأنه نجى منها بأعجوبة.. كما نجى من الرصاصة في معدته.. ولكن كليتيه تضررت بشدة.. وهو سيحتاج إلى زراعة كلية جديدة  في أسرع وقت.. ولكن والدتهُ السيدة هايلي المسكينة هي من ستتبرع له بكلية.. وعملية زراعة الكلية سوف يُجريها الطبيب مايكل صباح الغد.. حتى يتم إجراء كامل الفحوصات للسيدة هايلي.. أما السيد آرثر ما زال في غرفة العمليات... ولم يخرجوا الأطباء منها لغاية الآن.. ادعي له بالشفاء أنستي.. لأنه كما سمعت سيدخل في غيبوبة "

 

شهقت بصدمة.. وبعد خروجها بكيت بوجعٍ كبير كما لم أبكي في حياتي كلها.. لقد احترق قلبي عليه..  و روحي ألمتني.. كلهُ بسببي أنا.. ما حصل له بسببي.. يجب أن أخرج من حياته إلى الأبد حتى أحميه من شر فيكتور وجنونه...

 

في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. كنتُ أجلس بانهيار وأنا أنتظر حتى ينام الجميع.. كنتُ أريد الذهاب لرؤية آرثر..

 

أبعدت الغطاء عن جسدي ووقفت على قدماي.. نظرت إلى ساقاي وكلمتهما برجاء

 

" لا تخذليني الآن.. "

 

مشيت ببطء بينما ساقاي كانت ترتعشان.. ولكنني لم أهتم.. تحملت وتابعت السير بخطوات بطيئة.. فتحت الباب على أقل من مهلي واختلست النظر إلى الخارج ثم تنهدت براحة عندما لم أرى أحد.. جيد لا يوجد أحد.. تابعت السير ببطء ووقفت أمام الكونتوار.. نظرت حولي بحذر ثم أدرت شاشة الكومبيوتر ونظرت إلى البرنامج..

 

رفعت يدي وضغطت على اللوح باسم آرثر جيانو.. وعلى الفور ظهر لي في أي طابق هو موجود ورقم غرفة العناية.. مسحت الاسم وأعدت الشاشة كما كانت.. ثم اقتربت من كرسي وضع عليه زي ممرضة.. رفعته وارتديته مع خفيها الموجودين قرب الكرسي..

 

ابتسمت بسعادة عندما وجدت بطاقة الكترونية لإحدى الممرضات.. هذه البطاقة سوف تنفعني بالتأكيد.. سحبتُها بسرعة ثم مشيت بهدوء ودخلت إلى المصعد الكهربائي وضغطت على الزر في اللوح أمامي..

 

عندما وصلت إلى وجهتي.. نظرت حولي بترقب وتنهدت براحة.. المكان خالي.. اقتربت من الباب الذي يؤدي إلى العناية الفائقة وبسرعة أخرجت البطاقة ووضعتها أمام الشاشة.. انفتح الباب تلقائياً أمامي.. دخلت بسعادة ولكن لتعاستي رأيت خمسة من عناصر الشرطة يقفون أمام أحد الأبواب.. وعرفت بسرعة بأن هذه الغرفة هي غرفة آرثر..

 

اقتربت منهم ببطء وأنا أحاول جاهدة كي أمشي باعتدال أمامهم لأن ساقاي بدأت ترتعشان.. وقفت أمامهم وقلت لهم بهدوء

 

" مرحبا.. لقد أتيت حتى أتفقد المريض آرثر جيانو "

 

اقترب شرطي مني وسألني بسرعة

 

" أين إذن الدخول؟ "

 

نظرت إليه برعب وأجبته بتوتر

 

" أنا.. سوف أسلمك بطاقتي.. أنا ممرضة و.. "

 

قاطعني بجمود قائلا

 

" آسف يا أنسة.. ممنوع دخول أي أحد من دون إذن خطي من الدكتور مايكل جونز.. هذه هي الأوامر أنستي.. أخرجي قبل أن نأخذ إجراءات في حقكِ ونعتقلكِ "

 

بدأ جسدي يترنح وشعرت باليأس وبالخوف.. ولكن فجأة أمسك شخص بذراعي.. وسمعت بدهشة مايكل يقول للشرطي

 

" إنها من طاقمي.. وأنا أرسلتها حتى تراقب المريض.. اسمحوا لها بالدخول "

 

رفعت رأسي ونظرت بامتنان إلى مايكل.. ابتسم برقة وساعدني بالدخول إلى غرفة العناية المُركزة.. ووقفنا بجانب السرير.. وعلى الفور سالت دموعي الحزينة والمتألمة على وجنتاي عندما نظرت إلى جسد حبيبي..

 

وضعت يدي على فمي أكتم بها شهقاتي.. ارتعش جسدي بعنف بينما كنتُ أرى أنابيب داخل فم  آرثر.. والمحاليل متصلة بيده مع كيس الدماء.. والأجهزة متصلة بجسده.. ارتعش جسدي بقوة بينما كنتُ أنظر إلى صدره العاري والذي تم لفه بالضمادات مع معدته وخصره..

 

أبعدت يدي عن فمي وسألت مايكل بألم

 

" ما هو تشخيصك لحالتهِ؟.. أخبرني بصراحة أرجوك "

 

سمعتهُ يقول بحزن

 

" أولا.. أنا سعيد لأنكِ  شُفيتِ من الشلل سولينا.. وثانياً.. كما تعلمين وضعه ليس بجيد أبداً "

 

تنهد مايكل بحسرة وتابع قائلا بحزن

 

" تختلف الصدمة الناتجة عن الإصابة بعيار ناري على نطاق واسع اعتمادًا على الرصاصة والسرعة ونقطة الدخول والمسار وتشريح الجزء المتأثر.. يمكن أن تكون الجروح الناتجة عن طلقات نارية مدمرة بشكل خاص مقارنة بالإصابات الأخرى المخترقة للجسم.. وذلك لأن مسار وتشظّي الرصاصة قد يكون غير متوقع بعد الدخول.. بالإضافة إلى ذلك عادةً ما تتضمن الجروح الناتجة عن طلقات نارية درجة كبيرة من تمزق وإتلاف الأنسجة المجاورة تبعا لتصنيف الآثار الجسدية الناتجة عن القذيفة وعلاقتها بسرعة الرصاصة "

 

بلعت ريقي بقوة.. وهمست له بألمٍ شديد قائلة

 

" لا يهمني هذا الشرح.. فأنا أعرفهُ جيداً.. لكن أرجوك.. أخبرني بصدق ما الذي حصل له "

 

نظر مايكل بحزن إلى وجه آرثر الشاحب.. وقال بألم

 

" أولا.. هو تعرض لنزيفٍ حاد وصدمة بسبب نقص حجم الدم.. وتوقف قلبه مرتين.. ولكننا استطعنا إنعاشه.. وحسنا سوف أختصر لكِ.. لقد تلقى طلق ناري في صدره.. ولكن والحمد لله اخترقت الرصاصة جوف الصدر وخرجت من الظهر.. ولكنها لم تضر جدار الصدر والضلوع وعموده الفقري وخاصةً الحبل الشوكي.. أما الطلقة الثانية والثالثة كانا أخطر بكثير.. إذ.. لقد.. لقد تضررت كليته.. ويجب أن نجري له عملية زراعة كلية جديدة في أسرع وقت.. ووالدته هايلي سوف تتبرع له بكلية غدا.. إذ أصرت أن أعمل لها فحوصات للتأكد من تطابقها.. ولحسن الحظ هي تستطيع التبرع له بواحدة.. ولكن عندما أجرينا له فحوصات العصبية الأساسية بما في ذلك مقياس غلاسكو للغيبوبة تبين معنا أنه.. "

 

توقف مايكل عن التكلم وهنا مسحت دموعي بسرعة ونظرت برعبٍ كبير إليه.. وسألته بلهفة وبقلقٍ شديد

 

" أنه ماذا؟!!.. أخبرني أرجوك... "

 

أغمض مايكل عينيه وهمس بألم

 

" فحص غلاسكو أظهر لنا بأن آرثر سيدخل في غيبوبة "

 

احترقت روحي عندما سمعت ما تفوه به.. تأملتهُ بنظرات مُتألمة وهمست بوجعٍ كبير

 

" لا.. إلهي.. لا!!!... "

 

شعرت بألم نهش قلبي.. اقتربت أكثر من السرير وانهرت جاثية على ركبتاي أمامه.. أمسكت بأصابع آرثر الباردة وبدأتُ أبكي بلوعة..

 

نظرت إلى وجه حبيبي وأنا أبكي ألماً عليه.. ثم كلمت مايكل بحرقة قلب

 

" مايكل.. أرجوك ساعده... أنتَ تستطيع مساعدة آرثر.. أتوسلُ إليك افعل أي شيء لتساعدهُ.. لا تستسلم.. عليك بإنقاذه.. أنتَ أفضل طبيب جراح في البلد.. عليك أن تُخرج آرثر من غيبوبته.. لا تدعه يدخل في غيبوبة.. أتوسل إليك.. أرجوك ساعده "

 

وضع مايكل يدهُ على كتفي وقال بحزن

 

" هذا ليس بيدي سولينا.. آسف.. بشق الأنفس استطعت جعل قلبه ينبض من جديد.. فعلت ما في وسعي لأنقذ حياته.. لستِ الوحيدة من تتألم من أجله.. للأسف أظهر لنا جهاز غلاسكو للغيبوبة بأن آرثر سيدخل في غيبوبة "

 

ثم أمسك مايكل بكتفي الآخر وساعدني لأقف.. ثم نظر إلى دموعي ووجهي الشاحب.. وقال بحزن

 

" لقد عرفت بأنكِ هنا لأنني تلقيت اتصالا من ممرضة مذعورة بسبب فقدانها لردائها وخِفيها وبطاقتها.. وبسبب عدم وجودكِ في غرفتكِ.. وعرفت على الفور بأنكِ شفيتِ من شللكِ النفسي.. "

 

توقف مايكل عن التكلم وتأملني بنظرات هادئة.. ثم سألني بجدية

 

" هل تحبينه سولينا؟.. هل تحبين آرثر؟  "

 

أجبته بسرعة دونَ شعور مني

 

" نعم.. أنا أحبه "

 

وعندما انبهت لنفسي وبما اعترفت به.. قلت بسرعة وبرعب

 

" أقصد لا.. لا بالطبع.. لا أفعل.. أنا.. هو.. "

 

ابتسم مايكل برقة وقاطعني قائلا

 

" لا تخافي.. سركِ في أمان معي.. لا تعرفين سولينا.. ربما هو أيضا يبادلكِ المشاعر "

 

كنتُ أنظرُ  إليه بدهشة بينما مايكل ابتسم بوسع وأمسك بيدي وأخرجني من غرفة العناية المشددة.. ثم جلب كرسي متحرك وجعلني أجلس عليه.. وقال بنبرة حنونة

 

" لا يجب أن تُجهدي نفسكِ بالمشي كثيراً في هذه الفترة.. انتبهي لذلك "

 

ثم أخذني إلى غرفتي وطلب من إحدى الممرضات أن تهتم بي وذهب.. وطيلة هذه الفترة كنتُ شاردة بتفكيري بعمق بسبب ما قالهُ لي مايكل..

 

في الساعة العاشرة صباحاً.. كنتُ أجلس في السيارة برفقة طوني وأنا أنظر خارج النافذة إلى البعيد.. فجأة سمعته يُكلمني بسعادة قائلا

 

" لقد وصلنا "

 

أخرجني من شرودي ونظرت إلى المنزل الخشبي أمامي


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 39 - هو الشيطان

 

تأملتهُ بذهول.. ثم هتفت بإعجاب

 

" إنه مذهل طوني.. هل هذا منزلك؟ "

 

ابتسم طوني برقة وقال

 

" أنا سعيد لأنه أعجبكِ.. ونعم هذا منزلي.. وأنا في قمة سعادتي لأنكِ شُفيتِ من الشلل النفسي.. أريدُكِ أن تكوني سعيدة سولينا.. هنا في الريف لن يجدنا أحد.. سوف تشعرين بالراحة في المنزل "

 

ابتسمت له بامتنان.. وساعدني طوني لأترجل من السيارة ثم دخلنا إلى المنزل...

 

 

ستيف**

 

بعد أن أصيب السيد وهرب ذلك الحقير فيكتور.. تبعتهُ بسرعة جنونية بسيارتي.. وخلفي كان ليون مع عناصر الشرطة.. كنتُ أتبعهُ بسرعة جنونية ولكن ذلك اللعين فيكتور كان يدخل إلى أزقة ضيقة.. ولكنني استطعت اختصار الطريق وملاحقته..

 

خرج فيكتور من المدينة ودخل في طريق فرعية تؤدي إلى الريف.. أمسكت مسدسي وأخرجت يدي من النافذة وبدأت بإطلاق النار عليه.. ولكنني لم أصبه لذلك القذر..

 

صرخت بغضب.. ثم وجهت مسدسي وأطلقت النار على العجلة وأصبتها.. رأيت بسعادة دراجته تميل بسرعة.. وفجأة فقد فيكتور سيطرتهُ عليها وطارت دراجته من حاجز الطريق لتقع في الوادي..

 

أوقفت السيارة بسرعة بجانب الطريق وترجلت منها وركضت ووقفت أمام الحاجز.. ورأيت من بعيد النار تشتعل كليا في الدراجة في أسفل الوادي...

 

سمعت خطوات كثيرة خلفي وصوت ليون يهتف قائلا

 

" هل قتلته ستيف؟ "

 

استدرت ونظرت إلى ليون وأجبتهُ ببرود

 

" لم أصب ذلك اللعين.. لكنني أصبت عجلة دراجتهِ النارية.. وطارت وسقطت في أسفل الوادي.. ليون.. أنا لن أعتبره ميتا إلا إذا جلبتَ لي جثتهُ ورأيتها بعيني "

 

ضحك ليون بخفة وقال

 

" لن ينجو من هذه السقطة.. ستيف.. لا تقلق.. سوف نطوق المنطقة بكاملها.. كما سأطلب بانتشال الدراجة وإطفاء الحريق وجلب جثته.. أنا متأكد بأنهُ مات.. كم كنتُ أرغب بقتلهِ بنفسي لذلك الوغد اللعين "

 

نظرت إلى الكولونيل ليون بجدية وقلتُ له

 

" إن لم تجد جثتهُ.. عليك أن تعلم بأنه ما زال على قيد الحياة.. وهذا لن يُسعد السيد آرثر عندما يستيقظ "

 

نظر ليون إليّ بدهشة وهتف بغضب

 

" تبا ستيف.. من يمكنهُ أن ينجو من سقطة مثل هذه؟!!... أنتَ تُعظم الأمور.. وكأنهُ الشيطان بحد ذاته.. فيكتور مات.. مستحيل أن ينجو من سقطة مثل هذه "

 

نظرت إليه بجدية.. وأجبته ببرود

 

" فيكتور مارسن هو الشيطان.. هو الشيطان بنفسه.. إنه الشيطان.. هو الشيطان بحد ذاته.. إن لم تجد جثته.. هذا يعني بأنهُ ما زال على قيد الحياة.. وعليك أن تفعل ما في وسعك للقبض على الشيطان فيكتور مارسن.. وإلا أحرقت المنطقة بنفسي لأجده "

 

وسط نظرات ليون المذهولة.. استدرت وذهبت وأنا أتمنى أن يكون قد مات ذلك الشيطان الحقير فيكتور مارسن.....

 

انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©