رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. الفصل أكثر من رائع ❤️ تسلسل الأحداث و تصاعدها يأخذني لأعيش مع الابطال و كأنني أراهم... . سلمت اناملك هافن❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من أعماق قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي وأحداثها وطريقة سردي لها.

      حذف
    2. طريقة السرد اكتر من راءع

      حذف
  2. اكيد أنه ارثر وسولينا في موقف لا يحسد عليه تتزوج من رجل آخر غير ارثر يا ويلي وكأن الحكاية أصبحت معقدة أكثر كيف سيغفر لها ارثر قبولها الزواج من رجل آخر غيره لن تكون الأمور سهلة ابدا وسولينا فعلا حمقاء كيف استطاعت أن تفكر بأمر كهذا صعب جدا تركته في المستشفى يصارع الموت وهربت اين الحب في الموضوع اراها بعيدة جدا عن ذلك من يحب لا يستطيع أن يترك حبيبه في ظرف كهذا عموما سنرى ما سيحدث وشكرا لك هافن مبدعة دوما ولا تتأخري علينا بالبارت القادم أصبحت الأمور أكثر تشويقا فعلا

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      سنرى قريبا جدا ما سيحدث مع الجميع

      حذف
  3. الاحداث أصبحت جميله ❤️ رغم غباء سولي في هذا الموقف موافقتها على زواج من طوني كان عليها عدم ترك ارثر وحده يصارع الموت ولكن بسبب الأحداث الي حدث لها جعلها تخاف من كلشي.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلمك يا قلبي
      أحببت جدا ما كتبته عن سولينا أنتِ أول متابعة انتبهت لأسباب تصرفات سولينا وهروبها

      حذف
  4. اكتر من رائع هافن يسلم قلبك يا ملكة الابداع 🤎

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية



تضحية










 

آرثر جيانو**

 

عندما وصلنا إلى جزيرة ماهي كنتُ أشعر ببعض الإرهاق.. ولكنني تحملت لأنني قررت الترفيه قليلا وإسعاد ملاكي..

 

لقد خططت لهذه الرحلة في المساء وتأكدت صباحا بأن كل شيء قد تم تنفيذه بدقة.. وإحدى خططي كانت كي أجعل سولينا تنام معي في غرفة نومي..

 

عندما وصلنا إلى منتجعي الخاص توجهنا نحو الفيلا الخاصة بي.. وأدخلت ملاكي إلى غرفة نومي.. بدت سولينا متوترة ورأيت الخوف في عينيها الجميلتين.. وسألتني بتوترٍ ملحوظ لماذا يضعون ثيابها في غرفتي.. لا أنكر خوفها من قربي لها ألمني بشدة.. ومع ذلك لم أهتم لاعتراضها.. ونوعا ما أجبرتُها على البقاء في غرفتي..

 

ابتعدت عنها واقتربت من خزانتي وكلمتني إحدى الخادمات بلغتها الأم قائلة بسعادة

 

" سيد آرثر.. أهلاً وسهلاً بك في ماهي.. لقد أطلتَ الغيبة.. ولكننا سُعداء لأنك أتيت برفقة زوجتُكَ الجميلة.. أتمنى لها الشفاء العاجل سيدي.. وطبعاً أتمنى لكما إقامة ممتعة هنا وللجميع "

 

ابتسمت بسعادة وأجبتُها بلغتها بينما كنتُ أسحب ملابسي من الخزانة

 

" أشكركِ سيتا.. ونعم أخيراً وجدت امرأة أحلامي وشريكة حياتي.. زوجتي خجولة جداً.. لذلك لا تُباركي لها بزواجنا حالياً.. إذ تزوجنا بالسر منذ يومين.. ولكن سأُعلن عن زواجنا قريباً "

 

استدرت ورأيت سيتا تتأملني بنظرات مُتعجبة.. ثم قالت بخجل

 

" مبروك لك سيدي.. أتمنى لكما السعادة الأبدية.. السيدة محظوظة جداً بك "

 

شكرتُها ودخلت إلى الحمام لأستحم.... بعد العشاء وقفت أمام الشرفة شارداً بأفكاري..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية

 

نظرت أمامي بشرود وفكرت بحزن.. كيف يمكنني جعلها تسامحني وتعشقني؟!!.. كيف لي أن أجعلها تنسى كل ما عاشتهُ من عذاب وحزن؟!!...

 

فجأة تجمدت عندما شعرت بأحد يمسك قميصي ويجذبها للأسفل.. أخفضت رأسي ورأيت سولينا الصغيرة تبكي وهي تقول بتوسلٍ طفولي أنها تشعرُ بالحر الشديد وتريد الذهاب واللعب في الفناء ولكن خالتها لم تسمح لها بفعل ذلك..

 

ابتسمت برقة وانحيت وحملتها ثم ضممتُها إلى صدري وقلتُ لها بحنان

 

" أيتها الشقية.. تشعرين بالحر رغم وجود المُكيفات!.. توقفي عن البكاء صغيرتي.. إن فعلتِ ذلك عندها سأسمح لكِ بالخروج واللعب "

 

توقفت سولي عن البكاء وضحكت بسعادة وفاجأتني عندما قبلت خدي وعانقتني بقوة وتشبثت بعنقي.. ابتسمت بسعادة فأنا لم أستطع كره هذه الطفلة بسبب والديها.. فهي لا ذنب لها.. وأنا لطالما عشقت الأطفال وتمنيت بحسرة لو أن سولينا كانت حامل بطفلي.. لكان كل شيء تغير...

 

بعد أن لعبتُها في الجاكوزي.. أخيراً نامت تلك الشقية الصغيرة وطلبت من سيتا بأخذها إلى غرفة إريكا.. وقررت أخذ ملاكي إلى الشاطئ لأنني أمرت الخدم سابقا بتجهيز جلسة حميمة لنا هناك..

 

ولأول مرة نتكلم بهدوء ونتحاور وذلك جعل قلبي يرقص من كثرة السعادة.. ولكن عندما رأيت سولينا حزينة سألتُها عن السبب.. وعرفت بأنها تتألم كلما شاهدت يختي جيانو.. وقررت من أجلها تدميرهُ..

 

وعندما رأيتُها تتثاءب وهي تحاول جاهدة كي لا أراها حملتُها وأدخلتُها إلى غرفتي ووضعتها برفق على السرير وتوجهت نحو الخزانة حتى أجلب لها قميص نوم..

 

بلعت ريقي بقوة بينما كنتُ أرى ما جلبتهُ لها إريكا من قمصان نوم مثيرة.. ولعنت بداخلي لأن جميع قمصان نومها كانت فاضحة وشفافة ومثيرة جداً.. وبدأت بعذاب أتخيلها وهي ترتديهم من أجلي...

 

اخترت لها أكثر قميص محتشمة وأمسكتها وسلمتها لملاكي.. وهمست لها بتوتر إن كانت تستطيع أن ترتدي قميص نومها بمفردها.. ورأيت بسعادة وجهها تعلوه حُمرة الخجل.. فقررت تركها بمفردها ثم دخلت إلى الحمام وأنا أبتسم بمرح...

 

أمسكت هاتفي واتصلت برئيس حرسي الشخصي ستيف.. وما أن تلقى مُكالمتي قلتُ له بسرعة

 

" ستيف.. أريدُك أن تتصل بخير مُتفجرات.. أريدهُ أن يقوم بوضع مُتفجرات في يختي جيانو و.. "

 

ولأول مرة ستيف يُقاطع حديثي.. إذ قاطعني هاتفاً بصدمة كبيرة

 

( ماذا؟!!!.. تريد تفجير يختك سيدي؟.. لكن لماذا؟.. أقصد.. أنا آسف.. آسف سيد آرثر.. لم أقصد التطفل ومُقاطعة حديثك )

 

ابتسمت برقة وأجبتهُ بهدوء

 

" لا بأس.. لم أغضب.. فقط نفذ ما طلبتهُ منك.. وأريد جهاز التحكم عن بُعد لتفجير اليخت.. ويجب أن ينتهي عمله قبل الساعة العاشرة صباحاً في الغد.. أما بخصوص طاقم العُمال في يختي.. سوف يُكملون عملهم في يختي الجديد.. هل كلامي واضح؟ "

 

أجابني ستيف باحترام موافقا.. ثم أنهيت المُكالمة.. اتصلت بعدها بمدير مصنعي لليخوت وطلبت منه تجهيز أول يخت فخم تم صنعه وإرسالهُ إلى ماهي ووضع اسم سولينا عليه.. عندما أنهيت المُكالمة وضعت هاتفي على المنضدة الصغيرة وفكرت بملاكي.. سأفعل أي شيء من أجلها لتكون سعيدة.. حتى لو طلبت مني إنهاء حياتي..

 

بعد ربع ساعة.. خرجت من الحمام واستلقيت بجانبها على السرير وشعرت بأنها كتمت أنفاسها.. ابتسمت برقة وقلتُ لها بحنان

 

" أحلاما سعيدة سولينا... يمكنكِ أن تتنفسي الآن "

 

علت وجهي ابتسامة سعيدة بينما كنتُ أسمعها تشهق بصدمة.. ولكن بسبب إرهاقي أغمضت عيناي وغرقت في النوم على الفور..

 

استيقظت في الصباح وشعرت بثقل على صدري وبيد ناعمة تلمسهُ برقة.. بلعت ريقي بصعوبة وشعرت بحرارة تكتسح جسدي بكامله.. تبا لقد انتصب عضوي الذكري على الفور بسبب لمساتها على صدري..

 

نظرت إليها وتأملت وجهها الجميل بهيام.. إلهي.. الرحمة.. سوف تجعلني أفقد عقلي.. تباً.. أرغب وبجنون ممارسة الحُب معها.. ولكنني أخاف إن لمستها قد أجعلها ترتعب مني..

 

أغمضت عيناي وتأوهت بمتعة عندما أمسكت سولينا بأناملها الناعمة حلمة صدري وبدأت تداعبها.. اشتعل جسدي بالنار الحارقة.. وحمحم مُشتعلة غلت في عروقي وفي شراييني.. وجعلت عضوي الذكري ينتفض بقوة..

 

اللعنة.. أنا أموت هنا من شدة رغبتي بها.. فجأة تجمدت يدها على حلمتي وسمعت شهقة صغيرة مُرتعبة تخرج من شفتيها اللذيذتين.. حظي مُقرف.. لقد استيقظت ملاكي...

 

حاولت سولينا أن تُبعد يدها لكنني أمسكتها ومنعتها عن فعل ذلك.. فتحت عيناي ونظرت إليها بِحُبٍ كبير.. وقلتُ لها برقة

 

" لا تزيليها.. تابعي ما كنتِ تفعلينه "

 

تبا.. هي تجعلني أُصبح منحرفا معها.. فأنا أرغبُها بجنون.. رأيتها ترفع رأسها ونظرت في عمق عيناي بصدمة كبيرة.. وقد كست حُمرة الخجل وجهها بكامله.. ولكنها أشاحت بنظراتها بعيداً عني وبدأت تُحرك يدها.. ورغماً عني استسلمت وتركتُها تُبعد يدها عن صدري.. لأنني لا أريدُها أن تخاف مني وترتعب..

 

زفرت بضيق وقلتُ لها

 

" صباح الخير سولينا.. سأستحم وبعدها سأرسل لكِ إريكا مع إحدى الفتيات.. عندما تنتهين أنتظركِ أمام الشاطئ.. لدي مفاجأة لكِ "

 

وقفت وأنا أعطيها ظهري كي لا تنتبه إلى انتصابي الواضح والذي أرهقني.. دخلت الحمام ومثل المراهقين خلصت نفسي من انتصابي وأنا أشتم بغضب وأتخيل بأنني أمارس معها الحب....

 

مضى أسبوعا مليء بالمرح والكثير من النشطات.. وبدأت أشعر بالتعب الشديد والذي كان يُجهد جسدي.. وحرارة جسدي بدأت ترتفع.. ولكنني تحملت كي لا أخذلهم وأنهي الرحلة بسبب مرضي.. إذ علمت أنني سوف أصاب بحمى قريبا..

 

كنتُ أجلس أمام الشاطئ في المساء وشعرت برجفة قوية باردة تجتاح جسدي بكامله.. وبألم شديد في مفاصلي.. وحرارة قوية تملكتني.. شتمت بإرهاق ووقفت وأنا أترنح.. قررت أخذ حماما بارداً كي أُخفض قليلا من حرارة جسدي المُرتفعة.. وتمنيت أن تكون ملاكي نائمة حتى لا أجعلها تقلق.. ولكن لحظي التعس كانت صاحية وسألتني بخوفٍ واضح عندما رأتني

 

" سيدي... هل أنتَ بخير؟!! "

 

نظرت إليها بضعف وبحزنٍ كبير لأنها ما زالت تناديني بسيدي رغم إصراري الشديد لها كي لا تفعل.. وهذا دليل على أنها ما زالت تخاف مني.. ولم أستطع مُعاقبتها بقبلة جميلة كي تكتشف بأنني محموم..

 

لم أجب عليها وتجاهلتها ودخلت إلى الحمام.. عندما تسطحت على السرير بجانبها أغمضت عيناي بإرهاق وغفوت على الفور..

 

فجأة رأيت نفسي أجلس بينما كنتُ أُعانق جسد سولينا.. نظرت إليها بهيام وقلتُ لها بشوق زاد من حرارتي بينما كنتُ أقبلها على كتفها

 

" حبيبتي اشتقتُ لكِ... اشتقت لتقبيلكِ ولمسكِ.. حبيبتي.. أريدُكِ بجنون "

 

وكل الذي أتذكرهُ من هذا الحُلم الجميل قبل أن أستيقظ في المستشفى في عاصمة سيشل أنني مارست مع سولينا الحب برقة وبعاطفة كبيرة أدخلتني إلى الجنة...

 

شهقت بقوة وجلست بسرعة على السرير ونظرت أمامي بقلق.. ثم هتفت بقوة

 

" سولينا.. سولينا... "

 

رأيت مايكل صديقي يقترب بسرعة وجلس بجانبي على السرير.. وضع يده على كتفي وقال بنبرة هادئة

 

" أخيراً استيقظتَ آرثر.. سلامتُك صديقي.. لقد أقلقتنا عليك كثيراً.. لقد أصابتك الحمى.. ولكنك تحسنتَ اليوم.. أنتَ هنا في عاصمة سيشل في المستشفى الحكومي.. هل تشعر بالألم صديقي؟ "

 

لم أكترث لما أصابني.. بل سألتهُ بقلقٍ شديد

 

" سولينا.. أين هي؟.. من يحميها الآن؟.. هل نسيت بأن فيكتور ما زال حراً طليقاً.. قد يجد ملاكي ويخطفها مرة أخرى "

 

تأملني مايكل بنظرات غريبة.. ثم فجأة هتف بغضبٍ شديد وهو يقف

 

" تباً لك آرثر.. لم تسمع كلمة واحدة تفوهت بها منذ قليل!.. سولينا.. سولينا.. كل ما يهمك في الحياة هو سولينا.. أنا أفهم بأنك تُحبها.. ولكن صحتك حالياً هي الأهم بالنسبة لنا.. تمالك نفسك قليلا.. لا تجعلني أفقد أعصابي أكثر "

 

شعرت بالدوار.. أغمضت عيناي وهمست بإعياء

 

" آسف مايكل.. لا تغضب.. أشعر بالعطش.. وبالدوار.. وأشعر بإعياءٍ شديد.. ثم منذ متى وأنا هنا في المستشفى؟ "

 

تنهد مايكل بخفة وتأملني بنظرات حنونة.. ثم قال بهدوء

 

" بل أنا من عليه أن يعتذر منك آرثر.. آسف لأنني انفعلت أمامك بينما أنتَ ما زلتَ مريضاً.. أولا سولينا بخير.. هي و سولي الصغيرة وحبيبتي أصبحوا في العاصمة وفي شقتك بالتحديد.. وهم الآن بأمان.. وأنتَ هنا منذ ثماني ساعات بالتحديد.. لقد تجاوزتَ فترة الخطر.. آرثر.. حرارتُك كانت واحد وأربعون عندما وصلتَ إلى المستشفى.. "

 

نظرت إليه بذهول ثم شربت الماء بينما كان مايكل يمسك الكوب بنفسه.. ساعدني لأتسطح على السرير ثم جلس بجانبي ووضعهُ يدهُ على جبيني.. تنهد مايكل براحة وتابع قائلا بحزن

 

" ما زالت حرارتك مُرتفعة.. ولكنك تتحسن.. سأسمح لك بالخروج من هنا بعد مرور يومين "

 

توسعت عيناي وهتفت بإرهاق وبغيظ

 

" تباً مايكل.. هل تنتقم مني؟.. أنا بخير.. أشعر بالتحسُن.. أريد العودة إلى العاصمة اليوم "

 

ابتسم مايكل بمرح وقال بنبرة خبيثة

 

" كنتُ أعلم بأنك ستطلب مني فعل ذلك.. لذلك تصرفت قبل أن أُخبرُك.. لقد أبعدت حُراسك وستيف عن غُرفتك.. هكذا إن صرخت وأمرتهم برميي خارجاً وإخراجك من المستشفى لن يسمعوك.. ثانياً لن تستطيع الآن السير لخطوتين.. لذلك نصيحة مني لك لا تُجهد نفسك ولا تُحاول الهروب من هنا حتى تتحسن صحتك بالكامل "

 

نظرت إليه بغضب وحاولت الجلوس لكن لم أستطع تحريك عضلة واحدة في جسدي.. تأملتهُ بنظرات كارهة وقلتُ له بصوتٍ مهزوز

 

" أكرهُك مايكل جونز.. هل تعتبر نفسك صديقاً لي أيها العاهر؟.. أنتَ لستَ بصديق "

 

لدهشتي الكبيرة ضحك مايكل بقوة.. وعندما هدأ عانقني بلطف وربتً على كتفي.. أغمضت عيناي وتنهدت براحة.. سمعت مايكل يهمس قائلا بحنان

 

" لا آرثر.. أنتَ لا تكرهني.. أنتَ فقط تكره فكرة ابتعادك عن حبيبة القلب.. وتريد الذهاب لرؤية ملاكك سولينا.. لذلك أخي عليك أن تأخذ أدويتك بانتظام وتستريح في هذين اليومين وبعدها ستذهب لرؤية حبيبتك "

 

ابتعد مايكل عني وتأملني بنظرات حنونة وتابع قائلا

 

" الحُب يليق بك صديقي.. أتمنى أن تُبادلك سولينا الحُب وتعيشان بسعادة إلى الأبد "

 

ابتسمت برقة ثم أغمضت عيناي وأجبتهُ بنُعاس

 

" أتمنى ذلك.. شكراً لك صديقي "

 

وقبل أن أنام سمعت مايكل يقول

 

" لا داعي لتشكرني.. فأنتَ أخي.. وواجبي أن أعتني بك.. "

 

بعد مرور يومين**

 

كنتُ في طائرتي الخاصة برفقة مايكل عائدان إلى البلد.. نظرت خارج النافذة شارداً بأفكاري..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية

 

ابتسمت برقة عندما تذكرت ذلك الحُلم الجميل.. يا له من حُلمٍ رائع.. يا ليته كان حقيقياً.. لقد حلمت منذ أيام بأنني مارست الحُب مع ملاكي.. حلمت بأنني اعترفت أمامها بحبي لها.. وبعدها ملاكي سمحت لي بلمسها..

 

كم تمنيت لو أن ذلك الحُلم كان حقيقياً.. لو أنهُ يتحقق.. ولكن ارتعبت من هذه الفكرة.. لأن ملاكي لن تسمح لي بلمسها أبداً.. وعلمت أنني لن أستطيع إبعاد يدي عنها بعد ما عشتهُ في ذلك الحلم الجميل.. وقررت أن أبتعد عنها كي لا أتألم من رفضها وكرهها لي.. فهي بالتأكيد لن تسمح لي بلمسها ولو بعد ألف سنة...

 

وحزن دفين أغرق قلبي بسبب هذه الحقيقة.. وكلمة يا ليت لن تُجدي نفعاً الآن....

 

أغمضت عيناي وتذكرت قليلا ما حدث في ذلك الحُلم.. كل ما أتذكرهُ بأنني اعترفت لملاكي بحبي لها.. ومارست معها الحُب بطريقة ساحرة وبعشق حقيقي..

 

نبض قلبي بقوة بينما كنتُ أحاول تذكر تفاصيل ذلك الحُلم أكثر.. لكن لا شيء.. صفحة بيضاء ظهرت في مُخيلتي.. تلك الصفحة البيضاء أنهت الحُلم في اللحظة التي كنتُ أُقبل بها شفتين ملاكي وأعترف لها بحبي لها مراراً وتكراراً بينما كنتُ أُمارس معها الحُب بعاطفة كبيرة..

 

تنهدت بحزن وحاولت تذكر المزيد.. لكن لا شيء.. ابتسمت برقة وفكرت بسعادة.. لن أنسى هذا الحُلم أبداً.. أتمنى أن يتحقق قريباً..

 

عندما توقفت طائرتي في المطار ارتديت سترتي وخرجت من الطائرة.. استنشقت الهواء بعمق ثم أغمضت عيناي ورفعت رأسي عالياً..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية

 

ابتسمت بسعادة وهمست برقة

 

" أخيراً سأرى ملاكي "

 

انتفضت بقوة ونظرت إلى الخلف بذهول عندما هتف مايكل بمرح

 

" أيها العاشق.. سترى ملاكك بعد قليل.. كلنا نعرف ذلك.. لكن حتى تراها عليك بنزول هذه السلالم.. لقد مللت الوقوف هنا بانتظارك "

 

تأملتهُ بغضب ثم نزلت السلالم مُسرعاً.. رأيتُ حراسي يقفون أمام الموكب وبرفقتهم ستيف.. اقتربت من ستيف وأعلمني أن طوني ديمر هنا في المدينة.. أومأت له مُتفهماً وأمرته أن يتصل بـ طوني ويطلب منه أن ينتظرني أمام المبنى حيث تقع شقتي..

 

وقبل أن أدخل إلى السيارة وقف مايكل بجانبي وقال بتوتر

 

" آرثر.. هل أنتَ غاضب مني بسبب ما قلتهُ لك منذ قليل؟ "

 

استدرت وعانقتهُ بقوة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية

 

ثم ابتعدت قليلا عنه وقلتُ له بمرح وبامتنان

 

" بالطبع لستُ غاضباً منك صديقي.. أشكرك مايكل لأنك اعتنيتَ بي أثناء مرضي.. ثم لا بُد بأنك اشتقتَ كذلك لحبيبتك إريكا.. لذا هيا بنا لنذهب.. أتحرق شوقاً لرؤية ملاكي والاطمئنان عليها "

 

ضحك مايكل بسعادة وصعد برفقتي في السيارة..

 

 

عندما وصلت إلى المبنى الذي أمتلكهُ ترجلت من السيارة ورأيت أنطونيو ديمر ينتظرني برفقة الحُراس أمام المدخل..

 

أشرت لـ طوني كي يقترب.. وعندما وقف أمامي وقلتُ له بجدية

 

" أنا سعيد لأنك أصبحتَ بخير طوني.. سوف ترافقني إلى شقتي الخاصة.. لأنني أريدُك أن تُكمل علاجك لـ سولينا كما اتفقنا سابقا.. كما أريدُك أن تجلب لها أفضل أخصائية علاج فزيائي منذ الغد.. حتى تبقى عضلات ساقيها قوية "

 

أجابني بسعادة لم تُخفى عني

 

" حاضر سيد آرثر.. لن أُخيب ظنك بي "

 

نظرت إليه بغيرة نهشت قلبي وأحرقت جسدي بكامله.. وأجبتهُ بحدة

 

" أتمنى ذلك طوني "

 

وصعدت إلى شقتي برفقته وبرفقة مايكل..

 

بعد مرور شهرين**

 

كنتُ أحاول جهدي طيلة هذين الشهرين أن أتجنب ملاكي.. ولم أعد أناديها سوى باسمها.. وجعلت غرفة الضيوف الثانية غرفتي الخاصة.. لأنني لن أستطيع أن ابعاد يدي عنها إن كنا في غرفة واحدة وفي سريرٍ واحد.. وكله بسبب ذلك الحلم اللعين..

 

انشغلت طيلة هذه الفترة بعملي.. وفعلت المستحيل لأجد ذلك الحقير فيكتور مارسن.. ولكن لم أجد ذلك السافل.. كأن الأرض قد انشقت وابتلعته..

 

كما قمتُ برفع دعوى قضائية لتبرئة اسم ملاكي وربحتُها.. وتبنيت سولينا الصغيرة وأصبحت ابنتي قانونيا.. وخاصة بعد أن جعلت بيلا تتنازل لي عن حضانة الطفلة الكاملة برضاها.. لأنه كان يجب أن أحصل على توقيع واحد من والديها حتى أربح الحضانة..

 

لقد أغرمت بهذه الطفلة وتعلقت بها بشدة في وقتٍ قصير.. وشعرت بسعادة لا توصف عندما بدأت تناديني بأبي.. وعندما سألتني سولي في أحد الأيام عن والديها أجبتُها بأنهما سافرا بعيدا للعمل وأن غيبتهم سوف تطول قليلا.. وشعرت بالراحة عندما لم تعد تسألني عنهما.. كما أدخلتُها إلى مدرسة خاصة جديدة.. وطبعا كنتُ أرسلُها برفقة أربعة حراس كي يحمونها ويراقبونها في حال ظهر ذلك اللعين وقرر أن يأخذها مني..

 

كنتُ أقف أمام المرآة أنظر إلى ربطة عنقي.. شعرت بتوترٍ كبير وابتسمت برقة بينما كنتُ أُفكر.. ثم همست بحنان

 

" هل سيعجبها الفستان الذي اخترتهُ بنفسي من أجلها؟!... سوف تبدو جميلة به بالتأكيد "

 

نظرت إلى انعكاس صورتي في المرآة وزفرت براحة.. كل شيء سوف يسير الليلة على ما يرام.. وبعد انتهاء الحفلة سأذهب برفقة ملاكي إلى مكان رومنسي حتى نُكمل السهرة..

 

دخلت إلى غرفتها وتجمدت بذهول عندما رأيتُها.. إلهي هي تبدو خاطفة للأنفاس كأنها من عالمٍ آخر.. مثل ملاك يرتدي ثوبا أحمر جعل دمائي تحترق من الرغبة وبدأ صدري يعلو ويهبط من شدة خفقانه بسبب جمالها الأخاذ..

 

ابتسمت بحنان عندما نظرت إليّ وسألتُها برقة

 

" هل أنتِ جاهزة؟ "

 

ولكن عندما أخبرتني بأنها تريد من إريكا أن تُساعدها بارتداء حذائها.. اقتربت وجثوت على ركبتي أمامها وأمسكت بفردة ثم رفعت لها فستانها بيدي الأخرى ونظرت برقة إلى ساقيها.. كتمت تنهيدة حزينة كادت أن تخرج من فمي بسبب حزني على عجزها..

 

رفعت ساقها وألبستها فردة حذائها وأحكمت ربط شريطهُ على كاحلها برقة ثم ألبستها برقة الفردة الثانية.. وقفت وأنا أتمنى بشدة لو أستطيع تقبيلها على شفتيها وأمسح لها أحمر الشفاه الذي تضعهُ على شفتيها.. جلبت الكرسي المُتحرك وثبتهُ أمامها ثم حملتها برقة ووضعتُها عليه.. ودون أن أشعر امتدت يدي وأبعدت بعض من خصلات شعرها عن خدها والذي كانت قد أسدلته على كتفها.. وقلتُ لها بهيام

 

" تبدين رائعة الليلة ملاكي "

 

وعندما رأيت نظرة المندهشة التي تأملتني بها شتمت نفسي بقهر لأنني لم أنتبه لذلة لساني وقلتُ لها ما أُفكر به...

 

كنتُ أجلس بجانبها في السيارة وأبعدت وجهي كي لا تنتبه لنظراتي الهائمة بعشقها.. وفكرت بأسى.. ما الذي يجب أن أفعله حتى أجعلها تنسى كل ما فعلتهُ بها وتسامحني وتحبني كما أحبُها؟!.. هل سيأتي يوم وتتركني به؟!!!..

 

شعرت بغصة مؤلمة أحرقت قلبي وروحي.. وبدأت أتوسل بداخلي.. لا تذهبي ملاكي وتتركيني في يوم من الأيام.. لأنني لن أستطيع العيش وأنتِ بعيدة عني..

 

طيلة حياتي كنتُ أنتظركِ وأنتظر الحب الذي أشعرُ بهِ ناحيتكِ.. لقد جعلتِ قلبي يستسلم لكِ من النظرة الأولى رغم كرهي لكِ في تلك الفترة.. لذلك ارحمي عشقي لكِ ولا تتركيني أبداً وتبتعدي عني.. لأنني أعدُكِ سأهتمُ بكِ وأرعاكِ.. وسوف أهديكِ العالم بأسره وأضعه بين يديكِ.. ولكن الأهم أنني سوف أهديكِ نفسي وروحي وعشقي ألا متناهي.. وأعدكِ بأنني لن أُحطم لكِ قلبكِ أو أجرح مشاعركِ.. فقط أشعُري بي وأهديني قلبكِ.. وسأفعل المستحيل حتى أُعيد البسمة إلى وجهكِ الملائكي وأجعلكِ أسعد امرأة في العالم.. فقط لا تذهبي وتتركيني أبداً ملاكي..

 

 وصلنا إلى الفندق وحملتها أمام الجميع ووضعتها برفق على كرسيها المتحرك.. ولم أهتم أن يراني العالم بأسره أفعل ذلك.. لأنني لن أسمح لأحد غيري بلمسها..

 

بدأت أدفع الكرسي بينما كنتُ أرى بسعادة أصدقائي ينتظرونني أمام مدخل الفندق.. وجميع حراسي كانوا يقفون في الصفين أمامي ويمنعون الصحفيين والمصورين من الاقتراب أكثر.. ولم أستمع إلى أسئلة الصحفيين لأنني واللعنة لا أهتم..

 

ولكن فجأة وقفت في مكاني بصدمة.. وانقبض قلبي عندما سمعت صوت فيكتور اللعين خلفي وهو يهتف بغضب

 

" آرثر جيانو... أنتَ ستموت قبل أن تحصل عليها "

 

وما أن حاولت أن أُشير بعيني لـ ستيف كي يرفع سلاحه بسرعة ويقتله شعرت بحريقٍ كبير وبشيء يخترق جسدي باتجاه القلب..

 

أغمضت عيناي وتأوهت بألمٍ كبير عندما اخترق خصري ومعدتي شيء جعلني أرتعش.. وأحسست بنار حارقة تحرق جسدي بأكمله.. ولم أعد أرى شيئا أمامي سوى الظلام..

 

شعرت بجسدي يسقط بقوة على الأرض بينما روحي بدأت تسير خارجة من جسدي.. وكل ما فكرت به في هذه اللحظة قبل أن أذهب إلى عالم الظلام.. إلهي.. احمي ملاكي....

 

 

هيندا**

 

بعد ذهاب ليو بسبب حريق في مصنعه بعد زواجنا.. كنتُ أجلس بقهر على السرير مصدومة مما جرى.. وأحاول عبثا لملمة نفسي واسترجاع كرامتي..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية

 

كيف لي أن أحبهُ رغم كل ما فعلهُ بي؟!!... لقد تزوجني رغماً عن إرادتي.. وعاشرني.. ومع ذلك أنا مثل الحمقاء استسلمت له بسهولة بعد أن قاومتهُ قليلا.. تبا فأنا يجب أن أكرهه لأنه تزوجني بقوة التهديد وأخذ عذريتي..

 

سالت دموعي على وجنتاي.. رفعت يدي ومسحت دموعي بقهر ثم صرخت بغضب

 

" تبا لك ليو تومسون.. أنا أكرهك "

 

حاولت إقناع نفسي بكرهي له.. المُنحرف عاشرني مرتين قبل أن يذهب.. فهو ألة للجنس.. لا يشبع من ممارسة الجنس معي..

 

ولكن مثل الحمقاء ابتسمت برقة بينما كنتُ ألمس شفتي ثم عنقي ثم صدري مكان قبلاته.. ما زلتُ لا أستطيع تصديق كل ما مررتُ به منذ أن خطفني من ذلك الملهى وجلبني إلى جزيرته.. إنه زوجي أنا!!!.. وأنا أعشقهُ لغبائي..

 

تنهدت بحزن.. وتذكرت ما حصل لي الليلة...

 

العودة إلى ساعات قليلة**

 

كنتُ أجلس على السرير وأنا أشعرُ بالحزن على نفسي.. لقد صفعني منذ قليل ونحن نتناول العشاء لأنني نعتهُ بالسادي عندما أمرني أن أتناول وجبة العشاء بكاملها.. وقفت وركضت وأنا أبكي بلوعة على فعلته تلك.. دخلت إلى غرفتي وأغرقت نفسي بالبكاء..

 

هذه أول مرة يصفعني بها أحد.. وخاصةً ليو.. لطالما كان رقيقا معي ويُراعي مشاعري رغم إجباره لي على معاشرته.. ولكنه كان رقيقا معي دائما.. رفعت يدي وتحسست مكان صفعته على خدي وسالت دموعي من جديد..

 

فجأة انتفضت برعب عندما دخل ليو إلى الغرفة ورأيته يخرج حقيبة السفر وبدأ يضع على عجلة ثيابه بها دون أن يعيرني أي اهتمام... نظرت إليه بغرابة وتساءلت بداخلي.. هل سيتركني هنا ويذهب إلى غرفة أخرى؟!!.. ام سيغادر الجزيرة؟!!!..

 

تملكني الفضول.. فوقفت وسألته بهمس

 

" سوف تبيت في غرفة أخرى.. ام ستغادر الجزيرة ؟ "

 

تنهد ليو بعمق وقال بينما كان يتابع توضيب ملابسهُ على عجل

 

" لقد احترق مصنع اليخوت وتم قتل الحراس.. يجب أن أذهب بنفسي وأتفقد الأوضاع به وأشرف على التحقيقات كما يجب أن أُبلغ أهالي الحراس بنفسي بما حصل لأبنائهم وأتكفل بكل شيء "

 

جحظت عيناي ونظرت إلى ليو بصدمة كبيرة.. ودون شعورٍ مني صرخت برعب هز كياني

 

" لااااااااا... لا ليو.. لا تذهب أرجوك "

 

ولغبائي ركضت وعانقته من الخلف وتشبثت به بقوة.. شعرت بجسده يتجمد للحظات.. ثم أمسك ليو يداي وأبعدهما عنه واستدار ببطء ثم أمسك طرف ذقني ورفع رأسي بأنامله برقة.. وقال بهمس بينما كان يتأمل دموعي تسيل بكثرة على وجنتاي

 

" هيندا.. هل أنتِ خائفة عليّ؟ "

 

وهنا استيقظت من حماقتي.. احترق وجهي من الخجل وشعرت بالخزي والعار بسبب فعلتي.. كيف تصرفت دون أن أنتبه وجعلتهُ يرى مدى رعبي وخوفي عليه.. تبا له.. فهو صفعني منذ قليل ولم يعتذر حتى..

 

ابتعدت عنه ومسحت دموعي ونظرت إليه بكبرياء.. وقلتُ له ببرود

 

" أنا أخاف عليك؟!!.. في أحلامك.. أنا فقط شعرت بالخوف بأن تتركني بمفردي هنا.. اذهب.. لا يهمني ما قد يحصل لك.. فأنتَ لا شيء بالنسبة لي "

 

فجأة ودون سابق إنذار تحرك ليو بسرعة في اتجاهي وأمسك معصمي بقوة بينما نظراته كانت قاسية ومتوحشة جعلتني أرتعش برعب..

 

تسارعت أنفاسه وقال وهو يضغط على أسنانه بقوة

 

" سوف ترين يا زوجتي العزيزة كيف أكون لا شيء بالنسبة لكِ "

 

شهقت برعب عندما حملني ورمى جسدي على السرير.. وشاهدته بخوف شل أطرافي وهو يقف وبدأ يخلع ثيابه بغضبٍ واضح حتى أصبح عاريا أمامي..

 

حاولت الهروب لكنه جثى على السرير وأمسك بساقي وسحبني واعتلاني وبدأ يمزق ملابسي ويرميها بعشوائية على الأرض حتى أصبحت عارية بالكامل أسفله..

 

نظرت إليه برعب وقلت له من بين شهقاتي

 

" ليو.. لا تفعل أرجوك.. أنا منهكة من جولاتك معي في الصباح.. أرجوك.. أنا آسفة.. لم أقصد ما قلتهُ لك "

 

 

ابتسم ليو ابتسامة عابثة أرعبتني.. وقال بينما كان يطوق خصري بيد ويلمس مفاتني بيدهِ الثانية

 

" فات الأوان لتعتذري حُبي.. ربما جولة أو جولتين ستكون كافية لي قبل أن أودعكِ وأذهب "

 

بدأ بتقبل جسدي بشهوة وهو يمرر يديه على ظهري ثم خصري ثم ساقي.. رفع رأسه وقبلني بوحشية ألمتني وجعلت شفتي تنزف بينما أنا كنتُ أحاول التحرر منه لكن دون جدوى..

 

أبعد ساقاي عن بعضهما وشعرت برأس عضوه على منطقتي وفجأة أطلقت صرخة مدوية وتقوس ظهري عندما أدخل عضوه بأكمله دفعة واحدة وبدأ يتحرك ويدفع بسرعة رهيبة.. ولكن لتعاستي بعد مرور دقائق بدأت أتأوه بمتعة واستسلمت له بالكامل.. بل بدأت بتحريك جسدي مع جسده وطالبته بالمزيد...

 

وبعد جولتين تسطح ليو بجانبي وهو يلهث.. قبلني على شفتاي وقال بسعادة

 

" لا يمكنكِ أبداً أن تنكري بأن جسدكِ يرغبني وبشدة حبيبتي.. جسدكِ يتجاوب معي بتلقائية "

 

أغمضت عيناي بخجل وشعرت بقبلة رقيقة تلمس أنفي وسمعته يتنهد.. فتحت عيناي ورأيتهُ يبتعد ويقف ليدخل إلى الحمام مباشرةً..

 

أمسكت بغطاء السرير وسترت به جسدي وبدأت أندب حظي على غبائي لأنه مهما حاولت الإنكار هو مُحق.. فجسدي يستسلم بسرعة من مُجرد لمسة واحدة.. مثل قلبي العاشق له.. فأنا بغباء أحببت ليو من النظرة الأولى..

 

بعد خروجه من الحمام ارتدى ملابسه ثم اقترب مني وقبلني على رأسي.. ثم ابتعد وأمسك حقيبته وقبل أن يخرج من الغرفة قال بنبرة حزينة

 

" سوف أشتاق إليكِ حبيبتي.. استحمي صغيرتي.. فرائحة الجنس اللذيذة تعبق منكِ.. وتبدين الآن كتفاحة حمراء شهية قابلة للأكل.. لا تخافي حُبي فأنا لن أتأخر عليكِ لأكثر من أسبوع.. أعدكِ بذلك.. وداعا "

 

العودة إلى الحاضر**

 

بعد تذكري لكل تلك التفاصيل تأوهت بحسرة على ذاتي.. فأنا مهما حاولت أضعف دائما بلمسة واحدة منه.. وبقبلة صغيرة..

 

على من أكذب؟!!.. فأنا عشقتهُ من النظرة الأولى.. فكرت كثيراً ثم اتخذت قرار لا رجوع عنه..

 

قررت أنني لن أجعل من نفسي إنسانة تعيسة.. بل يجب أن أعيش السعادة كاملة مع من أحب رغم ما فعلهُ بي..

 

ولمدة أسبوع بدأت أخطط لكيفية مفاجأة ليو وجعلهِ يحبني لذاتي وليس للجنس فقط..

 

ضحكت بسعادة عندما اتصل بي في اليوم الثاني على غيابه.. إذ عندما تلقيت مُكالمته بدأت أدلعهُ وأخبرهُ بكم أنا مشتاقة إليه.. ولكن لصدمتي أقفل الخط في وجهي.. ثم عاد واتصل بي من جديد.. وعندما تلقيت مُكالمتهُ أول ما قاله

 

( هيندا.. هذه أنتِ؟ )

 

قهقهت برقة وأجبتهُ بدلال

 

" بالطبع حبيبي.. هذه أنا زوجتك هيندا.. ياه.. لقد اشتقتُ إليك كثيراً حبيبي و... "

 

رفعت الهاتف ونظرت إليه بصدمة لأن ليو أنهى المُكالمة مجدداً.. ثم شرعت أضحك بجنون عندما عاود الاتصال بي..

 

وكان كلما يتصل بي أتكلم معهُ بدلال.. وأهمس لهُ بكلماتٍ عاشقة وأخبره بكم أنا مشتاقة إليه..

 

وبعد مرور أسبوع.. كنتُ أقف على الشاطئ أنتظر وصول ليو بفارغ الصبر.. لقد أعلمني صباحا بأنه سيصل إلى الجزيرة قرابة الساعة الرابعة بعد الظهر.. لكن لقد أصبحت الساعة الخامسة ولم يصل ليو..

 

وقفت أنتظرهُ بتوتر و بخوف و لهفة كبيرة.. وعندما أبصرت يختهُ من بعيد بدأت أرقص من شدة الفرح.. و أمرت العمال بأن يشعلوا الحروف التي خططتُها بنفسي من الأغصان وأوراق الشجر على الشاطئ على شكل كلمة أحبك..

 

وعندما أشعلوها رأيت يخته يرسوا ولكن لصدمتي شاهدت ليو يقز منه وبدأ يسبح بأقصى قوة لديه حتى وصل إلى الشاطئ.. وقفت جامدة في مكاني أنظر إلى زوجي بينما كان يركض بجنون نحوي وهو يصرخ برعب

 

" هيندا.. حبيبتي.. هناك حريق.. هيندااااااااااااااا... "

 

فجأة وقف ليو أمامي بصدمة كبيرة عندما رأى ما الذي يحترق.. وتأمل الحروف لأكثر من مليون مرة ولكنني لم أعد أحتمل أكثر.. لذلك ركضت وعانقته بقوة ولم أكترث لتبليله لثيابي..

 

بدأت بتقبيل وجهه بشغف ولكنه ظل جامدا دون أن ينظر إليّ ولم يتفوه بحرف.. أمسكت وجهه بكلتا يداي وأجبرته على النظر في عمق عيناي.. ابتسمت بوسع وهمست بحنان

 

" ليو تومسون.. أنا أحبُك.. أحبُك أيها الأحمق.. وسأفعل المستحيل حتى أجعلك تعشقني مثلما أفعل.. لا شيء يهمني في هذه الحياة سواك أنت.. لقد أحببتك عندما رأيتك في جزيرة تايلي لأول مرة.. ولا يهمني بأنك أجبرتني على الزواج منك حتى تحصل عليّ.. لأنني سأجعلك مع الأيام تعشقني مثلما أعشقك.. لا أريد أن أخسرك.. ولن أهتم لكبريائي بعد الآن.. لأنني لا أريدك أن تبتعد عني مجددا.. أنا... هامممممممممممــ.... "

 

كتم كلماتي وأنفاسي إذ سحق شفتاي بشفتيه بقبلةٍ جامحة مليئة بالشوق والحب والعاطفة الجياشة..

 

فصل ليو القبلة فتنهدت بحزن لأنه توقف عن تقبيلي.. ولكنني شهقت فجأة عندما أمسكني من خصري ووضعني على كتفه وبدأ يركض داخلا إلى القصر..

 

كنتُ أضحك بجنون وأنا أهتف بسعادة وبدهشة

 

" ليو.. ماذا تفعل حبيبي؟!.. أنزلني.. أنزلني أيها المجنون.. "

 

دخل ليو إلى غرفتنا ورماني على السرير واعتلاني.. ولم أكترث للمياه التي كانت تتساقط من شعره على وجهي لأنني تهت بنظراتهِ الهائمة لي..

 

نظرت إلى شفتيه بخجل وسمعته يقول

 

" هيندا.. أعيدي ما قلتهِ لي على الشاطئ "

 

أغمضت عيناي وهمست بخجل

 

" أنا أحبُك ليو تومسون "

 

شهقت بدهشة عندما عانقني بقوة وبدأ بتقبيل وجهي بأكمله وهو يقول مع كل قبلة

 

" صغيرتي الجميلة.. أنا أحبكِ بجنون.. كم تمنيت سماع هذه الكلمة من بين شفتيكِ.. أحبكِ هيندا.. أحبكِ صغيرتي "

 

توقف عن تقبيلي ونظر في عمق وقال بعتاب

 

" حبيبتي.. كم عذبتني بعد زواجنا.. سأجعلكِ تدفعين الثمن على كل كلمة وقحة تفوهتِ بها أمامي وحطمتِ بها قلبي المسكين.. هل حقا ظننتِ أنني تزوجتكِ فقط لأحصل عليكِ؟ "

 

أومأتُ له موافقة بخجل.. فضحك بشدة وقبلني على شفتي برقة وقال وهو يزيل قميصه المبتل عن جسده

 

" غبية حبيبتي.. لأنني عشقتكِ من النظرة الأولى.. ولم أرد أي امرأة غيركِ رغم فارق العمر بيننا.. أردتكِ لي مهما كلفني ذلك.. ولا أنكر لقد استغليت وضع أهلكِ مع صديقي آرثر حتى أجبركِ على الزواج.. سامحيني هيندا.. وأعدك أنني سوف أصحح كل شيء قريبا.. فقط دعيني أغرق بعشقي وأُعبر لكِ عن مدى حاجتي إليكِ "

 

اجتاحت جسدي قشعريرة محببة عندما رأيت جسده العاري أمامي.. وبدأت بإزالة ملابسي ولم أهتم لشيء سوى أن أغرق بالحب مع حبيبي ليو.. وعرفت بأنني سأكون سعيدة معهُ إلى الأبد.....

 

 

 

سولينا**

 

بعد مرور شهرين على حادث إطلاق النار على آرثر جيانو**

 

مضى شهرين.. شهرين كاملين.. كنتُ أسكن في منزل طوني الريفي.. وطيلة هذه الفترة لم أتوقف عن البكاء والدعاء لحبيبي آرثر بالشفاء..

 

لقد إبتاع لي طوني هاتف خلوي.. وكنتُ يوميا أتصفح وأُتابع أخبار آرثر على كافة وسائل التواصل الاجتماعية.. وكنتُ أتابع في كل مساء نشرات الأخبار من مختلف وكالات الأنباء على التلفاز لعلني أسمع شيئا عنه يُفرح قلبي..

 

ولكن كالعادة لم يكن هناك أي جديد.. والجميع بدأوا يفقدون الأمل بأن يستيقظ من غيبوبته إمبراطور المال والتجارة آرثر جيانو.. أما طوني فقد فتح عيادة قريبة وعاد لمزاولة مهنته...

 

جلست بإرهاق على كرسي أبيض مدور كبير عالي ليس لديها مساند لليدين.. كان قد جلبهُ لي طوني ووضعه في غرفتي..

 

رفعت ساقي وتكورت بجلستي ووضعت يدي اليمنى على رأسي أسنده وبيدي اليسرى كنتُ أمسد برقة على انتفاخ معدتي التي بدت واضحة رغم حجمها الصغير.. أغمضت عيناي وتذكرت ما حصل في الأمس..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية

 

العودة إلى ليلة الأمس**

 

ذهبت برفقة طوني إلى عيادة طبيبي النسائي والذي كان دائما يلومني بسبب ضعفي.. ففي زيارتي له منذ أسبوعين وبخني بسبب ضعف جسدي كما وبخ وطوني بشدة وقال له بل أمرهُ حتى يطعمني بالقوة من أجل الجنين..

 

نظرت إلى الطبيب بتوتر بينما كان ينظر إلى جهاز السونار.. وصدمني عندما سألنا إن كنا نرغب بمعرفة جنس الجنين.. وعندما أجبناه أنا وطوني بلهفة موافقين ضحك الطبيب برقة وقال لنا بسعادة

 

" مبروك لكما.. سوف ترزقان بولد.. ولكن أتمنى عليكِ أنسة شولينا أن تتعذي بشكلٍ أفضل من أجل طفلكِ "

 

دموع الفرح تساقطت من عيناي وعانقني طوني بقوة وقال بسعادة

 

" أنا في غاية السعادة حبيبتي.. سنذهب فوراً حتى نبتاع لطفلنا غرفة نوم وثياب وألعاب.... "

 

تجمدت بين يديه ولم أعُد أسمع كلمة مما يقولها لي.. أغمضت عيناي بقوة و أخذت نفسا عميقا وكتمته بداخلي لثواني.. ثم تنهدت وحاولت تمالك نفسي ولكنني لم أستطع.. سالت من ركن عيني دمعة حزينة أخذت تسيل ببطء على وجنتي..

 

تمنيت بداخلي لو أن آرثر هو من يقف الآن بجانبي ويحتضنني إلى صدره وهو يهتف بسعادة لأننا سوف نُرزق بولد.. وتمنيت من أعماقي أن يشبه طفلي والده..

 

زفرت بقوة ومسحت دمعتي بسرعة وأبعدت طوني عني وقلتُ له بصوتٍ مهزوز

 

" أرجوك طوني لنخرج.. أنا مرهقة "

 

عدنا إلى المنزل ودخلت إلى غرفتي دون أن أتفوه بحرف وأغرقت نفسي ببكاءٍ صامت وحزين كالعادة...

 

العودة إلى الحاضر**

 

 بعد تذكري لهذه الأحداث اعتدلت بجلستي على الكرسي وفتحت عيناي ونظرت بحنان إلى بطني.. وهمستُ لطفلي قائلة بحبٍ كبير

 

" حبيبي.. صغيري.. طفلي.. سامحني لأنني أبعدتك عن والدك الحقيقي.. ولكنه سوف يأخذك مني إن عرف بوجودك.. أنا لن أتحمل ذلك.. وقد أموت إن فعل ذلك وحرمني منك "

 

توقفت عن التكلم وشهقت بقوة.. ثم تابعت بحزن قائلة لطفلي

 

" ولذلك سامحني لأنني اتخذت قراري النهائي.. سوف أتزوج من طوني.. فهو سيهتم بنا ويكون لك السند و العون وأب صالح.. والليلة مثل العادة سوف يسألني مجددا على العشاء مثل كل ليلة إن فكرت بموضوع الزواج..  وسيكون جوابي له القبول.. ولكنني أعدُك عندما تكبر سوف أخبرُكَ قصة حياتي بأكملها.. و سأخبرُك عن والدكَ الحقيقي... أعدُك بذلك طفلي "

 

مسحت دموعي عن وجنتي ثم همست بألمٍ كبير

 

" أريدُك أن تُسامحني عندما تكبر وتكتشف الحقيقة.. أريدُك أن تفهم أسبابي وتُسامحني وتفهم كم ضحيت من أجلك.. أحبك طفلي "

 

في المساء وأثناء تناولنا لوجبة العشاء.. أمسك طوني يدي وسألني بتوتر

 

" سولينا.. هل فكرتِ بموضوع الزواج و.... "

 

قاطعت حديثه قائلة بينما كنتُ أنظر إلى الطبق أمامي بحزن

 

" أنا موافقة طوني "

 

شعرت بارتعاش يدهِ فوق يدي.. فجأة وقف طوني وجعلني أقف أمامهُ ثم عانقني وهتف بسعادة لا توصف

 

" أشكركِ حبيبتي.. لن تندمي أبداً.. أعدُك.. سأجعلكِ أسعد امرأة في العالم.. وسأعتني بكِ وبطفلنا القادم.. أعدُكِ بذلك.. ما رأيكِ أن نتزوج في الكنيسة بعد فترة أسبوعين؟.. سوف أجهز جميع الأوراق ونتزوج في كنيسة القرية هنا.. هل أنتِ موافقة؟ "

 

أغمضت عيناي بحزن وحاولت جاهدة كبح دموعي ومنعها من الهطول.. ابتعدت عنه ونظرت إليه.. وحاولت جاهدة أن أرسم ابتسامة خفيفة على شفتي.. وأومأت له موافقة.. إذ لم أستطع التفوه بحرفٍ واحد..

 

ولكنني تجمدت بصدمة عندما أخفض طوني رأسه وقبلني على شفتاي وبدأ يمتص شفتي برقة.. وعندما حاول تعميق قبلتهِ أكثر أفقت من صدمتي وأبعدته بكلتا يداي.. ودونَ شعور مني مسحت شفتاي بقوة بأصابعي..

 

شعرت بغصة مؤلمة في قلبي.. فأنا لم يقبلني أحد سوى آرثر.. وغرقت في بحرٍ من الحزن.. لأنني شعرت بأنني قمتُ بخيانة آرثر للتو..

 

نظرت إلى طوني بتوتر وقلتُ له بصراحة مُطلقة

 

" لا تحاول تكرار ما فعلتهُ منذ قليل.. صحيح وافقت على الزواج منك.. لكن طوني أنتَ تعلم جيداً بأن زواجنا سيكون حبراً على ورق.. أنا وافقت على الزواج منك من أجل طفلي.. سبق وأخبرتُك بأنني لا أريد أن أستغل طيبة قلبك وحُبك لي.. كنتُ صريحة معك ولم أكذب عليك.. لذلك لو شعرت بأنني أظلمُك سأذهب من هنا ولن تراني مرة أخرى في حياتك كلها.. افهمني لو سمحت "

 

تأملني طوني بنظرات متوترة ثم قال بحزن

 

" لا.. لا تذهبي.. أنا آسف.. لن يتكرر ما فعلتهُ منذ قليل.. سامحيني سولينا.. أريدُكِ أن تكوني سعيدة وفي أمان "

 

 بلعت ريقي بقوة وكلمتهُ بتلعثم عندما رأيت نظراتهِ الحزينة

 

" أنا.. أنا آسفة طوني.. لكنني أشعرُ بالتعب.. و.. وأريدُ أن أستريح قليلا "

 

ابتسم برقة وقال بسرعة

 

" حسنا حبيبتي.. سوف أهتم بتنظيف كل شيء وأغسل الصحون.. هيا اصعدي إلى غرفتكِ واستريحي "

 

ابتسمت ابتسامة صغيرة وصعدت إلى غرفتي.. دخلت إلى غرفتي وما أن استلقيت على سريري حتى انفجرت بالبكاء.. حاولت جاهدة كتم شهقاتي ولكنني لم أستطع.. دفنت رأسي في الوسادة وأنا أبكي بحرقة..

 

كنتُ حزينة جداً وأشعر باليأس.. قلبي يؤلمني على حبيبي.. اشتقتُ إليه بجنون.. اشتقتُ إليه لدرجة أنني فكرت بالهروب من هنا والذهاب إلى العاصمة لأرى حبيبي.. ولكن شعرت بالخوف.. شعرت بالخوف أن يراني أحد من أصدقائه ويكتشفوا حملي..

 

وبينما كانت سولينا تبكي.. في هذه اللحظات كان طوني يقف خلف باب غرفتها وهو جامد مثل التمثال وبيده يمسك هاتفها الذي نسيته سولينا على الطاولة.. وشعر طوني بحزنٍ كبير لأنه سمع نحيبها وبكائها المؤلم.. استدار وهو يشعرُ بألمٍ كبير في قلبه.. وقرر أن يعطيها هاتفها في الصباح..

 

مر الأسبوع الأول على عجلة مليء بالأحداث والتطورات.. أولا قررت دفن الماضي بأكمله وأن أبدأ حياةً جديدة.. ولم أعد أتصفح أخبار آرثر وأشاهد الأخبار كعادتي..

 

ذهبت في أحد الأيام برفقة طوني إلى المدينة لنرى محاميا.. لأنني قررت أن أتبرع بكامل مبلغ المال الذي ربحه لي آرثر كتعويض عن فترة سجني من المقاطعة.. قررت التبرع بكامل المبلغ لجمعية خيرية تعتني بمعالجة المدمنين وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع..

 

أما طوني لقد أغرقني بالهدايا رغم اعتراضي الكبير.. وعندما قلتُ له كي لا يبذر أمواله عليّ ضحك وقال أن ذلك يفرحه.. وطلب مني كي لا أقلق لأنه ورث عشرين مليون دولار من والديه.. ولكنه لحزنه على وفاة والدته قرر أن لا يلمس قرشا واحداً من هذه الأموال..

 

وبعدها أخذني إلى محلٍ مرموق لبيع فساتين الأعراس.. عندما دخلنا إلى المحل استقبلتنا سيدة أنيقة وجميلة تبدو في العقد الخامس من عمرها تقريبا.. عانقت طوني بقوة وهي تقول له بسعادة

 

" أنطونيو.. لم أصدق أذناي عندما اتصلتَ بي وقلتَ بأنك ستأتي مع عروستك.. ياه.. كانت والدتك ستكون في قمة سعادتها لو هي معنا اليوم.. رحمها الله المسكينة "

 

أجابها طوني بحزن بينما كان يبتعد عنها

 

" نعم.. كانت ستكون والدتي في قمة سعادتها سيدة صوفي "

 

أجابته برقة قائلة

" ياه.. لم أقصد جعلك تحزن.. آسفة عزيزي "

 

ابتسم صوفي بحزن ثم تأملتني بنظرات مُندهشة.. ابتسمت بسعادة وعانقتني بقوة ثم ابتعدت عني وقالت وهي تغمز لـ طوني

 

" أيها العفريت.. هل خطفتَ ملاكا من السماء وجلبته إلى الأرض؟.. إلهي.. كم هي جميلة و.. "

 

توقفت عن التكلم فجأة عندما تجمدت نظراتها على انتفاخ معدتي.. ثم نظرت إلى طوني بشكلٍ لعوب وقالت له بمكر

 

" جميلة وحامل أيضا.. لا ألومك عزيزي.. فهي رائعة بحق.. من أين حظيتَ بها أيها المحتال؟.. ما علينا.. سوف أتوقف عن الثرثرة وأبدأ بالعمل.. يمكنكِ أن تستريحي أيتُها الجميلة.. اجلسي على هذه الأريكة.. وطوني اجلس بجانبها.. سأطلب من الفتيات بجلب لعروستك الجميلة آخر مجموعة من الفساتين التي صممتُها مؤخرا بنفسي "

 

جلسنا على الأريكة وقدمت لنا إحدى الفتيات العاملات في المحل الماء والبسكويت وعصير الليمون.. وبعدها بدأت تعرض لنا فساتين الزفاف واحداً تلوى الآخر.. ولكنني أردت فستان بسيط وغير مُكلف..

 

ولكن فجأة نظرت بذهول إلى فستان عرضته عليّ إحدى الفتيات.. وشردت نظراتي عليه بسبب جماله الأخاذ.. وتخيلت نفسي أرتديه من أجل آرثر..

 

شعرت بألمٍ مبرح في صدري وأغمضت عيناي وحاولت السيطرة على نفسي ومنع دموعي الحزينة من الهطول.. وسمعت سيدة صوفي تُكلمني بلهفة

 

" ما رأيكِ سولينا؟... يبدو بأن هذا الفستان قد أعجبكِ.. رائع جداً.. لأن هذا الفستان سيجعلكِ تظهرين كالأميرة عندما ترتدينه.. ما رأيكِ أن تجربيه الآن؟ "

 

نظرت إليها بتوتر وهززت رأسي بالرفض.. لأنني لم أستطع أن أتخيل نفسي أرتدي هذا الفستان سوى لـ آرثر.. بلعت ريقي بقوة وأجبتُها بتوتر

 

" أنه فستان رائع بالفعل.. بل مُبهر.. ولكنني أُفضل أن أختار فستان بسيط "

 

نظرت صوفي إليّ ثم إلى طوني بشك.. لكنها أخفت نظراتها تلك بسرعة وبعدها جلبت لي مجموعة جديدو من الفساتين.. وفي النهاية اخترت فستان بسيط ومميز.. وقالت لنا السيدة صوفي بأنها سوف ترسله نهار السبت مع الإكسسوار الخاصة به إلى منزلنا في الريف..

 

ولكن بعد خروجنا من المحل طلب مني طوني أن أنتظرهُ قليلا في السيارة.. وعاد ودخل إلى متجر السيدة صوفي.. وخرج بعد دقائق معدودة وجلس خلف مقود السيارة وهو يبتسم بسعادة...

 

مضت الأيام بسرعة.. وبعد يومين زفافي على أنطونيو ديمر..

 

اقتربت من الواجهة الزجاجية أراقب بحزن الأمطار الغزيرة المنهمرة من السماء.. وكأن السماء الليلة قررت أن تبكي بدلا عني..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية

 

نظرت شاردة إلى قطرات المطر والتي كنتُ أراها عبر الزجاج.. بعد يومين زفافي على طوني.. وقبل أن تتساقط دموعي قررت أن أصعد إلى غرفتي لأبكي بصمت مثل عادتي..

 

ارتديت منامتي ثم جلست أستمع بحزن إلى هطول الأمطار في الخارج.. وقفت بهدوء ومشيت باتجاه النافذة.. سحبت الستائر قليلا ونظرت إلى الخارج بحزن..

 

تنهدت برقة وفكرت بتعاسة.. لقد وافقت على هذا الزواج من أجل طفلي فقط.. حتى أحميه ويكون له أب يهتم به ويرعاه.. بينما والدهُ الحقيقي في غيبوبة.. والله وحده يعلم متى سوف يستفيق منها آرثر..

 

" آرثر... يا روحي أنت... "

 

همست بعذاب وبوجعٍ كبير بتلك الكلمات.. وبدأتُ أبكي وأشهق بجنون.. أنا لا أستطيع فعل ذلك.. لا أستطيع أن أتزوج من طوني..

 

لا يمكنني أن أتزوج به.. لا أستطيع.. كيف سأتقبل لمسات طوني لي؟!... وكيف سأسمحُ لهُ بلمسي وتقبيلي؟.. كيف سأتركه يمارس معي الجنس وليس الحب!!.. لأنني بكل بساطة لا أحبه..

 

طوني مع مرور الوقت سوف يُطالبني بحقوقه الزوجية.. أنا لستُ غبية.. فأنا أعلم جيداً بأنهُ سيفعل ذلك في المستقبل.. ولكن من أجل طفلي سأفعل أي شيء..

 

تحملت كره الحياة لي بلا مبرر.. وكلما حاولت أن أعيش ببساطة وبراحة البال ترفضني الحياة وتصفعني بشدة..

 

لقد ظلمتني الحياة حين خسرت كل شيء.. ظلمتني الحياة حين تمّ سجني ظلما.. ظلمتني الحياة حين جعلت مني انسانة تحصل على الكره من الجميع لكن الحب يبخلُ عليها به الجميع.. ظلمتني الحياة حين جَعَلتك عدواً لي..  وحين بدأت أتعود على ظلم الحياة.. أحببتك... فمن أكون أنا حتى يحن لي قلبك..

 

ظلمتني الحياة حين جعلتني سجينة لك تتحكّم بها كما تشاء... ظلمتني الحياة حين جعلت مني أداة لتحقيق انتقامك.. ومن أكون أنا سوى أداة لك لتعذبها وتحتقرها وتظلمها... لقد أفقدتني لذة الحياة يامن كنتَ شعلة في ظلمة حياتي...

 

ظلمتني الحياة كثيراً حين أصبحت حياتي سجن و عذاب.. وظلمتني الحياة أكثر حين أبعدتني عنك يا عِشقَ حياتي.....

 

بكيت وذرفت دموعا كالشلال.. ولم أكترث إن سمعني طوني.. فقد تعبت.. تعبت من غدر الحياة لي وانحناء ظهري من همومها وقلة حظي..

 

سمعت صوت الرعد ورأيت البرق الذي أفزعني.. ولكنني تجمدت بصدمة عندما رأيت رجلا يرتدي السواد يقف أمام منزل طوني دون أن يكترث لقطرات المطر الغزيرة والتي بللته بالكامل..

 

أمعنت النظر إليه أكثر وحاولت رؤية ملامح وجهه.. ولكن في اللحظة التي لمع بها البرق تلاقت نظراتنا ببعضها..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية

 

توسعت عيناي برعب وارتعش جسدي بعنف.. وبردة فعل تلقائية رجعت بسرعة خطوتين إلى الخلف.. توقف قلبي عن الخفقان وشعرت بإعياءٍ شديد..

 

أغلقت عيناي.. ومن شدة رعبي سقطت على الأرض فاقدة الوعي...

 

استفقت ونظرت حولي بغرابة إذ رأيت نفسي نائمة على الأرض والشمس قد أشرقت.. ما الذي حصل؟!!!.. لماذا أنا نائمة على الأرض؟..

 

فجأة شهقت برعب وسقطت دمعتين على وجنتي وارتعشت مفاصلي من كثرة الخوف.. حركت رأسي نفياً عدة مرات.. وهمست بعدم تصديق

 

" آرثر.. لقد كان هنا.. لا!!.. لا.. مستحيل!!!.. مستحيل أن يكون هو!!!.. لقد تخيلت بأنني رأيته مثل عادتي.. نعم.. لقد تخيلتهُ فقط "

 

وقفت بهدوء بينما كل خلية في جسدي كانت ترتجف.. اقتربت بخوفٍ شديد من النافذة.. رفعت يدي وببطءٍ مخيف أزحت الستائر ونظرت إلى الخارج بترقب..

 

رمشت بقوة وشعرت بالدهشة عندما لم أرى أحد.. رفعت يدي وفركت جبهتي بقوة.. وهمست قائلة بشرود

 

" ربما توهمت أنني رأيتُه!!!.. كم أنا غبية.. والآن لقد أشرقت الشمس.. ورحلت معها أشباح الليلة الماضية مع عاصفتها وكأن شيئاً لم يحدث "

 

نظرت بحزن إلى المكان الذي تخيلت آرثر يقف فيه.. تنهد بقوة وفكرت.. لو كان هنا فعلا كان دخل إلى المنزل و...

 

أغمضت عيناي وهمست بألم

 

" وماذا سولينا؟!!.. ماذا كان سيفعل آرثر جيانو لو كان فعلا هنا؟!.. لا شيء.. فهو لا يُحبني.. كما هو في غيبوبة.. حتى لو لم يكن في غيبوبة ما كان اهتم بي وبأنني هربت بعيداً عنه "

 

تساقطت دموعي الساخنة على وجنتي ببطء.. نظرت أمامي بوجعٍ كبير وهمست بعذاب

 

" أنا فقط هربت منه حتى لا يقتلهُ فيكتور بسببي.. لا أريدهُ أن يتأذى بسببي.. يكفيني بأنني أعرف بأنهُ يتنفس وعلى قيد الحياة "

 

أمسكت بالستارة و أسدلتها ثم أسندت رأسي على الحائط ونظرت بشرود وبحزن إلى غرفتي..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية


غداً زفافي على أنطونيو ديمر.. يجب أن أكون قوية من أجل طفلي.. ويجب أن أفعل ذلك وأتزوج..

 

آرثر.. يا عشقي الأبدي.. تأكد بأنني سأبقى أتذكرك طيلة حياتي.. وسأبقى أحبُك حتى مماتي.. سامحني حبيبي ولكنني لستُ لك...

 

استدرت ومشيت باتجاه سريري.. استلقيت عليه وتذكرت تلك الليلة عندما أصابت الحمى آرثر ومارس معي الحُب..

 

لكن الحاضر ألقى بظلاله المؤلمة على هذه الذكرى الجميلة.. آرثر كان في غيبوبة منذ شهرين وعدة أسابيع.. والأطباء لم يعد لديهم الكثير ليقدموه.. قد يستيقظ يومًا ما.. أو قد لا يستيقظ على الإطلاق..

 

تمنيت لو يمكنني إعطائه أنفاسي وحياتي.. تمنيت لو يمكنني في هذه اللحظة أن أكون بجانبه وأضمهُ إلى صدري وأخبره بأنهُ سيكون بخير وبأنني أحبهُ أكثر من حياتي...

 

أخفضت نظراتي إلى بطني المنتفخ قليلا.. ولم يعُد باستطاعتي كبت دموعي أكثر.. انزلقت الدموع ببطء على وجنتاي بينما كنتُ أضع يدي على بطني برفق.. غمرتني الذكريات والحنين.. وأصبح الحزن يشد عنقي بقوة..

 

شعرت بألم عميق يجتاح قلبي.. قررت أن أضع حبيبي وطفلي في قلبي وعقلي مهما كانت الظروف.. وبينما كنتُ أنظر بحنان إلى إنتفاخ بطني.. تعهدت أن أحمل هذا الحب والذكريات دائمًا معي.. سواء كانوا في الواقع أو في قلبي..

 

لن أنسى حبيبي آرثر حتى آخر نفس لي في هذه الحياة...

 

في الظهيرة.. تم إرسال فستان زفافي مع إكسسوار في صندوق كبير.. ووضعوه في غرفتي.. ولكن بسبب حزني لم أفتح الصندوق وأتفقد ما في داخله..

 

وفي المساء أخبرني طوني أنه سيرسل لي مُصففة الشعر وسكرتيرته حتى تساعدني.. وقال بأنه سيرسل لي سيارة لتأخذني إلى الكنيسة لأنه سيكون بانتظاري هناك..

 

لم أكترث لشيء.. لأنني كنتُ مرغمة على قبول واقعي.. كانت تضحيتي من أجل سعادة طفلي..

 

ومثل كل ليلة بكيت على سريري بألم و بحزن.. وبكيت لحد الانكسار حتى اعتصر قلبي...

 

يوم الزفاف**

 

 كنتُ أجلس على الكرسي في غرفتي وأنا أبتسم برقة لـ مُصففة الشعر بينما كانت تطلب من روز سكرتيرة طوني كي تفتح الصندوق وتجلب لها إكسسوار الشعر الخاص بالفستان.. أدرت رأسي بسرعة نحو روز عندما سمعتُها تشهق بدهشة كبيرة وبإعجاب..

 

نظرتُ بصدمة عندما رأيتها تحمل فستان الزفاف الذي تمنيت أن أرتديه من أجل آرثر..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 40 - تضحية


رمشت بقوة ثم نظرت إلى الفستان بذهولٍ شديد.. كيف حصل ذلك؟!!... أنا لم أختر هذا الفستان.. أين هو فستاني البسيط الذي اخترته؟...

 

هتفت روز بإعجابٍ كبير

 

" إنه أجمل فستان رأيته في حياتي.. رائع بالفعل.. وأيضا يوجد رسالة في الصندوق لكِ سولينا.. مع باقة من الورود "

غمزتني بينما كانت تضع فستان الزفاف على السرير ثم أخرجت من الصندوق رسالة وبيدها الأخرى الباقة واقتربت ووقفت أمامي وسلمتني الغرضين..

 

وضعت الباقة على منضدة الزينة أمامي ثم فتحت الرسالة وقرأتها بدهشة وبصوتٍ مُرتفع

 

( حبيبتي سولينا.. لقد عرفت من نظراتكِ كم أحببتِ هذا الفستان.. ورغم رفضكِ واختياركِ لفستان آخر بسيط.. إلا أنني لم يطاوعني قلبي وطلبت من السيدة صوفي أن تجلب لكِ هذا الفستان عندما طلبت منكِ أن تنتظريني في السيارة في ذلك اليوم.. أعدُكِ بأنني سوف أقدركِ وأحبكِ لمدى العمر.. وأحميكِ من غدر الزمن.. سأكون في انتظاركِ في الكنيسة.. كوني ملكة في يوم زفافكِ سولينا...

 

مع كل الحب, أنطونيو ديمر.  )

 

" اوه.. كم هو رومانسي السيد أنطونيو "

 

هتفت روز بسعادة بتلك الكلمات بينما المصففة طلبت منها لتسلمها التاج.. وقالت لي المُصففة

 

" هذا حبيبكِ يتمتع بذوقٍ رفيع.. أنتِ محظوظة به أنسة سولينا "

 

شعرت بالحزن.. فهديته لم تفرحني كما كان يتوقع.. وشعرت بتأنيب الضمير بسبب ذلك.. وخاصة لأن طوني لا يعلم بأنني بالفعل أغرمت بهذا الفستان.. ولكن لم أكن أريد سوى أن أرتديه من أجل آرثر...

 

بعد مرور ساعة*

 

وقفت سولينا تنظر إلى نفسها في المرآة.. بدت كأنها أميرة من قصة خرافية.. فستان الزفاف الأبيض يلتف حولها بأناقة.. والتاج اللامع يلامس جبينها.. لكن البريق في عينيها كان مظلمًا ومكسورًا.. ولا شيء يمكن أن يخفي الحزن الذي يغمرها..

 

بدأت تشعر بثقل في قلبها يشبه الجرح العميق.. تذكرت أول لقاء جمعها مع آرثر في عيد ميلادها الواحد والعشرين.. تذكرت كل ما مرت به لغاية هذه اللحظة.. وتذكرت الليلة التي قضياها معاً.. وتذكرت بوجعٍ كبير كيف وقع أمامها مُضرجاً بدمائهِ.. كل هذه الذكريات تجاوزت الزمان والمكان لتنعكس على وجهها بشكل واضح..

 

سمعت روز تطلب مني مُرافقتها إلى الأسفل.. نظرت إليها بنظرات لا حياة بها.. ورافقتُها بصمت وخرجنا من المنزل..

 

أثناء الرحلة إلى الكنيسة.. نظرت بشرود إلى النافذة.. وفكرت بحبيبي الوحيد آرثر جيانو..

 

وبينما اقتربت السيارة من الكنيسة.. غمرتني مشاعر الحزن والخوف.. تساءلت عما إذا كانت قراراتي صحيحة.. وإذا ما كان يمكنني حقًا أن أنسى حُبي لـ آرثر وأبدأ حياة جديدة مع طوني.. تساءلت عما إذا كنتُ قادرة على ترك ونسيان الماضي وبدء مستقبل جديد..

 

ولكنني كنتُ أعرف مُسبقاً الجواب.. لا.. لن أستطيع نسيان الماضي.. ولن أستطيع نسيان آرثر.. ولن أستطيع أن أعشق رجل سواه..

 

وفي هذه اللحظة.. حزنت على حُبي الضائع.. وعلى الأحلام التي لم تتحقق.. وعلى القرارات الصعبة التي كان يجب عليّ أن اتخذها..

 

ومع كل خطوة كانت تُقربني من الكنيسة.. كنتُ أشعر بحزن لا حدود له يعصر قلبي وروحي..

 

وقفت السيارة أمام مدخل الكنيسة.. فتح السائق الباب وساعدتني روز لأترجل..

 

وقفت أمام باب الكنيسة ونظرت إلى زينة الورود بداخلها وبلعت ريقي بقوة.. وارتعش جسدي بعنف عندما رأيت طوني يقف مع صديقٍ له بجانب الكاهن..

 

أمسكت روز يدي وقالت بسعادة

 

" هيا بنا سولينا.. لا يجب أن نجعل طوني ينتظر أكثر "

 

دخلت بخطواتٍ بطيئة وشعرت برغبة مُلحة للبكاء.. ولكن عندما رأيت ابتسامة طوني بينما كان ينظرُ إليّ بسعادة حاولت التماسك وقررت أن أتجاهل حزني ورغبتي في البكاء بتعاسة..

 

وقفت أمامه فأمسك يدي وقبلني على وجنتي برقة.. ثم همس بنبرة حنونة

 

" تبدين فاتنة جداً وخلابة.. أنتِ جميلة سولينا.. ومثل الملكة "

 

 ابتسمت برقة وبدأ الكاهن يتلو طقوص الزفاف.. وكل تلك الفترة كنتُ شاردة بحزن بتفكيري.. ولكنني استيقظت من شرودي عندما سألني الكاهن

 

" سولينا غران.. هل تقبلين بـ أنطونيو ديمر زوجا لكِ لتكرميه وتحافظي عليه وتحبينهُ في السراء والضراء وتعيشين معه حتى يفرق الموت بينكما؟ "

 

نظرت إلى طوني وشعرت بالنار تسير في عروقي وتحرقها بشدة.. أخفضت نظاراتي وهمست بألم أحرق روحي

 

" نعم.. أقبل "

 

ثم نظر الكاهن إلى طوني وقال له

 

" أنطونيو ديمر.. هل تقبل بـ سولينا غران زوجةً لك لتكرمها وتحافظ عليها وتحبها في السراء والضراء وتعيش معها حتى يفرق الموت بينكما؟ "

 

ساد السكون للحظة وفجأة سمعت صوت خطوات كثيرة.. واخترقت أذني صوت صرخة غاضبة عنيفة

 

" ابتعد عنها في الحال.. إنها لي... "

 

أدرت رأسي ببطء ونظرت إليه برعب.. وبدأ جسدي يرتعش بكل قوة.. ارتعش جسدي كمن لدغته أفعى سامة..

 

وصراع عنيف دار في نفسي.. إنه هنا!!!.. كلا.. هذا مستحيل!!..

 

بدأت بهز رأسي بقوة علامة الرفض.. ثم شهقت بقوة ونظرت إليه بذعر.. حاولت أن أستيقظ من هذا الكابوس ولكن نظراتهِ الغاضبة والمُرعبة للنفوس أكدت لي صحة ما تراهُ عيناي وأنني لستُ في كابوس وأنا لا أتوهم..

 

ومن هول الصدمة ارتعدت مفاصلي.. وأناملي المُرتعشة أفلتت الباقة من يدي لتسقط على الأرض..

 

اهتز فكي واصطكت أسناني بقوة.. ورغم صدمتي الكبيرة وخوفي الشديد نظرت في عمق عينيه الغاضبة وهمست برعب شل عقلي وجسدي

 

" آرثر!!... إلهي ساعدني.... "

 

انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©