رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ماحبيت ابدا كلام مايكل بحق سولي حتى لو كان قال ذلك خوفا على صديقه سولي هي الضحية الوحيدة في كل هذا القصه فعلها كان رد طبيعي على الي عاشته.
    ارثر حبه كان كبير لها وغضبه كان مجرد غيره انها تكون مع احد اخر ولكن مجرد أن يراها يكون ارثر العاشق الولهان وفرحته بحملها وتكوين عائلتهم الخاصة....وأخيرا اتوج حبهم بالزواج واطفالهم ويعيشون السعاده اخيرا.
    الحقير فيكتور ياريت تكون نهايته بشعه مثله لانه يستاهل على افعاله...وطوني رغم فعله الاناني ولكن صحح خطئه لانه فهم انها لن تحبه ابدا اتمنى أن يجد الحب الحقيقي مع فتاة تستحفه.
    تسلم ايدك ❤️❤️.


    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلم يا قلبي
      أتفهم طبعا سبب حزنكِ من مايكل, قال ذلك لأنهُ كان غاضب وحزين من سولينا لأنها تخلت عن آرثر
      أتمنى أن تنال النهاية إعجابكِ

      حذف
  2. البارت مشوق و ملئ الأحداث 🔥 سلمت اناملك❤️❤️❤️

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون



بجنون








 

 

ليو تومسون**

 

وقف ليو على شاطئ البحر في جزيرته الصغيرة.. أخذت أمواج البحر تتلاطم على الساحل بلحن هادئ وملئ بالسحر.. السماء كانت صافية.. والشمس مشرقة.. وكانت الجزيرة مكانًا جميلًا للغاية.. لكن حزنه كان يملأ قلبه.. لأن حبيبته هيندا كانت تبكي طوال الوقت..

 

كان ليو يفكر في كيفية إعادة ابتسامة هيندا إلى وجهها.. تنهد ليو بقوة ورفع يده ووضع ابهامهُ على طرف ذقنه وفكر بجدية..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون

 

كيف يمكن لحياته أن تعود كما كانت في السابق قبل أن يتعرف على هيندا.. لقد أحبها من النظرة الأولى عندما شاهدها تقف على الرصيف في جزيرة تايلي منذ أيام..

 

هيندا كانت قد خُطفت إلى هذه الجزيرة النائية منذ عدة أيام.. ولم يكن لديها أي طريقة للعودة إلى منزلها وأهلها.. كانت محاصرة هنا.. وكان ليو هو الوحيد الذي يمكن أن يكون لها رفيقًا في هذه البقعة من العالم الجميل..

 

طبعاً لديه عُمال يعملون في قصره هنا.. ولكن لا أحد يتجرأ على مُعارضة أوامره..

 

تنهدت بقوة وفكرت بحزن.. كنتُ أعلم بأن الأمور لن تكون سهلة.. ليس من السهل جعل شخصٍ ما يحبك بسهولة.. ولكن كنتُ مستعدًا للقتال من أجل هيندا.. لذلك قررت أن أصبر عليها أكثر وأحاول إسعادها من اليوم.. حتى يكون بداية جديدة لنا..

 

لم أقترب من غرفة نومي طيلة اليوم.. قررت ترك هيندا ترتاح قليلا بعد ليلة طويلة من البكاء.. والسبب لأنني قلتُ لها بأنها لن تعود إلى عائلتها حتى أُقرر ذلك..

 

كنتُ أجلس على الأريكة باسترخاء أُراقب غروب الشمس بهدوء...


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون

 

فجأة سمعت خطوات تقترب.. ثم سمعت جيمس وهو رئيس الحرس في جزيرتي يهتف بتوتر

 

" سيد ليو.. سيدي.. الأنسة هيندا سرقت زورق الصغير وهي على وشك الهروب من الجزيرة "

 

التفت بسرعة ونظرت إليه بذهول.. وهتفت بصدمة كبيرة

 

" اللعنة.. كيف لم تنتبهوا لها؟.. بل كيف خرجت من القصر دونَ أن تُرونها؟.. تبا "

 

تصاعد الغضب بسرعة في داخلي.. لحظة واحدة فقط.. هذه اللحظة كانت كافية لجعل قلبي ينبض بسرعة وعيوني تلتهبان من الغضب... دون أي تردد.. قفزت من مقعدي وركضت باتجاه الشاطئ.. الرمال تحت أقدامي كانت تتطاير مع كل خطوة تخطوها قدماي..

 

وصلت إلى الشاطئ ورأيت الزورق بالفعل بعيدًا.. يبتعد عن الجزيرة بسرعة.. دون التفكير أكثر.. ركضت بسرعة في المياه.. غمرتني المياه الباردة بينما كنتُ أسبح باتجاه هيندا..

 

رأيت الزورق يتوقف وهيندا كانت تحاول بذعر إدارة المُحرك.. لكنها لم تعرف..

 

عندما وصلت إلى هيندا.. تسلقت الزورق بسرعة ونظرت إليها بغضب.. كانت عيناي تشتعلان بالحزن والغضب.. رأيتُها تقف أمامي وهي ترتعش من الخوف..

 

فجأة استدارت هيندا وحاولت أن تقفز من الزورق.. ولكن كنتُ أسرع منها.. إذ أمسكتُها بسرعة من ذراعها وجذبتُها بعنف ليلتصق جسدها الصغير بجسدي..

 

حضنتُها بقوة ثم نظرت إليها بغضب أعمى.. وهمست بصوت يرتجف من الغضب

 

" هيندا.. صغيرتي المُشاغبة.. كيف يمكنكِ فعل هذا؟.. كيف استطعتِ الهروب من قصري وسرقة زورقي؟.. سيكون عقابي كبيراً.. تحضري له جيداَ مُشاغبتي الجميلة "

 

تأملتني هيندا بعيون ممتلئة بالدموع.. وهمست بصوت ضعيف

 

" لقد كنتُ محاصرة هنا.. أنتَ خطفتني وأبعدتني عن عائلتي.. لم أعد أستطيع التحمُل.. أنتَ لا تفهم؟.. أنا خائفة منك.. لا أريدُ البقاء معك هنا "

 

اصطكت أسناني بينما كنتُ أنظر إليها بغضب.. فقدت ما تبقى من أعصابي عندما سمعت ما قالته.. أبعدتُها عني قليلا وأمسكت كتفيها وهززت جسدها بقوة.. ثم هتفت بوجع القلب وبغضب

 

" أنتِ لي هيندا ستالو.. أنتِ مُلكي.. ولن أسمح لكِ بالابتعاد عني.. فهمتِ؟ "

 

توقفت عن هزها ثم أشغلت المُحرك وأعدتهُ إلى الشاطئ.. عندما وصلنا إلى الشاطئ أطفأت المُحرك وهنا حاولت هيندا الهروب مني..

 

بدأت تضرب صدري بكلتا يديها وهي تهتف بخوف

 

" دعني أيها الهمجي.. أنتَ تتصرف مثل رجل الكهف.. أنا لستُ مُلكاً لك.. دعني.. "

 

لكن لم أكن على استعداد للسماح لها بالهروب بهذه البساطة.. بدلاً من ذلك.. ضممت جسدها بعنف إليّ.. ثم أمسكت عظام فكها بقبضتي ورفعت رأسها عالياً.. نظرت إلى عينيها الخائفتين وابتسمت بشر.. قربت وجهي من وجهها وهمست بحدة

 

" أنتِ لي.. والليلة سوف أُثبت لكِ ذلك "

 

مزجت شفتاي بشفتيها وقبلتُها بتمُلك.. قبلتُها بوحشية عقاباً لها لأنها جعلت قلبي يتألم..

 

وعندما استطعمت بطعم مالح.. توقفت عن تقبيلها ونظرت إليها.. كان وجهها أحمر مثل الدماء.. ودموعها تسيل بكثرة على وجنتيها..

 

مسحت دموعها ثم رفعت هيندا خارج الزورق بقوة وحملتُها على كتفي.. تجرأت هيندا للمحاولة للدفاع عن نفسها عبر ركلي بقدميها وضرب ظهري بيديها.. لكن لم أسمح لها بذلك.. إذ صفعت مؤخرتها بقوة وهنا توقفت عن مقاومتي وبدأت تبكي بشكلٍ هستيري..

 

تقدمت بخطوات ثابتة نحو قصري الكبير.. نظرت أمامي بعيون غاضبة وهتفت بصوتٍ محموم

 

" سأحاسبكِ على هذا الفعل هيندا.. لن يمر هذا دون عقوبة كبيرة.. سأجعلكِ تدركين أن هذا الزمان والمكان لا يمكن أن يكونا لعبة.. وسأجعلكِ تدركين بأنكِ مُلكي إلى الأبد "

 

دخلت إلى القصر وصعدت إلى جناحي.. فقد حان وقت لمُحاسبة هيندا.. حان الوقت لأثبت لها أن الهروب لن يكون خيارها بعد الآن..

 

وضعتُها على السرير ونظرت إليها بغضب.. ابتسمت بخبث وقلتُ لها بنبرة حادة وبأمر

 

" استحمي بسرعة وارتدي فستان أبيض مُثير.. لن تخرجي من هذه الغرفة حتى أسمح لكِ بفعل ذلك.. وإياكِ أن تعترضي أوامري هيندا.. إن عُدت إلى الغرفة ولم أجدكِ جاهزة وترتدين فستان أبيض.. سأعتبر ذلك دعوة لي لمساعدتكِ بارتدائه.. أراكِ بعد قليل صغيرتي "

 

استدرت وأمسكت بحقيبة يدها وخرجت من الغرفة ثم أقفلت الباب بالمفتاح.. نزلت إلى الطابق الأرضي ثم اتصلت بصديق لي وطلبت منه خدمة العُمر..

 

فتحت حقيبة هيندا وأخرجت جواز سفرها وأوراقها الثبوتية.. ابتسمت بخبث وهمست بانتصار

 

" الليلة حبيبتي سوف تُصبحين هيندا ستالو تومسون.. زوجتي إلى الأبد "

 

بعد مرور ساعتين**

 

وصل القاضي جان بيار.. وهو صديق مُقرب لي.. استقبلتهُ بسعادة وطلبت منه أن ينتظرني قليلا.. صعدت إلى جناحي الخاص.. وما أن دخلت إلى غرفة نومي رأيت بإعجاب هيندا تقف بوسط الغرفة وهي ترتدي فستان أبيض مثير لحد اللعنة..

 

بلعت ريقي بقوة.. ثم اقتربت منها.. وقفت أمامها أتأملها بنظرات هائمة وبإعجابٍ شديد.. ابتسمت بوسع وقلتُ لها برقة

 

" تبدين جميلة جداً صغيرتي.. وفاتنة "

 

تأملتني بنظرات غاضبة لكن لم أهتم.. أمسكت معصمها وجذبتُها بقوة ليرتطم جسدها الصغير بجسدي الضخم.. شهقت هيندا بخوف ورفعت ذراعيها ووضعتهما على صدري.. نظرت في عمق عينيها الخائفتين وقلتُ لها بنبرة حادة وبتهديد

 

" في الأسفل ينتظرنا القاضي جان بيار ليقوم بتزويجنا مدنياً.. الشهود هما من حُراسي.. سوف ترافقينني إلى الأسفل وتوافقين بهدوء على هذا الزواج وســ.. "

 

توسعت عينيها بذعر.. ثم تأملتني بنظرات غاضبة وهتفت مُقاطعة حديثي

 

" في أحلامك ليو تومسون.. لن أتزوجك أبداً.. أنتَ تحلم بأن أفعل ذلك "

 

ابتسمت ابتسامة شريرة جعلتها تشهق بخوف وتتأملني بنظرات مذعورة.. نظرت في عمق عينيها الخائفتين وقلتُ لها بتهديد

 

" إن لم توافقي.. سأطلب من صديقي آرثر يأن يُدخل والدكِ إلى السجن.. فكما تعلمين والدكِ أخلف ببنود العقد مع آرثر.. وعليه أن يدفع لهُ مبلغاَ ضخماً من المال.. وإن لم يفعل ذلك مصيرهُ هو السجن.. لذلك القرار قراركِ.. عليكِ أن تختاري صغيرتي.. إما تتزوجين براضاكِ الآن.. أو... أو يدخل والدكِ نوح لمدى الحياة إلى السجن "

 

نظرت بحزن إلى عينيها.. ورأيت الدموع تسيل ببطء من عينيها الساحرتين.. شعرت بألمٍ شديد في صدري.. طبعاً لم أكن سأُنفذ هذا التهديد.. لكنني يائس.. أريد هيندا لي.. فهي المرأة التي كنتُ أنتظرها منذ زمنٍ بعيد.. هي امرأتي وحبيبتي.. سأجعلها تُحبني قريباً وتُسامحني..

 

ابتعدت هيندا عني.. مسحت دموعها وقالت بغصة

 

" أكرهُك.. أكرهُك لأنك ستُجبرني على هذا الزواج.. فقط من أجل والدي نوح سأوافق على هذا الزواج اللعين.. ولكن عليك أن تعلم بأنني سأظل أكرهُك لآخر يوم في حياتي ليو تومسون "

 

كلماتها أحرقت روحي.. ولكن وقفت أمامها جامداً أتأملها ببرود.. رغم العاصفة المؤلمة بداخلي لم أُظهر لها كم ألمتني بكلماتها تلك.. وقررت جعلها تُحبني بسرعة وتُسامحني..

 

هيندا ستعرف قريباً أسبابي.. ستعرف بأنني أعشقها للموت ولن أتخلى عنها أبداً..

 

وهكذا تزوجنا وأجبرتُها بحزن على ممارسة الحُب معي.. قاومتني في البداية ولكن لدهشتي الكبيرة استسلمت لي بالكامل بعد دقائق..

 

معها شعرت بأنني أسعد رجل في العالم.. وكان جداً صعب عليّ أن أبتعد عنها.. لم أستطع التوقف عن ممارسة الحُب معها بسبب عشقي الكبير لها..

 

وبعد فترة احترق مصنع اليخوت وتم قتل الحُراس.. ورغما عني اضطررت للابتعاد عن زوجتي المُشاغبة.. وفي العاصمة تلقيت مُكالمة منها.. وعندما سمعتُها تقول كلمة حبيبي سقطت على الأرض ونظرت أمامي بصدمة كبيرة..

 

طبعا أنهيت المُكالمة واتصلت بها من جديد.. وأعادت هيندا الهمس بكلمات عاشقة لي.. جعلتني أبكي بصمت من السعادة.. وكنتُ أحترق شوقاً للذهاب إليها وضمها بقوة إلى صدري..

 

وعندما عُدت إلى الجزيرة شعرت بأنني في الجنة مع حبيبتي.. ولأُسعدها أكثر اتصلت بصديقي آرثر وطلبت منهُ أن يُرسل نوح وعائلته إلى جزيرتي.. كما طلبت من آرثر أن يُنهي عقد العمل مع نوح ويعفو عنه.. وطبعا صديقي العزيز نفذ الخدمة التي طلبتُها منه..

 

فاجأت زوجتي بوجود عائلتها في جزيرتي.. وطلبت من نوح أن يظل هنا ويكون المسؤول عن حماية الجزيرة.. كما فتحت له ولزوجته حساب مصرفي كبير..

 

ثم بطلب من هيندا أقمت حفلة زفاف صغيرة على الشاطئ.. وأتى كاهن وزوجنا..

 

سعادتي كانت لا توصف.. انتقلت إلى العاصمة برفقة زوجتي هيندا بسبب أعمالي.. وفي ليلة الحفلة الكبيرة التي أقامها آرثر من أجل سولينا تلقيت صدمة حياتي.. صديقي آرثر كان بين الحياة الموت أمامي.. وكنتُ عاجزاً تماماً عن مساعدته..

 

وبدأت منذ هذه الليلة رحلة الخوف والقلق على صديق طفولتي...

 

 

آرثر جيانو**

 

بعد مرور شهرين على الحادث ودخوله في غيبوبة**

 

في غرفة العناية المركزة.. كان آرثر جيانو مستلقيًا في سريره بلا حراك.. محاطًا بأجهزة الرصد وأنابيب الأكسجين.. وجهه شاحب وعيناه مغلقتان.. ولم يكن هناك حركة تُذكر في جسمه.. سوى دقات قلبه الضعيفة التي كانت تصدر من جهاز القلب..

 

كان العالم خارج مستشفى غريس يبدو باردًا ومشمسًا في نفس الوقت.. ولكن داخل عقل آرثر.. كانت هناك عوالم أخرى تتجلى أمامه.. وفي هذه اللحظة.. انغمس آرثر في عالم الأحلام.. حيث بدأت الرؤية تتشكل..

 

في هذه اللحظة.. بينما كان الصمت القاتل يسيطر على الغرفة.. الأشياء في العالم الخارجي تبدو بعيدة وغير واضحة.. بينما داخل عقل آرثر.. انفتحت أبواب أحلامه..

 

وجد آرثر نفسه في مكان جديد.. في عالم آخر.. عالم مليء بالضوء والحياة.. مكان لا يمكن وصفه بالكلمات.. كان هناك نور ساطع يحيط بكل شيء.. وأصوات نسمات الهواء تراقصت بلطف حوله..

 

ولكن نظرات آرثر تجمدت في مكان بعيد.. كانت هناك شخصية مشرقة تتألق بالجمال والسعادة.. وكانت تقترب منهُ ببطء..

 

ابتسم آرثر بسعادة عندما ظهرت سولينا أمامهُ وبدأت تقترب منهُ تدريجيًا.. وجمالها كان يشع في كل اتجاه..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون


كانت تقف هناك متألقة بالسعادة والحب.. ولكن ما أن كان آرثر على وشك الاقتراب منها تجمد في مكانه عندما انتبه لخيال شخص يقف خلفها..

 

عقد آرثر حاجبيه عندما شاهد يد صغيرة تمسك بيد سولينا.. ثم شاهد ذلك الظل خلفها يتحرك وظهر أمامهُ طفل صغير.. عمره تقريباً سنتين..

 

الطفل كان يمتلك شعرًا أشقر كالقمح.. يتدلى على جبينه بأناقة.. وعيون زرقاء كالسماء تلامس نظرات سولينا.. ولكن اللافت كان الشبه الكبير بين هذا الصغير و آرثر نفسه.. الوجهان كانا متشابهين إلى حدٍ كبير.. وكانت هناك نبرة من الفرح في عيون الصغير والحب الذي كان يشع من وجه سولينا..

 

آرثر لم يكن قادرًا على التحدث أو الحركة.. لكن عينيه كانتا مفتوحتين على مصراعيهما.. شعر بالدهشة والتأمل أمام هذا المشهد الرائع.. سولينا تبتسم بحنان وترفع الطفل برفق في ذراعيها..

 

ثم بصوتٍ هامس مليء بالمشاعر قالت سولينا

 

" آرثر.. حان الوقت لتستيقظ.. لدينا حياة جديدة معًا.. لا تضيعها.. ننتظرُك بشوقٍ كبير "

 

كان آرثر يحاول بكامل قوته الرد والتحرك.. وكان يحاول أن يصرخ بأعلى صوته لكنه لم يستطع.. وفي هذه اللحظة.. شاهد سولينا والطفل يبتعدان عنه بسرعة عجيبة.. حاول رفع يده.. حاول التحرك.. وحاول أن يصرخ باسمها ويمنعها من الاختفاء أمامهُ هي وذلك الطفل الجميل.. ولكنهُ لم يستطع..

 

توسعت عيون آرثر بذهول عندما شعر بجسده يتم سحبهُ بقوة إلى الخلف.. مثل قوة غريبة كانت تجذبهُ بسرعة إلى الخلف.. لم يستطع مقاومة تلك القوة.. ولم يستطع الصراخ باسم حبيبته..

 

وفجأة تلك القوة الغريبة رمته من على علو شاهق.. أغمض آرثر عينيه بقوة وانتظر لحظة ارتطام جسده بالأرض..

 

وهنا.. بدأت أصوات الأجهزة وأصوات العالم الحقيقي تتسلل إلى عقله.. شعر آرثر بألمٍ مُلتهب في جسمه.. وبرودة الزجاجة الباردة على جلده..

 

بدأت الألوان والأصوات في العالم الحقيقي تتسلل إلى عقل آرثر ببطء.. شعر بالضوء الساطع يؤلم عينيه.. وسمع صوت مراقبيه يتحدثون ويطمئنون على وضعه.. وسمع بعدها صوت خطواتهم تبتعد.. ثم.. ببطءٍ شديد.. عادت الحياة إلى أطرافه.. بدأت حركة الأصابع تعود إلى يديه.. وسمع صوت ضعيف من عالم اليقظة يتجدد..

 

أخيرًا.. مع كل مجهود ممكن.. فتح آرثر عينيه.. وقام بأول حركة.. تنفس بعمق من أنفه رغم شعوره بأنبوب مُزعج داخل فمع..

 

كان يشعر وكأنه يستيقظ من نومٍ طويل.. ولكن الشعور بـ سولينا والطفل الصغير ما زال حاضرًا بشكل واضح في عقله..

 

وأثناء ما كان يحاول تفسير ما حدث.. بدأت الدموع تملأ عينيه من فرط السعادة والحب الذي شعر به في ذلك الحلم الغريب..

 

وعلى الرغم من الألم والإرهاق.. شعر آرثر بسعادة غامرة تملأ قلبه.. كان يعلم أنه كان على وشك العودة إلى عالم اليقظة بعد رؤية حلمهِ الغريب..

 

فتحت جفوني ببطء بينما عارضتْ رؤيتي أضواء المصابيح.. أغمضت عيناي وحاولت التحرك ولكنني شعرت و كأن جسدي متخدر بالكامل ومفاصلي لم تتحرك.. فلم أقوى على تحريك جسدي بينما رائحة غريبة لمطهرٍ ما منتشرة في أرجاء الغرفة.. أنا في المستشفى؟!!!!....

 

تنفست بعمق وفتحت عيناي بشكلٍ  كامل.. نظرت حولي.. وفوراً تجمدت نظراتي على وجه ممرضة شابة وجهها مليء بالسرور والابتسامة السعيدة..

 

كنتُ أشعر بألمٍ شديد في جسمي.. ولكن هذا الألم لم يكن كافيًا ليُخيفني ويجعلني أقلق.. إذ لقد رأيت شيئًا في حُلمي.. شيء جعل قلبي يمتلئ بالسعادة والأمل..

 

سمعت تلك الممرضة تتحرك ثم أمسكت بيدي وهتفت بسعادة

 

" سيد آرثر.. أخيراً استيقظت.. إنها مُعجزة.. هل تسمعني سيد جيانو؟ "

 

نظرت إليها بضعف.. وحاولت التحدث.. لكن كانت كلماتي ما زالت ضعيفة ومختنقة.. لكن حاولت قدر الإمكان أن أُعبر وأتكلم..

 

همست كلماتي بصعوبة بينما كنتُ أسحب ذلك الأنبوب من فمي

 

" سولينا... والصغير.. أين هما؟ "

 

شهقت الممرضة بخوف وأبعدت يدي عن الأنبوب وقالت بقلق

 

" لا تزيله سيد آرثر.. قد تؤذي نفسك.. سأزيلهُ إن كنتَ تستطيع التنفس براحة "

 

حركت عيناي موافقاً.. ثم أغمضت عيناي وسمحت لها بإزالة ذلك الأنبوب الرفيع من فمي.. وبعد لحظات سمعت الممرضة تهتف بلهفة

 

" سأخرج وأطلب حضور الطبيب مايكل.. سأخبر الجميع بأنك استيقظتَ أخيراً سيدي "

 

استيقظت أخيراً!!!.. ماذا تعني بذلك!..

 

وبينما كنتُ أفكر بكلمات تلك الممرضة.. سرعان ما تسللت ذكريات تلك الليلة الموجعة إلى رأسي مسببةً زوبعةً داخلية هزت كياني..

 

تباً.. ما الذي حصل في الأمس؟!.. اللعين فيكتور أتى وأطلق عليّ النار... إلهي.. سولينا!!!!... هل أصابها؟!!... إن قام بأذية ملاكي سأقتله....

 

قاطعَ حبلَ أفكاري من فاجأني بدخوله وهو يهمهم بحزن

 

" لا.. أنتِ متأكدة أيتها الممرضة؟.. لقد كنتُ معه منذ نصف ساعة.. آرثر ما زال في غيبوبة "

 

رأيتهُ يقف أمام السرير.. تجمد في مكانه وجحظ عينيه.. ثم رأيت الدموع تترقرق في عينيه.. ثم هتف بسعادة بصوتٍ أصم أذناي

 

" آرثر.. أخيراً استيقظت.. شكراً لله... "

 

جلس بجانبي وعانقني وبدأ يبكي... ما اللعنة!!!!... هل فقد عقلهُ مايكل؟!!!... لماذا يتصرف بهذه الطريقة الغريبة وكأنهُ لم يراني منذ سنة!..

 

حركت يدي بضعف ووضعتُها على كتفه قائلا

 

" مايكل.. لقد قطعتَ أنفاسي.. ما بك صديقي؟.. توقف عن البكاء.. وكأنني كنتُ غائباً عنك لسنوات "

 

ابتعد مايكل عني ثم استقام بجلسته ورأيته يمسح دموعه التي أبت عن التوقف والسيل على وجنتيه.. وقال بحزن

 

" صديقي.. أنتَ لا تتخيل مدى سعادتي برؤيتك صاحياً من جديد.. ونعم لقد فعلت.. لقد غبتَ عنا لمدة شهرين كاملين.. كنتَ في غيبوبة آرثر "

 

نظرت إليه بصدمة وهمست بذهول

 

" ما الذي تقوله مايكل؟!!.. في الأمس كانت الحفلة.. وذلك اللعين فيكتور..... إلهي.. مايكل.. أخبرني أرجوك.. هل سولينا بخير؟!!... هل أصابها بمكروه ذلك القذر؟!!!... أخبرني.. أين هي ملاكي؟ "

 

أشاح مايكل نظراته بعيداً عن وجهي.. وعلى الفور أصابني الرعب إذ عرفت بأن ملاكي ليست بخير.. حاولت الجلوس لكنني لم أستطع.. أمسكت بيده وسألته بخوف أحرق قلبي من جذوره

 

" أرجوك.. قل لي بأنها بخير وذلك اللعين لم يقتلها؟!!... أجبني مايكل أرجوك "

 

نظر إليّ بحزن قائلا

 

" آرثر.. اهدأ لو سمحت.. الانفعال ليس جيداً لوضعك و.... "

 

قاطعته هاتفاً بإرهاق وبصوتٍ ضعيف

 

" لا يهمني.. فقط أخبرني.. هل قتلها ذلك اللعين؟!!... تكلم؟.... "

 

نظر مايكل في عمق عيناي وقال بهدوء

 

" لا.. هي بخير.. فقط أنتَ من أصابتك تلك الرصاصات "

 

أغمضت عيناي بارتياح وزفرت براحة وهمست بسعادة

 

" الشكرُ لله.. "

 

نظرت إلى مايكل وأنا أبتسم.. ثم سألتهُ بلهفة كبيرة

 

" أين هي سولينا؟!.. أريدُ رؤيتها.. دعها تأتي و... "

 

وقف مايكل بسرعة وتأملني بنظرات غاضبة.. ورأيتهُ بصدمة يمرر يده بتوتر بين خصلات شعره.. تنهد بقوة ونظر إليّ بحزن.. ثم هتف بصراخٍ غاضب

 

" لقد أخفتنا عليك للموت.. وعندما استيقظتَ من الغيبوبة تسأل عن تلك الحقيرة أولا... تبا آرثر.. لم تنتبه لما قلتهُ لك؟!.. لقد كنتَ غائب عن هذه الدنيا لمدة شهرين كاملين.. كنتَ في غيبوبة أيها الغبي.. وعندما استيقظتَ منها تسأل عن تلك الخائنة.. هي لا تستحق أن تُفكر بها.. فهي مجرد مُخادعة وكاذبة.. بدل أن تسألني عن ما حصل لك تسأل عنها!!!!.. تباً لها "

 

نظرت إليه بذهول وبصدمة كبيرة.. لماذا يتكلم عن ملاكي بهذه الطريقة؟!!..

 

بلعت ريقي وسألته مُستفسراً

 

" أولا لقد سمعتك.. ولا يهمني بتاتاً بأنني كنتُ في غيبوبة.. وثانياً.. لماذا تتكلم عن سولينا بهذه الطريقة وكأنها.... "

 

قاطعني مايكل هاتفاً بغضب

 

" لأنها واللعنة هربت في الصباح اليوم الثاني بعد تلك الليلة المشؤومة مع حارسك أنطونيو ديمر ولم تسأل عنك بعدها.. لم تهتم بأن تسأل عنك أو تتصل بأي أحد حتى تطمئن عليك "

 

شعرت بالبرد ينخر عظامي عندما سمعت ما تفوه به مايكل للتو.. نبض قلبي بعنف وشحب وجهي أكثر عندما تابع مايكل هاتفاً بغضب وبحنق شديد

 

" ظننت بأنها تكُنُ لك بعض من مشاعر الحُب.. ولكنها ملعونة أنانية وكاذبة.. كنتَ على وشك الموت بسببها.. وهي ماذا فعلت؟.. ذهبت دونَ رجعة مع حارسك الشخصي.. وعندما استيقظتَ من غيبوبتك ترغب بالاطمئنان عنها.. إذاً دعني أخبرُك بما حدثَ لك بسببها "

 

تنفس مايكل بقوة ثم قال بحدة وبغضب

 

" لقد أصابتكً ثلاث طلقات نارية في جسدك.. وخسرتَ كليتيك.. وتوقف قلبك عن النبض لمرتين.. وأدخلتك غرفة العمليات لمدة خمس ساعات.. وفي ثاني يوم اضطررت لعمل جراحة لك عاجلة وهي زراعة كلية كي لا نخسرك.. وكله بسبب ملاكِكَ سولينا... لذلك لا أريدُ أن أسمعك تتكلم أو تسأل عنها مجددا أمامي.. لقد أفسدتَ فرحتي برؤيتك مًستيقظاً.. ولا أريد سماع اسم سولينا مرة أخرى منك.. فهي لا تستحق حُبك لها وتضحياتك من أجلها "

 

كنتُ واقعاً تحتَ تأثير الصدمة.. صدمة لا مثيل لها.. لم أستطع فتح فمي والتفوه بحرفٍ واحد.. شعرت بروحي تنفصل عن جسدي.. وشعرت بوجعٍ كبير يفتك في قلبي..

 

تنهد مايكل بقوة وتابع قائلا بحزن

 

" سأخبر والدتك هايلي والجميع بأنك استيقظت.. فالجميع لم يتركونك ليومٍ واحد طيلة هذه الفترة.. بينما أول من سألتَ عنها هي ملاكك.. والتي تركتك وهربت مع عشيقها طوني "

 

ارتعشت أناملي بقوة عندما سمعت ما قاله.. توسعت عيناي وتأملت مايكل بصدمة كبيرة.. نظر مايكل إليّ بحزن وتابع بغصة قائلا

 

" يجب أن تعلم بأن والدتك هايلي هي من تبرعت لك بكلية.. تلك المرأة العظيمة التي قمتَ بلومها بسبب صمتها عن تلك الفاجرة.. والدتُك لم تفكر بنفسها وبصحتها.. بل كان كل همها أنت.. أرادتك أن تعيش حتى لو كان على حساب حياتها.. أمك امرأة عظيمة.. الأجدر بك أن تطلب مسامحتها ورضاها عليك.. فهي لم تتوقف عن ذرف الدموع والصلاة من أجلك حتى تطيب وتعود إلينا.. هايلي.. تلك المرأة العظيمة لم تتركك للحظة واحدة طيلة هذين الشهرين.. ورفضت الذهاب إلى قصرها والابتعاد عنك.. هي من تستحق أن تسأل عنها أولا.. وليس تلك الخائنة "

 

نظر مايكل في عمق عيناي.. تنهد بحزن وقال

 

" سامحني صديقي لأنني انفعلت أمامك.. لكن لم أستطع التحكم بغضبي "

 

استدار مايكل وخرج غاضبا بينما أنا كنتُ جامد وأفتح فمي من الصدمة.. شعرت بقلبي يعتصر ويحترق في مكانه.. وألم مُخيف اجتاح قفصي الصدري ومعدتي..

 

سولينا.. ملاكي.. ملاكي هربت مع حارسي طوني!!...  شعرت بوخز وبألم يجتاح جسدي بأكمله.. وأحسست بنيران الغيرة والغضب تأكلني.. فلم أتمالك نفسي.. أغمضت عيناي وصرخت بغضب أفقدني أنفاسي

 

" سوف أُريهما الجحيم "

 

كنتُ أتنفس بقوة وأنا أرتجف من شدة الانفعال.. وبكامل قوتي تحركت ورفعت جسدي وبدأت أزيل الأنابيب الطبية عن ذراعاي.. ولم أكترث لقطرات الدماء التي بدأت تسيل وتتساقط على الفراش..

 

ثم نظرت إلى صدري ومعدتي ورأيت بصدمة أثار مكان دخول الرصاصات في جسدي.. وأثار جرح كبير على كامل خصري يمتد إلى الخلف.. وكانت هذه الندوب تبدو في طور الشفاء ومعالمها بدأت بالزوال..

 

إذا ما قاله لي مايكل صحيح؟!.. لقد تركتني رغم علمها بأنني بين الحياة والموت.. تركتني وهربت مع ذلك الأرعن أنطونيو ديمر...

 

ورغم قسمي السابق بأن لا أنتقم من أحد إلا أنني قررت أن أخلف بهذا القسم الآن..

 

سأنتقم منهما وأجعلهما يحترقان في الجحيم بسبب خيانتهم لي..

 

وقفت بصعوبة وبدأ جسدي يترنح.. فجأة دخلت والدتي هايلي إلى الغرفة برفقة مايكل و ماكس و ليو.. تأملتني والدتي بنظرات مُندهشو وسعيدة ثم بخوف.. وهتفت والدتي برعب وهي تقف أمامي وتحاول منع نفسها من مُعانقتي خوفاً من ردة فعلي

 

" آرثر... يا إلهي.. لا أُصدق عيناي!!.. أخيرا استيقظتَ بُني.. سامحني.. سامــ.. "

 

قاطعتها عن الحديث عندما عانقتها وبدأت بتقبيل رأسها بحنان.. ورغم الوجع الذي كنتُ أشعر به في ساقاي إلا أنني تحملت الألم وحضنت والدتي بقوة وقلتُ لها بحنان

 

" أمي.. غاليتي.. لا تقوليها أبداً... فأنا من يجب أن يطلب منكِ السماح.. أمي الحبيبة.. سامحيني.. سامحيني "

 

كانت والدتي تبكي وتشهق في حضني بينما كنتُ أنظر بعاطفة إلى أصدقائي الثلاثة.. وأشرت لهم بيدي كي يقتربوا.. عانقتهم جميعا بقوة وأنا أقول لهم

 

" أنتم أغلى ما لدي في هذه الحياة.. وخاصةً أنتِ أمي.. لا أعرف كيف أشكركِ على تبرعكِ لي بكليتك.. لقد أنقذتِ حياتي.. أنقذتني من الموت بينما أنا جرحتكِ و... "

 

ابتعدت عني والدتي وأبعدت أصدقائي.. أمسكت بيدي وجعلتني أجلس على طرف السرير ثم جثت أمامي على ركبتيها ووضعت رأسها في حضني.. لم تتوقف والدتي عن البكاء.. وسمعتُها تقول من بين شهقاتها

 

" لا تشكرني أبداً فهذا واجبي.. كيف لي أن أُشاهدك وأنتَ على فراش الموت ولا أُحرك ساكنا؟!!... لقد أخفتني عليك حتى الموت يا ولدي.. لقد ظننت بأنني سأخسرُك كما خسرت شقيقتك.. ولو تطلب مني الأمر أن أتبرع لك بقلبي كنتُ سأفعل ذلك دونَ أي تردد.. لا تُشغل بالك بشيء.. المهم أنك بخير وبصحة جيدة "

 

أمسكت كتفيها وقلتُ لها بينما كنتُ أرفعها بضعف

 

" بل هو واجبي أن أشكركِ وأطلب منكِ السماح.. لأنني جرحتكِ وألمتكِ في تلك الليلة "

 

عانقتني والدتي برقة خائفة من أن تؤلمني.. لكنني عانقتُها بكامل قوتي وهمست لها بحنان كي لا تخاف لأنني بخير..

 

بعدها رحبت بأصدقائي وتكلمنا بأمورٍ عديدة.. وعندما سألت والدتي عن سولي الصغيرة قالت لي بأنها في القصر مع مربيتها.. وأعلمتني أنهم لم يخبروها بما حصل لي.. بل قالوا لها بأنني سافرت.. وهذا جعل الصغيرة تبكي في كل ليلة لظنها بأنني تركتها مثلما فعلا والديها..

 

خرجت من المستشفى في اليوم الثاني رغم معارضة مايكل الشديدة.. ولكنه أصر أن تذهب إريكا برفقتي إلى قصر والدتي لتعتني بي وتُشرف على جلسات الفيزيائية مع مُختص حتى أستطيع السير بشكلٍ أفضل وأُريح عضلات ساقاي.. وأول ما فعلته هو جلب طفلتي سولي الجميلة من المدرسة وقضاء كامل النهار برفقتها..

 

في اليوم الرابع كنتُ أجلس في مكتبي في الشركة عندما دخل ليون هاتفاً بسعادة

 

" الحمد لله على سلامتك آرثر.. لقد أخفتَ الجميع عليك "

 

وقفت وأسندت جسدي على العكازين وصافحته وأشرت له ليجلس.. ثم قلتُ لهُ شاكراً

 

" شكراً لك ليون.. والآن أخبرني ما آخر المستجدات بقضية فيكتور "

 

نظر إليّ بأسف وأجابني

 

" كما سبق وأخبركَ ستيف.. لا جديد في القضية.. لقد أخرجنا دراجتهُ النارية المُحترقة في قعر الوادي.. ووجدنا سلاحهُ ولكن لا يوجد أي أثر لجثته.. والسلاح الذي وجدناه يعود لحارسك ستيف.. يبدو واضحاً بأن فيكتور قد أخذ المسدس عندما أنقذتَ سولينا منه في تلك الليلة "

 

وقفت بسرعة وضربت بكلتا يداي سطح مكتبي بقوة.. وصرخت بغضبٍ كبير وبحقد

 

" ذلك الحقير.. لم يمُت.. لا يوجد جثة.. هذا يعني بأنهُ ما زال على قيد الحياة... كيف واللعنة لم تجدوه لغاية الآن؟.. أريد فيكتور خلف القضبان الحديدية وفي أسرع وقت "

 

انهار جسدي بضعف وسقطت جالساً على الكُرسي خلفي.. وقف ليون وتأملني بنظرات قلقة هاتفاً

 

" انتبه آرثر.. أنتَ ما زلتَ ضعيفاً "

 

أجبتهُ بسرعة كي لا يقلق

 

" أنا بخير.. فقط ساقاي ما زالت ضعيفة "

 

تنهد ليون براحة ثم جلس وقال بجدية

 

" اهدأ آرثر.. لقد طوقنا المنطقة كلها في تلك الليلة.. وحتى الآن لم أفهم بعد كيف نجى فيكتور من تلك السقطة وهرب!.. يبدو بالفعل بأنه شيطان بسبعة أرواح كما لقبهُ ستيف "

 

نظرت إليه بهدوء

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون

 

تنهدت بقوة وكلمتهُ بنبرة هادئة

 

" أعتذر لأنني فقدت أعصابي أمامك منذ قليل.. ولكن ذلك اللعين فاق جميع توقعاتي.. أولا تأمر فيكتور مع بيلا وأدخل إنسانة بريئة إلى السجن.. ثم خطف سولينا.. ولا تنسى كذلك.. لقد حاول قتلي الحقير.. ولذلك أريدك أن تجده حتى لو كان في الجحيم.. عليك أن تجدهُ وتجعلهُ يتعفن في السجن لمدى الحياة "

 

ضحك الكولونيل ليون بمرح بينما كان يقف.. ثم قال قبل أن يخرج

 

" هو لن يتعفن في السجن صديقي.. لأن حُكم الإعدام في انتظاره "

 

بعد خروجه دخلت مساعدتي إيما وقالت وهي تضع صينية بها أدوية وكأس من الماء

 

" لقد اتصلت الممرضة إريكا منذ قليل.. وأمرتني بأن أتأكد بأنك ستأخذ أدويتك في الوقت المُحدد سيدي "

 

قلبت عيناي وهمست بغيظ

 

" هذا ما كان ينقصني "

 

ابتسمت إيما بسعادة وقالت باحترام

 

" إنها أوامر الطبيب مايكل جونز "

 

تناولت حبوب الدواء ثم شربت الماء.. وعندما انتهيت همست بغضب بينما كنتُ أضع الكوب في الصينية

 

" مايكل جونز.. سأنتقم منك لأنك وضعت إريكا جاسوسة لمُراقبتي وتكون مثل ظلي اللعين.. حتى بعد هروبي منها من القصر ما زالت تُلاحقني.. تبا لك "

 

سمعت ضحكة إيما الخفيفة وعندما نظرت إليها بتساؤل كتمتها على الفور وقالت باحترام

 

" آسفة سيدي.. ولكن السيد ستيف يريد رؤيتك.. هل أسمح له بالدخول؟ "

 

اعتدلت بجلستي وكلمتُها بهدوء

 

" دعيه يدخل بسرعة "

 

حملت إيما الصينية وخرجت.. دخل ستيف ووقف أمام مكتبي وقال باحترام

 

" سيدي.. لقد أتيت لأُعلمك بأننا بدأنا نتحرى عن مكان أنطونيو ديمر والأنسة سولينا غران كما أمرت.. لكن لا جديد.. يبدو أن الأرض قد انشقت وبتلعتهم "

 

وقفت دون أن أستخدم العكازات.. اقتربت من النافذة بخطوات بطيئة ونظرت بشرود إلى المدينة.. وبدأت أفكر بتركيز.. إلى أين أخذها طوني يا ترى؟!!.. لقد مضى شهرين وأربعة أيام على اختفائهم.. استخدمت نفوذي وعلمت من إدارة المطار أنهما لم يغادروا البلد.. ولا يوجد أثر لهما في أي فنادق في البلد.. أين هي ملاكي؟!!..

 

استدرت ونظرت إلى ستيف ثم قلتُ له بجدية

 

" أخبر ليون أن يُعلمني على الفور في حال استخدم ذلك الخائن طوني بطاقاتهِ المصرفية.. فكل ما نعلمه أن سولينا قد تبرعت بكل أموالها لتك الجمعية الخيرية.. وذلك الغبي المحامي لا يعلم مكان إقامتها.. أنا متأكد بأنها لم تسافر خارج البلد.. ولذلك أريدك أن تجدها لي مهما كلفك ذلك.. هل كلامي واضح ستيف؟ "

 

أجابني ستيف بسرعة

 

" واضح سيدي.. ولكن سيد آرثر.. سبق وأخبرتك أنه تبين مع الكولونيل ليون بأن أنطونيو قد سحب مبلغا كبيرا من حسابه في المصرف قبل أن يهرب مع الأنسة غران.. يبدو أنه خطط لكل شيء مُسبقا "

 

 أغمضت عيناي بحزن ثم أمرته بالانصراف.. بعد خروجه نظرت أمامي بحزن ثم أمسكت هاتفي ونظرت إلى صورتها التي التقطتها لها دونَ أن تنتبه عندما كنا في سيشل في جزيرة ماهي.. نظرت إلى ابتسامتها الناعمة ثم إلى عينيها الضاحكتين..

 

تنهدت بحزن.. ثم همست بوجعٍ كبير

 

" لماذا؟!!.. لماذا تركتني ملاكي؟!!!!.. لماذا تخليتِ عني بينما كنتُ بحاجة ماسة إليكِ؟.. لماذا حبيبتي هربتِ مني؟.. أرجوكِ لا تقعي في حُب أنطونيو.. لن أتحمل ذلك.. لا تفعلي ذلك بي ملاكي "

 

وضعت يدي على صدري وشعرت بنبضات قلبي المُتسارعة والمتألمة.. استدرت وجلست بضعف على الكُرسي ولم أعُد قادراً على تحريك قدماي..

 

تابعت العمل رغم ألمي الجسدي والنفسي.. وفي المساء طلبت مساعدة ستيف ليُخرجني من المكتب..

 

بعد مرور أسبوع وأربعة أيام*

 

كنتُ أمشي بغضب ذهابا وإيابا في غرفة نومي في المساء بينما كنتُ أشتم بأفظع الشتائم التي أعرفها.. كنتُ غاضباً بجنون.. ولم يعُد باستطاعتي التحمل أكثر..

 

لا أثر حتى الآن لـ سولينا و طوني وخاصة لذلك اللعين فيكتور... كنتُ أشعرُ بالاختناق بسبب بُعدها عني وخاصةً لأنني كنتُ أتخيل ذلك الأرعن طوني يلمسها..

 

سأقتله إن فعل ذلك.. سيكون أنطونيو ديمر في عداد الأموات إن تجرأ ولمس ملاكي..

 

فجأة  سمعت رنين هاتفي الخلوي.. أخرجته من جيب سترتي ونظرت بدهشة إلى الشاشة.. لا يوجد رقم!.. من يا ترى يتصل بي الآن؟!!...

 

كنتُ على وشك تجاهل الاتصال.. ولكن دونَ شعور مني ضغطت على الشاشة وتلقيت المُكالمة.. ووضعت الهاتف على أذني وسمعت صوت عميق لرجل يقول


( آرثر جيانو... )

 

أجبته ببرود

 

" نعم.. من المُتكلم؟ "

 

أجابني بسرعة قائلا

 

( فاعل خير... )

 

اللعنة.. نبض قلبي بعنف ولعنت بداخلي.. شعرت بالتوتر.. لأنه كلما تلقيت مُكالمة من فاعل خير أعلم بسرعة بأن الأمر يتعلق بملاكي..

 

سألتهُ بسرعة وبحدة

 

" ماذا تريد؟.. تكلم "

 

أجابني بنبرة هادئة قائلا

 

( ربما يهمُك الأمر أن تعلم بأن سولينا غران سوف تتزوج بعد فترة ثلاثة أيام في كنيسة في الريف )

 

توقف قلبي عن الخفقان وتجمدت دمائي من الصدمة وارتعشت أناملي بشدة.. شحب وجهي بعمق وشعرت بأنني سأقع على الأرض..

 

أسندت جسدي على ظهر الأريكة.. وهتفت بغضبٍ شديد وبعدم التصديق

 

" أنتَ تكذب... من أنت؟!.. وكيف علمتَ بذلك؟!!.. أجبني؟.. وفي أي منطقة في الريف هي؟!!.. تكلم واللعنة "

 

سمعتهُ يُجيبني بنبرة هادئة

 

( أنا لا أكذب.. فهي سوف تتزوج من حارسك أنطونيو ديمر بعد فترة ثلاثة أيام.. أما في أي منطقة في الريف هي!.. سأُعطيك معلومة صغيرة عن المكان.. ابحث في مناطق الريف الشمالية )

 

وأنهى المُكالمة بكل بساطة...

 

نظرت إلى شاشة هاتفي بصدمة كبيرة.. ثم صرخت بجنون

 

" لا تُنهي المُكالمة أيها اللعين.. تبا لك.. سأقتله.. أنطونيو ديمر ستموت قريبا على يدي "

 

شعرت بغضبٍ عارم وغيرة أحرقت كياني وقلبي.. ملاكي سوف تتزوج من طوني!!!!... لم أستطع تقبل هذه الفكرة.. ولم أستطع أن أتمالك نفسي..

 

رميت هاتفي وأول ما رأتهُ عيناي هو الطاولة أمامي.. أمسكتُها ورميتُها بكامل قوتي لتنقلب وتتحطم على الأرض...


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون

 

وبدأت بتحطيم كل شيء أمامي.. كنتُ أركل كل ما تراه عيناي وأُحطم كل شيء قابل للتحطيم.. حتى توقفت في النهاية عندما دمرت غرفتي بأكملها..

 

كنتُ أتنفس بسرعة.. شعرت بأنني أختنق.. خلعت سترتي ثم رميتُها بعيداً.. نظرت إلى هاتفي وضغطت على الشاشة.. رأيت بحزن بأنني فعلا قد تلقيت مُكالمة من رقم شخصي لم يظهر على شاشة هاتفي..

 

عرفت هنا بأنني فعلا لم أتخيل تلك المُكالمة.. شهقت بقوة ومشيت بضعف فوق الحُطام..

 

خرجت إلى الشرفة ووقفت جامداً في مكاني.. شهقة قوية خرجت من أعماق روحي.. وفوراً انهار جسدي وجثوت على ركبتاي بانهيار وصرخت بألم أحرق قلبي وروحي


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون

 

" لا سولينا.. لا تتزوجي من طوني.. لا تفعلي ذلك حبيبتي.. أنا أحبُكِ بجنون.. لا تقتليني حبيبتي "

 

أخفضت رأسي بانكسار ووضعت يدي على قلبي لمحاولة مني لجعل ألمهِ يخف قليلا.. إذ كان قلبي يتمزق ويحترق من الألم..

 

رفعت رأسي ونظرت أمامي بجمود.. لا.. أنا لن أنكسر وأضعف بسببها.. سأجدُها وأنتقم منها وأجعلها لي بالقوة..

 

أمسكت هاتفي ثم وقفت وبعدها دخلت إلى غرفتي وخرجت منها بينما كل خلية في جسدي كانت تشتعل من الغضب.. وفكرت بألف طريقة للانتقام منهما.. ولم أنتبه بأن والدتي كانت تقف في زاوية الممر وهي تبكي بحزن...

 

كنتُ برفقة ستيف وبعض من رجالي أجوب الريف الشمالي منطقة بمنطقة وأنا أبحث مثل المجنون عنها منذ ليلة الأمس حتى في النهاية وجدتها..

 

ذلك الأحمق أنطونيو فتح عيادة هنا وعندما لفظت اسمهُ أمام شرطي عرفهُ على الفور وأخبرني أين يُقيم الطبيب النفسي وأين فتح عيادتهُ الخاصة..

 

سأحاسبهُ لاحقا على طريقتي الخاصة.. ولكن أولا أريد أن أرى ملاكي وأتأكد بأنها بخير رغم غضبي منها..

 

أمرت حُراسي كي يعودوا إلى المدينة وطلبت من ستيف أن يبقى برفقتي.. ركنت سيارتي في أخر الشارع كي لا ينتبه لها ذلك اللعين طوني.. وطلبت من ستيف لينتظرني في السيارة..

 

كان الوقت ليلا.. وكانت السماء تمطر بغزارة وكأنها تُعلن عن غضبي لجميع البشر..

 

مشيت ببطء ووقفت أمام المنزل وبدأت أتأملهُ بدقة.. هل أدخل وأُخرج سولينا بالقوة وأجعلها لي ومُلكي إلى الأبد!!!..

 

لا لن أفعل ذلك.. لآن انتقامي سيكون أعظم بكثير.. ولكنها ستكون لي في النهاية..

 

رفعت رأسي عاليا ونظرت إلى النوافذ.. رأيت ضوء خفيف عبر نافذة إحدى نوافذ الغُرف.. ولكن الذي لفتَ نظري وجمدني بصدمة هو رؤيتي لملاكي تقف وهي تُغمض عينيها خلف تلك النافذة..

 

قرع قلبي كالطبول عندما لمع البرق وشاهدت بوضوح معالم وجهها الجميل.. تبدو حزينة!!!... هل ألمها؟!!!.. هل جرح مشاعرها؟!!!.. هل لمسها؟!!... تباً.. سأقتلهُ إن فعل ذلك..

 

لمع البرق مجددا وتلاقت نظراتنا للحظة.. وفي هذه اللحظة غضبي منها اختفى بسرعة.. وقلبي العاشق لها نبض بسعادة وبشوق..

 

شعرت بالدفء في جسدي رغم هطول المطر.. وشعرت برغبة عميقة لأتسلق الجدار وتلك الأعمدة وأصعد إليها وأُعانقها بقوة وأمارس معها الحُب بجنون..

 

ولكن فجأة.. سولينا ابتعدت ولم أعد أراها.. هل عرفتني؟!!.. لا أظن وإلا كانت صرخت من الرعب.. أنا أعرفها جيداً..

 

ضغط على نفسي بشدة حتى أمنع نفسي من اقتحام المنزل وقتل ذلك الحقير طوني وأخطف ملاكي.. أخفضت رأسي واغمضت عيناي وتوعدت لها بداخلي بعقابٍ كبير.. ثم استدرت واتجهت نحو سيارتي...

 

ركض ستيف وهو يحمل مظلة سوداء.. وقف بجانبي وقال بقلق

 

" لقد تبللتَ سيدي.. لا نريدُك أن تمرض.. من الأفضل أن نذهب بسرعة إلى الفندق القريب "

 

نظرت إليه بامتنان وقلتُ له بهدوءٍ غريب

 

" لقد تغيرت الخطة.. أريدُ من الغد أن يكونوا جميع رجال أمني هنا مع أسلحتهم "

 

ابتسمت ابتسامة شريرة وفكرت بطريقة خبيثة.. ملاكي.. تحضري لمفاجأتي الجميلة لكِ..

 

ووسط أفكاري الشريرة مشيت برفقة ستيف باتجاه سيارتي.. وقاد ستيف السيارة باتجاه الفندق..

 

 

بعد مرور يومين**

 

وقفت بعيدا أمام الكنيسة أنتظر قدومها.. كنتُ قد طلبت من ليون أن يتكلم مع رئيس الشرطة في المنطقة هنا كي لا يتدخل عناصر الشرطة بما سأفعله.. رغم أن ذلك غير قانوني ولكنني لم أهتم.. وطبعا وافق ليون بعد أن وعدته بأنني لن أقتل أحد..

 

حسناً أتمنى أن لا يحدث ذلك...

 

ترجلت من سيارتي عندما رأيت سيارة ليموزين سوداء مُزينة بالورود تقترب من الكنيسة.. نظرت بقرف إلى السيارة السوداء وهمست بحقد

 

" لقد جلب لها ذلك الغبي سيارة سوداء اللون في يوم زفافها.. أحمق وسافل.. من يجعل عروس في يوم زفافها تصعد في سيارة سوداء؟!.. طبعاً فقط الأحمق أنطونيو ديمر "

 

سمعت ستيف يُقهقه بخفة بجانبي وعرفت بأنهُ سمعني.. لم أهتم بذلك.. بل وقفت أتأمل ملاكي عندما رأيتها من بعيد تترجل من السيارة...


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون

 

توقف قلبي عن النبض لثانية وعاد لينبض بسرعة مُخيفة بسبب جمالها الأخاذ.. تأملتُها بنظرات حنونة وهمست بإعجاب وبذهولٍ شديد

 

" إلهي.. ملاكي ما أجملكِ "

 

وعندما دخلت سولينا إلى الكنيسة.. مشيت في وسط الشارع والذي في لحظات قليلة تم تطويقه من قبل رجالي المُسلحين..

 

رافقني ستيف مع بعض من حُراسي باتجاه الكنيسة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون

 

وقفت أمام الباب أنتظر اللحظة المناسبة لدخولي.. وفي هذه الأثناء تم منع أي من سُكان المدينة من الاقتراب من الشارع.. وطبعاً عناصر الشرطة لم يتدخلوا..

 

نظرت إلى الداخل بحزن.. كان لدي أمل أن تقول سولينا.. لا أقبل.. ولكنها لم تفعل.. وهنا خاب أملي.. هي لا تحبني!!.. كيف ستفعل بعد كل ما فعلتهُ بها.. وخاصةً بعد الذي أنوي فعلهُ بها قريباً؟!!... لا يهمني.. سوف تتعلم أن تحبني ولو بالقوة..

 

وعندما سمعت الكاهن يسأل ذلك القذر إن كان يقبل بـ سولينا زوجةً له.. أزلت نظراتي الشمسية وسلمتُها لحارسي.. ثم أشرت لـ ستيف بيدي وبسرعة دخلت إلى الكنيسة برفقة ستيف و عشرين عُنصراً من حرسي الشخصي..

 

وقفت خلفهم.. وصرخت بصوتٍ غاضب

 

" ابتعد عنها في الحال.. إنها لي... "

 

رأيتها تدير رأسها ببطء وتلاقت نظاراتي الغاضبة بنظراتها المُرتعبة.. وسقطت الباقة من يدها ورأيت شفتيها تتحرك وهي تهمس بشيء لم أسمعه..

 

وشعرت بصدمة كبيرة عندما سمعت ما قالهُ لها أنطونيو ديمر.....

 

 

سولينا**

 

آرثر هنا!... هذا مستحيل!!!.. أنا أحلم..

 

فكرت برعب بذلك.. ولكن قاطع تفكيري المُرتعب طوني وهو يمسك بيدي اليسرى ويضغط عليها بخفة قائلا

 

" آسف سولينا.. أنا لا أستطيع أن أربطكِ بي لمدى العمر بينما أنا أعلم جيداً بأنكِ تُحبين رجل آخر.. وأنا بالنسبة لكِ لستُ سوى صديق أو أخ "

 

نظرت إلى طوني بذهول.. ولكن فجأة رأيت آرثر يقف أمامنا وهو يوجه لكمة قوية إلى وجه طوني صارخا بقوة وبغضب أعمى

 

" لقد قلتُ لك ابتعد عنها.. وإياك أن تلمُسها أمامي "

 

وقف طوني أمامه وهو يمسح بيدهِ الدماء التي سالت من أنفه.. بينما أنا كنتُ أقف برعب خلف آرثر وأنا أرتعش بعنف..

 

سمعت طوني يقول لـ آرثر بنبرة هادئة

 

" لقد سمعتك.. لا داعي للعنف.. بدل أن تشكرني تلكمني.. هذا متوقع منك أرثــ.... "

 

قاطع حديثهُ آرثر هاتفاً بغضب أعمى

 

" على ماذا سأشكرك؟!!.. لأنك أردتَ أن تتزوج من ملاكي!!.. أو لأنك أردتَ بفعلتك تلك أن تحرق قلبي وتجعلني أعيش في الجحيم إن تزوجتها  "

 

نظرت إلى آرثر بصدمة كبيرة عندما سمعتهُ يهتف بحرقة بتلك الكلمات.. ارتعش جسدي بلذة وفكرت بسعادة.. آرثر يُحبني؟!.. هل هو فعلا يُحبني؟!!...

 

سمعت طوني يُجيبهُ بهدوء

 

" أنتَ مدين لي بالشُكر آرثر جيانو.. عليك أن تشكرني لأنني أنا من اتصل بك وأخبرك بأن ملاكك سوف تتزوج مني.. وهي في الريف "

 

جحظت عيناي بصدمة وشعرت بذهولٍ تام.. طوني اتصل بـ آرثر؟!!.. ولكن كيف عرف بأنهُ استيقظ من غيبوبته؟!!.. ولماذا فعل ذلك؟.. لم أعد أفهم أي شيء...

 

وهنا سمعت طوني يضحك بمرح.. ثم قال بهدوء

 

" لا تشعر بالدهشة سيد جيانو.. ولا تنسى سيد آرثر.. أنا طبيب نفسي.. ولقد رأيت سولينا لمدة شهرين وهي خائفة عليك وتتألم على بُعدها عنك.. كما أنني شاهدتك في جزيرة فينوس كيف جُننت عندما أصابها الشلل وتحولتَ إلى رجلٍ آخر.. سولينا تُحبك وأنتَ تحبها.. صحيح أنني أغرمت بها.. ولكنني لا أستطيع أن أجعلها تنساك وتحبني.. سولينا لن تُحبني في يوم.. فذلك مستحيل.. وخاصةً لأنها.. لأنها حامل بطفلك "

 

سمعت شهقة روز الصادمة ثم شهقة الكاهن.. اهتز جسدي بقوة وشهقت بصدمة وارتعبت عندما رأيت آرثر يستدير ببطء وينظر إليّ بذهولٍ تام..

 

بدأت أخطو بخطواتٍ بطيئة مرتعشة إلى الخلف.. ومع كل خطوة كان يتقدم بها آرثر حتى لامس ظهري زجاج النافذة العملاقة.. وعلى الفور أحنيت ظهري قليلا وخبأت كلتا يداي انتفاخ بطني الواضح من قماش الفستان....


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون

 

ونظرت إلى آرثر بخوف نهش عظامي...



ليو تومسون**

 

في المستشفى.. كنتُ أقف بجانب السيدة هايلي و ماكس ننتظر بقلق أي خبر من مايكل عن وضع آرثر الصحي..

 

فجأة سمعت صوت ينده باسمي.. التفت إلى الخلف ورأيت ابنة شقيقتي إيفلين تركض باتجاهي وهي تهتف بحزن

 

" خالي.. أنا آسفة بسبب ما حدثَ لصديقك "

 

عانقتني إيفلين بقوة وبادلتُها العناق.. أبعدتُها عني قليلا ونظرت إليها بدهشة وسألتُها

 

" كيف عرفتِ بالحداث؟.. ولماذا أنتِ هنا؟ "

 

تأملتني بنظرات بريئة وقالت

 

" الخبر انتشر بسرعة في البلد.. الجميع يتكلمون عن الحادث الذي تعرض له السيد آرثر جيانو.. وأتيت لأقف بجانب خالي الوسيم "

 

ابتسمت برقة عندما ابتعدت عني إيفلين ووقفت أمام هايلي وقالت بحزن

 

" لا تحزني سيدة هايلي.. السيد آرثر سيكون بخير و يتـــ.. ااااااههههههههه.... "

 

لم تُكمل إيفلين جُملتها إذ رفعت هايلي يدها وصفعتها بقوة على خدها.. نظرت بصدمة كبيرة إلى هايلي ثم ركضت وأبعدت إيفلين من أمامها ووضعتُها خلفي لحمايتها.. ثم كلمت السيدة هايلي بغضب مكتوم

 

" لماذا صفعتها سيدتي؟.. هل يمكنني معرفة السبب؟ "

 

تأملتني هايلي بنظرات حزينة ثم نظرت بحقد إلى إيفلين وقالت بغضب

 

" ابنة شقيقتك عديمة التربية والأخلاق.. وهي تستحق ألف صفعة بدل الصفعة الواحدة "

 

توسعت عيناي بذهول.. ثم ارتعش جسدي بعنف عندما بدأت هايلي تُخبرني بكل ما فعلتهُ إيفلين مع آرثر و سولينا.. لم أستطع تحمُل حقيقة ابنة شقيقتي السوداء..

 

عندما انتهت هايلي من إخباري بكل شيء.. استدرت ببطء ونظرت بغضب أعمى إلى إيفلين.. والتي كانت تبكي برعب وترتعش بعنف من الخوف..

 

أمسكت ذراعها وجذبتُها خلفي بعنف.. خرجت من المستشفى ورميت إيفلين في مقعد سيارتي.. وقدت سيارتي بسرعة جنونية باتجاه قصري.. ولم أستمع إلى توسلات إيفلين حتى أُسامحها وأعفو عنها.. ولم أهتم لبكائها اللعين..

 

ما أن وصلت إلى القصر.. أوقفت السيارة وترجلت منها.. فتحت الباب وأخرجت إيفلين بعنف من السيارة.. جعلتُها تقف أمامي.. ولأول مرة في حياتي أرفع يدي وأصفع ابنة شقيقتي بكامل قوتي على وجنتها..

 

سقطت إيفلين أمامي على الأرض وبدأت تبكي وتنوح وتتوسل مني الرحمة.. أمسكتُها من خصلات شعرها ورفعتُها أمامي لتقف على قدميها.. نظرت إلى وجهها بحقد وهتفت بغضب أعمى

 

" كيف فعلتِ ذلك بصديقي وبحبيبته؟.. كيف استطعتِ فعل ذلك بهما؟.. لهذه الدرجة وصل بكِ الانحطاط؟!.. مرغتِ شرفكِ اللعين بالوحل.. دخلتِ إلى غرفة نوم صديقي وتعريتِ وانتظرتهِ على فراشه!.. ثم افتعلتِ المصائب في جزيرته.. وبعدها ذهبتِ إلى قصر هايلي لتنشري سمومكِ.. أنتِ لستِ ابنة شقيقتي بعد الآن "

 

بكت إيفلين بهستيرية.. تأملتني بنظرات نادمة وهتفت بخوف

 

" سامحني خالي.. سامحني أرجوك.. لم أكن بكامل وعيي عندما تصرفت بتلك الطريقة "

 

نظرت إليها بقرف وهتفت بحدة

 

" اخرسي.. وإياكِ أن تكذبي عليّ "

 

بدأت أمشي أمامها ذهاباً وإياباً.. كنتُ أفكر بطريقة لمُعاقبتها.. فجأة وقفت جامداً في مكاني عندما رأيت ريكاردو حارسي يقف أمام مدخل قصري..

 

ابتسمت بخبث وهتفت بقوة

 

" ريكاردو.. تعال بسرعة "

 

ركض ريكاردو بسرعة ووقف أمامي وتأملني باحترام.. تأملتهُ بنظرات هادئة بينما كنتُ أفكر.. إنهُ شاب قوي ومُجتهد في عمله.. كما هو مُخلص لي.. والأهم بأنهُ مُحترم..

 

ابتسمت بخبث وسألتهُ بنبرة هادئة

 

" ريكاردو.. إن طلبت منك خدمة العُمر.. هل تُنفذها لي دونَ أي اعتراض؟ "

 

تأملني بنظرات مُندهشة.. ثم أجابني بسرعة

 

" طبعاً سيد ليو.. من المستحيل أن أنسى فضلك عليّ وعلى عائلتي.. لذلك سأنفذ أي شيء تطلبهُ مني سيدي "

 

رفعت يدي وربتت بخفة على كتفه.. ثم سألته

 

" هل توافق على الزواج من ابنة شقيقتي إيفلين؟ "

 

رفعت حاجبي وتأملت ركاردو بنظرات سعيدة.. إذ ما أن لفظت باسم إيفلين أمامهُ توسعت عينيه وشاهدت بريق الحُب بهما..

 

ابتسمت بخبث بينما كنتُ أُفكر.. لطالما انتبهت لنظرات ريكاردو الهائمة لـ إيفلين كلما أتت لزيارتي في القصر.. هو يُحبها.. ولن أجد زوجاً أفضل منهُ لها.. كما ريكاردو رجل قوي وشريف.. سوف يستطيع ترويض إيفلين وجعلها تحبهُ بوقتٍ قصير..

 

وكما كنتُ أتوقع هتف ريكاردو بسعادة ثم بخجل ثم بتوتر

 

" بالطبع موافق.. أقصد.. نعم سيدي.. أنا موافق.. سوف أوافق على أي شيء تطلبهُ مني "

 

ابتسمت بوسع وقلتُ له بجدية

 

" غداً سيكون زفافك على إيفلين.. وطبعا لا أريدُك أن تُخبرها بأنك تملك منزل كبير وحساب مصرفي كبير.. وطبعا لن تُخبرها عن أحوالك المالية الجيدة.. بالنسبة لها ستكون رجلا فقيراً لا تمتلك سيارة.. كما أريدُك أن تُعاملها بقسوة عندما تقوم بشتمك.. وسيكون منزل البستاني التابع لقصري منزلكما الجديد حتى أُقرر عكس ذلك.. والآن هل أنتَ موافق على مطالبي؟ "

 

ابتسم ريكاردو بوسع وأجابني بسرعة

 

" طبعاً سيدي.. لكن.... "

 

توقف عن التكلم وتأملني بنظرات متوترة وسألني

 

" ولكن سيد ليو.. هل يمكنني أن أعرف سبب هذا القرار المفاجئ منك؟.. وهل إيفلين موافقة على هذا الزواج؟ "

 

تنهدت بعمق وأخبرتهُ باختصار عن أسبابي.. ثم أخبرته بأن إيفلين طبعا لن توافق على هذا الزواج.. ولكنها ستكون مُرغمة على القبول..

 

عندما انتهيت من الحديث رأيت نظرات ريكاردو الحزينة.. ربتت على كتفه ثم سحبت يدي وقلتُ له بنبرة هادئة

 

" سوف تتغير إيفلين على يديك.. كما سوف تتعلم أن تُحبك.. أنا لن أجد لها رجل أفضل منك.. وهي أصبحت خارجة عن السيطرة حالياً.. لذلك قررت تزويجها منك.. أنتَ رجل مُحترم.. والدك خدم عائلتي لسنوات طويلة.. وأنتَ رئيس حُراسي.. وثقتي بك كبيرة "

 

أومأ ريكاردو موافقا وطلبت منه الانصراف.. استدرت ومشيت باتجاه إيفلين.. نظرت إليها بغضب وهتفت بوجهها

 

" تحضري لعقابكِ.. أولا.. حسابكِ المصرفي سأقفلهُ من الليلة.. ثانياً.. شقتكِ في المدينة هي مُلكي في الأصل.. لذلك هي لم تعُد لكِ منذ هذه اللحظة.. وثالثاً.. غداً سوف تتزوجين من حارسي الفقير ريكاردو.. وسوف تعيشين معهُ في منزل البستاني هنا.. هذا المنزل الصغير سيكون هديتي لكما بمناسبة زواجكما "

 

شهقت إيفلين برعب وبدأت تبكي بجنون وهي تصرخ باعتراض

 

" لا خالي.. أرجوك.. لا تفعل ذلك بي.. لا أريد أن أتزوج من ذلك الفقير والقذر.. إنهُ فقير ومعتوه.. أنا أكرهه.. أرجوك خالي لا تفعل ذلك بي.. لن أتزوجه.. مستحيل أن أوافق على ذلك "

 

طبعا أصريت على كلامي وحينها حاولت إيفلين الهروب.. لكن رجالي أمسكوا بها وطلبت منهم أن يضعوها في إحدى غُرف الخاصة بالخدم..

 

وطبعاً تزوجت إيفلين من ريكاردو رغماً عنها في اليوم الثاني.. ووسط بكائها ومُعارضتها للزواج زوجها القاضي جان بيار من ريكاردو..

 

وعرفت بأنها ستعود إلى رشدها قريباً وتعشق زوجها.. حسناً ليس قريباً.. ولكنها ستفعل.. مسكين ريكاردو سوف يُعاني الكثير بسببها.. ولكن طبعا سوف أدعمهُ مادياً ومعنوياً..

 

ولم يخب ظني بـ ريكاردو أبداً.. رغم أنهُ عانى الكثير بسبب ابنة شقيقتي العنيدة والغبية.. إلا أنهُ جعلها تتغير وتعشقهُ بجنون بعد مرور سبعة أشهر على زواجهما..

 

 

آرثر جيانو**

 

وقفت على بُعد خطواتٍ قليلة منها بينما كنتُ أنظر إليها بذهول وبصدمة.. هي حامل مني؟!!.. واللعنة كيف؟!!...

 

فكرت بغضب بذلك.. ثم اقتربت منها وأمسكت ذراعيها وأبعدتهما عن بطنها ونظرت إلى انتفاخ بطنها المستدير.. بلعت ريقي بقوة وسألتها بهمس

 

" كيف حصل ذلك؟!!.. أنا لم ألمسكِ بعد تلك الليلة في اليخت.. كيف تكونين حامل بطفلي؟ "

 

رفعت نظراتي وتأملت وجهها الشاحب بحزن.. رأيتها ترتعش بقوة.. فأمسكتها من كتفيها وصرخت بغضب

 

" تكلمي... كيف؟!!.. كيف تكونين حامل بطفلي بينما أنا لم ألمسكِ بعد تلك الليلة المشؤومة؟ "

 

أغمضت سولينا عينيها وهمست بصوتٍ مهزوز بالكاد سمعته

 

" أنتَ.. لا.. لا تتذكر.. في.. في.. سيشل.. في جزيرة ماهي.. تلك الليلة.. كنتَ محموما.. و.. و... و... "

 

أغمضت عيناي وزفرت بساعدة.. نظرت إلى وجه ملاكي وهمست برقة

 

" لم يكن حلماً؟!!.. إلهي.. لم أكن أحلم.. لقد حصلت تلك الليلة بيننا بالفعل.. إلهي.. شُكراً لك.. "

 

اقتربت منها بسرعة وعانقتها بقوة إلى صدري.. شهقت سولينا بدهشة عندما رفعت جسدها عاليا وبدأت أدور بها وألتف وأنا أهتف بسعادة

 

" لم يكن حلما!!.. لم يكن.. إلهي كم أحبكِ.. لا بل أنا أعشقكِ أيتها الغبية.. أعبدُكِ ملاكي "

 

أنزلتها برقة لتقف أمامي.. نظرت بعشق إلى عينيها الجميلتين.. رأيت دمعة تسيل ببطء على وجنتها.. وسمعت سولينا تسألني بصدمة كبيرة

 

" أنتَ تُحبني؟!.. هل أنتَ فعلا هنا؟.. أم أنا أحلم من جديد؟ "

 

مسحت برقة تلك الدمعة عن وجنتها.. ونظرت في عمق عينيها وقلتُ لها بنبرة عاشقة وحنونة

 

" أحبُكِ ملاكي.. أرجوكِ سامحيني على كل ما فعلتهُ بكِ.. لقد أحببتكِ من النظرة الأولى.. ولكن القدر استطاع أن يُفرقنا.. أحبكِ أكثر من حياتي.. ولم أعشق امرأة سواكِ في حياتي كلها "

 

ابتعدت عنها قليلا ثم وضعت يدي بجيب سروالي وأخرجت علبة مُخملية سوداء صغيرة الحجم.. فتحت العلبة أمام ملاكي.. وسألتُها برقة

 

" هل تقبلين أن تتزوجي بي وتكونين لي إلى الأبد ملاكي؟ "

 

نظرت سولينا إلى وجهي بصدمة كبيرة.. ثم توسعت عينيها عندما نظرت إلى الخاتم في العلبة.. رمشت بقوة.. ثم رفعت نظراتها واستقرت في عمق عيناي..

 

شحب وجهها قليلا.. وسمعتُها تهمس بذهول

 

" هل طلبتَ الزواج مني للتو؟!.. وهل فعلا يوجد خاتم والدي الذي أهداني إياه في عيد ميلادي في هذه العلبة؟.. هو معك!!!... "

 

ابتسمت برقة وأمسكت بيدها المُرتعشة وقلتُ لها بحنان

 

" عندما اشترى منكِ ماكس الخاتم في ذلك اليوم.. كان بناءً على طلبي.. واحتفظت بهذا الخاتم.. في الحقيقة كنتُ سأتزوجكِ اليوم حتى لو رفضتِ.. وصممت أن أضع هذا الخاتم في يدكِ كخاتم زواجنا.. إن أردتِ ملاكي سأشتري أي خاتم يُعجبكِ لاحقاً.. والآن.. أخبريني سولينا.. ما هو جوابكِ؟.. هل توافقين؟ "

 

شعرت بجسدها يترنح فأبعدت يدي بسرعة عن يدها وحضنت جسدها بقوة كي لا تسقط.. نظرت إليها بقلق.. ولكن ابتسمت بسعادة عندما رفعت سولينا رأسها ونظرت إليّ بهيام.. وسألتني هامسة برقة

 

" هل أنا أحلم؟!!.. إن كنتُ كذلك لا أريد أن أستيقظ أبداً.. أحبُك آرثر جيانو.. لطالما أحببتُك.. لقد أحببتُك من النظرة الأولى عندما رأيتُك في قصر والدي "

 

تسارعت أنفاسي ثم أغمضت عيناي وقرت وجهي من وجهها.. لامس خدي خدها الناعم وحاولت عدم البكاء أمامها.. تنهدت بسعادة وهمست قائلا

 

" ملاكي.. أنتِ أغلى ما أملكهُ في هذه الحياة.. أحبكِ بجنون.. أحبكِ سولينا سيزار غران "

 

بدأت بتقبيل وجهها بجنون في كل مكان.. وعندما توقفت مسحت شفتيها برقة بإبهامي وقلتُ لها بسعادة لا توصف

 

" ولا حبيبتي.. أنتِ لا تحلمين.. أنا هنا أمامكِ.. لقد أتيت اليوم لأحرق المنطقة بكاملها من أجلكِ.. لم أكن سأسمح لكِ بأن تتزوجي من رجل غيري.. كنتُ سأخطفكِ وأتزوجكِ بالقوة.. إلهي.. أحبكِ بجنون ملاكي "

 

كانت سولينا تتأملني بنظرات سعيدة وهائمة.. ابتعدت عنها خطوة ثم أمسكت بكلتا يديها بقبضتي.. نظرت إلى وجهها بعشق وقلتُ لها برجاء

 

" ملاكي.. أرجوكِ وافقي.. وأريحي قلبي الولهان والغارق في عشقكِ بجنون.. أريحيه وقولي موافقة "

 

بدأت سولينا تبكي وهذا أحزنني.. لأنني ظننت بأنها سترفضني.. ولكنها سحبت يديها من قبضتي ورفعتهما ووضعتهما على وجنتاي.. قربت وجهي من وجهها ونظرت في عمق عيناي وقالت بسعادة

 

" آرثر جيانو.. أنا لا أستطيع العيش من دونك أيها المجنون.. أنا أحبُك يا روح قلبي.. ولقد سامحتك منذ زمن.. بالطبع أنا موافقة.. سأكون زوجة مُحبة ومُخلصة لك وأم أطفالك لمدى العُمر "

 

ومزجت شفتيها برقة بشفتي.... قبلت شفتيها برقة ثم بدأت أمتصهم بجنون وأنا أشعرُ بسعادة لا توصف..

 

فجأة أمسك أحد بكتفي وهو يُحمحم.. توقفت رغماً عني عن تقبيلها... أبعدت ملاكي عني ونظرت إلى الخلف بغضب.. لأرى بذهول الكاهن يتأملني بنظرات غريبة..

 

بلعت ريقي بقوة عندما تحرك الكاهن من خلفي ووقف أمامنا وهو يُكتف يديه على صدره.. نظر إلى سولينا ثم إليَ.. وقال مُعاتباً

 

" أنا لا أتذكر بأنني قلتُ لك يمكنك تقبيل العروس "

 

ابتسمت بتوتر.. بينما سولينا كانت تخبئ وجهها خلف كتفي من كثرة الخجل.. نظرت إلى الكاهن ببراءة وأجبته

 

" كاهن فيليبو.. الأوراق جاهزة كما اتفقنا مسبقا.. ولكن هناك تغيير بسيط في الخطة.. وهو.. العروس موافقة.. يمكنك أن تزوجنا الآن "

 

قهقه الكاهن بمرح.. ثم غمزني وقال بنبرة هادئة

 

" عندما أتيتَ لزيارتي ليلة الأمس في منزلي.. أقصد لتُهددني.. عرفت بأن ملاكك تُحبك.. لأنني رأيت مدى اهتمامك وحُبك لها.. لدرجة أنك قمتَ بتهديد كاهن ليزوجك من حبيبتك رغماً عنها.. الحب جميل.. وعندما رأيت ملاكك اليوم تأكدت من حُبها لك.. كانت على وشك البكاء وهي تقف أمامي.. "

 

نظرت إليه بدهشة كبيرة لأنهُ فضح ما فعلت به أمام سولينا.. ضحك الكاهن بمرح وقال

 

" لقد سامحتُك بُني.. والأن حان الوقت لأزوجكما "

 

" ليس من دوننا "

 

استدرت بصدمة ورأيت والدتي هايلي برفقة لوي وهيندا و ماكس و غابرييلا و مايكل و إريكا.. ابتسمت بسعادة لا توصف.. وسألتهم بدهشة

 

" أنتم هنا جميعاً!!!... لكن كيف؟!!... كيف عرفتم؟! "

 

اقتربت والدتي وأمسكت بيدي وبيد سولينا وقالت بنبرة حنونة

 

" بعد نوبة غضبك في تلك الليلة وتحطيمك لأثاث غرفتك.. توقعت أن تتصرف بتهور.. وعرفت بأنك وجدت سولينا.. ويمكنك القول بأنني توقعت ما ستفعلهُ اليوم.. لذلك اتصلت برئيس حرسك ستيف وطلبت منه أن يُعلمني عن مكان الكنيسة.. لأنني أريد أن أكون متواجدة في يوم زفافك.. طبعا مع أعز أصدقائك.. وأنا في قمة سعادتي لأنني سأحمل حفيدي بين يداي قريبا "

 

عانقتها بقوة وهمست لها بسعادة

 

" شكراً.. شكراً لكِ أمي "

 

ابتعدت عنها ثم عانقت بالدور أصدقائي الثلاثة وشكرتهم على حضورهم اليوم.. نظرت حولي بدهشة إذ انتبهت لغياب طوني.. لقد رحل..

 

شكرتهُ بداخلي لأنه بالفعل يستحق الشُكر بسبب ما فعلهُ من أجل سولينا وسعادتها.. وعلى تضحيتهِ ليُسعد ملاكي..

 

وقفت بجانب ملاكي أمام الكاهن فيليبو.. وعندما قال لي في النهاية يمكنك تقبيل العروس اقتربت من ملاكي وأمسكت ذقنها بأناملي ورفعت رأسها وقبلتها برقة لا حدود لها وبشوقٍ وعشق لم تذكرهُ أبداً قصص الحب والغرام....

 

 

سولينا**

 

كانت سولينا تتألق بجمالها الطبيعي وابتسامتها الساحرة.. كان فستانها الأبيض يجعلها تبدو كالأميرة.. وقد حملت بيدها باقة من الورود البيضاء..

 

قدّم الكاهن كلمات معبّرة حول الحب والحياة الزوجية.. وسأل الزوجين عن التزامهما بأن يكونا معًا في السراء والضراء.. كان لديهما الفرصة للتعبير عن عهدهما الخاص..

 

عندما حان الوقت لتبادل العهود.. رفع آرثر يدهُ برفق ولمس وجه سولينا بأصابعه الدافئة.. ونظر إليها بعيون مليئة بالحب والإعجاب.. وقال بعشقٍ كبير

 

"سولينا.. أنتِ لا تعرفين كم أنتِ جميلة في هذا اليوم.. أنتِ الأجمل في هذا اليوم وفي كل الأيام.. أنا فخور بأن أكون هنا معكِ.. أقف أمامكِ وأتعهد أمام الله بحبي لكِ.. أعدُكِ بأن أكون إلى جانبكِ دائمًا.. وأعدكِ أن أحبكِ من كل قلبي وأحترمكِ بكل روحي.. أنا سأكون دائمًا بجانبكِ وأكون دعماً لكِ في كل الأوقات.. سأجعلكِ أسعد امرأة في العالم.. وأعدُكِ بأن أحميكِ حتى آخر نفس لي في هذه الحياة "

 

ابتسمت سولينا بسعادة ودموع الفرح تلمع في عينيها.. نظرت إلى وجه حبيبها وقالت

 

" آرثر.. أنتَ مصدر سعادتي وأماني.. أعلم أنك ستجعلني أسعد امرأة في العالم.. لأنك لا تخلف بوعودك أبدًا.. أنا أحبك من كل قلبي.. وأعدك أن أكون دائمًا إلى جانبك وأساندك في كل أوقاتك الصعبة والسعيدة.. أنتَ حُلمي الذي أصبح حقيقة "

 

وبينما كانت تتبادل العهود مع آرثر.. كان الكاهن يشعر بالفرح أثناء إتمام هذا الزواج المقدس.. عندما أعلنهما زوجًا وزوجة.. انتابهما شعور بالسعادة والأمان.. بدأ الحضور القليل بالتصفيق.. معبرين عن فرحتهم باندماج هذين الشخصين الرائعين بعد صراع وعذاب كبير..

 

وعندما أتما تبادل العهود.. أعلن الكاهن سولينا وآرثر زوجًا وزوجة برسمية.. وهنا آرثر انحنى وقبل شفاه سولينا برفق وعاطفة.. وكانت هذه اللحظة لا تُنسى بالنسبة لهما..

 

توقف آرثر عن تقبيلي وتأملني بنظرات عاشقة.. ابتسمت بخجل ثم سمعت ماكس يهمس قائلا لـ آرثر

 

" آرثر.. أين خاتم الزفاف الخاص بك؟.. هل نسيتَ جلبَ واحد بينما كنتَ تُخطط للزواج منها بالقوة؟.. هذا أكبر خطأ ارتكبتهُ في حياتك.. وكنتُ أعلم بأنك ستنسى فعل ذلك.. لذلك جلبت لك خاتم جميل "

 

قهقهت بخفة عندما أخرج ماكس علبة صغيرة من جيب سترته وسلمني إياها.. ثم تفاد النظر إلى آرثر الغاضب.. وقال ماكس موجهاً حديثهُ لي بمرح

 

" أول نصيحة لكِ بعد زواجكِ من صديقي.. اجعليه يُخفف من غضبهِ قليلا حتى نعيش بسلام جميعنا "

 

نظر آرثر إليه بغضب ولكن حركت يدي ووضعتُها على خده.. ومثل السحر اختفت نظراتهِ الغاضبة وتأملني بنظرات عاشقة..

 

رفعت يدي اليسرى وهمست له برقة

 

" يمكنك أن تضع الخاتم في أصبعي حبيبي.. فهو أجمل هدية منك.. خاصةَ لأنك احتفظتَ بهدية والدي من أجلي.. أحبُك "

 

وضع آرثر الخاتم في أصبعي البنصر.. ثم قبل يدي برقة.. بعدها أمسكت بيده ووضعت الخاتم المميز بتصميمه الذي جلبهُ ماكس في أصبع آرثر البنصر.. وعندما قمنا بتوقيع وثيقة الزواج أمسك آرثر بخصري ثم رفعني وحملني بذراعيه..

 

خرجنا من الكنيسة ورأيت بدهشة كبيرة حُراس آرثر يقفون أمامنا في الصفين.. وبدأوا برمي الزهور البيضاء علينا..

 

ركض آرثر وهو يضحك بسعادة.. وهتف لأسمعهُ

 

" هذه أمي بالتأكيد من أجبرتهم على رمي الورود علينا.. مساكين رجالي "

 

رفعت رأسي وقبلت خد آرثر ثم نظرت إلى الخلف ولوحت بيدي مودعة للجميع.. وضعني آرثر في المقعد الخلفي في سيارته ثم جلس بجانبي..

 

نظرت بدهشة إلى ستيف بينما كان يجلس في مقعد السائق.. نظرت إلى آرثر وسألتهُ بدهشة ولكن بصوتٍ هامس

 

" هل سيذهب ستيف برفقتنا في رحلة شهر العسل؟.. اوه.. صحيح!.. هل سنذهب في رحلة شهر العسل؟.. وإلى أين؟ "

 

عانقني آرثر ووضع رأسي على صدره وسمعتهُ يقول بسعادة أمام ستيف دونَ أن يشعر بالخجل

 

" هذا ستيف مثل الغراء.. خالف أوامري له وقرر أن يبقى برفقتنا ليحمينا.. ونعم ملاكي.. سنذهب في رحلة شهر العسل.. كنتُ قد خططت سابقاً لها "

 

أغمضت عيناي وشعرت بالفخر والفرح.. فقد أصبحت الآن زوجة لرجل لطالما حلمت به.. وكنتُ واثقة من أنني سأكون أسعد امرأة في العالم بجانب آرثر.. لأنني كنتُ أعرف بأنهُ لن يخلف بوعوده لي.. وأن حبه سيملأ حياتي بالسعادة والأمان في كل الأزمنة..

 

لدهشتي الكبيرة أخذني آرثر في رحلة شهر عسل إلى جزيرتهِ فينوس.. استقبلتنا عجوزي الجميلة ليلي بسعادة.. عندما رأيتهُا بكيت من الفرحة بينما كنتُ أحتضنُها..

 

وعندما ابتعدت عنها اقترب آرثر وقبل يديها ثم عانقها بحنان قائلا

 

" سامحيني أمي.. سامحيني لأنني أحزنتكِ.. وســ.. "

 

قاطعتهُ ليلي وهي تبكي بفرح

 

" لقد سامحتُك سيدي.. المهم الآن أنكما هنا وبخير.. مبروك لكما.. أنا سعيدة من أجلكما.. أتمنى لكما السعادة الأبدية "

 

كنتُ أنظر بسعادة إلى زوجي.. زوجي!.. ابتسمت برقة بينما كنتُ أهمس بكلمة زوجي بداخلي بطريقة حالمة.. أخيراً عادت السعادة إلى حياتي.. أخيراً تحقق حُلمي..

 

رافقتنا ليلي إلى القصر ثم قالت بمرح بأنها ستكون في منزل نوح إن احتجنا إليها.. حملني آرثر وصعد بي السلالم.. كنتُ أضحك بقوة عندما قال بانزعاج

 

" هذا الفستان أثقل من حياتي.. لا أستطيع الصبر حتى أُزيلهُ عن جسدكِ حبيبتي "

 

احمر جهي بعنف ونظرت إليه بخجل.. وضعني آرثر على السرير ثم جثى أمامي على ركبتيه وأمسك بكلتا يداي.. نظرت إليه بتعجُب عندما أغمض عينيه ووضع يداي على صدره.. وسمعتهُ بحزن يبكي وهو يقول

 

" أحبكِ ملاكي.. أرجوكِ لا تؤلميني بعد اليوم.. عندما رأيتكِ تقفين بجانب طوني وأنتِ على وشك الزواج منه شعرت بأنني أموت.. لن أتحمل خسارتكِ.. أعدُكِ بأنني سأفعل أي شيء لتكوني سعيدة.. فقط أحبيني ملاكي "

 

سحبت يدي من قبضته ووضعتُها على خده.. نظرت بحزن إلى دموعه وهمست قائلة بحرقة قلب

 

" لا تبكي حبيبي.. سامحني لأنني هربت وابتعدت عنك بينما أنتَ كنتَ بحاجة ماسة إليّ.. سامحني لأنني كنتُ ضعيفة وتخليت عنك بسبب خوفي.. أحبك آرثر جيانو.. وسأبقى أحبك إلى الأبد "

 

ضمني آرثر بقوة.. ثم أزال الفستان عن جسدي ورماه بعيداً..

 

وفي هذه الليلة.. مارسنا الحُب بعاطفة وبحبٍ عميق.. آرثر جعلني أسعد إنسانة في الكون في أحضانه.. وعرفت بأنني سأكون سعيدة معهُ إلى الأبد...

 

بعد مرور خمسة أشهر**

 

بعد مرور خمسة أشهر على زواجي من آرثر.. كنتُ أقفُ في المطبخ أُجهز له بنفسي وجبة الغداء المُفضلة لديه.. بينما الشيف ديفيد كان يقف في الزاوية وهو يكتف يديه بغضب لأنني عاقبته بذلك حتى يتوقف عن إزعاجي وعن خوفه المبالغ قليلا..

 

إذ كان ديفيد خائفاً عليّ أن أحرق نفسي أو أشعر بالإرهاق.. لأن ولادة طفلي اقتربت.. إذ حددت لنا الطبيبة الموعد في الأسبوع المقبل.. نعم طبيبة لآن زوجي الوسيم يغار بشدة..

 

نظرت إلى ديفيد عندما سمعته يهمس برعب

 

" سولينا.. انتبهي إلى بطنك.. سوف تضربينه في حافة الطاولة "

 

وضعت يدي على خصري وتصنعت الغضب وهتفت بوجهه

 

" سوف أشتكي عنك لزوجي.. توقف عن تخويفي.. وتوقف عن الخوف كلما دخلت إلى مطبخك العزيز "

 

تجمد ديفيد بذهول ثم نظر إليً بخوف وصرخ برجاء

 

" هل تريدينني أن أموت؟!.. سوف يقتلني زوجكِ إن أخبرته.. ثم أنا حقا خائف عليكِ وعلى الطفل صديقتي.. وليس على مطبخي العزيز كما تسمينه.. ثم تبدين اليوم وكأنكِ على وشك الولادة في أي لحظة.. سولينا.. أنتِ لا تشعرين بأي مغصة.. أليس كذلك؟ "

 

ضحكت بقوة.. ثم أجبته بمرح

 

" جبان.. لا تقلق.. لن أخبر آرثر إن وعدتني بأن لا تصرخ عليّ في كل دقيقة وتجعلني أخاف.. ثم ماذا تقصد بأنني أبدو على وشك الولادة في أي لحظة؟!!.. هل تنعتني بالسمينة؟!.. اعترف ديفيد وعلى الفور "

 

أمسكت بملعقة خشب طويلة وركضت بخطواتٍ بطيئة وثقيلة نحوهُ بسبب ثقل جسدي.. وبسبب قدماي المنتفختين.. وبينما كنتُ أركض صرخت بمرح

 

" سوف أثقب لك رأسك اليابس ديفيد إن نعتني بالسمينة مرة أخرى "

 

بدأ ديفيد يصرخ طلبا للنجدة وهو يركض ببطء وبطريقة مُضحكة.. ولكن مع ذلك لم أستطع اللحاق به.. فجأة دخلت هايلي ونظرت إلينا بذهولٍ تام وشرعت تضحك بعدها عندما ركض ديفيد واختبئ خلفها وهو يقول برجاء و بتوسل مُصطنع

 

" ساعديني سيدتي.. هي تريد ضربي.. لقد أصبحت عنيفة ومُخيفة... وسمينة قليلا "

 

ضحكت هايلي بقوة.. ثم سألتني بنبرة حنونة

 

" لماذا زوجة ابني العزيزة تريد ضرب الشيف ديفيد المسكين؟.. ماذا فعل لكِ سولينا؟ "

 

أشرت بالملعقة نحوه وقلتُ لها  بحزن حقيقي هذه المرة

 

" لقد نعتني بالسمينة.. وأعادها أمامكِ منذ قليل "

 

شهقت هايلي بقوة ونظرت بحدة إلى ديفيد وقالت تُعاتبهُ

 

" حقا ديفيد!!!.. كيف تقول لـ سولينا بأنها سمينة؟!!.. هي حامل في شهرها التاسع.. ومن الطبيعي أن يكون بطنها بهذا الحجم الكبير.. والحزن ليس جيداً لها ولحفيدي.. اعتذر منها على الفور "

 

تصنع ديفيد البكاء وقال لـ هايلي

 

" ولكن سيدة هايلي.. أنا لم أقل لها بأنها سمينة.. كل ما قلتهُ لها..  تبدين اليوم وكأنكِ على وشك الولادة في أي لحظة "

 

هتفت بسرعة باعتراض

 

" لم يقلها بالحرف الواحد لكنهُ قصدها "

 

نظرت إليّ هايلي بنظرات مصدومة.. ثم نظرت إلى ديفيد بصدمة كبيرة عندما قال بحزم

 

" لا.. لم أقصدها "

 

" بل فعلت "

 

" لا لم أفعل "

 

" بل فعلت "

 

صرخت هايلي بحدة علينا

 

" يكفى...... "

 

كتمنا على الفور أنا و ديفيد ضحكاتنا عندما قالت هايلي قبل أن تخرج

 

" يا لكما من طفلين.. مسكين ابني آرثر.. سوف يُصبح لديك ثلاثة أطفال.. زوجته و سولي الصغيرة والمولود الجديد.. هل تعلمان.. حفيدتي سولي تمتلك عقلا أكبر منكما.. تصرفاتكم مثل الأطفال.. إلهي.. أعطني نعمة الصبر "

 

بعد خروجها أطلقنا العنان لضحكاتنا ولكنني توقف عندما سمعت صفير عداد الفرن يُعلن عن انتهاء المدة التي وضعتُها به.. أخذت نفسا عميقا وزفرته بقوة عندما شعرت بمغصة خفيفة في أسفل بطني..

 

اقترب مني ديفيد وسألني على الفور بقلق

 

" هل أنتِ بخير سولينا؟.. هل أستدعي السيد كي يأتي.. تبدين شاحبة قليلا "

 

نظرت إليه بامتنان وأجبته

 

" لا.. لا تفعل.. إنها مجرد مغصة خفيفة.. ساعدني بوضع طعام آرثر في الصينية.. أريد أن أخذها له بنفسي إلى مكتبه في الطابق العلوي "

 

كنتُ أقف أمام باب مكتبه وأنا أحمل الصينية بكلتا يداي ولم أستطع فتح الباب.. تأففت بضيق وما أن قررت أن أفتح فمي حتى أطلب من آرثر ليفتح لي الباب.. تجمدت برعب عندما سمعته يهتف بغضبٍ مخيف

 

" ستيف.. ما اللعنة التي تقولها!!!... كيف ذلك؟!!.. كيف واللعنة لا تعلمون حتى الآن أين هي أراضيه وأين اختفى ذلك القذر فيكتور؟ "

 

بدأت أناملي ترتعش بقوة وشعرت بقلبي يهوي من مكانه.. نظرت إلى الباب بذعر وهمست برعبٍ كبير

 

" فيكتور ما زال على قيد الحياة وحراً طليقاً؟!... لا!!.. لا.. يا إلهي.. لا!!! "

 

 

آرثر**

 

كنتُ أتنفس بقوة بسبب شدة غضبي عندما سمعت ماكس يقول

 

" اهدأ قليلا آرثر.. لا تصب جام غضبك على ستيف.. فهو يفعل المستحيل مع ليون حتى يجدون ذلك الحقير فيكتور.. كما أن سولينا تبدوا غير مكترثة لأمره.. لذلك لا تنفعل إلى هذه الدرجة "

 

أغمضت عيناي بألم.. ثم نظرت أمامي بحزن وبشرود...


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 41 - بجنون

 

تنهدت بعمق.. وكلمت ماكس بغصة مؤلمة

 

" هل تعلم ماكس ما فعلتهُ أنا حتى أجعل زوجتي تستريح وتنسى؟.. لقد كذبت عليها وقلتُ لها بأن فيكتور قد مات.. أنا لم أستطع إخبارها الحقيقة حتى لا تخاف.. إنها عائلتي.. و طني و عشقي.. وأنا مستعد لفعل أي شيء حتى أُحافظ عليها آمنة وسعيدة.. حتى لو أجبرت نفسي على الكذب عليها "

 

تنهدت بقوة ونظرت إلى ماكس وتابعت قائلا بحزن

 

" أنا أعرف زوجتي جيداً.. ما مرت به كان صعباً جداً عليها.. وخاصةً بسبب ما فعلهُ بها ذلك القذر.. تذكر جيدا ما كان سيفعله بها فيكتور لو لم أصل في الوقت المناسب في ذلك اليوم.. كما أنها شاهدتني بين الحياة والموت بسببه "

 

بمجرد أن تذكرت ما كان سيفعله ذلك اللعين بها وكيف كان يلمسها شعرت بأنفاسي تضيق وبألمِ في قفصي الصدري.. لقد أراد ذلك القذر أن يغتصبها ويجعلها له لمدى العمر..

 

نظرت إلى ماكس المُندهش وقلتُ لهُ بغصة

 

" لقد اضطررت للكذب عليها لأجعلها تعيش براحة تامة.. تهديدهُ لنا لن يتوقف حتى أجدهُ.. وهو موجود الآن في مكانٍ ما لا يعرفهُ أحد.. لذلك شددت الحراسة في جميع قصوري ومنازلي وخاصةُ الحراسة اللازمة لي ولزوجتي سولينا وسولي أينما ذهبنا.. لن أستريح ماكس حتى أجد فيكتور مارسن وأرميه في السجن.. وعندها سأُخبر ملاكي كل الحقيقة "

 

اقترب ماكس ووقف أمامي.. وضع يدهُ على كتفي قائلا

 

" آرثر.. لا يجب أن ترهق نفسك وتفكيرك به.. ربما هرب خارج البلد.. لا نعلم.. ولكنه حتى الآن لم يظهر له أي أثر "

 

أزال يده عن كتفي.. وهنا نظرت إلى ستيف ثم إلى ماكس.. وهتفت بحرقة

 

" لا يهمني إن أرهقت نفسي بالبحث عنه.. لأنني مستعد أن أفعل أي شيء من أجل زوجتي.. كما أنني مستعد للموت من أجل عينيها "

 

نظرت باتجاه الباب بدهشة كبيرة عندما سمعت صوت دوي كبير لتحطم الزجاج وصرخة مؤلمة تعود لملاكي..

 

ركضت بسرعة جنونية وفتحت الباب ورأيت بذهول سولينا تقف أمامي وهي تحني ظهرها وتمسك بكلتا يديها بطنها.. اقتربت منها بقلق ورفعت رأسها برقة.. نظرت إلى وجهها بذهول عندما رأيتها تبكي بألم وهي تنظر بصدمة كبير إلى عيناي..

 

بلعت ريقي بقوة وسألتهُ بقلقٍ كبير

 

" حبيبتي.. ما الذي يؤلمكِ؟!.. أخبريني ملاكي "

 

فجأة شهقت برعب ونظرت إلى ساقيها بينما كانت سولينا تصرخ بألمٍ كبير.. نظرت إلى الأسفل ورأيت مياه أسفلها.. وساقيها وفستانها كانا مبتلين بهذا السائل..

 

صرخت برعب نهش قلبي

 

" سولينا... ما الذي يحصل لكِ ملاكي؟!.. ما هذه المياه؟!!!!...  "

 

سمعت والدتي هايلي تهتف بفزع

 

" آرثر.. احملها بسرعة وخذها إلى المستشفى فوراً.. هي تلد.. لقد انفجر كيس الماء قبل المخاض.. بسرعة تحرك "

 

سولينا تلد؟!!!!.. الآن!!!!... فكرت برعب وعلى الفور حملتها وركضت خارجا من القصر ووضعتها في سيارتي وقدت بسرعةٍ جنونية إلى المستشفى..

 

كنتُ أتألم بشدة بسبب صرخاتها المتألمة.. وحاولت جُهدي جعلها تهدأ قليلا.. لم أنتبه بأن الجميع تبعوني إلا عندما أدخلت سولينا إلى المستشفى.. رأيت مايكل ينتظرني مع الممرضين.. وقف أمامي وقال بنبرة جادة

 

" لقد اتصلت بي والدتك منذ قليل.. بسرعة آرثر.. ضعها على السرير "

 

وضعت سولينا برفق على السرير النقال.. وهمست لها بحنان بينما كنتُ أُحاول جُهدي أكبح دموعي من التساقط

 

" لا تخافي ملاكي.. سوف تكونين بخير أنتِ وطفلنا.. أنا معكِ.. لن أترككِ أبداً "

 

أمسكت سولينا يدي وضغطت عليها بقوة.. وقالت وهي تلهث بقوة بينما كانت دموعها تتساقط كالشال من عينيها

 

" لا تتركني آرثر.. لا تتركني حبيبي.. أنا خائفة... "

 

قبلت يدها وهتفت لها بحنان

 

" لن أترككِ أبداً حبيبتي.. لا تخافي ملاكي "

 

وقبل أن ندخل إلى غرفة العمليات سألني مايكل بتوتر

 

" طبيبتها ليست موجودة.. سأشرف بنفسي على توليدها.. هل تريد الدخول معنا؟ "

 

أجبته بسرعة

 

" نعم.. أنا لن أتركها أبداً "

 

ولفترة ساعتين كنتُ أقف بجانب السرير وأنا أمسك بيد سولينا.. قلبي ألمني بسبب رؤيتي لها تتألم بهذا الشكل..

 

نظرت بصدمة وبدأت أبكي من الفرحة عندما رأيت رأس طفلي.. وسمعت مايكل يهتف

 

" هيا سولينا.. ادفعي دفعة واحدة أخيرة وننتهي "

 

رفعت سولينا يدها التي كنتُ أمسكها بيدي وعضتها.. جحظت عيناي بصدمة وكتمت صرخة الألم.. لقد عضت يدي للتو لكنني لم أكترث..

 

فجأة.. توسعت عيناي بصدمة كبيرة عندما رأيت مايكل يسحب طفلي إلى الخارج ثم حملهُ بين يديه.. وما هي سوى لحظات حتى سمعت صوت بكاء طفلي.. سالت دموع الفرح من عيناي عندما طلب مايكل من الممرضة أن تجلب له مقصاً وسلمني إياه قائلا

 

" آرثر.. عليك أن تقص الحبل السري "

 

عندما فعلت بكيت بسعادة ثم حملت طفلي ووضعته في حضن سولينا المُرهقة.. نظرت سولينا إلى طفلنا ثم بدأت تبكي..

 

عانقتها وطفلي بسعادة وهمست لها برقة

 

" أشكركِ حبيبتي لأنكِ وهبتني ابن منكِ.. ماذا تريدين أن تسميه؟! "

 

مسحت دموعها برقة بأناملي.. نظرت سولينا بعاطفة إليّ وقالت

 

" أريدُك أن تسميه بنفسك "

 

نظرت إليها بنظرات مليئة بالعشق وهمست بسعادة

 

" سيزار جيانو.. ما رأيكِ ملاكي؟ "

 

تأملتني سولينا بعيون غارقة بالدموع.. ثم دفنت رأسها في عنقي وأجهشت بالبكاء وهي تهمس بدهشة كبيرة

 

" ها أنتَ جاد؟ "

 

رفعت رأسها ومسحت دموعها برقة وأجبتُها بحنان

 

" نعم ملاكي.. سوف أسميه سيزار تيمناً بوالدكِ الراحل سيزار غران "

 

ابتسمت سولينا بسعادة وهمست

 

" أعشقك آرثر جيانو "

 

قبلتها برقة على شفتيها وهمست بحنان

 

" وأنا أيضا أعشقكِ ملاكي "

 

 

بعد مرور سنتين**

 

دخل آرثر إلى غرفة نومه في المساء وهو يحمل بيده هدية لملاكه.. لكنه تجمد في مكانه من هول ما رأى.. كانت سولينا تجلس على الأرض أمام السرير وهي تعانق جسدها بكلتا يديها بينما كانت تبكي وتشهق برعب..

 

رميت على الأرض ما كنتُ أحمله بيدي وركضت وجثوت بجانبها.. أمسكت بكتفيها ورفعت جسدها قليلا وحضنتها بقوة وبدأت أكلمها برقة حتى تهدأ

 

" أنا هنا حبيبتي.. اهدئي أرجوكِ.. قلبي يتألم لرؤيتكِ بهذا الشكل "

 

رفعت سولينا رأسها ونظرت إليّ بعيون حمراء ومتورمة من كثرة البكاء.. وقالت بصوت مُختنق ومتألم

 

" لا أستطيع آرثر.. مهما حاولت نسيانه لم أستطع.. إنه هنا.. هنا.. أشعر بوجوده.. صدقني.. أنا خائفة منه.. لستُ خائفة على نفسي.. صدقني.. بل خائفة أن يأخذ سولي منا.. وخائفة أن يؤذيك مرة أخرى.. آرثر.. أنا أشعر بوجوده.. فيكتور هنا وقريب جداً.. رغم إصرار الجميع بأنه رحل.. إلا أنه لم يبتعد يوماً.. الكوابيس بدأت تراودني مجددا.. أنا أراه وهو يقتلك.. لا أستطيع التحمل.. ساعدني... "

 

أمسكت بوجنتيها بكلتا يداي وبدأت بتقبيل جيبنها بقبلاتٍ عديدة.. ثم دفنت رأسها في صدري.. وأقسمت لنفسي بأن أقوم بمطاردة فيكتور مارسن وأجده لو كان أسفل سابع أرض..

 

نظرت إليها بحنان وهمست بصوتٍ عميق وحزين

 

" ملاكي.. اهدئي حبيبتي.. أعدُكِ بأنني سأجده وأخلصكِ من هذا الخوف الذي أغرق روحكِ.. لو تبقى من عمري يوماً واحداً سأحرص على إيجاده وسجنه.. سأنتزعهُ من دماغكِ كي لا تفكري به مجدداً... سوف أحميكِ منه مهما كلفني ذلك ملاكي "

 

توقفت سولينا عن البكاء وتأملتني بنظرات حنونة.. ثم همست برقة

 

" أحبُك آرثر جيانو.. بجنون "

 

حملتها ووضعتها على السرير ثم خلعت ملابسي وبدأت أتأمل جسدها الرائع والذي لا يستره سوى قميص نوم أزرق شفاف.. والذي التصق بجسدها بإغراء..

 

استلقيت بجانبها وبدأت بتقبيل عنقها.. قبلتُها بشغف بينما تأوهاتها ملأت الغرفة وأطربت أذناي..

 

بدأت أقبلها وأنا أقول لها بشهوة أسكرتني

 

" كم أحبكِ ملاكي.. أنا أحب شعركِ الطويل ورائحته.. تباً.. أنا أعشقكِ بجنون.. بجنون ملاكي.. كم أحب رائحة جسدكِ التي أدمنتُها "

 

أزلت عنها قميص نومها وبدأت أنهال على جسدها بقبلاتٍ جنونية.. ثم رفعت ساقيها وأبعدتهما عن بعضهما.. دفعت عضوي الذكري بداخلها وبدأت بممارسة الحُب مع ملاكي.. بجنون.. بجنون مُطلق..

 

" أووووه... آرثر.. حبيبي.... "

 

جُن جنوني عندما تأوهت سولينا بمتعة وهي تلفظ اسمي من بين شفتيها.. دفنت وجهي في صدرها أقبله بجوع وبلهفة.. بينما أطلقت العنان لتأوهاتي بينما كنتُ أدفع عضوي داخل مهبلها بسرعةٍ جنونية..

 

انتفض جسدها بسبب قبلاتي ولماستي الجريئة.. أحاطت ظهري بذراعيها تضمني إليها بقوة.. ورفعت ساقيها ولفتهما حول خصري بينما كنتُ أدفع بداخلها بجنون وأنا أمتص عنقها بشهوة..

 

مارست معها الحب لساعات.. وعندما أفرغت سائلي بداخلها للمرة الرابعة.. صرخت بنشوة وبحب

 

" أنتِ لي.. إلى الأبد.. أحبكِ بجنون سولينا غران "

 

من بعيد**

 

من بعيد... ومن وراء حدائق القصر وأسواره... كان يقف بجمود وهو يراقب ويترصد بمنظار بعيد المدى يحمله بيديه وهو يتأمل ويراقب لساعات جسد سولينا الذي يعشقه يتلوى بجنون أسفل جسد ذلك الحقير زوجها..

 

أخفض فيكتور المنظار وهمس بكره وبنبرة مُخيفة

 

" آرثر جيانو.. رصاصاتي لم تقتلك كما كنتُ أتمنى.. يبدو أنك تمتلك الكثير من الأرواح لتخسرها.. وسوف أحرصُ بنفسي على جعلك تخسر كل تلك الأرواح.. و.. قريبا.. "

 

وضع المنظار في حقيبته ونظر بكرهٍ كبير نحو القصر.. وعينيه كانت تلمع بوحشية.. ثم ابتسم ابتسامة شيطانية وهمس بوعيد

 

" لقد حان الوقت.. وقريبا جداً سوف تكونين لي وحدي.. وإلى الأبد.. سولينا غران... "

 

ثم ضحك بجنون وقال قبل أن يدير ظهره ويدخل إلى سيارته

 

" تحضروا.. الآتي أعظم...... "

 

انتهى الفصل















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©