رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ستيف 😂😂 حان الوقت لتعيش حياتك.
    وأخيرا سولي حصلت على نصيبها من السعاده بوجود زوجها أطفالها وأصدقائها...احببت سولي من البداية كانت لديها امل في الحياة رغم كلشي حدث لها وهذا الامل جعلها تربح وتنجح لتحصل على سعادتها الخاصة.
    النهاية رائعة وجميله تسلم ايدك ❤️❤️ وشكرا لكي على تعبك ومجهودك وابداعك واتمنى لكي دائما التوفيق ❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لكِ من القلب لأنكِ أحببتِ النهاية يا قلبي.

      حذف
  2. و أخيرا ارتاحت سولينا ❤️و عوضها الله بأرثر العاشق و ليس أرثر المنتقم😍
    أحببت جدا النهايه و أعجبني مشهد القبض علي فيكتور و كيف كان لسولينا دور كبير في ذلك و كذلك حب أرثر لها و حمايتها و اعترافه إنه من أطلق الرصاص علي فيكتور و ليست سولينا ❤️
    الروايه جميله و احداثها مشوقه🔥 و النهايه رائعه🌹
    دومتي مبدعه هافن ❤️❤️❤️ و في انتظار روايه المتادور😘😘

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لكِ من القلب حياتي
      أشكركِ جزيلا لأنكِ أحببتِ روايتي وأحببتِ نهايتها.

      حذف
  3. جميله جدا وخلتيها كمان اجمل من الروايه الأولي تسلم ايدك

    ردحذف
  4. الروايه قمر زي اللي كتبتها وعلي الرغم اني قريتها قبل كده لكن كأني اول مره اقرئها
    منتظره اعرف اي هيا الروايه الجديده وامتي هاتنزل

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      سأبدأ بكتابة ونشر رواية المتادور

      حذف
  5. فين الروايه الجديده

    ردحذف
    الردود
    1. مساء الغد سأنشر الفصل الأول من رواية المتادور هنا

      حذف
  6. عزيزتي هافن...
    أقولها كالعادة أنا عاجزة.. عاجزة عن وصف شعوري الحالي... عاجزة عن وصف ما اجتاح كياني وما زال بفعل كلماتكِ... عاجزة عن التعبير في كم سحرتني حروفكِ...
    ربما ترين أن الكلام مكرر، ولكن.. أوليس التكرار يفيد التأكيد؟ أنتهيت اليوم من رواية حياتي سجن وعذاب، لقد وصلتني دفء المشاعر التي حملها فصل النهاية، عشت مع سولينا وآرثر مشاعر الحب، الأمان، السعادة وفجأة انقلب كل شيء رأس على عقب ليعود بعدها الأمر ليؤكد قوة ذلك الحب الذي ولد من رحم المعاناة والألم...
    لطالما سحرتني بحروفك، لطالما فصلتني رواياتكِ عن الواقع، لطالما عشقت العالم الذي تأخذيني بل تأخذينا إليه...
    أجد في عالمكِ النعيم كاسمكِ (هافن) حقًا هذا اللقب يجسدكِ ويجسد العالم الذي خلقته لنا كقراء...
    تبقين دون منازع كاتبتي المفضلة، تبقين وبلا شك الأكثر إبداعً، أعلم أن هناك هافن واحدة فقط، ولن تتكرر، فخورة أنا وسعيدة لقدرٍ جمعني بكِ...
    كان يمكن لهذا اليوم أن يكون مثل باقي الأيام في حياتي والتي يغلفها البؤس، ولكن أنا أكتب هذا مع ابتسامة على شفتي، هذا اليوم مختلف، أنني سعيدة، شعرت بالسلام يصل لأعماق روحي، وأنا أعني كل حرف من قلبي. لا أعلم كيف أصف هذا الشعور، لكن أتمنى أنه وصلكِ بعض مما تصنعينه من سعادة لي، كيف لا أكون وأنا قارئة لك؟
    ممتنة يا نعيمي الجميل والمتفرد لوجودكِ، أحبكِ جدًا...
    أما بالنسبة لرأيي عن الرواية بدون أن أقول أنتِ تعرفين رأيي صحيح؟؟ ؟
    ولكن أيضًا سأدع كل شيء للمراجعة التي سأكتبها عنها، أنتظريها سأفعل عندما أتفرغ...
    يااااي هافن أحبكِ جدًا بقدر الحب الذي تحمله رواياتكِ...
    يا بهجتي🦋🖤.

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبة قلبي أنتِ
      أشكركِ من أعماق قلبي لأنكِ جعلتني سعيدة خاصة في هذه اللحظات بينما كنتُ أقرأ رسالتكِ الجميلة والرائعة
      كلمات الشكر لا تُعبر عن مدى شُكري لكِ
      وكلمات الحُب والتقدير لا تُعبر عن مدى محبتي لكِ وامتناني وتقديري لكِ الكبير
      أحبكِ أكثر
      وشكرا لأنكِ أحببتِ روايتي وأحببتني وأحببتِ عالمي الخيالي
      أتمنى أن أظل دائما عند حُسن ظنكِ بي ككتابة
      كل الحب والتقدير لكِ غاليتي.

      حذف
  7. واو جميلة للغاية ونهاية رائعه عزيزتي .. حبيت 🌺

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لكِ من القلب لأنكِ أحببتِ روايتي ونهايتها يا قلبي.

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش



سأعيش



النهاية








 

ستيف**

 

مثل كل يوم.. وقف ستيف في وسط ساحة القصر في الصباح وأعطى تعليماتهُ للحُراس لمراقبة المكان وحماية السيد آرثر وعائلته..

 

تنهدت برقة ثم ابتسمت بحنان عندما رأيت السيدة ليلي تخرج من القصر وهي تحمل صينية صغيرة.. اقتربت ليلي ووقفت أمامي وقالت بنبرة حنونة

 

" صباح الخير أيها الوسيم.. لقد جلبت لك قهوتك المُفضلة "

 

أمسكت الفنجان ورفعته ثم شكرتُها قائلا بامتنان

 

" شكراً لكِ سيدتي.. أصبحت مُدمناً على قهوتكِ الصباحية "

 

تأملتني ليلي بنظرات لعوبة جعلتني أشعر بالارتباك.. وسمعتُها بذهول تُكلمني بنبرة حالمة

 

" توقف عن مُناداتي بسيدتي.. ليلي تكفي.. ثم أنا أشعر أمامك بأنني مُراهقة أيها الشاب الوسيم "

 

تنهدت ليلي بطريقة هائمة.. وقالت بنبرة حالمة

 

" يا ليتَ الشباب يعود يوماً.. لو كنتُ شابة كنتُ خطفتك وتزوجتُك بالقوة.. لا أفهم بنات هذا الجيل ماذا يريدون وكيف يفكرون.. لو كنتُ مكانهم كنتُ جعلتك مُلكي إلى الأبد "

 

توسعت عيناي بذهول بينما كنتُ أنظر إليها بصدمة كبيرة.. ضحكت ليلي بمرح ثم داعبت وجنتي بأصابعها وقالت بنبرة خبيثة ومرحة

 

" لا تخجل أيها الوسيم.. أنا أقول الحقيقة فقط.. فأنتَ رجل وسيم وتتمتع بأخلاق نبيلة.. وأي فتاة تحلم بأن تكون زوجتُك "

 

سحبت ليلي أصابعها عن خدي ثم سألتني بحزن بينما كانت تنظر في عمق عيناي

 

" هل أنتَ شاذ؟ "

 

شهقت بذهول ثم احمر وجهي بعنف.. لو أحد غير العجوز الجميلة سألني هذا السؤال كنتُ قتلته..

 

رفعت رأسي عاليا وأجبتُها بعنفوان وبجدية

 

" طبعاً أنا لستُ شاذ.. لماذا سألتني هذا السؤال الغريب سيدة ليلي؟ "

 

قهقهت ليلي بمرح وقالت

 

" لقد أرحتني.. كنتُ أريد أن أكتشف لماذا ليس لديك حبيبة لغاية الآن.. قلبي يؤلمني عليك بُني.. فأنا أعتبرك بمثابة ابني.. وأريد أن أفرح بك "

 

ابتسمت برقة وأجبتُها بصدق

 

" السبب بسيط سيدتي الجميلة.. لم أجد لغاية الآن فتاة أحلامي "

 

تأملتني ليلي بغضب وقالت بحدة

 

" لم تجدها لأنك لم تأخذ إجازة منذ سنوات.. أنتَ تبقى في العمل وبرفقة سيدي الوسيم آرثر طيلة الوقت.. عليك أن تأخذ إجازة طويلة وقريباً.. عليك أن تستمتع في حياتك.. ستيف.. الحياة قصيرة جداً.. هذا اليوم لن يتكرر مرة أخرى.. ولن تستطيع إعادة الزمن إلى الوراء.. استمتع بشبابك واعشق.. الحُب سيغر حياتك "

 

نظرت إليها بحزن.. ولكن قبل أن تنتبه ليلي لنظراتي الحزينة أخفيتُها بسرعة.. تنهدت برقة وأجبتُها بصدق

 

" هذه الفترة السيد يحتاجُني بجانبه.. عليّ أن أحميه وأحمي عائلته.. تذكري سيدتي.. فيكتور مارسن ما زال حرا طليقا.. وهو يُشكل خطراً كبيراً على السيد وعائلته "

 

شتمت ليلي فيكتور بشتائم كثيرة جعلتني أضحك من أعماق قلبي.. ثم اقتربت ليلي وقبلتني على خدي وقالت بحنان

 

" أنتَ أفضل رئيس أمن رأيتهُ في حياتي.. وأوسمهم طبعاً.. استمتع بشرب قهوتك عزيزي.. حان الوقت لأرى سيدي الصغير سيزار "

 

دخلت ليلي إلى القصر وهنا تنهدت بحزن.. للأسف الحُب ليس لرجل مثلي..

 

شربت الفنجان باستمتاع وبلذة ثم سلمتهُ لخادمة.. وبينما كنتُ أمشي في حديقة القصر سمعت الحارس تيو ينده باسمي.. التفت ورأيتهُ يركض باتجاهي.. وقف أمامي وتأملني بنظرات متوترة قائلا

 

" سيد ستيف.. هناك فتاة غريبة أوقفت سيارتها أمام البوابة الخارجية للقصر.. وهي تدعي بأنها قريبة السيد آرثر.. طبعاً لم نسمح لها بالدخول.. وأتيت لأخبرك عنها.. ولكن تلك الفتاة ترجلت من سيارتها وهي تتشاجر الآن مع الحُراس "

 

نظرت إليه بتعجُب وفكرت بسرعة.. السيد ليس لديه أقارب.. ربما تكون هذه الفتاة قد أرسلها فيكتور الحقير.. وقبل أن أفتح فمي وأقول للحارس تيو بأنهُ أحسن التصرف.. سمعت بذهول فتاة تصرخ بملء صوتها بغضب أعمى

 

" آرثر.. آرثر.. أين أنت؟.. أبعد حُراسك الملاعين من أمامي وإلا قتلتهم.. ابتعدوا أيها الحمقى.. أنتم لا تعلمون من أكون.. سوف تندمون.. ابتعدوا من أمامي وافتحوا لي البوابة اللعينة في الحال "

 

نظرت أمامي بدهشة كبيرة وركضت بسرعة بينما كنتُ أضع يدي على خصري.. سحبت مُسدسي وركضت باتجاه البوابة الأمامية الحديدية..

 

وقفت خلف حُراسي والذين كانوا يقفون أمام البوابة وهم يحملون أسلحتهم.. وسمعت أحد الحُراس يهتف بحدة

 

" توقفي عن تهديدنا أيتها الأنسة.. ارحلي من هنا قل أن نتصل بالشرطة ويتم اعتقالكِ بتهمة محاولة اقتحام القصر والتهديد "

 

سمعت تلك الفتاة تهتف بغضب جنوني

 

" هل هددتني للتو أيها المعتوه؟.. سأحرص على أن يتم طردك من وظيفتك.. افتح البوابة وبسرعة أيها المخبول "

 

ركضت ووقفت بجانب الحُراس.. نظرت إلى تلك الفتاة وهتفت بحدة

 

" توقفي عن الشتم والتهديد.. من أنتِ؟.. وماذا تريدين؟ "

 

رأيت جسدها يتصلب.. ثم رأيتُها تُحرك رأسها ببطء ونظرت إليّ وتأملتني بنظرات حادة وغاضبة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

وفوراً لفتَ انتباهي بشكل خاص عيونها السوداء الجذابة وجمال وجهها الساحر..

 

شعرت بشيء دافئ يتسلل إلى قلبي عندما وقفت أمام هذه الفتاة الجميلة.. حيث تلألأت عيوني بإعجاب عندما التقت نظراتي بنظراتها.. كان هناك تأثير فوري جمع بيننا.. وشعرت بأن هذه اللحظة كانت مختلفة بشكل خاص عن أي لحظة أخرى في حياتي...

 

وعندما تلاقت نظراتنا.. لحظة ذهول متبادلة جمعتنا.. كان هناك تواصل غامض بيننا.. حيث اكتشفنا الجاذبية بيننا منذ النظرة الأولى..

 

كانت هذه اللحظة الأولى هي بداية قصة جديدة.. قصة تجمع بين شخصين من عوالم مختلفة.. وكانت نظراتهما المتبادلة هي اللغة الصامتة التي قالت إن هناك شيئًا مميزًا سيحدث بينهما قريباً...

 

بلعت ريقي بقوة وهمست بصوت لم يسمعهُ أحد

 

" كيف يمكن لفتاة بهذا الجمال أن تكون بهذا الشجب والغضب؟ "

 

وبذهول رأيت الفتاة تقترب بسرعة لتقف أمامي خلف البوابة.. وبدهشة كبيرة رأيتُها ترفع يدها ومررتها من بين القضبان الحديدية للبوابة وأمسكت بسترتي وجذبتني بقوة نحوها ليلمس وجهي القضبان الحديدية..

 

قربت وجهها مني ونظرت بغضب في عمق عيناي.. سمعت رجالي يتحركون وسمعت صوت مفتاح الأمان للمسدسات.. وعرفت بأنهم على وشك اطلاق النار على الفتاة..

 

رفعت يدي اليمنى وأشرت بها ليبتعدوا.. وهتفت بأمر

 

" لا أحد يُطلق النار دونَ إذن مني.. ابتعدوا جميعكم عن البوابة "

 

وطبعاً نفذوا أوامري جميعهم دونَ أي اعتراض.. والغريب هذه الفتاة لم تهتم برجالي وبأنهم كانوا على وشك قتلها منذ لحظات.. بل ظلت تتأمل في عمق عيناي بغضب..

 

كنتُ واقعاً تحتَ تأثير سحر عينيها الجميلتين.. وكان من السهل جداً عليّ إمساك يدها وابعادها عن سترتي.. ولكن شيء بداخلي منعني عن فعل ذلك..

 

وبصدمة كبيرة سمعت الفتاة الجميلة تهتف بغضب

 

" أنت.. تبدو المسؤول عن هؤلاء الحمقى.. اسمعني جيداً.. من الأفضل لك أن تفتح البوابة وتسمح لي بالدخول.. وإلا سأجعل آرثر يقوم بطردك وبطرد جميع هؤلاء الأغبياء "

 

همممم... رائحة أنفاسها مثل رائحة النعناع والورد.. جميل...

 

جعلتني أستيقظ من شرودي بجمالها وجمال رائحة أنفاسها عندما قربت وجهها أكثر ولمس أنفها أنفي.. وسمعتُها تهتف بغضب أعمى

 

" أيها الأحمق.. لم تسمع ما قلتهُ لك؟.. افتح هذه البوابة بسرعة وإلا جعلتُك تندم "

 

حسناً.. كنتُ مستمتعاً بأنفاسها وسحر عينيها.. ولكن كرئيس حرس السيد آرثر جيانو ليس مقبولا بتاتاً أن يتم تهديدي وأمام رجالي من قبل فتاة مُستهترة لا تعرف الذوق..

 

أمسكت معصمها وبحركة سريعة ودونَ أن أجعلها تتألم أبعدت يدها عن سترتي ثم استقمت في وقفتي ووضعت مسدسي في حزامه..

 

نظرت إلى الحراس وأمرتهم بصوتٍ هادئ

 

" افتحوا البوابة بسرعة "

 

 فتحوا رجالي البوابة دونَ أي اعتراض.. ولكن ما أن تحركت الفتاة لتدخل وقفت أمامها مثل الجدار ومنعتُها من الدخول..

 

لدهشتي الكبيرة رأيتُها تُكتف يديها على صدرها وتأملتني بنظرات حاقدة.. ثم هتفت بغضب

 

" اسمع أيها اللعين.. من الأفضل لك أن تبتعد عن طريقي وفي الحال.. وإلا... "

 

قاطعتُها قائلا بنبرة هادئة ولكن مُستفزة

 

" وإلا ماذا أيتُها الأنسة؟.. لا يحق لكِ تهديدي وتهديد رجالي وشتمنا بألفاظ بذيئة.. لو لم تكوني فتاة كنتُ تصرفت معكِ بطريقة مُختلفة "

 

شهقت تلك الفتاة بذهول ثم رفعت يديها لتصفعني.. ولكن بسهولة أمسكت معصمها وجذبتُها إليّ ليرتطم صدرها الجميل بصدري..

 

شعرت برعشة جسدها.. وبدأت تقاومني ولكن لم أبتعد عنها.. ضربت صدري بيدها اليسرى بينما كانت تحاول تحرير معصمها من قبضتي..

 

رفعت رأسها وتأملتني بنظرات حاقدة وهتفت بجنون

 

" أيها القذر.. ابتعد عني.. سأُريك.. أنتَ لا تعرف من أكون.. ولا تعرف ما أستطيع فعلهُ بك.. دعني في الحال "

 

طبعا لم أبتعد عنها.. شعرت بلذة بينما كانت تضرب صدري بيدها وتحاول الابتعاد عني.. وقبل أن أسألها عن اسمها وما تريدهُ من السيد آرثر.. سمعت بدهشة كبيرة السيد آرثر يهتف بغضب أعمى

 

" ما هذه الضجة؟.. ماذا يحدث هنا ستيف؟ "

 

التفت ورأيت السيد يقترب باتجاهنا وهو غاضب.. ثم وقف في مكانه ونظر بدهشة كبيرة إلى الفتاة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

ابتعدت بسرعة عن الفتاة.. وقبل أن أفتح فمي لأُجيب السيد رأيتهُ يركض ويقف بجانبي.. ثم هتف بسعادة كبيرة

 

" كيارا.. هذه أنتِ؟.. إلهي.. صغيرتي.. أنتِ هنا فعلا!! "

 

صغيرتي!!!.. تساءلت بذهول ونظرت بصدمة كبيرة عندما عانق السيد تلك الفتاة بقوة.. تأملتهما بنظرات مذهولة ورأيت تلك الفتاة تتأملني بنظرات متوعدة ثم ابتعدت عن آرثر وقالت ببراءة مزيفة

 

" آرثر.. لقد اشتقتُ لك كثيراً.. رجالك الوحوش عاملوني بطريقة مُهينة جداً.. ومنعوني من الدخول إلى قصرك وهددوني بجلب رجال الشرطة ليتم اعتقالي.. أنا خائفة "

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة عندما استدار السيد آرثر وتأملني بغضب أعمى هاتفاً

 

" كيف يتم مُعاملة ابنة خالتي بهذه الطريقة؟.. ستيف.. اشرح وبسرعة أسبابك "

 

سقط فكي إلى الأسفل وهمست بصدمة كبيرة

 

" ابنة خالتك؟!! "

 

رأيت تلك الفتاة تتأملني بنظرات مُستفزة خلف آرثر..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

ثم تلك الوقحة ابتسمت بطريقة شريرة عندما قال آرثر بغضب

 

" بعد ربع ساعة أريدُك مع رجالي في غرفة المراقبة.. وأدخل سيارتها وضعها في الموقف السفلي "

 

رأيت السيد آرثر يمسك بمعصم تلك الفتاة المدعوة بـ كيارا وقال لها بنبرة حنونة

 

" تعالي صغيرتي.. أعتذر بسبب سوء التفاهم الذي حدث بينك وبين رجالي.. أريدُكِ أن تتعرفي على زوجتي وابني الجميل سيزار "

 

راقبتهما وهما يبتعدان.. وبذهول رأيت تلك الفتاة تلتفت إلى الخلف ونظرت إليّ دونَ أن ينتبه السيد ثم أخرجت لسانها وفعلت حركات مُضحكة في عينيها وملامح وجهها.. وبدل أن أغضب قهقهت بمرح.. ورأيتُها بسعادة تتأملني بنظرات غاضبة ثم رفعت أصبع يدها الوسطى أمام وجهي..

 

توقفت عن الضحك ونظرت إليها بذهول ثم بغضب.. ابتسمت الوقحة بغرور ثم دخلت برفقة السيد إلى القصر...

 

حاولت السيطرة على غضبي وهمست بهدوء

 

" اهدأ ستيف.. إنها ابنة خالة السيد.. اهدأ وتظاهر بأنك لم ترى تلك الوقحة اليوم "

 

طبعاً لم أستطع أن اهدأ.. شتمت بعصبية وفكرت بغضب.. لقد رفعت أصبعها الوسطى أمام وجهي تلك الوقحة وعديمة التربية.. إن تجرأت وتصرفت أمامي بقلة أدب سوف أتصرف معها على طريقتي الخاصة..

 

وطبعا لم يكن ستيف يعرف بأن هذه البداية ستكون بداية لحرب طويلة بينهُ وبين الأنسة كيارا.. وهذه الحرب ستكون نهايتها قصة حُب مُشتعلة...

 

 

آرثر جيانو**

 

شعرت بسعادة لا توصف عندما رأيت ابنة خالتي في قصري.. كيارا هي ابنة خالتي هيلدا المتوفية.. والدها بعد وفاة خالتي منذ عشر سنوات أخذها وسافر إلى اليابان ليعمل.. ولم أرى كيارا منذ ذلك الوقت..

 

واليوم عادت كيارا إلى الوطن.. استضفتها في قصري وشعرت بالسعادة عندما أصبحت كيارا صديقة لملاكي..

 

وطبعا انتبهت للحرب القائمة بين كيارا وحارسي ستيف.. وعرفت كيف ستكون نهاية هذه الحرب الجميلة بينهما..

 

بعد مرور أسبوع**

 

دخل آرثر إلى غرفة نومه ووجد الأضواء مختفية تمامًا.. ولكن رأى نور خافت ينبعث من خلف الستائر الشفافة أمامه.. توجه نحو المصدر وببطء فتح الستائر ليرى زوجته سولينا وقد تمددت بأناقة على الأريكة.. كانت ترتدي ملابس سوداء اللون مثيرة جداً تكشف عن جمالها وأنوثتها بأناقة.. وقد انعكس جمالها وأنوثتها في الظلام.. وكانت عيناها تلمعان بالرغبة والشوق..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

تجمدت في مكاني أتأمل زوجتي الجميلة بإعجابٍ كبير وبعشق.. ومثل العادة انتصب عضوي الذكري بسرعة..

 

ابتسمت سولينا ابتسامة مُغرية.. وهمست بدلال

 

" مساء الخير حبيبي.. أنتَ هنا أخيراً.. لقد اشتقتُ لك كثيراً.. كما كنتُ أنتظرُك بشوق "

 

بلعت ريقي بقوة وهمست بصوتٍ مبحوح

 

" أرى ذلك ملاكي.. وأنا أيضاً اشتقتُ لكِ بجنون "

 

كنتُ مذهولاً بجمالها.. اقتربت خطوة من الأريكة وهمست برقة

 

" أنتِ... أنتِ تبدين أكثر جمالًا من أي وقت مضى "

 

جلست بجانبها على الأريكة ونظرت إليها بعشق.. ثم همست برقة

 

" تبدين ساحرة ملاكي.. ومُغرية.. ومثيرة "

 

أمسكت سولينا بربطة عنقي ثم سحبتها وجذبتني قليلا نحوها.. نظرَت إلى وجهي بطريقة مُغرية جعلتني أفقد نفسي معها.. ثم قربت وجهها من وجهي ونظرت في عمق عيناي وقالت بنبرة ساحرة وناعمة ومثيرة

 

" زوجي وحبيبي الوسيم.. أعشقُك.. أنتَ الرجل الوحيد الذي أحببته.. وأنا سعيدة جدًا بأنك معي "

 

ذاب قلبي حرفياً بسبب كلماتها واعترافها الذي لا أمل منهُ أبداً.. أمسكت يدها ورفعتُها ثم قبلتُها برقة.. نظرت إلى وجه ملاكي وهمست

 

" أنتِ هي سعادتي.. أنتِ ملاكي.. وأنتِ روحي.. وأنتِ نبضات قلبي وأنفاسي.. أحبكِ سولينا.. وسأظل أحبكِ حتى آخر نفس لي في هذه الحياة "

 

أخفضت رأسي ولمست شفتاي شفتيها الناعمتين.. أغمضت عيناي وتبادلت القبلات مع زوجتي الجميلة.. وعندما شعرت بيدين سولينا تمسك سترتي وكانت على وشك خلعها.. توقفت عن تقبيلها ثم ابتسمت برقة وهمست قائلا بنبرة حنونة

 

" أولاً.. لدي مفاجأة جميلة لكِ ملاكي.. أتمنى أن تنال إعجابكِ "

 

رفعت يدي وسحبت من جيب سترتي علبة صغيرة من الساتان الأحمر.. فتحتها سولينا بفضول ثم شهقت بدهشة كبيرة عندما شاهدت بداخل العلبة وردة جميلة مصنوعة من الذهب الوردي وكانت تتدلى من قلادة ذهبية رقيقة..

 

ابتسمت بوسع وهمست برقة

 

" إنها لملاكي الجميلة والملكة في حياتي "

 

تأملت سولينا القلادة بإعجاب ثم رفعت نظراتها وتأملتني بنظرات سعيدة قائلة

 

" إنها رائعة.. لقد أحببتُها "

 

ابتسمت بوسع وسحبت القلادة من العلبة.. وضعتُها برفق حول عنقها.. والوردة بدأت تلمع ببريق ساحر وجميل.. نظرت إلى وجه ملاكي وهمست بحنان

 

" الآن أصبحت القلادة أجمل على عنقكِ ملاكي "

 

شهقت برقة عندما جذبتني سولينا وقبلتني قبلة عميقة وساحرة.. بادلتُها القبلة بعشق..

 

سقطت الستائر بلطف لتغلق الليل برفق حولهما.. مُخلفة إشارة للرغبة والعشق في هذه اللحظة المميزة بين آرثر و سولينا..

 

وسط لغة الحب التي تجسدت في القبلات والكلمات الرقيقة.. مارس الزوجين الحُب بعاطفة وبعشق عميق.. كان هذا المشهد هو تعبير عن عشقهما الأبدي و رومنسيتهما العميقة..

 

استيقظت في الصباح على صوت ضحكات سيزار و سولينا.. أصوات ضحكاتهم السعيدة تسللت من النافذة إلى غرفة نومي..

 

ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أتحرك في السرير.. زوجتي كانت تلعب مع ابننا في الحديقة.. أبعدت غطاء السرير عن جسدي وقررت أن أستحم بسرعة وبعدها أنزل لقضاء وقت ممتع مع عائلتي قبل أن أذهب إلى العمل..

 

نزلت إلى الأسفل وخرجت باتجاه الحديقة.. وقفت أُراقب بسعادة ملاكي وطفلنا سيزار.. سولينا بدأت في تنظيم لعبة بسيطة.. وسيزار انضم إليها بسعادة.. بدأوا في اللعب معًا.. حيث أمضوا وقتًا رائعًا يلعبان ويضحكان سويًا..

 

في هذه اللحظة.. شعرت بأن يومي لن يكتمل إلا بمشاركة هذه اللحظات الخاصة.. لذلك.. مشيت بخطوات بطيئة حيث كانت سولينا وسيزار يلعبان.. وقفت للحظات أتأملهما بابتسامة سعيدة على وجهي..

 

فجأة التفتت سولينا وتأملتني بنظرات سعيدة.. ابتسمت بوسع وقلتُ لها بحنان

 

" أنتِ و ابننا تعطيان حياة جديدة لهذا القصر "

 

أجابتني سولينا بسرعة قائلة

 

" أنتَ السبب في هذه السعادة حبيبي "

 

اقتربت من ملاكي وخطفت قبلة سريعة من شفتيها.. ثم عانقتُها وعانقت ابني وتمنيت أن تظل السعادة تُكلل حياتنا إلى الأبد..

 

انضم آرثر إلى اللعب مع سولينا وسيزار.. وبدأوا جميعًا في لعب لعبة ممتعة.. كانت هذه اللحظات البسيطة في حديقة القصر تجلب السعادة والمحبة لهم.. تجسدت فيها روح العائلة والأمان والفرح والحُب...

 

ولكن في مكان بعيد عن القصر قليلا.. كان هناك رجل غريب يُراقب ويصور تلك اللحظات.. ثم أمسك هاتفه الخلوي واتصل برئيسه.. وأخبره بدقة بكل ما شاهده..

 

وبعد خروج آرثر جيانو من قصره.. تابع ذلك الرجل مراقبة سولينا بدقة...

 

 

سولينا**

 

جلست سولينا على الأريكة الناعمة في غرفة الألعاب الساحرة.. حيث كانت الألوان الزاهية تتسلل إلى داخلها من خلال النوافذ الواسعة.. كانت تراقب ابنها الصغير سيزار وهو يلهو بسعادة عارمة مع صديقه ماكسيموس ابن غابرييلا.. ومع ابنة صديقتها هيندا.. الصغيرة اللطيفة ستار.. والتي تبلغ من العمر سنة وشهرين..

 

كانوا الأطفال يجلسون على الأرض.. محاطين بألعابهم الملونة والجميلة.. وكانوا يبتسمون ويضحكون بصوت عالي..

 

سولينا راقبت بسعادة كيف كان ابنها سيزار يحمل دمية صغيرة بين يديه ويحاول إقناع ستار بأن تلعب معه في دورة جديدة من اللعبة المفضلة لديه.. أما سولي الجميلة كانت تعتني بالأطفال وتلعب معهم..

 

أثناء مشهد الفرح والتسلية.. كانت هيندا تجلس بجوار سولينا على الأريكة وبجانبها ابنة خالة آرثر الجميلة كيارا.. بدأت هيندا تضحك بمرح وتبعتها غابي عندما هتفت كيارا بغيظ

 

" لقد قبلني الحقير وهددني في الأمس.. هل تصدقون ذلك؟.. ستيف اللعين.. لقد هددني بأنهُ سيخبر آرثر بأنني تسللت في الأمس من القصر وذهبت إلى الملهى لأستمتع بوقتي دون أخذ إذن من آرثر.. لقد تبعني الحقير ستيف إلى الملهى.. وبينما كنتُ أرقص مع شاب وسيم رأيتهُ يقف أمامي مثل الغوريلا.. الحقير حملني على كتفه أمام الجميع وأخرجني بالقوة من الملهى.. وقبلني الحقير ليجعلني أتوقف عن شتمه وتهديده.. أكرهه.. أتمنى أن يطردهُ آرثر وبسرعة "

 

نظرت إلى كيارا بنظرات حنونة.. ثم قلتُ لها بصدق

 

" انتبهي كيارا.. يوجد خيط رفيع يفصل بين الحُب والكره.. ما يفصل بين الكره والحب بين امرأة ورجل هو لحظة تشترك فيها نظراتهم وقلوبهم.. حيث ينبض الحب بقوة ويمحو الكراهية برقة.. أظنكِ مُعجبة بـ ستيف.. ولا تحاولي التكلم عنه بالسوء أمام آرثر.. فلن يهتم آرثر بكلامكِ.. ستيف بمثابة الأخ له "

 

توسعت عيون كيارا وتأملتني بنظرات مصدومة.. ثم وقفت وقالت بتلعثم

 

" أنــ.. أنا.. أنا مُعجبة بذلك الغوريلا اللئيم!!.. هاه.. طبعا لا.. من سابع المستحيلات أن أكون مُعجبة به.. و.. أنا.. سأذهب إلى غرفتي لأرتاح قليلا.. بالإذن منكم "

 

وهربت كيارا خارجة من الغرفة بسرعة قصوى.. قهقهت برقة وهمست بثقة

 

" هي ليست مُعجبة بـ ستيف.. بل مُغرمة به "

 

ضحكت غابرييلا بمرح وهتفت بتأكيد

 

" نعم.. إنها مُغرمة به بكل تأكيد "

 

أما هيندا تنهدت بطريقة حالمة وقالت

 

" نعم هي مُغرمة بـ ستيف.. كيارا تُذكرني بنفسي عندما كنتُ في جزيرة زوجي "

 

تحدثت مع صديقاتي ببهجة.. وتشاركنا أحداث حياتنا وتفاصيل يومها.. غابرييلا.. كانت مستمعة بانتباه لكلام هيندا وكانت تشارك بضحكاتها الدافئة وتعليقاتها العفوية..

 

فجأة تأملتني غابي بنظرات جادة وسألتني

 

" ستذهبين غداً لزيارة المدافن؟ "

 

نظرت إليها بهدوء وأجبتُها

 

" نعم.. سأذهب.. فغداً هو الموعد.. دائما أذهب مع طفلي لزيارة جديه وعمته ووضع الزهور لهم "

 

تنهدت هيندا بحزن.. ثم سألتني بجدية

 

" كما عرفت من ليو.. آرثر أهداكِ قصر والدكِ.. لماذا لا تذهبين إليه؟ "

 

ابتسمت برقة وأجبتُها

 

" آرثر أعاد جميع أملاك والدي إليّ.. حتى الشركة.. ولكن قررت أن أكتبُهم باسم ابني سيزار.. ثم هذا منزلي الآن.. منزلي بجانب زوجي.. إن قرر أن نسكن في قصر والدي فلن أعترض "

 

سمعت غابرييلا تسألني بفضول

 

" هل عرفتِ شيئاً عن شقيقتكِ لين؟.. آرثر كان يبحث عنها و... "

 

توقفت غابي عن التكلم عندما نظرت إليها بحزن.. بادلتني غابي النظرات الحزينة وقالت باعتذار

 

" آسفة سولينا.. لم أقصد التطفل "

 

ابتسمت بحزن وأجبتُها

 

" لقد وجدها آرثر.. وسافر بنفسه إلى كندا وتكلم معها.. ولكنها رفضت أن تعود برفقته لتراني.. للأسف لين قلبها أسود.. ولم تُغيرها السنوات.. ورغم معرفتها ببراءتي إلا أنها لم تهتم.. لا بأس.. المهم بأنها بخير وسعيدة مع زوجها وأطفالها "

 

سمعت هيندا تهمس بغضب

 

" هي لا تستحق شقيقة مثلكِ.. لين حقودة ولن تتغير.. ويوماً ما ستندم.. وستأتي لطلب السماح منكِ.. وأنا أعلم بأنكِ سوف تُسامحينها وبسرعة.. ولكنها لا تستحق "

 

وقفت غابرييلا وقالت بمرح

 

" ما رأيكم أن نلعب مع أطفالنا؟ "

 

وافقتُها بسرعة ووقفت.. وشكرتُها بداخلي لأنها أنهت الحديث عن لين...

 

وبينما كنا نلعب مع الأطفال.. أحسست بدفء اللحظة والسعادة تملأ قلبي.. كانت هذه اللحظة تجمعنا بطريقة مميزة وجميلة.. شعرت بالامتنان لوجود هؤلاء الأصدقاء الرائعين في حياتي ولسعادة ابني سيزار واستمتاعه بوقته مع الأصدقاء وشقيقته الكبيرة سولي..

 

في الصباح.. ومثل عادتي في نهاية كل شهر.. كنتُ أتحضر للذهاب برفقة طفلي و ستيف والحُراس إلى المدافن..

 

كانت الساعة العاشرة والنصف صباحاً.. كنتُ أجلس على المقعد الخلفي داخل السيارة.. وبجانبي جلس طفلي على كرسيه.. أما ستيف كان يقود بنفسه السيارة.. وخلفنا ثلاث سيارات رباعية الدفع تابعة للحُراس..

 

آرثر ما زال يُشدد الحراسة كلما خرجت من القصر.. ولم أعترض على ذلك بتاتا..

 

الجو كان هادئًا ومشمسًا.. والأشجار الخضراء تميل بلطف مع همس الرياح..

 

في طريقنا إلى المدافن.. كنتُ أُفكر في والداي وبصديقتي غريس الذين رحلوا عن هذا العالم منذ سنوات.. كان يومًا خاصًا لتذكرهم وتقديم الزهور لقبورهم..

 

وفجأة.. سمعت دوي انفجار هائل قادم من خلف سيارتنا.. ستيف على الفور أخذ بالتحكم بالسيارة وأوقفها بسرعة..

 

شعرت بقلبي ينبض بسرعة ونظرت إلى الخلف.. رأيت بذعرٍ شديد سيارة الحراس التي كانت تتبعنا مشتعلة بالنيران..

 

الدخان الأسود كان يتصاعد من السيارة المشتعلة.. واللهب يرقص في الهواء.. شعرت بالخوف يعصف بداخلي.. كان هذا المشهد يأخذ أنفاسي.. حيث شعرت بأن قلبي ينبض بقوة وعقلي يعمل بسرعة لحماية ابني..

 

" ااااااااااععععععععععههههه... "

 

صرخت بذعر لا حدود له عندما سمعت صوت طلقات نارية تخترق نوافذ وأبواب سيارتنا الأمامية.. انحنيت بسرعة وضممت ابني والذي كان يبكي بخوف.. نظرت إلى ستيف ورأيتهُ يرفع سلاحهُ بينما كان يتأمل بغضب الرصاصات تستقر أمام وجهه على الزجاج المضاد للرصاص..

 

هناك من كان يحاول قتل ستيف.. ولكن السيارة كانت مُضادة للرصاصة..

 

التفتَ ستيف وتأملني بنظرات جادة.. وقال مُحاولا جعلي أُخفف من ذعري

 

" سأحميكِ سيدتي.. لا تخافي.. سأتصل بالسيد.. وسأطلب الدعم بسرعة "

 

نظرت إليه بفزع وهمست بخوف

 

" إنهُ فيكتور.. إنهُ هو "

 

أومأ ستيف موافقاً ورأيتهُ يمسك هاتفه الخلوي.. سمعتهُ يشتم بغضب.. وبينما كنتُ أضم ابني سيزار بقوة سمعت ستيف يهمس بغضب

 

" لقد تم عزلنا هنا.. لا يوجد خطوط.. ولكن أستطيع الاتصال بالشرطة "

 

بدأت أبكي بذعر.. ثم صرخت بخوف عندما بدأوا رجال آرثر بإطلاق النار على الرجال المُسلحين والذين ظهروا فجأة على الطريق..

 

معركة مُخيفة كانت تحدث على الطريق.. وعرفت بأنني لن أنجو من فيكتور.. رأيت ستيف على وشك أن يفتح الباب ليخرج.. أمسكت ذراعه وهتفت بخوف

 

" لا ستيف.. لا تخرج.. سوف يقتلونك.. لا تتركنا أرجوك.. "

 

تأملني ستيف بحزن ثم جلس بهدوء ونظر إلى الرصاصات الثابتة على الزجاج أمامهُ.. ثم قال بهدوء

 

" رجالي يموتون في الخارج.. وتم وضع ألة ليتم قطع خطوط الهواتف والتشويش عليها.. فيكتور هنا سيدتي.. والطريق مُحاصرة بمائة رجل من رجالهِ المسلحين.. مهمتي هي حمايتكِ وحماية السيد الصغير.. و... "

 

وهنا توقف ستيف عن التكلم عندما ساد الهدوء في الخارج.. هدوء مُخيف.. ومرعب..

 

رفعت رأسي قليلا ونظرت إلى الأمام.. وهنا رأيته..

 

رأيت فيكتور مارسن يقف أمام سيارتي وبرفقته أكثر من خمسين رجل مُلثمين يحملون أسلحتهم..

 

" سولينا.. سولينا عزيزتي.. انزلي من السيارة بسرعة "

 

سمعت فيكتور يهتف بتلك الكلمات.. بدأت أبكي بينما كنتُ أضم طفلي الباكي إلى صدري بقوة..

 

كنتُ مُحاصرة.. وعرفت بأن لا مفر لي من هذا المصير.. فيكتور سيأخذني...

 

مسحت دموعي ثم قبلت خدود طفلي.. مسحت دموعه بأناملي وهمست برقة بينما كنتُ أنظر إليه بحبٍ كبير

 

" لا تخف حبيبي.. ستكون بخير.. أريدُك أن تتوقف عن البكاء.. كانت هذه ألعاب نارية صغيرة.. وقد انتهت.. لا تخف صغيري "

 

تأملني سيزار بعيونه الباكية وقال بخوف

 

" أريدُ بابا.. أنا خائف ماما.. "

 

قبلت وجنتيه ونظرت بحب إلى عينيه.. ابتسمت بوسع وبدأت بفك حزام الأمان عنه ثم رفعته عن كرسيه وضممتهُ إلى صدري.. وهمست برقة

 

" أعدُك بأنك سترى والدك قريباً.. أحبُك صغيري "

 

استنشقت رائحة طفلي بقوة.. كان لدي شعور بأنني لن أستنشق رائحتهُ بعد هذه اللحظة.. لذلك اتخذت قرار لا رجوع عنه..

 

نظرت إلى ستيف وأمرتهُ

 

" أعطني مسدسك في الحال "

 

تأملني ستيف بذهول ثم أشار رأسهُ بالرفض.. رفعت يدي اليمنى وأمرتهُ من جديد

 

" سلمني مسدسك ستيف.. وهذا أمر "

 

حاول ستيف الاعتراض

 

" لكن سيدتي مــ.. "

 

اقتربت منه وسحبت المسدس من يده.. وضعتهُ بجانبي على المقعد ثم رفعت طفلي سيزار وأمرت ستيف بهدوء

 

" احمل ابني.. وإياك أن تخرج من السيارة مهما حدث.. سيزار هو أمانة لديك.. وعليك أن تُنفذ الآن ما سأطلبهُ منك "

 

حمل ستيف ابني وضمهُ إلى صدره.. ثم نظر إليّ وقال بتوتر

 

" سيدة سولينا.. ماذا ستفعلين؟.. أرجوكِ.. لا تخرجي من السيارة.. عناصر الشرطة سوف يصلون في أي لحظة "

 

نظرت بحزن إلى ستيف ثم أشرت له بأصبعي السبابة نحو الأمام.. وقلتُ له بهدوء

 

" هل ترى ذلك الرجل هناك.. يحمل آر بي جي على كتفه.. إن لم أخرج من السيارة سوف نموت جميعنا.. حتى لو وصلت الشرطة سنموت.. لذلك... "

 

توقفت عن التكلم وأمسكت المسدس بيدي وتابعت قائلة

 

" لن يهدأ فيكتور حتى يحصل عليّ.. لذلك ستفعل وسوف تُنفذ ما أطلبهُ منك الآن.. سأحرص على أن تعود سالماً مع ابني إلى القصر.. ولن تفعل أي تصرف أحمق.. مهمتك الآن هي حماية سيزار.. ولا تقلق عليّ.. أستطيع حماية نفسي "

 

وقبل أن يعترض ستيف ضغطت على الزر وفتحت الباب بجانبي بسرعة.. وقبل أن أخرج من السيارة قلت لـ ستيف

 

" أخبر آرثر بأنني أنتظرهُ.. وقل له أن لا يتأخر "

 

أغلقت الباب بسرعة ورفعت المسدس ووضعت فوهة المسدس على رأسي وهتفت بقوة

 

" فيكتور.. إن قتلتَ ابني و ستيف سأقتل نفسي.. لذلك أُطلب من رجالك ليبتعدوا عن السيارة.. والآن "

 

تأملني الحقير فيكتور باستمتاع وبإعجاب.. ثم حاول الاقتراب مني.. لكن حركت زر الأمان للمسدس وهتفت بحدة

 

" إياك أن تقترب.. وإلا أطلقت رصاصة في رأسي.. ابتعد.. ونفذ ما طلبتهُ منك "

 

تأملني فيكتور بنظرات غاضبة ثم هتف بغضب أعمى على رجاله

 

" ابتعدوا واللعنة.. ابتعدوا جميعكم.. تحركوا.. "

 

رأيت رجالهُ يبتعدون ويقفون أمام سيارتهم.. نظرت إلى فيكتور بكرهٍ شديد.. طبعا لن أقتل نفسي.. فابني يحتاج إليّ.. وحبيبي يحتاجني.. ولكن يجب أن أحمي طفلي مهما كان الثمن..

 

تأملت فيكتور بقرف.. وشعرت بأنني لستُ خائفة منه.. فقد مللت الخوف.. ومللت جنونه وهوسهُ بي.. زفرت بقوة وأمرتهُ بقرف هاتفة

 

" أُطلب من رجالك ليصعدوا في سيارتهم ويذهبوا من هنا "

 

تأملني فيكتور بنظرات مُخيفة ثم هتفت بغضب

 

" اذهبوا جميعكم إلى المخبأ السري.. هيا تحركوا واللعنة "

 

وعندما ذهبوا رجاله.. رفع فيكتور المسدس نحوي وقال بنبرة خبيثة

 

" والآن حبيبتي.. لقد نفذت ما طلبتهِ مني.. إرمي المسدس واقــ.. "

 

قاطعتهُ هاتفة بقوة

 

" ستيف.. أدر المُحرك واذهب من هنا في الحال.. وهذا أمر "

 

نظرت إلى ابني وسالت دمعة ساخنة على وجنتي.. رأيت ستيف يضعهُ في المقعد المجاور ويضع حزام الأمان حوله.. ثم أدار ستيف المُحرك وشاهدت السيارة وهي تبتعد عائدة إلى القصر...

 

وهنا انهارت قوتي ورميت المسدس على الأرض.. وشهقة قوية خرجت من فمي عندما ضمني فيكتور إلى صدره بعنف وهمس بسعادة

 

" أخيراَ.. أخيراً حبيبتي.. أصبحتِ لي "

 

 

فيكتور مارسن**

 

في هذه الليلة الخاصة.. وقف فيكتور مارسن في الظلمة بجانب تلك الشجرة وهو ينظر باتجاه غرفة سولينا.. كان وجهه مظلمًا بالغيرة والحقد.. نظر إلى داخل النافذة وتخيل سولينا نائمة على السرير محاطة بذراعين ذلك الحقير زوجها.. آرثر جيانو..

 

لم يستطع فيكتور تحمُل ما شاهدهُ وما تخيلهُ منذ قليل.. سارع بالابتعاد ومشى بخطوات سريعة باتجاه سيارتهِ..

 

قاد سيارتهُ الجديدة ببطء ثم أخفض الزجاج ونظر بحقد بتجاه القصر


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

ابتسم ابتسامة شريرة مُرعبة وهمس بحقد

 

" قريباً سوف تكون سولينا مُلكي.. وإلى الأبد "

 

رفع الزجاج وقاد سيارته باتجاه مخبأهُ السري.. وصل فيكتور إلى المبنى الذي قدمهُ له رئيس العصابة الروسي جيونوف.. فهو صديق مُقرب له.. كما تجمعهما أعمال كثيرة مثل التجارة بالمخدرات..

 

أوقفت السيارة في الموقف السفلي في المبنى.. وما أن ترجلت منها رأيت مجموعة من رجالي بانتظاري.. أشرت لهم بيدي ليتبعوني وصعدت إلى الطابق الأرضي.. هتفت لجميع رجالي ليجتمعوا في أمامي..

 

وقفت أنظر إليهم بينما جميعهم كانوا يقفون أمامي وهم على استعداد للامتثال لأوامري.. ابتسمت بخبث وهتفت قائلا بغرور

 

" نحنُ هنا بأمان.. الشرطة لغاية هذه اللحظة لم تكتشف مكاني السري.. وهذا لأنهم أغبياء.. كما لقد استعدت قوتي ومكاني في السوق ببيع المخدرات.. ولكن تبقى أمر واحد يُزعجني.. آرثر جيانو "

 

ثم هتفت بغضب مُتزايد

 

" آرثر جيانو يجب أن يدفع ثمن ما فعلهُ بي.. لن أسمح بأن يستمر هذا الوضع أكثر.. هذا هو الوقت.. سأحرر نفسي من آرثر جيانو وسأجعلهُ يعيش في جحيمه الخاص.. سأتخلى عن أخلاقي وسأكون شيئًا لا يمكن التنبؤ به.. آرثر جيانو سيواجه مصيره قريبًا "

 

هتف أحد أفراد طاقمي

 

" ماذا تخطط لفعله سيد فيكتور؟ "

 

ابتسمت بشر وهتفت بحقد جنوني

 

" سأجلب له الدمار.. سأجعلهُ يعاني مثلما جعلني أعاني "

 

نظرت إلى رجالي بفخر وهتفت بخبث

 

" غداً سوف تعلمون بخططي.. ومهمتكم ستكون سهلة جداً.. عليكم فقط أن تتبعوا خطتي.. أما الآن يمكنكم الانصراف "

 

ابتسم فيكتور ابتسامة شريرة مُخيفة جداً بينما كان يُراقب رجالهُ يخرجون من الغرفة.. ثم دخل فيكتور إلى غرفته الخاصة.. حيث كان يُفكر بخطتهِ الشريرة.. وبينما كان يغلق الباب وراءه.. لم يكن هناك أدنى شك في أن فيكتور كان على استعداد للقيام بأي شيء من أجل الانتقام من آرثر جيانو ولكي يستعيد ملكيته على سولينا.. حتى لو كان ذلك يعني الموت..

 

جلس فيكتور على كرسي في غرفته المظلمة.. وأطلق نفسه لحظات في عبور الأفكار المظلمة في عقله.. قرر أنه يجب أن يجد طريقة لإلحاق ألمًا كبيراً ومعاناة بالحقير آرثر جيانو.. وبدأ فيكتور في صياغة خطته الشريرة..

 

اشتدت قبضتيه بقوة وهمس بحقد

 

" سأجعله يشعر بمرارة الخسارة والألم الذي شعرت به عندما فقدت سولينا "

 

وفجأة.. عندما كان فيكتور يتناقش مع نفسه حول تفاصيل خطته الشريرة.. شعر بنبضة غامضة تأخذ مكانًا في صدره.. كانت هذه النبضة تشبه الضحكة الشيطانية.. إنها تذكير آخر بالشر الذي كان يسكن داخله..

 

أطلق فيكتور ضحكة شريرة مُرعبة.. ثم همس بفحيح

 

" نعم.. سأفعل ذلك.. سأكون شيطانياً بما فيه الكفاية ليعرف العالم بأن فيكتور مارسن لن يتسامح مع أي شخص يجرؤ على الوقوف في وجهه "

 

وقف فيكتور وبدأ بخلع ملابسه.. ثم تسطح على سريره وأقسم بأن يجعل آرثر جيانو وسولينا يواجهان عواقب أفعالهما.. عندما يقتل آرثر سيحصل على سولينا.. وعندها سينتقم منها بطريقة مميزة جداً لأنها جعلته يتألم بسببها..

 

 

وبعد مرور شهر.. كان فيكتور يرتدي ملابسه عندما دخل ألبرت مُساعده إلى الغرفة وقال باحترام

 

" سيد فيكتور.. الجميع جاهزون للمهمة.. لقد اتصل جيف وأخبرني بأن السيدة سولينا تتجهز مثل عادتها لمُغادرة القصر مع ابنها والذهاب لزيارة المدافن "

 

نظرت إلى ألبرت بنظرات حادة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

ثم ابتسمت بخبث.. وأمرتهُ لينصرف.. أمسكت سترتي وارتديتُها.. ابتسمت ابتسامة شريرة بينما كنتُ أُفكر.. جيف تم تعينهُ لفترة سنة ونصف لمُراقبة سولينا وقصر جيانو.. كانت مُهمتهُ سهلة جداً.. أن يراقب حبيبتي ويُزودني بتفاصيل مُملة عن تحركاتها..

 

سولينا كانت في كل شهر تذهب برفقة ابنها اللعين لتزور المدافن.. كانت تضع الورود على قبر والديها وصديقتها..

 

واليوم حبيبتي ستذهب مثل العادة لزيارة المدافن برفقة حُراسها.. ولكن اليوم سيكون مميزاً.. لأن حبيبتي لن تعود إلى قصر زوجها القذر.. كما سأقتل ابنها اليوم وأمام عينيها..

 

فذلك الطفل اللعين يُذكرني دائماً بخيانة سولينا لي.. لن أسمح بأن يكون لديها طفل سوى مني فقط..

 

اليوم سأفعل الكثير.. حتى لو كان ذلك يعني الانتقام النهائي بأي وسيلة..

 

سارع فيكتور إلى التنفيذ.. إذ غادر مخبأهُ السري برفقة رجالهِ المسلحين.. وبدأت خطته المظلمة تتكشف أمام عينيه وقيد التنفيذ..

 

ولكن لم أتوقع بتاتاً ما فعلتهُ سولينا بجرأة.. ولكن لم أهتم بأنني لم أستطع قتل ابنها.. المهم بأنها أصبحت لي...

 

 

آرثر جيانو**

 

مثل العادة.. ومثل كل يوم في نهاية الشهر تذهب سولينا برفقة ابني إلى المقابر.. فعلت ما كنتُ أفعلهُ دائماً.. كنتُ أقود سيارتي بينما كنتُ أراقب وأتتبع عبر هاتفي موقع سيارة ستيف..

 

للاحتياط وضعت جهاز تتبع دقيق في تلك السيارة.. لأطمئن طبعا بأنهم وصلوا بسلام وعادوا إلى القصر..

 

كنتُ كلما خرجت سولينا من القصر أُراقب السيارة.. وأتصل دائماً بـ ستيف لأتأكد من سلامتها..

 

فجأة رأيت إشارة حمراء تُشير إلى توقف السيارة في موقع بعيد عن المدافن.. أوقفت سيارتي بسرعة بجانب الطريق واتصلت بـ ستيف من هاتفي الثاني.. لكن كان خارج الخدمة.. وهذا من سابع المستحيلات أن يحدث..

 

شعرت بالتوتر وعرفت بأن مكروها ما قد حدث لهم.. ترجلت من السيارة وأعدت الاتصال بـ ستيف.. لكن كان الهاتف خارج الخدمة..

 

اتصلت بالحراس المرافقين لهم لكن جميع هواتفهم كانت خارج الخدمة.. وهنا عرفت ما حدث.. نظرت أمامي بقلق...


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

 

ثم تحركت بسرعة وصعدت إلى سيارتي بينما كنتُ أشتم بغضب أعمى...

 

أدرت المحرك وبسرعة جنونية حركت السيارة وقدتُها على الطريق المُعاكس.. لم أهتم لسلامتي.. ولم أهتم بالسيارات أمامي والتي كنتُ أتجنب الاصطدام بها بطريقة مُحترفة.. وتوجهت بعكس السير إلى الموقع الذي أشار به هاتفي عن توقف سيارة ستيف...

 

كنتُ أقود سيارتي بسرعة جنونية على الطريق السريع.. ومحيطي كان يبدو وكأنه يتمزق بسرعة السيارة.. كانت نظراتي مركزة على الطريق أمامي.. وقلبي مليء بالقلق والرغبة في إنقاذ زوجتي الغالية سولينا..

 

وعندما اقتربت من الموقع.. فجأة.. في لحظة مذهلة.. لاحظت شخصين يقفان على الطريق المقابل.. كانا في الاتجاه المعاكس.. خففت من سرعة سيارتي وأخفضت الزجاج ونظرت بصدمة كبيرة إليهما... إنهما زوجتي سولينا و فيكتور مارسن..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

إذ كان فيكتور يعانق جسد ملاكي بينما هي تحاول ضربه والابتعاد عنه.. أمامي كان فيكتور القذر.. الرجل الذي لطالما كان يشغل تفكيري.. كان أمامي وهو يحاول تقبيل زوجتي..

 

تصاعد الغضب والجنون بداخلي.. واحترقت روحي من الغضب..

 

بدأت السيارة تهتز تحت يداي بينما كنتُ أدفع بالمقود بعنف.. اصطدمت السيارة بحاجز أسفلتي على جانب الطريق.. والشرارات تطايرت في الجو.. ثم اندلعت شرارة الغضب في عيناي وقد فقدت السيطرة على الواقع..

 

في لحظة مجنونة.. تخطت سيارتي الحاجز واندلعت في مسار السيارة الأخرى.. وصوت ارتطام عنيف سُمع في أرجاء السماء.. لقد جعلت سيارتي ترتطم بعنف بسيارة ذلك السافل المتوقفة في وسط الطريق.. معبرًا عن غضبي واستياءي من الوضع..

 

سحبت مُسدسي وترجلت من السيارة وهتفت بغضب أعمى بينما كنتُ أقف على بُد أمتار قليلة عن ذلك السافل

 

" أُترك زوجتي فيكتور مارسن.. دعها تذهب وواجهني كرجل.. هذا إن كنتَ رجلاً في الأصل أيها الحقير "

 

لم أُطلق النار عليه.. والسبب لأنهُ جعل سولينا تقف أمامهُ وحاوط عنقها بذراعه ووضع فوهة المسدس على رأسها..

 

دموعها ونظراتها السعيدة برؤيتي جعلت قلبي ينبض بعنف..

 

ارتعش فكي بينما كنتُ أراها تتأملني بسعادة وهي تبكي.. ملاكي.. ملاكي أمامي.. ولكنني لا أستطيع الاقتراب منها وسحبها بعيداً عن ذلك العاهر من أجل سلامتها..

 

سمعت فيكتور يهتف بغضب

 

" إياك أن تقترب آرثر جيانو وإلا قتلتُها.. ثم أنا رجل.. وصدقني بعد قتلي لك سوف أستمتع بجسد زوجتك وأجعلها ترى رجولتي ومدى حُبي لها "

 

تسارعت أنفاسي بينما كنتُ أنظر إلى ملاكي.. كنتُ على استعداد للمخاطرة بكل شيء لإنقاذ حياتها.. حتى لو تطلب مني ذلك حياتي..

 

لن أسمح لذلك الشيطان بأذيتها بعد اليوم..

 

اقتربت خطوة ولكن تجمدت في مكاني عندما هتف فيكتور بغضب

 

" إياك أن تقترب وإلا قتلتُها.. والآن ارمي سلاحك.. ارميه بسرعة.. من الأفضل لك أن تفعل ذلك وإلا قتلتُها "

 

نظرت إلى عيون ملاكي.. وهنا رأيتُها تتأملني بنظرات مذعورة.. وأشارت بعينيها حتى لا أفعل وأُنفذ ما يطلبهُ مني فيكتور.. ملاكي لم تكن تريدني أن أرمي سلاحي.. ولكن قد يقتلها المجنون فيكتور...

 

رفع فيكتور المسدس نحوي وأطلق طلقة على الأرض أمامي.. وسمعت ملاكي تصرخ بفزع

 

" آرثر.. حبيبي.. لا أرجوك فيكتور.. لا تقتله... "

 

انتفض جسدي وصوبت المسدس نحو رأس فيكتور.. كانت ملاكي تبكي بفزع وتتوسل فيكتور حتى لا يقتلني.. وطبعا كان فيكتور قد أعاد وضع المسدس على رأس زوجتي..

 

من أجلها.. ومن أجل عينيها قررت تنفيذ ما طلبهُ مني.. رميت المسدس أمامي ورفعت كلتا يداي عالياً وهتفت بقوة

 

" لقد رميته.. دعها تذهب.. دع سولينا ترحل.. يمكنك قتلي الآن.. ولكن دعها ترحل "

 

ضحك فيكتور بشر وأمرني بحدة

 

" هل تظنني غبي آرثر جيانو؟.. المسدس ما زال قريبا منك.. اركلهُ باتجاهي.. هيا.. تحرك واقذف المسدس نحوي "

 

كانت سولينا تحاول تحرير عنقها من ذراع فيكتور.. الحقير كان على وشك خنقها.. وهنا لم أعد أحتمل أكثر.. ركلت بقوة بقدمي المسدس ليطير ويسقط أمام فيكتور..

 

وما أن رأيتهُ يُبعد المسدس عن رأس سولينا ليصوبهُ نحوي ركضت وهتفت بملء صوتي

 

" سولينا.. ابتعدي... "

 

ولكن تجمد جسدي فجأة عندما رأيت ملاكي تعض ذراع فيكتور ثم رفعت بكلتا يديها يد فيكتور التي يمسك بها المسدس.. والرصاصة خرجت من المسدس دون أن تصيبني..

 

وبذهول رأيت سولينا تعض يدهُ مرة أخرى وسقط المسدس من يد فيكتور على الأرض.. ولكن اشتعل الغضب بجنون بداخلي عندما صفع زوجتي أمامي.. ورأيتُها تقع على الأرض..

 

" سوليناااااااااااااا... "

 

صرخت بجنون باسمها ثم ركضت بكامل قوتي ودفعت جسد فيكتور بعيداً عن حبيبتي.. وقعنا على الأرض وبدأنا نتعارك بعنف..

 

كنتُ ألكمهُ وأضربه عندما القذر رفع ركبته وضربني على خصيتاي.. تأوهت بألم وهنا استطاع فيكتور أن يرمي جسدي بعيداً عنه.. ثم بدأ بلكم وجهي..

 

أمسكت قبضته واعتصرتها بقوة ثم حركت ذراعهُ وصوت تهشم العظام سُمع بوضوح.. صرخ فيكتور بألمٍ شديد وهنا رميتهُ بعيداً عني ووقفت..

 

نظرت إلى ملاكي بقلق ولكن رأيتُها تنظر خلفي بفزع ثم هتفت بجنون

 

" آرثر.. احترس... "

 

استدرت وتجمدت في مكاني عندما رأيت فيكتور يقف وهو يمسك بيدهُ السليمة مسدسه.. رفع المسدس نحو رأسي وبدأ فيكتور يضحك بجنون..

 

وعندما توقف عن الضحك.. تأملني بحقد وقال بانتصار

 

" لقد خسرتَ آرثر جيانو.. أنتَ خسرت.. بينما أنا ربحت في النهاية.. الآن سأقتلك أمام سولينا.. وبعدها ستكون زوجتك لي وإلى الأبد "

 

وقبل أن أتحرك لأهجم عليه.. صوت طلقة نارية سُمع في أرجاء المكان.. نظرت بصدمة كبيرة أمامي وشعرت بنبضات قلبي تتوقف تدريجياً.. وأنفاسي بدأت تنسحب من رئتاي....

 

 

سولينا**

 

" آرثر.. احترس... "

 

هتفت بذعرٍ شديد عندما رأيت فيكتور يحمل مسدسهُ ويقف ويرفع المسدس باتجاه آرثر.. شعرت بأنني على وشك الموت بسبب نبضات قلبي السريعة.. قلبي كان سينفجر بسببها..

 

نظرت إلى الأسفل.. وهناك.. أمامي على الأرض.. كان مسدس ستيف ملقى بجواري.. تراجعت قليلاً وأمسكت المسدس بيد واحدة.. وهمست بثقة وبقوة

 

" من أجل زوجي آرثر "

 

في هذا الوقت.. سمعت فيكتور يهتف بانتصار وبغضب

 

 

" لقد خسرتَ آرثر جيانو.. أنتَ خسرت.. بينما أنا ربحت في النهاية.. الآن سأقتلك أمام سولينا.. وبعدها ستكون زوجتك لي وإلى الأبد "

 

رفعت رأسي ورأيت فيكتور يقترب بسرعة من آرثر.. ممسكًا بمسدسه الخاص.. بدت عينيه مظلمة وباردة.. وكان على وشك إطلاق النار على زوجي.. ولكن قبل أن يتمكن من فعل ذلك.. رفعت المسدس وأطلقت النار بسرعة على ظهره..

 

الرصاصة اخترقت ظهره.. وفوراً هتف فيكتور بألمٍ شديد.. انتفض جسدهُ إلى الأمام ورأيتهُ يستدير ونظر إليّ بصدمة كبيرة..

 

رأيتهُ يرفع يدهُ التي كان يحمل بها المسدس وحاول  أن يُطلق رصاصة على قلبي.. لكنه أخفق..

 

انزلق المسدس من يده.. وسقط جسدهُ على الأرض أمامي.. ورأيت الدماء تتدفق من ظهره..

 

" سولينا.. ملاكي.. "

 

سمعت آرثر يهتف بجنون بتلك الكلمات.. ارتعشت يدي بعنف وسقط المسدس من يدي على الأرض.. رفعت رأسي ونظرت إلى حبيبي..

 

رأيت آرثر يركض نحوي بسرعة.. سالت دموعي على وجنتاي وهتفت بقوة

 

" حبيبي.. "

 

اندفعت نحوه بكامل قوتي.. عندما وصلنا إلى بعضنا.. رميت جسدي على صدره وتمسكت بزوجي بقوة.. دفنت وجهي في صدره وشرعت أبكي بشكلٍ هستيري.. كانت دموعي تنهمر بغزارة.. وشعرت بالخوف والألم والتعب..

 

سمعت آرثر يسألني بلهفة بينما كان يحتضنني بقوة

 

" أنتِ بخير ملاكي؟ "

 

شهقت بقوة وهمست بصوتٍ مكسور

 

" نعم.. أنتَ بجواري الآن.. لن يؤذينا أحد بعد الآن.. طالما أنتَ بخير سأكون بخير "

 

بينما آرثر كان يحتضنني بقوة.. حاول جاهدًا جعلي اهدأ.. كنتُ أرتجف بين ذراعيه بسبب الرعب الذي عشتهُ والتجربة المروعة التي مررت بها اليوم..

 

رفع آرثر وجهي عن صدره وقبلني على جبيني برقة.. ثم مسح على ظهري بلطف محاولًا تخفيف توتري..

 

قبلني على رأسي عدة قبلات.. وسمعتهُ يهمس برقة

 

" كنتِ قوية وشجاعة ملاكي.. لقد أنقذتِ حياتي ملاكي.. أنتِ فعلا ملاكي.. سأحميكِ دائمًا سولينا.. أنتِ آمنة الآن.. لا داعي للقلق والخوف.. أنا هنا معكِ.. ولن يؤذينا أحد بعد اليوم.. لا أحد حبيبتي "

 

بدأت أستعيد تدريجيًا هدوئي بفضل حب ودعم زوجي.. استمعت إلى كلماته الدافئة والمليئة بالأمان.. رفعت رأسي ونظرت إلى وجهه.. حاولت التأكد من أن آرثر بخير قبل أن أنظر إلى عينيه بحب وامتنان..

 

وضعت رأسي أسفل عنقه وهمست برقة

 

" آرثر.. أنتَ حقًا هو الأمان بالنسبة لي.. شكرًا لأنك هنا معي "

 

أمسك آرثر بوجنتي برفق ورفع رأسي وقبلني قبلة عاطفية على شفتاي.. ثم وضع جبينهُ على جبيني وقال بنبرة حنونة

 

" أنا أحبكِ سولينا.. أحبكِ بجنون ملاكي.. سنتخطى هذا معًا.. لأننا قويان عندما نكون سويًا.. لن يفرقنا أحد بعد الآن ملاكي "

 

سمعنا صوت صفرات سيارات الشرطة تقترب والاسعاف.. نظرنا إلى الأمام ورأينا موكب سيارات رجال آرثر يصل أولا إلى الموقع.. ترجلوا الرجال من سياراتهم ووقفوا أمامنا..

 

نظرت بذعر إلى جسد فيكتور.. ثم نظرت إلى وجه آرثر وبدأت أبكي بشكلٍ هستيري وهتفت بخوف أحرق قلبي

 

" لقد قتلته.. سيتم اعتقالي الآن وسجني.. أرجوك آرثر.. لا تسمح لهم بسجني مرة أخرى.. أنا خائفة.. لا أريد العودة إلى السجن.. لا تسمح لهم بسجني "

 

ضمني آرثر بقوة إلى صدره ثم أبعدني عنه ووضع يديه على كتفي وقال بجدية

 

" سولينا.. توقفي عن البكاء وانظري إليّ "

 

توقفت عن البكاء ونظرت إليه بخوف

 

" تأملني آرثر بنظرات حنونة وقال بجدية

 

" أنتِ لم تقتلي أحد.. أنا من أطلق النار عليه.. فهمتِ ما أقوله؟ "

 

نظرت إليه بذعر وحاولت الاعتراض لكن آرثر وضع يدهُ على فمي برقة وقال بحنان

 

" لن أسمح بأن يتم وضعكِ في زنزانة لدقيقة واحدة.. أنا من أطلق النار على ذلك السافل دفاعاً عن النفس.. أنتِ لن تتفوهي بكلمة أمامهم عن ذلك.. فقط أخبري الشرطة وأمام المحامي الخاص بي كيف حاول اللعين خطفكِ.. هل كلامي واضح ملاكي؟ "

 

أومأت لهُ موافقة ورأيت بذهول آرثر يبتعد عني وأمسك مسدس ستيف.. مسح بصماتي بمنديله ثم أمسكهُ بقبضته ووضعه على خصره..

 

رأيت آرثر يقترب من جسد فيكتور ثم جلس على ركبتيه بجانبه.. بدأ آرثر يضغط على جرح فيكتور في محاولة لإيقاف النزيف..

 

وقفت بصمت أُراقب زوجي بينما دموعي كانت تنهمر بكثرة على وجنتاي.. كنتُ أشعر بالخوف والتعب.. ولكن لم أكن وحيدة الآن.. آرثر هنا.. هو بجانبي.. وسيحميني...

 

كنتُ على ثقة بأننا لن نفترق بعد الآن.. فنحن موحدين في هذه اللحظة الصعبة التي حدثت اليوم في حياتنا..

 

وصلوا رجال الشرطة والاسعاف.. وتم أخذ فيكتور إلى المستشفى تحتَ حراسة مُشددة.. وذهبت برفقة آرثر إلى مركز الشرطة في الولاية..

 

استقبلنا الكولونيل ليون مع رئيس الشرطة.. جلست بهدوء واستمعت بصمت إلى آرثر بينما كان يخبرهما بما حدث..

 

سالت دموعي بصمت عندما سمعت آرثر يقول بثقة تامة وبجدية

 

" حاول قتلي وخطف زوجتي.. لذلك بعد أن تعاركت معه رأيت مسدس ستيف أمامي مرمي على الأرض.. سحبته وأطلقت النار على ذلك الشيطان الكريه.. قتلتهُ دفاعاً عن النفس.. ولأحمي زوجتي.. إن كان سيتم اعتقالي بتهمة القتل الغير المُتعمد.. أنا حاضر.. يمكنك اعتقالي ليون والآن "

 

تنهد ليون بقوة وقال بجدية

 

" ما زال فيكتور مارسن في العناية المشددة.. لم يصلنا خبر وفاته لغاية الآن.. ولكن آرثر.. يوجد إجراءات قانونية يجب أن نتبعها.. سيتم اعتقالك الآن.. ويمكننا إخراجك غداً بكفالة و.. "

 

طرقات على الباب جعلت ليون يتوقف عن التكلم.. دخل شرطي إلى المكتب وقال باحترام

 

" احترامي سيدي.. لقد وصل خبر من المستشفى.. فيكتور مارسن لم يمُت.. ولكن وضعهُ حرج قليلا.. والطبيب الذي أشرف على العملية يؤكد بأنهُ سيعيش "

 

تنهدت براحة وشعرت بالسعادة.. ليس لآن ذلك القذر سيعيش.. بل لأنهُ لن يتم اعتقال زوجي بتهمة القتل..

 

ضحك ليون بسعادة ورأيت المحامي الخاص بزوجي يقف وهتف بسعادة

 

" مبروك.. سيد آرثر.. أنتَ رجل حر الآن.. لن يتم توجيه تهمة ضدك اليوم من قبل الولاية.. أليس كذلك حضرة الكولونيل؟ "

 

وقف ليون وصافح آرثر وقال بمرح

 

" آرثر.. يمكنك الانصراف الآن مع زوجتك.. لن يتم توجيه أي تهمة ضدك.. الحق انتصر في النهاية.. استمتعا في حياتكما.. أما فيكتور مارسن سوف يستمتع في السجن بما تبقى له من حياة لغاية يوم تنفيذ حُكم الإعدام بحقه "

 

أمسك آرثر بيدي وقبلها أمام الجميع ثم لدهشتي حملني بذراعيه وخرج من مركز الشرطة.. رأيت ستيف برفقة أصدقاء آرثر وزوجاتهم وأطفالهم يقفون أمام المركز بانتظارنا..

 

وما أن شاهدونا نخرج صرخوا جميعهم بفرح وركضوا ووقفوا أمامنا.. أرحت رأسي على كتف آرثر وتنهدت بسعادة بينما كنتُ أسمع الجميع يُباركون لنا..

 

بعد أن عادت سولينا برفقة زوجها إلى القصر.. عاد السلامة والاستقرار إلى حياتهما... كانا معًا.. وهما يعرفان أن حبهما يمكن أن يتغلب على أي تحدي..

 

في المساء.. وبينما كان آرثر نائمًا بجانبي.. حضنني بلطف وبدأ يمسح بأصابعهُ على خدي بنعومة.. وسمعتهُ بسعادة يهمس بحنان قائلا

 

" سولينا.. أنتِ حبيبتي "

 

ابتسمت بسعادة وعاد وهمس آرثر برقة

 

" أنا أشعر بالامتنان العميق للحظة التي أنقذتِ فيها حياتي وحياتنا.. أنتِ أقوى امرأة عرفتها.. قوية بحبكِ.. قوية بعاطفتكِ.. قوية بالمسامحة.. وقوية بالدفاع عن من تحبين.. وأنا ممتن لأنكِ جزء من حياتي "

 

استجبت بلطف لحضنه وأغلقت عيناي بينما كنتُ أسمع كلمات آرثر الجميلة.. كنتُ على يقين من حبه الصادق وقوته الكبيرة.. وهذا جعلني أشعر بالأمان والسعادة..

 

تنهدت برقة وهمست بعشق

 

" آرثر.. أنا أيضًا ممتنة لأنك بجانبي.. أنتَ حُب حياتي.. وسأكون دائمًا معك "

 

أخفض آرثر رأسهُ وقبلني قبلة ناعمة وحنونة على شفتاي.. ثم همس برقة

 

" سأكون معكِ إلى الأبد.. سأحبكِ بكل قلبي وروحي.. وسأحميكِ دائمًا ملاكي "

 

تركتهُ يُجردني من ملابسي.. واستسلمت لقبلاتهِ الجميلة والناعمة على جسدي..

 

شعوري بشفتيه تلمس كل إنش من جسدي كانت بالنسبة لي النعيم.. لمساتهِ وقبلاتهِ تجعلني أطير في السماء..

 

مارسنا الحُب بطريقة ساحرة.. سحرني آرثر برقته وحبه..

 

ولأول مرة في هذه الليلة شعرت فعلا بأنني حرة وسعيدة.. وعرفت بأن سعادتي لن تنتهي هذه المرة...

 

بعد مرور خمسة أشهر**

 

خرجت سولينا من السيارة ووقفت أمام المبنى العملاق وهي تنظر بسعادة وبثقة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

دخلت إلى المبنى بثقة وسط الحراسة المشددة.. استقبلها مدير السجن وطلب منها أن تنتظر قليلا..

 

بعد مرور دقائق انفتح الباب ودخل شرطي وهو يدفع كُرسي مُتحرك كان يجلس عليها فيكتور مارسن.. أوقف الشرطي الكرسي أمام سولينا ثم خرج بهدوء وأغلق الباب خلفه..

 

وقفت سولينا ونظرت بهدوء إلى فيكتور مارسن.. بعد أن أطلقت النار عليه تضرر نخاخه الشوكي.. وأصبح فيكتور كسيحاً.. كما فقد القدرة على النطق والتحرك تماما.. كل ما كان يستطيع فعله هو تحريك بؤبؤ عينيه فقط..

 

وقفت أمامهُ وتأملتهُ بنظرات هادئة.. وضعت حقيبة يدي على الكرسي خلفي وكتفت يداي على صدري.. تنهدت بعمق بينما كنتُ أرى كيف كان فيكتور يتأملني بنظرات مذهولة ومُندهشة..

 

تنهدت برقة وكلمتهُ بنبرة هادئة قائلة

 

" أتيت اليوم لرؤيتك شخصياً.. طبعا بموافقة زوجي.. أتيت حتى أُغلق صفحة الماضي نهائياً من حياتي.. أتيت لأتكلم معك بأمر هام "

 

اقتربت خطوة منه ووقفت أمامهُ.. نظرت إليه ببرود وتابعت قائلة

 

" ابنتك سولينا.. أصبحت رسمياً ابنتي وابنة آرثر جيانو اليوم.. اليوم وضع آرثر على أوراقها الثبوتية الجديدة اسمي كوالدة لها.. سولينا طفلة رائعة.. هي سعيدة الآن في حياتها.. ولديها والدين مُحبين يحبونها بقوة.. يمكنك القول بأنه أصبح لديها عائلة حقيقية الآن "

 

لم يتوقف فيكتور عن النظر في عيناي للحظة واحدة.. تنهدت بقوة وتابعت قائلة له

 

" ربما يجب أن تعرف بأنهُ تم القبض على جميع رجالك بعد مرور شهر على حادثتك.. وجميعهم اعترفوا بجرائهم وبجرائمك.. أتيت لأخبرك بنفسي بأنني طلبت من زوجي آرثر حتى يطلب من مُحاميه تخفيف عقوبة الإعدام بحقك.. ليس شفقة.. وليس لأنني سامحتُك.. بل من أجل سولينا الصغيرة "

 

رأيت فك فيكتور يرتعش.. وعرفت بأنهُ كان يرغب أن يقول لي شيء.. لكن لم أهتم لمعرفته.. أخفضت رأسي ونظرت في عمق عينيه.. وكلمتهُ ببرود

 

" طلبت عدم إعدامك لسببين.. الأول من أجل سولي.. والثاني من أجلي.. لأنني أريدُك أن تعيش ما تبقى لك من العمر على هذا الكُرسي وفي السجن.. ليس حقداً أو ما شابه.. فقط لسبب واحد "

 

استقمت وتابعت قائلة بهدوء

 

" والسبب هو.. أريدُك أن تظل على قيد الحياة وأنتَ تعرف بأنني سعيدة مع عائلتي "

 

انحنيت قليلا ونظرت إلى عينيه الجامدة على وجهي.. هززت رأسي بأسف وتابعت قائلة

 

" أنا سأعيش.. سأعيش بسعادة مع عائلتي وإلى الأبد.. سأعيش مع زوجي الذي أعشقهُ بجنون وهو يعشقني.. وسأعيش مع أطفالي بسعادة.. سأعيش حياتي بفرح وبأمان بعيداً عن شرك.. أنا سأعيش.. بينما أنت.. ستبقى هنا تدفع ثمن أفعالك لمدى العمر "

 

رأيت دموعه تسيل على وجنتيه.. ولكن لم أستطع الشعور بالشفقة عليه.. استقمت وقلتُ له بنبرة هادئة

 

" أنا سأعيش حُلمي بسعادة.. بينما أنت ستعيش هنا بسبب جرائمك.. أنا سعيدة لأنك لم تمُت برصاصتي.. ولكن سعيدة لأن القدر جعلك تأخذ نصيبك بالطريقة التي تستحقها "

 

تأملتهُ بشفقة هذه المرة وتابعت قائلة

 

" أنا لا أشمت بك.. ولا أشعر بالفرح بسبب مُعاناتك الآن.. ولكن قررت اليوم مواجهتك والتكلم معك بصدق.. اليوم سوف أسامحك على كل ما فعلتهُ بي وبزوجي "

 

سالت دموع فيكتور أكثر على وجنتيه.. تأملتهُ بشفقة وتابعت قائلة له بهدوء

 

" ربما لا تهتم بما حدث لابنتك الوحيدة وما هو مصيرها.. ولكن سأخبرُك.. سولينا أصبحت ابنتي وابنة آرثر.. زوجي يحبها كثيراً ويعشقها بجنون رغم أنها ابنة عدوه.. سولينا بالنسبة لنا هي البهجة والسعادة.. سأعتني بها جيداً.. وعندما تكبر.. ربما حينها سأخبرها عنك وعن بيلا "

 

استدرت وأمسكت حقيبة يدي ثم نظرت إلى فيكتور وقلتُ له

 

" الله عاقبك على أفعالك.. أتمنى أن تكون قد ندمت.. وأريدُك أن تعرف بأنني سأحب سولي كابنة لي حتى آخر نفس في حياتي.. ربما أنتَ لا تهتم بها.. ولكن أتيت لأخبرك عنها.. وطبعا أتيت لأُخبرك بأنني سأعيش بسعادة مع عائلتي وإلى الأبد "

 

استدرت وغادرت الغرفة ثم خرجت من السجن.. جلست على المقعد في السيارة وابتسمت براحة.. أخيراً أنا فعلا تحررت.. تحررت من الماضي ومن مخاوفي.. والأهم تحررت من فيكتور مارسن إلى الأبد...

 

 

في ليلة هادئة ومضيئة بالشموع.. احتفل آرثر و سولينا بذكرى زواجهم الخامس في قصرهم الفاخر.. القاعة المزينة بالزهور الجميلة والأضواء اللامعة كانت مكانًا ساحرًا يعكس حبهما العميق..

 

كانت ليلة مميزة بالنسبة لهما.. وقررا الاحتفال بمفردهما بهذه المناسبة السعيدة والمميزة..

 

آرثر وسولينا وقفا في وسط ساحة الرقص.. حيث لاحظ آرثر عيون زوجته اللامعة بالسعادة والحب.. أمسك بيد سولينا وبدأوا في الرقص بلحن هادئ ومؤثر.. كانت كلمات الأغنية تتداخل مع وعودهم المتبادلة للحب الأبدي..

 

أقترب آرثر من سولينا وأمسك بها برفق.. قبّلها بلطف على جبهتها وقال بصوت هامس

 

" أنتِ حياتي سولينا... لمدى الأبد سنكون معًا.. لا يهم ما يحدث.. أنا أحبكِ بكل قلبي.. وسأظل أحبك دائمًا.. وسأعيش حياتي بكاملها معكِ "

 

ابتسمت سولينا بسعادة ووضعت رأسها على صدر زوجها وهمست برقة

 

" وأنا أحبك حبيبي.. وسأظل أحبك إلى الأبد.. وسأعيش معك لأخر العمر "

 

توقف آرثر عن الرقص وأمسك بطرف ذقن سولينا ورفع رأسها برفق.. نظر في عمق عينيها وهمس برقة

 

" أحبكِ ملاكي "

 

ثم قبلها بعاطفة على شفتيها...

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 42 - النهاية - سأعيش

 

وهكذا.. احتفظت هذه اللحظة بجمالها و رومنسيتها.. وبينما اندمج الزوجين في حضن دافئ.. علموا أن حبهما سيستمر إلى الأبد.. مرسخًا واعدًا لمستقبلهما المشرق..

 

تفتحت أمامهما سنوات سعيدة مليئة بالحب والتضامن.. انتهت الرواية بخاتمة جميلة تجسدت في قوة حبهما الأبدي ووعد آرثر بأن يبقى مع سولينا إلى الأبد.. وسط الأضواء والموسيقى والسحر..

 

بعد مرور عشرين عامًا**

 

في مكتبه الفخم في قصره.. جلس آرثر جيانو في مكتبه الفخم في قصره.. والذي كان مليئًا بالكتب واللوحات الفنية.. كان يجلس على كرسي جلدي فاخر.. وتحيط به روائح الأخشاب الغريبة والورود الطازجة..

 

كان ينظر إلى ورقة في يده.. بينما تناثرت أشعة الشمس من خلال النوافذ الكبيرة وتسللت عبر الأرضية الرخامية..

 

كان آرثر لا يزال يتألق بالسحر والأناقة.. مع تأثير عمر التاسعة والخمسين عامًا عليه أضافت على وجهه السحر والجاذبية.. كان شعره الأسود الكثيف قد بدأ يظهر بالشيب الفضي.. مما أضاف له جاذبية رجل ذو خبرة وحكمة..

 

بالرغم من مرور الزمن.. ظلت وسامته محفوظة.. وعندما كان ينظر إلى الملف أمامه انفتح الباب ودخلت إلى الغرفة زوجتهُ سولينا والتي ما زالت تتمتع بسحرها وجمالها..

 

رفع آرثر عينيه عن الملف وابتسم برقة عندما رأى سولينا تقف أمام مكتبه.. اختفت ابتسامتهُ بسرعة عندما رأى نظرات الخوف والقلق على وجهها الجميل..

 

نظر إليها بقلق وسألها

 

" ملاكي.. أنتِ بخير؟ "

 

انهارت سولينا جالسة على الكُرسي وهتفت بذعر

 

" آرثر.. مصيبة وقعت على رؤوسنا "

 

شعرت بالقلق الشديد.. وقفت واقتربت منها.. أمسكت بيدها وحضنتُها بكلتا يداي وسألتُها بتوتر

 

" ملاكي.. اهدئي وأخبريني بما حدث "

 

رفعت سولينا رأسها وتأملتني بخوف.. ثم هتفت بفزع

 

" ابنك سيزار.. لقد خطف المسكينة فلورا لينتقم من شقيقها.. وأخذها إلى جزيرة فينوس "

 

رفعت حاجبي عاليا ثم ابتسمت بفخر.. ابني سيزار يُشبهني كثيراً.. كنتُ أتوقع أن يفعل ذلك.. لقد خطف شقيقة عدوه.. أحببت.. هذا ابني القوي..

 

سمعت سولينا تشهق بقوة ثم هتفت بذعر

 

" آرثر.. أنتَ تبتسم؟.. لم تسمع ما قلتهُ لك.. سيزار خطف فلورا وأخذها إلى جزيرة فينوس لينتقم من شقيقها لأنهُ سرق منهُ فتاته.. و... "

 

قاطعتُها بحنان قائلا بينما كنتُ أرفع سولينا لتقف أمامي

 

" أولاً.. لا داعي لتخافي.. ثانياً.. سيزار لم يكن يُحب جولي ولم يهتم بأنها خانته مع عدوه.. سيزار وقع في الحب من النظرة الأولى بالجميلة فلورا عندما شاهدها في الحفلة.. ولذلك سأُرسل له الكاهن إلى جزيرة فينوس حتى يتزوج من الجميلة فلورا قبل أن... احممم.. تعرفين ملاكي "

 

توسعت عيون سولينا ثم تأملتني بنظرات مذهولة وقالت

 

" تريدهُ أن يتزوج من تلك الفتاة المسكينة بالقوة؟.. آرثر.. حبيبي.. لا تفعل ذلك.. عليك أن تُخرج الفتاة من الجزيرة وتعيدها إلى عائلتها سالمة "

 

تنهدت بقوة وأجبتُها برقة

 

" حسناً ملاكي.. كما تريدين.. فأنا لا أستطيع رفض طلباً واحداً لكِ "

 

ولكن طبعاً ذهبنا إلى جزيرة فينوس.. وشعرت بالفخر عندما رأيت ابني يضم فلورا الباكية إلى صدره وهو يهتف بغرور

 

" لقد أصبحت زوجتي.. ولن أسمح لأحد بإبعادها عني "

 

ابني الوسيم تزوج حبيبته رغما عنها.. قريباً سيكون لي أحفاد من ابني سيزار..

 

وهكذا عدت برفقة زوجتي إلى القصر.. في المساء كنتُ أضم جسد زوجتي إلى صدري مثل عادتي.. تنهدت بسعادة وأغمضت عيناي..

 

وبدأت أُفكر برحلة حياتي.. فكرت منذ البداية لغاية هذه اللحظة..

 

ابنتي سولينا أصبحت طبيبة وهي تعمل في مستشفى غريس.. وبعد مرور شهر زفافها على حبيبها الطبيب المشهور كيفن..

 

أما سيزار فقد تزوج منذ يومين بحبيبته.. سوف يجعلها تحبهُ قريباً وتسامحه..

 

أما ابني تريستان.. فهو في الثامنة عشر من عمره.. والحياة ما زالت أمامهُ وتنتظره.. فهو في الجامعة يتعلم إدارة الأعمال والهندسة المعمارية..

 

أما ابنتي انجيل.. طفلتي الجميلة.. أصبحت في الثانية عشر من عمرها.. وهي بهجة وفرحة حياتنا..

 

شعرت بقلبي يمتلئ بالحب والسعادة في هذه اللحظة الهادئة والجميلة.. ضممت جسد زوجتي بقوة وهمست بثقة..

 

" سأكون معكِ إلى الأبد.. سأحبك دائمًا وسأحميك.. أنتِ حياتي.. ملاكي سولينا "

 

امتلأت الغرفة بالحب والدفء.. وبينما سولينا أغلقت عينيها بسعادة وسط هذا الحضن المليء بالعشق.. كانت تعلم أن حبهما سيكون دائمًا قويًا ومتينًا.. مثل القلعة الصامدة التي يعيشون فيها..

 

وسمع آرثر بسعادة سولينا تهمس برقة

 

" سأعيش دائماً بسعادة طالما أنتَ معي حبيبي "

 

النهاية












فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©